×
الحج المبرور : كتيب باللغة العربية، للشيخ: محمد زينو - رحمه الله - بين فيه أعمال الحج والعمرة، وبعض آدابهما، مع ذكر بعض الوصايا المهمة للحاج.

الحج المبرور

محمد بن جميل زينو


بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي لـه ، وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .

أما بعد ؛؛ فهذه رسالة موجزة سميتها : (الحج المبرور) ذكرت فيها أعمال العمرة والحج ، وخطبة الرسول صلى الله عليه وسلم في عرفات وما يستفاد من هذه الخطبة العظيمة ، وآداب زيارة مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ، وبعض الأدعية المشروعة ، وغيرها من الأمور المهمة التي يحتاج إليها المعتمر والحاج بأسلوب سهل ومختصر .

والله أسأل أن ينفع بها المسلمين ويجعلها خالصة لله تعالى .

أعمال العمرة

1- الإحرام .

2- الطواف .

3- السعي .

4- حلق الشعر أو تقصيره .

أولاً : الإحرام :

1- اغتسل وتطيب إن تيسر لك ، ثم ألبس الإحرام وهو إزار ورداء ، مع كشف الرأس للرجل ، والمرأة تبقى بلباسها المشروع ، وتغطي وجهها بشئ غير مشدود عليه عند رؤية الرجال ، ولا تلبس القفازين بيديها .

2- استقبل القبلة قائماً وقل : ( لبيك اللهم بعمرة) . عند الميقات ([i]) ولمن خاف شيئاً يعوقه أن يشترط فيقول : ( اللهم محلي حيث حبستني) . فإن اعترضه حادث يحل من إحرامه دون أن يتم ولا شئ عليه .

3- أرفع صوتك بالتلبية قائلاً : ( لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك ) .

محظورات الإحرام :

الجماع ودواعيه ، وارتكاب المعاصي ، والجدال بالباطل ، ( ولبس المخيط ، وتغطية الرأس للرجل) والتطيب ، وإزالة الشعر وتقليم الأظافر ، وصيد البر ، والخطبة وعقد النكاح .

مبيحات الإحرام :

الاغتسال ولو بذلك الرأس ، وحك البدن والرأس وتمشيطه ، ولو سقط منه بعض الشعر ، والاحتجام ، وشم الريحان ، وقص الظفر المكسور ، وخلع الضرس ، والاستظلال بما شاء ما لم يمس رأسه ، كالخيمة أو الشجرة أو المظلة (الشمسية) ، وشد الحزام على الإزار وعقده عند الحاجة ، ولبس النعلين ، ولبس الخاتم وساعة اليد والنظارة ، وغسل ملابس الإحرام أو تبديلها : لقول الله تعالى : ( يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ) .

ثانياً : الطواف :

1- أمسك التلبية إذا وصلت مكة ، وتوضأ ، فإذا دخلت المسجد الحرام فقدم رجلك اليمنى قائلاً : ( اللهم صل على محمد اللهم أفتح لي أبواب رحمتك) فإذا رأيت الكعبة فارفع يديك وأدع بما تيسر أو قل : ( اللهم أنت السلام ومنك السلام فحينا ربنا بالسلام) .

2- طف حول الكعبة سبعة أشواط ، كاشفاً كتفك الأيمن مسرعاً في الثلاثة الأول منه في هذا الطواف فقط ، مبتدئاً بالحجر الأسود قائلاً : ( الله أكبر ) وقبله إن استطعت ، أو أشر إليه باليمين ، ولا تقف عند الحجر إلا إذا أردت تقبيله ، ولا تزاحم الناس عليه فتؤذيهم ، وأمسح الركن اليماني كل مرة إن استطعت بلا تقبيل ولا اشارة ولا ترفع صوتك بالذكر والدعاء أثناء الطواف وقل بين الركعتين : ( ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة ، وقنا عذاب النار) .

3- اذهب إلى مقام إبراهيم وغط كتفك الأيمن وأقرأ (وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلّىً) .

ثم صل ركعتين خلف مقام إبراهيم إن تيسر ، ولو بعيداً عنه ، والا ففي أي مكان في الحرم ، وأقرأ ( قل يا أيها الكافرون) في الركعة الأولى ، وأقرأ ( قل هو الله أحد) في الركعة الثانية .

4- اذهب إلى زمزم واشرب وصب على رأسك منه ، وعد إلى الحجر الأسود ، فقبله إن استطعت أو أشر إليه باليمين مكبراً .

