×
قصص يتفتق من حروفها الألم [ قصص للفتيات ]: هذه الورقات تحتوي على قصصٍ واقعيةٍ، نهايتها مُؤلِمة، ودروسُها مُحزِنة، لكن تحكي ما فيها من آلامٍ وأحزانٍ لتُلامِس فيكِ حسَّ اليقَظة والفِطنة، والتذكُّر والتعقُّل حتى تكون الفتاة على بيِّنةٍ من طريقِها. ومأساةُ الفتاةِ المُسلِمة إن كانت في عِرضِها تكون نكسةً قاسيةً على نفسِها وبيتها وأُسرتِها.

    بسم الله الرحمن الرحيم

    إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

    تروى القصص للذكرى والاعتبار.. ففي أحاديثها وأحداثها دروس تسلي الثابت على دينه.. وتنذر الغافل بسوء مصيره.

    وإليك أختي المسلمة قصصًا واقعية.. نهايتها مؤلمة.. ودروسها محزنة.. لكن تحكي ما فيها من آلام وأحزان لتلامس فيك حس اليقظة والفطنة.. والتذكر والتعقل حتى تكوني على بينة من بينات الطريق..

    ومأساة الفتاة المسلمة إن كانت في عرضها.. تكون نكسة قاسية على نفسها وبيتها وأسرتها.. وهذا ما يجعل الألم من الشدة والحدة في النهاية.

    نادمة على التفريط في الزواج

    نشوة الطموح الدراسي.. والرغبة في تحصيل الشهادات العليا.. وكثرة الشروط المعجزة.. كلها عوامل تمسح من عقل الطالبة رغبتها في الزواج.. لكن مرور الأيام أسرع من قوة الطموح.. وسنة الحياة ألزم للفطرة من رغبة عابرة..

    فما إن تتحصل الفتاة على مرادها من الشهادات.. وربما لا تتحصل على ذلك.. حتى تكتشف أن قرارها باستبعاد الزواج كان أسوأ قرار اتخذته في حياتها.. إذ تجد نفسها حية لكن بدون أي معنى للحياة.. تعيش بنتا مهددة بالعنوسة في وقت كان يفترض أن تتمتع فيه بنعمة الأمومة.. وهكذا تبدأ تعد الأيام.. وكلما مر عليها يوم ازدادت نكستها وإحباطها..

    وهنا نسجل كلمات تتفتق حروفها عن ندم غارق في الحسرة.. سطرتها عانس تمتلك من الشهادات العليا ما لم يحقق لها شيئا في الحياة.. تقول:

    كنت في الخامسة عشر من عمري، وكان الخُطَّاب يتقدمون إليَّ من كل حدب وصوب، وكنت أرفض بحجة أنني أريد أن أصبح طبيبة.. ثم دخلت الجامعة وكنت أرفض الزواج بحجة أنني أريد ارتداء معطف أبيض على جسمي، حتى وصلت إلى سن الثلاثين، وأصبح الذين يتقدمون إليَّ هم من فئة المتزوجين وأنا أرد وأقول : بعد هذا التعب والسهر أتزوج إنساناً متزوجا !! كيف يكون ذلك؟! عندي من المال والنسب والشهادة العليا وأتزوج شخص متزوجا؟ ووصلت هذه المرأة بعدها إلى سن الخامسة والأربعين وصارت تقول : أعطوني ولو نصف زوج!! [اعترافات عانس ص5].

    وتقول طبيبة ممن تأخرن في الزواج:

    السابعة من صباح كل يوم وقت يستفزني.. يستمطر أدمعي.. ويقطع مشاعري..لماذا؟

    أركب خلف السائق.. متوجهة إلى عيادتي.. وأجد النساء بأطفالهن ينتظرونني قد كساهن لباس الأمومة بهاء ووقاراً..

    ينظرن إلى معطفي وكأنه بردة حرير فارسية وهو في نظري لباس حداد لأنه سبب حرماني من نعمة الزواج والأمومة.

    أدخل عيادتي.. أتقلد سماعتي.. وكأنها حبل مشنقة يلتف حول عنقي.. والعقد الثالث يستعد الآن لإكمال التفافة حول عنقي.. والتشاؤم على المستقبل.

    ثم تصرخ وتقول : خذوا شهاداتي ومعاطفي وكل مراجعي، وجالب السعادة الزائفة، وأسمعوني كلمة «ماما».

