×
كتاب لفضيلة الشيخ عبد الرحمن دمشقية - حفظه الله - يرد فيه على الأحاديث التى يحتج بها الشيعه فى شبهاتهم ويقول فى مقدمته : فهذا الكتاب حصيلة لسنوات من الحوارات والمناظرات على الانترنت جرت بالصوت والكتابة دأب الشيعة على إثارة الشبهات حول السنة النبوية في منتدياتهم، وكنت أتتبع كل شبهاتهم وأرتبها أبجديا حتى بدا لي أن أجعله متمضمنا لكثير من شبهاتهم. فصار على النحو الذي تراه في هذا الكتاب.

 أحاديث يحتج بها الشيعة

الحـكـم على أسـانيـدهـا

بـيـان فقـه ما صـح منها

إبطـال اسـتدلالاتهـم بهـا

تصحيـح سـوء فهـمهـها

تأليف

عبد الرحمن محمد سعيد دمشقية

 المقدمة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى أهل بيته – أزواجه وذريته. أما بعد:

فهذا الكتاب حصيلة لسنوات من الحوارات والمناظرات على الانترنت جرت بالصوت والكتابة دأب الشيعة على إثارة الشبهات حول السنة النبوية في منتدياتهم، وكنت أتتبع كل شبهاتهم وأرتبها أبجديا حتى بدا لي أن أجعله متمضمنا لكثير من شبهاتهم. فصار على النحو الذي تراه في هذا الكتاب.

وكانت شبهاتهم واحتجاجاتهم على النحو التالي:

1 - أحاديث صحيحة السند ولكنهم يأتون فيها بفهم خاص بهم. مثال ذلك حديث (إني تارك فيكم الثقلين.. فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال: وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي). فيزعمون أن الرسول أمر في هذا الحديث بالتمسك بأهل البيت. بينما السياق يفرق بين التمسك بالثقل الأول وهو القرآن وبين اتقاء الله في أهل البيت وعدم اتخاذهم غرضا. وقد اتخذهم الشيعة وسيلة لأكل أموال الناس بالباطل فأمرون العوام بأداء خمس أموالهم باسم أهل البيت. وهددوهم وتوعدوهم بعدم قبول أعمالهم إن لم يؤدوا لهم الخمس. ولضمان استدامة ضخ هذا المصدر ولئلا تكون اجتماعاتهم علمية قد يواجهون فيها أسئلة المتسائلين جعلوا مواضيع مجالسهم تارة في البكاء على الظلم الذي تعرض له أهل البيت بزعمهم وتارة بإطرائهم والغلو فيهم حتى التأليه والتقديس.

والتزموا استعداء أصحاب النبي وأزواجه: عائشة وحفصة رضي الله عنهما. وبهذا لا يعود لهم أي مستمسك في الحديث لأن الحديث يفيد التحذير من اتخاذ أهل البيت غرضا لتحقيق المكاسب والمآرب الدنيوية. وأما الطعن في البعض الآخر من أهل البيت فالمراد منه إثارة العامة وتثبيت الحقد عندهم بما يحقق تعصبهم للباطل ورد الحق.

2 – أحاديث ضعيفة يوهمون الناس أنها حجة علينا وهي ليست كذلك حتى تكون على شرطنا. وإن صحة سند الحديث هو شرطنا لقبوله ولا نكتفي في قبوله بمجرد كونه في كتب الحديث، اللهم إلا البخاري ومسلم اللذين أجمعت الأمة على تلقيهما بالقبول والتسليم. وأكثر رواة هذه الأحاديث من الشيعة والرافضة، يكذب طائفة من الرافضة أحاديث ثم يأتي آخرون يحتج على وجودها عندنا وفي كتبنا. وقد تكون في كتب نقد الرواة أوردها النقاد كالذهبي وغيره ليجعلوها نموذجا على أكاذيب الرواة الكذابين، فيحتج بها الشيعة المعاصرون علينا وكأننا قد سلمنا بصحتها.

وتمادوا في ذلك حتى صاروا يأتون بالروايات من كتب الشعراء والمفكرين المعاصرين كمحمود عباس العقاد وأحمد شوقي ولم يكتفوا فقط بالرواية من كتب التاريخ .

وإننا نعلن أن كل حديث يأتوننا به ليحتجوا به علينا مما ليس على شرطنا في الصحة هذا فلا تقوم لهم به حجة علينا.

3 – أحاديث يوهمون صحتها. مثل حديث « من أحب هذين – أي الحسن والحسين - وأباهما كان معي في درجتي في الجنة» رواه الترمذي وقال «حديث حسن غريب لا نعرفه من حديث جعفر بن محمد إلا من هذا الوجه. في حين يكتفون بنقل كلمة واحدة من هذه العبارة (حديث حسن). ويقطعون بقية كلامه (غريب) بما يدل على الطعن في السند.

وقد أكد الحافظ أن الترمذي « إذا وصف حديثا بالحسن فلا يلزم عنده أن يحتج له، ودليل ذلك أنه أخرج حديثا من طريق خيثمة البصري عن الحسن عن عمران بن الحصين ثم قال بعده « هذا حديث حسن وليس إسناده بذاك» (سنن الترمذي2/128 وانظر النكت على ابن الصلاح1/402 توضيح الأفكار1/179). أضف إلى ذلك أنه قد يحسّن لبعض المعروفين بضعفهم مثل عطية العوفي. وقد يتساهل في التحسين. ولهذا صرح جمع من أهل العلم بأنه لا يعتمد على تصحيحه كما صرح به الذهبي. ونبه عليه المنذري في الترغيب.

4 – أحاديث صحيحة ولكنها شاذة مخالفة لأحاديث أوثق منها سندا.

5 – أحاديث ينكرونها علينا وعندهم مثلها تماما. كما في حديث طواف النبي على أهله في ليلة واحدة بغسل واحد. وكما سوف ترى في أحاديث الصفات، فإنهم ينكرون علينا من الروايات ما قد امتلأت به كتبهم بل وصححها علماؤهم. كما في الحديث (وإن الأنبياء لم يورثوا درهما ولا دينارا ولكن ورثوا العلم). فإن الشيعة ينقمون على أبي بكر احتجاجه بهذا الحديث الذي بسببه لم يعط فاطمة أرض فدك. ومع ذلك فقد صححو إسناده كما فعل المجلسي والنراقي والخميني وغيرهم. كذلك حديث التبول واقفا فقد شنعوا فيه علينا الشناعات العظيمة ومع ذلك فالحديث مروي عندهم في كتاب الكافي.

6 – أحاديث مشتهرة ومتعددة الطرق لكنها لم تثبت كحديث (أنا مدينة العلم وعلي بابها) ومنها ما صححه علماؤنا بتعدد طرقه وشواهده كحديث (من كنت مولاه فهذا علي هو مولاه) وهو صحيح ولكن يخرجه الشيعة عن سياقه المتعلق ببغض بعض الناس لعلي فنبه النبي على محبته وموالاته موالاة الاسلام. والشيعة يحتجون بالحديث على أسبقية إمامته. وللحديث تفصيل يمكن الرجوع إليه.

7 – أحاديث يحرفونها لفظا مثل (تركت فيكم ما إن تمسكتم [به] لن تضلوا كتاب الله وعترتي). وجعلها الرافضة بالمثنى (بهما) وهناك فرق بين قوله (بهما) وقوله (به). فإن التمسك ورد مفردا ويعود على القرآن فقط. ومثل (من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية). وليس الحديث بهذا اللفظ. وإنما هكذا (من خلع يدا من طاعة).

8- كتب في التشيع والرفض ألفها أناس من الرافضة كانوا يتخفون بالانتماء إلى مذاهب سنية فصارت كتبهم مصدر الاحتجاج علينا من الروافض المعاصرين. ومن هؤلاء الكنجي الشافعي (زعموا) والقندوزي الحنفي (زعموا). وابن الصباغ المالكي (زعموا). وابن أبي الحديد. وقد قمت بتتبع تراجمهم وسيرهم بدقة بما يفضح هذه اللعبة التي دأبوا عليها في أكثر كتبهم.

لقد تبين لي من خلال هذه الحوارات مع الشيعة صحة طريق أهل السنة في نظام الجرح والتعديل عندهم. وكانت لي تأملات في الإعجاز الإلهي في السنة النبوية وكيف أن الله صان هذا المصدر الثاني من مصادر الإسلام من العبث فيه فقيد له علماء جهابذة كرسول لها حياتهم واكتشفوا بها كثيرا من المتشيعين والمغرضين.

لقد دس الرافضة كثيرا من أباطيلهم وأكاذيبهم ثم أخذوا يحتجون بها علينا مع أن آفات هذه الروايات هم من الرافضة. فرجعناهم إلى مذهبهم مثلما قال القائل ((( منكم وإليكم))).

هذا وقد الرافضة عجزوا طيلة ثلاث سنوات عن أن يثبتوا حديثا واحد صحيحا إلى النبي صلى الله عليه وسلم.

وبينما يدعي القوم أنهم لا يقبلون بروايات الآحاد لأن الحجة في العقائد تقوم بالمتواتر. فإنك تراهم يغصون بالمكذوب والموضوع من الروايات ويصححونه إذ كان متوافقا مع المذهب بل ويدعون اتفاق الأمة على صحته زورا. وربما ضعفوه إذا كان مخالفا لمذهبهم .

تنبيه أخير: لن تكون هذه النسخة باقية على ما هي عليه الآن، بل سوف أقوم بإجراء تعديل عليها بشكل سنوي وأضيف إليها كثيرا من الشبهات التي يثيرها أعداء السنة، فإن الكتاب يتعرض لتطوير وإدخال للمعلومات بشكل دائم.

ولهذا فإنني أتوجه إلى كل من طالب علم أن يتعاون معي في إسداء النصح إلي أثناء اطلاعه على الكتاب ولو كان منتميا إلى مذهب الشيعة.

ومن وجد فيه أي خطأ في كتابي هذا فليبادر إلى إرسال الملاحظات على هذا العنوان:

هذا وأسأل الله العلي القدير أن يتقبل مني هذا العمل وأن يجعله خالصا لوجهه الكريم. إنه سميع عليم.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه

         وكتبه

   عبد الرحمن بن محمد سعيد دمشقية                          22 – شعبان – 1424 هـ

الأئمة من بعدي إثنا عشر كعدة نقباء بني إسرائيل

‏‏حدثنا ‏ ‏حسن بن موسى ‏ ‏حدثنا ‏ ‏حماد بن زيد ‏ ‏عن ‏ ‏المجالد ‏ ‏عن ‏ ‏الشعبي ‏ ‏عن ‏ ‏مسروق ‏ ‏قال: ‏كنا جلوسا عند ‏‏عبد الله بن مسعود ‏‏وهو يقرئنا القرآن فقال له رجل يا ‏ ‏أبا عبد الرحمن ‏ ‏هل سألتم رسول الله ‏كم تملك هذه الأمة من خليفة؟ فقال ‏‏عبد الله بن مسعود: ‏ما سألني عنها أحد منذ قدمت ‏‏العراق ‏‏قبلك ثم قال نعم ولقد سألنا رسول الله ‏ ‏ ‏ ‏فقال ‏ ‏إثنا عشر كعدة ‏ ‏نقباء ‏ ‏بني إسرائيل» (مسند أحمد رقم3781).

ضعيف لضعف مجالد وهو ابن سعيد الهمداني. قال الحافظ في التقريب «ضعيف» (6478).

قال الهيثمي «وثقه النسائي وضعفه الجمهور وبقية رجاله ثقات» (مجمع الزوائد5/190).

إبحث عن دينك حتى يقال مجنون

إفتراه التيجاني زورا وعزاه إلى البخاري! وهذا محض افتراء. ولا يوجد هذا الحديث بهذا اللفظ في شيء من كتب الحديث.

والصحيح هذا اللفظ هكذا « أكثروا ذكر الله حتى يقولوا مجنون». وليس (إبحث) وليس (دينك) كما ادعى من زعم أنه اهتدى وإنما هو من الذين اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (الأعراف:30).

والحديث حتى بهذا اللفظ (أكثروا...) ضعيف منكر: أخرجه أحمد (3/68) ورواه الحاكم (1/499) وقال: صحيح الاسناد. وليس كذلك. فإنه من رواية دراج أبي السمح. ودراج ضعفه الأكثرون، وروايته عن أبي الهيثم خصوصا عدها أحمد وأبو داود منكرة، وذكره ابن عدي (الكامل في الضعفاء3/115 والذهبي في الميزان2/25) واعتبروه من مناكير أبي السمح. قال شيخنا الألباني « منكر» (سلسلة الأحاديث الضعيفة 517).

وقد افتضح أمر التيجاني وتبين أنه دمية ومطية تكتب الكتب باسمه، عرف هذا كل من شاهد مناظرات قناة المستقلة، ولما قيل له: ألا تعرف ما في كتبك؟ قال: لا أعرف، أنتم تعرفون. فقيل له: أتكتب أم يُكتب لك؟

إبني هذا إمام ابن إمام

« ابني هذا إمام ابن إمام أخو إمام أبو أئمة تسعة تاسعهم قائمهم...» وفي رواية « الائمة اثنا عشر تاسعهم ال …».

فيه انقطاع عند الشيعة بين ابان بن تغلب وسليم بن قيس. هذا حديث لا أصل له عندنا ولا وجود له في شيء من كتب الحديث المعتمدة. 

قال ابن تيمية « هذا كذب على الشيعة فإن هذا لا ينقله إلا طائفة من طوائف الشيعة وسائر طوائف الشيعة تكذب هذا، والزيدية بأسرها تكذب هذا وهم أعقل الشيعة وأعلمهم وخيارهم والإسماعيلية كلهم يكذبون بهذا وسائر فرق الشيعة تكذب بهذا إلا الاثنى عشرية وهم فرقة من نحو سبعين فرقة من طوائف الشيعة» (منهاج السنة8/247).

أبو بكر وعمر خير أهل السماوات والأرض

موضوع: رواه ابن عدي في الكامل في الضعفاء (2/180) ومن طريقه ابن عساكر (44/195) وابن الجوزي في العلل المتناهية (1/193 رقم331) والخطيب في تاريخه (5/253) بأتم منه، وفيه جبرون بن واقد: متهم منكر، وحكم ابن عدي على الحديث أنه منكر، وأقره ابن عساكر وابن الجوزي، وحكم الذهبي على حديثه بالوضع وقال في الميزان بأنه موضوع، وأقره الحافظ ابن حجر في اللسان على ذلك. وله طريق آخر عند الديلمي في مسند الفردوس بسند مظلم من طريق يحيى بن السري وأبوه مجهول أما ابنه فثقة من طريق يحيى بن السري وأبوه مجهول أما ابنه فثقة. وحكم عليه الألباني بالوضع (سلسلة الضعيفة4/227-228 رقم1742).

الشبهة: قد يورد الرافضة هذا الحديث وأشباهَهُ للطعن في أهل السنة، ويقولون لهم: أنتم ترموننا بالغلو في عليٍّ وآل البيت، بينما تفضلون أنتم أبا بكر وعمر على جميع الخلق، بما فيهم الأنبياء والمرسلين!

ولكن هذا لم يثبت عندنا، وإنما نلتزم بما ثبت سنده فيهما وأنهما أفضل هذه الأمة بعد نبيها، كما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتواتر عن علي رضي الله عنه، وعن غيره من أهل البيت:

حدثنا عبد الله حدثني أبو بحر عبد الواحد البصري ثنا أبو عوانة عن خالد بن علقمة عن عبد خير قال علي رضي الله عنه لما فرغ من أهل البصرة إن خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وبعد أبي بكر عمر وأحدثنا أحداثا يصنع الله فيها ما شاء» (حديث صحيح خالد وهو ابن عبد الله الواسطي سماعه من عطاء بعد الاختلاط، لكن تابع عطاءً حصينُ بنُ عبد الرحمن وهو ثقة- أنظر تخريج المحقق للرواية في مسند أحمد2/245و247 حديث رقم922 و926 وانظر833 إلى837).

أبو بكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة

الشبهة: كيف يكونا من كهول أهل الجنة وأهل الجنة يكونون شبابا؟

قال ابن الأثير « الكَهْل من الرِجال مَن زاد على ثلاثين سنة إلى الأربعين وقيل من ثلاث وثلاثين إلى تمام الخمسين. وقيل أراد بالكَهل هاهنا الحليمَ العاقِلَ. وفيه أنّ رجلا سألَه الِجهاد معه فقال هَلْ في أهْلِك مِن كاهِل يُروى بكسر الهاء على أنه اسم وبِفَتْحِها على أنه فَعْل بِوَزن ضارِبٍ وضارَبَ وهما من الكُهولة أي هل فيهم مَن أسَنَّ وصار كَهْلا كذا قال أبو عُبيد وردّه عليه أبو سعيد الضَّرير وقال قد يَخْلُف الرجلَ في أهله كَهْلٌ وغيرُ كَهل في المُلِمَّات وسَنَدُهم في المُهِمَّات ويقولون مُضَرُ كاهِل العرب وتميم كاهِل مُضَر وهو مأخوذ من كاهِل البَعير وهو مُقَدَّم ظَهْره وهو الذي يكون عليه المَحْمِلُ وإنما أراد بقوله هل في أهْلِك مَن تَعْتمِد عليه في القِيام بأمْرِ مَن تَخْلُف من صِغارِ وَلَدِك لئلاّ يَضِيعوا ألاَ ترَاه قال له ما هُم إلاّ أُصَيْبِيَةٌ صِغار فأجابه وقال ففِيهم فجاهِدْ وأنكَر أبو سعيد الكاهِل وزَعم أن العرب تقول للذي يَخْلُف الرجلَ في أهله ومالِه كاهِنٌ بالنون وقد كهَنَه يكْهُنُه كُهُونا فإمَّا أن تكون اللام مُبْدَلة من النون أو أخْطَأ السامعُ فظَنَّ أنه باللام وفي كتابه إلى اليمن في أوقات الصلاة والعِشاء إذا غاب الشَّفَقُ إلى أن تَذْهب كَواهِلُ الليل أي أوائِلُه إلى أوْساطه تشبيها لِلَّيل بالإبِل السائرة التي تتقدّم أعْناقُها وهَوادِيها ويَتْبَعُها أعجازُها وتَوالِيها والكَواهِل جَمْع كاهِل وهو مُقَدّم أعْلى الظَّهْر  ومنه حديث عائشة وقَرّرَ الرُّؤوسَ على كَواهِلها أي أثْبَتَها في أماكِنها كأنها كانت مُشْفِيةً على الذَّهاب والهَلاك» (النهاية ص818 والفائق 3/288 لسان العرب 11/601 غريب الحديث لابن قتيبة1/322).

وقال المناوي في فيض القدير « المراد بالكهل هنا الحليم الرئيس العاقل المعتمد عليه يقال فلان كهل بني فلان وكاهلهم أي عمدتهم في المهمات وسيدهم في الملمات على أن ما صار إليه أولئك من أن الكهل من ناهز متفق عليه ففي النهاية الكهل من زاد عن ثلاثين إلى أربعين وقيل من ثلاث وثلاثين إلى خمسين وفي الصحاح من جاوز الثلاثين وخطه الشيب» (فيض القدير1/89).

ومن غرائب الشيعة التي لا تنتهي أنهم وضعوا حديثا في فضل الحسن والحسين وأنهما سيدا كهول أهل الجنة! وذلك في النسخة الموضوعة التي ألصقوها بعلي بن موسى الرضا (ذخائر ذوي العقبى ص32).

فأما الحديث الصحيح فردوه، لأنه في أبي بكر وعمر! وأما الموضوع فلا تجد لهم كلاما عليه، لأنه في الحسن والحسين!

أبو بكر وعمر مني منزلة هرون من موسى

قلت: هذا حديث باطل. ولو كنا نتعصب للشيخين لقلنا بصحة الرواية. وقد طعن فيه ابن الجوزي كما في (العلل المتناهية1/199) و (ميزان الاعتدال5/473) والحافظ ابن حجر.

أترقدون في المسجد.. يحل لك (يا علي) في المسجد ما يحل لي

حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري حدثنا إسماعيل بن أبي أويس حدثني أبي عن الحسن بن زيد عن خارجة بن سعد عن أبيه قال قال رسول الله لعلي لا يحل لأحد أن يجنب في هذا المسجد غيري وغيرك وقال ابن منيع في مسنده حدثنا الهيثم حدثنا حفص عن حرام بن عثمان عن ابني جابر عن جابر قال جاء رسول الله ونحن مضطجعون في المسجد فضربنا بعسيب كان في يده رطبا وقال ترقدون في المسجد إنه لا يرقد فيه فانجفلنا وانجفل معنا علي فقال له رسول الله تعال إنه يحل لك في المسجد ما يحل لي».

موضوع: فيه حرام بن عثمان السلمي. قال البخاري « منكر الحديث» وسئل عنه الامام مالك فقال « لم يكن بثقة» (المجروحين1/269). بل قال ابن أبي حاتم « منكر الحديث متروك الحديث (التاريخ الكبير3/101 الجرح والتعديل3/282) (أنظر اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة1/323).

وقال الشافعي « الرواية عن حرام حرام» (تاريخ بغداد8/278المعرفة والتاريخ3/210 لسان الميزان2/182 مسند ابن أبي شيبة1/127 ميزان الاعتدال2/209).

أحاديث أطيط العرش من ثقل الله (زعموا)

وردت فيه ألفاظ عديدة متقاربة. قال الألباني رحمه الله « لم يصح في الأطيط حديث». ومن هذه الروايات:

- « سلوا الله الفردوس؛ فإنها سرة الجنة، وإن أهل الفردوس يسمعون أطيط العرش». قال الألباني «ضعيف» (سلسلة الضعيفة3705).

- « ويحك لا يستشفع بالله على أحد من خلقه، شأن الله أعظم من ذلك، ويحك تدري ما الله عز وجل؟ إن عرشه على سماواته وأرضيه هكذا – وقال بأصبعه مثل القبة ـ وإنه ليئط به أطيط الرحل بالراكب». قال الألباني « ضعيف»  (سلسلة الضعيفة2639).

- « إن كرسيه وسع السماوات والأرض، و إنه يقعد عليه، ما يفضل منه مقدار أربع أصابع - ثم قال بأصابعه فجمعها - و إن له أطيطا كأطيط الرحل الجديد إذا ركب من ثقله». قال الألباني « منكر» (سلسلة الضعيفة866).

- « ويحك أتدري ما تقول؟ وسبح رسول الله، فما زال يسبح حتى عرف ذلك في وجوه أصحابه، ثم قال: ويحك! إنه لا يستشفع بالله على أحد من خلقه، شأن الله أعظم من ذلك، ويحك! أتدري ما الله؟ إن الله فوق عرشه، وعرشه فوق سماواته، وقال بأصابعه! مثل القبة (عليه)، وإنه ليئط به أطيط الرحل بالراكب». قال الألباني (ضعيف) (شرح الطحاوية ص311).

- « أتى رسول الله أعرابي فقال يا رسول الله جهدت الأنفس وضاعت العيال ونهكت الأموال وهلكت الأنعام فاستسق الله لنا فإنا نستشفع بك على الله ونستشفع بالله عليك قال رسول الله ويحك أتدري ما تقول وسبح رسول الله فما زال يسبح حتى عرف ذلك في وجوه أصحابه ثم قال ويحك إنه لا يستشفع بالله على أحد من خلقه شأن الله أعظم من ذلك ويحك أتدري ما الله؟ إن عرشه على سماواته لهكذا وقال بأصابعه مثل القبة عليه وإنه ليئط به أطيط الرحل بالراكب». قال الألباني (ضعيف) (ضعيف أبي داود1017).

- « ويحك! إنه لا يستشفع بالله على أحد من خلقه، إن شان الله أعظم من ذلك، ويحك! أتدري ما الله؟ إن الله فوق عرشه، وعرشه على سماواته وأرضه مثل القبة، وإنه ليئط به أطيط الرحل بالراكب». قال الألباني « ضعيف» (ضعيف الجامع6137).

- سلوا الله الفردوس، فإنها سرة الجنة، و إن أهل الفردوس يسمعون أطيط العرش. قال الألباني (ضعيف الجامع3273).

- « إن أهل الفردوس يسمعون أطيط العرش». قال الألباني « ضعيف» (ضعيف الجامع1837).

- « أن امرأة أتت النبي فقالت: ادع الله أن يدخلني الجنة فقال: فعظم الرب تبارك و تعالى و قال: إن عرشه فوق سبع سماوات و إن به لأطيطا كأطيط الرحل الجديد إذا ركب من ثقله». قال الألباني «ضعيف» (كتاب السنة لابن أبي عاصم ح رقم574).

- « أتى رسول الله أعرابي فقال: يا رسول الله جهدت الأنفس وضاع العيال و نهكت الأبدان و هلكت الأموال فاستسق الله لنا فإنا نستشفع بك على الله تبارك وتعالى ونستشفع بالله عليك قال قال رسول الله: ويحك تدري ما تقول فسبح رسول الله فما زال يسبح حتى عرف ذلك في وجوه أصحابه فقال: ويحك لا تستشفع بالله على أحد من خلقه فإن شأن الله أعظم من ذلك ويحك تدري ما الله إن عرشه على سماواته وأرضيه لهكذا مثل القبة وإنه ليئط أطيط الرحل بالراكب». قال الألباني «ضعيف» (كتاب السنة ح رقم575).

- « أتى رسول الله -- أعرابي، فقال: وجهدت الأنفس، وجاع العيال، ونهكت الأموال، وهلكت الأنعام؛ فاستسق الله لنا؛ فإنا نستشفع بالله عليك! فقال النبي - سبحان الله! سبحان الله!، فما زال يسبح حتى عرف ذلك في وجوه أصحابه، ثم قال: ويحك! إنه لا يستشفع بالله على أحد، شأن الله أعظم من ذلك، ويحك! أتدري ما الله؟! إن عرشه على سماواته لهكذا- وقال بأصابعه مثل القبة عليه-؛ وإنه ليئط به أطيط الرحل بالراكب». قال الألباني « ضعيف ولا يصح في الأطيط حديث (مشكاة المصابيح5660).

وهكذا كما ترى ورد في الأطيط عدة أحاديث، ولا يصح منها شيء، ونص ابن عساكر والذهبي في العلو (1/39) والألباني في (المشكاة) أنه لا يصح في الأطيط حديث.

وهذا الحديث يورده خصوم أهل السنة للتشنيع عليهم في مسألة الصفات، فنقول: نحن الذين نتحرى صحة النصوص، ولسنا أصحاب هوى في قبول النصوص وردها، ولكن لا حاجة للتأويل مع عدم الصحة، ولو صح لما كان في أصل الحديث ما يقتضي التشبيه إلا في ذهن من يجِّسم ثم يعطل، أما الأدلة على علو الله واستوائه على عرشه فهي كثيرة في القرآن وقد تواترت في السنة  والآثار، فمن أنكرها فإنما ينكر على القرآن والسنة.

أخذك (وفي رواية ألبسك) شيطانك يا عائشة؟

قلت: فيه سعيد بن محمد بن إبراهيم التيمي. أما أبوه محمد فثقة غير أن ابن أبي حاتم والدارقطني ذكرا أنه لم يسمع من عائشة (العلل5/الورقة99). وأما ابنه (سعيد) فقد حكى يعقوب بن سفيان أن روايته عن أهل الكوفة ليست بشيء. (المعرفة والتاريخ1/426).

وذكر الحافظ في التلخيص الحبير 1/121 أن في الحديث أيضا فرج بن فضالة وهو ضعيف. وفي صحيح مسلم (لقد جاءك شيطانك يا عائشة) حين أصابتها الغيرة.

هو في حديث رواه مسلم عن عائشة، قالت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج من عندها ليلا. قال: فغِرْتُ عليه، فجاء فرأى ما أصنع، فقال: مالك يا عائشة! أَغِرْتِ؟ فقلت: وما ليَ لا يَغارُ مثلي على مثلك؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أقد جاءك شيطانُك؟ فقالت: يا رسول الله أو معي شيطان؟ قال نعم. قلت: ومعك يا رسول الله؟ قال نعم. ولكن الله أعانني عليه حتى أسلم«.

وسياق الحديث يأبى الطعن بعائشة فإنها قالت: « أمعي شيطان يا رسول الله؟ فقال نعم. قالت: ومع كل إنسان؟ قال نعم. قالت ومعك يا رسول الله؟ فقال نعم ولكن الله أعانني عليه فأسلم». هذا سياق مسلم بلفظه (4/2618 رقم2815).

فمناسبة الحديث الغيرة عليه وليس تعمد إيذائه كما يكذب التيجاني بسبب تعلقه بشيطانه. فاتضح بذلك عدة أمور:

1) ليست عائشة وحدها التي معها شيطان، بل كل أحد، حتى النبي صلى الله عليه وسلم، فمن طعن عليها بذلك انسحب طعنه على زوجها وحبيبها صلى الله عليه وسلم، بل يكون قد طعن في نفسه دون أن يشعر!

2) أن مناسبة الحديث غيرة عائشة رضي الله عنها، وهذا من صفات النساء كافة، وفي الحديث الآخر غيرة فاطمة من علي رضي الله عنه لما أراد الزواج من ابنة عمه أبي لهب، وشكايتها إياه لأبيها صلى الله عليه وسلم، فكما لم يكن ذلك نقصا في السيدة فاطمة، لم يكن نقصا في السيدة عائشة، رضي الله عن الجميع.

3) فظهر بذلك جهل وكذب التيجاني أو من كتب له عندما زعم أن القصد في الحديث تعمد إيذائه صلى الله عليه وسلم، وليس الغيرة!.

4) آلآن ظهرت غيرتكم على رسول الله؟ أين ذهبت غيرتكم عندما طعنتم في عرضه صلى الله عليه وسلم، واتهمتهم أحب الناس إليه بالزنا والردة وضرب المثل لها بامرأة نوح وامرأة لوط؟ وأنها كانت تنام مع علي تحت لحاف واحد؟

أدخلتني دارك وأجلستني على سريرك ثم وقعت في علي تشتمه

محمد بن اسحاق عن عبدالله بن ابي نجيح عن ابيه قال لما حج معاوية اخذ بيد سعد بن ابي وقاص فقال يا ابا اسحاق انا قوم قد اجفانا هذا الغزو عن الحج حتى كدنا ان ننسى بعض سننه فطف نطف بطوافك قال فلما فرغ ادخله دار الندوة فاجلسه معه على سريره ثم ذكر علي بن ابي طالب فوقع فيه فقال ادخلتني دارك واجلستني على سريرك ثم وقعت في على تشتمه».

محمد بن اسحاق مختلف في صحته (تهذيب الكمال للمزي ترجمة رقم5057 والضعفاء للعقيلي ترجمة رقم 1578). قال الحافظ الهيثمي « محمد بن إسحاق مدلس وقد عنعنه» (مجمع الزوائد4/322). وهو عين ما قاله الحافظ العراقي في تخريج إحياء علوم الدين (2/43). فالحديث معلول بالعنعنة. والمدلس تقبل روايته إذا كانت بلفظ (حدثني) ولا تقبل إذا قال (عن عن).

أدعو لي سيد العرب قلت: من؟ قال علي سيد العرب

وفي رواية سيد المسلمين. فيه الحسين بن علوان الكلبي. هو الذي وضعه كما قال الذهبي (المستدرك3/124).

قال الدارقطني «ضعيف» (العلل2/151) وقال في (السنن1/394) « كذاب» (وانظر الضعفاء والمتروكون192).

لم يقنع الرافضة بالأحاديث الكثيرة الثابتة في فضل علي رضي الله عنه، لاستمرائهم الغلو، فكأنهم رأوه ناقصا يحتاج إلى تركيب فضائل ومناقب كي يكمل بزعمهم! ومن ذلك هذا الحديث، فله عدة طرق، روى بعضها الحاكم وصححها (3/124-125) وتعقبه الذهبي-وبين أنها لا تخلو من كذابين ومُطَّرحين، وجميعا موضوعة أو شديدة الضعف، وحكم عليها بالنكارة الإمام أحمد، وقال الذهبي إنها باطلة موضوعة، وقال الألباني «موضوع» وهو كما قالوا. (انظر تخريجه في السلسلة الضعيفة رقم 4890 ومختصر المستدرك الحاكم 3/1357-1362).

وما دام القوم يحتجون بالحديث فلفظ أحد طرقه « أبو بكر سيد كهول العرب، وعلي سيد شباب العرب». فهلا احتجوا به كاملا؟!

أدني مني إكشفي فخذيك فَقُلْتُ إنّي حَائِض

قالت: « فَكَشَفَتُ فَخِذَيّ، فَوَضَع خدهُ وَصَدْرَهُ عَلَى فَخِذَي، وَحَنَيْتُ عَلَيْهِ حَتّى دَفِىءَ وَنَامَ».

رواه أبو داود (1/70 رقم 270) ومن طريقه البيهقي في سننه (1/313 1/55 حديث رقم 120) من طريق عبد الرحمن بن زياد الإفريقي، عن عمارة بن غراب أن عمة له حدثته أنها سألت عائشة، قالت: « إن إحدانا تحيض وليس لها ولزوجها إلا فراش واحد؟ قالت: أخبرك بما صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم. دخل، فمضى إلى مسجده» – قال أبوداود: تعني مسجد بيته- فلم ينصرف حتى غلبتني عيني وأوجعه البرد، فقال: فذكر الحديث.

الحديث ضعيف، ضعفه الألباني في ضعيف الجامع ص 26. وفي ضعيف الأدب المفرد ص 30. وفيه علل:

- عبد الرحمن بن زياد: وهو الأفريقي مجهول. قال البخاري في كتاب (الضعفاء الصغير307) » في حديثه بعض المناكير« وقال أبو زرعة » ليس بالقوي« (سؤالات البرذعي ص389) وقال الترمذي « ضعيف في الحديث عند أهل الحديث أمثال يحيى بن سعيد القطان وأحمد بن حنبل» (سنن الترمذي حديث رقم 54 و199 و1980) بل قال » ليس بشيء كما في (الضعفاء والمتروكون لابن الجوزي2/204 ترجمة رقم2435 وميزان الاعتدال في نقد الرجال للذهبي ترجمة رقم6041 تهذيب الكمال21/258).

وقال البزار « له مناكير» (كشف الأستار2061) وقال النسائي » ضعيف« (الضعفاء والمتروكون337) وقال الدارقطني (1/379) » ضعيف لا يحتج به« وضعفه أيضا في كتاب العلل.

- عمارة بن غراب اليحصبي: قال الحافظ في تقريب التهذيب » تابعي مجهول. غلط من عده صحابيا« (ترجمة رقم4857).

- وعمته مجهولة.

والحديث ضعفه المنذري في مختصر سنن أبي داود (1/177)، وقال الذهبي: « إسناده واه». (المهذب في اختصار السنن الكبير 1/312)، وضعفه الألباني في ضعيف سنن أبي داود (9/1/114 الكبير)، وغيره.

وحتى ولو صح لم يكن للرافضة مطعن بهذا الحديث عند من آتاه الله عقلا وفقها، ولكن قارن هذا بما روى هؤلاء عن الباقر والصادق أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا ينام حتى يقبّل عرض وجه فاطمة ويدعو لها، وفي رواية: حتى يقبل عرض وجنة فاطمة أو بين ثدييها! وفي رواية: حتى يضع وجهه بين ثدييها. (مناقب! آل أبي طالب لابن شهرآشوب 3/114 بحار الأنوار للمجلسي 43/42 و55 و78 ومجمع النورين للمرندي 30 وكشف الغمة للإربلي 3/95 واللمعة البيضاء للتبريزي الأنصاري 53)

بل قال التبريزي في اللمعة البيضاء (235): « ساطعا عطر الجنة ورائحتها من بين ثدييها، ورسول الله صلى الله عليه وآله كان يمس وجهه لما بين ثدييها كل يوم وليلة يشمها ويلتذ من استشمامها»!

فهل يقبل ذووا الفطرة السليمة أن يفعل النبي صلى الله عليه وسلم هذا مع ابنته الشابة، وهو أغير من سعد!

وهل تجرأ النواصب والخوارج أن يضعوا حكاية بهذه الشناعة مثل هذه التي تطعن في فاطمة وأبيها؟ وليس غريبا على ابن شهر اشوب والمجلسي والمرندي والإربلي والتبريزي أن يكونوا نواصب مع كونهم شيعة (!).

إذا أضل أحدكم شيئا أو أراد غوثا وهو بأرض ليس بها أنيس

فليقل: يا عباد الله أغيثوني ثلاثا فإن لله عبادا لا يراهم. وقد جرب ذلك كذا في الأصل ولم أعرف تعيين قائله ولعله مصنف المعجم» (فيض القدير1/307).

رواه الطبراني في الكبير (17/117) من طريق عبد الرحمن بن شريك النخعي، عن أبيه، عن عبد الله بن عيسى، عن زيد بن علي، عن عتبة بن غزوان مرفوعا.

قلت: وهذا سند شديد الضعف، فيه علل:

الأول: تفرد به عبد الرحمن بن شريك وهو ابن عبد الله القاضي. وهو وأبوه ضعيفان متكلم فيهما. قال الحافظ في الأول « صدوق يخطىء» وفي الثاني «صدوق يخطئ كثيرا». ورواه الهيثمي ثم أشار الى ضعف بعض رواته (مجمع الزوائد10/132).

الثاني: فيه انقطاع بين زيد بن علي وبين عتبة. فإن زيد بن علي عن عتبة معضل، فقد ولد زيد سنة ثمانين، وتوفي عتبة سنة سبعة عشر أو عشرين على آخر الأقوال! والمعضل هو شديد الضعف ولا يتقوى بالمتابعات كما هو معلوم.

وقال الهيثمي: رجاله وثقوا على ضعف في بعضهم، إلا أن زيد بن علي لم يدرك عتبة (مجمع الزوائد10/132). وأعله ابن حجر في تخريج الأذكار بالانقطاع أيضا، وضعفه الألباني (سلسلة الضعيفة 656).

وقد صحف محمود سيد ممدوح اسم (زيد) إلى (يزيد)

(تنبيه) وقع بعد الحديث عند الطبراني عبارة: (وقد جُرِّب ذلك).

 وهذه عبارة لا يُعلم قائلها، فقد يكون صاحب المعجم، وقد يكون الراوي عنه، وربما أحد النساخ، ثم هي مبنية للمجهول، فإن كانت عن الغير فأين سندها؟ وعلى كل الأحوال فلا حجة فيها، لأن قائلها ليس من مصادر التشريع! وكذلك التجربة ليست من مصادر التشريع. فقوله والنووي والبيهقي « إنه جربه هو وبعض أكابر مشايخه» فالسنة لا تثبت بالتجربة وإنما بالسند.

وكذا ما يمكن أن يوجد من عبارة تشبهها عن أيٍّ من العلماء كائنا من كان، ولا سيما أن الحديث في العقيدة، والصنف الذي يحتج بأمور كهذه من عادته اشتراط التواتر و.. و..فكيف يحتج بالعادات والتجارب الفردية!

وهل ستتجدد عندهم أمور في الدين كل ما جاء أحد وقال: جربت كذا فصار كذا؟! ثم ألم يجربوا قول النبي « إذا سألت فاسأل الله وإذا ساتعنت فاستعن بالله»؟ أم أن هذا النوع من التجربة النبوية لا يعنيهم؟

وعلى فرض صحته فليس فيه دليل على جواز الاستغاثة بالموتى من الأولياء والصالحين، لأنه صريح أن المقصود بـ (عباد الله) خلق غير البشر، لأن وصفهم جاء بأنا (لا نراهم)، فهذا منطبق على الجن المؤمنين أو الملائكة الذين لا نراهم عادة. وقد جاء في حديث آخر تعيين أنهم طائفة من الملائكة. أخرجه البزار من رواية حاتم بن إسماعيل، عن أسامة بن زيد الليثي، عن أبان بن صالح، عن مجاهد  عن ابن عباس مرفوعا بلفظ « إن لله تعالى ملائكة في الأرض سوى الحفظة يكتبون ما يتساقط من ورق الشجر. فإذا أصابت أحدكم عرجة بأرض فلاة فليناد: يا عباد الله أعينوني».

قال الحافظ كما في شرح ابن علان (5/151) « هذا حديث حسن الإسناد غريب جدا، أخرجه البزار وقال: لا نعلم يروى عن النبي بهذا اللفظ إلا من هذا الوجه. وحسنه السخاوي في الابتهاج وقال الهيثمي « رجاله ثقات» غير أن البيهقي رواه في الشعب موقوفا. والشيخ الألباني حسن الرواية غير أنه أوقفها على ابن عباس. (أنظر سلسلة الأحاديث الضعيفة2/108 ح رقم (655).

ولكن راويه حاتم بن إسماعيل خالفه من هو أوثق منه فأوقفه، رواه البيهقي في الشعب من طريق جعفر بن عون عن أسامة به إلى ابن عباس موقوفا. فهذا أصح من الأول.

فالاستعانة بالحي المستطيع ليست شركا، وهذا معروف بين البشر، أما من الملائكة فيحتاج إلى دليل خاص لإثباته، وأثر ابن عباس قال عنه الشيخ الألباني رحمه الله « الأرجح أنه موقوف، وليس هو من الأحاديث التي يمكن القطع بأنها في حكم المرفوع، لاحتمال أن يكون ابن عباس تلقاها من مسلمة أهل الكتاب، والله أعلم» (انظر سلسلة الأحاديث الضعيفة(655)

قلت: هذا إن ثبت عن ابن عباس، فقد رواه ابن أبي شيبة في المصنف من طريق محمد بن إسحاق عن أبان أن رسول الله صلى الله عليه سلم قال.. فذكره معضلا، وابن إسحاق في رتبة أسامة في الحفظ أو أعلى، ولا سيما أن أسامة قد اختلف عليه ثقتان، فمن الواضح أنه لم يضبطه، فالصحيح الرواية المعضلة، وبهذا لا يصح الحديث مرفوعا ولا موقوفا، وتبين أن استغراب ابن حجر الشديد لمتنه كان في محله.

فائدة: قال الألباني: « ما أحسن ما روى الهروي في ذم الكلام (4/68/1) أن عبد الله بن المبارك ضل في بعض أسفاره في طريق، وكان قد بلغه أن من [ضل] في مفازة فنادى: عباد الله أعينوني! أُعين. قال: فجعلتُ أطلب الجزء أنظر إسناده. قال الهروي: فلم يستجز لأن يدعو بدعاء لا يرى إسناده».

ومثله في الحسن ما قال العلامة الشوكاني في تحفة الذاكرين (ص140) بمثل هذه المناسبة: « وأقول: السنة لا تثبت بمجرد التجربة، ولا يخرج الفاعل للشيء معتقدا أنه سنة عن كونه مبتدعا، وقبول الدعاء لا يدل على أن سبب القبول ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد يجيب الله الدعاء من غير توسل بسنة؛ وهو أرحم الراحمين، وقد تكون الاستجابة استدراجا».

انتهى ما نقله الألباني رحمه الله، ونستفيد من كلام ابن المبارك أنه كان لا يعرف صحة الحديث، وإلا لعمل به، فهذا تضعيف متقدم من أحد كبار الأئمة.

وورد عند ابن أبي شيبة (10/424) « حدثنا يزيد بن هرون قال أخبرنا محمد بن إسحاق عن أبان بن صالح أن رسول الله قال: « إذا نفرت دابة أحدكم أو بعيره بفلاة من الأرض لا يرى بها أحدا فليقل أعينوني عباد الله فإنه سيعان».

وفيه محمد بن إسحاق موصوف بالتدليس وقد عنعن هذا الخبر من السند. وقد لمز محمود سيد ممدوح الألباني فقال « وأعله الألباني في ضعيفته2/109 بالاعضال وهو خطأ لأن أبان بن صالح من صغار التابعين» (رفع المنارة226).

قلت: وهذا جهل منه فقد وصف جماعة مراسيل هذه الطبقة بالإعضال قبل الألباني، منهم الذهبي حيث قال « من أوهى المراسيل عندهم: مراسيل الحسن. وأوهى من ذلك مراسيل الزهري وقتادة وحميد الطويل من صغار التابعين، وغالب المحققين يعدون مراسيل هؤلاء معضلات ومنقطعات، فإن غالب روايات هؤلاء عن تابعي كبير عن صحابي، فالظن بمرسله أنه أسقط من إسناده اثنين» (الموقظة40).

قلت: أبان بن صالح روى عن الزهري وعن الحسن، فهما من شيوخه فإذا كان هذا الحال بالمعضلات فكيف بمرسل من يروي عنهما؟

إذا انفلتت دابة أحدكم بأرض فلاة

تتمة الحديث: « فليناد يا عباد الله احبسوا علي يا عباد الله احبسوا علي، فإن لله حاضراً في الأرض سيحبسه».

رواه أبو يعلى والطبراني من طريق معروف بن حسان السمرقندي عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن عبد الله بن بريدة عن ابن مسعود مرفوعا».

وهذا سند ضعيف جدا، وفيه أربعة علل:

معروف بن حسان: وهو واه، قال أبو حاتم في (الجرح والتعديل 8/323) «مجهول». وقال ابن عدي في (الكامل 6 / 325) « منكر الحديث. وقد روى عن عمر بن ذر نسخة طويلة وكلها غير محفوظة». وقال البيهقي: « معروف بن حسان ضعيف». (الشعب 3/416). وقال الهيثمي في (مجمع الزوائد10/132) «فيه معروف بن حسان وهو ضعيف». وقال الشيخ محمد بن درويش الحوت في أسنى المطالب (ص 62) «معروف بن حسان منكر الحديث».

وفيه سعيد بن أبي عروبة: اختلط، قال النسائي: « من سمع منه بعد الاختلاط فليس بشيء». ومعروف بن حسان من الصغار، ولم يسمع منه قبل الاختلاط إلا الكبار. وكان بدأ اختلاطه سنة 132 واستحكم سنة 148 أفاده البزار، ثم إن قتادة مدلس كثير التدليس، وقد روى هذا الحديث معنعناً عن أبي بريدة فلا يقبل.

ولا يخفى أن نسخة سعيد عن قتادة نسخة مشهورة؛ اعتنى الحفاظ بجمعها، فإذا انفرد راو ضعيف مثل معروف بحديث من هذه الطريق دون أصحاب سعيد كان ذلك كافيا في إسقاط الحديث الذي يرويه.

وقال الحافظ ابن حجر « في السند انقطاع بين ابن بريدة وابن مسعود» (الفتوحات الربانية لابن علان 5/105-151).

وقد استغل أحد الرافضة (محمود سعيد ممدوح) هذه العبارة من الحافظ بن حجر وزعم أن هذا الحديث يتقوى بالطرق الأخرى التي ترفعه الى الحسن المقبول (رفع المنارة ص225).

قال ابن دقيق العيد « قولهم (روى مناكير) لا تقتضي بمجرده ترك روايته حتى تكثر المناكير في روايته وينتهي أن يقال فيه (منكر الحديث) لأن منكر الحديث وصف في الرجل يستحق به الترك لحديثه».

قلت: ومعروف شهد أهل الجرح والتعديل بأنه منكر الحديث (الكامل في الضعفاء6/325 لسان الميزان6/61 المغني في الضعفاء2/668

إذا بلغت (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى) فآذني

629 حدثنا يحيى بن يحيى التميمي قال قرأت على مالك عن زيد بن أسلم عن القعقاع بن حكيم عن أبي يونس مولى عائشة أنه قال أمرتني عائشة أن أكتب لها مصحفا وقالت إذا بلغت هذه الآية فآذني حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى فلما بلغتها آذنتها فأملت علي حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا لله قانتين قالت عائشة سمعتها من رسول الله  صلى الله عليه وسلم (1/437 حديث629).

يتجاهل الشيعة الرواية التي تليها مباشرة وتبين أنها قراءة منسوخة. إقرأوا:

630 حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي أخبرنا يحيى بن آدم حدثنا الفضيل بن مرزوق عن شقيق بن عقبة عن البراء بن عازب قال نزلت هذه الآية حافظوا على الصلوات وصلاة العصر فقرأناها ما شاء الله   ثم نسخها الله  فنزلت حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى فقال رجل كان جالسا عند شقيق له هي إذن صلاة العصر فقال البراء قد أخبرتك كيف نزلت وكيف نسخها الله والله أعلم قال مسلم ورواه الأشجعي عن سفيان الثوري عن الأسود بن قيس عن شقيق بن عقبة عن البراء بن عازب قال قرأناها مع النبي  صلى الله عليه وسلم  زمانا بمثل حديث فضيل بن مرزوق

إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه

موضوع. له طرق كلها باطلة، وهذا حديثٌ كذبه وأنكرَه سائرُ العلماء، منهم: أيوب السختياني (الكامل لابن عدي 5/101 وغيرُه)، والإمام أحمد (علل الخلال 138)، وأبوزرعة الرازي (الضعفاء 2/427)، وابن حبان في المجروحين (1/157 و250 و2/172)، وابن عدي في الضعفاء (2/146 و209 و5/101 و200 و314 و7/83)، والذهبي في الميزان، وابن كثير في تاريخه (11/434)، وغيرهم من الحفاظ.

وقال الإمام البخاري بعد أن أعل أشهر طرقه: إن هذه الأحاديث «.. ليس لها أصول، ولا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم خبرٌ على هذا النحو في أحدٍ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، إنما يقولُه أهلُ الضَّعف». (التاريخ الأوسط 1/256).

وقال العقيلي في الضعفاء (1/259): « ولا يصح من هذه المتون عن النبي عليه السلام شيءٌ من وجه يثبت».

وقال الجورقاني في الأباطيل (1/200): « هذا حديث موضوع باطل لا أصل له في الأحاديث، وليس هذا إلا من فعل المبتدعة الوضاعين؛ خذلهم الله في الدارَين، ومن اعتقد هذا وأمثالَه؛ أو خطر بباله أن هذا جرَى على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فهو زنديقٌ خارجٌ من الدين».

وقال ابن تيمية في المنهاج (4/380): « وهو عند أهل المعرفة بالحديث كذب موضوعٌ مُختلَقٌ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم».

وأطنب في تخريجه الحافظان ابن عساكر (59/155-158) وابن الجوزي في الموضوعات (2/24) وقالا إنه لا يصح من جميع طرقه، وقال الألباني: «موضوع» (الضعيفة 4930)

ما بال الشيعة يحتجون بهذا الحديث وقد بايع الحسن معاوية وسلمه ذاك المنصب الإلهي بزعمكم؟

وكأن الرسول إذا لقيتم معاوية فبايعوه؟

وما دمتم تحتجون بالباطل فاقبلوا الرواية التي لفظها: « إذا رأيتم معاوية على منبري فاقبلوه (بالباء الموحدة) فإنه أمين مأمون»! ولا سيما أن السيوطي قال في اللآلئ المصنوعة إنها أقرب إلى العقل من الرواية الأولى (اللآلئ المصنوعة1/389).

إذا قرأتم الحمد لله فاقرأوا بسم الله الرحمن الرحيم

إنها أم القرآن وأم الكتاب والسبع المثاني وبسم الله الرحمن الرحيم إحداها.

هذا حديث صحيح كما نص عليه شيخنا الألباني (سلسلة الأحاديث الصحيحة1183 وصحيح الجامع رقم729) وهو يدل على أن البسملة جزء من الفاتحة دون غيرها.

يقول لنا الروافض: إن القرآن الذي يؤمنون به هو نفس القرآن الذي عندنا. ولكن: لو فتحنا معهم البسملة من كل سورة لوجدنا أن البسملة ليست آية من القرآن. فيلزمهم أن هذا الذي بأيدينا محرف.

بينما يصرحون بانعقاد إجماعهم على أن البسملة جزء من القرآن (البيان في تفسير القرآن ص516 للخوئي جواهر الكلام10/24 للجواهري) يخالفون النسخة القرآنية التي بأيديهم. وربما كانت النسخة السردابية متوافقة مع مذهبهم في ابتداء رقم الآية في كل سورة بالبسملة.

وكل علماء الشيعة يقولون بأن « البسملة جزء من كل سورة فيجب قراءتها ما عدا سورة براءه (كتاب الصلاة3/352 و538 ومنهاج الصالحين1/163 تحرير الوسيلة1/165 للخميني، هداية العباد1/151 للكلبايكاني، منهاج الصاالحين1/177 والمسائل المنتخبة ص 106 كلاهما لمحمد الروحاني، العروة الوثقى1/646 و2/502 و6/174). ونقل المجلسي عن الشهيد في الذكرى الإجماع الشيعي على أن البسملة جزء من القرآن (بحار الأنوار82/21). بل وبأن هذا مما تواتر عن أهل البيت عليهم السلام كما قال الخوئي (البيان في تفسير القرآن ص446 تفسير الحمد ص141 لمحمد باقر الحكيم). وصرح الخوئي بأن المخالف لذلك ليس إلا سوى شرذمة من الناس (البيان في تفسير القرآن ص446).

وصرح المحقق البحراني أن البسملة آية من كل سورة تجب قراءتها مع كل سورة (الحدائق الناضرة8/107). وبناء على زعمهم بأن قرآنهم مثل قرآننا فسوف نلزمهم بقبول هذا الذي يخالف عقيدتهم في البسملة.

إذا كان يوم الجمعة ينزل الله بين الأذان والإقامة عليه رداء

« عن أبي حفص بن سلمون ، ثنا عمرو بن عثمان ثنا أحمد بن محمد بن يوسف الأصبهاني، ثنا شعيب بن بيان الصفار، ثنا عمران القطان، عن قتادة، عن أنس رضي الله عنه مرفوعاً « إذا كان يوم الجمعة ينزل الله بين الأذان والإقامة عليه رداء مكتوب عليه: إنني أنا الله لا إله إلا أنا، يقف في قبلة كل مؤمن مقبلاً عليه، فإذا سلّم الامام صعد إلى السماء» (لسان الميزان2/238 ميزان الاعتدال2/264).

قال الحافظ بأن صاحب هذه الرواية وهو أبو علي الأهوازي قد جمع في كتابه كثيرا من الموضوعات والفضائح. وأورد الحافظان الذهبي والعسقلاني هذه الرواية كشاهد على هذه الفضائح والموضوعات.

فجاء علي الكوراني الخائن وأوردها على أنها من رواياتنا المعتمدة وأنها من جملة عقائدنا. ولو أن الكوراني نسخ السطر ما قبل هذه الفقرة لتبين كذبه وتدليسه وأن الذهبي إنما يورد ما اتهموا به أبا علي الأهوازي من الأكاذيب ومنها: ما رواه في الصفات... ثم ذكر الرواية. ولذلك اضطر الكوراني أن يأتي بالنص مقطوعا من أوله وأبهم الراوي لهذه الرواية وهو أبو علي الأهوازي تدليسا وتلفيقا حتى لا يتفطن الناس إلى كذبه.

فانظر الفقرة كاملة لتعرف كذب وخداع الكوراني:

قال الذهبي « قال علي بن الخضر العثماني تكلموا في أبي علي الأهوازي وظهر له تصانيف زعموا أنه كذب فيها. ومما في الصفات له حدثنا أبو حفص بن سلمون حدثنا عمرو بن عثمان حدثنا أحمد بن محمد بن يوسف الأصبهاني حدثنا شعيب بن بيان الصفار حدثنا عمران القطان عن قتاده عن أنس مرفوعا: إذا كان يوم الجمعة ينزل الله بين الآذان والإقامة عليه رداء مكتوب عليه إنني أنا الله لا إله إلا أنا يقف في قبله كل مؤمن مقبلا عليه فإذا سلم الإمام صعد الى السماء، وروى عن ابن سلمون بإسناد له « رأيت ربي بعرفات على جمل أحمر عليه إزار»). ولذلك أقسم الذهبي بأن هذا الحديث موضوع وأن من شك في وضعه فإنه سفسطائي (تاريخ الإسلام30/129). وادرج ابن الجوزي مثل هذه الرواية في جملة الأحاديث المكذوبة (الموضوعات1/80).

إذا مات أحد من إخوانكم فسويتم عليه التراب

فليقم أحدكم عند رأسه، وليقل: يا فلان بن فلانة.. (حديث التلقين)

رواه الطبراني في الكبير (8/249 رقم 7979) والدعاء (3/1368 رقم 1214) وابن عساكر (24/73) من حديث أبي أمامة، وفيه مجاهيل.

والحديث ضعفه ابن الصلاح في فتاويه (1/261) والعراقي (تخريج الإحياء4/492) والنووي في (المجموع5/406) وابن تيمية في الفتاوى (24/296) وابن القيم (زاد المعاد1/523) وابن مفلح في (الفروع2/275) وقال الهيثمي «فيه من لم أعرفه» (مجمع الزوائد2/324) بل قال في موضع آخر (3/45) « في إسناده جماعة لم أعرفهم» فهذا يدل على أن في السند مجاهيل. والصنعاني في (سبل السلام2/114) والألباني (الضعيفة 599 والإرواء3/203)

وقال الحافظ «إسناده صالح» (التلخيص الحبير2/135) مع أنه: روى عن الأثرم عن أحمد أنه لا يعرف من سنة النبي شيئا من هذا الفعل.

أن الحافظ ابن حجر نفسه ضعفه في بعض تصانيفه، كما في المقاصد الحسنة (رقم 346 الخشت) والفتوحات لابن علان (4/196).

فما دام أن الحديث لم يثبت فلا يُشرع العمل به، فضلا عن الاستدلال به على مسألة سماع الأموات فيما لم يثبت به نص.

إذا مات أحدكم فلا تحبسوه وأسرعوا به إلى قبره

وليقرأ عند رأسه بفاتحة الكتاب وعند رجليه بخاتمة البقرة في قبره.

شديد الضعف مرفوعا وموقوفا:

أما المرفوع فرواه الخلال في القراءة عند القبور (25/ب كما في تعليق الألباني على هداية الرواة) والطبراني (12/444 رقم 13613) والبيهقي في الشعب (7/16 رقم 9294) من طريق يحيى بن عبد الله البابلتي، عن أيوب بن نهيك، سمعت عطاء بن أبي رباح، سمعت ابن عمر، فذكره مرفوعا.

وهذا سند ضعيف جدا، يحيى واه، وبه أعله الهيثمي في مجمع الزوائد (3/44) وقال بأن فيه البابلتي وهو ضعيف. وشيخه أيوب متروك، وقال الألباني: الحديث ضعيف جدا. (الضعيفة 4140)، ويتضح بذلك وهم ابن حجر عندما قال عن المرفوع: إسناده حسن. (فتح الباري 3/184) إذ فيه علتان ظاهرتان.

وأشار البيهقي إلى إعلاله بقوله « لم يكتب إلا بهذا الإسناد فيما أعلم، وقد روينا القراءة المذكورة فيه عن ابن عمر موقوفا عليه».

وهذا الموقوف هو ما رواه يحيى بن معين في تاريخه (2/345 و379 ومن طريقه الخلال في الجامع (كما في الأربعين المتباينة لابن حجر ص85) واللالكائي (6/1227) والبيهقي (4/56) وابن عساكر (47/230) والمزي في تهذيب الكمال (22/538) عن مبشر بن إسماعيل، عن عبد الرحمن بن العلاج بن اللجلاج، عن أبيه، عن ابن عمر موقوفا عليه. ورواه الطبراني (9/220) من طرق عن مبشر عن عبد الرحمن بن العلاء، عن أبيه، عن جده اللجلاج  مرفوعا! ورواه ابن ابن عساكر (50/297) من طريق أبي همام عن مبشر، عن عبد الرحمن بن العلاء، عن أبيه، عن جده، عن ابن عمر موقوفا!!

ومبشر ثقة، أما عبد الرحمن فمجهول لم يرو عنه سوى مبشر (الميزان 2/579) وأشار أبوزرعة والترمذي إلى أنه لا يعرف (جامع الترمذي 979 والشمائل المحمدية 389) وقد اضطرب في سنده على ثلاثة ألوان، فيكون الحمل عليه.

أما والده فلم أجد راويا عنه سوى اثنين: ولده –وقد علمت حاله- وحفص بن عمر بن ثابت؛ وهذا منكر الحديث (الجرح والتعديل 3/180 واللسان)، فلا تثبت إلى العلاء رواية، ولذلك لم يعتمد الذهبي توثيق العجلي وذكر ابن حبان له في الثقات –وهما متساهلين- فقال في الكاشف: وُثِّق، فيكون العلاء مجهول العين على الصحيح. وعليه فالحديث شديد الضعف لتعدد العلل فيه.

