×
نبذة من سيرة أبي بكر الصدّيق رضي الله عنه: فهذه نبذةٌ يسيرة جدًّا من سيرة أبي بكر الصدِّيق - رضي الله عنه -؛ خليفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بإجماع المُسلمين، وأفضل البشر بعد الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام -، وهو أولُ الخلفاء، وأفضلُهم.

نبذة من سيرة أبي بكرt

ههه

الحمد للَّه، والصلاة والسلام على رسول اللَّه، وعلى آله، وأصحابه، ومن اهتدى بهداه، أما بعد:

فهذه نبذة يسيرة جداً من سيرة أبي بكر الصديق t([1])؛ خليفة رسول اللَّه ﷺ‬ بإجماع المسلمين، وأفضل البشر بعد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وهو أول الخلفاء، وأفضلهم، وقد قال النبي ﷺ‬ في حقهم: «فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلاَفًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ، تَمَسَّكُوا بِهَا، وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ»([2] وهو الذي أثنى عليه اللَّه تعالى بقوله: ﴿إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ﴾([3])، وقد قال أبو بكر t عندما كان مع رسول اللَّه ﷺ‬ في الغار، قال: «يا نبي اللَّه، لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ نَظَرَ تَحْتَ قَدَمَيْهِ لَأَبْصَرَنَا فَقَالَ: «مَا ظَنُّكَ يَا أَبَا بَكْرٍ بِاثْنَيْنِ اللَّهُ ثَالِثُهُمَا؟»([4])، ومن سبَّه، أو انتقص من حقه، فهو أضل من حمار أهله؛ لقول النبي ﷺ‬: «لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي، فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ، وَلَا نَصِيفَهُ»([5]).

ومن سيرته الجميلة الكريمة النماذج الآتية:

أولاً: ولادته، وأعماله، ووفاته t:

ولد أبو بكر t بعد مولد النبي ﷺ‬ بسنتين و أشهر؛ فإنه مات و له ثلاثة وستون سنة([6])، وهو أول من أسلم من الرجال([7])، صحب رسول اللَّه ﷺ‬ من حين أسلم إلى حين توفي، لم يفارقه حضراً ولا سفراً، إلا فيما أَذِنَ له رسول اللَّه ﷺ‬ في الخروج فيه، من: حجٍ، أو غزوٍ، و شهد معه الغزوات كلها، وجميع المشاهد، وهاجر معه، وترك عياله وأولاده، رغبة في اللَّه ورسوله ﷺ‬([8])، وهو أفضل أصهار رسول اللَّه ﷺ‬، حيث زوجه عائشة ل أحب النساء لرسول اللَّه ﷺ‬، وقد وقع في خلافته الأمور العظيمة: من تنفيذ جيش أسامة، وقتال أهل الردة، وما نعي الزكاة، وقتال مسيلمة الكذاب عندما ادعى النبوة حتى قتل، وانهزم أصحابه، وهو أول من شهد له رسول اللَّه ﷺ‬ بالجنة من العشرة المشهود لهم الجنة، وجمع القرآن t ، وأول من سمَّاه مصحفاً، وأول من سُمِّي خليفة([9])، وهو أعلم الصحابة، وأفقههم، وقد توفيt في سنة ثلاث عشرة، في شهر جمادى الآخرة للهجرة، في يوم الثلاثاء، وله ثلاث وستون سنة، وعلى رأس سنتين وثلاثة أشهر، واثني عشر يوماً من مُتوفَّى رسول اللَّه ﷺ‬([10]).

 ثانياً: دفاعه عن النبي × والقيام بنصرته:

عن عروة بن الزبير t قال: قلت لعبد اللَّه بن عمرو بن العاص: أخبرني بأشد ما صنع المشركون برسول اللَّه ×؟ قال: بينما رسول اللَّه × يصلي في حجر الكعبة، إذ أقبل عقبة بن أبي مُعيط، فأخذ بمنكب رسول اللَّه ×، ولوى ثوبه في عنقه، فخنقه خنقاً شديداً، فأقبل أبو بكر، فأخذ بمنكبه ودفعه عن رسول اللَّه × وقال: ﴿أَتَقْتُلُونَ رَجُلا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ﴾([11]).

