كيف تمتلكين قلب زوجك ؟
التصنيفات
- فقه >> الأسرة >> حكم النكاح وفضله >> الحقوق الزوجية
المصادر
الوصف المفصل
كيف تمتلكين قلب زوجك
أبو الحسن بن محمد الفقيه
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.. أما بعد:
فإن فقه الأخت المسلمة بمفردات العشرة الزوجية من أهم دواعي إصلاح البيوت ونشر الخير والفضل والسعادة في أرجائها، إذ أن فقهها بحسن عشرتها يمكنها من الحفاظ على كيان أسرتها بإرضاء زوجها واكتساب وده.
ولقد ورد في نصوص كثيرة في كتاب الله وسنة رسوله.. مفردات كثيرة لتلك العشرة.. وحقوق كثيرة للزوج على أهله! وهذه الحقوق جميعها تمثل منطلقات هامة أساسية لنهج حياة زوجية ناجحة.
فإسلاس القيادة للزوج.. وطاعته.. وخدمته.. واحترام كيانه.. لبنات أساسية في تجسيد العشرة الزوجية بالمعروف.
كما أن تفهم حاجات الزوج.. والحرص على اجتناب ما يكره.. والتفاني في إظهار مودته وحبه تدعم بشكل كبير ذلك التجسيد!
وهذا كله لا تستطيع الأخت المسلمة فعله إلا إذا كانت صالحة في نفسها مستسلمة لحكم الله جل وعلا وطاعته في زوجها كما هو ظاهر الشرع!
والمرأة التي ذاك وصفها هي أفضل ما في الدنيا من متاع.. كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال: «الدنيا متاع، وليس من متاع الدنيا شيء أفضل من المرأة الصالحة» [رواه مسلم].
قال مسلم بن يسار: «ما غبطت رجلاً بشيء ما غبطته بثلاث: زوجة صالحة، وبجار صالح، وبمسكن واسع».
ولذلك أيضًا.. قرر الإسلام أن الزوجة الصالحة التي تتفجر من صلاحها معاني الطاعة لزوجها.. وتوقيره وخدمته.. ومشاركته في السراء والضراء.. قرر أنها منبع السعادة في البيوت..
فعن سعد رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أربع من السعادة: المرأة الصالحة، والمسكن الواسع، والجار الصالح، والمركب الهنيء. وأربع من الشقاء: الجار السوء، والمرأة السوء، والمركب السوء، والمسكن الضيق» [رواه ابن حبان].
من خير ما يتخذ الإنسان في | ||||
دنياه كيما تستقيم دينه | ||||
قلب شكور ولسان ذاكر | ||||
وزوجة صالحة تعينه | ||||
فكيف تكتسب المرأة قلب زوجها؟
وما هي مفاتيحها لذلك؟
احفظي.. حقوق زوجك
أختي المسلمة: إن المفتاح الأول الذي تكسبين به زوجك هو الحفاظ على حقوقه الزوجية الواجبة بالميثاق.. تلك الحقوق التي تشملها العشرة بالمعروف بكل معانيها!
ومراعاة هذه الحقوق يؤدي ولابد إلى إقامة صرح السعادة في البيوت.. لأنها تشريع رباني مبني على علم الله جل وعلا بأحوال عباده.. وبأسباب سعادتهم وفلاحهم..
فما هي حقوق الزوجة على زوجها؟
* طاعته في المعروف: فخلق طاعة الزوجة لزوجها واجب شرعي دلت عليه النصوص الصريحة.. كما أنه مبدأ لازم يدل عليه العقل والمنطق والقريحة!
إذ أن إسلاس القيادة والقوامة للزوج عنصر مهم في تنظيم العلاقات الأسرية.. وحفظها من الشتات والاختلاف.. لذلك كانت طاعة الأخت المسلمة لزوجها أولى حقوقه عليها.. إذ بهذا الحق تحفظ شخصية الزوج المسؤول في بيته.. وحفظها أساس شعوره بالأمان والسكينة.
وهذا الحق دل عليه القرآن في قوله جل وعلا: ﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ﴾ [النساء: 34].
كما دلت عليه السنة، فعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «اثنان لا تجاوز صلاتهم رؤوسهما: عبد أبق من مواليه حتى يرجع إليهم، وامرأة عصت زوجها حتى ترجع».
