لوامع الأنوار في فضائل القرآن والذكر والاستغفار
التصنيفات
الوصف المفصل
- لوامع
الأنوار في فضائل القرآن والذكر والاستغفار
- تَقديم
- فضل الاجتماع في المساجد لمدارَسة القُرآن
- فضائل سورة الفاتحة
- قِراءة سورة البقرة تَطْرد الشَّيطان
- فضائل آية الكرسيّ
- فضل أَواخِر سورة البقرة
- فَضل قراءة سورة البقرة وآل عمران
- فضائل سورة الكَهْف
- فضل سورة الفتح
- فضل سورة الملك
- فضائل قل هو الله أحد
- فضائل المُعوِّذتَيْن:
- الحـيّ والمـيّت
- فَضل مجالس الذِّكر
- وصيّة النَّبيّ يَحْيى عليه السّلام لبني إسرائيل
- فَضل لا إله إلاّ الله
- فَضْل كلِمات تُقال بعد الوضوء
- فضل كلِمات تقال عند سماع الأذان
- أَفضل الأعمال اليوميّة
- كلمات أفضل مِن الدُّنيا وما فيها
- ثواب التّسبيح دُبر الصّلوات
- فضل التّسبيح والتّهليل والتّحميد
- مِن كنوز الجنّة
- فضل ربّنا ولك الحمد
- عمل يسير يُدخِل الجنّة
- فضل ذكر الله عند الانتباه مِن النّوم
- فضل ذكر الله عند دخول السّوق
- كفّارة المجلس
- الحثّ على الاستغفار والإكثار منه
- أَفْضل الاستغفار
- اِستغفارٌ تُمحى به الخَطايا حتّى الكبائر
لوامع الأنوار في فضائل القرآن والذكر والاستغفار
(الحسنات الكثيرة والأجور الكبيرة بالأعمال السَّهلة اليَسيرة)
جمع اعداد محمد شايب شريف
الإهداء
إلى أَبي إبراهيم، وأمّي صافية، أهدي هذا العمل.
تَقديم
الحمد لله ربّ العالمين، والعاقِبة للمُتّقين، والصّلاة والسّلام على سيّدنا محمّد خاتم النَّبيّين والمرسلين، وعلى آله الطّاهرين، وصَحابته الأكرمين وبَعد:
فهذه جملة طَيّبة مِن الأحاديث النّبويّة الشّريفة في فَضائل القرآن والذِّكر والاستغفار، جمعتُها مِن دواوين السّنّة النَّبويّة، مُنْتَقيًا ما صَحَّ وثَبَتَ، دون ما ضَعف ووهن، ليعمل بها قارِئها فيَنال الأجر الجزيل والفَضل الكبير بجهد يَسير.
وقد رَتّبتُها تحت عناوين تُشير إلى مضامينها، مع ذِكر مَن خرّجها مِن أئِمّتنا، وشرح ما فيها مِن غريب الكلمات، وأضفت في بعض المواطن شرحا لمعانيها زيادة في التّوضيح والإفادة.
جعلنا الله ِ
* عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ ﭬ عن النّبيّ ﷺ قال: «أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنْ يَغْدُوَ كُلَّ يَوْمٍ إِلَى بُطْحَانَ، أَوْ إِلَى الْعَقِيقِ، فَيَأْتِيَ مِنْهُ بِنَاقَتَيْنِ كَوْمَاوَيْنِ فِي غَيْرِ إِثْمٍ، وَلَا قَطْعِ رَحِمٍ؟»، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ نُحِبُّ ذَلِكَ، قَالَ: «أَفَلَا يَغْدُو أَحَدُكُمْ إِلَى الْمَسْجِدِ فَيَعْلَمُ، أَوْ يَقْرَأُ آيَتَيْنِ مِنْ كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ نَاقَتَيْنِ، وَثَلَاثٌ خَيْرٌ لَهُ مِنْ ثَلَاثٍ، وَأَرْبَعٌ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَرْبَعٍ، وَمِنْ أَعْدَادِهِنَّ مِنَ الْإِبِلِ».
أخرجه مسلم (ح 803).
«يَغدو»: أي يذهب في الغدوة وهي أوّل النّهار.
«بُطحان»: اسم مَوْضع بِقُرب المدينة.
«العقيق»: واد بالمدينة.
«كَوْماوَيْن»: الكَوْماء من الإبل العظيمة السّنام.
* عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ﭬ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ إِذَا رَجَعَ إِلَى أَهْلِهِ أَنْ يَجِدَ فِيهِ ثَلَاثَ خَلِفَاتٍ عِظَامٍ سِمَانٍ؟» قُلْنَا: نَعَمْ، قَالَ: «فَثَلَاثُ آيَاتٍ يَقْرَأُ بِهِنَّ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاتِهِ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ ثَلَاثِ خَلِفَاتٍ عِظَامٍ سِمَانٍ»
أخرجه مسلم (ح 802).
«خلفات»: جَمْع خلفة وهي النّاقَة الحامِل.
* وَعَن أبي هُرَيْرَة ﭬ قَالَ: قَالَ رَسُول الله ﷺ: «من قَرَأَ عشر آيَات فِي لَيْلَة لم يُكْتَب مِن الغافِلين».
رَوَاهُ الْحَاكِم (ح 2041) وَقَالَ: حديث صَحِيح على شَرط مُسلم.([1])
* عن أبي هريرة ﭬ قال: قال النّبيّ ﷺ: «مَنْ حَافَظَ عَلَى هَؤُلَاءِ الصَّلَوَاتِ الْمَكْتُوبَاتِ لَمْ يُكْتَبْ مِنَ الْغَافِلِينَ، ومَنْ قَرَأَ فِي لَيْلَةٍ مِائَةَ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ الْقَانِتِين».
رواه ابن خزيمة (ح 1142)، والحاكم (ح 1160)، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ([2]).
ثواب مَن قرَأ حَرْفًا مِن القرآن
* عَن عبد الله بن مَسْعُود ﭬ قَالَ: قَالَ رَسُول الله ﷺ: «مَن قَرَأَ حَرْفًا مِن كتاب الله فَلهُ بِهِ حَسَنَة، والحَسنة بِعشر أَمْثَالهَا، لَا أَقُول الم حرف، وَلَكِن ألف حَرف، وَلَام حَرف وَمِيم حرف».
أخرجه التِّرْمِذِيّ (ح 2910) وَقَالَ: حَدِيث حسن صَحِيح غَرِيب ([3]).
خَيْر النّاس
* عَنْ عُثْمَانَ ﭬ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ القُرْآنَ وَعَلَّمَهُ».
أخرجه البخاريّ (ح 5027).
فضل الاجتماع في المساجد لمدارَسة القُرآن
* عَن أبي هُرَيْرَة ﭬ أَن رَسُول الله ﷺ قَالَ: «مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللهِ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ، إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمِ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ».
أخرجه مسلم (ح 2699).
أَهْل القرآن أهل الله
* عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ﭬ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِنَّ لِلَّهِ أَهْلِينَ مِنْ النَّاسِ. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ هُمْ؟ قَالَ: "هُمْ أَهْلُ الْقُرْآنِ، أَهْلُ اللَّهِ وَخَاصَّتُهُ».
أخرجه النّسائيّ في الكبرى (ح 7977)، وابن ماجه (ح 215)([4]).
«أَهْلين»: جمع أَهْل.
«أهل القرآن»: أي حَفَظة القرآن يقرؤونه آناء اللّيل وأطراف النّهار، العامِلون به.
«أهل الله»: أي أولياؤه المختصّون به اختصاص أَهْل الإِنسان به.
فضائل سورة الفاتحة
* عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ﭭ قَالَ: بَيْنَمَا جِبْرِيلُ قَاعِدٌ عِنْدَ النَّبِيِّ ﷺ، سَمِعَ نَقِيضًا مِنْ فَوْقِهِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَالَ: «هَذَا بَابٌ مِنَ السَّمَاءِ فُتِحَ الْيَوْمَ لَمْ يُفْتَحْ قَطُّ إِلَّا الْيَوْمَ، فَنَزَلَ مِنْهُ مَلَكٌ، فَقَالَ: هَذَا مَلَكٌ نَزَلَ إِلَى الْأَرْضِ لَمْ يَنْزِلْ قَطُّ إِلَّا الْيَوْمَ، فَسَلَّمَ، وَقَالَ: أَبْشِرْ بِنُورَيْنِ أُوتِيتَهُمَا لَمْ يُؤْتَهُمَا نَبِيٌّ قَبْلَكَ: فَاتِحَةُ الْكِتَابِ، وَخَوَاتِيمُ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، لَنْ تَقْرَأَ بِحَرْفٍ مِنْهُمَا إِلَّا أُعْطِيتَهُ».
أَخْرجه مسلم (ح 806).
«نَقيضا»: أي صَوْتًا كصَوْت الباب إذا فُتِحَ.
* عن أبي سَعيد بن المُعلّى ﭬ قال: كُنْتُ أُصَلِّي، فَدَعَانِي النَّبِيُّ ﷺ فَلَمْ أُجِبْهُ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي كُنْتُ أُصَلِّي، قَالَ: " أَلَمْ يَقُلِ اللَّهُ: ﭐﱥﭐ ﲬ ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ ﱤ ؟ "، ثُمَّ قَالَ: «أَلاَ أُعَلِّمُكَ أَعْظَمَ سُورَةٍ فِي القُرْآنِ قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ مِنَ المَسْجِدِ»، فَأَخَذَ بِيَدِي، فَلَمَّا أَرَدْنَا أَنْ نَخْرُجَ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّكَ قُلْتَ: «لَأُعَلِّمَنَّكَ أَعْظَمَ سُورَةٍ مِنَ القُرْآنِ» قَالَ: «الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ، هِيَ السَّبْعُ المَثَانِي، وَالقُرْآنُ العَظِيمُ الَّذِي أُوتِيتُهُ».
