تذكرة العبد بمواطن الحمد
التصنيفات
المصادر
الوصف المفصل
- تذكرة
العبد بمواطن الحمد
- حمد الله على التوفيق للعلم الشرعي
- عند الاستيقاظ من النوم
- إذا رأى في منامه ما يحب
- عند لبس الثوب الجديد
- بعد الوضوء
- في الصلاة في عدة مواضع منها
- عند الصباح والمساء
- بعد الفراغ من الطعام والشراب
- عند حصول نعمة أو اندفاع مكروه لغيره
- عند ركوب الدابة
- دعاء المسافر إذا أسحر
- عند إتمام عدة رمضان وفي أيام العيدين
- عند التلبية في الحج والعمرة
- عند الرقي للصفا والمروة
- الدعاء يوم عرفة
- عند الرجوع من الحج أو العمرة أو الغزو أو السفر
- عند الكرب والشدة
- عند تفاؤل أهل المريض لمن سأل عن مريضهم
- فيما يقال عند الكسوف
- من جاءه ضيف عزيز
- من يسلم على يده أحد
- إذا التقى المسلمان
- عند افتتاح الخطب والدروس
- عند دخول السوق
- عند أداء الدين
- عند العطاس
- حمد الله على هبة الولد
- عند المصيبة بفقد الولد
- عند النصر على الأعداء
- في أول الدعاء وآخره
- إذا رأى مبتلى
- إذا نشأ في السماء سحابًا ثم كشفه الله
- من جبل على خلق يحبه الله
- عند النوم
- وفي كل حال
تذكرة العبد بمواطن الحمد
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له،وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
لا ريب في عظم شأن الحمد وجلالة قدره،وكثرة ثوابه، فهو من أجل الطاعات، وأحسن القربات، كما جاء في صحيح مسلم عن أبي مالك الأشعري - رضي الله عنه - مرفوعًا: «والحمد لله تملأ الميزان، سبحان الله والحمد لله تملأن أو تملأ ما بين السموات والأرض»، وهو - أي الحمد - أحق ما تقرب به العبد إلى ربه سبحانه وتعالى، ثبت في الصحيح أن النبي ﷺ كان إذا رفع رأسه من الركوع يقول: «ربنا ولك الحمد ملء السموات، وملء الأرض، وملء ما شئت من شيء بعد، أهل الثناء والمجد، أحق ما قال العبد، وكلنا لك عبد، لا مانع لما أعطيت، لا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد».
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، في قوله ﷺ: «أحق ما قال العبد» خبر لمبتدأ محذوف، أي الحمد أحق ما قال العبد، أو هذا - وهو الحمد - أحق ما قال العبد، ففيه أن الحمد أحق ما قاله العبد، ولهذا أوجب قوله في كل صلاة، أن تفتتح به الفاتحة... [فقه الأدعية 12/255].
والحمد مطلوب من المسلم في كل وقت وحين؛ إذ أن العبد في كل أوقاته متقلب في نعمة الله، وهو سبحانه خالق الخلق ورازقهم، أسبغ عليهم نعمه ظاهرة وباطنة، دينية ودنيوية، ودفع عنهم النقم والمكاره، فليس بالعباد من نعمة إلا هو موليها، ولا يدفع الشر عنهم سواه فهو سبحانه يستحق منهم الحمد والثناء في كل وقت وحين،كما أنه سبحانه يستحق الحمد لكمال صفاته، ولماله من الأسماء الحسنى، والنعوت العظيمة التي لا تنبغي إلا له، كما قال سبحانه: }وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا{ [الإسراء: 111] فكل اسم من أسمائه، وكل صفة من صفاته يستحق عليها أكمل الحمد والثناء، فكيف بجميع أسمائه الحسنى وصفاته العظيمة [فقه الأدعية: 1/256].
وكذلك يحمد الله سبحانه وتعالى على ما أنعم له علينا من نعمة الإسلام، التي هي أجل النعم وأكبر المنن قال سبحانه: }الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا{ [المائدة: 3]
وقال سبحانه: }يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ{ [الحجرات: 17].
وكما ذكر سبحانه دعاء أهل الجنة: }وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ{ [الأعراف: 43].
وكما أن الحمد مطلوب من المسلم في كل وقت، إلا أن هناك أوقاتًا معينة وأحوالاً مخصوصة تمر بالعبد يكون فيها الحمد أكثر تأكيدًا؛ فمن تلك الأحوال والمواطن:
حمد الله على التوفيق للعلم الشرعي
وقال الله تعالى: }وَلَقَدْ آَتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ{ [النمل: 15].
