المرأة المسلمة وآداب الصحبة
التصنيفات
- فقه >> الأسرة >> شؤون النساء >> نصائح وتوجيهات للمرأة
- فقه >> الأسرة >> شؤون الشباب
المصادر
الوصف المفصل
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
بسم الله، والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه. أما بعد:
فمن المعلوم أن الإنسان اجتماعي بطبعه، يحب الأنس ويطمئن إليه، ويكره الوحشة والعزلة والانفراد، ولأجل ذلك سمي الإنسان إنساناً اشتقاقاً من هذا الطبع الذي هو من أخص صفاته ونعوته.
وما سمي الإنسان إلا لأنسه | ||||
ولا القلب إلا أنه يتقلب | ||||
ومن صور الأنس التي جبل عليها الإنسان، اختيار الأصحاب والرفقاء، وانتقاء الإخوة والأصدقاء، وتخصيصهم بالود، والمحبة، وطيب العشرة أكثر من غيرهم من الناس.
وفي بعض الأحيان بل في الكثير منها، يكون خلق الإنسان رهين أخلاق من يصاحب ويعاشر، فإن كان الصاحب رفيق سوء انطبعت أخلاقه الذميمة على من يعاشر، وإن كان رفيق خير أثر بالخير على أصحابه ورفاقه والعكس يصح.
أختي المسلمة:
ومن هذا المنطلق كان العلم بمعايير الرفيقة الصالحة شرطا بالغ الأهمية في الحفاظ على الأخلاق والاستزادة منها، والنجاة من سلوك بنيات الطريق حيث الهلاك والدمار، لأن الإنسان مهما علا كعبه وبلغ شأنه لابد وأن يتأثر بالخلة التي يعاشرها. وهذا ما أخبر به الصادق المصدوق ﷺ حيث قال: «الرجل على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل» ([1]).
ولذلك فاعلمي ـ أخيتي ـ أن الخليلة الصالحة، هي عملة صعبة يعز الحصول عليها في هذا الزمان، فإذا وجدتيها فعضي عليها بالنواجذ، واحرصي عليها حرصك على الهواء والطعام، فإنها زينة في الرخاء، وعدة في الشدة، ومعونة في المعاش، وعون على الهدى والرشاد، إذ زللت نصحتك، وإذا اعوججت قومتك، وإذا استشرتيها صدقتك، تتحسر لأتراحك، وتفرح بأفراحك، وتشاركك الحياة بحلوها ومرها.
فما هي معايير الرفيقة الصالحة؟ وما هي صفات رفيقة السوء؟ وماذا عن آداب الصحبة؟
صفات صديقات السوء
أختاه ...
لقد بين رسول الله ﷺ معايير الصديقة الصالحة، وكشف حقيقة رفيقات السوء، وبين آثار الجلساء على اختلاف صفاتهم فقال ﷺ : «إنما مثل الجليس الصالح، وجليس السوء، كحامل المسك ونافخ الكير، ([2]) فحامل المسك إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحا طيبة. ونافخ الكير، إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحا منتنة»([3]).
ووجه الدلالة من الحديث أن جليس السوء لابد أن تأخذي من طباعه أو تتأثري بكلامه، فلا تجالسي إلا من تلتمسين فيه الخير والفضيلة، فإن مجالسته استزادة من الخلق والخير.
ولا تجلس إلى أهل الدنايا | ||||
فإن خلائق السفهاء تعدي | ||||
فإذا وجدت من رفيقاتك ابتعادا عن الالتزام بالدين، وتفريطا في أداء الفرائض والواجبات وانشغالا بالغيبة والنميمة والكلام في أعراض الناس وخاصة أمورهم، فاغسلي يديك منهن ولسان حالك يقول: لكم دينكم ولي دين. فإذا كان بعض السلف ينصح ويقول: إذا رأيت الرجل يتأخر عن تكبيرة الإحرام فاغسل يديك منه!
فكيف نفعل مع من يفرط في أداء الصلاة والواجبات؟!
