مشاريع الأسرة [ 30 مشروعًا نافعًا للفرد والأسرة والمجتمع في رمضان ]
ترجمات المادة
التصنيفات
- فقه >> العبادات >> حكم الصيام وفضله
- فقه >> الأسرة >> المجتمع المسلم
المصادر
الوصف المفصل
- مشاريع
الأسرة [30 مشروعًا نافعًا للفرد والأسرة والمجتمع في رمضان]
- المشروع الأول: إصلاح ذات البين:
- المشروع الثاني: تعزيز الأخلاق الإسلامية:
- المشروع الثالث: تحقيق المغفرة:
- المشروع الرابع: التخطيط لحجة مع النبي - صلى الله عليه وسلم -:
- المشروع الخامس: الفوز بأجر عبادة ألف شهر:
- المشروع السادس: الفوز بالعتق من النار:
- المشروع السابع: ضاعف رصيدك بالقرآن:
- المشروع الثامن: الصدقة الرمضانية:
- المشروع التاسع: تفطير الصائمين:
- المشروع العاشر: المساهمة في نشر العلم:
- المشروع الحادي عشر: كفاية طالب العلم:
- المشروع الثاني عشر: سقي الماء:
- المشروع الثالث عشر: قضاء دين المدين أو التيسير عليه:
- المشروع الرابع عشر: قضاء حوائج الناس:
- المشروع الخامس عشر: نظافة الحي:
- المشروع السادس عشر: زرع وغرس الأشجار المثمرة:
- المشروع السابع عشر: كفالة اليتيم:
- المشروع الثامن عشر: كفاية الأرملة والمسكين:
- المشروع التاسع عشر: تعليم الناس ما يستغنون به عن المسألة:
- المشروع العشرون: تعزيز العلاقة مع الجيران:
- المشروع الحادي والعشرون: الكلمة الطيبة:
- المشروع الثاني والعشرون: مساعدة الضعفاء:
- المشروع الثالث والعشرون: إغاثة الملهوف:
- المشروع الرابع والعشرون: التفضل على الناس في السفر:
- المشروع الرابع والعشرون: إحياء السنن النبوية:
- المشروع الخامس والعشرون: حفر الآبار:
- المشروع السادس والعشرون: إعانة ذوي الاحتياجات الخاصة:
- المشروع السابع والعشرون: مواساة المرضى وأصحاب البلاء:
- المشروع الثامن والعشرون: المشاركة في حملة تنظيف المساجد:
- المشروع الثلاثون: أداء العمرة عن الغير:
مشاريع الأسرة [30 مشروعًا نافعًا للفرد والأسرة والمجتمع في رمضان]
عادل بن علي الشدي - أحمد بن عثمان المزيد
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
فقد قال بعض السلف: كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم شهر رمضان، ويدعونه ستة أشهر أن يتقبله منهم. وهذا يدل على عظيم اهتمام السلف بهذا الشهر، وتفكرهم فيما يقدمون فيه من طاعات وأعمال بر.
إن الأسرة المسلمة مدعوة اليوم إلى جلسة عاجلة للتشاور فيما بينها حول ما يمكن أن تقدمه من مشاريع الإحسان في رمضان، وقد رأينا أن نقدم للأسرة نماذج من تلك المشاريع الخيرية التي تعود بالنفع على الأسرة وعلى الناس، لتختار الأسرة ما يناسبها من تلك المشاريع، ومن ذلك:
المشروع الأول: إصلاح ذات البين:
لا يمكن للأسرة أن تنجز أي مشروع جماعي دون أن يكون هناك وئام وتآلف بين أفرادها، وهذا يتطلب التسامح والتغافر وإزالة أسباب الخلاف، والفرقة بين أفراد الأسرة، لتستقبل الأسرة هذا الشهر بقلوب يملؤها الحب والمودة والرحمة، قال تعالى: }فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ{ [الأنفال: 1].
وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أفضل الصدقة: إصلاح ذات البين»، [الطبراني والبزار وصححه الألباني].
وقال - صلى الله عليه وسلم -: «ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟» قالوا: بلى. قال: «إصلاح ذات البين، فإن فساد البين هي الحالقة، لا أقول تحلق الشعر، ولكن تحلق الدين».