وفي الصحيحين عن ابن عباس - رضي الله عنهما - : أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - خرج إلى الشام، وأخبر بأن بها الوباء ... ولما جاء عبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنه - ، وكان متغيبًا في بعض حاجاته، فقال: إن عندي من هذا علمًا، سمعت رسول الله ﷺ يقول: «إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارًا منه»، فحمد الله تعالى عمر - رضي الله عنه - وانصرف.
عند الاستيقاظ من النوم
روى البخاري في صحيحه عن حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - وعن أبي ذر - رضي الله عنه - قالا: كان رسول الله ﷺ إذ أوى إلى فراشه قال: «باسمك اللهم أحيا وأموت » وإذا استيقظ قال: «الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور».
وصح عن النسائي والترمذي وابن ماجه عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي ﷺ قال: «إذا استيقظ أحدكم؛ فليقل: الحمد لله الذي رد علي روحي، وعافاني في جسدي وأذن لي بذكره» [وصحيح ابن ماجه 2/225].
إذا رأى في منامه ما يحب
عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أنه سمع رسول الله ﷺ يقول: «إذا رأى أحدكم رؤيا يحبها، فإنما هي من الله، فليحمد الله تعالى، وليحدث بها» [رواه البخاري].
عند لبس الثوب
عن أنس - رضي الله عنه - أن رسول الله ﷺ قال: «من لبس ثوبًا فقال: الحمد لله الذي كساني هذا الثوب ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة، غفر له ما تقدم من ذنبه» [رواه أبو داود والترمذي (الإرواء 7/47)].
عند لبس الثوب الجديد
عن معاذ بن أنس - رضي الله عنه - أن رسول الله ﷺ قال: «من لبس ثوبًا جديدًا، فقال: الحمد لله الذي كساني هذا الثوب ورزقينه من غير حول مني ولا قوة، غُفر له ما تقدم من ذنبه» [رواه أبو داود].
وعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استجد ثوبًا سماه باسمه عمامةً، أو قميصًا، أو رداءً ثم يقول: «اللهم لك الحمد، أنت كسوتنيه، أسألك خيره، وخير ما صنع له؛ أعوذ بك من شره ، ومن شر ما صنع له» [أخرجه أبو داود والترمذي].
بعد الوضوء
عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله ﷺ: «من توضأ ثم قال: سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك، كتب في رق ثم طبع بطابع فلم يكسر إلى يوم القيامة» [أخرجه النسائي- الصحيحة 2333].
في الصلاة في عدة مواضع منها
في دعاء الاستفتاح:
عن ابن عمر -رضي الله عنهما-، قال: بينما نحن نصلي مع رسول الله ﷺ، إذ قال رجل من القوم: «الله أكبر كبيرًا والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرة وأصيلا»، فقال رسول الله ﷺ: «من القائل كذا وكذا ؟»، قال رجل من القوم: أنا يا رسول الله، قال: «عجبت لها فتحت لها أبواب السماء ...». [رواه مسلم].
وفي الصحيحين عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن النبي ﷺ كان إذا قام من الليل يقول: «اللهم لك الحمد أنت نور السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت قيم السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت رب السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد لك ملك السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت الحق ووعدك الحق ...».
قراءة سورة الحمد:
عن أنس رضي الله عنه: أن رسول الله ﷺ وأبا بكر وعمر - رضي الله عنهما - كانوا يفتتحون الصلاة بـ }الحمد لله رب العالمين{ [متفق عليه].
وقال النبي ﷺ للمسيء في صلاته: «ثم اقرأ ما تيسير من القرآن فإن لم يكن معك منه شيء فاحمد الله وكبره وهلله» [أخرجه أبو داود].
في الركوع والسجود:
عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: كان رسول الله ﷺ يكثر من أن يقول في ركوعه وسجوده: «سبحانك ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي» [متفق عليه].
عند الاعتدال من الركوع:
في الصحيحين عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه قال: كان رسول الله ﷺ يقول: «سمع الله لمن حمده»، حين يرفع صلبه من الركوع، ثم يقول وهو قائم: «ربنا لك الحمد».
وعند البخاري: «ربنا ولك الحمد، حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه».
وعند مسلم: «ربنا لك الحمد ملء السموات وملء الأرض وملء ما شئت من شيء بعدن أهل الثناء والمجد، أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد ...».
