×
مقالة تتحدث عن كنز من كنوز الجنة ألا وهو لا حول ولا قوة إلا بالله؛ من حيث مفهومها، وفضلها، وفوائدها.

ههه

لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ: مفهومها، وفضلها، وفوائدها

الحمد للَّه ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على سيد الإنس والجن أجمعين، نبيّنا محمد، وعلى آله وأصحابه، وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

فهذه كلمات يسيرة أبيّن فيها معاني كلمة «لا حول ولا قوة إلا باللَّه»، وفضلها، ومواطن مشروعية الذكر بها، على النحو الآتي:

أولاً: مفهوم هذه الكلمة العظيمة ومعانيها:

لا حيلة لأحدٍ في جلب نفعٍ، أو دفعِ ضرٍ إلا باللَّه تعالى، وتوفيقه، فلا تحوّل له من كفرٍ إلى إيمانٍ، ولا من معصيةٍ إلى طاعةٍ، ولا من شقاوةٍ إلى سعادةٍ، ولا من ذلٍّ إلى عزٍّ، ولا من مرضٍ إلى صحةٍ، ولا من فقرٍ إلى غنىً، ولا من هزيمةٍ إلى نصرٍ، ولا من بلاءٍ إلى عافيةٍ، ولا من خوفٍ إلى أمنٍ، ولا من جهلٍ إلى علمٍ، ولا حولَ للعبد في دفع شرٍّ، ولا قوةَ في تحصيلِ خيرٍ، إلا باللَّه ﷻ‬، فالعبدُ محتاجٌ إلى الاستعانةِ باللَّه في جميع أموره، سواءً كان ذلك في فعل الواجبات والمستحبات، أو في ترك المحرمات والمكروهات، أو في الصبر على ما قدره اللَّه من المقدورات في: الدنيا وعند الموت وسكراته، وبعدَهُ من أهوالِ البرزخِ، ويومِ القيامة، ولا يقْدِر على الإعانة على ذلك إلا اللَّه I فمن حقق الاستعانةَ عليه في ذلك كلِّه أعانه I، فكلمةُ «لا حولَ ولاَ قوّةَ إلاّ باللَّه» كلمةٌ عظيمة، وهي كلمةُ استسلامٍ وتفويضٍ إلى اللَّه ﷻ‬، واعترافٍ بالإذعان له I، وهي كلمةٌ فيها التبرّؤُ من الحولِ والقوةِ إلا باللَّه ﷻ‬، فالإنسانُ ليس له حولٌ إلا باللَّه ﷻ‬، فهي كلمةُ استعانةٍ إذا عجز الإنسان عن شيء، وليست هذه الكلمةُ كلمةَ استرجاعٍ، ولكن كلمةُ الاسترجاع أن يقول الإنسان: «إنا للَّه وإنا إليه راجعون»، وأما كلمةُ: «لا حولَ ولا قوّةَ إلاّ باللَّه»، فهي كلمة استعانة باللَّه، فإذا أرد العبد أن يعينه اللَّه على شيء من أمور الدنيا، أو الآخرة، فعليه أن يقول: «لا حولَ ولا قوّةَ إلاّ باللَّه»، فييسر اللَّه ﷻ‬ له الأمر، ويعينه على ما يريد، وهي من كنوز الجنة، كما قال النبي ♥، والكنز: مالٌ عظيمٌ مجتمعٌ لا يحتاج إلى جمعٍ، ومعنى كنزٍ من كنوز الجنة: ثوابٌ عظيمٌ نفيسٌ مدَّخرٌ في الجنة، لا يعلمُ عِظَمهُ وكثرتَهُ، ونفاستَهُ إلا اللَّه ﷻ‬([1]).