ومضة:
جرى بين الحسن بن عليّ وأخيه الحسين – رضي الله عنهم أجمعين - كلام حتى تهاجرا، فلما أتى على الحسن ثلاثة أيام من هجر أخيه، أقبل إلى الحسين، وهو جالس، فأكبَّ على رأسه فقبَّله، فلما جلس الحسن، قال له الحسين: إن الذي منعني من ابتدائك والقيام إليك، أنك أحقّ بالفضل مني، فكرهت أن أنازعك ما أنت أحق به.
المشروع الثاني: تعزيز الأخلاق الإسلامية:
ينبغي على أفراد الأسرة أن ينفقوا على تطبيق الأخلاق الإسلامية فيما بينهم، وفيما بينهم وبين الناس، وأن يكون هذا ديدنهم طوال الشهر، وأن يستمروا على ذلك بعد رمضان؛ لأن هذا هو روح الإسلام، والمقصد الأسنى من بعثة النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق» [أحمد والحاكم، وصححه الألباني].
وهو أيضا المقصد الأسنى لصيام رمضان وغيره؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «ليس الصيام عن الطعام والشراب، وإنما من اللغو والرفث» [رواه ابن حبان].
وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «الصيام جُنّة، فإذا كان يوم صوم أحدكم، فلا يرفث، ولا يصخب، فإن سبابّه أحد أو قاتله فليقل: إني صائم» [متفق عليه].
إن الصيام لا بد أن يزكي الأنفس، ويطهرها من الشح والأثرة والكبر والعجب وسائر الدناءات. وإذا كان الصيام لا يردع عن غيبة أو نميمة أو كذب أو حسد أو بغضاء أو سخرية أو استهزاء فما فائدته؟ وما تأثيره على صاحبه؟ قال - صلى الله عليه وسلم -: «من لم يدع قول الزور والعمل به والبغي، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه» [رواه البخاري].
المشروع الثالث: تحقيق المغفرة:
رمضان فرصة لمغفرة الذنوب والخطايا، وينبغي على الأسرة أن يكون من أهم أهدافها في رمضان ألا ينسلخ هذا الشهر إلا وقد غفرت ذنوب جميع أفرادها، فقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «رغم أنف، ثم رغم أنف، ثم رغم أنف» قيل: من يا رسول الله؟ قال: «من أدرك رمضان، فلم يغفر له» [مسلم].
ومن أسباب المغفرة في رمضان:
1- صيام رمضان: لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه» [متفق عليه].
2- قيام رمضان: لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه» [متفق عليه].
3- قيام ليلة القدر: لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه» [متفق عليه].
ومما ينبغي التنبيه عليه في ذلك:
1- أن الصائم والقائم لا ينال الأجر والمغفرة إلا إذا كان صيامه ناتجا عن إيمانه بالله عز وجل، وكان مخلصا لله فيه، محتسبا الأجر عند ربه.
2- لا بد من صيام كامل الشهر على الوجه المطلوب.
3- لا بد من قيام كامل الشهر، وأن يصلي الصلاة كاملة، ولا ينصرف حتى ينصرف الإمام.
4- لا بد من الاجتهاد في ليالي العشر الأواخر من رمضان كلها، حتى يضمن إدراك ليلة القدر.
المشروع الرابع: التخطيط لحجة مع النبي - صلى الله عليه وسلم -:
وذلك بأداء العمرة في رمضان على الوجه المشروع، فقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «عمرة في رمضان تعدل حجة –أو قال- حجة معي» [متفق عليه].
المشروع الخامس: الفوز بأجر عبادة ألف شهر:
من أعظم فضائل رمضان اشتماله على ليلة القدر التي باركها الله، وشرفها على غيرها من الليالي، قال تعالى: }إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ{ [القدر: 1-3]، وقد أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بتحري هذه الليلة في العشر الأواخر من رمضان، فينبغي على من أراد إدراك فضيلة هذه الليلة أن يجتهد في جميع ليالي العشر، حتى يضمن إدراك هذا الأجر الكبير والثواب الجزيل.
