نبذة يسيرة من سيرة علي بن أبي طالب رضي الله عنه
التصنيفات
المصادر
الوصف المفصل
- أولاً: مولده، وأعماله، ووفاته:
- ثانياً: موقفه t في تقديم نفسه فداء للنبي × ودعوته
- ثالثاً: موقفه في بدر مع رؤوس الكفر
- رابعاً: موقف علي t في يوم الأحزاب (يوم الخندق):
- خامساً: موقف علي t في غزوة خيبر:
نبذة يسيرة من سيرة علي بن أبي طالب t
ههه
الحمد للَّه، والصلاة والسلام على رسول اللَّه، وعلى آله، وأصحابه، ومن اهتدى بهداه، أما بعد:
فهذه نبذة يسيرة جداً من سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب t([1])؛ خليفة رسول اللَّه ﷺ الرابع بإجماع المسلمين، وأفضل البشر بعد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وأبي بكر، وعمر، وعثمان y، وهو رابع الخلفاء، وأفضلهم، وقد قال النبي ﷺ في حقهم: «فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلاَفًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ، تَمَسَّكُوا بِهَا، وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ»([2])، وهو الذي شهد له النبي ﷺ بالشهادة فعن أَبِي هُرَيْرَةَ t، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، كَانَ عَلَى جَبَلِ حِرَاءٍ فَتَحَرَّكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «اسْكُنْ حِرَاءُ، فَمَا عَلَيْكَ إِلاَّ نَبِيٌّ، أَوْ صِدِّيقٌ، أَوْ شَهِيدٌ»، وَعَلَيْهِ النَّبِيُّ ﷺ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ، وَعَلِيٌّ، وَطَلْحَةُ، وَالزُّبَيْرُ، وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ y، ومن سبَّه، أو انتقص من حقه، فهو أضل من حمار أهله؛ لقول النبي ﷺ: «لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي، فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ، وَلَا نَصِيفَهُ»([3]).
ومن سيرته الجميلة الكريمة النماذج الآتية:
أولاً: مولده، وأعماله، ووفاته:
قال الحافظ ابن حجر /: ولد على الصحيح قبل البعثة بعشر سنين، فرُبّي في حجر النبي ﷺ، وشهد معه المشاهد إلا غزوة تبوك، استخلفه النبي ﷺ على المدينة... وكان اللواء بيده في أكثر المشاهد([4]).
وعلي t أحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وهو صهر رسول اللَّه ﷺ على فاطمة سيدة نساء العالمين، وهو أحد السابقين، وأحد العلماء الربانيين، والشجعان المشهورين، والزهاد المذكورين، والخطباء المعروفين، وأول من أسلم من الصبيان([5]).
وفي سنة ست وثلاثين بعد الهجرة النبوية بويع لعلي بن أبي طالب بالمدينة بالخلافة، بعد مقتل عثمان t، فأتاه أصحاب رسول اللًّه فقالوا: لا بد للناس من إمام، ولا نجد اليوم أحداً أحق بهذا الأمر منك، ولا أقدم سابقة، ولا أقرب من رسول اللَّه ﷺ، فلما دخل دخل المهاجرون والأنصار فبايعوه ثم بايعه الناس([6]).
ولد علي بمكة في شعب بني هاشم وقتل بالكوفة([7])، وفي سنة ثمان وثلاثين([8]) بدأ بحروب الخوارج في معركة النهروان، وقام الخوارج باغتياله، فمات شهيداً، قتله عبد الرحمن بن ملجم المرادي في مسجد الكوفة بسيف مسموم، عند قيامه إلى الصلاة، وذلك ليلة الجمعة لسبع عشرة ليلة مضت من شهر رمضان، ومات t غداة يوم الجمعة، وله يوم مات اثنتان وستون سنة([9])، وكانت خلافته خمس سنين، وثلاثة أشهر إلا أربعة عشر يوماً([10]).
