×
الأولياء: مطويةٌ ضمَّنها المُصنِّف - حفظه الله - اثنى عشر شبهة من شُبهات المُشركين في عبادة الصالحين، وردود رب العالمين - سبحانه وتعالى - عليها.

 الأولياء


الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده                                           أما بعد

 فقد قَالَ تَعَالىَ:{وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ }[الأنعام: ١١٩]

والشرك بالله مماحرم الله.

 قَالَ تَعَالىَ{قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً}[الأنعام ١٥١]

و من الشرك الذي حرمه رب العالمين عبادة الأولياء والصالحين.

 قَالَ تَعَالىَ:{اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهاً وَاحِداً لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ }[التوبة31]

وعَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِى tقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ‬« لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ دَخَلُوا فِى جُحْرِ ضَبٍّ لاَتَّبَعْتُمُوهُمْ».قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ آلْيَهُودَ وَالنَّصَارَى قَالَ«فَمَنْ».رواه البخاري([1])ومسلم([2])

ردود رب العالمين على شبهات المشركين في عبادة الصالحين.

 الشبهة الأولي:

 زعموا أن الأولياء والصالحين آلهة مع رب العالمين .

 قَالَ تَعَالَى:{ وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدّاً وَلَا سُوَاعاً وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً } [نوح: ٢٣]

 فود رجل صالح عظموه فعبدوه

وسواع رجل صالح عظموه فعبدوه

ويغوث رجل صالح عظموه فعبدوه

ويعوق رجل صالح عظموه فعبدوه

ونسر رجل صالح عظموه فعبدوه

فرد الله عليهم.

 قَالَ تَعَالَى:{قُل لَّوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذاً لاَّبْتَغَوْاْ إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلاً{42} سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوّاً كَبِيراً}[الإسراء43]

وَقَالَ تَعَالَى: {أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِن دُونِي أَوْلِيَاء إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلاً{الكهف102]

  الشبهة الثانية:

 زعموا أن عبادة الأولياء والصالحين تقرب من الله.  

قَالَ تَعَالَى:{ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى}[الزمر3]

فرد الله عليهم. قَالَ تَعَالَى:{ فَلَوْلَا نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ قُرْبَاناً آلِهَةً بَلْ

ضَلُّوا عَنْهُمْ وَذَلِكَ إِفْكُهُمْ وَمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ }[الأحقاف28]

و قَالَ تَعَالَى:{وَمَا كَانَ لَهُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء يُضَاعَفُ لَهُمُ الْعَذَابُ مَا كَانُواْ يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَمَا كَانُواْ يُبْصِرُونَ }[هود20]

و قَالَ تَعَالَى:{مِن وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ وَلَا يُغْنِي عَنْهُم مَّا كَسَبُوا شَيْئاً وَلَا مَا اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاء وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ }[الجاثية10 ]

 الشبهة الثالثة:

زعموا أن الأولياء يملكون التصرف في الكون.

 فرد الله عليهم. قَالَ تَعَالَى:{ وَلَم يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ}[الإسراء111]

و قَالَ تَعَالَى:{ {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ }[سبأ22]

 الشبهة الرابعة:

زعموا أن الأولياء يملكون جلب النفع ودفع الضر .

 فرد الله عليهم. قَالَ تَعَالَى:{قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُلِ اللّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُم مِّن دُونِهِ أَوْلِيَاء لاَ يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ  }[الرعد16]

 الشبهة الخامسة:

قالوا نحن نتبع الأولياء لمعرفة الله ودينه ونبيه.

 فرد الله عليهم. قَالَ تَعَالَى:{اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ  تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ }[الأعراف3]

و قَالَ تَعَالَى:{وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }[الأنعام153]

 الشبهة السادسة:

 قالوا نحن نتبع الأولياء لنصل إلى الله لأن من ليس له ولي يوصله إلى الله فلن يصل.

فرد الله عليهم. قَالَ تَعَالَى:{مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاء كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ }[العنكبوت41]

 الشبهة السابعة:

 زعموا بأن الصالحين أولياؤهم من دون الله.

فرد الله عليهم . قَالَ تَعَالَى:{أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ وَهُوَ يُحْيِي المَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }[الشورى9]

 الشبهة الثامنة:

 زعموا أن بناء المساجد على المقبورين قربة إلى رب العالمين.  