أخرجه البخاريّ (ح 5006).
* عَن أبي هُرَيْرَة ﭬ قَالَ: سَمِعت رَسُول الله ﷺ يَقُول: «قَالَ الله تَعَالَى: قَسَمْتُ الصَّلَاةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ: ﭐﱥﭐ ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱤ ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: حَمِدَنِي عَبْدِي، وَإِذَا قَالَ: ﭐﱥﱋ ﱌ ﱍ ﱤ ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي، وَإِذَا قَالَ: ﱥﭐ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱤ ، قَالَ: مَجَّدَنِي عَبْدِي – وَفي رواية: فَوَّضَ إِلَيَّ عَبْدِي - فَإِذَا قَالَ: ﱥﭐ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ ﱖ ﱤ قَالَ: هَذَا بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، فَإِذَا قَالَ: ﱥﭐ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞ ﱟ ﱠ ﱡ ﱢ ﱣ ﱤ ﱤ [الفاتحة: 7] قَالَ: هَذَا لِعَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ».
رَوَاهُ مُسلم (ح 395).
قَوْله: «قسمت الصَّلَاة»: قال العلماء: المراد بالصّلاة هنا الفاتحة، سمّيت بذلك لأنهّا لا تصحّ إلاّ بها.
الرُّقية بالفاتحة
* عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ﭬ، قَالَ: انْطَلَقَ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ ﷺ فِي سَفْرَةٍ سَافَرُوهَا، حَتَّى نَزَلُوا عَلَى حَيٍّ مِنْ أَحْيَاءِ العَرَبِ، فَاسْتَضَافُوهُمْ فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمْ، فَلُدِغَ سَيِّدُ ذَلِكَ الحَيِّ، فَسَعَوْا لَهُ بِكُلِّ شَيْءٍ لاَ يَنْفَعُهُ شَيْءٌ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَوْ أَتَيْتُمْ هَؤُلاَءِ الرَّهْطَ الَّذِينَ نَزَلُوا، لَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ عِنْدَ بَعْضِهِمْ شَيْءٌ، فَأَتَوْهُمْ، فَقَالُوا: يَا أَيُّهَا الرَّهْطُ إِنَّ سَيِّدَنَا لُدِغَ، وَسَعَيْنَا لَهُ بِكُلِّ شَيْءٍ لاَ يَنْفَعُهُ، فَهَلْ عِنْدَ أَحَدٍ مِنْكُمْ مِنْ شَيْءٍ؟ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: نَعَمْ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأَرْقِي، وَلَكِنْ وَاللَّهِ لَقَدِ اسْتَضَفْنَاكُمْ فَلَمْ تُضَيِّفُونَا، فَمَا أَنَا بِرَاقٍ لَكُمْ حَتَّى تَجْعَلُوا لَنَا جُعْلًا، فَصَالَحُوهُمْ عَلَى قَطِيعٍ مِنَ الغَنَمِ، فَانْطَلَقَ يَتْفِلُ عَلَيْهِ، وَيَقْرَأُ: الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ فَكَأَنَّمَا نُشِطَ مِنْ عِقَالٍ، فَانْطَلَقَ يَمْشِي وَمَا بِهِ قَلَبَةٌ، قَالَ: فَأَوْفَوْهُمْ جُعْلَهُمُ الَّذِي صَالَحُوهُمْ عَلَيْهِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: اقْسِمُوا، فَقَالَ الَّذِي رَقَى: لاَ تَفْعَلُوا حَتَّى نَأْتِيَ النَّبِيَّ ﷺ فَنَذْكُرَ لَهُ الَّذِي كَانَ، فَنَنْظُرَ مَا يَأْمُرُنَا، فَقَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَذَكَرُوا لَهُ، فَقَالَ: «وَمَا يُدْرِيكَ أَنَّهَا رُقْيَةٌ»، ثُمَّ قَالَ: «قَدْ أَصَبْتُمْ، اقْسِمُوا، وَاضْرِبُوا لِي مَعَكُمْ سَهْمًا» فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ.
أخرجه البخاريّ (2276 )، ومسلم (ح 2201).
«فاستضافوهم»: طلبوا منهم الضِّيافة.
«فلدغ»: ضربته حيّة أو عقرب.
«الرَّهط»: ما دون العشرة من الرِّجال.
«جُعلا»: أُجْرة.
«فصالحوهم»: اتَّفقوا معهم.
«قطيع»: طائفة مِن الغنم.
«يتفل»: مِن التَّفل وهو النَّفخ مع قليل من البصاق.
«نشط مِن عقال»: فكّ مِن حبل كان مشدودا به.
«قلبة»: عِلَّة.
«وما يدريك أنّها رقية»: ما الذي أَعْلَمَك أنّها يُرقى بها.
«اضربوا لي معكم سهما»: اجعلوا لي منه نصيبا.
قِراءة سورة البقرة تَطْرد الشَّيطان
* عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ﭬ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ، قَالَ: «لَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابِرَ، إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْفِرُ مِنَ الْبَيْتِ الَّذِي تُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ».
أخرجه مسلم (ح 780).
«يَنْفر»: يَهْرب.
فضائل آية الكرسيّ
* عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ﭬ، قَالَ: وَكَّلَنِي رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بِحِفْظِ زَكَاةِ رَمَضَانَ، فَأَتَانِي آتٍ فَجَعَلَ يَحْثُو مِنَ الطَّعَامِ فَأَخَذْتُهُ، وَقُلْتُ: وَاللَّهِ لَأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، قَالَ: إِنِّي مُحْتَاجٌ، وَعَلَيَّ عِيَالٌ وَلِي حَاجَةٌ شَدِيدَةٌ، قَالَ: فَخَلَّيْتُ عَنْهُ، فَأَصْبَحْتُ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ البَارِحَةَ»، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، شَكَا حَاجَةً شَدِيدَةً، وَعِيَالًا، فَرَحِمْتُهُ، فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ، قَالَ: «أَمَا إِنَّهُ قَدْ كَذَبَكَ، وَسَيَعُودُ»، فَعَرَفْتُ أَنَّهُ سَيَعُودُ، لِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ إِنَّهُ سَيَعُودُ، فَرَصَدْتُهُ، فَجَاءَ يَحْثُو مِنَ الطَّعَامِ، فَأَخَذْتُهُ، فَقُلْتُ: لَأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، قَالَ: دَعْنِي فَإِنِّي مُحْتَاجٌ وَعَلَيَّ عِيَالٌ، لاَ أَعُودُ، فَرَحِمْتُهُ، فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ، فَأَصْبَحْتُ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ»، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ شَكَا حَاجَةً شَدِيدَةً، وَعِيَالًا، فَرَحِمْتُهُ، فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ، قَالَ: «أَمَا إِنَّهُ قَدْ كَذَبَكَ وَسَيَعُودُ»، فَرَصَدْتُهُ الثَّالِثَةَ، فَجَاءَ يَحْثُو مِنَ الطَّعَامِ، فَأَخَذْتُهُ، فَقُلْتُ: لَأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ، وَهَذَا آخِرُ ثَلاَثِ مَرَّاتٍ، أَنَّكَ تَزْعُمُ لاَ تَعُودُ، ثُمَّ تَعُودُ قَالَ: دَعْنِي أُعَلِّمْكَ كَلِمَاتٍ يَنْفَعُكَ اللَّهُ بِهَا، قُلْتُ: مَا هُوَ؟ قَالَ: إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ، فَاقْرَأْ آيَةَ الكُرْسِيِّ: ﱥﭐ ﲓ ﲔ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙﱤ [البقرة: 255]، حَتَّى تَخْتِمَ الآيَةَ، فَإِنَّكَ لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنَ اللَّهِ حَافِظٌ، وَلاَ يَقْرَبَنَّكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ، فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ، فَأَصْبَحْتُ فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ البَارِحَةَ»، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، زَعَمَ أَنَّهُ يُعَلِّمُنِي كَلِمَاتٍ يَنْفَعُنِي اللَّهُ بِهَا، فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ، قَالَ: «مَا هِيَ»، قُلْتُ: قَالَ لِي: إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الكُرْسِيِّ مِنْ أَوَّلِهَا حَتَّى تَخْتِمَ الآيَةَ ﭐﱥﭐ ﲓ ﲔ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙﱤ [البقرة: 255]، وَقَالَ لِي: لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنَ اللَّهِ حَافِظٌ، وَلاَ يَقْرَبَكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ - وَكَانُوا أَحْرَصَ شَيْءٍ عَلَى الخَيْرِ - فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «أَمَا إِنَّهُ قَدْ صَدَقَكَ وَهُوَ كَذُوبٌ، تَعْلَمُ مَنْ تُخَاطِبُ مُنْذُ ثَلاَثِ لَيَالٍ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ»، قَالَ: لاَ، قَالَ: «ذَاكَ شَيْطَانٌ».
أخرجه البخاري (ح 2311).
«يحثو»: أي يأخذ بكَفَّيْه.
«وكانوا أحرص شيء على الخَير»: أي الصَّحابة كانوا يحرصون على تعلّم الخَير، فيأخذونه حيثما َ صدر، ويبذلون في سبيله كلّ شيء من متاع الدّنيا.
«قد صَدَقَك وهو كذوب»: «قد صدقك» أَخْبَرك بما يوافق الواقع والحَقّ. «وهو كذوب» مِن شأنه وخُلُقه كَثْرة الكَذِب.
* عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ ﭬ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «يَا أَبَا الْمُنْذِرِ، أَتَدْرِي أَيُّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ مَعَكَ أَعْظَمُ؟» قَالَ: قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: «يَا أَبَا الْمُنْذِرِ أَتَدْرِي أَيُّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ مَعَكَ أَعْظَمُ؟» قَالَ: قُلْتُ: ﱥﭐ ﲓ ﲔ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙﱤ [البقرة: 255]. قَالَ: فَضَرَبَ فِي صَدْرِي، وَقَالَ: «وَاللهِ لِيَهْنِكَ الْعِلْمُ أَبَا الْمُنْذِرِ».
أخرجه مسلم (ح 810).
«وَاللهِ لِيَهْنِكَ الْعِلْمُ أَبَا الْمُنْذِرِ»: قال عليّ القاريّ([5]): (أَيْ لِيَكُنِ الْعِلْمُ هَنِيئًا لَكَ، قَالَ الطِّيبِيُّ: يُقَالُ هَنَّأَنِي الطَّعَامُ يَهْنَأْنِي وَيُهْنِئَنِي وَهَنَأْتُ، أَيْ تَهَنَّأْتُ بِهِ وَكُلُّ أَمْرٍ أَتَاكَ مِنْ غَيْرِ تَعَبٍ فَهُوَ هَنِيءٌ، وَهَذَا دُعَاءٌ لَهُ بِتَيْسِيرِ الْعِلْمِ وَرُسُوخِهِ فِيهِ وَيَلْزَمُهُ الْإِخْبَارُ بِكَوْنِهِ عَالِمًا وَهُوَ الْمَقْصُودُ، وَفِيهِ مَنْقَبَةٌ عَظِيمَةٌ لِأَبِي الْمُنْذِرِ ﭬ).
* عَن أبي أُمَامَة ﭬ قَالَ: قَالَ رَسُول الله ﷺ: «من قَرَأَ آيَة الْكُرْسِيّ فِي دُبر كلِّ صَلَاة مَكْتُوبَة لم يَمْنَعهُ من دُخُول الْجنَّة إِلَّا أَن يَمُوت».
رواه النّسائي في الكبرى (ح 9848)، وفي عمل اليوم واللّيلة (ح 100)([6]).
«دُبر كلّ صلاة مكتوبة»: أي بعد كلّ صَلاة مَفْروضة.
«لم يمنعه من دخول الجنّة إلاّ أن يموت»: قال الطِّيبِيُّ([7]): (أَيِ الْمَوْتُ حَاجِزٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَ دُخُولِ الْجَنَّةِ، فَإِذَا تَحَقَّقَ وَانْقَضَى حَصَلَ دُخُولُه).
فضل أَواخِر سورة البقرة
* عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ ﭬ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «مَنْ قَرَأَ بالْآيَتَيْنِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ».
أخرجه البخاري (ح 5008)، ومسلم (ح 808).
«كَفَتَاه»: قال عليّ القاري([8]): (أي دَفَعَتا عنه الشَّرّ والمَكْروه، وَهُوَ مِنْ كَفَى يَكْفِي إِذَا دَفَعَ عَنْ أَحَدٍ شَيْئًا وَأَغْنَاهُ، وَقِيلَ: كَفَتَاهُ عَنْ قِيَامِ اللَّيْلِ أَوْ كَفَتَاهُ عَنْ سَائِرِ الْأَوْرَادِ أَوْ أَرَادَ أَنَّهُمَا أَقَلُّ مَا يُجْزِئُ مِنَ الْقِرَاءَةِ فِي قِيَامِ اللَّيْل).
قلتُ: الآيتان من آخِر البَقرة هما: ﱥﭐ ﲇ ﲈ ﲉ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎﲏ ﲐ ﲑ ﲒ ﲓ ﲔ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛﲜ ﲝ ﲞ ﲟﲠ ﲡ ﲢ ﲣ ﲤ ﲥ ﲦ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫﲬ ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲﲳ ﲴ ﲵ ﲶ ﲷ ﲸ ﲹ ﲺﲻ ﲼ ﲽ ﲾ ﲿ ﳀ ﳁ ﳂ ﳃ ﳄ ﳅ ﳆﳇ ﳈ ﳉ ﳊ ﳋ ﳌ ﳍ ﳎ ﳏﳐ ﳑ ﳒ ﳓ ﳔ ﳕﳖ ﳗ ﳘ ﳙ ﳚ ﳛ ﳜ ﳝ ﱤ.
* عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ﭭ، قَالَ: بَيْنَمَا جِبْرِيلُ قَاعِدٌ عِنْدَ النَّبِيِّ ﷺ، سَمِعَ نَقِيضًا مِنْ فَوْقِهِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَالَ: «هَذَا بَابٌ مِنَ السَّمَاءِ فُتِحَ الْيَوْمَ لَمْ يُفْتَحْ قَطُّ إِلَّا الْيَوْمَ، فَنَزَلَ مِنْهُ مَلَكٌ، فَقَالَ: هَذَا مَلَكٌ نَزَلَ إِلَى الْأَرْضِ لَمْ يَنْزِلْ قَطُّ إِلَّا الْيَوْمَ، فَسَلَّمَ، وَقَالَ: أَبْشِرْ بِنُورَيْنِ أُوتِيتَهُمَا لَمْ يُؤْتَهُمَا نَبِيٌّ قَبْلَكَ: فَاتِحَةُ الْكِتَابِ، وَخَوَاتِيمُ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، لَنْ تَقْرَأَ بِحَرْفٍ مِنْهُمَا إِلَّا أُعْطِيتَهُ».
أَخْرجه مسلم (ح 806).
«نَقيضا»: أي صَوْتًا كصَوْت الباب إذا فُتِحَ.
فَضل قراءة سورة البقرة وآل عمران
* عن أَبي أُمامة الباهِليّ ﭬ قال: قال رسول الله ﷺ: «اقْرَءُوا الزَّهْرَاوَيْنِ: الْبَقَرَةَ، وَسُورَةَ آلِ عِمْرَانَ، فَإِنَّهُمَا تَأْتِيَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ، أَوْ كَأَنَّهُمَا غَيَايَتَانِ، أَوْ كَأَنَّهُمَا فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ، تُحَاجَّانِ عَنْ أَصْحَابِهِمَا، اقْرَءُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ، فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ، وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ، وَلَا تَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ».
قَالَ مُعَاوِيَةُ - أحد روّاة الحديث -: بَلَغَنِي أَنَّ الْبَطَلَةَ: السَّحَرَةُ.
أخرجه مسلم (ح 804).
«الزَّهراوَيْن»: سُمِّيتا الزَّهراوين لنُورهما، وهِدايَتِهما، وعَظيم أجرهما.
«كأنّهما غمامتان أو كأنّهما غيايتان»: قال أهل اللّغة: الغمامة والغياية كلّ شيء أَظَلَّ الإنسان فوق رَأسه سحابة وغيرها، قال العلماء: المراد أنّ ثوابهما يأتي كغمامتين.
«كأنّهما فِرقان مِن طَيْر صوافّ»: الفرقان: قطيعان وجماعتان يقال في الواحد فِرق. وقوله: «مِن طَير صوافّ»، جمع صافّة، وهي مِن الطّيور ما يبسط أجنحتها في الهواء.
«تُحاجّان عن أصحابهما»: أي تُدافِعان الجَحيم والزَّبانيّة، وهو كِناية عن المبالغة في الشَّفاعة.
«اقْرَءُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ»: قَالَ الطِّيبِيُّ([9]): (خَصَّ الزَّهْرَاوَيْنِ وَأَنَاطَ بِهِمَا التَّخَلُّصَ مِنْ حَرِّ يَوْمِ الْقِيَامَةِ بِالْمُحَاجَّةِ، وَأَفْرَدَ الْبَقَرَةَ وَأَنَاطَ بِهَا أُمُورًا ثَلَاثَةً حَيْثُ قَالَ (فَإِنَّ أَخْذَهَا)، أَيِ الْمُوَاظَبَةُ عَلَى تِلَاوَتِهَا وَالتَّدَبُّرِ فِي مَعَانِيهَا وَالْعَمَلِ بِمَا فِيهَا (بَرَكَةٌ)، أَيْ مَنْفَعَةٌ عَظِيمَةٌ (وَتَرْكَهَا) بِالنَّصْبِ وَيَجُوزُ الرَّفْعُ، أَيْ تَرْكُهَا وَأَمْثَالُهَا (حَسْرَةً)، أَيْ نَدَامَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ، كَمَا وَرَدَ: " «لَيْسَ يَتَحَسَّرُ أَهْلُ الْجَنَّةِ إِلَّا عَلَى سَاعَةٍ مَرَّتْ بِهِمْ وَلَمْ يَذْكُرُوا اللَّهَ فِيهَا» " (وَلَا يَسْتَطِيعُهَا) بِالتَّأْنِيثِ وَالتَّذْكِيرِ، أَيْ لَا يَقْدِرُ عَلَى تَحْصِيلِهَا (الْبَطَلَةُ)، أَيْ أَصْحَابُ الْبَطَالَةِ وَالْكَسَالَةِ لِطُولِهَا، وَقِيلَ: أَيِ السَّحَرَةُ لِأَنَّ مَا يَأْتُونَ بِهِ بَاطِلٌ، سَمَّاهُمْ بِاسْمِ فِعْلِهِمُ الْبَاطِلِ، أَيْ لَا يُؤَهَّلُونَ لِذَلِكَ أَوْ لَا يُوَفَّقُونَ لَهُ، وَيُمْكِنُ أَنْ يُقَالَ: مَعْنَاهُ لَا تَقْدِرُ عَلَى إِبْطَالِهَا أَوْ عَلَى صَاحِبِهَا السَّحَرَةُ لِقَوْلِهِ تَعَالَى فِيهَا: ﱥﭐ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﱶ ﱷﱤ [البقرة: 102] الْآيَة.