قبل الدعاء في التشهد الأخير:
عن فضالة بن عبيد - رضي الله عنه - قال: سمع رسول الله ﷺ رجلاً يدعو في صلاته لم يمجد الله تعالى، ولم يصلِّ على النبي ﷺ فقال رسول الله ﷺ: «تعجل هذا»، ثم دعاه فقال له أو لغيره: «إذا صلى أحدكم، فليبدأ بتمجيد الله ربه سبحانه الثناء عليه ثم يصلي على النبي ﷺ ثم يدعو بعد بما شاء» [أخرجه أبو داود والترمذي].
وعن أنس - رضي الله عنه - كان مع رسول الله ﷺ جالسًا ورجل يصلي، ثم دعا: «اللهم إني أسألك بأن لك الحمد، لا إله إلا أنت المنان، بديع السموات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم»، فقال النبي ﷺ: «لقد دعا الله تعالى باسمه العظيم الذي إذا دُعي به أجاب، وإذا سُئل به أعطى» [أخرجه أبو داود والنسائي، صحيح النسائي 1/279].
في الذكر بعد الصلاة:
عن عبد الله بن الزبير - رضي الله عنه - أنه كان يقول دبر كل صلاة حين يسلم: «لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إياه، له النعمة وله الفضل، وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون» قال ابن الزبير: وكان رسول الله ﷺ يهلل بهن دبر كل صلاة. [رواه مسلم].
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن رسول الله ﷺ قال: «من سبح الله في دبر كل صلاة ثلاثًا وثلاثين، وحمد الله ثلاثًا وثلاثين، وكبر الله ثلاثًا وثلاثين وقال تمام المائة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد،وهو على كل شيء قدير، غفرت خطاياه، وإن كانت مثل زبد البحر» [رواه مسلم].
عند الصباح والمساء
روى مسلم في صحيحه عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال:كان رسول الله ﷺ إذا أمسى قال: «أمسينا وأمسى الملك لله، والحمد لله، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد،وهو على كل شيء قدير، رب أسألك خير ما في هذه الليلة وخير ما بعدها، وأعوذ بك من شر هذه الليلة وشر ما بعدها، رب أعوذ بك من الكسل، والهرم، وسوء الكبر، وأعوذ بك من عذاب في النار، وعذاب في القبر» وإذا أصبح قال ذلك أيضًا.
وفي سنن أبي داود عن عبد الله بن غنام - رضي الله عنه - مرفوعًا: «من قال حين يصبح: اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك، لك الحمد ولك الشكر، فقد أدى شكر يومه، ومن قال ذلك حين يمسي، فقد أدى شكر ليلته» [حسنه العلامة ابن باز - رحمه الله - في تحفة الأخيار (24)].
بعد الفراغ من الطعام والشراب
قال الله تعالى: }كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ{ [البقرة: 172].
وعن أبي أمامة - رضي الله عنه - أن النبي ﷺ كان إذا رفع مائدته قال: «الحمد لله كثيرًا طيبًا مباركًا فيه غير مكفي ولا مودع ولا مستغني عنه ربنا» [رواه البخاري].
وصح عن أبي داود والترمذي عن معاذ بن أنس - رضي الله عنه - مرفوعًا: «من أكل طعامًا فقال: الحمد لله الذي أطعمني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة، غفر له ما تقدم من ذنبه».
وعن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله ﷺ: «إن الله ليرضى عن العبد يأكل الأكلة فيحمده عليها، ويشرب الشربة فيحمده عليها» [رواه مسلم].
عند حصول نعمة أو اندفاع مكروه لغيره
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي ﷺ أتى ليلة أسري به بقدحين من خمر ولبن؛ فنظر إليهما فأخذ اللبن، فقال جبريل عليه السلام: «الحمد لله الذي هداك للفطرة، لو أخذت الخمر، غوت أمتك» [رواه مسلم].
عند ركوب الدابة
عن علي بن ربيعة قال: شهدت علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -؛ أتي بدابة ليركبها، فلما وضع رجله في الركاب قال: «بسم الله» فلما استوى على ظهرها، قال: «الحمد لله»، ثم قال: }سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ * وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ{ ، ثم قال: «الله أكبر» ثلاث مرات، ثم قال: «سبحانك إني ظلمت نفسي فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت»، ثم ضحك، فقيل له: يا أمير المؤمنين، من أي شيء ضحكت ؟ قال: رأيت النبي ﷺ فعل مثل ما فعلت، ثم ضحك فقلت: يا رسول الله من أي شيء ضحكت ؟ قال: «إن ربك سبحانه يعجب من عبده إذا قال: اغفر لي ذنوبي، يعلم أنه لا يغفر الذنوب غيري»، [رواه أبو داود والترمذي والنسائي (صحيح الترمذي 2/156)].
