×
كتاب للدكتور عبد الرحمن دمشقية - حفظه الله - يبين فيه أخطاء وشذوذ وزلات عبد الله الهرري الحبشي وهو من الروافض وكان ينشر عقيدته الفاسدة من شرك وترويج لمذهب الجهمية في تأويل صفات الله وإرجاء وجبر وتصوف وباطنية ورفض وسب للصحابة، فسب معاوية ووبخ الذين توقفوا عن القتال بين الفئتين المسلمتين. واتهم عائشة بعصيان أمر الله تعالى.

 الحبشي : شذوذه وأخطاؤه

تأليف

عبد الرحمن محمد سعيد دمشقية

بسم الله الرحمن الرحيم

 للاعـتـبـار  والـذكـرى

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله . أما بعد :

* فقد قال تعالى واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاويين، ولو شئنا لرفعناه بها، ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه: فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث. ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا "الأعراف 176".

•        وقال رسول الله ( إن أخوف ما أخاف على أمتي الأئمة المضللون ) [رواه أحمد 5/145 بسند صحيح] وقال ( إن أخوف ما أخاف على أمتي كل منافق عليم اللسان ) [رواه أحمد 1/22 بإسناد صحيح] .

•        وقال ( يكون في آخر الزمان دجالون كذابون، يأتونكم من الأحاديث بما لم تسمعوا أنتم ولا آبائكم، فإياكم وإياهم لا يضلونكم ولا يفتنونكم ) [مسلم في المقدمة].

•        وقال [ذكره المنذري في الترغيب 1/48 بسند صحيح] ( أيما داع إلى ضلالة فاتبع فإن عليه مثل أوزار من اتبعه، ولا ينقص من أوزارهم شيئاً، وأيما داع إلى هدى فاتبع فإن له مثل أجور من اتبعه، ولا ينقص من أجورهم شيئاً ) .

•        قال الدارمي رحمه الله ( إن الذي يريد الشذوذ عن الحق يتبع الشاذ من قول العلماء، ويتعلق بزلاتهم، والذي يؤم الحق في نفسه يتبع المشهور من قول جماعتهم وينقلب مع جمهورهم، فهما آيتان بينتان يستدل بهما على اتباع الرجل أو ابتداعه ) [الرد على الجهمية للدارمي 78]

ابحث عن الفرقة الناجية

عن عوف بن مالك أن رسول الله قال ( افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، فإحدى وسبعين في النار وواحدة في الجنة، والذي نفسي بيده لتفترقن أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، فواحدة في الجنة واثنتان وسبعين في النار ) [رواه ابن ماجة بإسناد جيد]. فإن كنت حريصاً على سلامة آخرتك فابحث عن الفرقة الناجية.

 ما هي علامات الفرقة الناجية

-        أنها لا تتأول أسماء الله تعلى وصفاته كما فعلت أضل فرقتين في تاريخ الإسلام وهما الجهمية والمعتزلة .

-        أنها تسد على الناس أبواب الشرك ووسائله وذرائعه وتحثهم على دعاء الله وحده. خلافاً لمن ضلوا عن دعاء الله وحده وانحرفوا إلى دعاء المسيح ومريم وعلي والحسين والجيلاني والرفاعي وجعلوهم لله نداً .

-        أنها تحثهم على تحكيم شرعه: كتابه وسنة نبيه . وتنهاهم عن التحاكم إلى الطاغوت حتى لا يكونوا كمن قال تعالى فيهم ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل اليك وما انزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به .

-        أنها لا تخوض مع الهالكين في الطعن بأصحاب النبي حتى لا تكون في صف الرافضة في خندق واحد ضد أفضل أبناء هذه الأمة .

-        أنها تحث الناس على اقتفاء السنن وترك البدع. وتنهاهم عن بدع الرقص والتواشيح (( الدينية )) والتقرب إلى الله بالطبول والدفوف. لأن الدين اتباع لا ابتداع. كما قال ابن مسعود رضي الله عنه (( اتبعوا ولا تبتدعوا: فقد كفيتم )) .وقول بن عمر (( كل بدعة ضلالة وإن رآها الناس حسنة )).

-        أنها لا تتولى أعداء المسلمين وتتغذى بهم لتتمكن من التشفي من طائفة أهل السنة وكيل الضربات واللكمات إلى الدعاة إلى الله .

وكل من يدعوك إلى خلاف ذلك فإنه داعية إلى الفرق الهالكة .

((( بيـــان مـهـــم )))

راعينا في هذه الطبعة من كتابنا ( الحبشي: شذوذه وأخطائه ) الإحالة إلى أرقام الصفحات حسب الطبعة الجديدة من كتابي الحبشي: بغية الطالب وصريح البيان وذلك لسببين :

•        الأول: أنه بلغنا أن الأحباش يظهرون للناس الطبعة الجديدة من كتاب شيخهم " بغية الطالب " المختلفة في أرقام صفحاتها عن الطبعة القديمة التي كنت أحيل إلى أرقامها تمويهاً للناس وخداعاً لهم، ليظنوا أننا نفتري على شيخهم ونختلق له فتاوى مكذوبة، ونحيل إلى أرقام مزورة مختلفة. ولهذا أشرت عند الإحالة إلى رقم صفحة الكتابين حسب الطبعتين: القديمة والجديدة لتفويت الفرصة على المحتالين حتى لا يبرزوا للناس الطبعة الجديدة ويقولوا لهم:  انظروا إلى الصفحة التي أحالوا إليها: لا يوجد فيها شيء مما يقول. ونحن لا نمنعهم من زيادة وحذف ما يشاؤون من كتب شيخهم ولكن نمنعهم من الحيلة التي أجازوها على الله .

ولقد قال شيخهم " وهذه حيلة يراد بها التخلص من الحرام " ( بغية الطالب 257 ط: جديدة 330 ) فالحيلة جائزة عندهم على الله فما المانع من الاحتيال على الناس ؟.

•        الثاني: لنبين أن الطبعات الجديدة من كتب شيخهم تتضمن إضافات وحذوفات، فمثلاً حذفوا في الطبعة الجديدة من صريح البيان فتواه بإباحة اليانصيب وبيع وشراء الصبي، ومن كتاب "بغية الطالب " جواز نظر الرجل إلى شيء من بدن المرأة الأجنبية التي لا تحل له وقد كانت في الطبعة القديمة ( ص 288 ) وكذلك جواز النظر إلى محارمه من النساء مطلقاً ماعدا ما بين السرة و الركبة اذا كان بغير شهوة وكانت في الطبعة القديمة ( ص 290 ) .

 عبد الله الحبشي: من هو ؟

•        قدم عبد الله الهرري الحبشي إلى لبنان واغتر به الناس وجهلوا أنه أتى من بلد يبغضه أهلها حتى صاروا يلقبونه " بشيخ الفتنة " حسب شهادة بعض أقارب الحبشي وذلك لملامسته في فتنة ( كلب ) في بلاد هرار بإيعاز من أهل أديس أبابا حيث تعاون مع أعداء المسلمين وبالتحديد حاكم ( أندارجي ) صهر ( هيلاسيلاسي ) ضد الجمعيات الإسلامية وتسبب في إغلاق مدارس الجمعية الوطنية لتحفيظ القرآن الكريم بمدينة هرر سنة 1367هـ 1940م، وصدر الحكم على مدير المدرسة ( ابراهيم حسن ) ثلاثاً وعشرين سنة مع النفي، وبالفعل تم نفيه إلى مقاطعة ( جوري ) طريداً سجيناً وحيداً حتى قضى نحبه بعد سنوات قليلة. ثم انتهى الأمر بتسليم الدعاة والمشايخ إلى هيلاسيلاسي وإذلالهم، ومنهم من فر إلى مصر والسعودية واستقر بها .

وسبب هذا التعاون بين الحبشي وبين السلطة ضد القائمين على مدارس تحفيظ القرآن اتهامه لهم أنهم ينتمون إلى العقيدة الوهابية .

ولا يزال التاريخ يذكر له فتنة  ( كلب ) التي كان من نتيجتها إغلاق مدارس تحفيظ القرآن ونفي الدعاة والمشايخ وسجنهم، و بسببها أطلق الناس هناك على الحبشي صفة ( الفتان ) أو ( شيخ الفتنة ) .

لقد كان الحبشي يستغل بساطة الناس وحبهم للدين فيملأ قلوبهم غيظاً على خصومه من المشايخ ويزور كلامهم ويسلط العامة والغوغاء عليهم وذلك على النحو الذي يفعله اليوم في لبنان.

ثم هو منذ قدم لبنان لم يزل يعمل على بث الاحقاد ونشر الفتن: تماماً كما فعل في بلاده. وما أن خلا له الجو حتى بدأ يعاود الفتنة نفسها :

فنشر عقيدته الفاسدة من شرك وترويج لمذهب الجهمية في تأويل صفات الله وإرجاء وجبر وتصوف وباطنية ورفض وسب للصحابة، فسب معاوية ووبخ الذين توقفوا عن القتال بين الفئتين المسلمتين. واتهم عائشة بعصيان أمر الله تعالى.

وأتباعه اليوم ينكرون ماضيه الخائن، ولكن أنظروا أليس قد فعل ذلك نفسه اليوم؟ ألستم تلاحظون توطئهم مع أعداء المسلمين جهراً وليس سراً، أليس هذا دليلاً على صدقنا فيما اتهمناه فيه؟ أليست خيانة اليوم دليلاً على خيانة الامس.

وهو رجل شديد الخصومة كما هو معروف عنه، وإذا حشره خصمه في المناقشة فإما أن يظهر إنفعالات مصطنعة أمام أتباعه وهي إشارة لهم إما بضربه أو طرده، وإما أن ينسحب بهدوء إلى غرفته ويترك خصمه لأتباعه يجادلهم ويجادلونه، وإذا سأل الخصم عن سبب انسحاب الحبشي قالوا إن الشيخ متعب ويريد أن يستريح. ولقد حدث هذا لي معه شخصياً ومع بعض الإخوة .

لقد نجح الحبشي مؤخراً في تخريج مجموعات كبيرة من المتبجحين والمتعصبين الذين لا يرون مسلماً إلا من أعلن الإذعان والخضوع لعقيدة شيخهم مع ما تتضمنه من أرجاء في الإيمان وجبر في أفعال الله وجهمية واعتزال في صفات الله. ومسارعة إلى مسايرة الطواغيت وتحايل على الله في مسائل الفقهيات فيما يسمونه بـ ( الحيل الشرعية ). وله من طرائف الفتاوى وعجائبها والاحتيال الديني ما يثير الضحك .

•        ثم بدأ بتسليط لسانه اللاذع على خصومه فكفر  الألباني وابن باز ( رحمهما الله ) ورمى ابن تيمية بالكفر والردة والزندقة وأمر بإحراق كتبه ووصف الامام الذهبي بأنه خبيث والشيخ سيد سابق بأنه مجوسي ولعن سيد قطب وأثنى هو وأتباعه على الشيخ عبدالناصر لأنه شنقه، مع أنه يمتنع عن الإجابة عن حكم الباطنيين والروافض بل على العكس فانه يتولاهم ويأمر أتباعه بموالاتهم واستخدامهم درعاً واقياً وغطاء منيعاً ليستكمن هو وأتباعه بهم من ضرب المسلمين والدعاة إلى الله ولو في المساجد، وإذا قيل لهم كيف توالون غير المسلمين وتثنون عليهم: قالوا : هذا " ذكاء " وليس موالاة للكفار. ولكن سيعلمون عاقبة هذا الذكاء حين يحشرون معهم يوم القيامة إن لم يتوبوا من ذلك.

•        ولم يكد ينجوا داعية أو مسلم من ضربهم وايذائهم، وصار اقتحام المساجد عند اتباعه ( فتحاً مبيناً ) وحكم على ذلك من يسميهم بالوهابيون بالكفر والردة: ثم ما المانع بعد ذلك من إهراق دمهم والمرتد مهدور الدم!!.

ولقد بلغ تهوره أن منع المقيمين من أتباعه في السعودية من الدخول إلى مساجد ( الوهابيين ) ورخص لهم أكل الثوم والبصل قبيل إقامة صلاة ركعتي الجمعة كي يصيروا معذورين – بل منهيين – عن دخول المساجد.

ولكم أن تسألوا أئمة المساجد في لبنان من شماله إلى جنوبه: أي مسجد سلم من فتنهم وصيحاتهم وضربهم واطلاق نيرانهم. اسألوا عدنان ياسين: كم مرة حاولوا قتله، اسألوا الداعية حسن قاطرجي: ماذا فعل لهم حتى يلاحقوه دائماً وينهالوا عليه بالضرب والأذى؟ إسألوا جمال الذهبي وعبد الحميد شانوحا وغيرهم: لماذا تركوا لبنان أليس بسبب تعرضهم للضرب والأذى فآثروا الرحيل ؟

ولكم أن تستمعوا إذاعتهم التي " أعينوا " على تأسيسها حيث يستعملونها منبراً للتطاول على الآخرين فوصفوا الشيخ محمد علي الجوزو بأقذع النعوت وجعلوه رجلاً داعراً، ولو كان ثمة حكم إسلامي لأقام على هؤلاء حكم القذف .

•        فأين ( الانفتاح الديني ) الذي يدعونه؟ هل هو إلا الانفتاح على ( المتواطئين ) الذين يستخدمونهم في شق عصا المسلمين وشيوع البغضاء والكراهية بين المسلمين ! .

•        أما الباطنيون فلم يتكلم هو ولا اتباعه فيهم بكلمة واحدة، وليس من كتاب للحبشي إلا وقد اطلعت عليه يتكتم عليهم. وأتباعه ينشرون الإعلانات في مدحهم والثناء عليهم، فهل يعقل أن يكون هؤلاء أهدى  سبيلاً من سيد والمولوي والألباني وابن تيمية وابن باز.

بل قد بدأت حقيقة الحبشي تنكشف في آخر محاضرة له في طرابلس حيث أخذ يحث على الإستغاثة بأئمة أهل البيت وأنه لا حرج أن يقول يا علي يا حسين على النحو الذي تفعله الشيعة. وتنكشف الآن حقائق عن تنسيق وتعاون بينه وبين الباطنيين لا سيما حين أسهم الباطنية في مصادرة كتاب ( إطلاق الأعنة عن مخالفات الحبشي للكتاب والسنة )  الذي رد مؤلفه على الحبشي وكشف طعنه بالسيدة عائشة واتهمها بعصيان ربها وتطاول على بعض الصحابة ليتقرب بهم إلى الباطنيين .

وأضرب لذلك مثلاً: هل يجرؤ الحبشي أن يكتب فتوى بخط يده في تكفير الخميني لقوله " إن لأمتنا مقاماً عظيماً لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل" [الحكومة الإسلامية 52 للخميني] ؟ هل يجرؤ إن كان من صفاته حقاً الرد على أهل البدع والضلالة؟ لا أظنه يجرؤ على ذلك وإلا لكان في ذلك قطع الرزق!!.

وصارت تسمع له بعض الفتاوى الشاذه. فحكم بجواز سرقة الجيران إذا كانوا نصارى. وبجواز أن يرى النبي في اليقظة بين الناس. وأجاز أكل الربا وصد عن دفع الزكاة، وأجاز لعب القمار والمراهنة [حتى إن النائب عن الأحباش في البرلمان ( عدنان الطرابلسي ) أعطى صوته لمشروع " تنظيم القمار " متابعة منه لفتوى شيخه ثم لما استنكر الناس منه تصديقه على هذا المشروع زعم أنه وقع عليه من غير أن يتنبه لذلك ]، وزعم أن الصحابة مقلدون، والنسبة إلى التقليد نسبة إلى الجهل كما نص عليه السيوطي وكثيرون. وزعم أنه لولا أن الله أعان الكافر على الكفر ما استطاع الكافر أن يكفر، وأن من زعم أن الله يتكلم حقيقة: يكفر. وأخذ يتفنن في إصدار فتاويه في التحايل على الله في الفقه. كما ستراه بتفصيله .

هل هو يهودي ؟!

•        إنني أستبعد أن يكون الحبشي يهودياً كما أشيع عنه، وليس هناك دليلاً مباشراً لذلك إلا أنني لا أتردد بالقول بأن الخصال التي تربى عليها أتباعه – من التبجح والحقد على الآخرين وتحريضهم على كراهية المسلمين من الصحابة والعلماء وإيذاء المصلين وأئمتهم في المساجد وتعليمهم التحايل على الله – إن هذه الخصال خصال يهودية لا يحتاج المرء معها أن يكلف نفسه عناء البحث عن أصل الحبشي هل هو يهودي أم لا، فإن النتيجة أننا نراه يعلم الناس خصال اليهود .

لقد كان تبجحهم وكراهيتهم ورعونتهم علامة واضحة لعوام الناس على ضلالتهم حتى صار عامة الناس يصفون كل منتطع في الدين أو منحرف بأنه ( حبشي ) أو ( متحبش ). أو أنه ذو نزعة حبشية .

 فتوى سماحة الشيخ بن باز في الحبشي

وإنني أذكر بأن سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز قد اطلع على أحوال الحبشي وفرقته ثم صدرت عنه فتوى رقم 2392/1 بتاريخ 30/10/1406هـ جاء فيها ما يلي :

" إن طائفة الأحباش طائفة ضالة، ورئيسهم المدعوا عبدالله الحبشي معروف بإنحرافه وضلاله، فالواجب مقاطعتهم وإنكار عقيدتهم الباطلة وتحذير الناس منهم ومن الإستماع لهم أو قبول ما يقولون".

 مخالفون للشافعي في الاعتقاد

•        أما مذهبه وأتباعه في العقيدة فليس على مذهب الشافعي لما يلي :

1)      أنهم  يؤولون صفات الله بلا ضابط شرعي وبمقتضى الهوى: فأين ما دل على ذلك من  عقيدة الشافعي؟ أين فسر الشافعي قوله تعالى  الرحمن على العرش استوى بمعنى الاستيلاء على عرشه؟ وهل خاض الشافعي في شيء من التأويل الذي يجعله هؤلاء ضرورياً، ويتهمون المخالف فيه بأنه يجعل لله نداً وشبيهاً!

2)      أن شيخهم الحبشي زعم أن جبريل هو الذي أنشأ ألفاظ القرآن وليس الله، فالقرآن ليس عنده كلام الله أي أن جبريل عبر عما يجري في نفس الله وصاغه بألفاظ من عنده، وقد احتج لذلك بقوله تعالى إنه لقول رسول كريم . ( إظهار العقيدة السنية 59 ). وقد قال به علماء السوء من قبله وهو شر ما انتهت إليه وساوسهم. وتجد أتباعه يكررون هذه الكلمة ( عبارة عن كلام الله ) وتطالبهم بتفسيرها فيتحيرون ولا يستطيعون تفهيمها فضلاً عن أن يقول بأن القرآن عبارة عن كلام الله، وليس كلام الله .

3)      أنه زعم أن الله على غالب الأشياء قدر ( إظهار العقيدة 40 ) وأثار بين الناس مسألة: هل الله قادر على نفسه أم لا؟! فهل خاض الشافعي بمثل هذه الوساوس والهرطقات؟

4)      أنه يحث على التوجه إلى قبور الأموات والاستغاثة بهم وطلب قضاء الحوائج منهم، بل إنه أجاز التعوذ بغير الله كأن يقول المستعيذ

" أعوذ بفلان " (الدليل القويم 173 بغية الطالب 8 صريح البيان 57 و 62 ) وأن الأولياء يخرجون من قبورهم ليقضوا حوائج من يستغيث بهم ومن ثم يعودون إليها ( شريط خالد كنعان /ب/70 ) وسئل عن السجود للتمثال الذي لم يعبد هل هو كفر فقال هو كبيرة فقط ليس شركاً ( شريط الحبشي 3/640 ) ويدعوا إلى التبرك بالأحجار ( صريح البيان 58 إظهار العقيدة 244 ) فهذا الشرك يدخلونه ضمن عقائد توحيدهم: فهل يتفق هذا الشرك مع عقيدة الشافعي ؟ انظر كيف يدس هذه الشركيات باسم التوحيد . 

5)      أنه جبري منحرف في مفهوم القدر، يزعم أن الله هو الذي أعان الكافر على كفره وأنه لولا الله ما استطاع الكافر أن يكفر ( النهج السليم 67 ) وهذا قول باضطرار العبد في فعله على النحو الذي قالته الجهمية، ونرى آثار عقيدتهم في الحبشي بدليل أنه أثنى على الرازي لقوله بأن العبد " مجبور في صورة مختار " ( إظهار العقيدة السنية 196 )..

6)      أنه في مسألة الإيمان من المرجئة الجهمية أيضاً : الذين يؤخرون العمل عن الإيمان ( الدليل القوم 7 بغية الطالب 51 ). ويبقى هذا الرجل عنده مؤمناً وإن ترك الصلاة وغيرها من جميع الأركان. وهذا مخالف لعقيدة الشافعي الذي شدد على أن الإيمان والعمل والاعتقاد شيء واحد .

7)      أنه يقلل من شأن التحاكم إلى الأحكام الوضعية المناقضة لكم الله، وقد وصف من لا يريدون إقامة دولة تحكم بالإسلام – وانما يريدون إقامة دولة علمانية – بأنهم ناس مسلمون ومؤمنون، بل إن مساعدتهم تجوز ( شريط 1/318 الوجه الأول ) وأن المسلم الذي لا يحكم بشرع الله وانما يتحاكم إلى الأحكام الوضعية التي تعارفها الناس فيما بينهم لكونها موافقة لأهواء الناس متداولة بين الدول أنه لا يجوز تكفيره ( بغية الطالب 305 ) وأن " من لم يحكم شرع الله في نفسه فلا يؤدي شيئاً من فرائض الله ولا يتجنب شيئاً من المحرمات، ولكنه قال ولو مرة في العمر : لا إله إلا الله : فهذا مسلم مؤمن. ويقال له أيضاً مؤمن مذنب ( الدليل القويم 9 – 10 بغية الطالب 51 ) .

أهذه كلمات تخرج من فم رجل ناصح مصلح يريد صلاح دين الناس؟ يدافع عن المتحاكمين بغير ما أنزل الله؟ لعل هذا أحد أسباب الدعم المقدم اليوم لهذه الطائفة التي صارت تنصب نفسها للدفاع عن العلمانيين الذين صاروا عندهم أقرب أقرب إلى الله من معاوية وابن تيميه والألباني وسيد قطب وسيد سابق .

-        إن الإقتصار في الإيمان على مجرد النطق بالشهادتين من غير عمل هو خلاف صريح مذهب الشافعي الذي كان يشدد على أن الإيمان: قول باللسان واعتقاد بالجنان وعمل بالأركان. وأنه لا يجوز الفصل بين هذه الثلاث. كما أن التحاكم إلى الأحكام الوضعية شرك كما قال تعالى ولا يشرك في حكمه أحداً . غير أن الحبشي يرى أن التحاكم إلى غير شريعة الله ليس كفراً ولا شركاً، وأن الآية ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون خاصة باليهود ( النهج السوي 16 ) أما المسلم فلا يكفر إلا إذا جحد حكم الله .

-        وقد حكم بتكفير سيد قطب لأنه حرم على القضاة أن يقضوا بين الناس بموجب الأحكام الوضعية المناهضة لأحكام الشريعة .

8)  أنه يرجح الأحاديث الضعيفة والموضوعة ويسكت عن عللها لمجرد كونها تؤيد مذهبه بينما يحكم بضعف الكثير من الأحاديث الصحيحة من أخبار الآحاد التي لا تتناسب مع طريقة أهل الجدل والكلام. وهذا شأن أهل البدع الذين لا يتجردون للسنة. كما يظهر في كتابه المولد النبوي الذي أتى فيه بالروايات المكذوبة، وكتاب صريح البيان الذي حاز فيه على رضا الشيعة لكثرة ما تعرض فيه بالطعن لبعض الصحابة وأولهم معاوية .               

9 ) أنه يغازل الروافض بتركيزه على أمور الفتن التي جرت بين الصحابة ويكثر من التحذير من تكفير ساب الصحابة والشيخين على وجه الخصوص ، وأن مذهب أهل الحق أنه لا يكفر وأنه لا يلتفت الى من خالف هذا الرأي . وهذه مسألة حدث خلاف حولها، ولكن لماذا إيراد هذا الآن وفي وقت بدأ الآخرون يجهرون بسب أبي بكر وعمر وغيرهما من أصحاب النبي .

10) أنه يكثر من سب معاوية ويجعله من أهل النار، محتجاً بقوله ( يدعوهم { عمار } الى الجنة ويدعونه الى النار ) ويأتي بالمظلم من الروايات الطاعنة في معاوية مثل أنه أوصى ابنه يزيد وهو على فراش الموت أن يقطع عبدالله بن الزبير إرباً إرباً إذا ظفر به. وأنه كان يتاجر ببيع الأصنام الى بلاد الهند، إن موافق مثل هذه تروق للشيعة وتكسبه رضاهم .

11) أنه يعتقد أن الله خلق الكون لا لحكمه وأرسل الرسل لا لحكمه. وأن من ربط فعلا من أفعال الله بالحكمه مثل أن يقول : إن الله خلقنا لحكمة : أنه ينسب إلى الله التعليل، والتعليل نقص على الله في المذهب الأشعري لا يجوز وصفه به. و؟أن من زعم أن النار سبب الحرق والسكين سبب الذبح فهو مشرك يجعل مع الله فاعلاً آخر .

12) أنه يبيح الربا، وهو مخالف لصريح مذهب الشافعي الذي شنع على من أفتى بذلك كما في كتابه ( الأم 8/358 ).

