×
إن من أعظم الأمور التي تسبب التصدع والتفرق في المجتمع ما يحصل عند حلول النوازل وحدوث الفتن من القيل والقال الذي يغذى بلبن التسرع والجهل، والخلو من الدليل الصحيح والنظر السليم. ويُضاف إلى هذا أن من طبيعة الإنسان الضعف الجبلي فيما ينتابه من الضيق والقلق والغضب والتسرع، ويتأكد ذلك الضرر ويزيد أثره الضعف الشرعي علمًا وعملًا، وبخاصةٍ عند التباس الأمور في الفتن والنوازل. لما كان الأمر كذلك كان من اللازم على المسلم أن يتفطن لنفسه، وان يحذر من تلويث نفسه فيما قد يجر عليه من البلاء ما لا تحمد عقباه في دنياه وآخرته، فضلًا عن ضرره المتعدي لغيره، وإن كان ذلك كذلك، فيذكر ها هنا معالم تضيء للعبد طريقه في أوقات الفتن، مُستقاة من النصوص، وكلام أهل العلم؛ علَّها أن تكون دلائل خير في غياهب الفتن.