30 طريقة للنجاح الأسري
التصنيفات
الوصف المفصل
- جودة الاختيار
- إقامةُ البيت على الدين
- تطهير البيت من المنكرات
- الثقافة الأسرية
- الحرص على تنمية الحب
- الإهداء بين وقت وآخر
- جودة اتخاذ القرارات
- التخطيط للميزانية العائلية
- التفاعل مع أحداث الأسرة
- وبشر الصابرين
- شارك أسرتك النجاح
- تفعيل الزيارات الإيجابية
- ساعات الترفيه
- مراعاة الأوليات الأسرية
- المصارحة
- التقدير والاحترام
- إدارة الحوار العائلي
- فن الاستفادة من المشاكل الأسرية
- البعد البدني
- فهم النفسيات
- يكفرون العشير
- الرعاية الصحية داخل الأسرة
- تحقيق التعاون الأسري
- إيجاد البدائل
- إدارة الوقت العائلي
- لقد عفوت عنك
- الإشباع العاطفي
- الكلمة الحلوة
30 طريقة للنجاح الأسري
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ، وصلى الله وسلم على رسول الله ، أما بعد .
فبين أيديكم كلمات في النجاح الأسري ، جمعتها من حياة عشناها وتجارِب خضناها واتصالات واستشارات سمعناها من أصحابها .
30 كلمة في النجاح الأسري ، جعلتها متنوعة ، تخدم زوايا عديدة في حياة الأسرة .
اخترتها من عدة كتب ومقالات تناولت الأسرة .
هذه الكلمات تمتلأ بالأعمال المقترحة وليس مجرد التنظير الذي قد يوجد في بعض الكتب والدورات التدريبية .
هذه القواعد اخترت فيها الأسلوب الذي يفهمه عامة الناس وجعلت عناصرها مرقمة لتكون أقرب إلى إدراكها واستيعاب غاياتها .
واعتقد أن فيها " بعض الصراحة " التي عايشتها من واقع عشرات الحالات والاستشارات التي كنتُ طرفاً فيها .
إليك إيها الزوج ، وهي لكِ أيتها الزوجة .
أتمنى الاطلاع لحروفها جيداً ومناقشة النفس في محتواها .
إن كنتَ تعاني من نقص في تطبيقِ شيء منها فجاهد نفسك عليها لتحقق النجاح .
وأنتِ يا أختاه لا تظني أن الرجالَ فقط هم من يصنعُ السعادة الأسرية ، بل أنتِ لكِ دورٌ كبير في النجاح الأسري .
لماذا الحديث عن النجاح الأسري ؟
أولاً: لأن فيها تحقيق معنى المودة والرحمة , التي قال الله عنها ( وجعل بينكم مودة ورحمة ) الروم " 21 " .
ثانياً: أن المتحدثين عن السعادة الأسرية قليلٌ في مجتمعنا , وهذا من الخلل عند من يملك رسالة دعوية أو علمية أو إعلامية .
ثالثاً: كثرة حالات الطلاق , ولعلك تتأمل معي بعض هذه النسب :
قال المتحدث الرسمي لوزارة العدل السعودية، الشيخ منصور القفاري إن عدد قضايا الطلاق في محاكم الأحوال الشخصية ودوائر الأحوال الشخصية في المحاكم للعام الماضي 2015، بلغ 35.268 ألفا في حين تم توثيق 133.687 عقد نكاح ( زواج ) في العام نفسه ، أن نسبة الطلاق للعام 2015 وصلت إلى 26.3%.
رابعاً: لأننا إذا حققنا السعادة الأسرية أصبحنا بحمد الله في نعمة الاستقرار التي هي من أعظم النعم .
خامساً: لأن الشيطان لا يريد السعادة الأسرية بل إنه يسعى جاهداً للتفريق بين الأسرة كما في الحديث الصحيح " إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة يجيء أحدهم فيقول : فعلت كذا و كذا فيقول : ما صنعت شيئا و يجيء أحدهم فيقول : ما تركته حتى فرقت بينه و بين أهله فيدنيه منه و يقول : نعم أنت . رواه مسلم 5032
فتأمل كيف يفرح الشيطان بالتفريق بين الرجل وزوجته , وهذا ليس غريباً على الشيطان الذي أخبرنا الله بعداوته لنا كما قال تعالى ( إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا ) فاطر " 6 " .
سادساً : أن تحقيق السعادة في البيوت يؤدي إلى إيجاد جيلٍ ناجح؛ لأن الأسرة المطمئنة تُخرج لنا جيلاً بإذن الله تعالى يحملُ رسالة واضحة, ويخرج لنا جيلاً مطمئناً هادئاً يعرف واجباته ومسؤلياته وطموحاته وماذا يراد منه .
أمّا تلك الأسر التي تعجُّ بالخلافات فالغالب أنها لا تنجح في تربية أجيالها لأجل غياب النجاح الأسري .
محبكم
سلطان بن عبدالله العمري
جودة الاختيار
قديماً قيل : اختيار المرء قطعة من عقله .
ياعزيزي ، ياعزيزتي ، إن الواحد منا إذا أراد تناول وجبة مميزة فإنه يسأل عن أفضل المطاعم ولو كان في ناحية المدينة التي يسكنها ، ولو كانت غالية الثمن .
وحينما يريد شراء جهاز جوال فربما سأل عن المواصفات وأفضل المحلات التي تبيعه .
وهكذا نجد أننا نبحث عن أحسن الأشياء قبل أن نقتنيها .
وإني أتساءل : لماذا لا يكون هذا الحرص في الاختيار حينما نريد اختيار شريكة الحياة وصديقة العمر ومربية أجيالك .
ولماذا يُقصِّر بعض الآباء في اختيار الزوج المناسب لبناتهم .
إن شريعة الإسلام تراعي حسن نشأة الأسرة وذلك حينما أرشدت لجودة الاختيار لكلا الزوجين .
ففي جانب المرأة " فاظفر بذات الدين " . رواه البخاري ومسلم .
وفي جانب الرجل: " إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه " . رواه الترمذي بسند صحيح .
وهنا معالم مهمة للزوج :
1. حينما تريد الزواج ابحث مع أهلك عن المرأة التي تتمتع بهذه الصفات :
• المحافظة على الصلاة .
• الالتزام بالحجاب الشرعي .
• أن يكون بيتها يغلب عليه الصلاح وحسن الخلق لأن بيئة المرأة تؤثر عليها .
• أن تكون والدتها معروفة بطيبة النفس وحسن التربية .
• اجمع معلومات عن خطيبتك من خلال أخواتك .
• تأكد أن الفتاة غير مصابة بأمراض نفسية أو مشاكل بسبب العين والحسد ونحو ذلك ، وهذا يمكن معرفته من خلال أخواتك عبر اللقاء الذكي مع الفتاة ومحاولة استخراج معلومات منها ، وعبر الفراسة التي يتميزون بها .
• من وجهة نظري ، حينما تعزم على خطبة الفتاة فحبذا أن ترسل لها رسالة تبين فيها معلومات عنك وعن طموحاتك ، طريقة تفكيرك ، مستواك الدراسي ، ماذا تحب وماذا تكره بشكل مختصر ، وقد يستغربُ بعضكم مثل هذا الرأي ، ولكن من خلال عدة استشارات واتصالات تبين لي أن من أسباب الطلاق في السنوات الأولى من الزواج عدم معرفة الزوجين ببعض ، وأن البعض يتفاجأ بعدم قبول الزوجة لوضعه المالي – مثلاً – أو الوظيفي أو البرنامج اليومي .
وقل مثل ذلك للمرأة ، يحسن بها أن توضح لخطيبها قبل العقد بعض المعلومات عنها وعن مستواها الدراسي ، وماذا تحب وماذا تكره في حياتها ، وغير ذلك من الأمور التي تؤثر سلباً أو إيجاباً على العلاقة مع الزوج .
معالم مهمة في اختيار الزوج ، ونخاطب بها والد الزوجة أو من ينوب عنه في اختيار الزوج كالأخ الأكبر :
• احرص أن يكون الزوج من أهل الصلاة ، وهذا يمكن معرفته من خلال زملاء العمل أو السؤال عنه في الحي الذي يسكن فيه ، أو من خلال الحوار الذكي معه .
• لابد أن يتمتع الزوج ببعض الأخلاق الحسنة التي تساهم في بناء أسرة سعيدة .
• لايكفي أن يكون الزوج من الأقارب أو ابن الجيران ، لابد من التدقيق أكثر .
• راتب الزوج له دور في إسعاد ابنتك وأن تعيش معه في حياة كريمة ، ونحن هنا لا نقصد أن يكون الراتب كثير ، ولكن نقصد أن يكون راتباً مقبولاً يساعده على أعباء الحياة، حتى لا تضع ابنتك عند شخص مسكين عليه عشرات الألوف من الديون، فتعيش ابنتك معه سنوات من عمرها وهي تراعي وضعه المالي وتحِرم نفسها من أبسط الأمور التي تعينها على الاستمتاع بالحياة، وقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة بنت قيس لما استشارته في أشخاصٍ تقدموا لها ، فقال صلى الله عليه وسلم : أمّا فلان فصعلوك لا مال له . رواه مسلم .
• من المهم التأكد أن الزوج ليس من المتعاطين للمخدرات ، وهذا قد يغفل عنه بعض الآباء ، وكم من فتاةٍ تزوجت وبعد أيام تكتشف أن زوجها يتعاطى الحشيش والحبوب وغيرها من المخدرات ، وبعض الفتيات تكتشف ذلك بعد أن تكون حاملاً فتقع في الحيرة هل تصبر على زوجها أم تفارقه ؟ وماذا سيكون مصير الجنين في ظل وجود أب يتعاطى المخدرات ، وكم من فتاةٍ قتلها زوجها المدمن ، والقصص لاتنتهي في مصائب المدمنين ، ولكن متى يعقل الآباء ذلك ؟ ومتى يهتمون بالبحث عن أسرار كشف الشاب المدمن قبل الموافقة على تزويجه ؟
ومضة : إذا اخترت زوجاً صالحاً لابنتك فقد اخترت ابناً جديداً لك ، وإن اخترت زوجةً صالحةً لابنك فقد اخترت بنتاً صالحةً لك .
