×
كتاب تبين فيه الكاتبة شرحًا مفصلًا عن أفرع التنمية البشرية مثل الطاقة، والبرمجة اللغوية العصبية، وتطوير الذات، والتأمل التجاوزي، مع ذكر أقوال المدربين موثقةً من كتبهم أو مواقعهم على الإنترنت؛ بهدف تحذير المسلمين من الوقوع في براثنها، والانسياق وراءها.

 أكذوبة الطاقة

 المقدمة:

إن من حكــمة الله تعالى البالغة في حفظ دينه القويم اختيار مكة المكرمة لتكون مهد رسالة الإسلام ,فقد كانت مكة معزولة ثقافياً عن حضارات ذلك الزمان مثل الحضارات الفارسية واليونانية مما جعل أهل مكة مهيّئين لتلقي العقيدة الإسلامية صافية نقية غير مشوبة بعقائد الأمم الأخرى ,وقد تركهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عليها بيضاء نقية و أوصاهم بالتمسك بها حيث قال :  " قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك " (1)                                    

لكن مع انتشار الفتوحات الإسلامية ودخول أعداد كبيرة من سكان الدول المحررة في الإسلام انتقلت فلسفات تلك الدول وعقائدهم للمسلمين,فتأثروا بها مما أدى إلى تشوّه العقيدة وفسادها عند جماعة منهم وإلى  الخروج من الإسلام والإلحاد عند جماعة أخرى وهي

_____________________________________

1-حديث صحيح صححه الألباني رحمه الله.

فئة قليلة بفضل الله تعالى .

وقد هيأ الله تعالى بفضله ورحمته من يتصدى لتلك الأفكار الخاطئة والفلسفات الضالة مثل الخليفة علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وابن عباس رضي الله عنه اللّذين وقفا في وجه الخوارج وأقاما عليهما الحجة الدامغة

كما تصدى ابن عمر ومن بقي من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين والتابعون كمجاهد و الأوزاعي لكل من تكلم في القدر .  

ولا يخفى علينا فضل الزهري والحسن البصري ومالك والشافعي وغيرهم من أكابر العلماء في التصدي للجهميّة والمعتزلة تلك الفرق الضالة عن جادة الصواب والعقيدة الصحيحة .

 واستمر حال الأمة الإسلامية على هذا المنوال كلما أوقد الضالون نار فتنة أطفأها علماء أجلاء ليبقى ديننا الحنيف نقيا صافيا كما تركه

  نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم , إلى أن انتشرت البدع والأفكار والأفعال المؤدية للشرك في العصر الحديث فتصدى لها علماء أفاضل أمثال وليّ الله الدهلوي في الهند والإمام محمد بن عبد الوهاب في جزيرة العرب الذي نصره وسانده الإمام محمد بن سعود حتى تم تطهير أرض الجزيرة من البدع والخرافات بحمد الله.

وفي زمننا الحاضر انتشرت أفكارٌ خطيرةٌ على عقيدة المسلمين تحت مسميّات وشعارات جذابة براقة تدعى التنمية البشرية ظاهرها فيه الرحمة وباطنها من قبله العذاب تدعو في  ظاهرها إلى تحسين قدرات الإنسان وتشجيعه على النجاح في حياته وتتضمن في باطنها فلسفات بوذية وهندوسية و يونانية ضالة .

 وقد أقبل عليها المسلمون إقبالا واسعا وتأثر بها علماؤهم فروّجوا لها عبر الفضائيات والدورات التدريبية والكتب التي ملأت الأسواق , فتصدى لها  مجموعة كبيرة من علمائنا الأفاضل مثل العلامة وهبة الزحيلي  والدكتور راغب السرجاني والأستاذ رامي عفيفي وكذلك  الدكتورة فوز بنت عبد اللطيف كردي أستاذة العقيدة والأديان

والمذاهب المعاصرة بجامعة الملك عبد العزيز بجدة حفظها الله وغيرهم من الشيوخ الأجلاء جزاهم الله خير الجزاء .

وسأبين في هذا الكتاب شرحا مفصلا عن فروع التنمية البشرية  مثل الطاقة و البرمجة اللغوية العصبية وتطوير الذات والتأمل التجاوزي مع ذكر أقوال المدربين  موثقةً من كتبهم أو مواقعهم على الإنترنت بهدف تحذير المسلمين من الوقوع في براثنها و الانسياق خلفها سائلة المولى عز وجل أن يوفقني في تبسيط هذه المفاهيم لتكون واضحة للقارئ الكريم معتذرة عن أي خطأ أو تقصير والله ولي التوفيق.

 تعريف التنمية البشرية:

 التنمية البشرية :هي عملية تنمية وتوسيع الخيارات المتاحة أمام الإنسان باعتباره جوهر عملية التنمية ذاتها أي تنمية الناس بالناس وللناس .

بمعنى أنها عملية توسيع القدرات التعليمية والخبرات للشعوب حتى يصل الإنسان بمجهوده ومجهود ذويه إلى مستوى مرتفع من الإنتاج والدخل والحياة الصحية إضافة إلى تنمية المعارف الإنسانية من خلال توفير فرص ملائمة للتعليم وزيادة الخبرات الثقافية ,هذا من حيث الاهتمام بالمجتمعات والشعوب أما من حيث العناية بالأفراد فإن التنمية البشرية تغيرُ حياة الإنسان من الأشياء السلبية إلى الإيجابية وتحدد أهدافه وتضعه في الإطار الإيجابي ليتمكن من تحسين حياته وتطويرها وتقوم بتدريبه على تنظيم وقته والتحكم بمشاعره وتعليمه كيفية اتخاذ القرارات الصحيحة في الوقت المناسب                                                                          تبدو التنمية البشرية من خلال التعريف السابق وكأنها المنقذ الوحيد للإنسان من همومه ومشاكله التي تواجهه خلال مسيرة حياته ولكن المتأمل في الأفكار والفلسفات التي تقوم عليها يجد فيها الكثير من المخالفات للشريعة الإسلامية وللحقائق العلمية والنفسية المتعارف عليها عالميا ,ولذلك وجب على كل مطلع على حقيقتها أن يحذر المسلمين منها ومن دوراتها التي تقام في أكثر الدول العربية والإسلامية ,والتي تشهد إقبالا واسعا وحضورا كبيرا بسبب اعتقاد الناس أنها قادرة على تغيير حياتهم نحو الأفضل وأنها ستحقق لهم السعادة المنشودة .

من أوائل المحذرين منها  الدكتورة فوز كردي التي تقول :  ))دورات التنمية البشرية عنوان جذاب وجيد ومجمل يشمل ما هو نافع مفيد مع ما هو باطني(1) خطير المنهج فاسد الطريقة ,فكلمة التنمية البشرية تدل على تطوير المهارات وتنمية جوانب الشخصية ونحو ذلك مما هو مطلب حضاري ملح كالدورات المتعلقة بالجوانب الإدارية ومنها :التخطيط للحياة ورسم الأهداف وإدارة الوقت ونحو ذلك  وكذلك الدورات المتعلقة بالجوانب الاجتماعية ومنها :دورات تربية الأبناء

____________________________________

(1)-باطني : مأخوذة من كلمة الباطنية وهي فرقة من الفرق الضالة التي ضلت بسبب اعتقاد مبتدعيها أن لظواهر القرآن وأخبار النبي صلى الله عليه وسلم بواطن تجري في الظواهر مجرى اللب من القشر , وتلك البواطن رموز لحقائق معينة .

   وفنون العلاقات الأسرية .والدورات المتعلقة بالمهارات كدورات فنون الحوار والاتصال والإلقاء ,ومنها ما هو متعلق بالجوانب النفسية كتنمية الإيجابية والشجاعة الأدبية ونحو ذلك.

إلا أن غالب دورات التنمية البشرية في الآونة الأخيرة هي تلك التي تجمع شيئا من المطلوب المذكور مع كثير من الفلسفة والمغالطات العلمية والفرضيات والنظريات العلمية الخاطئة مع الطرق الباطنية وربما الطقوس الوثنية كدورات البرمجة اللغوية العصبية بمختلف أسمائها و تلوناتها مثل الهندسة النفسية واستراتيجيات العصر وغيرها وكذلك دورات الطاقة البشرية والتي تشمل الريكي والتشي كونغ والقراءة التصويرية وطاقة الألوان وغيرها كثير.

وربما كان أصل تسميتها بالتنمية البشرية دالٌ على أصلها الذي انبثقت عنه وهو حركة القدرات البشرية الكامنة التي خرجت في الغرب من أجل تعظيم الإنسان وتدريبه للاستغناء عن الإله وعن

الحاجة لاستمداد العون منه ))(1) .

___________________________________

1-موقع الفكر العقدي الوافد للدكتورة فوز كردي بتصرف.

من رواد التنمية البشرية الكاتب  جيفري جيتومر, وقد أكد  في حديثه عن التوجه الايجابي الفعال أن أصل التنمية البشرية قادم من الديانات القديمة عندما قال : ((إن الدعوة إلى التحلي بالتوجه الإيجابي موجودة من قديم الأزل . ولقد تحدث كل فيلسوف كبير وكل عالم في اللاهوت وعلى وجه الخصوص كل خبير في التنمية الذاتية عن أهمية امتلاك الأفكار الإيجابية واتخاذ الأفعال الإيجابية والتحلي بالتوجه الإيجابي على مدار قرون )) (1(, أي أن جاهلية القدماء عادت بثوب جديد في عصرنا الحديث واتبعها المسلمون وتوسعوا في دراستها على كثرة أنواعها  فمنهم من تفرغ للطاقة وتدريباتها ومنهم درس البرمجة اللغوية العصبية ودرّسها ومنهم من اهتم بتطوير الذات وهكذا مما استلزم التحذير منها والحديث عنها بشيء من التفصيل ليكون خطرها واضحا للقارئ الكريم .

من المناسب الابتداء  بالطاقة لأنها تشكل المفهوم الأساسي  لباقي دورات التنمية البشرية .

______________________________________

1-الكتاب الذهبي الصغير للتوجه الايجابي الفعال للكاتب جيفري جيتومر ص24

 الطاقة

انتشر في السنوات الأخيرة في العالم مصطلح جديد لاقى رواجا كبيرا في عالمنا الإسلامي ,فأصبحنا نسمعه في الإذاعة والقنوات الفضائية والمحاضرات التدريبية  والإذاعة المدرسية فتقبله أكثر الناس بالتصديق والقناعة التامة وكأنه أمرصحيح مسلّم به لا يحتمل الخطأ أو حتى مناقشة صحته فما هو هذا المصطلح وما حقيقته وما مدى صحته ؟؟؟

إنه الطاقة !!ولا يقصد به أنواع الطاقة المعروفة مثل الطاقة الحرارية أو الكهربائية أو الحركية بل يختلف عنها تماما  فهو يعني  ( الطاقة الكونية ) وهي مفهوم وثني قديم لا نعرفه في ديننا ولا في الرسالات السماوية السابقة لأنه قادم من الفلسفات والعقائد الشرقية القديمة البوذية والهندوسية التي  يدّعي أصحابها أنها طاقة عجيبة مبثوثة في الكون وأنها انبثقت عما يطلقون عليه اسم الكلي الواحد (أي الشيء الواحد العظيم الكامل) الذي تكون منه الكون واليه يعود ,ويزعمون أن للطاقة نفس قوته وتأثيره وصفاته وأنها لا مرئية وليس لها شكل أو بداية ونهاية .

 هذه الطاقة  العجيبة  تحدث عنها أحد المدربين في كتابه حياة بلا توتر قائلا :                        

 (( هل  تعلم أن طاقتك تكفي لإمداد مدينة كبرى بالطاقة لمدة أسبوع كامل ؟

هل تعلم أن رفرفة خفيفة لفراشة تؤثر على نجم يبعد عنا ملايين الكيلومترات ؟

هل تعلم أن متر مربع من الطاقة كفيل بأن يبخر جميع محيطات العالم؟))!!!   وهذه الطاقة غير قابلة للقياس بأجهزة الطاقة المعروفة وإنما تقاس بأجهزة خاصة بالطاقة الكونية مثل جهاز البندول أو جهاز الكشف عن الأعصاب ويقول مستخدموها أن النتائج الظاهرة  هي قياسات الطاقة الكونية في الجسد البشري.

لقد تصدى علماء الفيزياء  لهذه الأجهزة وكشفوا حقيقة الخداع والحيل التي فيها لأن العلم الحديث أثبت عدم وجود الطاقة الكونية كما عرضت قناة ناشيونال جيوغرافيك  برنامجا يوضح فيه عدد من العلماء كيفية عمل جهاز قياس الطاقة الذي يظهر على شاشة مرتبطة به هالة مضيئة حول صورة جسد الشخص الذي يتم قياس طاقته ويبين كيف أن من يستخدمه  يوهم من حوله بأن هذه الهالة ناتجة عن طاقة الإنسان بينما الحقيقة أن هذا الإشعاع الضوئي ينتج عن الجهاز لا عن الإنسان وقد بينوا ذلك بوضع مقص على الجهاز فظهرت حول صورته  هالة ضوئية ثم وضعوا حذاءً فظهرت أيضا هالة مضيئة حول صورته على الشاشة مما يؤكد أن الهدف من هذه الأجهزة هو التدليس على الناس واستدراجهم لمتابعة التدريب أو العلاج  .                            

وبالعودة لموضوع الكلي الواحد فإن من يؤمن به يعتقد أن الكون انبثق عنه فأصبح مرئيا محسوسا وأصبح لكل شيء فيه حجم وكتلة واضحتان للعيان ,ثم ارتبط بالطاقة الكونية  فنشأ عن الترابط بين الكلي الواحد والكون والطاقة الكونية  ما يسمى باسم (وحدة الوجود) ,ثم انتمى إليها (لوحدة الوجود) العقل الكلي والوعي الكامل والين  واليانغ (1)وكذلك طاقة التشي التي يقول عنها الفيلسوف لاوتسي في كتابه طاو طي جنغ :((إن التشي هي الواحد المتولد عن الطاو ولذلك فالمكون الأساسي للحياة هو الطاقة في أنقى صورها) ويقصد بالطاو الطريقة أو المنهج الذي يستدل به على الوحدة الكلية المطلقة للوجود والتي تشمل كل الموجودات ابتداء من المجرات السماوية مرورا بالكواكب والنجوم ووصولا إلى خلق الإنسان وهو فلسفة

___________________________________

1- الين واليانغ :يعودان للفلسفة الصينية وهما عبارة عن قوتين عظيمتين إحداهما تمثل الأنثى وهي الين والثانية تمثل الذكر وهي اليانغ .

صينية قديمة نشأت ما بين القرنين الرابع والسادس قبل الميلاد  تعطي طاقة التشي مرتبة الألوهية والقدرة على تدبير أمور المخلوقات وقد أكدت مها نمور صفة الألوهية للتشي  بقولها : (( إن طبيعة التشي تعد أهم سبب في التغيير سواء في الكون أو في الجسم البشري ولذا فإنه لا ينظر إليها كالمكون الأساسي للكون فقط بل على أنها المدبر والمحرك له أيضا )) (1) وتوازيها بالأهمية  طاقة البرانا التي يصفها سوترا الهندوسي في كتاب البراهمان(2) بأنها(( أزلية بلا بداية ولا نهاية وهي موجودة قبل الوجود )) أي أنه يعطيها من صفات الألوهية التي يتفرد الله تعالى بها وحده كما قال في كتابه العزيز : {هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم } )3)ويأتي أحد المدربين ليؤيد سوترا  فيقول : ((  لهذه الطاقة الكونية وعي وذكاء وإدراك  يمكّن الإنسان من فك الشفرة الكونية ومن ثمّ معالجة كل خلل عضوي في وظائف الجسد بالإضافة إلى المقدرة

____________________________________

  1- كتاب (طاقة الكون بين يديك) مها نمور.

2-كلمة البراهمان تعني الخالق في الديانة الهندوسية .

3-سورة الحديد الآية رقم 3 .

على حل كل مشكلة من مشكلات الحياة ))(1)والملاحظ هنا أن الكتّاب المسلمين يشرحون كلام الفلاسفة بدون ذكر أسمائهم ودياناتهم ليتقبلها القارئ المسلم ولا يتنبّه لمخالفتها لعقيدته وهم أيضا  يفسرون مفاهيم الطاقة الكونية (الوهمية الوجود) وفق اعتقاد هؤلاء الفلاسفة فيقولون أنها طاقة عظيمة خلقها الله  وجعل لها تأثيرا كبيرا على حياتنا وصحتنا وأخلاقنا وأنها تنقسم إلى قسمين :طاقة ايجابية وهي الموجودة في الحب والسلام وطاقة سلبية موجودة في الكره والبغضاء والحروب ونحو ذلك .

وبناءً على هذا التقسيم ينصح مدربو الطاقة  بتصفية النفوس من الطاقات السلبية المتمثلة في الحقد والكراهية للآخرين ,ويؤكدون على ضرورة القضاء على مسببات الطاقة السلبية مثل الجدل والاهتمام  بالحروب الواقعة بين الشعوب العربية وأعدائها ,أو الاستماع لأخبار العالم وخصوصا المأساوية كأخبار الاحتلال  

الصهيوني لفلسطين وأحداث دول الربيع العربي التي تتفطر لها القلوب حزناً مما حل بها من قتل ودمار و تشريد

___________________________________

1-كتاب الشفاء بالطاقة الحيوية  ص 18.                          

وذلك لأنها تسبب المشاعر السلبية التي تولد الطاقة السلبية وهذا  جيفري جيتومر يخشى على الناس من متابعة الأخبار فيقول : ((يخبرني الناس أنهم لابد أن يشاهدوا النشرات الإخبارية اليومية حتى يظلوا مطلعين على الأحداث وتعريفي لمطلعين على الأحداث هو البقاء بحالة سلبية فكافة الأخبار سلبية والتعرض المتواصل للأخبار السلبية اليومية لا يمكن أن يكون له تأثير إيجابي في حياتك)))1) وكلامه يؤكد حرص المدربين على عزل الناس عما يحيط بهم من أحداث وأخبار ومن المعلوم أن المسلم مطالب بالاهتمام بالمسلمين وأخبارهم وقضاياهم المستجدة  في كل عصر فقد قال تعالى في كتابه العزيز في وصف العلاقة بين المسلمين{إنما المؤمنون إخوة}(2) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا "متفق عليه.

