الاعتدال في الفتوى

التوسط والاعتدال في الفتوى

إعداد

محمد بن أحمد العماري

عضو الدعوة والإرشاد بمكة المكرمة

الحمد لله الذي علم بالقلم, علم الإنسان مالم يعلم, الحمد لله الذي خلق الإنسان علمه البيان.

والصلاة والسلام على الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى أما بعد

فإن الاعتدال والتوسط في الفتوى هو اتباع الكتاب والسنة في الرخص والعزائم وغيرها وترك كل ما سواهما.

ﭧ ﭨ ﮋ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮊ [الأنعام: ١٥٣]

و عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍt قَالَ: خَطَّ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ‬خَطًّا بِيَدِهِ ثُمَّ قَالَ هَذَا سَبِيلُ اللَّهِ مُسْتَقِيمًا قَالَ ثُمَّ خَطَّ عَنْ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ ثُمَّ قَالَ هَذِهِ السُّبُلُ وَلَيْسَ مِنْهَا سَبِيلٌ إِلَّا عَلَيْهِ شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ ثُمَّ قَرَأَ (وَإِنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ)رواه أحمد([1]) حديث صحيح لغيره.

والسبل التي حذر الله من اتباعها في الفتوى وغيرها كثيرة.

ﭧ ﭨ ﮋ ﮀ ﮁ ﮂ ﮍ ﮊ [الأنعام: ١٥٣]

فحذر في الفتوى من اتباع أي سبيل غير سبيل التنزيل.

ﭧ ﭨ ﮋ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮊ [الأنعام: ١٥٣]

فحذر من اتباع سبيل الشيطان في الفتوى.

ﭧ ﭨ ﮋ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮊ[ الحج: ٣ - ٤ ]

وﭧ ﭨ ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡﭢ ﭷ ﮊ[ النور: ٢١]

وحذر من اتباع سبيل الهوى في الفتوى.

ﭧ ﭨ ﮋﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﰐ ﰑ ﰒ ﰓ ﰔ ﰕ ﰖ ﮊ[ ص: ٢٦]

وحذر من اتباع سبيل الرأي في الفتوى.

ﭧ ﭨ ﮋ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﮊ [النجم: ٢٣]

وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍوtقَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ‬يَقُولُ إِنَّ اللَّهَ لَا يَنْزِعُ الْعِلْمَ بَعْدَ أَنْ أَعْطَاكُمُوهُ انْتِزَاعًا وَلَكِنْ يَنْتَزِعُهُ مِنْهُمْ مَعَ قَبْضِ الْعُلَمَاءِ بِعِلْمِهِمْ فَيَبْقَى نَاسٌ جُهَّالٌ يُسْتَفْتَوْنَ فَيُفْتُونَ بِرَأْيِهِمْ فَيُضِلُّونَ وَيَضِلُّونَ).رواه البخاري([2])

وحذر من اتباع سبيل الجهل في الفتوى.

ﭧ ﭨ ﮋ ﰕ ﰖ ﰗ ﰘ ﰙ ﮊ [ الأنعام: ٣٥]

وﭧ ﭨ ﮋ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﮊ [ هود: ٤٦]

وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ tقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الَّهِ ﷺ‬ يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنْ الْعِبَادِ وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالًا فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا)رواه البخاري([3]) ومسلم([4])

وحذر من اتباع سبيل العقل في الفتوى.

ﭧ ﭨ ﮋ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮊ[ الحج: ٨ – ٩]

وحذر من اتباع سبيل المتشابه في الفتوى.

ﭧ ﭨ ﮋ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﯪ ﮊ [ آل عمران: ٧]

وَعَنْ عَائِشَةَ ~ قَالَتْ: تَلَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ‬هَذِهِ الْآيَةَ فَقَالَ ﷺ‬فَإِذَا رَأَيْتِ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ فَأُولَئِكِ الَّذِينَ سَمَّى اللَّهُ فَاحْذَرُوهُمْ)رواه البخاري([5])ومسلم([6])

وحذر من اتباع سبيل الأخذ بعض الكتاب والسنة دون بعض في الفتوى.

ﭧ ﭨ ﮋﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮊ [ البقرة: ٨٥]

وحذر من اتباع سبيل الأشخاص في الفتوى.

ﭧ ﭨ ﮋ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﮊ [المائدة: ٧٧]

وﭧ ﭨ ﮋ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﮊ[ المائدة: ٤٩]

وﭧ ﭨ ﮋ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﮊ[ البقرة: ١٦٦ – ١٦٧]

وحذر من اتباع سبيل الغيرة في الفتوى.

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ tقَالَ :كَانَتِ امْرَأَةٌ تُظْهِرُ فِي الإِسْلاَم ِ الْسُّوْءَ فَقَالَ الْنَّبِيُّ :ﷺ‬( لَوْ رَجَمْتُ أَحَداً بِغَيْرِ بَيِّنَةٍ لَرَجَمْتُ هَذِهِ).رَوَاهُ الْبُخَارِي([7]) .

وحذر من اتباع سبيل الحماس في الفتوى.

ﭧ ﭨ ﮋ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮊ [سورة المائدة: ٨٧]

وَعَنْ أَنَسِ بْنَ مَالِكٍ tقَالَ: قَالَ النبيﷺ‬(أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لَأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وَأَتْقَاكُمْ لَهُ لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ وَأُصَلِّي وَأَرْقُدُ وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي)رواه البخاري([8])

وحذرمن اتباع سبيل فسقة العلماء والعباد في الفتوى.

ﭧ ﭨ ﮋ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀﮁ ﮎ ﮊ[ التوبة: ٣٤]

وحذر من اتباع سبيل الصالحين من الأحبار والرهبان وترك الكتاب والسنة.

ﭧ ﭨ ﮋ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﮊ[ التوبة: ٣١]

وعَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِى tقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ‬« لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ دَخَلُوا فِى جُحْرِ ضَبٍّ لاَتَّبَعْتُمُوهُمْ ». قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ آلْيَهُودَ وَالنَّصَارَى قَالَ « فَمَنْ ».رواه البخاري([9]) ومسلم([10])

وحذر من اتباع سبيل الكثرة في الفتوى.

ﭧ ﭨ ﮋ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﮊ [ الأنعام: ١١٦]

وعَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِى سُفْيَانَt قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ‬ «إِنَّ هَذِهِ الْمِلَّةَ سَتَفْتَرِقُ عَلَى ثَلاَثٍ وَسَبْعِينَ ثِنْتَانِ وَسَبْعُونَ فِى النَّارِ وَوَاحِدَةٌ فِى الْجَنَّةِ » رواه أبو داود([11]) حديث حسن لغيره.

ﭧ ﭨ ﮋ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮊ[المؤمنون: ٨١]

و ﭧ ﭨ ﮋ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮊ [المؤمنون: ٦٨ ]

وحذر من اتباع سبيل المتأخرين في الفتوى بدون دليل .

ﭧ ﭨ ﮋ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﮊ[ التوبة: ٣١]