ثانياً: موقفه t في تقديم نفسه فداء للنبي × ودعوته
عندما اجتمع قريش في دار الندوة، وأجمعوا على قتل النبي × والتخلص منه، أعلم اللَّه نبيه × بذلك، وكان النبي × أحكم خلق اللَّه، فأراد أن يبقى من أراد قتله ينظر إلى فراشه ينتظرونه يخرج عليهم، فأمر علي بن أبي طالب الشاب البطل أن ينام في فراشه تلك الليلة، ومن يجرؤ على البقاء في فراش رسول اللَّه × والأعداء قد أحاطوا بالبيت يتربصون به ليقتلوه؟ من يفعل هذا ويستطيع البقاء في هذا البيت وهو يعلم أن الأعداء لا يفرقون بينه وبين رسول اللَّه × في مضجعه؟ إنه لا يفعل ذلك إلا أبطال الرجال وشجعانهم بفضل اللَّه – تعالى – فرضي اللَّه عن علي وأرضاه.
وقد أمره النبي × أن يُقيم بمكة أياماً حتى يؤدي أمانة الودائع والوصايا التي كانت عنده إلى أصحابها من أعدائه كاملة غير منقوصة، وهذا من أعظم العدل وأداء الأمانة([11]).
ثالثاً: موقفه في بدر مع رؤوس الكفر
عندما تراجع غزوات النبي × الكبيرة يوجد ذكر على بن أبي طالب مقروناً بها، فتارة يحمل اللواء، وتارة يفرق جموع الأعداء، وتارة يفتح الحصون المستعصية ويهدم الأصنام، فهو بطل معلم.
عندما تواجه الجيشان في معركة بدر الكبرى، والتقى الفريقان، وحضر الخصمان بين يدي الرحمن، واستغاث بربه سيد الأنبياء، وضج الصحابة بصنوف الدعاء إلى رب الأرض والسماء، وكاشف البلاء، وقبل اشتباك المعركة والتحامها خرج من جيش المشركين عتبة بن ربيعة – يريد أن يظهر شجاعته – فبرز بين أخيه شيبة وابنه الوليد، فلما توسطوا بين الصفين دعوا إلى البراز، فخرج إليهم ثلاثة من الأنصار: عوف بن الحارث، ومعوذ بن الحارث – ابنا العفراء – وعبد اللَّه بن رواحة، فقالوا: من أنتم؟ فقالوا: رهط من الأنصار، فقالوا: ما لنا بكم من حاجة، ونادى مناديهم: يا محمد، أخرج إلينا أكفاءنا من قومنا، فقيل: قم يا عبيدة بن الحارث، وقم يا حمزة، وقم يا علي، فلما دنوا منهم، قالوا: من أنتم؟ فقال عبيدة: عبيدة، وقال حمزة: حمزة، وقال علي: علي. قالوا: أكفاء كرام، فبارز عبيدة – وكان أسن القوم – عتبة، وبارز حمزة شيبة، وبارز علي الوليد بن عتبة.
فقتل علي الوليد فوراً، وقتل حمزة شيبة في الحال، واختلف عبيدة وعتبة بينهما بضربتين كلاهما أثبت صاحبه، فكرَّ حمزة وعلي بأسيافهما على عتبة فأكملا قتله، واحتملا صاحبهما فحازاه إلى أصحابهما y.
وكان ذلك – بإذن اللَّه تعالى – بداية النصر وتشجيع المسلمين، وخذلان ورعب في قلوب المشركين([12]).
روى البخاري عن علي بن أبي طالب t قال: ((أنا أول من يجثو بين يدي الرحمن للخصومة يوم القيامة، وقال قيس بن عباد: وفيهم أنزلت: ﴿هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ﴾ ([13]).
قال: هم الذين بارزوا يوم بدر: حمزة وعلي وعبيدة بن الحارث، وشيبة بن ربيعة، وعتبة بن ربيعة والوليد بن عتبة((([14]).
