×
خطبة جمعة بالمسجد النبوي، ألقاها فضيلة الدكتور عبد المحسن القاسم أثابه الله في يوم ٢٢ ذو القعدة ١٤٤٢هـ، يتحدث فيها الشيخ عن الصحابي الجليل الخليفة علي بن أبي طالب رضي اللَّه عنه وأنه كان في حِجر رسول اللَّه ﷺ قبل الإسلام؛ فتربى في بيته، وبادر إلى الإسلام وهو دون عشر سنين. وكان أهل مكة يضعون عند رسول اللَّه وَدَائعهم لِمَا يعلمون من صدقه وأمانته، فلمَّا أراد النَّبي ﷺ أنْ يهاجرَ أمر عليّاً رضي اللَّه عنه أنْ يتخلَّفَ عنه بمكةَ حتى يُؤَدِّيَ عنه الودائعَ التي كانت عنده للناس، فلمَّا أدَّاها هاجر رضي اللَّه عنه إلى المدينة، وزوَّجه النَّبي ﷺ ابنته فاطمة رضي اللَّه عنها وأعانه في جَهازها.

علي بن أبي طالب ([1])

إنَّ الحمدَ للَّهِ، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ باللَّه من شرور أنفسنا ومن سيِّئات أعمالنا، من يهده اللَّهُ فلا مُضِلَّ له، ومن يُضلِلْ فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلَّا اللَّهُ وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمداً عبدُه ورسوله، صلَّى اللَّهُ عليه وعلى آله وأصحابه وسلَّم تسليماً كثيراً.

أمَّا بعدُ:

فاتَّقوا اللَّه - عبادَ اللَّه - حقَّ التَّقوى، فتقوى طريقُ الهُدى، ومُخالفتها سبيل الشَّقا.

أيُّها المسلمون:

خلق اللَّه الخلق وفاضل بينهم، وخيرُ العباد نبيُّنا محمَّد ﷺ، فاصطفاه لنفسه وابتعثه برسالته، وخير صحب للرُّسل أصحاب نبيِّنا محمَّدٍ ﷺ، وخيرُهم خلفاؤه الأربعة من بعده، وأكمَلهم وأعلاهم منزلة: الصدِّيق الأكبر، ثمَّ عمر الفاروق، ثم ذو النورين عثمان، ورابع الأربعة العُظماء: أبو الحسن، عليُّ بن أبي طالب بن عبد المطلب، ابن عم النبي ﷺ.

كنَّاه النَّبي ﷺ بأبي تراب، قال سهل بن سعد: «مَا كَانَ لِعَلِيٍّ اسْمٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ أَبِي تُرَابٍ، وَإِنْ كَانَ لَيَفْرَحُ بِهِ إِذَا دُعِيَ بِهَا، وَمَا سَمَّاهُ أَبُو تُرَابٍ إِلَّا النَّبِيُّ ﷺ» (متفق عليه).

كان في حِجر رسول اللَّه ﷺ قبل الإسلام؛ فتربى في بيته، وبادر إلى الإسلام وهو دون عشر سنين.

وكان أهل مكة يضعون عند رسول اللَّه وَدَائعهم لِمَا يعلمون من صدقه وأمانته، فلمَّا أراد النَّبي ﷺ أنْ يهاجرَ أمر عليّاً h أنْ يتخلَّفَ عنه بمكةَ حتى يُؤَدِّيَ عنه الودائعَ التي كانت عنده للناس، فلمَّا أدَّاها هاجر رضي اللَّه عنه إلى المدينة، وزوَّجه النَّبي ﷺ ابنته فاطمة رضي اللَّه عنها وأعانه في جَهازها.

شهد له النَّبي ﷺ بالجنَّة أكثر من مرة، وأخبر أنَّه من الشُّهداء، وأنَّه يُحب اللَّهَ ورسولَه ويُحبه اللَّهُ ورسولُه، وكل مؤمن تَبِع النَّبي ﷺ فهو منه كما قال الخليل: ﴿فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي﴾، وتأكيداً لإيمان عليٍّ h قال له النَّبي ﷺ: «أَنْتَ مِنِّي، وَأَنَا مِنْكَ» (رواه البخاري).

والمؤمنون يتولون اللَّه ورسوله الموالاة المضادة للمعاداة، وأخبر النَّبي ﷺ أنَّ عليّاً من المؤمنين الذين يتوَلَّوْن المؤمنين ويتوَلَّوْنه، فقال: «مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ؛ فَعَلِيٌّ مَولَاهُ» (رواه الترمذي)، قال شيخ الإسلام رحمه اللَّه: «وفي هذا الحديثِ إثبات إيمان علي في الباطن»، «وَلَمَّا نَزَلَ قَوْلَهُ سُبْحَانَهُ: ﴿فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ﴾، دَعَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَلِيّاً وَفَاطِمَةَ وَحَسَناً وَحُسَيْناً، فَقَالَ: اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلِي» (رواه مسلم).