قَالَ تَعَالَى:{قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِداً}[الكهف: ٢١]

فرد الله عليهم: قَالَ تَعَالَى:{وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً} [الجن18]

وعَنْ عَائِشَةَ رَضيَ الله ُ عَنْهَا أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ رَضيَ الله ُ عَنْهَا ذَكَرَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ‬ كَنِيسَةً رَأَتْهَا بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ يُقَالُ لَهَا مَارِيَةُ فَذَكَرَتْ لَهُ مَا رَأَتْ فِيهَا مِنْ الصُّوَرِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ‬:(أُولَئِكَ قَوْمٌ إِذَا مَاتَ فِيهِمْ الْعَبْدُ الصَّالِحُ أَوْ الرَّجُلُ الصَّالِحُ  بَنَوْا عَلَى قَبْرِهِ مَسْجِدًا وَصَوَّرُوا فِيهِ تِلْكَ الصُّوَرَ أُولَئِكَ شِرَارُ الْخَلْقِ عِنْدَ اللَّهِ)رواه اليخاري([3]) ومسلم([4])

وَ عَنْ عَائِشَةَ رَضيَ الله ُ عَنْهَا لَمَّا نَزَلَ بِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ‬طَفِقَ يَطْرَحُ خَمِيصَةً لَهُ عَلَى وَجْهِهِ فَإِذَا اغْتَمَّ بِهَا كَشَفَهَا عَنْ وَجْهِهِ فَقَالَ وَهُوَ كَذَلِكَ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى ا تَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ يُحَذِّرُ مَا صَنَعُوا) رواه البخاري ([5]) ومسلم([6])


فرد الله عليهم: قَال َتَعَالَى:{ قُلِ ادْعُواْ الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلاَ يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلاَ تَحْوِيلاً}[الإسراء: ٥٦]

و قَال َتَعَالَى:{ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ}[فاطر: ١٣]

فعبادة الأولياء والصالحين من أعمال المشركين. قَالَ تَعَالَى:{ وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدّاً وَلَا سُوَاعاً وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً} [نوح:23 ]  

  وقد نهى الله المسلمين عن أعمال المشركين. قَال َتَعَالَى:{ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ{1} لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ }[سورةالكافرون1-2 ]

وقَالَ تَعَالَى:{قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ قُل لاَّ أَتَّبِعُ أَهْوَاءكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذاً وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ }[الأنعام: ٥٦]

و قَالَ تَعَالَى:{قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَمَّا جَاءنِيَ الْبَيِّنَاتُ مِن رَّبِّي وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ }[غافر: ٦٦ ]

 وأمر الله المسلمين بالرد على من يدعون لأعمال المشركين. قَالَ تَعَالَى:{ قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ} [الزمر: ٦٤]

الشبهة التاسعة: قالوا الأولياء يعلمون الغيب. فرد الله عليهم. قَالَ تَعَالَى:{وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ}[آل عمران179]

و قَالَ تَعَالَى:{عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً{26} إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ }[الجن26-27]

الشبهة العاشرة: زعموا بأن الأولياء يجيبون الدعاء. فرد الله عليهم. قَال َتَعَالَى:{إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}[الأعراف: ١٩٤]

الشبهة الحادية عشرة: زعموا بأن من عبد الأولياء كانوا له شفعاء. قَال َتَعَالَى:{ وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَـؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ}[يونس: ١٨]

فرد الله عليهم: قَال َتَعَالَى:{ أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ شُفَعَاء قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئاً وَلَا يَعْقِلُونَ{43}قُل لِّلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعاً لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}[الزمر: ٤٣ – 44 ]

 الشبهة الثانية عشرة: زعموا بأن الأولياء يملكون كشف الضر وتحويل والبلاء.  



(1) صحيح البخاري[بَاب قَوْلِ النَّبِيِّ rلَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ]

(2)صحيح مسلم [باب اتباع سنن اليهود]

(1) صحيح البخاري[ بَاب الصَّلَاةِ فِي الْبِيعَةِ ]

(2) صحيح مسلم[ بَاب النَّهْيِ عَنْ بِنَاءِ الْمَسَاجِدِ عَلَى الْقُبُورِ  ]

(3)صحيح البخاري [بَاب الصَّلَاةِ فِي الْبِيعَةِ  ]

(4) صحيح مسلم [بَاب النَّهْيِ عَنْ بِنَاءِ الْمَسَاجِدِ عَلَى الْقُبُورِ ]