وهو أشجع الصحابة t فقد رُوي عن علي t أنه خطب، فقال: أيها الناس أخبروني من أشجع الناس؟ [أي بعد رسول اللَّه ﷺ‬؛ فإن النبي ﷺ‬ كان أشجع الناس]، قالوا: أنت يا أمير المؤمنين! قال: أما إني ما بارزت أحداً إلا انتصفت منه، ولكن أخبروني بأشجع الناس! قالوا: لا نعلم، فمن؟ قال: أبو بكر. إنه لما كان يوم بدر، جعلنا لرسول اللَّه × عريشاً، فقلنا: من يكون مع الرسول × لئلا يهوي عليه أحد من المشركين، فواللَّه ما دنا منه أحد إلا أبو بكر، شاهراً بالسيف على رأس رسول اللَّه × لا يهوي إليه أحد إلا أهوى إليه، فهذا أشجع الناس.

قال علي t: ولقد رأيت رسول اللَّه × وأخذته قريش، فهذا يحاده، وهذا يتلتله([12] وهم يقولون: أنت الذي جعلت الآلهة إلهاً واحداً، فواللَّه ما دنا منا أحد إلا أبو بكر، يضرب هذا، ويُجاهد هذا، ويتلتل هذا، وهو يقول: ويلكم، ﴿أَتَقْتُلُونَ رَجُلا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ﴾، ثم رفع عليٌّ بردةً كانت عليه، ثم بكى حتى اخضلت لحيته، ثم قال علي: أنشدكم اللَّه، أمؤمن آل فرعون خير أم أبو بكر؟ فسكت القوم. ثم قال: ألا تجيبوني؟ فواللَّه لساعة من أبي بكر خير من ملء الأرض من مثل مؤمن آل فرعون، ذاك رجل يكتم إيمانه، وهذا رجل أعلن إيمانه([13]).

ثالثاً: تصديقه للنبي × والحرص على حمايته

عن جابر بن عبد اللَّه ^ أنه سمع رسول اللَّه × يقول: «لما كذبني قريش قمت في الحجر، فجلَّى اللَّه لي بيت المقدس فطفقت أخبرهم عن آياته وأنا أنظر إليه»[14]).

وقد افتتن ناس كثير عقب الإسراء، فجاء ناس إلى أبي بكر فذكروا له قصة الإسراء بالنبي × إلى بيت المقدس، فقال أبو بكر: أشهد أنه صادق، فقالوا: وتصدقه بأنه أتى الشام في ليلة واحدة ثم رجع إلى مكة؟ قال: نعم، إني أصدقه بأبعد من ذلك، أصدقه بخبر السماء، فسُمّي بذلك الصديق([15]).

وقد كان t يحرص على حماية النبي × أشد الحرص، فقد ذكر رجال على عهد عمر t فكأنهم فضلوا عمر على أبي بكر، فبلغ ذلك عمر، فقال: واللَّه لليلة من عمري من أبي بكر خير من آل عمر، وليوم من أبي بكر خير من آل عمر، لقد خرج رسول اللَّه × ليلة انطلق إلى الغار ومعه أبو بكر، فجعل يمشى ساعة بين يديه، وساعة خلفه، حتى فطن رسول اللَّه × فقال: «يا أبا بكر ما لك تمشي ساعة خلفي، وساعة بين يدي؟» فقال: يا رسول اللَّه، أذكر الطلب فأمشي خلفك، ثم أذكر الرصد فأمشي بين يديك، فقال: «يا أبا بكر، لو كان شيء لأحببت أن يكون بك دوني؟» قال: نعم، والذي بعثك بالحق، فلما انتهيا إلى الغار قال أبو بكر: مكانك يا رسول اللَّه حتى أستبرئ لك الغار، فدخل فاستبرأه، حتى إذا كان ذكر أنه لم يستبرئ الجحرة([16] فقال: مكانك يا رسول اللَّه حتى أستبرئ، فدخل فاستبرأ، ثم قال: انزل يا رسول اللَّه، فنزل. ثم قال عمر: والذي نفسي بيده لتلك الليلة خير من آل عمر([17]).

وعندما دخل أبو بكر الغار مع النبي × صار يخاف عليه من قريش حينما رآهم، فقال – رضي اللَّه عنه وأرضاه –: يا رسول اللَّه، لو أن أحدهم نظر إلى ما تحت قدميه لأبصرنا، فقال: «يا أبا بكر، ما ظنك باثنين اللَّه ثالثهما، لا تحزن فإن اللَّه معنا»([18]).

ولهذا قال ×: «إن أمنَّ الناس عليَّ في صحبته وماله أبو بكر، ولو كنت متخذاً خليلاً غير ربي لاتخذت أبا بكر، ولكن أخُوّةُ الإسلام ومودَّته»([19]).