حبُّه علامة إيمان، وبغضه علامة نفاق، قال علي: «وَالَّذِي فَلَقَ الحَبَّةَ وَبَرَأَ النَّسَمَةَ إِنَّهُ لَعَهْدُ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ ﷺ إِلَيَّ: أَنْ لَا يُحِبَّنِي إِلَّا مُؤْمِنٌ، وَلَا يُبْغِضَنِي إِلَّا مُنَافِقٌ» (رواه مسلم)، وهذا نظير قول الرسول ﷺ: «الأَنْصَارُ لَا يُحِبُّهُمْ إِلَّا مُؤْمِنٌ، وَلَا يُبْغِضُهُمْ إِلَّا مُنَافِقٌ» (متفق عليه)، فمَنْ أحبَّ عليّاً وأحبَّ من هو أَوْلَى منه بالمحبة وأعلى في المنزلة كالخلفاء الثلاثة الراشدين؛ فقد أتى شعبة من شُعَب الإيمان، ومَن أبغضه أو أبغض مَن هو خير منه مِن الصَّحابة فقد وقع في شعبة من شعب النِّفاق.

ناب عن النَّبي ﷺ في تبليغ رسائله العامة غير مرة، وأَوْكَل إليه النَّبي ﷺ بعض أموره الخاصة به، ففي الحج: «أَمَرَهُ الرَّسُولُ ﷺ أَنْ يَقُومَ عَلَى بُدْنِهِ، وَأَنْ يَقْسِمَها كُلَّهَا، لُحُومَهَا وَجُلُودَهَا وَجِلَالَهَا، وَلَا يُعْطِيَ فِي جِزَارَتِهَا شَيْئاً» (متفق عليه)، ولمَّا وجد النَّبي ﷺ في مرض موته يوماً خِفَّة خرج يهادَى بين عمِّه العباس بن عبد المطلب وعلي بن أبي طالب رضي اللَّه عنهما، ولمَّا توفي النَّبيُّ ﷺ كان عليٌّ ممن وَلِي تغسيله ودفنه مع قرابته.

اشتهر بالشَّجاعة والإقدام، وأعطاه النَّبيُّ ﷺ اللواءَ في مواطن كثيرة، وشهد جميع المعارك مع النبي ﷺ، وقاتل فيها، وأبلى فيها بلاءً حسناً؛ ففي غزوة بدر أراد الوليد بن عتبة - أحد رؤوس الكفر - أنْ يُظهر شجاعته، فَبَرَزَ له عليُّ بن أبي طالب - وعُمُره عشرون عاماً -؛ فقتله.

وفي أُحدٍ ثبت لمَّا انكشف المسلمون.

وفي غزوة الخندق ظهر عمرو بن وُدٍّ للمبارزة - وهو من صناديد المشركين، وكانت النَّاس تهاب لقاءه -، فبرز له عليٌّ؛ فقتله.

وشهد الحديبية، فبايع مع الصَّحابة النَّبيَّ ﷺ تحت الشجرة على الموت، وكان هو مَن كَتب الصلحَ بين النَّبيِّ ﷺ وأهلِ مكة.

وفي خَيبر حمل h راية النَّبي ﷺ، وقَتل زعيمَ اليهود - مَرْحَباً -، وافتتح حِصنه بعد أن استعصى على النَّاس.

وشهد غزوة حُنينٍ، قال أنسٌ h: «كان عليُّ بن أبي طالب h أشدَّ الناس قتالاً بين يدي النبيِّ ﷺ».

وفي غزوة تبوك استخلفه النَّبيُّ ﷺ على المدينة لِمَا يرى من أمانته، وقال له: «أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى؟» أي: في الصُّحبة والمنزلة، لا النُّبوة (متفق عليه).

كان h كريم المَعْشَر، حَسَن الخُلُق، وَفِيّاً، مُعتَرِفاً بفضل من سبقه، مُوَقِّراً للخلفاء قبله، مُظْهِراً لمحبتهم؛ فبادر إلى بيعة أبي بكرٍ h بعد وفاة الرسول ﷺ، ثم بايع عُمَر وعثمان في خلافتهما، وكان لثلاثتهم: نِعْمَ الوزيرُ والمستشار في القضاء والحرب والفتوى، قال عليٌّ h: «إنَّ رسول اللَّه ﷺ قد وَلَّى أبا بكر أمر دينهم؛ فولَّاه المسلمون أمر دنياهم، فبايعه المسلمون وبايعتُه معهم، فكنتُ أغزو إذا أغزاني، وآخذ إذا أعطاني، وكنتُ سَوْطاً بين يديه في إقامة الحدود»، وقال في عمر وعثمان مثل ذلك.