إقامةُ البيت على الدين
لأن الله جلّ وعلا هو القادر على أن يهب النجاح لمن يشاء من عباده , ولا ريب أن كلَّ منزلٍ عامرٍ بما يرضي الله تعالى فإنّ الله سيبارك فيه وفي أهله ويمنحهم خيرات الدنيا والآخرة , ومن أراد أن يكون بيته قائماً على التدين فعليه بأمور :
1. عمارة البيت بالأعمال الصالحة , مثل : صلاة النوافل مثل السنن الرواتب التي بعد الصلوات , أو النوافل المطلقة مثل : سنة الضحى أو الوتر أو سنة الوضوء , وقد ورد في الحديث ( أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة ) رواه البخاري 698 ومسلم 781 .
قال العلماء : وذلك لأنها أقرب إلى الإخلاص , وأبعد عن الرياء , ولأن الأسرة سيشاهدون والدهم يؤدي عملاً صالحاً وسيقتدون به في الغالب .
ومما يؤكد ذلك ما جاء في رواية أخرى عند مسلم 1298 : ( إذا قضى أحدكم الصلاة في مسجده فليجعل لبيته نصيبا من صلاته فإن الله جاعلٌ في بيته من صلاته خيراً ) .
ومن الأعمال الصالحة في البيت : قراءة القرآن والقراءة في الكتب النافعة والاجتماع على أداء عمل صالح كصيام النافلة أو الحديث عن أمور الدين.
تطهير البيت من المنكرات
لأن البيت الذي تكثر فيه المنكرات يمتلأ بأسباب سخط الله تعالى , وإذا سخط الله أنزل بأسه وعقابه , ولعل من العقوبات على بعض الأسر " كثرة المشاكل التي لا تحظى بأسباب معقولة " .
وما علم أفراد تلك الأسرة أن الذنوب والآثام لها عقوبات , يقول ربنا تبارك وتعالى ( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ) الشورى " 30 " , ويقول عز وجل ( قل هو من عند أنفسكم ) آل عمران " 165 " .
فيا ترى هل وقف الزوج مع نفسه وتساءل : إلى متى وأنا في هذه المشاكل والهموم التي تزداد يوما بعد يوم ؟
أما آن لهذه المصائب أن تزول عن أسرتي ؟
متى يا ترى أشعر بالاستقرار والهدوء النفسي والأسري ؟
وهذا السؤال نسأله لتلك الزوجة التي تعاني من هجران زوجها أو ابتعاده عنها أو الجفاف العاطفي منه .
لعل الذنوب التي تمارسونها بإدخال المنكرات وأبواب الفساد هي سبب هذا الجحيم - ولكنهم لا يشعرون - .
ومن ناحيةٍ أخرى فإن القنوات الفاسدة – مثلاً – لها آثار حقيقية على الزوج والزوجة في ضعف الدين والميل للشهوات .
وإذا كانت الموسيقى والألحان قد امتلأت في ذلك البيت فأيُّ حال سيكون في ذلك البيت الذي سكنته المعازف والألحان ؟
وحتى يكون الكلام معتدلاً فإن الزوج قد يكون صاحب طاعة ولكنَّ زوجته ترتكب بعض الكبائر التي أنزلت بالبيت السخط الرباني , وقد يكون العكس حيث تكون الزوجة صاحبة عبادة واستقامة ولكن زوجها يمارس انحرافاً كبيراً فبسببه كانت العقوبات الربانية على أسرته , فالواجب على الجميع تحقيق التقوى والبعد عن المنكرات حتى يتحقق النجاح الأسري .
وربنا عز وجل وعدنا ( ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا ) الطلاق " 4 " .
إن الأسرة التي تسعى لتحقيق التقوى فإنّ الله تعالى سيجعل لها فلاحاً ونجاحاً ويسراً في حياتها .
ومن زاويةٍ أخرى نقول : إن كان أحد الزوجين يمارس ألواناً من المنكرات فلابد من السعي لإصلاحه والتأثير فيه بالكلمة الطيبة والحكمة , وليس الفراق والطلاق هو الحل دائماً , بل هو آخر الحلول .
الثقافة الأسرية
والمراد : أن الكيان الأسري ذو طبائع مختلفة , وأفراده لكل واحد منهم طريقة تفكير , واختلاف النفسيات أمر لانقاش فيه , وتفاوت المراحل العمرية التي يمرُّ بها كل واحد فيها له أحواله المتغيرة والعجيبة .
وعندما يكون لدينا رصيدٌ من الثقافة الأسرية في شؤون الأسرة فلاشك أن هذا سيلعبُ دوراً مهماً في فهم النفسيات وسيضيء لنا طرقاً في تحقيق النجاح الأسري .
طرق الثقافة الأسرية :
1. القراءة في الكتب والمجلات المتخصصة التي تتحدث عن الأسرة ( الزوج – الزوجة – تربية الأبناء ) .
2. الاطلاع على المواقع التي تهتم بالاستشارات والحلول للمشاكل الأسرية .
3. الاستماع للدروس والمحاضرات التي تهتم بالثقافة الأسرية .
4. حضور الدورات التي ترعى في أهدافها هذه الجوانب الأسرية , وأؤكد على حضور الزوج وزوجته سوياً لهذه الدورات .
ومضة : المعلومات تعطيك قوة .
الحرص على تنمية الحب
لعل من الغريب أن الفترة الأولى في بداية الزواج تكون في أعلى رصيد من الحب والتعلق بين الزوجين , ولكن ما إن تمضي السنة الأولى عند بعضنا إلا ويُصاب بالجفافِ العاطفي , وهذا يشمل الطرفين الزوج والزوجة .
فالزوجُ أصبح يخرج كثيراً ولا يبالي بالوقت مع زوجته , ولا يبالي بمشاعر وطموحات زوجته , ولو خاطبته لقال : مضى زمن الحب وانقضى .
وبعض النساء تهملُ نفسها بعد السنة الأولى من زواجها ويستغربُ الزوج من هذا الإهمال من زوجته ، سواءً إهمال العناية بالنفس من الجمال والتزين للزوج وخدمته في شؤونه الخاصة أو حتى أمور الفراش والحقوق الخاصة .
ولا ريب أن هذا سيساهم في تقليل الحب من الزوج لزوجته ثم يبدأ يقابله بنفس الشعور من اللامبالاة .
لهذا كان الحل هو ( السعي الدائم لتنمية الحب ) عبر عدة أسس :
1. الكلام الجميل العاطفي .
2. اللمسة الهادئة .
3. التصريح بالحب .
4. الحديث عن الذكريات الجميلة .
5. الهدية المناسبة .
6. التقدير العظيم .
7. التفاعل مع الحوادث الطارئة من فرح أو حزن أو مرض .
ومضة : أرسل لزوجتك ( أحبك ) وأرسلي له ( اشتقت لك ) .
الإهداء بين وقت وآخر
هناك أشياء تعشقها كل النفوس وتتطلع لها بين حينٍ وآخر وتترقب حدوثها في أوقات متفرقة ولعل الهدية مما يُجمعُ الناس على محبتهم لها وتشوقهم لنيلها .
إن الإهداء بين الزوجين يضفي نوعاً من التجديد العاطفي , ويقوي رصيد الحب بينهما , وكم من مشكلةٍ زالت بهدية , وكم من جفافٍ عاطفي اختفت معالمه بهدية .
وفي الحديث النبوي " تهادوا تحابوا " رواه البخاري في الأدب المفرد وصححه الألباني .
وحول الهدية هنا إضاءات :
• اختيار الهدية المناسبة , وهذا يتطلبُ الذكاء في معرفة الأمور التي يحبها الطرف الآخر , فمثلاً :
1. قد لا يناسب أن يهدي الزوج لزوجته كتاباً , لأن الغالب أن النساء لا يُمثل الكتاب لديهن شيئاً ثميناً .
2. قد يناسب أن تكون الهدية للزوجة ( ليلة في إحدى الفنادق الكبرى ) .
3. قد تكون الهدية للزوج ( جهاز جوال جديد تشعر الزوجة أن زوجها طالما تحدث عنه ) .
• إذا كانت الهدية موجود عند الطرف الثاني فالأولى عدم شراءها له , مثال :
1. إذا كانت الزوجة لديها كثير من العطور , فلا يناسب أن نهديها عطراً جديداً , لأن لديها عدة عطور وقد يكون العطر الذي اشتريته لها من النوع غير المرغوب لديها لأن الأذواق تختلف في ذلك .
2. إذا كان الزوج لديه جهاز " آيباد " فلا يناسب أن تفكر الزوجة بأن تشتري له " آيباد " بل لو اشترت له ساعة جديدة لكانت أحسن , وهكذا نفكر قبل الشراء في الشيء غير المتكرر عند الطرف الثاني .
• اختيار وقت الإهداء يُعطي الهدية نوعاً من الارتياح , مثال :
1. وقت المساء وعند اعتدال الأجواء وهدوء النفس من العمل الوظيفي قد يكون أجمل من الإهداء وقت النهار أو عند الرجوع من الدوام .
2. اختيار وقت صفاء الذهن عند الزوجة وهدوء البال أفضل بكثير من الإهداء في وقت لا تتوفر فيه هذه الأمور النفسية .
• طريقة تقديم الهدية لها أثر على محبة الهدية والتفاعل معها , مثال :
1. لو كانت الهدية مُغلّفة في عُلب الهدايا ووضعت في مكان على غرفة النوم ( عند التسريحة – بجوار حقيبة الزوجة - داخل الحقيبة ) قد يكون وقع ذلك أجمل بالنسبة للزوجة .
2. وضع الهدية للزوج ( ساعة مثلاً ) في صندوق الهدايا وعليه عبارات جميلة ثم تركه في مكان النوم بطريقة هادئة , قد يحدث في قلب الزوج أثراً كبيراً .
• يجب على كل واحد من الزوجين أن ينسى هديته ولا يمنُّ بها على الآخر ولا يذكرها أبداً له .
• نؤكد على التفاعل مع المناسبات الحسنة بإحضار الهدية المناسبة لأن الأفراح وقتٌ جميل للهدية .
