×
كثير من الناس اليوم لا يهتمون بمسألة الإكثار من فضائل الأعمال والطاعات لاعتقادهم أنهم مكلفون بالفرائض فقط ولكن المسلم في حاجة إلى الإتيان بالفضائل لكسب محبة الله - عز وجل - ولتعويض النقص الذي يقع منه عند أداء الفرائض بالإضافة إلى أن الإكثار من الطاعات والحسنات سبب لمحو السيئات ، وهذا الكتاب يحتوي على جملة من فضائل الأعمال والأقوال التي وردت عن رسول الله - صلي الله عليه وسلم -.

 فضائل الأعمال

القسم العلمي بمدار الوطن


 المقدمة

الحمد لله الذي هدانا للإسلام، وأكرمنا بسنة خير الأنام، ووفقنا لطاعته ومرضاته، والصلاة والسلام على رسوله محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:

فمن نعم الله تعالى على عباده أن شرع لهم أعمالاً وأقوالا من أتى بها حصل له الفضل والأجر والثواب من الله تعالى في الدنيا والآخرة.. ولما كانت الأعمال تتفاوت في الفضل والأجر فبعضها أفضل من بعض كان ضروريًا أن يفتش المسلم عن أفضلها وأعظمها أجرًا ليكثر من الاستزادة منها ليزداد رصيده من الحسنات ويثقل ميزانه.

ولما كان كثير  من الناس اليوم لا يهتمون بمسألة الإكثار من فضائل الأعمال والطاعات لاعتقادهم أنهم مكلفون بالفرائض فقط، رأينا أن نلفت النظر إلى أن المسلم في حاجة إلى الإتيان بالفضائل لكسب محبة الله تعالى ولتعويض النقص الذي يقع منه عند أداء الفرائض بالإضافة إلى أن الإكثار من الطاعات والحسنات سبب لمحو السيئات كما قال تعالى: ﴿إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ﴾ [هود: 114] .

من أجل كل هذه الأسباب رأينا أن نذكر في هذا الكتيب جملة من فضائل الأعمال والأقوال التي وردت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حاثّين إخواننا على الالتزام بها، والسعي في تحصيلها والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.

الناشر


 هؤلاء هم السابقون المقربون

هِمَمُ الناس في العبادة تختلف؛ فمنهم سابق بالخيرات، يؤدي فرائض الله ويترك نواهيه، ويكثر من التقرب إليه بفضائل الأعمال، لا يترك باب طاعة إلا ولجه، ولا باب معصية إلا أغلقه، ومنهم مقتصد، يؤدي الفرائض فقط ويترك النواهي، وليس له حب فيما عد ذلك. ومنهم ظالم لنفسه يخلط عملاً صالحًا وآخر سيئًا فهو على شفا حفرة من الهلاك.

وأقرب هذه الأصناف إلى الله تعالى الصنف الأول، وهم السابقون المقربون، الذين لا يكتفون بأداء الفرائض، وإنما يكثرون من التطوع بفضائل الأعمال، ويجتهدون في نوافل الطاعات. ولا يزالون يتقربون إلى الله بنوافلهم حتى أحبهم الله كما قال تعالى في الحديث القدسي: «لا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها».

فالإكثار من فضائل الأعمال بعد إتيان الفرائض يوجب القرب من الله تعالى والزلفى لديه، والحظوة منه، ولو لم تكن هناك فائدة من الاستزادة من الأعمال الفاضلة إلا محبة الله لكفى.

 فضائل الأعمال تزيد العمر

إن حياة المسلم في الدنيا محدودة ومعدودة بسنوات وأيام بل وثوان لا يستطيع أن يزيد فيها لحظة واحدة، ومهما بلغ حرص المسلم وجهده لكسب الحسنات وتحصيل الخيرات، فلا يزال عمره قصيرًا موازنة بأعمار الأمم السابقة، ولهذا دلنا الرسول - صلى الله عليه وسلم - على كثير من الأعمال الفاضلة التي يزيد أجرها ويتضاعف رغم ما يُبذل فيها من وقت قليل وجهد ضعيف، وتنوعت هذه الأعمال وتعددت مما يشوق المسلم على العمل، ويبعث على الاجتهاد والاستزادة وبهذا يطول عمر المسلم ويزاد بركة، وهذا معنى حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «من أحب أن يبسط له في رزقه، وأن ينسأ له في أثره فليصل رحمه»([1]) .

 كن من أهل الفضائل

قال الإمام النووي: اعلم أنه ينبغي لمن بلغه شيء من فضائل الأعمال أن يعمل به ولو مرة واحدة؛ ليكون من أهله، ولا ينبغي أن يتركه مطلقًا بل يأتي بما تيسر منه؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحديث المتفق على صحته: «إذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم».