والوصف بالأخوة في الآية الكريمة يدل على قوة الرابطة

_____________________________________________

التوجه الإيجابي الفعال ص 45.

 سورة الحجرات الآية 10.

 التي يريد الله تعالى من عباده أن يتحلوا بها فيتعاونون على البر والتقوى ويعين القوي الضعيف ويهتم الجار بجاره وليس هذا فحسب بل  يتسع معنى الأخوة ليشمل اهتمام بالمسلمين ببعضهم وان اختلفت الأوطان وتباعدت المسافات فيتناصرون ويسعون لرفع الظلم عن الدول المستضعفة في الأرض وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم  مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى " (1 ( ولا يكتفي  جيتومر بترك مشاهدة الأخبار بل ينصح أيضا بعدم متابعة النشرة الجوية فهو يقول (( أطفئ التلفاز . تجنب مشاهدة الأخبار وبخاصة الأخبار المحلية .لا تشاهد النشرة الجوية فقط  انظر من النافذة بنفسك  ))  (2)

هل يكفي النظر من النافذة لمعرفة حالة الطرق أثناء هطول 

        __________________________________________

         1-رواه مسلم .

2-  الكتاب الذهبي الصغير للتوجه الإيجابي الفعال ص 139

 الأمطار بغزارة أو أثناء تساقط الثلوج ؟!!!!هذه مبالغة غير منطقية بالخوف من حصول المشاعر السلبية , ربما لم يدرك جيتومر أن بعض المشاعر قد تكون سيئة في الظاهر إلا أن  كل الخير فيها ,فعندما يقسو الأب على ابنه المريض ويمنعه من أكل ما يرغب به وما تشتهيه نفسه مما يضر بصحته فهذه القسوة هي قمة الرحمة بالابن ليتعافى ويتماثل للشفاء .

ونحن كمسلمين نعلم أن مشاعر البغض لأعداء المسلمين هي من أساسيات العقيدة التي  تقوم على الحب والبغض كما قال رسول الله :"والحب في الله والبغض في الله من الإيمان" (1(  فالمسلمون متحابون في الله متعاونون على البر والتقوى مبغضون لأعداء الله عز وجل امتثالا لأوامره في الولاء و البراء .(2 )

أخرجه أبو داوود

    2-الولاء :حب الله تعالى ورسوله والصحابة والمؤمنين الموحدين

      ونصرتهم والبراء : :بغض من خالف الله ورسوله والصحابة                

      من الكافرين والمشركين والمنافقين والمبتدعين .

و المسلم كذلك  يحب فعل الطاعات ويبغض المعاصي التي تغضب الله تعالى , وبهذه المشاعر المتوازنة يحسن  إيمان المرء ويستقيم أمره أما إذا انخدع بأفكار الطاقة المزيفة فلن يجنِ إلا الفساد في العقيدة والبعد عن الصراط المستقيم .

 كيفية استمداد الطاقة الكونية

يتم استمداد الطاقة الكونية بعدد من الوسائل والتدريبات و الإستشفاءات والأنظمة الحياتية من أهمها  :

أولا - نظام الماكروبيوتيك :

وهو فلسفة فكرية ونظام شامل للكون والحياة مأخوذ من الفلسفة الإغريقية القديمة ومن الديانتين البوذية والطاوية يفسر ماهية وحقيقة الوجود بما يسمى بالكلي الواحد الذي تولدت منه المخلوقات بشكل ثنائي من نقيضين متعاكسين ومتناغمين  في آن واحد  يطلق عليهما  (الين و اليانغ) يحكمان المخلوقات والكائنات كما ورد في كتاب سوون 1(( ين يانغ هما طريق السماء والأرض, المبدءان الأساسيان اللذان يحكمان آلاف الكائنات هما أب وأم كل التغيرات والتحولات هما أصل وبداية التوليد والإبادة هما القصر الذي به تألق الروح  )) (2), ويشرح الماكروبيوتك كيف تكونت الكائنات وكيف انتشر الين واليانغ فيها وكيف تناغمت في وحدة واحدة  فكل المخلوقات شيئا

_____________________________________

سوون هو كتاب أصيل يعتمد عليه الطب الصيني .

 موقع سبيلي للأستاذ رامي عفيفي .

واحدا ولا فرق بين خالق ومخلوق ولا بين إنسان وحيوان ولا بين الأديان في عالم يحفه السلام والوئام والحب ويحكمه فكر واحد يسعى للوصول إلى وحدة عالمية وهذا معنى الكلي الواحد حسب  هذه الفلسفات والديانات.

تقدّم هذه الفلسفة في الدول الإسلامية من خلال دورات التوعية الغذائية التي تشرح فلسفة النقيضين الين واليانغ مع محاولة أسلمتها (1)بليّ أعناق الأدلة لتتوافق معها مثل استشهاد المدربين  بالنص القرآني {ومن كل خلقنا زوجين لعلكم تذكرون }(2) لإثبات أن كل شيء في العالم موجود على شكل  الزوجين الين و اليانغ ,المتمثلين في الأطعمة الرطبة واليابسة أو الحارة والباردة أو الضارة والنافعة وهكذا....ويؤكد المدربون على وجود طاقة في هذه الأطعمة تؤثر في جسم الإنسان وتحدد مدى فائدتها له رغم أن جميع المفسرين الأوائل مثل ابن كثير و البغوي وابن الجوزي فسروا هذه الآية

1- أسلمة : الأسلمة هي محاولة إعطاء الفلسفات والأفكار المخالفة للإسلام بعض الصفات الإسلامية حتى يظن القارئ أنها مطابقة للإسلام.

2-سورة الذاريات الآية 49.

الكريمة  بأن الله تعالى خلق المتقابلات من المخلوقات مثل  السماء

والأرض والليل والنهار والشمس والقمر والذكر والأنثى والإيمان

والكفر وغيرها مما ينطبق عليه وصف الزوجين ولم  يتطرقوا إلى أي  ذكرٍ لمفاهيم الطاقة في شرح هذه الآية الكريمة مما يؤكد محاولة المدرّبين التلبيس على المتدربين لإقناعهم بأفكارهم وأنظمتهم الغذائية المتوافقة مع معتقداتهم التي يؤمنون بها مثل تأثر قوى الين و اليانغ  بالكواكب من حولنا وتأثيرها في حركة الأرض وتتابع الفصول الأربعة وبالتالي تأثيرها في الصحة والمرض .

يشير المعالج شوانغ تزو إلى دور الين و اليانغ في صحة الإنسان قائلا: (( عندما يحصل إيذاء للين اليانغ فلن تأتي الفصول الأربعة كما ينبغي ,الحر والبرد سيفشلان في تحقيق التناغم الملائم ,وهذا سيؤذي أجسام الرجال . )) (1)

يربط شوانغ سلامة الإنسان بسلامة الين واليانغ ولا يلام في ذلك فهو لم يعرف الإيمان بالله تعالى ولم يعلم بأن الصحة والمرض بيد الله

______________________________________

فلسفة الين واليانغ موقع سبيلي .

تعالى خالق الداء والدواء ولكن اللوم يقع على من يقبل على كلامه وحكمته الضالة فيتعلمها ويعلمها للمسلمين.

والمتتبع لأنظمة  الماكروبيوتيك يجد أنها تعتمد على الخطوط العريضة الأساسية التالية فيما يتعلق بنوعية الطعام والعادات الغذائية

1-يجب أن يتكون الطعام من 60% من الحبوب العضوية الكاملة كالأرز الكامل أو القمح الكامل.

2-يجب أن يحتوي الطعام على نسبة 20%من الخضروات الطازجة أو المطبوخة .

3-وعلى البقول بنسبة  10 %

4-كما أن مقدار 10%من الطعام يجب أن يكون على هيئة حساء ,ويكبس المخلل  بالملح فقط بدون الخل .

5-الفواكه تؤكل مرة في الأسبوع في فترة الصباح ويفضل تجنب عصير الفاكهة .

6- يشرب الماء إلا عند العطش والأكل  يكون عند الجوع فقط ويشرب الماء على رشفات.

7- تجنب الأكل والشرب أثناء الحالة النفسية السيئة .

8- يجب مضغ الطعام على الأقل 50 مرة لكل لقمة.

9- يجب التوقف عن الأكل قبل النوم بساعتين على الأقل.

10-يمنع أكل السكر الأبيض ويستعاض عنه بالدبس .

11- يجب الابتعاد عن الفواكه الاستوائية مثل المانجو وكذلك الفاكهة في غير موسمها.

12- اللحوم والبيض ومشتقات الألبان يفضل الابتعاد عنها ما أمكن .

13- لا تؤكل الفاكهة بعد الأكل مباشرة .

14- يجب استخدام أواني الطبخ المصنوعة من الفخار و الإستيل فقط .

15- رياضة المشي هامة جدا.

16- يجب شكر الله سبحانه على نعمه في كل لحظة.

تغلب الحبوب في هذا النظام الغذائي على باقي الأطعمة بشكل كبير وتأتي بعدها الخضروات الطازجة وهذه الأغذية صحية كما هو معروف ولكن الدعوة لتجنب اللحوم والألبان ومنتجاتها وتقليل الفاكهة تخالف الأنظمة الصحية المعتمدة في الجامعات العلمية المهتمة بالتغذية والصحة والتي تركز في أنظمتها الصحية على ركيزتين أساسيتين وهما :

التنوع الغذائي :بحيث تحتوي الوجبة الواحدة قدر الإمكان على كل العناصر الغذائية.

التوازن الغذائي : بمعنى أن يتناول الشخص وجباته الغذائية بالكميات التي يحتاج إليها جسمه بلا زيادة ولا نقصان ,ويتم تقدير ذلك وفق الطول والعمر والوزن وغيرها.

كما أنها تخالف نصوص الكتاب والسنة التي تؤكد فضل تناول هذه الأغذية ومنافعها للجسم حيث يقول الله تعالى في كتابه العزيز في فضل اللبن: { وإن لكم في الأنعام لعبرةً نسقيكم مما في بطونه من بين فرثٍ ودمٍ لبناً خالصاً سائغاً للشاربين } (1)

وكذلك يبين الله عز وجل  أهمية  تناول اللحوم في قوله : {وهو الذي سخر البحر لتأكلوا منه لحماً طرياً } (2)

___________________________________

سورة النحل الآية 66.

سورة النحل الآية 14.

ولم يذكر العسل الذي فيه شفاء للناس في هذا النظام ,فهل يترك المسلم منهج القرآن الكريم الذي أنزل من لدن حكيم عليم بما ينفع الناس وما يضرهم ويلجأ لأنظمة من وضع بشرٍ لا يؤمنون إلا بخرافات وأوهام  الفلسفات القديمة ,أنظمة ثبت ضررها علميا وعمليا على العقل والصحة العامة لعدم وجود توازن صحيح بين المجموعات الغذائية فيه ,فهو يفتقر إلى الفاكهة التي تمد الجسم بالفيتامينات الضرورية لبناء خلايا الجسم ويفتقر للحديد الموجود في اللحوم الحمراء والكالسيوم المتوفر في الألبان ومشتقاتها .

وإن وجدنا بعض النصائح المفيدة في هذا النظام مثل أن يشرب الماء على رشفات فهي موجودة في سنة نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم

الذي قال : "لا تشربوا واحدا ,كشرب البعير ,ولكن اشربوا مثنى وثلاث ,وسمّوا الله إذا أنتم شربتم ,واحمدوا الله إذا رفعتم " (1)                         

ويسن شرب الماءَ في وضعية الجلوس المفيدة للصحة  لما رواه مسلم عن أنس رضي الله عنه :أن النبي صلى الله عليه وسلم زجر عن الشرب قائما .

_____________________________________

رواه الترمذي.

ولا يقتصر نظام الماكروبيوتيك على التغذية فقط بل يتعداها ليشمل كثيرا من التدريبات المتنوعة مثل تمارين التنفس التحولي والتأمل التجاوزي وتمارين الاسترخاء ويدعو لتعلم مهارات التعامل مع جهاز الطاقة ومساراته وشاكراته من خلال الريكي والتشي كونغ واليوجا مع الاهتمام بالخصائص الروحانية المزعومة

للألوان وأكثر الموجودات مثل الشموع التي تجلب المحبة (حسب اعتقادهم )وكذلك الأحجار الكريمة التي استفاضت الدكتورة هدى أبو زيد في شرح فوائدها في لقاء تلفزيوني على قناة رؤيا الفضائية  فقد ذكرت أنها تملك روحا ووعيا وأنها تختلف في فوائدها باختلاف

  أنواعها فحجر الكريستال -حسب قولها - من أهم الأحجار المعالجة للإنسان لأنه يملك وعيا ويتقبل أي برمجة تعطى له و يلتقط كل الأمراض التي تقابله مثل  المغناطيس تماما, ثم أكدت هدى أن الأحجار الكريمة  تعالج  الأمراض الروحية النفسية والأمراض الجسدية  كحجر الأماتست الذي يعالج الصرع  والانفصام والذي استعمله الفراعنة والرومانيون لصناعة أواني النبيذ لأنه يبطل مفعول المسكر الموجود في الخمر ,وأوضحت أيضا أن على الإنسان أن يلبس الأحجار الكريمة مثل حجر اللازوردي  لأنها تعطيه طاقة تثبته بالأرض وتربطه بها  ثم انتقلت بعد ذلك لتوضح أهمية حجر العقيق للوقاية من الفقر وزيادة الرزق  فاستشهدت بالحديث "تختموا بالعقيق فإنه ينفي الفقر" , وهذا حديث موضوع فقد  أورد ابن القيم في كتابه (المنار المنيف ) أن أحاديث التختم بالعقيق باطلة مما يدل على أن الاعتقاد بفوائد الأحجار الكريمة أمر قديم انتشر في السابق وما زال متوارثا إلى أيامنا هذه رغم تحذير العلماء من زيفه وبطلانه

 يدعو الماكروبيوتيك  لاستعمال وترديد اسم طاغوت هندوسي اسمه أوم عند التأمل والرغبة في جمع الطاقة حيثُ يجمعونها من أجل التصرّف بقوتها في الأشياء المحسوسة وغير المحسوسة , وفي التحكّم في صحة الناس من حولهم حيث يزعم المجيدون لهذه الأعمال أنهم إذا قالوا للمريض :كن معافى فسوف يتعافى ويشفى من مرضه , وإذا قالوا للصحيح السليم :امرض فسيصاب بالمرض بقدرتهم والله المستعان على ما يصفون والطامة الكبرى هي سعي بعض المدربين إلى أسلمة هذه  الشركيات فهم يستبدلون كلمة أوم بكلمة الله وببعض آيات القرآن الكريم ويطالبون بتكرارها بنفس أسلوب تكرار كلمة أوم عند الهندوسيين لضمان نجاح التأمل وقد ذكر أحد المدربين اسم الله في الخطوة الثامنة من خطوات طرد الأفكار السلبية والتصورات المخيفة التي تسبب الهموم والضغوط النفسية  فقال  : ((8_ بعد ذلك ابدأ في ترديد وتكرار كلمات ذكر الله أو تكرار آيات قصيرة أو آية الكرسي بعمق بحيث يتردد صداها في أركان نفسك وكيانك ويتشبع عقلك بها ,اطرد من ذهنك أو تفكيرك أي فرصة للشرود بعيدا وكن على يقين بأنك تقوم بطرد الأفكار السلبية السيئة وشطبها من ذهنك وحذفها من ذاكرتك مستعينا بهذه الآيات الكريمات والأذكار المطهرة )) (1)

ويقوم بعض المدربين باستبدال كلمة أوم بكلمة أحد فيرددون أحد  أحد ويزعمون زورا وتدليسا  أن بلالا الحبشي رضي الله عنه استطاع الصبر على أذى المشركين لأنه كان يردد أحد أحد أثناء تعذيب الكفار له حيث جمع في جسمه طاقة كونية عظيمة جعلته أقوى من العذاب الواقع عليه , فكيف ينشرون مثل هذه الأفكار الهدامة للعقيدة ؟؟وكيف يزعمون أن بلالا رضي الله عنه صبر بسبب هذه الطاقة وينسون أن صبره إنما كان بفضل إيمانه بالله تعالى و ثقته بنصره .

فالملاحظ ذاً أن الماكروبيوتيك عبارة عن فلسفة شاملة لأنواع الشرك والدجل من الوثنيات القديمة والحديثة.

______________________________________

كتاب حياة بلا توتر  ص 32.

ثانيا- تدريبات الريكي:    بدأت الريكي في اليابان على يد ميكاوا يوسوي بعد أن درس ما يسمى بمعجزات الإبراء في الديانة النصرانية فقد استطاع - حسب زعم رواة قصته - أن يدخل طاقة الإبراء الكونية (طاقة الشفاء الكونية ) في داخله بعد أن أتقن دراستها وصام 21يوما ثم بدأ بمعالجة المرضى .

و الريكي كلمة مركبة من كلمتين ري , كي .

تعني الأولى منهما وهي :

(ري) :طاقة قوة الحياة في الجسم وهي موجودة في جهاز الطاقة في الجسم البشري.

وتعني الثانية (كي ): الطاقة الكونية الإلهية (طاقة الإبراء).

أي أن  كلمة الريكي تربط بين طاقة الجسم الأثيري والطاقة الكونية ولذلك يقوم المعالج أو المدرب بعلاج أي خلل يصيب طاقة الجسم من خلال استمداد طاقة الإبراء الكونية وإدخالها في الجسم الأثيري المبني على نظرية قديمة تفترض وجود مادة الأثير وهي مادة مطلقة قوية غير مرئية تملأ الفراغ الموجود في الكون وقد سماها أرسطو العنصر الخامس واعتبرها عنصرا ساميا شريفا ثابتا غير قابل للتغيّر أو الفساد .

وقد أثبت العلم الحديث بطلان هذه النظرية وعدم وجود الأثير إلا أن أصحاب الفلسفات القديمة ما زالوا متمسكين بوجودها بسبب إيمانهم بفلسفة الأجساد الخمسة المعروفة في الأديان الشرقية ومفادها أن النفس الإنسانية تتكون من خمس أجسام وهي:الجسم البدني ,الجسم العاطفي , الجسم العقلي , الجسم الحيوي,والجسم الأثيري الذي يعتبر أفضل هذه الأجسام لأنه منبع صحة الإنسان وروحانياته وسعادته .