[رواه الحاكم]
وغياب هذا الخلق في الحياة الزوجية.. هو ما يوجب لها الشقاء.. لأن تغييبه تغييب لشرع الله وحكمه.. وتعقيب على أمره! والزوجة المطيعة لا تطيع زوجها فقط لتنال المنزلة عنده.. بل لأن طاعتها لزوجها توجب لها الظفر بالجنان ورضا الرحمن.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحصنت فرجها، وأطاعت زوجها، قيل لها: ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت».
[رواه أحمد وابن حبان]
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في تفسير قول الله جل وعلا: ﴿فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ﴾: «يقتضي وجوب طاعتها لزوجها مطلقًا: من خدمة، وسفر معه، وتمكين له، وغير ذلك، كما دلت عليه سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث «الجبل الأحمر» وفي «السجود» وغير ذلك؛ كما في طاعة الأبوين، فإن كل طاعة كانت للوالدين انتقلت للزوج، ولم يبق للأبوين عليها طاعة: فتلك وجبت بالأرحام، وهذه وجبت بالعهود» [مجموع الفتاوى 32/260-261].
وما من رجل إلا ويكره في المرأة صفة «الترجل» ومنافسة الرجل في قيامه وذكوريته! لذلك فإن طاعة الزوجة لزوجها من موجبات محبته واكتساب وده، وهو في الوقت نفسه دليل على خيرية الأخت المسلمة وفقهها بالعشرة الزوجية الناجحة.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قيل: يا رسول الله! أي النساء خير؟ قال: «التي تسره إذا نظر، وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه في نفسها ولا مالها بما يكره» [رواه الحاكم].
* حفظه غيبًا وحضورًا: من صور اكتساب الزوج أيضًا، واستخراج احترامه وتقديره، حفظ حقوقه سواء كان حاضرًا أم غائبًا.
فأما حفظه في حضوره: فيشمل مراعاة حقوقه كافة كحقه في خدمة بيته، وحقه في الفراش، ونحو ذلك مما سنتناوله بالتفصيل.
وأما حفظه في غيبته: فيشمل حفظه في ماله، وحفظه زواجه في نفسها؛ إذ هي شرفه وعرضه.
وهذا الحق هو الذي أشار إليه قول الرسول صلى الله عليه وسلم إذ قال: «ولا تخالفه في نفسها ولا مالها بما يكره».
ويدخل في حفظ الزوج في مغيبه أيضًا حفظ أسرار بيته التي يتحرى سترها والتكتم عنها لا سيما ما يتعلق بمصالحه أو ما يشينه بين الناس..
* خدمته وتربية أبنائه: ومن المسؤوليات المنوطة بالأخت المسلمة في بيتها ويشكل أداؤها مفتاحًا لقلب زوجها: خدمته وتربية أبنائه.
وعلى قدر خدمة المرأة لزوجها تكون مكانتها في قلبه.. فعن حصين بن محصن قال: «حدثتني عمتي قالت: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض الحاجة، فقال: أي هذه! أذات بعل؟ قلت: نعم، قال: فكيف أنت له؟ قالت: ما ألوه إلا ما عجزت عنه، قال: فانظري أين أنت منه، فإنما هو جنتك أو نارك» [رواه الحاكم].
قال العلامة ناصر الدين الألباني رحمه الله: «والحديث ظاهر الدلالة على وجوب طاعة الزوجة وخدمتها إياه في حدود استطاعتها، ومما لا شك فيه أن من أول ما يدخل في ذلك الخدمة في منزله وما يتعلق به من تربية أولاده ونحو ذلك».
[آداب الزفاف ص286]
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: «وعليها – أي الزوجة – أن تخدمه الخدمة المعروف من مثله لمثله، ويتنوع ذلك بتنوع الأحوال، فخدمة البدوية ليست كخدمة القروية، وخدمة القروية ليست كخدمة الضعيفة» [مجموع الفتاوى 32/260].
* أدب الاستئذان: ومن مفردات الأخلاق الحسنة في الحياة الزوجية التي تكتسب بها الأخت المسلمة زوجها: أدب الاستئذان.