• لا تنتظر الزوجة الهدية من زوجها دائماً وكأنه هو المطالب فقط بذلك .
• الهدية قيمتها في ذاتها وليس في ثمنها المادي .
• هناك هدايا خفيفة ومنها :
1. دعوة الزوج لزوجته بتناول العشاء في أحد المطاعم المتميزة .
2. تحضير الزوجة لزوجها وجبة عشاء في المنزل وتكون احترافية بطريقة ذكية .
• من الغريب أن بعض الرجال يهمل الهدية بسبب أن العمر تقدم به , وأن هذه الأمور تكون فقط في السنوات الأولى من الزواج .
• بعض النساء تهمل الهدية بحجة الانشغال بالأطفال والزيارات والمناسبات مع الصديقات .
• بعض الناس قد يعتبر الهدية نوعاً من الترف والإسراف وأنها لا حاجة لها في هذا الزمن .
ومضة للزوج : لعلك تبدأ بالهدية قبل زوجتك في هذا اليوم .
همسة للزوجة : كوني مبادرة من هذه اللحظة , وتأكدي أن الهدية ستغير من نظرة زوجك تجاهك .
جودة اتخاذ القرارات
في حياتنا الأسرية نتخذ عدة قرارات , وأحياناً تكون قراراتنا بعيدة عن الصواب , وبالتالي تكون النتائج غير محمودة , بل قد يكون قرار واحد هو نهاية ( منظومة الأسرة ) .
أمثلة واقعية :
1. قرار حل مشكلة بطريقة معينة , يا ترى هل كان هذا القرار باتخاذ هذا الحل دون غيره مبنياً على دراسة واستشارة ومراعاة للمصالح والمفاسد ؟ أم أن القرار جاء نتيجة غضب أو ردة فعل ؟
2. اتخاذ قرار السفر في وقتٍ معين لبلدٍ معين , هل سبقته دراسة وتأمل لنواحي الميزانية ومناسبة الوقت لظروف العمل أو دراسة الأبناء أو مواعيد مهمة أخرى ؟
3. الرغبة في الانتقال لمسكن جديد أو بناء منزل أو شراء أرض أو شراء سكن , هل يتم ذلك عبر قانون ( التأمل والتأني ) أم أن الاستعجال هو ( عادتنا وطبعنا ) .
4. بعض الذين يرغبون في الزوجة الثانية , يا ترى هل كان ذلك بدراسة وقناعة وتأمل أم أن ذلك كان انتقاماً من الزوجة الأولى أو تحقيقاً لشهوة طارئة , ولعل حالات الفشل في الزواج الثاني التي بدأت تنتشر هي بسبب السرعة وعدم القناعة بهذا القرار .
5. القرارات التي تتعلق بالجوانب المالية في الأسرة , هل هي تنطلق من قاعدة الأولويات أم أنها نتيجة لتحقيق أهداف سريعة ؟
6. قرار البقاء مع الزوجة أو طلاقها سواء برغبة من الزوج أو برغبة من الزوجة يجب أن لا يكون قراراً سريعاً , لأن هدم بناء الأسرة ليس بالأمر الهين وخاصة إذا كان هناك أبناء , وليس المراد أن الطلاق شرٌ كله , بل قد يكون قرار الطلاق فيه خير للطرفين وخاصة إذا تعذرت الحياة مع الطرف الثاني .
ومضة : كن متأنياً قبل قراراتك الأسرية واستشر فيها حكيماً .
التخطيط للميزانية العائلية
من المتقرر أن المال عصبُ الحياة , وفقدان المال أو نقصانه أحياناً يؤثر بدرجة كبيرة على نظام حياة الإنسان لوحده , فكيف إذا كان لديه أسرة لها مطالب ضرورية وتحسينية .
لذا كان التخطيط في إدارة الميزانية المالية للأسرة مطلباً مهماً وموضوعاً يستحق أن يُطرح في المجالس والدورات لأن حاجات الأسرة تتزايد في كل فترة من فترات الحياة , ونمو الأطفال يحمل معه نمو المطالب المالية , والحالة الاقتصادية في أغلب البلاد تنتابها فترات الغلاء في الأسعار بين فترة وأخرى .
لهذا أحببت أن أضع بعض القواعد المهمة في كيفية التخطيط لإدارة الميزانية للأسرة , فمنها :
1. الاتفاق مع الزوجة على مبدأ التخطيط لإدارة الميزانية الأسرية , لأن الزوجة لها دور كبير في إنجاح هذا الأمر أو فشله , وليكن هذا الاتفاق مبني على بنود وركائز تراعي حق الزوجة وحق الأطفال والحقوق الأخرى حتى لا تشعر الزوجة أن هذا الاتفاق سيحرمها من حق النفقة أو الحق في الترفية .
2. إقناع بقية أفراد الأسرة – إن كانوا مميزين ومدركين – بجودة التخطيط للميزانية .
3. تقسيم الراتب على الضروريات التي من أهمها :
• أجار السكن .
• المصروف الشهري للزوجة والأطفال .
• مصروف الأكل والشرب .
• فواتير الكهرباء والاتصالات والماء وغيرها .
• القرض الشهري إن كان هناك قرض وتقسيط للسيارة مثلاً .
• المصروفات الأخرى ( الوالدين – إن وجد – قضاء ديون سابقة – إن وجدت - ) .
4. يختلف الأمر في حال بعض الناس الذين لديهم دخل آخر غير الوظيفة مثل محل تجاري أو عمل إضافي أو عقار ونحوه من الأعمال التجارية .
5. بعض الرجال لديه زوجة تعمل , فهنا تختلف الترتيبات المالية .
6. بعض الناس لا يدفع أجار سكن لأنه يسكن في سكن مجاني يتبع لعمله أو يسكن مع والديه , فهنا قد يجد فرصة أكثر للتوفير المالي .
7. لابد من وضع احتياط مالي في كل شهر حتى لو كان المبلغ يسيراً مثل (500) ريال , فهذا المبلغ إذا جمعناها ستكون ( 6000 ) في نهاية العام ، وسيكون لها دور في تفريج أزمة بلا شك .
8. الحذر من القروض الربوية أو التي فيها شبهة لأجل الخلاص من الورطات المالية لأن الله يمحق الربا , ومن أراد العافية المالية فلا يتعامل بالمحرمات .
9. الدعاء من أعظم الطرق التي يُستجلب بها وتُنال به البركات والأرزاق .
10. من الجميل أخذ دورات تطويرية في كيفية إدارة النواحي المالية أو القراءة في هذا الفن , فالمزيد من الثقافة لا شك أنها ستُحدث تغييراً إيجابياً في هذا المنحى المهم في حياتنا .
11. ملازمة التقوى في كل حال لها دور كبير في جلب الرزق والبركة فيه , وربنا يؤكد هذا بقوله ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ) الطلاق " 4 " .
12. احذر من الاقتراض لأجل كماليات الأمور .
13. قبل أن تقرر شراء شيء فتأكد من جودة هذا القرار لأنك بحاجة إلى هذا المال .
14. تأكد أنه من السهل صرف المال في أي شيء ولكن من الصعب الحصول على نفس المال الذي دفعته .
15. من الاستشارات التي تصلني باستمرار " زوجي طلقني ، وعند التحقيق في تفاصيل ذلك اكتشفُ أن الخلافات المالية هي السبب " لأن بعض النساء :
لا تعرف كيف تطلب المال من زوجها ، فهي تطلب في أوقات ربما غير مناسبة مثل وقت القدوم من الدوام ، أو تطالبه في منتصف الشهر ، لأن الرواتب لم تنزل بعد .
وبعضهن تطلب المال الكثير مما لايقدر عليه الزوج فيكون الخلاف الكبير بينهما .
وبعضهن تطلب المال على الكماليات بينما زوجها عليه ديون ومطالبات مالية كبيرة ، فحينما يرفض تبدأ وتيرة الخلاف بينهما .
وأما الخلافات المالية التي تكون بسبب الرجل :
بعضهم بخيل بالنفقة ولا يرى أن النفقة واجبة عليه ، وهذا جاهل بما أوجبه الله ، قال تعالى ( الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم ) النساء " 34 " .
وقد أجمع العلماء على وجوب النفقة على الزوجة بالمعروف كما نقله ابن قدامة وغيره .
وبعضهم يمنّ على زوجته بالنفقة وهذا أمرٌ يضايقها بلا شك .
وبعضهم يتأخر عن النفقة حتى تطالبه هي ، والواجب أن يبادر هو ، لأن هذا أدعى لتنمية الحب بينهما وهو دليل حسن العشرة .
ومضة : احتسب في نفقتك على أسرتك فإن ذلك عمل صالح يرضي الله .
التفاعل مع أحداث الأسرة
الحياة فيها أزمات وتأتي على ساحتها هموم ومآسي , والعائلة لابد أن تدخل في قافلة تلك المآسي , وحتى ندرك ما الواجب تجاه تلك المآسي الأسرية فلابد أن نؤكد على ضرورة التفاعل مع الحدث الذي يطرأ على الأسرة , وبالأمثلة يتضح المقصود :
1. لو كان الزوج يعاني من تكالب الديون وتراكم القروض حتى ظهر القلق على وجهه وبدأت عبارات المعاناة تظهر من خلال كلماته , فهنا لابد على الزوجة أن تتفاعل معه وتصبره وتذكره بآيات الصبر وأن الرزق من عند الله وأن الله سيجعل بعد العسر يسرا , وتؤكد له أنها ستقف معه وستربي الأطفال على أن لا يسألوه إلا للضروريات فقط , فهذه الوقفة من هذه الزوجة الوفية فيها عدة فوائد :
• ستؤثر بلاريب على مشاعر الزوج وستهون عليه المصيبة .
• يزداد حب الزوج لزوجته .
• تقوى العلاقة بينهما .
• يبدأ الزوج بالبحث عن مجالات تساعده في قضاء ديونه لأنه شعر من زوجته بهذه الوقفة التي آنسته وشرحت صدره .