وضعفه موقوفا الألباني في أحكام الجنائز (ص243 المعارف) والضعيفة (4140) والتعليقات على هداية الرواة (2/223)

وتعلق بعضهم بما رواه أبو بكر الخلال، قال « أخبرني الحسن بن أحمد الوراق، قال: حدثني علي بن موسى الحداد، وكان صدوقا، وكان ابن حماد المقرئ يرشد إليه. فأخبرني قال: كنت مع أحمد بن حنبل ومحمد بن قدامة الجوهري في جنازة... فذكر فيها الحديث، وفيه أن ابن قدامة أخبر الإمام أحمد بحديث ابن عمر من رواية مبشر، فعمل به أحمد. (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ص124-126).

قلت: هذا منكر، وقد أعل الإمام الألباني رحمه الله هذه القصة بجهالة شيخ الخلال وغير ذلك، ولأن الثابت ما رواه أبوداود أنه سمع أحمد سئل عن القراءة عند القبر؟ فقال: لا. (أحكام الجنائز ص243 المعارف، والضعيفة 4140)، وقد سأل الدوري الإمام أحمد هذا السؤال فأجاب كذلك. (الجامع للخلال كما في الأربعين المتباينة لابن حجر ص85)، وهذا مذهب جمهور السلف، كأبي حنيفة ومالك، الذي قال: ما علمت أحدا يفعل ذلك. (انظر الضعيفة)

فبقي الحديث مرفوعا وموقوفا على شدة ضعفه.

(تنبيه): فهم بعضهم أن تحسين ابن حجر هو لطريق عبد الرحمن بن العلاء، وليس كذلك، فإنه وإن كانت عند الطبراني روايتان إلا أن ابن حجر صحح المرفوع عن ابن عمر، والذي ورد مرفوعا عند الطبراني من طريق عبد الرحمن ليس عن ابن عمر، بل هو من مسند اللجلاج، كما أن ابن حجر عندما أورد رواية عبد الرحمن بن العلاء في التلخيص الحبير (2/130) لم يحسنها، بل سكت عليها.

أرحم أمتي بأمتي أبو بكر وأرفق أمتي لأمتي عمر

وأصدق أمتي حياء عثمان وأقضى أمتي علي بن أبي طالب.

الحديث ضعيف (أنظر ضعيف الجامع الصغير رقم775 للألباني). وله عدة طرق، وحكم الحفاظ عليه بالإرسال والضعف، منهم الدارقطني، والحاكم، وأبونعيم الأصبهاني، والبيهقي، وابن عبد البر، والخطيب، وابن تيمية، ومحمد بن عبد الهادي، وإنما تثبت فيه جملة « إن لكل أمة أمينا، وأميننا أبوعبيدة بن الجراح».

وأفرد الحديث بالتخريج الحافظ محمد بن عبد الهادي، ومن المعاصرين مشهور حسن آل سلمان في جزء مطبوع، وذكر في مقدمته هذه النتيجة، وأن الشيخ الألباني أقرها بعد قراءته للدراسة، وأنه رجع عن تصحيحه للحديث (الصحيحة 1225)، والله أعلم.

وهذا الحديث مع كونه في جانبنا أهل السنة إلا أن الهوى لم يجعلنا نغض الطرف عن ضعفه ونحتج به.

وقد أغنى الله هؤلاء الصحابة الكرام بالكثير في القرآن وبما صح في فضائلهم بما يغنينا عن أن نلتمس لهم الواهي والضعيف، ولكن اعجب للرافضة الذين لا يحتجون من الحديث إلا بالقطعة التي تخص عليا رضي الله عنه! فإن كانوا يضعفون الحديث فهذه القطعة ضعيفة معه، وإن كانوا يثبتونه فأين هم عن تتمته؟ فاعتبروا يا أولي الأبصار!!

أرسل ملك الموت إلى موسى فلطمه

فلماجاءه صكه (لطمه) ففقأعينه (الحديث).

هو من حديث أبي هريرة، رواه البخاري (3407) ومسلم (2372) وعنده زيادة (ففقأ عينه).

قد استنكره الروافض وقالوا: هذا لا يليق بنبي أن يغضب فيبطش بطش الجبارين. ولكن القرآن يثبت لموسى أنه لطم رجلا فقتله ثم قال إن هذا من عمل الشيطان. فهل يحكي القرآن خرافة لا تليق بالأنبياء؟

بل الرواية مثبتة في كتبهم كما في كتاب لآلئ الأخبار للتويسركاني ص91 والأنوار النعمانية4/205 واستدل به الكاشاني على « أن الطباع البشرية مجبولة على كراهة الموت مطبوعة عن النفور منه. وقصة آدم مع طول عمره وإمداد أيام حياته مع داود مشهورة، وكذلك حكاية موسى مع ملك الموت» (المحجة البيضاء4/209).

يقول الإمام ابن حجر « إن الله لم يبعث ملك الموت لموسى وهو يريد قبض روحه حينئذ، وإنما بعثه إليه اختيارا. وإنما لطم موسى ملك الموت لأنه رأى آدمياً دخل داره بغير إذنه ولم يعلم أنه ملك الموت … وقد جاءت الملائكة إلى إبراهيم وإلى لوط في صورة آدميين فلم يعرفاهم ابتداء، ولو عرفهم إبراهيم لما قدم لهم المأكول ولو عرفهم لوط لما خاف عليهم من قومه» (فتح الباري6/510).

وثبت بالكتاب والسنة أن الملائكة يتمثلون في صور الرجال، وقد يراهم كذلك بعض الأنبياء فيظنهم من بني آدم كما في قصتهم مع إبراهيم ومع لوط عليهما السلام، واقرأ من سورة هود الآيات 69-80 ، وقال في مريم عليها السلام فَـأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَـَتمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَـنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَـقِـيًّا } [مريم /17] .

وانظر كلام الشراح في بيان معناه، مثل شرح مسلم للنووي (15/128) وفتح الباري لابن حجر (6/441).

أرضعيه تحرمي عليه

يشنع الروافض بهذا الحديث على أهل السنة، وعلى كل حال فإن رضاع الكبير مشروع عند القوم حتى إرضاع الذكور للذكور والذين لا يخرج منهم الحليب عادة.

عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : إذا رضع الرجل من لبن امرأة حرم عليه كل شئ من ولدها وإن كان من غير الرجل الذى كانت أرضعته بلبنه وإذا رضع من لبن رجل حرم عليه كل شئ من ولده وإن كان من غير المرأة التي أرضعته» (وسائل الشيعة (آل البيت ) - الحر العاملي20/403  الاستبصار للطوسي3/201 تهذيب الأحكام للطوسي7/321 بلغة الفقيه السيد محمد بحرالعلوم3/125.

وهناك روايات في الرضاع وردت في كتب الشيعة. ومنها عن التهذيب في الموثق : « عن جميل بن دراج عن أبى عبد الله عليه السلام، قال: إذا رضع الرجل من لبن امرأة حرم عليه كل شئ من ولدها، وان كان الولد من غير الرجل الذي كان أرضعته بلبنه ، وإذا ارضع من لبن رجل حرم عليه كل شئ من ولده وإن كان من غير المرأة التي أرضعته».

فقد تبين من الرواية وتصحيح العاملي لها والطوسي وغيرهما أمراهما:

«أن علماء الأثني عشرية قالوا بصحة رضاع الكبير الرجل من المرأة رجوعا لقول ابي عبد الله في الرواية الآنفة الذكر « إذا رضع الرجل من لبن امرأة حرم عليه كل شئ من ولدها».

وهذا قلنا نحن به لوروده عن رسول الله بسند صحيح في صحيح البخاري وغيره.

أن علماء الأثني عشرية قالوا بصحة رضاع الكبير الرجل من الرجل رجوعا لقول ابي عبد الله في الرواية الآنفة الذكر : (وإذا ارضع من لبن رجل حرم عليه كل شئ من ولده.

وهذا لم يقل به أحد إلا شذاذ الآفاق علماء الأثني عشرية إذ أن هذا أمر خطير وشذوذ جنسي إذ كيف يرضع الرجل من رجل آخر ولعل مرجعهم في هذا الشذوذ الجنسي هو ما رواه الكليني:

ألم تزعموا بأن أبا طالب كان يرضع النبي صلى الله عليه وسلم؟

ألم تزعموا بأن النبي كان يعطي أصبعه للحسين فيمصه الحسين ويخرج منه حليب مشبع يكفيه يومه كله؟؟؟

إقرأوا هذه الروايات إن شئتم:

- عن أبي عبد الله قال » لم يرضع الحسين من فاطمة عليها السلام ولا من أنثى. كان يؤتى به النبي فيضع إبهامه في فيه. فيمص منها ما يكفيه اليومين والثلاث« (الكافي 1/386 كتاب الحجة. باب مولد الحسين بن علي).

- عن أبي عبد الله قال » لما ولد النبي مكث أياما ليس له لبن. فألقاه أبو طالب على ثدي نفسه. فأنزل الله فيه لبنا فرضع منه أياما حتى وقع أبو طالب على حليمة السعدية فدفعه إليها« (الكافي 1/373 كتاب الحجة. باب مولد النبي ووفاته).

- عن أبي الحسن أن النبي كان يؤتى به الحسين فيلقمه لسانه فيمصه فيجتزئ به. ولم يرتضع من أنثى« (الكافي 1/387 باب مولد الحسين).

جاء في صحيح ابن حبان (10/27) أن امرأة أبي حذيفة قالت عندما نزل قولـه تعالى في حق أولاد التبني (أدعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله) « كنا نرى سالما ولدا» (رواه البخاري وانظر الاصابة3/15) وفي رواية « بلغ ما بلغ الرجال وعلم ما علم الرجال» وفي رواية « عقل ما يعقل الرجال» (رواه مسلم) أي أنه كان حدثا وإن ورد في مسلم أن لحيته نبتت فهذا يقع لصغار وحتى قبل بلوغهم أو عند بداية بلوغهم.

قال أبو عمر « صفة رضاع الكبير أن يحلب له اللبن ويسقاه فأما أن تلقمه المرأة ثديها فلا ينبغي لأحد من العلماء، وهذا ما رجحه القاضي والنووي» (شرح الزرقاني3/316).

فإن قيل إنه ورد أنه رجل كبير نقول هذا وصف نسبي بالنسبة لما يعرف عن الرضاع بأنه عادة لا يكون إلا للصغير.

فإن أبيتم روينا لكم ما رواه ابن سعد في طبقاته عن محمد بن عبد الله ابن أخي الزهري عن أبيه قال كانت سهلة تحلب في مسعط أو إناء قدر رضعته فيشربه سالم في كل يوم حتى مضت خمسة أيام فكان بعد ذلك يدخل عليها وهي حاسر رخصة من رسول الله لسهلة» (الطبقات الكبرى8/271 الإصابة لابن حجر7/716).

والنبي هو الذي قال: أرضعيه تحرمي عليه.

ثم إن النص لم يصرح بأن الارضاع كان بملامسة الثدي.

سياق الحديث متعلق بالحرج من الدخول على بيت أبي حذيفة فكيف يرضى بالرضاع المباشر بزعمكم؟

أونسي هؤلاء أن النبي حرم المصافحة؟ فكيف يجيز لمس الثدي بينما يحرم لمس اليد لليد؟

ثم إن جاءتكم الغيرة فجأة على ملامسة الثدي فأينها عن ما رويتموه في كتبكم عن معصوميكم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا ينام حتى (يقبّل!) بين ثديي ابنته الشابة فاطمة، وأنه لا ينام حتى يفعل ذلك، وحتى يضع (وجهه) بين ثدييها.

بل أين غيرتكم عندما قال شيخكم التبريزي: إنه صلى الله عليه وسلم « كان يمس وجهه لما بين ثديي فاطمة كل يوم وليلة (يشمها ويلتذ من استشمامها)»! (وقد تقدمت هذه النقول)!

ثم أيهما أعظم: رضاعة أم إعارة فرج لبضعة أيام أو ساعات؟

عودا على بدء، فإن الحجة لا تقوم على الخصم بما فهمه خصمه وإنما تقوم بنص صريح يكون هو الحجة. ولكنهم شهوانيون لا يخطر على ذهنهم إلا ما يدغدغ غرائزهم الحيوانية.

هل الطفل الذي يشرب الحليب من غير رضعه من الثدي مباشرة يثبت له حكم الرضاعة أم لا؟

ماذا عن رضاع الصغير للخميني، بالطبع الخميني لم يكن يتكلم عن رضاع الطفلة الصغيرة ولكن مفاخذتها وضمها وتقبيلها جنسيا. وهذا من عجائب الشيعة الذين ينظرون بدقة بالغة في نصوصنا ثم يصابون فجأة بعمى في أبصارهم عند مطالبتهم بالنظر في كتبهم وكلام مراجعهم الملقبين بآيات الله.

يقول الخميني «وأما سائر الاستمتاعات كاللمس بشهوة والضم والتفخيذ فلا بأس بها حتى في الرضيعة» (تحرير الوسيلة2/216).

قليلا من الإنصاف. هل أنتم مبصرون لكتب مخالفيكم عمي في شأن كتبكم؟

أروني ابني ما سميتموه.. سميته محسنا

يقصد الرافضة إثبات محسن الذي زعموا كذبا أن عمر أسقطه من بطن فاطمة أثناء ضربها.

وهذا بيان الحديث الذي احتجوا به على إثبات المُحَسِّن المذكور:

روى البخاري في الأدب المفرد (823) وأحمد (1/98 و118) والحاكم (3/165 و180) وغيرهم من طريق إسرائيل عن أبي إسحاق عن هانئ بن هانئ عن على رضي الله عنه قال « لما ولد الحسن جاء رسول الله فقال أروني ابني ما سميتموه قلت سميته حربا قال بل هو حسن فلما ولد الحسين قال أروني ابني ما سميتموه قلت سميته حربا قال بل هو حسين فلما ولدت الثالث جاء النبي فقال أروني ابني ما سميتموه قلت حربا قال بل هو  محسن ثم قال سميتهم بأسماء ولد هرون شبر وشبير ومشبر».

وتابع إسرائيل زكريا بن أبي زائدة، رواه الطبراني (3/96) إليه بسند صحيح.

ورواه الحاكم (3/168) وابن عساكر (14/117) من طريق يونس بن أبي إسحاق عن أبيه.

ورواه الطبراني (3/97) والدارقطني في الغرائب والأفراد (1/276 أطرافه) –ومن طريقه ابن عساكر (14/117-118)- من طريق إبراهيم بن يوسف، عن أبيه، عن جده أبي إسحاق.

وإبراهيم ضعيف، ونص الدارقطني على تفرده عن أبيه، وقال إنه غريب من هذا الطريق.

فبقيت روايتا إسرائيل وزكريا، وهما سمعا من أبي إسحاق بعد اختلاطه، ويونس في روايته عن أبيه كلام يسير.

وأبوإسحاق لم يصرح بالتحديث، وهو مدلس، وشيخه مجهول لم يرو عنه غير أبي إسحاق.

وللحديث طرق أخرى كلها ضعيفة، ولكن ليس في شيء منها ذكر (محسن)

وقد خالف هؤلاء الرواة قدماء الرواة عن أبي إسحاق الذيم سمعوا منه قبل اختلاطه، ولذلك ضعف الألباني الرواية (ضعيف الأدب المفرد ص77 ح 133).

فتبين أن الحديث فيه أكثر من علة، ولكنه لو صح لم يكن إلا دليلا على سخف عقول الرافضة وتناقضهم في استدلالهم، فهذه الرواية تنص أن (المُحَسِّن) وُلد في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، بينما يزعم الرافضة أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أسقطه من بطن فاطمة وهي حامل به بعد وفاته صلى الله عليه وسلم!! فهكذا استدلالاتهم، لا عقل ولا نقل!

ثم لنفترض جدلا أن هناك من اسمه المُحَسِّن فعلا، فهل هو إمام ثالث عشر عندهم لكونه من ولد فاطمة أسوة بالحسن والحسين؟ الله أعلم!

إستسق لأمتك فإنهم هلكوا

الخبر من رواية أبي معاوية عن الأعمش، عن أبي صالح عن مالك الدار أنه قال « أصاب الناس قحط في زمن عمر فجاء رجل إلى قبر النبي فقال يا رسول الله إستسق لأمتك فإنهم قد هلكوا فأتى الرجل في المنام فقيل له: ائت عمر فأقرئه السلام وأخبره أنكم مسقون وقل له عليك الكيس الكيس. فأخبر عمر، وقال: يا رب لا آلو إلا ما عجزتُ عنه».

قلت: وهذا الخبر يستدل به أهل الضلالة على دعاء الأموات من غير الله، ولا يصح لهم الاستدلال به لا رواية ولا دراية، فهو ضعيف منكر، فيه أمور:

أولا: جهالة الرجل الذي أتى إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم. وأما تسميته بلال بن الحارث المزني – أحد الصحابة – كما ورد في رواية سيف، كما في الفتح (2/459) فقد أجاب عنها العلامة الألباني رحمه الله في التوسل (ص 120) بقوله: « وتسميته بلالاً في رواية سيف لا يساوي شيئاً، لأن سيفاً هذا – وهو ابن عمر التميمي – متفق على ضعفه عند المحدثين، بل قال ابن حبان فيه « يروي الموضوعات عن الأثبات، وقالوا: إنه كان يضع الحديث». ومن كان هذا شأنه لا تقبل روايته ولا كرامة، لا سيما عند المخالفة». بل رماه ابن حبان والحاكم بالزندقة (تهذيب التهذيب 4/295).

ثانيا: مالك الدار مجهول الحال، إذا شهدنا له بالثقة لم نشهد له بالضبط في روايته، وما قيل إنه خازن عمر لم يُسلِّم به عند بعض الباحثين. فإن ضبط المخازن لا يحتاج الى ضبط ذاكرة بخلاف الحديث.

ثالثا: المخالفة والإرسال، وقد صرح بذلك الخليلي في (( الإرشاد )) (1/316) فقال: « يقال: إن أبا صالح سمع مالك الدار هذا الحديث، والباقون أرسلوه». وعليه فزاد في السند علة!

رابعا: أن الأعمش ممن يجمع حديثه، وتفرد أبي معاوية عن الأعمش دون بقية أصحابه الثقات الكثر غير مقبول، ولا سيما عند من يعد هذه الحكاية أصلا في أصول الشرع!!

خامسا: الرواية ليست متواترة، وقد عاهد الشيعة والأشاعرة ألا يأخذوا بالآحاد في العقائد!

سادسا: نكارة متنه، وقد نبه على ذلك سماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله في تعليقه على (( فتح الباري )) (2/4459) بقوله: صحته ليس بحجة على جواز الاستسقاء بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته، لأن السائل مجهول، ولأن عمل الصحابة رضي الله عنهم على خلافه، وهم أعلم الناس بالشرع، ولم يأت أحد منهم إلى قبره يسأله السقيا ولا غيرها، بل عدل عمر عنه لما وقع الجدب إلى الاستسقاء بالعباس، ولم ينكر ذلك عليه أحد من الصحابة، فعلم أن ذلك هو الحق، وأن ما فعله ذلك الرجل منكر ووسيلة إلى الشرك )). وليس في الخبر ما يدل على إقرار عمر للرجل على ما فعله.

قلت: لو كانوا سائلينه شيئا لسألوه القضاء فيما اختلفوا فيه توفيرا للدماء أن تراق. لكنهم لم يفعلوا.

سابعا: ليس في هذا الخبر ما ينص أن عمر عَلِمَ بفعل الرجل وذهابه للقبر واستسقائه هناك، بل ظاهر الخبر أنه إنما أخبره بالرؤيا وحسب، بدليل أنه إنما أجاب عن وصية الأخذ بالكَيْس فقط.

ثامنا: أن هذه رؤيا منام، والرؤى لا تثبت أحكاماً شرعية، اللهم إلا أن تكون رؤيا الأنبياء عليهم السلام، لأنها من الوحي، كما بينه العلماء.

فتبين أنه شديد الضعف من جهة الرواية، وأنه لو صح فليس فيه حجة للقبوريين من جهة الدراية.

وأما ما جاء في رواية سيف بن عمر الضبي أن الرجل هو بلال بن الحارث فهذا مردود: فإن سيفاً هذا زنديق بشهادة نقاد الحديث وكان يضع الأحاديث. قال ابن أبي حاتم « ضعيف» (الجرح والتعديل 4/278). ورماه ابن حبان والحاكم بالزندقة (تهذيب التهذيب 4/295).

أن البخاري اقتصر على قول عمر (ما آلو إلا ما عجزت عنه) (التاريخ الكبير 7/304 رقم 1295)، ولم يذكر مجيء الرجل إلى القبر، وهذه الزيادة دخلت في القصة وهي زيادة منكرة ومعارضة لما هو أوثق منها مما رواه البخاري في صحيحه في ترك جمهور الصحابة التوسل بالنبي إلى التوسل بالعباس.

إستسق لأمتك (أن المستسقي هو بلال بن الحارث).

هذه الدعوى من تخرصات سيف وأباطليله.

- إن سيفاً هذا منكر الحديث فقد قالوا عنه إنه كان يضع الأحاديث، قال ابن عدي وأبو حاتم متروك الحديث وقال أبو داود ليس بشيء وقال ابن حبان يروي الموضوعات (تهذيب التهذيب 4: 295).

- فيه الضحاك بن يربوع والسحيمي. قال الأزدي في الضحاك: حديثه ليس بقائم. وهو والسحيمي من المجهولين اللذين تفرد بالرواية عنهما سيف .

- إيراد ابن جرير لها وغيرها من الروايات الضعيفة والموضوعة إنما جرى فيه على جمع شتات الروايات من غير تمحيص لها. فقد قال في مقدمة تاريخه (1/8) « فما يكن في كتابي هذا من خبر ذكرناه عن بعض الماضين مما يستنكره قارئه أو يستشنعه سامعه، من أجل أنه لم يعرف له وجهاً في الصحة: فليعلم أنه لم يؤت في ذلك من قبلنا، وإنما أتي من قبل بعض ناقليه إلينا، وأنا إنما أدينا ذلك على نحو ما أدي إلينا».

استمتعنا على عهد رسول الله وأبي بكر وعمر

وفي رواية « فقال جابر « فعلناهما مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم نهانا عنهما عمر.  فلم نعد لهما».

وهناك قاعدة مهمة في المسألة وهي أن من علم فهو حجة على من لم يعلم. والرافضة يعملون بخلاف هذه القاعدة. فيجعلون من لم يعلم حجة على من علم.

ثم إن الذي استمتع في عهد أبي بكر وشطراً من خلافة عمر من الصحابة إنما لم يبلغه النسخ منهم جابر رضي الله عنه نفسه.

وليس في الحديث دلالة على أن أبا بكر رضي الله عنه يرى حلها إذ لم يذكر جابر اطلاع أبي بكر على فاعلها والرضى به كما أن كتب السنة لم تذكر رأي أبي بكر رضي الله عنه في المتعة والظاهر أن موقفه وهو الملازم لرسول الله صلى الله عليه وعلى وسلم في جميع غزواته وأغلب حالاته التحريم لها ، والذي نقصده في هذه السطور أنه لا يلزم من كون البعض فعلها أو مارسها في عهد أبي بكر أن يكون مطلعاً عليها, ولو اطلع الصديق على فاعلها في خلافته لوقف منه موقف الفاروق عمر رضي الله عنه لأن الفاروق فعلت في عهده ولم يطلع عليها كما يدل عليه حديث جابر الثاني ثم اطلع بعد ذلك فنهى عنها. وقال فيها أشد القول ولعل السبب في عدم اطلاع الصديق عليها لكونها (نكاح سر) حيث لم يشترط فيها الإشهاد، ولما كانت خالية عن الإعلان حق لها أن تخفي على القريب فضلا عن المضطلع بأعباء الخلافة وأمر الناس كافة كأبي بكر.

ونحن لا ننكر أبدا أن المتعة قد أباحها رسول الله صلى الله عليه وسلم حينا من دهر. وهذا ما أثبته جابر، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن المتعة بعد ذلك ، ولم يعلم بذلك جابر. وهذا ليس بغريب، وذلك أنه يستحيل أن النبي صلى الله عليه وسلم كلما أمر بأمر أو نهى عن شيء أنه يجمع جميع الصحابة ويخبرهم. بل يخبر ثم يبلغ الحاضر الغائب. فكان النهي مما غاب عن جابر، ولم يسمعه من النبي صلى الله عليه وسلم، فظل على الأصل وهو الإباحة حتى علم عن طريق عمر أنها حرام فقال بتحريمها.

أسكت لا أم لك، إنما ذلك إذا تجلى بنوره

عن عكرمة عن ابن عباس قال : رأى محمد ربه تعالى ، فقلت لابن عباس : أليس الله يقول: لا تدركه الإبصار وهو يدرك الإبصار؟ قال: أسكت لا أم لك، إنما ذلك إذا تجلى بنوره لم يقم لنوره شيء.

(هامش تهذيب التهذيب4/113. مجمع الزوائد1/78. ج 7 ص 114).

قلت: أسكت أنت أيها الرافضي فقد كذبت. فإن الرواية ليس فيها أسكت. وقد سكت المدلس عن قول الهيثمي وقد ضعفه النسائي وغيره. مع أن الرواية لا وجود لها باللفظ الذي ذكر في الاحالة (1/78).

أسكني فقد أنكحتك أحب أهل بيتي إلي

ضعيف: أخرجه الحاكم في (المستدرك3/159) وسكت عليه وقال الذهبي « الحديث غلط لأن أسماء كانت ليلة زفاف فاطمة بالحبشة.

إسمي في القرآن والشمس وضحاها واسم علي والقمر إذا تلاها.

واسم الحسن والحسين والنهار إذا جلاها واسم بني أمية والليل إذا يغشاها»

قال الحافظ « قال ابن الجوزي هذا منكر جدا بل هو موضوع وفيه ثلاثة مجاهيل الحوضي وموسى وأبوه» (لسان الميزان5/329).

أصحابي أصحابي فيقال إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك. إنهم ما زالوا مرتدين

فائدة مهمة: الشيعة يحتجون بهذه الآية (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل. أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم). ليؤكدوا أن الصحابة ارتدوا من بعد موته إلا ثلاثة أو سبعة.

وهذا يدل على تناقضهم فإنهم عندما يدافعون عن الاستغاثة بغير الله يشددون على أن النبي لم يمت بل هو باق حي في قبره. متجاهلين قوله تعالى (إنك ميت وإنهم ميتون).

السؤال الأول لمن يفرطون في محبة وتعظيم علي:

هل بايع علي مرتدين؟ وزوج أحدهم ابنته؟ وسمى أبناءه بأسمائهم؟

هل صرح علي على اٌل بعد موت عمر بأن ابنته أم كلثوم كانت تحت مرتد؟

ثم إن الآية لا تفيد تحقق الارتداد وإنما تحذيرهم من ذلك كما قال تعالى لنبيه الكريم أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ. فلماذا أخذتم القرآن عنهم وهم مرتدون محرفون للنصوص؟ وهل عندكم بدائل عنهم؟

على أن هناك جماعة ارتدوا بعد موت النبي وأرسل أبو بكر في حربهم. وكان ممن حاربهم علي الذي كانت تحته امرأة من سبيهم وهي خولة بنت جعفر أم محمد بن علي الأكبر (شرح الأخبار3/295 للقاضي النعمان المغربي) ونسب المجلسي هذا القول إلى المحققين من الرواة وجعله هو القول الأظهر (بحار الأنوار42/99).

وذكر الحافظ أن « أم محمد بن الحنفية كانت مرتدة فاسترقها علي واستولدها. وذكر الواقدي في كتاب الردة من حديث خالد بن الوليد أنه قسم سهم بني حنيفة خمسة أجزاء وقسم على الناس أربعة وعزل الخمس حتى قدم به على أبي بكر ثم ذكر من عدة طرق أن الحنفية كانت من ذلك السبي قلت وروينا في جزء بن علم أن النبي رأى الحنفية في بيت فاطمة فأخبر عليا أنها ستصير له وأنه يولد له منها ولد اسمه محمد« (التلخيص الحبير4/50). وهذا يؤكد أن عليا شارك في حروب الردة

السؤال الثاني: هل يتناقض القرآن؟ كيف يفهم من هذا ارتدادهم وهو الذي أثنى عليهم مهاجرين وأنصارا؟ كيف يمكن الله للمنقلبين أن يتملكوا المنصب الإلهي ويحرم منه من وعدهم بالتمكين؟

فهل عندكم من مخرج سوى القول بالبداء وأن الله بدا له في الصحابة ما لم يكن يعرف له من قبل؟

حديث أصحابي عام. والقرآن خص المهاجرين والأنصار بالثناء. فهل الرافضة يخصصونهم بالثناء موافقة للقرآن؟

القرآن أثبت وجود منافقين كانوا يتظاهرون بالاسلام ولم يكن النبي يعلم العديد منهم كما قال الله تعالى وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ . فهذه الآية متعلقة بالمنافقين لا بالمهاجرين والأنصار وأصحاب الشجرة. وأبو بكروعمر منهم.

وقد قال الرسول لا يدخل النار أحد من أصحاب الشجرة. تأمل قوله (لا يدخل النار) وفي لفظ (لن يلج النار أحد بايع تحت الشجرة) (رواه الترمذي وأبو داود وصححه الألباني في صحيح رقم7680 وصحيح الترمذي3033 وصحيح أبي داود2792). وقد احتج به حتى الشيعة منهم الطباطبائي في (تفسير الميزان18/293).

والذي نفسي بيده ليردن على الحوض ممن صحبني أقوام حتي إذا رأيتهم اختلجوا دوني فلأقولن أصحابي أصحابي أصحابي فيقال إنك لا تدري ما أحدثوا بعد إيمانهم ارتدوا على أعقابهم القهقري». ذكره الثعلبي في تفسيره فقال أبو أمامة الباهلي: هم الخوارج ويروي عن النبي أنهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية...» مجمع البيان2/162).

أما بالنسبة للصحبة فإنها إسم جنس ليس له حد في الشرع ولا في اللغة، والعرف فيها مختلف والنبي صلى الله عليه وسلم لم يقيد الصحبة بقيد ولا قدّرها بقدْرٍ بل علّق الحكم بمطلقها ولا مطلق لها إلا الرؤية , فقد جاء في رواية « ليردن عليّ الحوض رجالٌ ممن صحبني ورآني» (فتح الباري11/393).

والرسول قد ذكرهم بصيغة التصغير. فقد روى أنس بن مالك فيما أخرجه البخاري ومسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قـال « ليردن عليّ الحوض ممن صاحبني حتى إذا رأيتهم ورفعوا إليّ اختلجوا دوني فـلأقولنّ أى ربي أُصَيْحابـي أُصَيْحابـي فَلَيقالـنّ لي: إنك لا تدري ما أحدثوا بعـدك (شرح مسلم2304 والبخاري6211).

جاء في بعض الروايات أنهم (من أمتي) ومرة (رجال منكم) ومـرة (زمرة) فلا يصـح أن يحمل المعنى على نص واحد فقط هو في حـد ذاته ليس دليلاً على ذم الصحابة فبات ظاهراً لدينا أن الأمر لا يعدو أن يكون من خزعبلات الرافضة.

أما قوله في الحديث أنه عرفهم ليس بالضرورة أنه عرفهم بأعيانهم بل بمميزات خاصة كما يوضحها حديث مسلم « ترد عليَّ أمتي الحوض وأنا أذود الناس عنه كما يذود الرجل إبل الرجل عن إبله، قالوا: يا نبي الله أتعرفنا؟ قال: نعم لكم سيما ليست لأحد غيركم تردون عليّ غراً محجلين من آثار الوضوء. وليُصدَّن عني طائفة منكم فلا يصلون، فأقول: يارب هؤلاء من أصحابي فيجبني ملك فيقول: وهل تدري ما أحدثوا بعدك؟» (شرح مسلم3/رقم (247) .

أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم

أهل السنة ضعفوا هذا الحديث. ولو كان التصحيح والتضعيف عند أهل السنة بحسب موافقة المذهب لصححوا الحديث لأن فيه ثناء على الصحابة والحث على الاقتداء بهم. لكنهم حكموا على الحديث بالضعف.

رواه الحارث بن غصين عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر.

فيه الحارث بن غصين مجهول كما قال ابن عبد البر.

وفيه أبو سفيان وهو ضعيف. وفيه سلام بن سليمان. وهو الأولى أن يضعف الحديث لأجله كما قال الشيخ الألباني (سلسلة الضعيفة رقم 58 1/78).

وفيه عدة طرق أخرى هكذا: (مهما أوتيتم من كتاب الله)

فيه سليمان بن أبي كريمة. وجويبر بن سعيد الازدي.

وفيه الضحاك وهو ابن مزاحم الهلالي متروك.

قال ابن الجوزي بوضعه والحافظ العراقي بأن سنده ضعيف.

أظلكم شهر رمضان.. فهو غنم للمؤمن

يحتج الشيعة بهذا الحديث على أن لفظ الغنيمة ليس خاصا بما يسلبه المسلم من الكافر. رواه أحمد في (المسند2/374 والبيهقي في السنن الكبرى (4/304).

ضعيف. (أنظر ضعيف الجامع الصغير1020 للألباني).

أعطيت في علي خمس خصال لم يعطها نبي يقضي ديني ويواري عورتي

وهو الذائد عن حوضي ولوائي معه يوم القيامة. وأما الخامسة فإني لا أخشى أن يكون زانيا بعد حصان ولا كافرا بعد إيمان». قال الحافظ « رواه العقيلي وإسناده لين» (لسان الميزان2/404).

قلت: بل موضوع. فإن فيه حسين بن عبد الله أبو علي العجلي: متروك وضاع. قال الدارقطني « كان يضع الأحاديث على الثقات» وقال ابن عدي « يشبه أن يكون ممن يضع الحديث» وقال الخطيب كان غير ثقة» (تاريخ بغداد8/56 ميزان الاعتدال1/541 لسان الميزان2/295). ورواه أبو نعيم في (الحلية10/211) من طريق عطية العوفي عن أبي سعيد (زعموا) أنه الخدري. وهذا من خدع عطية الذي كان يروي عن أبي سعيد الكلبي الكوفي الكذاب وظن كثيرون أنه له صحبة بأبي سعيد الخدري. وعطية أحاديثه ليست نقية فكن منها على تقية. وهو ضعيف متشيع كما صرح به جمع من أهل العلم كالنووي وغيره.

أعلم أمتي بعدي علي

لا أصل له. وقد أورده الديلمي بلا إسناد (الفردوس بمأثور الخطاب1/370).

إفترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة

الحديث صحيح بتعدد طرقه ورواياته

رواه الحاكم في (المستدرك1/128) وقال « هذه أسانيد تقام بها الحجة في تصحيح هذا الحديث» ووافقه الذهبي.

وقال الحافظ « إسناده حسن» (تخريج الكشاف ص63).

قال الحافظ العراقي « رواه الترمذي من حديث عبد الله بن عمرو وحسنه، وأبو داود من حديث معاوية، وابن ماجة من حديث أنس وعوف بن مالك وأسانيدها جياد» (تخريج الإحياء3/199).

وقال محققو مسند الإمام أحمد بتحقيق شعيب الأرناؤوط « إسناده حسن» (المسند14/124). رواه الترمذي، ووصف الحافظ هذا الحديث بأنه مشهور (لسان الميزان1/128) ومحفوظ (6/56).

والحديث فيه عبد الرحمن بن زيد الأفريقي قال عنه الحافظ في (التقريب1/480) « ضعيف في حفظه وكان رجلا صالحا» وله شاهد من حديث معاوية. والحديث بمجموع طرقه حسن. (أنظر تفصيل الألباني القول فيه في سلسلة الأحاديث الصحيحة ح رقم203).

قال صلى الله عليه وسلم في بيان هذه الفرقة الناجية من بين الفرق الهالكة «من كان على ما أنا عليه وأصحابي».

وقد نقله المجلسي في (بحار الأنوار28/30) والطباطبائي في تفسيره (3/380) أن الفرقة الناجية هم أتباع أهل البيت، ونحن أهل السنة نتبع أهل البيت والصحابة أيضاً، أما هم فيزعمون أنهم أتباع طرف واحد فقط، فإن صحّ حديث أتباع أهل البيت فهو يشمل أهل السنة، وإن صحّ حديث الصحابة فهو يشمل أهل السنة كذلك ولكنه لن يشمل الرافضة بالتأكيد, فثبت نجاة أهل السنة على كل حال.

رواية الافتراق عند الشيعة

روى المجلسي عن علي أنه قال لليهود « كم افترقت بنو إسرائيل؟ فقالوا: ولا فرقة واحدة. فقال علي: كذبتم. أفترقت على إحدى وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة ، فان الله يقول ( ومن قوم موسى امة يهدون بالحق وبه يعدلون) قال: فهذه التي تنجو» (بحار الأنوار82/6 تفسير الميزان8/291).

وقال نعمة الله الجزائري عن هذا الحديث « هو المتفق عليه من علماء الاسلام، لكن الترمذي من العامة نقله في صحيحه بزيادة هي: قيل: ومن هم؟ قال: الذين هم على ما أنا عليه وأصحابي. وأما الشيعة فزادت في روايته هكذا: قال: افترقت امة موسى على أحد وسبعين فرقه كلها في النار إلا واحدة ، وهي التي اتبعت وصيه يوشع، وافترقت امة عيسى على اثنين وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، وهي التي اتبعت وصيه يوشع، وافترقت امة عيسى على اثنين وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، وهي التي اتبعت وصية شمعون، وستفترق امتي على ثلاثة وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، وهي التي تتبع وصيي عليا عليه السلام» (نور البراهين1/61 لنعمة الله الجزائري1/61).

قال الفيض الكاشاني « وفي الحديث المشهور: ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة، وهي التي تتبع وصيي عليا» (التفسير الأصفى1/355).

أقتلوا نعثلا فانه كفر (قول منسوب لعائشة في عثمان)

فيه نصر بن مزاحم قال فيه العقيلـي »كان يذهب إلى التشيع وفي حـديثه اضطراب وخطأ كثـير« (الضعفاء للعقيلي (4/300) رقم (1899) وقال الذهـبي »رافضي جـلد، تركوه وقال أبو خيثمة: كان كذابـاً، وقـال أبو حاتم: واهي الحديث، متروك، وقال الدارقطني: ضعيف« (الميزان للذهبي 4/253) رقم (9046). وقال الجوزجاني: كان نصر زائفاً عن الحق مائلاً، وقال صالح بن محمد: نصر بن مزاحم روى عن الضعفاء أحاديث مناكير، وقال الحافظ أبي الفتح محمد بن الحسين: نصر بن مزاحم غال في مذهبه« (تاريخ بغداد 13/283) وعلى ذلك فهذه الرواية لا يعول عليها ولا يلتفت إليها إضافة إلى مخالفتها للروايات الصحيحة الناقضة لها.

إقرأوا يس على موتاكم

أو إقرأوا على موتاكم يس وهذا الحديث قد اجتمعت فيه علل عديدة كما بيّنه الحافظ ابن حجر في التلخيص، منها:

ا- جهالة أبي عثمان 2- جهالة أبيه 3- الاضطراب: فقد أعله ابن القطان بذلك. وقال الدارقطنى هذا حديث ضعيف الإسناد مجهول المتن ولا يصح حديث في الباب (التلخيص الحبير 2/ 104 إرواء الغليل للألباني (688).

إقض بيني وبين هذا الكاذب الآثم الغادر الخائن

الحديث رواه مسلم « حدثني عبدالله بن محمد بن أسماء الضبعي. حدثنا جويرية عن مالك، عن الزهري؛ أن مالك بن أوس حدثه. قال: قال عباس: يا أمير المؤمنين! اقض بيني وبين هذا الكاذب الآثم الغادر الخائن. فقال القوم: أجل. يا أمير المؤمنين! فاقض بينهم وارحهم): فقال مالك بن أوس: يخيل إلي أنهم قد كانوا قدموهم لذلك (فقال عمر: اتئدا. أنشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض! أتعلمون أن رسول الله قال) لا نورث. ما تركنا صدقة (قالوا: نعم. ثم أقبل على العباس وعلي فقال: أنشدكما بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض!  أتعلمان أن رسول الله قال لا نورث. ما تركناه صدقة (قالا: نعم). فقال عمر: إن الله عز وجل كان خص رسوله بخاصة لم يخصص بها أحدا غيره. قال: ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول [59 /الحشر/7] (ما أدري هل قرأ الآية التي قبلها أم لا) قال: فقسم رسول الله بينكم أموال بني النضير. فوالله! ما استأثر عليكم. ولا أخذها دونكم. حتى بقي هذا المال. فكان رسول الله يأخذ منه نفقة سنة. ثم يجعل ما بقي أسوة المال. ثم قال: أنشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض! أتعلمون ذلك؟ قالوا: نعم. ثم نشد عباسا وعليا بمثل ما نشد به القوم: أتعلمان ذلك؟ قالا: نعم. قال: فلما توفي رسول الله قـال أبو بكر: أنا ولي رسول الله . فجئتما، تطلب ميراثك من ابن أخيك، ويطلب هذا ميراث امرأته من أبيها. فقال أبو بكر قال: رسول الله ( ما نورث. ما تركنا صدقة (فرأيتماه كاذبا آثما غادرا خائنا، والله يعلم إنه لصادق بار راشد تابع للحق. ثم توفي أبو بكر. وأنا ولي رسول الله وولي أبا بكر فرأيتماني كاذبا آثما غادرا خائنا والله يعلم إني بار راشد تابع للحق فوليتها ثم جئتني أنت وهذا. وأنتما جميع وأمركما واحد. فقلتما: ادفعها إلينا. فقلت: إن شئتم دفعتها إليكما على أن عليكما عهد الله أن تعملا فيها بالذي كان يعمل رسول الله . فأخذتماها بذلك. قال: أكذلك؟ قالا: نعم. قال: ثم جئتماني لأقضي بينكما. ولا ، والله! لا أقضي بينكما بغير ذلك حتى تقوم الساعة. فإن عجزتما عنها فرداها إلي» (رواه مسلم1757).

التعليق على الحديث

إذا كانت عقيدة علي بن أبي طالب قد رضي في عمر أنه كان غادرا كاذبا خائنا فكيف يرتضي المجيء إليه ليحكم بينه وبين العباس؟ هذه صورة أخرى من صور التناقض التي يصورها المذهب الشيعي.

كيف كان عمر عند علي بهذه الصفات ثم يزوجه ابنته؟ هذا عين الطعن المبطن وغير المباشر لعلي بن أبي طالب. من ارتضى لابنته الزواج ممن يحمل هذه الصفات فهي في حقه أولى.

ثم إن مبايعة علي لمن كان غادرا خائنا كاذبا تجعل عليا غير جدير بأن يكون قدوة للناس. فإنه عجز عن إمامة بيته فكيف يكون جديرا بحماية الأمة؟

عندنا شهادات وقرائن تبطل باطل من يحملون النصوص ما لا تحتمل:

•        لئن كان هذا حقا بأن عليا كان يرى في أبي بكر أنه كاذب غادر خائن فكيف يبايع علي من تكون فيه هذه الصفات؟

•        لئن كان هذا حقا بأن عليا كان يرى في أبي بكر أنه كان كاذبا غادرا خائنا: فيكون علي مخطئا وهو بشر. لأن أبا بكر احتج على فاطمة بحديث صححه عامة الرافضة. وهو حديث (وإن الأنبياء لم يورثوا درهما ولا دينارا ولكن ورثوا العلم. فانقلب الرافضة بذلك غادرين كاذبين خائنين آثمين. وقد اعترف علي بذلك: حيث قال « وكنا نرى لقرابتنا من رسول الله نصيبا حتى فاضت عينا أبي بكر فلما تكلم أبو بكر قال والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله أحب إلي أن أصل من قرابتي وأما الذي شجر بيني وبينكم من هذه الأموال فلم آل فيها عن الخير ولم أترك أمرا رأيت رسول الله يصنعه فيها إلا صنعته».

•        هل تأخذون بعين الاعتبار في مواقفكم من الصحابة بثناء الله على المهاجرين وعمر منهم وثناء الله على أصحاب الشجرة وعمر منهم؟ ألستم تقولون كل ما خالف القرآن فاضربوا به عرض الحائط؟ وشهادة الله مقدمة على شهادة علي على حد زعمكم.

•        تزويج علي ابنته أم كلثوم لعمر بن الخطاب. والمبايعة والتيمن باسم عمر تبقى قرائن تكون حجة عليكم في الدنيا والآخرة.

•        من اعتقد في عمر الغدر والكذب والخيانة لا يزوجه ابنته فهل ترضون لبناتكم من يحمل هذه الصفات. أين عقولكم؟ هل وجدتم أحد ملالكم يزوج ابنته نصرانيا أو يهوديا؟

•        قول عمر للعباس عن أبي بكر « فرأيتماه كاذبا آثما غادرا خائنا» هو إلزام للعباس الذي رأى أن عليا كاذبا آثما غادرا خائنا. وكأنه يقول لقد رأيتم ذلك في أبي بكر وكان متمسكا بالنص.

فإذا قلتم هذا يبين اعتقاد علي في أبي بكر. الحديث نص على اعتراف علي بصحة قول النبي «لا نورث» فقال «نعم» ولم يقل نعم في سؤاله عن أبي بكر. وأكدت رواياتكم أن عليا يرث من النبي الكتاب والسنة وليس ملكا ولا غيره. وأسند الصدوق إلى عبد الله بن أوفى قوله «آخى رسول الله بين أصحابه وترك عليا فقال له: آخيتَ بين أصحابك وتركتني؟ فقال: والذي نفسي بيده ما أبقيتك إلا لنفسي، أنت أخي ووصيي ووارثي. قال: وما أرث منك يا رسول الله؟ قال: ما أورث النبيون قبلي: كتاب ربهم وسنة نبيهم» (الأمالي للصدوق346 تفسير الميزان8/117 للطباطبائي كتاب الأربعين للماحوزي ص236).

•        وليس في الحديث سوى إلزام العباس بما اتهم به عليا من الغدر والكذب والاثم والغدر. فإن يكن أبو بكر كذلك صار علي كذلك وإن لم يكن أبو بكر كذلك لم يكن علي كذلك.

أقيلوني بيعتي فقال علي والله لا نقيلك

ولا نستقيلك رضيك رسول الله لديننا أفلا نرضاك لدنيانا. (تفسير القرطبي1/272 فضائل الصحابة لابن حنبل 1/151).

أقيلوني فإن لي شيطانا يعتريني (خطبة منسوبة لأبي بكر)

يجعل الرافضة هذه الرواية مطعنا في أبي بكر. وهل منا أحد إلا وقد جعل الله له قرينا من الشياطين؟

الحديث رواه الطبراني في المعجم الأوسط8/267) وفيه عيسى بن سليمان وهو ضعيف وعيسى بن عطية وهو مجهول قال الهيثمي « لم أعرفه» (مجمع الزوائد5/183).

وذكره الطبري في تاريخه (2/245) عن سيف بن عمر الضبي وهو رافضي كذاب كما أجمع عليه أهل العلم بالرواية.

ورواه عبد الرزاق في المصنف (11/336) وابن عساكر في تاريخـه (30/304) وفيه انقطاع بين معمر وبين الحسن.

أكلت داجن ورقة من مصحف

رواه الطبراني في المعجم الأوسط (8/12) وابن ماجة في سننه (1/625) وصححها الألباني في صحيح سنن ابن ماجة رقم 1580.

ولكن هذا لا حجة فيه فإن مصاحف المسلمين كثيرة. والداجن إذا أكلت ورقة لا تستطيع إذهاب آيات القرآن من صدور مئات آلاف المسلمين وليست عائشة وحدها عندها أوراق من القرآن ولم تكن من كتبة الوحي المتخصصين في كتابة كل آية تتنزل على النبي .

إن هذا محاولة يائسة لإيجاد مساومة مع السنة على قول الرافضة بأن القرآن محرف.

ولئن كان هذا عندهم تحريفا لزمهم التحريف من رواية شبيهة برواية عائشة وهي: «عن جابر عن أبي جعفر قال: سمعته يقول: وقع مصحف في البحر فوجدوه وقد ذهب ما فيه إلا هذه الآية: ألا إلى الله تصير الأمور» (الكافي 2/462 كتاب فضل القرآن بدون باب).

ألا ترضى يا علي إذا جمع الله الناس في صعيد واحد

أن أقوم عن يمين العرش وأنت عن يميني وتكسى ثوبين أبيضين؟ فلا داعي بخير إلا دعيت أيضا».

قال الحافظ «رواه الأزدي في سنده تالف والخبر منكر» (لسان الميزان2/404).

إلزموا مودتنا أهل البيت

عن الحسن بن علي أن رسول الله قال الزموا مودتنا أهل البيت فإنه من لقي الله عز وجل وهو يودنا دخل الجنة بشفاعتنا والذي نفسي بيده لا ينفع عبدا عمله إلا بمعرفة حقنا» (مجمع الزوائد9/172).

قال الهيثمي « رواه الطبراني في الأوسط وفيه ليث بن أبي سليم وغيره».

ألست تزعم أنك رسول الله... غلبتنا هذه اليهودية (صفية)

حدثنا الحسن بن عمر بن شقيق بن أسماء الجرمي البصري حدثنا سلمة بن الفضل عن محمد بن إسحاق عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن عائشة أنها قالت وكان متاعي فيه خف وكان على جمل ناج وكان متاع صفية فيه ثقل وكان على جمل ثقال بطيء يتبطأ بالركب فقال رسول الله حولوا متاع عائشة على جمل صفية وحولوا متاع صفية على جمل عائشة حتى يمضي الركب قالت عائشة فلما رأيت ذلك قلت يا لعباد الله غلبتنا هذه اليهودية على رسول الله قالت فقال رسول الله يا أم عبد الله إن متاعك كان فيه خف وكان متاع صفية فيه ثقل فأبطأ بالركب فحولنا متاعها على بعيرك وحولنا متاعك على بعيرها قالت فقلت ألست تزعم أنك رسول الله قالت فتبسم قال أو فيّ شك أنت يا أم عبد الله قالت قلت ألست تزعم أنك رسول الله أفهلا عدلت وسمعني أبو بكر وكان فيه غرب أي حدة فأقبل علي فلطم وجهي فقال رسول الله مهلا يا أبا بكر فقال يا رسول الله أما سمعت ما قالت فقال رسول الله إن الغيرى لا تبصر أسفل الوادي من أعلاه».

هذا إسناد ضعيف. فيه أبو إسحاق السبيعي. فإنه مدلس. وفيه سلمة بن الفضل كثير الخطأ.

ألست ولي المؤمنين قالوا بلى يا رسول الله قال من كنت مولاه..

تمام الحديث « حبشون بن موسى بن أيوب الخلال حدثنا علي بن سعيد الرملي حدثنا ضمرة بن ربيعة القرشي عن بن شوذب عن مطر الوراق عن شهر بن حوشب عن أبي هريرة قال من صام يوم ثمان عشرة من ذي الحجة كتب له صيام ستين شهرا وهو يوم غدير خم لما أخذ النبي بيد علي بن أبي طالب فقال ألست ولي المؤمنين قالوا بلى يا رسول الله قال من كنت مولاه فعلي مولاه فقال عمر بن الخطاب بخ بخ لك يا بن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مسلم فأنز الله اليوم أكملت لكم دينكم»

أخرجه الخطيب (8/289) وهذا إسناد ضعيف لضعف مطر وشهر بن حوشب.

وادعاء الرافضة نزول آية اليوم أكملت لكم دينكم فهو من الكذب. وإنما نزلت يوم عرفة وكان يوم جمعة كما في صحيح البخاري وغيره. لصحة إسناده وضعف أسانيد غيره كما صرح به الطبري (تفسير الطبري6/84).

وقال ابن الجوزي وابن كثير بأن هذا الحديث لا يصح ولا يجوز الاحتجاج به ومن فوقه الى ابي هريرة ضعفاء ونزول الآية كان يوم عرفة بلا شك وذكر ذلك في الصحيحين» (العلل التماهية1/226 البداية والنهاية7/350).

أليس الله قد نهاك الله عن الصلاة على المنافقين

عن عبد الله بن عمر أن رسول الله جاء ليصلي على عبد الله بن أبي فجذبه عمر فقال أليس قد نهاك الله أن تصلي على المنافقين فقال (إستغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم) فنزلت وَلا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَداً وَلا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ فترك الصلاة عليهم» (رواه البخاري5460).

قال الرافضة هل عمر أعلم من رسول الله؟

الجواب:

 أن هذه الحادثة جاءت بروايتين لا يجوز فصل إحداهما عن الأخرى. فإن عمر أراد تذكيره بالآية التي تنهى عن الصلاة على المنافقين. وكان رسول الله يظن أن النهي على التخيير. كما في الحديث الآخر وفيه قال رسول الله «إنما خيرني الله أو أخبرني فقال استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم فقال سأزيده على سبعين قال فصلى عليه رسول الله وصلينا معه. ثم أنزل وَلا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَداً وَلا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ .

 كون عمر يسأله لا يعني أنه أعلم منه. فقد نسي رسول الله في صلاته فذكره ذو اليدين ولا يقال إن ذا اليدين يدعي أنه أعلم من رسول الله. والنسيان يجوز عندنا على الأنبياء خلافا لمن كابر وخالف القرآن.

 وهذا السؤال ليس محرما كما أن الملائكة قالت لرب عمر أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ .

 إن كان الرافضة ينكرون على عمر ذلك مما قد يفهم منه غيرتهم على رسول الله: فلماذا لم ينكروا على الخميني الذي وصف رسول الله بأنه قد فشل في تربية أصحابه؟

 ولماذا لم ينكروا على المجلسي وغيره قولهم أن رسول الله كان يترك عليا وعائشة ينامان تحت لحاف واحد.

 هنا تعرف أن إنكار الرافضة على عمر مجرد الجري على سنن الرفض التي سنها لهم عبد الله بن سبأ اليهودي في سب الصحابة والطعن فيهم.

 الجبذ هو التحويل عن الموضع كما نقله ابن منظور في لسان العرب عن سيبويه (5/190). واحتج بقول مطرف « وجدتُ الإِنسان مُلْقىً بين اللّهِ وبين الشيطانِ، فإِن لم يَجْتَذِبْهُ إِلَيْه جَذَبَه الشيطانُ». فإن الجبذ بقوة فهو النتر. وقد يقال جذب بقوة لتبيين نوع الجذب. كما روى الرافضة قصة الأعرابي الذي « جذب النبي جذبة شديدة» (بحار الأنوار108/223).

 أن الجبذ الذي في الرواية هو ميل بالنبي عن الصلاة كما حكى الرافضة أنفسهم في كتب الفقه أن يأتي أحد من خلف الصلاة ويجذب واحدا من مقدم الصف ليقيم به صفا ثانيا (الخلاف1/555). ولا يجوز فهمه على طريقة أحفاد عبد الله بن سبأ الذين تلقوا عنه سب الصحابة وتحميل أفعالهم فوق ما تحتمل.

كان هذا موقفا غيورا من عمر على رسول الله. كيف لا وقد كان ناله من عبد الله بن أبي بن سلول السباب والشتم والطعن كما هو حال أبنائه أبناء الفرقة السبئية السلولية أحفاد ذاك الذي كره عمر أن يصلي عليه النبي . وهو موقف شبيه بموقف علي رضي الله عنه حين أمره النبي أن يمحو كلمة (رسول الله) يوم المعاهدة مع قريش.

 ولو كان السبب الباعث على الاستنكار هو الغيرة لطعنوا في الخميني بل وكفروه لاتهامه رسولنا صلى الله عليه وسلم بالفشل وهو بل وكل الأنبياء، وتفضيل المهدي عليه وادعاؤه أنه هو الذي سوف ينجح إذا خرج.

 أن الرافضة يحكون أن رسول الله جذب عليا جذبة حتى أدخله تحت ثوبه (بحار الأنوار22/511 و39/128 الأمالي ص736 للصدوق والأنوار البهية ص41 لعباس القمي) وكذلك أتى علي قريبا من النبي فجذبه وأجلسه إلى جانبه (مدينة المعاجز1/393 لهاشم البحراني.

 فإذا كانت كل جذبة تنافي الأدب فقولوا ذلك في رسول الله . وهذا ما كان يفعله جعفر الصادق في الناس كما في الخرائج والجرائح2/743 لقطب الدين الراوندي.

 والجذب في الصلاة وارد في كتب الرافضة ولم يقولوا أن مثل هذا الفعل مناف للأدب.

أما ترضى أن تكون رابع أربعة

أول من يدخل الجنة أنا وأنت والحسين وأزواجنا عن أيماننا وعن شمائلنا وذرارينا خلف أزواجنا وشيعتنا من ورائنا» (فضائل الصحابة2/771).

إسناد الحديث هكذا (حدثنا محمد بن يونس ثنا عبيد الله بن عائشة قال أنا إسماعيل بن عمرو عن عمر بن موسى عن زيد بن علي بن حسين عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب).

موضوع:

فيه محمد بن يونس الكديمي وهو كذاب. قال الدارقطني « سئل عنه القاسم المطرز فقال: أنا أجاثيه بين يدي الله تبارك وتعالى يوم القيامة وأقول: إن هذا كان يكذب على رسولك وعلى العلماء» (سؤالات الدارقطني74) وقد «اتهموه بوضع الحديث وسرقته، واتهمه ابن عدي بالوضع» (الضعفاء والمتروكون1/269 ميزان الاعتدال3/109).

وفيه إسماعيل بن عمرو البجلي ضعيف. ضعفه الأكثرون ووثقه بعضهم (ميزان الاعتدال1/239 تهذيب التهذيب1/320).

وعمر بن موسى بن وجيه التيمي الوجيهي الحمصي: متروك متهم بالكذب. قال البخاري « منكر الحديث». وقال ابن معين « ليس بثقة» وفي رواية « كذاب ليس بشيء، ونسبه أبو حاتم الرازي إلى الوضع والكذب. وتركه النسائي والدارقطني. (التاريخ الكبير3/2/197 الجرح والتعديل3/133 الضعفاء والمتروكون للنسائي ص300 ميزان الاعتدال3/224 لسان الميزان 4/333). وله شاهد من طريق آخر ولكن آفته الحرب بن الحسن الطحان ويحيى بن يعلى ضعفهما الهيثمي في مجمع الزوائد9/131). قال الحافظ « إسناده واه» (الكافي الشافي4/214).

أما علمت (يعني فاطمة) أن الله عز وجل اطلع إلى أهل الأرض

حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا محمد بن مرزوق ثنا حسين الأشقر ثنا قيس عن الأعمش عن عباية بن ربعي عن أبي أيوب الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة رضي الله عنها أما علمت أن الله عز وجل اطلع إلى أهل الأرض فاختار منهم أباك فبعثه نبيا ثم اطلع الثانية فاختار بعلك فأوحى إلي فأنكحته واتخذته وصيا ».

رواه الطبراني في (المعجم الأوسط4/171) وفيه حسين الأشقر.

قال الذهبي « حسين الأشقر منكر الحديث لا يحل الاحتجاج به» (حاشية المستدرك3/154). قال البخاري « فيه نظر» (التاريخ الكبير2/2862) وقال «عنده مناكير» (التاريخ الصغير2/319) قال أبو زرعة «منكر الحديث» وقال الجوزجاني «غال شتام للخيرة» (ميزان الاعتدال1/531). وقال النسائي «ليس بالقوي» (الضعفاء والمتروكون146) كذلك قالها الدارقطني (الضعفاء والمتروكون195) (وانظر سلسة الضعيفة للألباني 3913).

ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد وقال « رواه الطبراني في الأوسط والكبير وفيه الهيثم بن حبيب وقد اتهم بهذا الحديث» وقال أبو حاتم: منكر الحديث. (مجمع الزوائد8/253 وانظر9/165).

رواه الطبراني في (المعجم الأوسط6/327 والكبير3/57) وقال في الأوسط «تفرد به الهيثم بن حبيب» وهو غير الهيثم بن حبيب الصيرفي الثقة كما نبه على ذلك الألباني (أنظر معجم أسامي الرواة4/341) بخلاف.

ورواه في الكبير أيضا من طريق الحسين بن الأشقر وقد فصلت القول فيه.