ومما يعين على إدراك فضيلة ليلة القدر اعتكاف العشر الأواخر من رمضان، والتفرغ في هذه الأيام والليالي للعبادة والذكر والصلاة وتلاوة القرآن، فقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله [متفق عليه].
المشروع السادس: الفوز بالعتق من النار:
على الأسرة أن يكون في تخطيطها لشهر رمضان عتق جميع أفرادها من النار، وذلك بإحسان الصيام والقيام، وحفظ الجوارح عن المعاصي والآثام، والمبالغة في حسن معاملة الأنام؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إن لله تبارك وتعالى عتقاء في كل يوم وليلة» [البزار وصححه الألباني].
وينبغي تعاطي الأسباب التي ورد أن صاحبها يُعتق من النار، ومن ذلك:
1- الذبّ عن عرض المسلم؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «من ذبَّ عن عرض أخيه بالغيبة، كان حقا على الله أن يعتقه من النار» [أحمد وصححه الألباني].
2- وقوله - صلى الله عليه وسلم -: «من كان سهلاً هيناً ليناً، حرَّمه الله على النار» [الحاكم وصححه الألباني].
المشروع السابع: ضاعف رصيدك بالقرآن:
على الأسرة أن يكون ضمن مشاريعها الرمضانية تلاوة القرآن وختمه في رمضان عدة مرات، فرمضان شهر القرآن، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يدارس جبريل القرآن في رمضان، وليس عسيرا على من فرّغ نفسه لطاعة الله في هذا الشهر أن تكون له ختمة كل ثلاث أو كل خمس، أو كل أسبوع، وهذا يضاعف الرصيد من الحسنات؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «من قرأ حرفا من كتاب الله، فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: }الم{ حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف» [الترمذي].
المشروع الثامن: الصدقة الرمضانية:
على الأسرة أن تعوّد أفرادها على البذل والعطاء والإنفاق، وبخاصة في هذا الشهر الفضيل، (فقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، حين يلقاه جبريل، فيدارسه القرآن، فلرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أجود بالخير من الريح المرسلة) [متفق عليه].
وعلى المسلم أن يبذل جهده في البحث عن أولئك المستحقين الأخفياء الأتقياء الذين لا يسألون الناس، فهؤلاء أحق ممن نراهم يسألون في الطرقات والمساجد والأسواق.
كما أنه من المفيد أن يعوّد الرجل أفراد أسرته على العطاء، وأن يدفعهم إلى ذلك، ويذكرهم بفضائل الصدقة، وبذل المعروف.
المشروع التاسع: تفطير الصائمين:
من المشاهد الجميلة التي نراها: تلك الموائد الرمضانية المنتشرة في كل مكان بقصد تفطير الصائمين من الفقراء، والمشغولين الذين لا وقت لديهم لتجهيز فطورهم، فعلى الأسرة أن تشارك في هذا الخير؛ إما بالمال، وإما بالطعام، وهذا أفضل، والنبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يقول: «من فطّر صائما كان له مثل أجره» [أحمد والترمذي وصححه الألباني].
ومن الصور الرائعة التي نراها هذا الشباب الطيب الذي يقف عند إشارات المرور وقت المغرب لتفطير الصائمين الذين أدركهم وقت الإفطار، وهم في سياراتهم، فجزاهم الله خير الجزاء.
المشروع العاشر: المساهمة في نشر العلم:
فقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته: علما نشره، وولدا تركه، ومصحفا ورّثه، أو مسجدا بناه، أو بيتا لابن السبيل بناه، أو نهرا أجراه، أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته، تلحقه من بعد موته» [البيهقي وحسنه الألباني].
فإذا كان عالما نشر العلم بنفسه عن طريق التعليم والتدريس وإفادة الطلبة، وإن لم يكن عالما ساهم في نشر العلم عن طريق توزيع الكتب والأشرطة والنشرات النافعة. أو عن طريق حث الناس على حضور مجالس أهل العلم، وعمل جدول بمواعيد تلك الدروس، وتوزيعه على الناس.