2. لو كانت الزوجة مريضة , فهنا يجب على الزوجة أن يتفاعل مع هذا الحدث ويقف مع زوجته ويهون عليها المصيبة ويذهب بها للمستشفيات ويدفع في علاجها الأموال ويحتسب الأجر في ذلك ، ولايرهقها بالطلبات المنزلية من طبخ وغسيل ونحوه , وسوف تكون هذه الوقفة منه صانعة للحب في قلب زوجته وسيؤثر هذا بلا ريب على حالتها النفسية التي تألمت من هذا المرض .
ومضة : الحياة الزوجية رحمة وإحسان .
وبشر الصابرين
الصبر من أهم الأخلاق التي لابد على كل فرد في الأسرة أن يتربى عليه , وقد ورد ذكره في القرآن في نحو 100 موضع , وما ذلك إلا لأهميته .
وحتى يكون الكلام أكثر تأثيراً في واقع المنظومة الأسرية فإني أهمس بهذه الهمسات :
1. الزوج يحتاج إلى الصبر في :
• ضعف استجابة الزوجة له .
• نقصان جهد الزوجة في أمور المنزل .
• مرض الزوجة وما يتطلبه من جهد بدني أو نفقة مالية .
• مرض أحد أفراد الأسرة .
• التأخر الدراسي لدى الأبناء أوالبنات .
• انحراف أحد الأبناء أو تقصيره في أمور دينه.
2. الزوجة تحتاج أن تصبر على :
• تقصير الزوج في أمور دينه أو أمور المنزل .
• قلة المال أو كثرة الديون .
• ارتباط الزوج بعمل آخر مما يؤدي على قلة حضوره للبيت .
• انشغال الزوج بعلاج أحد والديه وما يترتب على ذلك من مواعيد ونفقات .
• سوء أخلاق الزوج في بعض الأحيان .
معالم مهمة :
1. إن لم يكن لدينا صبر فكيف ستكون الحياة الأسرية , بالطبع لن تدوم لأن كلا الطرفين مُطالبٌ بحقوق , فلابد أن يصبر كل واحد على الآخر .
2. بعض السلبيات الموجودة تحتاج إلى صبر كبير , وخاصة إذا كان الحل صعباً .
ومضة : كثير ممن وقع عليهم الطلاق يتمنون أنهم كانوا من الصابرين .
الاعتذار
من الذي لا يخطئ ؟
الزوج ليس معصوماً والمرأة كذلك , لذا وجب على كل من يخطئ من الزوجة أو الزوجة أن يتعلما فنّ الاعتذار عند الخطأ وأن لا يتكبرا عن هذا .
والغريب أن بعض النساء تجعل زوجها هو السبب في كل خطأ تقع فيه , والعكس كذلك , بعض الرجال يربط بين أخطاءه وبين مواقف الزوجة , ولاشك أن أحد الزوجين قد يكون سبباً مباشراً أو غير مباشر في وقوع الخطأ , ولكن الجدال بهذه الطريقة لايساهم في بناء أسرة هادئة ومطمئنة , فلابد حينها من سلوك منهج الاعتذار , وهو صعب على البعض وسهل على آخرين .
ومضة : الاعتذار ليس ضعفاً في الشخصية بل هو كمالٌ فيها .
شارك أسرتك النجاح
من الجميل أن تكون هناك مشاركة بين أفراد الأسرة في أمور النجاح والتميز والرغبة في معالي الأمور , وهذا يجعل الأسرة تعيش عالماً جديداً في الحياة , لأن روتين الحياة الأسرية أصبح مملاً للغاية ( دوام - مدرسة – غداء – أسواق – مناسبات – سفر ) .
ومن الغريب أن بعض الرجال يجعل نجاحه في خارج إطار الأسرة ولم يفكر يوماً ما أن يجعل أسرته تشاركه هذا النجاح .
وهكذا بعض الأخوات تقتصر على أن تكون رفيقات الدرب هنَّ من تتداول معهن قضايا المشاريع والبرامج أما بناتها فلم تفكر في إدخالهن معها في هذه البرامج .
وحتى تتضح معالم هذه الفكرة فلنتأمل :
1. إذا كان الأب له مكتب تجاري فليأخذ بعض أولاده ليشاركوه الهدف وليدربهم على بعض الأعمال وفنون التعامل مع أمور البيع والشراء , وفي هذا تعويد لهم على الارتقاء في الفكر إلى نواحي تجارية ومفيدة وهذا أحسن من أن تكون همم الشباب في المباريات ومتابعة القنوات الفاسدة أو رفقاء السوء .
2. إذا كانت الأم من رائدات دور التحفيظ النسائية المباركة فلتأخذ بعض البنات ليشاركوها مشروع النجاح مع القرآن .
3. إذا كان الابن له مجالات عمل عبر الانترنت فلماذا لا يقترح على إحدى أخواته أن تساهم معه في هذا العمل ولو كان مشاركتها يسيرة وعلى حدود مقدرتها .
ومضة : ( وتعاونوا على البر والتقوى ) .
تفعيل الزيارات الإيجابية
الملل وارد على طبيعة الحياة , ولذا كان التجديد من أهم عوامل تغيير الحياة وإدخال التغيير عليها لتذوق طعماً جديداً ومذاقاً مختلفاً , والحياة الأسرية ينتابها الملل والضجر والفتور , لذا كانت الزيارات الإيجابية للأسر المتميزة لها دورٌ كبير في بث روح الحياة من جديد .
إن الإنسان مدنيُ بطبعه ويحب مخالطة غيره , ونحن إذا عرفنا كيف نستفيد من الزيارات فسوف ننجح في حياتنا الأسرية , وهنا أضع بعض الإشارات :
1. تحديد الأسر المتميزة من الجيران والأصحاب والأقارب .
2. ترتيب زيارات لهذه الأسر .
3. محاولة الاستفادة من هذه الزيارات في تحقيق أهداف تربوية.
4. البعد عن الأسر التي يغلب عليها جانب التشاؤم وسرد المشكلات والخلافات وقصص الحسد والعين والطلاق والسحر وغيرها من العناوين التي تؤثر على مسيرة الحياة الإيجابية .
ومضة : الأصدقاء الإيجابيين بلسم الحياة .
ساعات الترفيه
النفس تعشق الترفيه وتحب إدخال السرور على نفسها وتميل للمباحات , وشريعتنا مليئة بالنصوص التي تدعو إلى الترويح عن النفس ومخالطة المباحات , ولعل من النصوص التي يمكن إيرادها هنا :
1. قوله صلى الله عليه وسلم لذلك الصحابي : ولكن ساعة وساعة ) رواه مسلم . والمعنى : ساعة للجد والاجتهاد في العبادة وساعة للمباحات .
2. حديث ( وإن لنفسك عليك حقاً ) رواه البخاري .
وحتى ندخلُ السعادة على أسرتنا فلابد أن يكون للترفيه نصيبٌ فيها لعدة أسباب :
1. ليشعر أفراد الأسرة بنوعٍ من الارتياح ويتذوقوا طعم المرح والسعادة والسرور داخل المنزل .
2. ليشعروا بما يشعر به غيرهم من الأسر الأخرى من السعادة في منازلهم .
3. لنساهم في تفعيل جانب الاعتدال في التربية وأن لا نكون ممن قسى وغلب عليه جانب الشدة والحزم .
ومع أهمية الترفية الأسري إلا أننا لابد أن نضع قواعد مهمة في تحقيق الترفيه في منازلنا , ومنها :
1. أن يكون الترفيه معتدل , وأن لا يغلب على الأسرة حتى يكون هو المسيطر عليها في كل أوقاتها .
2. الحذر من الترفيه بالمحرمات , ومنها :
- إدخال القنوات المحرمة التي تحتوي على ( الصور والأفلام والموسيقى وغيرها من المحرمات ) .
- بعض أشرطة البلا ستيشن التي تحتوي على ( الصور شبه العارية – الموسيقى ) .
3. مما ينبغي الحذر منه في شراء ألعاب الأطفال , تلك الألعاب التي تحتوي على مخاطر صحية , ومنها :
- الألعاب الصغيرة جداً التي قد يبتلعها الطفل الصغير.
- الألعاب التي فيها زوايا حادة .
- الألعاب الكهربائية التي لايدرك الصغير كيف يتعامل معها .
4. الاعتدال المالي في الترفيه ، فلا يصح أن نُكلف الأب بشراء الألعاب غالية الثمن لكي يلعب بها ذلك الطفل .
ولا يصح أن نكلف الأب بالذهاب لبلاد الألعاب التي تكلف تذاكرها مئات الريالات لمجرد الترفيه .
إنه من الممكن أن نشتري ألعاباً لأطفالنا لا ترهقنا مالياً ، ومن الممكن أن نذهب لأماكن الألعاب ولكن ليس بشكل دائم ومستمر .
5. يجب أن تتعاون الزوجة في وضع مقترحات لترفيه الأسرة بدون أن ترهق الزوج مالياً , لأن الزوج سيرفض حينها ليس بخلاً على أسرته ولكن لأجل ظروفه المالية ، ولأنه يفكر في التزامات أهمّ من الترفيه كأجار المنزل وسداد الديون وغيرها من هموم الأزواج .
6. السفر له دور في ترفيه الأسرة ، وهذا يحتاج إلى تخطيط جيد حتى يكون السفر مجالاً خصباً للترفيه ويحقق أهدافه للأسرة .
7. حينما يمارس الزوج والزوجة الترفيه فمن المهم أن يبعدا كل وسيلة تنغص عليهما هذا الهدف ، وهنا إشارات :
كثرة استخدام الجوال في لحظات الترفيه مع الأسرة دليل على عدم احترام وقت الأسرة .
التصوير لكل لحظة في ذلك السفر أو ذلك الترفيه وإرسال تلك الصور لمواقع التواصل مسألة أقلقت كثيراً من البيوت وجلبت لبعضهم المشكلات وخاصة " العين والحسد " .
فما أجمل أن تكون لحظات الترفيه الأسري خاصة بكم .
من المشكلات في لحظات الترفيه " الصمت بين الزوجين " مما يجعل الطرف الآخر يشعر بالملل ، وكان المفترض أن يتفاعل كل واحد من الزوجين بهذا الساعة الترفيهية وأن تكون باباً من أبواب السرور .