أمتهوكون فيها يا ابن الخطاب

عن جابر بن عبدالله أن عمر بن الخطاب أتى النبي بكتاب أصابه من بعض أهل الكتاب فقرأه على النبي فغضب وقال أمتهوكون فيها يا ابن الخطاب والذي نفسي بيده لقد جئتكم بها بيضاء نقية لا تسألوهم عن شيء فيخبروكم بحق فتكذبوا به أو بباطل فتصدقوا به والذي نفسي بيده لو أن موسى كان فيكم حيا ما وسعه إلا أن يتبعني».

قال الهيثمي « فيه مجالد بن سعيد ضعفه أحمد ويحيى بن سعيد وغيرهما» (مجمع الزوائد1/174). وجاء من طريق آخر بلفظ « أنتم حظي من الأمم وأنا حظكم من النبيين» وفيه جابر الجعفي وهو ضعيف.

أمر على الديار ديار ليلى أقبل ذا الجدار وذا الجدار

وما حب الديار شغفن قلبي                   ولكن حب من سكن الديارا

وهذا ليس آية قرآنية ولا سنة نبوية وإنما ذريعة المفلس العاجز عن وجود شيء ثابت من الكتاب والسنة يحتج به من يدين الله تقديس الحجر. فوجد هذا البيت من الشعر وجعله دليلا لتقبيل شتى ألوان الجدران والحجار.

ولم يسن لنا الشارع إلا حجرا واحدا نقبله وهو الحجر الأسود. ولا نقيس عليه حجرا ابيض ولا برتقالي اللون. وقد شرع الله لمن شغف حب الله ورسوله قلبه أداء حج أو عمرة وتقبيل الحجر الأسود لا هذا الجدار وذاك الجدار!

أمر معاوية سعدا فقال ما منعك أن تسب أبا التراب

عن عامر بن سعد بن أبي وقاص قال أمر معاوية سعدا فقال ما منعك أن تسب أبا تراب قال أما ما ذكرت ثلاثا قالهن رسول الله فلن أسبه لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم سمعت رسول الله يقول له وقد وخلفه في بعض مغازيه فقال له علي يا رسول الله تخلفني مع النساء والصبيان فقال له رسول الله أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هرون من موسى إلا أنه لا نبوة بعدي وسمعته يقول في يوم خيبر لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله» (رواه مسلم رقم2404).

هذا الحديث يبطل دعوى الرافضة أن الدولة الأموية كان لها تسلط على كتب الحديث حتى أسقطت كل فضائل علي من مصادر الحديث عند الشيعة. فإن هذا الحديث يعدد فيه سعد لمعاوية فضائل علي رضي الله عنه.

ثم الحديث ليس فيه الأمر بالسب. قال النووي بأن قول معاوية « ليس فيه تصريح بأنه أمر سعداً بسبه، وإنما سأله عن السبب المانع له من السب كأنه يقول: هل امتنعت تورعاً أو خوفاً فإن كان ذلك تورعاً وإجلالاً له عن السب فأنت مصيب محسن وإن كان غير ذلك فله جواب آخر، ولعل سعداً قد كان في طائفة يسبون فلم يسب معهم وعجز عن الإنكار وأنكر عليهم فسأله هذا السؤال» (شرح مسلم للنووي 15/175-176 أو طبعة الميس 15/184-185).

ثم إن الإكثار من سب الخصم هو مذهب الرافضة. فقد روت كتب الشيعة عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: « إذا رأيتم أهل البدع والريب من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة وباهتوهم كي لا يطعموا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس» (الفصول المهمة في أصول الأئمة2/232 مجمع الفائدة13/163 منهاج الفقاهة1/378).

وذكرت كتب الرافضة أن هذا « محمول على اتهامهم وسوء الظن بهم بما يحرم اتهام المؤمن به بأن يقال: لعله زان أو سارق.. ويحتمل إبقاؤه على ظاهره بتجويز الكذب عليهم لأجل المصلحة» (كتاب المكاسب للأنصاري2/118 منهاج الفقاهة2/228). وعن أبي حمزة الثمالي أنه قال لأبي جعفر عليه السلام: إن بعض أصحابنا يفترون ويقذفون من خالفهم، فقال: الكف عنهم أجمل» علق الأنصاري على الرواية بأن فيها « دلالة على جواز الافتراء وهو القذف على كراهة» (كتاب المكاسب للأنصاري2/119).

أُمِرتُ بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين

هذا الحديث ردّه ابن الجوزي والذهبي والسيوطي وابن حجر الهيتمي وغيرهم [ميزان الاعتدال ترجمة رقم (2215) اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة 1/410 للسيوطي، تطهير الجنان 52] فإن فيه حكيم بن جبير وهو كذاب يُترَك حديثُه.

آمركم بأربع وأنهاكم عن أربع.. وتعطوا الخمس من المغنم

تمام الحديث: «قدم وفد عبد القيس على رسول اللّه فقالوا: إنّ بيننا وبينك المشركين من مضر، وإنّا لا نصل إليك إلاّ في شهر الحرام، فَمُرنا بأمر فصل، إنْ عملنا به دخلنا الجنة وندعو إليه مَن وراءنا» فقال «آمركم بأربع وأنهاكم عن أربع؛ آمركم: بالإيمان باللّه، وهل تدرون ما الإيمان؟ شهادة أن لا إله إلاّ اللّه، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وتعطوا الخمس من المغنم» الحديث (متفق عليه).

يحتج الشيعة بأن الرسول أمرهم بأداء الخمس. وقالوا: « ومن المعلوم أنّ النبي لم يطلب من بني عبد القيس أن يدفعوا غنائم الحرب؛ كيف وهم لا يستطيعون الخروج من حيّهم في غير الأشهر الحرم، خوفاً من المشركين؟ فيكون قد قصد المغنم بمعناه الحقيقي في لغة العرب وهو ما يفوزون به فعليهم أن يعطوا خمس ما يربحون» (الخمس في الكتاب والسنة ص24 لجعفر السبحاني).

الجواب: أن رسول الله ذكر لهم الخمس من المغانم. وهذا موافق للآية. وأنهم كانوا بصدد محاربة كفار مضر فأعلمهم النبي بذلك كما ذكره الحافظ ابن حجر (فتح الباري1/133). وأمرهم بأداء الزكاة وبأداء الخمس.

والجمع بينهما أن الخمس مال معين في حال دون حال، وذلك بخلاف الزكاة.

أمرني ربي بسد الأبواب كلها إلا باب علي

أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر البزاز ببغداد ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا محمد بن جعفر ثنا عوف عن ميمون أبي عبد الله عن زيد بن أرقم قال كانت لنفر من أصحاب رسول الله أبواب شارعة في المسجد فقال يوما سدوا هذه الأبواب إلا باب علي قال فتكلم في ذلك ناس فقام رسول الله فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد فإني أمرت بسد هذه الأبواب غير باب علي..

الحديث في الخصائص للنسائي 13 الترمذي 13/173 البيهقي 7/65.

رواه الحاكم في (المستدرك3/125) وقال « هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه». وتعقبه الذهبي قائلا « رواه عوف بن ميمون بن عبد الله». ولعله عوف عن ميمون وليس بن ميمون. وهو يشبير إلى ضعف الحديث لضعف ميمون هذا. وقد ذكره في ميزان الاعتدال4/235 وذكر هذا الحديث من منكراته. كذلك حكم الهيثمي بضعفه (مجمع الزوائد9/114 وانظر التخريج الموسع للحديث في مسند أحمد المحقق32/41).

أن أبا بكر أراد خطبة فاطمة من النبي

حدثنا الحسن بن حماد حدثنا يحيى بن يعلى الأسلمي عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس بن مالك قال جاء أبو بكر إلى النبي فقعد بين يديه فقال يا رسول الله قد علمت مناصحتي وقدمي في الإسلام وأنى وأنى قال وما ذاك قال تزوجني فاطمة قال فسكت عنه فرجع أبو بكر إلى عمر فقال له هلكت وأهلكت فقال وما ذاك قال خطبت فاطمة إلى النبي فأعرض عني فقال مكانك حتى آتي النبي فأطلب مثل الذي طلبت فأتى عمر النبي فقعد بين يديه فقال يا رسول الله قد علمت مناصحتي وقدمي في الإسلام وأني وأني قال وما ذاك قال تزوجني فاطمة فسكت عنه فرجع عمر إلى أبي بكر فقال له إنه ينتظر أمر الله فيها قم بنا إلى علي حتى نأمره يطلب مثل الذي طلبنا قال علي فأتياني وأنا أعالج فسيلا لي فقالا إنا جئناك من عند ابن عمك بخطبة قال فنبهاني لأمر فقمت أجر ردائي حتى أتيت النبي فقعدت بين يديه فقلت يا رسول الله قد علمت قدمي في الإسلام ومناصحتي وأني وأني قال وما ذاك قال تزوجني فاطمة قال وعندك شيء قلت فرسي وبدني قال أما فرسك فلا بد لك منه وأما بدنك فبعها قال فبعتها بأربعمائة وثمانين فجئت بها حتى وضعتها في حجره فقبض منها قبضة فقال أي بلال ابعث ابتع بها طيبا وأمرهم أن يجهزوها فجعل سريرا مشرطا بالشرط ووسادة من أدم حشوها ليف وقال لعلي إذا أتتك فلا تحدث شيئا حتى آتيك فجاءت بها أم أيمن حتى قعدت في جانب البيت وأنا في جانب وجاء رسول الله فقال ها هنا أخي قالت أم أيمن أخوك وقد زوجته ابنتك قال نعم ودخل رسول الله البيت فقال لفاطمة ائتني بماء فقامت إلى قعب في البيت فأتت فيه بماء فأخذه رسول الله ومج فيه ثم قال لها تقدمي فتقدمت فنضح بين ثدييها وعلى رأسها وقال اللهم إني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم ثم قال لها أدبري فأدبرت فصب بين كتفيها وقال اللهم إني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم ثم قال ائتوني بماء قال علي فعلمت الذي يريد فقمت فملأت القعب ماء وأتيته به فأخذه فمج فيه ثم قال تقدم فصب على رأسي وبين ثديي ثم قال اللهم إني أعيذه بك وذريته من الشيطان الرجيم ثم قال أدبر فأدبرت فصبه بين كتفي وقال اللهم إني أعيذه بك وذريته من الشيطان الرجيم ثم قال لعلي ادخل بأهلك على اسم الله والبركة

قال الهيثني في مجمع الزوائد « رواه الطبراني وفيه يحيى بن يعلى الأسلمي وهو ضعيف» (مجمع الزوائد9/205).

أن أبا موسى الأشعري كان يفتي بالمتعة

عن أبي موسى أنه كان يفتي بالمتعة فقال له رجل رويدك ببعض فتياك فإنك لا تدري ما أحدث أمير المؤمنين في النسك بعد حتى لقيه بعد فسأله فقال عمر قد علمت أن النبي قد فعله وأصحابه ولكن كرهت أن يظلوا معرسين بهن في الأراك ثم يروحون في الحج تقطر رؤوسهم رواه مسلم وغيره.

الجواب أن أن أحاديث أبي موسى الأشعري تتحدث عن متعة حج وليس نكاح المتعة كما المدلسون الروافض.

وتأمل قول من قال لأبي موسى (في النسك) و (يروحون في الحج).

ثم إن عمر لم يحرم متعة الحج ومما يدل على ذلك ما رواه أصحاب السنن كالنسائي وابن ماجة و غيرهما أن الصبي بن معبد لما قال لعمر: إني أحرمت بالحج والعمرة جميعا فقال له عمر « هُديت لسنة نبيك صلى الله عليه وعلى آله وسلم» . أخرجه الحميدي 18 وأحمد 1/14 وأبو داود 1798 وابن ماجه 2970.

أن ابن عمر كان يتحرى الأماكن التي كان يصلي فيها النبي

الجواب: أن ابن عمر ما كان يطلب البركة بفعله هذا وإنما كان يطلب مجرد المتابعة بكل ما فعله النبي في جميع أحواله، حتى قيل إنه كان يدخل الماء في عيونه أثناء الوضوء وحتى أنه أراد الصلاة في كل مكان صلى فيه رسول الله ، وما كان يلمس الأماكن التي كان يعلم أن النبي وقف أو جلس عندها.

ودليل ذلك: أن ابن عمر كان ينهى عن مس قـبر النبي كما رواه الذهبي (قال الشيخ شعيب الأرناؤوط « رجاله ثقات» (سير أعلام النبلاء 12/ 373).

أن فهمهم لفعل ابن عمر على أنه من باب التبرك يلزم منه أن الصحابة كانوا يتبركون بالأماكن والآثار الأرضية التي كان يصلي فيها رسول الله أو يقعد عليها، وهذا ما لا يمكن الإتيان عليه بدليل ثابت من أقوال أصحاب النبي أو أفعالهم بل يرد ذلك ما ثبت سنده عن عمر أنه قد هلكت الأمم الماضية بتتبع آثار أنبيائها.

أن ما فعله ابن عمر لم يكن يفعله جماهير الصحابة بل والخلفاء الراشدون وهم مصيبون في مخالفتهم له. بل لم يوافق عليه أبوه عمر رضي الله عنه حين رأى قوماً يتناوبون مكاناً يصلون فيه فقال: ما هذا؟ قالوا مكان صلى فيه رسول الله قال: « أتريدون أن تتخذوا آثار أنبيائكم مساجد، إنما هلك من كان قبلكم بهذا. من أدركته فيه الصلاة فليصل وإلا فليمض». و« حين بلغه أن أناساً يأتون الشجرة التي بويع عندها النبي أمر بها فقطعت» (قال الحافظ في الفتح 7/448 إسناده صحيح).

وما فعله عمر وأقره الصحابة عليه هو الصواب لا سيما وهو الخليفة الراشد الذي أمرنا رسول الله باتباعه فقال « عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي».

ولعلك تسأل هذا المخالف: متى كان فعل الصحابي حجة عندهم إذا فعل شيئاً انفرد به عن باقي الصحابة؟ فإن جماهير الصحابة موافقون لفعل عمر رضي الله عنه. فقول الصحابي إذا خالفه نظيره ليس بحجة: فكيف إذا انفرد به عن جماهير الصحابة وعن خليفتهم الذي هو أبوه!!! ولو كان هذا العمل مستحباً لسبقونا إليه.

فهؤلاء تظاهروا بتعظيم رسول الله بالأقوال وخالفوا أمره بالأفعال وخالفوا طريقة أصحابه الكرام، ومهما دافعوا عن بدعهم وانحرافاتهم بالأدلة الضعيفة السند فإنهم مخالفون لما كان عليه النبي وأصحابه.

فلم يثبت عن الصحابة احتفالهم بمولد نبيهم ولا أقاموا الحفلات أو ضربوا الدفوف والطبول بمناسبة مولده ولا كانت لهم طرق صوفية وإنما كانت طريقتهم الوحيدة سنة نبيهم ولا كانوا يدافعون عن البدعة السيئة، والله لن ينجو هؤلاء إلا أن يتمسكوا بما كان عليه النبي وأصحابه .

إن ابن عمك معاوية يأمرنا أن نأكل أموالنا بيننا بالباطل ونقتل أنفسنا

فسكت عبد الله بن عمرو ساعة ثم قال: أطِعه في طاعة الله واعصه في معصية الله » [مسلم (1844)]

وقد أحكم النووي الجواب عن هذه الشبهة فقال: « المقصود بهذا الكلام أن هذا القائل لما سمع كلام عبد الله بن عمرو بن العاص وذكر الحديث في تحريم منازعة الخليفة الأول وأن الثاني يُقتَل: فاعتقد هذا القائل أن هذا الوصف [صار لازمًا] في معاوية لمنازعته عليًّا رضي الله عنه وكانت قد سبقت بيعةُ علي، فرأى هذا أن نفقة معاوية على أجناده وأتْبَاعه في حرب علي ومنازعته ومقاتلته إياه من أكل المال بالباطل ومن قتل النفس لأنه قتالٌ بغير حق، فلا يستحق أحدٌ مالاً في مقاتلته » (شرح النووي على مسلم 12/476)..

وهذا الجواب منه صحيح ولا غبار عليه، ويؤيده أن مسلمًا جعل هذا الأثر في كتاب الإمارة وضمن باب وجوب الوفاء ببيعة الخليفة الأول فالأول: فأسأل الله أن ينفّس عنه بذلك كربةً من كُرَب يوم القيامة.

أن أحمد صحح حديث علي قسيم النار

أخبرنا أبو الفضل عبيد الله بن أحمد بن علي المقريء ابن الكوفي بقراءتي عليه قال: أخبرنا أبو حفص عمر بن ابراهيم بن أحمد الكناني المقريء قال: حدثنا أبوالحسين عمر بن الحسن القاضي الأشناني، قال: حدثنا إسحاق بن الحسن الحربي قال: حدثني محمد بن منصور الطوسي قال « كنا عند أحمد بن حنبل فقال له رجل: ما تقول في هذا الحديث الذي يروى أن علياً قال: أنا قسيم النار؟ فقال أحمد: وما تنكرون من هذا الحديث؟ أليس روينا أن النبي قال لعلي: لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق؟ قلنا: بلى. قال: فأين المنافق؟ قلنا: في النار. قال: فعلي قسيم النار».

الرواية موضوعة. آفتها عمر بن الحسن الأشناني. القاضي أبو الحسين. ضعفه الدارقطني والحسن بن محمد الخلال وقال الدارقطني كان يكذب (الضعفاء والمتروكون2/206 المغني في الضعفاء2/464). قال الذهبي ولكن هذا الأشناني صاحب بلايا».

ووجدت رواية أخرى « عن موسى بن طريف عن عباية عن علي بن أبي طالب أنه قال: أنا قسيم النار يوم القيامة، أقول: خذي ذا، وذري ذا».

قال الشيخ الألباني « موضوع» آفته موسى بن طريف. قال عنه الجوزجاني « زائغ». وكذبه أبو عياش.

وقد ثبت استنكار الأعمش لهذه الرواية التي افتراها موسى بن طريف والمدعو عباية فقال « ألا تعجبون من موسى بن طريف يحدث عن عباية عن علي أنا قسيم النار»؟ (أنظر سلسلة الأحاديث الضعيفة4924).

أن أعرابيا دخل المسجد فقال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله جئتك مثقلا بالذنوب.

حج أعرابي فلما جاء الى باب مسجد رسول الله أناخ راحلته فعقلها ثم دخل المسجد حتى أتى القبر ووقف بحذاء وجه رسول الله فقال السلام عليك يا رسول الله ثم سلم على أبي بكر وعمر ثم أقبل على رسول الله فقال بأبي أنت وأمي يا رسول الله جئتك مثقلا بالذنوب والخطايا مستشفعا بك على ربك لأنه قال في محكم كتابه ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما وقد جئتك بأبي أنت وأمي مثقلا بالذنوب والخطايا أستشفع بك على ربك أن يغفر لي ذنوبي وأن تشفع في ثم أقبل في عرض الناس وهو يقول:

يـا خير مـن دفنت في الأرض أعظمه          فطاب من طيبه الأبقاع والأكم

نفسـي الفـداء لقبـر أنت ساكنـه      فيه العفاف وفيه الجود والكرم

هذه حكاية عن مجهول، ومسائل العقيدة لا يجوز أن تكون مبنية على المجهول وعلى المنامات.

ثم إن » إسناده ظلمات بعضها فوق بعض« كما قال الحافظ ابن عبد الهادي.

والحديث رواه البيهقي في شعب الايمان 3/495)

قال النووي في الأربعين «هذا حديث صحيح رويناه في كتاب الحجة بإسناد صحيح» وهو من أوهامه. فإن فيه نعيم بن حماد وهو « ذو مناكير.. ولا تركن النفس إلى رواياته» كما قال الذهبي» (سير أعلام النبلاء10/600).

ونعيم هو راوي حديث الطفيل «رأيت ربي في المنام في أحسن صورة» (السنة لابن أبي عاصم1/205).

وقال الحاكم «البخاري به احتج» (1/404) والصحيح أن البخاري روى له كما روى لغيره كما قاله الذهبي (سير أعلام النبلاء10695). والمنذري في (الترغيب4/292).

وقال الحافظ ابن حجر «صدوق يخطئ كثيرا» (التقريب7166).

وحتى وإن قال ابن كثير أن الرواية مشهورة فإن المقصود منه ما اشتهر على الناس تناقله. فرواية »أطلب العلم من المهد إلى اللحد« مشهورة وهي لا أصل لها عند أهل الحديث« وحديث »أطلب العلم ولو في الصين« مشهور كذلك لكنه لا أصل له. وهناك كتب كتبت في شأن الأحاديث المشهورة مما لم يصح إسناده مع اشتهار روايته بين الناس مثل كتاب (الدرر المنتثرة في الأحاديث المشتهرة) للسيوطي.

فأبو يزيد الرقاشي وأبو علي الرودباري غير معروف وعمرو بن محمد بن عمرو بن الحسين بن بقية وسكر الهروي وأبو زيد الرقاشي ومحمد بن روح بن يزيد البصري وأبو حرب الهلالي غير معروفين عند أهل الجرح والتعديل. وأورد الذهبي في المقتنى في سرد الكنى (2/155) ولم يسمه وأشار إلى أنه لا يعرف بقولـه »حكى شيئا«. قال الألباني »وأرى أنه يشير إلى هذه الحكاية وهي منكرة ظاهرة النكارة« (سلسلة الضعيفة 6/1034).

ولهذا روى المقدسي هذه الرواية في المغني (3/298) بصيغة التمريض وفيه إشارة إلى ضعف الرواية.

قال الحافظ ابن عبد الهادي: إن هذا خبر منكر موضوع. وإسناده ظلمات بعضها فوق بعض. فيه: الهيثم بن عدي: قال البخاري (ليس بثقة كان يكذب) قال ابو داود (كذاب) وقال النسائي وغيره (متروك الحديث).

قال ابن المديني « هو أوثق من الواقدي ولا أرضاه في شيء» (لسان الميزان 6/251 ترجمة 7977. ميزان الاعتدال 4/324 ترجمة 9311).

أحمد بن بن محمد بن الهيثم عن أبيه لا وجود له من بين المترجم لهم من الرواة المعروفين.

أبو صادق: وهو غير متحقق الاسم. فمنهم من ضبط اسمه بأسلم أو مسلم بن يزيد. ومنهم من ضبطه باسم عبد الله بن ناجذ. وحديثه عن علي مرسل. يعني لم يتحقق من روايته عن علي. (التقريب رقم 8167).

إن أعمالكم تعرض على أقاربكم

حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الرزاق ثنا سفيان عمن سمع أنس بن مالك يقول قال النبي « إن أعمالكم تعرض على أقاربكم وعشائركم من الأموات».

ضعيف: رواه أحمد في المسند 3/64 وسنده ضعيف لجهالة الواسطة بين سفيان وأنس. وله شاهد من حديث أبي أيوب الأنصاري:

« إن نفس المؤمن إذا تلقاها من أهل الرحمة من عباده كما يتلقون البشير من الدنيا… وإن أعمالكم تعرض على أقاربكم».

رواه الطبراني في الكبير (1/194/2) والأوسط (1/72/1-2) وعنه عن عبد الغني المقدسي في السنن (198/1) عن مسلمة بن علي عن زيد بن واقد عن مكحول عن عبد الرحمن بن سلامة عن أبي رهم السماعي عن أبي أيوب الأنصاري مرفوعا. وقال الطبراني «لم يروه عن مكحول إلا زيد وهشام تفرد به مسلمة».

وهذا سند ضعيف جدا. فإن مسلمة يروي عن الأوزاعي والزبيدي المناكير والموضوعات». وقال الهيثمي في (مجمع الزوائد2/327) «فيه مسلمة بن علي وهو ضعيف».

ورواه سلام الطويل عن ثور بن يزيد عن خالد معدان عن أبي رهم به. ذكره ابن حبان في الضعفاء (1/336) وقال «روى عن الثقات الموضوعات».

والنصف الأول من الحديث له طريق أخرى عن عبد الرحمن بن سلامة بلفظ «إن نفس المؤمن إذا مات…» وسندها ضعيف أيضا فيها محمد بن إسماعيل ابن عياش، قال أبو داود: «ليس بذاك». وقال أبو حاتم: «لم يسمع من أبيه شيئا».

أن الأمة ستغدر بي

حدثنا أبو حفص عمر بن أحمد الجمحي بمكة ثنا علي بن عبد العزيز ثنا عمرو بن عون ثنا هشيم عن إسماعيل بن سالم عن أبي إدريس الأودي عن علي رضي الله عنه قال إن مما عهد إلي النبي صلى الله عليه وسلم أن الأمة ستغدر بي بعده.

قال الحاكم « هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه». ووافقه الذهبي. وهو خطأ فإن في الرواية أبو إدريس: وثقه ابن حبان (الثقات4/11) على عادته في التساهل في توثيق المجاهيل. فقد قال عنه أبو حاتم « مجهول» (الضعفاء والمتروكون1/29).

قال الهيثمي مجمع الزوائد (9/137) «فيه علي بن قادم وقد وثق وضعف». قال الدارقطني « تفرد به حكيم بن جبير عن النخعي. قال أحمد بن حنبل «حكيم ضعيف» وقال السعدي كذاب» (العلل المتناهية1/244).

وفيه هشيم بن بشير وهو ثقة لكنه مدلس وقد عنعن في الرواية. فإذا عنعن فلا يقبل منه. والمدلس كما قرر أهل الجرح والتعديل يقبل منه ما قال حدثني ولا يقبل منه ما قال عن. (أنظر معجم أسامي الرواة الذين ترجم لهم الألباني4/325).

وعلى هذا فالحديث له أربعة طرق:

الأولى: عن أبي إدريس الأودي عن علي وأبو أدريس مجهول. وهذه إحدى طريقي الحاكم. وفيه قال الحاكم صحيح الإسناد. وأخرجها البيهقي عن الحاكم وقال «إن صح» و«إن كان محفوظا» (البداية والنهاية7/360).

وفي قول البيهقي هذا إشارة إلى عدم صحة الرواية.

الثانية: رواها الحاكم من طريق حيان الأسدي وسقط إسناده من المطبوع وأورد ابن حجر الإسناد كاملا في (إتحاف المهرة11/296) فتبين أن فيه يونس ابن أبي يعفور وهو شيعي مفرط في التشيع وضعفه الحفاظ.

الثالثة: من طريق ثعلبة الحماني عن علي. رواه العقيلي في الضعفاء وغيره.

قال البخاري « عن ثعلبة.. يعد في الكوفيين. فيه نظر ولا يتابع عليه» (التاريخ الكبير2/174).

ومعنى قول البخاري لا يتابع عليه أي أن كل طرقه ضعيفة.

قال البيهقي « كذا قال البخاري وقد رويناه بإسناد آخر عن علي إن كان محفوظا». وهذا تأكيد من البيهقي بضعف طرقه. وضعف العقيلي الرواية في الضعفاء كذلك ابن عـدي فـي الكامل. وأورده الذهبي في ميزان الاعتدال في ترجمة ثعلبة الحماني.

الرابعة: رواها الدارقطني في الغرائب والأفراد ومن طريقه ابن عساكر والذهبي في تذكرة الحفاظ. وقال الدارقطني غريب. ونص تفرد حكيم ابن جبير به. وحكيم ضعيف جدا.

أما احتجاجهم بقول الذهبي «صحيح» كما في تعليقه على مستدرك الحاكم. فهي حكاية لما قاله الحاكم من غير إظهار نقد لما قاله، وهو ما رجحه بعض أهل العلم من طريقة الذهبي. غير أن الذهبي أورد لهذا الحديث ثلاث علل منقولة عن الدارقطني كما في (تذكرة الحفاظ3/995) وهي تفرد ضعفاء ثلاثة في هذا الحديث وهم: 1 – حكيم بن جبير      2- فطر بن خليفة 3 – علي الصدائي.

وأورده الذهبي أيضا في (ميزان الاعتدال2/93) من طريق ثعلبة بن يزيد الحماني وهو شيعي غال.

وقد ذكر شيخنا الألباني أنه في شك من ورود كلمة صحيح للذهبي في المستدرك. فإنه رجع إلى الجامع الكبير للسيوطي حيث أورد الحديث وقال « رواه الدارقطني في الأفراد والخطيب عن علي رضي الله عنه. قال الألباني « فلو كان ثابتا في المستدرك لعزاه السيوطي إليه».

وقد دأب علي الكوراني على إضافة أكذوبة إلى الحديث وهي أن عليا قال له بعد ذلك « هل أنزلهم منزلة ضلالة أم منزلة كفر؟ فقال: بل منزلة ضلالة» (الانتصار5/446 و6/167).

وهذه الإضافة لا وجود لها وإنما جزؤها الأول فقط وهو أن الأئمة ستغدر بك بعدي ، فقط . أما بقيته فمن كيس الكذوب الذي زعم أنها من الصحيح الذي نسلم نحن أهل السنة به، وأنا عجزت عن أن أجد هذه الزيادة حتى في كتب الرافضة. فانظروا كيف يجترئ الكوراني على الكذب على مذهبنا وعلى مذهبه!!!

قال الألباني «وبالجملة فجميع طرق الحديث واهية وليس فيها ما يتقوى بغيره» (سلسلة الضعيفة حديث رقم4905).

أن الحسن العسكري سئل هل لك ولد؟ قل نعم

هذه الرواية قد يرويها من ينتسب إلى السنة وحقيقته التشيع والترفض.

رواها الكليني أن الحسن العسكري سئل: هل لك ولد؟ قل نعم. قال: فأين أجده؟ قال: في المدينة» (الكافي1/328 كتاب الحجة- باب الاشارة والنص إلى صاحب الدار).

وهذه طامة كبرى في هذه الرواية. فإن المهدي عندكم قد أم صلاة الجنازة على أبيه في سامراء وكان عمره خمس سنوات. فالرواية تؤكد للسائل بل هي تأكيد لكل من وقع في حيرة من أمره أنه سوف يجده في المدينة. فلا تفرحوا بالرواية كثيرا فإنها تحمل في طياتها تناقضا وتسبب صداعا آخر وتزيد الشيعة حيرة. وصدق الله القائل ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا.

كذب الرافضة حول المهدي

زعم الرافضة أن أهل السنة أثبتوا ولادة المهدي صاحب السرداب.

وكان زعمهم على النحو الآتي:

إما أن يأتوا برافضة محسوبين على السنة كسبط ابن الجوزي والكنجي الذي يدعونه بالشافعي.

وإما أن يأتوا بعلماء سنة ذكروا ولادة المهدي ولكنهم قيدوه بهذه العبارة (على معتقد الرافضة). فيدلس الرافضة ويتجاهلون هذا القيد.

ونبدأ بأدلتهم حول ذلك:

سبط ابن الجوزي:

قال الذهبي « يأتي بمناكير الحكايات ولا أظنه ثقة ثم إنه ترفض.. قال الشيخ محي الدين السوسي لما بلغ جدي موت سبط ابن الجوزي قال لا رحمه الله كان رافضيا » (ميزان الاعتدال7/304 سير أعلام النبلاء23/297).

الكنجي محمد بن يوسف الشافعي المتوفى سنة 658.

ويظهر أنه رافضي أو مترفض. بدليل اعتراف الرافضي محمد بن أحمد القمي بأنه وجد مقتولا مبقورا بطنه بسبب ميله إلى مذهب التشيع (مئة منقبة من مناقب أمير المؤمنين ص8).

قلت: بل لأنه أخذ خصلة الخيانة من الرافضة. فقد حكى أهل العلم عنه أنه كان عميلا للتتار مقتديا في ذلك بسلفه نصير الدين الطوسي.

قال ابن كثير من جملة قصص الحروب مع التتار « وقتلت العامة وسط الجامع شيخا رافضيا كان مصانعا للتتار على أموال الناس يقال له الفخر محمد بن يوسف بن محمد الكنجي كان خبيث الطوية مشرقيا ممالئا لهم على أموال المسلمين قبحه الله وقتلوا جماعة مثله من المنافقين» (البداية والنهاية13/221) انتهى.

ثم وجدت في كتاب اليقين لابن طاووس (ص115) ما يؤكد ترفضه وأكاذيبه. حيث نقل لنا بعضا من تبويبات كتابه (كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب) مثل أن النبي سماه سيد المسلمين ووصي رسول رب العالمين وأن جبريل سماه أمير المؤمنين. ونقل ابن طاووس عنه أنه كان يعتقد بأن محمد بن الحسن العسكري هو الإمام المهدي المنتظر (الصراط المستقيم لابن طاووس2/219).

وجدت الشيعة يعترفون بأن له كتابا اسمه (البيان في أخبار صاحب الزمان) يعني بذلك المهدي (أنظر كتاب الغيبة لمحمد بن إبراهيم النعماني ص10).

مما يدل على تشيعه وترفضه. فلا نعرف شافعيا يؤمن بصاحب السرداب. لكن الرافضة يستغلون لفظ (الشافعي) تلبيسا وخداعا لأبناء السنة.

إذن هذا قول ابن كثير فيمن زعموا أنه شافعي والشافعي بريء من الرافضة الخونة. فانظر كيف وصفه ابن كثير بأنه « كان خبيث الطوية مشرقيا ممالئا لهم على أموال المسلمين قبحه الله وقتلوا جماعة مثله من المنافقين» (البداية والنهاية13/221).

ابن حجر الهيتمي: أن ابن حجر كان يسوق في كتابه الصواعق المحرقة ما يقال: من أن الحسن العسكري سُم ولم يخلف غير ولده أبي القاسم محمد الحجة. لاحظ أن (أبي) متعلقة بـ (ولده) التي هي مضاف إليه. ولو كانت الجملة الإسمية مبتدأ لحق أن تبدأ بالرفع هكذا (أبو القاسم)

غير أن ابن حجر الهيتمي عقب على ذلك قائلا بأنه قد استوفى الكلام على هذا المهدي في السابق وأحال لمن يريد التفصيل العودة اليه. قائلا: فارجع اليه فإنه مهم.

وقد عدت اليه فوجدته يطعن في الشيعة لاعتقادهم بأنه مولود وأنه كان إماما عندما كان عمره خمس سنوات. وينقل عن السبكي القول بأن جمهور الرافضة على أن الحسن العسكري لا عقب له. ولم يثبت له ولد. وأن الرافضة تنازعوا في هذا المهدي المزعوم على عشرين فرقة.

قال: ثم المقرر في الشريعة المطهرة أن الصغير لا تصح ولايته فكيف ساغ لهؤلاء الحمقى أن يزعموا إمامة من عمره خمس سنين. وأوضح أنهم صاروا بذلك ضحكة لأولي الألباب . ولقد أحسن القائل:

     ما آن للسرداب أن يلد الذي كلمتموه بجهلكم ما آنا

                        فعلى عقولكم العفاء فإنكم ثلثتم العنقاء والغيلانا

ثم أوضح أنهم زعموا وجوده واختفاءه وأن آخرين منهم كذبوا هذا القول وقالوا بأنه لا وجود له أصلا.

علي بن محمد بن الصباغ المالكي: منسوب إلى الرفض كما بين صاحب كشف الظنون2/1721 بسبب كتابته كتاب الفصول المهمة في معرفة الأئمة.

ابن خلكان : قال « وفيها توفي أبو محمد العلوي العسكري، وهو أحد الأئمة الإثني عشر على مذهب الإمامية، وهو والد محمد الذي يعتقدونه المنتظر بسرداب سامرا» (الكامل في التاريخ7/274).

شمس الدين الذهبي: وفيها الحسن بن علي الجواد.. أحد الأئمة الاثني عشر الذين تعتقد الرافضة فيهم العصمة، وهو والد المنتظر محمد صاحب السرداب» (العبر في خبر من غبر1/373).

وقال « وفيها محمد بن الحسن العسكري.. أبو القاسم الذي تلقبه الرافضة: الخلف الحجة وتلقبه بالمهدي وبالمنتظر وتلقبه بصاحب الزمان وهو خاتمة الاثني عشر، وضلال الرافضة ما عليه مزيد، فإنهم يزعمون أنه دخل السرداب الذي بسامرا فاختفى، وإلى الآن، وكان عمره لما عدم تسع سنين أو دونها» (العبر1/381).

وقال في سير أعلام النبلاء (13/119):

« المنتظر الشريف أبو القاسم محمد بن الحسن العسكري بن علي الهادي ابن محمد الجواد بن علي الرضى بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن زين العابدين بن علي بن الحسين الشهيد بن الامام علي بن أبي طالب العلوي الحسيني خاتمة الاثني عشر سيدا الذين تدعي الامامية عصمتهم ولا عصمة الا لنبي ومحمد هذا هو الذي يزعمون انه الخلف الحجة وانه صاحب الزمان وانه صاحب السرداب بسامراء وانه حي لا يموت حتى يخرج فيملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا فوددنا ذلك والله وهم في انتظاره من أربع مئة وسبعين سنة، ومن أحالك على غائب لم ينصفك فكيف بمن أحال على مستحيل والإنصاف عزيز، فنعوذ بالله من الجهل والهوى» .

قلت ويزعمون ان محمدا دخل سردابا في بيت أبيه وأمه تنظر إليه فلم يخرج إلى الساعه منه وكان ابن تسع سنين وقيل دون ذلك. قال ابن خلكان وقيل بل دخل وله سبع عشره سنه في سنه خمس وسبعين ومئتين وقيل بل في سنه خمس وستين وأنه حي.

وممن قال إن الحسن العسكري لم يعقب محمد بن جرير الطبري ويحيى بن صاعد وناهيك بهما معرفة وثقة.

وقال في تاريخ الاسلام (5/112) في معرض كلامه عن الحسن العسكري « وهو والد منتظر الرافضة توفي إلى رضوان الله بسامراء... وأما ابنه محمد بن الحسن الذي يدعوه الرافضة القائم الخلف الحجة فولد سنة ثمان وخمسين، وقيل سنة ست وخمسين. عاش بعد أبيه سنتين ثم عدم ولم يعلم كيف مات. وأمه أم ولد. وهم يدعون بقاءه في السرداب من أربعمائة وخمسين سنة. وأنه صاحب الزمان. وأنه حي يعلم علم الأولين والآخرين، ويعترفون أن أحدا لم يره أبدا. فنسأل الله أن يثبت علينا عقولنا وإيماننا» انتهى.

فزعم الكوراني أن هذا النص من الذهبي يدل على إيمانه بولادة المهدي لأنه قال (ولد سنة..). وكتاب تاريخ الاسلام متأخر عما سبقه من الكتب التي نفى فيها الذهبي ولادة المهدي.

قلت: وهذا خلط وتلبيس وكذب. فإننا لا نحتاج أن نبحث عن المتقدم أو المتأخر. لأن النص لا يصرح أبدا اعتقاد الذهبي بولادة المهدي.

ثم نحن لا نزال نرى من الذهبي التهكم بهذه العقيدة كقوله (فنسأل الله أن يثبت علينا عقولنا وإيماننا). وقد حكى اعتراف الرافضة بأن (أحدا لم يره أبدا). فكيف يكون الذهبي معترفا بولادته؟

جل ما عند المبطل المدلس أن الذهبي لم يقل (ولد على زعم الرافضة). وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على العجز والافتقار إلى أدنى قشة.

نعم لو أنه صرح بأنه يعتقد بولادته لحق له أن يستكشل علينا. لكن الذهبي كلما ذكر مهدي الرافضة قال: نسأل الله أن يثبت علينا عقولنا وإيماننا. مما يدل على أن الاعتقاد بمثل هذا المهدي ليس من إيمان الذهبي من شيء.

والذهبي لم يفرد لمحمد بن الحسن العسكري ترجمة تبتدئ من ولادته. وإنما تكلم عن المهدي أثناء ترجمته للحسن العسكري.

أن الصحابة كانوا يأخذون الحصى ويصلون عليها

مجرد نقل الرواية كاملة يتبين لنا انعدام الأمانة عند القوم. ففي سنن أبي داود وغيره عن جابر بن عبد الله، قال: « كنت أصلِّي الظهر مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فآخذ قبضةً من الحصى لتبرد في كفي، أضعها لجبهتي أسجد عليها لشدة الحر. وعند البيهقي عن أنس في شدّة الحرّ فيأخذ أحدنا الحصباء في يده فإذا برد وضعه وسجد عليه.

فهذه الأحاديث واضحة بفضل الله ولا تحتاج إلى شرح طويل , فصحابة الكرام لم يفعلوا ذلك تقرباً إلى الله كما يفعل الرافضة المبطلة, إنما فعلوا ذلك لأجل حاجة والتي هي شّدة الحّر .»

أن الصحابة يبايعون عليا على الخلافة في غدير خم

ادعى التيجاني (ثم اهتديت 118) أن الصحابة حجوا مع رسول الله حجة الوداع وبايعوا الإمام علياً في غدير خم بعدما نصبه رسول الله للخلافة كما بايعه أبو بكر وهنأه. وهذا النص مجمع عليه من السنة والشيعة«.

قلت: وهذا كذب. فإنه لا يوجد بسند صحيح مثل هذا الكلام.

وإنما في سند الرواية علي بن زيد بن جدعان وقد تفرد في هذه الزيادة دون غيره من الرواة الذين رووا حديث الغدير. والحديث أخرجه أحمد في مسنده (4/281).

وهذه أقوال العلماء في ابن جدعان. قال حماد بن زيد: كان يقلب الأسانيد. قال ابن خزيمة: لا أحتج به لسوء حفظه. قال ابن عيينة: ضعيف. قال ابن معين: ليس بشيء. قال يحيى القطان: يتقى حديثه. قال أحمد بن حنبل: ضعيف.

رواية أخرى عن أبي سعيد الخدري مفادها أن الآية نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير خم حين قال لعلي (من كنت مولاه فعلي مولاه) ثم رواه عن أبي هريرة وفيه أنه اليوم الثامن عشر من ذي الحجة يعني مرجعه عليه السلام من حجة الوداع. وهذا لا يصـح. بل الصواب أنها أنزلت في المدينة» (تفسير ابن كثير2/15).

إن الله أمر موسى وهرون أن يتبوآ لقومهما بيوتا

« وأمرهما أن لا يبيت في مسجدهما جنب ولا يقربوا فيه النساء إلا هرون وذريته ولا يحل لأحد أن يقرب النساء في مسجدي هذا ولا يبيت فيه جنب إلا علي وذريته».

فيه: محمد بن عبيد الله بن أبي رافع وهو ضعيف جدا وهو من شيعة الكوفة؛ فهو آفته، هو من شيعة الكوفة أصحاب الآثار المكذوبة. (سلسلة الأحاديث الضعيفة10/497 ح رقم4882).

إن الله أمرني أن أزوج فاطمة من علي

موضوع. قال الهيثمي « وفيه عبدالنور بن عبدالله المسمعي وهو كذاب» كما قال الذهبي (ميزان الاعتدال4/422) والهيثمي (مجمع الزوائد9/204). وقال الحافظ « أخرجه العقيلي وقال موضوع» (لسان الميـزان4/77).

إن الله أمرني أن لايؤدي عني إلا أنا وعلي

قال ابن كثير 2/333 والبداية والنهاية 5/34 »في إسناده ضعف«.

وقد ورد من طريق سماك بن حرب وقد وثقه قوم كابن معين وأبي حاتم وضعفه آخرون. جوز العجلي روايته. وكان سفيان الثوري يضعفه قليلا. وقال أحمد بن حنبل »حديث سماك بن حرب مضطرب« (المعرفة2/638) وقال النسائي »ليس بالقوي« (المجتبى8/319) وقال الدارقطني في العلل »سيء الحفظ«. وقال الفسوي » روايته عن عكرمة مضطربة وعن غيره صالح وليس بالمتين«.

ورواه أحمد في فضائل الصحابة (2/875) وفي المسند (1/151) بسند ضعيف: لأجل محمد بن جابر بن سيار السحيمي.

سبب هذا ليس كما يذهب إليه الرافضة من تمييز علي فوق أبي بكر. بل كان من دأب العرب إذا كان بينهم مقاولة في نقض وإبرام وصلح ونبذ عهد أن لا يؤدي ذلك السيد أو من يليه من ذوي قرابته القريبة ولا يقبلون ممن سواهم، قال البغوي في تفسيره (3/49) في بيان السبب « إن العرب تعارفوا فيما بينهم في عقد العهود ونقضها أن لا يتولى ذلك إلا سيدهم أو رجل من رهطه، فبعث عليا دفعا للعلة ولئلا يقولوا: هذا خلاف ما نعرفه فينا في إلغاء العهد».

ومع أن النبي صلى الله عليه وسلم أردف بعلي ليؤذن ببراءة فقد جعله تابعاً مأموراً تحت أبي بكر، لأن أبا بكر كان أميراً على الحج في ذلك الوقت فليس إرداف عليّ مأموراً من قبل أبي بكر دليل على أحقيته للخلافة بل على العكس، فالأحق هو أبو بكر لأنه كان الأمير على الحج.

إن الله تبارك وتعالى زينك بزينة لم يزين العباد بزينة مثلها

حدثنا أحمد قال نا عثمان بن هشام بن الفضل بن دلهم البصري قال نا محمد بن كثير الكوفي قال نا علي بن الحزور عن أصبغ بن نباتة « عن عمار بن ياسر قال سمعت رسول الله يقول لعلي « إن الله تبارك وتعالى زينك بزينة لم يزين العباد بزينة مثلها إن الله تعالى حبب إليك المساكين والدنو منهم وجعلك لهم إماما ترضى بهم وجعلهم لك أتباعا يرضون بك فطوبى لمن أحبك وصدق عليك وويل لمن أبغضك وكذب عليك».

رواه الطبراني في المعجم الأوسط (2/337) والهيثمي وقال « فيه عمرو بن جميع وهو متروك وعلي بن الحزور وهو متروك» أيضا (مجمع الزوائد9/121 9/132).

إن الله جعل ذرية كل نبي في صلبه وجعل ذريتي في صلب علي

عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله « إن الله عز وجل جعل ذرية كل نبي في صلبه وإن الله تعالى جعل ذريتي في صلب علي بن أبي طالب رضي الله عنه».

قال الهيثمي «رواه الطبراني وفيه يحيى بن العلاء وهو متروك» (مجمع الزوائد9/172).

أن الله خلق آدم على صورته

رواها الكليني (الكافي1/133). فإن قلتم ليس كل ما في الكافي صحيح:

قلنا: قد أطلق عبد الحسين الموسوي المعروف القول بصحة روايات الكتب الأربعة الكافي.. بل صرح بتواترها في كتابه (المراجعات ص325)

هذه نغمة جديدة أطلقتها فرقة الأصوليين من الشيعة مؤخرا وخالفتها الفرقة الإخبارية. وهم  الذين لا يرون تتبع الأسانيد وفرز الصحيح عن الضعيف. ويلزم أن الشيعة قد وقعوا في الضلال طيلة قرون

وعند تعليق الخميني على قوله تعالى زعم أن « الله له أحدية جمع الكثرة. فهو تعالى شأنه على صورته وصورة الإنسان مثاله تعالى» (شرح فصوص الحكم ص159).

ولما صحح المجلسي الرواية التي تتهم هشام بن الحكم بالجسم والصورة ذكر دفاع الشيعة عنه بأنه « لعله يقصد جسما لا كالأجسام وصورة لا كالصور» (مرآة العقول2/1).

وكذلك شرح قول ابن عربي « وكون الإنسان مخلوقا على صورته تعالى لأن الهيبة قد يكون من الصفات الفعلية» فقال الخميني « الهيبة ظهور الجلال الإلهي في الحضرة الإنسانية.. والأنس ظهور الجمال الإلهي في النشأة الإنسانية» (تعليقات على فصوص الحكم ص87).

بل زعم الخميني أن الله على صورة امرأة. فقال « لم تكن الزهراء امرأة عاديَّة، بل كانت امرأة روحانيَّة، امرأة ملكوتيَّة ، إنساناً بكلِّ ما للإنسان من معنى، إنَّها موجود ملكوتي ظهر في عالمنا على صورة إنسان، بل موجود إلهي جبروتي ظهر بصورة امرأة» وهذا موجود في الرابط الشيعي على الانترنت:

http://www.nasrallah.net/arabic/khomeini/books/book022.htm

لقد أثبت صحة هذا الحديث الخميني في كتابه (زبدة الأربعين حديثاً) (ص264) الحديث الثامن والثلاثون بعنوان « أن الله خلق آدم على صورته» والذي أورد من طريق أهل البيت حجج الله على خلقه حسب اعتقادهم.

وإليكم نص الحديث:

فعن محمد بن مسلم قال: سألت أبا جعفر(ع) عما يروون أن الله عزوجل خلق آدم على صورته فقال: هي صورة محدثة مخلوقة ، اصطفاها الله واختارها على سائر الصور المختلفة فأضافها إلى نفسه كما أضاف الكعبة إلى نفسه والروح إلى نفسه فقال تعالى: وطهر بيتي وقال ونفخت فيه من روحي، ثم قال الخميني: « وهذا الحديث من الأحاديث المشهورة بين السنة والشيعة، ويستشهد به دائماً، وقد أيّد الإمام الباقر(ع) صدروه وتولّى بيان المقصود منه».

وقد علق شيخهم محمد الكراجكي في (كنز الفوائد) تحت عنوان (تأويل الخبر) ما نصه: « إن سأل سائل فقال: ما معنى الخبر المروي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: إن الله تعالى خلق آدم على صورته؟ أوليس ظاهر هذا الخبر يقتضي التشبيه له تعالى بخلقه، فإن لم يكن على ظاهره فما تأويله؟ الجواب: قلنا: أحد الأجوبة عن هذا أن تكون الهاء عائدة إلى الله تعالى، والمعنى أنه خلق على الصورة التي أختارها، وقد يضاف الشيئ إلى مختاره. ومنها أن تكون الهاء عائدة إلى آدم، ويكون المراد أن الله تعالى خلقه على صورته التي شوهد عليها، لم ينتقل إليها عن غيرها كتنقل أولاده الذي يكون أحدهم نطفة ثم علقة مضغة، ويخلق خلقا من بعد خلق ، ويولد طفلا صغيرا ثم يصير غلاما ثم شابا كهلا ، ولم يكن آدم (ع) كذلك ، بل خلق على صورته التي مات عليها .

و منها ما رواه الزهري عن الحسن قال مرّ النبي برجل من الأنصار وهو يضرب وجه الغلام له ويقول : قبح الله وجهك ووجه من تشبهه ، فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم : بئسما قلت ، إن الله خلق آدم على صورته ، يعني صورة المضروب . وهذه أجوبة صحيحة والحمد لله) .

فهل (عبد الحسين) أعلم من الخميني؟! أم من الشيخ الكراجكي؟! أم يريد أن يعلم الخميني و الشيخ الكراجكي وأمثاله علم الحديث؟!!».

وقال شيخهم المحقق السيد هاشم الحسيني معلق كتاب التوحيد عند شرحه لهذا الحديث ما نصه « هذا الكلام وجوه محتملة: فان الضمير إما يرجع إلى الله تعالى فالمعنى ما ذكره الإمام (ع) هنا على أن يكون الاضافة تشريفية كما في نظائرها أو المعنى أنه تعالى خلق آدم على صفته في مرتبة الامكان وجملة قابلا للتخلق باخلاقه ومكرما بالخلافة الاليهة ، وإما يرجع إلى آدم (ع) فالمعنى أنه تعالى خلق جوهر ذات آدم على صورته من دون دخل الملك المصور للأجنة في الأرحام كما لا دخل لغيره في تجهيز ذاته و ذات غيره أو المعنى أنه تعالى خلق آدم على صورته هذه من ابتداء أمره ولم يكن لجوهر جسمه انتقال من صورة إلى صورة كالصورة المنوية إلى العلقة إلى غيرهما ، أو المعنى أنه تعالى خلق آدم على صورته التي قبض عليها ولم يتغير وجهه وجسمه من بدئه إلى آخر عمره ، وإما يرجع إلى رجل يسبه رجل آخر كما فسر به في الحديث العاشر والحادي عشر من الباب الثاني عشر فراجع ) .

و أخرج الصدوق بإسناده عن أبي الورد بن ثمامة عن علي (ع) قال: سمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم رجلا يقول لرجل : قبح الله وجهك ووجه من يشبهك، فقال: مه، لا تقل هذا، فإن الله خلق آدم على صورته.

قال الصدوق في شرح الحديث ما نصه: ( تركت المشبهة من هذا الحديث أوّله و قالوا: إن الله خلق آدم على صورته ، فضلوا في معناه وأضلوا ) .

مسكين (عبد الحسين) كم مرة يستعمل التقية والكذب والدجل فلا يفلح أبداً! يقول تقية أن « أبا هريرة إنما أخذه عن اليهود بواسطة صديقه كعب الأحبار أو غيره، فإن مضمون هذا الحديث إنما هو عين الفقرة السابعة والعشرين من الاصحاح الأول من اصحاحات التكوين من كتاب اليهود».

فهل الخميني والأئمة من أهل البيت أخذوا عن اليهود بواسطة كعب الأحبار؟!! أو غيره ؟! نعوذ بالله من هذا الاثم والبهتان .

أربعة فطاحل يروون الحديث ويأبى « عبد البشر» إلا أن يتحامل على أبي هريرة رضي الله عنه دحضاً للحق ونصرة للباطل!

ولكن هل يستحي آية الكذب والدجل؟! بالطبع لا، فيقول دجلا « على أن أبا هريرة قد تطور في هذا الحديث كما هي عادته فتارة رواه كما سمعت، وتارة رواه بلفظ: إذا قاتل أحدكم أخاه فليجتنب الوجه فإن الله خلق آدم على صورته، ومرة رواه بلفظ: إذا ضرب أحدكم فليجتنب الوجه ولا يقل: قبح الله وجهك ووجه من أشبه وجهك فإن الله خلق آدم على صورته».

فاستمع إلى هذه الرواية الذي أخرج الصدوق بإسناده عن الحسين بن خالد، قال: قلت للرضا(ع): يا ابن رسول الله إن الناس يروون أن رسول الله قال: إن الله خلق آدم على صورته ، فقال: قاتلهم الله ، لقد حذفوا أول الحديث ، إن رسول الله مرّ برجلين يتسابان ، فسمع أحدهما يقول لصاحبه ، قبح الله وجههك ووجه من يشبهك ، فقال: يا عبدالله لا تقل هذا لأخيك ، فإن الله عزوجل خلق آدم على صورته».

وأما قول صاحب المراجعات: « إذا كان طول آدم ستين ذراعاً يجب مع تناسب أعضائه أن يكون عرضه سبعة عشر ذراعاً وسبع الذراع، وإذا كان عرضه سبعة أذرع يجب أن يكون طوله أربعة وعشرين ذراعاً ونصف الذراع لأن عرض الانسان مع استواء خلقه بقدر سبعي طوله فما بال أبي هريرة يقول طوله ستون ذراعاً في سبعة أذرع عرضاً؟ فهل كان آدم غير متناسب في خلقته مشوهاً في تركيبه؟ كلا! بل قال الله تعالى وهو أصدق القائلين { لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَنَ فىِ أَحْسَنِ تَقْوِيم».

قلت: إن هذا الحديث قد رواه ثقتك الكليني في كافيه الذي تقول أنه أفضل وأتقن الكتب الأربعة عن أئمتك الذي تعتقد فيهم العصمة وبأنهم أفضل من الأنبياء!! ففي روضة الكافي(ص 195 ح 308) بإسناده عن علي بن ابراهيم ، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب ، عن مقاتل بن سليمان قال سألت أبا عبدالله (ع) كم كان طول آدم عليه السلام حين هبط به إلى الأرض وكم كان طول حواء ؟ قال وجدنا في كتاب علي بن أبي طالب (ع) إن الله عزوجل لما أهبط آدم وزجته حواء عليها السلام إلى الأرض كانت رجلاه بثنية الصفا ورأسه دون أفق وإنه شكا إلى الله ما يصيبه من حر الشمس فأوحى الله عزوجل إلى جبريل عليه السلام إن آدم قد شكا ما يصيبه من حر الشمس فأغمزه وصير طوله سبعين ذراعاً بذراعه وأغمز حواء غمزة فيصير طولها خمسة وثلاثين ذراعاً بذراعها .

فهذا إمامك المعصوم يقول « إن رجلي آدم كانت بثنية الصفا ورأسه دون الأفق! بل يقول: إنه شكا إلى الله ما يصيبه من حر الشمس.. فأغمزه وصير طوله سبعين ذراعاً! ، فهل كان آدم غير متناسب في خلقته مشوهاً في تركيبه ؟

أن علماءك عدّوا هذا الحديث من مشكلات الأخبار!! قال نعمة الله الجزائري في قصص الأنبياء (ص35) ما نصه « أقول هذا الحديث عده المتأخرون من مشكلات الأخبار من وجهين ....».

ثم بين الجزائري هذين الوجهين، فراجعهما. كما أن عبدالله شبر قد شرح هذا الحديث في (مصابيح الأنوار1/405) في حل مشكلات الأخبار« من عشرة وجوه، فراجعها إن شئت. كما أن المجلسي في مرآته (26/171- 177 ) شرح هذا الحديث من عدة وجوه، قال: « إعلم إن هذا الخبر من المعضلات التي حيرت أفهام الناظرين والعويصات التي رجعت عنها بالخيبة أحلام الكاملين والقاصرين». انتهى من كتاب البرهان.

إن الله عز وجل خمر طينة آدم أربعين ليلة

« حميد بن مسعدة قال ثنا بشر بن المفضل قال ثنا سليمان التيمي عن أبي عثمان عن سلمان أو عن بن مسعود وأكبر ظني أنه عن سلمان قال إن الله عز وجل خمر طينة آدم أربعين ليلة أو قال أربعين يوما ثم قال بيده فيه فخرج كل طيب في يمينه وخرج كل خبيث في يده الأخرى».

أخرجه الطبري في تفسيره (3/225). وحكم عليه الحافظ العراقي في تخريجه لأحاديث الإحياء بأنه حديث باطل وأن إسناده ضعيف جدا (المغني عن حمل الأسفار2/1129) كما ضعفه الشوكاني (الفوائد المجموعة1/451).

كذلك صحح إسناده محقق كتاب (إبطال التأويلات1/171) للقاضي أبي يعلى. وهذا لا تشنيع عليه فيه كما حاول المتحبشون الذين يبلعون الجمل ويغصون في البيضة. يستشنعون الادنى ويطنشون عما هو أعلى.

واعتراض ابن الجوزي على الحديث طريقة أشعرية محضة غير معهودة أبدا في كتبه الأخرى، الأمر الذي يزيد من الشك في كتاب دفع شبه التشبيه، فإنه احتج بالحديث في كتابه المنتظم (1/200).

وقد أورد الدارقطني الخلاف حول وقف هذا الحديث أو رفعه فقال « وسئل عن حديث أبي عثمان النهدي عن بن مسعود قال إن الله تعالى خمر طينة آدم فقال يرويه سليمان التيمي عن أبي عثمان عن سلمان أو بن مسعود موقوفا وهو الصحيح ومن رفعه فقد وهم» (العلل للدارقطني5/338).

وقال في أطراف الغرائب والافراد بأن المحفوظ هو الموقوف (3/125).

أما الصوفية فإنهم لا يطلب منهم إثبات السند لأنهم يروون بالكشف والوحي كما قال قائلهم (حدثني قلبي عن ربي). ولأن تصحيحهم (( ذوقي)) كما أخبر عن ذلك المناوي في (فيض القدير6/44).

مفاجأة للأحباش:

وقد صحح إسناد هذه الرواية صاحبكم حسن السقاف مدعي التنزيه مع استنكار اللفظ. صححه بالرغم من قول ابن الجوزي بأن الحديث مرسل. (أنظر حاشية دفع شبه التشبيه ص164).

فماذا تقولون في السقاف الان؟؟؟

وقد روى هذه الرواية عديدون من أهل العلم والمحدثين كالطبري والسيوطي وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي.

فمنهم من حكم بضعفها كالحافظ العراقي والشوكاني.

ومنهم من رواها وسكت عنها.

ومنهم من صحح أنها موقوفة لا مرفوعة الى النبي صلى الله عليه وسلم.

فليست القضية قضية وهابية وإنما مناوية سقافية دارقطنية طبرية..الخ

ونقل المناوي احتجاج أحد (العارفين) بهذه الرواية قائلا « ألا تر إلى الحق سبحانه كيف خمر طينة آدم.. (فيض القدير2/233) ثم نقل عن شرح الأحكام لعبد الحق بأن هذا الحديث وإن لم يكن صحيح الإسناد فقد صححه ((( الذوق))) الذي خصص به أهل العطاء والإمداد» (فيض القدير6/44).