فلا يجوز أبدًا التهاون بهذه الفضائل، فهي تقوي الإيمان وترسخه، وتكون سببًا في ازدياده، كما أنها تورث الجنان وتنجي من النيران، وترفع الدرجات، وتزيد في الحسنات التي تنفع في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم. وهيهات أن يبقى إيمان بكماله وقوته إذا فرط المسلم في الفضائل.


 فضائل الوضوء والمساجد

 أولاً: فضائل الوضوء:

 خروج الخطايا مع ماء الوضوء:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «إذا توضأ العبد المسلم أو المؤمن فغسل وجهه خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه مع الماء أو مع آخر قطر الماء فإذا غسل يديه خرج من يديه كل خطيئة كان بطشتها يداه مع الماء - أو مع آخر قطر الماء- فإذا غسل رجليه خرجت كل خطيئة مشتها رجلاه مع الماء – أو مع آخر قطر الماء- حتى يخرج نقيًا من الذنوب».([2]) .

 غرًّا مُحجلين:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «إن أمتي يُدعون يوم القيامة غرًّا محجلين من آثار الوضوء، فمن استطاع منكم أن يُطيل غُرته فليفعل»([3]) .

 الوضوء حلية المؤمن:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء»([4]) .

 فضل إسباغ الوضوء:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟» قالوا: بلى يا رسول الله، قال: «إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة؛ فذلكم الرباط، فذلكم الرباط»([5]) .

 المحافظة على الوضوء:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «استقيموا ولن تحصوا، واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة، ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن»([6]) .

 الذكر بعد الوضوء:

وقال - صلى الله عليه وسلم -: «من توضأ فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، إلا فُتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء»([7]) .

 صلاة ركعتين بعد الوضوء:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «من توضأ نحو وضوئي هذا ثم قام فركع ركعتين، لا يُحدث فيهما نفسه، غفر له ما تقدم من ذنبه» وقال: «ما من مسلم يتوضأ فيحسن وضوءه ثم يقوم فيصلي ركعتين، مُقبل عليهما بقلبه ووجهه إلا وجبت له الجنة»([8]) .

 ثانيًا فضائل المساجد:

 فضل بناء المساجد:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «من بنى مسجدًا يبتغي به وجه الله بنى الله له مثله في الجنة»([9]) .

 أحب الأماكن إلى الله:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «أحب البلاد إلى الله مساجدها، وأبغض البلاد إلى الله أسواقها»([10]) .

 فضل المساجد الثلاثة:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «لا تُشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجد الرسول - صلى الله عليه وسلم -، ومسجد الأقصى»([11]) .

 فضل الصلاة في الحرمين:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام»([12]) .

 الصلاة في مسجد قباء:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «من تطهر في بيته ثم أتى مسجد قباء فصلى فيه، كان له كأجر عمرة»([13]) .

 الغدو والرواح إلى المساجد:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له نُزلا في الجنة كلما غدا أو راح»([14]) .

 بشر المشائين:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة»([15]) .

 فضائل الأذان والصلاة

 أولا: فضائل الأذان.

 الأذان يطرد الشيطان:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «إذا نودي للصلاة أدبر الشيطان وله ضراط حتى لا يسمع التأذين، فإذا قضي النداء أقبل حتى إذا ثُوب بالصلاة أدبر، حتى إذا قضي التثويب أقبل..» ([16]) .

 المؤذن أطول الناس عنقًا:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «المؤذنون أطول الناس أعناقًا يوم القيامة»([17]) .

 القرعة على الأذان:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا..» ([18]) .

 رفع الصوت بالأذان:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «المؤذن يغفر له مدى صوته ويشهد له كل رطب ويابس..» ([19]) .

 الدعاء بين الأذان والإقامة:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «الدعاء لا يُرد بين الأذان والإقامة»([20]) .

 ثانيًا: فضائل الصلاة:

 المحافظة على الصلوات الخمس:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «أرأيتم لو أن نهرًا بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات، هل يبقى من درنه شيء؟» قالوا: لا يبقى من درنه شيء. قال: «فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا»([21]) .

 المحافظة على الصلاة في وقتها:

عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أي الأعمال أفضل؟ قال: «الصلاة لوقتها..» ([22]) .

 المحافظة على صلاة الجماعة:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة»([23]) .

 المحافظة على صلاة الفجر والعصر:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «من صلى البردين دخل الجنة»([24]) .

 المحافظة على صلاة الجمعة:

وقال - صلى الله عليه وسلم -: «الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات لما بينهم إذا اجتنُبت الكبائر»([25]) .

 الحرص على الصف الأول:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها»([26]) .