    لقد كنت أرجو أن يقال طبيبة

    فقد قيل فما نالني من مقالها

    فقل للتي كانت ترى في قوة

    هي اليوم بين الناس يرثي لحالها

    وكل مناها بعض طفل تضمه

    فهل ممكن أن تشتريه بمالها

    متاهات لا نهاية لها

    تلك هي متاهات الشهوة.. التي ليس لها ضابط يقيدها ولا رادع يحبسها، إلا تقوى الله جل وعلا ومجاهدة النفس... ويعد الإعجاب.. والمعاكسات وجهان لعملة الشهوة.. وفي قصتنا التالية.. تتداخل حسرات الإعجاب.. وندامة المعاكسة لتصنع واحداً من النهايات المؤلمة في حياة الطالبات.. تروي فتاة حادثة حصلت لزميلة لها مع الإعجاب فتقول: كنت أنا وصديقتي في مدرسة واحدة.. وكانت كلمة الإعجاب لا تخطر على بالنا أبداً.. وبعد مرور الأيام لاحظت تصرفات غريبة من صديقتي.. فأصبحت تجلب معها الهدايا والرسائل والصور التي تخصها، وأنا لا أعلم ما وراء هذه التصرفات الغريبة.. وسألتها ذات يوم عن سبب إحضارها لمثل هذه الرسائل والصور ولمن تعطيها؟

    فقالت: أصارحك بأنني معجبة أشد إعجاب بفتاة في مدرسة..وهذه الرسائل والهدايا لأنها هي أيضا بادلتني الشعور نفسه..

    فسألت صديقتي : هل تعلمين عن أخلاقها وأدبها ودينها شيئاً؟! فقالت: كل ذلك غير مهم عندي، أهم شيء أننا متفاهمتان، وبعد مرور الأيام تفاجئني صديقتي بأن تلك الفتاة التي أعجبت بها كانت قرينة سوء سيئة الأخلاق، وأن تلك الرسائل والصور كلها أصبحت بين متناول يدي أخيها، فأخذ أخو الفتاة المعجب بها يراسل تلك عن طريق أخته.. وكانت المعجب بها تعاهد تلك بأن أخاها صادق المشاعر وأنه سوف يتزوجها وتكون بعد ذلك قريبة منها أكثر ! وطلبت منها أن تبادل أخاها المشاعر نفسها. وأن تكلمه هاتفياً وتراسله.. إلخ.

    وفعلت ذلك إرضاء لمن أعجبت بها!

    في الآخر.. أفاقت صديقتي من غفلتها ولكن بعد ماذا؟! أخذت تلوم نفسها.. تصرخ بحرقة وندم، لقد لطخت سمعتي.. لقد أهلكت نفسي.. ولكن لا ينفع الندم بعد فوات الأوان..

    فرفضت الاستمرار مع هذا الشاب.. وقطعت علاقتها بمن أعجبت بها.. لكن ذلك الشاب الوديع معها انقلب ذئبا شرسا عندما علم بقرارها، وأخذ يهددها ويتوعدها بأنه سوف يفضحها بهذه الصورة والرسائل والمكالمات.. إن لم تستجب وتنفذ ما يريد وتستمر معه في هذه العلاقة المقيتة!

    والآن أصبحت صديقتي في حالة سيئة للغاية.. وإنها لتتمنى الموت في كل لحظة لعلها تستريح مما هي فيه [فتياتنا والإعجاب – نوال بنت عبد الله ص29].

    والقصص في هذا المعنى كثيرة.. لكنها كلها يجمعها عامل واحد هو النهاية المؤلمة.

    فهناك من الأخوات.. من تُنْعَت بالشذوذ.. وسوء الخلق إذا ظهر منها ميول وإعجاب في وسطها النسائي.. وهو ما يجعلها منبوذة.. تلوكها الألسن بكل ذكرى سيئة.. وهناك من انتهى بها الأمر بمرض نفسي أحبط طموحها وقتل فيها حياءها ورماها محطمة الشعور مضطربة قلقة.

    وكل تلك المظاهر انحرافات خطيرة.. لا يسع الطالبة العاقلة وهي تقرأ أخبارها.. إلا أن تجعلها عبرة تأخذ منها الدروس والحكم.

    قصة واحدة لكن أبطالها كثر

    لا تزال ضحايا الهاتف.. تُذكر أخبارهن.. وتُدون مآسيهن.. فمتى ستكون الأخت المسلمة على وعي بأساليب السفهاء وقد كشفت حِيَلهُنْ.. وإلى متى ستظل الشهوة تستعبد النفوس.. وتخرب البيوت!