وقال: «لو كنت متخذاً خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً، ولكنه أخي وصاحبي، وقد اتخذ اللَّه ﷻ‬ صاحبكم خليلاً»([20]).

رابعاً: إنفاقه ماله في سبيل اللَّه تعالى

عندما أسلم أبو بكر t كان من أثرى أثرياء قريش، فكانت عنده أموال كثيرة، وقد كان في منزله يوم أسلم أربعون ألف درهم أو دينار، فاستخدم أمواله كلها في طاعة اللَّه، ومن ذلك ما يأتي:

1- إنفاق المال في إعتاق الرّقاب:

أعتق t رقاباً كثيرة، حُفِظَ منهم سبع رقاب: بلال، وعامر بن فهيرة، وزنيرة، والهندية وبنتها، وكانتا لامرأة من بني عبد الدار، وجارية بني مؤمل، وأم عبيس، رضي اللَّه عن الجميع.

وقد كانت هذه الرقاب يُعذّب معظمها على إسلامها، فأنقذها اللَّه بأبي بكر الصديق t وأخذ t ينفق أمواله في خدمة الإسلام والمسلمين([21]).

2- أخذه جميع ماله يوم الهجرة لإنفاقه على رسول اللَّه ×:

حمل الباقي من ماله عندما هاجر مع النبي × إلى المدينة، ولم يبق لأهله شيئاً، فعن أسماء بنت أبي بكر ^ قالت: «لما خرج رسول اللَّه × وخرج أبو بكر معه، احتمل أبو بكر معه ماله كله، خمسة آلاف أو ستة آلاف درهم، فانطلق بها معه، قالت: فدخل علينا جدي أبو قحافة، وقد ذهب بصره، فقال: واللَّه إني لأراه قد فجعكم بماله مع نفسه، قالت: كلا يا أبت، قد ترك لنا خيراً كثيراً، قالت: فأخذت أحجاراً فجعلتها في كوة([22]) في البيت – كان أبي يجعل فيها ماله – ثم جعلت عليها ثوباً، ثم أخذت بيده فقلت: ضع يدك يا أبت على هذا المال، قالت: فوضع يده عليه، فقال: لا بأس، إن ترك لكم هذا فقد أحسن، وفي هذا لكم بلاغ، قالت: ولا واللَّه ما ترك لنا شيئاً، ولكن أردت أن أسكِّن الشيخ بذلك»([23]).

3- تصدُّقه بماله كله في غزوة تبوك:

وعن عمر بن الخطاب t قال: أمرنا رسول اللَّه × أن نتصدق، فوافق ذلك مالاً عندي، فقلت: اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يوماً، فجئت بنصف مالي، فقال رسول اللَّه ×: «ما أبقيت لأهلك؟» قلت: مثله. قال: وأتى أبو بكر t بكل ما عنده، فقال له رسول اللَّه ×: «ما أبقيت لأهلك؟» قال: أبقيت لهم اللَّه ورسوله، قلت: واللَّه لا أسبقه إلى شيء أبداً»([24]).

وأبو بكر t أولى الأمة بقوله تعالى: ﴿ وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى، الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى، وَمَا لأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى، إِلا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى، وَلَسَوْفَ يَرْضَى﴾ ([25]).

خامساً: موقف أبي بكر عقب وفاة النبي × ([26]):

أُصيب المسلمون يوم وفاة الرسول × بمصيبة عظيمة، وهزّة عنيفة، أفقدت الكثير منهم صوابهم، حتى إن عمر أنكر موت النبي × وخرج إلى الناس وخطبهم، وقال: «واللَّه ما مات رسول اللَّه × وليبعثنه اللَّه فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم.

وأقبل أبو بكر t على فرس من مسكنه بالسُّنح حتى نزل فدخل المسجد فلم يُكلّم الناس حتى دخل على عائشة ’ فتيمم رسول اللَّه × وهو مغشى بثوب حبرة، فكشف عن وجهه، ثم أكبّ عليه فقبله وبكى، ثم قال: بأبي أنت وأمي، واللَّه لا يجمع اللَّه عليك موتتين، أما الموتة التي كُتبتْ لك فقد متها([27] ثم خرج أبو بكر – وعمر يُكلم الناس – فقال: أيها الحالف على رسْلِك، وقال: اجلس يا عمر، فأبي عمر أن يجلس، فلما تكلم أبو بكر أقبل الناس إليه وتركوا عمر، فجلس عمر t فحمد اللَّه أبو بكر وأثنى عليه، وقال: أما بعد، فمن كان منكم يعبد محمداً × فإن محمداً × قد مات، ومن كان منكم يعبد اللَّه فإن اللَّه حي لا يموت، قال اللَّه – تعالى –: ﴿إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ﴾ ([28]). وقال: ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ﴾ ([29]).