13) وأجاز للمصلي أن يصلي بالنجاسة ولو كان من بول أو غائط الكلب ( بغية الطالب 99/100 ) معولا في ذلك على فتوى الزيات .

14) وأجاز لعب القمار مع الكفار وسلب أموال جيرانه من الكفار ( صريح البيان 133 طبعة جديدة 265 ) .

وبما أن هذه الطائفة بالتكفير ولم يسلم من أحكام الكفر عندهم إلا القليل من المسلمين خاصة من انضم اليهم فصار الحكم أقرب الى تعميم جواز مقامرة المسلمين عموماً وليس على اليهود والنصارى فحسب .

15) أنه يخوض في علم الكلام [وهو علم يصفه الشيخ محمد الغزالي بأنه (( علم نظري بحت ينظم المقدمات ويستخلص النتائج كما تصنع ذلك الآلات الحاسبة في عصرنا هذا أو الموازين التي تضبط أثقال الأجسام ثم تسجل الرقم وتقذف به للطالبين ))] الذي شنع الشافعي على المشتغلين به وبالتحديد على حفص الفرد إمام علم الكلام آنذاك والذي كان معاصراً له، فالحبشي في خوضه بموروثات الفلاسفة أقرب الى حفص الفرد الذي كان معاصراً للشافعي والذي حط عليه الشافعي ورماه بالزندقة وحذر منه لأنه كان يتعاطى علم الكلام وتأويل الصفات .

-        وهؤلاء يتعاطون علم الكلام ويتأولون علم الصفات، يكملون بذلك مسيرة حفص الفرد تحت غطاء مذهب الشافعي، بينما حكمهم عند الشافعي كحكم حفص الفرد عنده .

-        ولقد شهد الرفاعي على مؤولة الصفات الالهية بأنهم ( معطلة ) إذ قال للربيع " لا تشتغل بالكلام فإني أطلعت من أهل الكلام على التعطيل " ( سير أعلام النبلاء 10/28 ) وقال " حكمي في أهل الكلام أن يضربوا بالجريد ويحملوا على الإبل ويطاف بهم في العشائر والقبائل وينادى عليهم : هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة وأقبل على الكلام " ( سير أعلام النبلاء 10/29 صون المنطق 65 الحلية 9/116 مناقب الشافعي 1/462 ) وتواتر عنه ذمه لأهل الجدل والكلام. بل قد وصفهم أبو حنيفة  بما لا يليق بهم، وهو أنهم " قاسية قلوبهم  غليظة أفئدتهم لا يبالون مخافة الكتاب والسنة، وليس عندهم ورع ولا تقوى " ( سير أعلام النبلاء 6/399 مفتاح دار السعادة 2/136 ) .

-        ومن علامات انعدام التقوى عندهم: أننا نجد شيخهم يستعمل ألفاظاً نابية عن حق الله، زعم أن غرضه من ذلك تحذير الناس منها كقوله " ومن الكفر أن يقول الرجل : يا (ز… ) الله، وحياة شوارب الله، أخت ربك، حل عني أنت وربك"  ( النهج السليم 57 الدليل القويم 145 بغية الطالب 41 ) .

وبما أن أول الواجب عند المتكلمين ( النظر ) فقد غفلوا دور الفطرة والبداهة وأن هذا النفي التفصيلي معروف لدى بدائه العقول وليس من اللائق التحذير منه. ثم جعلوا للعقل قدسية تبرر عندهم تقديمه على نصوص الكتاب والسنة. فتجدهم يقولون : الأدلة العقلية … ثم الأدلة النقلية .

-        وهو يسمي علم الكلام ( علم الكلام السني ) زعم أنه شيء آخر غير علم الكلام الذي ذمه الشافعي وأحمد وأبو حنيفة ومالك. خداعاً للناس واستدراجاً لهم ليقبلوا علم الكلام من جديد بعد أن حذر منه الأئمة غاية التحذير وعابوا المشتغلين به. وهو إنما يفعل ذلك ليقول للناس : لا تظنوا أن الأئمة حذروا من هذا الجدل الذي أتيتكم به والذي هو جدل (( سني )) وإنما أرادوا شيئاً آخر. غير أن علم الكلام والجدل اليوناني لا علاقة له بالسنة لا من قريب ولا من بعيد. وقد ذمه الأمة حتى إن أبا  حامد الغزالي كتب قبل موته بأسبوعين رسالة في التحذير منه بعنوان " إلجام العوام عن علم الكلام " ولقد أثاره السلبية على المسلمين في لبنان، فانقلبت السنة بدعة والبدعة سنة، وتفرق أمر المسلمين .

 موقف الحبشي من الأئمة والعلماء

       الحبشي يطعن ويلعن عدداً من أصحاب رسول الله ، لاسيما معاوية الذي يلعنه أتباعه من على منابرهم ( اظهار العقيدة السنية 182 ) تجملاً الى الباطنية وتقرباً الى الروافض الذين بني مذهبهم على سب الصحابة .

      وهذا مخالف لمذهب الشافعي الذي كان اذا سئل عما جرى بين الصحابة قال " تلك فتنة قد طهر الله منها أيدينا، أفلا نطهر منها ألسنتنا " (مناقب الشافعي للرازي 1/449 ) .

      بل هو مخالف لمذهب الأشعري الذي روى الحافظ ابن عساكر عنه أنه كان يرتضى عن معاوية وسائر الصحابة ( تبيين كذب المفتري 151 ).

    وكان الغزالي يعظم معاوية ويرتضى عنه ويذكر أنه اجتهد فأخطأ ( إحياء علوم الدين 1/115 ) ولم يقل فسق وارتكب كبيرة من الكبائر كما زعم الحبشي المتشيع ( صريح اليان 96 ) ؟

-        فهو لم يوافق الشافعي ولا أبا الحسين الأشعري ولا الغزالي في موفقهم من معاوية مع أنه يتستر بالانتماء الى مذهب الشافعي والأشعري. كما زعم أتباعه .

وهو لا يتورع عن تلفيق الأكاذيب في حق المخالفين والافتراء عليهم كقوله عن ابن تيمية أنه يعتقد :

-        أنه لا مانع أن يكون نوع الخلق غير مخلوق لله .

-        وانه يقول بقدم العالم، ويحرف القرآن ( شريط13/أ/94 ) .

-        وأنه يكفر المتوسلين بالنبي ولعله يقصد لا متوسلين : المستغيثين بالنبي من دون الله. وهناك فرق بين التوسل وبين الاستغاثة بغير الله لكن المغرضين يخلطون بين الأمرين تلبيساً على عامة الناس ليستدرجوهم بخطوة التوسل الى الإستغاثة بغير الله .

-        وزعم أن ابن تيمية حكم بكفر المخالفين له في مسألة الطلاق ( المقالات السنية 57 و 62 و 75 ). وهذا ما قال ابن تيمية بعكسه حيث ذكر أن المخالفين له في أمر الطلاق مجتهدون معذورون مأجورون عند الله ( مجموع الفتاوى 33 / 149 ) .

-        وزعم أنه يعتقد أن الله شبيه بخلقه ( المقالات السنية 24 و 26 و 15 ) مع أن ابن تيمية يحكم بكفر من يشبه الله بخلقه ( مجموع الفتاوى ( 11 / 482 ) .

-        وزعم أن ابن تيمية يعتقد أن الله ترك مكاناً من عرشه ليجلس عليه النبي ( اضهار العقيدة السنية 151 ). فهذه أكاذيب نطالبه بالدليل عليها من كتب شيخ الإسلام .

-        وليس من مجلس يجلسه الا ويجعل لأبن تيمية فيه نصيباً من التكفير والتشنيع والتحذير لا سيما من كتبه، حتى إنه يجعل تكفيره من أول الواجبات على المكلف، ولعلك تتسائل: لمصلحة من يجري ملاحقة ابن تيمية وتكفيره : الأمر مكشوف، ومن وراء ذلك التحذير: جهات لا تريد لفكر ابن تيمية الاصلاحي السلفي أن ينتشر، هذا الفكر الذي يحرر الناس من العبودية الفكرية والتقليد الأعمى والبدع والشركيات التي ينشرها الحبشي باسم التوحيد ويبقيهم عبيداً لحفنة من المتسلطين الذين يسلطون على عوام الناس مشايخ السوء لتخديرهم ومدح العلمانيين أمامهم .

•        وكما يطعن في ابن تيمية فإنه يطعن في غيره من أئمة الحديث: فلا مانع عنده أن يوصف الامام المحدث الذهبي بأنه خبيث. قال " وإذا قيل عنه خبيث فهو في محله ". ومحمد بن عبدالوهاب مجرم قاتل وكافر ( مجلة منار الهدى عدد 3 ص 34 ) وزعم انه كان يعرض بالنبوة ويقتل كل من يصلي على النبي . وأن سيد سابق مجوسي كافر وإن زعم أنه مسلم ( شريط 1 / أ / 181 )، وسيد قطب من كبار الخوارج الكفرة وكان صحفياً ماركسياً ( النهج السوي في الرد على سيد قطب وتابعه فيصل مولولي ص3 ).

•        بينما يدافع عن ابن عربي الذي شهدت كتبه بكفر لم يقل بمثله اليهود ولا النصارى. والذي شهد الحافظ ابن حجر وابن عبد السلام وابو حيان النحوي ( لسان الميزان 2 / 384 تفسير البحر المحيط 3 / 449 ) بضلالة وزندقة وتصريحه بوحدة الوجود والذي مسخ نصوص الكتاب والسنة بتأويلاته الفلسفية الباطنية القرمطية .

•        ويدافع عن القاضي النيهاني الذي كان يقضي بين الناس بأحكام القانون الفرنسي ومع ذلك كان يتظاهر بمحبة النبي ويتغنى بذكر الأولياء والكرامات، والذي صنف كتاباً اسمه ( جامع كرامات الأولياء ) وإن من تخريفاته ما نراه في كتابه المذكور ( 2/208 ) من انحرافات لا توجد عند النصارى: مثل قصة الشيخ علي العمري الذي من كراماته أنه يخرج ذكره بيديه بحيث يضعه على كتفه ويضرب به الناس ، ويثني الحبشي على عبد الغني النابلسي المتحمس لعقيدة ابن عربي وابن الفارض في وحدة الوجود والذي كان يصرح بأن هناك عدة عوالم في كل منها محمد مثل محمدكم وإبراهيم مثل إبراهيمكم وعيسى مثل عيسكم (أسرار الشريعة 82-83).

•        وتقابل هذه الشدة على أهل السنة ثناء على الباطنين ودفاع مستميت عن الذي يحكمون بغير ما أنزل الله، وتجسس على المسمين لصالح أعدائهم، يتجسسون عليهم وهم في المساجد، كما صار ذلك ثابتاً عنهم بالتواتر. بل صاروا يجهرون به، فلذلك استحقوا هذا الوصف الجامع اللائق بهم أنهم "أذلة على الكافرين، أعزة على المؤمنين".

   طائفة منافقة تتزلف للطواغيت، وتتطاول بهم على المؤمنين. تماماً كما فعلت المعتزلة أيام المأمون حين تقرّبوا منه ونالوا به من العلماء وسلطوه عليهم قتلاً وإيذاءً حتى انقلب السحر على الساحر فجأة، فانقلب عزهم ذلاً حين تغيّر الحاكم، وإننا لنرجو أن ينقلب سحر هذه الطائفة عليها بإذن الله، نرجو أن يأتي اليوم الذي يسقطون فيه كما سقط المعتزلة من قبلهم حين تولوا الظلمة واستخدموهم لغير صالح المسلمين. وتماماً كما كان موقف الرفاعية المخزي من التتار حين تولوهم. أفاده الذهبي وابن كثير وبدر الدين العيني (عقد الجمان 4/473 والعبر للذهبي 3/75 البداية والنهاية لابن كثير 14/38).

يعود بنا إلى مذهب المعتزلة

ونعود لنؤكد ثانية أن مذهب الشافعي لم يكن يجيز إعمال التأويلات في صفات الله.

-        ومع أننا نتفق والحبشي على ضلالة فرقة المعتزلة التي تزعمت التأويل في صفات الله وصارت قدوة المتأولين ولها الفضل عليهم، إذ لولا المعتزلة لما عرف الأشاعرة هذه التأويلات، إلا أن الحبشي يتناقض حين نراه يقتبس من مذهبهم بعض الضلالات ويدسها بين المسلمين تحت شعار أهل السنة. وإليكم نموذجاً من ذلك:

-        فقد تأول الحبشي قوله تعالى {الرحمن على العرش استوى} وزعم أن الاستواء معناه الاستيلاء (إظهار العقيدة السنية 131) وهو تأويل اعتزالي محض. يؤكده قول الأشعري نفسه "وقالت المعتزلة يعني استولى ( مقالات الإسلاميين 157 و211 تبيين كذب المفتري لابن عساكر 150 رسائل العدل والتوحيد لمجموعة من المعتزلة 1/216 شرح الأصول الخمسة 226 متشابه القرآن 72 للقاضي عبد الجبار).

-        وقال الأشعري في رسالته إلى أهل الثغر "وليس استواء الله استيلاءً كما قال أهل القدر" ص 233 – 234 تحقيق الجنيدي). وأهل القدر هم المعتزلة.

-        وقال أبو منصور البغدادي "زعمت المعتزلة أن استوى بمعنى استولى" مستدلين بقول الشاعر:

-        قد استوى بشر على العراق        من غير سيف ولا دم مهراق

-        قال "وهذا تأويل باطل" (أصول الدين 112) وروى الحافظ عن ابن بطال قوله "فأما قول المعتزلة فهو قول فاسد" (فتح الباري 13/405-406). فلم يزل الحبشي يصرّ على أن تأويل صفات الله هو مذهب أهل السنة وإنما هو مخلفات الجهمية والمعتزلة.

-        فكيف يزعم الحبشي بعد هذا أن المعتزلة وافقت أهل السنة في تأويل الاستواء بالاستيلاء [إظهار العقيدة السنية 131] هل هذا إلا التدليس والتضليل !!

الأشعري يتخلى عن مذهب التأويل

-        وكان أبو الحسن الأشعري رحمه الله من المعتزلة الذين تميز مذهبهم بتأويل الصفات، غير أنه رجع عن ذلك إلى إثبات جميع ما وصف الله به نفسه، وأعلن أن مذهب أهل السنة والجماعة:

•        عدم التأويل وأنهم "يثبتون لله اليدين والعينين" [وقوله: والعينين يؤكد أنه لا يتأول هذه الصفة لأن الذي يتأولها لا يثنيها وإنما يجعلها كناية عن الرؤية] والوجه والاستواء ولا يتأولون ذلك" [مقالات الإسلاميين 291]. إلى أن قال:

•        "وبكل ما ذكرنا من قولهم نقول وإليه نذهب" [مقالات الإسلاميين 291]. ويؤمنون أن الله نورٌ كما قال تعالى {الله نور السماوات والأرض} [مقالات الإسلاميين 211]. ونقل الحافظ ابن عساكر عنه هذا القول [تبيين كذب المفتري 150].

•        وقد سرد الذهبي عقيدة الأشعري الموافقة لأهل السنة وخروجه عن التأويل الذي كان عليه المعتزلة [سير أعلام النبلاء 18: 284].

مذهب أبي حنيفة من التأويل

•        وقال أبو حنيفة "ولا يقال إن يد الله قدرته أو نعمته لأن هذا إبطال للصفة، ولكن يقال يده صفته بلا كيف" [الدليل القويم 49 الإرشاد 161 مشكل الحديث 472 الغنية 78 شرح النسفية 70 الباجوري على الجوهرة 93].

-        وقول أبي حنيفة (ولا يقال يده قدرته لأن هذا إبطال للصفة). حجة ودليل على أنه لا يصح تأويل الصفات ويقاس عليه غيره، فلا يقال 0رجله) أي رجل من جراد، ولا يقال (نزوله) نزول أمره ولا يقال (استوى) أي استولى لأن هذا إبطال للصفة. وقوله حجة يصح بها وصف مؤولة الصفات بأنهم "نفاة الصفات".

مذهب الشافعي من التأويل

-        أما الشافعي فكان يعتبر التأويل تعطيلاً، وكان مذهبه ترك التأويل وإثبات صفات الله إذ قال: "إني قد اطّلعتُ من أهل الكلام على التعطيل" [سير أعلام النبلاء 10/28].

-        وقال [كما في سير أعلام النبلاء 10/80] "لله أسماءٌ وصفاتٌ جاء بها كتابُه، وأخبر بها نبيه أمّته لا يسع أحداً ردّها. فمن خالف في ذلك بعد ثبوت الحجة عليه فهو كافر، فأما قبل ثبوت الحجة فمعذورٌ بالجهل، لأن عِلْمَ ذلك لا يُدرَك بالعقل، ونثبت هذه الصفات وننفي عنها التشبيه، كما نفاه عن نفسه فقال {ليس كمثله شيء} وقال "السنّة التي أنا عليها ورأيت أصحابنا أهل الحديث الذين رأيتهم عليها فأحلف عنهم مثل سفيان ومالك وغيرهما: الإقرار بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وأن الله على عرشه في سمائه، يقرب من خلقه كيف يشاء، وأن الله ينزل إلى سماء الدنيا كيف يشاء [عون المعبود 13/41 و47 وساقه ابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة بإسناده المتصل إلى الشافعي 1/283].

مذهب عبد القادر الجيلاني في الصفات

مثاله قول الشيخ عبد القادر أن لله "يقبض ويبسط ويفرح ويحب ويكره ويبغض ويرضى ويغضب ويسخط وله يدان وكلتا يديه يمين ون قلوب العباد بين أصبعين من أصابعه، وأنه بجهة العلو مستو، على العرش محتو، وأن النبي شهد بإسلام الجارية لما سألها: أي الله؟ فأشارت إلى السماء، وأن عرش الرحمن فوق الماء، والله تعالى على العرش ودونه سبعون ألف حجاب من نور وظلمة، وأن للعرض حد يعلمه الله.

وأنه ينبغي إطلاق صفة الاستواء من غير تأويل وأنه استواء الذات على العرش لا على معنى القعود والمماسة كما قالت المجسمة والكرامية ولا على معنى العلو والرفعة كما قالت الأشعرية ولا على معنى الاستيلاء كما قالت المعتزلة [وهو قول الأشعرية اليوم] وأنه ينزل في كل ليلة إلى السماء الدنيا كيف شاء لا بمعنى نزول الرحمة وثوابه على ما ادعت المعتزلة والأشعرية" [الغنيمة 54 و 56 و 57].

الشافعي بريء من فتاوى الحبشي

•        الحبشي يجيز التحايل في الدين وهو تحايل على صاحب الدين، وفتاويه في ذلك كثيرة وهي بين أيدينا مثل فتواه بتحريم شراء الكتب المخالفة للشرع غير أنه أباح امتلاكها بطريق الحيلة كأن يعطي المشتري صاحب الكتاب هدية مالية فيمنحه صاحب الكتاب الكتاب هدية أيضاً (الدر المفيد 136) وكذلك مسألة (السبيرتو) (بغية الطالب 257) وفتواه في (الثوم والبصل) وفي تحويل الأموال المسروقة لتصير بالحيلة إلى مال حلال سائغ. فأين هذا من مذهب الشافعي؟ متى كان الشافعي يجيز إعمال الحيل على الله؟

•        يزعم أن النظرة الأولى للمرأة لا تحرم وإن دامت وطالت لا شيء فيها (بغية الطالب 224 و287) وأنه يجوز للمرأة أن تخرج من بيتها متى شاءت بغير رضا زوجها إذا كان لتعلم الدين قائلاً "تخرج بغير رضاه" (بغية الطالب 202) ويجيز لها أن تخرج متعطرة وتتزين للناظرين (صريح البيان 186 طبعة جديدة رقم 350)) إن كانت تفعل ذلك لمجرد الفرح بنفسها "بشبابها"! (بغية الطالب 351).

وأجاز الاختلاط بها (صريح البيان 178 ط: جديدة 329) وأن يكلمها الرجل الغريب ولو من غير حاجة إلى شيء (صريح البيان 191 ط: جديدة 356).

فما هو الكلام الذي يكلمها إياه ولو من غير حاجة؟! وأن يصافحها إن كان بحائل (144).

•        أثار في أمريكا وكندا وأوروبا فتنة تغيري اتجاه القبلة حتى صارت لهم مساجدهم الخاصة حيث حرّفوا جهة القبلة 90 درجة وصاروا يتوجهون في صلاتهم إلى عكس الجهة التي يصلي إليها المصلون في أوروبا وأمريكا وكندا، ولم يقتنعوا أولاً بأن الأرض كروية بل أصروا على أنها مسطحة (مثلما ظنها بابا الكنيسة من قبل) ثم اعتبروها نصف كروية على شكل نصف برتقالة، وفي لبنان يضايقون المصلين بانحرافهم إلى جهة الشمال قليلاً أثناء صلوات الجماعة. لأن اتجاه القبلة منحرف حتى في لبنان، فلكثرة تعصبهم لشيخهم صار في نظرهم هو الفلكي الأوحد. إنهم لا يرضون مناقشة أقواله، وهم وإن لم يصرحوا بعصمته بلسان مقالهم: فإن لسان حالهم يؤكد أنهم يرون عصمته من كل خطأ وزلل. ويصرون على ضرورة أن يُسمعوا أنفسهم القراءة في الصلاة لكنهم يُسمعونها غيرهم حتى إن الشيطان ليستعملهم في إشغال المصلين في الصلاة.

•        الأحباش يتعاطون السحر، وقد اشتكى رجل من زوجته (الحبشية) التي تنتابها وساوس شتى حتى صارت لا تستطيع الدخول بسهولة في الصلاة، واعترفت لزوجها بأن الأحباش أعطوها حبوباً يسمونها "حبوب العهد" ويكفي تناول شيء من هذه الحبوب أو تناول "فنجان قهوة ملغوم" ليصير شاربه موسوساً فيهم، مهووساً بشيخهم. ويوزعون بعض أوراق السحر وعندي أنموذجاً منها.

•        وزعم شيخهم أنه يمتلك خاتم النبي . وهو يظهره للعامة فينكبون عليه لتقبيله.

-        ولقد هددني أحد أتباعه بأن سيصيبني مكروه قريباً إن مضيت في التصدي لطريقتهم لأنهم أهل كرامات، وأنا لا أزال أقرأ أذكاري وأورادي وأسأل الله تعالى أن يكفنيهم بما شاء {وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ} وهذه الآية ردّ على قول أسامة السيد "لو كنا نتعاطى السحر لكان المُنكِر علينا أول المتأثرين بسحرنا" ولكن كم من سحر أبطله الله الذي يصيب به من يشاء ويصرفه عمن يشاء. فمناعة الدعاة (إلى السنة) من سحركم كرامة لهم لأنهم يحاربون البدع وأهل الخرافة الذين يفعلون ما يفعله الهندوس والبوذية من ضرب الشيش والدخول في النيران. كما ترون في الصفحة المقابلة، فإن فيه صوراً للبوذيين وهم يفعلون ما يفعله الرفاعيون من ضرب الشيش وإدخال أسياخ الحديد في الفم. فإما أن يكون البوذيون أولياء مثل الرفاعية وإما أن يكونوا في الدجل والتعاون مع الشياطين سواء بسواء "وهو الصحيح".

•        الأحباش يحيون البدع ويميتون السنن، يغنون ويرقصون لله في مجالس مختلطة: تكون النساء فيها كاسيات عاريات، ومع ذلك يزعمون أن الله آتاهم الكرامة فيدخلون في النار ويضربون أنفسهم بالرصاص ولا يؤثر ذلك فيهم {وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنَى}.  ولكن كيف يؤتي الله الكرامة من كل هذا حاله من البدع والاحتيال على الرب وموالاة الكافرين !!.

-        ولست أدري إن كانوا أصحاب كرامات فلماذا لا يواجهون بها اليهود، إذا كان الرصاص لا يؤثر فيهم فلينزلوا إلى ساحات الجهاد، ما فائدة كراماتهم إن لم يوظّفوها للدفاع عن ا لدين؟! وهل عند اليهود إلا النار والرصاص؟!

•        الأحباش لا يصلون وراء الأئمة في المساجد وينتظرون فراغ صلاة الجماعة حتى يقيموا جماعة أخرى. ومعلوم أنه لا يجوز صلاة النافلة إذا أقيمت صلاة الفريضة، وقد وجد النبي رجلين جالسين في المسجد فسألهما عن سبب عدم انضمامهما مع الجماعة في الصلاة فأخبراه أنهما قد صلياها، ومع ذلك أمرهما أن يشاركا الصلاة مع المسلمين فتكون لهما نافلة. وذلك حتى لا يحدث أن انشقاق في المسجد وهؤلاء ينشقون عن جماعة المصلين ويشوشون على الخطباء ويقاطعونهم حتى أثناء خطب الجمعة كما فعلوا ذلك مع المفتي حسن خالد نفسه وكفّروه وهو يخطب الجمعة على المنبر.

-        بل يضربون أئمة المساجد ويتطاولون عليهم. ويرغمونهم قسراً على أن يسمحوا لهم بإلقاء الدروس في المسجد وإذا رفضوا يطردونهم منه، وإذا أعطى درساً تتعالى أصواتهم عمداً حتى لا يتمكن من إعطاء الدرس. لقد أطلقوا النار في المساجد وسبوا وشتموا الناس وآذوا عباد حتى نفّروا الناس من المجيء لأداء صلوات الجماعة.

-        وهذا ما جعل مجلة الشراع اللبنانية تسلط الضوء على هذا الموضوع وتكتب في عددها رقم (574) تقريراً بعنوان ((الصراع على المساجد في لبنان)) تذكر فيه عدة حوادث قام بها الأحباش في المساجد استخدموا فيها الضرب باليد والطعن بالسكاكين بل وإطلاق النار في بعض الأحيان. مما أدى إلى إرهاب المصلين بل وإلى إغلاق بعض المساجد.