ثالثاً : السعــي :

1- توجه إلى الصفا ، فإذا دنوت منه فأقرأ : (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ)

(أبدأ بما بدأ الله به )

فإذا صعدت على الصفا فانظر إلى الكعبة إن تيسر واستقبل القبلة ووحد الله وكبره ثلاثاً ، وقل : ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير . لا إله إلا الله وحده ، أنجز وعده ونصر عبده ، وهزم الأحزاب وحده) .

وادع بين ذلك رافعاً يديك وقل مثل هذا ثلاث مرات .

2- أمش إلى المروة ، وأسرع بين الميلين الأخضرين .

3- افعل على المروة كما فعلت على الصفا من استقبال القبلة ، والتكبير ، والتوحيد ، والدعاء ، وإن دعوت في السعي : ( رب أغفر وأرحم ، إنك أنت الأعز الأكرم) فهو حسن .

4- كرر السعي سبع مرات يحسب الذهاب مرة ، والرجوع مرة ، وينتهي السعي عند المروة .

فإذا خرجت من الحرم فقدم رجلك اليسرى وقل : ( اللهم صل على محمد اللهم إني أسألك من فضلك) .

رابعاً: الحلـق :

1- إحلق شعرك كله وهو الأفضل أو قصره كله ، إن كان وقت الحج قريباً ، والمرأة تقص من شعرها قليلاً .

* انتهت أعمال العمرة إلبس ثيابك ويحل لك كل شئ .

تنبيه : من أحرم بحج مفرد ، أو قارن ، فليتحلل ليكسب أجر عمرة امتثالاً لأمر النبي صلى الله عليه وسلم القائل : ( فمن كان منكم ليس معه هدي فليحل وليجعلها عمرة) .

أعمال الحج ([ii])

1- الإحرام .

2- المبيت بمنى .

3- الوقوف بعرفة .

4- المبيت بمزدلفة .

5- الرمي .

6- الذبح .

7- الحلق .

8- الطواف والسعي .

9- المبيت بمنى أيام العيد والرمي .

10- طواف الوداع .

أولاً : الإحرام :

1- إلبس ثياب الإحرام يوم الثامن من ذي الحجة بمكة وقف مستقبلاً القبلة قائلاً : ( لبيك اللهم حجة) وقل كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ( اللهم حجة لا رياء فيها ولا سمعة) وأرفع صوتك بالتلبية : ( لبيك اللهم لبيك ...................) .

ثانياً : المبيت بمنى :

1- إذهب إلى منى بعد الشروق وصل خمس صلوات قصراً ، فتصل الظهر والعصر والعشاء ركعتين في وقتها ، وبت فيها لتصلي الصبح .

ثالثاً :الوقوف بعرفة :

1- إذهب إلى عرفة يوم التاسع بعد الشروق ، ملبياً ومكبراً ، وصل الظهر والعصر فيها قصراً ، جمع تقديم بأذان واحد واقامتين بدون سنة ، وتأكد أنك في عرفة داخل حدودها لأن الوقوف في عرفة ركن أساسي في الحج ، من تركه بطل حجه .

2- قف مستقبلاً القبلة رافعاً يديك ، داعياً الله وحده ، وأحذر دعاء غيره ، ملبياً قائلاً ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له) .

قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( خير الدعاء يوم عرفة وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد ، وهو على كل شئ قدير).

وقال صلى الله عليه وسلم : ( أحب الكلام إلى الله أربع : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر) .

وأبق على هذا حتى تغرب الشمس .

رابعاً:المبيت بمزدلفة :

1- إنزل من عرفة بعد الغروب بهدوء إلى مزدلفة وصل المغرب والعشاء قصراً جمع تأخير بأذان واحد واقامتين بدون سنة ، وبت فيها وجوباً لتصلي الفجر ، وتذكر الله عند المشعر الحرام ، مستقبلاً القبلة رافعاً يديك ، داعياً حامداً مكبراً مهللاً موحداً و (المزدلفة كلها مشعر) . ويسمح للضعفاء بالانصراف بعد نصف الليل .

خامساً: الرمي :

1- أخرج من مزدلفة قبل الشروق إلى منى يوم العيد ملبياً ، وعليك السكينة ، وارم الجمرة الكبرى بعد الشروق ولو إلى الليل – جاعلاً مكة عن يسارك و (منى) عن يمينك – بسبع حصيات صغيرة تأخذها من (مزدلفة) مكبراً مع كل حصاة ، عالماً بوقوعها في المرمى ، فإذا لم تقع فيه باعدها ، وأقطع التلبية بعد الرمي .