فاحذري أختي المسلمة ـ أن تسترسلي من مصاحبة من ضيع دينه، فإنهن لما ضيعن الدين وهو أغلى ما يملكه المرء في الحياة ... كن لما سواه أضيع!
والواجب عليك في مثل هذه الأحوال، أن تبذلي جهدك في نصح من تصاحبين، وأن تكوني لطيفة حسنة الخلق في وعظك وإرشادك، فإن استجبن لك فبه ونعمت، وإلا فلا تختلطي معهن إلا في الضرورة القصوى.
تعست مقارنة اللئيم فإنها | ||||
شرق النفوس ومحنة الكرماء | ||||
أنا في زمان قلب ومعاشر | ||||
يتلونون تلون الحرباء | ||||
قد أصبحوا للسهر سبة نادم | ||||
من كل مصدر محنة وبلاء | ||||
وأشد ما يلقى الفتى من دهره | ||||
فقد الكرام وصحبة اللؤماء | ||||
ومن صفات رفيقات السوء ... الدعوة إلى الفسق والفجور، كالأغاني، ورؤية الأفلام والمسلسلات وفجور الفضائيات.
ومن صفاتهن أيضا الافتخار بربط العلاقات المحرمة مع ذئاب الشوارع الفساق، وتزيين ذلك للأخريات، واعتباره مظهرا من مظاهر السعادة والنشوة، تارة بالمعاكسات الهاتفية ... وتارة بتبادل الرسائل.
وهذه من أخطر الصفات وأفتكها بنفوس المؤمنات، لأنها تجد في النفس قبولا وشهوة، وتحدث في القلب فتنة لا تدفع إلا بعد حيرة وجهد وصراع، لاسيما ورفيقات السوء، يتألقن في سدل ستائر العفة على تلك الروابط، ويتقن طريقة العرض والإغراء، فلا تشعر المسكينة إلا وهي في حبائلهن الماكرة. فإن أبدت بعد تردد وحيرة ـ رفضها كدن لها بما يعرفن عنها من الأسرار والأحوال وإليك أختي المسلمة هذه القصة:
فتاة طاهرة ... كانت تجالس قرينات سيئات في المدرسة، وكن يجتمعن على المنكر والفساد يتفاخرن بما يفعلن، فهذه تفتخر أنها اتصلت هاتفيا على شاب بالأمس، وأنه وعدها بالأماني والأحلام الجميلة. والأخرى أجرأ منها خرجت شخصيا مع شاب (أو الأصح: ذئبا ماكرا خادعا يريد أن يفتك بها ثم يرميها ذليلة حقيرة كسيرة) ـ وركبت سيارته الفخمة. والثالثة معه للمرة الأولى في السوق، كان شابا وسيما ملابسه وهندامه ونظراته السوداء تدل على ذلك، وأنها أعجبت به وأعجب بها.
وكانت هذه الفتاة تجلس معهن، وتستمع لأحاديثهن ولم تكن تجرؤ أن تفعل مثلهن، وقد حاولت كذا واحدة منهن أن تغريها بالاتصال على فلان، أو الخروج مع علان لكن داعيا في نفسها يمنعها من ذلك.
وذات يوم استيقظ داعي الإيمان في هذه الفتاة التي كان ذنبها رضاها أو سكوتها على المنكر التي كانت تراه، وليس هذا بالأمر الهين، وقررت الابتعاد عن هذه الشلة صاحبة المشاكل والتعهدات، فقد سئمت نظرات الشك التي كانت توجه إليها من قبل الكثيرات من معلماتها والطالبات في المدرسة، وعندما علمت هذه المجموعة بقرارها المفاجئ جن جنونها، فهي تعرف أسرارهن وأفعالهن، فوعدتهن أن لا تبوح بأي سر أو أمر من أمورهن، لكن هيهات هيهات هل يتركونها لحال سبيلها!!
فهددوها إن لم تستمر معهن سيوقعونها في شر قرارها! لكنها لم تأبه بهن وبتهديدهن لأنها واثقة من نفسها، ولكن الشيطان يعطي أعوانه حيلا عديدة.