فواللَّه لكأن الناس لم يكونوا يعلمون أن اللَّه أنزل الآية حتى تلاها أبو بكر t وقال عمر: واللَّه ما هو إلا أن سمعت أبا بكر تلاها فعقرت حتى ما تقلني رجلاي، وحتى أهويت إلى الأرض حين سمعته تلاها، علمت أن النبي × قد مات.

وقال الراوي: فتلقاها الناس كلهم، فما أسمع بشراً من الناس إلا يتلوها، ونشج الناس يبكون»([30]).

إن المصيبة عظيمة، والأمر كبير، والحادث جليل، والخلاف واقع؛ ولكن أبا بكر – t بفضل اللَّه تعالى – حل الخلاف، وألف بين القلوب وثبّتها، ولا يقدر على هذا إلا من أوتي قلباً ثابتاً، وشجاعة فائقةً، وعقلاً راجحاً، وحكمة بالغةً، t وأرضاه.

وفي اليوم الثاني – يوم الثلاثاء – خطب أبو بكر الناس، وبين لهم ما عليهم، وما لهم، فقام – t وأرضاه – فحمد اللَّه وأثنى عليه بالذي هو أهله، ثم قال: أيها الناس، فإني قد وُلِّيتُ عليكم ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوِّموني، الصدق أمانة، والكذب خيانة، والضعيف فيكم قويٌّ عندي حتى أريح عليه([31]) حقه إن شاء اللَّه، والقوي فيكم ضعيف عندي حتى آخذ الحق منه إن شاء اللَّه، لا يدع قوم الجهاد في سبيل اللَّه إلا ضربهم اللَّه بالذل، ولا تشيع الفاحشة في قوم قط إلا عمَّهم اللَّه بالبلاء، أطيعوني ما أطعت اللَّه ورسوله فيكم، فإذا عصيت اللَّه ورسوله فلا طاعة لي عليكم، قوموا إلى صلاتكم يرحمكم اللَّه([32]).

وقوله t: ولِّيت عليكم ولست بخيركم: من باب التواضع، وإلا فإن الصحابة كلهم مُجمعون على أنه أفضلهم وخيرهم، رضي اللَّه عنهم أجمعين([33]).

سادساً: موقفه t في إنفاذ جيش أسامة بن زيد ^:

ظهرت حكمة الصديق t أثناء تنفيذ جيش أسامة بن زيد ^ من عدة وجوه:

1- تنفيذ بعث أسامة t على الرغم من شدة الأحوال ومعارضة بعض الصحابة، وذلك امتثالاً لأمر النبي ×.

بعث النبي × أسامة بن زيد ^ في مرضه الذي توفي فيه([34])، وندب الناس إلى غزو الروم، وكان تجهيز جيش أسامة قبل وفاة النبي × بيومين، وكان ذلك يوم السبت، وقد كان ابتداء ذلك قبل مرض النبي ×، ثم اشتد به مرضه، فأمر بإنفاذ جيش أسامة، وتوفي × فعَظُم الخطب، واشتد الحال، وظهر النفاق بالمدينة، وارتدت أحياء من العرب حول المدينة، وامتنع آخرون من دفع الزكاة، ولم يبق للجمعة مقام في بلد سوى مكة والمدينة، وكانت جواثا من البحرين أول قرية أقامت الجمعة بعد رجوع الناس إلى الحق؛ وثبتت ثقيف بالطائف على الإسلام لم يرتدوا.

وعندما وقعت هذه الأمور أشار كثير من الناس على أبي بكر الصديق ألا ينفذ جيش أسامة لاحتياجه إليه فيما هو أهم؛ لأن ما جُهِّز بسببه في حال السلامة.

وكان من جملة من أشار بذلك عمر بن الخطاب t فامتنع الصديق من ذلك، وأبى أشد الإباء إلا أن ينفذ جيش أسامة، وقال كلمته العظيمة: واللَّه لا أحل عقدة عقدها رسول اللَّه ×، ولو أن الطير تخطفنا والسباع من حول المدينة، ولو أن الكلاب جرت بأرجل أمهات المؤمنين، لأجهزنَّ جيش أسامة، وأمر الحرس أن يكونوا حول المدينة.