المشروع الحادي عشر: كفاية طالب العلم:
وهذا أيضا من الإسهام في نشر العلم، فعن أنس رضي الله عنه قال: كان أخَوَان على عهد النبيّ - صلى الله عليه وسلم - فكان أحدهما يأتي النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - - لحضور حديثه ومجلسه - والآخر يحترف، فشكا المحترف أخاه إلى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، إن هذا أخي لا يعينني بشيء، فقال - صلى الله عليه وسلم -: «لعلك تُرزق به» [صحيح سنن الترمذي].
المشروع الثاني عشر: سقي الماء:
الماء شريان الحياة، وقد يكون الماء شحيحا في بعض المناطق، فيكون سقي الماء وتوفيره للناس بعد الإفطار من أعظم الصدقات؛ ولذلك قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أفضل الصدقة سقي الماء» [أحمد وأبو داود وحسنه الألباني].
المشروع الثالث عشر: قضاء دين المدين أو التيسير عليه:
الدين همٌّ بالليل وغم بالنهار؛ ولذلك قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أفضل الأعمال أن تدخل على أخيك المؤمن سرورا، أو تقضي عنه دينا، أو تطعمه خبزا» [ابن أبي الدنيا وحسنه الألباني].
وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «من نَفَّس عن غريمه، أو محا عنه، كان في ظل العرش يوم القيامة» [أحمد والدارمي].
وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من سرّه أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة فلينفس عن معسر أو يضع عنه» [مسلم].
وقال - صلى الله عليه وسلم -: «كان رجلٌ يداين الناس، فكان يقول لفتاه: إذا أتيت معسرا، فتجاوز عنه لعل الله يتجاوز عنا، فلقي الله فتجاوز عنه» [مسلم].
المشروع الرابع عشر: قضاء حوائج الناس:
عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «أحب الناس إلى الله أنفعهم، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل: سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه دينا، أو تطرد عنه جوعا، ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إليّ من أن أعتكف في المسجد شهرا، ومن كف غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظا ولو شاء أن يمضيه أمضاه، ملأ الله قلبه رضًا يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له، أثبت الله تعالى قدمه يوم تزل الأقدام، وإن سوء الخلق ليفسد العمل، كما يفسد الخل العسل» [ابن أبي الدنيا وحسنه الألباني].
وقال - صلى الله عليه وسلم -: «من نفَّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفَّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسَّر على معسر يسَّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد، ما كان العبد في عون أخيه» [مسلم].
المشروع الخامس عشر: نظافة الحي:
في شهر رمضان يكثر الناس من إلقاء أكياس القمامة في الشوارع، فتأتي القطط فتفتحها، وتبعثر ما فيها، فيتأذى بذلك المارة، وقد ينتج عن ذلك الروائح الكريهة التي تؤذي الناس، وهذا مظهر يخالف تعاليم الإسلام التي أرشدت إلى تنظيف الطرقات وإماطة الأذى عنها، ولو أن كل أسرة حرصت على وضع النفايات في أماكنها المخصصة لما حدث مثل هذا الأذى، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «الإيمان بضع وسبعون شعبة، أعلاها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان» [متفق عليه]، فانظر كيف ربط النبي - صلى الله عليه وسلم - بين هذا المظهر الحضاري وبين الإيمان، مما يدل على عظمة هذا الدين واهتمامه بكافة شئون الحياة.
وقال - صلى الله عليه وسلم -: «بينما رجل يمشي بطريق وجد غصن شوك على الطريق فأخَّره، فشكر الله له، فغفر له» [متفق عليه].
وقال - صلى الله عليه وسلم -: «أمط الأذى عن الطريق، فإنه لك صدقة» [البخاري في الأدب المفرد، وصححه الألباني].
المشروع السادس عشر: زرع وغرس الأشجار المثمرة:
لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «ما من مسلم يغرس غرسا، أو يزرع زرعا، فيأكل منه طير أو إنسان، إلا كان له به صدقة» [متفق عليه].
المشروع السابع عشر: كفالة اليتيم:
لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا» وأشار بالسبابة والوسطى. [رواه البخاري].
وقال - صلى الله عليه وسلم -: «من ضم يتيما بين مسلمين في طعامه وشرابه حتى يستغني عنه، وجبت له الجنة» [أبو يعلى وصححه الألباني].