وقد انتشرت هذه النظرية بين المسلمين من خلال الدورات التدريبية الداعية لها والمشجعة على اعتمادها للعلاج من الأمراض والاستشفاء منها بعدة طرق منها طريقة تسمى الشفاء بالكف يقوم فيها الممارسون بنقل طاقة الشفاء عن طريق راحتي اليد لأجساد مرضاهم ومن ثم معالجتهم بها , وكذلك العلاج بطريقة التأمل الذي يخلص الجسم من الطاقة السلبية وقد قام بعض المدربين بأسلمة الريكي مثل المدرب الذي يعلم الطلبة في مدرسة الريكي الإسلامي طريقة  تأمل  اسم الذات الإلهية والذي  كتب في موقعه في الانترنت ما يلي :

 ((قد طلب مني بعض الأحباب وضع أي شكل من أشكال التأمل في مدرسة الريكي الإسلامي فسوف أضع لكم تأمل اسم الذات وهذه هي طريقة الجلسة

1-وهو أن تجلس في اتجاه القبلة   

2-تجلس مربع ومفرود الظهر  3-  تتنفس بأن تأخذ النفس في ثانيتين وتكتمه بداخلك ثانيتين وتخرجه في أربع ثواني 

4-تتخيل أن اسم الله مكتوب بالنور من الجهات الثمانية وقد وضعتها في الشكل المثمن الآتي ذكره لتسهيل التخيل .                                          

  5- تتخيل النور يصدر من اسم الله المكرر 8مرات ويلمسك النور من كل جهاتك بحيث يدخل من رأسك حتى منتهى قدميك حتى تشعر بالهدوء والسكينة والراحة .

6- تتخيل أن الطاقة السلبية تسحب من جسدك حتى تخرج من أعلى الرأس وهنا تتخيل خروج الطاقة السلبية منك أثناء الزفير   

هذا التنفس يتم بسهولة وبدون أي تفكير في الشاكرات السبعة وهو   يصلح للمبتدئين من ممارسي  التأمل.

يتضح جليا من كلام هذا المحاضر أنه ابتدع في دين الله عز وجل طريقة علاج ما أنزل الله بها من سلطان وهذا شأن أكثر العاملين بالريكي وتدريبات الطاقة يبتدعون ما يتناسب مع أفكارهم وينسبوه لدين الإسلام  مما دفع بالعلماء المخلصين للتصدي لها والتحذير منها ,ومن هؤلاء العلماء  الدكتور وهبة الزحيلي  الذي قال : ((هذه وسائل وهمية وإن ترتب عليها أحيانا بعض النتائج الصحيحة ويحرم الاعتماد عليها وممارستها سواء بالخيال أو بالفعل ,فإن مصدر التعلم الغيبي هو الله وحده , ومن اعتمد على هذه الشعوذات كفر بالله والوحي كما ثبت في الأحاديث النبوية الصحيحة الواردة في العرافة والكهانة ونحوهما ))

ثالثا- تدريبات التشي كونغ :

ترتبط تدريبات التشي كونغ بطاقة التشي _التي مر ذكرها في بداية الحديث عن الطاقة _ومنافذ إدخالها لجسم الإنسان والتي تسمى بالشاكرات وذكر أماكن الشاكرات في جسم الإنسان ورغم أن الطب الحديث أثبت عدم وجود الشاكرات إلا أنها تدرّس على أنها حقائق طبية مثبتة .

و الشاكرا: كلمة هندوسية تعني مركز عصبي أو محطة استقبال وإرسال ,يتم عن طريقها تبادل الطاقة بين المجال الكوني والمجال البشري فهي منفذ لدخول الطاقة من الكون للجسم,وهي كلمة يابانية مأخوذة من كلمة تشيكارا وتعني القوة .

وهذه الشاكرات هي :

الشاكرا الجذرية وهي تقوي الارتباط بالأرض والشعور بالأمان .

الشاكرا المقدسة وتتعلق بالمشاعر.

الشاكرا الضفيرة الشمسية وموضوعها الانضمام الذاتي إلى جماعة.

الشاكرا القلبية موضوعها الحب والحنان.

5-شاكرا الحنجرة وتشمل التعابير الشخصية وطريقة الكلام والحديث.

6-شاكرا العين الثالثة وتشمل البصيرة النافذة وتجسيم الأشياء في الخيال.

7- الشاكرا التاجية وموضوعها المعرفة والإلهام والاتصال بالعالم الروحاني

وحقيقة هذه الشاكرات أنها مجرد نقاط وهمية مأخوذة  من الفلسفات الهندوسية والبوذية يتم بها خداع الناس .

وقد شرحت الدكتورة فوز كردي هذه التدريبات شرحا مفصلا في موقعها بما يلي :

(( تعرّف تدريبات التشي كونغ بأنها تدريبات صينية تعتمد على إدخال طاقة التشي الكونية وتدفيقها في الجسم الأثيري للإنسان ليتوافق مع أجسامه الأخرى ويتناغم مع الطاقة الكونية .

وتقدم هذه التدريبات في عدد من المستويات التدريبية ويختص كل مستوى فيها بتدريبات خاصة تبدأ بدراسة الجسم الأثيري والتعرف على مواضع الشكرات في الجسم وممارسة تدليك كامل لها وفهم فلسفة النقيضين المتناغمين الين واليانغ مع الالتزام بحمية وآداب الماكروبيوتيك الغذائية ثم التدريب على استرخاء فان سونغ كونغ في ضوء خافت وهدوء تام مع صوت رتيب وتنظيم للتنفس مع تركيز التأمل على الداخل ,فلا يسمع المتدرب سوى صوت المدرب وصوت النفس ثم تدريبات (كونغ جي فا) الرياضية الهادئة مع أهمية الشعور بالسلام والحب لكل العالم وطرد الطاقة السلبية من الجسم ثم استمداد الطاقة الكونية الإيجابية من الأعلى مع ضرورة تخيل دخولها من المنفذ العلوي في الرأس <الشاكرا العلوية> وإغماض العينين والتنقل بالتركيز من منفذ لمنفذ من منافذ الطاقة مع وضع اليد على المنفذ (الشاكرا)الذي يتم التركيز عليه وتخيل العضو الخاص بكل شاكرا وأثناء التخيل يتنفس المتدرب بعمق و يمتلئ مع الشهيق بطاقة التشي والمشاعر الإيجابية ويطرد الطاقة السلبية مع الزفير ,مع ضرورة الانتباه أثناء التدريب على القلب والدماغ لأن طاقة التشي إذا اتجهت إليهما مباشرة قد تسبب تلفا فيهما. ))

يقبل على تدريبات (التشي كونغ )من يبالغ كثيرا في خوفه على صحته ومن يخشى من أمراض الشيخوخة وكذلك يستخدمها بعض التربويين لتنشيط الطاقة والشعور بالروحانية والهدوء لتحمل مشاقّ التربية ,ولو علم هؤلاء ما في الرقية الشرعية من علاج للأمراض وما في قراءة القرآن من الإحساس بالطمأنينة والراحة النفسية لما سعوا خلف دورات تستنزف المال والوقت فيما قل نفعه وكثر ضرره

وفي الواقع عندما يشرح المدربون هذه التدريبات في كتبهم لا يذكرون اسمها ولا حقيقة كونها من ديانات أخرى حتى يتقبلها القارئ المسلم ويطبقها على أنها مجرد تمارين تحقق له الراحة النفسية وهنا يكمن الخطر في كتب التنمية البشرية التي تجعل  المسلم يطبق عبادات وثنية وهو يعتقد أنها مجرد تمارين تساعده في التغلب على ضغوطات الحياة .

يقول أحد المدربين  :

((كيف تحول التعاسة إلى تجربة إيجابية

فكر في تجربة سلبية تعاني منها في الوقت الحاضر

اكتب 3 أشياء يسلبها منك هذا الإحساس

تعرف على مكان الإحساس والألم في جسمك

اكتشف الفكرة الملحة والاعتقاد المدعم

ضع يدك على مكان الإحساس في جسمك مع الشهيق , غير مكان الإحساس إلى المنطقة الأعلى ثم استمر للمنطقة التي تليها ثم لأعلى الرأس ثم تخيل خروجها للعالم الخارجي على هيئة دخان ,ثم مثل هذا الدخان كشخص واسأل هذا الإحساس والنظام التمثيلي : لماذا أنت موجود في حياتي , ما هو المطلوب مني كي تخرج ؟ ثم تخيل أنك نفذت المطلوب ثم تخيله يدور للخلف وكن بجانبه واجعله يدخل بداخلك مرة أخرى , وخذ شهيقا ثم فكر وأنت مغمض العينين في 3مواقف في الماضي وماذا فعلت ,وتخيل 3مواقف في المستقبل وماذا ستفعل . )) (1)

هنا يطلب المدرب من القارئ أن يضع يده على مكان الألم في جسمه ثم تغيير مكان الإحساس إلى أعلى حتى يصل للرأس وهو

بذلك يجعله يمر على الشاكرات وخاصة الشاكرا العلوية حتى يخرج الألم منها ويطلب منه القيام بالشهيق ليستمد الطاقة الكونية التي سوف تخلصه من المشاعر السلبية  فإذا قام القارئ بتطبيق هذه التدريبات فإنه يكون قد قلد الوثنيين من غير أن يدري ولذلك فمن الواجب على كل من تنبه لهذا الخطر العظيم أن يحذر الناس من تصديقه و الاغترار به .

_____________________________________

حياة بلا توتر ص50.

رابعا- تدريبات وطب الطاقة :

وهي دورات تتضمن شرح الجسم الأثيري وجهاز الطاقة في الجسم ومساراته وشاكراته و شرح كيفية عمل الدماغ والعقل وتقسيمات الواعي واللاواعي .

وتشمل تدريبات التخيل والاسترخاء والتركيز على العين الثالثة التي تقع حسب اعتقادهم بين الحاجبين وطريقة استمداد طاقة الطبيعة الإيجابية من الكون والشعور بها تتدفق في الجسم وتعلم كيفية إرسالها من شخص لآخر,بالإضافة إلى التدرب على تجميع الطاقة الإيجابية بين راحتي الكف لصنع كرة المحبة التي تجذب الآخرين بقوة طاقة المحبة الإيجابية, و يركز المدربون كل يوم على شاكرا معينة مع لونها المفضل والعضو والحاسة المؤثرة فيها وذلك لتمام الاستفادة منها وللوصول إلى التناغم الكلي مع الكون والطبيعة مما

يجعل المتدربين يشعرون بعدها  أي جنس أو بلد أو دين .

بالسلام والحب لكل الناس من

ويتم التدرب على يد خبير بالطاقة وفي مكان ترتاح له النفوس لأنها تقنيات خطيرة قد تصيب المتدرب بأضرار صحية ونفسية إذا زادت كمية الطاقة المستمدة من الكون عن حدود تحمله ,فهي طاقة هائلة جدا  موجودة في الأشياء المحيطة بالإنسان  وكل شيء يحمل طاقة خاصة به إما سلبية أو إيجابية فالورود المجففة سلبية الطاقة والزهور الطبيعية إيجابية الطاقة وهكذا , وينصح المدربون بإزالة ما طاقته سلبية مثل الورود المجففة  لأنها تسبب الضيق والكآبة واستعمال ما طاقته إيجابية مثل الملح الخشن وهم  يوصون ربات البيوت بتنظيف المنزل بماء مذاب فيه الملح الخشن حتى تنتشر الطاقة الإيجابية في المنزل ويشعر أًصحابه بالسعادة والطمأنينة وتزول عنهم الأحزان والهموم وهكذا يتعلق القلب بالجمادات من حوله فيظنها قادرة على إسعاده أو إلحاق الحزن والكآبة به وبمن حوله وينسى أنها جمادات لا تضر ولا تنفع ويغفل عن أن القلوب بيد الله يقلبها كيف يشاء  فيقارب بذلك عبادة الأصنام والأوثان من غير أن يدري أو يشعر ,ويزداد الأمر خطورةً عندما يؤكد  المؤمنون بالطاقة على وجودها في أسماء الله الحسنى فهم يقولون أن طاقة الأسماء الحسنى هائلة وتشفي من كل الأمراض فكل اسم يشفي من مرض معين إذا كرره المريض عددا محددا من المرات ,ولو كان هذا الكلام صحيحا لوجدناه في القرآن الكريم أو في أحاديث رسول الله ولكن الواقع أن كلمة طاقة لم ترد مطلقا في القرآن الكريم ولا في السنة المطهرة مما يدل على بطلانها وخطأ الاعتقاد بها.

ولا يتوقف أمر الطاقة عند ما ذكر سابقا بل يتعداه ليصل للألوان التي تملك  طاقة شفائية من الأمراض ففي كل لون طاقة خاصة فيه وتأثير خاص في نفس وروح الإنسان كما ورد في مجلة الطب البديل أن (( اللون الفيروزي يستخدم لعلاج الحساسية المفرطة وتسكين الآلام وأيضا لإثارة الإلهام , واللون الوردي مثير للبهجة ويستخدم لتحسين المزاج , واللون البني يستخدم في تسكين حالات اضطرابات التفكير ويساعد على توازن العقل ))(1)وهكذا... فكل لون يعالج مرضا معينا سواء كان عضويا أم نفسيا ,و لم يثبت علميا أي فائدة علاجية للألوان فقد ذكرت الدكتورة فوز كردي في موقعها  ((أن العلاج بالألوان يصنف علميا بأنه علاج وهمي وأن ما يدعى بعلم الألوان علم زائف )) .

_____________________________________

مجلة الطب البديل العدد 59يناير 2009.

ولا يقتصر الأمر على طاقة الأشياء والألوان بل هناك طاقة للمكان وطاقة للزمان وتسمى طاقة المكان بالفونغ شوي ويقصد بها الطاقة الحيوية للمكان والمنزل وفن تنسيقه وتحسين العمارة الداخلية والربط  الحسي بين الإنسان والمكان الذي يسكنه وقد تم تطويرها في الصين منذ خمسة آلاف سنة واستمرت إلى عصرنا الحالي وانتشرت في أكثر أنحاء العالم ,أما طاقة الزمان فتتناول الحديث عن ذبذبات الطاقة في أزمنة معينة وقد ارتبطت هاتان الطاقتان في الدول الإسلامية  -إما جهلا أو تدليسا من مروجيها - بالدين الحنيف  فانتشرت بالمواقع الإلكترونية و صفحات الفيسبوك والدورات التدريبية وأفضل مثال عليها ما نشره موقع  شبكة مزن الثقافية في حديثه عن عجائب طاقة الإنسان حيث نشر مقالا يربط بين العبادة والمكان والزمان ورد فيه :  (( شعائر العبادة في جميع الأديان مرتبطة بأماكن على الأرض ذات تكوين ذبذبي خاص , فيه صفات تنظيمية محكمة لحياة الإنسان مما يحقق التوازن و الانسجام بينه وبين ما في الكون وبالتالي يحميه من أي سلبيات يمكن أن تتواجد حوله سواء أدركها أم لا وأكبر مثال على ذلك الكعبة فهي مركز الإشعاع النوراني الروحي المنظم لكافة البشر وفي حالة الصلاة عندما نتوجه إلى الكعبة يحدث رنين ذبذبي بيننا وبين المكان مما يدخل هذه الطاقة الذبذبية المنظمة إلى مراكز طاقة جسم الإنسان في فترة الصلاة وتتكرر في كل فترة صلاة ليعود بعدها  لحياته اليومية مشحونا بها مما يدخل التوازن في العمل ويؤدي إلى الإتقان والإحسان , وهناك أيضا أزمنة تتمتع بهذه الخاصية مثل الأعياد الدينية ويعتبر شهر رمضان أكبر هذه الأزمنة المباركة لأن زمن الأعياد محدود ولكن في رمضان فإنه على مدار شهر بالكامل وقد اختار الله هذا الشهر لأن الأرض تكون محاطة بالأشعة النورانية التي تماثل بطاقتها الأشعة فوق البنفسجية و التي تتمركز في مركز الطاقة الموجود أعلى الرأس في جسم الإنسان والذي من خلاله يتم ضبط وتنظيم جميع مستويات الإنسان  الصحية والنفسية والحياتية كلها,كما أنه خلال الصيام تدخل الطاقة النورانية المنظمة لمركز طاقات الإنسان أثناء أداء العمل مباشرة بخلاف العبادات الأخرى فتؤثر على أعماله طوال اليوم وليس فقط في فترة محددة كما في حالة الصلاة وبذلك يتحد العمل مع العبادة فتدخل الحكمة الإلهية في أعمالنا لتزيد من فاعليتها و نصل إلى الإحسان في العمل ))

ورد في صحيح مسلم أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قبّل الحجر الأسود وقال : " والله لقد علمت أنك حجر ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك "                     لقد قبله خليفة المؤمنين تعبدا لله واقتداء برسوله الكريم ولم يلتفت إلى البحث عن أي فائدة للحجر الأسود رغم أنه كان قريب عهد بالجاهلية  البحث عن أي فائدة للحجر الأسود رغم فقد رسخ الإيمان

في قلبه وعلم  أن العبادات توقيفية من عند الله تعالى يتعبد بها المسلم كما أمره ربه عز وجل  وكما أوحى به إلى رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم راجيا الأجر والمثوبة دون الالتفات إلى فوائد العبادة على جسمه وصحته أو عمله وهذا ما كان عليه السلف الصالح من الإقبال على العبادة والتنافس فيها رجاء مرضاة الله ودخول جناته .

ثم جاء العصر الحديث عصر انتشار العلوم و الاكتشافات العلمية الكثيرة فبدأ العلماء يربطون كل اكتشاف أو نظرية علمية بالدين وبالآيات القرآنية لاستخراج الحكمة منها ثم ينشرونها بين الناس على اعتبار أنها تزيد الإيمان في القلوب ولكن الطامة الكبرى التي وقعوا فيها هي أنه ليس كل اكتشاف صحيح ولا كل نظرية ثابتة عبر الزمن بل قد تأتي نظرية أخرى وتنقضها مما يثير شكوك المسلمين بالقرآن الكريم وآياته وهنا في حديث شبكة مزن الثقافية عن الكعبة المشرفة وشهر رمضان المبارك فإنه لا صحة لحدوث رنين ذبذبي بين الكعبة والمصلين يدخل الطاقة الذبذبية إلى مراكز طاقة المصلين لأنه لم يثبت علميا وجود الطاقة الكونية حتى يثبت وجود ذبذبات لها صادرة عن الكعبة المشرفة و لا دليل شرعي على أن الأرض محاطة بالأشعة النورانية التي تماثل بطاقتها الأشعة فوق البنفسجية .

