آداب الأسواق
التصنيفات
الوصف المفصل
خُطبة آداب الأسواق
الْحَمدُ للهِ
في الإجازاتِ تكثُرُ الأسفارُ والتَّنقُّلاتُ ، ويَرْتادُ الناسُ الأسواقَ والمتنَزَّهاتِ
ولهذِهِ وتِلْكَ آدابٌ وواجباتٌ ؛ فإنَّ الأسواقَ أبغضَ البِقاعِ إلى اللهِ ، كَمَا قَالَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَحَبُّ الْبِلاَدِ إِلَى اللهِ مَسَاجِدُهَا ، وَأَبْغَضُ الْبِلاَدِ إِلَى اللهِ أَسْوَاقُهَا . رَوَاهُ مسلمٌ .
قَالَ النوويُّ : قَوْلُهُ : " أَحَبُّ الْبِلادِ إِلَى اللَّهِ مَسَاجِدُهَا " ؛ لأَنَّهَا بُيُوتُ الطَّاعَاتِ وَأَسَاسُهَا عَلَى التَّقْوَى .
وقَوْلُهُ : " وَأَبْغَضُ الْبِلادِ إِلَى اللَّهِ أَسْوَاقُهَا " ؛ لأَنَّهَا مَحَلُّ الْغِشِّ وَالْخِدَاعِ ، وَالرِّبَا وَالأَيْمَانِ الْكَاذِبَةِ ، وَإِخْلافِ الْوَعْدِ وَالإِعْرَاضِ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ ، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا فِي مَعْنَاهُ ... وَالْمَسَاجِدُ مَحَلُّ نُزُولِ الرَّحْمَةِ ، وَالأَسْوَاقُ ضِدُّهَا . اهـ .
والصَّخَبُ وَرَفْعُ الصوتِ مَذْمُومٌ حَتَّى في الأسواقِ
فَفِي صِفَتِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في التوراةِ : لَيْسَ بِفَظٍّ وَلا غَلِيظٍ ، وَلا سَخَّابٍ بِالأَسْوَاقِ ، وَلا يَدْفَعُ السَّيِّئَةَ بِالسَّيِّئَةِ ، وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَصْفَحُ . رَوَاهُ البخاريُّ مِنْ قَوْلِ عَبدِ اللهِ بنِ عمرو رَضِيَ اللهُ عَنْهُما .
وَكَانَ مِنَ الصَّحابةِ مَنْ يأتي السوقَ لإقامةِ ذِكرِ اللهِ حَالَ الغفلةِ .
فَقَدْ كَانَ ابنُ عُمَرَ يقولُ : إنِّي كنتُ لأَخْرُجُ إلى السُّوقِ وما لِي حَاجَةٌ إلاَّ أنْ أُسلِّمَ ويُسلَّمَ عليَّ . رَوَاهُ ابنُ أبي شَيْبَةَ .
وَكَانَ بَعْضُ السَّلَفِ يَدْخُلُ السُّوقَ لِيَذْكُرَ اللهَ فِيها
فَقَدْ كَانَ ابنُ سيرينَ يَدخُلُ السوقَ نِصْفَ النهارِ يُكَبِّرُ ويُسبِّحُ وَيَذْكُرُ اللهَ تَعَالى ، فقَالَ لَهُ رَجَلٌ : يَا أبَا بَكْرٍ في هذِهِ الساعةِ ؟ قَالَ : إنَّها سَاعةُ غفلةٍ .
وَكَانَ مَالِكُ بنُ دِينارٍ يقولُ : السوقُ مَكثرةٌ للمَالِ مَذْهَبةٌ للدِّينِ .
وقَالَ عبدُ اللهِ بنُ أبي الهذيلِ : إنَّ اللهَ لَيُحِبُّ أنْ يُذكَرَ في الأسواقِ ، وذلِكَ لِلَغَطِ الناسِ وَغَفْلتِهِم ، وإنِّي لآتي السوقَ وَمَالِي فيه حاجةٌ إلا أنْ أَذْكرَ اللهَ .
قَالَ حميدُ بنُ هِلالٍ : مَثَلُ ذَاكِرِ اللهِ في السوقِ كَمَثَلِ شجرةٍ خَضْرَاءَ وَسَطَ شَجَرٍ مَيّتٍ .
وإنَّما يَعْظُمُ أجْرُ الذّاكرِ للهِ في السوقِ لأنَّهُ في مَوْطِنِ غَفلةٍ ولغْوٍ وَلهْوٍ .