ومضة : اصنعا من الترفيه سعادتكما .
مراعاة الأوليات الأسرية
ياترى هل كل هدف في محيط الأسرة ( ضروري ) ؟
لاشك أن هناك ما هو ضروري وغير الضروري , ومن المستحيل أن تتساوى الأشياء في أهميتها , فهناك المُهم العاجل , والمُهم غير العاجل .
والأسرة التي تدرك قاعدة الأولويات ستنجح في حياتها , وأما إن أهملت هذه القاعدة فسوف تكون الخلافات والاضطرابات حاضرة بشكل دائم .
أمثلة توضيحية :
1. تربية الأبناء ( هدف مهم ) ولكن الوالد إذا كان يعتني بالزيارات والسفر والارتباطات الخارجية فسوف يفرط كثيراً في تربيته لأبناءه , لأن التربية تتطلب وجوده لإدارة التربية الأسرية , وكذلك بالنسبة للأم إذا كانت تعشق الخروج للأسواق بشكل دائم وفي كل يوم زيارة إلى صديقة أو مناسبة , فسوف تفرط بلا ريب في تربية أولادها وبناتها , والحل هنا هو ( التوازن بين أهدافنا وتحقيق أولويات أسرتنا ) .
2. المحافظة على المال الأسري ( هدفٌ مهم ) ولكن الزوج إذا بدأ يصرف ماله في شراء غير الضروريات من الأجهزة أو الأطعمة أو كان ممن يصرف جزء من ماله على السفر والنزهة مع الأصدقاء فسيؤثر هذا على الميزانية العائلية وستحدث الخلافات داخل الأسرة بسبب هذا التجاهل للأوليات , وهكذا المرأة إذا كانت تطالب بالمال لشراء ما لايلزم من الملبوسات أو الكماليات كاللوحات والصور والأواني , فسيكون مآلهم ( الخلافات ) التي لا تنتهي .
3. المحافظة على العفاف والاستقامة مطلب أكيد , ولكن إدخال القنوات الفاسدة ربما كان سبباً في هدم أسوار العفاف وقد يوقع الأولاد والبنات في جحيم الشهوات ، فأيهما أولى : مشاهدة قنوات الرقص والأفلام الهابطة أم تربية النشء على مشاهدة القنوات المحافظة والهادفة والمباحة ؟
وإنك لتتعجب من تساهل بعض أولياء الأمور العقلاء في السماح بتلك القنوات التي نهايتها ألم .
4. من الأوليات مراعاة مواعيد العائلة , وحينما تغفل الزوجة عن موعدٍ لضيوف زوجها ولا تُعد العدة لذلك فحينها تبدأ شرارة الخلافات , والزوج حينما يُهمل مواعيد المستشفى لزوجته أو مواعيد زيارتها لصديقاتها فمن الطبيعي أن يأت البغض في قلبها على زوجها بسبب تفريطه في ذلك , وهكذا الأبناء والبنات في حياتهم أولويات لابد أن يراعوها مع بعض البعض حتى تكون الأسرة في سعادة وهناء .
5. قد يكون من الأولويات عند الزوج ارتباطه بوالديه أو أحدهما وقضاء حوائجهما وخدمتهما , وهذا يتطلب تنسيقاً بينه وبين زوجته في كيفية التعامل مع مواعيدهما , وحينما يراعي كل من الزوجين هذا الاتفاق فلن تحدث هناك مشكلة ولكن حينما يبالغ الزوج في زيارة والديه على حساب أسرته ويزعم أن هذا من البر فحينها لابد أن تتوالى الخلافات والأزمات .
ومضة : تفاهما ولا تختلفا .
المصارحة
من الجميل أن تدخل الصراحة إلى بيوتنا حتى تتحقق السعادة والطمأنينة , وعندما نتجاهل الصراحة فسوف نعيش في دوامة من الصراعات النفسية .
معالم في الصراحة :
الزوجة التي تعاني من زوجها الذي يتأخر عنها دائماً بسبب ارتباطه بجلسات الشباب , حينما لا تصارحه وتصبر على هذه السلبيات قد يأتي عليها يوم وتحدث كارثة عليها بسبب الضغط النفسي الذي يحيط بها , ولو أنها صارحته بأدب ولفظ جميل لحصلت على :
1. إيضاح الصورة للزوج , لأن بعضهم قد لا يدرك حاجة الزوجة له , ويظن أنها لا تحتاج لبقائه معها .
2. تخفيف الضغط النفسي الوارد عليها لأن تحمَّل المزيد من الهموم يجلب التوتر ، ولكن حينما تتحدث وتخرج ما في صدرها سوف يكون الأمر أيسر .
بعض الرجال يشاهد تقصيراً في زوجته , ولكنه لايصارحها , بل يصبر ويكتم في نفسه , وقد يلمح أحياناً ولكن الزوجة لم تفهم مقصوده , وحينها يدوم القلق ويزداد الحقد في قلب الزوج من جراء إهمال زوجته وغفلتها عن مطالبه , وقد يترتب على ذلك مشاكلَ لا نهاية لها , ثم تكتشف الزوجة نفسها بأنها مهملة أو جاهلة بأمنيات زوجها .
نماذج في واقع الأزواج :
1. عدم المصارحة في كثرة مطالب الزوجة المالية وإقناعها بضرورة التوازن المالي .
2. عدم مصارحتها في أمور الفراش والغفلة عن الفنون في غرفة النوم مما يترتب عليه التضايق من ذلك وقد يبحث الزوج عن المتعة في القنوات أوالانترنت أو في الخيانة الزوجية لإشباع الرغبة الجنسية .
3. قد تكون الزوجة مهملة في أمور البيت والزوج ( صامت ) ويزداد إهمالها بسبب الارتباطات الخارجية والكسل والعادة , ومن ثم قد ينفجر الزوج في ساعة غضب ويأتي بالطامات .
نماذج عند الأخوات :
1. بعض الزوجات لا يشبعها زوجها على الفراش بل ينصرف بمجرد أن ينتهي من حاجته , وهي صابرة ولا تخبره بحقها ورغبتها بسبب الحياء , ومع مرور الأيام تشعر بالبغض له لأنه لا يفكر إلا في نفسه , وقد تبحث عن قضاء شهوتها عبر العادة السرية أو تكتم أمرها حتى تُصاب بأمراض نفسية والسبب عدم مصارحتها لزوجها في هذا المطلب المهم .
2. بعض الزوجات تسمع من زوجها كلماتٍ جارحة ويكرر أمامها عبارات ( الزوجة الثانية ) وهي تبتسم وتجامل وتكتم في نفسها , مما يجعل الزوج يتجرأ أكثر , ولو أنها صارحته بطريقة حكيمة لكان أحسن لحياتهما .
ضوابط في المصارحة :
o اختيار الوقت المناسب , وحبذا في غرفة النوم في جو مليء بالهدوء .
o اختيار الطريقة المناسبة لعرض الموضوع وعدم تجريح الطرف الثاني .
o الصراحة عن كل ما في النفس غير مناسبة لأن طموحات النفس كثيرة وقد لا يمكن للطرف الثاني تحقيقها .
o المصارحة بذكر عيوب سابقة – وقع فيها الزوج أو الزوجة - لا يناسب ، لأنها قد تجعل الطرف الثاني يشعر بنقصك أمامه .
o قصة : أخبرني أحدهم بأنه صرح لزوجته في بداية زواجه أنه كان يشاهد بعض الأفلام المحرمة ، فأصبحت زوجته تعيره بذلك في أوقات الخلافات .
• بعض الفتيات تجد تقصيراً من والدتها في منحها للعاطفة وتصمت عن ذلك حتى تكبر المشكلة وتصبح أزمة كبيرة , وأذكر أن إحدى الأخوات اتصلت بي وتشتكي أن والديها يتعاملون معها بجفافٍ عاطفيٍ كبير , حتى أصابها الحزن والهمّ , تقول : والله لقد مللتُ من حياتي لماذا هم يتجاهلون وجودي وخدمتي لهم وكأنني صخرةٌ أمامهم ؟
• بعض الشباب إذا بدأت عليه أمارات المراهقة يشعر ببعض الحاجات التي يتمناها ليكون عنده توازن في هذه المرحلة العمرية , فحينها لابد أن يستخدم الصراحة مع والده أو والدته ليقفوا معه ويحققوا مراده حتى لا يبحث عن ذلك عند غيرهم .
ومضة : لا تخافا من المصارحة ، فربما كانت بداية سعادتكما .
التقدير والاحترام
من الفطرة التي نشأنا عليها ( محبتنا للاحترام بكافة طرائقه ) وبغضنا لكل من يتنقص هذا العنصر المهم في حياتنا .
وفي الحياة الأسرية يُمثّل الاحترام قاعدة أساسية وركناً متيناً .
وعندما يفرط أحد الأطراف في ذلك الركن , فلن يكون للحياة طعم , وسيكون البقاء مستحيلاً .
ولعل الأمثلة الواقعية في حياتنا هي التي تكشف الغموض حول هذا الركن :
1. بعض الأزواج ينطق بعبارات جارحة لزوجته , بل بعضهم يستخدم اللعان باستمرار عند أدنى خلاف , فهل هذا من أدب اللسان مع الطرف الثاني ؟
2. بعض النساء تهمل ترتيب منزلها , وتحتجُّ بالأطفال , ولكن حينما يأتي الضيوف ينقلب المنزل إلى جنةٍ وقصراً .
فحينها يتساءل الزوج : لماذا لم يكن الأطفال مانعاً من ترتيب المنزل ؟
ولماذا لا يكون هذا الترتيب لي أنا كما هو لضيوفك أيتها الزوجة الفاضلة ؟
أليس من احترام الزوج العناية بالمنزل ومكان طعامه ؟ فأين النساء من هذا ؟
3. هل الزوجة تعتني بمكان نوم زوجها وتُهيئهُ له ؟
أليس هذا من الاحترام ؟ وهل تُخبر الأطفال بضرورة التزام الهدوء في البيت لأجل راحة والدهم ؟
4. بعض الرجال يمازح زوجته بألفاظ لا تليق ويجرح مسامعها بذكر الزوجة الثانية أو قصص عن زواج المسيار , فهل هذا من الاحترام لزوجته التي تسعى لتنمية الحب له ؟
5. بعض الزوجات تهمل الاستعداد لزوجها باللباس الجميل , وتعتذر بأنها في ظروف صحية , بينما لو اتصلت إحدى صديقاتها لأجل مناسبة لانقلبت تلك الزوجة قمراً يمشي على الأرض , فيالله العجب من هذا التناقض !