وفضلا عن عدم وجود الطاقة الذبذبية والأشعة النورانية فقد وصفها كاتب مقال شبكة مزن بالمقدرة على ضبط وتنظيم جميع مستويات الإنسان الصحية والنفسية والحياتية لكي تصل به إلى الإحسان و الإتقان في العمل أي أنه أعطاها صفة من صفات الألوهية التي يتفرد بها الله تعالى جل شأنه وهذا شرك بالله عز وجل المدبر للكون المتصرف به وحده لا شريك له .

كما وتشمل  طاقة المكان كثيرا من الخرافات والخزعبلات العجيبة مثل تأثير المرايا أو اتجاه الأبواب أو شكل السرير على حياتنا ونجدها واضحة في منشورات إحدى رائدات الفونج شوي في الوطن العربي على صفحتها بالفيسبوك والتي نشرت تحذيرا من الباب الذي يأتي على شكل زاوية قائلة : (( في الفونج شوي يسمى باب الزاوية هو باب الدمار والخراب الذي يؤدي إلى الحدة والخراب في الحياة الأسرية من مشاكل وخلافات تؤدي سريعا إلى انهيار العلاقة و تفاقم المشاكل الصحية والنفسية في الأسرة ,فاحذروا دائما هذه الأبواب سواء في داخل البيت أو الباب الرئيسي .....عند تواجد بابين بهذا

الشكل فلا بد من وضع سجادة دائرية على الأرض بينهما لتهدئة مسارات الطاقة المندفعة ))

ونشرت أيضا بعض الوصايا المتعلقة بالمرايا ومنها :

((لا تنظر في مرآة مكسورة أو بها شروخ , يجب مسح مرايا المنزل بعد مغادرة الأشخاص المعروف عنهم السوء أو الحقد أو الحسد لأن المرايا تحتوي على ذاكرة وهي تخزن الطاقة سواء أكانت إيجابية أم سلبية ثم تبثها إلى الإنسان ))  

وهذا ديدن أكثر رواد طاقة المكان يوهمون الناس بخطورة الترتيب العفوي للمنزل أو المكتب على اعتبار أنه سيجلب لهم المشاكل والمتاعب بسبب سير الطاقة السلبية بطريقة غير صحيحة  فتارة يتحدثون عن الأسرّة ومواصفاتها وتارة عن المرايا وأخرى عن خطورة الأشياء المكسورة أو المشروخة  ويدخلون الناس  في متاهات معقدة مما يدفع بالمتابعين لهم للاستفسار وطلب العون في ترتيب منازلهم وفق أوهام الطاقة وخرافاتها . وقد تنبّه كثير من العلماء الأفاضل لهذه الأوهام فبدؤوا يوضحون للناس حقيقتها لإنقاذهم من الوقوع في براثنها ومنهم الشيخ سفر الحوالي والشيخ وهبة الزحيلي والدكتور راغب السرجاني والدكتورة فوز  كردي والأستاذ رامي عفيفي وغيرهم كثير جزاهم الله  خير الجزاء.

خامسا- التنفس التحولي والعميق :

وهو برنامج تدريبي علاجي يشمل تمارين تنفس طاقة البرانا الكونية(طاقة الحياة) مع استشعار تدفقها في الجسم وإمداده بالطاقة والدخول بعد ذلك في حالة من الاسترخاء العميق  والنشوة وهو يقدّم إما للعلاج أو لتنمية القدرات البشرية أو لإطلاق قدرات اللاواعي التي تساعد على التواصل مع العقل الكلي حسبما يقولون وهذه عندهم بداية التغيير والانطلاق والعلم وتسمى بالنشوة أو الغشية وهي بالضبط ما يعرف عند البوذيين والهندوسيين باسم النرفانا (1)وعند المسلمين بحالة الخشوع ويتدرب المسلمون عليها من أجل التلذذ بالصلاة والعبادة كما تستخدم في الدورات الإبداعية لحفظ القرآن الكريم , ونذكر هنا أن الخشوع المطلوب في ديننا الحنيف لا نصل إليه بهذه الطرق المزعومة بل يكون الخشوع بالاستعداد للصلاة قبل الدخول فيها وذلك بإحسان الوضوء واستحضار عظمة الخالق سبحانه وتعالى وعظمة الوقوف بين يديه ثم القراءة أثناء الصلاة بتأنٍ

_____________________________________

النرفانا : هي حالة الانطفاء الكامل التي يصل إليها الإنسان بعد فترة طويلة من التأمل العميق,فلا يشعر بالمؤثرات الخارجية المحيطة به على الإطلاق

مع محاولة تدبر الآيات وفهم معانيها فهذا من أهم ما يعين على

الخشوع ,وكذلك فإن التضرع لله وكثرة الدعاء وسؤال الخشوع في الصلاة والتلذذ بها من أفضل ما يعين على الخشوع بإذن الله تعالى .

سادسا – التأمل التّجاوزي والارتقائي :

أصله من الديانة المهاريشية التي وضعها وأسس لها رجل هندوسي الأصل يدعى المهاريشي يوجي الذي دعا أتباعه للقيام بتمارين رياضية روحية وعقلية هدفها الترقي والسمو والوصول إلى الاسترخاء الكامل والدخول في حالة من اللاوعي ثم الوصول إلى النشوة الروحية –النرفانا - وذلك من أجل التغلب على متاعب الحياة المادية وضغوطها التي أنهكت الإنسان وأرهقته .

تعتمد هذه التمارين على تدريبات التنفس العميق الذي يضمن دخول طاقة البرانا إلى  داخل الجسم ويكون من الفم وليس من الأنف لأنه أكبر ويدخل كمية أكبر من الطاقة إلى الجسم ولابد من إغماض  العينين أثناء ذلك والتركيز على عمليتي الشهيق والزفير ثم التحول من الفم إلى الأنف ومبادلة التنفس بين فتحتي الأنف لضمان  تغذية متوازنة لشقي الدماغ من طاقة البرانا الكونية بالإضافة إلى تمارين الاسترخاء عن طريق تركيز النظر في بعض الأشكال الهندسية والرموز والنجوم وتخيل الإتحاد بها وكذلك تأمل الذات من الداخل للوصول للتناغم مع الطاقة الكونية التي تمكن المتدرب من معالجة كل خلل عضوي في جسده . ونجد هذا المعنى واضحا جليا في كلام أحد المدربين عن طاقة البرانا في  كتاب الشفاء بالطاقة الحيوية :     (( لهذه الطاقة الكونية وعيا وذكاء وإدراكا , إنه يمثّل مستوى من الوعي والإدراك يمكن الإنسان من فك الشيفرة الكونية ومن ثم معالجة كل خلل عضوي في وظائف الجسد بالإضافة إلى المقدرة على حل كل مشكلة من الحياة ))  , كما يقوم المتدرب بترديد ترانيم خاصة بهدف تحصيل القوى الخارقة والطاقة الكونية  هذه الترانيم تحدثت عنها إحدى الرائدات في الوطن العربي في  مجال التأمل التجاوزي قائلة : (( كلمة واحدة فقط تقوم بتكرارها كثيرا بحيث تتركز طاقة العقل كلها في هذه الكلمة وحدها فتتحول هذه الكلمة إلى عدسة تجمع كل  الطاقة الموجودة في عقلك مما يجعلك قويا ومؤثرا فيما حولك لدرجة أنك تستطيع  عمل المعجزات فقط بالتفكير......إذا كنت ممن يتقنون المانترا(1) فإنك تستطيع أن تقول للشجرة موتي

____________________________________

  (1 )- المانترا :كلمة يتم ترديدها لزيادة التمعن والتركيز ولاختبار حالة وعي الإنسان .

 فتموت ويمكنك أن تقول للمريض كن معافى فيتعافى من مرضه وبالعكس إذا قلت لآخر كن مريضا فسيصاب بالمرض )) .انتهى كلامها وليس  أفضل للرد عليها من رأي الشيخ سفر الحوالي في الطاقة وما يتفرع عنها من تدريبات حيث يقول : ((يجب علينا جميعاً أن نعلم أن الأمر إذا تعلق بجناب التوحيد وبقضية لا إله إلا الله وبتحقيق العبودية لله تعالى فإننا لابد أن نجتنب الشبهات ولا نكتفي فقط بدائرة الحرام وهذه البرمجة العصبية وما يسمى بعلوم الطاقة تقوم على اعتقادات باطلة  وعلى قضايا غيبية باطنية مثل الطاقة الكونية والشكرات والطاقة الأنثوية والذكرية والإيمان بالأثير وقضايا كثيرة جداً وقد روّج لها مع الأسف كثير من الناس مع أنه لا ينبغي بحال عمل دعاية لها, أعجب كيف بعد كل هذه الحجج يتشبث المدربون بتدريبات أقل ما يقال عنها أنها تافهة فكيف وهي ذات جذور عقدية ثيو صوفية خطيرة , أنتم على ثغرة و أرجو أن أجد وقتا للمساهمة ببيان خطرها للناس فليس وراء عدم كتابتي في هذا الموضوع إلا الانشغال الشديد . )) (1)

وقد يتساءل البعض كيف انتشرت هذه التدريبات وفيها كل هذه

____________________________________  1- موقع طريق الإسلام .

المخالفات للعقيدة؟؟؟  ويتضح السبب جليا عندما نعلم أن المدربين المروجين لها  الذين أقاموا من أجلها المعاهد والجامعات لا يذكرون أصلها الهندوسي حتى لا ينتبه  المسلمون لحقيقتها وينفرون منها ,مما زاد في إقبال الناس عليها وبشكل يدعو للأسف والحزن  حيث يهمل المتدرب في بعض الأحيان من حوله من أشخاص  ويتناسى مسؤوليته تجاههم وخصوصا بعض الأمهات اللواتي إذا بدأن بتطبيق تمارين الاسترخاء للحصول على السعادة و المشاعر الإيجابية فإنهن يهملن  أبناءهن الصغار ولا يبالين باحتياجاتهم أو حتى صراخهم حتى يفرغن من تطبيق التمارين ولو أن هؤلاء الأمهات قرأن القرآن وأدعية الهم والكرب وهن يعتنين  بصغارهن لأحسسن بالراحة النفسية والطمأنينة تملأ بيوتهن ولزالت عنهن الهموم التي تكدر صفو الحياة .

والمفارقة الغريبة في الموضوع هو انتشار هذه التمارين في الكثير من البلاد العربية بينما صنفتها محكمة مقاطعة نيوجيرسي الأمريكية في 1977كممارسات  دينية ومنعت تعليمها في المدارس العامة لإدراكها خطورة تطبيقها على الطلبة من الناحية العملية .

انتشار المهاريشية وأماكن النفوذ

انتشرت المهاريشية الملحدة التي تهدف إلى ملء الفراغ الروحي عند الشباب الضائع  المنغمس في الحياة المادية في جميع أنحاء العالم تقريبا فقد أسس المهاريشي جامعة في كاليفورنيا 1971م سمّاها جامعة المهاريشي العالمية ثم انتقل بعدها إلى أوروبا ونشر مذهبه في معظم دولها ثم بدأ بعد ذلك بالدعوة إلى مذهبه في الدول العربية ومنها دبي حيث عقد بعض أتباعه اجتماعا في فندق حياة ريجنسي ودعوا من خلاله علانية إلى ديانتهم فألقت شرطة دبي القبض عليهم وطردتهم من البلاد .

وبعد ذلك تمكن أتباع المهاريشي من نشر المهاريشية في عدد من الدول العربية ومن بينها لبنان حيث أنشئت المؤسسات وأقيمت الدورات لنشرها والدعوة لها وتبناها عدد ليس بالقليل من المدربين , وهي تتضمن أفكارا خطيرة جدا على العقيدة الإسلامية ومن أجل ذلك فقد نشرت رابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة بيانا أوضحت فيه خطرها على الإسلام والمسلمين.

ولأن الشيء بالشيء يذكر فإن المهاريشي طُرد من ألمانيا بعد أن ظهر أثره السلبي على الشباب وعلى أخلاقهم فهو يدعو إلى إلغاء كافة الأديان السماوية وتعاليمها مما يجعل الشباب فريسة سهلة للسقوط في هاوية الانحلال الخلقي وإدمان المخدرات .

سابعا – دورات البرمجة اللغوية العصبية :

البرمجة اللغوية العصبية (NLP) هي خليط من العلوم والفلسفات والاعتقادات والممارسات تدرس طريقة التفكير في إدارة الحواس و برمجتها وفق الطموحات التي يضعها الإنسان لنفسه , وتهدف  تقنياتها إلى إعادة صياغة معتقدات ومدارك وتصورات وقدرات الإنسان في ذهنه بما يتناسب مع أهدافه التي يسعى لتحقيقها في حياته

وتعرف البرمجة كذلك حسب موقع ويكيبيديا بأنها (( مجموعة طرق وأساليب غير مثبتة علميا تعتمد على مبادئ نفسية لحل بعض الأزمات النفسية ومساعدة الأشخاص على تحقيق نجاحات وإنجازات أفضل في حياتهم  )).

أي أن تقنياتها (في الظاهر)تهدف إلى تنمية قدرة الفرد على التقدم والنجاح في حياته و التواصل مع الآخرين و محاكاة المتميزين الناجحين في حياتهم ولكنها في الباطن ترتكز على فلسفة العقل  التي ابتكرها فرويد عالم النفس التحليلي والقائلة بتقسيم العقل إلى قسمين أولهما  الواعي ( أو ما يسمى بالظاهر والذي يعمل بنسبة 10%) وثانيهما اللاواعي (أو ما يسمى بالباطن والذي يعمل بنسبة 90%) وقد صوّر فيها فرويد شخصية الإنسان على أساس أن العقل الباطن هو الإنسان الحقيقي و أن العقل الواعي هو إنسان مزور لا يمت إلى الحقيقة بصلة ,إنسان مفروض على الإنسان الحقيقي من خارج نفسه وخارج كيانه إنسان تتمثل فيه الموانع و الكوابت التي يفرضها المجتمع أو القوى الخارجية من دين وأخلاق وتقاليد وقوة وسلطان على الكيان الحقيقي للإنسان .

فرويد يعتبر الإنسان تركيبة متناقضة بين  الحقيقة والوهم و يدعو بشكل غير مباشر للتمرد على الدين والسلطان والأخلاق الفاضلة و يحث على تقديس العقل الباطن باعتباره الإنسان الحقيقي .

يقول الأستاذ سامي القدومي في رسالته (الحقيقة الشرعية للبرمجة اللغوية ):

(( ما يسمى بالعقل الباطن يعد من ركائز هذه الفلسفة وفكرة هذا العقل الباطن أوجدها العالم اليهودي النمساوي سيجموند فرويد الذي كان يقول "ينبغي أن نحطم كل العقائد الدينية " وكما هو موثق في كتب البرمجة اللغوية العصبية أن العقل الباطن يتحكم بجميع العمليات الحيوية في الجسد ,ويعرف حلول كل المشاكل وهذا العقل هو الذي يجعلك سليما أو مريضا, سعيدا أو تعيسا ,أوغنيا أو فقيرا وتمثل ذلك جليا في مسلمات وفلسفة البرمجة اللغوية العصبية )) .

والجدير بالذكر هنا هو أن هذا  التقسيم باطل شرعا ولا صحة له في ديننا الحنيف لأن العقل أمر غيبي غير معروف مثل الروح ولا يمكن معرفته ولا قياسه بالأجهزة الطبية لأن الأمور الغيبية لا تقاس ولا تخضع للدراسات المحسوسة ,كما أن العقل محله القلب وليس الدماغ كما ورد في الآية الكريمة :{أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور} (1)

وكذلك الآية 197من سورة الأعراف { ولقد ذرأنا لجهنّم كثيراً من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون  } (2)

فالآيتان الكريمتان  توضحان أن الله تعالى أطلعنا من العقل على

 مكانه في القلب فقط ولم يطلعنا على طريقة عمله وبالتالي فإن القول

                          ____________________________________

1-سورة الحج الآية 46.

 2-سورة الأعراف الآية 197.                         

بأن العقل مقسم إلى قسمين واعٍ ولا واعٍ هو مجرد تخمينات وافتراضات لا دليل عليها في القرآن الكريم ولذلك فالإيمان بكل المعتقدات التي ترتبط بالعقل الباطن باطل شرعا كالظن  بقدرة العقل الباطن على تحقيق المستحيلات التي صرح بها  نابليون هيل بقوله : ((يستطيع عقلك تحقيقأي شيء يمكنه إدراكه والإيمان به )) (1)   وكذلك اعتبار العقل الباطن قادرا على الشفاء من كل الأمراض بفضل قوته الخارقة التي أكدها جوزيف ميرفي في قوله : ((هناك قوة شفاء خارقة تكمن في عقلك الباطن تستطيع أن تشفي المزاج المضطرب والقلب المحطم )) (2)  و هذا القول يتعارض _كما هو معلوم للجميع _مع الآية الكريمة {وإذا مرضت فهو يشفين }(3) التي تثبت أن الشفاء بيد الله تعالى وحده

ولا يكتفي ميرفي بإعطاء العقل الباطن القدرة على الشفاء بل يتعداها ليجعله السلطة المطلقة التي تحكم كل شيء في الوجود  حيث يقول :

((وعندما تبدأ في التحكم في عملية تفكيرك فإنك تستطيع أن تستخدم

______________________________________

 كتاب التوجه الإيجابي الفعال لجيفري جيتومر ص136.

قوة عقلك الباطن ص4.

سورة الشعراء الآية 80.

قوى عقلك الباطن في أي مشكلة أو صعوبات وبكلمات أخرى سوف تصبح فعليا متعاونا بشكل واعٍ مع القوى اللاّ محدودة  وقانون السلطة المطلقة الذي يحكم كل الأشياء  )) (1)

ويتضح بطلان هذه المعتقدات وضوح الشمس في وسط النهار لأن العقل مخلوق وكل مخلوق على هذه البسيطة محدود القدرات والإمكانيات فالقدرة المطلقة من صفات الله العلي القدير وحده ولا ينازعه فيها أي مخلوق مهما علا شأنه وارتفع .

ولا يعني الكلام السابق  الإنكار على علماء علم الأحياء دراستهم لدماغ الإنسان وتشريحه ودراسة وظائفه وارتباطه بأعصاب الجسم فهذا أمر محسوس و دراسته ممكنة كدراسة أي عضو من أعضاء جسم الإنسان وإنما الإنكار لتلك التقسيمات المتعلقة بعمل العقل الذي

لا يمكن قياسه بالأجهزة الطبية المعروفة.