2- ثم إن بعض الناس أشار على أبي بكر أن يولي الجيش رجلاً أقدم سنًّا من أسامة؛ فغضب t لذلك، لأن الرسول × هو الذي أَمَّر أسامة على الجيش، فلا يريد t أن يغير شيئاً فعله رسول اللَّه ×.

3- وخرج أبو بكر t يشيع الجيش ويودع أسامة وجيشه، وأبو بكر يسير على قدميه، وأسامة راكباً، فقال له أسامة: يا خليفة رسول اللَّه، إما أن تركب، وإما أن أنزل، فقال أبو بكر: واللَّه لستُ براكب ولستَ بنازل، وما عليَّ أن أغبر قدمي ساعة في سبيل اللَّه.

4- واستأذن أبو بكر t من أسامة لعمر بن الخطاب، وقد كان عمر من ضمن الجنود في جيش أسامة، فأذِنَ أسامة لعمر بن الخطاب – رضي اللَّه عن الجميع وأرضاهم.

فكان خروج أسامة إلى الروم بأرض الشام في ذلك الوقت من أكبر المصالح، فساروا لا يمرون بحي من أحياء العرب إلا أُرعبوا منهم وأخذهم الخوف والفزع، وقالوا: ما خرج هؤلاء القوم إلا وبهم منعة شديدة، وسنتركهم حتى يلقوا الروم، فلقوا الروم فهزموهم وقتلوهم، وبقوا أربعين يوماً – وقيل سبعين يوماً – ثم أتوا سالمين غانمين، وعندما رجعوا جهزهم أبو بكر مع الجيش لقتال أهل الردة ومانعي الزكاة([35]).

اللَّه أكبر ما أعظم هذا الموقف، وما أحكمه! فقد ظهرت حكمته وشجاعته وطاعته لرسول اللَّه ×، وهي سبب النصر والفلاح، وبتنفيذ هذا الجيش أدخل اللَّه الرعب في قلوب المرتدين، واليهود، والنصارى، وهذا كله بفضل اللَّه، ثم بامتثال أمر رسول اللَّه × بإنفاذ جيش أسامة بن زيد ﴿فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ ([36]).

وهذا مما يؤكد على كل مسلم أن يعتني بأمر رسول اللَّه × ويبتعد عن نهيه، وذلك كله هو مدار السعادة والفلاح، والفوز والنجاح في الدنيا والآخرة.

سابعاً: موقف أبي بكر t مع أهل الردة ومانعي الزكاة:

عندما توفي رسول اللَّه × ارتدت أحياء كثيرة من العرب، وظهر النفاق، وقد كان أهل الردة على قسمين:

القسم الأول: ارتدوا عن الدين، ونابذوا الملة، وهذه الفرقة طائفتان:

مُدّعو النبوة كمسيلمة الكذاب، وأتباعهم.

والطائفة الأخرى ارتدوا عن الدين، وتركوا الصلاة والزكاة، وعادوا إلى ما كانوا عليه في الجاهلية.

القسم الثاني: هم الذين فرقوا بين الصلاة والزكاة، فأنكروا فرض الزكاة ووجوب أدائها.

وهذا القسم هو الذي وقع فيه الخلاف، فثبت أبو بكر t ثم وافقه جميع الصحابة على قتال جميع المرتدين ومانعي الزكاة([37]).

فعن أبي هريرة t قال: لما توفي رسول اللَّه × واستخلف أبو بكر بعده، وكفر من كفر من العرب، قال عمر بن الخطاب لأبي بكر: كيف تقاتل الناس وقد قال رسول اللَّه ×: ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا اللَّه، فمن قال: لا إله إلا اللَّه فقد عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه، وحسابه على اللَّه)! فقال أبو بكر: واللَّه لأقاتلن من فرَّق بين الصلاة والزكاة، فإن الزكاة حق المال، واللَّه لو منعوني عِقالاً([38]) كانوا يؤدونه إلى رسول اللَّه × لقاتلتهم على منعه، فقال عمر بن الخطاب: فواللَّه ما هو إلا أن رأيت اللَّه ﷻ‬ قد شرح صدر أبي بكر للقتال، فعرفت أنه الحق([39]).