 المحافظة على السنن الراتبة:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «ما من عبد مسلم يصلي لله تعالى كل يوم ثنتي عشرة ركعة تطوعًا غير فريضة إلا بنى الله له بيتًا في الجنة»([27]) .

 التطوع في البيت:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «إن خير صلاة المرء في بيته إلا الصلاة المكتوبة»([28]).

 الحرص على صلاة العيد في المصلى:

وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخرج يوم الفطر والأضحى إلى المصلى([29]).

 فضل صلاة الليل:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل»([30]) .

 صلاة المرأة في بيتها:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في حجرتها، وصلاتها في مخدعها أفضل من صلاتها في بيتها»([31]) .

 صلاة الضحى:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة، فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، ويجزئ من ذلك كله ركعتان يركعهما من الضحى»([32]) .

 ركعتا الفجر:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها» وفي رواية: «لهما أحب إلي من الدنيا جميعًا»([33]) .

 انتظار الصلاة بعد الصلاة:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «إن أعظم الناس أجرا في الصلاة أبعدهم إليها ممشى فأبعدهم، والذي ينتظر صلاة حتى يصليها مع الإمام أعظم أجرًا من الذي يصليها ثم ينام»([34]) .

 فضائل الصيام والحج والعمرة

 أولاً: فضائل الصيام:

 الريان خاص بالصائمين:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «إن في الجنة بابًا يقال له الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد»([35]) .

 الصيام كفارة للذنوب:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات لما بينهم  إذا اجتنبت الكبائر»([36]) .

 صيام رمضان:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه»([37]) .

 قيام رمضان:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «من قام رمضان إيمانا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه»([38]) .

 قيام ليلة القدر:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه»([39]) .

 الاهتمام في العشر الأواخر:

كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا دخل العشر أحيا ليله وأيقظ أهله وشد مئزره([40]) .

 العمرة في رمضان:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «عمرة في رمضان تعدل حجة أو حجة معي»([41]) .

 تفطير الصائم:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «من فطر صائمًا كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئًا»([42]) .

 تعجيل الفطر:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر»([43]) .

 السحور:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «تسحروا فإن في السحور بركة»([44]) .

 صيام ثلاثة أيام من كل شهر:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «من صام من كل شهر ثلاثة أيام فذلك صيام الدهر»([45]) .

 صيام يوم عرفة:

سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن صيام يوم عرفة فقال: «يكفر السنة الماضية والباقية»([46]) .

 صيام ست من شوال:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «من صام رمضان ثم أتبعه ستًا من شوال كان كصيام الدهر»([47]) .

 صيام يوم وإفطار يوم:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «إن أحب الصيام إلى الله صيام داود، كان يصوم يومًا ويفطر يومًا»([48]) .

 ثانيًا فضائل الحج والعمرة:

 الحج من أفضل الأعمال:

سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أي العمل أفضل؟ قال: «إيمانٌ بالله ورسوله» قيل: ثم ماذا؟ قال: «الجهاد في سبيل الله» قيل: ثم ماذا؟ قال: «حج مبرور»([49]) .

 الحج المبرور:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة»([50]) .

 الحج يهدم ما كان قبله من الذنوب:

قال - صلى الله عليه وسلم - لعمرو بن العاص: «أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله، وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها، وأن الحج يهدم ما كان قبله»([51]) .

وقال - صلى الله عليه وسلم -: «من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه»([52]) .

 الطواف بالبيت:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «من طاف بالبيت سبعًا وصلى ركعتين كان كعتق رقبة»([53]) .

 فضل يوم عرفة:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدًا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يُباهي بهم الملائكة، فيقول: ما أراد هؤلاء؟»([54]) .

 تابعوا بين الحج والعمرة:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «تابعوا بين الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب، كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة، وليس للحج المبرور جزاء إلا الجنة»([55]) .

 وفد الله:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «الغازي في سبيل الله، والحاج والمعتمر، وفد الله دعاهم فأجابوه، وسألوه فأعطاهم»([56]) .

 فضل العمل الصالح من عشر ذي الحجة:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه العشر» فقالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ فقال - صلى الله عليه وسلم -: «ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله ولم يرجع من ذلك بشيء»([57]) .

 فضائل الزكاة والصدقة والإنفاق

 أولاً: فضائل الزكاة:

 أن الله وعد مؤديها بالأجر العظيم:

قال تعالى: ﴿وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ أُولَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا﴾ [النساء :162].

وقال ﴿إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ [البقرة: 277].