فرضي اللَّه عن جميع الصحابة وأرضاهم، فإنهم كانوا لا تأخذهم في اللَّه لومة لائم، قال اللَّه ﷻ: ﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا﴾ ([15]).
رابعاً: موقف علي t في يوم الأحزاب (يوم الخندق):
في سنة خمس من الهجرة كانت غزوة الخندق في شهر شوال.
وكان سبب هذه الغزوة أن جماعة من اليهود خرجوا حتى قدموا على قريش بمكة، فدعوهم إلى حرب رسول اللَّه ×، وقالوا: إنا سنكون معكم عليه حتى نستأصله، فتعاهدوا على حرب النبي ×، ثم خرج هؤلاء الجماعة من اليهود حتى جاءوا قبائل غطفان فدعوهم لذلك، فأجابوهم، ثم طافوا في قبائل العرب، فاستجاب لهم من استجاب، ونقضت بنو قريظة العهد امتثالاً لأمر حيي بن أخطب، عندما حرض كعب بن أسد القرظي على رسول اللَّه ×، ولما سمع رسول اللَّه × بهم، وبما أجمعوا عليه من الأمر ضرب الخندق على المدينة بمشورة سلمان الفارسي، فحفروا الخندق بينهم وبين العدو، وجعلوا جبل سلع من خلف ظهورهم، وقد صار المحاربون لرسول اللَّه × خمسة أصناف هم: المشركون من أهل مكة، والمشركون من قبائل العرب، واليهود من خارج المدينة، وبنو قريظة، والمنافقون، وكان من وافى الخندق من الكفار عشرة آلاف، والمسلمون مع النبي × ثلاثة آلاف، وقد حاصروا النبي × شهراً، ولم يكن بينهم قتال، لأجل ما حال اللَّه به من الخندق بينهم وبين المسلمين، إلا أن فوارس من قريش، منهم عمرو بن عبد وُدٍّ العامري أقبلوا، فجالت بهم خيولهم، فنظروا إلى مكان ضيق من الخندق فاقتحموه، ثم جالت بهم خيولهم في السبخة بين الخندق وسلع، ودعوا إلى البراز([16]).
وهذا هو موضع الشاهد لموقف علي بن أبي طالب t:
قال عمرو بن عبد ودّ في هذا الموقف: من يُبارز؟ فقام علي بن أبي طالب، فقال: أنا لها يا رسول اللَّه! فقال: ((إنه عمرو، اجلس))، ثم نادى عمرو: ألا رجل يبرز؟ فجعل يؤنبهم، ويقول: أين جنتكم التي تزعمون أنه من قتل منكم دخلها؟ أفلا تبرزون إليَّ رجلاً؟ فقام علي، فقال: أنا يا رسول اللَّه! فقال: ((اجلس)) ثم نادى الثالثة... فقام علي t فقال: يا رسول اللَّه، أنا، فقال: ((إنه عمرو))، فقال: وإن كان عمراً! فأذن له رسول اللَّه ×، فمشى إليه علي حتى أتى إليه، فقال له عمرو: من أنت؟ قال: أنا علي. قال: ابن عبد مناف؟ قال: أنا علي بن أبي طالب، وقال علي: يا عمرو، إنك كنت عاهدت اللَّه ألا يدعوك رجل من قريش إلى إحدى خلتين إلا أخذتها منه، قال له: أجل، قال علي: فإني أدعوك إلى اللَّه وإلى رسوله وإلى الإسلام، قال: لا حاجة لي بذلك، قال: فإني أدعوك إلى النزال، فقال له: لم يا ابن أخي؟ فواللَّه ما أحب أن أقتلك. قال له علي: ولكني واللَّه أحب أن أقتلك، فغضب عمرو عند ذلك فاقتحم عن فرسه فعقره وضرب وجهه، ثم أقبل على عليٍّ وسل سيفه كأنه شعلة نار، فاستقبله عليٌّ بالترس، فشق السيف الترس، فضربه عليُّ على حبل عاتقه، فسقط وثار الغبار، وسمع المسلمون التكبير، فعرفوا أن عليًّا قتله.