2- إلبس ثيابك وتطيب ، ويحل كل شئ لك ([iii]) إلا النساء .

سادساً: الذبـح :

أذبح ذبيحة وأسلخها فـي (منى أو مكة) أيام العيد ، وكل منها وأطعم الفقراء ، ويجوز التوكيل ، فتدفع ثمنها إلى من تثق بها من الأفراد أو المؤسسات ، فإن لم تملك ثمنها فصم ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعت لأهلك ، والمرأة في ذلك كالرجل ، وهذا واجب على المتمتع والقارن .

سابعاً:الحلق :

1- إحلق شعرك كله ، أو قصره كله ، والحلق أفضل ، والمرأة تقص من شعرها قليلاً ، ولا يجزئ ما يفعله كثير من الناس بتقصير بعض شعر الرأس ، بل لا بد من تقصيره كله ، لأن التقصير يقوم مقام الحلق ، والحلق لجميع الرأس .

ثامناً : الطواف والسعي :

1- توجه إلى مكة فطف حول الكعبة سبعاً ، وأسع بين الصفا والمروة سبعاً كما تقدم في أعمال العمرة وبعد الطواف والسعي تحل لك زوجتك بعد أن كانت حراماً ، وإذا لم يتيسر لك الطواف والسعي في هذا اليوم ، ففي أيام التشريق ، فإن لم تستطيع ، ففي أيام ذي الحجة .

2- السنة ترتيب أعمال يوم العيـد : رمي جمرة العقبة ، فالذبح ، فالحلق ، فطواف الإفاضة ، فالسعي للمتمتع .

3- فإن قدمت شيئاً منها أو أخرت جاز لقوله صلى الله عليه وسلم : ( لا حرج ، لا حرج).

تاسعاً: المبيت بمنى والرمي :

1- ارجع إلى منى أيام العيد وبت فيها وجوباً .

2- الرمي : ووقته بعد الظهر إلى الغروب ويمتد إلى الليل عند الضرورة .

3- ارم الجمرات الثلاث بالترتيب مبتدئاً بالصغرى ، بسبع حصيات لكل جمرة تلتقطها من (منى) مكبراً مع كل حصاة وقـف بعدها مستقبلاً القبلة رافعاً يديك داعياً الله وحده كثيراً .

4- ثم أرم الجمرة الوسطى كالصغرى وقف بعدها للدعاء .

5- ثم أرم الجمرة الكبرى جاعلاً (منى) عن يمينك و (مكة) عن يسارك ولا تقف بعدها للدعاء .

6- أرم الجمرات الثلاثة في اليوم الثالث من العيد كما فعلت في اليوم الثاني منه واخرج من (منى) قبل الغروب – إذا تعجلت – وإلا وجب عليك المبيت في (منى) ورمي الجمرات الثلاث في اليوم الرابع ، وهو الأفضل وتكون بذلك من المتأخرين .

7- يجوز للمعذور أن يؤخر رمي اليوم الثاني من العيد إلى اليوم الثالث ، والثالث إلى الرابع ، ويجوز التوكيل بالرمي عن النساء الضعيفات والمرضى والضعفاء والصغار .

عاشراً: طواف الوداع :

1- وهو واجب لغير الحائض والنفساء ، ويكون السفر بعده ، وتجب الذبيحة في تركه ، أو ترك الرمي ، أو تركيب المبيت بمنى .

إذ خرجت من الحرم فقدم رجلك اليسرى قائلاً : ( اللهم صل على محمد اللهم إني أسألك من فضلك) .

وعند السفر لا تنس دعاء السفر .

خطبة الرسول صلى الله عليه وسلم

خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس في عرفات وقال : ( إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم ، كحرمة يومكم هذا ، في شهركم هذا ، في بلدكم هذا ، ألا كل شئ من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع ، ودماء الجاهلية موضوعة ، وإن أول دم أضع من دمائنا دم ابن ربيعة بن الحارث – كان مسترضعاً في بني سعد فقتلته هذيل – وربا الجاهلية موضوع ، وأول ربا أضع ربانا : ربا عباس بن عبدالمطلب فإنه موضوع كله ، فاتقوا الله في النساء ، فإنكم أخذتموهن بأمان الله ، واستحللتم فروجهن بكلمة الله ، ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحداً تكرهونه ، فإن فعلن ذلك فأضربوهن ضرباً غير مبرح (شديد) ، ولهن عليكم رزقهن ، وكسوتهن بالمعروف .

