من علامات الساعة
التصنيفات
المصادر
الوصف المفصل
من علامات الساعة أن يقتل الرجل أخاه وأباه وابن عمه وذا قرابته
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول اللَّه، وعلى آله وأصحابه، ومن اهتدى بهداه، أما بعد، فإن ما حصل من بعض الخوارج في مدينة حائل في عيد الأضحى، لعام 1436هـ، حينما عيّد بابن عمه فقتله، وكبَّر عليه طاعة لولي أمره من الدواعش، وهو يستجير باللَّه، ثم به، ولكنه لم ينفع فيه التذكير باللَّه تعالى، ولا بندائه بقوله: «تكفى يا سعد لا تقتلني»، ومع ذلك رماه؛ لأنه يعتبره كافراً على مذهب الدواعش، والعياذ باللَّه تعالى، وقد أخبرنا نبينا محمد ﷺ الذي لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى: أن الرجل يقتل جاره، وأخاه، وأباه، وابن عمه، وذا قرابته، فعن أبي موسى t قَالَ: قال رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يقتُلَ الرَّجُلُ جَارَه، وأخاه، وأباه»([1]).
وعن أَبي مُوسَى t أيضاً قال: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِنَّ بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ لَهَرْجًا» قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا الْهَرْجُ؟ قَالَ: «الْقَتْلُ، الْقَتْلُ» فَقَالَ بَعْضُ الْمُسْلِمِينَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا نَقْتُلُ الْآنَ فِي الْعَامِ الْوَاحِدِ مِن الْمُشْرِكِينَ كَذَا وَكَذَا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لَيْسَ بِقَتْلِ الْمُشْرِكِينَ، وَلَكِنْ يَقْتُلُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، حَتَّى يَقْتُلَ الرَّجُلُ جَارَهُ وَابْنَ عَمِّهِ وَذَا قَرَابَتِهِ» فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَعَنَا عُقُولُنَا ذَلِكَ الْيَوْمَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لَا، تُنْزَعُ عُقُولُ أَكْثَرِ ذَلِكَ الزَّمَانِ، وَيَخْلُفُ لَهُ هَبَاءٌ مِنْ النَّاسِ لَا عُقُولَ لَهُمْ»، ثُمَّ قَالَ الْأَشْعَرِيُّ: وَايْمُ اللَّهِ، إِنِّي لَأَظُنُّهَا مُدْرِكَتِي وَإِيَّاكُمْ، وَايْمُ اللَّهِ، مَا لِي وَلَكُمْ مِنْهَا مَخْرَجٌ، إِنْ أَدْرَكَتْنَا فِيمَا عَهِدَ إِلَيْنَا نَبِيُّنَا ﷺ، إِلَّا أَنْ نَخْرُجَ منها كَمَا دَخَلْنَا فِيهَا([2]).
وعن أبي موسى t أيضاً: قال رسول الله ﷺ: «إن بين يدي الساعة الهرج» قلنا : وما الهرج قال: «القتل القتل، حتى يقتل الرجل جاره، وابن عمه، وأباه»، قال : فرأينا من قتل أباه زمان الأزارقة([3])([4]).
وهذه الأحاديث تدل على أن من قتل أباه، أو أخاه، أو جاره، أو ابن عمه، أو ذا قرابته لا عقل له، بل ينزع عقله، ويكون كالغبار، ويكون من أراذل الناس، والعياذ باللَّه تعالى، وقد أشار إلى ذلك الإمام السندي :([5])، وهذا من الفتن التي حذر منها النبي ﷺ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، أَوْ يُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا، يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا»([6]). قال الإمام النووي :: «مَعْنَى الْحَدِيثِ: الْحَثُّ عَلَى الْمُبَادَرَةِ إِلَى الْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ قَبْلَ تَعَذُّرِهَا، وَالِاشْتِغَالِ عَنْهَا بِمَا يَحْدُثُ مِنَ الْفِتَنِ الشَّاغِلَةِ الْمُتَكَاثِرَةِ الْمُتَرَاكِمَةِ كَتَرَاكُمِ ظَلَامِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، لَا الْمُقْمِرِ، وَوَصَفَ ﷺ نَوْعًا مِنْ شَدَائِدِ تِلْكَ الْفِتَنِ، وَهُوَ أَنَّهُ يُمْسِي مُؤْمِنًا، ثُمَّ يُصْبِحُ كَافِرًا، أَوْ عَكْسُهُ، شَكَّ الرَّاوِي، وَهَذَا لِعِظَمِ الْفِتَنِ، يَنْقَلِبُ الْإِنْسَانُ فِي الْيَوْمِ الْوَاحِدِ هَذَا الِانْقِلَابَ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ»([7]).