دعاء المسافر إذا أسحر
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله ﷺ إذا كان في سفر، فأسحر يقول: «سمع سامع بحمد الله وحسن بلائه علينا، ربنا صاحبنا، وأفضل علينا، عائذًا بالله من النار».
عند إتمام عدة رمضان وفي أيام العيدين
قال الله تعالى: }وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ{ [البقرة: 185].
وثبت عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه كان يكبر ويقول: «الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، والله أكبر ولله الحمد».
وثبت أيضًا عن ابن مسعود - رضي الله عنه - أنه كان يكبر أيام التشريق: «الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد» [الإرواء 1/ 125].
عند التلبية في الحج والعمرة
عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن تلبية رسول الله ﷺ: «لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك» [متفق عليه].
عند الرقي للصفا والمروة
جاء عند النسائي وابن ماجه وأصله في صحيح مسلم أنه ﷺ رقى على الصفا حتى رأى البيت، فاستقبل القبلة فوحد الله، وكبره، وحمده ثم قال: «الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير لا إله إلا الله وحده لا شريك له أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده».
الدعاء يوم عرفة
عن ابن عمر - رضي الله عنهما - عن النبي ﷺ قال: «خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير» رواه الترمذي [صحيح الترمذي].
عند الرجوع من الحج أو العمرة أو الغزو أو السفر
عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - كان النبي ﷺ إذا قفل من الحج أو العمرة ولا أعلمه إلا قال الغزو يقول كلما أوفى على ثنية أو فدفد كبر ثلاثًا ثم قال: «لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، آيبون، تائبون عابدون، ساجدون، لربنا حامدون، صدق الله وعده ،ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده» [رواه البخاري].
من اتهم بشيء ثم ظهرت براءته
في الصحيحين عن عائشة - رضي الله عنها - - في قصة الإفك - وفيه أنها قالت: قال لي رسول الله ﷺ: «يا عائشة، احمدي الله، فقد برأكِ الله».
عند الكرب والشدة
عن علي - رضي الله عنه - أنه قال: لقنني رسول الله ﷺ هؤلاء الكلمات، وأمرني إذا أصابني كرب أو شدة أن أقولها: «لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحانه وتبارك رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين» [صحيح موارد الضمان (1/ 2371)].
عند تفاؤل أهل المريض لمن سأل عن مريضهم
عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - خرج من عند رسول الله ﷺ في وجعه الذي توفى فيه، فقال الناس: يا أبا حسن ! كيف أصبح رسول الله ﷺ ؟ قال: «أصبح بحمد الله بارئًا» [رواه البخاري].
فيما يقال عند الكسوف
روى مسلم في صحيحه عن عبد الرحمن بن سمرة - رضي الله عنه - قال: أتيت النبي ﷺ وقد كسفت الشمس وهو قائم في الصلاة رافع يديه فجعل يسبح، ويهلل، ويكبر ويحمد ويدعو حتى حسر عنها.
من جاءه ضيف عزيز
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي ﷺ خرج وأبو بكر وعمر فأتوا رجلاً من الأنصار، فإذا ليس هو في بيته، فلما رأتهم المرأة قالت: مرحبًا وأهلاً، فقال رسول الله ﷺ: «أين فلان؟» قالت: ذهب يستعذب لنا الماء؛ إذ جاء الرجل، فنظر إلى الرسول ﷺ، وصاحبيه ثم قال: «الحمد لله، ما أحد اليوم أكرم ضيفًا مني» [متفق عليه].
من يسلم على يده أحد
روى البخاري عن أنس - رضي الله عنه - قال: كان غلام يهودي يخدم النبي ﷺ فمرض؛ فأتاه النبي ﷺ يعوده، فقعد عند رأسه، فقال: «أسلم»، فنظر إلى أبيه وهو عنده، فقال: أطع أبا القاسم، فأسلم، فخرج النبي ﷺ وهو يقول: «الحمد الله الذي أنقذه من النار».
إذا التقى المسلمان
عن البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله ﷺ: «إذا التقى المسلمان فتصافحا وحمدا الله، واستغفرا الله، غفر الله عز وجل لهما» [رواه ابن السني].
عند افتتاح الخطب والدروس
عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: علمنا رسول الله ﷺ خطبة الحاجة: «الحمد لله، نستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا» [أخرجه أصحاب السنن].
