×
له الملك...محاضرة في توحيد الربوبية وأثره على إيمان المؤمن للشيخ عبد الرحمن السحيم

    له الْمُلْك

    الحمد لله يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد الحمد لله يقضي بالحق ويحكم بالعدل ، فالأمر أمره والمُلك ملكه والحُكم حُكمه والعبْدُ عبده ، فَلِمَ الاعتراض ؟

    لا يُسألُ عمّا يفعلُ في مُلْكِه سبحانه وتعالى لأنه هو المَلِك المتصرِّف ، له المُلك وله الأمر وله الحمد

    " له الْمُلْك " ، فَعَلامَ الاعتراض ؟

    كم تكرر في كتاب الله عزّ وجَلّ ، وفي سّنة رسول الله صلى الله عليه وسلم " له الْمُلْك " ..

    في أفضل الأذكار : لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له " له الْمُلْك " وله الحمد وهو على كل شيء قدير .

    في كل صباح ومساء نقول : " له الْمُلْك "

    في دُبُرِ كل صلاة نقول : " له الْمُلْك "

    عند النوم نقول : " له الْمُلْك "

    وعند الاستيقاظ مِن النوم نقول : " له الْمُلْك "

    بل وحتى عند التقلّب مِن النوم نقول: " له الْمُلْك" .. إذعانًا مِنا وإقرارًا بأن المُلك كله لله

    " له الْمُلْك " فلا شريك له

    " له الْمُلْك " فلا يُعارَض في حُكمه

    " له الْمُلْك " فلا يُنازَع في شَرْعِه

    " له الْمُلْك " يَفعل ما يشاء .

    " له الْمُلْك " (لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ)

    قال الإمامُ الطحاويُّ : وَأَصْلُ الْقَدَرِ سِرُّ اللَّهِ تَعَالَى فِي خَلْقِهِ ، لَمْ يَطَّلِعْ عَلَى ذَلِكَ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ ، وَلا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ . وَالتَّعَمُّقُ وَالنَّظَرُ فِي ذَلِكَ ذَرِيعَةُ الْخِذْلانِ ، وسُلَّمُ الْحِرْمَانِ ، وَدَرَجَةُ الطُّغْيَانِ . فَالْحَذَرَ كُلَّ الْحَذَرِ مِنْ ذَلِكَ نَظَرًا وَفِكْرًا وَوَسْوَسَةً ؛ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى طَوَى عِلْمَ الْقَدَرِ عَنْ أَنَامِهِ ، وَنَهَاهُمْ عَنْ مَرَامِهِ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ: (لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ)، فَمَنْ سَأَلَ : لِمَ فَعَلَ ؟ فَقَدْ رَدَّ حُكْمَ الْكِتَابِ ، وَمَنْ رَدَّ حُكْمَ الْكِتَابِ ، كَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ . اهـ .

    قال ابن القيم رحمه الله وهو يُبيّن العلم الممنوح للعباد والعلم الممنوع : "كذلك أعطاهم من العلوم المتعلقة بصلاح معاشهم ودنياهم بقدر حاجاتهم كعلم الطب والحساب وعلم الزراعة والغراس ....... ثم منعهم سبحانه علم ما سوى ذلك - أي علم ما سوى ما ينفعهم - مما ليس في شأنهم ولا فيه مصلحة لهم ولا نشأتهم قابلة لـه، كعلم الغيب وعلمِ ما كان وكلّ ما يكون ....... ا.هـ .

    فمنع الله عنهم ما لا مصلحة لهم به كعِلم الآجال والأقدار والمقادير المقدّرة عليهم ، لأن الإنسان لو علِم ما يصيبه ما تهنأ بحياة .

    تخيل لو كان الإنسان يعلم أنه سَيَموت بعد سنة ، كيف ستكون حياته ؟ كيف يهنأ بعيش ؟

    وجاء في الأثر " إن اللهَ أَخْرَجَ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ مِنَ الْجَنَّةِ فَلَمْ يَهْبِطْ مِنَ السَّمَاءِ ثُمَّ مَسَحَ ظَهْرَهُ فَأَخْرَجَ ذُرِّيَّتَهُ . ثُمَّ كَتَبَ آجَالَهُمْ وَأَرْزَقَاهُمْ وَمَصَائِبَهُمْ، فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ آدَمُ فَرَأَى مِنْهُمُ الْغَنِيَّ وَالْفَقِيرَ وَحَسَنَ الصُّورَةِ وَدُونَ ذَلِكَ، فَقَالَ: رَبِّ لَوْلَا سَوَّيْتَ بَيْنَهُمْ؟ قَالَ: إِنِّي أُحِبُّ أَنْ أُشْكَرَ " .