    وإليك أختي قصة تقريبية تتكرر أدوارها.. ويختلف أبطالها ومكانها وزمانها لكن قالبها واحد يتكون من فصول ثلاثة: فالضحية هي: الفتاة ودافعها الشهوة أو الرغبة في الزواج.

    والمضحي : السفيه المعاكس ودافعه المبطن هتك الأعراض

    والظاهر: التعارف والزواج.

    الأسلوب: المعاكسات.

    وإليك تفاصيل الأحداث:

    «لم يبخل أهلها عليها بشيء ما، بل إنهم يغدقون عليها المال طلبا لسعادتها، لكنها كانت – كأي فتاة – تطمح للاقتران برجل يضفي على حياتها المودة والرحمة.. وفي إحدى الليالي تمتد يدها لجهاز الهاتف لتجيب رنينه، فإذا بها تسمع صوت رجل أتقن الاحتيال عليها وفي تجاذب أطراف الكلام معها أطار السهاد عن عينيها، كانت تتمتم في الكلام؛ لأنها لم تعتد مثل هذه التصرفات، وما كان من ذلك الرجل إلا وأن نصب الشباك وأعد الفخ لهذه الفتاة وأعطاها رقم هاتفه إذا رغبت هي في الاتصال ثم أغلق سماعة الهاتف!! هكذا يختل توازن تلك الفتاة بسبب ما لديها من ضغوط نفسية وبسبب شدة احتيال ذلك الشاب عليها ومكره بها..

    وفي ليلة الغد ترفع سماعة الهاتف بنفسها ويدها ترتعش لدى ضرب الأرقام وما إن سمعت صوت ذلك الشاب وسمع صوتها حتى أيقن بأنها قد وقعت في شباكه.. وبدأ يُمَنِّيها ويعدها ويمدح نفسه بماله وجاهه.. ثم ماذا»!

    أريد أن أرى وجهك!! هكذا وبكل تبجح يطالب هذا اللص.. لكن لم تتقدم لخطبتي ولم.. ولم.. وأخاف.. ويمكن، بهذه العبارات البريئة الساذجة تجيب الفتاة.. لكن ذلك المتلصص يحذرها بأنه لن يخاطبها مرة أخرى إذا لم تلب رغبته خلال يومين، ثم يغلق السماعة.. كانت الفتاة قد تعلقت به، وظنت أن أملها تلاشى فحزنت لأنها لم تجب طلبه.

    وفي الغد تمسك الفتاة بسماعة الهاتف تخاطب «صديقها» لتلبي رغبته، ولكن من وراء نافذة المنزل، ولم يمانع ذلك المتلصص، لأنه قد أعد «طعما» آخر يصطادها به... فلما حقق مطلبه، طالبها بالخروج معه، وإلا فإنه سيقطع علاقته بها ويفضحها بهذه العلاقة معه؟!.. ثم يبحث عن شريكة صادقة.. وجريئة.. لحياته غيرها، هكذا يتبجح.. ومع تردد الفتاة وخوفها وانخداعها.. تخرج معه وأين تخرج إلى الهاوية.. نعم إلى الهاوية.. بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى.. ضاعت الفتاة.. ضاع الشرف.. وتركها ملوثة بعارها!! [فتى الأحلام – سعاد محمد فرح ص11].

    ذئاب الإنترنت..كيف يفترسون؟

    تروي إحدى الأخوات ممن أسأن استعمال الإنترنت قصتها لإحدى أخواتها.. بعد أن تجرعت آلام الندم.. تقول:

    إنني أضع بين يديك هذه القصة لكي تنشريها حتى تكون عبرة. وذكرى لكل بنت تستخدم الإنترنت.. ولكي تعتبروا يا أولي الأبصار.. وإليك قصتي:

    بدايتي كانت مع واحدة من صديقاتي القليلات.. دعتني ذات يوم إلى بيتها وكانت من الذين يستخدمون الإنترنت كثيرا وقد أثارت فيَّ الرغبة في استعماله.. وفي خلال شهرين أصبحت أتقن الدخول في عالم الإنترنت حيث بدأت أزورها كثيراً.. تعلمت منها التشات بكل أشكاله.. تعلمت منها كيفية التصفح وبحث المواقع الجيدة والرديئة. وفي خلال هذين الشهرين كنت في عراك مع زوجي كي يُدْخِل الإنترنت في البيت.. وكان ضد تلك المسألة حتى أقنعته بأني أشعر بالملل الشديد وأنا بعيدة عن أهلي وصديقاتي، وتحججت بأن كل صديقاتي يستخدمن الإنترنت فلم لا أستخدم أنا هذه الخدمة، وأحادث صديقاتي عبره فهو أرخص من فاتورة الهاتف على أقل تقدير، فوافق زوجي!!