وهذا يعني أن تصحيح إسناد الحديث عند الصوفية يكون بالكشف والوحي الصوفي لا بطريق القواعد العلمية التي جرى عليها البخاري ومسلم وأهل الحديث!!!

ولو بلغت هذه الرواية في الشناعة ربع ما بلغت حكاية وصف الدقاق والقشيري رب العالمين بكناسة المزابل لحذروا منها.

ولو وردت في كلام ابن تيمية لملأتم بها المنتديات وكتبتم فيها الكتب والمطويات. ولكن لا بأس للأشعري أن يطعن في الله ولا يجوز نقد الأشعري بحال من الأحوال حتى وإن وصف الله بصفات الكفر وجعله زبالا.

أين قولكم أيها الأحباش « من وصف الله بمعنى من المعاني فقد كفر»؟

أليس هذا من الكفر؟ وما سبب امتناعكم عن الحكم على من وصف الله بالزبال؟

أيها الأحباش: أنتم تبلعون الجمل وتغصون في البيضة.

تدافعون عن رواية كناسة الله للزبالة مع أنها بلا إسناد وتزعمون أنها محمولة على المجاز.

إن كانت هذه الرواية (طينة آدم) متعارضة مع تنزيه الله فما لكم تسكتون عن منكر القشيري والدقاق في وصفهما الله بالزبال؟

أي الأمرين أعظم وأشد نكارة وقبحا:

رواية أن الله خمر طينة آدم أم رواية أن الله يكنس المزابل؟؟؟

إن الله لما قضى خلقه استلقى ووضع إحدى رجليه على الأخرى

عن عبيد بن حنين قال بينا أنا جالس إذ جاءني قتادة بن النعمان فقال انطلق بنا يا ابن جبير إلى أبي سعيد فانطلقنا حتى دخلنا على أبي سعيد الخدري فوجدناه مستلقيا رافعا رجله اليمنى على اليسرى فسلمنا وجلسنا فرفع قتادة بن النعمان يده إلى رجل أبي سعيد فقرصها قرصة شديدة فقال أبو سعيد سبحان الله يا ابن أم لقد أوجعتني فقال له ذلك أردت إن رسول الله قال إن الله لما قضى خلقه استلقى فوضع رجله على الأخرى وقال لا ينبغي لأحد من خلفي أن يفعل هذا فقال أبو سعيد والله لا أفعله أبدا رواه الطبراني عن مشايخ ثلاثة جعفر بن سليمان النوفلي وأحمد بن رشدين المصري وأحمد بن داود المكي فأحمد بن رشدين ضعيف والاثنان لم أعرفهما وبقية رجاله رجال الصحيح».

رواه الهيثمي في (مجمع الزوائد وضعفه8/100).

قال الألباني «منكـر جدا» (سلسلة الأحاديث الضعيفة2/177 حديث رقم755).

وقد احتج الرافضي حسين الأسدي بهذه الرواية في مداخلته في قناة المستقلة لكنه لم يذكر موقف أهل السنة في تضعيفها. تدليسا وكذبا عامله الله بما يستحق.

أن الله واضع رجليه تبارك وتعالى على الكرسي

حدثني أبي نا رجل ثنا إسرائيل عن السدي عن أبي مالك في قوله عزوجل وسع كرسيه السموات والآرض قال أن الصخرة التي تحت الأرض السابعة ومنتهى الخلق على أرجائها أربعة من الملائكة لكل مالك منهم أربعة وجوه وجه إنسان ووجه أسد ووجه نسر ووجه ثور فهم قيام عليها قد أحاطوا وضوء والسموات ورؤوسهم تحت الكرسي والكرسي تحت العرش قال وهو  واضع رجليه تبارك وتعالى على الكرسي في إسناده مجهول»

لا يحتاج الحديث إلى أكثر من التأمل في أوله (حدثنا رجل) من هذا الرجل؟ يجيب عبد الله بن الإمام أحمد: « في إسناده مجهول» (السنة1/303).

إن الله يحمل الخلائق على إصبع

زعم الكوراني أن هذا الحديث عند البخاري يحدد لله خمسة أصابع. ولكن الإمام أحمد حددها بستة أصابع.

وهذا محض افتراء. فإن رواية البخاري تذكر أن الله يحمل السموات على إصبع والأرضين على إصبع... وهكذا. وتحديد عدد الأصابع من كيس الكذاب.

وهو مضطر لادعاء التحديد حتى يتحقق له التشنيع.

خذ على ذلك مثلا: أخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن لله تسعا وتسعين إسما من أحصاها دخل الجنة. فهل أسماء الله محدودة بهذا العدد فقط؟ بالطبع لا. فقد أفادنا النبي بأن من أسماء الله ما استأثر الله بعلمه (أو استأثرت به في علم الغيب عندك).

وفي الحديث عدة روايات منها:

3590 حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو معاوية ثنا الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال: جاء رجل إلى النبي  صلى الله عليه وسلم من أهل الكتاب فقال يا أبا القاسم أبلغك ان الله عز وجل يحمل الخلائق على إصبع والسموات على إصبع والأرضين على إصبع والشجر على إصبع والثرى على إصبع  فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه فأنزل الله عز وجل وما قدروا الله حق قدره الآية» (مسند أحمد1/378).

4087 حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يحيى بن سعيد عن سفيان حدثني منصور وسليمان عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله أن يهوديا أتى النبي  صلى الله عليه وسلم  فقال يا محمد ان الله يمسك السماوات على إصبع والأرضين على إصبع والجبال على إصبع والخلائق على إصبع والشجر على إصبع ثم يقول أنا الملك فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم  حتى بدت نواجذه وقال وما قدروا الله حق قدره قال يحيى وقال فضيل يعني بن عياض تعجبا وتصديقا له (مسند أحمد1/429).

4368 حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يونس ثنا شيبان عن منصور عن إبراهيم عن عبيدة السلماني عن عبد الله بن مسعود قال: جاء حبر إلى رسول الله  صلى الله عليه وسلم  فقال يا محمد أو يا رسول الله ان الله عز وجل يوم القيامة يحمل السماوات على إصبع  والأرضين على إصبع والجبال على إصبع والشجر على إصبع ظاهرا والثرى على إصبع وسائر الخلق على إصبع  يهزهن فيقول أنا الملك قال فضحك رسول الله  صلى الله عليه وسلم  حتى بدت نواجذه تصديقا لقول الحبر ثم قرأ وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة إلى آخر الآية

4369 حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثناه أسود ثنا إسرائيل عن منصور ثم فذكره بإسناده ومعناه وقال فضحك رسول الله  صلى الله عليه وسلم  حتى بدا ناجذه تصديقا لقوله (مسند أحمد1/457).

فهذه الأحاديث صحيحة السند. ويبقى الخلاف حول ورود الرواية في البخاري. وهذه الروايات لا تفيد حصر عدد الأصابع كما يدعي الرافضة بخمس أو ست. ثم نسأل: هل وصف الله نفسه بما هو عندكم عضو مما لا يليق به؟ فإن الله تعالى وصف نفسه بأن له يدان واليد عندكم عضو ولا يليق نسبتها إلى الله مع أنها منصوص عليها في القرآن. فالتشنيع بالجسمية يستدعي منكم استشناع ما في القرآن. فابحثوا عن غير دين الإسلام.

وهل تطلبون أن نذهب إلى التأويل وهو محتمل باعترافكم؟

إننا نثبت بدون توهم التشبيه. وقد مرضت قلوبكم بسبب علم الكلام فصار الشيطان يسبق إلى أذهانكم وهم التشبيه فتمتنعون عن إثبات وصف الله بما وصف به نفسه استجابة منكم لوسوسة الشيطان.

ونحن قد عملنا بالقاعدة القرآنية (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) فقدمنا التنزيه ثم أثبتنا له ما وصف به نفسه. فربحنا التنزيه والتصديق. أما أنتم فقد أوقعتم الشيطان بفخ التنزيه في حفرة التعطيل.

إن الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك

رواه الحاكم (3/154) وقال كعادته - عفا الله عنه - « إسناده صحيح» وتعقبه الذهبي قائلا: « بل حسين (الأشقر) منكر الحديث لا يحل الاحتجاج به».

إن الله يُمهل حتى يمضي شطر الليل الأول

أخبرني إبراهيم بن يعقوب حدثنا عمر بن حفص بن غياث حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثنا أبو إسحاق حدثنا أبو مسلم الأغر سمعت أبا هريرة وأبا سعيد يقولان قال رسول الله أن الله عز وجل يمهل حتى يمضي شطر الليل الأول ثم يأمر مناديا ينادي يقول هل من داع يستجاب له هل من مستغفر يغفر له هل من سائل يعطى. قال النسائي « ذكر الاختلاف على سعيد المقبري في هذا الحديث ثم يأمر منادياً يقول هل من داع فيُستجاب له» (سنن النسائي6/124 عمل اليوم والليلة1/340).

هذه رواية منكرة وردت عند النسائي في عمل اليوم والليلة (رقم482) وهي مخالفة للرواية التي في صحيح مسلم وفيها أن الله هو الذي ينزل. فحتى لو صحت لكان الحكم بشذوذها لمخالفتها ما هو أصح. غير أن في الرواية حفص بن غياث، تغير حفظه بآخرة كما في التقريب. وأورد له الحافظ في التهذيب أخطاء منها ما كان من روايته عن الأعمش. وخالفه غير واحد من الثقات مثل شعبة بن الحجاج ومنصور بن المعتمر وفضيل بن غزوان الكوفى ومعمر بن راشد فرووه بلفظ «إن الله عز وجل يُمهل حتى إذا ذهب ثلث الليل الأول نزل إلى السماء الدنيا..» الحديث. وقد تناول الشيخ شعيب الأرناؤوط سند الحديث بتفصيل جيد وأورد الألباني ست روايات مخالفة لهذا اللفظ (أقاويل الثقات للمقدسى205 إرواء الغليل2: 198 السلسلة الضعيفة (3897).

إن الله ينزل إلى سماء الدنيا وله في كل سماء كرسي

أخبرنا عبد العزيز بن سهل الدباس بمكة ثنا محمد بن الحسن الخرقي البغدادي ثنا محفوظ عن أبي توبة عن عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن ابن المسيب عن أبي هريرة عن النبي قال إن الله جل وعز ينزل إلى سماء الدنيا وله في كل سماء كرسي فإذا نزل إلى سماء الدنيا جلس على كرسيه ثم مد ساعديه فيقول من ذا الذي يقرض غير عادم ولا ظلوم من ذا الذي يستغفرني فأغفر له من ذا الذي يتوب فأتوب عليه فإذا كان عند الصبح ارتفع فجلس على كرسيه».

رواه ابن منده في (الرد على الجهمية1/42). وسنده ضعيف: فيه محفوظ بن أبي توبة، وقد ضعفه أحمد. قال ابن منده: وله أصل عند سعيد بن السيب مرسل.

أن الله ينزل كل ليلة جمعة بشكل أمرد راكبا على حمار

وذكر ابن تيمية أن هذا من كلام شيوخ الحشوية « أنه اجتاز عليه في بعض الأيام نفاط ومعه أمرد حسن الصورة قطط ذي علم أنه ليس من العلماء المعروفين بالسنة من يقول مثل هذا الهذيان الذي لا ينطلي على صبي من الصبيان ومما يبين كذب ذلك عليهم أن هذا الحديث الذي ذكره لم يروه أحد لا بإسناد صحيح ولا ضغيف ولا روى أحد من أهل الحديث أن الله تعالى ينزل ليلة الجمعة ولا أنه ينزل ليلة الجمعة إلى الأرض ولا أنه ينزل في شكل أمرد بل لا يوجد في الآثار شيء من هذا الهذيان» (منهاج السنة2/631-633).

وقال عن رواية « لما أسرى بي إلى السماء فرأيت الرحمن الأعلى بقلبي في خلق شاب أمرد، نور يتلألآ.. فسألت إلهي أن يكرمني برؤيته، فإذا هو كأنه عروس حين كشفت عن حجلته، مستويا على عرشه..» ثم قال:

« هذه الألفاظ ينكر أهل المعرفة بالحديث أن تكون من ألفاظ رسول الله صلى الله عليه وسلم (نقض التأسيس3/429).

إن الميت ليسمع قرع نعال مشيعيه

هذا الحديث صحيح (رواه البخاري ومسلم).

وهو حجة عليكم فإنه يفهم منه أن كل ميت يسمع إذا كان أي ميت يسمع قرع نعال مشيعيه بطل تخصيص السماع من القبر بالأنبياء والأولياء. وقد نقل إلينا السلف هذا الحديث ولم يفهموه على الوجه الذي تفهمونه أنتم.

ولذا فإننا نسألكم: هل هذا السماع لكل ميت أم سماع خاص كرامة للأنبياء والأولياء أو الأئمة على زعمكم؟

هل يسمع كل ميت بعدما يصير ترابا؟

والحديث ليس فيه تخصيص بنبي أو ولي بل هو عام لكل ميت. فإنه إذا كان أي ميت يسمع قرع نعال مشيعه بطل تخصيص السماع من القبر بالأنبياء والأولياء. فأي عقل يبقى لهؤلاء إذا كان الميت يبقى يسمع وقد استحال ترابا!

وقد نقل إلينا السلف هذا الحديث ولم يفهموه على الوجه الذي تفهمونه أنتم.

ثم إن النص خصص سماع الميت قرع نعال مشيعيه. يكون في أول الوضع في القبر فقط. ولم يعمم السماع لمن يأتيه. وهو قول العلامة الشيخ أحمد الطحطاوي في حاشيته على مراقي الفلاح للشرنبلالي «شرح نور الإيضاح» باب أحكام الجنائز قال: «وأكثر مشايخنا على أن الميت لا يسمع عندهم (صفحة 326).

أن النبي أتي ببرد قطري فوضعه على يده     

رواه أبو داود في مراسيله. والمراسيل لا تقوم بها حجة فضلاً عن أن يعارض بها ما هو أصح وأصرح منها كحديث عـائشة عند البخاري (إني لا أصافح الناس) .

أن النبي حزن على فتور الوحي حتى كاد يتردى من شواهق الجبال

يحتج الرافضة وسلفهم النصارى على أن هذا دليلا على أن النبي كان يريد الانتحار.

أما الحديث فقد رواه البخاري. (كتاب التعبير: باب أول ما بدئ به رسول الله من الوحي الرؤيا الصالحة. ح رقم6982).

وقد تضمن خبر الانتحار المزعوم عبارة (فيما بلغنا). وهذا القول من بلاغات الزهري.

وقول الزهري (فيما بلغنا) لا علاقة له بصحة الحديث الذي عند البخاري. وهذا البلاغ مما وصل إليه من خبر. ولهذا قال الحافظ أحمد ابن حجر «إن القائل (فيما بلغنا) هو الزهرى وعنه حكى البخارى هذا البلاغ، وليس هذا البلاغ موصولاً برسول الله، وقال الكرمانى «وهذا هو الظاهر» (فتح الباري12/359).

هذا هو الصواب وحاشى أن يقدم رسول الله وهو إمام المؤمنين على الانتحار أو حتى على مجرد التفكير فيه. وقال الألباني «شاذ مرسل معضل من قول الزهري» (دفاع عن الحديث ص40).

فهذا البلاغ ورد مطلقا غير موصول. ولم يصرح به بالتلقي عن عروة عن صحابي كما في أول سند هذا الحديث.

ومعلوم أن التابعي إذا لم يصرح باسم الصحابي في الرواية تكون الرواية منقطعة فكيف إذا وردت هكذا مطلقة من دون أي تصريح بأي راو؟

أن النبي عامل خيبر بشطر ما يخرج منها من ثمر أو زرع

فكان يعطي أزواجه مائة وسق، ثمانون وسق تمر وعشرون وسق شعير، فقسم عمر خيبر، فخير أزواج النبي أن يقطع لهن من الماء والأرض، أويمضي لهن، فمنهن من اختار الأرض ومنهن من اختار الوسق، وكانت عائشة اختارت الأرض. (رواه البخاري ح رقم2328).

يحتج الرافضة بهذا الحديث بأن أزواج النبي قد ورثن من رسول الله بعد موته. وليس هذا ما يستفاد من الحديث. وإنما أجرى النبي هذا نفقة لأزواجه قبل موته.

قال الحافظ ابن حجر « وأنما كان عمر يعطيهن ذلك لأنه قال: ما تركت بعد نفقة نسائي فهو صدقة» (فتح الباري5/13) واحتج الحافظ أيضا بالحديث على أن ورثة نسائه لم يرثوا بيوت الأزواج من بعده. بل إن بيوتهن لو كانت لهن لورثهن ذووهن وإنما زيدت بيوتهن في المسجد النبوي بعد موتهن لعموم نفعه للمسلمين كما فعل فيما كان يصرف لهن من النفقات» (فتح الباري6/211).

ولا شك أن نفقة الرجل على أهله واجبة بخلاف ابنته التي تزوجت فإن نفقتها واجبة على زوجها لا على أبيها. وهل ننتظر أن تقطع نفقة أزواج النبي بعد موته؟

أن النبي كان يباشر عائشة وهي حائض

يتجاهل أهل الباطل ما في سياق الرواية أن النبي كان يأمرها فتتزر فيباشرها وهي حائض. وهذا رواه مشايخ شيعتهم ولم يستنكروه كما استدل به شيخهم الحلي في (منتهى الطلب1/112 وانظر2/362) على حل ما فوق الإزار لا تحته. واحتج المرتضى العسكري برواية في المسند «أن رسول الله كان يباشرها وهو صائم ثم يجعل بينه وبينها ثوبا يعني الفرج» (أحاديث أم المؤمنين عائشة2/64). فعل المرتضى ذلك ليزيل الإشكال حول المباشرة.

 قال الطوسي «ولا يجوز للرجل مجامعة امرأته وهي حائض في الفرج، وله مجامعتها فيما دون الفرج» (النهاية ص26 للطوسي).

وقد أكد مشايخ الرافضة أن هذا فيه إبطال ما كان يفعله اليهود من اعتزال النساء في زمن الحيض فأمر النبي بمخالفتهم وقال «إفعلوا كل شيء إلا النكاح» رواه الحلي وقال «ويؤيد ذلك من طريق الأصحاب ما رواه عبد الملك ابن عمرو قال: سألت أبا عبد الله عما لصاحب المرأة الحائض منها فقال: كل شيء عدا القبل بعينه» (منتهى الطلب1/224).

والشيعة يوهمون الناس بتشنيعهم أن النبي كان يجامع عائشة وهي حائض. وهو كذب وإفك. وقد سئل النبي عن قوله تعالى (فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن) فقال: إفعلوا كل شيء إلا النكاح» (رواه مسلم وأبو داود). وهو ما أقره علماء الشيعة ورووه مثل المرتضى العسكري في كتابه (أحاديث أم المؤمنين عائشة2/61).

أن النبي كان يبول واقفا

هل تستنكرون التبول واقفا وتجيزون اختلاط الذكر بغائط المرأة حيث أجزتم إتيانها من الدبر؟

التبول قائما مروي عن الشيعة بأنه جائز.

هذا ما رواه الشيعة عن الصادق أنه سئل عن التبول قائما: لا بأس به» (الكافي 6/500 وسائل الشيعة 1/352 و2/77 كشف اللثام للفاضل الهندي1/23 و229 مصباح المنهاج2/151 لمحمد سعيد الحكيم).

سئل أبو عبد الله «أيبول الرجل وهو قائم قال نعم» (تهذيب الأحكام1/353 وسائل الشيعة1/352).

وإن كان سبب الاستنكار منكم احتمال ارتداد رذاذ البول إلى الثياب، فإليكم فتوى أهل البيت بجواز بقاء البول على الرأس.

قال زرارة « قلت لأبي عبد الله عليه السلام: إن قلنسوتي وقعت في بول فأخذتها فوضعتها على رأسي ثم صليت: فقال: لا بأس» وأعتبر الخوئي الرواية في موثقة وصحيحة زرارة (كتاب الطهارة للخوئي2/461 و3/112 نقلها عن صحيحة زرارة).

والنبي لم يبل قائماً قط في منزله والموضع الذي كانت تحضره فيه عائشة رضي الله عنها, وإنما بال قائماً في المواضع التي لا يمكن أن يطمئن فيها. أما (الندى) في الأرض وطين أو قذر. وكذلك الموضع الذي رأى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم حذيفة يبول قائماً, فقد كان مزبلة لقوم, فلم يمكنه العقود فيه, وحكم الضرورة خلاف حكم الاختيار (أنظر تأويل مختلف الحديث ص92).

ونسأل: هل التقبيح بالعقل أم بالشرع؟ ما أجازه الشرع كان حلالا وإن كرهته النفوس كالطلاق والجهاد. وما حرمه الله كان حراما وإن كان محبوبا كالزنا وأخته المتعة.

قال تعالى كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ.

هل الاستنكار لاحتمال ارتداد شيء من البول على بدن المتبول؟ فإن الشيعة قالوا بطهارة من أصابه بول اختلط به ماء آخر. فقد رووا عن هشام بن الحكم (أمير المجسمين) عن أبي عبد الله عليه السلام في ميزابين سالا، أحدهما بول والاخر ماء المطر، فاختلطا فأصاب ثوب رجل لم يضر ذلك» (المعتبر للمحقق الحلي1/43).

عائشة قالت لم أره يبول عندي إلا قاعدا. فهي روت ما رأت وهي صادقة. وحذيفة كان مع النبي عندما أتى سباطة قوم فبال قائما. فكل روى ما رأى وكل منهما صادق. ولكن المثبت الصدوق مقدم على النافي الصدوق.

وإذا كان بول وغائط الأئمة عندكم لا نتن ولا نجس فيه وفساؤهم وضراطهم كريح المسك. فعليكم أن تستشنعوا فعله. فإنه إذا تبول واقفا خرج بول طاهر منه. فإنه أبو الأئمة: ألا يكون بوله طاهرا من باب أولى؟ أولم يقل علماؤكم « ليس في بول الأئمة وغائطهم استخباث ولا نتن ولا قذارة بل هما كالمسك الأذفر، بل من شرب بولهم وغائطهم ودمهم يحرم الله عليه النار واستوجب دخول الجنة) (أنوار الولاية لآية الله الآخوند ملا زين العابدين الكلبايكاني 1409هـ – ص 440).

أن النبي كان يصلي على الخمرة

قال المناوي « سجادة صغيرة من سعف النخل».

وقد روى أحمد وأبو داود والحاكم عن المغيرة أنه عليه الصلاة والسلام كان يصلي على الحصيرة والفروة المدبوغة، وروى ابن ماجه عن ابن عباس أنه عليه الصلاة والسلام كان يصلي على بساط، وفيه رد على الرافضة حيث لا يجوزون الصلاة والسجدة إلا على الأرض، وجنسها وإن كان هو الأفضل اتفاقاً.

وقال الشوكاني في النيل « والحديث يدل على أنه لا بأس بالصلاة على السجادة سواء كان من الخرق و الخوص أو غير ذلك، سواء كانت صغيرة أو كانت كبيرة كالحصير والبساط لما ثبت من صلاته صلى الله عليه وسلم على الحصير والبساط والفروة.

وقد أخرج أحمد في مسنده من حديث أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأفلح: يا أفلح ترب وجهك أي في سجوده. قال العراقي: والجواب عنه أنه لم يأمره أن يصلي على التراب وإنما أراد به تمكين الجبهة من الأرض وكأنه رآه يصلي ولا يمكن جبهته من الأرض فأمره بذلك لا أنه رآه يصلي على شيء يستره من الأرض فأمره بنزعه» (نيل الأوطار2/130).

أما من حمله على الكراهة فيحمل على كراهة التنزيه كما قال الحافظ.

وجعلت لي الأرض مسجداً (قالوا: هذا دليل على جواز الصلاة على التربة)

قال العراقي: أراد بالطيبة الطاهرة وبالطهور المطهر لغيره فلو كان معنى طهوراً طاهراً لزم تحصيل الحاصل وفيه أن الأصل في الأشياء الطهارة وإن غلب ظن النجاسة وأن الصلاة بالمسجد لا تجب وإن أمكن بسهولة وكان جاراً بالمسجد وخبر لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد لم يثبت وبفرضه المراد لا صلاة كاملة وهذا الخبر وما بعده قد احتجت به الحنفية على جواز التيمم بسائر ما على وجه الأرض ولو غير تراب وأخذ منه بعض المجتهدين أنه يصح التيمم بنية الطهارة المجردة لأنه لو لم يكن طهارة لم تجز الصلاة به وخالف الشافعي وردَّ ذلك بأنه مجاز لتبادر غيره والأحكام تناط باسم الحقيقة دون المجاز وبأنه لا يلزم من نفي الطهارة الحقيقية نفي المجازية. وقد يتعلق الرافضة بنصوص يستنبطون منها معان خاصة بهم. كاحتجاجهم بحديث أن الصحابة كانوا يأخذون الحصى ويصلون عليها. وننقل الرواية كاملة حتى يتعرف القارئ على مدى إخلال الرافضة بأمانة النقل. جاء في سنن أبي داود وغيره عن جابر بن عبد الله، قال: كنت أصلِّي الظهر مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فآخذ قبضةً من الحصى لتبرد في كفي، أضعها لجبهتي أسجد عليها لشدة الحر (!).

وعند البيهقي عن أنس في شدّة الحرّ فيأخذ أحدنا الحصباء في يده فإذا برد وضعه وسجد عليه (!).

فهذه الأحاديث واضحة بفضل الله ولا تحتاج إلى شرح طويل, فالصحابة إنما فعلوا ذلك لأجل حاجة شّدة الحّر. والرافضة يفعلون ذلك لأجل شدة الشرك.

أن النبي كان يطوف على نسائه بغسل واحد

الحديث صحيح. ويستنكر الشيعة ذلك ويشنعون بأن هذا شبق وخرافات جنسية لا تليق بالنبي . فيه تشويه لشخص رسول الله ويصوره بذاك الرجل الشهواني. والشبق ظاهر فيهم حتى أجازوا إتيان الدبر إجماعا. وأجازوا للرجل أن يكون لابنته اثني عشر صهرا في كل اثني عشر شهرا. وجهلوا أن هذا ما روته كتبهم. ولهذا يسلم النصارى على الشيعة ويقولون لهم: صدقتم أيها الشيعة في اتهامكم رسول الله بمثل ما نتهمه به نحن. إفتح هذه الصفحة وتعرف على ما توافقون به النصارى في الهجوم على الاسلام.

http://stmarychurch.org/temp/nesa2.htm

لقد جهل القوم أن الطوسي قد أورد هذه الرواية للاحتجاج على جواز الطواف بغسل واحد. فقال: «وقد روي أن النبي طاف على نسائه فاغتسل غسلا واحدا وكن تسعا» (المبسوط4/243). ورواه المحقق الحلي في المعتبر 1/193 وفي منتهى الطلب 1/89 و93 و2/234 و257 للحلي أيضا وتذكرة الفقهاء1/25 و2/575 للحلي أيضا. بل قد قال الحلي «يجوز أن يطوف على نسائه وإمائه بغسل واحد مطلقا» (تذكرة الفقهاء2/577). وقال «ولا بأس بتكرار الجماع من غير غسل يتخللها لأنه عليه السلام كان يطوف على نسائه بغسل واحد» (تذكرة الفقهاء 1/243 وانظر نهاية الأحكام1/104 للحلي جامع المقاصد للكركي12/24 مسالك الأفهام 7/35 للشهيد الثاني). وقد حكاه السيد محمد سعيد الحكيم وذكر أنهم العلماء كالحلي وغيره احتجوا له بأقوال «من أصحابنا» على حد قوله (مصباح المنهاج3/491).

وقال « ولا يكره تكرار الجماع من غير اغتسال ويدل عليه ما روي عن النبي أنه كان يطوف على نسائه بغسل واحد» (المعتبر1/193 منتهى الطلب1/89 و93و2/234 تذكرة الفقهاء2/575 نهاية الأحكام1/104 جامع المقاصد12/24 مسالك الأفهام7/35 و8/326 للشهيد الثاني).

أن النبي كلم حمارا فقال له قد سميتك يعفورا

ذكره الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية وقال « وقد أنكره غير واحد من الحفاظ الكبار».

قال الحافظ ابن حجر « قال ابن حبان لا أصل له وليس سنده بشيء» (فتح الباري6/59) وقال مثله في المجروحين (2/309).

قال الذهبي بأن صاحب هذا الخبر الباطل هو أبو جعفر محمد بن مزيد (ميزان الذهبي6/330) وأقره على ذلك الحافظ ابن حجر في لسان الميزان (5/376) ونقل الحافظ عن أبي موسى أن هذا الحديث لا أصل له سندا ولا متنا (الإصابة7/389).

وقد غضب ابن الجوزي من هذه الرواية فقال « لعن الله واضعها» (ميزان الاعتدال6/330 لسان الميزان).

أن النبي يتسلم مفاتيح الجنة والنار فيسلمهما لعلي

فيدخل شيعته الجنة وأعداءه النار وأنه يرقى معه على منبر يوم القيامة وهو المقام المحمود. قال الحافظ « ركيك الألفاظ.. والآفة من علي بن هلال» (لسان الميزان4/266).

أن أم حرام كان يدخل عليها رسول الله فتطعمه وكانت تفلي رأسه

قال الحافظ « قال ابن عبد البر أظن أن أم حرام أرضعت رسول الله أو أختها أم سليم فصارت كل منهما أمه أو خالته من الرضاعة فلذلك كان ينام عندها وتنال منه ما يجوز للمحرم أن يناله من محارمه ثم ساق بسنده الى يحيى بن إبراهيم بن مزين قال إنما استجاز رسول الله أن تفلي أم حرام رأسه لأنها كانت منه ذات محرم من قبل خالاته؛ لأن أم عبد المطلب جده كانت من بني النجار ومن طريق يونس بن عبد الأعلى قال قال لنا بن وهب أم حرام إحدى خالات النبي من الرضاعة فلذلك كان يقيل عندها وينام في حجرها وتفلي رأسه قال بن عبد البر وأيهما كان فهي محرم لـه وجزم أبو القاسم بن الجوهري والداودي والمهلب فيما حكاه بن بطال عنه بما قال بن وهب قال وقال غيره إنما كانت خالة لأبيه أو جده عبد المطلب وقال ابن الجوزي سمعت بعض الحفاظ يقول كانت أم سليم أخت آمنة بنت وهب أم رسول الله من الرضاعة وحكى ابن العربي ما قال ابن وهب ثم قال وقال غيره بل كان النبي معصوما يملك إربه عن زوجته فكيف عن غيرها مما هو المنزه عنه وهو المبرء عن كل فعل قبيح وقول رفث فيكون ذلك من خصائصه ثم قال ويحتمل أن يكون ذلك قبل الحجاب ورد بأن ذلك كان بعد الحجاب جزما وقد قدمت في أول الكلام على شرحه أن ذلك كان بعد حجة الوداع ورد عياض الأول بأن الخصائص لا تثبت بالاحتمال وثبوت العصمة مسلم لكن الأصل عدم الخصوصية وجواز الاقتداء به في أفعاله حتى يقوم على الخصوصية دليل» (فتح الباري11/77-79).

أن أم محمد بن الحنفية كانت مرتدة فاسترقها علي واستولدها

وذكر الواقدي في كتاب الردة من حديث خالد بن الوليد أنه قسم سهم بني حنيفة خمسة أجزاء وقسم على الناس أربعة وعزل الخمس حتى قدم به على أبي بكر ثم ذكر من عدة طرق أن الحنفية كانت من ذلك السبي قلت وروينا في جزء بن علم أن النبي رأى الحنفية في بيت فاطمة فأخبر عليا أنها ستصير له وأنه يولد له منها ولد اسمه محمد« (التلخيص الحبير4/50).

وهذا يؤكد أن عليا رضي الله عنه قد شارك في حروب الردة.

إن أهل الفردوس يسمعون أطيط العرش.

قال الألباني « ضعيف» (ضعيف الجامع1837).

إن أول أربعة يدخلون الجنة (قاله النبي لعلي)

تمام الحديث « حدثنا أحمد بن محمد المري القنطري ثنا حرب بن الحسن الطحان ثنا يحيى بن يعلى عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن جده أن رسول الله قال لعلي رضي الله عنه إن أول أربعة يدخلون الجنة أنا وأنت والحسن والحسين وذرارينا خلف ظهورنا وأزواجنا خلف ذرارينا وشيعتنا عن أيماننا وعن شمائلنا».

موضوع مسلسل بالشيعة... وشرهم محمد بن عبيد الله، وفيه يحيى بن يعلى الأسلمي الشيعي الضعيف» قاله شيخنا الألباني (سلسلة الأحاديث الضعيفة4931).

وقال الحافظ ابن حجر «إسناده واه» (الكافي الشافي4/214).

أن جاريتين كانتا تغنيان بما تقاولت به الأنصار يوم بعاث

عن عائشة قالت ثم دخل علي أبو بكر وعندي جاريتان من جواري الأنصار تغنيان بما تقاولت به الأنصار يوم بعاث قالت   وليستا بمغنيتين  فقال أبو بكر أبمزمور الشيطان في بيت رسول الله  صلى الله عليه وسلم  وذلك في يوم عيد فقال رسول الله  صلى الله عليه وسلم يا أبا بكر إن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا.

قوله أن حديث الجاريتان ينتقص من النبي صلى الله عليه وسلم . (متفق عليه).

وليس في هذا الحديث ما يقدح ألبتة فإن فالجاريتين هما فتاتان لم تبلغا الحلم، وكانتا تغنّيان في يوم عيد وبالطبع ليس كالغناء المعروف الذي يحرّك الساكن ويبعث الكامن ويثير الغريزة من الغناء المحرّم، وهذا ظاهر بقول عائشة (وليستا بمغنّيتين). وأما انتهار أبي بكر لهما وإضافة الضرب بالدف لمزمار الشيطان فلأنها تلهي وتشغل القلب عن الذكر، ولكن نبينا صلى الله عليه وسلم قال له: دعهما وعلل ذلك بقوله ( إن لكل قوم عيداً، وهذا عيدنا ) والحديث الآخر فيه أن جارية سوداء قالت للرسول صلى الله عليه وسلم أنها نذرت إن رجع سالماً أن تضرب بالدف فقال لها ( إن كنت نذرت فاضربي، وإلا فلا ) فأباح لها النبي صلى الله عليه وسلم أن تضرب لايفاء النذر وإلا فلا , ثم بعد ذلك دخل أبو بكر ثم عليّ ثم عثمان وعندما دخل عمر ألقت الجارية بالدف ثم قعدت عليه فقال الرسول صلى الله عليه وسلم ( إن الشيطان ليخاف منك ياعمر ) فهل بعد هذا المدح من النبي صلى الله عليه وسلم لعمر من مديح.

إن جبريل يحبك (يعني يا علي) ومن هو خير من جبريل؟

قال الحافظ في الإصابة «إسناده ضعيف» (الإصابة2/208).

أن خالد بن الوليد قتل مالك بن نويرة صبراً ونزا على زوجته

فدخل بها في نفس الليلة. وكان عمر يقول لخالد: يا عدوّ الله قتلت امرءاً مسلماً ثم نزوت على امرأته، والله لأرجمنّك بالأحجار، ولكن أبا بكر دافع عنه وقال هبه يا عمر، تأوّل فأخطأ فارفع لسانك عن خالد».

يتجاهل الشيعة « أن خالداً استدعى مالك بن نويرة فأنّبه على ما صدر منه من متابعة سجاح، وعلى منعه الزكاة وقال: ألم تعلم أنها قرينة الصلاة؟ فقال مالك: إن صاحبكم يزعم ذلك، فقال: أهو صاحبنا وليس بصاحبك؟ يا ضرار اضرب عنقه، فضربت عنقه» (تاريخ الطبري2/273 تاريخ ابن الأثير2/217 البداية والنهاية6/326).

ومن مضحكات التيجاني قوله « وقد حدّث المؤرخون أن خالداً غدر بمالك وأصحابه». فليسأل أصحابه الأصولية من الشيعة ما قيمة « روى المؤرخون» في فن الجرح والتعديل؟

ولئن كان الجرح يثبت بالتاريخ ويجب أن نقبل به لزم إثبات تأسيس المذهب الرافضي بأيدي يهودية. واضطررنا أن نجرح أصل مذهب الشيعة بالتاريخ. لأن التاريخ أثبت اليهودي عبد الله بن سبأ كمؤسس وأصل لمذهب التشيع.

ثم إن الرواية التي اعتمدها التيجاني والتي تدّعي أن خالداً أراد قتل مالك بن نويرة بسبب زوجته لا قيمة لها لنكارتها وشذوذها، وقد عزاها التيجاني بالهامش على المراجع التالية (تاريخ أبي الفداء يعني البداية والنهاية وتاريخ اليعقوبي ووفيات الأعيان). وعند مراجعة بعض هذه المراجع يتضح لكل باحث عن الحـق إخلال هـذا التيجاني في النقل، فلو راجعنا كتاب (وفيات الأعيان) لابن خلكان في خبر مقتل مالك لوجدناه يورد القصة بخلاف ما أوردها التيجاني فإبن خلكان أورد القصة على النحو التالي «ولما خرج خالد بن الوليد رضي الله عنه لقتالهم في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه نزل على مالك وهو مقدم قومه بني يربوع وقد أخذ زكاتهم وتصرّف فيها، فكلمه خالد في معناها، فقال مالك: إني آتي بالصلاة دون الزكاة، فقال له خالد: أما علمت أن الصلاة والزكاة معاً لا تقبل واحدة دون أخرى، فقال مالك: قد كان صاحبك يقول ذلك، قال خالد: وما تراه لك صاحباً؟ والله لقد هممت أن أضرب عنقك، ثم تجاولا في الكلام طويلاً فقال له خالد: إني قاتلك، قال، أو بذلك أمرك صاحبك؟ قال: وهذه بعد تلك؟ والله لأقتلنك.

وكان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما وأبو قتادة الأنصاري رضي الله عنه حاضرين فكلما خالداً في أمره، فكره كلامهما، فقال مالك: يا خالد، ابعثنا إلى أبي بكر فيكون هو الذي يحكم فينا، فقد بعثت إليه غيرنا ممن جُرْمه أكبر من جرمنا، فقال خالد: لا أقالني الله إن أقلتك، وتقدّم إلى ضرار بن الأزور الأسدي بضرب عنقه، فالتفت مالك إلى زوجته أم متمم وقال لخالد: هذه التي قتلتني، وكانت في غاية الجمال فقال له خالد: بل الله قتلك برجوعك عن الإسلام، فقال مالك أنا على الإسلام، فقال خالد: يا ضرار اضرب عنقه، فضرب عنقه».

هذا ويدعي التيجاني أن خالدا قبض على ليلى زوجته ودخل بها في تلك الليلة ويعزوها لكتاب وفيات الأعيان، ولكن عندما نرجع للكتاب نجده يقول « وقبض خالد امرأته، فقيل إنه اشتراها من الفيئ وتزوج بها، وقيل إنها اعتدت بثلاث حيض ثم خطبها إلى نفسه فأجابته» (وفيات الأعيان لابن خلكان 6/14).

ومن هنا نعلم أن خالداً قتل مالك بن نويرة معتقداً أنه مرتدٌ ولأنه لا يؤمن بوجوب الزكاة كما في الرواية التي ذكرتها كتب التاريخ.

أما ادعاؤه أن عمر قال لخالد « يا عدوَّ الله قتلت امرءاً مسلماً ثم نزوت على امرأته، والله لأرجمنَّك بالأحجار». ويعزوها إلى تاريخ الطبري وابن كثير واليعقوبي والإصابة، فبمجرد مراجعة تاريخ اليعقوبي والإصابة فلا تجد لهذه الجملة أثرا!

وأما تاريخ الطبري فقد أوردها ضمن رواية ضعيفة لا يحتج بها مدارها على ابن حميد ومحمد بن اسحاق، فمحمد بن اسحاق مختلف في صحته (تهذيب الكمال للمزي ترجمة رقم5057 والضعفاء للعقيلي ترجمة رقم 1578).

وابن حميد هو محمد بن حميد بن حيان الرازي ضعيف، قال عنه يعقوب السدوسي: كثير المناكير، وقال البخاري: حديثه فيه نظـر، وقال النسائـي: ليس بثقة، وقال الجوزجاني: رديء المذهب غير ثقة (تهذيب التهذيب25/102 رقم (5167). وضعّفه ابن حجر في التقريب (2/69 رقم (5852).

أن خبيب بن عدي صاح عندما صلبوه قائلا (يا محمد)

الحلية لأبي نعيم (1/246 وصفوة الصفوة 1/622 و666 وإتحاف السادة المتقين).

فيه الهيثم بن عدي: قال النسائي »متروك الحديث« (الضعفاء والمتروكون 1/104 ترجمة 637). وقال العجلي » كذاب وقد رأيته« (الثقات 1537).

وقال ابن عدي في (الكامل في ضعفاء الرجال 7/104) »عن يحيى قال: الهيثم ليس ثقة كان يكذب«.

وكل الطرق الأخرى الصحيحة لقصة الخبيب لم تتضمن هذه الزيادة.

أن رجلا أصاب امرأة في دبرها زمن رسول الله

حدثنا محمد بن علي الصائغ نا يعقوب بن حميد ثنا أبو صفوان عبد الله بن سعيد بن عبد الملك عن بن أبي ذئب عن نافع عن بن عمر أن رجلا أصاب امرأة في دبرها في زمن النبي فأنكر ذلك الناس فأنزل الله ( نساؤكم حرث لكم ).

رواه الطبراني في الأوسط عن ابن عمر وفيه يعقوب بن حميد بن كاسب وثقه ابن حبان وضعفه الأكثرون وبقيه رجاله ثقات (مجمع الزوائد6/319).

أن رجلا من أهل اليمن أودع أباه ثمانين دينارا

أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد بن طاووس أنا طراد بن محمد أنا أبو الحسين بن بشران أنا أبو علي بن صفوان نا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني محمد بن الحسين حدثني أبو المصعب مطرف حدثني المنكدر بن محمد

أن رجلا من أهل اليمن أودع أباه ثمانين دينارا وخرج يريد الجهاد وقال له إن احتجت إليها فأنفقها إلى أن آتي إن شاء الله قال وخرج الرجل وأصاب أهل المدينة سنة، وجهد قال فأخرجها أبي فنفقها قال فلم يلبث الرجل أن قدم وطلب ماله فقال له أبي عد إلي غدا قال وبات في المسجد متلوذا بقبر رسول الله مرة وبمنبره مرة حتى كاد يصيح فإذا شخص في السواد يقول له دونكها يا محمد قال فمد يده فإذا صرة فيها ثمانون دينارا قال وغدا عليه الرجل فدفعها إليه».

رواه الحافظ ابن عساكر في تاريخ دمشق (56/60). وسنده ضعيف فيه المنكدر بن محمد بن المنكدر.

وقد جاءت الرواية من طريق آخر أصح منه وهي تخالفه تماما حيث جاء فيها « فجعل محمد يذكرها ويدعو ويتضرع إلى الله» بخلاف الرواية التي قبلها وفيها « وبات في المسجد متلوذا بقبر رسول الله» (كتاب المستغيثين بالله ص108).

أن سعيد بن المسيب قال وما يأتي وقت صلاة إلا سمعت أذانا في القبر

يعني قبر النبي . واحتج بها أهل البدع من كلام ابن تيمية (اقتضاء الصراط المستقيم2/254). ولا حجة بنقله إباها حيث إن المطلوب تتبع الرواية بالمنهج الحديثي العلمي المعروف عند أهل الحديث.

ثم أين هذا مما يريدون تقريره من الاستغاثة بصاحب القبر!!

والأثر رواه ابن سعد في الطبقات 5/132 عن الوليد بن عطاء عن عبد الحميد بن سليمان. وهذا الأخير هو آفة هذه الرواية. وقد قال عنه يحيى بن معين « ليس بشيء».

قال الحافظ في التقريب «ضعيف» (3764). واحتج الذهبي بقول أبي داود عن عبد الحميد أنه كان«غير ثقة» (تعقيب الذهبي على الحاكم في المستدرك2/164-165).

وقال الألباني « لم يوثقه أحد بل هو متفق على ضعفه» (أنظر معجم أسامي الرواة للألباني2/437).

أن سليمان قال: لأطوفن الليلة على مئة امرأة تحمل كل منها فارسا

رواه البخاري. وفيه حب سليمان للجهاد في سبيل الله. وفيه قوة أنبياء الله. وليس من الأدب الاعتراض على ما ثبت إسناد القول فيه إلى نبينا .

وقد روى هذا الحديث علماء ومفسرو الشيعة واحتجوا به كما فعل الفيض الكاشاني في تفسير الصافي (4/299).

وهذا الحديث مما يستشنعه الشيعة بعقولهم في الوقت الذي نجد فيه هذه العقول تتعلق بخرافات كثيرة مثل اعتقادهم أن عليا كان يخلق فيلا ثم يطير عليه.

إن شئت دعوت لك وإن شئت صبرت ولك الجنة (حديث الأعمى)

الحديث صحيح دون القصة الملصقة به والمتعلقة بحاجة رجل عند عثمان ابن عفان. لأنها من طريق ابن وهب وهو ضعيف.

ورواية أحمد (4/138) ليست من طريق ابن وهب وليس فيها حكاية صاحب الحاجة مع عثمان بن عفان.

وبالرغم من صحة الحديث فإن مشكلة الشيعة وغيرهم هو في فهم هذ الحديث.

فقد قالوا: قد توسل الأعمى بالنبي فقال « اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد» ثم نشأت الشبهة عندهم فقالوا: لو كان التوسل بالدعاء لما قال الأعمى « أسألك اللهم بنبيك» ولقال (أسألك اللهم بدعاء نبيك) فلماذا تضيفون ما لم ترد إضافته؟

والجواب: أنه إذا كان الثابت توسلهم بدعاء النبي حين كان حياً وتوقفهم عن التوسل به إلى التوسل بدعاء غيره من بعده: فلا يعود ثم حاجة إلى تقدير مضاف لأن معنى التوسل والاستشفاع في عرف الصحابة ولسانهم هو التوسل بالدعاء لا بالذات والجاه، ومن كان عنده ما يثبت توسلهم بالذات فليأت به.

أن النبي هو الذي تعلمنا منه هذه الإضافة حين قال « إنما ينصر الله هذه الأمة بضعيفها: بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم» (رواه البخاري (2896) والزيادة عند النسائي 6/48).

علّمنا بذلك أن الدعاء مناط التوسل حين قال له « إن شئت دعوتُ لك». فقال الرجل ( بل أدعه) ولكن المصرين على أن التوسل إنما يكون بالذوات لا يتعلمون وإنما يتجاهلون .

وتوسل الأعمى بدعاء النبي هو أمرٌ مشروع لتوافر الأدلة عليه. ولابد من الوقوف في قصة الأعمى على فوائد مهمة :

أن الأعمى ذهب إلى النبي ليطلب منه الدعاء ولو كان التوسل بالذات مشروعاً لم يكن ثمة حاجة للذهاب إليه إذ كان يكفيه أن يتوسل به من غير أن يذهب إليه. فيقول (اللهم أسألك بنبيك) لكنه ذهب وطلب منه أن يدعو له.

أن النبي وعده بالدعاء له فقال « إن شئتَ دعوتُ لك» فألحّ عليه الأعمى بالدعاء قائلاً « بل أدعُه». وهذا وعد من الرسول بالدعاء للأعمى، علّقه على مشيئته، وقد شاءه الأعمى بقوله (بل أدعه) ويقتضي أنه دعا له، وهو خير من وفّى بما وعد، يؤكد ذلك أيضاً قول الأعمى في دعائه الذي علمه الرسول أن يدعو به « اللهم فشفعه فِيّ» أي اقبل دعاءه فيّ.

والشفاعة معناها الدعاء كما قال في لسان العرب « الشفاعة كلام الشفيع للملك في حاجة يسألها لغيره، والشافع: الطالب لغيره، يتشفع به إلى المطلوب، يقال: تشفعتُ بفلان إلى فلان. وبهذا يثبت أن الأمر كان يدور على دعائه أو جاهه.

أن النبي أمره أن يتقرب إلى الله بعدة وسائل منها التوسل إليه بالعمل الصالح وهو إحسان الوضوء وإتيان ركعتين يدعو الله عقبهما أن يستجيب دعاءه في أن يقبل دعاء النبي له. وهذا هو معنى قوله « وشفعني فيه» أي أدعوك أن تتقبل دعاء النبي لي.

وهذه العبارة لا يفقهها هؤلاء، بل لا يريدون أن يفقهوها، لأنها تنسف بنيانهم من القواعد وتكشف أن التوسل إنما كان بدعاء النبي وبالعمل الصالح لا بذات النبي . فإن شفاعة النبي للأعمى مفهومة عندهم ولكن ما معنى شفاعة الأعمى للنبي كما قال « وشفعني فيه»؟

علما بأن معنى الشفاعة في اللغة: الدعاء. إن معناها اللهم اقبل دعائي في استجابة دعاء نبيك لي. ولا يمكن لأحد بعد موت النبي أن يقول اللهم اقبل شفاعته في. فهذا مذهب باطل لا يزعم أحد أن دعاء النبي حصل له وهو في قبره.

فاللغة والشرع يشهدان بصحة ذلك. ولكن ماذا نفعل في أناس تجنوا على اللغة والشرع؟

ولنتأمل هذين الحديثين: فعن أنس وعائشة عن النبي قال « ما من ميت يصلي عليه أمة من المسلمين يبلغون مائة كلهم يشفعون له إلا شُفّعوا فيه». وفي رواية ابن عباس « ما من مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلاً لا يشركون بالله شيئاً إلا شفعهم الله فيه) فمعنى شفعهم الله فيه أي قبل دعاءهم له. فيصير معنى (شفعني فيه)  أي اقبل دعائي بأن تستجيب دعاءه.

أن علماء الحديث كالبيهقي ذكروا هذه الحادثة ضمن معجزات النبي وهو السر في حصول هذه المعجزة التي لم نسمع بعد موته مثلها بين الصحابة ولا بعدهم إلى يومنا هذا. السر هو دعاءه .

أن من الصحابة من أصيبوا بالعمى بعد مماته كابن عباس وابن عمر، ولم يُعهد أنهم استعملوا هذا الدعاء، بل تركوا التوسل به بعد موته وتوسلوا بدعاء العباس وغيره. وليس ثمة تفسير لذلك إلا افتقاد شرط دعائه وإلا فجاهه عند الله عظيم حيا وميتا.

هكذا فهم الصحابة التوسل: تركوا التوسل به إجماعا كما في قصة عمر يوم أجدبوا وسألوا الله بدعاء عمه العباس. فالثابت المروي عن جماعتهم في ترك التوسل به بعد موته أصح سندا مما نقل عن فعل أحد أفرادهم مما يعارض ذلك.

وكل هذه المعاني التي ذكرت دالة على وجود شفاعته بذلك، وهو دعاؤه له أن يكشف عاهته، وليس ذلك بمحظور، غاية الأمر أنه توسل من غير دعاء بل هو نداء، والدعاء أخص من النداء، إذ هو نداء عبادة شاملة للسؤال بما لا يقدر عليه إلا الله تعالى، وإنما المحظور السؤال بالذوات لا مطلقا بل على معنى أنهم وسائل لله سبحانه بذواتهم، وأما كونهم وسائل بدعائهم فغير محظور، وإذا اعتقد أنهم وسائل لله عز وجل بذواتهم فسأل منهم الشفاعة للتقريب إليهم، فذلك عين ما كان عليه المشركون الأولون (جلاء العينين 455).

أن قوله (يا محمد إني توجهت بك إلى ربي) أي أتوجه بدعائك الذي وعدتني به حين قلت إن شئت دعوت لك. وهذا ما فعله الرجل فإنه توجه إلى النبي وطلب منه أن يدعو له.

فهو يُشهِد الله أنه توجه إلى نبيه وذهب إليه ليسأل الله له وكأنه يقدم هذه الشهادةَ بين يدي سؤاله ربه ومثل هذا كثير في الدعاء كقوله تعالى رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وتقديم أصحاب الغار عملهم الصالح بين يدي دعائهم لله.

وهذا التوجه هو حكاية حال، يحكي فيه أنه توجه وذهب إلى النبي فطلب منه أن يدعو ربه. ولم يسأله في غيابه كما يفعل أهل البدع.

وهؤلاء يفهمون من قوله « إئت الميضأة» وكأن معناه عندهم، اذهب إلى بيتك. ولم لا تكون الميضأة قريبة منه كما يفهم من سياق الرواية، وليس هناك دليل على أن الأعمى ذهب إلى مكان آخر وصلى ثم دعا بهذا الدعاء ؟!

وبتقدير أن يكون كلامه من بعيد. فيكون التوجه خطاباً لحاضر في قلبه وليس استغاثة كما نقول في صلواتنا (السلام عليك أيها النبي) وكما يقول أحدنا اليوم (بأبي أنت وأمي يا رسول الله). وكما قالت فاطمة حـين مـات ( واأبتاه: أجاب رباً دعاه). ودليل ذلك قوله في نهاية الدعاء (اللهم فشفّعه فِيّ) أي اقبل دعاءه في.

وقوله يا محمد: ليس دعاء وإنما هو تكلم مع حي حاضر. بدليل أن الأعمى لم يستغث بالنبي من بعد. وبدليل أن الصحابة لم يفعلوا لم يكونوا يخاطبون النبي بقولهم (يا محمد). بل الثابت عدول عمر عن قبر النبي وتوسله بابن عباس.

فأما التوجه الذي يفهمه الأحباش أي التوجه إلى النبي إلى جهة قبره بعد موته كما علمهم محمد بن حسن الصيادي الرفاعي أن من أصابته ضراء فليتوجه نحو قبر الرفاعي ويخطو ثلاث خطوات ويسأله حاجتـه (قـلادة الجواهـر 434 و239). فهذا من سنن النصارى.

أما سنة نبينا فقد كان يستقبل القبلة في دعائه ويسأل الله وحده، وكان يقول في دعاء الاستفتاح في الصلاة « وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين إن صلاتي (والدعاء صلاة) ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين». فالتوجه إلى الله بالدعاء هو الملة الحنيفية، ودعوتكم الناس إلى التوجه إلى مقابر الأنبياء والأولياء هو ملة الشرك.

فإنه توجه بدعاء النبي وهذا ما حدث حقاً فقد توجه إلى النبي ليدعو له فوعده بذلك. ولذلك قال في آخر دعائه « اللهم فشفعه في» أي اللهم اقبل دعاءه فِيّ.

والرجل يحكي ما فعله وليس في صيغة كلامه ما يستدل به على جواز قول المشركين (شيء لله يا رسول الله) وقول المالكي:  

فبالـذي خصك بين الـورى       بـرتبة عنها العــلا تنزل

عجل بإذهـاب الذي أشتـكي       فإن توقفت فمن ذا أسـأل

والدليل على ذلك أن ننظر: ماذا قال الأعمى بعد قوله (يا محمد)؟ هل قال: أغثني أعد إلي بصري؟

نعم, لقد قال (يا محمد) لكنه لم يسأله، وأنتم إذا قلتم (يا محمد) تقولون: أغثنا أمدنا بإمدادك، تعطف تكرم تحنن علينا بنظرة …

فإن كان سأله بعد قوله (يا محمد) فقد قامت حجتكم، وإن كان لم يسأله فقد قامت الحجة عليكم. فالحديث حجة عليكم لا لكم.

وليس كل خطاب لغير الحاضر استغاثة به، وإلا فقد خاطب عمر بن الخطاب الحجر الأسود قائلاً « والله إني لأعلم أنك حجرٌ لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله يقبلك ما قبلتك» رواه البخاري 1597 ومسلم (1270).

أن عائشة أرت مولاها سالم كيف كان رسول الله يتوضأ

الحديث يفيد عدم حجاب عائشة نفسها وهو بكامله هكذا:

عن أبي عبد الله سالم سبلان قال «وكانت عائشة تستعجب بأمانته وتستأجره فأرتنى كيف كان رسول الله يتوضأ فتمضمضت واستنثرت ثلاثا وغسلت وجهها ثلاثا ثم يدها اليمنى ثلاثا واليسرى ثلاثا ووضعت يدها في مقدم رأسها ثم مسحت رأسها مسحة واحدة إلى مؤخره ثم أمرت يديها بأذنيها ثم مرت على الخدين قال سالم كنت آتيها مكاتبا ما تختفى منى فتجلس بين يدى وتتحدث معى حتى جئتها ذات يوم فقلت ادعى لى بالبركة يا أم المؤمنين قالت وما ذاك قلت أعتقني الله قالت بارك الله لك وأرخت الحجاب دوني فلم أرها بعد ذلك اليوم» (رواه النسائي في سننه).

روى الرافضة عن أبي عبد الله أنه سئل « هل يجوز للمملوك أن يرى شعر مولاته وساقها؟ قال لا بأس».

وفي الموثق والصحيح بأبان بن عثمان « سألت أبا عبد الله عليه السلام عن المملوك يرى شعر مولاته؟ قال لا بأس».

والرافضة أجازوا ذلك في كتبهم ومروياتهم. (أنظر الحدائق الناضرة23/69 مستند الشيعة للنراقي 16/53 والكافي للكليني5/531 وسائل الشيعة20/223 للحر العاملي، مستمسك العروة الوثقى14/43 لمحسن الحكيم).

فليقرأ الرافضة قول علمائهم بأن المرأة لا يجب أن تحجب من العبد إلا أن يؤدي ما يعتقه.

وهو قول الطوسي واحتج له بما رواه عن أم سلمة أن رسول الله : « إذا كان لإحداكن مكاتب وكان عنده ما يؤدي فليحتجب عنه» ورواه الطوسي في المبسوط (6/72) والطبرسي في مستدرك الوسائل (16/26 ورواه ابن أبي جمهور الاحسائي (عوالي الآلي3/435).

وهو واضح في جواز عدم الاحتجاب منه قبل أن يصير عنده ما يؤدي مكاتبته عندكم.

أن عبد الله بن مسعود كان يحك المعوذتين من المصحف

21226 حدثنا عبد الله حدثني محمد بن الحسين بن أشكاب ثنا محمد بن أبي عبيدة بن معن ثنا أبي عن الأعمش عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد قال كان عبد الله  يحك المعوذتين من مصاحفه ويقول إنهما ليستا من كتاب الله».

رواه أحمد في المسند5/129 والطبراني في المعجم الكبير9/234 من طريق أبي إسحاق السبيعي والأعمش وهو سليمان بن مهران وكلاهما ثقة مدلس من رجال الصحيحين وقد اختلط السبيعي بأخرة. فإذا أتيا بالرواية معنعنة تصير معلولة (العلل للدارقطني). وهذه الرواية معلولة بالعنعنة. وحكي عن كليهما الميل إلى التشيع.

وقد أنكر ابن حزم والنووي والباقلاني ثبوت شيء عن ابن مسعود في ذلك. وذهب ابن حزم إلى ضعف الرواية بأنه قد صحت قراءة عاصم عن زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود وفيها أم القرآن والمعوذتان (المحلى1/13).

وقال النووي « أجمع المسلمون على أن المعوذتين والفاتحة وسائر السور المكتوبة في المصحف قرآن. وأن من جحد شيئا منه كفر. وما نقل عن ابن مسعود في الفاتحة والمعوذتين باطل ليس بصحيح عنه» (المجموع شرح المهذب3/396).

وهذا وعلى افتراض صحة الرواية عن ابن مسعود فإنها أقل من حيث درجة الصحة من قراءة عاصم المتواترة. فقد تواترت عن ابن مسعود قراءته بطريق أصحابه من أهل الكوفة، وتلقاها عاصم عن زر بن حبيش عنه رضِى الله عنه. وهِى التِى يرويها أبو بكر بن عياش عن عاصم, وتواترها البالغ مما لا يتناطح فيه, (أنظر كتاب الأصول المقارنة لقراءات أبي عمرو البصري وابن عامر الشامي وعاصم بن أبي النجود للدكتور غسان بن عبد السلام حمدون). وجاء في البخاري « 4693 حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان حدثنا عبدة بن أبي لبابة عن زر بن حبيش وحدثنا عاصم عن زر قال سألت أبي بن كعب قلت يا أبا المنذر إن أخاك ابن مسعود يقول كذا وكذا فقال أبي سألت رسول الله فقال لي: قيل لي: قل.. فقلت. قال فنحن نقول كما قال رسول الله ».