المشروع الثامن عشر: كفاية الأرملة والمسكين:
لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله، أو كالذي يصوم النهار، ويقوم الليل» [البخاري].
المشروع التاسع عشر: تعليم الناس ما يستغنون به عن المسألة:
وهذا أفضل من إعطائه صدقة ثم تركه يتكفف الناس، فعن أبي ذر قال: قلت: يا رسول الله، أي الأعمال أفضل؟ قال: «الإيمان بالله، والجهاد في سبيله»، قال: قلت: أي الرقاب أفضل؟ قال: «أنفسها عند أهلها، وأكثرها ثمنا»، قال: قلت: فإن لم أفعل؟ قال: «تعين صانعا، أو تصنع لأخرق»، قال: قلت: أرأيت ضعفت عن بعض العمل؟ قال - صلى الله عليه وسلم -: «تكف شرك عن الناس، فإنها صدقة منك على نفسك» [مسلم].
المشروع العشرون: تعزيز العلاقة مع الجيران:
قد تكون العلاقة بين الجيران سيئة أو فاترة، فيكون رمضان فرصة لعودة الدفء إلى هذه العلاقة، فحق الجار عظيم، قال - صلى الله عليه وسلم -: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره» [البخاري].
وقال - صلى الله عليه وسلم -: «خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه، وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره» [صحيح الترمذي].
وقال - صلى الله عليه وسلم - لأبي ذر: «يا أبا ذر، إذا طبخت مرقة فأكثر ماءها، وتعاهد جيرانك» [مسلم].
المشروع الحادي والعشرون: الكلمة الطيبة:
قال تعالى: }وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا{ [البقرة: 83]، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «اتقوا النار ولو بشق تمرة، فإن لم يكن فبكلمة طيبة» [متفق عليه].
وقال - صلى الله عليه وسلم -: «إن في الجنة غرفا ترى ظهورها من بطونها، وبطونها من ظهورها» قيل: لمن يا رسول الله؟ قال: «لمن أطاب الكلام، وأطعم الطعام، وأدام الصيام، وصلى بالليل والناس نيام» [صحيح الترمذي].
المشروع الثاني والعشرون: مساعدة الضعفاء:
وهذا باب عظيم من أبواب الأجر، فعن أنس رضي الله عنه قال: كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في السفر، فمنا الصائم، ومنا المفطر. قال: فنـزلنا منـزلا في يوم حار، أكثرنا ظلا صاحب الكساء، ومنا من يتقي الشمس بيده، قال: فسقط الصوّام، وقام المفطرون وضربوا الأبنية، وسقوا الركاب، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ذهب المفطرون اليوم بالأجر» [متفق عليه].
المشروع الثالث والعشرون: إغاثة الملهوف:
والملهوف هو ذو الحاجة الملحة التي لا يمكن تأخيرها، فإغاثة مثل هذا، وتفريج كربته لها أجر عظيم، قال - صلى الله عليه وسلم -: «على كل مسلم صدقة، فإن لم يجد فيعمل بيده، فينفع نفسه ويتصدق، فإن لم يستطع، فيعين ذا الحاجة الملهوف، فإن لم يفعل، فيأمل بالخير، فإن لم يفعل، فيمسك عن الشر، فإن له صدقة» [متفق عليه].
المشروع الرابع والعشرون: التفضل على الناس في السفر:
فعن أبي سعيد قال: بينما نحن في سفر مع النبي - صلى الله عليه وسلم - إذ جاء رجل على راحلة له، فجعل يصرف بصره يمينا وشمالا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من كان له فضل ظهر فليعُد به على من لا ظهر له، ومن كان عنده فضل زاد فليعُد به على من لا زاد له» [مسلم].
وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بتخلف في المسير، فيُزجي([1]) الضعيف، ويُردف، ويدعو لهم. [صحيح أبي داود].
المشروع الرابع والعشرون: إحياء السنن النبوية:
لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «من أحيا سنة من سنتي، فعمل بها الناس، كان له مثل أجر من عمل بها، لا ينقص من أجرهم شيئا، ومن ابتدع بدعة، فعمل بها، كان عليه أوزار من عملها، لا ينقص من أوزار من عمل بها شيئا» [صحيح ابن ماجة].