فلقد قمن بإعطاء رقم هاتف هذه الفتاة لشاب من المعاكسين الذين كانوا يتصلون بهن، ولم يكتفين بذلك بل أعطوه اسمها بالكامل وصفاتها وأن شكلها كذا، وطولها كذا ... وغير ذلك وأرادوا منه أن يكلم ولي أمرها ... فاتصل هذا الحقير بمنزل هذه الفتاة التائبة الغافلة عن هذا المكر الذي يحاك لها من حيث لا تشعر، "وقد يكون ابتلاء من الله ليرى صدق عودتها وتوبتها" وعندما اتصل على المنزل رد أبو الفتاة، فكلمه، وبكل وقاحة وجرأة أخذ يتكلم عن الفتاة وأنه كان معها طيلة النهار وأنها كذا وكذا وأخذ يسرد في وصفها، والأب في دهشة يستمع، فجن جنون الأب وفقد صوابه، وأغلق سماعة الهاتف، واتجه إلى غرفة ابنته، فدخل عليها غرفتها وأغلق عليها الباب والشر يتطاير من عينيه ودون أن يستفسر أو يسأل انهال على ابنته ضربا وركلا وسبا وشتما ... إلى أن تركها فاقدة الوعي.
وأصبح أبوها فيما بعد ينظر إليها نظرة ملؤها الشك والاحتقار، وهي تحاول أن تعيد الثقة لنفسه، لكن دون جدوى والسبب في ذلك رضاها بمجالسة قرينات سيئات ... فكيف بمن تفعل فعلهن!! ([4]).
فاحذري أختي المسلمة ـ من مجارات رفيقات السوء، فإن طبعك يسرق منهن وأنت لا تدرين ولا تشعرين إلا وأنت في خندق الرذيلة، فتندمين حين لا ينفع ندم.
أنت في الناس تقاس | ||||
بالذي اخترت خليلا | ||||
فاصحب الأخيار تعلو | ||||
وتنل ذكرا جميلا | ||||
صفات رفيقات الفضيلة
ويحسن بك أختي المسلمة: أن تلتمسي في طريقك إلى الله ـ رفيقة صالحة، تعينك على الخير وتدلك عليه، كما أخبر بذلك رسول الله ﷺ حيث قال: «إن من الناس ناسا مفاتيح للخير مغاليق للشر»([5]).
ولقد كان الإمام أحمد ـ رحمه الله ـ إذا بلغه عن شخص صلاح أو زهد أو قيام حق، أو اتباع للأمر: سأل عنه، وأحب أن يجري بينه وبينه معرفة، وأحب أن يعرف أحواله".
وكان رحمه الله يدقق في اختيار من يقربه منه ويدنيه وعرف عنه ذلك حتى قال فيه الشاعر:
ويحسن في ذات الإله إذا رأى | ||||
مضيما لأهل الحق لا يسأم البلا | ||||
وإخوانه الأدنون: كل موفق | ||||
يصير بأمر الله يسمو إلى العلا | ||||
ولكن لابد من دقة الانتقاء، فإن للرفيقة الصالحة شروطا وصفات تظهر على أحوالها وآثارها.
فمن ذلك: الالتزام بالدين خلقا وسلوكا، فيظهر ذلك في حفاظها على حجابها كما بين الله ورسوله، وأداؤها للصلوات، واجتنابها للشبهات والمحرمات، وبعدها عن مواطن الريبة والشك، وصدقها في النصح والود.
قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ : "ما أعطي عبد بعد الإسلام خيرًا من أخ صالح، فإذا رأى أحدكم ودًا من أخيه فليتمسك به".
وقال ابن حزم ـ رحمه الله تعالى ـ : "من طلب الفضائل لم يساير إلا أهلها، ولم يُرافق في تلك الطريق إلا أكرم صديق من أهل المواساة، والبر، والصدق، وكرم العشرة، والصبر، والوفاء، والأمانة، والحلم، وصفاء الضمير، وصحة المودة".