فضائل سورة الكَهْف
* عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ ﭬ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «مَنْ حَفِظَ عَشْرَ آيَاتٍ مِنْ أَوَّلِ سُورَةِ الْكَهْفِ عُصِمَ مِنَ الدَّجَّالِ»، وفي رواية: «مِن فِتنة الدَجَّال».
أخرجه مسلم (ح 809).
العشر آيات من أوّل سورة الكهف
هي قوله تعالى: ﱥﭐ ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﲳ ﲴ ﲵ ﲶ ﲷﲸ ﲹ ﲺ ﲻ ﲼ ﲽ ﲾ ﲿ ﳀ ﳁ ﳂ ﳃ ﳄ ﳅ ﳆ ﳇ ﳈ ﳉ ﳊ ﳋ ﳌ ﳍ ﳎ ﳏ ﳐ ﳑ ﳒ ﳓ ﳔ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇﱈ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞ ﱟ ﱠ ﱡ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱹ ﱺ ﱻ ﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂ ﲃ ﲄ ﲅ ﲆ ﲇ ﲈ ﲉ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﱤ .
* عَنِ البَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: كَانَ رَجُلٌ يَقْرَأُ سُورَةَ الكَهْفِ، وَإِلَى جَانِبِهِ حِصَانٌ مَرْبُوطٌ بِشَطَنَيْنِ، فَتَغَشَّتْهُ سَحَابَةٌ، فَجَعَلَتْ تَدْنُو وَتَدْنُو وَجَعَلَ فَرَسُهُ يَنْفِرُ، فَلَمَّا أَصْبَحَ أَتَى النَّبِيَّ ﷺ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ: «تِلْكَ السَّكِينَةُ تَنَزَّلَتْ بِالقُرْآنِ».
أخرجه البخاري (ح 5011).
«بشَطَنَيْن»: تَثْنية شَطَن وهو الحَبْل.
* عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ﭬ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْكَهْفِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَضَاءَ لَهُ مِنَ النُّورِ مَا بَيْنَ الْجُمُعَتَيْنِ».
أخرجه الحاكم (ح 3392) وقال: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ ([10]).
فضل سورة الفتح
* عن عمر بن الخطّاب ﭬ قال: قال رسول الله ﷺ: «لَقَدْ أُنْزِلَتْ عَلَيَّ اللَّيْلَةَ سُورَةٌ لَهِيَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ، ثُمَّ قَرَأَ: ﱥﭐ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱤ [الفتح: 1]».
أخرجه البخاري (ح 5012).
فضل سورة الملك
* عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ﭬ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «إِنَّ سُورَةً مِنَ القُرْآنِ ثَلاَثُونَ آيَةً شَفَعَتْ لِرَجُلٍ حَتَّى غُفِرَ لَهُ، وَهِيَ سُورَةُ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ».
رواه أبو داود (ح 1400)، والتّرمذي (ح 2891) وقال: هذا حديث حسن، والنسائيّ في الكبرى (ح 10478)، و(ح 11548)، وابن ماجه (ح 3786)([11]).
فضائل قل هو الله أحد
عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ ﭬ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، قَالَ: «أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَقْرَأَ فِي لَيْلَةٍ ثُلُثَ الْقُرْآنِ؟» قَالُوا: وَكَيْفَ يَقْرَأْ ثُلُثَ الْقُرْآنِ؟ قَالَ: «قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ تَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ».
أخرجه مسلم (ح 811).
«تَعْدِل»: أي تُساوي.
* عن أبي هريرة ﭬ قال: «أَقْبَلْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ ﷺ. فَسَمِعَ رَجُلاً يَقْرَأُ ﱥﭐ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱤ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ: «وَجَبَتْ»، فَسَأَلْتُهُ: مَاذَا يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَقَالَ: الْجَنَّةُ».
أخرجه مالك في الموطّأ (ح 709)، والنّسائيّ (ح 994)([12]).
* عَنْ عَائِشَةَ ڤ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ بَعَثَ رَجُلًا عَلَى سَرِيَّةٍ، وَكَانَ يَقْرَأُ لِأَصْحَابِهِ فِي صَلاَتِهِمْ فَيَخْتِمُ بِـ ﱥﭐ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄﱤ ، فَلَمَّا رَجَعُوا ذَكَرُوا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ ﷺ، فَقَالَ: «سَلُوهُ لِأَيِّ شَيْءٍ يَصْنَعُ ذَلِكَ؟»، فَسَأَلُوهُ، فَقَالَ: لِأَنَّهَا صِفَةُ الرَّحْمَنِ، وَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَقْرَأَ بِهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «أَخْبِرُوهُ أَنَّ اللَّهَ يُحِبُّهُ».
أخرجه البخاري (ح 7375 )، ومسلم (ح 813).
«على سريّة»: أي أميرًا عليها، وهي القطعة من الجيش لا تتجاوز الأربعمائة.
فضائل المُعوِّذتَيْن:
ﱥﭐ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱤ ، ﱥﭐ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱤ
* عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ ﭬ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «أَلَمْ تَرَ آيَاتٍ أُنْزِلَتِ اللَّيْلَةَ لَمْ يُرَ مِثْلُهُنَّ قَطُّ، قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ، وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ».
أخرجه مسلم (ح 814).
* وعنه أيضا أنّ النّبيّ ﷺ قال له: «أَلَا أُعَلِّمُكَ سُورَتَيْنِ مِنْ خَيْرِ سُورَتَيْنِ قَرَأَ بِهِمَا النَّاسُ؟» قال عقبة: فَأَقْرَأَنِي ﱥﱔ ﱕ ﱖ ﱗﱤ، ﱥﭐ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳﱤ، فَأُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَتَقَدَّمَ فَقَرَأَ بِهِمَا، ثُمَّ مَرَّ بِي، فَقَالَ: «كَيْفَ رَأَيْتَ يَا عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ؟ اقْرَأْ بِهِمَا كُلَّمَا نِمْتَ وَقُمْتَ».
مسند أحمد (ح 17296)، والنسائيّ (ح 5437)([13]).
* وعنه أيضا: قال: بينا أنا أَسيرُ مَعَ رسول الله ﷺ بَين الجُحفَة والأَبْواء، إذ غَشِيَتْنا رِيح وظُلمة شديدة، فجَعل رسولُ الله ﷺ يتعوّذ بـ ﱥﱔ ﱕ ﱖ ﱗﱤ، وﱥﱰ ﱱ ﱲ ﱳﱤ، ويقول: «يا عُقبةُ، تعوّذ بهما، فما تَعَوّذَ متعوِّذ بمثلهما» قال: وسمعتُه يَؤمُّنا بهما في الصّلاة.
رواه أبو داود (ح 1436)([14]).
وعنه أيضا قال: تَبِعْتُ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، وَهُوَ رَاكِبٌ، فَجَعَلْتُ يَدِي عَلَى قَدَمِهِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَقْرِئْنِي إِمَّا مِنْ سُورَةِ هُودٍ، وَإِمَّا مِنْ سُورَةِ يُوسُفَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «يَا عُقْبَةُ بْنَ عَامِرٍ، إِنَّكَ لَنْ تَقْرَأَ سُورَةً أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ، ولا أَبْلَغ عنده، مِن أن تَقْرَأَ: ﱥﱔ ﱕ ﱖ ﱗﱤ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ لَا تَفُوتَكَ فِي صَلَاةٍ فَافْعَلْ».
رواه ابن حبّان في صحيحه (ح 1842)([15]).
* عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخدريّ ﭬ قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَتَعَوَّذُ مِنْ عَيْنِ الْجَانِّ، وَعَيْنِ الْإِنْسِ، فَلَمَّا نَزَلَتِ الْمُعَوِّذَتَانِ أَخَذَ بِهِمَا، وَتَرَكَ مَا سِوَى ذَلِكَ».
أخرجه التّرمذي (ح 2058 ) وقال: هذا حديث حسن غريب، والنّسائيّ (ح 5494)، وابن ماجه (ح 3511).
* عن عُقبة بن عامر ﭬ قال: «أَمرني رسولُ الله ﷺ أن أقرأ بالمعوذَّتيْن دُبُرَ كلِّ صلاة».
أخرجه أبو داود (ح 1523)، والتّرمذيّ (ح 2903)، والنّسائيّ (ح 1336).
الحـيّ والمـيّت
* عَنْ أَبِي مُوسَى ﭬ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «مَثَلُ الَّذِي يَذْكُرُ رَبَّهُ وَالَّذِي لاَ يَذْكُرُ رَبَّهُ، مَثَلُ الحَيِّ وَالمَيِّتِ».
أخرجه البخاريّ (ح:6407)، ومسلم (ح:779).
سَبق المفرِّدون
* عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ﭬ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يَسِيرُ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ، فَمَرَّ عَلَى جَبَلٍ يُقَالُ لَهُ جُمْدَانُ، فَقَالَ: «سِيرُوا هَذَا جُمْدَانُ سَبَقَ الْمُفَرِّدُونَ» قَالُوا: وَمَا الْمُفَرِّدُونَ؟ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: «الذَّاكِرُونَ اللهَ كَثِيرًا، وَالذَّاكِرَاتُ».
أخرجه مسلم (ح:2676).