وهذا كلام مجمل أعني قوله كذا وكذا.

موقف للحافظ ابن حجر

قال الحافظ في الفتح «وقد تأول القاضي أبو بكر الباقلاني في كتاب الانتصار وتبعه عياض وغيره ما حكى عن ابن مسعود فقال لم ينكر ابن مسعود كونهما من القرآن وإنما أنكر إثباتهما في المصحف فإنه كان يرى أن لا يكتب في المصحف شيئا إلا إن كان النبي أذن في كتابه فيه وكأنه لم يبلغه الإذن في ذلك قال فهذا تأويل منه وليس جحدا لكونهما قرآنا وهو تأويل حسن إلا أن الرواية الصحيحة الصريحة التي ذكرتها تدفع ذلك حيث جاء فيها ويقول أنهما ليستا من كتاب الله نعم يمكن حمل لفظ كتاب الله على المصحف فيتمشى التأويل المذكور» (فتح الباري8/472).

قلت: قد سبق أن الرواية من طريق أبي إسحاق السبيعي والأعمش وكلاهما مدلسان وقد جاءت روايتهما معنعنة، ولولا مجيئهما معنعنة لقبلت. وعنعنة المدلس علة في الحديث يصعب المسارعة إلى تصحيح سندها فضلا عن أن تغلب القراءة المتواترة عن عبد الله بن مسعود والمتضمنة للمعوذتين.

وعلى افتراض ثبوت السند إلى عبد الله بن مسعود في إنكاره للمعوذتين فإن لذلك توجيهات مهمة:

أن هذا الصحيح المفترض لا يبلغ في درجة صحته قراءة عاصم عن ابن مسعود المتواترة والتي تضمنت المعوذتين والفاتحة.

ومن المعلوم أن القراءات الثلاث ترجع إلى عدد من الصحابة، فقراءة أبي عمرو – رحمه الله تعالى – ترجع بالسند إلى الصحابي الجليل أبي بن كعب، وترجع قراءة عاصم بالسند إلى الصحابيين الجليلين علي رضي الله عنه وابن مسعود رضي الله عنه، وترجع قراءة ابن عامر الشامي بالسند إلى الصحابيين الجليلين عثمان بن عفان وأبي الدرداء رضي الله عنهما.

أن هذا كان منه في فترة وجيزة بين موت رسول الله إلى أن تم جمع الصحابة على القرآن بالإجماع. فأما بعد هذا فلم يحك عنه شيء من الإصرار على ذلك. وكان يدرس القرآن ويفسره على الناس طيلة حياته بعد رسول الله إلى أن توفاه الله. ولم يحك عنه بعد الجمع أي إصرار أو استنكار. ولو أنه بقي على موقفه لبلغنا ذلك كما بلغنا إصرار بعض الصحابة كابن عباس الذي بقي حتى خلافة عمر وهو يظن أنه لم يرد من النبي كلام حول تحريم متعة النساء.

أن هذا القول قد صدر منه ولم يكن الإجماع قد استقر بعد. فأما لو ثبت عن أحد المنازعة فيه بعد إجماع الصحابة عليه فهو منهم كفر. ولهذا حكمنا بالكفر في حق كل من شكك في القرآن من الرافضة بعد استقرار الإجماع علىهذا القرآن الذي بين أيدينا.

أن عبد الله بن مسعود لم يقل ما قاله المجلسي والعاملي والمفيد من أن القرآن قد وقع فيه التحريف مادة وكلاما وإعرابا.

أن هذا يؤكد ما نذهب إليه دائما من أن الصحابة ليسوا غير معصومين في آحادهم، وإنما هم معصومون بإجماعهم. وهم لن يجمعوا على ضلالة.

أين هذا من طعن الشيعة بعلي حيث وصفوه بباب مدينة العلم وأنه بقي ستة أشهر يجمع القرآن ثم زعموا أنه غضب من الصحابة فأقسم أن لا يروا هذا القرآن الذي جمعه هو. وبقي القرآن إلى يومنا هذا غائبا مع الإمام الغائب.

أين هذا من ادعاء الشيعة بعد انقراض جيل الصحابة على أن هذا القرآن الذي بأيدينا اليوم وقع فيه التحريف وحذف منه اسم علي وأسماء أهل البيت.

أن من استنكر من ابن مسعود هذا الموقف من سورتين صغيرتين فيكون عليه من باب أولى أن يستنكر ما هو أعظم منه وهو قول الرافضة بأن الظاهر من ثقة الإسلام الكليني أنه كان يعتقد بالتحريف والنقصان في كتاب الله (مقدمة تفسير الصافي ص 14 و47 طبع سنة 1399هـ)!

أن عبد الله بن مسعود كان يرى المعوذتين أنهما ليستا من القرآن. وأنما كانتا رقية كان النبي يرقي بهما الحسن والحسن.

قال علي بن بابويه « أجمع علماؤنا وأكثر العامة على أن المعوذتين من القرآن العزيز.. وعن ابن مسعود أنهما ليستا من القرآن وإنما نزلتا لتعويذ الحسن والحسين قد انقرض واستقر الإجماع الآن من الخاصة والعامة على ذلك» (الذكرى للشهيد الأول ص196 بحار الأنوار82/42 فقه الرضا ص36 جامع المقاصد2/263 للكركي الحدائق الناضرة للمحقق البحراني8/231).

بل اعترف الرافضة بأن ابن مسعود لم ينكر لكونهما من القرآن وإنما كان لا يسمح لنفسه بإثبات شيء من مصحفه الخاص به إلا أن يأذن له رسول الله بذلك. وكأنه لم يبلغه الإذن. قال المحقق البحراني « فهذا تأويل حسن» (الحدائق الناضرة8/231).

أن عليا التمس مصالحة أبي بكر ومبايعته ولم يكن يبايع

4457 حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا جعفر بن محمد بن شاكر ثنا عفان بن مسلم ثنا وهيب ثنا داود بن أبي هند ثنا أبو نضرة عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال ثم لما توفي رسول الله قام خطباء الأنصار فجعل الرجل منهم يقول يا معشر المهاجرين إن رسول الله كان إذا استعمل رجلا منكم قرن معه رجلا منا فنرى أن يلي هذا الأمر رجلان أحدهما منكم والآخر منا قال فتتابعت خطباء الأنصار على ذلك فقام زيد بن ثابت فقال إن رسول الله كان من المهاجرين وإن الإمام يكون من المهاجرين ونحن أنصاره كما كنا أنصار رسول الله فقام أبو بكر رضي الله عنه فقال جزاكم الله خيرا يا معشر الأنصار وثبت قائلكم ثم قال أما لو ذلك لما صالحناكم ثم أخذ زيد بن ثابت بيد أبي بكر فقال هذا صاحبكم فبايعوه ثم انطلقوا فلما قعد أبو بكر على المنبر نظر في وجوه القوم فلم ير عليا فسأل عنه فقال ناس من الأنصار فأتوا به فقال أبو بكر بن عم رسول الله وختنه أردت أن تشق عصا المسلمين فقال لا تثريب يا خليفة رسول الله فبايعه ثم لم ير الزبير بن العوام فسأل عنه حتى جاؤوا به فقال بن عمة رسول الله وحواريه أردت أن تشق عصا المسلمين فقال مثل قوله لا تثريب يا خليفة رسول الله فبايعاه. قال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه».

الحديث صحيح الإسناد كما قال الحاكم في (المستدرك3/77). وهو كما قال فإن رواته ثقات:

عبد الأعلى بن عبد الأعلى: ثقة (تهذيب التهذيب للحافظ ابن حجر6/96).

داود بن أبي هند: ثقة متقن                  

أبو نضرة وهو المنذر بن مالك: تابعي ثقة   

وهذا الحديث يساوي عند المحدثين جوهرة. فإن البيهقي وابن عساكر قد رويا هذا الحديث ورووا بعده عن ابن خزيمة ما يلي:

« أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن علي الحافظ الإسفرائيني ثنا أبو علي الحسين بن علي الحافظ أنبأ أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة وإبراهيم بن أبي طالب قالا ثنا بندار بن بشار ثنا أبو هشام المخزومي ثنا وهيب ثم فذكره بنحوه قال أبو علي الحافظ سمعت محمد بن إسحاق بن خزيمة يقول جاءني مسلم بن الحجاج فسألني عن هذا الحديث فكتبته له في رقعة وقرأت عليه فقال هذا حديث يسوي بدنة فقلت يسوي بدنة بل هو يسوي بدرة» (سنن البيهقي8/143 تاريخ دمشق30/278).

والبدرة هي التي تبدر بالنظر ويقال هي التامة كالبدر، ويقال ما كان يعد من منحة كيس فيه عشرة آلف (لسان العرب).

ورواه عبد الله بن الإمام أحمد في كتاب السنة (2/554 ح رقم1292) ورواه الحافظ ابن كثير وقال « وهذا إسناد صحيح محفوظ وفيه فائدة جليلة وهي مبايعة علي بن أبي طالب: إما في أول يوم أو في اليوم الثاني من الوفاة. وهذا حق فإن علي بن أبي طالب لم يفارق الصديق في وقت من الأوقات، ولم ينقطع في صلاة من الصلوات خلفه» البداية والنهاية (5/248). ورواه ابن عساكر (تاريخ دمشق30/278).

أن عليا حمل باب خيبر يوم افتتحها

وأنهم خربوه بعد ذلك فلم يحمله إلا أربعون رجلا.

قال الذهبي «هذا منكر رواه جماعة عن إسماعيل» (ميزان الاعتدال5/139).

غير أن الحافظ ابن حجر تعقبه بأن له شاهدا من حديث أبي رافع عند أحمد في مسنده، لكن لم يقل أربعون رجلا» (لسان الميزان4/196).

أن عمر أمر ستة على الشورى (الشورى السداسية)

وجاء في الرواية « فإن خالف واحد فتضرب عنقه».

قلت كيف يتفق هذا ووصف الله لأصحاب نبيه بأنهم رحماء بينهم.

رواها الطبري في تاريخه (4/227) عن لوط بن مخنف أبي يحيى وهو شيعي جلد رافضي كذاب.

وأما أمره بقتل الستة إذا اتفق أربعة منهم على رجل فهي أيضا من مرويات أبي مخنف. قال فيه ابن عدي: « شيعي محترق: له من الأخبار ما لا أستحب ذكره » وقال ابن حجر: « إخباريٌ تالِف. لا يوثق به » وقال أبو حاتم الرازي في الجرح والتعديل: « ليس بثقة متروك الحديث » [انظر الكامل في الضعفاء 6/93 ميزان الاعتدال 3/419 لسان الميزان 4/584 الجرح والتعديل 7/182 سير أعلام النبلاء 7/301-302].

أما الرواية الأخرى عند ابن سعد في طبقاته فإنها منقطعة. فقد رواها سماك ابن حرب الذهلي البكري صدوق تغير بأخرة فكان ربما تلقن (تقريب التهذيب ت 2624 وانظر مرويات أبي مخنف في تاريخ الطبري175).

أن عمر انهزم في احدى الغزوات وكان يجبنهم ويجبنونه

فيه نعيم بن حكيم وثقه ابن حبان وفيه لين. قال ابن الجوزي « نعيم بن حكيم يروي عن أبي مريم قال الأزدي أحاديثه مناكير (الضعفاء والمتروكون3/164).

أن عمر بن عبد العزيز جمع بني مروان حين استخلف

فقال: إن رسول الله كانت له فدكُ، فكان ينفق منها، ويعود منها على صغير بني هاشم، ويزوج منها أيِّمهم، وإن فاطمة سألت أبا بكر أن يجعلها لها فأبى، فكانت كذلك في حياة رسول الله حتى مضى لسبيله، فلما وُلّيَ أبو بكر؛ عمل فيها بما عمل رسول الله في حياته حتى مضى لسبيله، فلما ولي عمر بن الخطاب؛ عمل فيها بمثل ما عملا حتى مضى لسبيله، ثم اقتطعها مروان، ثم صارت لعمر بن عبد العزيز، فرأيت أمراً منعه رسول الله فاطمة ليس لي بحق، وإني أشهدكم أني رددتها على ما كانت؛ يعني: على عهد رسول الله وأبي بكر وعمر.

- الحديث صحيح إلى عمر بن عبد العزيز كما صرح شيخنا الألباني بذلك (مشكاة المصابيح رقم3993). ولكن ليس فيه ما يحتج به الرافضة بل إنه يفيد أن أبا بكر وعمر عملا في أرض فدك بما عمل به رسول الله الذي منع فدك فاطمة في حياته. وكذلك فعل أبو بكر وعمر. وكان ينفقان منها على صغار بني هاشم. حتى جاء مروان فاقتطعها بغير فأخذها عمر بن عبد العزيز وأعادها ليعمل فيها على ما عمل فيها رسول الله وأبو بكر وعمر.

أن عمر رفس فاطمة حتى أسقطت محسن

فيه ابن أبي دارم ذكر الذهبي أنه كانت في أواخر أيامه كانت تقرأ عليه المثالب. وتدل عليه نصوص أخرى في (سير أعلام النبلاء15/577 ميزان الاعتدال1/139 لسان الميزان1/268). والمقصود بالمثالب أي مساوئ الصحابة. كما في نصوص أخرى عن الذهبي أنه كان موصوفا بالحفظ والمعرفة إلا أنه يترفض. قد ألف في الحط على بعض الصحابة وهو مع ذلك ليس بثقة في النقل. انتهى.

ثم نقل الذهبي رواية الرفس الباطلة من أكاذيبه وبلاياه. ومما يثير الضحك على تناقض الكذابين أن عليا يسمي جنينه بمحسن مع علمه بما كان وما يكون وأنه لن يدرك الأحسان؟ وكيف يسميه قبل أن يولد؟ هل كان يعلم ما في الأرحام وهو أن هذا الجنين سوف يكون ذكرا وليس بأنثى؟ وكيف سماه قبل ولادته؟ هل هذه سنة يعلمها الناس أن يحكموا على جنس المولود قبل ولادته؟

أليست سنة أهل البيت أن يسميه قبل ذبح العقيقة أنه إذا أراد ذبح العقيقة يدعو ثم يسمي مولوده ثم يذبح؟ (أنظر بحار الأنوار101/121) أليس هذا تناقضا؟

أليس هذا تعديا على الله المنفرد بعلم الغيب والقائل (إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا). فكيف علم علي بأنه سوف يكسب ذكرا لا أنثى؟ أهذا هو علم أهل البيت الذي تأمروننا بالتمسك به؟

أن عمر قرأ (فامضوا إلى ذكر الله) بدل (فاسعوا)

يعتبر الرافضة أن هذه القراءة (فامضوا) محرفة وقد قرأها عمر أمام الناس على المنبر في صلاة الجمعة كما في البخاري. قالوا: فثبت أن عمر يحرف القرآن.

وقد جهلوا أن هذا ما اعتمدته كتبهم. فقالوا:

قال الرافضة « عن جابر الجعفي قال « كنت ذات ليلة عند أبي جعفر عليه السلام فقرأت هذه الآية يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلوة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله فقال عليه السلام: مه يا جابر كيف قرأت؟ قلت: (يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلوة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله) فقال: هذا تحريف يا جابر، قلت: فكيف أقرأ جعلني الله فداك؟ فقال: (يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلوة من يوم الجمعة فامضوا إلى ذكر الله) هكذا نزلت يا جابر» (الاختصاص للمفيد ص129 بحار الأنوار24/400 و86/277).

وأثبت المجلسي أنها قراءة علي بن أبي طالب. بحار الأنوار86/126).

أن عمر كان يدخل يده في دبرة البعير

ويقول: إني لخائف أن أسأل عما بك (رواه ابن سعد في طبقاته3/286).

يخدع الشيعة عامة الناس ويوهمونهم أن عمر كان يضع يده على دبر الدابة أي مؤخرتها. والصحيح أن الدبرة هي جرح الدابة وليس مؤخرتها. وقد اعترف بذلك الشيعة في كتبهم.

http://www.rafed.net/books/aqaed/asrar/fa28.html

وكان عمر من تقواه يخشى أن يسأله الله حتى عن الجرح الذي أصاب الدابة.

أن عمر كان يشرب النبيذ والمسكر حتى عند وفاته

وهذا خداع آخر من الرافضة حيث يوهمون الناس أن عمر كان يشر المسكر، وقد فاتهم أن هذا يطعن فيمن يزعمون حبه. فكيف يليق أن يزوج علي ابنته لمن يشرب المسكر.

والنبيذ كلمة مشتركة وأصلها ما ينبذ في الماء. وكانوا ينبذون ولا يبالون أتحول التمر أو العسل المنبوذ مع الماء إلى مسكر أم لا؟

بل قد دافع الطوسي عن أبي حمزة الثمالي (الراوي عن الصادق) المدمن على النبيذ بأنه ربما كان يشرب ما ينتبذ وليس النبيذ (اختيار معرفة الرجال2/455).

فتأمل كيف يبررون للرواة الخمارين عن الصادق.

وأنظر إلى أقوال علمائكم في النبيذ كالطوسي « ولا بأس بشرب النبيذ غير المسكر، وهو أن ينقع التمر أو الزبيب ثم يشربه وهو حلو قبل أن يتغير» (النهاية ص592).

النبيذ هو تمر يخلط بالماء فيصير طعمه عذبا. مثل ما يسمى اليوم بشراب الجلاب وهو تمر منبوذ في الماء.

وقد نهى النبي عن النبيذ أول الأمر ثم أجازه بعدما نهى عن نبذ الماء في الدباء والمزفت والحنتم والنقير لأنها أوان يسرع فيها تحول التمر المنبوذ مع الماء الى مسكر.

ففي صحيح مسلم « ونهيتكم عن النبيذ إلا في سقاء، فاشربوا في الأسقية كلها. ولا تشربوا مسكرا» (976).

يعني إلقاء التمر ونحوه في ماء الظروف. إلا في سقاء. أي إلا في قربة. إنما استثناها لأن السقاء يبرد الماء، فلا يشتد ما يقع فيه اشتداد ما في الظروف.

وكانت الجارية تنبذ التمر في الماء للنبي فيشربه.

وقد بوب مسلم في صحيحه ما يلي: (باب: إباحة النبيذ الذي لم يشتد ولم يصر مسكرا) وفيه عدة أحاديث: (2004) حدثنا عبيدالله بن معاذ العنبري. حدثنا أبي. حدثنا شعبة عن يحيى بن عبيد، أبي عمر البهراني، قال: سمعت ابن عباس يقول: كان رسول الله ينتبذ له في أول الليل فيشربه إذا أصبح يومه ذلك والليلة التي تجيء والغد والليلة الأخرى والغد إلى العصر. فإن بقي شيء سقاه الخادم أو أمر به فصب.

حدثنا محمد بن بشار. حدثنا محمد بن جعفر. حدثنا شعبة عن يحيى البهراني. قال: ذكروا النبيذ عند ابن عباس فقال «كان رسول الله ينتبذ له في سقاء. قال شعبة: من ليلة الاثنين، فيشربه يوم آلاثنين والثلاثاء إلى العصر. فإن فضل منه شيء، سقاه الخادم أو صبه.

وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب وإسحاق بن إبراهيم ـ واللفظ لأبي بكر وأبي كريب ـ قال إسحاق: أخبرنا. وقال الآخران: حدثنا (أبو معاوية عن الأعمش، عن أبي عمر، عن ابن عباس. قال: كان رسول الله ينقع له الزبيب. فيشربه اليوم والغد وبعد الغد إلى مساء الثالثة. ثم يأمر به فيسقى أويهراق.

وحدثنا إسحاق بن إبراهيم. أخبرنا جرير عن الأعمش، عن يحيى بن أبي عمر، عن ابن عباس قال: كان رسول الله ينبذ له الزبيب في السقاء. فيشربه يومه والغد وبعد الغد. فإذا كان مساء الثالثة شربه وسقاه. فإن فضل شيء أهراقه.

أنا أدعو ويا أيها الشيعة أمنوا: اللهم العن من زوج ابنته شارب المسكر. ولكن انتبهوا أن يكون دعاؤكم على علي الذي زوج ابنته أم كلثوم لمن كان بزعمكم يشرب الخمر.

    هل سألتم أنفسكم: هل يمكن لمن يعاني سكرات الموت أن يشرب المسكر؟ مما يدل على أنكم محرومون من الإنصاف.

أن عمر لم يكن يعرف حكم التيمم

جل ما في الحديث أن عمر نسي حادثة كانت بينه وبين عمار بن ياسر وأن عمار سأل على إثرها النبي .

عن أبي عبد الله أن عليا عليه السلام كان مذاء فاستحيى أن يسأل رسول الله لمكان فاطمة عليها السلام فأمر المقداد أن يسأله، فقال: ليس بشيء» (تهذيب الأحكام1/17 وسائل الشيعة1/196 أو 278 بحار الأنوار77/225 تذكرة الفقهاء للعلامة الحلي1/105 مشارق الشموس1/58 للمحقق الخونساري الحدائق الناضرة2/108 للمحقق البحراني.

وصرح بصحة سنده في 5/37 كتاب النوادر لقطب الدين الراوندي ص205)

وتناقضها «فيه الوضوء» (تهذيب الأحكام1/18 مستدرك الوسائل 1/237).

فعمر يعلم هذه الآية ولم يجهلها ويعلم كيفيّة التيمم، ولكن المشكلة عنده هي هل تشمل الجنب أم لا؟ فالله سبحانه يقول { وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحدٌ منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماءً فتيمموا صعيداً طيباً } وعمر لم ير الجنب داخلاً في هذه الآية، والملامسة التي في الآية فسّرها بملامسة اليد لا بالجماع لذلك كان يرى وجوب الوضوء لمن لمس المرأة.

أن عمرو بن الحمق طعن عثمان بن عفان بست طعنات

هذا الخبر قد اشتهر وتناقلته كتب التاريخ. منه ما كان مسندا ومنه ما ليس بمسند. أما ما كان منه مسندا فقد جاء من طريق لوط بن مخنف أبي يحيى الرافضي الكوفي قال فيه ابن عدي: « شيعي محترق: له من الأخبار ما لا أستحب ذكره » وقال ابن حجر: « إخباريٌ تالِف. لا يوثق به » وقال أبو حاتم الرازي في الجرح والتعديل: « ليس بثقة متروك الحديث » [انظر الكامل في الضعفاء 6/93 ميزان الاعتدال 3/419 لسان الميزان 4/584 الجرح والتعديل 7/182 سير أعلام النبلاء 7/301-302].

ورأيته مسندا في رواية الواقدي وهو مردود الرواية بالاتفاق.

ونحن لا نترك ثناء القرآن على الصحابة إكراما لعيون كتب التاريخ لا سيما من كان من الرواة الروافض.

فإن أبتيم إلا إرغامنا على الأخذ بالروايات التاريخية. ألزمناكم حينئذ بشخصية عبد الله بن سبأ اليهودي الذي ورد في كتب التاريخ أنه هو مؤسس التشيع وساقي بذرته. فالتعلق بكتب التاريخ ليس في صالحكم لو كنتم تعلمون.

إن غلظ جلد الكافر اثنان وأربعون ذراعا بذراع الجبار وضرسه مثل أحد هذا

سند الحديث قال الحاكم «حدثنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق أنبأ محمد بن سليمان بن الحارث ثنا عبيد الله بن موسى أنبأ شيبان عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي قال «حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه» (المستدرك4/637).

والحديث صحيح. ولكن قال الحاكم «قال الشيخ أبو بكر رضي الله عنه معنى قوله بذراع الجبار أي جبار من جبابرة الآدميين ممن كان في القرون الأولى ممن كان أعظم خلقا وأطول أعضاء وذراعا من الناس».

وتأكد ذلك في رواية عند صحيح ابن حبان عن أبي هريرة أبى هريرة عن النبي قال غلظ الكافر اثنان وأربعون ذراعا بذراع الجبار وضرسه مثل أحد الجبار ملك باليمن يقال له الجبار» (رواه ابن حبان16/531).

أن فاطمة أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من رسول الله

مما أفاء الله عليه بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر فقال أبو بكر إن رسول الله قال لا نورث ما تركنا صدقة إنما يأكل آل محمد في هذا المال وإني والله لا أغير شيئا من صدقة رسول الله عن حالها التي كانت عليها في عهد رسول الله ولأعملن فيها بما عمل به رسول الله فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة منها شيئا فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت وعاشت بعد النبي ستة أشهر فلما توفيت دفنها زوجها علي ليلا ولم يؤذن بها أبا بكر وصلى عليها وكان لعلي من الناس وجه حياة فاطمة فلما توفيت استنكر علي وجوه الناس فالتمس مصالحة أبي بكر ومبايعته ولم يكن يبايع تلك الأشهر فأرسل إلى أبي بكر أن ائتنا ولا يأتنا أحد معك كراهية لمحضر عمر فقال عمر لا والله لا تدخل عليهم وحدك فقال أبو بكر وما عسيتهم أن يفعلوا بي والله لآتينهم فدخل عليهم أبو بكر فتشهد علي فقال إنا قد عرفنا فضلك وما أعطاك الله ولم ننفس عليك خيرا ساقه الله إليك ولكنك استبددت علينا بالأمر وكنا نرى لقرابتنا من رسول الله نصيبا حتى فاضت عينا أبي بكر فلما تكلم أبو بكر قال والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله أحب إلي أن أصل من قرابتي وأما الذي شجر بيني وبينكم من هذه الأموال فلم آل فيها عن الخير ولم أترك أمرا رأيت رسول الله يصنعه فيها إلا صنعته فقال علي لأبي بكر موعدك العشية للبيعة فلما صلى أبو بكر الظهر رقي على المنبر فتشهد وذكر شأن علي وتخلفه عن البيعة وعذره بالذي اعتذر إليه ثم استغفر وتشهد علي فعظم حق أبي بكر وحدث أنه لم يحمله على الذي صنع نفاسة على أبي بكر ولا إنكارا للذي فضله الله به ولكنا نرى لنا في هذا الأمر نصيبا فاستبد علينا فوجدنا في أنفسنا فسر بذلك المسلمون وقالوا أصبت وكان المسلمون إلى علي قريبا حين راجع الأمر المعروف» (رواه البخاري).

في هذا الحديث مسائل لا تخلو من إشكالات:

1- هل يجوز لفاطمة أن تهجر أبا بكر على قطعة أرض تسببت في هجر المسلمين بعضهم لبعض طوال قرون؟ ألم يرو الشيعة أن النبي نهى عن أن يهجر المسلم أخاه فوق ثلاثة أيام؟ فمن كان أكثر طاعة؟ أبو بكر الذي منعه حديث (وإن الأنبياء لم يورثوا درهما ولا دينارا) أم فاطمة؟ أم أن الأمر متعلق بامتناع فاطمة عن تكليم عمر في شأن أرض فدك؟

فإن لفظ الحديث الذي رواه معمر عن الزهري الذي فيه « فهجرته فاطمة .. فوقع عند عمر بن شبه من وجه آخر عن معمر ونصه : « فلم تكلمه في ذلك المال» ليس فيه لفظ هجران ولا غضب ولا غيره.

وكذا نقل الترمذي عن بعض مشايخه أن معنى قول فاطمة لأبي بكر وعمر: « لا أكلمكما»  أي في هذا الميراث. ذكر ذلك كله ابن حجر في الفتح (6/202).

2- بينت روايات خارج البخاري مثل السنن الكبرى للبيهقي (6/300) أن لفظ « فغضبت فاطمة وهجرته ولم تكلمه حتى ماتت.. إلخ الكلام الطويل« أنه مدرج من كلام الزهري وليس من نص الحديث. وقد نص البيهقي على أن الزهري أدرج في هذا الحديث

3- وذكر أن البيهقي روى من طريق الشعبي بسنده أنه قال: لما مرضت فاطمة أتاها أبو بكر الصديق ، فاستأذن عليها، فقال علي: يا فاطمة هذا أبو بكر الصديق يستأذن عليك؟ فقالت: أتحب أن آذن له؟ قال: نعم، فأذنت له فدخل عليها يترضاها، فقال: والله ما تركت الدار والمال، والأهل والعشيرة، إلا ابتغاء مرضاة الله، ومرضاة رسوله، ومرضاتكم أهل البيت ثم ترضاها حتى رضيت. (في سنن الكبرى للبيهقي 6/301).

قال ابن كثير رحمه الله : « وهذا إسناد جيد قوي والظاهر أن عامر الشعبي سمعه من علي أو ممن سمعه من علي» (البداية والنهاية 5/253(.

قال الحافظ ابن حجر: « إسناده إلى الشعبي صحيح، وبه يزول الاشكال في جواز تمادي فاطمة على هجر أبي بكر» (فتح الباري6/202)..

*  فائدة حديثية: اتفق المحدثون على أن مراسيل الزهري واهية شبه الريح (تدريب الرواي1/205 )، وباتفاقهم أن مراسيل الشعبي أقوى من ذلك، فمن أراد أن يحتج بمرسل الزهري لزمه الاحتجاج بمرسل الشعبي من باب الأولى، مع أن مرسل الزهري لم يثبت أصلاً.

وحديث عائشة في البخاري أن فاطمة ماتت وهي غاضبة عليه لا ينافي هذا الحديث فإن عائشة رضي الله عنها حدثت بما علمت وبحسب علمها ومعرفتها وفي رواية الشعبي زيادة علم وثبوت زيارة ابي بكر لها وكلامها له ورضاها عنه

وهنا قاعدة مهمة عن اهل الأصول

وهي أن عائشة نفت والشعبي اثبت والقول المثبت مقدم على القول المنفي لأن احتمال الثبوت حصل بغير علم النافي وكذلك كيف يغيب عن فاطمة قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث. ولذلك قال القرطبي :ثم إنها أي فاطمة لم تلتق بأبي بكر لشغلها بمصيبتها برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولملازمتها بيتها فعبر الراوي عن ذلك بالهجران. (المفهم على مسلم 12/73(.

و هناك أمر مهم – يفضل تذكره- وهو أنّ أبا بكر رضي الله عنه كان في خلافته يحمل على كتفه الحسن رضي الله عنه، وهو يضحك ويقول: بأبي شبيه النبيّ وليس شبيها بعليّ، وكان علي يراهما ويضحك سروراً.

ولا يعقل أن يستطيب عليٌُ هذا من أبي بكر وفاطمة بنت الرسول صلى الله عليه وآله وسلم غاضبة من أبي بكر وساخطة عليه.

فوائد الحديث:

ثبات أبي بكر طاعة رسول الله وقد كان ذلك من أثقل الفتن عليه. فإن فاطمة كانت أحب إليه من ولده. ولكن طاعة أبيها أولى.

نعم إن قبر فاطمة غير معروف وليس في النص علاقة بموقف أبي بكر منها. ولعلها حكمة من الله حتى لا يعبد قبرها من وصفوها بأنها إله ظهر بصورة امرأة. (قاله الخميني في كتابه منزلة المرأة في الاسلام).

**** إذا قلتم إن فاطمة كانت تعلم باحتجاج أبي بكر عليها بحديث (لا نورث، ما تركناه فهو صدقة) فقد طعنتم فيها بأنها جاءت تطلب ما كانت تعلم أنه لا حق لها فيه. وإن قلتم أنها لا تعلم. فقد أبطلتم عقيدة العصمة لأنه يشترط في المعصوم أن يعلم كل شيء وأن لا يخفى عليه شيء. ولكن كان علي يعلم بهذا الحديث الذي أبو بكر به. ففي صحيح مسلم أن عمر قال لعلي والعباس (فقال عمر: اتئدا. أنشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض! أتعلمون أن رسول الله قال) لا نورث. ما تركنا صدقة (قالوا: نعم. ثم أقبل على العباس وعلي فقال: أنشدكما بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض! أتعلمان أن رسول الله قال لا نورث. ما تركناه صدقة (قالا: نعم) انتهى.

وقد نصت كتب الشيعة على أن ميراث علي من النبي هو الكتاب والسنة. فقد أسند الصدوق إلى عبد الله بن أوفى قوله «آخى رسول الله بين أصحابه وترك عليا فقال له: آخيتَ بين أصحابك وتركتني؟ فقال: والذي نفسي بيده ما أبقيتك إلا لنفسي، أنت أخي ووصيي ووارثي. قال: وما أرث منك يا رسول الله؟ قال: ما أورث النبيون قبلي: كتاب ربهم وسنة نبيهم» (الأمالي للصدوق346 تفسير الميزان8/117 للطباطبائي كتاب الأربعين للماحوزي ص236).

أن فاطمة بنت أسد ولدت عليا في جوف الكعبة

لم أجد في كتب الحديث شيئا من ذلك. بل الثابت أن حكيم بن حزام هو المولود في جوف الكعبة.

من عجائب الحاكم أنه روى في مناقب حكيم بن حزام أنه ولد في جوف الكعبة تعقبه بأنه قد «تواترت الأخبار بأن فاطمة ولدت عليا في جوف الكعبة» (المستدرك3/482) وكان اللائق به أن يأتي بتلك الرواية المتواترة.

وقد ضعف السيوطي سند رواية أن عليا هو الذي ولد في جوف الكعبة وتعقب بذلك خطأ الحاكم صاحب المستدرك وأكد أن حكيم بن حزام هو الذي ولد في جوف الكعبة (تدريب الراوي2/359).

وضعف صاحب تهذيب الأسماء ما يروى أن عليا هو الذي ولد في جوف الكعبة (تهذيب الأسماء1/169).

وأعجب من الحاكم المشهور بالتساهل وبالتشيع كيف يحكي هذا التواتر وقد حكى الثقات وإمامهم مسلم بأن حكيم بن حزام هو الذي ولد في جوف الكعبة (3/164 تحت حديث رقم1532) واحتج.

ورواه الذهبي عن ابن منده وأتى برواية الزبير عن مصعب بن عثمان أن حكيم ولد في جوف الكعبة (سير أعلام النبلاء3/46 والمناوي في (فيض القدير2/37 الوفيات للقسطني1/67 وانظر مشاهير علماء الأمصار1/12 ريح النسرين فيمن عاش من الصحابة1/49 الوقوف على الموقوف1/80).

بل هذا ما ما رواه في جمهرة نسب قريش (1/353).

وجاء في كتاب الثقات «حكيم بن حزام.. وكان مولده قبل الفيل بثلاث عشرة سنة دخلت أمه الكعبة فمخضت فيه فولدت حكيم بن حزام  في جوف الكعبة» (كتاب الثقات3/71).

واحتج الزيلعي في نصب الراية بما قاله مسلم (4/2).

وحكاه الحافظ ابن حجر رواية عن الزبير بن بكار وهو ثقة (تهذيب التهذيب 2/384 الإصابة في معرفة الصحابة2/112).

وحكاه الحافظ المزي رواية عن العباس رضي الله عنه (تهذيب الكمال21/63).

وحكاه الحافظ ابن عبد البر في (الاستيعاب1/142).

وحكاه السيوطي في تدريب الراوي2/358).

وفي أخبار مكة «أول من ولد في الكعبة» (3/226 و236).

وهذه روايات الحاكم:

6041 سمعت أبا الفضل الحسن بن يعقوب يقول سمعت أبا أحمد محمد بن عبد الوهاب يقول سمعت علي بن غنام العامري يقول ولد حكيم بن حزام في جوف الكعبة دخلت أمه الكعبة فمخضت فيها فولدت في البيت».

6044 أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه ثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي ثنا مصعب بن عبد الله فذكر ثم نسب حكيم بن حزام وزاد فيه وأمه فاختة بنت زهير بن أسد بن عبد العزى وكانت ولدت حكيما في الكعبة وهي حامل فضربها المخاض وهي في جوف الكعبة» (3/549-550).

أن فاطمة توفيت ودفنت في الليل سرا بوصية منها

حتى لا يحضر جنازتها أحد منهم (ثم اهتديت138). عزاه إلى البخاري3/39 وليس في البخاري.

فأين الوصية المزعومة في النص؟

وإنما ورد النص هكذا « فلما توفيت دفنها زوجها علي بن أبي طالب ليلا. ولم يؤذن بها أبا بكر» فأين ذكر الوصية المزعومة؟

ومما يؤكد أن فاطمة لم تكن على عداء مع أبي بكر أن أسماء بنت أبي بكر كانت تقوم على تمريضها السيدة فاطمة ووصية فاطمة لها بغسلها وتشييع جنازتها كما يلي (الامالي للطوسي1/107 جلاء العيـون ص235 و242 و237 كشف الغمة1/504 كتاب سليم بن قيس ص353 و255).

أن فاطمة كانت تزور قبر عمها حمزة فتصلي وتبكي عنده

ضعيف جدا. رواه الحاكم وقال: رجاله ثقات عن آخرهم. وتعقبه الذهبي مرتين فقال: منكر جدا وفيه سليمان بن داود المدني. (المستدرك1/377 و3/28). يعني سليمان ابن داود. وقد أعل البيهقي الرواية بالإنقطاع بين علي بن الحسين وبين فاطمة رضي الله عنهم. وأكد ذلك الصنعاني (السنن الكبرى4/78 سبل السلام2/115).

لعن الله الكذابين:

وقد كذب جعفر السبحاني الرافضي جهرة فزعم أن الذهبي أقر الحاكم على الحديث (بحوث في التوحيد والشرك ص85). مع أن الذهبي تعقب الحاكم مرتين في شأن سليمان بن داود المدني.

أن فاطمة ماتت وهي واجدة على أبي بكر

عن عائشة ثم أن فاطمة عليها السلام بنت النبي أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من رسول الله مما أفاء الله عليه بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر فقال أبو بكر إن رسول الله قال لا نورث ما تركنا صدقة إنما يأكل آل محمد في هذا المال وإني والله لا أغير شيئا من صدقة رسول الله عن حالها التي كانت عليها في عهد رسول الله ولأعملن فيها بما عمل به رسول الله فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة منها شيئا فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت وعاشت بعد النبي ستة أشهر فلما توفيت دفنها زوجها علي ليلا ولم يؤذن بها أبا بكر» (رواه البخاري).

وقد يقال: إن هذا ما كان على حد علم عائشة فإنها قد خفي عليها مبايعة علي وقد أثبته أبو سعيد الخدري. وكذلك خفي عليها استرضاء أبيها لفاطمة. فقد صح سندا أنه استرضاها فرضيت عنه في مرض موتها:

«عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي قال جاء أبو بكر إلى فاطمة حين مرضت فاستأذن فأذنت له فاعتذر إليها وكلمها فرضيت عنه» (سير أعلام النبلاء2/121).

وفي لفظ آخر:

« لما مرضت فاطمة أتى أبو بكر فاستأذن فقال علي يا فاطمة هذا أبو بكر يستأذن عليك فقالت أتحب أن آذن له قال نعم قال فأذنت له فدخل عليها يترضاها وقال والله ما تركت الدار والمال والأهل والعشيرة إلا ابتغاء مرضاة الله ورسوله ومرضاتكم أهل البيت قال ثم ترضاها حتى رضيت» (رواه البيهقي في سننه6/301 وقال مرسل بإسناد صحيح).

ورواه الحافظ ابن حجر « وهو وإن كان مرسلا فإسناده إلى الشعبي صحيح وبه يزول الاشكال في جواز تمادي فاطمة عليها السلام على هجر أبي بكر وقد قال بعض الأئمة إنما كانت هجرتها انقباضا عن لقائه والاجتماع به وليس ذلك من الهجران المحرم لأن شرطه أن يلتقيا فيعرض هذا وهذا وكأن فاطمة عليها السلام لما خرجت غضبى من أبي بكر تمادت في اشتغالها بحزنها ثم بمرضها وأما سبب غضبها مع احتجاج أبي بكر بالحديث المذكور فلاعتقادها تأويل الحديث على خلاف ما تمسك به أبو بكر وكأنها اعتقدت تخصيص العموم في قوله لا نورث ورأت أن منافع ما خلفه من أرض وعقار لا يمتنع أن تورث عنه وتمسك أبو بكر بالعموم واختلفا في أمر محتمل للتأويل فلما صمم على ذلك انقطعت عن الاجتماع به لذلك فإن ثبت حديث الشعبي أزال الاشكال وأخلق بالأمر أن يكون كذلك لما علم من وفور عقلها ودينها عليها السلام» (فتح الباري6/202).

وقول الحافظ صحيح فقد قال العجلي « مرسل الشعبي صحيح لا يرسل إلا صحيحا صحيحا» (أنظر معرفة الثقات2/12 و446 للعجلي وعون المعبود3/60 وتذكرة الحفاظ1/79).

وفي لفظ آخر:

«أخبرنا عبد الله بن نمير حدثنا إسماعيل عن عامر قال جاء أبو بكر إلى فاطمة حين مرضت فاستأذن فقال علي هذا أبو بكر على الباب فإن شئت أن تأذني له قالت وذلك أحب إليك قال نعم فدخل عليها واعتذر إليها وكلمها  فرضيت عنه (الطبقات الكبرى8/27).

قال الشيخ عبد القادر أرناؤوط محقق سير أعلام النبلاء « أخرجه ابن سعد في الطبقات (8/27) وإسناده صحيح، لكنه مرسل، وذكره الحافظ في الفتح (6/139).

قال المحب الطبري « عن الأوزاعي قال بلغني أن فاطمة بنت رسول الله غضبت على أبي بكر فخرج أبو بكر حتى قام على بابها في يوم حار ثم قال لا أبرح مكاني حتى ترضى عني بنت رسول الله فدخل عليها علي فأقسم عليها لترضى فرضيت خرجه ابن السمان في الموافقة» (الرياض النضرة2/97).

طاعة الله ورسوله مقدمة على غيرهما إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وقال مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ .

    قال رسول الله »والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها«. وذكر الطبرسي في مجمع البيان أن الآية وَسَيُجَنَّبُهَا الأتْقَى  نزلت في أبي بكر.

هل يفتي الشيعة أبا بكر أن يتوقف عن طاعة الله ورسوله؟

وقد روى الصدوق أن فاطمة غضبت على علي عندما خطب ابنة أبي جهل (علل الشرائع185-186). وقد وثق الخوئي جميع.

       وذكر المجلسي أن « رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أتى منزل فاطمة وجاء علي فأخذ بيده ثم هزها إليه هزاً خفيفاً ثم قال: يا أبا الحسن إياك وغضب فاطمة فإنّ الملائكة تغضب لغضبها وترضى لرضاها» (بحار الأنوار 43/42).

أن قردة زنت فرجموها

 هذه الرواية من طريق عمرو بن ميمون وهو ليس بصحابي إذ أدرك الجاهلية ولكنه لم يلق النبي وهو قد أخبر عما رأى في وقت جاهليته فإنه لا حرج من القول بأن هذا ما ظنه لا سيما أنه في رواية رآى قردا وقردة مع بعضهما فجاء قرد آخر وأخذها منه فاجتمع عليها القردة الآخرون ورجموهما. فهذه صورة الحكاية ظنها رجما للزنى. وهو لم يأخذ هذا حكاية عن النبي . ولو أخبر بها النبي وصح السند عنه قبلناه. فإننا صدقناه فيما هو أعظم من ذلك.

 إن صحت هذه الحادثة فتبين أن القردة أطهر من الرافضة القائلين بإعارة الفروج وإتيان المرلاأة من الدبر. وهذا مذهب الخنازير.

فقد روى الطوسي عن محمدعن أبي جعفر قال قلت الرجل يحل لاخيه فرج قال نعم لابأس به له ما أحل له منها (كتاب الإستبصار3/136). وذكر الطوسي في الاستبصار 3/141 «عن أبي الحسن الطارئ أنه سأل أبا عبد الله عن عارية الفرج فقال لا بأس به».

قال الجزائري « قال أبو عبد الله (عليه السلام): والله لقد نبئت أن بعض البهائم تنكرت له أخته فلما نزا عليها ونزل كُشف له عنها وعلم أنها أخته: أخرج غرموله (ذكره) ثم قبض عليه بأسنانه ثم قلعه ثم خر ميتا» (قصص الأنبياء ص71 للجزائري ط: دار البلاغة).

وإن كان المعترض نصرانيا فنسأل أي الروايتين أشرف: روايتنا في رجم القردة للزاني أم روايتهم في وقوع أنبياء الله في زنا المحارم كما فعل لوط بابنتيه وما فعل يهودا في كنته ثامار؟

إن كرسيه وسع السموات والأرض وإنه ليقعد عليه

فما يفضل منه مقدار أربع أصابع. ثم قال بأصابعه فجمعها وإن له أطيطا كأطيط الرحل الجديد إذا ركب من ثقله.

منكر.

يدعي الكوراني أن أهل السنة صححوا حديث أطيط العرش (الوهابية والتوحيد ص63).

والحديث هو « إن كرسيه وسع السماوات والأرض، و إنه يقعد عليه، ما يفضل منه مقدار أربع أصابع – ثم قال بأصابعه فجمعها – و إن له أطيطا كأطيط الرحل الجديد إذا ركب من ثقله» (مجمع الزوائد10/159).

ثم ذكر قول الهيثمي «رجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن خليفة الهمذاني وهو ثقة». ولكن في كلام الهيثمي إشارة إلى أن عبد الله بن خليفة ليس من رجال الصحيح. وقد صرح أهل العلم أن عبد الله بن خليفة ليس ثقة إلا عند ابن حبان دون غيره. وابن حبان متساهل في التوثيق بالاتفاق (أنظر سلسلة الضعيفة للألباني2/257). فهل هذا هو التصحيح الذي يدعيه الكوراني أم التضعيف؟

بل قد قال الذهبي عن ابن خليفة «لا يكاد يعرف» (ميزان الاعتدال4/89).

وقد حكم الألباني على الحديث بأنه منكر (سلسلة الضعيفة2/256 ح رقم866 وكذلك ح رقم4978 وتخريجه للسنة لأبي عاصم ح رقم574).

وأعله شيخ الاسلام بالاضطراب في سنده ومتنه. (مجموع الفتاوى16/434-436). وذكره كمثال على الأحاديث الضعيفة التي يرويها بعض المؤلفين في الصفات.

وقد حكم بضعفه جمع من أهل السنة كابن كثير في تفسيره (1/311).

فمن أين لهذا الكوراني الكذاب أن يدعي تصحيح أهل السنة له؟

وأما عبارة الهيثمي (رجاله رجال الصحيح) فهي لا تعني عند أهل الفن بالرواية تصحيح السند. لأن كون الرواة من رجال الصحيح لا يلزم منه صحة الرواية كما بينه الحافظ في التلخيص3/19) إذ قد تكون هناك علل أخرى من الاختلاط والتدليس إلخ..

والحديث منكر كما قال الألباني. أضاف«رواه أبو العلاء الحسن بن أحمد الهمداني في فتيا له حول الصفات من طريق الطبراني. ورواه الضياء المقدسي في المختارة (1/59) من طريق الطبراني به، ومن طرق أخرى عن أبي بكير به. وكذلك رواه أبو محمد الدشتي في كتاب إثبات الحد (134-135) من طريق الطبراني وغيره عن أبي بكير به ولكنه قال «هذا حديث صحيح رواته على شرط البخاري ومسلم».

قال الألباني «كذا قال. وهو خطأ بين مزدوج. فليس الحديث بصحيح، ولا رواته على شرطهما، فإن عبد الله بن خليفة لم يوثقه غير ابن حبان، وتوثيقه لا يعتد به ولذلك قال الذهبي في ابن خليفة: «لا يكاد يعرف» فأنى للحديث الصحة؟ بل هو حديث منكر عندي.

ومثله حديث ابن اسحاق في المسند وغيره، وفي آخره «إن عرشه لعلى سماواته وأرضه هكذا مثل القبة، وإنه ليئط به أطيط الرحل بالراكب». وأبو إسحاق مدلس، ولم يصرح بالسماع في شيء من الطرق عنه، ولذلك قال الذهبي في العلو (ص23) «هذا حديث غريب جدا فرد، وابن إسحاق حجة في المغازي إذا أسند، وله مناكير وعجائب، فالله أعلم أقال النبي هذا أم لا. وأما الله عز وجل فليس كمثله شيء جل جلاله وتقدست أسماؤه ولا إله غيره. الأطيط الواقع بذات العرش من جنس الأطيط الحاصل في الرحل، فذاك صفة للرحل وللعرش. ومعاذ الله أن نعده صفة لله عز وجل. ثم لفظ الأطيط لم يأت به نص ثابت».

ورواه السيوطي وزاد « وإن لـه أطيطا كأطيط الرحل الجديد إذا ركب من ثقله، ما يفضل منه أربع أصابع» (الدر المنثور1/328). فماذا سوف تقولون في السيوطي هل تكفرونه؟

إن لله جنودا من عسل

زعموا أن معاوية كان يدس السم لمخالفيه فيقتلهم ثم يقول (إن لله جنودا من عسل).

ورد في (مصنف عبد الرزاق 5/462 والتاريخ الكبير 7/211 للبخاري وتهذيب الكمال لابن عدي27/129) أن عمرو بن العاص قالها لما بلغهما مقتل الأشتر مسموما من غير أن يرد في هذين المصدرين أن معاوية هو الذي دس له السم كما يدعي التيجاني.

وفي سير أعلام النبلاء (4/35) أن عمروا لما سمع بموت الأشتر سر لذلك وقال «إن لله جنودا من عسل».

وفي تهذيب الكمال (27/129) أن الذي دس له السم هو عبد لعثمان.

وفي تاريخ الطبري (2/528) أن المسلمين عامة هم الذين قالوا أن لله جنودا من عسل لما علموا بموت الأشتر ولم يعين من الذي قال ذلك.

إن لله ملائكة في الأرض يكتبون ما يسقط من ورق الشجر

تتمة الحديث » فإذا أصابت أحدكم عرجةً بفلاة من الأرض فلينادِ يا عباد الله أعينوا«.

وهذا الحديث ضعيف لا يحتج به لما يلي:

أن الصحابة تركوا التوسل بالرسول وهو أحب إليهم من رجال الغيب فكيف يتركون التوسل به ثم يتعلقون برجال في الهواء؟

وقد وجه بعض أهل العلم هذه الرواية بمناداة حاضر قادر وهم الملائكة، فليس في الأثر دعاء لغائب .

أن ناكثي العهد ومخلفي الوعد ممن يقولون (نحن شيعة أو أشاعرة) زعموا أنه لا يجوز الاستدلال في مسائل العقائد إلا بالمتواتر. وها هم هنا يحتجون بالآحاد الضعيف السند في مسألة عقدية .

أن فيه أسامة بن زيد الليثي قال الحافظ في التقريب (317) «صدوق يهم» وقال أحمد: «ليس بشيء»، وقال عبد الله لأبيه أحمد: « أراه حسن الحديث» فقال أحمد: « إن تدبرت حديثه فسوف تعرف فيه النكرة». وقال أبو حاتم: « يُكتب حديثه ولا يُحتج به، وقال النسائي: ليس بالقوي، وتركه ابن القطان ويحي بن سعيد وقال « اشهدوا أنى قد تركت حديثه» (تهذيب التهذيب 1/209). وقد وثقه آخرون كالدارمي وابن عدي ووثقه ابن شاهين وزاد ابن حبان « يخطئ» .

ومن تدبر هذه الأقوال علم أن ما تفرد به حقه الرد، فإن توبع قُبِلَ. غير أن هذه الرواية التي رواها هنا مما تفرد به فحقها الرد.

وقد روي موقوفاً بإسناد أجود من هذا عند البيهقي عن جعفر بن عون في شعب الإيمان (سلسلة الأحاديث الضعيفة 2: 111)، وهو مع ذلك معلول بالوقف.

1 ) أن أسامة تفرد به، وتفرد ضعيف الحفظ يُعد منكراً إذا لم تؤيده أصول صريحة صحيحة. وأما قول الحافظ (هذا حديث حسن الإسناد غريب جداً) فمعلوم أن حسن إسناده لا يدل على حسن الحديث دائماً.

2 ) وفيه حاتم بن إسماعيل الراوي عن أسامة « صحيح الكتاب صدوق يهم» (قاله الحافظ في التقريب 994) وقال (وقرأت بخط الذهبي في الميزان « قال النسائي: ليس بالقوي» (التهذيب 2/128).

* وفي رواية أخرى من طريق أحمد بن يحي الصوفي ثنا عبد الرحمن بن شريك حدثني عن عبد الله بن عيسى عن زيد عن عتبة بن غزوان عن النبي أنه قال « إذا أضل أحدكم شيئاً أو أراد عوناً وهو بأرض ليس بها أنيس فليقل يا عباد الله أعينوني».

قال الهيثمي في (مجمع الزوائد 10/132) « رجاله ثقات على ضعف في بعضهم» وقد تقدم تخريجه.

أن محمدا رأى ربه في صورة شاب أمرد دونه ستر من لؤلؤ

عن ابن عباس أن محمداً رأى ربه في صورة شاب أمرد دونه ستر من لؤلؤ قدميه أو رجليه في خضرة . (ميزان الاِعتدال ج 1 ص 593).

قلت: هكذا أورده المدلس وسكت عن قول الذهبي « فهذا من أنكر ما أتى به حماد بن سلمة وهذه الرؤية رؤية منام إن صحت» (1/593)

إن محمداً رأى ربه مرتين مرة ببصره ومرة بفؤاده

وعن ابن عباس أنه كان يقول : إن محمداً رأى ربه مرتين مرة ببصره ومرة بفؤاده . مجمع الزوائد ج 1 ص 78 .

سكت المدلس عن قول الهيثمي: رجاله رجال الصحيح الا جهور بن منصور الكوفي. وهذا تضعيف سكت عنه المدلس.

أن معاوية أمر بسب علي

رواه ابن ماجة في سننه.

الرد: هذه الرواية ضعيفة. فإن عبد الرحمن بن سابط كثير الإرسال.

وقد تكلم أهل العلم في رواية أبي معاوية عن الأعمش. قال فيه ابن عدي: « شيعي محترق: له من الأخبار ما لا أستحب ذكره » وقال ابن حجر: « إخباريٌ تالِف. لا يوثق به » وقال أبو حاتم الرازي في الجرح والتعديل: « ليس بثقة متروك الحديث » [انظر الكامل في الضعفاء 6/93 ميزان الاعتدال 3/419 لسان الميزان 4/584 الجرح والتعديل 7/182 سير أعلام النبلاء 7/301-302].

أن معاوية أمر بقتل حجر بن عدي

لم تثبت لحجر صحبة وهو قول البخاري وابن أبي حاتم وابن حبان وخليفة بن خياط. لم يقتل معاوية حجراً لأنه امتنع عن سب عليّ، والذي ذكره المؤرخون في سبب مقتل حجر بن عدي هو « أن زياد أمير الكوفة من قبل معاوية قد خطب خطبة أطال فيها فنادى حجر بن عدي الصلاة فمضى زياد في الخطبة فما كان من حجر إلا أن حصبه هو وأصحابه فكتب زياد إلى معاوية ما كان من حجر وعدّ ذلك من الفساد في الأرض وقد كان حجر يفعل مثل ذلك مع من تولّى الكوفة قبل زياد، فأمر أن يسرح إليه فلما جيء به إليه أمر بقتله، وسبب تشدد معاوية في قتل حجر هو محاولة حجر البغي على الجماعة وشق عصا المسلمين واعتبره من السعي بالفساد في الأرض، وخصوصاً في الكوفة التي خرج منها جزء من أصحاب الفتنة على عثمان فإن كان عثمان سمح بشيء من التسامح في مثل هذا القبيل الذي انتهى بمقتله، وجرّ على الأمة عظائم الفتن حتى كلّفها ذلك من الدماء أنهاراً، فإن معاوية أراد قطع دابر الفتنة من منبتها بقتل حجر»،

ثم أن مدار الرواية على لوط بن مخنف أبي يحيى.

أن معاوية كان يلبس الحرير ويفترش في بيته جلود النمور

وأن المقدام وبخه على ذلك فقال له معاوية: « قد علمتُ أني لن أنجو منك ».

الرواية ضعيفة. فيها بقية، وهو مدلّس جاءت روايته بصيغة العنعنة ولقد قيل: « أحاديث بقية ليست نقية فكن منها على تقية ».

وبقية هذا يُقبَل حديثه إذا أُمِن شرُّ تدليسه. وهذه الرواية عند أبي داود (4131) ضعيفة فبطل الاحتجاج بها، على أن بقية قد صرح بالتحديث كما عند أحمد (4/132) وليس فيها هذه القصة المكذوبة على معاوية.

إن منكم لمن يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله

ضعيف جدا. قال الحافظ ابن حجر العسقلاني «فيه نظر» (الإصابة1/25) فيه:

الكديمي محمد بن يونس: متهم بوضع الحديث كما قال الدارقطني. وروى عن أحمد بن حنبل أنه كان ينهى عن الذهاب إلى الكُدَيمي ويقول: »إنه كذاب«، كما روى الدارقطني عن أبي بكر أحمد بن الواثق الهاشمي قوله » أنا أجاثيه – أي الكديمي بين يدي الله تعالى يوم القيامة وأقول: إن هذا كان يكذب على رسولك وعلى العلماء (سؤالات الدارقطني74و404).

ورواه الحاكم (3/122) ووصححه على شرط الشيخين وأقره الذهبي وهو من أوهامهما. فإن في السند:

عبيد الله بن موسى: قال العجلي »كان يتشيع« (الثقات902) وقال أبو داود سمعت أحمد بن حنبل يقول »كل بلية تأتي عن عبيد الله بن موسى (سؤالاته 3/152). بل ثبت أنه صاحب تخليط وراوي أحاديث سوء كما قاله يعقوب بن سفيان. أضاف » شيعي، وإن قال قائل إنه رافضي لم أنكر عليه وهو منكر الحديث (كتاب المعرفة والتاريخ2/210).

والحديث ليس فيه ما يؤيد مذهب الروافض فيما يذهبون إليه من عصمة علي ووجوب إمامته قبل أبي بكر وعمر.

إن موسى سأل ربه أن يطهر مسجده بهرون

حدثنا حاتم بن الليث حدثنا عبيد الله بن موسى حدثنا أبو ميمونة عن عيسى الملائي عن علي بن الحسين عن أبيه عن علي بن أبي طالب قال أخذ رسول الله بيدي فقال إن موسى سأل ربه أن يطهر مسجده بهرون وإني سألت ربي أن يطهر مسجدي بك وبذريتك ثم أرسل إلى أبي بكر أن سد بابك فاسترجع ثم قال سمعا وطاعة فسد بابه ثم أرسل إلى عمر ثم أرسل إلى العباس بمثل ذلك ثم قال رسول الله لا أنا سددت أبوابكم وفتحت باب علي ولكن الله فتح باب علي وسد أبوابكم

موضوع: رواه البزار وأردجه السيوطي في جملة الأحاديث الموضوعة (اللآلئ المصنوعة1/321).

ورواه الهيثمي من طريق آخر عن ابن عباس وقال فيه جماعة اختلف فيهم. ولعله يشير إلى الرافضي حسين الأشقر. وأما رواية البزار فقال عنها « رجاله ثقات» (مجمع الزوائد9/115). قلت وهذا من أوهامه. فقد قال البزار « أبو ميمونة مجهول وعيسى الملائي لا نعلمه روى إلا هذا» (اللآلئ المصنوعة1/321).

عيسى الملائي. قال الحافظان الذهبي وابن حجر « قال أبو الفتح الأزدي: تركوه» (ميزان الاعتدال5/396 لسان الميزان4/410 الضعفاء والمتروكين2/237 المغني في الضعفاء2/502).

إن هذا أخي ووصيي وخليفتي من بعدي فاسمعوا له وأطيعوا

هذا الحديث باطل متناً وسنداً:

قال الألباني « موضوع» (سلسلة الأحاديث الضعيفة4932).

أما من ناحية السند: فمدار رواياته على ثلاثة، محمد بن اسحاق وعبد الغفار بن القاسم وعبد الله بن عبد القدوس.

أما محمد بن اسحاق: راوي الحديث فهو مختلف في صحته.

 وأما عبد الغفار بن القاسم: قال عنه الذهبي « أبو مريم الأنصاري رافضي، ليس بثقة، قال علي بن المديني: كان يضع الحديث، ويقال: كان من رؤوس الشيعة، وروى عباس بن يحيى: ليس بشيء، وقال البخاري: ليس بالقوي عندهم، وقال أحمد بن حنبل: كان أبو عبيدة إذا حدّثنا عن أبي مريم يضج الناس يقولون: لا نريده، وقال أحمد: كان أبو مريم يحدّث ببلايا في عثمان (ميزان الاعتدال 2/640).