وقال علي t:
نصر الحجارة من سفاهة رأيه | ونصرت رب محمد بصوابي | |
فصدرت حين تركته متجدلاً | كالجذع بين دكادك وروابي |
وبعد هذه المبارزة انهزم الباقون، وخرجت خيولهم حتى اقتحمت الخندق([17]).
وهكذا ظهرت الشجاعة العظيمة الحكيمة، ومن عظم هذه الحكمة أن علي بن أبي طالب t دعا عمراً إلى اللَّه فأبى ذلك، فدعاه إلى النزال فنزل، فقتله t فكان ذلك من أسباب نصر المسلمين بإذن اللَّه تعالى([18]).
فظهرت حكمة علي t في هذا الموقف من عدة وجوه، منها:
1- استئذانه النبي × في المبارزة.
2- تذكيره لعمرو بن عبد ودّ ما عاهد عليه اللَّه من قبول ما يعرض عليه من الخصال من قريش.
3- وعند إقرار عمرو بما عاهد اتخذ عليٌّ ذلك مدخلاً، فقال: إني أدعوك إلى اللَّه وإلى رسوله وإلى الإسلام.
4- وعندما امتنع من قبول هذه الدعوة دعاه إلى النزال، فلم ينزل فاستفزه ليغضبه، فلما نزل قتله t فانهزم المشركون بفضل اللَّه، ثم بدخول الرعب في قلوبهم بهذا الموقف الحكيم.
خامساً: موقف علي t في غزوة خيبر:
في السنة الرابعة للَّهجرة سار رسول اللَّه × إلى خيبر، وكان إذا أتى قوماً بليل لم يقربهم حتى يُصبح، فلما أصبح صبح خيبر بكرة، فخرج أهلها بمساحيهم ومكاتلهم، فلما رأوا رسول اللَّه × قالوا: محمد واللَّه، محمد والخميس، فقال رسول اللَّه ×: ((اللَّه أكبر، خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين))([19]).
وعندما رأى أهل خيبر الجيش رجعوا هاربين إلى حصونهم، وخرج ملكهم مَرْحَب يرفع سيفه مرة، ويضعه أخرى ويقول:
قد علمت خيبر أني مرحب | شاكي السلاح بطل مجرب | |||
إذا الحروب أقبلت تلهب | ||||
فبرز له عامر بن الأكوع، فقال:
قد علمت خيبر أني عامر | شاكي السلاح بطل مغامر |
فاختلفا ضربتين فوقع سيف مرحب في ترس عامر، وذهب عامر يضربه من أسفله، فرجع سيفه على نفسه فمات شهيداً([20]).
ثم قال رسول اللَّه × يوم خيبر: ((لأعطين هذه الراية غداً رجلاً يفتح اللَّه على يديه، يحب اللَّه ورسوله، ويحبه اللَّه ورسوله))، فبات الناس يدوكون([21]) ليلتهم: أيهم يُعطاها، فلما أصبح الناس غدوا إلى رسول اللَّه × كلهم يرجو أن يعطاها، فقال: ((أين علي بن أبي طالب؟)) قيل: هو يا رسول اللَّه يشتكي عينيه، قال: ((فأرسلوا إليه))، فأُتي به، فبصق رسول اللَّه × في عينيه، ودعا له، فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع، فأعطاه الراية، فقال علي: يا رسول اللَّه! أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ فقال: ((انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم من حق اللَّه فيه، فواللَّه لأن يهدي اللَّه بك رجلاً واحداً خير لك من أن يكون لك حمر النعم))([22]).