فَضل مجالس الذِّكر
* عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ﭬ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِنَّ لِلَّهِ مَلاَئِكَةً يَطُوفُونَ فِي الطُّرُقِ يَلْتَمِسُونَ أَهْلَ الذِّكْرِ، فَإِذَا وَجَدُوا قَوْمًا يَذْكُرُونَ اللَّهَ تَنَادَوْا: هَلُمُّوا إِلَى حَاجَتِكُمْ» - وفي رواية: «فَإِذَا وَجَدُوا مَجْلِسًا فِيهِ ذِكْرٌ قَعَدُوا مَعَهُمْ»، قَالَ: «فَيَحُفُّونَهُمْ بِأَجْنِحَتِهِمْ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا»، - وفي رواية: «وَحَفَّ بَعْضُهُمْ بَعْضًا بِأَجْنِحَتِهِمْ، حَتَّى يَمْلَؤوا مَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ السَّمَاءِ الدُّنْيَا»- قَالَ: «فَيَسْأَلُهُمْ رَبُّهُمْ، وَهُوَ أَعْلَمُ مِنْهُمْ، مَا يَقُولُ عِبَادِي؟ قَالُوا: يَقُولُونَ: يُسَبِّحُونَكَ وَيُكَبِّرُونَكَ وَيَحْمَدُونَكَ وَيُمَجِّدُونَكَ» قَالَ: «فَيَقُولُ: هَلْ رَأَوْنِي؟» قَالَ: «فَيَقُولُونَ: لاَ وَاللَّهِ مَا رَأَوْكَ؟» قَالَ: «فَيَقُولُ: وَكَيْفَ لَوْ رَأَوْنِي؟» قَالَ: «يَقُولُونَ: لَوْ رَأَوْكَ كَانُوا أَشَدَّ لَكَ عِبَادَةً، وَأَشَدَّ لَكَ تَمْجِيدًا وَتَحْمِيدًا، وَأَكْثَرَ لَكَ تَسْبِيحًا» قَالَ: «يَقُولُ: فَمَا يَسْأَلُونِي؟» قَالَ: «يَسْأَلُونَكَ الجَنَّةَ» قَالَ: «يَقُولُ: وَهَلْ رَأَوْهَا؟» قَالَ: «يَقُولُونَ: لاَ وَاللَّهِ يَا رَبِّ مَا رَأَوْهَا» قَالَ: «يَقُولُ: فَكَيْفَ لَوْ أَنَّهُمْ رَأَوْهَا؟» قَالَ: «يَقُولُونَ: لَوْ أَنَّهُمْ رَأَوْهَا كَانُوا أَشَدَّ عَلَيْهَا حِرْصًا، وَأَشَدَّ لَهَا طَلَبًا، وَأَعْظَمَ فِيهَا رَغْبَةً، قَالَ: فَمِمَّ يَتَعَوَّذُونَ؟« قَالَ: «يَقُولُونَ: مِنَ النَّارِ» قَالَ: «يَقُولُ: وَهَلْ رَأَوْهَا؟» قَالَ: «يَقُولُونَ: لاَ وَاللَّهِ يَا رَبِّ مَا رَأَوْهَا» قَالَ: «يَقُولُ: فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْهَا؟» قَالَ: «يَقُولُونَ: لَوْ رَأَوْهَا كَانُوا أَشَدَّ مِنْهَا فِرَارًا، وَأَشَدَّ لَهَا مَخَافَةً» قَالَ: «فَيَقُولُ: فَأُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ» قَالَ: «يَقُولُ مَلَكٌ مِنَ المَلاَئِكَةِ: فِيهِمْ فُلاَنٌ لَيْسَ مِنْهُمْ، إِنَّمَا جَاءَ لِحَاجَةٍ - وفي رواية: رَبِّ فِيهِمْ فُلَانٌ عَبْدٌ خَطَّاءٌ، إِنَّمَا مَرَّ فَجَلَسَ مَعَهُمْ -، قَالَ: هُمُ الجُلَسَاءُ لاَ يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ - وفي رواية: «فَيَقُولُ: وَلَهُ غَفَرْتُ، هُمُ الْقَوْمُ لَا يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُم -».
أخرجه البخاري (ح: 6408)، ومسلم (ح: 2689).
يَلتمسون: يطلبون.
فيحفّونهم: يطوّقونهم ويُحيطون بهم بأجنحتهم.
* عن معاوية ﭬ أنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ خَرَجَ عَلَى حَلْقَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَقَالَ: «مَا أَجْلَسَكُمْ؟» قَالُوا: جَلَسْنَا نَذْكُرُ اللهَ وَنَحْمَدُهُ عَلَى مَا هَدَانَا لِلْإِسْلَامِ، وَمَنَّ بِهِ عَلَيْنَا، قَالَ: «آللَّهِ مَا أَجْلَسَكُمْ إِلَّا ذَاكَ؟» قَالُوا: وَاللهِ مَا أَجْلَسَنَا إِلَّا ذَاكَ، قَالَ: «أَمَا إِنِّي لَمْ أَسْتَحْلِفْكُمْ تُهْمَةً لَكُمْ، وَلَكِنَّهُ أَتَانِي جِبْرِيلُ فَأَخْبَرَنِي، أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يُبَاهِي بِكُمُ الْمَلَائِكَةَ».
أخرجه مسلم (ح:2701).
* عن أنس بن مالكٍ ﭬ قال: قال رسولُ الله ﷺ: «لأن أَقعُدَ مع قومِ يذكرون الله مِن صلاةِ الغَدَاةِ حتَّى تطلعَ الشَّمسُ أحَبُّ إليَّ من أن أُعتقَ أربعةً من وَلَد إسماعيل، ولأن أقعُد مع قومِ يذكرون الله من صلاةِ العصرِ إلى أن تغرُب الشَّمسُ أحبُّ إليَّ من أن أُعتِق أربعةً».
أخرجه أبو داود (ح 3667)([16]).
الذّاكِر يَذكره اللهُ
* عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ﭬ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: «أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ حِينَ يَذْكُرُنِي، إِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ، ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ، ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ هُمْ خَيْرٌ مِنْهُم».
أخرجه مسلم (ح:2675).
* عن ابن عباس ﭭ عن النّبي ﷺ قال: «قال الله تبارك وتعالى: يَابْنَ آدَمَ، إِذَا ذَكَرْتَنِي خَالِيًا ذَكَرْتُكَ خَالِيًا، وَإِذَا ذَكَرْتَنِي فِي مَلأٍ ذَكَرْتُكَ فِي مِلاءٍ، خَيْرٍ مِنَ الَّذِينَ تَذْكُرُنِي فِيهِمْ».
أخرجه البزّار (كشف الأستار ح 3065)([17]).
* عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ﭬ، عَنْ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: أَنَا مَعَ عَبْدِي إِذَا هُوَ ذَكَرَنِي، وَتَحَرَّكَتْ بِي شَفَتَاهُ».
أخرجه ابن ماجه (ح:3792)، وابن حبّان (ح:815)([18]).
الذِّكر أَحبّ الأعمال إلى الله
* عن مالك بن يُخامِر؛ أنَّ معاذ بن جَبلٍ ﭬ قال لهم: إنّ آخر كلامٍ فارقتُ عليه رسول الله ﷺ أن قلتُ: أيُّ الأعمال أحبُّ إلى الله؟ قال: «أن تموت ولسانُك رَطبٌ مِن ذِكر الله».
أخرجه ابن حبّان (ح 818)، والطَّبراني في الكبير (20/ح208)([19]).
* عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ ﭬ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «أَلاَ أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ، وَأَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ، وَأَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ إِنْفَاقِ الذَّهَبِ وَالوَرِقِ، وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ وَيَضْرِبُوا أَعْنَاقَكُمْ؟» قَالُوا: بَلَى. قَالَ: «ذِكْرُ اللهِ تَعَالَى».
وقَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ: مَا شَيْءٌ أَنْجَى مِنْ عَذَابِ اللهِ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ.
أخرجه التّرمذي (ح 3377)، وابن ماجه (ح 3790)([20]).
وصيّة النَّبيّ يَحْيى عليه السّلام لبني إسرائيل
* عن الحَارِثَ الأَشْعَرِيَّ ﭬ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ أَمَرَ يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا عليهما السّلام بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ أَنْ يَعْمَلَ بِهَا وَيَأْمُرَ بني إسرائيل أَنْ يَعْمَلُوا بِهَا، وَإِنَّهُ كَادَ أَنْ يُبْطِئَ بِهَا، فَقَالَ عِيسَى: إِنَّ اللَّهَ أَمَرَكَ بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ لِتَعْمَلَ بِهَا وَتَأْمُرَ بني إسرائيل أَنْ يَعْمَلُوا بِهَا، فَإِمَّا أَنْ تَأْمُرَهُمْ، وَإِمَّا أَنَا آمُرُهُمْ، فَقَالَ يَحْيَى: أَخْشَى إِنْ سَبَقْتَنِي بِهَا أَنْ يُخْسَفَ بِي أَوْ أُعَذَّبَ، فَجَمَعَ النَّاسَ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَامْتَلأَ الْمَسْجِدُ وَقَعَدُوا عَلَى الشُّرَفِ، فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ أَنْ أَعْمَلَ بِهِنَّ، وَآمُرَكُمْ أَنْ تَعْمَلُوا بِهِنَّ: أَوَّلُهُنَّ أَنْ تَعْبُدُوا اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَإِنَّ مَثَلَ مَنْ أَشْرَكَ بِاللَّهِ كَمَثَلِ رَجُلٍ اشْتَرَى عَبْدًا مِنْ خَالِصِ مَالِهِ بِذَهَبٍ أَوْ وَرِقٍ، فَقَالَ: هَذِهِ دَارِي وَهَذَا عَمَلِي فَاعْمَلْ وَأَدِّ إِلَيَّ، فَكَانَ يَعْمَلُ وَيُؤَدِّي إِلَى غَيْرِ سَيِّدِهِ، فَأَيُّكُمْ يَرْضَى أَنْ يَكُونَ عَبْدُهُ كَذَلِكَ؟ وَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَكُمْ بِالصَّلاَةِ، فَإِذَا صَلَّيْتُمْ فَلاَ تَلْتَفِتُوا فَإِنَّ اللَّهَ يَنْصِبُ وَجْهَهُ لِوَجْهِ عَبْدِهِ فِي صَلاَتِهِ مَا لَمْ يَلْتَفِتْ، وَآمُرُكُمْ بِالصِّيَامِ، فَإِنَّ مَثَلَ ذَلِكَ كَمَثَلِ رَجُلٍ فِي عِصَابَةٍ مَعَهُ صُرَّةٌ فِيهَا مِسْكٌ، فَكُلُّهُمْ يَعْجَبُ أَوْ يُعْجِبُهُ رِيحُهَا، وَإِنَّ رِيحَ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ، وَآمُرُكُمْ بِالصَّدَقَةِ فَإِنَّ مَثَلَ ذَلِكَ كَمَثَلِ رَجُلٍ أَسَرَهُ العَدُوُّ، فَأَوْثَقُوا يَدَهُ إِلَى عُنُقِهِ وَقَدَّمُوهُ لِيَضْرِبُوا عُنُقَهُ، فَقَالَ: أَنَا أَفْدِيهِ مِنْكُمْ بِالقَلِيلِ وَالكَثِيرِ، فَفَدَى نَفْسَهُ مِنْهُمْ، وَآمُرُكُمْ أَنْ تَذْكُرُوا اللَّهَ فَإِنَّ مَثَلَ ذَلِكَ كَمَثَلِ رَجُلٍ خَرَجَ العَدُوُّ فِي أَثَرِهِ سِرَاعًا حَتَّى إِذَا أَتَى عَلَى حِصْنٍ حَصِينٍ فَأَحْرَزَ نَفْسَهُ مِنْهُمْ، كَذَلِكَ العَبْدُ لاَ يُحْرِزُ نَفْسَهُ مِنَ الشَّيْطَانِ إِلاَّ بِذِكْرِ اللهِ».