 أن صاحبها يذوق طعم الإيمان:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «ثلاث من فعلهن فقد طَعم طعْمَ الإيمان: من عبدَ الله وحده وأنه لا إله إلا الله، وأعطى زكاة ماله طيبة بها نفسه، وافدة عليه في كل عام، ولم يعط الهرمة، ولا الدرنة، ولا المريضة ولا الشرط اللئيمة ولكن من أوسط أموالكم، فإن الله لم يسألكم خيره، ولم يأمركم بشره، وزكى نفسه»([58]) .

 الزكاة طهرة للمال:

عن خالد بن أسلم قال: خرجنا مع عبد الله ابن عمر رضي الله عنه فقال أعرابي: أخبرني عن قول الله ﴿وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾ قال ابن عمر رضي الله عنهما «من كنزها فلم يؤد زكاتها فويل له، إنما كان هذا قبل أن تنزل الزكاة، فلما أُنزلت جعلها الله طُهرًا للأموال»([59]) .

 فضل زكاة الفطر:

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «فرض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث، وطعمة للمساكين من أدّاها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أدّاها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات»([60]) .

 ثانيًا: فضائل الصدقة والإنفاق:

 الصدقة سبب لمغفرة الذنوب وتكفير السيئات:

قال تعالى: ﴿إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ﴾ [التغابن: 17] وقال - صلى الله عليه وسلم - لمعاذ بن جبل: «ألا أدلك على أبواب الخير» قلت: بلى يا رسول الله قال: «الصوم جنة والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار»([61]) .

 الصدقة تزيد المال ولا تنقصه:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «ما نقصت صدقة من مال وما زاد الله عبدًا بعفو إلا عزّا وما تواضع أحد لله إلا رفعه عز وجل»([62]) .

 الصدقة تظلل صاحبها يوم القيامة:

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «كل امرئ في ظل صدقته حتى يُقضى بين الناس» قال يزيد: «فكان أبو مرشد لا يخطئه يوم إلا تصدق فيه بشيء، ولو كعكة أو بصلة»([63]) .

 الصدقة الجارية تبقى للعبد بعد موته:

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا مات العبد انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له»([64]).

 الصدقة تطفئ غضب الرب سبحانه:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «صنائع المعروف تقي مصارع السوء، وصدقة السر تطفئ غضب الرب، وصلة الرحم تزيد في العمر»([65]) .

 أفضل الصدقة:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى وابدأ بمن تعول»([66]) .

 فضل الصدقة وإن كانت قليلة:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «اتقوا النار ولو بشق تمرة، فإن لم تجدوا فبكلمة طيبة»([67]) .

 فضل النفقة على الأهل:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «إذا أنفق المسلم نفقة على أهله وهو يحتسبها كانت له صدقة»([68]) .

 فضل النفقة على الأرملة والمسكين:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله» وأحسبه قال: «وكالقائم لا يفتر، وكالصائم لا يفطر»([69]) .

 فضل النفقة على اليتيم وكفالته:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا، وقال بأصبعيه السبابة والوسطى»([70]) .

 فضل الصدقة عن الميت:

عن عائشة رضي الله عنها أن رجلا قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: إن أمي افتتلت نفسها أي ماتت بغتة وأظنها لو تكلمت تصدقت.. فهل لها أجر إن تصدقت عنها؟ قال: «نعم»([71]) .

 فضل إطعام الطعام:

عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنها أن رجلاً سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أي الإسلام خير؟ قال: «تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف»([72]) .

 اليد العليا خير من اليد السفلى:

عن ابن عمر رضي الله عنها أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال وهو على المنبر وذكر الصدقة والتعفف عن المسألة: «اليد العليا خير من اليد السفلى، فاليد العليا هي المنفقة، والسفلى هي السائلة»([73]) .

 إذا أنفقت المرأة من بيت زوجها:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «إذا أنفقت المرأة من طعام بيتها غير مفسدة، كان لها أجرها بما أنفقت ولزوجها أجره بما كسب، وللخازن مثل ذلك لا ينقص بعضهم أجر بعض شيئًا»([74]) .

 فضائل الذكر والاستغفار والدعاء

 أولاً: فضائل الذكر والاستغفار:

 الذاكر في معية الله وحفظه:

عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأثر عن ربه عز وجل أنه قال: «أنا مع عبدي ما ذكرني وتحركت بي شفتاه»([75]) .

 ذكر الله هو الحصن الحصين:

عن عبد الله بن بسر رضي الله عنه أن رجلاً قال: يا رسول الله، إن شرائع الإسلام قد كثرت علي، فأخبرني بشيء أتشبث به قال: «لا يزال لسانك رطبًا من ذكر الله» ([76]) .

 الاستغفار:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجًا، ومن كل ضيق مخرجًا، ورزقه من حيث لا يحتسب»([77]) .

 التهليل والتسبيح والتحميد:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «من قال: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، في يوم مائة مرة، كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزًا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه»([78]) .