• من صور الاحترام :
1. أن يأمر الوالد أبناءه بمساعدة الوالدة في ترتيب المنزل .
2. أن تأمر الوالدة الأبناء بتقبيل رأس والدهم كلما قدم من الخارج .
3. العناية بالكلام الجميل داخل الأسرة .
4. تقدير مواعيد العائلة .
إدارة الحوار العائلي
في مجالستك لأفراد أسرتك لابد من طرح الآراء والنطق بالأفكار ووجهات النظر , وهذا مما يتكرر في اليوم مرات ومرات .
ومع هذا التكرار إلا أن بعضنا يغفل عن أسس إدارة الحوار العائلي وينسى أصول الآداب المهمة مما يجعل حواره مع أسرته أشبه بالحرب الكلامية التي يعتدي فيها على أفكارهم وهمومهم وطرائق حياتهم , وهنا بعض النماذج المتكررة في حوارنا مع أهالينا :
1. حينما يتحاور الزوجان عن الأمور المالية , قد يشعر كل واحد أنه متهم بالتفريط وأنه سبب لضياع المال وذلك بسبب طريقة عرض الحوار .
2. مع الأبناء قد تستخدم الأم الكلمات الجارحة حينما تحاورهم في طريقة المذاكرة , مما يترتب عليه البعد عن مقابلة الأم بسبب لسانها الذي يجيد التحطيم والتكسير لكل طموح .
3. الزوجة حينما تحاور زوجها عن سبب تأخره , قد تستعجل في إطلاق ألفاظٍ قاسية تجعل الزوج يرد عليها بعبارات أقسى وأشد .
4. الزوج حينما يحاور زوجته عن تفريطٍ رآه في البيت , لابد أن يكون ذكياً في طرح الرأي واختيار الكلمة ومعرفة ملابسات الموضوع قبل أن يتحول النقاش إلى حلبة مصارعة.
قواعد في الحوار العائلي :
• اختيار الوقت المناسب , فلا يصلح للزوجة أن تحاور زوجها وقت حضوره من الدوام أو في وقت الغضب من حدث معين , وكذلك لايناسب للزوج أن يحاور زوجته في وقت تكون حالتها النفسية غير مناسبة .
• التركيز على أهم المواضيع في الحوار , فلا يصلح أن نفتح باب الحوار لصغائر الأمور الأسرية .
• فتح المجال للطرف الثاني أن يطرح رأيه ولا نتفرد بالوقت والكلام .
• تربية النفس على الإنصات للطرف الثاني .
• البعد عن الأطفال وقت الحوار .
• لا يصلح الحوار في السيارة إذ قد تعلو الأصوات ويزيد الغضب وقد يكون هناك تهور في القيادة بسبب الحالة النفسية الواردة على الزوج .
• الحذر من الكلمات القاسية لذات الشخص , وإنما التركيز على الفعل , مثل أن تقول لزوجتك : لماذا لم تفعلي كذا ؟ أو فعلك لهذا الشيء غير مناسب , ومن الخطأ قولك : أنت سفيهة ونحو ذلك من التهم التي تقصد الذات لا الفعل .
همسة : حروفك تقود للحب أو للحرب .
فن الاستفادة من المشاكل الأسرية
ورود المشكلات داخل الأسرة أمرٌ لا مفرّ منه , وطبيعة الحياة باختلافها وتنوعها تجبرنا على أن نقع في المشكلات , ولكن القضية الكبرى في كيفية الاستفادة من المشكلة , ولنتأمل :
• لو كانت المشكلة بسبب سوء تصرف الزوج في المال لأنه دفع مالاً لبعض أصدقاءه في زواجٍ مثلاً , بينما كانت الأسرة تريد هذا المال لعلاجٍ أو لسفر , ولما اتضحت الأمور للزوج وحصلت المشكلة وكبرت نتائجها , إذ بالزوج يقرر قراراً مؤكداً على مراعاة الأسرة مستقبلاً في الأمور المالية , بل وتخصيص جزء من المال للسفر والعلاج ويعطيه زوجته ليكون لديها حتى لا يتصرف فيه .
فلو تأملت هنا لوجدنا أننا استفدنا من هذه المشكلة بفائدةٍ كبيرة وهي التوفير المالي ومراعاة الظروف غير المتوقعة والانتباه لحاجات الأسرة الذين هُم أهمّ من الزملاء .
• تلك الزوجة , تتكاسل عن إعداد وجبة الغداء وتعتذر مراراً بأنها مرهقة ، والزوج يصبر ويصبر ، فلما طفح الكيل وغضب عليها وارتفعت الأصوات ، حينها عرفت خطأها وقررت أن لا تعود لمثل ذلك ، فتأمل كيف انقلبت المشكلة إلى انتباه الزوجة لخدمة زوجها .
• من المهم حرص كل واحد من أفراد الأسرة وخاصة الزوجين عدم الوقوع في الخطأ وهذا يحتاج إلى تدريب وعناية .
• مناقشة صاحب المشكلة بكل وضوح تجعلنا نعرف كيف يفكر ومن ثم نعرف لماذا وقع فيها حتى نستطيع معالجته في عدم الوقوع مستقبلاً .
• لاشك أن كل مشكلة لها زاوية إيجابية مهما كانت المشكلة كبيرة , ولا يكتشف هذا إلا من عنده نظر ثاقب وتأمل واسع الإدراك لتفاصيل المشكلات.
• همسة : ( لا تحسبوه شراً لكم بل هو خير لكم ) .
البعد البدني
إذا كنا نؤكد دائماً على ضرورة البقاء في البيت لأجل رعاية الأسرة وتربيتهم وملاطفتهم , فإننا ندعو إلى البعد البدني أحياناً لجميع أفراد الأسرة , وحتى تتضح معالم هذا , فلنتأمل :
• المقصود بالبعد البدني هو أن يغيب بعضنا عن بعض لبعض الوقت , كأن يكون للزوجة والبنات مشاركات في دار التحفيظ من بعد العصر حتى المغرب , وأن يكون للأبناء حضور للحلقات أو لدورات تدريبية أو نوادي رياضية مناسبة في الفترة المسائية , وأن يكون للزوج ارتباط في مكتب تجاري أو برنامج رياضي أو عملٍ خيري لفتراتٍ ليست بالطويلة في بعض الأيام .
• فائدة هذا :
1. نسيان العيوب لدى الأطراف الأخرى , لأن الزوج إذا مكث في البيت والزوجة أمامه من بعد الدوام حتى آخر الليل , فلابد أن يرى منها تقصيراً أو نسياناً أو غير ذلك من النقص البشري .
والكلامُ لها أيضا , فعندما تلح الزوجة على زوجها بعدم الخروج من البيت وتعاتبه على خروجه فإن بقاءه الدائم ستكتشف معه عيوبه وقد ترى منه جهلاً أو خطأ كبيراً , وكذلك الأبناء إذا ألزمناهم بالبقاء باستمرار فسوف نرى منهم المشكلات والمصائب التي تنتج بسبب الملل الوارد عليهم .
2. بالنسبة للوالد نقصد بالبعد أن يكون لفتراتٍ قليلة وليس الغياب الذي يؤثر على تربية الأبناء وملاحظتهم .
3. غياب الوالدة لايصح أن يكون الغالب عليها هو الخروج حتى لاتقصر في حقوق المنزل وحقوق الزوج والأولاد .
4. غياب الأبناء لا يصح أن يتجاوز الحدود المعتبرة حتى لايحدث التفريط في أمور الدراسة أو يحصل الانحراف بسبب الخروج والسهر مع رفقاء السوء .
5. من الجميل أن يتقاسم الأسرة الوقت ويكون بينهم ترتيباً يعينهم على تحقيق أهدافهم على انفراد ويساهم في تفعيل المودة بينهم .
6. مع أهمية البعد البدني إلا أن المبالغة فيه سيؤثر بلاشك على رعاية الأسرة ، فالتوازن هو المقصود .
فهم النفسيات
من أعظم فنون الإدارات ( فهم النفسيات ) ونظام الأسرة فيها أصناف متفاوتة من النفسيات ( الزوجة – الطفل – المراهق – الأم – الزوج ) وكل واحد من هؤلاء له حالة نفسية يسير عليها ولابد علينا أن نعرف كيف نتعامل مع هذه الحالات , ولن يكون ذلك إلا بالعلم والدراسة لمعرفة الطبائع والأنماط الشخصية والنفسية .
قواعد مهمة في نفسيات الأسرة :
• طريقة تفكير الزوج تختلف تماماً عن طريقة تفكير الزوجة , فلو فكرنا في النواحي المالية – مثلاً - لوجدنا أن الزوج حريص على جمع المال لضروريات الحياة , بينما قد ترى الزوجة ضرورة إدخال الترفيه في الحياة الزوجية حتى لو صرفت كثيراً من المال في هذا الهدف , فانظر لاختلاف التفكير هنا , والواجب الاعتدال والتوازن ومراعاة أهمية جمع المال ومراعاة قضية الترفيه .
• غالب النساء تحب المدح والثناء وهذا من طبيعة النفسيات لدى النساء , والزوج إذا لم يدرك ذلك فقد يكون بينهم جفاف عاطفي بسبب تفريط الزوج في إشباع زوجته بالكلام العاطفي .
• في عالم المراهقة تختلف نفسيات الأبناء والبنات وتزداد رغباتهم في تحقيق بعض المطالب , ومعرفة الوالدين لذلك يساهم كثيراً في إدارة الأسرة , وأما إذا غفل الوالدان عن هذا فسوف تكون الخلافات والاضطرابات التي سببها الجهل بالحالات النفسية للمراهقين والمراهقات .