ومن أعظم الفتن التي فرقت بين المسلمين، وشوهت صورة الإسلام، ما يعمله الخوارج، الذين يقال لهم (الدواعش) في هذا الزمان، فقد شوَّهوا الإسلام، وقد أخبرنا عنهم النبي ﷺ بأنهم سفهاء الأحلام، أحداث الأسنان، فعن علي t قال: «سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: «سَيَخْرُجُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ أَحْدَاثُ الْأَسْنَانِ، سُفَهَاءُ الْأَحْلَامِ، يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ الْبَرِيَّةِ، يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ، فَإِنَّ فِي قَتْلِهِمْ أَجْرًا، لِمَنْ قَتَلَهُمْ عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»([8])، قال الإمام النووي :: «قَوْلُهُ ﷺ: «أَحْدَاثُ الْأَسْنَانِ، سُفَهَاءُ الْأَحْلَامِ: مَعْنَاهُ: صِغَارُ الْأَسْنَانِ، صِغَارُ الْعُقُولِ»([9]).
وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ t، أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «يَخْرُجُ فِيكُمْ قَوْمٌ تَحْقِرُونَ صَلاَتَكُمْ مَعَ صَلاَتِهِمْ، وَصِيَامَكُمْ مَعَ صِيَامِهِمْ، وَعَمَلَكُمْ مَعَ عَمَلِهِمْ، وَيَقْرؤُونَ القُرْآنَ لاَ يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ...»([10]) الحديث.
وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ t قَالَ: بَعَثَ عَلِيٌّ t، إِلَى النَّبِيِّ ﷺ بِذُهَيْبَةٍ، فَقَسَمَهَا بَيْنَ الأَرْبَعَةِ: الأَقْرَعِ بْنِ حَابِسٍ الحَنْظَلِيِّ، ثُمَّ المُجَاشِعِيِّ، وَعُيَيْنَةَ بْنِ بَدْرٍ الفَزَارِيِّ، وَزَيْدٍ الطَّائِيِّ، ثُمَّ أَحَدِ بَنِي نَبْهَانَ، وَعَلْقَمَةَ بْنِ عُلاَثَةَ العَامِرِيِّ، ثُمَّ أَحَدِ بَنِي كِلاَبٍ، فَغَضِبَتْ قُرَيْشٌ، وَالأَنْصَارُ، قَالُوا: يُعْطِي صَنَادِيدَ أَهْلِ نَجْدٍ، وَيَدَعُنَا، قَالَ: «إِنَّمَا أَتَأَلَّفُهُمْ». فَأَقْبَلَ رَجُلٌ غَائِرُ العَيْنَيْنِ، مُشْرِفُ الوَجْنَتَيْنِ، نَاتِئُ الجَبِينِ، كَثُّ اللِّحْيَةِ مَحْلُوقٌ، فَقَالَ: اتَّقِ اللَّهَ يَا مُحَمَّدُ، فَقَالَ: «مَنْ يُطِعِ اللَّهَ إِذَا عَصَيْتُ؟ [وفي لفظ لمسلم: «فمن يطع اللَّه إن عصيته»] أَيَأْمَنُنِي اللَّهُ عَلَى أَهْلِ الأَرْضِ فَلاَ تَأْمَنُونِي» فَسَأَلَهُ رَجُلٌ قَتْلَهُ، - أَحْسِبُهُ خَالِدَ بْنَ الوَلِيدِ - فَمَنَعَهُ، فَلَمَّا وَلَّى قَالَ: «إِنَّ مِنْ ضِئْضِئِ هَذَا، أَوْ: فِي عَقِبِ هَذَا قَوْمًا يَقْرَءُونَ القُرْآنَ لاَ يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنَ الرَّمِيَّةِ، يَقْتُلُونَ أَهْلَ الإِسْلاَمِ وَيَدَعُونَ أَهْلَ الأَوْثَانِ، لَئِنْ أَنَا أَدْرَكْتُهُمْ لَأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ عَادٍ»([11]).
قال الإمام النووي : في معنى قوله: «لَئِنْ أَدْرَكْتُهُمْ لَأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ عَادٍ: أَيْ: قَتْلًا عَامًّا، مُسْتَأْصِلًا، كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ باقية﴾ ([12]).
فيا ويح هؤلاء الخوارج، ويا ويلهم من قول اللَّه تعالى: ﴿وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا﴾([13])، ومن قوله عليه الصلاة والسلام: في حديث الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ ب، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ قَتْلِ مُؤْمِنٍ بِغَيْرِ حَقٍّ» ([14]).