وزوَّج بنته - أمَّ كلثوم - لعمر بن الخطاب h، ولمَّا توفي عمر h قال عليٌّ h: «رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْكَ أَبَا حَفْصٍ، فَوَاللَّهِ مَا بَقِيَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ أَحَدٌ أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ أَلْقَى اللَّهَ تَعَالَى بِصَحِيفَتِهِ مِنْكَ» (رواه أحمد)، وتواتر عنه h أنَّه كان يقول: «خير هذه الأمة بعد نبيها: أبو بكر ثم عمر».

وكان مُحِبّاً لعثمانَ h مُجِلاًّ له، قال: «لَوْ سَيَّرَنِي - أي: أخرجني - عُثْمَانُ إِلَى صِرَارٍ - موضع شرق المدينة - لَسَمِعْتُ لَهُ وَأَطَعْتُ».

ولمَّا قُتل عثمان h لم يكن أحدٌ أحقَّ بالخلافة منه، فبايعه النَّاسُ وارتضوه، وكان المسلمون كلُّهم معترفِين بفضله وسابقته بعد قتل عثمان، وأنَّه لم يبقَ في الصحابة من يماثله في زمن خلافته، قالت عائشةُ رضي اللَّه عنها لعبد اللَّه بن بُدَيل يوم وفاة عثمان: «الْزَمْ عَلِيّاً؛ فَوَاللَّهِ مَا غَيَّرَ وَلَا بَدَّلَ» (رواه ابن أبي شيبة).

وقام في النَّاس في خلافته بالعدل؛ لا يَحِيد عن الكتاب والسُّنَّة، وكان يتحرَّى سنَّة الخلفاء الراشدين من قبله ويعمل بها ولا يخالفها، قال ابن بَطَّة رحمه اللَّه: «لا نعلم أحداً من المسلمين من أهل العلم روى أنَّ عليّاً h خالف أبا بكرٍ ولا عمرَ ولا عثمانَ في شيء مِمَّا حكموا به».

كان عالماً مفتياً، قال ابن عباس رضي اللَّه عنهما: «إذا حَدَّثَنا ثقةٌ عن عليٍّ بِفُتْيَا؛ لا نَعْدُوها»، قال النَّووي رحمه اللَّه: «وسؤال كِبار الصحابة له ورجوعهم إلى فتاويه وأقواله في المواطن الكثيرة والمسائل المُعْضِلات مشهورٌ».

كان قاضياً لا يُدَانى في الفصل بين الخصوم، بل كان أقضى الصَّحابة وأدقَّهم نظراً في الخصومات، بعثه النَّبي ﷺ إلى أهل اليمن قاضياً، وقال عمر h: «أقضانا عليٌّ».

ومع سَعَة عِلْمه كان وَرِعاً وَقَّافاً عمَّا لا يعلم، خرج على أصحابه يوماً فقال: «ما أبردَها على الكبد! ما أبردها على الكبد! فقيل له: وما ذاك؟ قال: أنْ تقولَ للشيء لا تعلمه: اللَّهُ أعلمُ».

ولم يخصَّه النَّبيُّ ﷺ بعلم دون الأمة، قال أبو جُحيفةَ h لعليٍّ h: «هَلْ عِنْدَكُمْ شَيْءٌ مِنَ الوَحْيِ إِلَّا مَا فِي كِتَابِ اللَّهِ؟ قَالَ: لَا، وَالَّذِي فَلَقَ الحَبَّةَ وَبَرَأَ النَّسَمَةَ، مَا أَعْلَمُهُ إِلَّا فَهْماً يُعْطِيهِ اللَّهُ رَجُلاً فِي القُرْآنِ» (رواه البخاري).

مُلازمٌ للسُّنة حريصٌ عليها، يقول: «مَا كُنْتُ لِأَدَعَ سُنَّةَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ لِقَوْلِ أَحَدٍ» (رواه البخاري)، شديدُ التحرِّي فيما يَنقل عن النَّبي ﷺ ، قال h: «إِذَا حَدَّثْتُكُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَلَأَنْ أَخِرَّ مِنَ السَّمَاءِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَكْذِبَ عَلَيْهِ» (رواه البخاري).

ناصحٌ للأُمَّة، كثير الموعظة والعبادة والذِّكر، حريصٌ على الخير والإنفاق.