قَالَ مُحمدُ بنُ واسِعٍ : قدمْتُ مَكةَ فلقيتُ بها سالِمَ بنَ عبدِ اللهِ بنِ عمرَ فحَدَّثَنِي عَنْ أبيهِ عَنْ جَدِّهِ عُمَرَ عنِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنَّهُ قَالَ : مَنْ دَخَلَ السوقَ فقَالَ : لا إلِهَ إلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ الْمُلكُ ولَهُ الحمْدُ يُحيي وَيُميتُ وَهُوَ حَيٌّ لا يَموتُ بيدِهِ الخيرُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٍ . كَتَبَ اللهُ لَهُ ألْفَ ألفَ حسنةٍ وَرَفَعَ لَهُ ألفَ ألفَ درجةٍ ، وَبَنى لَهُ بَيتًا في الْجَنَّةِ قَالَ محمدُ بنُ وَاسِعٍ : فَقَدِمْتُ خُرَاسَانَ فأتيتُ قُتيبةَ بنَ مُسْلِمٍ فقلتُ : أتيتُكَ بِهديةٍ ، فَحَدَّثْتُهُ الحديثَ قَالَ : فَكَانَ قُتيبةُ يرَكبُ في موكِبِهِ حَتى يأتيَ السوقَ، فيقولَها ، ثُمَّ يَنْصَرِفَ .
قَالَ الذَّهَبيُّ : هَذَا إسنادٌ صَالِحٌ غَريبٌ . وَحَسّنَهُ الألبَانيُّ .
وروى ابنُ أبي شَيبةَ عَنْ أبي قُلابةَ قَالَ : التقى رَجُلانِ في السوقِ ، فقَالَ أَحدُهُما لصاحِبِهِ : يَا أخي تَعَالْ نَدْعُ اللهَ ونَسْتغفرْه في غفلةِ الناسِ لَعَلَّهُ يُغْفَرَ لَنا ، فَفَعَلا ، فقُضيَ لأحدِهِما أنَّهُ مَاتَ قَبْلَ صاحِبِهِ ، فَأتَاهُ في المنامِ ، فقَالَ : يا أخي أَشَعَرْتَ أنَّ اللهَ غَفَرَ لنا عَشيَّةَ الْتَقَيْنَا في السوقِ .
وكانَتِ الأسواقُ تُذَكِّرُهُمْ بِالآخِرَةِ ، فَإنَّ ابنَ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مَا خَرَجَ إلى السوقِ فَمَرَّ على الحدادينَ فَرَأى مَا يُخْرِجُونَ مِنَ النَّارِ إلا جَعَلَتْ عَيناهُ تَسيلان .
وَكَانَ طاووسُ اليَمانيُّ إذا مَرَّ في طريقِهِ على السوقِ فَرَأى تِلْكَ الرؤوسَ المشويةَ لَمْ يَنْعَسْ تِلْكَ الليلةَ .
وَكَانَ عَمرو بنُ قَيْسٍ إذا نَظَرَ إلى أَهْلِ السوقِ بَكَى ، وقَالَ : مَا أَغْفَلَ هَؤلاءِ عَمَّا أُعِدَّ لَهُم .
دَخَلَ الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ السُّوقَ ، فَرَأَى هَذَا يَخِيطُ , وَهَذَا يَصْنَعُ ، فَبَكَى ثُمَّ قَالَ: انْظُرْ إِلَيْهِمْ , يُعَلَّلُونَ حَتَّى يَأْتِيَهُمُ الْمَوْتُ .
وَقَدْ حذَّر رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ المنازعاتِ والخصوماتِ التي تَقَعُ في الأسواقِ فقَالَ : إيّاكُمْ هَيشاتِ الأسواقِ . رَوَاهُ مُسلِمٌ
قَالَ النوويُّ : أيْ اختلاطُها والمنازَعَةُ والخصوماتُ وارتفاعُ الأصواتِ واللغَطُ والفِتَنُ التي فيها . اهـ .
وَلِذَا قَالَ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ : إنَّ التجارَ هُمُ الفُجَّارُ . قِيلَ : يَا رَسُولَ اللهِ أوَ لَيسَ قَدْ أحَلَّ الُلهُ البيعَ ؟ قَالَ : بَلَى ، وَلِكَنَّهُمْ يُحدِّثُونَ فيَكْذِبونَ ، ويَحلِفُونَ وَيَأثمُونَ . رَوَاهُ الإمامُ أحمدُ وَغيرُهُ وَصَحَّحَهُ الألبانيُّ .
وحَذَّرَ السَّلفُ مِنْ كثرةِ دخولِ الأسواقِ لِمَا يَترتّبُ على ذلِكَ مِنَ التّبِعاتِ ، ومَا يَلْزَمُ الدَّاخِلَ مِن الواجِبَاتِ .
قَالَ سلمانُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ : لاَ تَكُونَنَّ إِنِ اسْتَطَعْتَ ، أَوَّلَ مَنْ يَدْخُلُ السُّوقَ، وَلاَ آخِرَ مَنْ يَخْرُجُ مِنْهَا ، فَإِنَّهَا مَعْرَكَةُ الشَّيْطَانِ ، وَبِهَا يَنْصِبُ رَايَتَهُ . رَوَاهُ مسلمٌ .