•        فأخبرونا أيها المتسترون بمذهب الشافعي: أكان هذا المسلك طريقة الشافعي؟ ونتساءل عن سبب السكوت المتعمد عن هذه المخالفات والشغب الذي يتكرر يومياً في طول البلاد وعرضها وإلى متى يستمر هذا السكوت والتستر عليهم والتحيز لهم من قبل سلطات الأمن؟!

•        الأحباش يستخدمون عصا غير المسلمين ويلوّحون بها على المسلمين، وهي خيانة عظيمة يتحاشي الكثيرون التحدث عنها. لقد صاروا بهذا أعزة على المؤمنين أذلة على الكافرين، ولعلنا لا ننسى أنهم رفاعيو الطريقة وقد كتب التاريخ خيانة أسلافهم من الرفاعيين حين كانوا يترددون على سلاطين التتار ويوالونهم. ويأخذون منهم الأعطيات والهدايا كما نص على ذلك الحافظ ابن كثير وحكاه الذهبي وابن تيمية. والتاريخ اليوم يكرر نفسه.

•        للأحباش فرقة كبيرة يرأسها المايسترو (شماعة) على نسق المايسترو James Last يتقربون إلى الله بالدف والرقص الذي يجتمع عليه المتبرجات من النساء المختلطات بالرجال. يصفقن للإيقاعات الموسيقية "الإسلامية" وهذا مسجل لهم في أشرطة الفيديو، ولكن ثمة أمر آخر؛ وهو أنه صارت هذه الفرقة وسيلة للتقرب من الحكّام أيضاً وليس إلى الله، إنهم يغنّون وينشدون لهم، فهل أنشئت هذه الفرقة الموسيقية للتقرب إلى الله أم للتقرب من الحاكمين بغير ما أنزل الله؟! ومتى كان هذا مذهب الشافعي؟ إننا لم نستفد شيئاً من هذه الحركات المخالفة لهدى السلف سوى أن صرنا بطبولنا ودفوفنا ورقصاتنا أضحوكة لأعداء المسلمين.

•        الحبشي يدعو إلى تصرف يقسّم مصادر المسلمين إلى حقيقة وشريعة وظاهر وباطن ويدّعي أخذ العلوم عن الله بما يسمونه "العلم اللدني" والاجتماع بالخضر وبأرواح المشايخ وأخذ البيعة والعهد عنهم وهم في قبورهم، واعتقاد أنهم متصرفون في الأكوان بحسب مراتبهم منهم القطب والوتد والنجب والبدل الذين يمسكون الأرض أن تزول أن تقع، وأنهم يعلمون الغيوب والأسرار ويكاشفون الناس بما يفعلون سراً وعلانية. فمتى كان الشافعي يوافق هذه الانحرافات الخطيرة التي أودت بنا إلى غضب الله وإلى تسليط الكفار علينا. وهو وأتباعه يعملون على نشر الطريقة الرفاعية وما فيها من طقوس شيعية شركية بدعية وتقديس للرفاعي.

ولا ننسى أن الرفاعيين يؤمنون بإمامة الإثني عشر إماماً على النحو الذي تعتقده الشيعة. ويعتقدون أن الإمام صاحب الرقم (12) هو المهدي محمد بن الحسن العسكري المختبئ في السرداب بمدينة سامراء، وأن الأئمة الإثني عشر ازدادوا بشيخهم الرفاعي واحداً حتى صاروا (13) (القواعد المرعية 97 بوارق الحقائق 212 جامع كرامات الأولياء 1/237) ويؤمنون بكتاب الجفر الشيعي كما صرح به الرواس الرفاعي في بوارق الحقائق 78و177).

ويعتقدون أن شيخهم يبيع عقارات وقصور في الجنة (قلادة الجواهر 70 روض الرياحين 440 جامع كرامات الأولياء 1/296 الكواكب الدرية 214).

وأنه يحيي العظام وهي رميم (قلادة الجواهر 73 و145 طبقات الأولياء لابن الملقن 99). وأن السماوات والأرضين كالخلخال في رجله (طبقات الشعراني 1/142 الفجر المنير 19). وأنه يحمي أتباعه إلى يوم القيامة في حياتهم وبعد مماتهم ويُدخلهم الجنة أمامه (قلادة الجواره 233). وأنه يطّلع على المقدور والمكتوب فيغير الشقي سعيداً (قلادة الجواهر 103 و193 طبقات الأولياء 98).

وأنه غوث الخلائق كلهم، تستغيث به حتى النعجة التي يفترسها الذئب وتنادي بلسان فصيح "يا سيدي أحمد".

-        ولكثرة رواج الخرافات بين الصوفية بشكل عام قال الشافعي "لو أن رجلاً تصوف أول النهار، لا يأتي الظهر حتى يصير أحمق، وما لزم أحد الصوفية أربعين يوماً فعاد إليه عقله أبداً" (تلبيس إبليس لابن الجوزي 371) وهذه الحماقة المخالفة لما كان عليه السلف من أعظم مظاهر التشويه أمام عيون غير المسلمين. فأين هؤلاء من الشافعي؟

متى وافق الشافعي هذه الطرق الصوفية كالرفاعية والنقشبندية الخائضة في وحدة الوجود، التي جعلت من مشايخ الطريقة آلهة يُعبّدون! يحيون الموتى وينقلون المرض من شخص لآخر ويستقطعون الأراضي في الجنة، إنها السُبُل التي تصبها أولياء الشيطان لخطفوا بها الناس عن الصراط المستقيم ولقد قال تعالى {وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ}.

وصدرت للحبشي كتب عديدة منها:

-        المقالات السنية في كشف ضلالات ابن تيمية. حكم فيه بكفره وزيغه وخبث عقيدته. وتعمد الكذب عليه وزعم أنه كان يسب علي بن أبي طالب وأنه كان يقول بأن نبينا ليس له جاء وأن زيارة قبره معصية. وأن نار جهنم تفنى وأن الله بنفس حجم عرشه لا أكبر ولا أصغر. ثم ذكر في خاتمة كتابه بأن أحد الصالحين كشف عن قبر ابن تيمية فوجد ثعباناً جاثماً على صدره.

-        التعقب الحثيث: رد فيه على الألباني وكفره لمجرد فتوى هذا الأخير ببدعة التسبيح بالمسبحة.

-        النهج السوي في الرد سيد قطب وتابعه فيصل مولوي. يحكم فيه بكفر سيد قطب لقوله بأن من احتكم إلى غير شريعة الله بأنه كافر. وفيه يحكم بكفر المولوي ويرد على فتواه في النهج عن اقتناء التلفزيون وعن الاختلاط بالنساء وعن السفر إلى بلاد المشركين من غير ضرورة وعن النظر إلى المرأة الأجنبية، ثم قال الحبشي "انظروا كيف يحرّف هذا الرجل دين الله".

-        الدليل القويم على الصراط المستقيم جرى فيه على طريقة الجهمية والمعتزلة مع زعمه أنهم أعداؤه. ويزعم فيه أن من قال أن العرش بالرحمن أمثل ممن يقول أن الرحمن على العرش استوى. وفيه تكفير ابن تيمية. واتهامه زوراً بأنه يقول أنه لا مانع أن يكون نوع العالم مخلوقاً لغير الله. وجواز الاستغاثة بغير الله من الأموات بل جواز أن يستعيذ الإنسان بغير الله. كأن يقول القائل: أعوذ بسيدي عبد القادر.

-        بغية الطالب في معرفة العلم الديني الواجب. كتبوا على غلاف الكتاب أنه من تأليف شيخهم واعترف تلميذه نبيل الشريف بأنه من تأليف عبد الله بن عيسى الحضرمي. وهذا الكتاب يشتمل على عجائب وشواذ: فيه منع الزكاة إلا من الذهب والفضة وأن من بيدهم الملايين لا زكاة عليهم. وفيه تعليم الحيل على الله في الدين وجواز أن يصلي الرجل وهو متضمخ بالغائط والبول تحت ذريعة التيسير على العباد. وتجويز خروج المرأة متعطرة متزينة ولو بغير غذن زوجها.

-        إظهار العقيدة السنية شرح الطحاوية. وصرح فيه بما لم يصرح به من قبل كقوله بأن القرآن عبارة جبريل لقوله تعالى {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ} (إظهار العقيدة 59) وأن قوله تعالى {إِنَّ اللَّه عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} تعني أن  الله على غالب الأشياء قدير (إظهار العقيدة 40) وأنه على كل شيء قدير مجازاً وليس حقيقة. وصرح بكفر من يقول بأن الله يتكلم بصوت، مع علمه بالحديث الذي في البخاري "إن الله يتكلم بصوت". وتصريح أحمد بذلك كما نقله الحافظ ابن حجر عنه. (فتح الباري 13/460).

-        كتاب المولد النبوي: وفيه يروي أساطير وخرافات لا يصدقها عاقل ويزعم فيه أن الملائكة ضجت واعترضت على الله لأنه أمات أبوي النبي وبقي يتيماً فقال الله لهم اسكتوا أيها الملائكة. وسأنقل نصوصاً من هذا الكتاب.

-        صريح البيان: وهو كتاب مليء بشواز الأقوال وفيه استباحة الربا من الكفار الحربيين، وفيه سب معاوية وطعن بغيره من الصحابة واحتج بأكذب الروايات عن لوط بن أبي مخنف وسعيد الضبي وغيرهم من الشيعة الكذابين الغلاة الذي حشا الطبر – عفا الله عنه- كتابه من رواياتهم.

وحكم في معاوية ومن معه بأنهم مرتكبون للكبائر وأنه كان يتاجر بالأصنام ويبعها إلى الهند. وأورد الأدلة على جواز خروج المرأة متزينة بالحلي والمساحيق وما يحلو لها وأنه يجوز للرجل أن ينظر إليها ويختلط بها ويصافحها ويجالسها. وينهى عن تسمية مفاخذة المرأة (زنى) وما ورد بأن العين تزني فإنه إطلاق مجازي ليس على حقيقته.

أما مصنفات أتباعه فهي كالآتي:

-        الرسائل السبكية في الرد على ابن تيمية (طبع في عالم الكتب) جمعه ولفقه كمال الحوت باسم كال أبو المنى حين كان يعمل في عالم الكتب، وطُرِد منها بسبب تصرفه في نصوص بعض المؤلفين بشهادة الشيخ عبد الفتاح أبو غدة.

-        التوفيق الرباني في الرد على ابن تيمية الحراني. وهو نفس الرسائل السبكية لكنه عدل في مقدمته قليلاً.

-        بهجة النظر. وهو أسئلة وأجوبة فقهية.

الكتب التي ردت عليه وعلى أتباعه

وقد صدرت كتب في الرد عليه منها:

-        الرد على الشيخ الحبشي للشيخ عثمان الصافي؛ انتصر فيه لعقيدة السلف.

-        الحبشي: شذوذه وأخطاؤه: عقائده شذوذه لعبد الرحمن دمشقية.

-        استواء الله على العرش: أسامة القصاص رحمه الله.

-        الاستواء بين التنزيه والتشويه للأستاذ عوض منصور. كان له مع الأحباش مناقشات عديدة في أمريكا في مسائل العقائد.

-        إطلاق الأعنة في الكشف عن مخالفات الحبشي للكتاب والسنة: رسالة منسوبة إلى الشيخ الهاشمي.

-        رسالة في الرد على الحبشي عن موضوع إعانته لكافرين على الكفر. لعدنان ياسين النقشبندي. رد فيها على رسالة الحبشي "إعانة الكافرين على كفرهم"ز

-        الرد على عبد الله الحبشي لعبد الرحمن دمشقية.

-        بين أهل الفتنة وأهل الفتنة. لعبد الرحمن دمشقية.

-        شبهات أهل الفتنة وأجوبة أهل السنة. وهو صياغة جديدة وموسعة للكتاب الذي قبله.

والذي يظهر لي أن قدوم الحبشي أمر مدبر، إنه رجل فتان ذو سوابق وخبرة في إثارة الفتن. وقد بلغني من مصادر مقربة منه أن لديه عدة جوازات سفر مما ييسر له معاودة الدخول إلى البلدة التي تمنعه من دخولها.

ولقد أثر في الناس تأثيراً بالغاً وعمل الذين (غلبوا على أمرهم) على حماية هذه الفرقة الجديدة وتقوية نفوذها وضرب كل من يتصدر لها إن بلغ تصديه الحدود المرسومة لذلك. وسرعان ما تكاثر نشاط ونفوذ أتباعه بشكل لا يصدق، فهاهم الآن يمتلكون أكبر أجهزة أبحاث ومركز للمخطوطات منها المؤسسة الثقافية للخدمات ومركز الأبحاث والخدمات وجمعية المشاريع الإسلامية للخدمات، يقوم عيه كل من كمال الحوت وعماد الدين حيدر وعبد الله البارودي، وبدأوا يحققون كتب التراث تحقيقاً جهمياً أشعرياً على نسق الكوثري تماماً. ويحيلون إلى اسم غريب لا يعرفه حتى طلبة العلم فيقولون مثلاً (قال الحافظ العبدري في دليله) يدلسون على الناس فيظنون أن هذا الحافظ من مشاهير علماء المسلمين وكبارهم كالحافظ ابن حجر العسقلاني أو النووي وإنما هو في الحقيقة شيخهم ينقلون مقاطع من كتابه الدليل القويم ويلصقونها في كتب التراث بما يؤيد مذهبهم. وكأنه صار شيخاً مسلماً لأقواله. ولعلك إذا ألقيت نظرة على كتابي (شبهات أهل الفتنة وأجوبة أهل السنة) في التعقيب على مواقفه من الحديث يؤكد لك أنه متطفل على علم الحديث مستغرق في علم الكلام وأنى لأهل الكلام أن يخدموا الحديث النبوي وقد نسفوه –بعد نصوص القرآن – بتأويلاتهم وتحريفاتهم.

ومن بين هذه الكتب التي حققها أتباعه تحقيقاً كوثرياً جهمياً: كتاب الاعتقاد وكتاب الأسماء والصفات للبيهقي، وكذلك حققوا كتب الجويني والباقلاني وغيرها. فليحذر المسئولون من دور النشر هذه، وعليهم أن يقوموا بشيء ما قبل أن يستحوذ هؤلاء على دور النشر في لبنان ويمسخوا كتب السلف ويحرفوها كما فعل كمال الحوت حيث بلغنا أن صاحب دار عالم الكتب طرده لثبوت التحريف عليه في كتاب للشيخ عبد الفتاح أبي غدة.

-        ولقد انتشرت مدارسهم في بقاع لبنان وينفقون الأموال الطائلة على ذلك حتى صارت باصاتهم تملأ المدن وأبنية مدارسهم تفوق سعة المدارس الحكومية. وينفقون لذلك إنفاق من لا يخشى الفقر. وينشّئون الأطفال أول ما ينشّئونهم على (احذروا المكان والحيز لله): احذروا رجلاً كافراً اسمه ابني تيمية. وغير ذلك.

•        وبالجمة فإني أرى من وراء هذه الطائفة هدافاً سياسياً مدبراً. وقد تحقق أكثر ذلك: فقد كثر المتخرجون على عقيدة هذا الرجل فبرز منهم أناس جدليون على نسق أهل الكلام الأوائل أشبه ما يكونون ببشر المريسي وحفص الفرد والعلاف والقاضي عبد الجبار من المعتزلة.

وهم متهورون شديدون على أهل السنة جداً إلى حد أنهم يستفزونهم أينما ذهبوا ويهددونهم بالقتل ليل نهار.

ولا يسمحون لأحد حتى أن يحتفظ بعقيدته المخالفة لهم وإنما يعمدون إلا ملاحقته واستجوابه.

•        وهم يطرقون بيوت الناس ويلحقون عليهم تعلم العقيدة الحبشية ويوزعون عليهم كتب شيخهم بالمجان، ولديهم تفريغ وتخصيص مكافآت للألوف من دعاتهم بما يثير قلق المراقبين لمسيرتهم الخطيرة على الإسلام ليس على صعيد لبنان فحسب بل على صعيد العالم فقد انتشر أتباعه في العالم وأثاروا القلاقل في أوربا وأمريكا وأستراليا والسويد والدانمارك. ويتساءل الناس عن الممول الذي يغمرهم بالمال بغير حساب، وبدأوا يستميلون الناس في مدارسهم لمن ينضم إليهم ويعمل معهم.

يريدون دار الفتوى

•        ويزيد الأمر خطورة أنهم يعدون أنفسهم لمنصف دار الفتوى ويهيئون له شيخهم نزار حلبي الذي أخذوا يطلقون عليه مسبقاً لقب (سماحة الشيخ) وذلك قبل أن يحظى بالمنصب الموعود. وكانوا يكتبون على جدران الطرق (لا للمفتي حسن خالد الكافر، نعم للمفتي نزار الحلبي).

فالأمر ليس مبالغة وإنما دعوة إلى تدارك شأن هؤلاء وإلا فسيتسببون في مآسي دامية لأن الشيخ طبع فيهم التهور والتعصب.

•        إن المسئولين بيدهم الحل لهذه المشكلة المتفاقمة، إنهم مطالبون باستقطاب أكبر عدد ممكن من الشباب اللبنانيين من أهل السنة – وأعرف منهم الكثير – ومنحهم الفرصة لطلب العلم في الجامعات الإسلامية. وأطالب المسئولين عن هذه الجامعات أن يفتحوا أبوابهم للدعاة وطلبة العلم وإلا فات الأوان وندمنا غداً فهذه الطائفة في تَنَامٍ مذهل.

•        وإننا نحذر أيضاً من قدوم الحبشي إلى الجزيرة العربية لأنه رجل فتان ذو سوابق وخبرة في إثارة الفتن. وقد بلغني من مصادر مقربة منه أن لديه عدة جوازات سفر مما ييسر له معاودة الدخول إلى البلدة التي تمنعه من دخولها.

•        أما عن دعمهم المادي فكان نزار حلبي (خليفة الحبشي) يرتاب من الشيخ محمد رجب ويذكر أن وراءه جهات تموله بدليل امتلاكه سيارة فخمة، فماذا يقول اليوم عن نفسه وقد امتلك السيارة نفسها؟ هل يجوز أن يوسّع على نفسه من الـ28 كيلو من الذهب التي تبرعت بها نساؤهم؟ (زعم)! أم أنها هدية من تلك الجهات حيث توحد مصدر الرزق لدى كلا الرجلين؟! ومن أين ورث هذه التوسعة التي هبطت عليه فجأت وقد علمنا حاله من قبل؟

تصريحات نزار الحلبي وغيره

وإليكم نموذجاً من خطاب نزار الحلبي في مهرجان الملعب البلدي ببيروت.

أيها اللبنانيون: ما أحوج لبناننا اليوم بأزاهير هذه المناسبة الجلية: فكم عبثت بوطننا أيدي العابثين، وتوالت عليه ضربات الغاصبين والطامعين، فقطعوا أوصاله، وغيروا أحواله، وأججوا بنيران الحقد أحواله، وغرسوا بالفساد رسومه وأطلاله، وهكذا ترنح لبنان بين كيد ويد إلى أن تداركته اليد العربية الأبية الكريمة الندية يد السيد الرئيس حافظ الأسد من سوريا الشماء بعون الله رب العالمين. وبتنا بعد المخاض العسير بتنا نشهد ولادة لبنان العربي على أيدي الشرفاء من هذا الوطن.

كلمة النائب البرلماني عن الأحباش عدنان الطرابلسي

ومما قاله النائب البرلماني الحبشي الجديد "نريد أن نقول للمتوجسين والخائفين والمشككين إننا ندعو للانفتاح والتفاهم والأخلاق الفاضلة.

نحن في جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية نخالف حزب الإخوان الهدَّام، فلسنا أصوليين بالمعنى السلبي إننا لسنا مع الأصولية السلبية هذه الأصولية المزعومة المراد منها الكرسي والزعامة والتخريب لا لهذه الأصولية التي تكفّر حكام العرب المسلمين لمجرد أنهم حكموا بالقانون من غير أن يعتقدوا أن القانون خير من القرآن".

وسقط القناع

فها هو كما تراه يردد شعارات الغربيين ضد الإسلام ويصف الإسلاميين بما يصفهم به اليهود والنصارى "الأصوليين" وذلك كما وصفهم به إسحاق رابين.

إن الأحباش يكفلون للمتحاكمين بالطاغوت غطاء دينياً بحجة أنهم بالرغم من تحاكمهم إلى الطاغوت يعتقدون أن القرآن خير منه. إن هذه موالاة صريحة ومكشوفة أظهرهم الله بها على حقيقتهم، وستكون إن شاء الله أحد أهم أسباب تخلي الناس عنهم بعد أن كانوا مخدوعين فيهم.

-        إن الحكم بالطاغوت مع اعتقاد أفضلية القرآن عليه أمر لا يعلمه إلا الله، أما نحن فلا نقدر على التحقق منه لأنه أمر قلبي، وقد يحتال المتحاكمون بالطاغوت علينا بهذه الذريعة، ويخدروننا بإعلانهم أنهم مع تحاكمهم إلى الطاغوت يفضلون القرآن عليه وبالتالي يرتضي المسلمون البقاء تحت حكم الطاغوت بعد أن يخدرهم الحكام بالأفيون الحبشي. فهذا التفريق حكم أخروي إلهي وإنما هو عندنا الكفر.

ولئن كانوا يعتقدون أن الحاكم بغير ما أنزل الله لا يكفر وإنما يفسق ما دام يتقد أن ا لقرآن أفضل منه، فإننا نطالب الأحباش على الأقل أن يعلنوا على منابرهم بفسق المتحاكمين بغير ما أنزل الله. تماماً كما فعلوا في معاوية حين حكموا بفسقه من فوق منابرهم من غير اعتبار منه لشرق الصحبة، وإلا فهل يرتضي منصف أن يقال إن المتحاكمين بالقوانين الوضعية أقرب إلى الله وأحب إليه من معاوية؟!

غير أن الذي نراه هذه الأيام هو العكس فإن الأحباش لا يفسّقون الحاكمين بغير ما أنزل الله، بل يتولّونهم ويثنون عليهم، ويدافعون عنهم، ويتحصنون بحصونهم ويثنون عليهم، ويدافعون عنهم، ويتحصنون بحصونهم المنيعة. ويرشقون من خلالها المسلمين، مما يؤكد أنهم يرون المتحاكمين إلى الطاغوت خيراً من معاوية.

وبما أنهم لم يصدروا بياناً بفسقهم، ولم يكرهوا ذلك منهم، بل أثنوا عليهم: كان الحكم فيهم أنهم طائفة منافقة توالي أعداء المسلمين، قال تعالى {وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} والمرء يُحشر يوم القيامة مع من أحب. وهذا يؤكد ما قلته من أن السمة الواضحة في هذه الفرقة أنهم "أذلة على الكافرين: أعزة على المؤمنين".

ولقد بلغني أن مرشحهم الآخر "طه ناجي" كان يتنقل بين مدن شمال لبنان النصرانية: إهدن وبشري وزغرتا، وكان يعد إخوانه الذين كفروا ن أهل الكتاب (النصارى) بالقضاء على الأصولية الإسلامية ويحثهم على إعطائه أصواتهم ومنحه ثقتهم حتى كسب بهم ما يزيد على 17000 صوتاً لكنه مع ذلك لم يُكتب له النجاح. وهذا يؤكد ما قلته من أن السمة الواضحة في هذه الفرقة أنهم "أذلة على الكافرين: أعزة على المؤمنين".

فتنة اليوم دليل على فتنة كُلُب الأمس

فهذا الود والتقارب – مع ما سنطلعك عليه من تكريم للكفار وكثرة دعواتهم – وهذا التنسيق الغير عادي بين جمعية إسلامية التوجه وبين النصارى وغيرهم من الملل إلى درجة تبادل الأصوات بينهم مع عدم تسامح هذه ا لجمعية أو تنازلها أو تقاربها مع كثير من المسلمين لأعظم دليل على صدق ما تحدثنا عنه حول "فتنة كُلُب" هذا الماضي الخياني لشيخهم الذي كان يتآمر مع الكفار ضد الجمعيات الإسلامية. هذا الماضي الخياني العريق الذي عرف أعداء المسلمين كيف يستغلونه غاية الاستغلال.

لا مجال للتنصل من فتنة بالأمس نراها تتكرر اليوم.

 نماذج من تكريم الكفار

ونذكر مجموعة من الاحتفالات التي أقامتها هذه الجمعية باعتراف مجلتهم:

•        أقامت جمعية المشاريع [منار الهدى (!) عدد 4 السنة 1993 ص 37-38]حفلة في قصر فرساي حضره أغوب جوخارديان ووزير الثقافة ميشال ادة الذي ألقى كلمة قال فيها "إن بث الخير بين الناس والعمل بتقوى الله، وأداء الواجب وتجنب المحرمات هي قيم ترسخها جمعية المشاريع" وأضاف إده "دور جمعية المشاريع ليس في بناء الإنسان فحسب، بل في إبراز الدور الطليعي للثقافة العربية ماضياً وحاضراً ومستقبلاً".

وقال ميشال اده "والله أنا أعرف جمعية المشاريع جيداً وأتابعكم منذ زمان ورغم أن هناك جمعيات كثيرة لكن أنتم نشيطون جداً وأنا أسمع عن سماحة الشيخ نزار حلبي وهو رجل محترم جداً والله يوفقه" [منار الهدى (!) عدد 5 ص33]. وقال خاتشيك بابيكيان "إذا كانت الجمعية حققت ما حققت فيكون الفضل دائماً للرئيس، فهنيئاً للشيخ نزار حلبي بما عمل وما يبذل في سبيل لبنان وشعبه" [منار الهدى (!) عدد 5 ص33]. وقال النائب بيار حلو "إن الدور الذي تضطلع به جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية هو دور أساسي" [منار الهدى (!) عدد 5 ص33].