وبدأ علي t وأخذ الراية، وخرج مرحب فقال:
قد علمت خيبر أني مرحب | شاكي السلاح بطل مجرب | |||
إذا الحروب أقبلت تلهب | ||||
فقال علي:
أنا الذي سمتني أمي حيدره([23]) | كليث غابات كريه المنظره |
أوفيهم بالصاع كيل السندره([24]) |
فضرب رأس مرحب فقتله، ثم كان الفتح على يديه([25]).
فرضي اللَّه عن علي وأرضاه، فقد قام بهذه البطولة النادرة بعد حصار النبي × لأهل خيبر قريباً من عشرين يوماً، ثم يسر اللَّه فتحها على يد علي t فخرج الناس من حصونهم يسعون في السكك، فقتل النبي × المقاتلة، وسبى الذرية، وكان في السبي صفية، ثم صارت إلى النبي × فأعتقها، وجعل عتقها صداقها، فأصبحت أما للمؤمنين([26]).
وعلي t له مواقف أخرى كثيرة، تظهر فيها الحكمة العظيمة، ولكن المقام لا يتسع إلا لما ذكر من المواقف السابقة، وهكذا يفعل من يرجو اللَّه واليوم الآخر، فإن الإنسان إذا كان همه للَّه، وقلبه معلق باللَّه، عمل كل ما يحب مولاه تبارك وتعالى.
وقد ظهرت حكمة علي t في هذا الموقف من عدّة وجوه، منها:
1- قوله: «أُقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟»؛ فإنه t استفسر من النبي × قبل القتال، إلى أي مدى يستمر القتال؟ وهذا من أعظم الحكمة؛ لأن الداعية لابد له من وضوح الهدف والغاية، وأن يكون على بصيرة من أمره.
2- وقوله: «أنا الذي سمتني أمي حيدرة»، وهذا فيه تذكير لمرحب؛ لأنه قد رأى في المنام أن أسداً يقتله، فذكره علي t بذلك، ليخيفه ويضعف نفسه، حتى يستولي على قتله.
3- وقوله: «أوفيهم بالصاع كيل السندرة» هذا فيه إرهاب وإخبار لمرحب أن علي بن أبي طالب يقتل الأعداء قتلاً واسعاً ذريعاً.
4- ثم ختم هذه الحكم بقتل مرحب، فهزم اللَّه به الأعداء، ونصر المسلمين عليهم نصراً مؤزراً، فله الحمد أولاً وآخراً.
وهذا غيض من فيض، وإلا فهو أفضل السابقين الأولين بعد أبي بكر، وعمر، وعثمان y، وصلى اللَّه وسلَّم على نبينا محمد، وعلى آله، وأصحابه أجمعين.
كتبه
سعيد بن علي بن وهف القحطاني
حرر في 7/11/ 1433هـ.
([1]) انظر سيرته بالتفصيل في: سير أعلام النبلاء، للإمام الذهبي، مجلد سير الخلفاء الراشدين، ص 223- 290 (مؤسسة الرسالة).
([2]) أخرجه الإمام أحمد، برقم 17144، وأبو داود، برقم 4607، والترمذي، برقم 2676.
([3]) رواه البخاري، برقم 3673، ومسلم، برقم 2540.
([4]) الإصابة في تمييز الصحابة، لابن خحر، 2/ 507، وانظر: تاريخ الخلفاء، ص 166.
([5]) الاستيعاب لابن عبد البر، 3/ 1093.
([6]) تاريخ الطبري، 2/ 696.
([7]) تاريخ خليفة بن خياط، ص: 199. وإن اختلاف العلماء الكبير في عمره يوم أسلم، أدى فيما يبدو إلى عدم تطرقهم كثيراً إلى عام مولده.
([8]) المرجع السابق، ص: 197.
([9]) وقد سبق ترجيح ابن حجر أن ولادته كانت قبل البعثة بعشر سنين، فعلى هذا يكون عمره إحدى وستين سنة، والعلم عند اللَّه تعالى.
([10]) مشاهير علماء الأمصار، لابن حبان، ص 6.