وقد تركت فيكم ما – لن تضلوا بعده – إن اعتصمتم به كتاب الله ، وأنتم تسألون عني ، فما أنتم قائلون ؟ )

قالوا : نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت .

فقال : بأصبعه السبابة يرفعها إلى السماء ، وينكتها (يميلها) إلى الناس . ( اللهم أشهد ، اللهم أشهد ، اللهم أشهد) .

وقال صلى الله عليه وسلم عند الرمي يوم النحر : ( لتأخذوا عني مناسككم ، فإني لا أدري لعلي لا أحج بعد حجتي هذه ) .

وقال أيضاً : ( ويحكم أو قال ويلكم – لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض) .

من فوائد الخطبة

1- تحريم سفك الدماء البريئة ، وأخذ الأموال بغير حق ، وهذا تأكيد لصيانة النفوس ، والملكية الفردية ، والقضاء على الاشتراكية الفاشلة ، وهي فرع من الشيوعية الملحدة ، وقد عرف الناس بطلانها فثاروا عليها ليتخلصوا منها .

2- إبطال أفعال الجاهلية ودمائها ، ولا قصاص في قتلها .

3- تحريم أخذ الربا ، وهو الزائد على رأس المال قل أو كثر ، قال الله تعالى : (وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ) .

4- على الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر أن يبدأ بنفسه وأهله .

5- فيها الحث على مراعاة حق النساء ، والوصية بهن ومعاشرتهن بالمعروف ، وقد جاءت أحاديث كثيرة صحيحة في الوصية بالنساء ، وبيان حقوقهن ، والتحذير من التقصير في ذلك .

6- استحلال فروج النساء بالزواج الشرعي ، قال الله تعالى : (فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ) .

7- لا يجـوز للزوجة إدخال أحد يكرهه الزوج في بيته ، سواء كان رجلاً أجنبياً ، أو امرأة ، أو أحداً من محارم الزوجة فالنهي يتناول جميع ذلك كما ذكره النووي .

8- يجوز للرجل أن يضرب زوجته – إذا خالفته فيما تقدم ضرباً ليس بشديد ولا شاق ، ولا سيما الابتعاد عن ضرب الوجه ، أو تقبيحه ، فإنه من خلق الله ، وقد ورد النهي عن ذلك ، وهذا من قوامة الرجال على النساء كما قال الله تعالى : (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ) .

9- فيها الحث على التمسك بكتاب الله الذي فيه عز المسلمين ونصرهم ، والتمسك بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم المبينة للقرآن ، وإن سبب ضعف المسلمين اليوم هو تركهم الحكم بكتاب الله ، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، ولا نصر لهم إلا بالرجوع إليهما .

10- شهادة الصحابة على أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة .

11- فيها الدليل الواضح على علو الله على عرشه ، حيث رفع الرسول صلى الله عليه وسلم أصبعه إلى السماء ليشهد الله على أنه بلغ الرسالة .

12- فيها الأمر بأخذ مناسك الحج ، وغيرها عنه صلى الله عليه وسلم من أقواله وأفعاله ، وتقريره .

13- فيها اشارة لطيفة إلى وداعه صلى الله عليه و سلم لأصحابه .

14- التحذير من القتال بين المسلمين ، وهو من الكفر العملي الذي لا يخرج صاحبه من الإسلام ، وهو كقوله صلى الله عليه وسلم : ( سباب المسلم فسوق ، وقتاله كفر) .

وقد أساء بعض الكتاب فجعلوا الكفر العملي مثل الكفر الاعتقادي ، وأخرجوا صاحبه من الإسلام ، وهذا خطأ فاحش ، فالكفر الاعتقادي هو الذي يخرج من الإسلام ، وأما العملي فهو من الكبائر .

فضائل الحج والعمرة

1- قال الله تعال : (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ) .

2- وقال صلى الله عليه وسلم : ( العُمرة إلى العُمرة كفارة لما يبنهما ، والحج المبرور ([iv]) ليس له جزاء إلا الجنة) .

3- وقال صلى الله عليه وسلم : ( من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه) . (لم يرفث : لم يفحش في القول) .

4- وقال صلى الله عليه وسلم : ( خذوا عني مناسككم) .

5- يجب أن يكون مال العمرة والحج مالاً حلالاً حتى يقبلها الله تعالى ، لقوله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيباً) .