وأنا أسأل ما هو الدور الأساسي الذي تضطلع به هذه الجمعية في نظر نصراني لا يمت إلى الإسلام بصلة! وما سبب إعجابه بهذا النشاط؟!

لا شك أن الأحباش لن تجمعهم بالنصارى وحدة الدين وإنما تجمعهم راية العروبة ولبنان العربي وهو ما يريد العلمانيون به أن يكون بديلاً عن الإسلام. لأن النصارى والمسلمين لن يجتمعوا وين يلتقوا على شعار الدين وإنما سيتفرقون بسببه. فلا حل إلا بشعارات العروبة العلمانية. وشعار ((وحدة المصير العربي)) ولذا فلا وصف أصدق في جمعية المشاريع إلا هذا الوصف ((جمعية أنصار العلمانية)).

•        وفي السنة 1994 أقامت الجمعية احتفالاً مماثلاً [منار الهدى (!) عدد 17 ص 41] دُعي فيه عدد من الشخصيات السياسية النصرانية برعاية ميشال إده وزير الثقافة اللبناني وألقى كلمة في الحفل قال فيها "تطيب لي مشاركتكم في هذا الاحتفال الذي تقيمه جمعية المشاريع الإسلامية . . . وأتمنى لها المزيد من التقدم على طريق تعزيز الحوار والتفاعل مع كل شبابنا اللبناني".

•        وقام مندوب جمعية المشاريع في البقاع أسامة السيد بزيارة إلى إيلي فرزلي نائب مجلس النواب بهدف تمتين الجبهة الداخلية وتوحيد الجهود [منار الهدى (!) عدد 13 ص 56]. ولعلك تسأل ما هي الجبهة الداخلية التي يجتمع لتمتينها مع سياسي نصراني؟ وكذلك زار الطربلسي والحلبي نبيه بري للهدف نفسه [مجلة منار الهدى (!) عدد(10) ص6].

•        وفي مقابلة مع نائب الأحباش عدنان الطرابلسي اعترف بأن الأحباش قد أعطوا أصواتهم للمسيحيين أثناء انتخابات لبنان كما أن المسيحييين بادلوهم هذه المودة فأعطو 16000 صوتاً من أصواتهم لطه ناجي مرشح الأحباش في الشمال لكنه فشل في الانتخابات [مجلة الأفكار عدد 531 صفحة 13].

•        وبمناسبة افتتاح مدرسة الثقافة الحبشية استضافت الجمعية: جان عبيد، سليم حبيب اسطفان الدويهي نائلة معوض (زوجة زينيه معوض) وغيرهم من النصارى [منار الهدى (!) عدد 6 ص 58] ليباركوا لها عملها (الإسلامي)!.

•        وفي 15 حزيران 1993 أقامت جمعية المشاريع حفلة في فندق كارلتون بمناسبة مرور 132 سنة على تأسيس الشرطة برعاية وزير الداخلية بشارة مرهج (نصراني) حضرها كثير من شخصيات النصارى منهم: يوسف المعلوف نسيب لحود هاغوب جوخدريان حبيب حكيم.

•        وفي مناسبة افتتاح معرض جمعية المشاريع للأشغال [منار الهدى (!) عدد 6 ص 59] كانت زوجة نبيه بري (رئيس مجلس النواب – شيعي) راعية المعرض التي أشادت بجهود جمعية المشاريع. واستضيفت نساء وزوجات شخصيات نصرانية منهن: عقيلات كل من جان عبيد فايز غصن نايلة معوض.

•        كما افتتحت جمعية المشاريع معرضاً آخر، وكان هذه المرة برعاية عقيلة وزير الثقافة ميشال سماحة (السيدة) غلاديميس سماحة. وكان حفلاً كبيراً قالت فيه "إني أرى بعيني ما سمعته عن أعمالكم المزدهرة في خدمة متمعنا ووطننا، أطلب من الله أن يشد أزركم ويكثر من أمثالكم في لبناننا الحبيب [منار الهدى (!) عدد 16 ص 37 وأدعو القراء إلى البحث عن هذا العدد والاطلاع على ما فيه من تزلف أهل الكفر والتودد إليهم].

•        وبمناسبة مرور خمسين عاماً على عيد الاستقلال أقامت الجمعية حفلاً برعاية سليمان فرنجية وزوجته ماريان فرنجية وتخلل الحفل النائب اسطفان الدويهي ومجموعة من الشخصيات النصرانية [منار الهدى (!) عدد 15 ص 35].

•        وحتى الإفطارات الرمضانية يستضيفون فيها النصارى وقساوستهم وكأن النصارى يصومون رمضان ففي منتجع الناعورة أقامت جمعيتهم حفل إفطار حضره المطران بندلي والمقدم سركيس تادروس ونايلة معوض. وتخلل هذا الحفل (كالعادة) تعريض وطعن بالجماعات الأخرى التي يسميها الإحباش (إرهابية متطرفة).

•        وفي 12 آذار 1993 أقامت الجمعية حفل إفطار أخر حضره النواب: إيلي فرزلي، نقولا فتوش جورج قصرحي جوزيف سمعان روبير غانم خليل الهراوي إيلي سكاف [منار الهدى (!) عدد 7 ص 67]. وبالطبع لم يكونوا صائمين.

•        وفي أقليم الخروب أقاموا حفلاً بمناسبة المولد استضافوا فيه المطران حلو والنائب انطوان كسرجيان [منار الهدى (!) عدد 12 ص 35-39].

•        وتعرض سمير القاضي لحادث إطلاق النار فسارع المطران الياس نجمة وجان عبيد وسليمان فرنجية ونائلة معوض وإيلي فرزلي وخليل هراوي لزيارته والاطمئنان على صحته [منار الهدى (!) عدد 2 ص59 ويلاحظ تواجد أصحاب هذه الأسماء الدائم النصرانية عند الأحباش لكل مناسبة].

•        وقام نائب الأحباش مع وفد من جمعية المشاريع بزيارة وليد جنبلاط، وأبدى هذا الأخير تقديره لنشاطات جمعية المشاريع، وأثنى على جهودها ثم تبرع تبرعاً عينياً بمبلغ 35000 ألف دولار لإقامة مدرسة تابعة للأحباش [منار الهدى (!) عدد 16 ص8].

•        وأرسلت جمعية المشاريع وفداً تابعاً لها في مدينة استراليا إلى المطار لاستقبال رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري (شيعي) ثم أعدت له حفلاً تكريمياً كبيراً في مركزها في مدينة سيدني غير أنه اعتذر عن حضور الحفل الذي أقاموه تكريماً له [منار الهدى (!) عدد 13 ص 58-59].

•        وأحيل إلى بعض مواقفهم المخزية في مجلتهم.

العدد (1) 31 ، 32 ، 33 ، 34 .

العدد (2) 16، 32، 33، 34، 65، 66 .

العدد (9) 7، 14، 20 ، 21 45، 46 .

العدد (11) 6 .

العدد (13) 11، 56 .

العدد (14) 6، 12، 14، 15، 35، 36، 37، 38، 39، 48.

العدد (16) 31، 36، 37، 38، 39، 40، 41، 42، 43، 44، 45.

العدد (17) 16، 17، 58 .

العدد (18) 6، 20 – 25، 36 – 42، 50 – 52، 63 .

ولكن . . . كيف صدق النصارى وغيرهم أن هذه الجماعة تتسم بالاعتدال والمرونة وقد أفتى شيخهم بجواز سرقة جاره إن كان نصرانياً أو يهودياً. فقد سئل الحبشي عن ما يلي [شريط 3 وجه ب (709)]. "يا شيخنا: السرقة في الإسلام حرام. هل يجوز لنا أن نسرق أموال الكفار. فقال الحبشي الكفار أقسام منه الحربيون ومنهم الذميون ومنهم المعاهدون. فقال السائل: مهما كان: جار بلد. قرية كفار بجانب قرية مسلمين: يذهب بعض شباب المسلمين فيسرقون من أموالهم من بقر وغيره وزرع: حلال أو حرام؟ فقال الحبشي "إن كان ذلك يسبب فتنة فلا يجوز".

أهل اعتزال لا اعتدال

ولا يزالون يصفون أنفسهم بأنهم (أهل الاعتدال) حتى زعم رئيس تحرير مجلتهم أن السر في الأحباش أنهم معتدلون حتى الموت" [مجلة منار الهدى (!) عدد 12 ص4] والمسلمون لم يروا منهم إلا التحيز والإساءة والبطش حتى الموت.

وهكذا كان (أهل الاعتزال) يصفون أنفسهم بـ (أهل العدل) ويجعلون من (العدل) أحد أصولهم الخمسة، تلبيساً على الخلق. لكن ذلك لم يغن عنهم شيئاً، كما لم يغن عنهم لعبهم على حبل السلاطين شيئاً، مكروا فمكر الله بهم وإذا بالسلطان يتغير ثم كانت نهايتهم.

والأحباش اليوم على شبههم:

فإنهم شبيهون بهم في موقفهم من أسماء الله وصفاته كما أوضحت ذلك بالدليل. شبيهون بهم في موقفهم من علماء السنة وأهل الحديث.

شبيهون بهم في مواقفهم من السلاطين، واستغلال عصا السلطان في نشر عقائدهم الفاسدة وإيذاء المخالفين وإجبارهم على اعتناقها.

تجملوا اليوم لهم ما شئتم وأقيموا لهم موائد الإفطار كما شئتم فإن رضاهم عنكم لن يغني شيئاً، كما أنكم لا تريدون بذلك وجه الله بل في ذلك سخطه عليكم لأنكم تتزلفون إلى غير المسلمين. ولقد قال رسول الله "من أرضى الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس. ومن أسخط الناس برضا الله رضي الله عليه وأرضى عنه الناس". لكن العصا ستنقلب يوماً عليهم، وسينقلب السحر على الساحر إن شاء الله. قال تعالى {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ}.

 دعاة إلى الإسلام أم إلى العروبة!!!

وإننا في الوقت الذين نعلم فيه سلبية هذه الفرقة الجديدة على المسيرة الإسلامية ((السنية)) في لبنان يلاحظ المراقب لهم أنهم في تصريحاتهم ومقابلاته يركزون على مادة "العروبة" والأمة العربية ولبنان العربي.

-        قال عدنان الطرابلسي النائب عن الأحباش في البرلمان (مجلة الشراع 7/9/1992) "لا مانع من أن يكون هناك صلح مع إسرائيل ولكن المطلوب أن يكون لنا "كشعب عربي" حقوق نطالب فيها ضمن "الإجماع العربي" وأنا بدون تحفظ مع هذا الإجماع، وأنا مع الكتلة العربية كاملة: يهمنا المصلحة العربية العامة الشاملة" (مجلة الأفكار 62/9/1992).

-        وقال حسام قراقير نائب رئيس جمعية المشاريع في مقابلة أجرتها معه جريدة السفير (19/10/1992) "نحن مع الإجماع العربي" فإذا ما حصل "إجماع عربي" على إنهاء الحرب مع اليهود فنحن مع هذا الإجماع".

-        وقال نزار الحلبي "وصل مرشحنا الدكتور عدنان طرابلسي بالرعاية والعناية الإلهية ليرفع في البرلمان مع الأخوة الوطنيين الطيبين هوية لبنان العربي".

*فماذا وراء الدعوة إلى العروبة ومن وراءها؟ ولماذا تكلف جمعية إسلامية نفسها حمل هذه الشعارات وتمثيل أبنائها في البرلمان؟ ومن هم الإخوة الوطنيون الشرفاء من أبناء الوطن؟!

•        إننا لسنا ضد العروبة فنحن عرب وكتاب ربنا نزل باللغة العربية ونبيا عربي، غير أننا نرفض هذه الشعارات الاستهلاكية الكاذبة يرفعها حتى النصارى وغيرهم من غير المسلمين والتي ما أغنت عنا شيئاً، وإنما رُفِعَت لتكون بديلاً عن الهوية الإسلامية وشعار الإسلام. والتي يروج له ويدندن حولها أناس زعموا أن منطلقاتهم إسلامية.

•        فالشعب العربي مئة مليون بينهم 15 مليون نصراني، أما الأمة الإسلامية فإنها تقارب المليارين، يشكل العرب نسبة 5% منهم فقط. إنها شعارات كاذبة أشغلت المغفلين عن الاهتمام برقع شعار لا إله إلا الله. إنها حق يراد به باطل. إنهم يريدون من المسلم أن يفتخر بأي شيء، أن يتبنى أي شعار: إلا شعار الإسلام.

•        إنه شعار طُرح ليكون بديلاً عن شعار الإسلام. إنه شعار يجرح إخواننا المسلمين من غير العرب الذين يربطنا بهم رباط الأخوة في الدين قبل كل شيء.

•        ثم لماذا هذا الحرص على ترداد شعارات الصلح مع اليهود؟ لماذا لا يحرصون على رفع شعار الحرص مع الحركات الإسلامية التي يسمونها "أصوليين"؟! أليسوا أولى بالصلح ولين الجانب من "الأصوليين" اليهود الذين شيدوا بناء دولتهم على مبادئ التوراة والتلمود، والتي عزلوا عنها العلمانيي، وهاهم اليوم يسعون لطرد وزيرة في الحكومة لاكتشافهم توجهاتها العلمانية. أيليق بنا بعد هذا الموقف اليهودي من العلمانية أن ندافع نحن عنهم؟!

•        إن وراء هذه الفرقة جهات تمدها بالدعم وتدفعها نحو عالم السياسة لما رأت فيها من تيار يعادي المسلمين باسم الإسلام ويتربص بالدعاة ويتعرض لهم بالأذى بدعوى محاربة الأصولية ويعلن الاستعداد للصلح مع اليهود. وما زالوا يتهيأون للقيام بدور ما أعظم مما فعلوه حتى الآن.

هذا ما أردت بيانه عن هذه الطائفة. ومن أراد التفصيل والتوسع فليرجع إلى كتابي (بين أهل السنة وأهل الفتنة) وكتابي (شبهات أهل الفتنة وأجوبة أهل السنة) وكتابي (الرد على عبد الله الحبشي) وكتاب (الرفاعية) فقد كشفت في هذه الكتب بالتفصيل عن حقيقة الدور الذي يلعبه الحبشي في فتنة المسلمين عن السنة ومعاداتهم لأهلها وركوبهم البدع في الدين وإيقاعهم في شتى أنواع الانحرافات. وإنني أدعو من يملك معلومات ووثائق عن هذه الفرقة المراسلة على صندوق البريد 20360 – الرياض 1145 – المملكة العربية السعودية .

والحمد لله رب العالمين.

 فتاوى الحبشي

القرآن ليس كلام الله عند الحبشي

يرى الحبشي أن القرآن ليس من كلام الله لأن الله منزه عن الكلام. وأن المنشئ الحقيقي لألفاظ القرآن هو جبريل وليس الله. واستدل على ذلك بقوله تعالى {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ} أي قول جبريل، وكذلك قوله تعالى {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ}" [إظهار العقيدة السنية 58-59]. والمعنى اقرأ يا محمد قرآن جبريل.

الله عند الحبشي ليس على كل شيء قدير!

وقال في قوله تعالى {إِنَّ اللَّه عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} بأن هذه الآية "لا تعني أن الله على كل شيء قدير، لأن (كل) لا تفيد التعميم هنا، فيصير قادراً على نفسه، وإنما المعنى أن الله قادر على أكثر الأشياء وليس على كل شيء قدير. ولأن الله غير قادر على الظلم، لأن الظلم ممتنع على الله" (إظهار العقيدة السنية 40 بشرح العقيدة الطحاوية).

وقد صرح أحد أتباعه (جميل حليم) بأن الله غير قادر على الظلم، فلو أراد أن يظلم ما استطاع. وأن من قال إنه قادر على الظلم ولكنه لا يفعل: هو قول المعتزلة، قال "فإن القدرة على الظلم إنما تتصور من المخلوق" "وقد أجمعت الأمة الإسلامية على تكفير من نسب القدرة على الظلم إلى الله واتفقوا على كفر من يقول: الله يقدر على الظلم ولكن لا يفعل" (مجلة منار "الهدى" 23/29).

•        وهذا يتعارض مع قوله تعالى "يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي" فتحريم الظلم على نفسه دليل قدرته عليه، ولو كان غير قادر عليه لما كان للتحريم معنى

الحبشي يصف الأئمة بأنهم لا عقول لهم

تواتر طعن علماء الأمة بمخلفات العلوم اليونانية القديمة واسمه (علم الكلام) وذموا من اشتغل به وعدون من المبتدعة كما يأتيك تفصيله (ص 97).

يؤكد ذلك فتوى السيوطي التي أجاب فيها بقول المزني حين سأله رجل عن علم الكلام فقال: أكره هذا بل أنهى عنه كما نهى عنه الشافعي، فلقد سمعته يقول: سئل مالك عن الكلام والتوحيد فقال "محال أن نظن بالنبي أنه علّم أمته الاستنجاء ولم يعلمهم التوحيد، والتوحيد ما قاله النبي "أُمِرتُ أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله. فما عصم به الدم والمال هو حقيقة التوحيد". قال السيوطي "هذا جواب مالك عن هذا السؤال وبه أجبت" [الحاوي للفتاوي 2/129 سير أعلام النبلاء 10/16-26 حلية الأولياء 9/111].

غير أن الحبشي ذمهم ووصفهم بأنهم لا عقول لهم [إظهار العقيدة السنية 22]، فقال :

عاب الكلام أناسٌ لا عقول لهم        وما عليه إذا عابوه من ضرر

تعليم الشرك باسم التوحيد

•        الحبشي يعلم الناس الاستغاثة والاستعاذة بالأموات ويزعم أنهم يخرجون من قبورهم لكشف كرب الداعي. قال "وليس مجرد الاستغاثة بغير الله ولا الاستعاذة بغير الله يعتبر شركاً كما زعم بعض الناس [بغية الطالب 8 صريح البيان 57و58]" فلا الاستغاثة بغير الله ولا الاستعاذة بغير الله تعتبر عنده شركاً!.

بل حتى السجود للصنم لا يعتبر عنده شركاً وإنما كبيرة من الكبائر فقط. وهذا مسجل عليه بصوته (شريط الحبشي 3/640).

-        وسئل عمن يستغيث بالأموات ويدعوهم قائلاً: يا سيدي بدوي أغثني يا دسوقي المدد قال "يجوز أن يقول: أغثني يا بدوي ساعدني يا بدوي" قيل له: لماذا يقول يا عبد القادر يا سيدي بدوي ولا يقول يا محمد؟ قال "ولو" أي ومع ذلك فهو جائز. لكن تركُهُ أفضل [شريط خالد كنعان وجه 2 عداد (70].

-        قيل له: أن الأرواح تكون في برزخ فكيف يستغاث بهم وهم بعيدون؟ أجاب "الله تعالى يكرمهم بأن يسمعهم كلاماً بعيداً وهم في قبورهم فيدعو لهذا الإنسان وينقذه، أحياناً يخرجون من قبورهم فيقضون حوائج المستغيثين بهم ثم يعودون إلى قبورهم. ثم أخذ يدافع عن ذلك بشتى الأحاديث الضعيفة والموضوعة.

الاستغاثة بغير الله من سنن النصارى والشيعة

-        إن الدفاع عن الاستغاثة بغير الله إنما هو دفاع بالدرجة الأولى عن الشيعة الذين يستغيثون بالحسين ويقولون (يا حسين) وعن النصارى القائلين (يا مسيح يا عذراء). إنه لتناقض صارخ أن يستنكر المسلم قول النصراني (يا مسيح) وقول الشيعي (يا حسين يا مهدي). ويرتضي لنفسه أن يقول يا رفاعي يا بدوي يا جيلاني. وقد قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}.

-        وقال "ادعُ إلى الله وحده الذي إن مسّك ضرٌّ فدعوته كشف عنك. والذي إن ضلَلْتَ بأرضٍ قفرٍ ردّ عليك، والذي إن أصابتكَ سنة [أي قحط وجفاف] فَدَعَوتَه أنْبَتَ عليك" [رواه أحمد 5: 64 بسند صحيح] وعلّمنا أن نزور القبور وندعو لأصحابها لا أن نطلب الدعاء منهم، قال الطحاوي "وفي دعاء الأحياء منفعة للأموات" [العقيدة الطحاوية 256] وقد انقلب الأمر اليوم فصار دعاء الأموات منفعة للأحياء وصار الحي يذهب إلى الميت يطلب منه الدعاء! [هذا هو التوحيد الذي يتلقاه الناس عن الحبشي: استغاثة واستعاذة بغير الله!].

هل ينفعونكم أو يضرون

وصرّح الحبشي أن الله جعل الأولياء أسباباً لنا لندعوهم ونستغيث بهم، وأن ذلك يجوز من الموحِّد ما دام يعتقد أن الضرّ والنفع بيد الله. قال:

"وليس مجرد الاستعاذة بغير الله تعتبر شركاً، أما إن كان يعتقد أن غير الله ينفع أو يضر من دون الله فقد وقع في الشرك". واحتج بحديث الحارث بن حسان البكري "أعوذ بالله ورسوله أن أكون كوافد عاد" [الدليل القويم 173 صريح البيان 62 المقالات السنية 46]. وهو حديث ضعيف يتعارض مع قول الله {وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ} ويتعارض مع قوله {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا}. وهذا باطل فإذا كان الموحّدُ يعلم أن الضرّ والنفع بيد الله فلماذا يدعو من لا يملك هذا النفع والضر؟ وقد قال تعالى {وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِّنَ الظَّالِمِينَ} أي المشركين [يونس 106]. ويعارضه ما ذكره الحبشي عن علي رضي الله عنه أنه قال" لقنني رسول الله هؤلاء الكلمات، وأمرني إذا أصابني كرب أو شدة أن أقولهن: لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحانه وتبارك الله رب العرش العظيم" [الدليل القويم 229] فلم يأمره أن يستغيث بالقبور وإنما علمه اللجوء إلى الله وحده.

أهل الكلام هم المشبهة

•        لقد غلا أهل الكلام في (التنزيه) حتى عطّلوا الصفات خوفاً من التشبيه (زعموا)، وكفاهم تشبيهاً أن يجعلوا للأولياء ما يختص بالرب من الاستغاثة والاستعاذة، يحثونهم على الاستغاثة بهم من دون الله. وكأني بهم يقولون يوم القيامة {تَاللَّهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ 97 إِذْ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ 98 وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ}.

الحبشي داعية إلى سنن النصارى

كيف جاز عند الحبشي دعاء غير الله ولم يَجُز عنده الصلاة لغير الله مع أن الصلاة معناها الدعاء أيضاً؟ هذا تناقض. فليجوّزوا الصلاة لغيره حينئذ؟ أو أن لا يفرّقوا بين دعاء ودعاء.

-        أن كل الآيات التي أنكرت على المشركين دعاءهم لغير الله اعتبرتها عبادة مصروفة لغير الله وإن كانت بلا ركوع ولا سجود. دليل ذل: قول إبراهيم لقومه {وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ} ثم عقّب الله بحكمه على ذلك فقال {فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ}.

-        {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لَّا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَومِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ} وهذه صفات مشتركة بين الأصنام والقبور. وقال عن أصحاب القبور {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}.

-        وهكذا صرف الله قلوب منكري علوّه في السماء إلى أسفل سافلين فتوجهوا بالدعاء إلى أعماق الأرض إلى الحُفَر حيث الموتى. وصارت آمالهم معلقة بالأرض هناك بعدما انتكست فِطَرُهُم عن التوجه إلى الله في السماء، وهكذا صرفهم الله {صَرَفَ اللّهُ قُلُوبَهُم بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُون}.

-        وهو داعية إلى سنن النصارى يدعو إلى التبرك بالأحجار [صريح البيان 58 إظهار العقيدة السنية 244] وقد شهد الغزالي أن مسّ القبور والجدران للتبرّك بها من سنن النصارى، قال "ولا يمس قبراً ولا حجراً فإن ذلك من عادة النصارى" [الإحياء 1: 259 و 4: 491 البيجوري على ابن قاسم 1: 277] وقال "ولا يمس قبراً ولا حجراً فإن ذلك من عادة النصارى" [الزواجر عن اقتراف الكبائر 1/244] وقال ابن حجر الهيتمي (الكبيرة الثالثة والتسعون) اتخاذ القبور مساجد وإيقاد السُرُج عليها واتخاذها أوثاناً والطواف بها واستلامها" [الزواجر عن اقتراف الكبائر 1/244].

الحبشي في الإيمان من المرجئة

يرى الحبشي أن الإيمان هو مجرد اعتقاد في القلب وأنه لا يُشترط لصحة إسلام المسلم النطق بل يكفي الاعتقاد [الدليل القويم 7] أما الداخل في الدين فيشترط له النطق ولو مرة في العمر". وقد تجاهل عقيدة الشافعي وأهل السنة حيث أجمعوا على أن "الإيمان قولٌ وعملٌ يزيد وينقص" [سير أعلام النبلاء 10/32] احتجاجاً بالآية {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} ثم قال "ليس على المرجئة أحجّ من هذه الآية" [فتح الباري 1: 47].

-        قال الحبشي "فمن لا يؤدّي شيئاً من فرائض الله، ولا يجتنب شيئاً من المحرمات، لكنه قال ولو مرة في العمر: لا إله إلا الله فهذا مسلم مؤمن. ويقال له أيضاً مؤمن مذنب، وأن "استحضار بقية الإسلام كالصلاة والصيام ليس بشرط في تحقق الإيمان" [الدليل القويم 9 و10 بغية الطالب 51 شريط 6/15] وهو يحاكي بذلك مذهب المرجئة.