أخرجه الترمذي (ح 2863)، وابن خزيمة (ح 1895)، وابن حبّان (ح 6233)([21]).
حَسرة عَدم ذِكر الله
* عن أبي هريرة ﭬ قال: قال رسولُ الله ﷺ: «مَن اضطجعَ مضجَعاً لم يَذكُرِ اللهَ فيه إلاّ كان عليه تِرَةً يومَ القيامةِ، ومَن قَعدَ مقعداً لم يَذكُرِ اللهَ فيه إلاّ كان عَليهِ تِرَةَ يوْمَ القِيامَة».
أخرجه أبو داود (ح 5059)، والنّسائي في عمل اليوم والليلة (ح 404)([22]).
«تِرة»: نقص وحَسْرة.
فَضل لا إله إلاّ الله
* عن أبي هريرة ﭬ أنّ رسول الله ﷺ قال: «أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِي يَوْمَ القِيَامَةِ مَنْ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، خَالِصًا مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ».
أخرجه البخاري (ح 6570).
* عن عمر ﭬ قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «إني لأعلمُ كَلِمةً لا يقولها عبدٌ حقّاً مِن قَلْبِه فيموت على ذلك؛ إلاّ حرَّمه على النّار: لا إله إلا الله».
رواه الحاكم (ح 242) وقال: صحيح على شرطهما([23]).
فَضْل كلِمات تُقال بعد الوضوء
* عن عمر بن الخطّاب ﭬ أنّ النّبيّ ﷺ قال: «مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يَتَوَضَّأُ فَيُبْلِغُ - أَوْ فَيُسْبِغُ - الْوَضُوءَ ثُمَّ يَقُولُ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، إِلَّا فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةُ يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ».
أخرجه مسلم (ح 234).
فضل كلِمات تقال عند سماع الأذان
* عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ ﭬ، عَنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ الْمُؤَذِّنَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، رَضِيتُ بِاللهِ رَبًّا، وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، غُفِرَ لَهُ ذَنْبُهُ».
أخرجه مسلم (ح 386).
كلمات ثقيلة في الميزان
* عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ﭬ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ، ثَقِيلَتَانِ فِي المِيزَانِ، حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ: سُبْحَانَ اللَّهِ العَظِيمِ، سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِه».
أخرجه البخاري (ح 6406)، ومسلم (ح 2694).
* عَن أبي سَلمى راعي رَسُول الله ﷺ قَالَ: سَمِعت رَسُول الله ﷺ يَقُول: «بَخٍ بَخ مَا أثقلهنَّ فِي الْمِيزَان: لَا إِلَه إِلَّا الله، وَسُبْحَان الله، وَالْحَمْد لله، وَالله أكبر، وَالْولدُ الصَّالح يُتوفَّى للْمُسلمِ فيحتسبه».
أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (ح 167)، وابن حبّان في صحيحه (ح 833)([24]).
«بَخٍ»: كلمة تقال عِنْد الرِّضَا والإعجاب بالشَّيْء أَو الْمَدْح.
«فيحتسبه»: أي فيحتسِب أجره عند الله.
* عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ ﭬ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «الطُّهُورُ شَطْرُ الْإِيمَانِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَأُ الْمِيزَانَ، وَسُبْحَانَ اللهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَآَنِ - أَوْ تَمْلَأُ - مَا بَيْنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، وَالصَّلَاةُ نُورٌ، وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ، وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ، كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو فَبَايِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا أَوْ مُوبِقُهَا».
أخرجه مسلم (ح223).
«كلّ الناس يغدو فبائع نفسه فمُعتقها أو موبقها»: معناه: كلّ إنسان يَسعى بنفسه، فمنهم من يبيعها لله بطاعته فيعتقها مِن العَذاب، ومنهم من يبيعها للشّيطان والهوى باتّباعهما فيوبقها أي يُهلكها.
أَفضل الأعمال اليوميّة
* عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ﭬ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، قَالَ: «مَنْ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ، كَانَتْ لَهُ عَدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ، وَكُتِبَتْ لَهُ مِائَةُ حَسَنَةٍ، وَمُحِيَتْ عَنْهُ مِائَةُ سَيِّئَةٍ، وَكَانَتْ لَهُ حِرْزًا مِنَ الشَّيْطَانِ يَوْمَهُ ذَلِكَ حَتَّى يُمْسِيَ، وَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ، إِلَّا أَحَدٌ عَمِلَ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ».
أخرجه البخاري (ح 3293)، ومسلم (ح 2691).
«عَدل عشر رقاب»: جَمع رقبة، إي إنسان مملوك عَبد أو أَمة، والمراد ثواب عتقهم.
«إلاّ أحد عمِل أَكثر مِن ذلك»: أي قال أكثر من ذلك.
* عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ﭬ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «مَنْ قَالَ: حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسِي: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، مِائَةَ مَرَّةٍ، لَمْ يَأْتِ أَحَدٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ، إِلَّا أَحَدٌ قَالَ مِثْلَ مَا قَالَ أَوْ زَادَ عَلَيْه».
أخرجه مسلم (ح 2692).
«سبحان الله»: معنى التَّسبيح التَّنزيه عمَّا لا يليق به سبحانه وتعالى مِن الشَّريك والوَلَد والصّاحبة والنَّقائص مُطْلقا.
كيف تكسب في اليوم ألف حسنة
* عن سعد بن أَبي وقّاص ﭬ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ ﷺ فَقَالَ: «أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَكْسِبَ، كُلَّ يَوْمٍ أَلْفَ حَسَنَةٍ؟» فَسَأَلَهُ سَائِلٌ مِنْ جُلَسَائِهِ: كَيْفَ يَكْسِبُ أَحَدُنَا أَلْفَ حَسَنَةٍ؟ قَالَ: «يُسَبِّحُ مِائَةَ تَسْبِيحَةٍ، فَيُكْتَبُ لَهُ أَلْفُ حَسَنَةٍ، أَوْ يُحَطُّ عَنْهُ أَلْفُ خَطِيئَةٍ».
أخرجه مسلم (ح 2698).
كلمات أفضل مِن الدُّنيا وما فيها
* عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ﭬ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «لَأَنْ أَقُولَ سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ».
أخرجه مسلم (ح 2695).
أحبّ الكلام إلى الله
* عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ ﭬ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «أَحَبُّ الْكَلَامِ إِلَى اللهِ أَرْبَعٌ: سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ. لَا يَضُرُّكَ بِأَيِّهِنَّ بَدَأْتَ».
أخرجه مسلم (ح 2137).
غِراس الجنّة
* عَنْ جَابِرٍ ﭬ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «مَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللهِ العَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ، غُرِسَتْ لَهُ نَخْلَةٌ فِي الجَنَّةِ».
أخرجه الترمذي (ح 3464) وقال: حديث حسن صحيح، والنسائي في عمل اليوم والليلة (ح 827)([25]).
* عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ﭬ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «لَقِيتُ إِبْرَاهِيمَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أَقْرِئْ أُمَّتَكَ مِنِّي السَّلاَمَ وَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ الجَنَّةَ طَيِّبَةُ التُّرْبَةِ عَذْبَةُ الْمَاءِ، وَأَنَّهَا قِيعَانٌ، وَأَنَّ غِرَاسَهَا سُبْحَانَ اللهِ وَالحَمْدُ لِلَّهِ وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ».
أخرجه الترمذي (ح 3462)([26]).
«قِيعان»: جَمْع قاع وهي الأرض المستوية المَلْساء.