متينُ الدِّيانة، لا يُحَابِي في دين اللَّه أحداً؛ بُلِي في خِلافته بفئةٍ جَعَلَتْه إلهاً فحرَّقهم، وبُلِي بفئةٍ كفَّرَتْه فقاتلهم.

كان متقلِّلاً من الدُّنيا معرِضاً عن زهرتها وفتنتها، قال مسلم بن هُرْمُزَ رحمه اللَّه: «أعطى عليٌّ الناسَ في سنةٍ أربعَ عطيَّاتٍ، ثم كنس بيت المال وصَلَّى فيه ركعتَين، وقال: يا دنيا! غُرِّي غَيْرِي!».

ولشَجاعته وقوَّة شَكِيمته لم يَقْتُله الخوارجُ إلَّا غَدْراً، فقُتِل شهيداً h وهو خارج إلى صلاة الفجر.

ولم يُخَلِّف من متاع الدنيا شيئاً، قال الحسنُ بن عليٍّ - بعد قَتل عليٍّ رضي اللَّه عنهما -: «مَا تَرَكَ مِنْ صَفْرَاءَ وَلا بَيْضَاءَ إِلَّا سَبْعَ مِائَةِ دِرْهَمٍ مِنْ عَطَائِهِ، كَانَ يَرْصُدُهَا لِخَادِمٍ لِأَهْلِهِ» (رواه أحمد).

وبعدُ، أيُّها المسلمون:

فَحُبُّ الصَّحابة دِيْنٌ وقُرْبَة، وكلُّ خيرٍ فيه المسلمون إنَّما هو ببركة ما فعله الصَّحابة الذين بلَّغوا الدِّين، واللَّه خصَّ الخلفاءَ الراشدين بفضائل لم يَخْتَصَّ غيرَهم بها، شهد لهم النَّبيُّ ﷺ بالهُدى والرَّشاد، وأمر باتباع سنتهم ولزوم طريقهم، وخيرُ الصَّحابة تَبَعٌ لخير الخلفاء الراشدين، قال ابن مسعود رضي اللَّه عنه: «قوم اختارهم اللَّه لصُحبَة نبيِّه وإقامة دينه؛ فاعرفوا لهم فضلهم، واتبعوهم في آثارهم، وتمسَّكوا بما استطعتم من أخلاقهم ودينهم، فإنَّهم كانوا على الهدى المستقيم».

ومن أحبَّ الصحابةَ حُشر معهم، ومِن حُبِّهم: نُصْرَتُهم والذَّبُّ عنهم والثناء عليهم والاقتداء بهم، ومن أسباب محبتهم: مطالعة سِيَرِهم وسَماعها.

أعوذ باللَّه من الشيطان الرجيم

﴿وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾.

بارك اللَّه لي ولكم في القرآن العظيم …


الخطبة الثانية

الحمد للَّهِ على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلَّا اللَّهُ وحده لا شريك له تعظيماً لشأنه، وأشهد أنَّ نبيَّنا محمداً عبده ورسوله، صلَّى اللَّهُ عليه وعلى آله وأصحابه وسلَّمَ تسليماً مزيداً.

أيُّها المسلمون:

فكما خُصَّ بعض الصَّحابة بمناقب خاصة، فكذلك اختُصَّ عامَّتُهم بالفضل ممَّن كان منهم من أهل السَّابقة والمشاهد العظيمة؛ فمَنْ أنفَقَ مِنْ قبل صُلح الحديبية وقاتل أفضلُ ممَّن أنفَقَ مِنْ بعده وقاتل، والمهاجرون مقدمون على الأنصار، واللَّه قال لأهل بدر: «اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ؛ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ» (رواه أبو داود)، ولا يدخل النَّارَ أحدٌ بايع تحت الشجرة بل قد رضي اللَّه عنهم ورضوا عنه، وقال النَّبي ﷺ لمن شهد الحديبية: «أَنْتُمُ اليَوْمَ خَيْرُ أَهْلِ الأَرْضِ» (رواه مسلم).

واللَّه وعد جميع الصحابة بالجنة، قال سبحانه: ﴿وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى﴾ أي: الجنة، قال ابن حزم: «اتفق العلماء على أن جميع الصحابة في الجنة».

ثمَّ اعلموا أنَّ اللَّهَ أمركم بالصلاة والسلام على نبيِّه…


([1]) ألقاها الشيخ د. عَبْدُ المُحْسِنِ بْنِ مُحَمَّدٍ القَاسِمِ وَفَّقَهُ اللَّهُ، يوم الجمعة، الثاني والعشرون من شهر ذي القَعدة، سنة اثنتين وأربعين وأربع مئة وألف من الهجرة، في مسجد الرسول ﷺ.