وقال عنه ابن حبّان « كان ممن يروي المثالب في عثمان بن عفان وشرب الخمر حتى يسكر ومع ذلك يقلّب الأخبار ولا يجوز الاحتجاج به، تركه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين» (كتاب المجروحين لابن حبان ص143).

وقـال النسـائي « متروك الحـديث» (الضعفاء والمتروكين للنسائي ص210).

وقال عنه ابن كثير « متروك كذاب شيعي اتهمه علي بن المديني وغيره بوضع الحديث وضعّفه الأئمة رحمهم الله» (تفسير ابن كثير3/364).

وأما عبد الله بن عبد القدوس: قال عنه الذهبي « كوفي رافضي نزل الري، روى عن الأعمش وغيره، قال بن عدي: عامة ما يرويه في فضائل أهل البيت، قال يحيى: ليس بشيء رافضي خبيث، وقال النسائي وغيره: ليس بثقة، وقال الدارقطني: ضعيـف، وقـال أبومعمر: عبد اللـه بن عبد القـدوس وكان خشبيـاً» (ميزان الاعتدال2/457).

إن هذا أول من آمن بي وهذا الصديق الأكبر وفاروق هذه الأمة

إن هذا أول من آمن بي وهو أول من يصافحني يوم القيامة وهذا الصديق الأكبر وهذا فاروق هذه الأمة يفرق بين الحق والباطل وهذا يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الظالم.

قال الهيثمي « وفيه عمرو بن سعيد المصري وهو ضعيف» (مجمع الزوائد9/102).

إن وصيي وموضع سري هو علي بن أبي طالب

وخير من أترك من بعدي وينجز عدتي ويقضي ديني علي بن أبي طالب

رواه الهيثمي في مجمع الزوائد 9/114 وعزاه إلى الطبراني وقال » فيه ناصح بن عبد الله وهو متروك«.

وورد بلفظ آخر كسبب لنزول آية وأنذر عشيرتك الأقربين قال » لما نزلت دعا رسول الله رجالا من أهل بيته فقال: من يضمن عني ديني ومواعيدي ويكون معي في الجنة ويكون خليفتي في أهلي؟ فقال علي: أنا. فقال رسول الله » علي يقضي عني ديني وينجز مواعيدي« وإسناده ضعيف: فيه يحيى الحماني وعباد بن عبد الله وشريك. قال الحافظ «قال البزار: هذا الحديث منكر. قلت: وأبو نعيم ضرار بن صرد ضعيف جدا» (مختصر زوائد البزار2/309).

وقوله « خليفتي في أهلي» ليس بنص على الإمامة بعده وإنما معناه أنت خليفتي على أهلي أي على فاطمة وولديها وهم أهل له .

أن يزيد بن معاوية كان يشرب الخمر

إذا كان شرب الخمر يثبت بمجرد حكايات التاريخ. فيصير وضع عبد الله بن سبأ اليهودي لمذهب الرافضة ثابتا أيضا.

ثبت في الصحيح قول النبي « أول جيش يغزو القسطسنطينية مغفور له» (صحيح).

أن يهوديا من بني زريق سحر رسول الله

عن عائشة رضي الله عنها قالت « سحر رسولَ الله رجل من بني زريق يقال له لبيد بن الأعصم، حتى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخيل إليه أنه كان يفعل الشيء وما فعله، حتى إذا كان ذات يوم أو ذات ليلة وهو عندي ، لكنه دعا ودعا، ثم قال: يا عائشة أشعرت أن الله أفتاني فيما استفتيته فيه، أتاني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي والآخر عند رجليَّ، فقال أحدهما لصاحبه: ما وجع الرجل؟ فقال: مطبوب، قال: من طبه؟ قال: لبيد بن الأعصم، قال: في أي شيء؟ قال: في مشط ومشاطة، وجف طلع نخلة ذكر، قال: وأين هو؟ قال: في بئر ذروان، فأتاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في ناس من أصحابه فجاء فقال: يا عائشة كأن ماءها نقاعة الحناء، أو كأن رؤوس نخلها رؤوس الشياطين، قلت: يا رسول الله، أفلا استخرجته؟ فقال: قد عافاني الله، فكرهت أن أثوِّر على الناس فيه شراً، فأمر بها فدفنت» (رواه البخاري ومسلم واللفظ للبخاري).

وفي رواية للبخاري عن عائشة : « كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سُحِر ، حتى كان يُرى أنه يأتي النساء ولا يأتيهن - قال : سفيان وهذا أشد ما يكون من السحر إذا كان كذا - ، وفي رواية قالت : مكث النبي - صلى الله عليه وسلم - كذا وكذا يخيل إليه أنه يأتي أهله ولا يأتي ....».

الجواب: أن تأثر محمد بالسحر لم يؤثر على الوحي وإنما كان له تأثير على الجانب البشري كما حدث لموسى عليه السلام كما قال تعالى فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى (طه66).

فالقرآن أثبت تأثر موسى بالسحر، ولو كان في هذا مساسا بجناب النبوة أو تأثيرا على وحي الله لما أذن له بهذا التأثر أن يقع. فمن استنكر رواية سحر اليهودي للنبي محمد في السنة فلينكر سحر السحرة لموسى في القرآن. ومن استنكر ما في القرآن فليذهب وليبحث عن كتاب آخر غير القرآن يتوافق مع مذهبه وأهوائه.

فما تعرض له النبي صلى الله عليه وسلم من سحر، هو مرض من الأمراض، وهذه تجوز على الأنبياء كغيرهم من البشر ، وهي مما لا يُنكر ولا يَقدحُ في النبوة، ولا يُخِلُّ بالرسالة أو الوحي ، والله سبحانه إنما عصم نبيه صلى الله عليه وسلم مما يحول بينه وبين الرسالة وتبليغها ، وعصمه من القتل ، دون العوارض التي تعرض للبدن .

وأما قوله تعالى (إن تتبعون إلا رجلا مسحورا) فيقصدون به أن الشياطين تملي عليه وتكتب له كما قال تعالى وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الأوَلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلا (الفرقان5).

فهو حكاية عن وصف الكفار لأنبيائهم. بأن أصل ومصدر دعوتهم وما يتلقونه من وحي إنما هو من اكتتاب الجن لهم. أو أن المراد به من سُحر حتى جُنَّ وصار كالمجنون الذي زال عقله؛ إذ المسحور الذي لا يُتبع هو من فسد عقله بحيث لا يدري ما يقول فهو كالمجنون.

أنا أقاتل على تنزيل القرآن وعلي يقاتل على تأويله

ضعيف جدا. فيه الأخضر بن أبي الأخضر: غير مشهور في الصحابة ةفي إسناده نظر وهو متروك متهم.. وجابر الجعفي رافضي» (سلسلة الأحاديث الضعيفة4911 ). وقد أحسن البعض الظن به في أول الأمر فلما زعم أن عنده خمسين ألف باب من العلم ما حدثت به أحدا قال أيوب: « أما إنه الآن فهو كذاب» (الكامل في الضعفاء2/113 المجروحين1/208).

أنا المنذر وعلي الهادي بك يا علي يهتدي المهتدون [بعدي].

قال الألباني موضوع (سلسلة الضعيفة4899). فيه الحسن بن الحسين. قال أبو حاتم لم يكن بصدوق عندهم كان من رؤساء الشيعة وقال ابن عدي « لا يشبه حديثه حديث الثقات وقال ابن حبان يأتي عن الأثبات بالملزقات ويروي المقلوبات» (ميزان الاعتدال2/231). وذكر من مناكيره هذا الحديث.

وقال عبد الحسين في (المراجعات ص55) « وردت في ذلك سبعة أحاديث عند أهل السنة» قال الألباني « ثم لم يذكر إلا حديثا واحدا زعم أن إبراهيم الحموي أسنده إلى أبي هريرة.. فمن هو إبراهيم هذا؟ فيحتمل أن يكون (إبراهيم بن سليمان الحموي من علماء الحنفية المتأخرين (توفي732) غير أنه لم يذكر أيضا في أي كتاب ذكر هذا الحديث؟.. وقوله (أسنده) كذب مكشوف إذ كيف يسند من كان في القرن الثامن وبينه وبين أبي هريرة مفاوز؟. ولو فرضنا أنه أسنده: فما قيمة مثل هذا الإسناد النازل الكثير الرواة؟ فإن مثله قل ما يسلم من علة. وهؤلاء الشيعة كالغرقى يتعلقون ولو بخيوط القمر» (سلسلة الأحاديث الضعيفة10/2/538).

أنا دار الحكمة وعلي بابها

رواه الترمذي وأبو نعيم سكت عن قول الترمذي: هذا حديث غريب منكر.. ولا نعرف هذا الحديث عن واحد من الثقات عن شريك) (حديث رقم 3723). وسكت عن سند الرواية عند ابي نعيم حيث أسنده عن الأصبغ بن نباتة وهو متروك الحديث كما قال أهل الجرح والتعديل. أورده الذهبي في الضعفاء. (قال الحافظ ابن حجر: هذا حديث غريب لا يعرف عن أحد من الثقات غير شريك. وإسناده مضطرب. وقال ابن الجوزي: هذا حديث موضوع« (مشكاة المصابيح 3/1777). وحكم ابن الجوزي بأنه مكذوب (الموضوعات 1/349) والسيوطي (اللآلئ المصنوعة 1/329-333).

أنا سيد ولد آدم وعلي سيد العرب

رواه الحاكم (3/124) وصححه مع أنه قال » وفي إسناده عمر بن الحسن وأرجو أنه صدوق..« وتعقبه الذهبي فقال: وضعه الحسين بن علوان وعمر بن موسى الوجيهي.

قال الحافظ « وهو موضوع» (لسان الميزان4/290) (مختصر استدراك الحاكم للحميد1357).

وقال الهيثمي « وفيه خاقان: ضعفه أبو داود وفيه إسحاق بن إبراهيم الضبي وهو متروك» (مجمع الزوائد9/116 و9/131).

وقال الشيخ ملا علي قاري « موضوع» (الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة1/220).

كذلك قال ابن الجوزي في (العلل المتناهية في الأحاديث الواهية1/216).

كذلك ضعفه السخاوي بل واحتج بحكم الذهبي عليه بالوضع (المقاصد الحسنة1/394).

وكذلك صرح العجلوني بأن كل طرق هذا الحديث ضعيفة (كشف الخفاء1/561).

أنا شجرة وفاطمة أصلها وعلي لقاحها والحسن والحسين ثمرها

موضوع. قال الحافظ « لعله وضعه ميناء» (لسان الميزان4/77). يعني ميناء بن أبي ميناء. كذلك حكم عليه السيوطي وابن الجوزي بالوضع. (اللآلئ المصنوعة1/370 الموضوعات1/321 لابن الجوزي).

أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حين يذكرني إن ذكرني

في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ هم خير منهم وإن تقرب مني شبرا تقربت إليه ذراعا وإن تقرب إلي ذراعا تقربت منه باعا وإن أتاني يمشي أتيته هرولة».

التقرب يكون على أنواع وليس على نوع واحد. ولا يجوز تخصيص معنى من المعاني المتعددة دون المعنى الآخر إلا بحسب السياق.

كيف كان نوع مشي العبد إلى الله في هذا الحديث؟

هل كان بالأرجل أم كان بالعمل؟

إذن لماذا تعتبرون المشي هنا على المجاز؟

أليس ما تفعلونه هنا هو عين ما فعلتموه في آية (وهو معكم أينما كنتم) حيث تحكمتم في معنى دون المعاني الأخرى. وجعلتموه هو الأصل وما عداه من المعاني مجازية.

وقد صار ما كان شائع الاستعمال عندهم هو الأصل. وما كان قليل الاستعمال هو المجاز فتأمل.

وما يسمونه بالمجاز هو عندنا حقيقي في سياقه.

وقد اعترف القوم أن المشي على أنواع وأن نوع المشي هنا لا علاقة له بمشي الأرجل.

والمشي والهرولة مقترنان بالتقرب. وهذا النوع من التقرب إلى الله ليس بالمشي إليه وإنما يتقرب إلى الله بالعمل الصالح وليس بمشي الأرجل. فكذلك الهرولة هي مشي سريع لا بالأرجل وإنما بالعمل الصالح.

أن هذا مما يسمى في اللغة بالمشاكلة اللفظية. كقوله تعالى (فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم). (وجزاء سيئة سيئة مثلها) (فاعتدوا عليهم بمثل ما اعتدوا عليكم).

أنا فاعل

سألت النبي : خرجه الترمذي بسند جيد عن أن قال أن يشفع لي يوم القيامة، فقال: أنا فاعل، قلت يا رسول اللّه فأين أطلبك فقال: اطلبني أوّل ما تطلبني على الصراط.

وهذا الحديث لا علاقة له بطلب الشفاعة من الميت.

أنا قسيم النار (يعني علي بن أبي طالب)

أورده الرافضة ليجعلوا علي بن أبي طالب شريكا مع الله في اتخاذ قرار دخول البشر الجنة والنار. وهذا يكشف دينهم المبني على تأليه علي عن طريق إعطائه صلاحيات إلاهية.

قال الحافظ الذهبي وابن حجر « أورده العقيلي في الضعفاء وهو موضوع. وفيه عباية بن ربعي وموسى بن طريف ذكر الحافظ أن كليهما من غلاة الشيعة» (ميزان الاعتدال4/55 لسان الميزان3/247 العلل المتناهية لابن الجوزي2/945).

والسؤال هل الله هو الذي أذن له أن يكون قسيما وشريكا معه فيها؟ أم على الله تفترون؟

أنا قسيم النار يوم القيامة أقول خذي ذا وذري ذا

« عن موسى بن طريف عن عباية عن علي بن أبي طالب أنه قال: أنا قسيم النار يوم القيامة، أقول: خذي ذا، وذري ذا».

قال الشيخ الألباني « موضوع» آفته موسى بن طريف. قال عنه الجوزجاني « زائغ». وكذبه أبو عياش.

وقد ثبت استنكار الأعمش لهذه الرواية التي افتراها موسى بن طريف والمدعو عباية فقال « ألا تعجبون من موسى بن طريف يحدث عن عباية عن علي أنا قسيم النار»؟ (أنظر سلسلة الأحاديث الضعيفة4924).

إنا كنا لنعرف المنافقين نحن معشر الأنصار ببغضهم علي

حدثنا قتيبة حدثنا جعفر بن سليمان عن أبي هرون العبدي عن أبي سعيد الخدري قال إنا كنا لنعرف المنافقين نحن معشر الأنصار ببغضهم علي بن أبي طالب».

قال الترمذي « هذا حديث غريب إنما نعرفه من حديث أبي هرون وقد تكلم شعبة في أبي هرون».

إنا لم نرد هذا إنا لم نرد هذا

« عن عائشة أنها خاصمت النبي إلى أبي بكر فقالت يا رسول الله اقصد فلطم أبو بكر خدها وقال تقولين لرسول الله اقصد وجعل الدم يسيل من أنفها على ثيابها ورسول الله يغسل الدم من ثيابها بيده ويقول إنا لم نرد هذا إنا لم نرد هذا».

ضعيف. صرح الحافظ العراقي بضعفه (تخريج الإحياء2/40).

إسماعيل بن إبراهيم المنقري وأبوه مجهولان. والمبارك بن فضالة وإن كان صدوقا فإنه مدلس تدليس التسوية وهو شر أنواع التدليس (سلسلة الأحاديث الضعيفة4966).

وروى ابن سعد طرفا منه « أخبرنا محمد بن عبد الله بن جعفر عن بن أبي عون قال قالت عائشة كنت أستب أنا وصفية فسببت أباها فسبت أبي وسمعه رسول الله فقال يا صفية تسبين أبا بكر يا صفية تسبين أبا بكر أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا محمد بن عبد الله عن الزهري عن بن المسيب قال قال رسول الله لأبي بكر يا أبا بكر ألا تعذرني من عائشة قال فرفع أبو بكر يده فضرب صدرها ضربة شديدة فجعل رسول الله يقول غفر الله لك يا أبا بكر ما أردت هذا».

فيه محمد بن عمر وهو الواقدي. والواقدي كذاب مشهور.

وفيه محمد بن عبد الله بن محمد بن أبي سبرة. قال الحافظ « رموه بالوضع» (تقريب التهذيب1/623). « كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات لا يحل كتابة حديثه ولا الاحتجاج به بحال كان أحمد بن حنبل يكذبه» (المجروحين3/147).

أنا محمد.. وخرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح

ضعيف جدا كما قال الشيخ الألباني في ضعيف الجامع رقم 1320.

قال الحافظ « قوله روي أنه قال ولدت من نكاح لا من سفاح» الطبراني والبيهقي من طريق أبي الحويرث عن بن عباس وسنده ضعيف ورواه الحارث بن أبي أسامة ومحمد بن سعد من طريق عائشة وفيه الواقدي ورواه عبد الرزاق عن بن عيينة عن جعفر بن محمد عن أبيه مرسلا بلفظ إني خرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح ووصله بن عدي والطبراني في الأوسط من حديث علي بن أبي طالب وفي إسناده نظر ورواه البيهقي من حديث أنس وإسناده ضعيف» (التلخيص الحبير3/176).

قال الهيثمي « فيه محمد بن جعفر بن محمد بن علي صحح له الحاكم في المستدرك وقد تكلم فيه وبقية رجاله ثقات. وعن ابن عباس قال: قال رسول الله ما ولدني من سفاح الجاهلية شيء وما ولدني إلا نكاح كنكاح الإسلام رواه الطبراني عن المديني عن أبي الحويرث ولم أعرف المديني ولا شيخه وبقية رجاله وثقوا» (مجمع الزوائد8/214).

أنا مدينة الحكمة وعلي بابها

قال ابن عدي في الكامل في الضعفاء (5/177) « هذا الحديث معضل عن الأعمش.. وقد سرقه أبو الصلت من أبي معاوية» (وانظر لسان الميزان4/144) وقد قال أهل العلم منهم أبو زرعة « كم من خلق افتضحوا بهذا الحديث» (تهذيب التهذيب7/374 تهذيب الكمال21/277 سؤالات البرذعي1/519).

أنا مدينة العلم وعلي بابها

موقف العلماء من الحديث

ذكره الحافظ عن جابر مرفوعا. ثم قال « الحديث منكر» (لسان الميزان1/197).

وقال الشيخ الألباني « موضوع» (سلسلة الأحاديث الضعيفة6/518 ح رقم2955).

قال القرطبي » هذا حديث باطل: النبي مدينة العلم والصحابة أبوابها«. ولعله من كلام منقول من أبي بكر بن العربي وعلى كل حال فهو ينقله مستحسنا إياه« (م 5 ج 9 ص 220).

وقال الهيثمي (9/114) » وفيه عبد السلام بن صالح وهو ضعيف«.

وذكر الذهبي ما يليق بأبي الصلت من الذم وذكر عنه هذا الحديث (سير الإعلام 11/447). ونقل عن مطين أن هذا الحديث موضوع (ميزان الاعتدال 2/145). وفي (5/220) من الميزان ذكر كذب أبي الصلت عن أبي معاوية، سرقه منه أحمد بن سلمة. وفي (7/165) من الميزان يصف الذهبي الخبر بأنه باطل.

وقال ابن الجوزي في (الضعفاء والمتروكون 2/205) فيه عمر بن إسماعيل بن مجالد: متروك ليس بثقة.

وقال ابن عدي في (الكامل في الضعفاء 1/192) »هذا حديث منكر موضوع«.

وذكره في (تاريخ بغداد 2/377 و4/348) ولم يحك فيه شيئا.

وفي (7/172) قال » قال أبو جعفر لم يرو هذا الحديث عن أبي معاوية من الثقات أحد رواه أبو الصلت فكذبوه«. فمن أين يصحح الخطيب البغدادي هذا الحديث؟

وفي (11/48) نقل عن اسحاق بن ابراهيم أن أبا الصلت » روى أحاديث مناكير قيل له روى حديث مجاهد عن علي أنا مدينة العلم وعلي بابها قال ما سمعنا بهذا قيل له هذا الذي تنكر عليه هذا أما هذا فما سمعنا به«.

بل إن الخطيب ذكر عدم معرفة يحيى بن معين بحال أبي الصلت هذا فقال عن الحديث صحيح. ثم تبين له حاله. فتعقب الخطيب قوله: بمعنى أنه ليس بباطل. اذ قد رواه عدد عن أبي معاوية غيره.

غير أن الخطيب انتهى إلى القول: وقد ضعف جماعة من الأئمة أبا الصلت وتكلموا فيه بغير هذا الحديث (11/50) ثم ذكر أقوالا كثيرة فيه تدل على أنه كذاب وضال وزائغ. ولذلك نقل عن يحيى بن معين هذه الرواية وطعن فيها قائلا بأنها كذب ليس له أصل« (11/58). فأنى للخطيب التصيح لهذه الرواية؟

وفي العلل ومعرفة الرجال (3/9) » قال يحيى عن رواية ابن عمر بن إسماعيل بن مجالد: هذا كاذب رجل سوء«.

وفي كشف الخفاء للعجلوني (1/236) عن رواياته كلها بأنها واهية.

فيه أبو الصلت (عبد السلام بن صالح): ضعيف جدا. وثقه الحاكم وتعقبه الذهبي مبينا بأنه ليس بثقة ولا مأمون. (المستدرك 3/126). وروي من ثلاث طرق عن الاعمش وكلها موضوعة فيها عثمان الأموي وهو متهم بأنه كذاب يضع الحديث ويسرقه. وهناك طريق أخرى عن الأعمش ضعيفة جدا لشدة ضعف شيخ ابن عدي أحمد بن حفص وجهالة سعيد بن عقبة. وهناك حوالي أحدى عشر طريقا عن أبي معاوية كلها بين شديد الضعف وبين موضوع. حكم ابن الجوزي بوضعه (الموضوعات 1/351).

موقف الحافظ ابن حجر في اللسان

وقال في لسان الميزان (6/301):

 142 يحيى بن بشار الكندي » أتى بخبر باطل« والخبر الباطل عند الحافظ ابن حجر هو رواية أنا مدينة العلم وعلي بابها. وفي ترجمة سعيد بن عقبة قال الحافظ عن روايته » أنا مدينة العلم« لعله اختلقه«. (لسان 3/47-48).

513 جعفر بن محمد الفقيه أنكر على (مطين) الذي رواه وحكم عليه بالوضع قائلا » وهذا الحديث لـه طرق كثيرة في مستدرك الحاكم أقل أحوالها أن يكون للحديث أصل فلا ينبغي أن يطلق القول عليه بالوضع« (2/155).

وإذا كان للحديث أصل فلا يكون صحيحا. فالضعيف له أصل. والموضوع مختلق مكذوب.

1342 إسماعيل بن محمد أبي هرون الجبريني الفلسطيني. قال ابن حبان » كان يسرق الحديث« وقد أورد حديثا مكذوبا وفيه » أبو بكر وزيرك وخليفتك من بعدك« قال ابن الجوزي » إنما نقل قوله كذاب عن ابن طاهر«. فتأمل إنصاف أهل السنة. لو كانوا لا يبالون بصحة السند ومتحيزين لصححوا هذا السند (1/482).

1316 إسماعيل بن علي المثنى. وهو الموصوف بأنه الكذاب (1/471).

513 أحمد بن عبد الله بن يزيد الهيثمي الموصوف بالكذاب الوضاع (1/211).

574 أحمد بن سلمة كوفي حدث بجرجان عن أبي معاوية الضرير قال بن حبان كان يسرق الحديث. (1/190).

موقف الحافظ منه في تهذيب التهذيب

(تهذيب 6/319) ترجمة عبد السلام بن صالح بن أيوب. نقل عن المروزي أن له أحاديث مناكير وذكر منها هذا الحديث. قال الحافظ »هذا الذي ينكر عليـه« (6/320).

(تهذيب 7/337) ترجمة علي بن أبي طالب روى الحافظ الحديث بصيغة التمريض قائلا (روي).

(تهذيب 7/427) ترجمة عمر بن إسماعيل بن مجالد. قال » قال أبو زرعة حديث أبي معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس أنا مدينة العلم وعلي بابها كم من خلق قد افتضحوا فيه«

وقد قال أهل العلم منهم أبو زرعة « كم من خلق افتضحوا بهذا الحديث» (تهذيب التهذيب7/374 تهذيب الكمال21/277 تاريخ بغداد11/203 سؤالات البرذعي1/519).

الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون

الحديث حسن بشواهده: (انظر الصحيحة للألباني 621).

وقد أضاف البعض إلى الحديث لفظ "يصلون ويحجون" احتجاجاً بقول الرملي والسبكي الذي لم يستبعد أن يكون النبي يحج ويلبي (شفاء السقام 116) وعلى هذا فلا يصح تسمية حجته الذي حجها مع أصحابه (حجة الوداع)!].

وكذب الرافضة حيث زعموا أنهم يصومون. عن ماذا؟؟ هل في القبر أكل وشرب؟ وأين مصدر هذا الزعم؟ أمن كتاب أم سنة؟

أنت أخي في الدنيا والآخرة

ضعيف كما صرح به الألباني (ضعيف الجامع1325).

قال الحافظ العراقي « كل ما ورد في أخوة علي فضعيف» (المغني عن حمل الأسفار وهو تخريج الاحياء1/493 الاحياء2/190).

أنت أخي ووزيري

أنت أخي ووزيري تقضي ديني  وتنجز موعدي وتبرىء  ذمتي.

رواته مجاهيل. قال الهيثمي « فيه من لا أعرفه» (مجمع الزوائد9/121).

أنت الذي تزعم أنك نبي (قول عائشة للنبي)

الحديث ضعيف. قال الحافظ الهيثمي « فيه محمد بن إسحاق وهو مدلس وقد عنعنه» (مجمع الزوائد4/322). وهو عين ما قاله الحافظ العراقي في تخريج إحياء علوم الدين (2/43). فالحديث معلول بالعنعنة. والمدلس تقبل روايته إذا كانت بلفظ (حدثني) ولا تقبل إذا قال (عن عن).

وإيراد الغزالي لها من جملة ما حشا به كتابه الإحياء من آلاف الأحاديث الضعيفة والموضوعة. وهذه الرواية بذاتها كانت سببا في توجيه نقد أهل العلم إليه. وقد وجه ابن الجوزي نقده إلى الغزالي لإيراده مثل هذا الحديث خاصة وحشو كتابه الإحياء بآلاف الأحاديث الضعيفة والموضوعة عامة. (أنظر صيد الخاطر ص 120).

أنت الهادي يا علي بك يهتدي المهتدون من بعدي

أخرجه الطبري (7/344) وهو حديث ضعيف. وقال الذهبي «رواه ابن جرير عن معاذ بن مسلم ومعاذ نكرة فلعل الآفة منه» (ميزان الاعتدال1/484).

وقال ابن كثير « وهذا الحديث فيه نكارة شديدة» (تفسير ابن كثير4/545).

وهناك رواية أخرى هي « الهادي رجل من بني هاشم قال ابن الجنيد هو علي بن أبي طالب». وهذه الرواية آفتها المطلب بن زياد. وهناك رواية أخرى وهي « أنا المنذر وعلي الهادي بك يا علي يهتدي المهتدون [بعدي]». قال الألباني موضوع (سلسلة الضعيفة4899).

أنت أول من آمن بي وأول من يصافحني يوم القيامة

وأنت صديقي الأكبر وأنت الفاروق تفرق بين الحق والباطل وأنت يعسوب المؤمنين.

موضوع: حكم بوضعه الشوكاني (الفوائد المجموعة1082) وابن الجوزي في الموضوعات (1/344). والسيوطي (اللآلئ المصنوعة1/297).

قال الحافظ « هذا الإسناد واهي، ومحمد متهم، وعباد من كبار الروافض وإن كان صدوقا في الحديث» (مختصر زوائد البزار2/301).

قلت: وفيه أيضاً الفضيل بن مرزوق كان شديد التشيع ضعفه النسائي وابن حبان وكان يروي الموضوعات عن عطية العوفي [تهذيب التهذيب 8/298]. وثّقه بعضهم وضعّفه آخرون وهو ممن عيب على مسلم إخراج حديثهم في الصحيح كما قال الحاكم؟ وقال ابن حبان: « يروي عن عطية الموضوعات » وكان شديد التشيع كما قال ابن معين والعجلي (تهذيب التهذيب 4/301-302) وانتهى الحافظ في التقريب (5437) إلى قوله: « صدوق يَهِم، ورُمِي بالتّشيع ».

قال الهيثمي « وفيه عمرو بن سعيد المصري وهو ضعيف» (9/102).

أنت بمنزلة الكعبة تؤتى ولا تأتي

موضوع: تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأحاديث الموضوعة للكناني (1/399). وانظر (موسوعة الأحاديث الضعيفة والموضوعة11/370 حديث رقم29217) حيث أحال الى ذيل اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة62).

وزعم الشيعة أنه مشهور بل متواتر كما نص عليه أحمد المحمودي (المسترشد ص394 قاله المحمودي في هامش الكتاب).

وهذا تناقض منهم فإن كربلاء عندهم أفضل من الكعبة. وهذا يلزم منه أن تصير كربلاء أفضل من علي.

وورد في أسد الغابة بهذا السند « عبد الله بن أحمد بن عبد القاهر انبأنا أبو غالب محمد بن الحسن الباقلاني اجازة انبأنا أبو علي بن شاذان انبأنا عبد الباقي بن قانع حدثنا محمد بن زكريا العلائي حدثنا العباس بن بكار عن شريك عن سلمة عن الصنايجى عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنت بمنزلة الكعبة تؤتى ولا تأتى فان أتاك هؤلاء القوم فسلموها اليك يعنى الخلافة فاقبل منهم وان لم يأتوك فلا تأتهم حتى يأتوك» (أسد الغابة4/31).

وفيه شريك وهو ضعيف كما أفاده الحافظ في (تقريب التهذيب2787).

أنت تبين لأمتي ما اختلفوا فيه بعدي

حدثنا عبدان بن يزيد بن يعقوب الدقاق من أصل كتابه ثنا إبراهيم بن الحسين بن ديزيل ثنا أبو نعيم ضرار بن صرد ثنا معتمر بن سليمان قال سمعت أبي يذكر عن الحسن عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي: « أنت تبين لأمتي ما اختلفوا فيه من بعدي».

قال الحاكم« هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه» (المستدرك (3/122). وفيه ضرار بن صرد أبو نعيم الطحان: اتهمه الذهبي في تعقبه على تصحيح الحاكم لـه بأنه من وضع ضرار (الكشف الحثيث1/138) ونقل عن يحيى بن معين أن ضرارا كذاب.

وقال في الميزان « قال النسائي ليس بثقة، وقال أبو حاتم صدوق لا يحتج به، وقال الدارقطني ضعيف» (3/449). ثم أورد هذه الرواية كنموذج من أكاذيبه.

فرحم الله الحاكم وعفا عنه ما أسرعه في الحكم على الحديث بأنه على شرط البخاري ومسلم بينما هو بين منكر وموضوع!.

أنت مني بمنزلة هرون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي

لو صرت شيعيا لطالبت بتعديل هذا الحديث ليصير هكذا « أنت مني بمنزلة يوشع بن نون من موسى» لاتفاق السنة والشيعة على أن هرون مات قبل موسى. وأن الذي خلف موسى يوشع بن نون وليس هرون.

فلا هرون كان إماما بعد موسى . ولا علي كان إماما بعد محمد وإنما بعد عثمان.

ولكن هل كان يمكن أن يقع الاختلاف بيننا لو أن النبي قال » أنت مني بمنزلة يوشع بن نون»؟

بالطبع سوف يرتفع الخلاف والجدل وسوف تكون حجة تخضع لها كل الأعناق.

ولكن القوم ينسبون إلى النبي تناقضا ووعدا لم يتحقق، ثم يريدون منا أن نوافقهم عليه.

ولكن منزلة أبي بكر أعظم

ولكن منزلة أبي بكر في صحبة رسول الله في هجرته وغزواته حتى كان كالقرين له بل صار كأنه ظله: هي أعظم منزلة من تخليف النبي عليا على المدينة. فقد قال رسول الله « أبو بكر مني بمنزلة الدين من الجسد». وفي رواية « أبو بكر وعمر بمنزلة السمع والبصر».

هذا بالرغم من ورود حديث باطل وهو « أبو بكر وعمر مني منزلة هرون من موسى» طعن فيه ابن الجوزي (العلل المتناهية1/199 ميزان الاعتدال5/473) والحافظ ابن حجر. ولو كنا نتعصب للشيخين لحاولنا تصحيح الرواية.

بل قال النبي لأبي بكر ابتداءً « أبى الله أن يختلف عليك يا أبا بكر».

وهذا الخبر ورد أبتداء. أما خبر علي فقد ورد على سبب فوجب أن يكون أبو بكر أولى منه بالإمامة.

بل إن قول النبي ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر أصرح من حديث (أنت مني بمنزلة هرون من موسى) الدال على منزلة الأخوة. فإنه إن لم تكن المنزلة نبوة بقيت منزلة الأخوة. أو منزلة تخليفه على المدينة في حياته وهي منزلة كانت لعبد الله بن أم مكتوم وغيره لا لعلي فقط.

لا يخلف الله ولا رسوله الميعاد

وكلام النبي لا يتناقض. فإن كان هو إخبارا عن المستقبل فهذا الخبر لم يتحقق إلا بعد خلافة عثمان. وإما أن يكون التناقض في الفهم.

وكيف يعد النبي عليا أن يكون بالمنزلة التي كان يفترض بهرون أن ينالها لو أنه بقي حيا؟

بل إنه يشبه منزلته منه بالمنزلة التي تحققت في هرون وليس بالتي كان يفترض به أن يحققها لكنه لم يتمكن منها بسبب موته!!!

علي يثبت منزلة أبي بكر من النبي

إن مبايعة علي تبطل كل حجة يأتي بها الشيعة سواء كانت حديثية أم لغوية أو أصولية. فإن كل ذلك لا ينفع ولا يقف في وجه مبايعة علي التي يبرر لها الشيعة بالبيعة الإجبارية تحت طائلة التهديد من غير أن يسندوا هذا التهديد المزعوم برواية واحدة صحيحة. فإن اعترفتم بالبيعة وعجزتم عن إثبات التهديد فقد انهدم دينكم.

وإذا قلتم إن عليا إنما بايع وسكت عن حقه حرصا على بيضة المسلمين. فنقول: فاسكتوا أنتم أيضا واقتدوا به في سكوته واقبلوا البيعة كما قبلها هو تكونوا حينئذ متمسكين بالعترة. ولكن لم يعهد في علي أن يسكت عن الحق، فقد قاتل معاوية يوم أن له حق عليه.

هل كرر النبي هذا القول لعلي؟

هذا وقد زعم الرافضة أن النبي كان يكرر هذا القول لعلي مرات عديدة. وهو كذب فإن الطرق الأخرى ضعيفة مثل رواية زيد بن أرقم « أن رسول الله قال لعلي حين أراد أن يغزو إنه لا بد من أن أقيم أو تقيم. فخلّفه فقال ناس: ما خلّفه إلا شيء كرهه. فبلغ ذلك عليا فأتى رسول الله فأخبره، فتضاحك ثم قال: يا علي أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هرون من موسى».

قال الهيثمي « رواه ميمون أبو عبد الله البصري وثقه ابن حبان وضعفه آخرون» (مجمع الزوائد9/111).

كذلك رواية ابن عباس قال « قال رسول الله لأم سلمة هذا علي بن أبي طالب لحمه لحمي ودمه دمي فهو مني بمنزلة هرون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي. قال الهيثمي « رواه الطبراني وفيه الحسن بن الحسين العرني وهو ضعيف» (مجمع الزوائد9/111).

كذلك رواية أخرى آفتها عبد الله بن بكير الغنوي وحكيم بن جبير أن رسول الله قال لعلي « ما يبكيك يا علي.. أما ترضى..» وفي آخرها « فإن المدينة لا تصلح إلا بي أو بك».

قال الحاكم « هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه» (المستدرك2/367). وتعقبه الذهبي فقال « أنى له الصحة والوضع لائح عليه، وفي إسناده عبد الله بن بكير الغنوي منكر الحديث عن حكيم بن جبير وهو ضعيف يترفض».

ثم يأتي الأميني بلا أمانة فيكتم تعقيب الذهبي ويكتفي بقول الحاكم بأن الحديث صحيح. (حديث المنزلة2/71).

كذلك حديث « لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي من بعدي» ثم قال « أنت مني بمنزلة هرون من موسى».

رواه ابن أبي عاصم في السنة2/565).

كذلك رواية « وأما أنت يا علي فأنت مني بمنزلة هرون من موسى» آفتها عبد الرحمن بن أبي بكر وهو ابن مليكة التيمي المدني. قال البخاري وأحمد « منكر الحديث» وقال النسائي «متروك الحديث» (سلسلة الأحاديث الضعيفة4934).

قال الأميني « وهذا الحديث قطعا صحيح».

قلت: وهذا قطعا كذب. فإن فيه أبو بلج: قال البخاري وابن عدي « فيه نظر» (الكاشف للذهبي2/414 الكامل في الضعفاء7/229). وفي التقريب « ربما أخطأ» (تقريب التهذيب1/625). وقال أبو حاتم « كان ممن يخطئ لم يفحش خطؤه حتى استحق الترك» (كتاب المجروحين3/113).

رواية أخرى:

حدثنا محمود بن محمد المروزي نا حامد بن آدم نا جرير عن ليث عن مجاهد عن بن عباس قال لما آخا النبي بين أصحابه وبين المهاجرين والأنصار فلم يؤاخ بين علي بن أبي طالب وبين أحد منهم خرج علي مغضبا حتى أتى جدولا من الأرض فتوسد ذراعه فتسفى عليه الريح، فطلبه النبي حتى وجده فوكزه برجله فقال له قم فما صلحت إلا أن تكون إلا أبا تراب أغضبت علي حين آخيت بين المهاجرين والأنصار ولم أؤاخ بينك وبين أحد منهم؟ أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه ليس بعدي نبي؟ ألا من أحبك حف بالأمن والإيمان ومن أبغضك أماته الله ميتة جاهلية وحوسب بعمله في الإسلام».

قال الهيثمي « وفيه حامد بن آدم المروزي وهو كذاب» (مجمع الزوائد9/111). وروي من طريق آخر آفته حفص بن جميع وهو ضعيف. قال الساجي « يحدث عن سماك بأحاديث مناكير، وفيه ضعف» (تقريب التهذيب1/172 المجروحين1/256).

رواية أخرى:

« عبدالمؤمن بن عباد قال انا يزيد بن معن عن عبدالله بن شرحبيل عن زيد بن أبي اوفى «... والذي بعثني بالحق ما أخرتك إلا لنفسي وانت مني بمنزلة هارون من موسى غير انه لا نبي بعدي وانت اخي ووارثي قال وما ارث منك يا نبي الله قال ما اورثت الأنبياء قبلي قال ما هو قال كتاب ربهم وسنة نبيهم وانت معي في قصري في الجنة مع فاطمة ابنتي».

قال ابن الجوزي « هذا حديث لا يصح عن رسول الله قال ابو حاتم الرازي عبدالمؤمن ضعيف» (العلل المتناهية1/219). ووصف الذهبي هذا الحديث بالموضوع (سير أعلام النبلاء1/142).

وقد اغتر به عبد الحسين فاحتج به وغفل عن أنه يتضمن فخا ضد مذهبه وهو تلك العبارة « قال وما ارث منك يا نبي الله قال ما اورثت الأنبياء قبلي قال ما هو قال كتاب ربهم وسنة نبيهم» وهذا يؤيد موقف أبي بكر من أرض فدك حيث احتج على فاطمة بمثل هذا الحديث.

فهل كان الأميني أمينا؟ وهل كان عبد الحسين صادقا أم كذابا مدلسا؟

إعتراض علي ينسف التأكيد الالهي على الإمامة المزعومة

ونسأل: ألم يكن علي يعلم أن هذا الاستخلاف سوف يكون دليلا على إمامته؟

ألم يكن يعلم علي عظمة هذه المنزلة حتى احتقرها واعترض على النبي؟

أم أنه اعترض بسبب ما قاله المنافقون استخلفه لأنه كره صحبته، فيصير جواب النبي ردا على المنافقين وإثباتا للأخوة والمحبة.

فلا يعود جواب النبي متعلقا بموضوع الاستخلاف ولا الإمامة. لأنه قد استخلفه أصلا. وإنما جاء لتأكيد منزلة الأخوة التي طعن فيها المنافقون.

هل يقتضي التشبيه المساواة في كل شيء؟

وتشبيه المنزلة بالمنزلة لا يلزم منها مساوتها بها في كل شيء، وإنما يكون بحسب ما دل عليه السياق ولا تقتضي المساواة في كل شيء.

قول النبي « بمنزلة هرون من موسى».

إما أن يكون المقصود منه الاستخلاف في حياة النبي فقط.

وإما الأخوة.

وإما الإمامة بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم.

فإن كان المقصود هو الاستخلاف في حال الحياة فقط فهذا صحيح ومقبول.

لكن هذا لم يكن خاصا بعلي، فقد استخلف النبي عددا من الصحابة غير علي على المدينة عندما كان يخرج غازياً أو حاجاً أو معتمرا. فقد استخلف في غزوة بدر: عبد الله ابن أم مكتوم، واستعمل على المدينة في غزوة بني المصطلق: أبا ذر الغفاري وفي غزوة الحديبية: نُمَيْلَةَ بن عبد الله الليثي كما استعمله أيضاً في غزوة خيبر، وفي عمرة القضاء استعمل: عويف بن الأضبط الديلي، وفي فتح مكة: كلثوم بن حصين بن عتبة الغفاري، وفي حجة الوداع: أبا دجانة الساعدي (السيرة النبوية لابن هشام في سيرته2/650،804،806، 3/ 1113،1133،1154،1197، 4/1241،1457).

فلو كان هذا الاستخلاف يدل على خصوصية في علي لم يجز استخلاف أحد غيره، وذلك من أجل أن يفهم الناس أن عليا هو الإمام دون غيره وجوبا.

غير أنه لم يقل لأحد ممن استخلفه أنه منه بمنزلة هرون من موسى، وسبب ذلك أن كل من استخلفه لم يظن أن في استخلافه نوع نقص، فلم يحتج أن يقول له هذه الجملة.

فيكون معنى الحديث: أنت مني بمنزلة هرون من موسى. فكما أن موسى استخلف هرون في حياته، فكذلك أنا أستخلفك في حياتي.

وإن كان المقصود من ذلك الإمامة بعد النبي فقد نسبتم الجهل إلى النبي بأنه خفى عليه أن هرون مات قبل موسى وأن الخليفة بعد موسى هو يوشع بن نون.

وأيضا لو كان مراد النبي من ذلك هو الإمامة من بعده لقال لعلي (أنت مني بمنزلة يوشع من موسى) ولم يقل له (أنت مني بمنزلة هرون من موسى).

مما يدل على أن المنزلة المقصودة في الحديث هي منزلة الأخوة بين موسى وهرون. أو منزلة الاستخلاف أثناء الحياة. وليس الإمامة من بعده إذ أن هرون مات قبل موسى وكان الخليفة بعد موسى يوشع بن نون.

فهل خفي على النبي أن يوشع كان هو الخليفة بعد موسى وليس هرون؟

وكيف يخفى عليه هذا الأمر الذي لم يخف على الشيعة واعترفوا به؟

فقد رووا عن جعفر الصادق أنه سئل: « أيهما مات: هرون مات قبل أم موسى صلوات الله عليهما؟ قال: هرون مات قبل موسى» (بحار الأنوار12/11).

أما إذا كان الحديث دالا على منزلة الأخوة فلا يكون أن يكون علي أخا للنبي وحده من دون باقي إخوانه الصحابة الآخرين.

ألستم تحتجون بهذه القاعدة (إثبات الشيء لا ينفي ما عداه)؟

وبناء على هذه القاعدة نقول: إثبات أخوة علي للنبي لا تنفي أخوة الصحابة الآخرين للنبي.

وإذا كان هذا النص صريحا في الإمارة بعد النبي مباشرة: فهذا يعني أن النبي يتنبأ بما هو على خلاف الحق، وهو طعن في نبوته لأن عليا لم يكن هو الخليفة من بعد النبي .

بل ويلزم من جعل المنزلة منزلة الإمامة بعد النبي مباشرة أن يكون علي بن أبي طالب رضي الله عنه هو المتسبب في قلب الحديث رأسا على عقب.

فإنه جعل أبا بكر الصديق من النبي بمنزلة هرون من موسى بمجرد بايع أبا بكر بعد موت النبي وبايع عمر وعثمان. فتصير منزلة أبي بكر من النبي ببركة بيعة علي: بمنزلة هرون من موسى.

فقياس علي على هرون يبطله مبايعة علي لأبي بكر وعمر وعثمان. إذ كيف يخبره النبي أنه سوف يكون الخليفة من بعده ثم يذهب ويبايع أبا بكر بل وعمر بل وعثمان.

ألم يقل علي عندما عرضوا عليه الخلافة: « دعوني والتمسوا غيري… ولعلي أسمعكم وأطوعكم لمن وليتموه أمركم، ولأن أكون لكم وزيراً خيراً من أن أكون عليكم أميرأ » (نهج البلاغة 181-182).

ألم يجعل بيعة أبي بكر شرعية ومرضية من الله حين قال «إنما الشورى للمهاجرين والأنصار. فإذا اجتمعوا على رجلٍ وسمّوه (إماماً) كان ذلك لله رضاً، فإن خرج من أمرهم خارج بطعن أو بدعة ردوه إلى ما خرج منه ، فإن أبى قاتلوه على أتباعه غير سبيل المؤمنين وولاه الله ما تولى » (نهج البلاغة 7:3) أي أن الله يرضى ما رضيه المهاجرون والأنصار.

وقال لمعاويةً « بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان على ما بايعوهم عليه. فلم يكن للشاهد أن يختار، ولا للغائب أن يرد، فإن خرج عن أمرهم خارج بطعن أو بدعة ردوه الى ما خرج منه، فإن أبى قاتلوه على اتباعه غير سبيل المؤمنين » (نهج البلاغة 7:3).

فإذا قلتم كان علي مكرها قلنا لكم (عذر أقبح من ذنب) فإننا لا نعلم مغلوبا على أمره يزوج أعداءه ابنته ويسمي أولاده بأسمائهم إلا غبي أحمق بلغ الذروة جبنا وحماقة. وحاشا لعلي أن يكون كذلك.

هل وعد الله الأئمة بنصرهم ثم خذلهم؟

هذا التناقض يذكرني بما عند النصارى. وهو أن المسيح أخبر اليهود أن الله سوف ينصره عليهم وسوف يأتي وقت يريدون قتله فلن يتمكنوا. لكنهم بعد ذلك تمكنوا منه وصلبوه ثم أخذ يصرخ قائلا « إيلي إيلي لم شبقتني. الذي معناه: إلهي إلهي لماذا تركتني».

وقد شابه الرافضة النصارى بهذه التناقض. فزعموا أن الله وعد الأئمة بالنصر لكنه خذلهم وتركهم يبايعون الآخرين ويستعملون التقية في كل شؤونهم ثم يقرر آخرهم تعليق منصب الإمامة إلى إشعار آخر.

ألم تزعموا معشر الرافضة أن الله وعد أهل البيت بالاستخلاف؟ 

فعن أبي عبد الله في قوله تعالى وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ (النور:55). قال: هم الأئمة» (الكافي1/150).

ألم تزعموا أن الرسول وعد عليا بالاستخلاف كما في هذا الحديث (أنت مني بمنزلة هرون): فيلزم الطعن في كلام الله ورسوله لأن كلا من الآية والحديث لم يتحققا. وأخلف الله وعده ورسوله!!!

مناسبة الحديث

والحديث له مناسبة حين زعم المنافقون أن النبي قد مله وكره صحبته فاستخلفه على النساء والصبيان فكان هذا القول من النبي مبطل لما زعموه. فقد استخلف النبي علياً في غزوة تبوك، وهي الغزوة التي لم يأذن لأحد في التخلف عنها (تاريخ الطبري 3/103-104، والبداية والنهاية لابن كثير 5/7).

فقال المنافقون إنما استخلفه لأنه يبغضه كما جاء في خصائص أمير المؤمنين للنسائي برقم (43) وقال المحقق: إسناده صحيح.

ولهذا خرج عليّ إلى النبي وقال « خلّفتني على النساء والصبيان»؟ فقال له النبي ذلك، وأراد أن يطيب قلبه وأبان له أن الاستخلاف لا يوجب نقصاً له، لأن موسى استخلف هرون على قومه فكيف يعدّ ذلك نقصاً، فرضي علي بذلك (فقال: رضيت رضيت) كما جاء في رواية ابن المسيب عند أحمد (فتح الباري7/92).

لو كان هذا الاستخلاف من باب الفضائل الخاصة بعلي ومن الأدلة على منصب الإمامة لما وجد علي في نفسه امتعاضا من هذا الاستخلاف وقال: «أتجعلني مع النساء والأطفال والضعفة»؟.

بل يفترض أن لا يعترض سيدنا علي بن أبي طالب على استخلاف النبي له في المدينة لأنه يبعث على الشك في مدى فهمه لمنصب الإمامة الإلهي بحسب ما زعم الشيعة، أو يبعث على تكذيب الشيعي تنزيها لعلي عن الجهل.

بل كان يفترض بعلي أن يسارع إليه ليكون دليلا له ولعقيدة الإمامة. وحتى لا يقال بأن عليا لم يكن على معرفة بشيء عن هذا المنصب الإلهي المزعوم.

ولكن لا يبدو حتى عند علي رضي الله عنه علم بشيء عن هذه المنزلة!

بخلاف شيعته فإنهم يحملون هذا الحديث ويدورون به، ويزعمون منزلة لم يكن علي على علم بها!!!

فهمهم للمنزلة طعن بمنزلة الأنبياء

كذلك يفهم الرافضة من الحديث أن عليا بمنزلة الرسول بما يجعله فوق منزلة الأنبياء لأن النبي محمد هو أفضل أنبياء الله. ومن هنا جعلوا هذا الحديث من أهم الأدلة على تفضيله على جميع الأنبياء بعد الحديث المكذوب « علي خير البشر ومن أبى فقد كفر» والذي صححه الشيعة.

بل تعدوا بوقاحة كل حد فنسبوا إليه النبوة كما زعم الرافضي ابن شهر آشوب أن الله قال « علي كسائر الأنبياء». ثم روى عن النطنزي في الخصائص قال « أخبرني أبو علي الحداد قال حدثني أبو نعيم الأصفهاني بإسناده عن الأشج قال سمعت علي بن أبي طالب يقول: سمعت رسول الله يقول: إن اسمك في ديوان الأنبياء الذين لم يوح إليهم» (مناقب آل أبي طالب3/57 بحار الأنوار39/81).

ولهذا اضطربوا في منزلة الإمام والنبي فلم يعودوا يجدون بينهما، حتى عقد المجلسي بابا بعنوان ( باب أن الأئمة أعلم من الأنبياء ) قال فيه:« ولا يصل عقولنا فرقٌ بين النبوة والإمامة » (بحار الأنوار 82:26 وانظر الكافي أيضاً 21: 260).

ولننظر إلى منزلة هرون من موسى في القرآن  وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي 29 هرون أَخِي 30 اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي 31 وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي 32. أي إجمع بيني وبينه في أمر النبوة كما قاله الطبرسي (مجمع البيان7/19 وقال مثله الطبري في تفسيره16/200).

فإذا كان عليا لا يشرك النبي محمدا في أمر النبوة فلم يبق إلا الأخوة.

فإما أن يكون هذا وعدا من النبي وهذا الوعد لم يتحقق ويكون علي نفسه قد أسهم في إبطال قول النبي عمليا بمبايعته أبا بكر وعمر وعثمان. وإما أن يكون من تحميلات الشيعة للنصوص المعاني الباطلة مثل زعمهم أن المشكاة هي  فاطمة والمصباح هو الحسن والزجاجة الحسين والشجرة الملعونة في القرآن هم بنو أمية وأن عليا هو القمر إذا تلاها وأن البحرين هما علي وفاطمة.

هل شد النبي أزره بعلي؟

وقد نسب الشيعة إلى علي رضي الله عنه صمته عن سكوته عن جملة من الإهانات (زعموا) كضرب زوجته فاطمة بنت رسول الله، وقتل ابنها (محسن) حفيد رسول الله، وغصب فرج ابنتها (أم كلثوم) حفيدة رسول الله. وغصب منصب الإمامة الإلهي (زعموا)، فلم ينتقم لعرض رسول الله، بل كافأ المعتدين الغاصبين (زعموا) بأن بايعهم وصار وزيرا لهم وسمى أبناءه الثلاثة بأسمائهم.

وبناء على ذلك فلا يكون علي متوافقا مع هرون في هذه الآية أشدد به أزري إذ لا يكون علي صالحا لأن يشد النبي أزره به.

أن عليا لم يستعمل شيئا من هذه النصوص المزعومة كدليل على وجوب خلافته هو. فإن كان لعجز فيكون لا يستحق الإمارة. وإن كان يقدر ولم يفعل فهو خائن والخائن معزول عن الإمارة. وإن كان لم يعلم بالنص فهو لا يعلم ما كان وما يكون كما يدعي الشيعة. وحاشاه مما ينسبه الشيعة إليه من التناقضات.

أنت وارثي

هو من اختلاق الأبزاري كما صرح به السيوطي في (اللآلئ المصنوعة1/297). وابن الجوزي وقال: « قال ابن أبي حاتم عن الأبزاري: كان يكذب» (الموضوعات لابن الجوزي1/259).

أنت ولي كل مؤمن بعدي

صححه الحاكم وأقره الذهبي (المستدرك3/134) ولم يقل أنت ولي أمر كل مؤمن بعدي. والولاية هي المحبة والنصرة ومن هذا الباب علي ولي كل مؤمن.

أنت وليي في الدنيا والآخرة

حدثنا أبو بكر بن إسحاق ثنا محمد بن أيوب أنبأ شيبان بن فروخ ثنا طلحة بن زيد عن عبيد بن حسان عن عطاء الكيخاراني عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما بينما نحن في بيت بن حشفة في نفر من المهاجرين فيهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص رضي الله عنهم فقال رسول الله لينهض كل رجل منكم إلى كفؤه فنهض النبي إلى عثمان فاعتنقه وقال أنت وليي في الدنيا والآخرة.

رواه الحاكم وقال « هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه» وتعقبه الذهبي فقال « بل ضعيف، فيه طلحة بن زيد وهو واه عن عبيد بن حسان وهو شويخ مقل».

قال الحافظ ابن حجر العسقلاني « رواه الحاكم في المستدرك وصححه وذهل عن ضعف طلحة بن زيد فإنه متروك» (المطالب العالية16/39).

وقال ابن أبي حاتم عن طلحة بن زيد « منكر الحديث جدا يروي عن الثقات المقلوبات لا يحل الاحتجاج بخبره» (المجروحين1/383).

الشيعة. لأنهم يصرون على أن لفظ (ولي) يعني (الإمام). ولكن هل يسوغ أن يقول الرسول لعلي أنت وليي ويكون معناه « أنت إمامي في الدنيا والآخرة».

لقد وجدت ابن الجوزي قد حكم بوضعه. (الموضوعات1/249). والشوكاني في الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة (1/341). والسيوطي في اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة (1/291).

وبالمناسبة فالرواية متعلقة بمناقب عثمان ولا علاقة لها بعلي.

وكما قلت فهو حجة على الشيعة فإنه يعني تمام المحبة لا الإمامة إذ لا يمكن أن يعني أنت إمامي في الدنيا والآخرة.

أنت وشيعتك في الجنة

أخبرنا الساجي ثنا موسى بن إسحاق الكناني قال ثنا عبد الحميد الحماني عن أبى جناب عن أبى سليمان عن عمه عن علي قال قال النبي أنت وشيعتك في الجنة وان قوما يقال لهم الرافضة فان لقيتهم فاقتلهم فانهم مشركون.

موضوع (اللآلئ المصنوعة للسيوطي1/379). قال الذهبي « ذكره ابن الجوزي في الموضوعات» (ميزان الاعتدال2/153).

آفته يحيى بن أبي حية أبو جناب الكلبي: قال يحيى القطان « لا أستحل أن أروي عنه» (ميزان الاعتدال7/170).

قلت: وفيه سوار بن مصعب. قال البخاري: « سوار بن مصعب الهمداني سمع كليب بن وائل وعطية يعد في الكوفيين منكر الحديث» (التاريخ الكبير4/169). وقال ابن أبي حاتم « سئل يحيى بن معين عن سوار بن مصعب فقال هو سوار الأعمى المؤذن كوفى ضعيف ليس بشيء حدثنا عبد الرحمن قال سألت أبى عنه فقال متروك الحديث لا يكتب حديثه ذاهب الحديث» (الجرح والتعديل4/271).

أنت يا علي وشيعتك (أولئك هم خير البرية)

(تفسير الطبري12/657).

فيه أبو الجارود: زياد بن المنذر الكوفي: قال عنه الحافظ ابن حجر » رافضي كذبه يحيى بن معين« (تقريب التهذيب1/221) ووصفه بأنه « كذاب وليس بثقة» (الجرح والتعديل3/454).

وفيه عيسى بن فرقد وهو الذي يروي عن الكذابين والمتروكين مثل جابر الجعفي (جامع الجرح والتعديل 1/122) الرافضي الذي كان يؤمن أن عليا هو دابة الأرض وأنه لم يمت وإنما هو في السحاب وسوف يرجع.

وحكيم بن جبير (جمع الجرح والتعديل1/190). كما حكاه عنه ابن أبي حاتم في (الجرح والتعديل 6/284).

وهو مناقض لحديث أنس أن رجلا قال لرسول الله « يا خير البرية. فقال: ذلك إبراهيم (رواه أبو داود والترمذي بإسناد صحيح).

انتظار الفرج عبادة

موضوع. فيه عمرو بن حميد، قال الحافظ ابن حجر في (لسان الميزان 1917) والذهبي في (ميزان الاعتدال 6356) « ذكره السليماني في عداد من يضع الحديث» وذكر أنموذجاً لموضوعاته وهو نفس الحديث (انتظار الفرج عبادة).

إنزل عن منبر أبي واذهب إلى منبر أبيك

عن الحسين بن علي قال أتيت عمر وهو يخطب على المنبر فصعدت إليه فقلت انزل عن منبر أبي واذهب إلى منبر أبيك فقال عمر لم يكن لأبي منبر وأخذني فأجلسني معه أقلب حصى بيدي فلما نزل انطلق بي إلى منزله فقال لي من علمك قلت والله ما علمني أحد قال بأبي لو جعلت تغشانا قال فأتيته يوما وهو خال بمعاوية وابن عمر بالباب فرجع ابن عمر فرجعت معه فلقيني بعد قلت فقال لي لم أرك قلت يا أمير المؤمنين

ذكره الذهبي وقال إسناده صحيح (سير أعلام النبيلاء3/285).

يحتج الشيعة بقول الحسين في الطعن بعمر وكان آنذاك ابن سبع سنوات لقلة عقولهم. ولا يحتجون ببيعة أبيه علي رضي الله عنه لعمر. ثم إن الحسين الذي قال ذلك لعمر وهو صغير لا يتجازو السبع سنوات هو نفسه الذي كان له أخ اسمه عمر وهو الحسين نفسه الذي سمى ولده عمر بن الحسين. فتأمل.

أنزل هذا القرآن على سبعة أحرف

اعتبر الكوراني الجاني أن نزول القرآن على سبعة أحرف بدعة عمرية اخترعها عمر ليتمكن من السطلة، وهذا لجهله. فإن الأحرف السبعة لم تعد متوافرة اليوم بعد أن جمع عثمان الناس على حرف واحد هو حرف قريش.

وقد اعترف الرافضة بتناقضهم في ذلك. فتارة يروون عن أبي عبد الله أن أعداء الله كذبوا لقولهم بأن القرآن نزل على سبعة أحرف لأن القرآن نزل على حرف واحد. وتارة يروون عنه أن القرآن نزل على سبعة أحرف (وسائل الشيعة6/164 تفسير العياشي1/12). واعترف الطباطبائي بورود هذه الروايات حول وجود هذه الروايات عند الفريقين السنة والشبعة (تفسير الميزان3/74).