6- الحج مؤتمر عظيم للمسلمين ليتعارفوا ويتحابوا ، ويتعاونوا على حل مشاكلهم ، وليشهدوا منافع لهم في الدين والدنيا .

7- تجوز العمرة في أي وقت ، لكنها في شهر رمضان أفضل ، لقوله صلى الله عليه و سلم : ( عُمرة في رمضان تعدل حجة) .

8- الصلاة في مسجـد الكعبة خير من مائة الف صلاة في غيره لقوله صلى الله عليه وسلم : ( صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلة فيما سواه من المساجد إلا مسجد الكعبة) .

ولقوله صلى الله عليه وسلم : ( وصلاة في المسجد الحرام أفضل من صلاة في مسجدي هذا بمائة صلاة) .

الخلاصة : الحج ركن من أركان الإسلام له فضائل ومنافع دنيوية وأخروية ، فبادر إليه عند الاستطاعة قبل أن تموت عاصياً ، وأحذر الفحش والفسق والجدال بالباطل وغيرها من المعاصي .

من آداب الحج والعُمرة

1- أخلص حجك لله وقل كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( اللهم حجة لا رياء فيها ولا سمعة) .

2- لتكن حجتك موافقة لحجة النبي صلى الله عليه وسلم لقوله : ( خذوا عني مناسككم) .

3- أحذر الرفث ، والمعاصي ، والجدال بالباطل ، حتى يكون حجك مقبولاً .

4- أحذر دعاء غير الله من الأموات أو الاستعانة أو الاستغاثة بهم فهو من الشرك الذي يبطل الحج والعمل لقوله تعالى : (لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) .

5- تلطف بمن حولك أثناء الطواف والسعي والرمي ولا ترفع صوتك بالذكر والدعاء ولا سيما الدعاء الجماعي .

6- لا تزاحم الناس على الحجر ولا تقف عنده فتعيق الطواف .

7- توقف عن السعي بين الصفا والمروة عند إقامة الصلاة حتى لا تفوتك صلاة الجماعة .

8- حافظ على صلاة الجماعة في المسجد ولا سيما في الحرم .

9- لا تتخط رقاب المصلين فتؤذيهم ، واجلس في أقرب مكان .

10- أحذر المرور بين يدي المصلي حتى في الحرمين فهو من عمل الشيطان ، إلا عند الضرورة .

11- أكثر من الطواف بالكعبة فإن فيه أجر عظيم قال صلى الله عليه وسلم : ( من طاف بالبيت سبعاً ، وصلى ركعتين ، كان كعتق رقبة) .

12- لا تذبح هديك قبل يوم النحر ولا يجوز التصدق بثمنه .

13- ومن علامة الحج المقبول أن تكون أحسن حالاً في عقيدتك وعبادتك ومعاملاتك وأخلاقك وعليك بالدعاء قائلاً : ( ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم) .

وصايا مهمة للحاج

1- رافق أهل الصلاح والعلم واستفد منهم في أمور الحج .

2- تعود الصبر ، وتحمل أذى جيرانك ، ولا تؤذ أحداً من إخوانك وادفع بالتي هي أحسن .

3- ابتعد عن الكذب والغش والسرقة والغيبة والنميمة والسخرية .

4- أحذر لمس النساء ، والنظر اليهن ، وأحجب نساءك عن الرجال .

5- كن سمحاً في بيعك وشرائك وأعمالك حتى يرحمك الله .

6- استعمل السواك لقوله صلى الله عليه وسلم : (السواك يطيب الفم ، ويرضي الرب) ، وخذ هدايا منه مع التمر ، وماء زمزم لقوله صلى الله عليه وسلم :-

أ- إنها المباركة ، هي طعام طُعم ، وشفاء سقم .

ب- ماء زمزم لما شرب له .

7- أحذر شرب الدخان ، لأنه يضر الجسم ، ويؤذي الجار ويتلف المال فهو حرام لقوله تعالى : (وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ) .

8- اللحية زينة للرجل فاحذر حلقها امتثالاً لأمر الله لنبيه : ( أمرني ربي عز وجل أن أعفي لحيتي وأن أحف شاربي) .

9- انزع خاتم الذهب واستبدله بالفضة ، فقد نهى صلى الله عليه وسلم عن خاتم الذهب) . ولقوله صلى الله عليه وسلم : (يعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيجعلها في يده) .

10- أكثر من قراءة القرآن الكريم وتدبره والعمل به ، والذكر والدعاء والصلاة ، وسماع الدروس المفيدة .

11- لا تترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ولكن بالحكمة والموعظة الحسنة مع الرفق واللين .