وقال - صلى الله عليه وسلم -: «من قال: سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة، حُطت  عنه خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر»([79]) .

 فضل من ذكر الله خاليًا:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل..» وفي آخره: «.. ورجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه»([80]).

 فضل مجالس الذكر:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «لا يقعد قوم يذكرون الله عز وجل إلا حفتهم الملائكة، وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة، وذكرهم الله فيمن عنده»([81]) .

 ذكر الله عقب الفرائض:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «من سبح دبر كل صلاة ثلاثًا وثلاثين، وحمد الله ثلاثًا وثلاثين، وكبر الله ثلاثًا وثلاثين، فتلك تسعة وتسعون، ثم قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير غُفرت له خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر»([82]) .

 سبق المفردون:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «سبق المفردون» قالوا: وما المفردون يا رسول الله؟ قال: «الذاكرون الله كثيرًا»([83]) .

 مثل الحي والميت:

قال - صلى الله عليه وسلم -:«مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت»([84]) .

 إذا أذنب ذنبًا:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «ما من عبد يذنب ذنبًا فيحسن الطهور ثم يقوم فيصلي ركعتين ثم يستغفر الله إلا غفر له»([85]) .

 سيد الاستغفار:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «سيد الاستغفار أن تقول: اللهم أنت ربي لا  إله إ لا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر  الذنوب إلا أنت، من قالها من النهار مؤمنًا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة»([86]) .

 نخلة في الجنة:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «من قال: سبحان الله العظيم وبحمده، غرست له نخلة في الجنة»([87]) .

 كلمتان:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم»([88]) .

 أحب إلي مما طلعت عليه الشمس:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «لأن أقول: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، أحب إلي مما طلعت عليه الشمس»([89]) .

 كنز من كنوز الجنة:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «لا حول ولا قوة إلا بالله كنز من كنوز الجنة»([90]) .


 ثانيًا: فضائل الدعاء:

 الدعاء أكرم شيء على الله تعالى:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «ليس شيء أكرم على الله عز وجل من الدعاء»([91]).

 الدعاء سبب لدفع غضب الله:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «من لم يسأل الله يغضب عليه»([92]) .

 الدعاء سلامة من العجز:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «أعجز الناس من عجز عن الدعاء، وأبخل الناس من بخل بالسلام»([93]) .

 الدعاء سبب لرفع البلاء بعد نزوله:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «من فُتح له منكم باب الدعاء فتحت له أبواب الرحمة، وما سئل الله شيئًا يعطى أحب إليه من أن يُسأل العافية، إن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، فعليكم عباد الله بالدعاء»([94]).

 الداعي في معية الله:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «يقول الله عز وجل: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا دعاني»([95]).

 عليك بكثرة الدعاء في السجود:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء»([96]).

 فضل الدعاء بالليل:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «إن في الليل لساعة لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله خيرًا من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه وذلك كل ليلة»([97]) .

 فضل الدعاء للمسلمين بظهر الغيب:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك: ولك بمثل»([98]) .


 فضائل القرآن والعلم

 أولاً: فضائل القرآن:

 القرآن يشفع لأصحابه:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه»([99]) .

 الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن وهو يتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران»([100]) .

 منزلتك عند آخر آية:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «يقال لصاحب  القرآن: اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها»([101]) .

 أهل القرآن هم أهل الله وخاصته:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «إن لله تعالى أهلين من الناس» قيل: من هم يا رسول الله؟ قال: «أهل القرآن هم أهل الله وخاصته»([102]) .

 أفضل الناس:

وقال - صلى الله عليه وسلم -: «إن أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه» وقال: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه»([103]) .

 أحسن الناس قراءة:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «إن من أحسن الناس صوتًا بالقرآن الذي إذا سمعتموه يقرأ حسبتموه يخشى الله»([104]) .

 فضل التمسك بالقرآن:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «أبشروا فإن هذا القرآن طرفه بيد الله، وطرفه بأيديكم فتمسكوا به فإنكم لن تهلكوا ولن تضلوا بعده أبدًا»([105]) .

 الاجتماع لقراءة القرآن:

قال - صلى الله عليه وسلم -:«ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله تعالى يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده»([106]) .

 من قرأ حرفًا من كتاب الله:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول آلم حرف، ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف»([107]) .

 مثل المؤمن والفاجر:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «مثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن مثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة لا ريح لها وطعمها طيب، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها ريح وطعمها مر»([108]) .

 فضل سورة الفاتحة:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم»([109]) .

 فضل سورة البقرة:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي يُقرأ فيه سورة البقرة»([110]) .

وقال: «اقرءوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا يستطيعها البطلة»([111]) .