-        قال الحافظ "المرجئة قالوا: إن الإيمان هو قولٌ واعتقاد فقط. والكراميّة قالوا هو نطقٌ فقط. والسلف قالوا: هو اعتقاد بالقلب ونطقٌ باللسان، وعملٌ بالأركان. وقال البخاري رحمه الله: لقِيتُ أكثر من ألف رجل من العلماء فما رأيت أحداً منهم يختلف في أن الإيمان قولٌ وعملٌ ويزيد وينقص [فتح الباري 1: 46 و47] وأوصى الشافعي البويطي أن لا يصلي وراء ثلاثة، منهم: المرجئ الذي يقول الإيمان قول فقط، وقال البغدادي "وإنما سُمُّوا "مرجئة" لأنهم أخَّروا العلم عن الإيمان" [سير أعلام النبلاء 10 /31 الفرق بين الفرق 202]. فكيف يزعمون أن الحبشي المرجئي متمسك بمذهب الشافعي في حين ينهى الشافعي عن الصلاة وراء المرجئة!

-        وهل يريد هذا الرجل من الناس أن يكونوا مسلمين بلا إسلام. لا يضرهم في دينهم أن يتحاكموا إلى الطاغوت بمعزل عن كتاب الله وسنة نبيه ويفعلوا المحارم ويتركوا الفرائض ومع هذا فلا مانع من أن يُمنحوا صفة الإسلام والإيمان! هل أنزل الله الكتب وأرسل الرسل إلا ليعمل الناس بها ويتحاكموا إليها؟

 الحبشي ومذهب الجبرية

يرى الحبشي:

•        أنه "لا دخل لمشيئة العبد إلا في الكسب" [الدليل القويم 94]. يعني مشيئته أن ينال الفعل فقط!.

•        وأن جميع أفعاله من خلق الله لا تأثير لقدرة العبد.

•        وأنه يجب على المكلف أن يرضى عن الله في تقدير الخير والشر فالمعاصي من جملة مقدورات الله ومقتضياته" [بغية الطالب 270 الدليل القويم 85].

•        وأن الله قد اضطر الكافر على الكفر. وأنه لولا الله ما استطاع الكافر أن يكفر [النهج السليم شرح الصراط المستقيم 67 بخط تلميذه عبد الرزاق الحسيني. صريح البيان 43] وهذا مذهب الجهمية.

•        وأثنى على الرازي حين قال بأن الإنسان مجبور في صورة مختار [معالم أصول الدين]. واعتبره من أفضل الأقوال وأكثرها إنصافاً [إظهار العقيدة السنية].

الحكم بغير ما أنزل الله

قال الحبشي بأن من لا يريدون إقامة دولة تحكُم بالإسلام – وإنما يريدون إقامة دولة علمانية – بأنهم أناس مسلمون ومؤمنون، ومساعدتهم تجوز [شريط (1) عداد (318) الوجه الأول] وأن المسلم الذي لا يحكم بشرع الله وإنما بالإحكام العرفية التي تعارفها الناس فيما بينهم لكونها موافقة لأهواء الناس متداولة بين الدول أنه لا يجوز تكفيره" [بغية الطالب 305] ويقول "فمن لم يحكم شرع الله في نفسه فلا يؤدي شيئاً من فرائض الله ولا يجتنب شيئاً من المحرمات، لكنه قال ولو مرة في العمر: لا إله إلا الله: فهذا مسلم مؤمن. ويقال له أيضاً مؤمن مذنب [الدليل القويم 9 – 10 بغية الطالب 51].

•        ما أسعد العلمانيين بهذا الكلام وكم يحتاجون إلى مثل هذه الفتاوى التي لا تفيد إلا تعزيز حكم العلمانية بدل القرآن! وتُمكّنهم من رقاب المسلمين.

وسقط القناع

نعم؛ لقد بدأ يظهر السبب الذي أنشئت هذه ا لطائفة من أجله، لقد قال نائبهم بالبرلمان في احتفال الملعب البلدي "لا لهذه الأصولية التي تكفّر حكّام العرب المسلمين لمجرد أنهم حكموا بالقانون من غير أن يعتقدوا أن القانون خير من القرآن".

هاهم يرددون شعارات الغرب ضد الإسلام يوصفون المسلمين بـ "الأصوليين" يكفلون للمتحاكمين بالطاغوت بذلك غطاء دينياً بحجة أنهم بالرغم من تحاكمهم بالطاغوت يعتقدون أن القرآن خير منه.

إن هذه موالاة صريحة ومكشوفة أظهرهم الله بها على حقيقتهم. ولعلها تكون إن شاء الله أحد أهم أسباب تخلي الناس عنهم بعد أن كانوا مخدوعين بهم.

•        ولو سلمنا أن الحاكم بغير ما أنزل الله لا يكفر وإنما يفسق ما دام يعتقد أن القرآن أفضل منه، فإننا نطالب الأحباش على الأقل أن يصرحوا بفسق المتحاكمين بغير ما أنزل الله. تماماً مثلما فعلوا في معاوية حين حكموا بفسقه من فوق منابرهم. من غير اعتبار منهم لشرف الصحبة.

•        لكن الذي نراه هذه الأيام هو العكس فإن الأحباش يتولّونهم ويثنون عليهم، ويتحصنون بحصونهم المنيعة. ويرشقون من خلالها المسلمين، مما يؤكد أنهم يرون المتحاكمين بالطاغوت خيراً من معاوية.

•        فإن لم يصدروا بياناً بفسقهم، بل أثنوا عليهم: كان الحكم فيهم أنهم طائفة منافقة توالي أعداء المسلمين، قال تعالى {وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} والمرء يُحشر يوم القيامة مع من أحب.

فتواه حول حكم شرب الخمر

وسئل عن حكم شرب الخمر فقال "عند بعض الفقهاء لا يجوز التداوي بالخمر في حل من الأحوال. يجوز عند بعضهم إعطاء المريض جرعة من الخمر لإساغة اللقمة بالنسبة لمن أصيب بالغصة، يجوز أن يسيغ اللقمة بالخمر، وقال بعضهم يجوز التداوي بالخمر إن لم يوجد دواء غيره" [شريط رقم 7 عداد 400].

فهذه فتوى ينشره هكذا أمام عوام الناس الذين لا يخفى ميلهم إلى الرخصة والتسهيل والاتكال على فتوى شيخ.

لا يمكن لرجل أوتي الحكمة أن يخاطب العوام بما يفتح لهم ذرائع الشر وأبوابه. ودليل ذلك أن هذا الرجل لم يذكرهم بقول النبي "ما جعل الله دواءكم من حرام". ولكنه أحالهم على شواذ الفتوى.

اعتبر الأحباش ابن تيمية قائلاً بفناء النار لمجرد حكايته قولين للعلماء مع أنه صرح في عديد من كتبه أن القول بفناء النار بدعة الجهمية مخالفة للسلف. فماذا يقول الحبشي لو ألزمناه بأنه يتبنى القول بجواز شرب الخمر لإساغة اللقمة وماذا لو تكررت الغصة فشرب مع كل غصة كأساً؟

فتواه في كراهية الاستنجاء بالماء

يكره الحبشي أن يستعمل الرجل يده عند الاستنجاء ويرى ذلك أمراً قبيحاً لا يعجبه [شريط خالد كنعان (470) وجه أ] وكذلك استعمال الماء عند الاستنجاء يقول "وما يفعله بعض الناس عند الاستنجاء من الغائط من أن يأخذوا بالكف اليسرى ماء ثم يدلكوا به المخرج فذلك قبيح" [بغية الطالب 68 (طبعة جديدة 96)] وزعم أنه إذا أصاب بولُ الطفل يد أمه أثناء وضع الرقعة له (الحفايض) ترتكب بذلك كبيرة من الكبائر [شريط خالد كنعان 429/أ] مما أدى بتلميذاته إلى الإفتاء بوجوب لبس القفازات (الكفوف) أثناء عملية التغيير.

فتواه في جواز الصلاة بالنجاسة

غير أنه في المقابل يتساهل فيجيز الصلاة بالنجاسة [بغية الطالب 99-100 (طبعة جديدة 131-132)] ولو من بول الكلب أو عذرته، سواء كانت النجاسة على ثوب المصلي أو بدنه. فمن صلى بالنجاسة صحت صلاته لا فرق عند المالكية بين النجاسة المغلظة والمخففة وهذا الراجح من المذهب. فيجوز للمصلي الصلاة بما مسه ريق الكلب من ثيابه وبدنه وبوله وعذرته لأن دين الله يسر لا عسر". علّق الحبشي على هذه الفتوى قائلاً "انتهى الجواب بحروفه وهو نفيس جداً".

قال: ويسن تقديم الاستنجاء على الوضوء، فإن أخّر الاستنجاء إلى ما بعد الوضوء صح (بغية الطالب 134).

وبينما نراه يبيح الصلاة بالنجاسة يتناقض فيفتي بأن قشرة البرغوث أو القملة أو البقة نجسة نجاسة غير معفو عنها، قال: فلو صلى المصلي بشيء من ذلك فصلاته باطلة: علم بذلك أو لم يعلم" [بغية الطالب 87 (طبعة ثانية 119)].

جواز مقامرة الكافر لسلب ماله

وأجاز للمسلم سلب أموال الكفار ولو بطريق القمار، وذلك تقليداً منه لابن عابدين. قال "وكذلك لو باعهم ميتة أو قامرهم وأخذ منهم مالاً بالقمار فذلك المال طيب عند أبي حنيفة ومحمد رحمهما الله". واستدل بمراهنة أبي بكر للمشركين يوم نزلت {1 غُلِبَتِ الرُّومُ 2 فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ} [صريح البيان 133-134]. وتجاهل قول الصحابي الراوي "وذلك قبل أن يُحرَّم الرهان" [البغوي 6/260 زاد المسير 6:70 الطبري 14/20].

فتواه في جواز مراهنته

وأفتى بجواز المراهنة، وإن حرّمه في الابتداء. وأن جواز ذلك يكون من المسلم في حق الكفار مستدلاً بمراهنة النبي لركانة على غنم [صريح البيان 134 (الطبعة الجديدة 265 زعموا أنها الطبعة الأولى)] والرسول قبل بمراهنة ركانة ثم ردّ عليه السلام على ركانة غنمه.

فتواه في جواز سرقته

وسئل عن قوم عندهم مزرعة وجيرانهم غير مسلمين: هل يجوز سرقة زروعهم وبقرهم؟ فأباح ذلك للسائل بشرط أن لا تؤدي سرقته إلى فتنة [شريط 2 وجه ب (709)].

فتواه في جواز أخذ الربا

وأفتى بجواز أخذ الربا من الكفار. فقد سئل الحبشي عن حكم أخذ الربا في لبنان فقال "هذه دار حرب عند الإمام محمد بن الحسن الشيباني، عنده يكفي لكون الدار دار حرب: إظهار أحكام الكفر على وجه الاشتهار.

قيل له: إذن. أخذ الربا جائز؟ أجاب: عند محمد بن الحسن يجوز في لبنان وغيره من كل بلد يظهر فيها أحكام الكفر على الاشتهار [شريط خالد كنعان وجه أ 169].

سئل: هل يجوز لنا أن نعتمد على فتوى محمد بن الحسن؟ أجاب: يجوز لأنه إمام مجتهد.

سئل: البنوك الفرنسية في لبنان ليس فيها أجانب وإنما القائمون عليها مسلمون فهل يشترط أن يكون الموظف كافراً؟ أجاب ليكن الموظف كافراً.

سئل: هذا يصعب فإن موظفي البنك الفرنسي مسلمون أجاب: يوجد يوجد اطلبوهم يوجد مدير للبنك كافر ببيروت.

ثم زاد الأمر تسهيلاً أمام المكثرين من الأسئلة الذين يستدرجونه من أجل مزيد من الترخيص لهم فقال ((ووجود موظفين مسلمين لا يؤثر. إنما الشرط أن يكون مقاولك الذي تتفق معه كافراً. المهم أن تجري عقدك مع كافر)).

سئل: وهل يجوز أن يوكل رجل موظفاً مسلماً موظفاً في البنك فيقول وكلتك في فتح حساب مع موظف نصرني؟ أجاب: يجوز.

ثم قال تلميذه: فإن لم تجد في صيدا موظفاً نصرانياً: فإنك توكل الموظف المسلم أن يفتح لك حساباً في بيروت مع موظف نصراني. فوافق الحبشي قوله. وزاد: فإن وضعته فتكون وافقت مذهب هذين الإمامين الجليلين ما عليك حرج. والأحسن ألا تضع أموالك. فتتوكل على الله وتضعه في البيت فإن كتب الله عليه الضياع فلا بد من ذلك وإن حفظه الله يُحفظ. ولكن إن لم يكن عندك قوة على هذا التوكل فضعه في بنك ليس له مساهم مسلم بل يكون كل المؤسسين كفاراً، ضعه هناك وخذ عليه فائدة، هذا إن أردت أن تستفيد فإن تحققت الاستفادة فإنه يجوز" [شريط (3) ابتداء من الوجه الأول].

أخلاق اليهود

وهذا ليس من خُلُق الإسلام ولا من هدي نبينا بل هو من أخلاق اليهود الذي يقولون "لا تقرض أخاك بربا: للأجنبي تُقرِض بربا ولكن لأخيك لا تُقرِض بربا لكي يباركك الرب إلهك في كل ما تمتد إليه يدك في الأرض التي أنت داخل إليها لتمتلكها [التثنية 23: 19 وانظر أيضاً سفر التثنية 15: 1]. فأين هذا من أخلاق نبينا وهل كان يعامل أعداءه بالربا؟

تحايله على الله

ثم نبه الحبشي السائل فيما لو قيل له: هذا المال الذي تعطيه للكافر: أليس هو يستفيد منه ويأخذ به الربا من مسلمين آخرين؟ فعلمه التحايل بأن يقول "أنا من عندي علم يقين بأن البنك سيأخذ مالي ويعطيه دينا للناس. بل يجوز أن يكون هذا البنك يأخذ مالي للتجارة أو يشتري به بضاعة، ليس عندي علم يقين، أنا أعرف أني وضعت مالي عنده وآخذ منه المبلغ الذي شرط لي كل شهر أو ثلاثة أشهر أو كل سنة". انتهى كلامه بحروفه وهو مسجل بصوته.

ولقد قام أحد أتباعه المقربين إليه (نزار حلبي) يحذر في إحدى خطبه من مشايخ السوء وأئمة الضلال، الذين يفتون بغير علم، ويحلون ما حرم الله ويحرمون ما أحل الله منتهزين فرصة الفوضى في لبنان فقال: قال ابن سيرين "إن هذا العلم دين، فانظروا عمن تأخذون دينكم".

قال: فلا يجوز لك إن سمعت فتوى خاطئة أن تقبلها وتقول هذه فتواه ولا علاقة لي.

قال الله تعالى {وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا} [شريط (3) 310 الوجه الأول].

ولكن: ماذا يقول في شيخه الذي استحل الربا وجعله كالبيع؟ هل يدفعه تعظيم هذه الآيات إلى تحذير الناس منه ومن فتاويه أم أنه سوف يلتمس له التأويلات؟؟

فتواه في حكم إتيان الخنثى في رمضان

•        أفتى الحبشي أن إتيان البهيمة مفسد للصوم غير أنه أفتى بأن مجامعة الخنثى الذي لم يتبين كونه ذكراً أو أنثى في نهار رمضان لا يفطر لوجود آلتين فيه لم يتبين أيتهما الأصل فيه، أما الخنثى الذي اتضحت ذكورته أو أنوثته فإن الجماع في أحد قبليه مفطر (بغية الطالب 192 طلبعة جديدة 243) لكنه استدرك على نفسه قائلاً: إن جومع الخنثى الواضح بآلته الزائدة لا يفطر. بمعنى آخر: عليه أن يفحصه قبل إتيانه خوفاً من أن يفسد صيامه.

وهذا يلزم منه أن اللواط غير مفسد للصوم لأن مؤخرة الخنثى تعتبر عنده وعند من يجامعه آلة زائدة لا أصلية. ثم كيف تكون مجامعة البهيمة في فرجها مفطر عند الحبشي في حين مجامعة الخنثى لا تفسد الصوم؟!

فتواه في الزكاة

يرى الحبشي أن العملة الورقية المستعملة في هذا العصر كالدولار وغيره لا زكاة عليها لأنها ليست داخلة في قوله تعالى {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ} (بغية الطالب 160 – طبعة جديدة 207).

ووافق القول بعدم الزكاة عليها قائلاً "لا زكاة في الأثمان غير الذهب والفضة، لأن النبي لم يذكر غيرها". انتهى [بغية الطالب 169].

فتواه في حكم أوراق اليانصيب

في بادئ الأمر يحرم الحبشي اليانصيب على المكتفي الغني. وتبدأ مرحلة الاستدراج بالسماح للمحتاج أخذ ما يحتاجه مما ربحه اليانصيب ويوزع الباقي على المستحقين، فهذا المال بمنزلة المال الضائع ويجوز إنفاق المال الضائع على المرافق العامة للمسلمين [صريح البيان 136 وقد حذفوا الموضوع بكامله في الطبعة الجديدة وكذل موضوع بيع الصبي وشرائه].

فتاوى مجملة

•        زعم أن الماء الخارج من فم النائم نجس، وأنه يجب غسل اللحم لإزالة الدم (بغية الطالب 121-122 طبعة جديدة).

•        وزعم أنه يحب استقبال القبلة بكل البدن، فلا يجزئ ببعض بدنه (بغية الطالب 134 طبعة جديدة).

•        ذكر أنه يسن تقديم الاستنجاء على الوضوء، فإن أخّر الاستنجاء إلى ما بعد الوضوء صح (بغية الطالب 68 طبعة جديدة 96).

•        وأنه لا يجوز أن يقال لغير المميز "صلّ" (بغية الطالب 136 طبعة جديدة).

•        وأنه يجوز دخول الحمام ولو كان فيه كشف للعورات، ولا يلزم الإنكار إلا في السوأتين" أي لا يُنكَر على من يصلي بالكلسون فقط وجسده كله مكشوف إلا من السوأتين فقط (بغية الطالب 139).

رؤية النبي يقظة:

وسئل عن رجل رأى رسول الله في المنام ما حكم ذلك؟ فقال: بُشراه بأنه لابد أن يرى النبي حقيقة ولو عند الموت [شريط (3) 744 وجه 2].

وقد نقل الحافظ عن القرطبي أن هذا يلزم منه:

1 )  أن يكون من رآه صحابياً.

2 )  أن لا تنقطع الصحبة.

3 )  أن يسلم على القبر وليس فيه أحد [فتح الباري 12/385].

فتواه في حكم الكحول

فبينما يرى تحريم مادة الكحول - الاسبيرتو - لمن يقصدها للسُّكْرِ أو للوقود والتداوي: يفتي لمن يحتاجه للتداوي في الجروح والوقود ونحوها: أن يستعمل حيلة كأن يقول للبائع: بعن هذه الفنينة بكذا: ليس الاسبيرتو الذي فيها، فإني آخذه من غير مقابلة بهذا المبلغ، وإنما هو ثمن القنينة" قال "وهذه حيلة يراد بها التخلص من الحرام" [بغية الطالب 257 (طبعة ثانية 330)] لكنه لم يتكرّم علينا ببيان من الذي استُعملتْ في حقه هذه الحيلة. وهل كانت لتخفى عليه؟

ومن صور هذا التحايل: ما يفعله الأحباش ويفتون به وهو أنه يجوز النظر إلى المرأة غير مباشرة في المرآة أو من وراء الشاشة ولو بشهوة لأنه لا ينظر في حقيقة الأمر إلى زجاج وليس إلى المرأة. وممن أفتى به أيضاً الشيخ عبد وهو أنه يجوز النظر إلى المرأة غير مباشرة في المرآة أو من وراء الشاشة ولو بشهوة لأنه لا ينظر في حقيقة الأمر إلى زجاج وليس إلى المرأة. وممن أفتى به أيضاً الشيخ عبد الغني حمادة من مشايخ إدلب [كتاب (تعاليم الإسلام ص90 و321)].

ومن صور التحايل (التجحيش) ويتم بقصد إرجاع المرأة التي طلقها زوجها عن طريق زواج صوري شكلي يرضى أحد الوسطاء لنفسه أن يكون تيساً مستعاراً ويفتي بعض مشايخ السوء بجواز استعارته منهم الباجوري في حاشيته [حاشية الباجوري على ابن قاسم 1/154].

فتوى تعليق الصلبان لمجرد الخوف

غير أن للحبشي في هذه المسألة فتوى شنيعة أباح فيها لمن ذهب إلى بلاد الكفار أن يعلق صليباً إذا هو خاف على نفسه من أذاهم [الدليل القويم 155]. فالترخيص يحصل عنده بلبس الصليب لمجرد مظنة الأذى وليس عند حصول الأذى لإجباره على لبسه، وفرقٌ بين حصول الإكراه وبين مجرد توقعه.

فتاوى يستنكرها الحبشي

-        وقد ضاق الحبشي صدراً بفتوى الشيخ فيصل مولوي بتحريم اقتناء التلفزيون في هذه الأيام. وأبدى انزعاجه من ذلك قائلاً "فعلى هذا ما سَلِمَ بيتٌ من بيوت المسلمين تقريباً من الحُرمة والمعصية".

-        وكذلك أزعجه فتوى المولوي بأنه لا يجوز التكلم مع البنات من أجل الدعوة إلى الإسلام لأن حجة تبليغ الدعوة للنساء مدخل كبير من مداخل الشيطان. ثم عقب الحبشي قائلاً "وهذا الكلام مخالف لدين الله" ثم أخذ يسرد النقول لإثبات جواز الاختلاط. ثم قال "وهذا يبطل قول فيصل مولوي أن المرأة إذا تعلمت قيادة السيارة من رجل أجنبي مع وجود مَحرَمٍ لها أو رفيقة لا تَسلم من الإثم لكن أقل ذنباً بكثير من عدم وجود محرم. ويبطل ادعاء (مولوي) أن على المرأة أن تتعلم في مدارس خاصة بالنساء [النهج السوي 24 و42].

-        واستنكر فتوى المولوي أنه يُنهى عن السفر إلى بلاد المشركين إلا لضرورة ماسة كطلب علم ونحوه. قال الحبشي معقباً "أيُّ آية أو حديث شرعي فيه ما ادعاه مولوي من هذا الحكم؟ فانظروا إلى هذا الرجل (فيصل مولوي) كيف حرّف دين الله" [النهج السوي 27].

-        واستنكر من المولوي فتواه بحرمة النظر إلى المرأة الأجنبية سواء بشهوة أو بدون شهوة لعموم قوله تعالى {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ} قال الحبشي "فالعجب من رجل تزيّا بزي أهل العلم وتصدّر بمنصب قاضٍ للناس فإننا نطالبه أن يُظهر دليلاً [النهج السوي].

ونحن نسأل: أين الخلق الإسلامي أين السماحة النبوية؟ لنفرض أن المولوي أخطأ أهكذا يكون التعامل مع المخطئين؟

إن ردود الحبشي على المولوي في هذه المسائل لدليل على زيغه وجوره في الحكم وميله مع الهوى وعدم تفهمه لموضوع سد الذرائع وإغلاق وسائل الشر.

فتاوى وآراء الحبشي في المرأة

قال الحبشي "الرسول قال لعلي "إن لك النظرة الأولى وليست لك النظرة الآخرة" ومعنى النظرة الأولى أن الشخص إذا وقع نظره من دون نية التلذذ إلى وجه امرأة: ما عليه ذنب لو استدام هذا النظر، لو ثبت عليه ليس حراماً" [بغية الطالب 224 (طبعة جديدة 280)] وليس في الحديث تعرض لتحريم النظر لو استمر واستدام بلا شهوة" [بغية الطالب 287 (طبعة جديدة 366)].

-        ثم حكم بخطأ النووي في ترجيحه تحريم النظر إلى الوجه على الإطلاق" [بغية الطالب 288 (طبعة جديدة 367)].

-        ويجوز عنده كشف شيء من (بدن) المرأة بحضرة من يحرم نظره إليها.

-        ويجوز أن ينظر الرجل إلى شيء من بدن المرأة الأجنبية التي لا تحل له بلا شهوة [بغية الطالب 288 (طبعة جديدة 367)].

-        ويجوز له النظر إلى محارمه من النساء مطلقاً ما عدا ما بين السرة والركبة إذا كان بغير شهوة. وأما من ذهب إلى أن العورة تزيد على ذلك أي فوق السرة وتحت الركبة فقوله ضعيف [بغية الطالب 290 حذفت هذه العبارة من الطبعة الجديدة].

-        "ويحلّ النظر إلى الصبي أو الصبية اللذين دون سن التمييز إلى ما عدا فرج الأنثى فيحرم النظر إلى فرج الأنثى لغير الأم. وأجاز بعضهم ذلك لغير الأم أيضاً" [بغية الطالب 290 (طبعة جديدة 369)].

•        وأفتى أن الحجاب يكون بستر لون الجلد والشعر (بغية الطالب 104 طبعة جديدة 137)، وبناء على هذا أفتى نزار حلبي بجواز لبس الجينز وهو السروال الضيق والسروال المعروف بال (فيزون) فقال "نعم! فتياتنا يتعطرن ويرتدين الجينز لأننا نجمع بين السترة والموضة" (جريدة المسلمون عدد 407 سنة 1992). ولهذا نرى نساء الأحباش يخرجن بزينتهن وروائح عطرهن إلى الشارع ويلبسن السراويل الضيقة (الجينز أو الفيزون).