    وأصل إخراج ذرية آدم وعَرْضهم عليه عند الترمذي .

    وقال ابن كثير في قوله تعالى : ( لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ) : أَيْ: هُوَ الْحَاكِمُ الَّذِي لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ ، وَلا يَعْتَرِضُ عَلَيْهِ أَحَدٌ ؛ لِعَظَمَتِهِ وَجَلالِهِ وَكِبْرِيَائِهِ ، وَعُلُوِّهِ وَحِكْمَتِهِ وَعَدْلِهِ وَلُطْفِهِ . اهـ .

    مَن الذي يريد أن يعترِض على الله عز وجل المتصف بهذي الصفات ؟

    فإن أفعال الله عزّ وجل كلها ، عَدلٌ وحِكمةٌ ورحمة ، ولكن الإنسان ينظُر إليها نظرًا قاصِرًا . ثم يعترِض بناءً على هذا النظر !

    وفي تعزية النبي صلى الله عليه وسلم : إِنَّ لِلَّهِ مَا أَخَذَ ، وَلَهُ مَا أَعْطَى ، وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِأَجَلٍ مُسَمًّى . رواه البخاري ومسلم .

    فيجب أن نُوقِن بأننا عبِيد مَرْبُوبُون ، ليس لنا مِن تدبير الأمر مِن شيء ؛ فلله ما أخذ ، ولله ما أعطَى ، وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِأَجَلٍ مُسَمًّى .

    وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لَا يُعَجِّلُ شَيْئًا مِنْهَا قَبْلَ حِلِّهِ، وَلَا يُؤَخِّرُ مِنْهَا شَيْئًا بَعْدَ حِلِّهِ . رواه مسلم .

    فإذا أيقنّا بذلك ، لم يكن لنا أدنى اعتراض ، بل نؤمن ونُسلِّم ونرضى ، وفوق ذلك : الْحَمْد عند المصيبة .

    ومِن الاعتراض على الله : الاعتراض عليه في شَرْعِه ، وفي حُكمِه ، وفي قَدَرِه .

    قال الله تعالى : (أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ)

    فالذي يَزعُم أن ذَبْح الحيوان المأكول وَحْشِيّة يُنازِع الله في شَرْعه ! ويُحرِّم ما أحَلّ الله تَقْليدًا للكُفّار !

    وهذا خَلَل في توحيد الربوبية ! وتقليد للكفّار !

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية : وَالإِنْسَانُ مَتَى حَلَّلَ الْحَرَامَ الْمُجْمَعَ عَلَيْهِ ، أَوْ حَرَّمَ الْحَلالَ الْمُجْمَعَ عَلَيْهِ ، أَوْ بَدَّلَ الشَّرْعَ الْمُجْمَعَ عَلَيْهِ : كَانَ كَافِرًا مُرْتَدًّا بِاتِّفَاقِ الْفُقَهَاءِ . اهـ .

    ومِن الاعتراض على الله عز وجل الاعتراض على قِسمته .. وعلى أقدارِه ..

    قال الله تعالى : (نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا)

    فالإنسان يعترِض على ماذا ؟

    يعترض على هذه القِسمة التي في الحياة الدنيا ، التي لا تساوي جناح بعوضة كما جاء في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم : " لَوْ كَانَت الدُّنْيَا تَعْدِلُ عِنْدَ اللَّه جَنَاحَ بَعُوضَةٍ مَا سَقَى كَافِرًا مِنْها شَرْبَةَ مَاءٍ " رواه الترمذي .

    فالدنيا مِن أولها إلى آخِرها لا تساوي جناح بعوضة . فكم الذي في أيدي الناس اليوم في زماننا هذا ؟ كم الذي في أيديهم نسبةً إلى ما كان في أيدي الأمم السابقة ، وإلى ما ستملكه الأمم فيما بعد ؟

    قارِن هذا في نسبته إلى جناح البعوضة .