12- إذا رأيت أن الجدال غير مفيد فاتركه وإن كنت مُحقاً لقوله صلى الله عليه وسلم : ( أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك الجدال وإن كان مُحقاً) .

13- صالح خصومك وأوف دينك وأوص أهلك ألا يسرفوا في الزينة والسيارات والحلوى والذبيحة وغيرها ، قال الله تعالى : (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) .

14- عجل بفريضة الحج عندما يصبح لديك مال يكفيك ذهاباً وإياباً ، ولا عبرة للمصاريف بعد الحج كالهدايا والحلوى وغيرها ، حيث لا يقبل الله بها عذراً ، فبادر إلى الحج قبل أن تمرض ، أو تفتقر ، أو تموت عاصياً ، لأن الحج من أركان الإسلام ، وله فوائد عظيمة في الدنيا والآخرة .

15- المهم جداً أن تتغلب على حل مشاكلك بالاستعانة بالله وحده ، ودعائه دون غيره ، لقول الله تعالى : (قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِهِ أَحَداً) .

16- تذكر وأنت في مكة أن الرسول صلى الله عليه وسلم بقى ثلاثة عشر سنة يدعو إلى كلمة التوحيد : ( لا إله إلا الله ) ومعناها : ( لا معبود بحق إلا الله) ، ومن التوحيد الاعتقاد أن الله فوق العرش قال تعالى (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) أي علا وارتفع ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله كتب كتاباً قبل أن يخلق الخلق إن رحمتي سبقت غضبي فهو مكتوب عنده فوق العرش .

17- يحرم سفر المرأة إلى الحج وغيره إلا مع ذي محرم لقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( ولا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم) .

18- لا يجوز أن يعقد الرجل على المرأة إذا عزمت على الحج ، وليس معها محرم ، فيعقد عليها ليكون معها كمحرم ، وله مشاكل خطيرة .

19- لا يجوز أن تؤاخي المرأة الرجل الأجنبي ليصير بزعمها محرماً لها ، ثم تعامله كما تعامل محارمها .

20- لا تسافر المرأة مع عصبة من النساء الثقات – بزعمهن – بدون محرم ، ومثله أن يكون مع إحداهن محرم ، فيزعمن أنه محرم لهن جميعاً .

من آداب المسجد النبوي

1- إذا دخلت المسجد النبوي ، أو أي مسجد فقدم رجلك اليمنى قائلاً : ( اللهم صل على محمد ، اللهم أفتح لي أبواب رحمتك) .

2- صل ركعتين تحية المسجد ، وسلم على الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبيه بأدب وصوت منخفض قائلاً : ( السلام عليكم يا رسول الله ، السلام عليكم يا أبا بكر ، السلام عليكم يا عمر ) .

3- لا تستقبل القبر عند الدعاء ، بل استقبل القبلة عند الدعاء ، وأدع الله وحده دون غيره ، لقوله عز وجل : (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُو مَعَ اللَّهِ أَحَداً) .

4- لا تسأل الرسول صلى الله عليه وسلم قضاء حاجة أو تفريج كربة أو شفاء مريض ، بل اسأل الله تعالى ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله) . وقل : ( اللهم بإيماني بكل وبحبي لنبيك محمد صلى الله عليه وسلم أقض حاجتي وفرج كربتي) ، لأن الإيمان والحب من العمل الصالح الذي يتوسل به إلى الله تعالى .

5- لا تقف كهيئة المصلي واضعاً يدك اليمنى على اليسرى عنـد قبره صلى الله عليه وسلم ، فهي هيئة ذل وخضوع وعبادة لا تصلح إلا لله عز وجل .

6- لا تطلب الشفاعة من الرسول صلى الله عليه وسلم ، لأن الشفاعة ملك لله وحده لقوله تعالى : (قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ) ، وقل : اللهم أرزقنا حبه واتباعه وشفاعته يوم القيامة .

7- لا تطل الوقوف عند قبره صلى الله عليه وسلم ودع مجالاً لغيرك ولا تكو السبب في الزحام والمضايقة والإضرار بالآخرين .

8- لا ترفع صوتك عند قبره صلى الله عليه وسلم فتسبب الضجيج والصخب ، ولا تكن مخالفاً للأدب الشرعي لقوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ) .

9- أحذر لمس وتقبيل الشباك أو الجدار للتبرك ، لأن البركة من الله وحده .