قَالَ ابنُ الجّوزيِّ : إِنَّمَا سَمَّاهَا بالمعركةِ لأَنَّهَا الْمَكَانُ الَّذِي يُنْتَدَبُ فِيهِ الشَّيْطَانُ لِمغالبةِ النَّاسِ واستزلالِهِمْ، لِمَكَانِ طَمَعَهِمْ فِي الأرباحِ . اهـ .
وقَالَ سلمانُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ : إِنَّ السُّوقَ مِبْيَضُ الشَّيْطَانِ وَمَفْرَخُهُ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ لا تَكُونَ أَوَّلَ مَنْ يَدْخُلُهَا وَلا آخِرَ مَنْ يَخْرُجُ مِنْهَا فَافْعَلْ . رَوَاهُ ابنُ أبي شيبةَ .
وقَالَ مَيْثَمُ - رَجُلٌ مِنْ أصحابِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَغْدُو الملَكُ برايتِهِ مَعَ أولِّ مَنْ يَغْدُو إلى المسْجِدِ فَلا يَزالُ بِها مَعَهُ حَتَّى يَرْجِعَ فَيَدْخُلَ بِها مَنْزِلَهُ ، وإنَّ الشيطانَ لَيَغْدُو بِرَايَتِهِ مَعَ أوَّلِ مَنْ يَغْدُو إلى السوقِ . قَالَ ابنُ عبدِ البَرِّ : وهَذَا موقوفٌ صَحِيحَ السَّندِ .
ومَنْ دَخَلَ السُّوقَ لَزِمَهُ الأمرُ بِالمعروفِ والنهيُ عنِ الْمُنكرِ .
قَالَ سفيانُ الثوريِّ في وصيتِّهِ لِبَعْضِ أصحابِهِ : وأقِلَّ دخولَ السوقِ ؛ فإنَّهُمْ ذئابٌ عَليْهِمْ ثيابٌ ، وَفِيها مَرَدَةُ الشياطينِ مِنَ الْجِنِّ والإنْسِ ، وإذا دَخَلْتَها فقدْ لَزِمَكَ الأمرُ بِالْمَعروفِ والنهيُ عَنِ الْمنكَرِ .
فَإذَا دخَلَ الْمسلِمُ أوِ المسلمةُ السوقَ فقد لَزِمَهُما الأمرُ بالمعروفِ والنهيُ عنِ الْمنكرِ . وَقَدْ علّقَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الإنكارَ على رؤيةِ الْمُنكرِ والعِلْمِ بِهِ ، فقَالَ : مَنْ رَأى مِنْكُم مُنْكَرا فَليُغيّرْهُ ... رَوَاهُ مسلمٌ .
وفي الأسواقِ تَجْتمِعُ الشياطينُ للتحريشِ بينَ النَّاسِ وَحَمْلِهِم عَلَى الْمَفاسدِ سواءً مَا كَانَ منها في التعاملِ والمعاملاتِ ، أوْ ما كَانَ مِنْها في فسادِ الأخْلاقِ وشَيْنِ الطبائعِ .
الثانية :
أيُّها المؤمِنُونَ
مِنْ عَجَبٍ أنَّ أفضلَ الأوقاتِ وأحبَّها إلى اللهِ تُقْضَى في الأسواقِ ، فَيَقْضُونَ لياليَ رمضانَ في الأسواقِ والتّسوّقِ .وإذا قِيلَ لَهُم في ذلِكَ .
قَالَوا : تُريدونَ أنْ نَحْضُرَ الأعيادَ بِملابِسَ قَدِيمةٍ !
فَنقولُ : لا . لا نُريدُ لَكُمْ ذلِكَ ، وَلَكِنْ هَلاّ كَانَ ذلِكَ قَبْلَ ذَلِكَ ؟
أيْ قَبْلَ مَوَاسِمِ الخيراتِ .
وأشدُّ مَا تكونُ فِتَنُ الأسواقِ في العَشْرِ الأواخِرِ مِنْ رمضانَ ، في تلكَ العَشْرِ التي هِيَ أَفْضَلُ ليالي الشَّهْرِ بَلُ أفضلُ ليالي العامِ فَتَضيعُ تلْكَ المواسمُ بينَ الأسواقِ .
وتَتَدافعُ النِّساءُ في تلْكَ الأيامِ على شِرَاءِ مَلابسِ العيدِ .
وواللهِ إنَّ الواحِدَ مِنّا لَيَدْخُلُ لِتِلْكَ الأسواقِ ، فَمَا يَجِدُ قَلْبَهُ الذي كَانَ يَجدُهُ قَبْلَ دخولِ الأسواقِ !