    وقد أُمِر المسلم أن يقولَ في كل صباح ومساء : " رضيت بالله ربًّا " . وأن يقولها بعد كل أذان ، كما في صحيح مسلم ، حتى يعوّد نفسه على الرضا ، وأنه ليس مجرّد قول ، وإنما أمرٌ راسخٌ عند المسلم ، فيعوّد نفسه أن يقول رضيت بالله ربًّا ، حتى يتحقق عند الرضا في وقت البلاء ووقت الشِّدة

    وقد أدّبَنَا رَسولُنا الكريم صلى الله عليه وسلم قولاً وفِعْلاً ..

    أما القول فهو كثير ، وأما الِفعل فإنه لما مات ابنه قال : " إِنَّ الْعَيْنَ تَدْمَعُ ، وَالْقَلْبَ يَحْزَنُ ، وَلَا نَقُولُ إِلَّا مَا يَرْضَى رَبُّنَا ، وَإِنَّا بِفِرَاقِكَ يَا إِبْرَاهِيمُ لَمَحْزُونُونَ " روه البخاري ومسلم .

    وفي الحديث الآخَر " إنَّ اللَّهَ لا يُعَذِّبُ بدَمْعِ العَيْنِ، وَلَا بحُزْنِ القَلْبِ، وَلَكِنْ يُعَذِّبُ بهذا، وَأَشَارَ إلى لِسَانِهِ، أَوْ يَرْحَمُ " . رواه مسلم

    فالإنسان لا يؤاخَذ بما لا طاقة له به ؛ فإنه لا يستطيعُ أن يحبسَ دمعَ العين ، ولا يستطيع أن يحبس حُزن القلب ، ولكنه يستطيع أن يتحكّمَ بِلِسَانه ، فلا يعترِضُ ولا يتسخطُ ، لأنه مُؤاخَذٌ به .

    مِن أين يأتي الاعتراض ؟!

    1 – مِن عدم مُشاهدة صِفَات الكمال ؛ فإن أفعال الله كُلَّها : عَدْل وحِكمة ورحمة .. وما يصرفه الله أكبر ، وما يغفره أكثر .

    في الحديث عن عمرَ بنِ الخطاب رضي الله عنه قَالَ : " قَدِمَ رسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِسَبْيٍ، فَإِذَا امْرَأَةٌ مِنَ السَّبْي تَسْعَى، إِذْ وَجَدَتْ صَبِيًّا في السَّبْي أَخَذَتْهُ فَأَلْزَقَتْهُ بِبَطْنِها، فَأَرْضَعَتْهُ، فَقَالَ رسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم : أَتُرَوْنَ هَذِهِ المَرْأَةَ طارِحَةً وَلَدَهَا في النَّارِ؟ قُلْنَا: لا وَاللَّهِ، فَقَالَ: للَّهُ أَرْحَمُ بِعِبادِهِ مِنْ هَذِهِ بِوَلَدِهَا " متفقٌ عليه.

    2 – مِن تزكية النفس ، وعَدَم مشاهدة التقصير

    وهذا خِلاف ما كان عليه السلف ، فإنه كان الواحد منهم لما يُصاب بأدنى شيء حتى بالصداع ، فإنه يرجع إلى نفسه ويتهم نفسه .

    قالت فاطمة بنت المنذر : كانت جدتي أسماء تمرض المرضة فتعتق كل مملوك لها .

    وكَانَتْ أَسْمَاءُ تَصْدَعُ فَتَضَعُ يَدَهَا عَلَى رَأْسِهَا وَتَقُوْلُ: بِذَنْبِي وَمَا يَغْفِرُهُ اللهُ أَكْثَرُ.

    وذكر الذهبي في كتاب سير أعلام النبلاء في ترجمة وكيع بن الجراح رحمه الله قال : سبَّ رجلٌ وكيعا فدخل وكيع داره وعفّر وَجهه بالتراب ، وخَرجَ على سابِّه فقال له : زد وكيعًا بِِذَنْبِه ، فلولاه ما سُلِّطتَ عَليَّ .

    قال الله عز وجل : (أَوَلَمَّا أَصَابَتْكٍُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)

    3 – مِن عدم احتساب الأجر ، وعدم مشاهَدَة العواقِب .