واستئذان المرأة المسلمة زوجها في خروجها أو صيامها المستحب يشعره بحقه في صيانة بيته، وحقه المشروع في العشرة؛ وهذا يدفعه – ولابد – إلى تقدير زوجه، ورفع شأنها لديه..
والأصل هو قرار المرأة في بيتها كما قال تعالى: ﴿وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى﴾.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: «لا يحل للزوجة أن تخرج من بيتها إلا بإذنه، ولا يحل لأحد أن يأخذها إليه، ويحبسها عن زوجها سواء كان ذلك لكونها مرضعًا، أو لكونها قابلة، أو غير ذلك من الصناعات، وإذا خرجت من بيت زوجها بغير إذنه، كانت ناشزًا، عاصية لله ورسوله، ومستحقة للعقوبة».
[مجموع الفتاوى 32/281]
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يحل للمرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه، ولا تأذن في بيته إلا بإذنه».
[رواه البخاري ومسلم]
قال النووي: «وسبب هذا التحريم أن لزوم حق الاستمتاع بها في كل وقت، وحقه واجب على الفور، فلا يفوته بالتطوع ولا بواجب على التراخي» [فتح الباري 9/296].
* حق العشرة: فالزوجة الحكيمة لا تحرص فقط على إمتاع زوجها بألوان الطعام.. وإنما تكون له بحسن عشرتها وتمكينه من نفسها سكنًا ولباسًا، ممتثلة لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا الرجل دعا زوجته لحاجة فلتأته، وإن كانت على التنور» [رواه الترمذي].
مفاتيحك لقلب الزوج
أختي المسلمة: إن الكلام عن الحقوق الزوجية بين الزوجين لا يعني أداءها كما تؤدى الديون والمستحقات لأصحابها.. وإنما هي مرتكزات أساسية للعشرة بالمعروف.. تؤدى في جو ساكن يفعل في الحياة الزوجية كل مفردات الأخلاق الحميدة والمودة والمعروف.
فهي كالأكلة الشهية حينما تقدم بالأسلوب الحسن.. في طبق مقبول! لذا فإن مفردات العشرة الزوجية الناجحة أوسع وأرحب من مجرد أداء حقوق واجبة!!
فكيف تمتلكين مفاتيح العشرة الزوجية.. وكيف تكتسبين مهارات امتلاك الزوج نفسه!
* الحب الصادق: يتفاءل الإنسان – أي إنسان – في حياته.. حينما يدرك أن لديه من يحبه! وهذا التفاؤل هو نبضة دفاقة تبعث الأمل في الحياة!
وحينما يشعر الزوج بحب زوجته له.. يشعر بالتفاؤل.. ويأمل في الحياة في أكنافها!
وإذا كان الإحسان إلى الناس مفتاحًا يستعبد قلوبهم!؛ فإن أعظم إحسان تقوم به الزوجة تجاه زوجها لتستعبد قلبه هو أن تحبه الحب الصادق!
والأصل في النكاح هو تحصيل المودة والسكينة كما قال تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا﴾.
وكما قال صلى الله عليه وسلم: «ما رؤي للمتحابين مثل النكاح»، فالمودة هي جوهر الحياة الزوجية ومفتاح كل زوجة لقلب زوجها.. ولذا فإن امتلاك الزوجة لهذا المفتاح يؤهلها لأن تحظى مكانة رفيعة عند زوجها.
ولا ينبغي للأخت المسلمة أن تزهد في تفعيل هذا الخلق الجميل في حياتها الزوجية.. بل من لوازم الحب الصادق والمودة أن تبدي أحاسيسها لزوجها في كل وقت.. سواء بالكلمة الطيبة المستعذبة.. أو بالفعال.. وجميل الأحوال.. وغيرها من المفردات التي تناسب ترجمة المودة الصادقة!
* التفاعل العاطفي: فالعاطفة تشكل جوهر الإنسان.. ومنها تنفجر انفعالاته.. وتصرفاته في الحياة الأسرية.. والزوجة الحكيمة.. هي التي تتقن تغذية عواطف زوجها وأحاسيسه.. تمامًا كما تتقن تغذية جسمه بما يحتاجه من ألوان الطعام والشراب.