10- أحذر الطواف بالقبر لأن الطواف عبادة لا يجوز إلا بالكعبة ، قال تعالى : (وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ) .

11- أكثر من الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم ، لقوله صلى الله عليه وسلم : (من صلى عليّ صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشراً) . وأفضلها الصلاة الإبراهيمية لقوله صلى الله عليه وسلم ( قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد) .

12- الرجوع إلى الوراء عن مغادرة المسجد بدعة .

13- زيارة مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم والسلام عليه مستحبة ولا يتوقف عليها صحة الحج ، وليس لها وقت محدد ولا مدة معينة .

14- لا تغتر بالأحاديث الموضوعة فهي كذب على رسول الله صلى الله عليه مثل : ( من حج ولم يزرني فقد جفاني) "موضوع" ، (من زارني بعد مماتي فكأنما زراني في حياتي) "موضوع" .

15- السفر إلى المدينة يكون بنية زيارة المسجد النبوي ثم السلام عليه صلى الله عليه وسلام عند الدخول ، لأن الصلاة في مسجده أفضل من ألف صلاة في غيره من المساجد لقوله صلى الله عليه وسلم : ( لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى) .

16- إذا خرجت من المسجد فقدم رجلك اليسرى قائلاً : ( اللهم صل على محمد ، اللهم إني أسألك من فضلك) .

17- تستحـب زيارة القبور – البقيع وشهداء أحد – لتذكر الآخرة وليس لقصد الدعاء عندها .

18- لا تذهب لزيارة المساجد السبعة في المدينة ، بل أذهب إلى مسجد قباء وصل ركعتين قال صلى الله عليه وسلم : ( من تطهر في بيته ، ثم أتى مسجد قباء فصلى فيه كان له كأجر عمرة) .

الدعاء المستجاب

1- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما أصاب عبداً هم ولا حزن فقال : اللهم إني عبدك ، وابن عبدك وابن أمتك ، ناصيتي بيدك ، ماض فيّ حكمك ، عدل فيّ قضاؤك ، أسألك بكل اسم هو لك ، سميت به نفسك ، أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحداً من خلقك ، أو استأثرت به في علم الغيب عندك ، أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور بصري ، وجلاء حزني ، وذهاب همي وغمي ) إلا أذهب الله همه وحزنه ، وأبدله مكانه فرحاً .

2- وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( دعوة ذي النون إذا دعا بها وهو في بطن الحوت (أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) ، لم يدع بها رجل مسلم في شئ قط إلا استجاب الله له ) .

3- كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل به هم أو غم قال : ( يا حي يا قيوم برحمتك استغيث) .

4- سمع الرسول صلى الله عليه وسلم رجلاً يقول : ( اللهم أني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ، فقال صلى الله عليه وسلم : والذي نفسي بيده لقد سأل الله باسمه الأعظم الذي إذا دُعي به أجاب وإذا سُئل به أعطى) .

دعاء الشفاء

1- ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل : ( بسم الله ثلاثاً ، وقل سبع مرات : أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر) .

2- اللهم رب الناس ، أذهب البأس ، إشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقماً) .

3- أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة "هامة : حشرات سامة ، لامة : سوء" .

4- من عاد مريضاً لم يحضر أجله فقال عنده سبع مرات : أسأل الله العظيم ، رب العرش العظيم أن يشفيك ، إلا عافاه الله) .

5- من رأى مبتلى فقال : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلا لم يصبه ذلك البلاء) .

6- اقرأ الفاتحة والمعوذتين وأطلب الشفاء من الله وحده ، وأجمع بين الدعاء والدواء ، وتصدق للفقراء لتشفى بإذن الله .

7- استعمل العسل لقوله تعالى : (فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ) .

8- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ك ( أمثل ما تداويتم به الحجامة) .

9- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( في الحبة السوداء ، شفاء من كل داء ، إلا السام) "السام : الموت" .

دعاء الاستخارة

عن جابر رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يُعلمنا السورة من القرآن فيقول : ( إذا همّ أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ، ثم ليقل : اللهم إني استخيرك بعلمك ، واستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم ، فإنك تقدر ولا أقدر ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوب .

اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري ، فاقدره لي ، ويسره لي ، ثم بارك لي فيه ، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري ، فاصرفه عنه وأصرفني عنه ، وأقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به) .

وهذه الصلاة والدعاء بعدها يفعلهما الإنسان لنفسه كما يشرب الدواء بنفسه موقوناً أن ربه الذي استخاره سيوجهه للخير ، وعلامة الخير تيسر أسبابه ، وأحذر الاستخارة المبتدعة التي تعتمد على المنامات وحساب اسم الزوجين وغيرهما مما لا أصل له في الدين .