وفي رواية: أن أبا بكر t قال: «واللَّه لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة، فإن الزكاة حق المال، واللَّه لو منعوني عَناقاً كانوا يؤدونها إلى رسول اللَّه × لقاتلتهم على منعها...»([40]).

وفي هذا الموقف الحكيم لأبي بكر أدلّ دليل على شجاعته t وتقدّمه في الشجاعة والعلم على غيره، فإنه ثبت للقتال في هذا الموطن العظيم الذي هو أكبر نعمة أنعم اللَّه – تعالى – بها على المسلمين بعد رسول اللَّه ×، واستنبط t من العلم بحكمته، ودقيق نظره، ورصانة فكره، ما لم يُشاركه في الابتداء به غيره، فلهذا وغيره مما أكرمه اللَّه به، أجمع أهل العلم بالحق على أنه أفضل أمة محمد × ([41]).

فرضي اللَّه عن أبي بكر وأرضاه، وجزاه عن أمة محمد خير الجزاء؛ فإنه قد قام بما يجب عليه نحوها، من ترسيخ معاني الإسلام في قلوب ونفوس وحياة أمة محمد ×، وأمرها بالثبات على دين اللَّه الذي جاء به النبي × من غير زيادة ولا نقص، وطبق ذلك تطبيقاً عمليّا على نفسه، وعلى جميع من بايعه، وقاتل من أنكر شيئاً من ذلك، فقد أعز اللَّه به الإسلام والمسلمين، وخذل به أعداء اللَّه وأعداء الدين، ولهذا لم ينقص الدين في حياته كما قال t لعمر بن الخطاب حينما أشكل عليه قتال مانعي الزكاة: إنه قد انقطع الوحي وتمّ الدين، أفينقص وأنا حيّ؟ واللَّه لأقاتلنّ من فرّق بين الصلاة والزكاة، أليس قد قال رسول اللَّه ×: «إلا بحقها»، ومن حقها: إيتاء الزكاة، واللَّه لو خذلني الناس كلهم لجاهدتهم بنفسي»([42]).

وصدق t، فقد حفظ اللَّه به الدين، ولم ينقص وهو حي، ولهذا كانت خلافته مليئة بالأعمال الجليلة التي تحتاج إلى السنوات الطوال لإنجازها على الرغم من قصر مدة خلافته t، فهي لم تزد على سنتين وثلاثة أشهر وعشرة أيام، وهذا يدل على حكمة أبي بكر العظيمة ووعيه التام بالإسلام، وعزيمته الثابتة الراسخة كالجبال الرواسي، وإيمانه الذي لو وُزِنَ وإيمان الأمة كلها([43]) لرجح إيمان أبي بكر بإيمان أمة محمد ×، ولهذا يُعدّ t هو الذي أرسى الدعائم بعد وفاة النبي ×. وأثبت المفاهيم، فرضي اللَّه عنه وأرضاه، وهذا غيض من فيض، وإلا فهو أفضل السابقين الأولين، وصلى اللَّه وسلَّم على نبينا محمد، وعلى آله، وأصحابه أجمعين.

كتبه

سعيد بن علي بن وهف القحطاني

حرر في 7/11/ 1433هـ.

([1]) انظر سيرته بالتفصيل في: سير أعلام النبلاء، للإمام الذهبي، مجلد سير الخلفاء الراشدين، ص 5- 67 (مؤسسة الرسالة).

([2]) أخرجه الإمام أحمد، برقم 17144، وأبو داود، برقم 4607، والترمذي، برقم 2676.

([3]) سورة التوبة، الآية: 40.

([4]) البخاري، برقم 3653، ورقم 3922.

([5]) رواه البخاري، برقم 3673، ومسلم، برقم 2540.

([6]) انظر: تاريخ خليفة بن خياط، ص 121.

([7]) تاريخ الخلفاء، للسيوطي، ص 33.

([8]) المرجع السابق، ص 36.

([9]) تاريخ خليفة، ص 121.

([10]) المرجع السابق، ص 121.

([11]) سورة غافر، الآية: 28.

والحديث في البخاري مع الفتح، كتاب المناقب، باب ما لقي النبي × وأصحابه من المشركين بمكة، 7/165، 7/22، 8/533 (رقم 3856).

([12]) يتلتله: يزعزعه ويزلزله. انظر: مختار الصحاح، مادة: تلل، ص33، والمعجم الوسيط، 1/87.