ثواب التّسبيح دُبر الصّلوات
* عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ﭬ قَالَ: جَاءَ الفُقَرَاءُ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ، فَقَالُوا: ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ مِنَ الأَمْوَالِ بِالدَّرَجَاتِ العُلاَ، وَالنَّعِيمِ المُقِيمِ يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي، وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ، وَلَهُمْ فَضْلٌ مِنْ أَمْوَالٍ يَحُجُّونَ بِهَا، وَيَعْتَمِرُونَ، وَيُجَاهِدُونَ، وَيَتَصَدَّقُونَ، قَالَ: «أَلاَ أُحَدِّثُكُمْ إِنْ أَخَذْتُمْ أَدْرَكْتُمْ مَنْ سَبَقَكُمْ وَلَمْ يُدْرِكْكُمْ أَحَدٌ بَعْدَكُمْ، وَكُنْتُمْ خَيْرَ مَنْ أَنْتُمْ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِ إِلَّا مَنْ عَمِلَ مِثْلَهُ تُسَبِّحُونَ وَتَحْمَدُونَ وَتُكَبِّرُونَ خَلْفَ كُلِّ صَلاَةٍ ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ»، فَاخْتَلَفْنَا بَيْنَنَا، فَقَالَ بَعْضُنَا: نُسَبِّحُ ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ، وَنَحْمَدُ ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ، وَنُكَبِّرُ أَرْبَعًا وَثَلاَثِينَ، فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ، فَقَالَ: تَقُولُ: «سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالحَمْدُ لِلَّهِ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، حَتَّى يَكُونَ مِنْهُنَّ كُلِّهِنَّ ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ».
أخرجه البخاري (ح 843)، ومسلم (ح 595).
«الدُّثور»: جَمع دَثر وهو المال الكثير.
«بين ظهرانيْه»: مَن أنتم بينهم.
* عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ﭬ، عَنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ قال: «مَنْ سَبَّحَ اللهَ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَحَمِدَ اللهَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَكَبَّرَ اللهَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، فَتْلِكَ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ، وَقَالَ: تَمَامَ الْمِائَةِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، غُفِرَتْ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ».
أخرجه مسلم (ح 597).
«مِثل زبَد البحر»: أي في الكثرة والعظمة مثل زبد البحر، وهو ما يعلو على وجهه عند هيجانه وتموجه.
فضل التّسبيح والتّهليل والتّحميد
* عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ ﭬ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِنَّ مِمَّا تَذْكُرُونَ مِنْ جَلَالِ اللَّهِ، التَّسْبِيحَ، وَالتَّهْلِيلَ، وَالتَّحْمِيدَ، يَنْعَطِفْنَ حَوْلَ الْعَرْشِ لَهُنَّ دَوِيٌّ كَدَوِيِّ النَّحْلِ، تُذَكِّرُ بِصَاحِبِهَا، أَمَا يُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَكُونَ لَهُ - أَوْ لَا يَزَالَ لَهُ - مَنْ يُذَكِّرُ بِهِ؟ " وفي رواية:" يَقُلْنَ لِصَاحِبِهِنَّ أَلَا يُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَكُونَ لَهُ عِنْدَ الرَّحْمَنِ شَيْءٌ يُذَكِّرُهُ بِه».
أخرجه ابن ماجه (ح 3809)، والحاكم (ح 1841) وقال: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاه([27]).
«التَّسبيح قول»: سبحان الله.
«التّحميد قول»: الحمد لله.
«التّهليل قول»: لا إله إلاّ الله.
«كدويّ النّحل»: أي صوتها.
الذِّكر المُضاعَف
* عَنْ جُوَيْرِيَةَ ڤ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا بُكْرَةً حِينَ صَلَّى الصُّبْحَ، وَهِيَ فِي مَسْجِدِهَا، ثُمَّ رَجَعَ بَعْدَ أَنْ أَضْحَى، وَهِيَ جَالِسَةٌ، فَقَالَ: «مَا زِلْتِ عَلَى الْحَالِ الَّتِي فَارَقْتُكِ عَلَيْهَا؟» قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «لَقَدْ قُلْتُ بَعْدَكِ أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، لَوْ وُزِنَتْ بِمَا قُلْتِ مُنْذُ الْيَوْمِ لَوَزَنَتْهُنَّ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، عَدَدَ خَلْقِهِ وَرِضَا نَفْسِهِ وَزِنَةَ عَرْشِهِ وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ».
أخرجه مسلم (ح 2726).
«رجع بعد أن أضحى»: أي رجع بعد وقت الضُّحى.
مِن كنوز الجنّة
* عن أبي موسى الأشعريّ ﭬ أنّ النّبيّ ﷺ قال له: «يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ، قُلْ: لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، فَإِنَّهَا كَنْزٌ مِنْ كُنُوزِ الجَنَّةِ»، أَوْ قَالَ: «أَلاَ أَدُلُّكَ عَلَى كَلِمَةٍ هِيَ كَنْزٌ مِنْ كُنُوزِ الجَنَّةِ؟ لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ».
أخرجه البخاري (ح6384)، ومسلم (ح 2704).
فضل ربّنا ولك الحمد
* عَنْ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ الزُّرَقِيِّ ﭬ قَالَ: «كُنَّا يَوْمًا نُصَلِّي وَرَاءَ النَّبِيِّ ﷺ، فَلَمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرَّكْعَةِ قَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ»، قَالَ رَجُلٌ وَرَاءَهُ: رَبَّنَا وَلَكَ الحَمْدُ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ، قَالَ: «مَنِ المُتَكَلِّمُ» قَالَ: أَنَا، قَالَ: «رَأَيْتُ بِضْعَةً وَثَلاَثِينَ مَلَكًا يَبْتَدِرُونَهَا أَيُّهُمْ يَكْتُبُهَا أَوَّلُ».
أخرجه البخاري (ح 799).
يَبْتدرونها: يُسارِعون إليها.
عمل يسير يُدخِل الجنّة
* عن عبدِ الله بنِ عَمْرو ﭬ عن النبيِّ ﷺ قال: «خَصْلَتَان -أوخَلَّتَان - لا يُحَافِظ عليهما عبدٌ مسلمٌ إلاَّ دخل الجنةَ، هما يسيرٌ، ومَنْ يَعْمَلُ بهما قليلٌ، يُسَبِّحُ في دُبُرِ كُلَّ صلاةٍ عَشراً، ويَحْمَدُ عشراً، ويكبِّرُ عَشْرَاً، فذلك خمسون ومِئةٌ باللسان، وألفٌ وخمسُ مئةٍ في الميزان ويكبِّرُ أربعاً وثلاثين إذا أخذ مَضْجَعَهُ، ويَحْمَدُ ثلاثاً وثلاثين، ويُسبِّح ثلاثاً وثلاثين، فذلك مِئةٌ باللسان، وألف في الميزان»، - فلقد رأيتُ رسول الله ﷺ يعقِدها بيده - قالوا: يا رسولَ الله ﷺ، كيف هما يسيرٌ، ومن يعمل بهما قليل؟ قال: «يأتي أحدَكم - يعني الشَّيطانَ - في منامِه، فينوِّمُهُ قبل أن يقولَه، ويأتيه في صلاتِه فيُذكّرُه حاجةً قبل أن يقولها».
أخرجه أبو داود (ح5065)، والتّرمذي (ح 3410) وقال: هذا حديث حسن صحيح، والنّسائي في الكبرى (ح 1272)، وابن ماجه (ح 926)([28]).
فضل ذكر الله عند الانتباه مِن النّوم
* عن عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ ﭬ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «مَنْ تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ، فَقَالَ: لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، الحَمْدُ لِلَّهِ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ، وَلاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، أَوْ دَعَا، اسْتُجِيبَ لَهُ، فَإِنْ تَوَضَّأَ وَصَلَّى قُبِلَتْ صَلاَتُهُ».
أخرجه البخاري (ح 1154).
«تَعَارّ»: انْتَبَه.
فضل ذكر الله عند دخول السّوق
* عن عمر بن الخطّاب ﭬ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَنْ قَالَ حِينَ يَدْخُلُ السُّوقَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، يُحْيِي وَيُمِيتُ، وَهُوَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، كَتَبَ اللَّهُ لَهُ أَلْفَ أَلْفِ حَسَنَةٍ، وَمَحَا عَنْهُ أَلْفَ أَلْفِ سَيِّئَةٍ، ورفع له ألف ألف دَرَجَة».
أخرجه التّرمذي (ح 3428 )، وابن ماجه (ح 2235)([29]).
ذِكر يحرسك مِن الشَّيْطان
* عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الأنصاريّ ﭬ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَنْ قَالَ إِذَا أَصْبَحَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، عَشْرَ مَرَّاتٍ، كُتِبَ لَهُ بِهِنَّ عَشْرُ حَسَنَاتٍ، وَمُحِيَ بِهِنَّ عَنْهُ عَشْرُ سَيِّئَاتٍ، وَرُفِعَ لَهُ بِهِنَّ عَشْرُ دَرَجَاتٍ، وَكُنَّ لَهُ عَدْلَ عَتَاقَةِ أَرْبَعِ رِقَابٍ، وَكُنَّ لَهُ حَرَسًا مِنَ الشَّيْطَانِ حَتَّى يُمْسِيَ، وَمَنْ قَالَهُنَّ إِذَا صَلَّى الْمَغْرِبَ دُبُر صلاته فمثل ذلك حتّى يُصْبح».
أخرجه ابن حبّان (ح 2023)([30]).
ذِكر لا يَضرُّك معه شيء
* عن عثمانَ بن عفّان ﭬ قال: سمعتُ رسولَ الله ﷺ يقولُ: «مَا مِنْ عَبْدٍ يَقُولُ فِي صَبَاحِ كُلِّ يَوْمٍ وَمَسَاءِ كُلِّ لَيْلَةٍ: بِسْمِ اللهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَيَضُرُّهُ شَيْءٌ».
أخرجه أبو داود (ح 5088)، والترمذي (ح 3388)، والنّسائي في الكبرى (ح 10106)، وابن ماجه (ح 3869)([31]).
كفّارة المجلس
* عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ﭬ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «مَنْ جَلَسَ فِي مَجْلِسٍ فَكَثُرَ فِيهِ لَغَطُهُ، فَقَالَ قَبْلَ أَنْ يَقُومَ مِنْ مَجْلِسِهِ ذَلِكَ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ، إِلاَّ غُفِرَ لَهُ مَا كَانَ فِي مَجْلِسِهِ ذَلِك».