فتواه بجواز خروجها رغماً عن إرادة زوجها

وأباح لها الخروج على طاعة زوجها إذا لم يأذن لها بالذهاب لطلب العلم. بل أجاز لها السفر ولو بغير إذنه لاستفتاء المشايخ في أي وقت. قال "تخرج بدون رضاه" [انظر بغية الطالب 202 و268 و 340 طبعة جديدة 342] وهذه دعوة إلى النشوز والتطاول على الزوج. وجعل كلمة الشيخ هي العليا ولو في داخل البيت.

جواز خروجها متعطرة متزينة

قال الحبشي "اعلم أن خروج المرأة متزينة أو متعطرة مع ستر العورة مكروه تنزيهاً دون الحرام، ويكون حراماً إذا قصدت المرأة بذلك التعرض للرجال لتستميلهم إلى المعصية. وأما إذا خرجت متعطرة أو متزينة ساترة ما يجب عليها ستره من بدنها ولم يكن قصدها ذلك فليس في ذلك أكثر من الكراهة التنزيهية، أي أنها لا تعصي" [بغية الطالب 351 (طبعة جديدة 446)]. وكل من يفهم من الحديث تحريم التطيب للمرأة فلا يكون إلا واهماً [بغية الطالب 216-217 (طبعة جديدة 269)]. أما إن قصدت أن يشم الرجال ريحها فهي "شبه" زانية [بغية الطالب 351]. وهو تعديلٌ طفيفٌ على كلام المعصوم.

وقد عدّ ابن حجر الهيتمي خروج المرأة متعطرة متزينة من كبائر الذنوب، قال في الزواجر ما نصه: من جملة الكبائر "خروج المرأة من بيتها متعطرة متزينة ولو بإذن زوجها" [الزواجر عن اقتراف الكبائر (الكبيرة رقم 279)].

وقد احتج الحبشي بما يلي:

•        احتج بقول القرطبي أنه يجوز أن تخرج المرأة متزينة إذا لم تقصد التعرض للرجال، وإنما أرادت الفرح بنفسها [صريح البيان 182 حذفوا هذه الفقرة في الطبعة الثانية]. وقال في كتاب مواهب الجيل (3/405) "وللمرأة أن تتزين للناظرين (أي للخطبة)، ولو قيل إنه يجوز لها التعرض لمن يخطبها إذا سلمت نيتها في قصد النكاح لم يبعد" وقال البهوتي في كشف القناع [كشاف القناع عن متن الإقناع 1/82] "ولها تحسين وجهها وتحميره ونحوه من كل ما فيه تزيين" [صريح البيان 186]. فتحريم خروج المرأة متعطرة على الإطلاق هو تشريع. قال الأصوليون: التشريع كفر أو كبيرة" [صريح البيان 186 (الطبعة الجديدة 350)].

وزعم أن الأمر قد التبس على بعض الناس فظنوا أن الآية {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ} يراد بها تحريم الزينة على النساء في غير حضرة الزوج والمحارم للنساء، متوهمين أن الزينة هي الزينة الظاهرة باللباس والحلي فوضعوا الآية في غير موضعها. والأمر الصحيح المراد بالآية كشف الزينة الباطنة من الجسد وهو ما سوى الوجه والكفين والقدمين عند بعض الأئمة بخلاف الزينة المستثناة في آية {إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا} فإن الله تعالى أباح كشف الوجه للحرة وغيرها لحجة الخلق إلى ذلك [صريح البيان 186 (الطبعة الجديدة 351)].

تشبيه أحد الجنسين بالآخر

وشدد على تحريم تشبه الرجال بالنساء والعكس، وأجاد في إيراد الأدلة من نصوص الكتاب والسنة: ولكن؛ ماذا عن اللباس الذي تلبسه تلميذاته من السروال الضيق مع الحجاب في نفس الوقت. أليس لبس السروال الضيق فيه تشبه بالرجال. قال نزار الحلبي "إنما هذا توفيق بين الموضة وبين اللباس الشرعي" وكأن الموضة تشريع آخر!!.

ملاحظة: قال الحبشي "وكذلك عورة الرجل مع الرجل" اعتبرها الحبشي عورة أي أنه اعتبر الفخذ عورة ، أثبت ذلك في الطبعة الجديدة (بغية الطالب 369) دون القديمة، بينما صرح في كتابه (صريح البيان 156 ط: جديدة 291) أن الفخذ ليس بعورة.

عدم تغطية الرجلين

وتلميذاته يخرجن كاشفات عن سيقانهن، ويزدرين بالمرأة التي تطيل ثيابها إلى أسفل القدمين، ويعتبرن ذلك من التطرف والتنطع، وإذا سُئِلنَ عن ذلك أجَبْنَ بأن الشيخ رخّص لهن. وصِرنَ يظهَرْنَ بمظهر مثير للفتنة وبكامل الزينة مع الحجاب، ولم تتوقف فتواه على حد النظر. بل أدت إلى التهاون في أمور تؤول إلى الفاحشة مثل مفاخذة المرأة بحجة أنها من صغائر الذنوب وأنه لا يجوز أن توصف بأنها زنى، ونحن لا نبدل كلام نبينا الذي وصف ما هو أدنى من المفاخذة بأنه زنى فقال "العين تزني وزناها النظر، والفم يزني وزناه القُبل [رواه البخاري (6612) و(6643)]. فوصف ما دون المفاخذة بأنه زنى مع أنه ليس فيه حدّ الزنا. ونحن لسنا بأدق وصفاً وأكثر ورعاً وأفصح بياناً من النبي . فالسارق الذي يسرق أقل من ربع الدينار لا يُقامُ عليه الحد ومع ذلك يوصف بأنه سارق.

وعلى افتراض عدم إقامة الحد عليها فإن فيها "تعزير" وهو حد يحدده الإمام أو القاضي وقد أقام علي رضي الله عنه الحد على رجل وامرأة وجدهما في لحاف واحد. وحين يجد أتباعه أن شيخهم ينكر أن توصف المفاخذة بأنها زنى: فماذا يمنعهم بعد ذلك من أن يمارسوا "ما ليس بزنى"!!!

وقد اعتمد صاحب (ناجي بيتش) لفتح ناديه على فتوى شيخه الذي أفتاه أن التعري على الشواطئ من الصغائر. وحدثني أخوة في الدانمارك أن أتباعه يزنون بالنساء الكافرات "نكايةً في دينهنّ" {الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ}.

فتواه إباحة المصافحة بين الجنسين

وقد أباح للرجل وضع يده بيد امرأة لا تحل له واشترط أن يكون ذلك بحائل [صريح البيان 144] وهذا استدرج إلى إباحة المصافحة بعد التحريم. إذ يصح فيمن تشابكت يده بيد امرأة ولو من حائل أن يقال إنه صافحها.

وردّ قول عائشة "لا والله ما مست يد النبي يد امرأة قط" [البخاري (4891)] وردَّ حديث أميمة "إني لا أصافح النساء وإنما قولي لمئة امرأة كقولي لامرأة واحدة" [رواه الترمذي (1597) بسند صحيح].

وهذا الالتواء لا يصدر من مؤمن مخلص يريد الخير والنصيحة للمسلمين ويسد أمامهم ذرائع الفاسد ووسائل الشر وأبوابه، لا سيما وقد ثبت عن النبي الوعيد الشديد في ذلك، فعن معقل بن يسار مرفوعاً "لأن يُطعن في راس رجُلٍ بمخيطٍ خيرٌ من أن يمس امرأة لا تحِلّ له" [سلسلة الصحيحة 226].

إباحة الاختلاط

قال "وجاء في الموطأ [على الموطأ وليس فيه] هامش التاج والإكليل لمحمد بن يوسف العبدري (1: 499) أنه سئل مالك هل يجوز أن يأكل الرجل وزوجته مع رجل آخر؟ فقال مالك لا بأس بذلك إذا كان ذلك على ما يعرف من أمر الناس [صريح البيان 178] ليخلص إلى القول بأنه من أحاديث رسول الله وكلام العلماء يتبين لنا أن اختلاط الرجل بالنساء ليس حراماً [صريح البيان 179].

-        وهو يأتي بالأدلة على مشروعية تزين المرأة لخاطبها ويطرحها فيظنها أدلة على جواز التزين خارج البيت.

قال "وقال القرطبي ما نصه: يجوز خروج المرأة متزينة إذا لم تقصد التعرض للرجال، بل أرادت الفرح بنفسها، وهذه المسألة في الحقيقة إجماع لأن العروس لما تزف تكون في زينة". "وقال إمام المالكية عبد الله المغربي المعروف بالحطاب في كتابه مواهب الجليل (3: 405) ولها أن تتزين للناظرين بل لو قيل بأنه مندوب ما كان بعيداً. ولو قيل أنه يجوز لها التعرض لمن يخطبها إذا سلمت نيتها في قصد النكاح لم يبعد" [صريح البيان 186]. وقال البهوتي في كشف القناع (1: 82) "ولها حلق الوجه وحفصه نصاً والمحرم إنما هو نتف شعر وجهها".

ولها تحسينه وتحميره ونحوه من كل ما فيه تزيين له" [صريح البيان 186].

وقال القفال الشاشي في الحلية (2: 45) ويحرم على المرأة أن تصل شعرها بشعر نجس، فأما إن وصلته بشعر طاهر أو حمرت وجهها أو سودت شعرها أو طفرت أناملها ولها زوج لم يكره.

جواز محادثة المرأة من غير حاجة

ولا بأس بأن يتكلم مع النساء بما لا يحتاج إليه وليس هذا من الخوض فيما لا يعنيه [صريح البيان 191]. ونحن نسأل: ما هو الشيء الذي يجعله يكلمها ولو من غير حاجة! ألعله يسألها عن حال الطقس!

سب الصحابة

وقد حكم الحبي على معاوية بأن كان يأمر بأكل أموال الناس بالباطل والقتل [إظهار العقيدة السنية 182]، وبالرغم من ادعائه الالتزام لطريقة الرفاعي والجيلاني إلا أننا نلحظ مخالفته لهما في موقفهما من معاوية:

•        فالشيخ عبد القادر الجيلاني يقول "اتفق أهل السنة على وجوب الكفّ عما شجر بين أصحاب رسول الله والإمساك عن مساؤئهم، وإظهار فضائلهم ومحاسنهم، وتسليم أمرهم إلى الله عز وجل على ما جرى من اختلاف علي وطلحة والزبير وعائشة ومعاوية رضي الله عنهم" [الغنية لطالبي الحق 79].

•        وكان أبو حامد الغزالي يثني على معاوية خيراً ويقول إنه اجتهد وأخطأ في اجتهاده [إحياء علوم الدين 1/115].

•        وكان الشيخ أحمد الرفاعي رحمه الله يأمر بالكف عما شجر بين أمير المؤمنين علي ومعاوية ويقول: معاوية اجتهد وأخطأ وله ثواب اجتهاده، والحق مع علي وله ثوابان، وعلي أكبر من أن يختصم في الآخرة مع معاوية على الدنيا، ولا ريب بمسامحته له، وكلهم على الهدى" [روضة الناظرين 56].

ويذكر الحبشي عن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي أنه لم يصح عن النبي شيء في فضل معاوية شيء [الموضوعات 2/24. فتح الباري 7/104]. مع أنه ثبت دعاء النبي لمعاوية وفيه "اللهم اجعله هادياً مهدياً، واهده واهد به" أخرجه البخاري في التاريخ 4/1/327 وابن عساكر في تاريخه 2/133/1) ورجاله كلهم ثقات: رجال مسلم وهذا شأن الحبشي فإنه يأتي بالضعيف والموضوع ليتجمل إلى الشيعة لأن هذا الوقت موسم للتجمل كما لا يخفاك!

وقد حشا في كتابه (صريح البيان) جملة من أحاديث الشيعة ورواياتهم لا سيما روايات الاختلاف بين علي ومعاوية من غير تحقق ولا تثبت، ويأتي بروايات المسعودي صاحب مروج الذهب [صريح البيان 93] وهو شيعي جلد، قال عنه الحافظ ابن حجر "كتبه طافحة بأنه كان شيعياً معتزلياً [لسان الميزان سير أعلام النبلاء 15/569].

ويعتمد روايات الواقدي وسيف بن عمر الضبي وهشام الكلبي ولوط بن يحيى الكوفي (أبو مخنف) الشيعي الكذاب [صريح البيان 96 و 97 و99 و100 و103 و105 وفي الطبعة الجديدة 223 وانظر 211 إلى 222]، مثل أن معاوية كان يرسل الأصنام يبيعها للوثنييين في الهند، وأنه أوصى ولده أنه إذا أمسك بابن الزبير أن يقطعه إرباً إرباً وأنه ذاق حلاوة الدنيا وأراد الملك والعلو في الأرض فتباكى على دم عثمان ولم ين له سابقة في الإسلام يستحق بها طاعة الناس وليس في قلبه خشية لله ولا تقوى وأنه ملك جبار خدع أتباعه بقوله إمامنا قُتِل مظلوماً. . الخ".

وهذه رواية لوط بن يحيى قال ابن عدي "شيعي محترق له من الأخبار ما لا أستحب ذكره" وقال ابن حجر "إخباريٌ تالف لا يوثق به" وقال الرازي "ليس بثقة متروك الحديث" [الكامل في الضعفاء 6/93 لسان الميزان 4/584 الجرح والتعديل 7/182 سير أعلام النبلاء 7/301].

•        لكن الحبشي لم يتركه بل تعلق بأكاذيبه لحقد وتشيع عنده، فكيف يكون أميناً على عقائد الناس؟ ولا يزال أتباعه ينادون في الناس "انظروا عمن تأخذون دينكم" وهُمْ والله أولى بالنصيحة من غيرهم، لا ينظرون عمن أخذوا دينهم ولا يفحصون ما يورده لهم الحبشي من أكاذيب الشيعة ومخلفات المعتزلة والجهمية أسأل الله أن ينوّر قلوبهم للحق وأن يهدينا وإياهم سواء السبيل.

من أنكر صحبة عمر والصحابة لا يكفر!

قال الحبشي "من أنكر صحبة أبي بالقلب أي اعتقد أن أبا بكر ليس صاحباً لرسول الله فقد كفر، أما من أنكر صحبة عمر أو صحبة عثمان أو صحبة علي فلا يُكفّر، وذلك لأن الله ما نص في القرآن على صحبة عمر أو علي أو عثمان، أما أبو بكر فقد نص الله على صحبته في القرآن فقال تعالى {إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا} فقد أجمع المسلمون على أن المراد بالصاب هنا هو أبو بكر (بغية الطالب 32 طبعة جديدة 47). وإذا كان الحبشي يكفر منكر صحبة أبي بكر بديل الإجماع أليس صحبة عمر وعثمان مما أجمع عليه أئمة المسلمين أيضاً؟

الصحابة مقلدون!!

ذكر الحبشي أن أغلب أصحاب النبي كانوا مقلدين. وذكر بأن المجتهدين من الصحابة ستة فقط. وأن النبي كان يعلم أن أكثرهم لا يستطيعون استخراج الأحكام من القرآن والسنة [شريط (3) 744 وجه (1)].

وهذا استخفاف بالصحابة الكرام بناء على ما اتفق عليه من أن المقلد جاهل وأنه ليس من أهل العلم. قال السيوطي "إن المقلد لا يسمى عالماً" [نقله السندي في حاشية ابن ماجة 1/7 وأقره].

والحق أن من تأمل سيرة الصحابة رضي الله عنهم رأى أنهم كانوا إذا ظهرت لهم السنة لم يكونوا يدعونها لقول أحد كائناً من كان. وكانوا أحرص الناس عملاً بهذه الآية {فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} [النساء 59].

إبطال دعواهم أنهم على منهج الشافعي

وقد زعم أحد الأحباش أنهم على مذهب الشافعي عقيدة وفقهاً [عن مجلة الشراع العدد 558]. قلت: أما هذه فلا!

فمتى كان الشافعي يبيح الربا وقد خالف شيخكم صريح مذهبه في ذلك وأخذ بمذهب أبي حنيفة في جواز أخذ الربا من الكافر الحربي.

ومتى كان مذهب الشافعي الطعن في أصحاب رسول الله ؟

ومتى كان مذهب الشافعي إعمال الحِيَل على الله؟ كما فعل شيخكم في مسألة (الكحول). ومسألة أكل الثوم والبصل لمن رغب عن دخول المسجد. ومسألة شراء الكتب الفاسدة المخالفة!

وهل كان مذهب الشافعي تأويل الصفات وانتهاج علم الكلام وهو القائل للربيع "لا تشتغل بالكلام فإني اطعلتُ من أهل الكلام على التعطيل" [سير أعلام النبلاء 10/28] وقال "حكمي في أهل الكلام أن يُضربوا بالجريد ويحملوا على الإبل ويطاف بهم في العشائر والقبائل ويُنادى عليهم: هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة وأقبل على الكلام" [سير أعلام النبلاء 10/29 صون المنطق 65 الحلية 9/116 مناقب الشافعي 1/462]. وتواتر عنه ذمه لأهل الجدل والكلام مهما حاول الحبشي تأويله والتماس الأعذار له؟

وصدق أبو حنيفة حين حكم على المتكلمين أنهم: "قاسية قلوبهم غليظة أفئدتهم لا يبالون مخالفة الكتاب والسنة، وليس عندهم ورع ولا تقوى" [سير أعلام النبلاء 6/399 مفتاح دار السعادة 2/136].

-        ومتى كان الشافعي يوافق أناشيدكم ورقصاتكم المصحوبة بالآلات الموسيقية التي يصفق لها النساء قبل الرجال، قد أضحكتم علينا أعداء المسلمين حين رأوكم حتى قالوا إن دين هؤلاء طبلٌ ورقص، ورأوا قائدكم الموسيقي (المايسترو الإسلامي) النجم الفنان جمال شماعة! على غرار الفِرَق الموسيقية الغربية !! قد أضحكتم الناس عليكم بهذه الظاهرة الغريبة الشاذة!.

ومتى كان الشافعي يوافق هذه الطرق الصوفية كالرفاعية والنقشبندية الخائضة في وحدة الوجود، التي جعلت من مشايخ الطريقة آلهة يُعبَدون! يحيون الموتى وينقلون المرض من شخص لآخر ويستقطعون الأراضي في الجنة، ولذا قال الشافعي "لو أن رجلاً تصوف أول النهار، لا يأتي الظهر حتى يصير أحمق، وما لزم أحد الصوفية أربعين يوماً فعاد إليه عقله أبداً" [تلبيس إبليس لابن الجوزي 371] وهذه الحماقة المخالفة لما كان عليه السلف من أعظم مظاهر التشويه في أعينُ غير المسلمين.

أكذوبة علم الكلام السني

•        ولما رأى الحبشي تواتر الروايات عن الشافعي وغيره في ذم علم الكلام وأهله بما لا يمكن دفعه لجأ إلى حيلة أخرى: فجعل علم الكلام ينقسم إلى نوعين:

          1 )  علم كلام (سني) مطلوب.

2 )  وعلم كلام (مذموم). تمويهاً على الناس. والجواب:

أولاً: أنه ثبت رجوع الجويني والرازي والباقلاني عن علم الكلام كما نص عليه الحافظ بن حجر والذهبي والسبكي وغيرهم، وكانوا قبل توبتهم على المذهب الأشعري ولم يكونوا آنذاك معتزلة.

ثانياً وذكر حافظ المغرب وفقيهها ابن عبد البر بسنده عن فقيه المالكية أبي بكر بن خويزمنداد عند شرح كلام مالك بن أنس "لا تجوز شهادة أهل الأهواء بالبدع" قال "أهل الأهواء عند مالك وسائر أصحابنا هم أهل الكلام، فكل متكلم فهو من أهل الأهواء والبدع أشعرياً كان أو غير أشعري ولا تُقبل له شهادة في الإسلام أبداً ويُهجَر ويؤدّب على بدعته" [جامع بيان العلم 2: 96 وقد حذف طاش كبري زادة من النص ما يتعلق بالأشاعرة (مفتاح السعادة 2: 137)].

ثالثاً: أن هناك قاسماً مشتركاً بين الأشعرية والمعتزلة وهو علم الكلام. فمع وجود الاختلاف في بعض المسائل بينهم إلا أنهم متفقون على تنصيب علم الكلام في مسائل العقيدة. فما موقف الحبشي من هذه الحقيقة الفاضحة؟

خادم علم الكلام وليس علم الحديث

الحبشي لا يرعى لأسماء الله وصفاته حرمة فإنه لا يزال يعبث فيها على غير علم ولا هدى. حتى صار يفتي بان الله ليس على كل شيء قدير وأن القرآن الكريم ليس كلام الله. وزعم أنه يستخدم التأويل في صفات من أجل تنزيه الله عن التشبيه. وهذه الذريعة كانت من قبل ذريعة الجهمية والمعتزلة، الذي توصلوا بهذه الذريعة إلى تعطيل ما وصف الله به نفسه.

ونحن نتفق معه في أن تشبيه الله بخلقه كفر، لكننا نخالفه في اعتقاده أن إثبات ما وصف الله به نفسه مقروناً بالتنزيه يكون تشبيهاً. لأنه معلوم بالاتفاق أن السلف لم يؤولوا الصفات بل أثبتوها ونفوا عنها التشبيه. وهذه الطريقة الوسط التي لا تؤدي إلى تشبيه المشبّهة ولا تعطيل المعطلة.

مذهب عبد القادر الجيلاني في الصفات

مثاله قول الشيخ عبد القادر أن الله "يقبض ويبسط ويفرح ويحب ويكره ويبغض ويرضى ويغضب ويسخط وله يدان وكلتا يديه يمين وأن قلوب العباد بين أصبعين من أصابعه، وأنه بجهة العلو مستو، على العرش محتو، وأن النبي شهد بإسلام الجارية لما سألها: أي الله؟ فأشارت إلى السماء، وأن عرش الرحمن فوق الماء، والله تعالى على العرش ودونه سبعون ألف حجاب من نور وظلمة، وأن للعرش حد يعلمه الله.

وأنه ينبغي إطلاق صفة الاستواء من غير تأويل وأنه استواء الذات على العرش لا على معنى القعود والمماسة كما قالت المجسمة والكرامية ولا على معنى العلو والرفعة كما قالت الأشعرية ولا على معنى الاستيلاء كما قالت المعتزلة [وهو قول الأشعرية اليوم] وأنه ينزل في كل ليلة إلى السماء الدنيا كيف شاء لا بمعنى نزول الرحمة وثوابه على ما ادعت المعتزلة والأشعرية" [الغنية 54 و56 و57].

 ضرورة تأدب الحبشي وأتباعه مع الله

وطريقته في النهي عن إساءة الأدب مع الله لا تخلو من إساءة للأدب. فإنك لو قلت للسلطان: لست بزبّال ولا سبّاك ولا إسكافي لبادر إلى تأديبك على هذا التنقيص. وليس أدلّ على هذا التنقيص مما نراه في كلامه من الألفاظ الشنيعة في حق الله، فقد أخذ يحذر الناس من الألفاظ السيئة في حق الله لكنه أخذ ويفصل ما ليس من الأدب تفصيله كقوله "ومن قال أخت ربك" "خلصني من ربك" "حل عني أنت وربك" "وحياة شوارب الله" يا .؟. الله" "دخيل رجلين ربك" "أكون قواداً إن صليت" [النهج السليم 57 الدليل القويم 145 بغية الطالب 41] إن أكثر الناس فسقاً لا يخفى عليهم أن هذه الألفاظ من ألفاظ الكفر. ولكن أهل الكلام لفساد منهجهم: لا يعون دور الفطرة ويفصلون ما لا وجه لتفصيله لأنه مركوز في الفطرة. إنهم يضعون أمامك مقدمات طويلة ليثبتوا لك في النهاية أن الله قديم وما سواه حادث وأنه موجود وهو أمر تعرفه الفطرة بالضرورة.

اصطلاحات وألفاظ فقهية عقيمة

وله ألفاظ مستقبحة في الفقه كقوله "خروج المني أي ظهوره إلى ظاهر الحشفة ووصوله إلى ظاهر فرج البكر، أو وصوله إلى ما يظهر من فرج الثيب عند قعودها على قدميها. وعلامة المني التي يعرف بها التدفق أي الانصباب بشدة أو التلذذ بخروجه أو ريح طلع النخل أو العجين في حال الرطوبة، وريح بياض البيض بعد الجفاف.

والجماع: إيلاج الحشفة أو قدرها من فاقدها في فرج ولو دبراً أو فرج بهيمة أو ميتة فلا يجب غسل الميتة من ذلك. النفاس وهو الدم الخارج بعد الولد ولو مجة أي قدر بزقة واحدة [بغية الطالب 70].

التوسل بدعاء المومسات

ومن المضحكات ما حكاه هذا "الواعظ" قال "وكان الشيخ بدر الدين الحسنى يذهب إلى سوق الزانيات ويسألهن الدعاء له. وكان يرسل إليهن رجلاً يبعث معه مبالغ من المال ليعطيها إليهن، فأتى رئيسة بنات الخطأ وأمرها أن تجمع له كل الزانيات بعد أن يغتسلن جميعهن. وبعد اجتماعهن سأل المومسات الدعاء للشيخ بظهر الغيب، فدعون له وصرن يبكين ثم أعلنت جميعهن توبتهن [شريط 11 وجه (أ) 285-300].

 مقتضيات خدمة علم الحديث

هل الحبشي حقاً محدِّث عصره، وأنه خادم علم الحديث؟ دعونا نلق نظرة على طريقته في رواية الأحديث. فإن من مقتضى خدمة الحديث نقد الرواية والتأكد من صحتها قبل الاحتجاج بها وتعليمها للعوام، وعدم جمعها جمع حاطب ليل.