([13]) ذكره ابن كثير، وعزاه إلى البزار، انظر: البداية والنهاية، 3/272، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد، 9/47: وفيه من لم أعرفه، ولكن لبعض هذا المتن شواهد في الأحاديث الصحيحة انظرها في صحيح مسلم، كتاب الجهاد والسير، باب الإمداد بالملائكة في غزوة بدر، 3/1383 (رقم 1763)، والبخاري مع الفتح، كتاب المغازي، باب قوله تعالى: ﴿إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ... ﴾، 7/287 (رقم 3953)، وكتاب فضائل الصحابة، باب فضل أبي بكر t، 7/22 (رقم 3678)، وانظر: حياة الصحابة للعلامة محمد يوسف الكاندهلوي 1/ 540، وحلية الأولياء، 1/32، وانظر: تاريخ الخلفاء للحافظ جلال الدين السيوطي، ص37.

([14]) البخاري مع الفتح، كتاب مناقب الأنصار، باب حديث الإسراء، 7/196، (رقم 3886).

([15]) انظر: فتح الباري بشرح صحيح البخاري، 7/199، وعزاه إلى البيهقي في الدلائل.

([16]) الجحرة: مفردها: جحر، وهو المكان الذي تحفره السباع والهوام لأنفسها. انظر: المعجم الوسيط، مادة (جحر)، 1/180.

([17]) الحاكم في المستدرك، وقال: هذا حديث صحيح لولا إرسال فيه. ووافقه الذهبي، 3/6، وذكره ابن كثير في البداية والنهاية، 3/180، وعزاه إلى البيهقي، وانظر: حياة الصحابة، 1/339، وحلية الأولياء، 1/33.

([18]) البخاري مع الفتح، كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب المهاجرين وفضلهم، 7/8، (رقم 3653)، وكتاب مناقب الأنصار، باب هجرة النبي × وأصحابه، ومسلم، كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل أبي بكر الصديق t، 4/1854، (رقم 2381).

([19]) البخاري مع الفتح، كتاب فضائل الصحابة، باب قول النبي × سدوا الأبواب إلا باب أبي بكر، 7/12، (رقم 3654)، ومسلم، كتاب فضائل الصحابة، باب فضل أبي بكر الصديق t، 4/1854، (رقم 2382).

([20]) البخاري مع الفتح، كتاب فضائل الصحابة، باب قول النبي ×: لو كنت متخذاً خليلاً، 7/17، (رقم 3656)، ومسلم واللفظ له، كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل أبي بكر الصديق ×، 4/1855، (رقم 2383).

([21]) انظر: سيرة ابن هشام، 1/340، والإصابة في تمييز الصحابة، 2/243، والكامل في التاريخ لابن الأثير، 2/290، والبداية والنهاية، 3/58، وتاريخ الخلفاء للسيوطي، ص38.

([22]) الكوة: ثقب في الحائط. انظر: القاموس المحيط، باب الواو، فصل الكاف، ص1713.

([23]) أخرجه أحمد، 6/350، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 6/59: <ورجال أحمد رجال الصحيح غير ابن إسحاق، وقد صرح بالسماع، وعزاه للطبراني أيضاً، وانظر أيضاً: البداية والنهاية، 3/179، وتاريخ الخلفاء للإمام للسيوطي ص39، وحياة الصحابة للكاندهلوي، 2/164.

([24]) أخرجه الترمذي في كتاب المناقب، باب في مناقب أبي بكر وعمر ^، 5/614، (رقم 3675)،وقال: <هذا حديث حسن صحيح>، وأبو داود في الزكاة، باب الرخصة في ذلك – أي الرخصة في إخراج المال كله، 2/ 129، (رقم 1678)، والدارمي في الزكاة، باب الرجل يتصدق بجميع ما عنده، 1/329، (رقم 1667)، والحاكم وصححه على شرط مسلم، ووافقه الذهبي، 1/414، وأبو نعيم في الحلية، 1/32.

([25]) سورة الليل، الآيات: 17-21.

وقد ذكر غير واحد من المفسرين أن هذه الآيات نزلت في أبي بكر الصديق t حتى إن بعضهم حكى الإجماع من المفسرين على ذلك. انظر: تفسير ابن كثير، 4/522.

([26]) انظر له مواقف حكيمة في البخاري مع الفتح في كتاب مناقب الأنصار، باب أيام الجاهلية، 7/149، وأبي نعيم في الحلية، 1/31، وأحمد في الزهد بمعناه، ص164، وانظر: حياة الصحابة، 2/611، 612، وأعلام المرسلين لخالد البيطار، 1/30، وصحيح الجامع الصغير للألباني، 4/172، برقم 4395، وانظر أيضاً: فتح الباري، 7/14، فقد ذكر لأبي بكر عجائب في الورع.