 فضل سورة البقرة وآل عمران:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «اقرءوا الزهراوين: البقرة وآل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيايتان، أو كأنهما فرقان من طير صواف، تُحاجان عن أصحابهما»([112]) .

 فضل سورة الكهف:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عُصم من الدجال» وفي رواية: «من آخر سورة الكهف»([113]) .

 فضل قل هو الله أحد:

قال - صلى الله عليه وسلم - «أيعجز أحدكم أن يقرأ في ليلة ثُلث القرآن» قالوا: وكيف يقرأ ثُلث القرآن قال؟ ﴿قل هو الله أحد﴾ تعدل ثلث القرآن([114]).

 فضل المعوذتين.

قال - صلى الله عليه وسلم -: «ألم تر آيات أُنزلت الليلة لم يُرَ مثلهن ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ﴾ و ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ﴾»([115]) .

 ثانيًا: فضائل العلم:

 فضل أولي العلم:

قال تعالى: ﴿شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ﴾ [آل عمران: 18] بدأ الله بنفسه الشريفة، وثنى بالملائكة وثلّث بأولي العلم، وناهيك بذلك فضلا وشرفًا.

 العلماء هم أهل الخشية:

قال تعالى: ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾ [فاطر: 28].

 هل يستويان؟

قال تعالى: ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾.

 يفقهه في الدين:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «من يُرد الله به خيرًا يفقهه في الدين»([116]) .

 طلب العلم طريق إلى الجنة:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهل الله له طريقًا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضًا بما يصنع، وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء، وفضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا دينارًا ولا درهمًا إنما ورثوا العلم، فمن  أخذه أخذ بحظ وافر»([117]) .

 فضل من أعطاه الله الهدى والعلم:

قال - صلى الله عليه وسلم -:«مثل ما بعثني الله عز وجل به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضًا فكانت فيها بقعة قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكانت منها بقعة أمسكت الماء فنفع الله به الناس فشربوا وسقوا وزرعوا، وكانت منها طائفة لا تمسك ماء ولا تنبت كلا، وذلك مثل من فقه في دين الله، ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعمل به وعلمه، ومثل من لم يرفع بذلك رأسًا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به»([118]) .

 فضل من ترك علمًا نافعًا من بعده:

قال - صلى الله عليه وسلم - «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: من صدقة جارية، أو علم ينتفع به بعده أو ولد صالح يدعو له»([119]) .

وقال - صلى الله عليه وسلم - لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: «لأن يهدي الله بك رجلاً واحدًا خير لك من حُمُر النعم»([120]) .

 فضائل متنوعة

 فضل الصلاة على الميت وأتباع الجنازة:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «من شهد الجنازة حتى يصلي عليها فله قيراط، ومن شهدها حتى تدفن فله قيراطان» قيل: وما القيراطان؟ قال: «مثل الجبلين العظيمين»([121]) .

من صلى عليه مائة أو أربعون من المسلمين:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «ما من ميت يصلي عليه أمة من المسلمين يبلغون مائة كلهم يشفعون له إلا شُفعوا فيه» وقال: «ما من رجل مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلاً لا يشركون بالله شيئًا إلا شفعهم الله فيه»([122]) .

 أفضل الأعمال:

سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أي الأعمال أفضل؟ قال: «الإيمان بالله ورسوله» قيل: ثم ماذا؟ قال: «الجهاد في سبيل الله» قيل: ثم ماذا؟ قال: «حج مبرور»([123]) .

 فضل المرابطة في سبيل الله:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «من رابط يومًا في سبيل الله كان له كأجر صيام شهر وقيامه، ومن مات مرابطًا جري له مثل ذلك من الأجر، وأجري عليه الرزق، وأمن الفتّان»([124]) .

 فضل من جهّز غازيًا:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «من جهّز غازيًا في سبيل الله فقد غزا،، ومن خلّف غازيًا في أهله بخير فقد غزا»([125]) .

 بر الوالدين وطاعتهما:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «رغم أنفه، ثم رغم أنفه ثم رغم أنفه» قيل من يا رسول الله؟ قال: «من أدرك والديه عند الكبر أحدهما أو كليهما ثم لم يدخل الجنة»([126]) .

 فضل الدعاء للوالدين؟

قل - صلى الله عليه وسلم -: «إن الله عز وجل ليرفع الدرجة للعبد الصالح في الجنة، فيقول: يا رب أني لي هذا؟ فيقول: باستغفار ولدك لك»([127]).

 فضل صلة الأرحام:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «من سره أن يُبسط له في رزقه وأن ينسأ له في أثره فليصل رحمه»([128]) .