ولهذا أورد الصدوق في (الخصال358) رواية سئل فيها الصادق عن سبب الاختلاف والتناقض المروي عن أهل البيت في هذا الأمر فقال له الصادق « إن القرآن نزل على سبعة أحرف». بل يروونه عن علي (بحار الأنوار90/97).

ولهذا قال المازندراني « المراد أنه نزل على سبع لغات من لغات العرب كلغة قريش ولغة قريش ولغة هوازن ولغة اليمن» (شرح أصول الكافي5/317).

فهل تسرب النفوذ العمري إلى كتب الروافض؟

أنزلت آية المتعة في كتاب الله (قول عمران بن حصين)

حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن عمران أبي بكر حدثنا أبو رجاء عن عمران بن حصين رضي الله عنهما قال ثم أنزلت آية المتعة في كتاب الله ففعلناها مع رسول الله  صلى الله عليه وسلم ولم ينزل قرآن يحرمه ولم ينه عنها حتى مات: قال رجل برأيه  ما شاء.

وهذا ظاهر في أن الرواية متعلقة بمتعة الحج. والحديث أخرجه البخاري في كتاب التفسير (تفسير سورة البقرة) باب: فمن تمتع بالعمرة إلى الحج. وأورده مسلم أيضاً في كتاب الحج. وأطبق شراح صحيح البخاري كالعسقلاني والعيني والقسطلاني وشراح صحيح مسلم كالنووي والمازري على تفسير المتعة (بمتعة الحج). ولا توجد آية تحل أو تحرم متعة النساء. وإنما يفترون على الله الكذب.

أنزلوا آل محمد بمنزلة الرأس من الجسد

موضوع: فيه زياد بن المنذر. متروك كان يضع الحديث (سلسلة الضعيفة4915). قال الحافظ « رافضي كذبه يحيى بن معين» (تقريب التهذيب1/221) ووصفه بأنه « كذاب وليس بثقة» (الجرح والتعديل3/454).

أنسب لنا ربك فنزلت (قل هو الله أحد)

قال الألباني « إسناده ضعيف لسوء حفظ أبي جعفر الرازي وأبو سعد الخراساني هو محمد بن ميسر الجعفي الصاغاني البلخي الضرير واحد ولكنه قد توبع كما يأتي. والحديث أخرجه أحمد5/133 والترمذي 2/2401 وابن جرير 30 /221 من طرق أخرى عن أبي سعد به لكن ليس ثم الأولين قوله قال فالصمد وتابعه محمد بن سابق ثنا أبو جعفر الرازي بتمامه أخرجه الحاكم 2/540 وقال صحيح الإسناد ووافقه الذهبي. وقد عرفت أنه ليس كذلك لضعف الرازي. على أن الترمذي قد أعله بعلة أخرى وهي الارسال فإنه رواه من طريق عبيدالله بن موسى عن أبي جعفر الرازي فذكره دون قوله عن أبي بن كعب يعني أنه أرسله. قلت وأشار البخاري في التاريخ الصغير إلى إرساله (2/280).

وقال الترمدي: وهذا أصح من حديث أبي سعد.

664 ثنا محمد بن مصفى ثنا الوليد بن مسلم ثنا محمد بن حمزة بن يوسف ابن عبدالله بن سلام عن أبيه أن عبدالله بن سلام قال لأحبار اليهود إني أريد أن أحدث بمسجد أبينا إبراهيم وإسماعيل عهدا قال فلما نظر اليه رسول الله قال أنت عبدالله بن سلام قال قلت نعم قال قلت فانعت لنا ربك قال قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد وقرأه علينا رسول الله إسناده ضعيف ورجاله موثقون إلا أن حمزة بن يوسف بن عبدالله بن سلام لم يرو ابنه محمد ولم يرو ابن حبان ثم إنه لم يلق جده عبدالله بن سلام».

أنشدكم الله هل فيكم أحد آخرى رسول الله بينه وبينه

عن زياد بن المنذر عن سعيد بن محمد الأزدى عن أبى الطفيل قال لما احتضر عمر جعلها شورى بين على وعثمان وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد فقال لهم على أنشدكم الله هل فيكم أحد آخى رسول الله بينه وبينه إذ آخى بين المسلمين غيرى قالوا اللهم لا».

أخرجه الحافظ ابن عبد البر في الاستيعاب3/1098 وفيه زياد بن المنذر. قال الحافظ « رافضي كذبه يحيى بن معين» (تقريب التهذيب1/221) ووصفه بأنه « كذاب وليس بثقة» (الجرح والتعديل3/454).

أنظروا قبر النبي فاجعلوا له كوا الى السماء

أن أهل المدينة قحطوا قحطاً شديداً فشكوا إلى عائشة فقالت: انظروا قبر النبي فاجعلوا منه كواً إلى السماء حتى لا يكون بينه وبين السماء سقف، ففعلوا، فمطروا مطراً حتى نبت العشب وسمنت الإبل حتى تفتقت من الشحم فسمي عام الفتق».

هذا الحديث مخالف لما ثبت في الصحيحين في طريقة الاستسقاء. بل لو كان هذا حقا موقف عائشة فلماذا لم تنكر على عمر عدم توسله بالقبر النبوي؟

ومما يبين كذب هذا الحديث أنه في مدة حياة عائشة لم يكن للبيت كوة، بل كان باقياً كما كان على عهد النبي ، بعضه مسقوف وبعضه مكشوف، وكانت الشمس تنزل فيه، كما ثبت في الصحيحين عن عائشة أن النبي كان يصلي العصر والشمس في حجرتها، لم يظهر الفيء بعد،

هذه الرواية منكرة، فيها:

 ا ) أبو النعمان محمد بن الفضل (انظر عن اختلاطه في الكواكب النيرات (ص382 رقم 52) اختلط. وهذا الأثر لا يدرى هل سمعه الدارمي منه قبل الاختلاط أو بعده، فهو إذن غير مقبول، فلا يحتج به.

2) عمرو بن مالك النكري قال فيه ابن عدي « حدث عنه عمرو بن مالك قدر عشرة أحاديث غير محفوظة» والنكري ضعيف عند البخاري (الكامل 1/ 204 التهذيب 1/ 384 وفي الكامل المطبوع تصحيف والتصويب من التهذيب وهذا الأثر من روايته فيكون غير محفوظ).

3) أوس بن عبد الله (أبو الجوزاء) قال البخاري « في إسناده نظر» (التاريخ الكبير 1/172 الكامل1/402 التهذيب1/384).

4) سعيد بن زيد، فيه ضعف، ضعفه الدارقطني وأبوحاتم والنسائي والجوزجاني والبزار وقال أحمد لا بأس به وقال ابن حبان: « كان صدوقاً حافظاً يخطئ في الإخبار ويهم حتى لا يحتج به إذا انفرد» (تهذيب التهذيب4/33 ميزان الاعتدال 2/ 138). وعلى فرض صحتها فإنها معارضة للروايات الأصح منها والتي أفادت ترك الصحابة التوسل بالنبي بعد موته وخروج عمر إلى الصحراء وتوسله بدعاء العباس.

أنظري يا حميراء أن لا تكوني أنت.. (فارفق بها)

4610 حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله الحفيد ثنا أحمد بن نصر ثنا أبو نعيم الفضل بن دكين ثنا عبد الجبار بن الورد عن عمار الدهني عن سالم بن أبي الجعد عن أم سلمة رضي الله عنها قالت ثم ذكر النبي  صلى الله عليه وسلم  خروج بعض العالمين المؤمنين فضحكت عائشة فقال انظري يا حميراء أن لا تكوني أنت ثم التفت إلى علي فقال إن وليت من أمرها شيئا فارفق بها.

قال الحاكم صحيح على شرط الشيخين (المستدرك3/119). وتعقبه الذهبي قائلا « قلت: عبد الجبار (يعني ابن الورد) لم يخرجا له».

على أن ابن الورد ليس بشديد الضعف وإنما في حفظه لين. فقد وثقه قوم وذكر البعض الآخر علة له وهي كونه يأتي بالمخالفات في بعض رواياته. قال البخاري « يخالف في بعض حديثه». فيبقى مما اختلف في صحة رواته.

الحديث ضعيف كما أشار إليه محقق المستدرك (3/1345 للشيخ سعد الحميد). فكيف يكون صحيحا على شرط الشيخين كما ادعى الحاكم؟

إنك إلى خير إنك إلى خير

وذلك حينما قالت أم سلمة للرسول ألست أنا من أهل بيتك؟ فأجابها بذلك.

إسناده ضعيف بسبب إبهام الراوي عن عطاء بن أبي رباح إلى أم سلمة. وقد جاء بسند آخر موصول وفيه شهر بن حوشب. قال فيه الحافظ بن حجر » صدوق كثير الإرسال والأوهام« (ميزان الاعتدال2/284 تهذيب التهذيب4/369).

على أن الذي صح هو مخالف لهذا الحديث: عن أم سلمة » قلت: يا رسول الله ألست من أهلك؟ قال بلى فادخلي في الكساء. قالت: فدخلت في الكساء بعدما قضى دعاءه لابن عمه وابنيه وابنتيه فاطمة« وبداية الحديث قول أم سلمة لما بلغها مقتل الحسين رضي الله عنه » لعنت أهل العراق. قتلوه قتلهم الله غروه وذلوه لعنهم الله« الحديث. أخرجه أحمد في المسند (6/298) والطبراني في الكبير (3/114) وإسناده صحيح.

إنك لأول من ينفض التراب عن رأسه يوم القيامة

قال الحافظ «فيه عباد وهو من غلاة الرافضة، وعلي بن هاشم وهو شيعي» (الإصابة4/129). وهذا الحديث الباطل يفهم منه تفضيل على النبي محمد صلى الله عليه وسلم. فإن نبينا هو أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة.

إنك مخاصم تخاصم أنت أول المؤمنين إيمانا وأعلمهم بأيام الله

أنا أسلم بن الفضل بن سهل ثنا الحسين بن عبيد الله الأبزاري البغدادي ثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري حدثني أمير المؤمنين المأمون حدثني الرشيد حدثني المهدي حدثني المنصور حدثني أبي حدثني عبد الله بن عباس قال سمعت عمر بن الخطاب يقول كفوا عن ذكر علي بن أبي طالب فقد رأيت من رسول الله فيه خصالا لأن تكون لي واحدة منهن في آل الخطاب أحب إلي مما طلعت عليه الشمس كنت أنا وأبو بكر وأبو عبيدة في نفر من أصحاب رسول الله فانتهيت إلى باب أم سلمة وعلي قائم على الباب فقلنا أردنا رسول الله فقال يخرج إليكم فخرج رسول الله فسرنا إليه فاتكأ على علي بن أبي طالب ثم ضرب بيده منكبه ثم قال إنك مخاصم تخاصم أنت أول المؤمنين إيمانا وأعلمهم بأيام الله وأوفاهم بعهده وأقسمهم بالسوية وأرأفهم بالرعية وأعظمهم رزية وأنت عاضدي وغاسلي ودافني والمتقدم إلى كل شديدة وكريهة ولن ترجع بعدي كافرا وأنت تتقدمني بلواء الحمد وتذود عن حوضي ثم قال ابن عباس من نفسه ولقد فاز علي بصهر رسول الله وبسطة في العشيرة وبذلا للماعون وعلما بالتنزيل وفقها للتأويل ونيلا للأقران».

هذه الرواية من أكاذيب الأبزاري قال ابن الجوزي: « قال ابن أبي حاتم عن الأبزاري: كان يكذب» (الموضوعات لابن الجوزي1/259).

وقال الذهبي « الأبزاري كذاب قليل الحياء» (ميزان الاعتدال2/250).

إنكم سوف ترون ربكم عيانا..

ينكر الرافضة رؤية الله بالرغم من وضوحها في القرآن وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة.

تفسير القمي - علي بن إبراهيم القمي ج 2 ص 168: وقوله تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ فانه حدثني أبي عن عبد الرحمان بن أبي نجران عن عاصم بن حميد عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما من عمل حسن يعمله العبد إلا وله ثواب في القرآن إلا صلاة الليل فإن الله لم يبين ثوابها لعظم خطرها عنده فقال تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ – إلى قوله - يعملون .

روى القمي هذه الرواية « فإذا اجتمعوا تجلى لهم الرب تبارك وتعالى فإذا نظروا إليه – أي إلى رحمته - خروا سجدا».

هذه الزيادة – إلى رحمته - من محقق الكتاب وليست عن المعصوم عندهم, والدليل على هذا أن الرواية وضعها المجلسي في كتابه بحار الأنوار نقلآ عن تفسير القمي بدون هذه الزيادة والتحريف !!!!!

وقد حكم الخوئي بصحة جميع روايات مشايخ القمي في تفسيره (معجم رجال الحديث1/49).

عن ابن أبي نجران عن عاصم بن حميد عن أبي عبد الله عليه السلام قال «.. فإذا اجتمعوا تجلى لهم الرب تبارك و تعالى، فإذا نظروا إليه خروا سجدا...».

رجال الإسناد: علي بن إبراهيم القمي: قال النجاشي « ثقة في الحديث ثبت معتمد صحيح المذهب» (معجم رجال الحديث12/212).

إبراهيم بن هاشم: يقول الشهيد الأول في كتابه شرح الدروس الشرعية في فقه الإمامية – في مسألة مس المصحف: « إنّ حديث إبراهيم بن هاشم مما يعتمد عليه كثيرا، وان لم ينص الأصحاب على توثيقه لكن الظاهر أنه من أجلاء الاصحاب وعظمائهم، المشار الى عظم منزلتهم ورفع قدرهم في قول الصادق عليه السلام: « إعرفوامنازل الرجال بقدر روايتهم عنا».

وقال الداماد في (الرواشح): الأشهر الذي عليه الاكثر عد الحديث من جهة إبراهيم بن هاشم أبي إسحاق القمي في الطريق حسنا، ولكن في أعلى درجات الحسن، التالية لدرجة الصحة لعدم التنصيص عليه بالتوثيق. والصحيح الصريح عندي: أن الطريق من جهته صحيح، فأمره أجل وحاله أعظم من أن يعدل بمعدل أو يوثق بموثق».

وقال بحر العلوم « وعن شيخنا البهائي عن أبيه إنه كان يقول «إني لأستحي أن لا أعد حديثه صحيحا» (الفوائد الرجالية1/448).

عبد الرحمن بن أبي نجران: قال النجاشي « ثقة ثقة معتمدآ على ما يرويه له كتب كثيرة» (معجم رجال الحديث10/328).

عاصم بن حميد: قال النجاشي « ثقة، عين، صدوق» (معجم رجال الحديث10/197).

وقد حكم الخوئي بصحة جميع روايات مشايخ القمي في تفسيره (معجم رجال الحديث1/49). وبالتالي يلزم الشيعة بصحة هذه الرواية المثبتة لرؤية الله.

إنما كانت بيعة أبي بكر فلتة وقى الله المسلمين شرها

معنى قول عمر (فلته) أي فجأة دون استعداد لها ومن دون أن يتهيئوا لهـا فوقى الله شـرها، أي فتنتها، وعلل لذلك بقوله مباشرة « وليس فيكم من تُقطعُ الأعناق إليه مثل أبي بكر» أي ليس فيكم من يصل إلى منزلة أبي بكر وفضله، فالأدلة عليه واضحة، واجتماع الناس إليه لا يحوزها أحد.

يقول الخطابي « يريد أن السابق منكم الذي لا يلحق في الفضل لا يصل إلى منزلة أبي بكر، فلا يطمع أحد أن يقع له مثل ما وقع لأبي بكر من المبايعة له أولاً في الملأ اليسير ثم اجتماع الناس عليه وعدم اختلافهم عليه لما تحققوا من استحقاقه، فلم يحتاجوا في أمره إلى نظر ولا إلى مشاورة أخرى، وليس غيره في ذلك مثله».

وكان سبب قول عمر هذا أنه علم أنّ أحدهم قال (لو مات عمر لبايعت فلاناً) أي يريد أن يفعل كما حدث لأبي بكر.

وهذا يتعذّر، بل ويستحيل أن يجتمع الناس على رجل كاجتماعهم على أبي بكر. لا سيما وأن جميع الصحابة عرفوا منزلة أبي بكر من النبي وأن خلافة أبي بكر إرادة نبوية:

عرفت من خلال أمره لأبي بكر أن يصلي بالناس.

وعرفت من خلال ما روته  عائشة وهي الصديقة بنت الصديق قالت: « لما ثقل رسول الله قال رسول الله لعبد الرحمن بن أبي بكر ائتني بكتف أو لوح حتى اكتب لأبي بكر كتابا لا يختلف عليه فلما ذهب عبد الرحمن ليقوم قال أبي الله والمؤمنون ان يُختلف عليك يا أبا بكر» (رواه احمد في المسند وصححه الألباني).

فمن أراد أن ينفرد بالبيعة دون ملأ من المسلمين الذين اطلعوا على هذه القرائن النبوية فسيعرّض نفسه للقتل، وهذا هو معنى قول عمر (تغرةً أن يقتلا) أي من فعل ذلك فقد غرر بنفسه وبصاحبه وعرّضهما للقتل. السبب: قول عمر: وليس فيكم من تُقطعُ الأعناق إليه مثل أبي بكر.

إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت... اللهم أهلي أحق

تمام الحديث « حدثني عبد الكريم بن أبي عمير قال ثنا الوليد بن مسلم قال ثنا أبو عمرو قال ثني شداد أبو عمار قال سمعت واثلة بن الأسقع يحدث قال سألت عن علي بن أبي طالب في منزله فقالت فاطمة قد ذهب يأتي برسول الله إذ جاء فدخل رسول الله ودخلت فجلس رسول الله على الفراش وأجلس فاطمة عن يمينه وعليا عن يساره وحسنا وحسينا بين يديه فلفع عليهم بثوبه وقال إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا اللهم هؤلاء أهلي اللهم أهلي أحق. قال واثلة فقلت من ناحية البيت وأنا يا رسول الله من أهلك قال وأنت من أهلي قال واثلة إنها لمن أرجى ما أرتجي».

يتمسك الرافضة بهذه الرواية وهي صحيحة رواها أحمد (28/195 ح16988). ولكن: فيها إشكال كبير ضدهم. إذ كيف يدخل واثلة بن الأسقع في أهل البيت وهو لا يمت إلى النبي بقرابة، بينما لا تدخل خديجة زوج النبي وأم فاطمة؟ فالأولى بهم أن يضربوا بهذا الحديث عرض الحائط.

« عن ابن جرير حدثنا بن وكيع حدثنا أبو نعيم حدثنا يونس عن أبي إسحاق أخبرني أبو داود عن أبي الحمراء قال رابطت المدينة سبعة أشهر على عهد رسول الله قال رأيت رسول الله إذا طلع الفجر جاء إلى باب علي وفاطمة رضي الله عنهما فقال الصلاة الصلاة إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا»

قال ابن كثير « أبو داود الأعمى هو نفيع بن الحارث كذاب».

وهذه الرواية أيضا فيها إشكال كبير. إذ كيف يذكر النبي المعصومين بالصلاة؟ هل كان يخاف أن تفوتهم الصلاة؟ إذ أن هذا الخوف ينفي عصمتهم. فإنه يفترض بالمعصوم أن لا ينسى شأن الصلاة والنهوض لها بدون تذكير.

وجاء في رواية أخرى « الصلاة يا أهل البيت» (رواه أحمد والترمذي والطبراني في المعجم الكبير). وآفة هذه الرواية هو علي بن زيد بن جدعان وهو ضعيف. قال حماد بن زيد: « كان يقلب الأسانيد». قال ابن خزيمة: « لا أحتج به لسوء حفظه». قال ابن عيينة: «ضعيف». قال ابن معين: « ليس بشيء. قال يحيى القطان: يتقى حديثه. قال أحمد بن حنبل: ضعيف».

إني أجد منك ريح مغافير

عن عائشة أن النبي كان يمكث عند زينب بنت جحش فيشرب عندها عسلا قالت فتواطيت أنا وحفصة أن أيتنا ما دخل عليها النبي فلتقل إني أجد منك ريح مغافير اختلفا مغافير فدخل على إحداهما فقالت ذلك له فقال بل شربت عسلا ثم زينب بنت جحش ولن أعود له فنزل ﴿ لم تحرم ما أحل الله لك﴾ إلى قوله ﴿ إن تتوبا﴾ لعائشة وحفصة ﴿ وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا﴾ لقوله بل شربت عسلا» (صحيح مسلم ج: 2 ص: 1100).

يقول الرافضة: كذبت عائشة على النبي فكيف تأخذون روايات دينكم عنها؟

والجواب: أن عائشة قالت: « لنحتالن عليه» (رواه مسلم). قال الحافظ « ولو كان كذبا محضا لم يسم حيلة» (فتح الباري12/344). وهو من باب المعاريض والتورية وليس كذبا.

ولذلك بوب البخاري بابا بعنوان (باب ما يكره من احتيال المرأة مع الزوج والضرائر). وورد فيه على هيئة السؤال (فقولي له ما هذه الريح).

إني أوشك أن أدعى فأجيب.. فلا تقدموهما.. من كنت أولى به من نفسي فعلي وليه

تماما الحديث « حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا جعفر بن حميد ح حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة حدثنا النضر بن سعيد أبو صهيب قالا ثنا عبد الله بن بكير عن حكيم بن جبير عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم قال نزل النبي يوم الجحفة ثم أقبل على الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال إني لا أجد لنبي إلا نصف عمر الذي قبله وإني أوشك أن أدعى فأجيب فما أنتم قائلون قالوا نصحت قال أليس تشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وأن الجنة حق والنار حق وأن البعث بعد الموت حق قالوا نشهد قال فرفع يديه فوضعهما على صدره ثم قال وأنا أشهد معكم ثم قال ألا تسمعون قالوا نعم قال فإني فرطكم على الحوض وأنتم واردون علي الحوض وإن عرضه أبعد ما بين صنعاء وبصرى فيه أقداح عدد النجوم من فضة فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين فنادى مناد وما الثقلان يا رسول الله قال كتاب الله طرف بيد الله عز وجل وطرف بأيديكم فاستمسكوا به لا تضلوا والآخر عترتي وإن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض وسألت ذلك لهما ربي فلا تقدموهما فتهلكوا ولا تقصروا عنهما فتهلكوا ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم ثم أخذ بيد علي رضي الله عنه فقال من كنت أولى به من نفسي فعلي وليه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه».

ضعيف: فيه حكيم بن جبير. قال الهيثمي في مجمع الزوائد9/163-164).

وفيه عبد الله بن بكير الغنوي. قال أبو حاتم « كان من عتق الشيعة» (لسان الميزان3/264)

وفي الحديث ما لو تنبه إليه الرافضة لما احتجوا به. فإن هذه الرواية تجعل من علي عدوا لله لو كان الروافض يعلمون. فإن أبا بكر صار عدوا لله لمجرد أخذ الخلافة من علي بزعم القوم. وقد اعترف القوم راغمين بأن عليا بايع أبا بكر. وهذا تول له عند القوم. فكيف يوالي علي من عادى الله؟ أليس يصير علي بموالاة أبي بكر عدوا لله؟

إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعلي بن أبي طالب

لا أصل له من أكاذيب الرافضة. ويروونه بلا إسناد مع نسبته إلى جابر. (أنظر كتاب مئة منقبة لمحمد بن أحمد القمي ص161).

ومرويات جابر عند الشيعة تشبه مروياتهم المكذوبة على جعفر الصادق. فقد نسبوا إلى جابر كثير من أكاذيبهم ليحتجوا بها على السنة ويقولون لهم هذا جابر من أصحاب نبيكم روى ذلك.

إني تارك فيكم الخليفتين من بعدي كتاب الله وعترتي أهل بيتي

لقد أوقعنا الشيعة في حيرة. فإذا قال عمر «حسبنا كتاب الله» قال الشيعة: وأين سنة رسول الله؟ وإذا قلنا لهم قال رسول الله «كتاب الله وسنتي» قالوا: كلا بل وعترتي وليس وسنتي.

ونسألهم: ماذا تعنون بالعترة وليس السنة؟ أليس المقصود من التمسك بالعترة التمسك بما تلقوه من سنة رسول الله؟ أم أن المطلوب التمسك بذوات العترة دون السنة التي تلقوها عن رسول الله؟

إذا كان المقصود سنة العترة فقولوا سنة العترة ولا تقولوا العترة من دون السنة.

وإذا كنتم تريدون سنتهم فلا خلاف حينئذ في كون سنة النبي مقدمة على سنة العترة بالاتفاق.

فعلى ماذا تشغبون إذن، وتصرفون الناس عن سنة النبي إلى ذوات العترة؟ 

وهل حقا تتمسكون بالعترة؟

فإن أول العترة هو علي بن أبي طالب الذي بايع أبا بكر وعمر وعثمان فهل تقبلوا بذلك فتتمسكوا بهم وتقتدوا بهم؟

وأبناء العترة – الحسن والحسين – قد بايعا معاوية فهل تتمسكون بما فعلا؟

وقد سموا أبناءهم بأسماء الخلفاء الثلاثة فهل ترتضون ذلك؟

ونحن لو تركنا السنة إكراما للعترة فكيف نقبل مذهبا يروي عن العترة أن القرآن الذي نزل به جبريل سبعة عشر ألف آية كما في الكافي وصححه المجلسي؟

وهل سوف تقولون لنا إنكم تضربون بهذه الرواية عرض الحائط إذا خالفت القرآن؟ ولماذا تفعلون ذلك: هل لأن السند لم يصح أم لأن العترة وقعوا في خطأ فاحش؟ وأنتم صححتم سند هذا الخطأ الفاحش؟ فيلزم بهذا التصحيح الجزم بأنهم نطقوا بكلمة الكفر. وهذا عين الطعن بأهل البيت.

ثم كيف نتمسك بالعترة وقد رويتم عنهم إحاطة الكذابين بهم، ولم نجد من بين رواياتهم رواية واحدة صحيحة مرفوعة إلى النبي ؟؟؟

فهذا ليس طعنا بهم. كما أنه ليس طعنا بالتوراة والانجيل أن لا نأخذ بهما اليوم لدخول الكذب في كثير منها والتباس الحق بالباطل والصدق والكذب بهما.

روى ابن أبي عاصم في السنة (رقم 754). وفي رواية » إني تارك فيكم خليفتين: كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والأرض [أو ما بين السماء إلى الأرض] وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض« (رواه أحمد في فضائل الصحابة2/746).

وفيه شريك وهو سيء الحفظ ولكن له شواهد.

والعترة عندنا أزواج النبي وبنوه كما قرره القرآن والسنة.

وليس المراد بالخليفة هو الوصي بعد النبي بدليل أنه ذكر القرآن. والقرآن لا يمكن أن يكون خليفة على هذا النحو. فإن القرآن كان إماما للناس حتى في حياة الرسول الكريم .

فإذا كان علي قد خلف النبي فمن خلف القرآن؟ وهل يمكن أن تكون فاطمة خليفة.

ومعنى الخليفة هما الأمران اللذان يبقيان بعد النبي يحذر من عدم اتقاء الله فيهما. قال تعالى وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِن بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ. وقال تعالى فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاَةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَات وقال تعالى ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلاَئِفَ فِي الأَرْضِ مِن بَعْدِهِم لِنَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ والكلام في الآيتين لا علاقة له بالإمامة.

إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وعترتي

العترة بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان فهل تقبلون بذلك فتتمسكوا بهم وتقتدوا بهم في بيعتهم؟

لو تركنا السنة إكراما للعترة فكيف نقبل مذهبا يروي عن العترة أن القرآن الذي نزل به جبريل سبعة عشر ألف آية حسب الرواية في الكافي والتي صححها المجلسي. وهل سوف تقولون لنا أنكم تضربون بهذه الرواية عرض الحائط إذا خالفت القرآن؟ ولماذا تفعلون ذلك: هل لأن السند لم يصح إلى قائله (جعفر الصادق) أم لأن العترة وقعوا في خطأ فاحش؟

ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبداً« عزاه الشيعة إلى صحيح مسلم ولا يعرف عند مسلم بهذا اللفظ (الشيعة هم أهل السنة ص63). استبدل اللفظ (أذكركم الله في أهل بيتي) بلفظ (تمسكتم بهما.. وعترتي) ليقرر للناس أن النبي أوصى بالتمسك بالكتاب والعترة لأنهما مصدر عقيدة المسلم.

فالحديث في مسلم ليس هكذا وإنما هذا هو نصه: » تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به. كتاب الله. وأنتم تسألون عني. فما أنتم قائلون ؟ « قالوا: نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت. فقال بإصبعه السبابة، يرفعها إلى السماء وينكتها إلى الناس « اللهم! اشهد الله». والحديث موجود بهذا اللفظ عند الترمذي من روايتين:

« يا أيها الناس إني تركت فيكم من إن أخذتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي« هذا حديث غريب حسن من هذا الوجه (3874).

والآخر بلفظ « اني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي؛ أحدهما أعظم من الآخر؛ كتاب الله حبل ممدود من السماء الى الأرض وعترتي أهل بيتي« وكلاهما وصفهما الترمذي بالغريب. بل هذه الرواية مختلف في تصحيحها وتضعيفها. فقد حكم ابن الجوزي بضعفها في العلل المتناهية وقال الهيثمي « في إسناده رجال مختلف فيهم» (مجمع الزوائد9/163).

فكيف يكون الحديث متواترا ناهيك عن وصف الترمذي لـه بالغريب.

على أن الألباني حكم بتحسين الحديث بمجموع طرقه.

بل قد نقل البخاري عن أحمد قوله عن رواية عطية عن أبي سعيد (تركت فيكم الثقلين) قال « أحاديث الكوفيين هذه مناكير» (التاريخ الأوسط1/412).

أن المقصود بهم هم أهل العلم والصلاح المتمسكون بالكتاب والسنة من أهل البيت، وإلا لدخل أبو لهب في أهل البيت أيضاً!

وجدير بنا أن نعلم من هم (أهل البيت) أولاً.

يقول الفيروز آبادي في تعرف معنى أهل بيت الرجل : « أهل الأمـر: ولاته، وللبيت: سكانه وللمذهب: من يدين به، وللـرجل: زوجـته كـأهلَتِه وللنبي صلى الله عليه وسلم : أزواجـه وبـناته وصـهرُه علي رضي الله عنه … ) القاموس المحيط ص (1245).

ويقول ابن منظور « … أهل البيت: سكانه، وأهل الرجل: أخص الناس به، وأهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم: أزواجه وبناته وصهره، أعني علياً عليه السلام، وقيل نساء النبي صلى الله عليه وسلم …» لسان العرب ص (290).

كما أن الاستعمال اللفظي في القرآن لكلمة ( الأهل ) تبين أن المقصود بها الزوجات كما في قوله تعالى إذ قال موسى لأهله إني آنست ناراً سآتيكم منهـا بخبر } ( النمـل 7 ).

ومعلوم أن زوجـته هي التي كانت معـه، وقـوله تعـالى قالت ما جزاء من أراد بأهلك سوءاً إلا أن يسجن ... ( يوسف 25). وقائل هذه الجملة هي زليخا زوجة العزيز باتفاق المفسرين وقوله تعالى فأنجيناه وأهله إلا امرأته ( النمل 57). والخيانة سبب الاستثناء في الآية لا لكونها زوجة.

أخـرج البخاري في جزء من الحديث الذي يرويه أنس رضي اللـه عنه « ... فخرج النبـي صلى الله عليه وسلم فانطلـق إلى حجـرة عـائشة فقـال « السلام عليكم أهـل البيت ورحمة الله. فقالت: وعليك السلام ورحمة الله. فتقَرَّى حجـر نسائه كلِّهنَّ، يقول لهن كما يقول لعائشة» (البخاري4515).

إني خشيت على نفسي (لما أتاه الوحي أول مرة)

قال الرافضة: هل يجوز أن يكون النبي شاكا في ربه. ولكن أليسوا يقولون: كل ما خالف القرآن: فليقرأوا هذه الآية:

 ألم يجدك يتيما فآوى. ووجدك ضالا فهدى.

وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلاَ الإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ صِرَاطِ اللهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ أَلاَ إِلَى اللهِ تَصِيرُ الأُمُورُ (الشورى: آية 52، 53)

وجاء في كتب الرافضة « أما سمعت قول الله عزوجل: وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ثم قال: أي شئ يقول أصحابكم في هذه الآية، أيقرون أنه كان في حال لا يدري ما الكتاب ولا الايمان؟

 فقلت: لا أدري - جعلت فداك - ما يقولون فقال [لي] بلى قد كان في حال لا يدري ما الكتاب ولا الايمان» (الكافي1/274) للكليني بحار الأنوار81/266).

وهكذا صار علي أفضل من نبينا صلوات الله وسلامه عليه. لأن عليا أتى بالشهادتين عند خروجه من بطن أمه. بينما الرسول لم يكن يدري قبل النبوة ما الكتاب ولا الايمان.

وأما ما جاء في طبقات ابن سعد1/195 «وإني لأخشى أن أكون كاهنا» ففي الرواية معمر بن راشد. قال الحافظ «حديثه الذي حدث به بلده مضطرب لأنه كان يحدث في بلده من كتبه على الصحة وأما إذ رحل فحدث من حفظه بأشياء وهم فيها اتفق على ذلك أهل العلم به كابن المديني والبخاري وأبي حاتم ويعقوب ابن شيبة وغيرهم» (التلخيص الحبير3/168). وقال الذهبي «له أوهام معروفة» (ميزان الاعتدال6/480).

إني عبد الله لخاتم النبيين وإن آدم عليه السلام لمجندل في طينته

حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان العمري وحدثنا أبو بكر بن أبي دارم الحافظ ثنا إبراهيم بن عبد الله العبسي قالا ثنا عبيد الله بن موسى ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن المنهال بن عمرو عن عباد بن عبد الله الأسدي عن علي رضي الله عنه قال « إني عبد الله وأخو رسوله وأنا الصديق الأكبر لا يقولها بعدي إلا كاذب صليت قبل الناس بسبع سنين قبل أن يعبده أحد من هذه الأمة، وسأنبئكم بأول ذلك: دعوة أبي إبراهيم، وبشارة عيسى بي ورؤيا أمي التي رأت وكذلك أمهات النبيين يَرَيْنَ».

رواه عبد الله بن الإمام أحمد في السنة وضعفه.

إني عبد الله وأخو رسوله وأنا الصديق الأكبر

حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان العمري وحدثنا أبو بكر بن أبي دارم الحافظ ثنا إبراهيم بن عبد الله العبسي قالا ثنا عبيد الله بن موسى ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن المنهال بن عمرو عن عباد بن عبد الله الأسدي عن علي رضي الله عنه قال إني عبد الله وأخو رسوله وأنا الصديق الأكبر لا يقولها بعدي إلا كاذب صليت قبل الناس بسبع سنين قبل أن يعبده أحد من هذه الأمة».

من الواضح أن هذا الرواية موضوعة بعناية وخبث لإبطال مقام الصديقية الأكبر لأبي بكر الذي لا يطاوله فيها صحابي آخر، ووصفه بالكذاب.

علق عليه الذهبي « لا هو بصحيح بل حديث باطل. قال ابن المديني « عبّاد ضعيف» (المستدرك3/112). وقد بين الذهبي أنه عبّاد بن عبد الله الأسدي. قال البخاري «فيه نظر» (ميزان الاعتدال4/31). وحكم السيوطي وابن الجوزي عليه بالوضع (اللآلئ المصنوعة1/295 الموضوعات1/255).

أني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا بعدي: الثقلين واحد منهما أكبر من الآخر

العترة بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان فهل تقبلوا بذلك فتتمسكوا بهم وتقتدوا بهم؟

كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، ألا وإنهما لن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض«.

ضعيف. فيه عطية العوفي.

قال أحمد بن حنبل بعد ذكر هذا الحديث » أحاديث الكوفيين هذه مناكير« (التاريخ الصغير1/267) وصرح البخاري بأنه متكلم فيه (التاريخ الصغير1/267). وقال النسائي (الضعفاء والمتروكون505) والدارقطني » ضعيف« (السنن4/39). قلت: كان يروي عن صاحب له إسمه أبو سعيد يروي عنه فنسبت كثير من رواياته إلى أبي سعيد الخدري.

إني لأتبرك بأبي حنيفة وأجيء إلى قبره (منسوب للشافعي)

قول منسوب إلى الشافعي أنه قال « إني لأتبرك بأبي حنيفة وأجيء إلى قبره في كل يوم - يعني زائراً- فإذا عرضت لي حاجة صليت ركعتين وجئت إلى قبره وسألت الله تعالى الحاجة عنده، فما تبعد عني حتى تقضى» (تاريخ بغداد1/123).

هذه الرواية سندها إلى الشافعي مجاهيل كما حكى العلامة المعلمي. قال الشيخ الألباني في (سلسلة الضعيفة1/31) « هذه رواية ضعيفة بل باطلة».

إن عمر بن إسحاق بن إبراهيم غير معروف وليس له ذكر في شيء من كتب الرجال، ويحتمل أن يكون هو (عمرو) بن إسحاق بن إبراهيم بن حميد بن السكن أبو محمد التونسي. وقد ترجمه الخطيب (12 / 226) وذكر أنه بخاري قدم حاجا سنة (341) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا فهو مجهول الحال، ويبعد أن يكون هو هذا، إذ أن وفاة شيخه علي بن ميمون سنة (247) على أكثر الأقوال، فبين وفاتهما نحو مائة سنة، فيبعد أن يكون قد أدركه» .

أقول: أنتم مطالبون بتبيين صحة سند هذه الرواية. وإلا فأنتم محجوجون بقول الشافعي « مثل الذي يطلب الحديث بلا إسناد كمثل حاطب ليل يحمل حزمة حطب وفيه أفعى وهو لا يدري» (فيض القدير 1/433). فأنتم حُطاب ليل إن لم تأتوا بالسند صحيحا. هذا من مذهب الشافعي.

وهؤلاء يشترطون في العقاند تواتر السند ولا يكفيهم مجرد صحته. فهل هذه الرواية متواترة ؟

أما نحن فنأتيكم بسند قوي عن الشافعي من كتبه، فقد قال « وأكره أن يعظَم مخلوق حتى يُجعل قبره مسجداً مخافة الفتنة عليه وعلى من بعده من الناس» (أنظر الأم 1 / 278 المهذب 1 / 139 - 140 روضة الطالبين 1 / 652 المجموع 5 / 266 و 8 / 257) وهذا تناقض بين القول والفعل ينزه عنه الشافعي. ولو كان هذا التبرك صحيحا لقال له الناس كيف تخشى على الناس فتنة لا تخشاها على نفسك!

ولو كان الشافعي محبذا للتبرك بالقبور لما نهى عن البناء عليها وأنتم لا توافقون على ذلك وتعتبرون ما فعله أهل اليمن من هدم للبناء على القبور هدماً للقبر نفسه فاسمعوا فتوى الشافعي الموافقة لما فعله أهل اليمن:

ففي عصر الشافعي لم يكن ببغداد قبر لأبي حنيفة ينتاب الناس للدعاء عنده ألبته. وكان المعروف عند أهل العلم هدم ما يبنى على القبور وذلك باعتراف الشافعي نفسه. فقد روى عنه النووي قوله فيما يبنى على القبر « رأيت من الولاة من يهدم ما بني فيها ولم أر الفقهاء يعيبون عليه ذلك» (المجموع 5/ 298 شرح مسلم للنووي 7/ 24 الجنائز باب (32). وانظر مواهب الجليل 3/ 65). والله لو جاءكم الشافعي لرفضتموه ولقلتم له أصابتك عدوى الوهابية .

وصرح البيضاوي بأن اليهود والنصارى كانوا يتوجهون إلى قبور صلحائهم بالصلاة والدعاء (حاشية سنن النسائي 2/ 42) وجاء في (مجمع الأنهر في شرح ملتقى الأبحر 1/ 313) النهي عن الدعاء عند القبور (وانظر حاشية ابن عابدين على رد المحتار 2/ 439 البحر الرائق 2/ 298 روح المعاني للآلوسي الحنفي 17/ 313 مجمع الأنهر شرح ملتقى الأبحر 1/ 313) فالشافعي لا يمكن أن يشابه اليهود والنصارى. وقد روى عبد الرزاق في مصنفه وابن أبي شيبة أن علي بن الحسين رضي الله عنه رأى رجلا يأتي فرجة كانت عند قبر النبي فيدخل فيها فيدعو، فنهاه وقال: « ألا أحدثكم حديثاً سمعته من أبي عن جدي - يعني علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن رسول الله قال: لا تتخذوا قبري عيداً ولا تجعلوا بيوتكم قبوراً وسلموا على فإن تسليمكم يبلغني أينما كنتم» قال السخاوي « وهو حديث حسن» (قاله في القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع ص228 ط: مكتبة المؤيد. وذكره البخاري في التاريخ الكبير 2/3-289 وانظر مصنف عبد الرازق (6694) ومصنف ابن أبي شيبة 2 / 375).

ولقد كان أبرز من تمسك بهذه الرواية الواهية الكوثري في مقالاته (381) وهو الذي كتب كتاباً اسمه « التأنيب في رد أكاذيب الخطيب» حذر فيه من الروايات المختلقة على أبي حنيفة الطاعنة فيه والتي حواها الخطيب في كتابه. وقد تلقف الرواية عنه رجال متهمون بالوضع والكذب كأبي مقاتل السمرقندي وأبي محمد الحارثي وأبي مطيع البلخي (إلا أن روايات أبي مطيع عن أبي حنيفة قد رواها آخرون ثقات ولم يكن من أبي مطيع بعدهم إلا تجميعها كما حكاه المرتضى الزبيدي في إتحاف السادة 2 / 14 جمعها فقط. فتنبه من تلبيس القوم، فإنهم تارة يحتجون برواياته (الدليل القويم 56 و78) وتارة يردونها اذا كان فيها ما يخالف عقيدتهم كما فعلوا في الرسلة التي تثبت تكفير أبي حنيفة لمنكر علو الله في السماء) وأبي المنذر البجلي وإبان بن جعفر النجيرمي. لكنه لا يعتبر هذه الرواية من الأكاذيب لأنها ترفع من شأن مذهبه ولو على حساب الشافعي .

وكم في تاريخ الخطيب من الأسانيد الواهية. فإذا كنتم مصرين على الأخذ بهذه الرواية من غير تحقق من سندها فخذوا بما ذكره الخطيب من الروايات وسكت عليه:

وخذوا برواية « الكرسي الذي يجلس عليه الرب عز وجل، وما يفضل منه إلا قدر أربع أصابع، وإن له أطيطاً كأطيط الرحل الجديد». قال الخطيب: « قال أبو بكر المروذي قال لي أبو علي الحسين بن شبيب قال لي أبو بكر بن العابد - حين قدمنا بغداد- أخرج ذلك الحديث الذي كتبناه عن أبي حمزة، فكتبه أبو بكر بن سلم بخطه وسمعناه جميعاً، وقال أبو بكر بن سلم « إن الموضع الذي يفضل لمحمد ليجلسه عليه، قال أبو بكر الصيدلاني: من رد هذا فإنما أراد الطعن على أبي بكر المروذي وعلى أبي بكر بن سلم العابد» (تاريخ بغداد 8/52). ونحن لا نقول بهذا ولا نصححه ولكن ذكرناه للحجة.

وأما رواية ابن عباس التي أوردها الخطيب في تاريخه (9/ 251) والتي تقشعر منها أبدانكم حيث فسر قوله تعالى وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ قال « كرسيه موضع قدميه». فهي رواية صحيحة يثبتها الخطيب وتستنكرها قلوبكم.

وخذوا برواية « رأيت ربي في صورة شاب أمرد» (تاريخ بغداد11/214).

وخذوا بحديث « إن الله استوى على العرش حتى يُسمع له أطيط كأطيط الرحل الجديد» (تاريخ بغداد1/295).

وخذوا بحديث « أنا مدينة العلم وعلي بابها» (تاريخ بغداد2/377).

وخذوا بحديث « من لم يقل: عليٌّ خير الناس فقد كفر» (تاريخ بغداد3/192).

فكتب التاريخ لا تلتزم صحة ما تنقله من الأخبار، وقليل منهم من يمحص ما ينقله. مثال ذلك تاريخ الطبري الذي هو أفضل كتاب في التاريخ، ومع ذلك فقد قال في مقدمة تاريخه (1/8) « فما يكن في كتابي هذا من خبر ذكرناه عن بعض الماضين مما يستنكره قارئه أو يستشنعه سامعه، من أجل أنه لم يعرف له وجهاً في الصحة: فليعلم أنه لم يؤت في ذلك من قبلنا، وإنما أتي من قبل بعض ناقليه إلينا، وأنا إنما أدّينا ذلك على نحو ما أُدِّيَ إلينا» انتهى كلام الطبري.

وهذا الشأن ليس في كتب التاريخ فحسب: بل في كتب الحديث، وهو في كتب الفقه أكثر.

فلا حجة تقوم لكم قبل تصحيح السند. قال الإمام المازري « عادة المتورعين أن لا يقولوا: قال مالك قال الشافعي فيما لم يثبت» (طبقات السبكي 6 / 241 محققة).

ولا يخفاك أيها المنصف أنه لم يُكذب على الرسول فقط وإنما كذب كثيرون على الأئمة لترويج ضلالاتهم باسم أئمة المذاهب. اتخذوا مذهب الشافعي جُنةً فصدوا عن سبيل الله. ويا ليتهم كانوا على مذهب الشافعي ونهجه السني.

وقد جرى كثير من الفقهاء على العناية بسند الحديث فقط. ويتساهلون في الرواية عن أئمة المذاهب من غير توثيق، فإن النهي عن الاستدلال بالضعيف ليس مقصوراً على الحديث النبوي دون غيره !

ألعلهم يظنون أن كل ما ورد عن الشافعي أو أحمد يجب أن يكون صحيحاً تقوم به الحجة؟ إذا كان الأمر كذلك فليأخذوا بما رواه حنبل بن إسحاق عن أحمد أنه كان يقول « وإذا رأيت رجلاً يذكر أحداً من الصحابة بسوء فاتهمه على الإسلام» (البداية والنهاية لابن كثير 8 / 142، المسائل والرسائل المروية عن الإمام أحمد في العقيدة للأحمدي 2 / 363 ط دارطيبة) وهم يطعنون صباح مساء في معاوية وعمرو بن العاص وجملة من الصحابة رضي الله عنهم.

ثم أين كان يعيش الشافعي ليأتي قبر أبي حنيفة (كل يوم) وقد كان في أول أمره بالحجاز ثم انتقل إلى مصر.

وقد كان الشافعي بالحجاز بمكة والمدينة وفيها قبر من هو خير من أبي حنيفة: وهو قبر رسول الله وقبور أصحابه، فلم يعرف عنه أنه كان يأتيه ليدعو عنده ويتبرك به. . فما له يفضل قبر أبي حنيفة على قبر سيد ولد آدم وصحابته؟!

أأنتم أعلم بمذهب الشافعي أم النووي الذي حكى إجماع الأمة على النهي عن الاقتراب من القبر ولمسه باليد وتقبيله، ونقل مثله عن الحليمي والزعفراني وأبي موسى الأصبهاني؟ فمن المخالف لإجماع الأمة !

قد نهى أبو حنيفة عن التوسل إلى الله بأنبيائه - ولا يمكن أن يكون ذلك خافياً على الشافعي - فهل يرضى أبو حنيفة أن يتخذ أحد قبره للصلاة والعبادة؟ نعم الصلاة معناها الدعاء قال تعالى خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ والدعاء هو كما قال النبي « الدعاء هو العبادة» فمن اتخذ قبراً للدعاء عنده فقد اتخذه للصلاة والعبادة. فأبو حنيفة والشافعي يكرهان ما يكرهه الله.

ولم يكن أحد من أصحاب أبي حنيفة وطبقته كمحمد وأبي يوسف يتحرون الدعاء عند قبره بعد موته. ولا يزالون ينكرون على من يمس القبر ويقولون كما في الفتاوى البزازية والتتارخانية ورد المحتار أن مس الرجل القبر للتبرك من عادة النصارى.

والحمد لله الذي عصمنا من التقليد الأعمى، فلقد علمنا الشافعي أن ندور مع الكتاب والسنة مهما عظم الرجال قائلا « إذا رأيتم قولي يعارض قول الرسول فاضربوا بقولي عرض الحائط». وقال ابن عباس « ما من أحد إلا ويؤخذ من قوله ويترك إلا صاحب هذا القبر». وبناء على تعاليم الشافعي نضرب بفعله المزعوم (إن صح) عرض الحائط ونتمسك بقول النبي « ألا لا تتخذوا قبور أنبيائكم وصلحائكم مساجد فإني أنهاكم عن هذا».

وهذا أصل يعلم الله كم خالفتم فيه الشافعي وسائر الأئمة الأفاضل.

فالحق والشافعي حبيبان إلى قلوبنا: فإن افترقا فالحق أحب إلى قلوبنـا من الشافعي.

وعلى افتراض صحة سندها فإنكم لا تزالون مخالفين للشافعي، فالرواية تفيد بأن الشافعي كان يدعو الله عند القبر وأما أنتم فتدعون القبر نفسه فتقولون المدد يا رفاعي مدد يا أولياء وتمسحون وجوهكم وأيديكم بالقبر، وتتوجهون إلى قبر الرفاعي من أي مكان في العالم وتخطون نحوه ثلاث خطوات وهيهات أن يفعل الشافعي ذلك.

إني لأعلم الناس بكل فتنة هي كائنة فيما بيني وبين الساعة

رواه البخاري وغيره. وفي رواية عن حذيفة قال « قام فينا رسول الله مقاما ما ترك شيئا يكون في مقامه ذلك إلى قيام الساعة، إلا حدث به. حفظه من حفظه ونسيه من نسيه» وفي رواية « أخبرني رسول الله بما هو كائن إلى أن تقوم الساعة».

وفي رواية «صلى بنا رسول الله الفجر وصعد المنبر فخطبنا حتى حضرت الظهر فنزل فصلى ثم صعد المنبر فخطبنا حتى حضرت العصر ثم نزل فصلى ثم صعد المنبر فخطبنا حتى غربت الشمس فأخبرنا بما كان وبما هو كائن فأعلمنا أحفظنا».

يلزم الرافضة به أهل السنة على أن الصحابة يعلمون الغيب.

والحديث يحكي نوعا واحدا من العلم وهو الفتن وأن منهم من حفظ ما قاله ومنهم من نسي منه. وليس فيه أنهم يعلمون كل ما في السماوات وما في الأرض وما في ضمائر الناس وأنه لا يخفى عليهم الشيء كما يدعي الرافضة.

إني لم آت الحجر وإنما أتيت قبر رسول الله (أبو أيوب الأنصاري)

ضعيف: رواه أحمد وقال الحاكم صحيح ووافقه الذهبي (المسند 5 / 422 والمستدرك 4 / 515) وهو من أوهامهما فإن فيه داود بن أبي صالح وقد قال عنه الذهبي نفسه في الميزان « حجازي لا يعرف» ووافقه الحافظ في التهذيب (ميزان الاعتدال (2617) تهذيب التهذيب 3 / 188) فأنى لـه الصحة؟ زد على ذلك الاختلاف حول كثير بن زيد نفسه فقد قال الحافظ فيه «صدوق يخطئ» وضعفه النسائي وقال ابن معين « ليس بذاك» (تهذيب التهذيب 8 / 414) وأوقف السبكي في (شفاء السقام ص 152) جواز مس قبر النبي على صحة هذا الحديث. وهذا دليل على أنه ليس متيقناً من المسألة. واذا كان الحديث ضعيفاً فلا نترك إجماعاً حكاه عامة أهل العلم أبرزهم النووي على المنع من مس القبر.

والحديث مع ضعفه فيه إشكال كبير يبطل الاستدلال به وهو: كيف يجعل أبو أيوب رأسه على القبر وقد كان القبر مسوى بالأرض غير مرتفع: إذ لو فعل ذلك لاضطر أن يصير على هيئة الساجد. هل يقول عاقل أن الصحابة كانوا يسجدون لقبر النبي ؟ فإن قبره لم يكن بارزاً.

أوتيت مفاتيح كل شيء إلا الخمس

وفي رواية «أتي نبيكم مفاتيح الغيب إلا الخمس.. ثم تلا هذه الآية».

الرواية أولها شاذ. فإن الروايات الأصح منها لم يرد فيها استثناء النبي نفسه من دون الناس. بل القرآن أمره أن يقول «لا أعلم الغيب».

وقد حكم الشيخ الألباني على هذه الرواية بالشذوذ بعد طول تفصيل (سلسلة الأحاديث الضعيفة7/348 حديث رقم3335).

أوحى الله إلى عيسى آمن بمحمد فلولاه ما خلقت آدم (المقالات السنية 106)

صححه الحاكم (2/614) وتعقبه الذهبي فقال « أظنه موضوعاً» وفيه عمرو ابن أوس الأنصاري قال الذهبي في الميزان 6330) « يُجهل حاله وأتى بخبر منكر» ثم ساق هذا الحديث. وأقر الحافظ الذهبي على ذلك في (اللسان4/408 ترجمة رقم 6248) .

أوحى الله إلي في علي ثلاثا: إنه سيد المؤمنين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين

حديث « أوحي  الي في علي ثلاث: أنه سيد المسلمين, وامام المتقين, وقائد الغر المحجلين»  قال الحافظ « قال الحاكم في المناقب صحيح الإسناد. قلت: بل هو ضعيف جدا ومنقطع أيضا» (إتحاف المهرة1/344). وقد رد الذهبي هذا الحديث كما في تعليقه على الحديث (المستدرك3/139) قائلا بأن عمرو بن الحصين العقيلي وشيخه يحيى بن العلاء الرازي متروكان. بل صرح بأن الحديث موضوع.

وورد بلفظ آخر وهو يا أنس أول من يدخل عليك من هذا الباب أمير المؤمنين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين وخاتم الوصيين» قال الألباني «موضوع» (أنظر سلسلة الضعيفة للألباني رقم353 و4886 و4889).

أُوصِي مَنْ آمَنَ بي وصَدَّقَني بِوَلايَةِ عَلِيَّ فَمَنْ تَوَلاهُ تَوَلانِي ومن تَوَلانِي فَقَدْ تَولَّى الله

قال الألباني « ضعيف جدا. أخرجه ابن عساكر في (تاريخ دمشق12/120/1) من طريق الطبراني: نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة: نا أحمد بن طارق الوابِشِي: نا عمرو بن ثابت عن محمد بن أبي عُبَيْدةَ بن محمد بن عمار بن ياسر عن أبيه أبي عبيدة عن محمد بن عمار بن ياسر عن أبيه مرفوعا.

ثم روى من طريق آخر عن عبد الوهاب بن الضحاك: نا ابن عَيَّاش عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبي عبيدة به.

ومن طريق ابن لهعية: حدثني محمد بن عبيد الله به.

ثم أخرجه من طريقين آخرين عن أبي رافع به. ولفظ الترجمة لهذه الطرق.

وأما لفظ الطبراني فهو: «ومن آمن بي وصدقني فليتول علي بن أبي طالب فإن ولايته ولايتي، وولايتي ولاية الله».

ومدار الإسنادين على محمد بن عمار بن ياسر وهو مجهول أورده ابن أبي حاتم (4/1/43) من رواية ابنه أبي عبيدة عنه ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.

وأما ابن حبان؛ فذكره في (الثقات) على قاعدته في توثيق المجهولين. ولذلك لم يعتد بتوثيقه الحافظ فقال في التقريب (مقبول) أي: عند المتابعة وإلا فلين الحديث كما نص عليه في المقدمة.

وحفيده محمد بن أبي عبيدة لم أجد له ترجمة.

ومحمد بن أبي شيبة؛ فيه ضعف.

فهذا الإسناد ضعيف جدا.

ومدار الإسناد الآخر على محمد بن عبيد الله بن أبي رافع وهو ضعيف جدا وهو من شيعة الكوفة؛ فهو آفته، وهو صاحب حديث «إذا طنت أذن أحدكم …» الموضوع الذي حسنه تلميذ الكوثري لجهله بهذا العلم وتراجم الرجال كما تقدم بيانه برقم (2631).

وعبد الوهاب بن الضحاك؛ قال أبو حاتم «كذاب» لكن لم يتفرد به؛ كما يتبين من التخريج السابق فآفة الإسنادين عمرو بن ثابت وابن أبي رافع لأن مدارهما عليهما مع شدة ضعفهما وتشيعهما.

ومع ذلك استروح إلى حديثهما هذا: ابن مذهبهما الشيخ عبد الحسين المتعصب جدا لتشيعه في كتابه الدال عليه (المراجعات ص27) فساقه في مساق المسلَّمات بل نص في المقدمة (ص 5) بما يوهم أنه لا يورد فيه إلا ما صح فقال « وعُنِيتُ بالسنن الصحيحة»!!

ثم روى ابن عساكر من طريق أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرحمن: نا يعقوب بن يوسف بن زياد الضَّبِّي: نا أحمد بن حماد الهَمْدَاني: نا مختار التَّمَّار عن أبي حَيَّان التيمي عن أبيه عن علي بن أبي طالب مرفوعا بلفظ (من تولى عليا فقد تولاني ومن تولاني فقد تولى الله عز وجل) قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا مسلسل بالعلل، وشرُّها المختار هذا وهو ابن نافع التيمي التمار الكوفي. قال البخاري «منكر الحديث». وكذا قال النسائي وأبو حاتم. وقال ابن حبان « كان يأتي بالمناكير عن المشاهير حتى يسبق إلى القلب أنه المتعمد لذلك».

وأحمد بن حماد الهمداني. قال الذهبي « ضعفه الدارقطني. لا أعرف ذا». وكذا قال في اللسان.

ويعقوب بن يوسف: الظاهر أنه ضعفه الدارقطني انظره في اللسان» انتهى قول الألباني رحمه الله.

(أنظر سلسلة الضعيفة للألباني رقم4882).

أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر

هذا حديث باطل بالرغم من اشتهاره على ألسنة الناس. أشار إلى ذلك شيخنا الألباني (سلسلة الصحيحة حديث رقم459). وقد نبه عليه العجلوني في كشف الخفاء (رقم827) في جملة الأحاديث المشتهرة والتي لا أصل لها.

وهذا الحديث مخالف للحديث الذي في مسلم « خلقت الملائكة من نور، وخلق إبليس من نار السموم، وخلق آدم عليه السلام مما وصف لكم. بل مخالف لقوله تعالى وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ وقال تعالى عن نبيه   قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ (الروم20).

وحتى السقاف المبتدع فقد كتب رسالة بعنوان (إرشاد العاثر لوضع حديث أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر) يثبت فيه أنه حديث موضوع.

أول من حرم المتعة عمر

قاله السيوطي في (تاريخ الخلفاء ص136). وهو من زلاته وأخطائه العجيبة. فالبخاري ومسلم وكل كتب السنن لم تغفل الروايات المتواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم في تحريم المتعة. فكيف أغفله السيوطي؟

ونحن إذا كنا أعرضنا عن بعض الصحابة المخالفين كابن عباس وجابر لجهلهم بتحريم الرسول للمتعة، فمخالفتنا للسيوطي في ذلك من باب أولى.

أول من يدخل الجنة من النبيين والصديقين علي بن أبي طالب

لا أصل له وهو مما يتداوله الرافضة في كتبهم. فقد رواه محمد بن جرير الطبري (الشيعي) بلا إسناد (المسترشد ص326 ومناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب3/29 بحار الأنوار39/215).

بل وفيه تفضيل لعلي بن أبي طالب على سيد ولد آدم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم الذي ثبت عندنا أنه أول من يدخل الجنة.

أول من يدخل عليك.. أمير المؤمنين.. وخاتم الوصيين

فيه إبراهيم بن محمد بن ميمون. قال الذهبي «هو من أجلاد الشيعة» (لسان الميزان للحافظ العسقلاني1/107).

أولكم واردا (ورودا) على الحوض أولكم إسلاما علي بن أبي طالب

قال الحافظ «لم يتكلم عليه الحاكم. وسيف (يعني بن محمد) متروك» (إتحاف المهرة11/338 الموضوعات1/346 لابن الجوزي).