دعاء الركوب والسفر

1- إذا ركبت سيارة أو مركوباً فقل : ( بسم الله والحمد لله ، سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين (مطيقين) ، وإنا إلى ربنا لمنقلبون (راجعون) ، الحمد لله ، الحمد لله ، الحمد لله ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، سبحانك إني ظلمت نفسي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت) .

2- قال صلى الله عليه وسلم : ( من أراد ، يسافر فليقل لمن يخلف : استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه) .

3- ويقال للمسافر : ( زودك الله التقوى ، وغفر ذنبك ، وبشر لك الخير حيثما كنت) .

4- إذا ركبت وسافرت فقل : ( اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى ومن العمل ما ترضى ، اللهم هون علينا سفرنا هذا ، وأطو عنا بعده ، اللهم أنت الصاحب في السفر ، والخليفة في الأهل ، اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر ( شدته) وكآبة المنظر ، وسوء المنقلب (الرجوع) في المال والأهل) .

5- وإذا رجع المسافر قالهن وزاد عليهن : ( آبيون تائبون عابدون لربنا حامدون) .

لا تدعوا من الله أحدا

قولوا لمن يدعو سوى الرحمن

***

متخثعماً في ذلة العبدان

يا داعياً غير الإله ألا أئتد

***

إن الدعاء عبادة الرحمن

أنسيت أنك عبده وفقيره

***

ودعاؤه قد جاء في القرآن

الله أقرب من دعوت لكربة

***

وهو المجيب بلا توسط ثان

هل جاء دعوة غيره في سنة

***

أم أنت فيه تابع الشيطان

إن كنت فيما تدعيه على هدى

***

فلتأتنا بسواطع البرهان

والله ما دعت الصحابة غيره

***

يتقربون به كذي الأوثان

لكن هذا الفعل كان ليهموا

***

شركاً ، وفروا منه للإيمان

ليس التوسل والتقرب بالهوى

***

بل بالتقى والبر والإحسان

هذا كتاب الله يفصل بيننا

***

هل جاء فيه : توسلوا بفلان

إن التوسل في الكتاب لواضح

***

وإذا فطث فإنه نوعان ([v])

مشهد الحجيج

أما والذي حج المحبون ببيته

**

ولبوا له عند المهل وأحرموا

وقد كشفوا تلك الرؤوس تواضعاً

**

لعزة من تعدو الوجود وتسلم

يهلون بالبيداء لبيك ربنا

**

لك الحمد والحمد الذي أنت تعلم

دعاهم فلبوه رضا ومحبة

**

فلما دعوه كان أقرب منهم

وراحوا إلى التعريف يرجون رحمته

**

ومغفرة ممن يجود ويكرم

فلله ذاك الموقف الأعظم الذي

**

كموقف يوم العرض بل ذاك أعظم

ويدنوا به الجبار جل جلاله

**

يباهي بهم أملاكه فهو أكرم

يقول عبادي قد أتوني محبة

**

وإني بهم برُّ أجود وأرحم

فأشهدكم أني غفرت ذنوبهم

**

وأعطيتهم ما أملوه وأنعم



([i]) ميقات أهل الشام الجحفة ، "رابغ" ، وأهل نجد "قرن المنازل ، وأهل اليمن "يلملم" ، وأهل المدينة "ذوالحليفة" وتسمى "آبار علي ، وأهل العراق "ذات عرق ، ومن مرّ عليها .

([ii]) حج المتمتـع : هو الإحرام في أشهر الحج ، والتحلل منه ، ثم الإحرام بالحج في الثامن من ذي الحجة ، وهو الأسهل والأفضل ، وهو الذي أمر به الرسول أصحابه لقوله صلى الله عليه وسلم ( يا آل محمد : من حج منكم ، فليهلل بعمرة في حجه) .

([iii]) لحديث عائشة : قالت : ( طيبت رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي لحجة الوداع ، للحل والإحرام حين أحرم ، وحين رمى جمرة العقبة يوم النحر قبل أن يطوف بالبيت .

([iv]) الحج المبرور: هو ما كان على طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وليس فيه من الإثم والمعصية.

([v]) توسل المؤمنين بطاعة الله وأسمائه والعمل الصالح ، توسل المشركين بدعائهم لأوليائهم الممثلة في الأصنام .