فهذه الآداب والصفات التي ذكرها ابن حزم، هي معايير الصلاح وحسن الخلق فمتى وجدتيها أختي المسلمة في رفيقاتك، فابذلي الوسع في الحفاظ عليهن، وحسن معاشرتهن فإنهن خير مُعين على الدين والدنيا.
قال الحسن البصري: "إخواننا أحب إلينا من أهلنا وأولادنا، لأن أهلنا يذكروننا بالدنيا، وإخواننا يذكروننا بالآخرة".
وتذكري ـ أختي المسلمة ـ أن صحبة الأخيار لها من الفوائد والآثار ما يقوي النفس ويجمع شتاتها، ويشد الأزر ويعلي الهمة، ويجعل الإنسان صالحا بطبعه مصلحا لغيره من غير أن يجد معاناة في اكتساب أخلاق الصلاح والإصلاح.
واسمعي هذه القصة المؤثرة، التي تقص مشاهد فوائد الصحبة الصالحة:
قال مخول: جاءني بهيم يوما فقال لي: تعلم لي رجلا من جيرانك، أو إخوانك يريد الحج ترضاه يرافقني! قلت: نعم.
فذهبت إلى رجل من الحي له صلاح ودين، فجمعت بينهما، وتوطآ على الموافقة. ثم انطلق بهيم إلى أهله، فلما كان بعد، أتاني الرجل فقال: يا هذا! أحب أن تزوي عني صاحبك وتطلب رفيقا غيري.
فقلت: ويحك! فلم؟! فوالله ما أعلم في الكوفة له نظيرا في حسن الخلق والاحتمال، ولقد ركبت معه البحر فلم أر إلا خيرا.
قال: ويحك! حدثت أنه طويل البكاء لا يكاد يفتر، فهذا ينغص علينا العيش سفرنا كله.
قال: ويحك! حدثت أنه طويل البكاء أحيانا عند التذكرة، يرق القلب فيبكي الرجل، أو ما تبكي أحيانا؟ قال: بلى، ولكنه قد بلغني عنه أمر عظيم جدا من كثرة بكائه. قال: قلت: اصحبه، فلعلك أن تنتفع به.
قال: أستخير الله.
فلما كان اليوم الذي أراد أن يخرجا فيه، جيء بالإبل، وطئ لهما، فجلس بهيم في ظل حائط، فوضع يده تحت لحيته، وجعلت دموعه تسيل على خديه، ثم على لحيته، ثم على صدره، حتى والله رأيت دموعه على الأرض.
قال: فقال لي صاحبي: يا مخول قد ابتدأ صاحبك، ليس هذا لي برفيق. قال: قلت: أرفق لعله ذكر عياله ومفارقته إياهم فرق.
وسمعها بهيم فقال: والله يا أخي ما هو ذاك، وما هو إلا أني ذكرت بها الرحلة إلى الآخرة. قال: وعلا صوته بالنحيب.
قال لي صاحبي: والله ما هي بأول عداواتك لي أو بغضك إياي، أنا مالي ولبهيم؟! إنما كان ينبغي أن ترافق بين بهيم وبين ذواذ بن علبة، وداود الطائي، وسلام أبي الأحوص، حتى يبكي بعضهم إلى بعض، حتى يشتفوا أو يموتوا جميعا.
قال: فلم أزل أرفق به وقلت: ويحك! لعلها خير سفرة سافرتها.
قال: وكان رجلا صالحا، إلا أنه كان رجلا تاجرا موسرا، مقبلا على شأنه، لم يكن صاحب حزن ولا بكاء.
قال: فقال لي: قد وقعت مرتي هذه، ولعلها تكون خيرا.
قال: وكل هذا الكلام لا يعلم به بهيم ولو علم بشيء منه ما صحبه.
قال: فخرجا جميعاً، حتى حجا ورجعا، ما يرى كل واحد منهما أن له أخا غير صاحبه. فلما جئت أسلم على جاري قال: جزاك الله يا أخي عني خيرًا، ما ظننت أن في هذا الخلق مثل أبي بكر، كان والله يتفضل علي في النفقة، وهو معدم وأنا موسر، ويتفضل علي في الخدمة، وأنا شاب قوي وهو شيخ ضعيف، ويطبخ لي وأنا مفطر وهو صائم.