والعاطفة هي مساحة التعبير عن المودة الصادقة.. وهي ليست وجبة تقدم في مساحة محددة.. بل هي شعور ترسمه الزوجة في حسن استقبالها لزوجها.. وفي شكلها.. ونظرتها وتلميحها.. بل وصمتها أيضًا!
فهي سمت ساكن يلزم نعوت الزوجة في كل تصرفاتها.. ويفيض منها ليشكل عنصرا جذبا ورشاقة لعواطف الزوج كل حين وعلى كل حال!
* الاهتمام: فالزوج خارج بيته يعكس شكله وحالته النفسية مدى اهتمام أهله به داخل البيت وهذا أمر غالب! فإذا كانت أهله تهيئ له جوًا من الراحة النفسية والبدنية.. فإنه ولابد سيغادر بيته مفعمًا بالنشاط والحيوية.. وتفيض الحياة على أسارير وجهه.. وجمال بسمته.
والاهتمام بالزوج يعني الاهتمام بمظهره.. ونظافته.. وملبسه.. والزوجة في ذلك بمثابة مستشاره الخاص بزينته الخارجية.. فهي مرآته التي يظهر فيها كاملاً بعكس مرآة دولابه التي لا يظهر فيها إلا وجهه وشيء من أطرافه!
وكم هو فياض ذلك الشعور الذي يغمر الزوج وهو يقف أمام زوجته مستسلمًا لذوقها في اختيار اللباس المناسب له.. بحرص شديد.. وإصرار عنيد.. وهو يدرك أن زوجته أحرص على زينته وحسن مظهره من نفسه.. شعور يلمس ذكرياته ليولد إحساسًا يمزج بين حب الزوجة وحرارة الأمومة!
ويزداد ذلك الشعور عمقًا.. حينما يصادف إطراءً يثني على ذوقه في اللباس.. بين أصحابه.. وأحبابه.. وفي عمله..
أختي المسلمة: فشيء من هذا الاهتمام قد يفتح قلب الزوج على مصراعيه.. ويفتق منه المودة الكامنة في أعماقه.
والاهتمام بالزوج لا يقتصر على مظهره.. وإنما يتمثل في كل شيء يستحق الاهتمام، كالاهتمام بأكله نوعًا وكيفًا وزمانًا ومكانًا.. وكذلك الاهتمام بعطره وما يفضل منه.. والاهتمام بأذواقه في الأثاث وغرفة النوم.. والاهتمام بضيوفه.. وزواره.. بإكرامهم بما يرضيه ويشرف مكانته.. وتقديره.. والاهتمام بأقاربه وأرحامه وذويه.. بإكرامهم.. وتقديرهم.. والاهتمام بوقته وأشغاله.. بتذكيره بمواعيده وأوقات واجباته.. والاهتمام براحته.. وأوقات نومه.. وزياراته..
* المشاركة الوجدانية: فهي من أعظم الوسائل التي يكتسب بها الزوج، وأهم مفرداتها هي القناعة والرضا، ومشاركة الزوج أفراحه وأتراحه.
وهذا الخلق أوجب ما يكون على الزوجة إذا عصفت المحن بزوجها وتوالى عليه البلاء.. فإنه ساعتها أحوج ما يكون إلى النصير.. وأحوج ما يكون إلى من يواسيه.. وينسيه الهموم وهنا تظهر معادن النساء!
وكانت أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها وأرضاها قدوة ناصعة في المواساة والمشاركة في الحياة الزوجية بسرائها وضرائها مع النبي صلى الله عليه وسلم.. فقد كانت له سندًا تخدمه بنفسها وتشاركه همومه بمالها.. ويوم أن لقيه جبريل.. فأصابه الوجل وجاءها يرتعش من هول ما رأى.. هدأت روعه.. وهي تقول: كلا والله لن يخزيك الله أبدًا فإنك تصل الرحم وتعطي المعدوم وتعين على نوائب الحق!»، وفي ذلك عبرة لكل زوجة مؤمنة تحرص على زوجها! وذلك ليس بالقناعة والرضا بعيشه فقط بل بمواساة الزوج بالمال وما تملك! وبالوجدان والعاطفة والنصيحة والتوجيه!