ولا شكَّ أن الإنسان مفتقِرٌ إلى اللَّه في كلِّ أموره؛ ولهذا ثبت في الحديث القدسي عن النبي ﷺ‬ فيما يرويه عن ربه ﷻ‬ أنه قال: «يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي، وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا، فَلَا تَظَالَمُوا، يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلَّا مَنْ هَدَيْتُهُ، فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ، يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ جَائِعٌ، إِلَّا مَنْ أَطْعَمْتُهُ، فَاسْتَطْعِمُونِي أُطْعِمْكُمْ، يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ عَارٍ، إِلَّا مَنْ كَسَوْتُهُ، فَاسْتَكْسُونِي أَكْسُكُمْ، يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا، فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ، يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضَرِّي فَتَضُرُّونِي وَلَنْ تَبْلُغُوا نَفْعِي، فَتَنْفَعُونِي، يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ، مَا زَادَ ذَلِكَ فِي مُلْكِي شَيْئًا، يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ، مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي شَيْئًا، يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ قَامُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي فَأَعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ، مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي إِلَّا كَمَا يَنْقُصُ الْمِخْيَطُ إِذَا أُدْخِلَ الْبَحْرَ، يَا عِبَادِي إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ، ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا، فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا، فَلْيَحْمَدِ اللهَ وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ، فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ»([2]).

 ثانياً: مواطن الذكر بهذه الكلمة العظيمة:

الموطن الأول: ذكر مطلق في كل وقت للأحاديث الآتية:

1- عن أَبِي مُوسَى t قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ ﷺ‬ فِي سَفَرٍ، فَكُنَّا إِذَا عَلَوْنَا كَبَّرْنَا، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ‬: «أَيُّهَا النَّاسُ ارْبَعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ، فَإِنَّكُمْ لاَ تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلاَ غَائِبًا، وَلَكِنْ تَدْعُونَ سَمِيعًا بَصِيرًا» ثُمَّ أَتَى عَلَيَّ وَأَنَا أَقُولُ فِي نَفْسِي: لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، فَقَالَ: «يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ، قُلْ: لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، فَإِنَّهَا كَنْزٌ مِنْ كُنُوزِ الجَنَّةِ»، أَوْ قَالَ: «أَلاَ أَدُلُّكَ عَلَى كَلِمَةٍ هِيَ كَنْزٌ مِنْ كُنُوزِ الجَنَّةِ؟ لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ»([3]).

2- وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t، قَالَ: كُنْتُ أَمْشِي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ‬ فِي نَخْلٍ لِبَعْضِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، فَقَالَ: «يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، هَلَكَ الْمُكْثِرُونَ، إِلَّا مَنْ قَالَ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا - ثَلَاثَ مَرَّاتٍ: حَثَا بِكَفَّيْهِ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ وَبَيْنَ يَدَيْهِ -، وَقَلِيلٌ مَا هُمْ»، ثُمَّ مَشَى سَاعَةً فَقَالَ: «يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى كَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ؟» فَقُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ: «لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، وَلَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ»([4]).

3- وعَنِ ابْنِ عُمَرَ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ‬: «أَكْثِرُوا مِنْ غَرْسِ الْجَنَّةِ، فَإِنَّهُ عَذْبٌ مَاؤُهَا، طَيِّبٌ تُرَابُهَا، فَأَكْثِرُوا مِنْ غِرَاسِهَا لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ»([5]).

4- وعن أبي ذر t عَنِ النَّبِيِّ ﷺ‬ قَالَ: «أَحبُ الكَلام إِلَى اللَّهِ: سُبحَان اللَّهِ، لَا شَريكَ لَه، لَه المُلك، ولَهُ الحَمدُ، وهُو عَلى كُل شَيءٍ قَديرٍ، ولا حَولَ وَلَا قُوةَ إِلَّا بِالله سُبحان اللَّهِ وبِحمِده»([6]).

5- جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ‬ فَقَالَ: عَلِّمْنِي كَلَامًا أَقُولُهُ، قَالَ: «قُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا، سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ» قَالَ: فَهَؤُلَاءِ لِرَبِّي، فَمَا لِي؟ قَالَ: «قُلْ: اللهُمَّ اغْفِرْ لِي، وَارْحَمْنِي، وَاهْدِنِي، وَارْزُقْنِي، [وعَافِنِي]»([7]).

6- عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ t عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ‬ قَالَ: «اسْتَكْثِرُوا مِنَ الْبَاقِيَاتِ الصَّالِحَاتِ»، قِيلَ: وَمَا هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «الْمِلَّةُ»، قِيلَ: وَمَا هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «الْمِلَّةُ»، قِيلَ: وَمَا هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «التَّكْبِيرُ، وَالتَّهْلِيلُ، وَالتَّسْبِيحُ، وَالتَّحْمِيدُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ»([8]).

الموطن الثاني: عند الاستيقاظ من النوم:

1- عن عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ t، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ‬ قَالَ: «مَنْ تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ، فَقَالَ حين يستيقظ: لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ، وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، الحَمْدُ لِلَّهِ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ، وَلاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ العَلِيِّ العَظِيمِ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، أَوْ دَعَا، اسْتُجِيبَ لَهُ، فَإِنْ تَوَضَّأَ وَصَلَّى قُبِلَتْ صَلاَتُهُ»([9]).

الموطن الثالث: عند الخروج من المنزل:

1- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ t أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ‬ قَالَ: «إِذَا خَرَجَ الرَّجُلُ مِنْ بَيْتِهِ فَقَالَ بِسْمِ اللَّهِ تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ، لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، قَالَ: يُقَالُ حِينَئِذٍ: هُدِيتَ، وَكُفِيتَ، وَوُقِيتَ، فَتَتَنَحَّى لَهُ الشَّيَاطِينُ، فَيَقُولُ لَهُ شَيْطَانٌ آخَرُ: كَيْفَ لَكَ بِرَجُلٍ قَدْ هُدِيَ وَكُفِيَ وَوُقِيَ؟»([10]).

2- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t عَنِ النَّبِيِّ ﷺ‬ قَالَ: «إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ كَانَ مَعَهُ مَلَكَانِ مُوَكَّلَانِ بِهِ، فَإِذَا قَالَ: بِسْمِ اللَّهِ قَالَا: هُدِيتَ، فَإِذَا قَالَ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ قَالَا: وُقِيتَ، فَإِذَا قَالَ: تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ قَالَا: كُفِيتَ فَتَلَقَّاهُ قَرِينَاهُ فَيَقُولَانِ مَا نُرِيدُ مِنْ رَجُلٍ قَدْ هُدِي وَوُقِيَ وَكُفِيَ»([11]).

الموطن الرابع: عندما يأوي المسلم إلى فراشه:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t عَنِ النَّبِيِّ ﷺ‬ قَالَ: «مَنْ قَالَ حِينَ يَأْوِي إِلَى فِرَاشِهِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ اللَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، غُفِرَتْ لَهُ ذُنُوبُهُ - أَوْ خَطَايَاهُ - شَكَّ مِسْعَرٌ - وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ، أَوْ أَكْثَرَ مِنْ زَبَدِ الْبَحْرِ»([12]).

الموطن الخامس: في أدبار الصلوات المفروضة:

فعن أَبِي الزُّبَيْرِ قَالَ: كَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ يَقُولُ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاَةٍ حِينَ يُسَلِّمُ «لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَلاَ نَعْبُدُ إِلاَّ إِيَّاهُ، لَهُ النِّعْمَةُ، وَلَهُ الْفَضْلُ، وَلَهُ الثَّنَاءُ الْحَسَنُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ، وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ»، وَقَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ‬ يُهَلِّلُ بِهِنَّ دُبُرَ كُلِّ صَلاَةٍ»([13]).

الموطن السادس: عند متابعة الأذان:

عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ‬: «إِذَا قَالَ الْمُؤَذِّنُ: اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ، فَقَالَ أَحَدُكُمُ: اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ، ثُمَّ قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، ثُمَّ قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، ثُمَّ قَالَ: حَيَّ عَلَى الصَّلاَةِ، قَالَ: لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ، ثُمَّ قَالَ: حَيَّ عَلَى الْفَلاَحِ، قَالَ: لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ، قَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ، ثُمَّ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ مِنْ قَلْبِهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ»([14]).