و لقول المدربين أن العقل الواعي يعمل في اليقظة وأن اللاواعي يعمل أثناء النوم وهو المسؤول عن تخزين الصور والذكريات والدفاع عن النفس ضد التوتر والقلق فكل هذه الأقوال إنما هي

______________________________________

1-قوة عقلك الباطن ص8.

 افتراضات انتشرت بكثرة بين الناس حتى كادت أن تكون من المسلَّمات لديهم وقد نشرها دعاة البرمجة اللغوية العصبية في مجلاتهم فقد ورد في العدد الخامس من مجلة التنمية البشرية مقالا تقول كاتبته (( فعندما تنام .. من سيكون المسؤول عن تسيير نظام جسمك؟ طبعا العقل اللاواعي فهو المسؤول عن عدد نبضات القلب وسريان الدماء وعن كمية الأكسجين وتصوير الأحلام وغيرها من الوظائف التلقائية .... )(1)

وفي كتبهم أيضا كحديث أحد المدربين عن التوتر عندما ربطه بالعقل اللاواعي في قوله : ((التوتر يقلل من إنتاجية الفرد ويفقده التركيز والثقة في النفس , بينما التوتر القليل جدا يفقد الثقة وعدم تقدير الذات , لذلك فأنت بحاجة لأن يكون عقلك الواعي مدركا للأمر , ليستطيع عقلك اللاواعي أن يدافع عنك ضد التوتر )) (2)

وكذلك فقد سرد جوزيف ميرفي قصة عن قدرة العقل اللاواعي (الباطن) على إنقاذ صاحبه من التوتر والخوف الشديد  حصلت مع

 ____________________________________

1-منتديات كل السلفيين للشيخ علي بن حسن الحلبي الأثري

2-كتاب حياة بلا توتر ص24.

المغني الأوبرالي كاروسو حيث قال : (( حدث ذات مرة أن أصيب المغني الأوبرالي كاروسو بحالة  رعب فوق خشبة المسرح وقال إن صوته أصيب بالشلل نتيجة لتقلصات سببها الخوف الشديد ,أدى إلى انقباض عضلات الحنجرة وقد تصبب وجهه عرقا وشعر بالخجل لأنه كان على وشك أن يترك خشبة المسرح خلال دقائق وظل يرتعد من الخوف والرعب وقال إن الجمهور سوف يسخر مني ,لا أستطيع أن أغني ......ثم صرخ في هؤلاء الواقفين خلف الستار قائلا نقطة الضعف في داخلي تريد القضاء على نقطة القوة عندي

ووجه كلامه إلى نقطة ضعفه مخاطبا إياها اخرجي من هنا _و يقصد بنقطة القوة هي القوة اللا محدودة وحكمة عقله الباطن_ ثم بدأ يصرخ اخرجي اخرجي نقطة القوة على وشك أن تنطلق ,فاستجاب عقله الباطن وأطلق سراح القوى الحيوية الكامنة داخله عندما وصل إليه النداء ,ووقف على المسرح وأعجب به الجمهور )) (1)

قصة ميرفي واحدة من القصص الكثيرة التي  تدعو الناس للقيام بتصرفات غير عقلانية وكأن كتّابها يريدون تغييب عقول القراء

______________________________________

قوة عقلك الباطن لجوزيف ميرفي.

وتعطيلها فكيف يصرخ هذا المغني في نقطة ضعفه ؟؟ ماذا سيقول عنه من يراه ؟؟مع من يتكلم ؟على من يصرخ ؟؟ لاشك أن مثل هذا الفعل لا يصدر عن عاقل متزن يعي ما يفعله أو يقوله !!!

ورغم سخافة هذه القصص وخلوها من العبر والفوائد في التربية فإن كتب البرمجة اللغوية تُترجم بكثرة  و تنتشر في البلاد الإسلامية على نطاق واسع وخصوصا بين أوساط  الشباب الذين يشكلون حجر الأساس في الأمة الإسلامية وهم أملها في تحسين أوضاعها وتخليصها من التخلف والضعف فيزداد الجهل ويضيع الشباب وتذهب الآمال هباء منثورا .

ولا تقتصر خطورة البرمجة اللغوية على ما تشمله من مفاهيم فلسفية خاطئة بل تتعداها لتكون هي البوابة الرئيسة للدخول في دورات استمداد الطاقة الوارد ذكرها آنفا والتعمق في دراسة التنجيم والاعتماد عليه في اتخاذ القرارات كما قال أحدهم  في  التعريف بكتابه <علم الطاقات التسع> المترجم عن المؤلف ميتشيو كوشي : (( ستكتشف في هذا الكتاب إلى أي نوع من النجوم تنتمي وأي فئات من الناس تنسجم معها أكثر من غيرها ومن هو الشريك المثالي لك وستكتشف أيضا أي مجالات العمل تناسبك ومتى وفي أي اتجاه تسافر أو لا تسافر ..... ))  وهذه دعوة صريحة من البرمجة اللغوية (باسم العلم ) للدجل وعلم التنجيم الذي يتنافى مع توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية , فهي تروج للتنجيم من خلال تقديم نماذج الدجالين

 المعروفين  قديما وحديثا على أنهم حكماء مستنيرون عبر الفضائيات التي تروج لهذا العلم,ولدينا مدربة معروفة كثيرا ما تعظم بوذا وابن عربي والحلاج وتذكرهم بالخير –زورا وبهتانا -  جنبا إلى جنب مع علي بن أبي طالب كرم الله وجهه والنبي محمد صلى الله عليه وسلم والمسيح عليه السلام بالإضافة إلى تعظيمها لأهم دجالين العصر الحديث كالمهاريشي و(الدلاي لاما) ممن ادعوا الألوهية وتبعهم الملايين في الشرق والغرب (1)

  حقيقة  البرمجة اللغوية العصبية وانتشارها في البلاد الإسلامية  يدعو لشرح معاني مفرداتها بشيء من التفصيل عسى أن يكون في تفصيلها سببا للبعد عنها ومجانبتها .

______________________________________

موقع الفكر العقدي الوافد ومنهجية التعامل معه مقالات د. فوز كردي.

فالبرمجة:هي طريقة تشكيل صورة العالم الخارجي في ذهن الإنسان وتعني تفكيك المعتقدات الموجودة عند الإنسان وتغييرها بوضع أفكار أخرى مختلفة مكانها وهي تشمل المعتقدات الدينية ونظرة الإنسان لنفسه .

ومثالها أن يعتقد شخص ما أنه فاشل في حياته أو أنه جبان وضعيف  فيقوم  المدرب أو المبرمج بتفكيك هذا الاعتقاد ليضع بدلا منه  في عقل هذا الشخص أنه ناجح في حياته وقوي جريء ,ولا مشكلة في ذلك لو كان المدرب يعالج الضعف والخوف والمشاكل النفسية الأخرى لكل متدرب بمفرده كما يعالج الطبيب المرضى كل مريض وحده حسب حالته ولكن المدرب يعالج مجموعة كبيرة من المتدربين في وقت واحد بنفس المفردات والأفكار كما هو حال أكثر المدربين فهم يطبقون برامجهم على  كل المتدربين بدرجة واحدة  حيث يلقنون الأفكار ذاتها وبحرفيتها لمئات المتدربين في وقت واحد ويتناسون المشاعر والأحاسيس المختلفة من شخص وآخر والقدرات التي تميز كل فرد عن الباقين ويتجاهلون  الظروف التي يعيش في ظلها والبيئة المحيطة به وكأن أمامهم أجهزة حاسب آلي مرتبطة بمركز معين يدخلون فيها ما يشاؤون ويخرجون منها ما يشاؤون بدون اختلاف أو تغيير.وهم كذلك  يتبعون طريقة النموذج الشخصي بهدف الوصول للنجاح حيث أنهم  يجعلون المتدربين يقتدون بأشخاص مشهورين باعتبارهم نماذج نجحوا في الحياة ثم يقلدونهم تقليدا أعمى كي يصلوا للنجاح مثلهم ,كتقليد صاحب سلسلة مطاعم مشهورة عالميا أو رجل أعمال متميز بلغت شهرته الآفاق ,ويقصون عليهم مسيرة حياتهم وطريقة  تحديهم للصعاب التي واجهتهم ويتحدثون ويتحدثون حتى يصبح حلم أكثر المتدربين  أن يكونوا كأحد هؤلاء المشاهير,ولكن وللأسف يأتي الواقع فيصدمهم بالظروف والعوائق المحيطة بهم أو بإمكاناتهم وقدراتهم غير المتناسبة مع طموحاتهم في محاكاة المشاهير فيشعرون  بالإحباط  ويتسلل اليأس إلى قلوبهم وهذه نتيجة حتمية لفكرة النموذج التي لا تتناسب مع طبيعة الاختلاف بين البشر التي فطر الله تعالى الناس عليها حيث جعلهم مختلفون في  الصفات والطباع والمواهب حتى تختلف أعمالهم واهتماماتهم  وتتكامل الحياة وتصبح العلاقة بين البشر علاقة تعاون وتكامل كل فرد فيها يعطي الآخرين ما ينقصهم في حياتهم ويأخذ منهم ما يحتاجه .

 وهذا ما كان عليه مجتمع  الصحابة الكرام رضي الله عنهم أجمعين ,كل صحابي متميز في صفة معينة أو عمل خاص فابن عباس كان فقيها وهو حبر هذه الأمة و علي بن أبي طالب كرم الله وجهه حكيما يحكم بين الناس بالعدل وتألق  خالد بن الوليد بعبقريته العسكرية الفذة أما أبو هريرة رضي الله عنه فقد كرس وقته للاستماع لأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وحفظها حتى بلغ عدد ما رواه 5374حديثا وهكذا تفرد كل صحابي جليل بصفة خاصة به  حتى تكامل المجتمع الإسلامي وقويت أركانه .

هذا معنى البرمجة أما اللغوية : فتعني استخدام اللغة لتغيير أفكار الأشخاص .

وتستخدم اللغة بثلاثة طرق: مكتوبة ,صوتية أي تصل بالصوت فقط وبالحديث المباشر , ويختلف تأثير اللغة في الناس وفق اختلاف أنواعها - كما يقول رواد البرمجة اللغوية - فاللغة المكتوبة تؤثر بنسبة 7% في القارئ فقط .

واللغة الصوتية (كالحديث في الهاتف أو عبر الأشرطة المسجلة)تصل  إلى 38% من التأثير في الآخرين

أما التحدث مع الآخرين بشكل مباشر فله تأثير كامل (100%) عليهم وذلك بسبب استخدام لغة الجسد (أي تحريك الوجه واليدين أثناء الحديث),وهذا ما يجعل مدربي البرمجة يكثرون من الحركة أمام المتدربين ويستعملون عيونهم وأيديهم ويمشون على المنصة جيئة وذهابا حتى يؤثروا تأثيرا كبيرا في متابعيهم ويقنعوهم بأفكارهم

ولكن عندما نقرأ آيات القرآن الكريم نجد أن كلام المدربين عن التأثير الضعيف للغة المكتوبة بعيد عن الصحة  فكلمات القرآن الكريم  تحدث أثر المكتوب والمسموع والمشاهد في نفس القارئ أو المستمع للآيات الكريمة بفضل قوتها في التعبير

والوصف وتوضيح المعاني والأمثلة على ذلك كثيرة لا حصر لها فكلمة (اثّاقلتم ) في الآية الثامنة والثلاثين من سورة التوبة { يا أيها الذين آمنوا مالكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل } كلمة قوية التأثير في نفس القارئ وتجعله يشعر وكأنه يشاهد رجلا كسولا خمولا  مشدوداً إلى الأرض لا يرغب بالقيام للجهاد ولا يقوى عليه بل ويلتمس الأعذار الواهية للتخلف عنه.

وكذلك عبارة (وإنّ منكم لمن ليبطئن) في الآية {وإن منم لمن ليبطئن فإن أصابتكم مصيبة قال قد انعم الله عليّ اذ لم ان معهم شهيدا} (1) تجعل المرء يتخيل أمامه رجلا متباطئا عن الجهاد لا رغبة له فيه

و متساهلا في السعي له حتى يفوته ركب  المجاهدين ويمكث في بيته متخاذلا .

______________________________________

1- سورة النساء الآية 72

وعندما نقرأ وصف أحداث القيامة نشعر بهولها وعظمتها مما يجعلنا نخشى هذا اليوم العظيم ونحرص على العبادة وتقوى الله حتى نتقي أهواله التي لا طاقة لأحد في الصبر عليها.ولا يخفى على أحد فصاحة اللغة و قوة العبارة في سنة نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم فقد أوتي جوامع الكلم وأي عبارة قصيرة في أحاديثه تغني عن شرح كثير .

وأخيرا تعني كلمة العصبية :التأثير على أعصاب الإنسان عن طريق المستقبلات العصبية المرتبطة بالحواس الخمسة وتستخدم اللغة كوسيلة للتأثير على الأعصاب من أجل  برمجة الإنسان على أفكار وقناعات معينة.

وعادة يستخدم التأثير على الأعصاب مع المرضى النفسيين الذين يعانون من صدمات نفسية عصبية وهذا هو السبب الحقيقي لظهور البرمجة العصبية التي  أنشئت في البداية لعلاج المرضى النفسيين الذين يعانون من بعض الأزمات النفسية ثم تطورت لتدريب الأصحاء الراغبين في التفوق والنجاح والتميز وأول من أسسها

ريتشارد باندلر وجون غريندر عام 1973م ثم امتدت البرمجة في أمريكا وأوروبا ومنها وصلت إلى بلاد المسلمين وانتشرت فيها على نطاق واسع , بسبب بعد

المسلمين عن دينهم وضعف معرفتهم بأحكامه الشاملة لجميع نواحي الحياة والتي تضمن لهم الاستمرار والنجاح في حياتهم الدنيا بما تحتويه من أحكام التجارة والمال والمعاملات الاقتصادية والعلاقات الأسرية ومبادئ الأخلاق الفاضلة التي تكفي المسلمين للفلاح في دنياهم وآخرتهم و تجعلهم يعتزون بكمال دينهم ويحمدون الله على نعمة الإسلام وقد قال تعالى في كتابه العزيز: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً } (1).

ولأن الدين كامل فإن أي فكرة صحيحة في البرمجة موجودة في ديننا الحنيف وأما الأفكار الخاطئة التي فيها فالمسلم غني عنها وعن

المتاهات التي قد تدخله فيها وتضيع عليه وقته وجهده , والأولى به

أن يأخذ من الغرب  العلوم النافعة  كالطب والفيزياء والهندسة وغيرها مما ينفع المسلمين في حياتهم اليومية .

 من الأفكار الصحيحة في البرمجة  فكرة واقعية  تقول : (( إن الحوادث التي تقع في الحياة لها وصف واحد ولكن تفاعل الناس

______________________________________

سورة المائدة الآية 3.

معها يختلف من شخص لآخر حسب أفكارهم وقوتهم النفسية )) وذلك  كما لو راقب اثنان معركة ما وعبر كلاهما عن رأيه فيها فقال الأول يا لشدة هذه  المعركة إنها شاقة خطيرة ومخيفة جدا ,الحمد لله أني لم أكن فيها

فقال له الثاني : لا بل إنها معركة رائعة و قوية ولو كنت فيها لقاتلت بضراوة حتى النصر

 فهنا الاختلاف واضح بين موقفيهما ,فالأول جبان والثاني شجاع

ويعتمد المبرمجون عليها  (على الفكرة السابقة ) في تغيير طبيعة الإنسان الضعيف  وتغيير نظرته للأحداث حتى يصبح قويا مقداما ويحصل على فرص أكبر في النجاح في حياته ,وقد سبقهم  المتنبي في تقرير هذه الحقيقة حيث قال:

وتعظم في عين الصغير صغارها

                   وتصغر في عين العظيم العظائم

وتستخدم في البرمجة أيضا اللغة الرمزية التي اخترعها ملتون اركسون الذي درس العلوم النفسية واخترع طريقة التنويم المغناطيسي وهي تدرس كيفية  مخاطبة الإنسان بطرق معينة كي يتغير سلوكه ,ومثالها أن يحكي المدرب  قصة فيها نوع من الغموض أو الحلقات المفقودة في تسلسلها مع الانتقال السريع من حدث إلى آخر أو جمل غير واضحة ليجعل من أمامه يفكر في أحداث القصة ويحاول ربطها ببعضها متأثرا من حيث لا يشعر بها فيتغير سلوكه وفق ما يريده ويهدف إليه المدرب.

هذه اللغة المبتكرة حديثا عند الغربيين قديمة عند المسلمين فهي موجودة في قصص  القرآن الكريم التي تغني القارئ بالكثير من الحكم والعبر بأساليب متنوعة  ممتعة  ليتعلم منها الحكمة التي تعينه على السير قدما في مواجهة متاعب الحياة والنجاح في الدنيا والفلاح في الآخرة , وتتجلى اللغة الرمزية بوضوح في قصة يوسف عليه السلام , ففي آيتين قصيرتين متتاليتين في السورة ,يتباعد الزمان والمكان في حوار مترابط بين  يوسف عليه السلام وإخوته ووالدهم يعقوب عليه السلام ,ففي مصر وفي الآية الواحدة والثمانين من سورة يوسف قال يوسف لإخوته: { ارجعوا إلى أبيكم فقولوا يا أبانا إن ابنك سرق وما شهدنا إلا بما علمنا وما كنا للغيب حافظين! }

  ثم جاء حوار إخوته مع أبيهم عليه السلام في فلسطين في الآية الثانية والثمانين التالية لها مباشرة حيث قال الإخوة :

{ واسأل القرية التي كنا فيها والعير التي أقبلنا فيها وإنا لصادقون }

فأتي الرد من  يعقوب عليه السلام :{ قال بل سوّلت لكم أنفسكم أمراً فصبرٌ جميلٌ عسى أن يأتيني بهم جميعا إنه هو العليم الحكيم }(1)  هذه الجمل التي ذكرت في آيات متتابعات في القرآن الكريم رغم وجود فارق كبير بالزمان والمكان تجعل القارئ يتفكر فيها و يطلق العنان لتفكيره ليتدبر بأحداث الآيات الكريمات ويستخلص منها الفائدة والعبر .