وفي كلام خديجة ومواساتها للنبي صلى الله عليه وسلم درس لابد لكل زوجة صالحة من استخراج فوائده وإعمالها في الحياة الزوجية ألا وهي تشجيع الزوج إذا غلبه هم أو غم.. وشحن طاقة صبره.. وإشعاره بقيمة نفسه.. وسالف نجاحاته.. وأعماله الخيرة..
وفرق شاسع بين زوج ضاع ماله كله.. فوجد زوجته تواسيه.. ولا تعير اهتمامًا للخسارة.. بقدر ما يهمها عودة البهجة لزوجها.. فهي تنتقي له من عبر الحياة ما يهدئ حسه.. وتبعث فيه الأمل بحبها ودفئها وحاجتها إليه.. لا إلى ماله! وبين زوج ضاع ماله كله.. فوجد زوجته كالبركان.. فقدت صوابها من شدة الغضب.. وهي تدعو على نفسها بالويل.. وعلى بيتها بالخراب.. وعلى زوجها بصب العذاب!
يا رب شاكرة للزوج في اليسر | ||||
وفي البلاء تسلي الزوج بالصبر | ||||
تبش وجنتها في كل آونة | ||||
إذا رأته تنير البيت بالبشر | ||||
فزوجها ملك والشعب زوجته | ||||
والبيت مملكة الأفراح والخير | ||||
* غض البصر عن الهفوات: فالأخت المسلمة تدرك أن زوجها ليس ملكًا، ولن يكون كذلك على كل حال! وهذا يستلزم منها توطين نفسها على تحمل هفواته.. وأخطائه وغض الطرف عنها! والخطأ من طبيعة البشر جميعًا.
والحكمة ليست في متابعة الزوج على أخطائه.. وإنما في أمرين:
الأول: نصحه بالحسنى إذا ظهرت منه الأخطاء واضحة في الحياة الزوجية.
الثاني: عدم معاتبته ومحاسبته إذا تكرر منه الأخطاء التي يغلب طبعه فيها.. فهذا مما لابد منه في الحياة الزوجية.
يقول الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله: «وفي قول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يفرك مؤمن مؤمنة: إن كره منها حلقًا رضي منها خلقًا آخر» [رواه مسلم] فائدتان عظيمتان:
إحداهما: الإرشاد إلى معاملة الزوجة، والقريب، والصاحب، والمعامل وكل من بينك وبين علاقة واتصال، وأنه ينبغي أن توطن نفسك على أنه لابد أن يكون فيه عيب أو نقص أو أمر تكرهه، فإذا وجدت ذلك، فقارنت بين هذا وبين ما يجب عليك أو ينبغي لك من قوة الاتصال والإبقاء على المحبة، بذكر ما فيه من المحاسن والمقاصد الخاصة والعامة، وبهذا الإغضاء عن المساوئ وملاحظة المحاسن تدوم الصحبة والاتصال وتتم الراحة.
الفائدة الثانية: وهي زوال الهم والقلق، وبقاء الصفاء والمداومة على القيام بالحقوق الواجبة والمستحبة، وحصول الراحة بين الطرفين.
ومن لم يسترشد بهذا الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم بل عكس القضية فلاحظ المساوئ، وعمي عن المحاسن، فلابد أن يقلق، ولابد أن يتكدر ما بينه وبين من يتصل به من المحبة، ويتقطع كثير من الحقوق التي على كل منهما».
[الوسائل المفيدة للحياة السعيدة ص22-23]
وهذا الكلام يستوي فيه الزوج والزوجة، ولذا فإنك – أختي المسلمة – معنية بالحديث – ومعنية بغض النظر عن هفوات زوجك.. واجتناب محاسبته على كل صغيرة مهما دقت!
إن تجد عيبًا فسد الخللا | فجل من لا عيب فيه وعلا |
ومن المعلوم أن غض الزوجة عن أخطاء زوجها.. يوجب في قلب الزوج محبة لها واطمئنان لعشرتها.. ويجعله هو نفسه يعامل بالخلق نفسه.. ويجتنب التدقيق في محاسبتها.. وأخطائها!
إن كنت في كل الأمور معاتبًا | ||||
حبيبك لم تلق الذي لا تعاتبه | ||||
* التزين: ومن آكد مفاتيح قلب الزوج اعتناء الزوجة بمظهرها ومنظرها أمامه.. فزينتها وسيلة لإرضائه.. وإبهاجه وسروره.. وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذلك بقوله حين سئل أي النساء خير: قال: «التي تسره إذا نظر، وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه في نفسها ولا مالها بما يكره».