فينبغي لكل مسلم أن يخاف على نفسه من هذه الفتن، ويجب عليه أن يبتعد عنها، ولا يقرب من أهلها، فقد قال النبي ﷺ: كما في حديث أبي هُرَيْرَةَ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «سَتَكُونُ فِتَنٌ الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ الْقَائِمِ، وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ الْمَاشِي، وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنْ السَّاعِي، وَمَنْ يُشْرِفْ لَهَا تَسْتَشْرِفْهُ، وَمَنْ وَجَدَ مَلْجَأً، أَوْ مَعَاذًا، فَلْيَعُذْ بِهِ»([15])، وأمرنا النبي ﷺ أن نستعيذ باللَّه من الفتن ما ظهر منها، وما بطن، كما في حديث زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ t قَالَ النَّبِىُّ ﷺ : « تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنَ الْفِتَنِ، مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ». قَالُوا نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ»([16]).
ويجب على المسلم أن يقتدي بالنبي ﷺ، فقد كان يخاف على نفسه، وهو رسول اللَّه حقاً، فيقول كما في حديث أَنَسٍ t قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ: «يَا مُقَلِّبَ القُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ»، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، آمَنَّا بِكَ، وَبِمَا جِئْتَ بِهِ فَهَلْ تَخَافُ عَلَيْنَا؟ قَالَ: «نَعَمْ، إِنَّ القُلُوبَ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللَّهِ يُقَلِّبُهَا كَيْفَ يَشَاءُ» ([17])، ومن حديث عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ب، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «إِنَّ قُلُوبَ بَنِي آدَمَ كُلَّهَا بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ، كَقَلْبٍ وَاحِدٍ، يُصَرِّفُهُ حَيْثُ يَشَاءُ»، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «اللهُمَّ مُصَرِّفَ الْقُلُوبِ صَرِّفْ قُلُوبَنَا عَلَى طَاعَتِكَ»([18]).
فأرجو ممن اطلع على هذه الأحاديث أن يعمل بها، ويتأملها، ويتدبر معانيها.
واللَّه أسأل أن يعيذنا من الفتن، ما ظهر منها، وما بطن، ومن شرور أنفسنا، ومن نزغات الشيطان، وأن يحفظ بلاد الحرمين الشريفين من كيد الكائدين، ومن عبث العابثين، ومن كل سوء، وأن يوفق ولاة أمرنا لكل خير، ويصرف عنهم كل شر، وأن يصلح بطانتهم، وأن يعينهم لنصرة الإسلام والمسلمين، وأن يوفق جميع ولاة أمور المسلمين للعمل بكتابه، وسنة رسوله ﷺ. وصلى اللَّه وسلم وبارك على نبينا محمد ﷺ، وعلى آله وأصحابه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
كتبه
د. سعيد بن علي بن وهف القحطاني
حرر في يوم الإثنين 29/ 12/ 1436هـ.
([1]) أخرجه البخاري في الأدب المفرد، برقم 118، وحسنه الألباني في صحيح الأدب المفرد، 69، وفي سلسلة الأحاديث الصحيحة، برقم 3185.
([2]) أخرجه ابن ماجه، برقم 3959، وصححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه، 3/ 298، وفي سلسلة الأحاديث الصحيحة، برقم 1682، وصحح إسناده أيضاً شعيب الأرناؤوط في تحقيقه لسنن ابن ماجه، حديث رقم 3959.
([3]) الأزارقة فرقة من فرق الخوارج.
([4]) أخرجه أبو يعلى، 13/ 165، برقم 7234، قال محققه حسين سليم أسد: إسناده صحيح.
([5]) انظر: سنن ابن ماجه، بشرح الإمام أبي الحسن الحنفي، المعروف بالسندي، 4/ 335، توزيع دار المؤيد، بتحقيق الشيخ خليل مأمون شيحا.
([6]) صحيح مسلم، برقم 118.
([7]) شرح النووي على صحيح مسلم، 2/ 133.
([8]) متفق عليه، صحيح البخاري، برقم 3611، وصحيح مسلم، برقم 1066، واللفظ لمسلم.
([9]) شرح النووي على صحيح مسلم، 7/ 169.
([10]) صحيح البخاري، برقم 5058، ومسلم، برقم 1064.
([11]) صحيح البخاري، برقم 3344، ومسلم، برقم 1064.
([12]) شرح النووي على صحيح مسلم، 7/ 162.
([13]) سورة النساء، الآية: 93.
([14]) سنن ابن ماجه، برقم 2619، واللفظ له، والترمذي، 1395، والنسائي، برقم 3987، وصححه لغيره الألباني في صحيح الترغيب والترهيب، 2/ 315.
([15]) صحيح البخاري، برقم 3601، ومسلم، برقم 2886.
([16]) صحيح مسلم، برقم 2867.
([17]) مسند أحمد، 19/ 160، رقم 12107، والترمذي، برقم 2140، بلفظه ، وصححه الألباني في صحيح الترمذي، برقم 2140، وجاء من حديث أم سلمة عند الترمذي، برقم 3522، وعائشة عند أحمد، برقم 24604.
([18]) صحيح مسلم، برقم 2654.