رواه التّرمذي (ح 3433) وقال: هذا حديث حسن صحيح، وأبو داود (ح 4858)([32]).
قال عليّ القاريّ([33]): «لَغَطُهُ» بِفَتْحَتَيْنِ، أَيْ: تَكَلَّمَ بِمَا فِيهِ إِثْمٌ لِقَوْلِهِ: «غُفِرَ لَه».
الحثّ على الاستغفار والإكثار منه
* عن أَبي هُرَيْرَةَ ﭬ قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «وَاللَّهِ إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ فِي اليَوْمِ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً».
أخرجه البخاري (ح 6307).
* عن ابْن عُمَرَ ﭬ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ تُوبُوا إِلَى اللهِ، فَإِنِّي أَتُوبُ، فِي الْيَوْمِ إِلَيْهِ مِائَةَ، مَرَّةٍ».
* عن عَبْد اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ ﭬ قالَ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «طُوبَى لِمَنْ وَجَدَ فِي صَحِيفَتِهِ اسْتِغْفَارًا كَثِيرًا».
أخرجه النّسائيّ في الكبرى (ح 10216)، وابن ماجه (ح 3818)([34]).
قال عليّ القاري([35]):(«طُوبَى»: أَيْ طِيبَةً حَالَّةً حَسَنَةً، وَصِفَةً مُسْتَحْسَنَةً، وقِيلَ طُوبَى شَجَرَةٌ فِي الْجَنَّةِ).
* عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ﭬ، عَنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ قَالَ: «إِنَّ العَبْدَ إِذَا أَخْطَأَ خَطِيئَةً نُكِتَتْ فِي قَلْبِهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ، فَإِذَا هُوَ نَزَعَ وَاسْتَغْفَرَ وَتَابَ صُقِلَ قَلْبُهُ، وَإِنْ عَادَ زِيدَ فِيهَا حَتَّى تَعْلُوَ قَلْبَهُ، وَهُوَ الرَّانُ الَّذِي ذَكَرَ اللَّهُ ﱥﭐﱲﱳ ﱴﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱹ ﱺ ﱻ ﱼ ﱤ [المطفّفين:14]».
أخرجه التّرمذي (ح 3334)، وقال: هذا حديث حسن صحيح، والنّسائي في الكبرى (ح 10179) و(ح 11954)، وابن ماجه (ح 4244)([36]).
«النُّكتة»: كالنُّقطة.
«صُقِلَ»: صَقَل السَّيْف والمرآة وَنَحْوهمَا: جلاه فأصبح أملسا.
«الرّان»: قال صاحب النّهاية([37]): أصل الرَّيْن (والرّان) الطَّبع والتَّغطية، ومنه قوله تعالى: ﱥﭐﱲﱳ ﱴﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱹ ﱺ ﱻ ﱼ ﱤ ، أي:طبع وخَتَم.
قال الفرّاء في معاني القرآن([38]): كثرت المعاصي والذّنوب منهم، فأحاطت بقلوبهم، فذلك الرَّين عليها.
وَقَالَ الْحسن: هُوَ الذَّنب حَتَّى يسوادّ الْقَلب.
* عَنْ أُمِّ عِصْمَةَ الْعَوْصِيَّةِ ڤ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَعْمَلُ ذَنْبًا إِلَّا وَقَفَ الْمَلَكُ الْمُوَكَّلُ بِإِحْصَاءِ ذُنُوبِهِ ثَلَاثَ سَاعَاتٍ، فَإِنِ اسْتَغْفَرَ اللَّهَ مِنْ ذَنْبِهِ ذَلِكَ فِي شَيْءٍ مِنْ تِلْكَ السَّاعَاتِ لَمْ يُوقِفْهُ عَلَيْهِ وَلَمْ يُعَذَّبْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».
أخرجه الحاكم (ح 7675)، وقال: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وقال الذّهبي في «التَّلخيص»: صحيح.
* عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ﭬ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «أَذْنَبَ عَبْدٌ ذَنْبًا، فَقَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي، فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبًا، فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ، ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي، فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: عَبْدِي أَذْنَبَ ذَنْبًا، فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ، ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ فَقَالَ: أَيْ رَبِّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي، فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبًا، فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ، اعْمَلْ مَا شِئْتَ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكَ».
أخرجه البخاري (ح 7507) ، ومسلم (ح 2758).
«اعمل ما شئت فقد غفرت لك »: معناه؛ ما دمت تُذْنِب ثمّ تستغفر وتتوب غفرتُ لك.
قال النّوويّ([39]): «لو تكرَّر الذَّنب مائة مرة أو ألف مرَّة أو أَكْثَر، وتاب في كلّ مرّة، قُبِلت توبته وسقطت ذنوبه، ولو تاب عن الجميع توبة واحدة بعد جميعها صحَّت توبته».
* عن أَنَس بْنِ مَالِكٍ ﭬ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: «قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ وَلاَ أُبَالِي، يَا ابْنَ آدَمَ لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ، وَلاَ أُبَالِي، يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الأَرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لَقِيتَنِي لاَ تُشْرِكُ بِي شَيْئًا لأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً».
رواه التّرمذي (ح 3540)، وقال: هذا حديث حسن غريب([40]).
«الْعَنَان»: بِفَتْح الْعَين الْمُهْملَة هُوَ السَّحَاب.
«قُراب الأَرْض»: بِضَم الْقَاف: مَا يُقَارِب مِلأها.
أَفْضل الاستغفار
* عن شَدَّادُ بْنُ أَوْسٍ ﭬ: عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قال: «سَيِّدُ الِاسْتِغْفَارِ أَنْ تَقُولَ: اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لاَ إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي، فَإِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ»، قَالَ: «وَمَنْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِنًا بِهَا، فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِيَ، فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا، فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ، فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ».
أخرجه البخاري (ح 6306).
«أبوء»: أُقِرّ وأَعترِف.
«موقِنا»: مخلِصا مِن قَلبه مُصدِّقا بعظيم ثوابها.
اِستغفارٌ تُمحى به الخَطايا حتّى الكبائر
* عن بِلال بن يَسار بن زَيْد مَوْلى النبيِّ ﷺ قال: حدّثني أبي عن جدِّي أنّه سَمعَ النّبيَّ ﷺ يقول: «مَنْ قال: أسْتَغْفِرُ الله الذي لا إله إلا هُوَ الحَيّ القيوم وأتوب إليه، غُفِرَ له وإن كان فرَّ مِن الزَّحف».
أخرجه أبو داود (ح 1517)، والتّرمذي (ح 3577)([41]).
«فرّ مِن الزّحف»: وهو الفرار مِن العدوّ في ساحة الجِهاد وهو مِن الكبائر.
([1]) وهو في صحيح التّرغيب والتّرهيب (ح 1436).
([2]) وهو في صحيح التّرغيب والتّرهيب (ح 1437).
([3]) وهو في صحيح التَّرغيب والتَّرهيب (ح 1416).
([4]) وهو في صحيح التّرغيب والتّرهيب (ح 1432).
([5]) مرقاة المفاتيح 4/1462.
([6]) وهو صحيح التَّرغيب والتَّرهيب (ح1595).
([7]) مرقاة المفاتيح 2/772.
([8]) مرقاة المفاتيح 4/1465.
([9]) مرقاة المفاتيح 4/1461.
([10]) وهو في صحيح الترغيب والترهيب (ح 736).
([11]) وهو في صحيح الترغيب والترهيب (ح 1474).
([12]) وهو في صحيح الترغيب والترهيب (ح 1478).
([13]) وهو في سلسلة الأحاديث الصحيحة 7/1450.
([14]) وهو في صحيح الترغيب والترهيب (ح 1485).
([15]) وهو في صحيح الترغيب والترهيب (ح 1485).
([16]) وهو في صحيح الترغيب والترهيب (ح 465).
([17]) وهو في صحيح التّرغيب والتّرهيب (ح 1489).
([18]) صحيح التَّرغيب والتّرهيب (ح1490).
([19]) وهو في صحيح الترغيب والترهيب (ح:1492).
([20]) وهو في صحيح التّرغيب والترهيب (ح 1493).
([21]) وهو في صحيح الترغيب والترهيب (ح 1498).
([22]) وهو في صحيح الترغيب والترهيب (ح 611).
([23]) وهو في صحيح التّرغيب والترهيب (ح 1528).
([24]) وهو في صحيح الترغيب والترهيب (ح 1557).
([25]) وهو في صحيح الترغيب والتّرهيب ح1540.
([26]) وهو في صحيح التّرغيب والتّرهيب (ح 1550).
([27]) وهو في صحيح الترغيب والترهيب (ح 1568).
([28]) وهو في صحيح التّرغيب والترهيب (ح 1594).
([29]) وهو في صحيح التّرغيب والتّرهيب (ح 1694).
([30]) وهو في صحيح التّرغيب والتّرهيب (ح 474).
([31]) وهو في صحيح التّرغيب والتّرهيب (ح 655).
([32]) وهو في صحيح الترغيب والترهيب (ح 1516).
([33]) مرقاة المفاتيح 4/1689
([34]) وهو في صحيح التّرغيب والتّرهيب(ح 1618)
([35]) مرقاة المفاتيح 6/2316
([36]) وهو في صحيح التّرغيب والتّرهيب (ح 1620).
([37]) 2/291.
([38]) 3/246.
([39]) شرح مسلم 17/75.
([40]) وهو في صحيح التّرغيب والتّرهيب (ح 1616).
([41]) وهو في صحيح التّرغيب والتّرهيب (ح 1622).