[رواه الحاكم وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة برقم: 1838]
فقوله صلى الله عليه وسلم: «تسره إذا نظر» فيه دليل على أن اعتناء المرأة بمظهرها وجمالها وزينتها في البيت من دواعي قبولها عند الزوج.. ومن معاير خيريتها وفضلها في العشرة الزوجية.
وليس أمر الزينة والاعتناء بها مقتصرًا على الفراش.. وإنما هو خلق ينبغي للزوجة أن تحرص عليه في بيتها في كل وقت.. وأن تكون بأنوثتها وعواطفها ومظهرها مصدر بهجة تضفي على الزوج شعورًا بالرضا والارتياح.
ومن مفردات الزينة في هذا الباب:
- أن تتزين المرأة لزوجها وفق ما يرغبه من اللباس ما دام لا يخالف الشرع.. بل يجدر بالزوجة الحكيمة مراعاة ألوانه المفضلة وعطوره ونحو ذلك.
- أن تحافظ المرأة على نظافتها في كل وقت.
- أن تجتنب وسائل الزينة المباحة التي يكرهها الزوج سواء في اللباس أو غيره.
* الحنان: هناك أعمال يسيرة في الحياة الزوجية قد توظفها المرأة بشيء من الاهتمام لتضع منها مفتاحًا تمتلك به قلب زوجها.
منها على سبيل المثال: إيقاظ الزوج من نومه.. فأسلوب الإيقاظ يؤثر كثيرًا في انطباع الزوج.. وربما استطاعت الزوجة بلمسة حانية على هذا الأسلوب.. أن تشرح صدر زوجها لاستقبال يوم متفائل زاخر بالمسرات.
فأسلوب الإيقاظ.. ونبرته.. وعبارته.. وكيفيته تؤثر أثرًا بليغًا على الزوج.. حين يستيقظ على فيض من الحنان الأسري.. وتلمس روحه في أول رجوعها.. لمسات حانية.. تشعرها بأهميتها وقيمتها..
والأمثلة في الحياة الزوجية كثيرة.. ومنها حالة مرض الزوج.. أو عجزه.. أو نحو ذلك.
فالشاهد أن الزوجة التي تود كسب زوجها.. لابد أن تمزج بين حبه واحترامه والحنان عليه.. وتقديره.. ومهابته..
* اجتناب ما يكرهه الزوج: ومن أهم ما تكتسب به الأخت المسلمة قلب زوجها أيضًا الحرص على اجتناب كل ما يكرهه من المباحات وذلك يشمل ما تمجه طباعه من العادات والألفاظ والتصرفات بل والمناظر أيضًا.
فإن حرص الزوجة على هذه الحيثية يعلي قدرها في نظر زوجها لعلمه بجهدها الدؤوب في تهيئة الجو لراحته وهنائه وراحة باله.
أزواج تحتار فيهم النساء
أحيانًا.. تفشل الزوجة – مهما بذلت من جهد في التقرب من زوجها.. والتودد إليه.. ويصيبها الإحباط التام من تصرفاته التي تنبي عن كراهيته لزوجته دون سبب واضح.. ومهما اجتهدت الزوجة في خدمة زوجها.. والصبر عليه.. بل والتفاني في إظهار حبه.. وتقديره.. واحترامه.. لا تجد منه تفاعلاً أو مبادلة في الأحاسيس بل قد تجد ما يشككها في تصرفاتها.. ويفقدها الثقة بأسلوبها في العشرة الزوجية.
فتصيبها الحيرى.. والكآبة!
والزوج الذي هذا طبعه.. أحد اثنين:
الأول: رجل سيئ الخلق لا يعاشر أهله بالمعروف كما أوجب الله جل وعلا عليه في قوله: ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا﴾ وهذا الصنف من الأزواج يكون ظالمًا لأهله، لأنه لا يراعي حقوقها التي توجب لها السكينة والطمأنينة.. وتشعرها بالأمان في حياتها الزوجية..