• الأطفال لهم عالمهم النفسي المختلف فهم يحبون اللعب والمرح والأكل من الوجبات السريعة وغير ذلك , وإدراكنا لذلك يجعلنا نحسن التعامل معهم وتلبية مطالبهم على نحو معتدل ولايضر بهم , ولكننا حينما نتجاهل ذلك فقد ينشأ الأطفال في حالة نفسية سيئة ومعقدة , وقد يكرهون والديهم بسبب حرمانهم للألعاب والترفيه .
ومضة : النفوس لها عالمها الخاص فاعتن بذلك .
يكفرون العشير
من الجرائم التي تتكرر في البيوت ( نكران الحسنات ) وهي موجودة عند بعض الأزاوج والزوجات , تُعدُّ كارثة كبيرة وقنبلة مدمرة في الحياة الأسرية , وقد تكون بدايةً لانهيار الأسرة .
إن التساهل في ألفاظ اللسان والسماح له بإطلاق العبارات في داخل المنزل بلا ضبط واتزان مصيبة لها عواقبها الوخيمة , وكم من كلمةٍ خرجت في داخل البيت كانت هي بداية النهاية .
إن الزوج الذي أنفق عشرات الألوف من بداية الزواج وتحمل أعباء الحياة وهموم العمل ومشكلات الأبناء ليس من السهل عليه أن يستمع لعبارة الجحود من زوجته حينما تقول ( ما رأيتُ منك خيراً قط ) , ( والله أنت من يوم أخذتك وأنت مقصر معي ) .
يا الله ما هذا الظلم ؟
والله إن القلب ليتقطع حزناً على سماع مثل هذه الكلمات , وكم من طلاقٍ وقع بسبب كلمة جحود .
وعلى جانب آخر فإن من المؤلم أن يجحدَ الرجل زوجته ويتهمها بالتقصير والإهمال مع أن تاريخها وسيرتها معه مليئة بصور التضحية والإنجازات , ولا تسأل عن قلب الزوجة بعد سماعها لجحود زوجها , وكيف ستقبل بعيشٍ معه بعد تلك الكلمات التي تذيب الجبال فكيف بقلب المرأة الرقيق ؟
إن الواجب على الزوجين ضبط اللسان وخاصة عند توتر العلاقة , حتى لاتخرج الألفاظ التي تؤثر على استمرار العلاقة , والمرء قد يقبل بألفاظ كثيرة فيها إساءة له , ولكنه لن يقبل بالجحود .
همسة : ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت ). رواه البخاري.
لا للأطراف الخارجية
مما يحبه الزوجان ( كتمان أسرار الحياة الزوجية ) وهذا أمر مؤثر في إدارة المشكلة على الوجه الحسن , ولكن إذا أهمل الزوجان هذا المبدأ وبدأت المشكلات تخرج للآخرين فهنا تكبر المشكلات والخلافات , وتبدأ شرارة البغضاء والحقد بين الزوجين.
إن الآخرين مهما كانوا لن يدركوا تفاصيل المشكلة , وحتى لو فهموها فقد لا يجيدون حلاً لها , وقد يكونوا على جهل بإدارة المشكلات فتكبر المشكلة وتنتشر لغيرهم وهنا يصعب حلها تماما بل قد تكون قصة تروى في مجالس الأقارب .
ومع حرصنا على عدم كشف أسرار الحياة الزوجية إلا أننا ندعو إلى تدخل الأسرة في الوقت المناسب حينما تتفاقم المشكلة وتنمو , شريطة أن يكون التدخل بالحكمة والأدب ومراعاة حقوق الطرفين , وهنا إشارات :
• نوصي الزوج إذا وجد من زوجته التقصير أن ينصحها ويجاهد نفسه معها ويصبر عليها , فإن أبت , فليخبر والدها أو أكبر إخوانها إن كان عاقلاً وحكيماً .
• نؤكد على الزوجة أن تصبر على زوجها وتحاول إصلاحه بشتى الطرق , فإن زاد الأمر وتجاوز حده في الإهمال فلتخبر أهلها ليتداركوا الأمر .
• بعض الرجال يصبر كثيراً على مشكلات زوجته حتى يصل إلى حالة الملل والضجر من زوجته , ثم يطلقها في حالة غضب بسبب تراكم المشكلات , ولو أنه أخبر أهلها من البداية لأوجدوا حلاً أحسن من الطلاق .
• بعض الزوجات تصبر كثيراُ على ظلم زوجها وكثرة عيوبه , حتى إنها قد تصاب بأمراض نفسية بسبب الصبر الزائد , وكما قيل ( للصبر حدود ) , ولو أنها أخبرت أهلها لكان الأمر أيسر عليها بتوفيق الله .
ومضة : الهروب من المشكلة ليس حلاً لها .
الرعاية الصحية داخل الأسرة
نعمةُ الصحة من أكبر النعم , والسعي لبقاءها مطلب مهم والمحافظة عليها من أوجب الواجبات , ومن فقد الصحة فقد فاته شيء كبير .
إن من أكبر أسباب النجاح الأسري ( الرعاية الصحية لأفراد الأسرة ) والحرص على السلامة والعافية , والسعي لمعالجة أي داء يطرأ على أحد أفراد الأسرة . وهنا قواعد عامة :
1. على الأب أن يوفر جزء من المال للظروف الصحية الطارئة فربما كانت تكاليف الدواء كبيرة .
2. التفاعل لكل أفراد الأسرة مع البعض في حال المرض والوقوف بجانب المريض .
3. المبادرة للكشف المبكر من حين بدايات المرض حتى لا يتضاعف الأمر .
4. تقدير مواعيد الأهل المتعلقة بالمستشفيات .
5. متابعة تناول الأسرة للدواء في الوقت المناسب .
6. متابعة مواعيد التطعيمات لأفراد الأسرة وخاصة الأطفال .
7. يجب على الأم أن تحرص على السلامة الغذائية عبر عدة أسس ومنها :
غسل الفواكه جيداً .
غسل الأواني على أحسن حال .
شراء الغذاء المناسب الذي يحتوي على الفيتامينات المهمة للأسرة .
تقليل الوجبات الخارجية بقدر الاستطاعة حتى لو طالب بها الأطفال .
حفظ الأطعمة التي تحتاج إلى برودة في الثلاجة وعدم تركها في الخارج .
التخلص من الأطعمة القديمة التي طرأ عليها التغير والتعفن .
الكشف الدائم عن المواد الغذائية داخل الثلاجة وخارجها ومراقبة بداية الصلاحية ونهايتها .
عدم تسليم كل ما في المطبخ للخادمات , والحرص على مراقبتها في كيفية تعاملها مع الأطعمة .
طبخ الطعام جيداً على الطريقة الصحية .
في فصل الصيف لابد من الحرص على البرودة المعتدلة للأطعمة وعدم موافقة الأطفال في كثرة طلباتهم للمثلجات .
تحقيق التعاون الأسري
حينما تطالع السيرة النبوية تجد عجباً في التعاون الذي كان يتمتع به النبي صلى الله عليه وسلم داخل أسرته ، فلقد كان يغسل ثوبه ويخصف نعله .
إن وقت النبي صلى الله عليه وسلم مليء بالأعمال الكبيرة التي تتعلق بالمسلمين ، ولكنه مع أهله يحقق مبدأ التعاون الذي هو دليل التواضع والحب لأهله .
وهنا إشارات :
1- ما أجمل أن تتعاون أيها الزوج مع زوجتك في أعمال المنزل – أحياناً - .
ليس عيباً أن تصنع الشاي والقهوة ، أو تغسل ملابسك أو ترتب غرفة نومك .
إن التعاون في خدمة الأسرة من أجمل الصفات وليس دليلاً على نقص رجولتك كما يروج له البعض .
2- ما أجمل أن تتعاون الزوجة مالياً مع زوجها – إن كان لديها مال - ، وما أروع تلك المرأة التي اقتطعت جزءاً من راتبها لمشاركة أجرة السكن أو أجرة الخادمة .
إن بعض النساء الموظفات تبخل بمالها عن التعاون مع زوجها وقد تسمع بعض العبارات من صديقاتها فتتمسك بمبدأ " احذري أن تعطي زوجك المال لأنه سيتزوج عليك " .
يا أختاه نحن لانقول أعطيه عشرات الألوف ، بل نقول تعاوني معه في ظروف الحياة التي لايخفى عليك أنها مرهقة مالياً .
3- ومن التعاون الأسري ، مساعدة الأبناء لأمهم في ترتيب المنزل.
ومضة : إن التعاون بين أفراد الأسرة يحقق الحب ، ويزيد من الانتماء الأسري .
إيجاد البدائل
حينما نتحدث عن بعض المنكرات أو المخالفات داخل البيت ، يجب أن نعلم أن هناك بدائل من المباحات تسد الحاجة وتغني عن كل صور الحرام ، وهنا إضاءات :
1. حينما يمنع الزوج القنوات المحرمة فإن هناك عشرات من القنوات الإسلامية تحقق الهدف وتملأ الوقت وفيها الشيء النافع لكل أفراد الأسرة .
2. حينما يمنع الرجل أسرته من السفر لذلك البلد الذي يعج بالفساد والمخالفات ، فإن هناك بلاد كثيرة – بحمد الله – تخلو من تلك المنكرات ، فلماذا لانقبل بها ونترك الحرام .
3. بعض الأمهات قد ترغب في شراء بعض الألعاب لأولادها ولكنها غالية الثمن ، فلماذا لاتقبل ببعض الألعاب – الأقلّ مالاً – حتى لاترهق الزوج مالياً .
4. بعض الأمهات تركز على أن تناول وجباتها من ذلك المطعم – ولكنه غالي الثمن – فحينما يقترح عليها الزوج مطعماً آخر فيه الجودة – وأسعاره مناسبة – قد لاتقبل الزوجة بذلك وقد تعاتبها وتصفه بالبخل ، وهذا لايليق أبداً .
ومضة : حينما نقبل بالبدائل فإننا نحافظ على منظومة الأسرة في جو معتدل ومحاط بالحب .
إدارة الوقت العائلي
الوقت عنصر مهم في حياتنا الأسرية ، وحينما نتقن إدارته فسوف نحقق السعادة في داخل بيوتنا .