فيكونُ الرَّجُلُ أوِ المرأةُ بيْنَ بَيتِهِ ومسجدِهِ ومُصحفِهِ في أيامِ وليالي رمضانَ ثُمَّ تَعْرِضُ له الحاجةُ فيَدْخُلُ السُّوقَ ، فيَتَغيَّرُ عَلَيْهِ قَلْبُهُ .
وقَدْ يَقُولُ بعْضُ النَّاسِ إنَّهُ لا يَجِدُ ذلِكَ التغيُّرَ ولا يُحسُّ به !
فالجوابُ مَا قَالَه ابنُ القيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ : مَرَضُ القلوبِ لا يُشْعَرُ بِهِ غَالِبا .
وقولُهُ : وَقَدْ يَمرَضُ القلبُ وَيَشَتَدُّ مَرَضُهُ ولا يَعْرِفُ بِهِ صَاحِبُهُ لاشتغالِهِ وانصرافِهِ عَنْ مَعْرِفَةِ صِحَتِّهِ وأسبابِها ، بَلْ قَدْ يَموتُ وَصَاحِبُهُ لا يَشْعُرُ بِموتِهِ ، وعلامَةُ ذلِكَ أنَّهُ لا تُؤلِمُهُ جِراحاتُ القبائحِ ولا يُوجِعُهُ جَهْلُهُ بِالحقِّ ، فَإنَّ القَلْبَ إذا كَانَ فيه حياةٌ تَألَّمَ بِورودِ القبيحِ عَلَيْهِ ، وَتَأَلَّمَ بِجهلِهِ بِالحقِّ بِحَسَبِ حياتِهِ . وَمَا لِجُرْحٍ بِميّتٍ إيلامُ . اهـ .
وفي الأسواقِ رُبَّما أُضيعتْ بسببِ التسوُّقِ الصلواتُ ، وعُصِيَ رَبُّ الأرضِ والسماواتِ .
وإذا كَانَ هَذَا يُستقبَحُ في غَيْرِ رَمَضَانَ ، فَهُوَ في رَمَضَانَ أَشَدُّ قُبْحا ، وأعظمُ جُرما .
وتنوّعتْ مقاصِدُ النساءِ في الخروجِ إلى الأسواقِ
فمِنْهُنَّ مَنْ تَخرجُ للسوقِ دُونَ غايةٍ أو هَدَفٍ ، فَتَقولُ بَعْضُ النِّساءِ نُريدُ زيارةَ السوقِ ، ولَمَّا تُسألُ : لماذا ؟ وماذا تُريدين ؟ تقولُ : إنْ وَجَدْنَا شيئا اشتريناهُ !
فالخروجُ أصلاً لَمْ يَكُنْ لِهَدَفٍ ، وإنَّما لإزجاءِ الوَقْتِ ، وإضاعةِ الْمَالِ ، وَرَبْمَا الدِّينِ والحياءِ .
ومِنْهُنَّ مَنْ تَخرجُ وتُخْرِجُ مَعَها أهلَ بَيْتِها ، حَتى تُرى المرأةُ الكبيرةُ في السِّنِّ والتي بلغتْ مِنَ الكِبرِ عِتيّا تُجَرُّ في الأسواقِ دونَ ذَنْبٍ أو جِنَايةٍ !
فهلْ تذكّرتْ تِلكَ النسوةُ أنهنَّ مسؤولاتٌ عَنْ أعمارِهنّ .
فَلَنْ تزولَ قَدَمَا عَبْدٍ يومَ القيامةِ حَتَّى يُسألَ عن عُمُرِهَ فيمَ أفْنَاه ؟ وَعَنْ شبابِهِ فيمَ أبلاه
فهذه الأوقاتُ التي تُهْدَرُ هِيَ عُمُرُ الإنسانِ ، فَمَنْ رَامَ قَتْلَ الفراغِ فَقَدْ رَامَ قَتْلَ نَفْسِهِ
وَمِنْهُنَّ مَنْ تَخرُجُ للتعرُّفِ على كُلِّ جَديدٍ ، تَتَبَاهى بِهِ ، أو بِمعرفَتِهِ !
وَمِنْ أسبابِ كثرةِ ارتيادِ الأسواقِ وجودُ الخدمِ في البيوتِ .
فلو كانتِ المرأةُ تُعْنَى ببيتِها وأولادِها لَمَا وَجَدَتْ أوقاتَ فراغٍ تَقْضيها في الأسواقِ والحدائقِ والمطاعِمِ .
وَمِنَ النِّساءِ مَنْ أدمَنَتْ خروجَ السُّوقِ فلا يُمكِنُ بَعَدَ ذَلِكَ أنْ تَستغنيَ عَنِ السَّائقِ أو الخادِمَةِ ..