([11]) انظر: تاريخ الخلفاء للسيوطي، ص166.
([12]) انظر: البداية والنهاية لابن كثير، 3/272، 273 بتصرف، وفتح الباري، 7/299، وزاد المعاد لابن القيم، 3/179، وقصة المبارزة أخرجها أحمد، 1/117، أبو داود، 3/52، برقم 2665، في الجهاد، باب المبارزة من حديث علي، وإسناده قوي، وانظر: صحيح سنن أبي داود، 2/507.
([13]) سورة الحج، الآية: 19. وانظر: فتح البخاري مع الفتح، 7/96.
([14]) البخاري مع الفتح، في كتاب المغازي، باب قتل أبي جهل، 7/296، 297، (رقم 3965، 3966)، وفي كتاب التفسير، باب (هذان خصمان اختصموا في ربهم) 9/443، (رقم 4744)، وانظر أيضا: البداية والنهاية 3/273، وأعلام المسلمين لخالد البيطار، ص62.
([15]) سورة الأحزاب، الآية: 23.
([16]) انظر: زاد المعاد، 3/269-276، وسيرة ابن هشام، 3/229-252، والبداية والنهاية، 4/92-116.
([17]) انظر: البداية والنهاية، 4/106، وسيرة ابن هشام، 3/240، وزاد المعاد، 3/272، وانظر أيضاً شجاعة علي t في حياة الصحابة للعلامة الكاندهلوي، 1/541-546.
([18]) انظر: غزوة الخندق كاملة في زاد المعاد، 3/269-276، وسيرة ابن هشام، 3/229-252، والبداية والنهاية، 4/92-116.
([19]) البخاري مع الفتح، المغازي، باب غزوة خيبر 7/467، (رقم 4197)، ومسلم، كتاب الجهاد والسير، باب غزوة خيبر 3/1427، (رقم 1365)، وانظر: زاد المعاد لابن القيم، 3/316.
([20]) انظر: صحيح مسلم، كتاب الجهاد والسير، باب غزوة ذي قرد وغيرها، من حديث سلمة بن الأكوع، 3/1440، 1441، (رقم 1807)، وزاد المعاد لابن القيم، 3/319.
([21]) يدوكون: أي يخوضون ويتحدثون في ذلك. انظر: شرح النووي، 12/178.
([22]) البخاري مع الفتح، في كتاب المغازي، باب غزوة خيبر، 7/476، (رقم 4210)، وكتاب فضائل الصحابة، باب مناقب علي t، 7/70، ومسلم في فضائل الصحابة، باب من فضائل علي t، (رقم 2406)، 4/1871، 3/1441.
([23]) حيدرة: اسم للأسد، وكان عليٌّ t قد سُمِّي أسداً في أول ولادته، وكان مرحب قد رأى أن أسداً يقتله، فذكره عليٌّ بذلك ليخيفه ويضعف نفسه. شرح النووي على صحيح مسلم 12/185.
([24]) معناه: أقتل الأعداء قتلاً واسعاً ذريعاً، وقيل السندرة: مكيال واسع. انظر: شرح النووي على صحيح مسلم، 12/185.
([25]) أخرجه مسلم في صحيحه في كتاب الجهاد والسير، باب غزوة ذي قرد وغيرها مطولاً، 3/1441، (رقم 1807)، وانظر: زاد المعاد، 3/321، وحياة الصحابة، 1/544.
([26]) انظر: البخاري مع الفتح، كتاب المغازي. باب غزوة خيبر، 7/469، (رقم 4200، 4201)، وانظر: البداية والنهاية، 4/181-191، وابن هشام، 3/378-388، وانظر: ترجمة علي بن أبي طالب t كاملة في الإصابة في تمييز الصحابة، 2/507-510، والبداية والنهاية، 7/222-224، وانظر: شجاعة علي أيضاً في حياة الصحابة للكاندهلوي، 1/541- 546.