وهذه الفضائل العظيمة، والمعاني الجليلة، والفوائد النافعة ينبغي للمسلم أن يُكثر منها مطلقاً في أي وقتٍ، ويحافظ على مواطن الذكر بها التي بيّنها النبيّ ♥، فمن فعل ذلك فقد حصل على الخير الكثير الكبير الذي سيجنيه من أمور الدنيا والآخرة، وأسأل اللَّه تعالى أن يوفقنا وجميع المسلمين لكل ما يكون رفعة في درجاتنا في الدنيا وفي الآخرة في الفردوس الأعلى، وصلى اللَّه وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

كتبه الفقير إلى اللَّه تعالى

د. سعيد بن علي بن وهف القحطاني

حرر في 18/ 11/ 1437هـ

([1]) انظر: شرح النووي على صحيح مسلم، 17/ 26ـ ومجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية، 3/ 321، وجامع العلوم والحكم، لابن رجب، ص 192، وشرح رياض الصالحين لابن عثيمين، شرح الحديث رقم 1443، وإتحاف المسلم بشرح حصن المسلم، ص 66- 67، وص 1773.

([2]) صحيح مسلم، كتاب البر والصلة والآداب، باب تحريم الظلم، برقم 2577.

([3]) صحيح البخاري، كتاب الدعوات، باب الدعاء إذا علا عقبة، برقم 6384، ومسلم، كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب استحباب خفض الصوت بالذكر، برقم 2704.

([4]) مسند أحمد، 13/ 447، برقم 8085، وصححه محققو المسند، وقال ابن حجر في المطالب العالية، 14/ 160: «وهذا إسناد صحيح».

([5]) الدعاء للطبراني، ص 474، برقم 1648، والمعجم الكبير للطبراني، 12/ 364، برقم 13354، وحسنه الألباني في صحيح الجامع الصغير وزيادته، 1/ 264، برقم 1213.

([6]) الأدب المفرد، ص 222، برقم 638، وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد، ص 238، برقم 638.

([7]) مسلم، كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب فضل التهليل والتسبيح والدعاء، برقم 2696، وما بين المعقوفين عند أبي داود، أَبْوَابُ تَفْرِيعِ اسْتِفْتَاحِ الصَّلَاةِ، بَابُ مَا يُجْزِئُ الْأُمِّيَّ وَالْأَعْجَمِيَّ مِنَ الْقِرَاءَةِ، برقم 832.

([8]) مسند أحمد 18/ 241، برقم 11713، وحسنه لغيره محققو المسند، وصححه بشواهده الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها، 7/ 789.

([9]) البخاري، كتاب التهجد، باب فضل من تعارّ من الليل فصلى، برقم 1154، واللفظ لابن ماجه، كتاب الدعاء، بَابُ مَا يَدْعُو بِهِ إِذَا انْتَبَهَ مِنَ اللَّيْلِ، برقم 3878.

([10]) سنن أبي داود، كتاب الأدب، باب ما يقول إذا خرج من بيته برقم 5095، والدعوات الكبير للبيهقي، 2/ 38، 454، وحسنه الأرناؤوط بشواهده، في تحقيقه لسنن أبي داود، 7/ 425، برقم 5095، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير وزيادته، 1/ 148، برقم 499.

([11]) كتاب الدعاء للطبراني، ص 146، برقم 409، وحسنه بشواهده الأرناؤوط في سنن ابن ماجه (5/ 48)، برقم 3886.

([12]) سنن النسائي الكبرى، كتاب عمل اليوم والليلة، ثواب من قال عند منامه لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد وهو على كل شيء قدير لا حول ولا قوة إلا باللَّه، برقم 10647، وصحيح ابن حبان، 12/ 338، برقم 5528، وعمل اليوم والليلة لابن السني، ص 660، برقم 722، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب، 1/ 390، برقم 607.

([13]) صحيح مسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب استحباب الذكر بعد الصلاة وصفته، برقم 594.

([14]) صحيح مسلم، كتاب الصلاة، باب استحباب القول مثل قول المؤذن لمن سمعه ثم يصلي على النبي ﷺ‬ ثم يسأل الله له الوسيلة، برقم 385.