    أصبحت بشكل يومي أحادث صديقاتي.. بعدها أصبح زوجي لا يسمع مني أية شكوى أو مطالب، اعترف بأنه ارتاح كثيرا من إزعاجي وشكواي له.. ومع مرور الأيام بنيت علاقات مع أسماء مستعارة لا أعرف إن كانت لرجل أم أنثى.. كنت أحاور كل من يحاورني عبر التشات، حتى وأنا أعرف أن الذي يحاورني رجل وكان هذا من عظيم طيشي وقلة إيماني.. كنت أطلب المساعدة من بعض الذين يَدَّعون المعرفة في الكمبيوتر والإنترنت، تعلمت منهم الكثير، إلا أن شخصا واحدا هو الذي أقبلت عليه بشكل كبير لما له من خبرة واسعة في مجال الإنترنت.. كنت أخاطبه دائما وألجأ إليه ببراءة كبيرة في كثير من الأمور بشكل يومي.. وشيئا فشيئا.. وجدت نفسي قد وقعت في عبث المعاكسات.

    ومن هنا بدأت حياتي بالانحراف، لقد انحرفت كثيراً.. ولعل من يقرأ كلماتي يشعر بأن زوجي مهمل في حقي أو كثير الغياب عن البيت.. ولكن هو على العكس من ذلك.. كان يخرج من عمله ولا يذهب إلى أصدقائه كثيراً من أجلي.. ومع مرور الأيام وبعد اندماجي بالإنترنت والذي كنت أقضي بها ما يقارب 8 إلى 12 ساعة يوميا أصبحت أكره كثرة تواجده في البيت، وأستغل غيابه لأعود إلى المحادثة المشؤومة.

    في هذه الأثناء كانت علاقتي مع ذلك الذئب في تطور سريع يزينها الشيطان والطيش والهوى.

    وكعادة الذئاب طلب رؤيتي التي وسمها بالبريئة.. وفي لحظة ضعف وانحطاط وجدت نفسي خارج بيتي لرؤيته.. ولم أجرؤ على شيء إلا أنه رآني لمدة دقيقة دون كلام.. وليتني ما فعلت، فقد كانت تلك هي بداية النهاية.. لم يكن يعرف أني متزوجة وأنني أمٌّ أيضا!!

    كان ذئبا متمرسا في دغدغة المشاعر وعرف كيف يستغل ضعفي وكان الشيطان يساعده بل ربما يقوده..

    أراد رؤيتي مرة أخرى.. لم يكن بوسعي رؤيته وزوجي موجود في المدينة.. أصبح الذي بيننا أكثر جدية فأخبرته أنني متزوجة ولي أبناء ولا أقدر على رؤيته ويجب أن تبقى علاقتنا في التشات فقط..

    حتى جاء اليوم الذي عرض فيه عليَّ الزواج مقترحاً على طلب الطلاق من زوجي الطاهر الطيب... وإذا لم أقبل فإما أن يموت أو أن يصاب بالجنون أو يقتل زوجي.

    وقد وقع كلامه عليَّ هذا كالسحر إذ أصبحت فعلا أكره بيتي وأبنائي وزوجي دون ذنب اقترفوه.. ثم تحينت فرصة سفر زوجي لألبي دعوة الذئب بالخروج.

    وبكل جرأة.. ونفس ميتة.. ركبت سيارته وبعد مدة بدا لي وكأنه يبطن شراً..

    قلت له : لا أريد أن يطول وقت خروجي من البيت، أخشى أن يتصل زوجي أو يحدث شيء..