وفي الآية الكريمة التي نزلت لتحل زواج رسول الله صلى الله عليه وسلم من زينب بنت جحش التي كانت زوجة زيد بن حارثة الذي

رباه رسول الله نجد أمرا مبهما في الآية الكريمة كما قال تعالى :

{وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه}(2)  ما هو الشيء الذي يخفيه في نفسه وما الشيء الذي سيظهره الله وما الذي يخشاه رسول الله ؟؟؟

هذا أمر غامض بالآية  يجعل القارئ يبحث في كتب التفسير عن

 ____________________________________

سورة يوسف الآية 83 .

سورة الأحزاب 37.

 شرحه وتوضيحه فيزداد علما بتفسير القرآن ومعرفة بسيرة رسولنا صلى الله عليه وسلم .

والأمثلة كثيرة في القرآن الكريم عن هذا الأسلوب الرائع في سرد القصص والأحداث الماضية.

ومن الأمثلة الرمزية أيضا طريقة قطع الجدل لصاحبها اريكسون والتي هدف منها إلى تغيير مسار الحديث أثناء الجدال  بكلام مبهم غير واضح أو بإجابة غير مفهومة عن سؤال ما من أجل تشتيت انتباه المجادل كي يعجز عن الكلام  ثم  ينتهي الحوار عند اريكسون وينقطع الجدل وينقضي الأمر بسلام بدون فائدة تذكر لكن عندما  

 نتدبر سيرة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم نجد الرقي في الحوار ونرى كيف يقطع رسول الله الجدل بما يجذب الحاضرين  للحديث ويعود عليهم بالنفع والفائدة  فهذا السائل عن الساعة لم يجبه رسول الله صلى الله عليه وسلم بل سأله سؤالا آخر يفيد السائل والسامع كما ورد في الحديث المتفق عليه :

"سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم متى الساعة يا رسول الله قال ما أعددت لها قال ما أعددت لها من كثير صلاة ولا صوم ولا صدقة إلا أني أحب الله ورسوله فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم المرء مع من أحب "

ومن هذا الحديث الشريف  يتعلم  المسلمون ضرورة الإعداد ليوم القيامة وأهمية محبة الله ورسوله من أجل الفوز والنجاح في هذا اليوم العظيم.

وكما ذكرنا فكل فكرة حسنة في البرمجة موجودة مسبقا في القرآن الكريم والسنة المطهرة وكذلك في أقوال الشعراء والأدباء السابقين بأسلوب أفضل وأرقى فلا مجال للمقارنة بين ما يأتي من الغرب من أشخاص يسعون لتحسين حياة الإنسان وبين ما أتى به الدين الكامل الصالح لإسعاد البشرية جمعاء ولا داعي للانبهار بكل ما يصل من الغرب قبل عرضه على ضوابط الدين والعقيدة الإسلامية فقد يؤدي ذلك للتشويه والتحريف وتقليد الأديان الأخرى مما يوجب سخط الله عز وجل  وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مؤكدا عظمة الإسلام  وغناه عن أي دين آخر : "تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما ما تمسكتم بهما , كتاب الله وسنتي ,ولن يتفرقا حتى يردا على الحوض " (1)

______________________________________

أخرجه مالك مرسلا والحاكم مسندا وصححه .

 وبمقابل وجود أفكار صحيحة في البرمجة توجد فيها أيضا عدة مفاهيم وأفكار خاطئة تتعارض مع الشّرع والعقيدة الإسلامية منها :

1- فكرة أن المعتقدات والقيم تحد من إدراك الإنسان  للحقائق من حوله :بمعنى أن العقائد التي يقدسها الإنسان تمنعه من فعل أشياء كثيرة في المجتمع ولذلك لابد له من التحرر من هذه القيم والعقائد

حتى يتطور ويتقدم في حياته ,وفي هذا الصدد يقول كارل ماركس مؤسس الشيوعية (( الدين أفيون الشعوب )) وكلامه هذا مقبول في المناهج والديانات الغربية لأنها أديان وضعية معرضة للخطأ فعقول البشر قاصرة عن إدراك وتقدير جميع مصالح الناس وبالتالي قاصرة عن وضع أديان أو قوانين تملك القدرة التامة على تنظيم حياة الإنسان وحل المشاكل التي تواجهه .

وليس هذا فحسب بل كانت الكنيسة في العصور الوسطى تمنع انتشار العلم وتحاربه وتمنع العلماء من نشر علومهم ولذلك عندما أراد الغربيون بناء حضارتهم تحرروا من قيود الكنيسة وفصلوا الدين عن الحياة وتمكنوا من الاستفادة من العلوم وقاموا ببناء حضارتهم وتطوير بلادهم .

أما في ديننا الحنيف فالقول بفصل الدين عن الحياة والتحرر من قيوده مرفوض قطعا لأن الدين الإسلامي أساس الحياة وهو يأمر بطلب العلم والسعي في تحصيله سواء أكان علما شرعيا أو دنيويا ,ويوجه للبحث العلمي ويكرم العلماء ويشجع طلبة العلم من أجل بناء حضارة قوية ,ولقد ازدهر العلم وتطور كثيرا في عهود الدول السابقة الأموية والعباسية والعثمانية وأصبحت البلاد الإسلامية منارة للعلم للعلم يتطلع إليها ملوك الدول الأوروبية التي كانت غارقة في بحور الجهل والظلام , وتشهد لذلك الرسالة الشهيرة التي أرسلها

 الملك جورج الثاني إلى حاكم المسلمين في ذلك الوقت هشام الثالث وقد افتتح الملك جورج رسالته بقوله : (( من جورج الثاني ملك انكلترا والسويد والنرويج إلى الخليفة ملك المسلمين في مملكة الأندلس صاحب العظمة هشام الثالث الجليل المقام ............ ))  واختتمها بقوله (( خادمكم المطيع جورج الثاني )) وقد طلب في الرسالة من الخليفة أن يقبل بتعليم ابنة أخيه وزميلاتها في مملكة المسلمين لينهلوا من نبع الحضارة الإسلامية الراقية ,وما وصل المسلمون آنذاك لتلك المنزلة الرفيعة إلا بفضل الالتزام بتعاليم دين الإسلام الذي يشجع العلم ويكرم العلماء.

2- فكرة أن كل عمل وراءه  نية إيجابية :

بمعنى أن النية السليمة في العمل هي الأساس حتى ولو كان العمل سيئا .

ويقنع هنا المدرب متابعيه بأن بإمكانهم القيام بأي عمل سواء أكان  جيدا أو سيئا طالما أن نيتهم سليمة وصالحة كما يفعل روبن هود الشخصية الشهيرة  في قصص الأطفال فهو يسرق مال الأغنياء ليعطيه للفقراء الذين لا يجدون طعاما يسد رمقهم ولكن الحقيقة أن هدفه النبيل لا يبرر له فعله الشنيع .

و هذا يشبه اتباع الهوى الذي حذر تعالى منه في كتابه العزيز حيث قال: { ولا تتّبع الهوى فيضلّك عن سبيل الله } ( 1 ),لأن الهوى يهوي بصاحبه إلى مزالق الذل والهوان في الدنيا والويل والعذاب في الآخرة .

وقد كان رسول الله يتعوذ بالله من منكرات الأخلاق والأعمال والأهواء وكان علي بن أبي طالب يحذر أمته من اتباع الهوى ويقول ((إن أخوف ما أخاف عليكم إتباع الهوى وطول الأمل , أما إتباع

______________________________________

سورة ص الآية 26.

الهوى فيصد عن الحق و وأما طول الأمل فينسي الآخرة ))  (1).

3- فكرة أن العقل الباطن لا يستجيب للنهي بعد أداة (لا ) الناهية :

وتعني أن عقل الإنسان لا يدرك المطلوب منه بعد النهي ب(لا ),فلو أنك نهيت شخصا ما أمامك عن فعل أم معين بلفظه بعد (لا )مباشرة استجاب عقله فقط للكلام الذي بعد (لا )وتقبله وربما عمل به أيضا وكأن أداة النهي غير موجودة , كما لو قلت لطفل صغير لا تلبس الرداء الأبيض فإنه سيرتدي الرداء الأبيض لأن عقله رفض النهي وتقبل ما بعده .

وقد حدث في إحدى الدورات التدريبية أن ذكر المدرب هذه الفكرة فسأله أحد الحضور - منكرا عليه قوله - عن كلمة التوحيد (لا إله إلا الله ) أنها تبدأ بلا فهل هذا يعني وجود إله آخر غير الله ؟!!!

 فأجابه المدرب بأن المقصود  هو لا الناهية فقط وليس لا النافية الواردة في كلمة التوحيد وذلك لينجو من الإحراج ولكن جوابه للأسف كان ضعيفا واهيا  فما أكثر الآيات المبدوءة  بلا الناهية في القرآن الكريم والتي تحوي نهيا صريحا لا شك فيه كقول الله تعالى :

______________________________________

حديث موقوف .

 كقوله تعالى : {ذلك مما أوحى إليك ربك من الحكمة ولا تجعل مع الله إلها آخر فتلقى في جهنم ملوماً مدحوراً } (1) ومن المحال أن يكون المقصود منها عبادة إله آخر غير الله وإلا فلم تكون العقوبة الإلقاء في جهنم واللوم والتعنيف على الشرك الصريح .

ثم إن كثيرا من الإخوة الأفاضل حاوروا المدربين بأمثال هذه الآية ليوضحوا لهم خطأ فكرتهم ونشر بعضهم حواراتهم  معهم في كثير من المواقع الإلكترونية فنشر المدربون دفاعا عن هذه  الفكرة في مواقعهم أن العقل الباطن يرفض  النهي الذي يشعره بالضغط والقهر ويقبل النهي الوارد في القرآن الكريم  لأنه لا قهر فيه .

ونقرأ هذا في منتديات ستار تايمز خلال حديثها عن العقل الباطن:

 ((  وكذلك عليه أن يحذر من استخدام أدوات النهي لأن العقل الباطن يرفض الضغط والقهر ولكن لا  يعني ذلك أنه يرفض كل الرسائل المبدوءة بالنهي بدليل قبولنا للمنهيات الواردة في القرآن والسنة لأنها لا تشعرنا بالضغط والقهر ))

وتبقى حججهم واهية لا قوة فيها فالضغط والقهر أمر نسبي يتفاوت

_____________________________________

سورة الإسراء الآية 39.

 من شخص لآخر فما يعطي الإحساس بالضغط والقهر لشخص ما قد لا يسبب أي مشكلة لآخر كالنهي في الآية :{ يا أيها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حرمٌ ومن قتله منكم متعمداً فجزاءٌ مثل ما قتل من النّعم }.(1)

فمن كان يهوى الصيد ويستمتع به سيجد مشقة في الامتناع عنه أثناء الإحرام وسيتركه وقلبه معلق به امتثالا لأمر الله تعالى وطلبا لرضوانه على العكس من الشخص الذي لا يمارس الصيد فهو لن يشعر بأي منع أو ضغط نفسي أثناء الإحرام أو عند تلاوته للآية الكريمة .

وبما أن وجود  العقل الباطن هو مجرد تخمينات وظنون فلا يمكن اعتماد أية فكرة تبنى عليه في الحياة وها هي وزارة الصحة تبدأ أكثر حملات  التوعية الصحية بالنهي بلا ليكون تأثيرها أكبر في نفس السامع والقارئ مثل عبارات :

{ لا للمخدرات , لا للتدخين, no smoking} التي  تلعب دورا لا بأس به في ردع الشباب عن إدمان ما يضر بصحتهم و يوردهم

_____________________________________

سورة المائدة الآية 95.

المهالك وتمنع التدخين في بعض المرافق العامة ولا نجد من يدخن فيها بحجة أن عقله لم يفهم النهي ولم يدركه ولو أنه تكلم بهذا المنطق لسخر منه من حوله و لربما تعرض للمساءلة القانونية على اعتبار أنه يستخف بقوانين بلده ,وهكذا هي معظم أفكار البرمجة اللغوية تضر من حيث يظن واضعوها أنها تنفع .

                      الإرساء في البرمجة اللغوية العصبية

 الإرساء أو التثبيت : ((  هو عملية ربط  حالة شعورية معينة بمثير حسي (صوت ,صورة ,رائحة,ذوق) بحيث إذا أطلق المثير تحدث الاستجابة باستحضار الحالة الشعورية المطلوبة أو نقل المشاعر والمعاني المطلوبة عبر الزمان والمكان )) (1)

أي ربط شعور معين بحركة معينة مثل الضغط على المعصم  أو وضع الساعة في اليد اليمنى بلا من اليسرى  , ومثال ذلك : لو أن محاضرا يلقي محاضراته أمام أعداد قليلة من الناس ثم أراد أن يلقي محاضرة هامة أمام جمع غفير من الحضور وخاف من الفشل في أدائها فعليه أن يقوم بتمرين التثبيت قبل المحاضرة وذلك بأن يتذكر إحدى محاضراته التي ألقاها بقوة وثقة عالية بالنفس وجرأة لا متناهية ثم يسترخي ويضغط على معصمه مع الإحساس بالثقة بقدرته على النجاح  ثم يعيد تذكر الموقف والاسترخاء والضغط على معصمه مع شعوره بقوته في ذلك الموقف ويكرر التذكر والاسترخاء والضغط عدة مرات حتى يزول عنه القلق  ثم بعد ذلك

______________________________________

موقع أكاديمية الحب .

يذهب لإلقاء محاضرته مطمئنا !!لماذا؟؟؟ لأنه لو شعر بأي ارتباك

أو خوف أمام الجمهور الكبير فإنه  يضغط على معصمه فيأتيه شعور القوة والثقة بالنفس الذي أحس به عندما كان مسترخيا فينطلق لأداء محاضرته بكل ثقة وجرأة .

قد يكون الإرساء مفيدا في بعض الأحيان وربما يؤتي ثمارا طيبة  ولكنه يستغرق وقتا كبيرا في ممارسته وتطبيق خطواته وخصوصا لمن تكثر أزماته و تضعف نفسه عن مواجهتها وسيضيع وقته بين الاسترخاء والاستعداد ,فإن كان من غير المسلمين فليجتهد بها , وإن كان مسلما فهو غني عنها بفضل الله لأن المسلم قوي بإيمانه بالله واثق بتوفيق الله تعالى له ,يبذل الأسباب ويسعى في إتقان عمله ثم يتضرع لخالقه  ويلح في دعائه حتى يوفقه للوصول لما يريده ,كما قال موسى عليه السلام عندما أرسله الله تعالى إلى فرعون : {قال ربّ اشرح لي صدري ,ويسّر لي أمري , واحلل عقدة من لساني ,يفقهوا قولي } (1).وكان لموسى النصر بفضل الله.

______________________________________

سورة طه الآيات 25’26’27’28.

              قانون  الجذب الفكري والتركيز في البرمجة

ينص قانون الجذب الفكري على أن (( مجريات حياتنا اليومية أو ما توصلنا إليه إلى الآن هو ناتج لأفكارنا في الماضي وأن أفكارنا الحالية هي التي تصنع مستقبلنا,

بالأحرى يقول القانون أن قوة أفكار المرء لها خاصية جذب كبيرة جدا فكلما فكرت في أشياء أو مواقف سلبية اجتذبتها إليك وكلما فكرت أو حلمت أو تمنيت وتخيلت كل شيء جميل وجيد ورائع تريد أن تصبح عليه أو تقتنيه في حياتك فإن قوة هذه الأفكار الصادرة من العقل البشري تجتذب إليها كل ما يتمناه المرء ))  (1)

وقد اعتقد المصريون القدماء بهذا القانون واستعملوه في حياتهم اليومية وتبعهم اليونانيون القدماء ثم تلاشى وتناساه العالم إلى أن أحيته البرمجة اللغوية العصبية في العصر الحديث على يد مجموعة كتّاب ومدربين عالميين من بينهم الكاتبة الأسترالية روندا بايرن والبريطانية آني بيزنت التي أسست الكلية الهندوسية المركزية , وجمعٌ  من المدربين العرب الذين نقلوه للدول العربية وأضفوا عليه

______________________________________

موقع ويكيبيديا الموسوعة الحرة.

الصبغة الإسلامية مستشهدين ببعض الأحاديث النبوية الشريفة

فانتشر ولاقى رواجا كبيرا.

 يرتبط  قانون الجذب الفكري بالتركيز فلابد للإنسان أن يركز تركيزا عاليا في الشيء الذي يريد جذبه إليه حتى يحصل عليه كما قال الأستاذ علي الشرقاوي في مقالة نشرها في جريدة الوطن البحرينية (( إذا ركزت على شيء ما تستطيع الحصول على النتيجة التي ترغب حيث إن كل ما تركز عليه أو تفكر فيه في مسارك اليومي سوف تراه أمامك بعد فترة قد تطول أو تقصر حسب قوة تركيزك )) (1)

يجزم الأستاذ علي الشرقاوي بتحقق الشيء المرغوب به في المستقبل القريب أو البعيد دون أن يعلقه بمشيئة الله تعالى وهنا مكمن الخطورة في هذا القانون الذي  يعني ادعاء علم الغيب والتنبؤ بالمستقبل  والمقدرة على تحقيق كل ما يحلم به الإنسان وكذلك إمكانية حل المشاكل التي تواجهه مهما كانت معقدة بالإضافة إلى

تغيير صفاته وفق ما يركز عليه من سمات الشخصية التي يرغب

______________________________________

صحيفة الوطن البحرينية العدد 3240.

بها كأن يكون جريئا مقداما أو واثقا من نفسه كل ذلك بدون اللجوء لله تعالى بالتضرع والدعاء,

ويؤيده جيفري جيتومر حين يقول  : (( ما الصورة التي تملكها عن ذاتك ؟؟ فهذا هو ما ستصير عليه )) (1) وتتفق روندا بايرن مؤلفة كتاب السر معهما في تأكيد هذه الفكرة فتقول : ((كل ما يحدث في حياتك فأنت من قمت بجذبه إلى حياتك وقد انجذب إليك عن طريق الصور التي تحتفظ بها في عقلك )) ( 2) وتقول : ((الأفكار تصبح

ثم يأتي أحد المدربين لينقل أفكارهم كما هي بلا تحريف في كتابه حياة بلا توتر الذي قال فيه : (( ركز على ما تريد تحصل على ما تريد )) وقال : (( قانون الانجذاب ,أي شيء تفكر فيه وتربطه بأحاسيسك ينجذب إليك من نفس النوع ))

لكن كيف تصبح الأفكار وقائع ؟؟؟؟ الأمر بسيط جدا !!!! 