فتجده يعاملها بجفاء جامد.. وغلظة قاسية.. ولا يعيرها اهتمامًا في بيته.. وربما همش دورها بين أبنائه.. وأسرته!
ولذا فهي مهما بذلت معه من إحسان وتغاضٍ عن تلك القسوة.. لا تجد منه إلا ما يسوؤها.. لا لكونها مفرطة في حق العشرة.. وإنما لأنها أمام زوج يعاني من حالة مرضية في خلقه وشيمه.. ولو كان فيه من الخير ما يميز أخلاقه.. لظهر عليه أثره في بيته.. كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال: «خَيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي» [رواه الترمذي].
وإليك أختي المسلمة.. بعض النصائح التي تعينك على معالجة هذه الظاهرة:
1- عليك بالصبر ما استطعت إلى ذلك سبيلاً لا سيما إذا لم يكن يلحقك من هذا الزوج ضرر بالغ في دينك أو ذاتك! والصبر يكون بتحمل الأذى المتوقع من الزوج.. ونسيان تجافيه.. وعدم مقابلة إساءته بمثلها.. فإن الله جل وعلا وعد الصابرين بحسن العاقبة في الدنيا والآخرة.. قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾، ومعيته سبحانه معية علم واطلاع ونصر وتأييد.
2- عليك ببذل النصح بالتي هي أحسن مع التركيز على انتهاز الأوقات المناسبة لذلك.. وانتقاء أعذب العبارات الدالة على حب الخير للزوج.. والحرص عليه.. والسعي لإسعاده!
3- الإلحاح على الله بالدعاء فإنه باب استمطار رحمة الله.. وهو سبحانه من يؤلف بين القلوب ويجمعها.
قال تعالى: ﴿وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا﴾.
فالقلوب بين أصبعيه سبحانه يقلبها كيف يشاء، ويؤلف بينها كما يشاء.
وفي الحديث عن أبي سعيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما من مسلم يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها» قالوا: إذا نكثر! قال: «الله أكثر».
الثاني: رجل يعاشر زوجته بالمعروف.. لكن طرأ عليه تغيير لأسباب غامضة.. فلم يعد يهتم ببيته.. ولم يعد يعاشر أهله بالمعروف.. وهذا:
إما أنه أساء خلقه مع أهله لغلبة طبع أو هوى أو غفلة.. فإن الله جل وعلا لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.. أو أنه وقع تأثير مجهول في طبيعته ومزاجه: وهذا يكون سببه شيئان:
الأول: العين والحسد. الثاني: السحر.
فالعين لها تأثير بإذن الله وحده في حياة الإنسان وطبعه وقوته وصحته، وهي حق لا مرية فيه كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فعن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «العين حق، ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين» [رواه مسلم].
يقول ابن القيم رحمه الله: «وهي سهام تخرج من نفس الحاسد، والعائن نحو المحسود والمعين، تصيبه تارة، وتخطئه تارة، فإن صادفته مكشوفًا لا وقاية له، أثرت فيه، وإن صادفته حذرًا شاكي السلاح، لم تؤثر فيه وربما دارت السهام على صاحبها وهذا بمثابة الرمي الحسي سواء!
وقد يعين الرجل نفسه، وقد يعين بغير إرادته بل بطبعه وهذا أردأ ما يكون» [مختصر زاد المعاد ص215].
والمقصود أن العين قد تكون سببًا في تغير طباع الزوج من الحصر على البيت والأهل إلى الشرود وفساد المزاج.
أما السحر: فهو سلاح الحسدة في التفريق بين الأسرة، وصرف الزوج عن أهله، وهذا مما لا شك فيه، ولا يعلم فيه خلاف بين أهل العلم قديمًا وحديثًا.
وقد أخبر الله جل وعلا عن ذلك فقال: ﴿وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآَخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ * وَلَوْ أَنَّهُمْ آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ﴾ [البقرة: 102].
فالسحر وسيلة شيطانية لصرف الرجل عن زوجته أو لصرفها عنه.. ولا تزال وقائع الأيام تدون من قصصه الكثير!
وللسحر في هذا الموضوع علامات أهمها:
- أن يطرأ تغير مفاجئ على الزوج تجاه زوجته فيبغضها ويكرهها دونما سبب.