وهنا إشراقات :
1. الانشغال بالجوال وأنت جالس مع أسرتك يعتبرُ مانعاً من موانع الانتفاع بك كمُربي ، لأن وقتك لم يكن لأسرتك ، نعم أنت بجسدك فقط معهم أما قلبك وتفكيرك فمع الجوال ومواقع التواصل .
كان الأولى بك أن تأخذ حقائبهم المدرسية وترى ماذا عليهم من الواجبات ، وماذا في دفاترهم ؟
أخي الزوج ، إن زوجتك بحاجة إلى حديثك العاطفي وهمساتك الرائعة .
هناك وقت آخر لمتابعة مواقع التواصل ورسائل الواتس وغيرها .
2. ونقول للأم كذلك ، حينما يكون الجوال هو المسيطر على كل وقتك مع أسرتك فهذا جهلٌ منك بحقيقة الأمومة .
إن أولادك بحاجة إلى وجبة جميلة من يدك وليس من المطعم كما هي عادة بعض الأخوات .
إن أسرتكِ بحاجة إلى أن تجلسي معهم لتشاهدي معهم برامج الأطفال في جوٍ من المرح والدعابة .
إن زوجك بحاجة إلى كلماتك الجميلة ، فمتى تغلقين جوالك وتغردي بابتسامةٍ لزوجك .
3. من إدارة الوقت ، تقديم الأهم فالأهم في حاجيات الأسرة ، مثال ذلك :
- تقديم مواعيد المستشفى لأهلك أهم من الجلوس مع الزملاء في الاستراحات .
- مراعاة وقت النوم لزوجك وعدم مضايقة الأولاد له .
- عدم تأخر الزوجة في المناسبات لوقت متأخر من الليل مما قد يسبب لها الخلاف مع زوجها .
- عدم الإكثار من الخروج للسوق والمنتزهات بحجة قضاء الوقت ، وترتيب الوقت هو الحل لأن الأسرة لديها هموم أخرى غير الترفيه .
ومضة : الوقت مستودع الإنجازات .
لقد عفوت عنك
الارتباط الأسري يتخلله بعض الخلل والتقصير والجهل والاعتداء على الطرف الثاني سواء بين الزوجين أو بين الأبناء والآباء أو حتى بين الإخوة والأخوات .
والزلل وارد , ولكن ما أجمل أن نتصف بخلقٍ كبير وهو من أعظم الأخلاق , إنه العفو , وقد تكاثرت النصوص في بيان فضل العفو والتسامح مع الآخرين .
قال تعالى ( وأن تعفوا أقرب للتقوى ) . البقرة " 237 "
وقال ( خذ العفو وأمر بالعرف ) الأعراف " 199 "
وقال ( وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم )النور" 22 "
إن من أسماء الله تعالى ( العفو ) وقد ورد في القرآن كثيراً , ونحن نسأل الله أن يعفو عنا دائماً , فهل يا ترى نقوى على أن يكون العفو عادةً لنا في داخل الأسرة ؟
إن الوقوع في الزلة من طبع البشر , ولا أحد يسلم من النقص والخلل ، فلم لا نعفو ؟
إننا نحب أن يعفو عنا المسؤول في العمل ونحب أن يسامحنا الصديق العزيز حينما نخطئ , فلِم لا نسامح الزوجة التي كانت حياتنا معها مليئة بالحب والتضحيات ؟
أيتها الزوجة ألا تسامحين زوجك الذي له حسنات كبيرة في سنينٍ مضت ؟
أيها الابن إن والدك حريص عليك وقد يخطئ في تصرفٍ ما , ولكن لتعلم أنك في قلبه , وأنه لم يقصد أذيتك .
إنها أسرة سعيدة مطمئنة حينما يتعامل كل فرد فيها بالعفو للآخرين .
ومضة : أغمض عينيك عن الماضي .
الإشباع العاطفي
كنتُ أدرس مجموعة من الرجال وعددهم " 30 " في إحدى الدورات الأسرية ، وفي نهاية الدورة قلت لهم : ما رأيكم أن يرسل كل واحدٍ منا رسالة جوال إلى زوجته ويكتب فيها " أحبك " ؟
فاستغربت من عدم تجاوبهم ، وانتظرت قليلاُ ولكن لافائدة .
وحينما ناقشتهم عن سبب ذلك ، قال الكثير منهم : لم نتعود ، وقال آخرون : لا داعي لذلك ، وقال غيرهم : أيش الفائدة ؟
إنه موقف بسيط يبين لك " الجفاف العاطفي " الذي يعيشه كثير من الرجال وقد لايشعرون به .
تشير الكثير من الدراسات إلى وجود الحرمان العاطفي داخل الأسر على كافة المستويات , بل إن معظم حالات الطلاق تبدأ بسبب الحرمان العاطفي , وفي الباب قصص لانحراف بعض الفتيات بسبب الحرمان العاطفي .
إن العاطفة مجموعة مشاعر تسكن في نفوسنا , وتحتاج هذه المشاعر إلى وقود ليبقيها في عالم الحياة والنمو , وكلما وجدت هذا الوقود كلما نمت وترعرعت , وفي المقابل حينما نهمل نمو هذه العاطفة فإما أن تبحث عن وقود آخر – ولو كان من بابٍ محرم – أو تصبر على مضض وتشرب من كأس الهموم والآلام حتى يأتي الفرج من الله .
إن الإشباع العاطفي هدفٌ كبير يجب أن نضعه في أولوياتنا الأسرية , وهنا إضاءات مهمة :
1. الزوج الذي يهدي زوجته بين وقت وآخر هو يشبعها عاطفياً ويضع حبه في قلبها .
2. الزوج الذي يثني على جمال زوجته ويُصّرح بذلك في أوقات متفرقة وبطرائق مختلفة يملأ عاطفتها بالحب .
3. الزوجة التي تُقِّبل زوجها وهو خارج لعمله مع الصباح تملأ قلبه بالحب لها مما يغنيه عن كثيرٍ من العواطف .
4. الزوجة التي تبرز أنوثتها لزوجها بشكل يثيرُ حبه ، إنها تغرس حبها في جذور روحه .
5. الأولاد بحاجة لعبارات عاطفية تناسب أعمارهم ومستوياتهم .
6. حينما يُقبِّل الرجل أولاده قبل نومهم ويودعهم بدعوات جميلة ، إنه يملأ أرواحهم بالحب الكبير .
7. ابنتك التي بلغت الخامسة عشر ، لماذا لا تأخذ بيدها وتذهبان سوياً لبعض المطاعم وتتناولان وجبة العشاء وتتحدث معها عن طموحاتها ، إن هذه الجلسة تمنحها حباً كبيراً وتشبع روحها بعالم من السكينة والطمأنينة .
الكلمة الحلوة
كلنا يحب سماع الكلماتِ الجميلة , ولكن يا ترى هل توجد في بيوتنا ( كلمة جميلة ) ؟
في كتاب الله نجد أن الله أمرنا باختيار الكلمات الحسنة فقال تعالى ( وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن ) الإسراء " 53 ".
إن في هذه الآية إشارة لنا أن ننتقي أجمل الكلمات فيما بيننا لعظيم فائدتها .
في ذلك المنزل نجد جمال البيت , وروعة المناظر , وترتيب دقيق في الأثاث , وإنارة متناثرة هنا وهناك , ولكن هل هناك كلمة طيبة بين الرجل وزوجته وبين الابن وأباه ؟
إننا قد نحرص على أثاث المنزل وجماله أكثر من حرصنا على الكلمات التي نخرجها في كل يوم وليلة في داخل بيوتنا .
كم نتألم من شكوى ذلك الزوج الذي يقول : زوجتي باردة المشاعر تجاهي , لا تثني علي ولاتمدح خدماتي التي أقدمها لها ولكل أفراد العائلة , ويقول : أتعجز زوجتي عن إهدائي لكلمة ( أشكرك يا حبيبي على ما تقوم به ) أو ( جزاك الله خيرا على إحسانك لنا ) ؟
وبالمقابل فإن تلك الزوجة تقول : أتمنى من زوجي أن يهديني كلمة ( أحبك ) .
لطالما أسمعه يتلطف مع أصحابه عبر هاتفه , وأقول في نفسي : ياليتني كنت صاحباً له لأسمع جميل العبارات .
وهناك نداء من الأبناء : ياترى لماذا لانسمع من والدنا عبارات الثناء والتشجيع والدعم المعنوي ؟
متى يدع والدنا كلمات السب واللعان المتكرر منه ؟
أليس لنا نصيب من الكلمات الحسنة من والدنا ؟
إنها مآسي تتكرر في البيوت يجمعها ( حاجتنا إلى الكلمة الطيبة ) .
إن القضية سهلة ولا تحتاج إلى مزيدٍ من الدراسات والقراءات والمطالعات , ولكنها تحتاج إلى إدراك في مدى تأثير هذا الكنز الكبير ومدى فاعليته في التأثير الأسري .
همسات :
1. حينما يمدح الرجل جمال زوجته وحسن ملابسها ، إنه بذلك يملأ قلبها بالحب .
2. حينما تثني المرأة على زوجها أمام الأولاد وتدعو له ، إنها تصنع لذلك الأب قدراً كبيراً في نفوس أفراد الأسرة .
3. بناتنا بحاجة إلى كلمة تحفيز في دراستهم ، وهذا أجمل من كلمات التحطيم التي قد يرمي بها بعض الآباء .
4. ابنك بحاجة لكلمة ثناء على اهتمامه بالصلاة أو بدراسته أو بشخصيته ، إن هذا الثناء ينمي الحب بينكم ويحمي ابنك من الجفاف العاطفي الذي ملأ قلوب بعض الشباب ، وهذا أعظم من العبارات الجارحة التي ترميها على ابنك .
5. ابنتك بحاجة إن تشجعيها حينما تبدأ في إعداد الوجبات حتى لو أخطأت في البدايات ، امدحي حرصها ثم امنحيها كلمات جميلة في التوجيهات التي تنفعها في المستقبل .
ومضة : الثناء طريق للإبداع .