فقد ذكرت إحداهن  في موقع اجذبني نحو الفرح  ........

______________________________________

كتاب التوجه الإيجابي الفعال لجيفري جيتومر.

3,2- موقع طريق النجاح بعض المقتطفات من كتاب السر

 ((  لكي يعمل هذا القانون بنجاح يجب ان تقوم بثلاثة خطوات لا رابع لهم

الخطوة الأولى: هي أن تتمنى أو تتخيل ما تريد الحصول عليه

الخطوة الثانية: هي الإيمان المطلق بأنك ستحصل على ما تريد

الخطوة الثالثة: هي الاستجابة أو تحقيق الأمنية وبعدها عليك أن تشكر الكون )) (1)

انتهى كلامها بعبارة (عليك أن تشكر الكون )

وكأن الكون هو المتصرف في شؤون الخلق والمحقق لأمانيهم !!!

الإيمان بقانون الجذب  مناقض للإيمان بالقدر لأنه يربط وقوعه بقوة تفكير الإنسان فيه ومدى استجابة الكون له ولا يربطه بإرادة  الله تعالى المتصرف وحده في شؤون عباده ولا يذكر أكثر  أتباعه أن

مشيئة العبد ورغباته واقعة تحت إرادة ومشيئة الله تعالى الذي قال في كتابه العزيز:

_____________________________________

موقع اجذبني نحو الفرح .

{ وما تشاؤون إلا أن يشاء الله ربّ العالمين }(1)

 وهم إن علقوا تحقق ما يجذبه الإنسان الذي يقوم بالتركيز بشيء معين بمشيئة الله تعالى فإنهم يقولون ذلك إما على استحياء و للسلامة من النقد , أو عن اقتناع بأنه لا تعارض بين قانون الجذب والإيمان بالقدر لأنهم يفسرون الحديث القدسي "أنا عند ظن عبدي بي ,فليظن بي ما شاء" (2 ) بأن المؤمن إذا أحسن الظن بالله وتمنى منه ما يشاء  فسوف يحققه الله تعالى له ويعتبرونه من التفاؤل الحسن الذي يحبه رسول الله صلى الله عليه وسلم  كما قال أبو هريرة رضي الله عنه : " كان رسول الله يعجبه الفأل الحسن ويكره الطيرة " (3)

ولكن الفأل الحسن وحسن الظن بالله تعالى لا يقع على هذه الصورة بل يكون بتفاؤل العبد بربه بأن يستجيب له دعاءه إذا دعاه ,وأن يرزقه رزقا حسنا إذا سعى في تحصيل رزقه ويكون باختيار الأسماء الحسنة ويكون بسماع الكلمة الطيبة كما بيّن  رسول الله

______________________________________

سورة التكوير الآية 29.

مسند الإمام أحمد .

    3- رواه البخاري   

لأصحابه عندما سألوه عن معنى الفأل فقال  " الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم  " (1).

 أما الصورة الواردة في جذب القدر فلا أصل لها في ديننا الحنيف بل هي مبتدعة ومقتبسة من الغرب الذين ما فتئوا  يؤلفون لإثبات صحتها قصصا تثير الدهشة ويقلدهم أتباعهم من العرب في رواية تلك القصص الأقرب للطرافة كالقصة التي رواها الدكتور راغب السرجاني على قناة  الناس عن أحد مدربي التنمية البشرية -رواها

 بهدف التحذير من قانون الجذب - الذي قال متحدثا عن تجربته الشخصية مع التركيز في إحدى دورات التنمية البشرية:  (( كنت مسافرا مع عائلتي من البلد التي أعيش فيها إلى بلد آخر وبعد وصولنا إلى وجهتنا تذكرت أني تركت الضوء في المنزل مفتوحا دون أن أغلقه فخشيت أن يسرق بيتنا أحد اللصوص القريبين من المنزل وبدأت أفكر كثيرا في هذا الأمر وأركز تفكيري فيه لفترة طويلة لأن اللص القريب من المنزل سوف يلاحظ عدم انطفاء الضوء وبالتالي سيسرقه ........

متفق عليه .

ثم أني عندما رجعت إلى بلدي وجدت البيت مسروقا فعرفت أن سبب سرقة بيتي هو قوة تركيزي فيه فقد خرجت إشارات من دماغي ووصلت بقوة التركيز إلى محيط منزلي فالتقط المارة تلك الإشارات ومن سوء حظي كان ثمة لصوص بين المارة وعندها التقطوا إشارات دماغي أدركوا عدم وجودنا في المنزل فقاموا بسرقته فسأل أحد الحضور المدرب قائلا :لقد حصل معي ذات الموقف ,سافرت ولم أطفئ الضوء وفكرت بالأمر ولكن بيتي لم يسرق ؟!!!فأجابه أن السبب في عدم سرقة بيته عدم وجود لصوص مارين قرب بيته عندما ركز في الأمر فلم تصل إشارات وذبذبات دماغه إلى أي لص ولو أن لصا مرّ في ذلك الوقت لقام بسرقة المنزل )) (1) .

ذكر المدرب في قصته كلمة ذبذبات وهي كلمة مستخدمة بكثرة في الحديث عن قانون الجذب والطاقة الكونية ولذلك تصدى لها بعض المختصين في العلوم الفيزيائية مثل الأستاذ طلال العتيبي الذي كتب في مدونته على الانترنت مقالا مطوّلا شرح فيه بالتفصيل كون الطاقة والذبذبات والجذب مجرد خرافة ليست مبنية على  أساس

______________________________________

يوتيوب البرمجة اللغوية العصبية  للدكتور راغب السرجاني.

علمي وقال في مقدمة مقاله :

  ((  وأختصر المحاور التي يتضمنها هذا المقال في ثلاثة محاور كما يلي :

علميا ما يسمى بقانون الجذب ليس قانونا .

بطلان الأساس العلمي لما يسمى بقانون الجذب .

بيان حقيقة أساس ما يسمى بقانون الجذب . )) (2)

ثم وضح  الفرق بين الفرضية والنظرية والقانون العلمي ليبين أن الجذب الفكري ليس قانونا علميا وإنما هو مجرد فرضية زائفة دحضتها القوانين الثابتة .

وتؤيد الموسوعة الحرة ( ويكيبيديا) قوله  في موقعها حيث ذكرت أن (( قانون الجذب ليس قانونا بل هو نظرية لم تثبت صحتها ولا يوجد أساس علمي لنظرية الجذب ))

وهذا يعني أن البرمجة اللغوية تطلق مسمياتها عبثا بدون الارتكاز

______________________________________

مدونة  طلال العتيبي عضو هيئة التدريس في كلية الدراسات التكنولوجية بالكويت

على المنهجية العلمية الثابتة التي تعطي لكل شيء الاسم المناسب له فتسيء للعلم وللحقائق العلمية الثابتة وذلك لأن المدربين في البرمجة يتعاملون مع الفرضيات والنظريات على أنها مسلمات وحقائق علمية ويقدمونها للناس بدون توضيح مرتبتها العلمية وقد يربطون بعض النظريات بآيات معينة في القرآن الكريم وهنا أصل المشكلة  في هذا الأمر وذلك لأنه لوثبت فيما بعد بطلان هذه النظريات فستحصل الإساءة للآيات الكريمة التي رُبطت بالنظرية لأنه قد يتسلل الشك إلى النفوس  بصحة الإعجاز العلمي المذكور في تلك الآيات فيضعف الإيمان بقوة الإعجاز في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة وهذا ما لا يرضاه أي مسلم غيور على دينه وإسلامه .

   المبالغة في العلاج بالبرمجة اللغوية العصبية و الماكروبيوتك

عندما يتحدث المدربون عن البرمجة العصبية يبالغون كثيرا في مدح نتائجها حيث يقولون أن فيها علاجا كاملا لجميع ما يعتري النفس البشرية من ضعف وجبن وخوف من المستقبل وعدم ثقة بالنفس وغيرها من  المشاكل النفسية التي يمر بها أغلب الناس .

تُرفض هذه المبالغة من الناحية النفسية لأن استجابة الناس لأي منهج  يدرس لهم  تختلف فيما بينهم بحسب اختلاف نفوسهم وقدرتهم على التفاعل مع المادة المعطاة لهم , وإمكانية تطبيقها في حياتهم . وكذلك لأن علاج الحالات النفسية سلوكيا(1)يتطلب علاجا دقيقا لكل شخص بحسب ظروفه والأسباب التي أدت إلى تعرضه للحالة التي يعاني منها حتى يتم إعطاء العلاج السلوكي المناسب له والنصائح المفيدة لينجح العلاج بإذن الله تعالى .

أما العلاجات الموحدة لمجموعات  كبيرة بوقت واحد فلا تنفع إلا مع أعداد محدودة من الناس أما الغالب منهم فلن يجدوا نتائج مرضية.

______________________________________ 1- العلاج السلوكي نوع من العلاج النفسي يحاول استبعاد و تعديل السلوك المشكل عن طريق استخدام التشريط التقليدي والإجرائي.

 و هذه المبالغة مرفوضة علميا أيضا لأن نتائج أفضل وأنجح التجارب النفسية المطبقة على عينة من المجتمع لا تحقق غالبا كل ما يرجوه منها العالم أو المعالج الذي قام بالتجربة بل يظهر فيها بعض الأخطاء أو السلبيات .

و ينطبق الأمر نفسه على المعالجين بالطب البديل أو الماكروبيوتك الذين يبالغون في مدح  فوائد النباتات التي يتكلمون عنها فإن تحدث أحدهم عن الزنجبيل جعل فيه الشفاء التام لكل الأمراض وإن تكلم  آخر عن البردقوش أو حتى الفجل جعله شفاءً من كل داء نفسي وعضوي  ,وإذا جاء  ذكر العسل أصبح هو الشفاء من كل داء وخاصة إذا تم وضعه على السُرة  كما انتشر في الآونة الأخيرة , وقد نشأ خلاف حول وضع العسل على السُرة حيث  اعتبره بعض العلماء جائزا لا حرج فيه وقال آخرون أنه من الخزعبلات لارتباطه بالطب الصيني وكان القول الفصل في أمره  للدكتورة فوز كردي التي أوضحت في تغريدة على حسابها في تويتر أنه (( إذا كان ملحقا بفلسفة الشاكرات فلا يجوز،وإن كان غير هذا فلا بأس من تجربته وقالت أن الادعاءات المبالغة لنتائجه في كل الأمراض تشعر بزيفه  )) .

وقد تبين بالإطلاع على أنواع الشاكرات وجود شاكرا موجودة في منطقة السرة

وتسمى شاكرا السرة وهي : مسؤولة عن: الأمعاء الدقيقة و الغليظة ,الإمساك التهاب الزائدة الدودية، انخفاض الحيوية العامة في الجسم و أمراض أخرى مرتبطة بها ,وهذا يؤكد ارتباط العلاج بالعسل على السرة بفلسفة الطاقة الكونية والشاكرات التي يتم عبرها استمداد الطاقة ولذلك فالأولى تركه خروجا من الخلاف , وهذا رسم توضيحي لمنطقة شاكرا السرة حسب المفهوم الصيني لمناطق الشاكرات .

ولا تقتصر  المبالغة في البرمجة على أنواع العلاجات بل إنها تشمل كل شيء يروج له  المبرمجون فهذا جيفري جيتومر يعتبر اقتناء كتابه < التوجه الإيجابي الفعال > من أعظم الفرص في الحياة التي تضمن السعادة فيقول :

 (( إن أكبر آمالي هو أن تنتهز هذه الفرصة حتى تصحو كل صباح وأنت أسعد إنسان على سطح هذا الكوكب ,حتى لو كان السقف الذي يعلوك قد تداعى عليك أثناء نومك  )) (1)  وأمله هذا يناقض طبيعة البشر في التألم والحزن عند المصائب فكيف يسعد من تهدم بيته فوق رأسه ؟؟ومن منا لا يحزن و لا يشعر بالكآبة والأسى عند فقد شخص عزيز على قلبه أو شيئا من ممتلكاته الثمينة سواء بقيمتها المادية أو المعنوية ,وكيف لنا ألّا نحزن إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أصبر الناس وأرضاهم بقدر الله قد حزن عند وفاة ابنه إبراهيم وعبر عنه بقوله : " وإنا على فراقك يا إبراهيم لمحزونون  " (2)

وهذا لا يعني الاستسلام للحزن الذي يلحق بجسم الإنسان أمراضا

______________________________________

الكتاب الذهبي الصغير للتوجه الإيجابي الفعال , لجيفري جيتومر .

رواه البخاري .

عديدة كمرض السكري وقرحة المعدة وارتفاع ضغط الدم وغيرها من الأمراض الخطيرة وإنما المقصود هو أن الإنسان بفطرته يحزن عند وقوع المصائب فكيف يأمل  منه جيفري أن يكون سعيدا وقد تداعى عليه سقف بيته !!! .

                  التَخاطر الذهني في البرمجة اللغوية العصبية

 التخاطر في البرمجة اللغوية : هو مصطلح صاغه فريدرك مايرز عام 1882يشير إلى المقدرة على التواصل ونقل المعلومات من عقل إنسان إلى عقل إنسان آخر , أي أنه يعني القدرة على اكتساب معلومات عن أي كائن واعي آخر , وقد تكون هذه المعلومات أفكار ومشاعر ,وقد تم استخدام هذه الكلمة في الماضي لتعبر عن انتقال الفكر.

و بمعنى آخر هو ظاهرة روحية يتم من خلالها التواصل بين الأذهان والأفكار والمشاعر بدون الاتصال بالحواس ويتم باستقبال الطاقة الصادرة عن عقل شخص ما وتحليلها في عقل المستقبل , مثل إحساس الأم بأطفالها عندما يحصل لهم مكروه وهم بعيدين عنها .

يقول مدربو البرمجة اللغوية أن التَخاطر يحتاج لصفاء الجو واعتدال الطقس وهدوء الأعصاب وصفاء الذهن ولذلك ينصحون بتمرين خاص يعين على الاتصال الذهني يبدأ بالجلوس في مكان هادئ على كرسي مريح يساعد على بقاء الظهر مستقيما ثم التفكير بالشخص المراد إرسال الرسالة الذهنية له واختيار الكلمات المناسبة بحيث تكون الرسالة واضحة وقصيرة  ثم إغماض العينين والاسترخاء والتنفس بطريقة <الها> (1) بحيث يكون الشهيق من الأنف والزفير من الفم ويتم ذلك مع التركيز التام على الرسالة الذهنية و عند الانتهاء من التنفس يجب وضع اليد اليمنى على الجبين و اليسرى  على مؤخرة الرأس مع التركيز على وسط الجبين لأنه منطقة الحاسة السادسة (شاكرا العين الثالثة )  ثم استشعار الهالة المحيطة بالجسم , وتخيل الشخص المراد إرسال الرسالة له في مكان قريب نوعا ما , ثم البدء بتخيله يقترب أكثر فأكثر مع النظر إلى هالته المحيطة به والتركيز على ملامح وجهه وكأنه موجود أمامه بالفعل , ثم الحرص على إتمام  الخطوة الحاسمة في حدوث التخاطر ووصول الرسالة لهذا الشخص , وهي تخيله يخرج من هالته ويدخل بهالة الشخص الذي يقوم بالتخاطر ثم الإمساك بيده وإخباره بالرسالة  وانتظار الإجابة التي قد تأتي في نفس اللحظة أو في وقت آخر أو تأتي أثناء النوم في صورة حلم ,ثم تركه  يخرج من هالة المتخيل ليعود لهالته و النظر إليه وهو يبتعد مع التنفس بعمق  بطريقة <الها> وفتح

______________________________________

تنفس الها هو شكل من أشكال التنفس العميق يهدف لتفريغ الطاقات السلبية وتوفير الهدوء والتركيز .

العينين في نهاية المطاف  (1).

يستشهد أغلب المدربين لإقناع الناس بصحة التخاطر بقصة عمر بن الخطاب رضي الله عنه والقائد سارية بن زنيم الذي أمَّره عمر بن الخطاب  لقيادة  الجيش الذي سيَّره إلى فارس سنة ثلاث وعشرين هجرية ، ففي يوم الجمعة و في نفس الوقت الذي لاقى فيه  جيش المسلمين الفرسَ في بطن وادٍ - بجوار جبل- و قد أوشكوا  فيه على الهزيمة , ألهم الله تعالى  عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو يخطب خطبة الجمعة ، أن ينادى  : (يا سارية الجبل ) ، ثم ألقى الله عز وجل صوته في سمع سارية فانحاز بالناس إلى الجبل وقاتلوا العدو من جانب واحد وفتح الله عليهم وتم النصر .  

وبعد انتهاء المعركة أتى رسول سارية فأخبر عمر بن الخطاب بأنهم كانوا في مأزق ثم سمعوا صوتا ينادي يا سارية الجبل وأنهم لجؤوا  إلى الجبل وانتصروا بفضل الله . (2)

______________________________________

منقول بتصرف من موقع الباب الملكي لفهم نفسك والآخرين .

القصة موجودة في السلسلة الصحيحة للألباني.

هذه الحادثة حصلت  مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه مرة واحدة في حياته ولم تتكرر لأنه رضي الله عنه لم يكن  يملك القدرة على تكرارها بل كان يرسل الرسل إلى ولايات الدولة الإسلامية لإيصال أوامره وتعليماته في الحكم ,وما حدث معه يفسرُ وفق الحديث الشريف : " إنه قد كان فيما مضى قبلكم من الأمم محدثون وإنه إن كان في أمتي منهم فإنه عمر بن الخطاب  " (1)   

وكلمة محدث تعني الملهم وهو من أُلقيَ في نفسه شيء ما على وجه الإلهام والمكاشفة من الملأ الأعلى أو هو من يجري الصواب على لسانه بلا قصد منه وهذه كرامة يكرم الله بها من يشاء من صالح عباده وهي منزلة جليلة من منازل الأولياء .

أما إحساس الأم بأولادها عند وقوع المصائب فقد تكون من رحمة الله بها لتتقبل الأمر عند علمها به و صورة من صور الإكرام الإلهي لعباده والله أعلم.

___________________________________________

متفق عليه.