المشروع الخامس والعشرون: حفر الآبار:
لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «من حفر بئر ماء، لم يشرب منه كبد حرّي من جن، ولا إنس، ولا طائر، إلا آجره الله يوم القيامة، ومن بنى مسجدا كمفحص قطاة أو أصغر، بنى الله له بيتا في الجنة» [رواه ابن خزيمة].
المشروع السادس والعشرون: إعانة ذوي الاحتياجات الخاصة:
عن أبي ذر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «على كل نفس في كل يوم طلعت في الشمس صدقة منه على نفسه»، قلت: يا رسول الله، من أين أتصدق، وليس لنا مال؟ قال: «لأن من أبواب الصدقة: التكبير، وسبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، وأستغفر الله، وتأمر بالمعروف، وتنهى عن المنكر، وتعزل الشوكة عن طريق الناس، والعَظْمة، والحَجَر، وتهدي الأعمى، وتُسمع الأصم والأبكم حتى يفقه، وتدل المستدل على حاجة له قد علمت مكانها، وتسعى بشدة ساقيك إلى اللهفان المستغيث، وترفع بشدة ذراعيك مع الضعيف، كل ذلك من أبواب الصدقة منك على نفسك» [أحمد].
المشروع السابع والعشرون: مواساة المرضى وأصحاب البلاء:
كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا دخل على مريض قال له: «لا بأس، طهور إن شاء الله تعالى» [البخاري].
وقال: «ما من مسلم يعود مسلما، فيقول سبع مرات: أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك إلا شفي، إلا أن يكون قد حضر أجله» [صحيح أبي داود].
وقال - صلى الله عليه وسلم -: «كن مع صاحب البلاء تواضعا لربك وإيمانا» [الطحاوي، وهو في السلسلة الصحيحة].
المشروع الثامن والعشرون: المشاركة في حملة تنظيف المساجد:
وأهم ما تطهر منه المساجد: الشرك والبدع ثم ما لا يليق بالمساجد من الأذى، فعن أنس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رأى نخامة في قبلة المسجد، فغضب حتى احمر وجهه، فجاءت امرأة من الأنصار فحكتها، وجعلت مكانها خلوقا، فقال - صلى الله عليه وسلم -: «ما أحسن هذا؟» [صحيح أبي داود].
وقال - صلى الله عليه وسلم -: «عُرضت عليَّ أعمال أمتي : حسنها وسيئها، فوجدت من محاسن أعمالها: الأذى يماط عن الطريق، ووجدت من مساوئ أعمالها: النخاعة تكون في المسجد لا تدفن» [مسلم].
المشروع التاسع والعشرون: الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر:
وهذا من أعظم مشاريع الإحسان في رمضان وغيره، قال تعالى: }وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ{ [لقمان: 17].
وقال - صلى الله عليه وسلم -: «من رأى منكم منكرا، فلغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع، فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان» [مسلم].
وعلى المسلم أن يستخدم الرفق في أمره ونهيه، فقد قال الله عز وجل لموسى وهارون: }اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى{ [طه: 43-44].
وقال - صلى الله عليه وسلم -: «والذي نفسي بيده، لتأمرن بالمعروف، ولتنهون عن المنكر، أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابا منه، ثم تدعونه، فلا يستجاب لكم» [صحيح الترمذي].
المشروع الثلاثون: أداء العمرة عن الغير:
كالوالد والوالدة والقريب والصاحب، لحديث أبي رزين العقيلي أنه أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إن أبي شيخ كبير لا يستطيع الحج ولا العمرة، ولا الظعن. فقال - صلى الله عليه وسلم -: «حج عن أبيك واعتمر» [أبو داود والنسائي والترمذي]، فيجوز أداء العمرة عن الغير لم يعتمر سواء كان ميتا أو عاجزا لا يستطيع، والأولى أن يكون ذلك في سفرة مستقلة غير السفرة التي اعتمر فيها الإنسان عن نفسه.
([1]) يزجي الضعيف: يسوقه حتى يلحق بالركب.