    قال لي بتردد: «وإذا يعني عرف» ربما يطلقك وترتاحين منه.. لم يعجبني حديثه ونبرة صوته، بدأ القلق يزداد عندي, ثم قلت له: يجب أن لا تبتعد كثيرا، لا أريد أن أتأخر عن البيت. قال لي: سوف تتأخرين بعض الوقت، لأني لن أتنازل عنك بهذه السهولة.. فقط أريد أن تبقي معي بعض الوقت، أريد أملأ عيني منك لأني ربما لن يكون هناك مجال عندك لرؤيتي بعدها.. هكذا بدأ الحديث، هدأ روعي قليلاً !! لا أعلم كم من الوقت بقينا على هذا الحال.. حتى أني لم أشعر بالطريق أو المسار الذي كان يسلكه، وفجأة وإذا أنا في مكان لا أعرفه، مظلم وهي أشبه بالاستراحة أو مزرعة، بدأت أصرخ عليه ما هذا المكان؟ إلى أين تأخذني ؟ وإذا هي ثوان معدودة والسيارة تقف ورجل آخر يفتح الباب يخرجني بالقوة، كأن كل شيء ينزل عليَّ كالصاعقة، صرخت وبكيت واستجديت بهم، أصبحت لا أفهم ما يقولون، ولا أعي ماذا يدور حولي.. شعرت بضربة كف على وجهي وصوت يصرخ عليَّ وقد زلزلني زلزالاً.. فقدت الوعي بعده من شدة الخوف.. لم أعلم ماذا فعلوا بي أو من هم وكم عددهم، رأيت اثنين فقط، كل شيء كان كالبرق من سرعته، لم أشعر إلا وأنا مستلقية في غرفة خالية شبه عارية، ثيابي تمزقت، بدأت أصرخ وأبكي وكان كل جسمي متسخاً، لم تمر سوى ثوان وإذ به يدخل عليَّ وهو يضحك، قلت له: بالله عليك خلو سبيلي، خلو سبيلي، أريد أن أذهب إلى البيت، قال : سوف تذهبين إلى البيت ولكن يجب أن تتعهدي بأن لا تخبري أحداً وإلا سوف تكونين فضيحة أهلك، وإذا أخبرت عني أو قدمت شكوى سيكون الانتقام من أبنائك، قلت له: فقط أريد أن أذهب ولن أخبر أحداً، تملكني رعب شديد كنت أرى جسمي يرتعش، ولم أتوقف عن البكاء، هذا الذي اذكر من الحادثة، ولا أعلم أي شيء آخر سوى أنه استغرق خروجي إلى حين عودتي ما يقارب الأربع ساعات.. ربط عيني وحملوني إلى السيارة ورموني في مكان قريب من البيت.. لم يرني أحد وأنا في تلك الحالة، دخلت البيت مسرعة، وبقيت أبكي وأبكي حتى جفت دموعي.. تبين لي بعدها بأنهم اغتصبوني وكنت أنزف دماً، لم أصدق ما حدث لي أصبحت حبيسة في غرفتي غارقة في الهم والكآبة، يا ويلي من نفسي لقد ذهبت إلى الجحيم برجليَّ !! كيف سيكون حالي بعد هذه الحادثة، كرهت نفسي وحاولت الانتحار، خشيت من الفضيحة ومن رد فعل زوجي.. لا تسأليني عن أبنائي فبعد هذه الحادثة لم أعد أعرفهم أو أشعر بوجودهم، ولا بكل من حولي، حتى بعد أن رجع زوجي من السفر شعر بالتغير الكبير والذي لم يعهده من قبل وكانت حالتي سيئة لدرجة أنه أخذني إلى المستشفى بالقوة، والحمد لله أنهم لم يكشفوا عليَّ كشفا كاملا بل وجدوني في حالة من الجفاف وسوء التغذية، وتوقفوا عند ذلك، طلبت من زوجي أن يأخذني إلى أهلي بأسرع وقت. كنت أبكي كثيراً وأهلي لا يعلمون شيئا، ويعتقدون أن هناك مشكلة بيني وبين زوجي.. لا أحد يعلم ما الذي حلَّ بي حتى أن أهلي عرضوني على بعض القراء اعتقادًا منهم بأني مريضة..

    أنا لا أستحق زوجي أبدا فقد طلبت منه هذه المرة الطلاق.. وقد كنت في السابق أطلب الطلاق لنفسي..

    وهذه المرة أطلبه إكراما لزوجي (وأبو أبنائي).. أنا لا أستحق أن أعيش بين الأشراف مطلقاً.. وكل ما جرى لي هو بسببـي أنا وسبب التشات اللعين.

    أنا التي حفرت قبري بيدي، وصديق التشات لم يكن سوى صائدٍ لفريسة من البنات اللواتي يستخدمن التشات، كل من سوف يعرف بقصتي ينعتني بالغبية والساذجة، بل أستحق الرجم أيضا.. وفي المقابل أتمنى بأن لا يحدث لأحد ما حدث لي..

    أتمنى أن يسامحني زوجي فهو لا يستحق كل هذا العار، وأبنائي أرجو أن يسامحوني، أنا السبب أنا السبب..

    والله أسأل أن يغفر لي ذنبي ويعفو عني خطيئتي.اهـ.

    وصلي الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.