-        لقد اتهم الحبشي الذهبي بأنه متساهل في رواية الحديث وأنه يأتي بأحاديث غير ثابتة من غير تبيين لدرجتها من حيث الصحة [إظهار العقيدة السنية 97].

-        والصحيح أنه هو المتساهل في تبيين درجة الأحاديث، وقد رصدتُ له روايات كثيرة بين موضوع وضعيف يتمسك بها لمجرد موافقتها لمذهبه. لا سيما روايات الفتن بين الصحابة والتي اختلقها لوط بن يحيى وسعيد الضبي وغيرهما من الشيعة، والتي جعلته ينتقص أصحاب النبي كمعاوية وخالد بن الوليد وعمرو بن العاص [انظر كتابه صريح البيان ص 110]، وقد فصلت ذلك في كتابي شبهات أهل الفتنة وأجوبة أهل السنة ففيه تفاصيل الرد عليه وإبطال رواياته المردودة التي نقدها كبار الحفاظ والنقاد من أهل العلم.

 نموذج من تساهله في الرواية

وهذه رواية من كتابه (المولد النبوي) وفيها من الأساطير ما يؤكد أن الحبشي يميل مع الموضوع والمكذوب الذي يرمي به الذهبي. يقول:

•        لما حملت آمنة برسول الله كانت ترى الطيور عاكفة عليها إجلالاً للذي في بطنها وكانت إذا جاءت تستقي من بئر يصعد الماء إليها إلى رأس البئر إجلالاً لرسول الله. قالت وكنت أسمع تسبيح الملائكة حولي ثم أتاني ملك فقال إنك قد حملت بسيد المرسلين.

•        ولما مات عبد الله ضجت الملائكة إلى باريها وقالت: إلهنا يبقى نبيّك وحبيبك يتيماً؟ قال الله تعالى: اسكتوا يا ملائكتي [هل يجوز أن يقال (قال الله) بسند كاذب وهل حقاً قال الله ذلك لملائكته؟]!.

•        قالت آمنة: لما كان أول شهر من شهوري، إذ دخل علي رجل حسن الوجه طيب الرائحة: وهو يشير بيده إلى فؤادي ويقول: مرحباً مرحباً بك يا محمد.

•        فلما كان في الشهر الثاني دخل علي رجل جليل القدر، وهو يشير بيده إلى فؤادي ويقول: السلام عليك يا رسول الله. قلت له سيدي من أنت. قال: أنا شيث. قلت وما تريد يا شيث قال: أبشري يا آمنة. فقد حملتِ بالنبي الكريم والسيد العظيم. الضبُّ له يكلِّم. والحجر له يسلّم. ثم انصرف.

•        فلما كان في الشهر الثالث دخل عليَّ رجلٌ له سكينة ووقار وهو يشير بيده إلى فؤادي ويقول: السلام عليك يا مزمِّل. قلت له: سيدي من أنت؟ قال أنا النبي إدريس. فقلت: وما تريد يا إدريس؟ قال: أبشري يا آمنة، فقد حملت بالنبي الرئيس [ص 8 و9].

•        فلما كان في الشهر الرابع دخل عليّ رجلٌ أسمر مليحُ المنظر وهو يشير بيده إلى فؤادي ويقول: السلام عليك يا صادق. السلام عليك يا صفوة الكريم الخالق. فقلت له سيدي من أنت؟ قال أنا نوح. فقلت وما تريد يا نوح؟ قال: أبشري يا آمنة: فقد حملتِ بالنبي الممنوح الذي ذكاؤه في الآفاق يفوح.

•        فلما كان في الشهر الخامس دخل علي رجل حسنه مُكمَّل، ووجهه مُجمَّل، وهو يشير بيده إلى فؤادي ويقول: السلام عليك يا زين المرسلين. السلام عليك يا إمام المتقين. قلت له سيدي من أنت؟ قال أنا نبي الله هود. قلت وما تريد يا هود. قال: أبشري يا آمنة فقد حلت بالنبي المسعود.

•        فلما كان في الشهر السادس دخل علي رجل جليل المقدار كثير الأنوار وهو يشير بيده إلى فؤادي ويقول: السلام عليك يا بغية المطلوب. فقلت له سيدي من أنت؟ قال أنا إبراهيم قلت: ما تريد يا إبراهيم: فقد حملت بالنبي الجليل والرسول الفضيل. ثم انصرف.

•        فلما كان في الشهر السابع دخل رجل أملح ووجهه من البدر أصبح وهو يشير إلى فؤادي ويقول: السلام عليك يا صفوة الإله، السلام عليك يا عظيم الجاه، فقلت له: سيدي من أنت؟ قال: أنا أبوه إسماعيل الذبيح. فقلت له سيدي وما تريد؟ قال أبشري يا آمنة فقد حملت بالنبي المليح. صاحب النسب الصحيح واللسان الفصيح. ثم انصرف.

•        فلما كان في الشهر الثامن دخل رجل طويل القامة مليح الهامة وهو يشير إلى فؤادي ويقول: السلام عليك يا إمام الأبرار، السلام عليك يا حبيب الملك الجبار، فقلت له: سيدي من أنت؟ قال: أنا موسى بن عمران. قلت وما تريد يا موسى؟ قال: أبشري يا آمنة. فقد حملت بنزل عليه القرآن. ويكلمه الرحمن. ثم انصرف [المولد النبوي 10-11].

•        فلما كان في الشهر التاسع دخل علي رجل لابس الصوف، وهو بالبادة موصوف. فأشار بيده إلى فؤادي ويقول: السلام عليك يا زين الخلائق. فقلت له: سيدي من أنت؟ قال: أنا عيسى بن مريم. فقلت وما تريد يا عيسى؟ قال أبشري يا آمنة: فقد حملت بالنبي الأكرم. وفي هذا الشهر تضعين محمداً .

•        قالت آمنة: وبقيت في المنزل وحيدة، إذ سمعتُ حركةً بين السماء والأرض. ورأيت ملكاً عظيماً بيده ثلاثة أعلام. فنشر الأول على مشرق الأرض. والثاني على مغربها. والثالث على البيت الحرام. فنظرت إلى ركن المنزل وقد ظهر منه أربع نساء، طوال كأنهن الأقمار. متزرات. فقلت لهن من أنتن: فقالت الأولى: أنا مريم بنت عمران. والتي على يسارك سارة. والتي تناديك من خلفك هاجر أم إسماعيل الذبيح [كأني بهذه الرواية دسيسة يهودية جعلت هاجر من الخلف لأنهم يزدرونها ويصفونها بأم إسماعيل الوحشي] والتي أماك آسيا بنت مزاحم امرأة فرعون. فتقدمت الأولى وقالت: أبشري يا آمنة، من مثلك وقد حملت بسيد أهل الأرض والسماء. ثم جلست بين يدي وقالت: ألق بنفسك علي وميلي بكليتك إلي [ص 12-13].

قالت آمنة: وفي تلك الساعة رأيت الشهب تتطاير يميناً وشمالاً، ورأيت المنزل قد اعتكر عليّ بأصوات مشتبهات، ولغات مختلفات، فأوحى الله تعالى إلى رضوان: يا رضوان زيِّن الجِنان، واهتز العرش طرباً، ومال الكرسي عجباً، وتجلى الملك الديان من غير حركة ولا انتقال [أيعقل أن تنزه آمنة ربها عن الحركة كأنها كانت خبيرة بمذهب آرسطو؟ ثم يتحدث ابنها عن علو الله ونزوله ومجيئه من غير أن ينزهه عن الحركة والانتقال؟].

ثم إن الله تعالى أوحى إلى جبريل أن صُفَّ أقداح راح الشراب [انظر كيف يفترون على الله الكذب. لمن يُوزع الشراب أعلى الملائكة الذي لا يأكلون ولا يشربون أم على أهل الأرض؟] وانشر نوافح المسك الذكية، وعطِّرِ الكونَ بالروائح الطيبة الزكية، وافرش سجادة القرب، وقيل يا مالك أغلق أبواب النيران، وصفِّدِ الشياطين.

قالت آمنة: ولم يأخذني ما يأخذ النساء من الطلق، إلا أني أعرق عرقاً شديداً، كالمسك الأذفر لم أعهده قبل ذلك من نفسي، فشكوتُ العطش، فإذا يملك ناولني شربة من الفضة البيضاء، فيها شراب أحلى من العسل، فشربتها، فأضاء علي منها نور عظيم. فبينما أنا كذلك، إذا أنا بطائر عظيم أبيض قد دخل علي وأمرَّ بجانبه جناحيه على بطني، وقال: انزل يا نبي الله . فأعانني عالم الغيب والشهادة على تسهيل الولادة، فوضعت الحبيب محمداً [المولد النبوي ص 16-17]. فلما خرج مني خرج معه نور أضاء له المشرق والمغرب. وولد مكحولاً مدهوناً مسروراً مختوناً.

وحين وُلِدَ سارَعتْ إلى طلعته المباركة ثلاثة من الملائكة. مع أحدهم طسط من الذهب، ومع الثاني إبريق من الذهب، ومع الثالث منديل من السندس الأخضر.

•        قالت آمنة بنت وهب: فلما وضعت رسول الله رأيته رافعاً رأسه إلى السماء، مشيراً بأصبعه، فاحتمله جبريل وطارت به الملائكة. ولفَّه ميكائيلُ في ثوب أبيض من الجنة وأعطاه إلى رضوان [الملك] يزُقُّهُ كما يزقُّ الطيرُ فرخَه. فقال له رضوان: يكفيك يا حبيب الله فما بقي لنبي علم وحلم إلا أوتيتَه. وإذا منادٍ ينادي: طوفوا به مشارق الأرض ومغاربها. وأعرضوه على موارد الأنبياء. وأعطوه صفوة آدم [ذكر قبل ذلك أنه أعطي صفوة الله. وها هو يذكر الآن أنهم أعطوه صفوة آدم].

فقالت الطير نحن نكفله، وقالت الملائكة: نحن أحق به. وقالت الوحوش: نحن نرضعه. قال الله: أنا أولى بحبيبي ونبيي محمد . فإني قد كتبت أن لا ترضعه إلا أمتي حليمة [ص 20] فأدارته إلى ثديها الأيسر فامتنع إلهاماً من الله تعالى وتحريكاً كأنه قد علم أن له في ذلك شريكاً [المولد النبوي 19-22].

•        ثم قال بعد هذه الأكاذيب "ليعلم المطالعون لهذا المولد أن أغلب الأحاديث المتعلقة بالمولد ليست صحيحة الأسانيد إذ لم يصح منها إلا القليل. وهناك كُتبٌ ألِّفَتْ في المولد فيها الكذب الصريح".

قلت: ومنها هذا الكتاب.

إن هذه الطريقة التي ينتهجها الحبشي وأهل الكلام إن هي إلا مصداق قوله :

"يكون في آخر الزمان دجالون كذابون يأتونكم من الأحاديث بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم فإياكم وإياهم لا يضلّونكم ولا يفتنونكم" [رواه مسلم في مقدمته (7)].

فانظر فكيف يتهم الحبشي غيره بالتساهل في الرواية في حين يروي هو صريح المكذوب والموضوع دفاعاً عن عقيدته. ورغبة وميلاً إلا خرافاته [لعله اقتبس هذه الرواية الخرافية من كتاب عنوان الشريف لمؤلفه أبي الحسن نور الدين علي بن ناصر المكي. وهو رجل حلولي يزعم أن الله أودع نوره اللاهوتي في الشبح الناسوتي، نقله من مستودع أمين إلى قرار مكين (عنوان الشريف 46) ويعني بذلك اتحاد نور الله في جسد النبي وهو من جملة ضلالات الصوفية الحلولية].

 مسخ النصوص واعتسافها وله مخالفات لصريح قول النبي :

-        ففي قول "لأن يجلس أحدكم على جمرة فتحرق ثيابه وتخلص إلى جلده خير له من أن يجلس على قبر" قال الحبشي "المراد بالجلوس الجلوس للبول أو الغائط، فلا يحرم الجلوس على القبر لغير ذلك" [بغية الطالب 325].

وهذا باطل أبطله النووي حيث قال "المراد بالجلوس القعود عند الجمهور. وأبطله مالك بقوله "هو تأويل ضعيف أو باطل" نقله الحافظ [فتح الباري 3: 224] وقال "ويؤيد مذهب الجمهور ما أخرجه أحمد من حديث عمرو بن حزم الأنصاري مرفوعاً "لا تقعدوا على القبور" وفي رواية له عنه "رآني رسول الله وأنا متكئٌ على قبر فقال: لا تؤذ صاحب القبر" وإسناده صحيح، وهو دال على أن لمراد بالجلوس القعود على حقيقته. قال واستدل ابن حزم بما ورد في قوله "لأن يجلس أحدُكم على جمرة فتحرِقَ ثيابه فتخلُصَ إلى جلده" قال ابن حزم" وما عهدنا أحداً يقعد على ثيابه للغائط، فدل على أن المراد القعود على حقيقته. وقال ابن بطال "التأويل المذكور بعيد، لأن الحدث على القبر أقبح من أن يُكرَه وإنما يُكره الجلوسُ المتعارف" [فتح الباري 3: 224].

-        وفي حديث "إن العبد ليتكلم بالكلمة لا يرى بها بأساً يهوي بها في النار سبعين خريفاً". قال الحبشي "وذلك محل الكفار لا يصله عصاة المسلمين" [بغية الطالب 26]. وبناء عليه يصير الوعيد في الحديث موجهاً إلى الكفار لا إلى المسلمين وهو باطل، وإلا فكيف يهدد الكافر باجتناب سيء الكلام وهو لم يقر بالشهادتين بعد؟!

الدعوة إلى البطالة

قال الحبشي "فلو ترك الشخص العمل وهو قادر عليه غير معتمد على السؤال من شخص معين أو على الشحاذة، بل كان غير متعرض لذلك، واثقاً بربه أنه يسوق إليه رزقه فلا إثم عليه" [بغية الطالب 264].

وبمثل هذه الفتوى نامت الأمة وصارت وراء الأمم بفضل فتاوى الصوفية الذين جعلوا الجلوس في الزوايا وترك العمل من التوكل وصدق أبو بكر الطرطوشي حيث وصف التصوف بأنه مذهب البطالة.

لا تأخذوا عنه دينكم

بعد هذا أذكّر بما قاله الحبشي "لا يجوز استفتاء من ليس له كفاءة في علم الدين لقول ابن سيرين: أن هذا العلم دين، فانظروا عمن تأخذون دينكم" [بغية الطالب 264]. وذلك لأؤكد بالدليل من كلامه أنه ليس كفؤا في علم الدين وأنه ممن لا يجوز استفتاؤهم. وأتوجه إلى المغترين به فأقول " انظروا عمن تأخذون دينكم واحذروا ممن أرسله أعداؤك ليضلكم عن دينكم" ولا تغتروا بتلك المقولة التي يرددها أتباعه على العامة "من لم يكن له شيخ فشيخه الشيطان" يريدون بها إلحاقهم به وتبعيتهم له، فإن هذه الأمة قد أتاحت للمشايخ الشياطين أن يستحوذوا على العوام ويتطفلون على أموالهم ويستمتعون بنسائهم، فالمشكلة حين يكون الشيخ شياطاناً من شياطين الإنس وإماماً من أئمة الضلال.

وقد حذرنا الرسول من أئمة الضلال فقال "إن أخوف ما أخافه عليكم من بعدي الأئمة المضلون" [رواه أحمد في المسند 5: 145 و 6: 441 والدارمي 1/70 بإسناد صحيح]. ووصفهم بأنهم "دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها" وأنهم "يهدون الناس بغير هديه " [رواه البخاري (7074).]

والحبشي يهدي الناس بغير هدي النبي من توجيه الناس بدعائهم إلى الموتى وحثهم على الاستغاثة بهم، وصرفهم عن الزكاة، وإباحة الربا لهم، وتأجيج نار الفتنة والحقد بين المسلمين، فمثل هذا الفتّان يهدم الدين، وقد قال عمر رضي الله عنه لرجل "هل تعرف ما يهدم الدين؟ يهدمه زلة العالم وجدال المنافق بالكتاب وحكم الأئمة المضلين" [رواه الدارمي 1/71].

والكيس الفطن يعلم أن الجهات التي وراء هذا الرجل والتي تؤيده وتحيطه بكامل الدعم ليست حريصة على نشر السنة الصحيحة بين المسلمين، وكان ينبغي أن تكون هذه من أعظم القرائن على فساد العقيدة التي أتى بها هذا الرجل. ولكن . . .

 فتواه في مخارج الحروف

وكذلك أفتى بوجوب تشديد مخارج السين والصاد لأنهما من الأحرف المستقبحة. ثم علّمهم التلفظ بهما بطريقة مستقبحة، ولقد سئم الناس من هذا السلوك الشاذ والوسوسة في التلفظ حتى قالوا: إذا أردت سماع تغريد البلابل والعصافير فعليك بالصلاة في مسجد أبي حيدر.

وقد شدد عليهم في ألفاظ النية، حتى صار تشديدها عندهم في الصلاة هو الشغل الشاغل وشق عليهم أداء تكبيرة الإحرام عند الدخول إلى الصلاة، فقال: (والتشديدات) وهي أربعة عشر شدة فمن ترك واحدة لم تصح صلاته".

-        فأين هذا من سيرة سيد المرسلين وأصحابه هل كانوا على هذا النحو من التكلف؟

قال: "وأولى الحروف عناية بإخراجها وهي الصاد (الموالاة). وذلك بأن لا يفصل بين شيء منها وما بعده فصلاً طويلاً أو قصيراً بنية قطع القراءة. (والترتيب) أي الإتيان بها على نظمها المعروف، وأولى الحروف عناية وهي الصاد . ." [صريح البيان 123].

-        وهكذا شغلهم بالوسوسة عن تدبر التلاوة واستحضار الخشوع. حتى شكا غير واحد من أتباعه من كثرة الوسوسة عند الشروع في الصلاة. واضطر بعضهم إلى إعادة تكبيرة الإحرام مرات عديدة من أجل أن توافق ألفاظُ النية تكبيرة الإحرام.

-        وقد روى الشعراني عن الشيخ الفتوحي الحنبلي أنه قال "قد أتعب الموسوسون أنفسهم في ألفاظ النية التي أحدثوها، واشتغلوا بمخارج حروفها، ولم يصح عنه في ذلك شيء، إنما كان ينوي بقلبه فقط، وكذلك أصحابه. فاستحوذ الشيطان على طائفة، وأشغلهم بمخارج حروف النية ليصرف قلوبهم عن الحضور مع الله تعلى الذي هو روح الصلاة".

أضاف الشعراني "وكان الشيخ شمس الدين اللقاني المالكي يقول: لو أدرك النبي هؤلاء لمقتهم. ولو أدركهم عمر رضي الله عنه لضربهم. ولو أدركهم أحد من الصحابة والتابعين لبدّعهم وكرههم [لطائف المنن والأخلاق للشعراني 561]. انتهى.

ومع أن الحبشي نهى عن التنطع في أمور الطهارة والصلاة وعدَّ ذلك من الوسوسة قائلاً "والتعمق والتنطع معناهما واحد وهو التشديد في الطهارة والصلاة ونحوهما من أنواع العبادات. وقد قالوا: إن للموسوسين شيطاناً يضحك عليهم ويستهزئ بهم [بغية الطالب 100].

غير أنه لم يتنبه إلى أن تعاليمه أدت إلى ضحك الشيطان وتمكنه من وسوستهم لأن التلاوة والصلاة من أنواع العبادات أيضاً، ويحصل لأتباعه من مثل هذه الوسوسة في التلاوة الشيء الكثير. وتجد بعضهم يكرر تكبيرة الإحرام مراراً ولا يتمكن من اجتياز هذه المرحلة إلا بشق الأنفس. فلماذا لا نقول بأن الشيطان يضحك من هؤلاء أيضاً؟

فوضى التكفير المتهور

التكفير حق لله لا يجوز لأحد إخراج أحد من دين الله إلا ببيِّنة ودليل يعذر بها يوم القيامة عند الله. فإن المسلم قد يخرُج من الدين بإخراجه من الدين من ليس خارجاً عند الله لقول رسول الله "من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما" وفي رواية "أيما امرئ قال لأخيه كافر: فقد باء بها أحدهما، إن كان كما قال: وإلا رجعَتْ عليه" [البخاري (6103) ومسلم (80)]. فلا يجوز خروج هذه الكلمة (كَفَرَ) من فم امرئ يتقي الله ويحتاط لدينه إلا بعد حذرٍ شديد.

-        ولو يعلم هذا المسكين ما على تكفيره اللامسؤول من التبعة عند الله وأن تكفير من لا يستحق التكفير يعتبر مكافأة له حين يأخذ من خصمه (المكفِّر) حسناته. وأنها قد تتسبب في خروجه هو من الإيمان. لتمنى لو سكت طيلة حياته.

-        وليس خلق الله وصايا على دينه حتى يُخرجوا منه من يشاؤون، ثم يسكتون ويتغاضون عمن يشاؤون ممن يستحقه.

[] ولا يبدو أن عند الحبشي ولا عند أتباعه مراعاة ضوابط التكفير ولا وجود مسامحة في التعامل مع المخالف، بل يلاحظ فيه جانب الفظاظة والقسوة والشدة وهذا حاصل وثمرة علم الكلام وأهله كما وصفهم أبو حنيفة بأنهم قساة قلوب: ليس عندهم ورعٌ ولا تقوى.

[] ومن شاء الوقوف على سلوكيات هذا الرجل فليستمع ولو إلى شريط واحد من أشرطته ليرى فيها الطعن واللعن بالعلماء المخالفين له في المذهب. وإليكم مثالاً على تهوره في التكفير:

فقد حكم بانسلاخ أحد مخالفيه من الدين (خالد كنعان) فقال له "ولعلك منذ أربعين سنة انحرف قلبك أم منذ كم؟ فعارٌ عليك أن تدّعي الإسلام بعد هذا الكفر الذي كفرته، ثم لما جاءك المسخ القلبي انسلخت منه كما انسلخت عن حكم تكفير سابّ النبي؟ وهذا تسجيلٌ آخر على نفسك بأنك منسلخ عن السلف والخلف" [صريح البيان 23 و29].

ثمرة العقيدة الصحيحة والسيئة

إن العقيدة لها أثرها في العمل والسلوك. فإن كانت صحيحة كان أثرها طيباً، وإن كانت فاسدة كان أثرها خبيثاً.

والمتابع لدروس الرجل يلاحظ أنها كانت لا تخلو – بمناسبة وبغير مناسبة – من التعرض للآخرين من علماء وشخصيات إسلامية بالسب والشتم واللعن والطرد من رحمة الله. فيأمر أتباعه بالتضييق على فلان وبلعن فلان ويسب ويشتم ويتهكم ويستهزئ ويرمي خصومه بالتهم الكاذبة وينسب إليهم ما لم يقولوه. وهذا يتعارض وأخلاق الإسلام، قال "ليس المؤمن بالطّعان ولا باللعّان ولا بالفاحش البذي" [رواه أحمد 1/404 والحاكم 1/12 بإسناد صحيح]. وقال "إذا خرجت اللعنة في فيّ صاحبها نَظَرَتْ: فإن وَجَدَتْ مسلكاً في الذي وُجِّهَتْ إليه، وإلا عادت إلى الذي خرجت منه" [رواه أحمد 1/408 بإسناد صحيح].

-        وقال الشيخ عبد الوهاب الشعراني ((إذا أردت أن تعرف مقام شيخ لم تره فانظر إلى أصحابه فإنهم يدلّونك عليه)) [لطائف المنن والأخلاق 327].

-        وليس من قبيل المصادفة أن يتفق هذا الخلق في عامة أتباعه من غير أن يكون الشيخ هو الذي ينفث فيهم ذلك.

وكان سلوكه هذا سبباً في كراهية الناس له في بلده (هرار) بجانب تسببه في فتنة (كُلُب) التي أغلقت على إثرها جمعيات ومدارس إسلامية. ووصفوه هناك "بشيخ الفتنة".

 تحامله على أهل العلم

•        ويتحامل شيخهم على الآخرين تحاملاً ذميماً لا يستثني منهم إلا القليل. ومن ذلك تحامله على من يسميهم بـ "الوهابيين" أو "المشوشين" يزعم أنهم يعتقدون أن الذي يجهر بالصلاة على النبي عقب الأذان مثل الذي يزني بأمه [شريط (4) وجه أ (441) إظهار العقيدة السنية 240].

وزعم أن محمد بن عبد الوهاب قاتل العلماء وكان يعرض بالنبوة ويأمر بقتل من يصلي على النبي .

ولقد تعرض كثير من العلماء لأذى الحبشي ولسانه، حتى إنه يصف مخالفيه بأنهم "بهائم" ونذكر بعضهم على سبيل المثال لا الحصر، فمن ذلك:

موقفه من الإمام الذهبي وغيره

قال "وإذا قيل عن الذهبي خبيث فهو في محله [شريط خالد كنعان وجه أ 143].

أما الشيخ الألباني فلا يتوقع له الحبشي أن يموت على الإسلام فقال عنه "هذا إن مات مسلماً" [التعقب الحثيث للحبشي 89].

أما سيد قطب فإنه "لم يسبق له أن جثى بين يدي العلماء للتعلم ولا قرأ عليهم، ولا شم رائحة العلم. كان في أول أمره صحفياً ماركسياً" [النهج السوي 3-4].