قال: قلت: فكيف كان أمرك معه في الذي كنت تكرره من طول بكائه؟
قال: ألفت والله ذلك البكاء، وسر قلبي حتى كنت أساعده عليه، حتى تأذى بنا أهل الرفقة.
قال: ثم والله ألفوا ذلك، فجعلوا إذا سمعونا نبكي بكوا، وجعل بعضهم يقول لبعض، ما الذي جعلهم أولى بالبكاء منا والمصير واحد؟
قال: فجعلوا والله يبكون ونبكي.
قال: ثم خرجت من عنده، فأتيت بهيما، فسلمت عليه، فقلت كيف رأيت صاحبك؟
قال: كخير صاحب، كثير الذكر، طويل التلاوة للقرآن، سريع الدمعة، محتملا لهفوات الرفيق، فجزاك الله خيرا.
أختاه ...
فتأملي في حال ذاك التاجر ... كيف خرج قاسي القلب كارها للتحزن على تذكر الآخرة ... فرجع وقد لان قلبه، ورقت نفسه ودمعت عينه ... وما ذلك إلا الأثر الذي انطبع عليه من رفيق الخير الذي صاحبه في الطريق ... وهكذا فإن صحبة الأخيار لا تأتي إلا بالخير والفضل! وصحبة الأنذال لا تأتي إلا بالشر والذل!
مالي أرى الشمع يبكي في مواقده | ||||
من حرقة النار أم من فرقة العسل | ||||
من لا تجانسه احذر تجالسه! | ||||
ما ضر بالشمع إلا صحبة الفتل | ||||
من آداب الصحبة
أختاه ... اعلمي أن للصحبة آدابا وحدودا، فإن مراعاة واجبات الصحبة والأخوة مع الصالحات من الأمور التي تستطيب بها العشرة وتدوم.
قال أبو البركات الغزي: ثم على كل جارحة أدب تختص به: فأدب البصر: نظرك للأخ بالمودة التي يعرفها منك هو والحاضرون، ناظرا إلى أحسن شيء يبدو منه، غير صارف بصرك عنه في حديثه لك.
وأدب السمع: إظهار التلذذ بحديث محادثك، غير صارف بصرك عنه في حديثه، ولا قاطع له بشيء، فإن أخطرك الوقت إلى شيء من ذلك، فأظهر له عذرك.
وأدب اللسان: أن تحدث الإخوان بما يحبون في وقت نشاطهم لسماع ذلك، باذلا لهم النصيحة بما فيه صلاحهم، مُسقطا من كلامك ما يكرهونه، ولا ترفع صوتك عليهم، ولا تخاطبهم إلا بما يفهمونه ويعلمونه.
وأدب اليدين: بسطهما للإخوان بالبر والصلة، ولا تقبضهما عنهم. ولا عن الإفضال عليهم، ومعونتهم فيها يستعينون به.
وأدب الرجلين: أن تماشي إخوانك على حد التبع، ولا تتقدمهم، فإن قربك أحد إليه تقرب القدر الحاجة، وترجع إلى مكانك، ولا تقعد عن حقوق الإخوان، ثقة بالإخوة.
أختي المسلمة: وليكن هدفك من وراء صحبتك للخيرات الصلاح والإصلاح، وهذا لا يتأتى إلا بمبدأ التعاون على البر والتقوى وتأسيس الصحبة على قاعدة الحب في الله تعالى، فإن ذلك هو عمدة بقائها وصلاحها.
وكل صحبة في الله تبقى | ||||
على الحالين من فرج وضيق | ||||
وكل محبة فيما سواه | ||||
فكالحلفاء في لهب الحريق | ||||
قال أبو زائدة: كتب الأحنف إلى صديق له: أما بعد فإذا قدم أخ لك موافق، فليكن منك بمنزلة السمع والبصر، فإن الأخ الموافق أفضل من الولد المخالف، ألم تسمع قول الله عز وجل لنوح عليه السلام في ابنه: }إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ{. وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.