عند دخول السوق
عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أن رسول الله ﷺ قال: «من دخل السوق فقال: «لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، يحي ويميت، وهو على كل شيء قدير، كُتب له ألف ألف حسنة، ومحي عنه ألف ألف سيئة، ورفع له ألف ألف درجة» رواه الترمذي [صحيح الترمذي 3/ 152].
عند أداء الدين
عن عبد الله بن أبي ربيعة - رضي الله عنه - قال: استقرض النبي ﷺ مني أربعين ألفًا، فجاءه مال؛ فدفعه إلي وقال: «بارك الله لك في أهلك ومالك، إنما جزاء السلف الحمد والأداء» [رواه البخاري وابن ماجه (صحيح ابن ماجه 2/ 554)].
عند العطاس
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي ﷺ قال: «إذا عطس أحدكم فليقل الحمد لله، وليقل له أخوه أو صاحبه يرحمك الله ، فإذا قال له: يرحمك الله؛ فليقل يهديكم الله ويصلح بالكم» [رواه البخاري].
حمد الله على هبة الولد
قال إبراهيم عليه السلام كما أخبره سبحانه عنه: }الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ{ [إبراهيم: 39].
عند المصيبة بفقد الولد
عن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - مرفوعًا: «إذا مات ولد العبد، قال الله تعالى لملائكته: قبضتم ولد عبدي ؟ فيقولون: نعم. فيقول: قبضتم ثمرة فؤاده ! فيقولون: نعم، فيقول: فماذا قال عبدي ؟ فيقولون: حمدك واسترجع، فيقول الله تعالى: ابنوا لعبدي بيتًا في الجنة وسموه بيت الحمد» [أخرجه الترمذي- صحيح الترمذي (1/ 298)].
عند النصر على الأعداء
قال الله تعالى: }فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ{ [المؤمنون: 28].
وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: كان رسول الله ﷺ في غزو، فلما دخل استقبلته، فأخذت بيده، وقلت: «الحمد لله الذي نصرك وأعزك، وأكرمك» [رواه مسلم].
في أول الدعاء وآخره
كما جاء في حديث فضالة بن عبيد - رضي الله عنه - مرفوعًا: «إذا صلى أحدكم فليبدأ بتمجيد الله والثناء عليه، ثم يصلي على النبي ﷺ» [رواه أبو داود].
وفي آخر الدعاء، كما جاء في قوله سبحانه: }وَآَخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ{ [يونس: 10].
إذا رأى مبتلى
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي ﷺ قال: «من رأى مبتلى، فقال: الحمد لله الذي عافني مما ابتلاك الله به، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً، لم يصبه ذلك البلاء» [رواه الترمذي (صحيح الترمذي 2/153)].
إذا نشأ في السماء سحابًا ثم كشفه الله
عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: «كان رسول الله ﷺ إذا رأى ناشئًا في أفق من آفاق السماء ترك عمله - وإن كان في صلاته - ثم أقبل عليه، فإن كشفه الله؛ حمد الله، وإن أمطرت قال: اللهم صبيًا نافعًا» [رواه البخاري].
من جبل على خلق يحبه الله
عن أشج بن عبد القيس قال: قال النبي ﷺ: «إن فيك لخلقين يحبهما الله»، قلت: وما هما يا رسول الله ؟ قال: «الحلم والحياء»، قلت: قديمًا كان أو حديثًا ؟ قال: «قديمًا»، قلت: «الحمد لله الذي جبلني على خلقين أحبهما الله» [رواه البخاري في الأدب المفرد (انظر صحيح الأدب المفرد 219)].
عند النوم
عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن النبي ﷺ كان إذا أوى إلى فراشه قال: «الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وآوانا، فكم من لا كافئ له ولا مؤوي» [رواه مسلم].
وفي الصحيحين عن علي - رضي الله عنه - أن رسول الله ﷺ قال له ولفاطمة رضي الله عنها: «إذا أويتما على فراشكما، أو إذا أخذتما مضجعكما فكبرا ثلاثًا وثلاثين، وسبحا ثلاثًا وثلاثين، وحمدا ثلاثًا وثلاثين» وغيرهما من الأحاديث.
وفي كل حال
ينبغي للمسلم أن يكون حامدًا لله؛ في سرائه وضرائه، في شدته ورخائه، وفي سائر شئونه لما ثبت عن ابن ماجه وغيره عن أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - قالت: كان رسول الله ﷺ إذا رأى ما يحبه قال: «الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات»، وإذا رأى ما يكره، قال: «الحمد لله على كل حال» [صحيح الجامع: (4/ 201)].
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.