- أن يشعر الزوج برغبة صادقة في عشرة أهله بالمعروف عند غيابه عنها.. لكن سرعان ما ينقلب شرسًا وغضوبًا إذا رآها أو قابلها.
- أن يضيق البيت بالزوج ويظهر مظلمًا في نظره.
- أن يشعر الزوج بشيء ما يحول إرادته.. ويظهر عليه ذلك في تناقضات رأيه في حبه لأهله حينًا وبغضه حينًا.
- أن تظهر علامات ذلك في الفراش.
- أن تظهر علامات واضحة تدل على تغير الزوج في عبادته.. وخلقه.
- أن يقلق الزوج من سماع القرآن بعدما كان يطمئن سماعه في البيت وخارجه.
وهذه العلامات قد تشمل العين والحسد أيضًا.
وهي ليس علامات للسحر والعين على سبيل الجزم.. لأن هذه الأمراض من الأمراض الغامضة الغيبية، وهي تلتقي مع علامات أمراض القلوب والأخلاق.
لذلك لا ينبغي تصور وجودها بمجرد عجز الزوجة عن اكتساب زوجها.. وإنما ينظر إلى الأمر باعتبار تغير الحال.. ويستأنس إن اقتضى الأمر بالرقية الشرعية إذا تحقق اشتباه الأمر.. واستفحل الضرر! بعد استشارة أهل الشأن من العلماء والرقاة الصلحاء.
سعادة الزوج في صلاح الزوجة
إن أداء الزوجة لحقوق زوجها، ومراعاتها لآداب العشرة الزوجية ليس وحده ما يبعث السعادة في أرجاء بيتها ومفردات حياتها الأسرية. فصلاحها وسلامتها في دينها وخلقها عامة عامل مهم لامتلاك مفاتيح الحب في قلب زوجها! وذلك لسببين:
الأول: هو أن الزوجة الصالحة تنظر إلى عشرة الزوج بالمعروف على أنها عبادة تطمح من ورائها إلى الثواب الجزيل من الله سبحانه، وليس فقط امتلاك قلب الزوج، وبالتالي تكون مخلصة في حفظها لزوجها غيبًا وحضورًا، وصادقة في أحاسيسها تجاهه، وفي كلامها، وحرصها، ونصحها، وخدمتها لبيتها.
فصلاحها هو ما يجعل أداءها لحقوق زوجها الواجبة والمستحبة أداءً مفعمًا بالمودة والإخلاص؛ لأنها تدرك ثواب الزوجة المطيعة الحافظة لزوجها وتمتثل بصلاحها لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها، وحصنت فرجها، ,أطاعت زوجها، قيل لها: ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت».
[رواه أحمد]
فهي تدرك أن الصلاح يشمل الصلاة والصيام وتحصين الفرج.. طاعة الزوج!
وتدرك أيضًا أن اجتماع هذه الخصال يوجب لها الجنة تدخل من أي أبوابها شاءت.
وهذا ما يدفعها إلى تفانيها في خدمة زوجها.. تمامًا ما يدفعها إلى أداء الصلوات في وقتها.. وإلى صيام رمضان.. وإلى تحصين عرضها!
وزوجها حينما يدرك من زوجته تعبدها.. بطاعته وخدمته ومودته.. يزداد حبًا لها.. ويرتبط بها أكثر.. لأنه أدرك أن احترامها له.. ليس فقط مبنيًا على غريزة فطرية.. ربما تتلاشى مع الزمن.. أو تتحول في حالة الضعف والمحن.. بل مبنيًا على أساس صلب.. ومبدأ رصين.. لا تزحزحه الظروف كيفما كان أمرها.. وهو تقوى الله جل وعلا.
وأقل ما يوجبه صلاح المرأة في نفسها.. أن تكون مؤدية لحقوقه الواجبة.. وأن تتجنب ظلمه وإيذاءه!
فالمرأة مهما بلغ ضعفها أمام زوجها.. قد تستطيع إيذاءه في الغالب – لو أصرت على ذلك.. فكيد النساء سر كمين في طبيعتهن لا يعلمه إلا الله.. ولطالما احتار الرجال في ذلك السر على مر التاريخ..
وفي قول الله تعالى: ﴿إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ﴾ ما يشير إلى عظم الكيد في غالب النساء!