وكذلك تعرض للشيخ سيد سابق واصفاً إياه بأنه "مجوسي وإن ادعى أنه من أمة محمد" [شريط رقم (1) الوجه الأول (181)]. لقوله بأنه يجوز قول كلمة الكفر عند الإكراه عليها، غير أن للحبشي في هذه المسألة فتوى شنيعة أباح فيها لمن ذهب إلى بلاد الكفار أن يعلق صليباً إذا خاف على نفسه من أذاهم [الدليل القويم 155]. فالترخيص بلبس الصليب لمجرد مظنة الأذى وليس عند حصول الأذى لإجباره على لبسه، وفرقٌ بين حصول الإكراه وبين مجرد توقعه.

فما الغاية من هذا التلبيس والتعدي على الآخرين بتكفيرهم وتحريف كلامهم؟

-        وزعم أحد أتباعه (أحمد الرفاعي) أن رجلاً من هؤلاء (في نجد) كان يلوح له بعصاً في يده ويقول له: أترى هذه العصا؟ هذه أفضل من محمد. ذكر ذلك في مسجد علي بن أبي طالب في بيروت. {سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ}.

-        وأفتى شيخهم بجواز قتل أربعين منهم في لبنان لعدم اعتبارهم من المسلمين وينهى عن الصلاة خلفهم بل والسفر إلى بلادهم. وهو لا يسمح لتلاميذه المقيمين في بلاد مخالفة له في الاعتقاد (كالسعودية) بحضر الجمعة والجماعات في مساجدهم ويرخص لهم أكل الثوم والبصل قبيل صلاة الجمعة حتى يصيروا معذورين عند الله من حضور الجمعة. يخادعون الله وما يخدعون إلا أنفسهم. وإذا ألحَّ البعض عليهم بحضور صلاة الجمعة سألوه: هل يستشهد خطيب المسجد بابن تيمية؟ فإن قال لا: ذهبوا معه، وإن قال له: نعم أكلوا الثوم والبصل!

-        ولسان شيخهم لا يخلو من سباب وشتم، فقد شكا إليه أحد تلاميذه أن بعض المخالفين نقدوا تأويل شيخه (الاستواء بالاستيلاء) قائلين إذا كان معنى (استوى على العرش) أي استولى عليه فقد كان العرش قبل الاستيلاء عليه خارجاً عن ملكه. فثارت ثائرة الحبشي وقال "ما قرأ القرآن هذا الخبيث المنحوس؟ هذا الخبيث المنحوس ما قرأ القرآن؟ بهائم، قولوا لهم أنتم عيال على منشورات حزبكم [شريط (1) الوجه الثاني (15)].

التثبيط والخمول

وذكر حديث "يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة على قصعتها" ثم قال: وواقعنا اليوم مصداقٌ للحديث فإن ما عندنا من السلاح اليوم لا يبلغ عُشر عُشر ما عندهم، ففي هذه الحال ليس فرضاً علينا أن نجاهد بالسلاح [شريط 9 ب 180-210].

 أعزة على المؤمنين أذلة على الكافرين

لقد صرفهم عن جهاد العدو ووجَّه طاقاتهم نحو المسلمين، وسلَّط ألسنتهم وأيديهم عليهم. وصار الجهاد ضدهم بما أنه معطلٌ ضد اليهود والنصارى. يدخلون المساجد ويُحدثون فيها التشويش وقلة الأدب وسب المخالفين وتهديدهم بالسلاح بل وبإطلاق النار عليهم في بعض المرات. لقد صاروا جنوداً يقاتلون الدعاة إلى الله في بعض المرات. لقد صاروا جنوداً يقاتلون الدعاة إلى الله ليس في ساحات القتال وإنما في بيوت الله. وهناك كثير من المساجد افتعلوا فيها المشاكل ورفعوا السلاح وأطلقوا النار على المصلين مثل مسجد حمد وصيدا وزقاق البلاط.

ونشير على وجه الخصوص إلى الجرائم التي اقترفوها في مسجد "الجامعة العربية" حيث دخلوا المسجد وطعنوا ما يزيد على ثلاثة عشر مصلياً، وكان أحدهم يستصرخ أصحابه عند باب المسجد قائلاً "حي على الجهاد" وأغلق المسجد من حينه إلى هذا اليوم لأن أعداء المسلمين لم يرق لهم أن يروا جامعة علمانية اشتراكية بقيت من قبل منبراً شيوعياً يتردد جامعيون إسلاميون على جامع بجوارها، فاستعانوا بهؤلاء الجهال لاختلاق المبررات لإغلاقه. فهؤلاء يستعينون بأعداء المسلمين للتشفي من أعداء شيخهم، وأعداء المسلمين يستخدمونهم وسيلة لتحقيق غاياتهم.

-        وقد أثبتت التقارير مؤخراً أن بعض المنتسبين لهذه الفرقة أرادوا توريط الجماعة الإسلامية (الإخوان المسلمين) إلى حرب مع السلطة عندما قاموا بتدبير إشاعة قُدّمَت إلى السلطة مفادها أن الجماعة الإسلامية قد فخخوا ملالة عسكرية وملؤوها بالمتفجرات لاغتيال رئيس الجمهورية ورئيس وزارئه. وأكدت نتائج التحقيق الحقيقة التي سطرتها مجلة الشراع وغيرها إلى أن أحد المنتسبين للحبشي قد دبر هذه الشائعة لتوريط الجماعة الذين يرى الحبشي العلمانيين أهدى منهم سبيلاً.

-        وكم من مكيدة دبروها في كثير من الدعاة أدت إلى توريطهم فمهم من سُجن ومنهم من هاجر أو نُفي ومنهم من قُتل. وهذا من خصال اليهود، وهو يؤكد على أن أصحاب هذه الفرقة ليسوا دعاة إخاء ومودة ووحدة وتضامن وإنما هم دعاة حقد وتكفير وجريمة. وتعرض الأخ الفاضل حسن قاطرجي لأذاهم فضربوه عدة مرات، وما زالوا يلاحقونه ويتربصون به وبأتباعه وهو ما زال صابراً. وكذلك شأن الأخ الذهبي وشانوحا والأخ غزاوي وكثير ممن لا يمكن حصرهم.

-        كم من مسلم أسلموه إلى العدو، وكم أثاروا الخصومات وهددوا وتوعدوا المصلين وانتهكوا الحرمات في المساجد. وتطاولوا على أئمتها وامتنعوا من الصلاة وراءهم ولو من غير سبب، حتى انصرف كثير من المسلمين عن أداء الجماعة في المساجد بسبب أذى هؤلاء.

-        ولقد كان مما أوصى به نبينا أمته "أن لا يمشوا ببريء إلى ذي سلطان" [رواه الحاكم 1/9 وقال الذهبي صحيح لا نعرف له علة]. وأوصى أن "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده" [متفق عليه]. وهم لم يسلم من ألسنتهم ومن أيديهم إلا القلة. فلم يحفظوا وصية نبيهم بل كانوا أقسى قلوباً على إخوانهم من المسلمين منهم على أعداء المسلمين.

وهم إذا لم يستطيعوا منع إمام المسجد من إمامة المصلين تظاهروا بالانشغال بصلاة نفل، فإذا انتهى الناس من الصلاة أقاموا جماعة أخرى.

-        وقد صدق أبو حنيفة حين وصف أهل الجدل والكلام بأنهم "قاسية قلوبهم، غليظة أفئدتهم. لا يبالون مخالفة الكتاب. وليس عندهم ورع ولا تقوى" [سير أعلام النبلاء 6/399] والفضل لشيخهم الذي لم يزل يثير فيهم مشاعر الحقد والبغضاء وقد أفلح في خرق الصف وشق عصا المسلمين وإثارة الخصومات. فالأخبار تردني عنهم بكثرة وتشتكي أذاهم في كثير من الجاليات الإسلامية في أستراليا حيث ولد الحبشي هناك، يؤدي دور أبيه، ووردت الشكاوى منهم في الدانمارك وألمانيا وكندا وأمريكا.

 فتنة تحويل القبلة

وقد أثار وأتباعه مسألة تحديد القبلة وأن الناس في أمريكا وكندا يتجهون إلى غير جهة الكعبة وصدر في أمريكا كتاب في الرد عليهم اسمه:

THE  HABASHIS  AND  THE  ISSUE  OF  QIBLAH

وذكر صاحب الكتاب المذكور (ص3) أنه تم طرد أتباع الحبشي من مونتريال ومن ولاية أوكلاهوما وتامبا وفلوريدا عندما حاولوا تغيير اتجاه القبلة من الجهة الشمالية الشرقية إلى الجهة الجنوبية الشرقية.

قال صاحب الكتاب "ولما لاحظ الأحباش أن حجتهم في المسألة ناشئ عن اعتقادهم بأن الأرض مسطحة حجة واهية لجأوا إلى حجة أوهى منها أن الشرق قبلة للذين في الغرب وأن الغرب قبلة للذين في جهة الشرق، وحجتهم حديث "ما بين المشرق والمغرب قبلة".

-        غير أن فهم العلماء السابقين للحديث يخالف فهم الأحباش له فقد قال البيهقي وغيره "المراد به والله أعلم: أهل المدينة من كان قبلته على سمت أهل المدينة فيما بين المشرق والمغرب". قلت: وفي فيض القدير "غير أن أهل اليمن يجعلون المشرق عن يمينهم والمغرب عن يسارهم" [سنن البيهقي 2/9 فيض القدير 5/432].

-        ونحن لا نتهم أحداً من الفريقين على صدقه في تحري الجهة الصحيحة للقبلة ولكن الطريقة التي عالج بها الأحباش هذه القضية اتسمت بإثارة الفتنة وعدم التسامح واختلاق الفوضى في المساجد الأمر الذي جعلهم عرضة للطرد في أي مكان حلوا فيه مع أن مؤلف الكتاب أكد أن رجلين من أئمة الأحباش نزلوا في كندا تحت كفالة الكنيسة المتحدة [The HABASHIS p.13].

وهذا لو ثبت فإنه مثير للتساؤل حول تحديد الجهات التي تقف وراء هذه  الطائفة وتدعمها لتستعملها أداة في التشويش على المسلمين وإحداث فوضى العقيدة بينهم.

ومن العلماء المتعرضين لطعنه (( ابن تيمية ))

ولعلك تراجع عمل وسيرة العلماء الذين ينتقيهم الحبشي ليشوه سمعتهم ويحذر الناس من الاطلاع على أعمالهم وكتبهم فستجد أنهم كان لهم الأثر في صحوة الناس والتمسك بالدين.

-        فسيد قطب كان له الأثر البالغ في تحذير الناس من الأنظمة الاشتراكية والعلمانية والرأسمالية. وأن الحاكمية للقرآن لا للعلمنة.

-        وابن تيمية كان مجاهد سيف وقلم كشف الله به أباطيل أهل التأويل الباطني وهتك أستارهم ودعا الناس إلى السنة ونبذ التصوف والبدع.

-        وابن عبد الوهاب أعاد الجزيرة إلى التوحيد بعد أن انتشرت فيها الجاهلية والانحطاط الديني والشرك واتخذوا قبر زيد بن الخطاب حول الرياض آنذاك مسجداً. وعاد التعلق بالشجر والحجر، حتى نجح ابن عبد الوهاب في اقتلاع هذه البدع، وعاد بجزيرة العرب إلى السنة والتوحيد ولو كره المشركون الذين ليس عندهم ضده إلا الشائعات.

وإليكم مجموعة من الافتراءات التي اختلقها الحبشي على ابن تيمية والتي لم يُحِلْ فيها إلى رقم ولا صفحة لأنه يعلم أنه افتراها ونحن ننتظر منه أن يأتي بدليل عليها.

-        زعم أن ابن تيمية قال: أن النبي ليس له جاه [المقالات السنية في كشف ضلالات ابن تيمية 16 و76].

-        وأنه "لا مانع أن يكون نوع العالم غير مخلوق لله" [الدليل القويم 160].

-        ووصفه بأنه كذاب أفاك في دعواه أن السلف قالوا "إن الله ينزل ولا يخلو منه العرش" [المقالات السنية 24].

-        زعم أنه قال "إن الله مركب مفتقر إلى ذاته افتقار الكل إلى الجزء [المقالات السنية 76].

-        زعم أن ابن تيمية قال "إن الله بقدر العرش: لا أكبر منه ولا أصغر منه.

-        زعم أن ابن تيمية وأتباعه [المقالات السنية 26] يكفّرون المتوسلين برسول الله [يتعمد الخلط بين التوسل والاستغاثة مع أن ابن تيمية يفرّق بين التوسل والاستغاثة].

-        زعم أنه يقول أن زيارة الأنبياء والصالحين بدعة، بل وأنها معصية بالإجماع مقطوعٌ بها [المقالات السنية 73].

-        قال الحبشي "وابن تيمية هذا طعن في علي بن أبي طالب وقال إن حروبه أضرت بالمسلمين". ثم انتهى إلى أن ابن تيمية يحرف القرآن" [شريط 13 الوجه الأول 94].

-        وزعم أنه نقض إجماع المسلمين فقال إن نار جهنم تفنى [المقالات السنية 57 و76].

-        وزعم أنه حكم بكفر من خالفه في مسألة الطلاق [المقالات السنية 57 و62 و75]. وأنه "كان يُخفي بعض كتبه عن عامة أتباعه لئلا ينقلبوا عليه.

-        وأن أحد أتباعه اطلع على كتاب له يقول فيه أن الله تعالى قاعد على الكرسي وترك موضعاً لمحمد ليُجلسه عليه في الآخرة وأن تلميذه ذهب بهذا الكتاب إلى أبي حيان فلما اطلع عليه ما زال يلعنه حتى مات" [إظهار العقيدة السنية 151].

ونال ابن تيمية منه ومن أتباعه السباب والشتم والتكفير وانهالوا عليه بشتى أنواع التهم، فزعموا أنه مشبه لله بخلقه واحتجوا بما ذكره ابن بطوطة أنه دخل دمشق وشهد ابن تيمية على المنبر وهو يقول "إن الله ينزل إلى السماء الدنيا كنزولي هذا، ونزل درجة من المنبر" [رحلة ابن بطوطة 110 تحقيق علي المنتصر الكتاني].

ومن المثير للعجب أن يُنسَب إلى ابن تيمية مثل هذا الكلام بينما يحكم ابن تيمية نفسُه بكفر من يقول بمثله، فقد قال "فمن قال إن علم الله كعلمي، أو قدرته كقدرتي.. أو استواؤه على العرش كاستوائي أو نزوله كنزولي أو إتيانه كإتياني: فهذا قد شبه الله بخلقه، تعالى الله عما يقولون، وهو ضال خبيث مبطل بل كافر" [الفتاوى 11/482 الرسالة التدمرية 20].

وإنني إذ أنقل بإيجاز أهم مفتريات هذا الرجل على ابن تيمية فإنني أود تذكير القارئ بضرورة العودة إلى كتابي:

(( شبهات أهل الفتنة وأجوبة أهل السنة ))

فقد أجبت فيه عن جميع هذه المفتريات بشكل مفصل من كلام شيخ الإسلام.

دليل التعصب وعلامته

إن الحبشي وجماعته يكفّرون من لا يستحق التفكير (كابن تيمية) ويدافعون عمن ثبت تكفيره من قِبَل معاصريه كابن عربي الذي حكم معاصره العز بن عبد السلام (سلطان العلماء) بالزندقة والانحلال، وسأله عنه ابن دقيق العيد فقال له (ابن عربي) شيخ سوء كذّاب، يقول بقدم العالم ولا يحرّم فرجاً" [سير أعلام النبلاء 23/48 – 49]. واتهمه الحافظ ابن حجر بالقول بوحدة الوجود المطلقة والتعصب للحلاج [لسان الميزان 2/384]. لكن هذه الفرقة تأبى الإقرار بما قاله ابن عبد السلام وابن حجر وتصرّ على تقواه وورعه وسلامة دينه بلا دليل بل الدليل من كل كتبه يثبت ما قاله ابن حجر وابن عبد السلام، ولكن: قاتل الله التعصب.

(((  التوحيد  الهش   )))

وهكذا نلخّص عقيدة الحبشي على النحو التالي:

-        نقض التوحيد من أغلب جوانبه. اللهم إلا توحيد الربوبية. وهو ما كان عليه مشركو قريش: غير أنه:

-        نقض توحيد الألوهية حين دعا إلى الاستغاثة بالأموات من دون الله ومخاطبتهم.

-        نقض توحيد الأسماء والصفات حين دعا إلى تأويلها والعبث فيها واستخراج معانٍ أخرى لها مصدرها الظنون والاحتمالات. حتى أدت به وسوسته إلى إنكار أن يكون القرآن كلام الله وأن يكون على كل شيء قدير.

-        نقض توحيد الله في حكمه دافع عمن يتحاكمون إلى شريعة الطاغوت، وقد نفى الله الإيمان عمن يحتكمون إلى غير حكم الله ورسوله.

-        نقض توحيد الله في جانب الولاء والبراء حين تولى وأتباعُه أعداءَ الله وعادوا أولياءه واستنصروا بالطواغيت ضد المسلمين واعتمدوا على مؤازرتهم لهم ليضربوا المسلمين في المساجد، لا فرق بين أئمة ومأمومين وتعدوا على من سولت له نفسه الاعتراض عليهم. وصار همهم احتلال المساجد ووضعها تحت سيطرتهم وإبقاء الدروس فيها متى شاءوا، فحُقّ أن يوصفوا بضد ما يتصف به المؤمنون: "أعزة على المؤمنين أذلة على الكافرين".

-        ولم يبق عندهم إلا توحيد واحد وهو توحيد الربوبية يفخرون به على الناس ويجعلونه أسمى مراتب التوحيد، وقد كان أبو جهل وأصحابه يؤمنون به وهو توحيد الله في الخلق والإيجاد والاختراع {وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ}.

وهو في الحقيقة لا قيمة له إذا لم يكن معه توحيد الألوهية الذي يشترط عليك أن لا تستغيث ولا تستعيذ إلا بالله ولا تدعو أحداً معه، ولا تذبح ولا تنذر إلا له.

خاتمة البحث

تصور أيها الأخ الكريم لو أننا دعونا نصرانياً إلى الإسلام، ثم سألنا عن تفاصيل عقيدتنا فقلنا له: عقيدتنا على النحو الآتي:

•        يكفي من المؤمن الإيمان بالله الاعتقاد في قلبه فقط بأن الله خالق واحد وأنه قديم وأن ما سواه مخلوق.

•        وأن الإيمان في القلب ولا يضر إيمان المؤمن أن يترك كل الأعمال الصالحة من صلاة وزكاة وصوم وحج، ولا يضر إيمانه أن يتحاكم إلى غير كتاب الله.

•        وأنه يجوز الاستغاثة والاستعاذة بغير الله، والتبرك بقبور الأولياء والتمرغ على أعتابهم. واعتقاد أنهم يتصرفون في الكون وهم في قبورهم، ولهم مراتب منها الوتد والنجب والغوث: بهم تقوم الأرض ومن دونهم تهلك بمن فيها.

•        وأنه لا يُشترط الاقتصار على الكتاب والسنة بل يجوز الزيادة عليهما بما يراه الواحد منا حسناً. نسميها بدعة حسنة نتقرّب بها إلى الله. منها ما يجوز ابتداعه بل منها ما يجب ابتداعه!

•        وأن هذا القرآن الذي بين أيدينا ليس كلام الله وإنما هو لفظ جبريل أو محمد مفهومٌ من كلام الله النفسي القديم.

•        وأن الله ليس على كل شيء قدير وإنما هو على غالب الأشياء قدير.

•        وأن أحاديث الآحاد التي في صحيح البخاري ومسلم لا تفيد العلم. فهي صحيحة لكنها ضعيفة في نفس الوقت.

•        وأن إرادة العبد مجازية وفعله ليس منه إنما هو فعل الله على الحقيقة.

•        وأن الله يعين الكافر على كفره. وأنه لولا الله ما استطاع الكافر أن يكفر.

•        وأنه لا يجوز أن يقال إن الله يخلق أو يفعل لحكمة لأن في ذلك انتقاص من قدرة الله. ولأن الله لا يفعل لحكمة وإنما لمجرد أنه يشاء.

•        وأنه يجوز أن يعذب الله الأنبياء وسائر الطائعين ويُلقي بهم في جهنم وأنْ يُدخل الكفار والجبارين الجنة، ولا يكون هذا ظلماً منه لأنه مالك لهم: والمالك متصرف في ملكه كيف يشاء.

•        وأنه يكفُر من يقول إن النار أحرقتِ البيتَ أو أن السكين قطعت اللحم.

•        وأنك إن أسلمْتَ فيجب أن لا تثبت لله من الصفات ما وصف الله به نفسه وإلا كنت مشبهاً ضالاً. فيده قدرته ومجيئه أمره. ومحبته ورضاه وغضبه يعني إرادته.

•        وإياك أن ترفع يديك إلى السماء اعتقاداً منك أنك ترفعهما إلى ربك لأن هذا كفرٌ وضلالة. فتكون بذلك شراً مما كنتَ عليه حين كنتَ نصرانياً.

•        وإن أسلمتَ فيجب أن تكون إما ماتريدياً أو أشعرياً لتكون من أهل السنة وإلا فخروجك عن هذين المذهبين خروج عن العقيدة الصحيحة وعودة إلى الضلال.

•        وإن أسلَمْتَ فيجوز لك أن تختار لنفسك سبيلاً من السُّبل فتكون تيجانياً أو رفاعياً أو قادرياً أو نقشبندياً أو شاذلياً أو بكداشياً أو مولوياً أو يشرطياً أو دسوقياً فتمل بخصرك يميناً ويساراً أو تنحني وترتفع [على النحو الذي يفعله اليهود في صلواتهم ولا يدري الصوفية أن حركتهم هذه تشبه حركة اليهود] وتتقرّب إلى الله تذكره بحلقات الرقص والدفوف والتواضيح الدينية.

•        وأنه يجوز لك أن تعتقد أنه لولا محمد ما خلق الله الأكوان وأن تحتفل بعيد ميلاده وتترك الاحتفال بعيد ميلاد المسيح لأن هذا من عادات النصارى. فـ "المولد" جائز لك دون "الميلاد"!!!

-        وتشارك هؤلاء في التغني بحبه وقص ما جرى في مولده من الخيالات والإضافات. وتحتفل بيوم إسرائه ومعراجه وما فيها من الإضافات والخيالات.

-        أتُراك بهذا تقدّم له الإسلام الحقيقي كما قدمه رسول الله إلى المشركين واليهود والنصارى! أم أنك تقدمه له مشوّهاً؟

-        أتُراك بهذه العقيدة الهشة تغريه بالإسلام؟ – أم أنك تخاف أن تصرح له بهذه التفاصيل لأن في نفسك منها شيئاً وتعلم أنها لا تزيده من الإسلام إلا بُعداً ونفوراً، ولأنها لا تمثل الإسلام في شيء، ولا تتفق مع ما جاءنا به رسول الله وأن فيها من صنوف العقائد والسلوك ما يشبه ما عنده في النصرانية!!

-        فالنصراني يعلم أن كتابه ليس من كلام الله ولا يريد أن يسمع من المسلم أن القرآن من إنشاء محمد أو جبريل.

-        وهو قد أصابه الملل من قول القسيس: يكفيك أن تؤمن بصلب المسيح فهذا يضمن لك الجنة من غير عمل ولو لم تصل ولو لم تعمل وفق الأناجيل.

-        وأصابه الملل مما يراه من زيارتهم للأديرة ودعوة مريم والقديسين أن يقضوا لهم حوائجهم. وطلب الشفاعة منهم عند الله.

-        وأصابه الملل من عجائب وغرائب المعجزات التي تُنسب إليهم من تحريك الجبال والتصرف في الأكوان.

-        وأصابه الملل من البدع التي هي في اطراد وزيادة كل يوم في الكنائس. ولا يريد أن يسمع من المسلم أن دينه يبيح الابتداع في الدين وأن منه البدعة الفرض والبدعة الواجب.

فإن كنتَ تخشى من تقديم هذا الإسلام المهلهل أمام غير المسلمين خوفاً من تشويهه أمامهم فكيف تقدمها إلى المسلمين وتدافع عنها دفاع المستميت؟ وكيف تَقْدُم على الله يوم القيامة بعقيدة كهذه؟

(((   عقيدة  مهترئة   )))

تصور أيها الأخ لو عُرِضَتْ عليك هذه العقيدة لتعتنقها:

•        يجوز دعاء غير الله والاستغاثة بهم.

•        يجوز تأويل آيات وأحاديث الصفات.

•        أحاديث مسلم والبخاري أكثرها ظني لا يجوز الاستشهاد به في مسائل الاعتقاد. هي صحيحة لكنها ضعيفة ظنية!

•        يجوز الابتداع في دين الله.

•        القرآن الذي في أيدينا أنشأ ألفاظه إما محمد وإما جبريل وأما الله فلا يتكلم ولا ينزل إلى السماء ولا يستوي على العرش.

إنه ما من شك في أن ما أصاب العالم الإسلامي في وقتنا الحاضر من ضروب التخلف إنما هو بسبب سوء فهم المسلمين لقضايا مهمة في الاعتقاد كقضية الإرجاء والقضاء والقدر. ولا أزال أرى ضرورة التفات الدعاة إلى المنهج العلمي من أجل إزاحة ركام كبير من مخلفات العقائد القديمة البالية التي خلفتها الشروح على الحواشي والحواشي على الشروح وحواشي الحواشي وغيرها مما يكثر فيه الاستشهاد بالشراح وأصحاب الحواشي ويقل فيه الاستدلال بكتاب الله وسنة رسوله .

وإذا كانت هذه هي عقيدة الرجل كما سطرها في كتبه:

فليس نهجه سوياً ولا سليماً

وليس دليله قويماً

وليس صراطه مستقيماً

وليست مقالاته سليمة

وليست عقيدته سنية

وبالتالي لا يكون توفيقاً ربانياً

وليس بغية للطالبين

والحمد لله رب العالمين