 الحيــاء:

قل - صلى الله عليه وسلم -: «الحياء من الإيمان، والإيمان في الجنة، والبذاء من الجفاء، والجفاء في النار»([129]) .

 فضل قضاء حوائج الإخوان:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «من نفّس عن مؤمن كُربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسّر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومنن ستر مسلمًا ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه..» ([130]) .

 المصافحة:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غُفر لهما قبل أن يتفرقا»([131]) .

 إفشاء السلام:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «أيها الناس: أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام»([132]) .

 إماطة الأذى عن الطريق:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «لقد رأيت رجلا يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي الناس»([133]) .

 طلاقة الوجه:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «لا تحقرن من المعروف شيئًا ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق»([134]) .

 الستر على الناس:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «لا يستر عبد عبدًا في الدنيا إلا ستره الله يوم القيامة»([135]) .الصبر على الأذى:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «ما يصيب المسلم من نَصَب ولا وَصَب، ولا هم ولا حزن، ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه»([136]) .

 فضل زيارة الإخوان:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «إن رجلاً زار أخًا له في قرية فأرصد الله تعالى على مدرجته ملكًا فلما أتى عليه قال: أين تريد؟ قال: أريد أخًا لي في هذه القرية، قال: من نعمة تربها؟ قال: لا، غير أني أحببته في الله، قال: فإني رسول الله إليك بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه»([137]) .

 التواضع:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «.. وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله»([138]) .

 الحلم والأناة:

قال - صلى الله عليه وسلم - للأشج: «إن فيك خصلتين يحبهما الله تعالى: الحلم والأناة»([139]) .

 فضل الرفق:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله»([140]) .

وفي رواية لمسلم: «إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف وما لا يعطي على ما سواه».

 معاشرة الناس بالخلق الحسن:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن»([141]) .

 العدل بين الناس:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «كل سُلامي من الناس عليه صدقة، كل يوم تطلع فيه الشمس يعدل بين الناس صدقة»([142]) .

 الصدق:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «إن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقًا..» ([143]) .

 المسلم أخو المسلم:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يُسلمه من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته»([144]) .

 من عاد مريضًا:

قال - صلى الله عليه وسلم - «إن الله عز وجل يقول يوم القيامة: يا ابن آدم، مرضت فلم تعدني، قال: يا رب، كيف أعودك وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمت أن عبدي فلانًا مرض فلم تعده؟ أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده؟»([145]) .

 حسن الخلق:

سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن أكثر ما يدخل الناس الجنة، فقال: «تقوى الله وحسن الخلق»([146]) .

 الشفقة والرحمة:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «الراحمون يرحمون الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء»([147]) .

 إصلاح ذات البين:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟» قالوا: بلى يا رسول الله. قال: «إصلاح ذات البين»([148]) .

 إكرام الجار:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره»([149]).

 رحمة الصغير وإكرام الكبير:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا»([150]) .

 الذب عن أعراض المسلمين:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «من رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة»([151]) .

 الأمانة والوفاء بالعهد:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له»([152]).

 الصمت وحفظ اللسان:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت»([153]) .

 الكلمة الطيبة:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «اتقوا النار ولو بشق تمرة فإن لم تجدوا فبكلمة طيبة»([154]) .

 الإحسان إلى الحيوان:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «إن رجلاً رأى كلبًا يأكل الثرى من العطش فأخذ الرجل خفه فجعل يغرف له به حتى أرواه فشكر الله له، فأدخله الجنة»([155]) .

 مجالسة الصالحين:

قال - صلى الله عليه وسلم -: «إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير. فحامل المسك إما أن يُحذيك، أي يعطيك وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد ريحًا طيبة ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد ريحًا خبيثة»([156]) .



([1]) متفق عليه.

([2]) رواه مسلم.

([3]) متفق عليه.

([4]) رواه مسلم.

([5]) رواه مسلم.

([6]) رواه أحمد وابن ماجة وصححه الألباني.

([7]) رواه مسلم.

([8]) رواهما مسلم.

([9]) متفق عليه.

([10]) رواه مسلم.

([11]) متفق عليه.

([12]) متفق عليه.

([13]) رواه ابن ماجة وصححه الألباني.

([14]) متفق عليه.

([15]) رواه أبو داود وصححه الألباني.

([16]) متفق عليه.

([17]) رواه مسلم.

([18]) متفق عليه.

([19]) رواه أبو داود والنسائي، وصححه الألباني.

([20]) رواه الترمذي وصححه الألباني.

([21]) متفق عليه.

([22]) متفق عليه.

([23]) متفق عليه.

([24]) متفق عليه.

([25]) رواه مسلم.

([26]) رواه مسلم.

([27]) رواه مسلم.

([28]) متفق عليه.

([29]) رواه البخاري.