    كَانَ رَجُلٌ يَأْتِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَمَعَهُ ابْنٌ لَهُ ، فَقَالَ لَهُ: النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم : " أَتُحِبُّهُ؟ فَقَال: يَا رَسُولَ اللهِ ، أَحَبَّكَ اللهُ كَمَا أُحِبُّهُ ، فَفَقَدَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَال : مَا فَعَلَ ابْنُ فُلانٍ ؟

    قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ، مَاتَ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لأَبِيهِ : أَمَا تُحِبُّ أَنْ لا تَأْتِيَ بَابًا مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ إِلاّ وَجَدْتَهُ يَنْتَظِرُكَ ؟ فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَهُ خَاصَّةً أَمْ لِكُلِّنَا ؟ قَال : بَلْ لِكُلِّكُمْ . رواه الإمام أحمد والنسائي .

    وفي رواية : مَا يَسُرُّكَ أَنْ لا تَأْتِيَ بَابًا مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ إِلاّ وَجَدْتَهُ عِنْدَهُ يَسْعَى يَفْتَحُ لَكَ ؟

    وروى أبو موسى الأشعري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إذا مات ولد العبد قال الله لملائكته : قَبَضْتُم وَلَد عَبْدي ؟

    فيقولون : نعم .

    فيقول : قَبَضْتُم ثَمَرة فُؤاده ؟

    فيقولون : نعم ، فيقول : ماذا قال عبدي فيقولون : حَمِدَك واسترجع ، فيقول الله : ابْنُوا لِعَبدي بَيْتًا في الجنة وسَمّوه : بَيْت الحَمْد . رواه الإمام أحمد والترمذي وهو حديث حسن .

    حَمِدَك واسترجع : يَعني قال : الحمد لله ، إنا لله وإنا إليه راجِعون .

    وقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم : عَجَبا لأمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لأِحَدٍ إِلاَّ للْمُؤْمِن: إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خيْراً لَهُ . رواه مسلم .

    ومِن مُشاهَدَة العواقِب : النّظر إلى حُسن اختيار الله لِعبدِه ، وأن الإنسان لو تُرِك لاختياره لَهَلَك .

    قال ابن القيم : مَن صَحّتْ لَهُ مَعرفَةُ رَبِّه وَالْفِقْهُ فِي أَسْمَائِهِ وَصِفَاتِه: عَلِمَ يَقِينًا أَن المكروهاتِ التي تصيبُه والْمِحنَ التي تَنْزِلُ بِهِ فِيها ضروبٌ من الْمصَالحِ وَالْمَنَافِعِ التي لا يحصيها علمُه وَلا فكرتُه، بل مصلحَةُ العَبْدِ فِيمَا يكره أعظمُ مِنْهَا فِيمَا يحبُّ ، فعامَةُ مصَالحِ النُّفُوسِ فِي مكروهاتِها ، كَمَا أَن عَامَّةَ مضارِّها وَأَسْبَابِ هَلَكَتِها فِي مَحبُوبَاتِها . اهـ .

    وقال في قوله تعالى : (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) : في هذه الآيةِ عِدّةُ حِكَمٍ وأسْرَارٍ ومَصَالِحَ للعبدِ ؛ فإنَّ العبدَ إذا عَلِمَ أنَّ المكروهَ قد يأتي بالمحبوبِ ، والمحبوبُ قد يأتي بِالمكروهِ - لم يأمَنْ أنْ تُوافِيَه المضَرّةُ مِن جانِبِ الْمَسَرّةِ ، ولم ييأسْ أنْ تأتيَه الْمَسَرّةُ مِن جَانبِ الْمَضَرّةِ لَعدَمِ عِلْمِه بِالعَواقِبِ. اهـ

    ويأتي الاعتراض :

    4 – مِن عدم معرفة حقيقة هذه الدنيا : وأنها دار ابتلاء

    5 – مِن عدم معرفة الإنسان قَدْرَه وحَجْمَه ..

    قال نبينا صلى الله عليه وسلم: " ما السموات السبع في الكرسي بالنسبة لكرسي الله إلا كحلقة ملقاة في فلاة في صحراء من الأرض ، وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على تلك الحلقة " رواه ابن حبان في صحيحه

    فما هو حَجم هذا الإنسان الذي يَعترض على الله عز وجل أمام هذه المخلوقات جميعًا ؟

    اللهم فقهنا في الدين وعلّمنا التأويل

    اللهم إنا نسألك الرضا واكتب لنا الرضا ، وتقبل منا وتجاوز عنا واغفر لنا وارحمنا وعافنا واعفُ عنا . اللهم اشفِ مرضانا وعافِ مبتلانا وارحم موتانا .

    والله أعلم .