جميل في نهاية الحديث عن البرمجة اللغوية العصبية أن تُنقل تجربة معهد بحوث الجيش الأمريكي عام 1991م الذي قرر  بعد عدة سنوات من التعاقد مع مجموعة من المبرمجين لتطوير قدرات الجيش الأمريكي التأكدَ من  فائدة البرمجة اللغوية العصبية في تحسين أداء الجنود  فطلب من الأكاديميات القومية للعلوم و الهندسة والطب و البحث العلمي التي تعتبر بمثابة مستشارة الأمة الأمريكية التحري في الأمر , فاستجابت الأكاديميات للطلب وكونت فريقا علميا يملك  كفاءات خاصة متميزة فقدم الفريق ثلاثة تقارير الأول عام 1988ورد فيه ((أن اللجنة وجدت أنه ليس هناك شواهد علمية لدعم الإدعاء بأن ال NLpفعالة للتأثير على الآخرين , وليس هناك تقويم لل NLpكنموذج لأداء الخبير )) ثم استمر البحث والتحري لمدة ثلاثة سنوات أخرى وقُدِم التقرير الثاني الذي أيد نتائج التقرير الأول و مفاده  أنه  (لا يوجد دليل علمي واضح على أن برامج البرمجة nlpلها فاعلية إستراتيجية في التأثير بالآخرين ) فقرر الجيش الأمريكي ما يلي :

إيقاف بعض البرامج.

منع انتشار البعض الآخر .

تهميش الباقي .

وبعد 3 سنوات أخرى أي في عام 1994 اكتفى التقرير الثالث بما قدم في التقريرين الأول والثاني . (1)

إن نتائج عدة سنوات من البحث والتحري من أكاديميات رائدة في مجال البحث العلمي والتحري كفيلة لإقناع كل ذي رأي سديد وعقل حكيم بضرورة تجنب ما قلّ نفعه وكثُر ضرره  .

______________________________________

موقع مجمع الأمل للصحة النفسية بالرياض .

 آراء العلماء في البرمجة اللغوية العصبية

أكد فضيلة الشيخ عبد الرحمن بن صالح المحمود على ضرورة إيقاف دورات البرمجة اللغوية التي تصرف الناس عن هدي الدين الحق إلى تطبيقات ظاهرها النفع ونهايتها الإلحاد.                                          

 وقال الشيخ محمد صالح المنجد عن البرمجة اللغوية  :  ((أي راحة هذه التي يريد بعض أتباع الـ NLP وغيرها أن يدخلوا المسلمين في متاهاتها؟؟؟!!! استرخِ.. احلم.. وتخيل..! ثم إذا أوقظت للعمل ثاني يوم، وإذا واجهت الواقع راحت الأحلام والخيالات!! أتضحك على نفسك؟!! ما هذا الهراء الذي يقولونه.... فعلاً إنها مأساة عقل )) (1) 

وقالت الدكتورة فوز كردي بالمختصر المفيد  (( لا لل nlp  ونعم للإرشاد النفسي الاجتماعي الصحيح  ))

كما أنها حذرت من إدخال تطبيقات البرمجة اللغوية في حفظ القرآن في موقعها الفكر العقدي الوافد بقولها :

        ((التدريب على تطبيقات البرمجة اللغوية العصبية ومحاولة

_____________________________________

موقع طريق الإسلام للشيخ سفر بن عبد الرحمن الحوالي , فتاوى العلماء في التحذير من البرمجة اللغوية العصبية.

جعلها منهجا حياتيا يوميا ، أو نافعا في أداء العبادات كحفظ القرآن أو الخشوع أو نحو ذلك هو في الحقيقة أخطر من التدريب عليها كبرنامج مستقل لأنه يروج لفكر باطني ينبغي أن يحذّر منه وإن لم يعرف أهله أو لم يسمعوا قط عن اسم البرمجة اللغوية العصبية ، إذ العبادة وطريقتها لا تؤخذ إلا من منهج النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين المهديين رضوان الله عليهم أجمعين . ومنهجنا في حفظ القرآن منهج صحابة نبينا نتلو ونستمع ونتدبر وندعو الله ونتضرع ونعمل بما تدعو له الآيات فإن تم لنا الحفظ فخير كثير  ونستمر نراجع وندعو ...ونحن بخير مادمنا على هذا المنهج فهو الذي يجعل للقرآن أثر في

حياتنا ويقربنا إلى ربنا أما غير ذلك من مناهج فلعلها تقودنا لحفظ أجوف والنبي صلى الله عليه وسلم حذر فقال : منافقو أمتي قراؤها ...فقد يكونوا حفاظ ولكنهم أهل نفاق فحذار . ))(1)

موقع الفكر العقدي الوافد.

 تطوير الذات

الذات : هي ما يملكه الشخص من مشاعر وأفكار وإمكانات وقدرات

تطوير الذات :هو منهج يعمل على تنمية واكتساب أي مهارة أو معلومة أو سلوك يجعل الإنسان يشعر بالرضا والسلام الداخلي ويعينه على التركيز على أهدافه في الحياة وتحقيقها ويعده ويجهزه للتعامل مع أي عائق يمنعه من ذلك .

وهو فرع من فروع التنمية البشرية ,انتشرت دوراته في معظم الدول العربية والغربية ولاقت إقبالا كبيرا بسبب بريق اسمها وجاذبيته فمن منا لا يرغب بتحسين  قدراته وتطوير مهاراته في زمنٍ تنوعت فيه مجالات العمل وتعددت أساليبه وتسارعت خطواته حتى أصبح اللحاق به ومواكبته أمرا يحتاج لبذل جهد بدني كبير واستعداد ذاتي نفسي منقطع النظير , ولذلك فمن المفيد حضور بعض الدورات في تطوير الذات عند المختصين بعلم النفس الاجتماعي الذين يشجعون الناس مثلا على الاهتمام  بمواهبهم  المتنوعة وتنميتها أو يعلمونهم فنون الإلقاء وفن الحوار وحسن الإصغاء والاستماع اللّذين هما أساس نجاح الحوار, مثلما  ذكر الدكتور طارق الحبيب في أحد مقالاته المتعلقة بتطوير الذات نصيحة أحد الحكماء لابنه (( يا بني تعلم حسن الاستماع كما تتعلم حسن الحديث ,وليعلم الناس أنك أحرص على أن تسمع منك على أن تقول))

وهذه أمور حسنة تنفع من يتعلمها ويمارسها في حياته اليومية , إلا أن الضرر حاصل في دورات تطوير الذات التي تركز على فكرة وجود طاقة هائلة غير محدودة داخل النفس البشرية لها القدرة على تحقيق المستحيلات ,والتي  يوصي فيها المدربون الحضور بأن يفجروا هذه الطاقة الكامنة في نفوسهم وأن يطلقوها إلى خارج محيط النفس البشرية كي يحققوا النجاح والتفوق الذي يهدفون له , و يستعملون مجموعة من الكلمات والجُمل الحماسية مثل  : ((انهض ,ارفع مقاييسك , حطم الحدود , حياتك كتابك وأنت تسطر ما فيه  ,أنت قدوة ولن تقاد , أخرج العملاق من داخلك .......}وغيرها من العبارات التشجيعية التي تخفي في خباياها الكثير من الضلال والمخالفة للقرآن الكريم مثل عبارة {حطم الحدود} فهي عبارة مطلقة واسعة الأفق كثيرة المعاني وقد يدرك البعض المعنى الصحيح لها وهو تحطيم حدود العجز والكسل وضعف الهمة عن السعي للأهداف وربما  يفهمها آخرون _وخصوصا المراهقون _بطريقة خاطئة تشمل  تحطيم حدود الشرع والدين أو نظام الحكم في البلد الذي يعيشون فيه ,وهنا يظهر سوء إطلاق هذه العبارات بدون  تقييدها بمعاني محددة واضحة لا لبس فيها ,لأن عدم توضيحها يؤدي إلى

الضرر بالأفراد وإفساد الشعوب ونشر الفساد في الأرض .

وكذلك  عبارة  ((  حياتك كتابك وأنت تسطر ما فيه )) التي تشير إلى أن الإنسان هو من يصنع قدره بنفسه حسب ما يريده ووفق ما يقوم به من أعمال فأين الإيمان بالقضاء والقدر؟؟ وأين اليقين بأن المتصرف بالكون هو الله وحده لا شريك له , وأن المسلم إنما يسعى لما يريده ويعمل ويأخذ بالأسباب ثم يدعو الله أن ييسر له ما سعى إليه فإن حصل ما أراده  الله حمد الله على فضله وإن لم يحصل صبر واحتسب أجر العمل .

وهكذا لو دققنا في عبارات تطوير الذات لوجدنا في كثير منها  ما يخالف الإسلام  مثل سؤال جوزيف ميرفي (( كيف تحقق المعجزات في حياتك ؟؟؟ )) الذي وجهه للقارئ  في كتابه قوة عقلك الباطن ثم أجاب عليه بقوله (( عندما تبدأ في استغلال القوة الرهيبة لعقلك الباطن فسوف تحدث لك المعجزات  )) .

وهو لا يطلق كلمة المعجزات على ما يصعب تحقيقه من غايات وأهداف وإنما يعني بها الأشياء الخارقة للعادة ولطبيعة البشر والتي لا تحدث إلا نادرا وهي عندما تحصل فإنها إما أن تكون معجزة لنبي من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام أو كرامة من الله لولي من أوليائه الكرام أو تكون بتأثير ساحر يدعمه الجان الذين يعينون السحرة على إضلال الناس بتمكينهم من فعل بعض الأمور الخارقة للعادة , أما أن يأتي رجل عادي ليحقق المعجزات كما يدعي ميرفي فهذا مالا يمكن حدوثه, لأن قدرات الإنسان مهما بلغ مداها  تبقى محدودة بضوابط معينة في هذا الكون العظيم الذي يحكمه الله تعالى بسنن وقوانين ثابتة لا يمكن للإنسان أن  يتجاوزها أو أن يتحداها مهما أوتيَ من قوة .

كما أن المبالغة بتعظيم قدرات الإنسان لهذه الدرجة الكبيرة وتعزيزها بعبارات { أنا قوي , أنا قادر , أنا عبقري .....} يورث الكبر والغرور وسخط الله عز وجل كما حصل مع قوم عاد الذين تكبروا في الأرض لأنهم ظنوا أن قوتهم تنبع  من أنفسهم وليست فضلا من الله عز و جل عليهم وقالوا : { من أشد منا قوة ...} كما ورد في الآية 15 من سورة فصلت :

{فأما عاد فاستكبروا في الأرض بغير الحق وقالوا من أشدّ منّا قوةً أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشدّ منهم قوةً وكانوا بآياتنا يجحدون}

إن غرورَ قوم عاد أوردهم المهالك وأغرق قصورهم الشامخة بطبقات كثيفة من الرمال كما خُسف بقارون وملكه العظيم  بسبب

قوله : {إنما أوتيته على علمٍ عندي }(1) , بينما استمر ملك نبي الله سليمان عليه السلام الذي تواضع لربه وعرف فضله عليه وقال:                 { هذا من فضل ربي } (2) .

فالتواضع لله تعالى من سمات المؤمنين الناجحين في حياتهم مثل خليفة المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي حكم الأمة الإسلامية بأكملها فزاده الحكم تواضعا  ورقةً وخوفا من عقاب الله عز وجل إن هو فرط في مسؤوليته تجاه أمته ,ولنستمع لأنس ابن مالك وهو يحدثنا عن تقوى عمر بن الخطاب وتوبيخه لنفسه في الحديث الموقوف: سمعت عمر بن الخطاب يوما وخرجت معه حتى دخل حائطا , فسمعته يقول وبيني وبينه جدار : عمر بن الخطاب أمير المؤمنين !بخٍ : (بخ  للتوبيخ ) والله لتتقين الله أو ليعذبنك .

وهكذا كان نهج الخلفاء الراشدين ومن تبعهم من القادة والصالحين خدموا أمتهم وحققوا إنجازات عظيمة بثقتهم بربهم وتواضعهم له .

_____________________________________

سورة القصص الآية 78.

سورة النمل الآية 40.

 تحليل الشخصية

احتل أمر  تحليل الشخصية في الفترة الأخيرة جانبا كبيرا من اهتمامات الناس فأصبحنا نسمعه في أحاديث المجالس ونقرؤه في  المنتديات والمواقع الإلكترونية ونجده متوافرا في ألعاب التطبيقات المختلفة وقد تنوعت أساليبه بين التحليل عبر الخط والتوقيع أو الأسماء والرسوم والألوان وغيرها أو عن طريق  مراقبة السلوك الإنساني وفق معايير طبية نفسية دقيقة ولا شك أن النوع الأخير مفيد جدا في تحسين سلوك المرء أو علاج بعض الأمراض النفسية السلوكية , ونجد هذه الاختبارات في المواقع الطبية الموثوقة مثل موقع ويب طب الذي يطرح مجموعة كبيرة من تحليلات الشخصية المفيدة لمن يختبر شخصيته وفقها كاختبار

هل أنت حساس ؟؟ ففيه تأتي الأسئلة منطقية متناسبة مع هدف الاختبار مثل السؤال (هل تميلون إلى إظهار المودة لأصدقائكم؟؟؟) وتكون خيارات الأجوبة متعلقة بدرجات الحساسية عند معظم الناس والمتفاوتة بين ضعف الحساسية وشدتها مثل :

استخدم كلمات المودة دائما .

قليلا ما أبدي المودة للآخرين .

لا فالصداقة لا يتم التعبير عنها بالمودة .

ثم تأتي النتيجة لتحدد درجة الحساسية عند الشخص الذي يجري الاختبار بدرجة قريبة من الحقيقة مما يعطي مصداقية لهذه الاختبارات وثقة بالمواقع أو الأطباء والأشخاص القائمين عليها .

ومن المفيد تجربة مثل هذه الاختبارات كاختبار هل تسعى للكمال ؟ أو اختبار هل تتبع أسلوب حياة صحي ؟ وذلك للاستفادة من النصائح المعطاة بعد كل نتيجة من النتائج .

يوجد كذلك نوع آخر من الاختبارات في المواقع الالكترونية لا يعتمد على دراسات نفسية ولا تساؤلات منطقية إنما هو محض إضاعة للوقت واستخفاف بالعقول قائم على الجهل والهزل مثل اختبار :

أيّ طبق معكرونة أنت ؟؟؟!!!!!

أي : ما هو نوع المعكرونة  الذي يعبر عن شخصيتك

وتأتي فيه الأسئلة عامة مثل سؤال :ما الذي تفعلينه عند الاستيقاظ صباحا ؟؟

كيف تفضلين شرب قهوتك ؟؟ ثم تكون النتيجة أحد أنواع المعكرونة  كالمعكرونة بالخضار مثلا .

وما أكثر هذا النوع من الاختبارات التي لا تعد ولا تحصى مثل اختبار أي وجه سمايلي يعبر عن شخصيتك أو أي نوع من البهارات يناسب شخصيتك ؟

والذي من  أسئلته مثلا  بماذا يلقبك أصدقاؤك ؟؟وخيارات الإجابة عنه :

الألماسة النادرة

دينامو المجموعة

الحالمة

وهذه الخيارات تدل على مدى استخفاف القائمين عليها بعقول الناس ثم تكون النتيجة  أحد أنواع البهارات كالزنجبيل على سبيل المثال مع شرح توضيحي لسبب اختياره  كقولهم بأن الزنجبيل ذو تأثير نشِط على الإنسان ويناسب الشخصية النشيطة .(1)

ومن الإسفاف في التفكير ربط شخصية الإنسان بنوع من الأطباق أو

______________________________________

موقع كويزات.

البهارات أو الفاكهة ومن الجهل تصديق هذه الترهات .

ولا ينتهي الأمر عند حدود الجهل والهزل بل يتعداه لما هو أسوأ وأخطر على الدين والعقيدة ألا وهو تحليل الشخصية المرتبط بالكهانة والعرافة فهذا النوع منتشر- بكل أسف - بكثرة بين الناس و مثاله الاختبار : في أي زمن كان يجب أن تولد ؟؟

أو الاختبار : ما هو النجم الذي يجب أن يكون هو زوجك من مشاهير هوليود ؟ (1)

وهذا نوع  من الكهانة لأن فيه ذكر للماضي و تنبؤ بالمستقبل ومعلوم بالشرع أن الكهانة هي ادعاء علم الغيب بوساطة استخدام الجن , وإن لم نستطع هنا معرفة كونهم يستخدمون الجن أم لا فيكفي ادعائهم علم الغيب لتجنبهم وللابتعاد عن تجربة   اختباراتهم في تحليل الشخصية , وخصوصا الاختبارات التي تتم عن طريق الأسماء والألوان والخط والتوقيع وتاريخ الميلاد التي لا خلاف في كونها من الكهانة , وقد أجاب  الشيخ عبد الرحمن السحيم عندما

_____________________________________

موقع كويزات.

سئل عن تحليل الشخصية بالأسماء بالتالي :

 ((  وأما تحليل الشخصيات من خلال الأسماء فهذا ضرب من الكهانة , وباب من أبواب الكذب ويشتد الأمر سوءا إذا نسب ذلك إلى السعادة والشقاوة . ))   (1)

وكذلك سؤل الشيخ صالح الفوزان حفظه الله عن تحليل الشخصية عبر الخط فقال :

 ((  هذا من الشعوذات والتخرص وهو يدخل في أعمال ادعاء علم الغيب , ادعاء علم الغيب يتخذون له وسائل يزعمون أنهم يتوصلون بها إلى علم المغيبات والأسرار وغير ذلك وهذه لا يلتفت إليها ولا يعبأ بها لأنها من الخرافات )) (2)

______________________________________

منتديات مشكاة .

موقع صفحة نايف الإسلامية .

 الخاتمة

أخي القارئ الكريم :

لقد وضعت بين يديك نبذة صغيرة عن الطاقة والبرمجة اللغوية العصبية , هدفت منها توضيح خطر أفكارهما على العقيدة الإسلامية , فإن كنت قد وفقت فيما سعيت له فبفضل الله ورحمته وإن أخفقت في مسعاي فأتمنى أخي القارئ أن تتوسع في الإطلاع على هذا الموضوع في كتب ومواقع أهل العلم الذين أفاضوا في الحديث عنه وعن جذوره العقدية الفلسفية القديمة فإن حصلت لك القناعة بشره فسر في ركب المحذرين منه لإنقاذ الأمة من السقوط في مستنقع الجهل المعاصر الجديد الذي بات يتسع ويتسع حتى كاد يهلك الكثير من أبناء أمتنا بأسلوب عصري يدعي الحداثة ويلبس زورا ثوب العلم والتطوير .

عافانا الله منه وحفظ الأمة الإسلامية من كل شر مستطير .