([27]) البخاري مع الفتح، كتاب الجنائز، باب الدخول على الميت بعد الموت إذا أدرج في أكفانه، 3/133، (رقم 1241، 1242)، وكتاب المغازي، باب مرض النبي × ووفاته، 8/145، (رقم 4452-4454).

([28]) سورة الزمر، الآية: 30.

([29]) سورة آل عمران، الآية: 144.

([30]) انظر: البخاري مع الفتح، وقد صغت هذه الألفاظ من مواضع متفرقة منه، من كتاب الجنائز، باب الدخول على الميت إذا أدرج في أكفانه، 3/113، (رقم 1241، 1242)، وكتاب فضائل الصحابة، باب قول النبي ×: لو كنت متخذاً خليلاً، 7/19، (رقم 3667)، وكتاب المغازي، باب مرض النبي × ووفاته، 8/145، (رقم 4454)، وانظر: البداية والنهاية لابن كثير، 5/241، 242، وحلية الأولياء، 1/29.

([31]) والمعنى: حتى أرد عليه حقه. انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير، باب الراء مع الواو، 2/273.

وانظر: التاريخ الإسلامي لمحمود شاكر، 3/57، وفي البداية والنهاية قال: حتى أزيح علته إن شاء الله، 5/248.

([32]) انظر: سيرة ابن هشام،4/340،وابن كثير في البداية والنهاية،5/248، قال: <وهذا إسناد صحيح>.

([33]) انظر: البداية والنهاية، 5/248.

([34]) انظر: البخاري مع الفتح، كتاب المغازي، باب بعث النبي × أسامة بن زيد ^، 8/151، 152.

([35]) انظر: تاريخ الإمام الطبري، 2/246، والكامل في التاريخ لابن الأثير، 2/226، وتاريخ الإسلام للإمام الذهبي – عهد الخلفاء الراشدين، ص19، والبداية والنهاية، 6/304، 305، وفتح الباري، 8/152، وتاريخ الخلفاء لجلال الدين السيوطي، ص74، وحياة الصحابة للعلامة محمد يوسف الكاندهلوي، 1/423، 425، 427، والتاريخ الإسلامي لمحمود شاكر، 3/64.

([36]) سورة النور، الآية: 63.

([37]) انظر: شرح النووي على مسلم، 1/202، والبداية والنهاية، 6/311، وتاريخ الإسلام للذهبي – عهد الخلفاء الراشدين، ص27، والتاريخ الإسلامي لمحمود شاكر، 3/67.

([38]) العقال: هو الحبل الذي يعقل به البعير، والعناق: هي السخلة من الغنم. انظر: النهاية في غريب الحديث لابن الأثير 3/280، 3/311.

([39]) مسلم بلفظه في كتاب الإيمان، باب الأمر بقتال الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، 1/51، (رقم 20)، والبخاري مع الفتح في كتاب الزكاة، باب وجوب الزكاة، 3/262، (رقم 1399)، 12/ 275، 13/250، 3/321، 322.

([40]) البخاري مع الفتح، كتاب الزكاة، باب وجوب الزكاة، 3/262، 12/275، 13/250، (رقم 1399)، ورواية العناق عند البخاري دون مسلم. وما ذهب إليه أبو بكر t قد ثبت عن النبي × من حديث عبد الله بن عمر ^، حيث جاء فيه ذكر الشهادتين، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة.

وقد أخرجه مسلم في كتاب الإيمان، باب الأمر بقتال الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، 1/53، (رقم 22)، وأبو داود في كتاب الزكاة، 2/93، (رقم 1556)، والترمذي في الإيمان، باب ما جاء بني الإسلام على خمس، 5/3، (رقم 2609، 2610)، والنسائي في الزكاة، باب عقوبة مانع الزكاة، 5/14، (رقم 3938).

([41]) انظر: شرح النووي على مسلم، 1/211.

([42]) انظر: تاريخ الطبري، 2/245، 246، والتاريخ الإسلامي لمحمود شاكر، 3/68، وأعلام المسلمين لخالد البيطار، ص75، وحياة الصحابة، 1/434.

([43]) انظر: تاريخ الخلفاء للسيوطي، ص59.