([30]) رواه مسلم.

([31]) رواه أبو داود وصححه الألباني.

([32]) رواه مسلم.

([33]) رواه مسلم.

([34]) متفق عليه.

([35]) متفق عليه.

([36]) رواه مسلم.

([37]) متفق عليه.

([38]) متفق عليه.

([39]) متفق عليه.

([40]) متفق عليه.

([41]) متفق عليه.

([42]) رواه الترمذي وصححه الألباني.

([43]) متفق عليه.

([44]) متفق عليه.

([45]) رواه الترمذي وصححه الألباني.

([46]) رواه مسلم.

([47]) رواه مسلم.

([48]) رواه مسلم.

([49]) متفق عليه.

([50]) متفق عليه.

([51]) رواه مسلم.

([52]) متفق عليه.

([53]) رواه ابن ماجة وصححه الألباني.

([54]) رواه مسلم.

([55]) رواه الترمذي وصححه .

([56]) رواه ابن ماجة.

([57]) رواه البخاري.

([58]) رواه أبوداود وصححه الألباني.

([59]) رواه أحمد.

([60]) رواه أبو داود.

([61]) رواه الترمذي وصححه الألباني.

([62]) رواه مسلم.

([63]) رواه أحمد وصححه الألباني.

([64]) رواه مسلم.

([65]) رواه الطبراني وحسنه الألباني.

([66]) رواه البخاري.

([67]) متفق عليه.

([68]) متفق عليه.

([69]) متفق عليه.

([70]) رواه البخاري.

([71]) متفق عليه.

([72]) متفق عليه.

([73]) متفق عليه.

([74]) متفق عليه.

([75]) رواه أ حمد.

([76]) رواه الترمذي وصححه الألباني.

([77]) رواه أبو داود والنسائي.

([78]) متفق عليه.

([79]) متفق عليه.

([80]) متفق عليه.

([81]) رواه مسلم.

([82]) رواه مسلم.

([83]) رواه مسلم.

([84]) رواه البخاري.

([85]) رواه أبو داود والترمذي.

([86]) رواه البخاري.

([87]) رواه الترمذي وصححه الألباني.

([88]) متفق عليه.

([89]) رواه مسلم.

([90]) متفق عليه.

([91]) رواه الترمذي وحسنه الألباني.

([92]) رواه الترمذي وحسنه الألباني.

([93]) رواه ابن حبان وصححه الألباني.

([94]) رواه الترمذي وحسنه الألباني.

([95]) رواه مسلم.

([96]) رواه مسلم.

([97]) رواه مسلم.

([98]) رواه مسلم.

([99]) رواه مسلم.

([100]) متفق عليه.

([101]) رواه أبو داود والترمذي وحسنه.

([102]) رواه أحمد والنسائي.

([103]) رواهما البخاري.

([104]) رواه ابن ماجة وصححه الألباني.

([105]) رواه الطبراني وصححه الألباني.

([106]) رواه مسلم.

([107]) رواه الترمذي وحسنه.

([108]) متفق عليه.

([109]) رواه البخاري.

([110]) رواه مسلم.

([111]) رواه مسلم.

([112]) رواه مسلم.

([113]) رواه مسلم.

([114]) رواه مسلم.

([115]) رواه مسلم.

([116]) متفق عليه.

([117]) رواه الأربعة وصححه الألباني.

([118]) متفق عليه.

([119]) رواه مسلم.

([120]) متفق عليه.

([121]) متفق عليه.

([122]) رواهما مسلم.

([123]) متفق عليه.

([124]) رواه مسلم.

([125]) متفق عليه.

([126]) رواه مسلم.

([127]) رواه أحمد.

([128]) متفق عليه.

([129]) رواه أحمد وصححه الألباني.

([130]) رواه مسلم.

([131]) رواه أبو داود والترمذي وحسنه.

([132]) رواه الترمذي وحسنه.

([133]) رواه مسلم.

([134]) رواه مسلم.

([135]) رواه مسلم.

([136]) رواه البخاري.

([137]) رواه مسلم.

([138]) رواه مسلم.

([139]) رواه مسلم.

([140]) متفق عليه.

([141]) رواه أحمد والحاكم.

([142]) رواه البخاري.

([143]) متفق عليه.

([144]) متفق عليه.

([145]) رواه مسلم.

([146]) رواه الترمذي.

([147]) رواه أبو داود والترمذي.

([148]) رواه أبو داود والترمذي.

([149]) رواه مسلم.

([150]) رواه أحمد والترمذي.

([151]) رواه الترمذي.

([152]) رواه أحمد وصححه الألباني.

([153]) رواه البخاري.

([154]) متفق عليه.

([155]) رواه البخاري.

([156]) متفق عليه.