ويعارضه ما حكاه في (موضح جمع الأوهام والتفريق2/363) عن الفرات ابن السائب قال سألت ميمون بن مهران فقلت أكان علي أول الناس إسلاما أو أبو بكر فقال والله لقد آمن أبو بكر بالنبي زمن بحيرا الراهب واختلف فيما بينه وبين خديجة حتى أنكحها إياه وذلك كل قبل أن يولد علي».

أي بنية هلمي الأحاديث التي عندك.. فدعا بنار فأحرقها

الحديث رواه الحاكم فقال حدثني بكر بن محمد الصيرفي بمرو أنا محمد بن موسى البربري أنا المفضل بن غسان أنا علي بن صالح أنا موسى بن عبد الله بن حسن بن حسن عن إبراهيم بن عمر بن عبيد الله التيمي حدثني القاسم بن محمد قالت عائشة جمع أبي الحديث عن رسول الله وكانت خمسمائة حديث فبات ليلته يتقلب كثيرا قالت أعدلوا فقلت أتتقلب لشكوى أو لشيء بلغك فلما أصبح قال أي بنية هلمي الأحاديث التي عندك فجئته بها فدعا بنار فحرقها فقلت لم أحرقتها قال خشيب أن أموت وهي عندي فيكون فيها أحاديث عن رجل قد ائتمنته ووثقت ولم يكن كما حدثني فأكون قد نقلت ذاك».

الحكم على الحديث: هذا الأثر لم أجده في شيء من كتب الحديث. وقال الذهبي « فهذا لا يصح والله أعلم» (تذكرة الحفاظ1/5).

ورأيت في السند موسى بن عبد الله بن حسن بن حسن. قال البخاري « فيه نظر» (المغني في الضعفاء2/682 لسان الميزان6/123). وأورده العقيلي في الضعفاء (4/159).

أيتكن تنبح عليها كلاب الحوأب

عن قيس بن أبي حازم أن عائشة لما نزلت على الحوأب سمعت نباح الكلاب فقالت ما أظنني إلا راجعة سمعت رسول الله يقول «أيتكن ينبح عليها كلاب الحوأب؟ فقال لها الزبير ترجعين عسى الله أن يصلح بك بين الناس رواه أحمد وأبو يعلى والبزار ورجال أحمد رجال الصحيح. وعن ابن عباس قال قال رسول الله لنسائه ليت شعري أيتكن صاحبة الجمل الأدبب تخرج فينبحها كلاب الحوأب يقتل عن يمينها وعن يسارها قتلى كثير ثم تنجو بعد ما كادت رواه البزار ورجاله ثقات» (مجمع الزوائد 7/234).

الحديث صحيح كما بين الألباني ولكنه نبه على رواية «فشهد طلحة والزبير أنه ليس هذا ماء الحوأب.. فكانت أول شهادة زور في الإسلام» (سلسلة الصحيحة1/227 عند حديث رقم475).

وقد عاتب الشيخ الألباني القاضي ابن العربي نكارته للحديث غير أنه وافقه في كذب شهادة الزور المزعومة.

وأوضح خروج عائشة كان خطأ ولكن ليس فيه معصية للحديث. فإن الحديث يشير إلى أنها سوف تكون في مكان تقع فيه فتن ويموت فيه كثير من الناس فلما قفلت عائدة ذكرها طلحة والزبير بأهمية موقفها لتحقيق الصلح الذي كان يطمع الناس في حصوله ببركتها وتقدير الناس لها. وهي مع ذلك مخطئة رضي الله عنها. وإذا كنا نرى مواقف عاتب الله عليها أنبياءه فتوقع الخطأ ممن هو دون النبي أولى، فموسى قتل نفسا ونسي ما عاهد به الخضر. وذا النون ذهب مغاضبا. ثم هذا لا ينقص شيئا من فضائلها بل هو في ذاته فتنة للمحرومين من الانصاف والعقل والدين. ولذلك قال عمار بن ياسر «والله إني لأعلم أنها نبية زوجكم في الدنيا والآخرة ولكن الله ابتلاكم بها ليعلم إياه تطيعون أم هي» (رواه البخاري).

ثم روى الألباني روايات تؤكد أن عبد الله بن الزبير كان معها وهو محرم لها. روى إسماعيل بن علية عن أبي سفيان بن العلاء المازني عن ابن أبي عتيق قال: قالت عائشة: إذا مر ابن عمر فأرونيه. فلما مر بها قيل لها هذا ابن عمر فقالت: يا أبا عبد الرحمن ما منعك أن تنهاني عن مسيري؟ قال رأيت رجلا قد غلب عليك يعني ابن الزبير» (سير أعلام النبلاء2/93 و3/211 نصب الراية للزيلعي4/69).

إيتوني بدواة وكتف أكتب لكم (فقال عمر بزعمهم إنه يهجر) أو (رزية الخميس)

هذه الرواية قد أبهمت نوع الوصية وقد أحكمتها رواية أخرى هذا نصها:

حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو معاوية ثنا عبد الرحمن بن أبي بكر القرشي عن بن أبي مليكة عن عائشة قالت لما ثقل رسول الله قال رسول الله لعبد الرحمن بن أبي بكر ائتني بكتف أو لوح حتى اكتب لأبي بكر كتابا لا يختلف عليه فلما ذهب عبد الرحمن ليقوم قال أبي الله والمؤمنون ان يختلف عليك يا أبا بكر» (رواه احمد في المسند وصححه الألباني).

ثم إن زعم الرافضة أن عمر منع رسول الله من كتابة الوصية مهدومة بقوله تعالى (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) هذه الآية أمر من الله لنبيه بتبليغ جميع ما أنزل الله إليه. وأن لا يخاف أذى قومه لأن الله عاصمه من أذاهم. هذه الآية ترد على من زعموا أن عمر منع الرسول من كتابة الوصية لأنه قال «إن رسول الله قد غلبه الوجع حسبنا كتاب الله». والآية نص على أنه لا أحد يستطيع أن يمنع رسول الله من تبليغ ما يريد.

هذه المقولة من عمر تدل على أنه ملهم ومحدََث. وجاء إعراض النبي عن كتابة الوصية لتؤكد ذلك. وقد أعجز الله أبا جهل وأبا لهب عن أن يمنعوا النبي من شيء من التبليغ فكيف ينجح عمر في منع النبي من الوصية ومنع علي من الخلافة؟ ما هذا المخلوق الذي أعجز الله ونبيه ووصيه بزعمكم؟

قول ابن عباس (إن الرزية كل الرزية الخ) هو قول غير سديد. فإنه لو كان خيرا لما تركه رسول الله. وإن كانت الوصية واجبة فلا يجوز لرسول الله أن يترك واجبا. فإن زعموا أن عمر تمكن من منع رسول الله من تبليغ الوحي فأقول: قد جعلتم عمر قاهرا لما يريد الله مانعا رسول الله. كما فعلتم من قبل عليا جبانا ضعيفا يضرب عمر زوجته على مرأى منه ويسقط جنينها فلا يحرك علي ساكنا.

الشيعة يحاولون الظهور بمظهر المتأدب مع رسول الله مع زعمهم أنه فشل في تربية أصحابه.

الشيعة لم يتأدبوا مع الله فقالوا (بدا لله) وزعموا أن (الأئمة هم أسماء الله الحسنى التي أمر الله عباده أن يدعوه بها) فليس لهم أن يظهروا بمظهر المتأدب وقد سبوا الله بهذا الوصف.

أن عمر لم يقل إن الرجل ليهجر. الرجل يروي عنه كذبا هو الذي يهجر. وإنما قالها جماعة ذلك، أما الرواية التي تليها وهي قول عمر: إن رسول الله غلبه الوجع فإنها مفسرة للفظ الهجر.

كيف يقدم الشيعي رأيه على القرآن؟ إن الصحابة الذين أثنى الله عليهم في القرآن يجب تحسين الظن بهم، أما إساءة الظن بهم فإنه مخالفة أخرى للقرآن.

إن عمر من المهاجرين الذين قال الله فيهم لَقَد تَابَ اللهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ . فإذا تعارض القرآن مع آرائكم تقدمونها عليه؟

الهجر عند الموت معناه معاناة سكرات الموت بخلاف نسبة الهذيان إلى الصحيح غير المعاني من المرض أو الموت.

الواقفون أمام النبي عند موته لم يكونوا يستهزئون به ولم يكن المقام مقام استهزاء، إذ لم يعهد مثل هذا عنهم وهم الذين بكوا عليه حتى أنكروا أنفسهم في ذاك اليوم، إن هذا لا يفعله الكفار عند موت قريب لهم فكيف بالصحابة الذين أثنى الله عليهم.. بل كانوا يلاحظون عليه ما يلاحظ على من يعاني من سكرات الموت فكانوا يتساءلون: هل يحصل له ذلك؟

أين هذه الكلمة من كلمة الخميني: إن رسول الله قد فشل في تربية أصحابه؟ (خطاب ألقاه في إذاعة طهران بمناسبة مولد الرضا 15 شعبان1400).

هل عند الشيعة دليل في أن الرسول أراد أن يكتب شيئا يخص به عليا بالإمامة أم أنهم يكتفون بالقول: أراد أن يفعل؟

لا يحق للشيعة تفسير وتحليل النصوص. فإنهم كثيرا ما يعارضون بتحليلاتهم كتاب الله. فالنص صريح في القرآن أن الأزواج هن أهل البيت ولا يزال الشيعة يتمسكون بقول زيد بن أرقم ويعرضون عما قال خالقه.

وهم كلما ذكروا حديث التمسك بالثقلين في صحيح مسلم فإنهم يحذفون منه الجزء المهم وهو « فاستمسكوا بكتاب الله وخذوا به فرغب في كتاب الله وحث عليه, ثم قال: وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي ثلاث مرات. فقيل لزيد: ومن أهل بيته؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ [ وحذف : فقال زيد: إن نساءه من أهل بيته ] ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده، قيل: ومن هم؟ قال: هم آل العباس وآل علي وآل جعفر وآل عقيل، قيل: أكل هؤلاء يحرم الصدقة؟ قال: نعم )) فانظروا بالله عليكم هذا التدليس وفي القرن الحادي والعشرين !! لأن هذا الجزء (( نساءه من أهل بيته )) سوف يهدم كل التُرهات التي بناها هذا الرافضي من قعرها !!

إن كانت الوصية لعلي رضي الله عنه واجبة وتركها النبي فقد زعمتم أنه خان الرسالة وإن كانت مستحبة فهي ليست الوصية بالإمامة لأنها أهم أركان الدين عندكم.

قصة غدير خم تناقض استدلال الشيعة بهذه الرواية. لا فائدة من منعه من إنفاذ وصيته وقد شهدها تسعون ألفا بزعمكم يوم غدير خم. فما الفائدة من الحؤول دون الوصية بالإمامة التي شهدها هذا العدد من الصحابة؟

أيكم رأى الليل رؤيا؟

قال: فصلى ذات يوم الصبح ثم أقبل على أصحابه فقال: أيكم رأى الليل رؤيا؟ فقال رجل: أنا يا رسول الله رأيت كأن ميزانا أدلي من السماء فوضعت في كفة الميزان ووضع أبوبكر في كفة أخرى فرجحت بأبي بكر فرفعت. وترك أبوبكر فجئ بعمر فوضع في الكفة الأخرى فوزن بأبي بكر فرجح أبو بكر بعمر، ورفع أبو بكر وترك عمر مكانه فجئ بعثمان فوضع في الكفة الاخرى فرجح عمر بعثمان، ورفع عمر وترك عثمان مكانه فجئ بعلي فوضع في الكفة الاخرى فرجح عثمان بعلي ورفع الميزان. فتغيّر وجه رسول الله ثم قال: خلافة نبوة ثلاثين عاما ثم تكون ملكا.

الحكم على الحديث

فيه: رزق الله البصري قال الاندلسي: روى أحاديث منكرة وهو صالح لابأس به (تهذيب التهذيب3/273)

وفيه مؤمل العدوي البصري: قال أبوحاتم «صدوق شديد في السنة كثير الخطأ. وقال البخاري: منكر الحديث. وقال ابن سعد والدارقطني: كثير الخطأ. وقال المروزي: إذاانفرد بحديث وجب أن يتوقف ويتثبت فيه، لانه كان سيئ الحفظ كثير الغلط. (ميزان الاعتدال2/221 تهذيب التهذيب10/381) وفيه سعيد بن جمهان البصري. قال أبوحاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به. وقال الساجي: لا يتابع على حديثه. (ميزان الاعتدال1/377 تهذيب التهذيب4/14).

أيكم يعينني على هذا الأمر فيكون أخي ووصيي وخليفتي

أيكم يعينني على هذا الأمر فيكون أخي ووصيي وخليفتي  ووزيري من بعدي. فلم يجبه إلا علي عليه السلام، وكررها ثانيةً وثالثةً، وفي كل مرة يجيب الإمام علي عليه السلام فقال الرسول الكريم « أنت أخي وخليفتي ووصيي من بعدي، فاسمعوا له وأطيعوا. فخرج القوم مستهزئين ساخرين، يقولون لأبي طالب: قد أمّر ابنك عليك » (الانتصار6/185).

قلت: وهل هم شيعة الكوفة حتى يخرجوا مستهزئين ساخرين؟.

أيكم يكون أخي ووصيي ووارثي ووزيري وخليفتي فيكم بعدي

عن علي قال : لما نزلت { وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ } ورهطك المخلصين دعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بني عبد المطلب وهم إذ ذاك أربعون رجلاً  يزيدون رجلاً أو ينقصون رجلاً فقال : ( أيكم يكون أخي ووصيي ووارثي ووزيري وخليفتي فيكم بعدي ) فعرض عليهم ذلك رجلاً رجلاً  كلهم يأبى ذلك حتى أتى عليّّ فقلت أنا يا رسول الله فقال : ( يا بني عبد المطلب  هذا أخي ووارثي ووصيي  ووزيري وخليفتي فيكم بعدي ) قال فقام القوم يضحك بعضهم إلى بعض ويقولون لأبي طالب : قد أمرك وتطيع لهذا الغلام.

قال عبد الحسين الموسوي « عبد الحسين شرف الدين في كتابه المراجعات حيث قال : ودونك ما أخرجه أحمد في مسنده ج 1 ص 111 تجده يخرج الحديث عن أسود بن عامر عن شريك عن الأعمش عن المنهال عن عباد بن عبد الله الأسدي عن علي مرفوعاً , ثم قال , وكل واحد من سلسلة هذا السند حجة عند الخصم وكلهم من رجال الصحاح بلا كلام» ثم قال « عباد بن عبد الله الأسدي قال: هو عباد بن عبد الله بن الزبير بن العوام القرشي الأسدي إحتج به البخاري ومسلم» .

هذا يؤكد عدم وجود الأمانة العلمية لهذا الموسوي فإن عباد بن عبد الله الأسدي يختلف تماماً عن عباد بن عبد الله بن الزبير، هذا شخص وذاك شخص آخر. عباد بن عبد الله الأسدي هو الذي يروي عنه المنهال وهو الذي يروي عن علي رضي الله عنه بينما عباد بن عبدالله بن الزبير بن العوام لاير وي عنه المنهال ولا يروي هو عن علي رضي الله عنه، ولذلك عباد بن عبد الله الأسدي يترجم له صاحب التهذيب وهو الحافظ بن حجر رحمه الله تعالى يترجم له في الصفحة ذاتها التي يترجم لعبد الله بن عبد الله بن الزبير  فقال «عباد بن عبد الله الأسدي روى عنه المنهال وروى عن  علي .. ضعيف» .

أيها الناس إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين

تمام الحديث « أيها الناس إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا أولى بهم من أنفسهم فمن كنت مولاه فهذا مولاه يعني عليا اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ثم قال يا أيها الناس إني فرطكم وإنكم واردون علي الحوض حوض أعرض ما بين بصرى وصنعاء فيه عدد النجوم قد حان من فضة وإني سائلكم حين تردون علي عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني فيهما الثقل الأكبر كتاب الله عز وجل سبب طرفة بيد الله وطرفة بأيديكم فاستمسكوا به لا تضلوا ولا تبدلوا وعترتي أهل بيتي فإنه نبأني اللطيف الخبير أنهما لن ينقضيا حتى يردا علي الحوض».

رواه الطبراني في (المعجم الكبير3/180) وقال الهيثمي « وفيه زيد بن الحسن الأنماطي. قال أبو حاتم: منكر» (الجرح والتعديل9/164).

وجاء الكذاب عبد الحسين (عبد البشر والمخلوقات) فزعم أن « هذا الحديث مجمع على صحة إسناده» ثم تلاعب في إسناد الحديث فجعله من رواية زيد بن الأرقم بينما هو من رواية حذيفة بن أسيد (المراجعات ص187 وانظر سلسلة الأحاديث الضعيفة4961).

أيها الناس إنها لم تكن فتنة.. قول المهدي تقدم فصل فيقول عيسى إنما أقيمت الصلاة لك

رواه ابن ماجه في سننه بإسناد ضعيف كما حققه شيخنا الألباني (ح رقم4077) وفي (ضعيف الجامع ح رقم 6384) ولكن صححه من طريق آخر كما في (صحيح الجامع الصغير ح رقم7875). وهذا ليس بمشكل ولا يتعارض مع قول المسيح في الروايات الأخرى (بعضكم أمراء بعض تكرمة الله هذه الأمة). فإن النصوص الصحيحة يكمل كل منها معنى لم يكن في الآخر ولا يناقضه. والمسيح أراد بيان فضل هذه الأمة أولا. وفضل أفضلها في ذلك الوقت وهو المهدي. فأمة محمد خير الأمم والمهدي أفضلها.

وتبقى الرواية الأصح سندا كما في مسلم (تكرمة الله هذه الأمة). فهي بيان أفضلية ولكن على الوجه الذي أراده المسيح.

بئس أخو العشيرة

نص الحديث « عن عائشة ثم أن رجلا استأذن على النبي فلما رآه قال بئس أخو العشيرة وبئس بن العشيرة فلما جلس تطلق النبي في وجهه وانبسط إليه فلما انطلق الرجل قالت له عائشة يا رسول الله حين رأيت الرجل قلت له كذا وكذا ثم تطلقت في وجهه وانبسطت إليه فقال رسول الله يا عائشة متى عهدتني فحاشا إن شر الناس ثم الله منزلة يوم القيامة من تركه الناس اتقاء شره».

زعم الرافضة أن في هذا الحديث دليل على جواز التقية. مع أن الحديث مناقض لعقيدتهم حيث إنهم يبررون للتقية بأنهم يستعملونها مع الكفار فقط، وأنها في حال الإكراه. والحديث ليس فيه شيء من ذلك.

وجل ما في الحديث هو عدم مقابلتهم بالسوء الذي يقابلون به الناس دفعا للشر.

بخ بخ لك يا علي أصبحت مولانا ومولى كل مؤمن ومؤمنة

فيه علي بن زيد بن جدعان. قال عنه الجوزجاني « واهي الحديث ضعيف» (الشجرة في أحوال الرجال ص194) وقاله الحافظ في التقريب (4734).

قال ابن الجوزي في العلل المتناهية في الأحاديث الواهية (1/226) » هذا حديث لا يجوز الاحتجاج به، ومن فوقه إلى أبي هريرة ضعفاء«. وفيه:

شهر بن حوشب: متكلم فيه. قال النسائي » ليس بالقوي« (الضعفاء والمتروكون294) وقال البزار » تكلم فيه جماعة من أهل العلم« (كشف الأستار490) وقال الدارقطني » ليس بالقوي« (سنن الدارقطني1/103).

ضمرة بن ربيعة الفلسطيني: صدوق يهم قليلا (تقريب التهذيب 2986).

وقد قال الألباني بضعف هذه الرواية والمرفوع من الحديث صحيح» (مشكاة المصابيح6049).

براءة من النار حبّ علي

زعم الرافضة أنه في في (المستدرك2/241) و (تاريخ بغداد6/85).

ولم أجده في واحد منهما.

بنو أمية هم الشجرة الملعونة

ثبت فيما رواه البخاري وغيره عن ابن عباس أن الشجرة الملعونة « هي شجرة الزقوم» (رواه البخاري3675). وأنها رؤيا عين أريها النبي صلى الله عليه لتلك الشجرة في النار.

قال الحافظ ابن حجر « هذا هو الصحيح» (فتح الباري8/399).

وقال الترمذي « هذا حديث حسن صحيح» (سنن الترمذي5/302).

أما تفسيرها ببني أمية فمن أكاذيب ووضع أحمد ابن الطيب. ذكر الحافظ من مجازفاته ادعاؤه أنه لا اختلاف بين أحد من المسلمين في أن هذا هو معنى الآية.

قلت: يا لك من كذاب فقد اتفق المفسرون على أنها رؤيا عين أريها النبي صلى الله عليه وسلم وهي شجرة الزقوم.

فقد قال ابن كثير عن هذا التفسير المضحك « غريب وضعيف» (تفسير ابن كثير5/60). واستبعد القرطبي هذا التفسير الباطني، ونقل عن الترمذي صحة إسناد ابن عباس أنها شجرة الزقوم (10/282).

وصرح الطبري بأن هذا هو القول الصحيح بأنها شجرة الزقوم (15/115).

وأحمد هذا كان قد أشار على المعتضد بلعن معاوية على المنابر وزعم أن النبي قال « إن معاوية في تابوت من نار في أسفل التابوت درك ينادي يا حنان يا منان فيقال له آلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين». ثم عقب الحافظ قائلا « وهذا باطل موضوع ظاهر الوضع، إن لم يكن أحمد بن الطيب وضعه وإلا فغيره من الروافض» (لسان الميزان1/202).

وكان قد حكى الحافظ عن أحمد هذا أنه كان يرى رأي الفلاسفة وأنه قتل سكرانا (اسان الميزان1/202 ترجمة أحمد بن الطيب).

فالمروج لمثل هذا الكذب رافضي كذاب سكير.

وقد أورد الخطيب البغدادي في (تاريخه3/343) من طريق محمد بن زكريا الغلابي « ان النبي  صلى الله عليه وسلم نظر الى قوم من بنى فلان يتبخترون في مشيتهم فعرف الغضب في وجهه ثم قرا والشجرة الملعونة في القران فقيل له اى الشجرة هى يا رسول الله حتى نجتثها فقال   ليست بشجرة نبات  إنما هم بنو فلان إذا ملكوا جاروا».

قال الدارقطني « بصري وكان وضاعا» (الضعفاء والمتروكون484).

وهكذا في الوقت الذي نجح فيه بولس في خلط تعاليم المسيح بالفلسفة والكذب وفشل أخوه ابن سبأ في دين الاسلام حيث وعد الله بحفظ وحيه.

بينا أنا قائم على الحوض إذا زمرة حتى إذا عرفتهم

خرج رجل من بيني وبينهم فقال: هلم فقلت: إلى أين ؟قال: إلى النار والله فقلت: ما شأنهم؟ فقال: إنهم ارتدوا (بعدك) على أدبارهم القهقرى ثم إذا زمرة أخرى، حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم، فقال لهم: هلم قلت: إلى أين؟ قال: النار والله قلت: ما شأنهم؟ قال: إنهم ارتدوا (بعدك) على أدبارهم، فلا أراه يخلص منهم إلا مثل همل النعم.

هذا الحديث منكر كما بينه الألباني (ضعيف الترغيب رقم2107). وهي مخالفة للرواية الصحيحة:

« بينما أنا نائم إذا زمرة، حتى إذا عرفتهم، خرج رجل من بيني وبينهم فقال: هلم، قلت: أين؟ قال: إلى النار والله، قلت: ما شأنهم؟ قال: إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى، ثم إذا زمرة، حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال: هلم، قلت: أين؟ قال: إلى النار، قلت: ما شأنهم؟ قال: إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى، فلا أراه يخلص منهم إلا مثل همل النعم» (صحيح الجامع2867).

بَيْنَمَا أَيُّوبُ يَغْتَسِلُ عُرْيَانًا خَرَّ عَلَيْهِ جَرَادٌ مِنْ ذَهَبٍ

فَجَعَلَ يَحْثِي فِي ثَوْبِهِ فَنَادَاهُ رَبُّهُ أَلَمْ أَكُنْ أَغْنَيْتُكَ عَمَّا تَرَى؟ قَالَ بَلَى يَا رَبِّ وَلَكِنْ لا غِنَى لِي عَنْ بَرَكَتِكَ.

إستنكر عبد الحسين (صاحب المراجعات) هذا الحديث.

وقد رواه المجلسي في (بحار الأنوار12/368). وحكاه الطوسي في التبيان (8/568).

بل قد روى المجلسي أن مما يفعله المهدي عند ظهوره وعودته إلى الكوفة « أن الله ينزل عليه من السماء جرادا من ذهب كما أمطره الله في بني إسرائيل على نبيه أيوب». (بحار الأنوار53/34 مستدرك سفينة البحار للنمازي3/464).

تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله وسنتي

قامت قيامة الرافضة على هذا الحديث وقالوا: هذا حديث مرسل رواه مالك في الموطأ ويعبر عنه بالمعضل لأنه من بلاغات مالك (الموطأ رقم3). تمسك بعلته الرافضة وضربوه بحديث (كتاب الله وعترتي أهل بيتي).

صححه السيوطي في مفتاح الجنة (1/12) وأتبع به حديث ابن عباس الذي هو شاهد لتحسينه.

حسن الألباني الحديث بالشواهد (هداية الرواة الى تخريج أحاديث المصابيح والمشكاة1/140).

كذلك حسنه الشيخ الأرناؤوط محقق جامع الأصول لابن الأثير بالشواهد وهو رواية ابن عباس

ليس كل ما لم يرو في الصحاح ضعيف, فهنالك أحاديث كثيرة لم ترو في الصحاح وهي صحيحة, وحديث كتاب الله وسنتي صحيح وثابت, أخرجه الحاكم في المستدرك1/93 وصحح إسناده الألباني في صحيح الجامع برقم (3232 ) وكذلك (2937) عن أبي هريرة وصححه ابن حزم في (الأحكـام6/810) وصححه السيوطي في الجامع برقم ( 3932 ) .

وسنتي عند الرافضة

لقد جهلوا ما تضمنته كتبهم من الحث على السنة. فقد رووا عن أبي جعفر عن رسول الله أنه قال « فإذا أتاكم الحديث عني فأعرضوه على كتاب الله وسنتي، فما وافق كتاب الله وسنتي فخذوا به، وما خالف كتاب الله وسنتي فلا تأخذوا به» (الاحتجاج2/246 للطبرسي بحار الأنوار2/225 الصراط المستقيم للبياضي3/156 ).

وجاء في الكافي أن رسول الله قال « إني مسئول عن تبليغ هذه الرسالة وأما أنتم فتسألون عما حملتم من كتاب الله وسنتي» (الكافي2/606 التفسير الصافي1/17 و3/443).

ورواه الحاكم بسندين أحدهما بسند حسن عن ابن عباس وهو:

[ 318 ] حدثنا أبو بكر أحمد بن إسحاق الفقيه أنبأ العباس بن الفضل الأسفاطي ثنا إسماعيل بن أبي أويس وأخبرني إسماعيل بن محمد بن الفضل الشعراني ثنا جدي ثنا بن أبي أويس حدثني أبي عن ثور بن زيد الديلي عن عكرمة عن بن عباس أن رسول الله خطب الناس في حجة الوداع فقال قد يئس الشيطان بأن يعبد بأرضكم ولكنه رضي أن يطاع فيما سوى ذلك مما تحاقرون من أعمالكم فاحذروا يا أيها الناس إني قد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبدا كتاب الله وسنة نبيه .

إن كل مسلم أخ المسلم. والمسلمون إخوة لا يحل لامرىء من مال أخيه إلا ما أعطاه عن طيب نفس ولا تظلموا ولا ترجعوا من بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض».

وقد احتج البخاري بأحاديث عكرمة واحتج مسلم بأبي أويس وسائر رواته متفق عليهم وهذا الحديث لخطبة النبي متفق على إخراجه في الصحيح يا أيها الناس إني قد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به كتاب الله وأنتم مسؤولون عني فما أنتم قائلون؟

وذكر الاعتصام بالسنة في هذه الخطبة غريب ويحتاج إليها، وقد وجدت له شاهدا من حديث أبي هريرة: [ 319 ] أخبرنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه أنبأ محمد ابن عيسى بن السكن الواسطي ثنا داود بن عمرو الضبي ثنا صالح بن موسى الطلحي عن عبد العزيز بن رفيع عن أبي صالح عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال قال رسول الله إني قد تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما كتاب الله وسنتي ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض» (المستدرك).

ثم إن الحاكم قد ظن ضعف رواية ابن عباس وأتى لها برواية أبي هريرة مع أن رواية أبي هريرة ضعيفة فيها صالح بن موسى الطلحي. وقبل ذلك صرح بتواتر رواية أن عليا ولد داخل الكعبة مع أنها لا وجود لها أصلا. مما يدل على ضعفه في فن الرواية.

تسألني عن رجل ما اعلم رجلا كان أحب الى رسول الله منه

حدثنا أبو بكر محمد بن علي الفقيه الشاشي ثنا أبو طالب أحمد بن نصر الحافظ ثنا علي بن سعيد بن بشير عن عباد بن يعقوب ثنا محمد بن إسماعيل بن رجاء الزبيدي عن أبي إسحاق الشيباني عن جميع بن عمير قال دخلت مع أمي على عائشة فسمعتها من وراء الحجاب وهي تسألها عن علي فقالت تسألني عن رجل والله ما أعلم رجلا كان أحب إلى رسول الله من علي» (رواه الحاكم في المستدرك3/154) قال الذهبي « جميع متهم. وعائشة لم تقل ذلك أصلا».

قلت: جميع بن عمير بن عفاق التيمي أبو الأسود الكوفي. قال بن نمير كان من أكذب الناس كان يقول أن الكراكي تفرخ في السماء ولا يقع فراخها رواه بن حبان في كتاب الضعفاء بإسناده وقال كان رافضيا يضع الحديث وقال الساجي له أحاديث مناكير وفيه نظر وهو صدوق وقال العجلي تابعي ثقة وقال أبو العرب الصقلي ليس يتابع أبو الحسن على هذا» (تهذيب التهذيب ترجمة رقم 177 ميزان الاعتدال2/152).

تلك الغرانيق العلا وإن شفاعتهن لترتجى

روى الهيثمي هذه الرواية في مجمعه (6/32 و7/70) وذكر فيهما آفتين: الإرسال وابن لهيعة. وهو ثقة لكنه اختلط بأخرة واحترقت مكتبته فصار يروي من حفظه بالرغم من اختلاطه.

وزعم الشيعة أن قصة الغرانيق رواها البخاري ومسلم وأن الرازي دافع عن البخاري محاولا نفي أن يكون روى قصة الغرانيق (الانتصار4: مناظرة حول عصمة الأنبياء128) وهم كذابون مفترون.

ذكر الحافظ في الفتح (8/439) أنه وجد ثلاث روايات لكنها مراسيل وإن كان منها على شرط الصحيح ولكنه أراد الرد على من حكم على الروايات بالوضع، أقل ما يقال إن لها أصلا» وهذه العبارة لا تفيد تصحيحه للسند. فإن مراتب الصحيح معروفة ليس منها مرتبة له أصل. وهي اصطلاح يستعمله الحافظ للرد على من غلا في الحكم على الرواية إلى درجة اعتبارها موضوعة. ولم أعهد الحافظ يصحح رواية بهذه المرتبة. ولا توجد مرتبة تسمى عند أهل الحديث بمرتبة: له أصل.

والمراسيل مما قد استقر قول المحدثين على عدم الاحتجاج بها، وقد اعتبر الحافظ أنه يأخذ بصحتها من يرى صحة سند المرسل.

بل وجدت مؤخرا الألباني قد نقل عن الحافظ ما يفيد تصحيحه للرواية وقد ناقشه في تصحيحه وصرح بأن هذا من أوهامه (أنظر نصب المجانيق لنسف قصة الغرانيق ص37).

تمتعنا على عهد رسول الله فنزل القرآن قال رجل برأيه ما شاء

الحديث رواه البخاري عن مطرف بن عمران وهي متعلقة بمتعة الحج وليس في متعة النساء. بدليل أن البخاري أخرجه في كتاب الحج لا في كتاب النكاح وأطبق شراح صحيح البخاري كالعسقلاني والعيني و القسطلاني وشراح صحيح مسلم كالنووي والمازري وغيرهم على تفسير المتعة هنا «بمتعة الحج».

السؤال الذي يفتقر إلى الجواب: هل أحكام الله نزلت ليعمل بها الخلق أم لا؟ ومن أكثر حرصا على العمل بها؟ أليس الأنبياء؟ فلماذا لا نرى النبي يتمتع: لا هو ولا أهل بيته؟

تحريم المتعة من كتب السنة

(1405) عن عطاء قال: قدم جابر بن عبد الله معتمرا. فجئناه في منزله. فسأله القوم عن أشياء. ثم ذكروا المتعة. فقال: نعم. استمتعنا على عهد رسول الله.   وأبي بكر وعمر.

وفي رواية «فقال جابر: فعلناهما مع رسول الله. ثم نهانا عنهما عمر. فلم نعد لهما».

(1405) - 18حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا يونس بن محمد. حدثنا عبدالواحد بن زياد. حدثنا أبو عميس عن إياس بن سلمة، عن أبيه، قال: رخص رسول الله عام أوطاس، في المتعة ثلاثا. ثم نهى عنها.

(1406) وحدثنا قتيبة بن سعيد. حدثنا ليث عن الربيع بن سبرة الجهني، عن أبيه سبرة؛ أنه قال: أذن لنا رسول الله بالمتعة. فانطلقت أنا ورجل إلى امرأة من بني عامر. كأنها بكرة عيطاء. فعرضنا عليها أنفسنا. فقالت:  ماتعطي؟ فقلت: ردائي. وقال صاحبي: ردائي. وكان رداء صاحبي أجود من ردائي. وكنت أشب منه. فإذا نظرت إلى رداء صاحبي أعجبها. ثم قالت: أنت ورداؤك يكفيني. فمكثت معها ثلاثا. ثم إن رسول الله قال: « من كان عنده شيء من هذه النساء التي يتمتع، فليخل سبيلها».

(1406) - 21حدثنا محمد بن عبدالله بن نمير حدثنا أبي حدثنا عبدالعزيز بن عمر حدثني الربيع بن سبرة الجهني؛ أن أباه حدثه؛ أنه كان مع رسول الله فقال: «يا أيها الناس ! إني قد كنت أذنت لكم في الاستمتاع من النساء. وإن الله قد حرم ذلك إلى يوم القيامة. فمن كان عنده منهن شيء فليخل سبيله. ولا تأخذوا مما آتيتموهن شيئا».

(1406) - 22حدثنا إسحاق بن إبراهيم. أخبرنا يحيى بن آدم. حدثنا إبراهيم بن سعد عن عبدالملك بن الربيع بن سبرة الجهني، عن أبيه، عن جده قال: أمرنا رسول الله بالمتعة، عام الفتح، حين دخلنا مكة. ثم لم نخرج منها حتى نهانا عنها.

(1406) - 24حدثنا عمرو الناقد وابن نمير. قالا: حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري، عن الربيع بن سبرة، عن أبيه؛ أن النبي نهى عن نكاح المتعة.

(1406) - 25وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا ابن علية عن معمر، عن الزهري، عن الربيع بن سبرة، عن أبيه؛ أن رسول الله نهى، يوم الفتح، عن متعة النساء.

(1406) – 27 وحدثني حرملة بن يحيى. أخبرنا ابن وهب. أخبرني يونس قال ابن شهاب: أخبرني عروة بن الزبير؛ أن عبدالله بن الزبير قام بمكة فقال: إن ناسا، أعمى الله قلوبهم، كما أعمى أبصارهم، يفتون بالمتعة. يعرض برجل فناداه فقال: إنك لجلف جاف فلعمري! لقد كانت المتعة تفعل على عهد إمام المتقين (يريد رسول الله) فقال له ابن الزبير: فجرب بنفسك فوالله! لئن فعلتها لأرجمنك بأحجارك.

قال ابن شهاب: فأخبرني خالد بن المهاجر بن سيف الله ؛ أنه بينا هو جالس عند رجل جاءه رجل فاستفتاه في المتعة فأمره بها فقال له ابن أبي عمرة الأنصاري: مهلا ! قال: ما هي؟ والله ! لقد فعلت في عهد إمام المتقين قال ابن أبي عمرة: إنها كانت رخصة في أول الإسلام لمن اضطر إليها كالميتة والدم ولحم الخنزير ثم أحكم الله الدين ونهى عنها.

قال ابن شهاب: وأخبرني ربيع بن سبرة الجهني؛ أن أباه قال: قد كنت استمتعت في عهد رسول الله امرأة من بني عامر، ببردين أحمرين ثم نهانا رسول الله عن المتعة.

قال ابن شهاب: وسمعت ربيع بن سبرة يحدث ذلك عمر بن عبدالعزيز، وأنا جالس.

(1406) - 28وحدثني سلمة بن شبيب. حدثنا الحسن بن أعين. حدثنا معقل عن ابن أبي عبلة، عن عمر بن عبدالعزيز. قال: حدثنا الربيع بن سبرة الجهني عن أبيه؛ أن رسول الله نهى عن المتعة. وقال: ألا إنها حرام من يومكم هذا إلى يوم القيامة. ومن كان أعطى شيئا فلا يأخذه».

(1407) - 29حدثنا يحيى بن يحيى. قال: قرأت على مالك عن ابن شهاب، عن عبدالله والحسن ابني محمد بن علي، عن أبيهما عن علي بن أبي طالب أن رسول الله نهى عن متعة النساء يوم خيبر وعن أكل لحوم الحمر الإنسية.

(1407) حدثنا عبدالله بن محمد بن أسماء الضبعي. حدثنا جويرية عن مالك، بهذا الإسناد. وقال: سمع علي بن أبي طالب يقول لفلان: إنك رجل تائه. نهانا رسول الله   بمثل حديث يحيى بن يحيى عن مالك.

(1407) – 30 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وابن نمير وزهير بن حرب جميعا عن ابن عيينة قال زهير: حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري، عن الحسن وعبدالله ابني محمد بن علي، عن أبيهما، عن علي؛ أن النبي نهى، عن نكاح المتعة، يوم خيبر. وعن لحوم الحمر الأهلية.

(1407) – 31 وحدثنا محمد بن عبدالله بن نمير حدثنا أبي حدثنا عبيدالله عن ابن شهاب، عن الحسن وعبدالله ابني محمد بن علي، عن أبيهما، عن علي؛ أنه سمع ابن عباس يلّين في متعة النساء.

فقال: مهلا. يا ابن عباس ! فإن رسول الله نهى عنها يوم خيبر، وعن لحوم الحمر الإنسية.

(1407) - 32وحدثني أبو الطاهر وحرملة بن يحيى قالا: أخبرنا ابن وهب. أخبرني يونس عن ابن شهاب، عن الحسن وعبدالله ابني محمد بن علي بن أبي طالب، عن أبيهما؛ أنه سمع علي بن أبي طالب يقول لابن عباس: نهى رسول الله  ، عن متعة النساء، يوم خيبر. وعن أكل لحوم الحمر الإنسية.

وهذه الأحاديث كلها في صحيح مسلم.

تحريم المتعة من كتب الشيعة

روى أحمد بن محمد بن عيسى في نوادره و ابن إدريس في سرائره عن ابن أبي عمير عن هشام بن الحكم عن أبي عبد الله في المتعة قال: ما يفعله عندنا إلا الفواجر (ابن ادريس في سرائره ص483والوسائل 14/456، وبحار الأنوار100/318)

وروى ابن إدريس في سرائره ص66 و أحمد بن محمد في نوادره ص66 بإسناده عن ابن سنان قال: سألت أبا عبد الله عن المتعة فقال لا تدنس بها نفسك .» (الوسائل 14/450).

وروى الكليني عن المفضل قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول في المتعة :دعوها أما يستحي أحدكم أن يرى في موضع العورة فيحمل ذلك على صالحي إخوانه وأصحابه» (الكافي 5/ 453، البحار 100، 103/ 311، العاملي في وسائله 14/450، النوري في المستدرك 14/ 455).

وروى المفيد والكليني عن علي بن يقطين قال: سألت أبا الحسن عن المتعة فقال: ما أنت وذاك قد أغناك الله عنها» (خلاصة الإيجاز في المتعة للمفيد ص57 الوسائل 14/449، ونوادر أحمد ص87ح199).

وروى الكليني عن عمار قال: قال أبو عبد الله (ع) لي و لسليمان بن خالد: قد حرمت عليكما المتعة.

وروى المفيد والكليني عن ابن شمون قال: كتب أبو الحسن (ع) إلى بعض مواليه لا تلحوا علّي المتعة إنما عليكم إقامة السنة فلا تشتغلوا بها عن فرشكم وحرائركم فيكفرن ويتبرين ويدعين على الآمر بذلك ويلعنونا !!

فإن أرادوا الإفلات عن هذه الأحاديث وأن الإمام قالها تقية كما زعم بعضهم، فالجواب أن لا تقية في متعة النساء!

قال كاشف الغطاء في أصل الشيعة «ومن طرقنا الوثيقة عن جعفر الصادق (ع) أنه كان يقول: ثلاث لا أتقي فيهن أحدا: متعة الحج ومتعة النساء والمسح على الخفين.» (أصل الشيعة وأصولها ص100).

فزواج المتعة كان مباحاً في أول الإسلام ثم حُرِّم ثم أبيح ثم حُرم إلى يوم القيامة، والذي حرمه النبي صلى الله عليه وسلم ولم يحرمه عمر ولا علي رضي الله عنهما، إنما شدد عمر في النكير على من لم يبلغه التحريم والذي روى حديث التحريم المؤبد هو علي رضي الله عنه.

وقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما: أن عليا رضي الله عنه قال لابن عباس رضي الله عنهما « أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن المتعة وعن لحوم الحمر الأهلية زمن خيبر» (صحيح البخاري6/129) وفي رواية « عن متعة النساء زمن خيبر» (ص 230 ) ولا يصح زواج المتعة حضرا ولا سفرا فإنها حرام إلى يوم القيامة. كما أخرج البيهقي من حديث أبي ذر قال « إنما أحلت لنا أصحاب محمد متعة النساء ثلاثة أيام ثم نهى عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم». وجاء النسخ المؤبد بقوله صلى الله عليه وسلم « إنها حرام إلى يوم القيامة» (السنن الكبرى7/203). ومن كتب الرافضة (لاستبصار3/142) والتهذيب(7/251). وسائل الشيعة21/12).

فظهر أن عمر إنما شدد في تحريمها, وأن الذي استمتع في عهد أبي بكر وشطراً من خلافة عمر لم يبلغه النسخ منهم جابر رضي الله عنه نفسه, وليس في الحديث دلالة على أن أبا بكر رضي الله عنه يرى حلها إذ لم يذكر جابر اطلاع أبي بكر على فاعلها والرضى به, وأنه لا يلزم من كون البعض فعلها أو مارسها في عهد أبي بكر أن يكون مطلعاً عليها, ولعل السبب في عدم اطلاع الصديق عليها لكونها «نكاح سر» حيث لم يشترط فيها الإشهاد، ولما كانت خالية عن الإعلان حق لها أن تخفي على القريب فضلا عن المضطلع بأعباء الخلافة وأمر المسلمين كافة كأبي بكر.

توسلوا بجاهي فإن جاهي عند الله عظيم

لا أصل له. (سلسلة الضعيفة 1/30 حديث رقم 22). وهو معارض لما رواه البخاري من اجتماع الصحابة واتفاقهم على ترك التوسل به بعد موته .

توضع يوم القيامة منابر حول العرش

« توضع يوم القيامة منابر حول العرش لشيعتي وشيعة أهل بيتي المخلصين في ولايتنا ويقول الله تعالى: هلمّو يا عبادي لأنثر عليكم كرامتي فقد أوذيتم في الدنيا».

خبر باطل لا أصل له في شيء من كتب الحديث. اختلقه رافضي مندس في المذهب الحنفي يدعى القندوزي. (ينابيع المودة1/56) أو ينابيع الرفض.

فهو رافضي متحنف. أو حنفي مترفض. وأيا كان الأمر. فليس عند الأحناف رافضي حنفي لأن الرافضة عند الأحناف كفارا.

توفي وإنه لمستند إلى صدر علي

أخبرنا محمد بن عمر حدثني سليمان بن داود بن الحصين عن أبيه عن أبي غطفان قال سألت بن عباس أرأيت رسول الله توفي ورأسه في حجر أحد قال توفي وهو لمستند إلى صدر علي قلت فإن عروة حدثني عن عائشة أنها قالت توفي رسول الله بين سحري ونحري فقال بن عباس أتعقل والله لتوفي رسول الله وإنه لمستند إلى صدر علي وهو الذي غسله وأخي الفضل بن عباس وأبى أبي أن يحضر وقال إن رسول الله كان يأمرنا أن نستتر فكان عند الستر».

وهذه الرواية موضوعة. وآفتها هو محمد بن عمر وهو الواقدي: كذاب. وشيخه سليمان بن داود الحصين لا يعرف حاله كما أفاده الحافظ (فتح الباري8/107).

وهو مخالف لما ثبت سنده أن النبي توفي وهو مستند إلى صدر عائشة رضي الله عنها.

هكذا يجعلون – أو قل يسرقون - سائر الصفات وفضائل الصحابة إلى علي. فقد زعموا أن عليا هو الصديق الأكبر والفاروق الأكبر.. والآن توفي رسول الله وهو مستند إلى صدر علي بينما الروايات الصحيحة أنه توفي بين سحر عائشة ونحرها.

ومما يؤكد كذب الواقدي ووضع رواياته هذه الرواية الأخرى التي افتراها:

أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا عبد العزيز بن محمد عن حرام بن عثمان عن أبي حازم عن جابر بن عبد الله الأنصاري أن كعب الأحبار قام زمن عمر فقال ونحن جلوس عند عمر أمير المؤمنين ما كان آخر ما تكلم به رسول الله فقال عمر سل علياقال أين هو قال هو هنا فسأله فقال علي أسندته إلى صدري فوضع رأسه على منكبي فقال الصلاة الصلاة فقال كعب كذلك آخر عهد الأنبياء وبه أمروا وعليه يبعثون قال فمن غسله يا أمير المؤمنين قال سل عليا قال فسأله فقال كنت أغسله وكان العباس جالسا وكان أسامة وشقران يختلفان إلي بالماء».

موضوع: آفته محمد بن عمر، وهو الواقدي. كذاب. وشيخ شيخه حرام بن عثمان كلاهما كذابان متروكان. قال الشافعي « الرواية عن حرام حرام» وقال الشافعي « الرواية عن حرام حرام» (تاريخ بغداد8/278المعرفة والتاريخ3/210 لسان الميزان2/182 مسند ابن أبي شيبة1/127 ميزان الاعتدال2/209).

ثم أدخلني في اللحاف مع بعض نسائه فصرنا ثلاثة (قول الزبير)

قال الحاكم » هذا صحيح الإسناد« (المستدرك3/410 أو364). ولعل الذهبي وهم في مماشاة الحاكم في التصحيح فإنه صرح في (ميزان الاعتدال6/180) بأن أبا داود وابن خراش اتهموه بالكذب وأما الدارقطني فماشاه

فيه محمد بن سنان: وهو كذاب كما قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (الجرح والتعديل7/279). ورماه أبو داود وعبد الرحمن بن خراش بالكذب (المغني في الضعفاء2/589 لابن عدي).

فيه إسحاق بن إدريس هو الأسواري: تركه ابن المديني وقال النسائي: متروك. وقال الإمام البخاري: تركه الناس. وقال ابن معين: كذاب يضع الحديث. وقال أبو زرعة: واهي الحديث. وقال ابن حبان: كان يسرق الحديث.

قال الألباني »موضوع« (سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة رقم الحديث2662).

جاءت امرأة من الأنصار إلى النبي فخلا بها

« عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال جاءت امرأة من الأنصار إلى النبي صلى الله عليه وسلم فخلا بها فقال والله إنكم لأحب الناس إلي» (متفق عليه).

هذا الحديث من الشبهات التي يحتج بها الرافضة في الطعن على البخاري ومسلم حيث جاء فيه (فخلا بها) و (والله إنكم لأحب الناس إلي).

وقبل أن أبين فقه الحديث أذكر الرافضة بهذه الرواية الرافضية:

وقد روى الرافضة عن علي بن أبي طالب أنه لقي سلمان فقال له: « أئت منزل فاطمة بنت رسول الله فإنها إليك مشتاقة تريد أن تتحفك بتحفة قد اتحفت بها من الجنة، قلت لعلي (عليه السلام) ، قد اتحفت فاطمة (عليها السلام) بشئ من الجنة بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ قال: نعم بالامس. قال سلمان الفارسي: فهرولت إلى منزل فاطمة (عليها السلام) بنت محمد (صلى الله عليه وآله) ، فإذا هي جالسة وعليها قطعة عباء إذا خمرت رأسها انجلى ساقها وإذا غطت ساقها انكشف رأسها، فلما نظرت إلي اعتجرت ثم قالت: يا سلمان جفوتني بعد وفاة أبي (صلى الله عليه وآله) قلت: حبيبتي أأجفاكم؟ قالت: فمه اجلس واعقل ما أقول لك» (بحار الأنوار34/66).

فقه الحديث: وقد أدرج المصنف هذا الحديث تحت (‏باب ما يجوز أن يخلو الرجل بالمرأة عند الناس)‏)‏ أي لا يخلو بها بحيث تحتجب أشخاصهما عنهم بل بحيث لا يسمعون كلامهما إذا كان بما يخافت به كالشيء الذي تستحي المرأة من ذكره بين الناس‏.‏

وأخذ المصنف قوله في الترجمة ‏« عند الناس» من قوله في بعض طرق الحديث  ‏«‏ فخلا بها في بعض الطرق أو في بعض السكك »‏ وهي الطرق المسلوكة التي لا تنفك عن مرور الناس غالبا‏.‏

قوله « ‏جاءت امرأة من الأنصار إلى النبي صلى الله عليه وسلم» زاد في رواية بهز بن أسد «‏ ومعها صبي لها فكلمها رسول الله صلى الله عليه وسلم‏»‏‏.‏

قوله « فخلا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم) أي في بعض الطرق، قال المهلب‏:‏ لم يرد أنس أنه خلا بها بحيث غاب عن أبصار من كان معه، وإنما خلا بها بحيث لا يسمع من حضر شكواها ولا ما دار بينهما من الكلام، ولهذا سمع أنس آخر الكلام فنقله ولم ينقل ما دار بينهما لأنه لم يسمعه ا هـ‏.‏

ووقع عند مسلم من طريق حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس ‏«‏ أن امرأة كان في عقلها شيء قالت‏:‏ يا رسول الله إن لي إليك حاجة، فقال‏:‏ يا أم فلان انظري أي السكك شئت حتى أقضي لك حاجتك»‏ وأخرج أبو داود نحو هذا السياق من طريق حميد عن أنس لكن ليس فيه أنه كان في عقلها شيء‏.‏

قوله ‏« ‏فقال والله إنكم لأحب الناس إلي‏»‏ زاد في رواية بهز ‏«مرتين»‏ وأخرجه في الأيمان والنذور من طريق وهب بن جرير عن شعبة بلفظ ‏«‏ ثلاث مرات»‏ وفي الحديث منقبة للأنصار، وقد تقدم في فضائل الأنصار توجيه قوله ‏«‏أنتم أحب الناس إلي‏»‏‏.‏ وقد تقدم فيه حديث عبد العزيز بن صهيب عن أنس مثل هذا اللفظ أيضا في حديث آخر، وفيه سعة حلمه وتواضعه صلى الله عليه وسلم وصبره على قضاء حوائج الصغير والكبير، وفيه أن مفاوضة المرأة الأجنبية سرا لا يقدح في الدين عند أمن الفتنة، ولكن الأمر كما قالت عائشة ‏«‏ وأيكم يملك أربه كما كان صلى الله عليه وسلم يملك أربه‏»‏‏.‏

جعل علي يغسل النبي فلم ير منه شيئا

مما يرى من الميت وهو يقول: بأبي أنت وأمي ما أطيبك حيا وميتا« .

ضعيف بسبب الحسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس بن عبد المطلب: قال أحمد له أشياء منكرة. وقال البخاري: كان يتهم بالزندقة. (التاريخ الكبير1: 2: 388) (الجرح والتعديل1: 2: 57) (تهذيب التهذيب2/341).

ثم إن هذه عبارة أبي بكر عندما مات النبي أراد الرافضي أن ينسبها إلى علي رضي الله عنه.

حب أبي بكر وشكره واجب على أمتي

أخرجه الخطيب في تاريخه (5/453) من طريق عمر بن إبراهيم الكردي وقال: تفرد به عمر. قال عنه الدارقطني: كذاب خبيث. وقال الذهبي «الحديث منكر جدا» (ميزان الاعتدال2/249).

الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا

حدثنا علي بن احمد بن محمد رحمه الله قال: حدثنا محمد بن موسى بن داود الدقاق قال حدثنا الحسن بن احمد بن الليث قال : حدثنا محمد بن حميد قال حدثنا يحيى بن ابى بكير قال: حدثنا أبو العلا الخفاف، عن ابى سعيد عقيص... وذكر الحديث.

هذه الرواية يتداولها الرافضة بكثرة ولا أصل لها عندنا ولا وجود لها في شيء من كتب الحديث:

يحيى بن ابى بكير: مستور من العاشرة (تقريب التهذيب5/188).

خالد بن طهمان أبو العلا الخفاف الكوفي: وهو خالد بن أبي خالد وهو أبو العلاء الخفاف مشهور بكنيته صدوق رمي بالتشيع ثم اختلط (تقريب التهذيب1/188).

أبو سعيد عقيص: قال النسائي « ليس بالقوي» وقال الدارقطني «متروك الحديث» وقال السعدي «غير ثقة» وقال البخاري «يتكلمون فيه» وقال بن عدي « ليس له رواية يعتمد عليها عن الصحابة وانما له قصص يحكيها» وهو كوفي من جملة شيعتهم» وقال يحيى بن معين « ليس بشيء» (الكامل في الضعفاء3/109لسان الميزان2/433).

الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة إلا ابن الخالة

رواه الحاكم في المستدرك وصححه وعجب ممن لم يصححه. وتعقبه الذهبي بأن فيه الحاكم بن عبد الرحمن وهو لين الحديث. (المستدرك3/167). وقال في (ميزان الاعتدال2/342) « ضعفه ابن معين».

قال يحيى بن معين « الحكم بن عبد الرحمن ضعيف» (الجرح والتعديل3/123 والضعفاء والمتروكون1/226 لابن الجوزي).

الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما خير منهما

معلى بن عبد الرحمن الواسطي « قال الذهبي عنه متروك الحديث» قال ابن أبي حاتم « سألت أبي عنه فقال: ضعيف الحديث كان حديثه لا أصل لـه، وقال مرة: متروك الحديث» (الجرح والتعديل8/334) وقال الدارقطني « ضعيف» (المغني في الضعفاء2/670) ووصفه ابن المديني بأنه كان يضع الحديث (الضعفاء والمتروكون3/131 لسان الميزان7/394).

بل صرح ابن عدي بأن هذا الحديث موضوع على الزبير بن عدي (الكامل في الضعفاء2/413).

وفي (مصباح الزجاجة1/20) « رواه الحاكم من طريق المعلى بن عبد الرحمن، وهذا إسناد ضعيف. المعلى بن عبد الرحمن اعترف بوضع سبعين حديثا في فضل علي بن أبي طالب، وأصل الحديث في الترمذي والنسائي».

ورواه الهيثمي من طريق آخر وقال « فيه عبد الرحمن بن زياد بن أنعم وفيه خلاف وبقية رجاله رجال الصحيح» (مجمع الزوائد9/183). وكذلك طريق آخر صرح فيه بأن فيه ضعيفان هما «عمران بن أبان ومالك بن الحسن» (مجمع الزوائد9/183).

عمران بن أبان: قال النسائي « ضعيف» (الضعفاء والمتروكون501). ولا تؤخذ رواية مالك بن الحسن عنه كما أشار إلى ذلك صاحب (المغني في الضعفاء3/537).

ولهذا فالعجب ممن صححه مع ما عرفت من حال المعلى بن عبد الرحمن وأنه وضاع متروك.

وهذا من أوهام الذهبي فإنه صححه في تعليقه على المستدرك، مع أنه طعن في معلى وأنه اعترف بوضع سبعين حديثا في فضائل علي. ثم ذكر الذهبي هذا الحديث من جملة أكاذيبه (ميزان الاعتدال6/474).

وقد يقال إنه صححه لما فيه من الطرق الأخرى الصحيحة. فأقول نعم ولكن هذه الزيادة (وأبوهما خير منهما) هي من هذا الطريق وكذلك من طريق ضعفاء آخرين كعبد الرحمن بن زياد بن أنعم وعمران بن أبان ومالك بن الحسن. فالله أعلم.

حسين مني وأنا منه

هذا الحديث حسن إسناده أهل العلم. ولكن للرافضة فيه فهم خاص مما أوحاه إليهم شيطان الجهل كعادتهم في تحميل الألفاظ ما لا تحتمل من معانيهم الباطلة كآية الكساء وآية التطهير وآية إمامة إبراهيم…

وهم يحتجون بالحديث على تفضيل أئمتهم على أنبياء الله تعالى.

قال النووي «معناه المبالغة في اتحاد طريقتهما واتفاقهما في طاعة الله تعالى» (شرح مسلم للنووي16/26).

ولقد قال الرسول عن الأشعريين لمعاونة بعضهم بعضا «هم مني وأنا منهم» (بخاري رقم4123 مستدرك الحاكم2/150).

وقد قال رسول الله في جليبيب الذي قتل تسعة ثم قتلوه « هذا مني وأنا منه» (رواه مسلم 2472).

حفظت من رسول الله وعاءين (جرابين)

فأما أحدهما فبثثته وأما الآخر فلو بثثته قطع مني هذا البلعوم.

أخفى عنهم إمارة الصبيان ورأس الستين وهو زمن خلافة يزيد فاستجاب الله له ومات قبل خلافة يزيد بسنة. وأراد أبو هريرة اجتناب قطع أهل الجور رأسه إذا سمعوا عيبه لفعلهم وتضليله لسعيهم. فالوعاء الذي لم يبثه هي الأحاديث التي تبين أسماء أمراء السوء وأحوالهم وزمنهم (فتح الباري 1/216). وكان يمشي في السوق ويقول: اللهم لا تدركني سنة ستين ولا إمارة الصبيان. (فتح الباري13/10).

قال الحافظ «حمل العلماء الوعاء الذي لم يبثه على الأحاديث التي فيها تبيين أسامي أمراء السوء وأحوالهم وزمنهم وقد كان أبو هريرة يكني عن بعضه ولا يصرح به خوفا على نفسه منهم كقوله أعوذ بالله من رأس الستين يشير إلى خلافة يزيد بن معاوية لأنها كانت سنة ستين من الهجرة واستجاب الله دعاء أبي هريرة فمات قبلها بسنة. قال ابن المنير: جعل الباطنية هذا الحديث ذريعة إلى تصحيح باطلهم حيث اعتقدوا أن للشريعة ظاهرا وباطنا وذلك الباطن إنما حاصله الانحلال من الدين قال وإنما أراد أبو هريرة بقوله (قطع) أي قطع أهل الجور رأسه إذا سمعوا عيبه لفعلهم وتضليله لسعيهم، ويؤيد ذلك أن الأحاديث المكتوبة لو كانت من الأحكام الشرعية ما وسعه كتمانها لما ذكره في الحديث الأول من الآية الدالة على ذم من كتم العلم وقال غيره يحتمل أن يكون أراد مع الصنف المذكور ما يتعلق بأشراط الساعة وتغير الأحوال والملاحم في آخر الزمان فينكِر ذلك من لم يالفه ويعترض عليه من لا شعور له لا به» (فتح الباري1/216).

وقال الذهبي «هذا دال على جواز كتمان بعض الأحاديث التي تحرك فتنة في الأصول أو الفروع أو المدح والذم أما حديث يتعلق بحل أو حرام فلا يحل كتمانه بوجه فإنه من البينات والهدى» وفي صحيح البخاري قول الإمام علي رضي الله عنه حدثوا الناس بما يعرفون ودعوا ما ينكرون أتحبون أن يكذب الله ورسوله وكذا لو بث أبو هريرة ذلك الوعاء لأوذي بالقتل ولكن العالم قد يؤديه اجتهاده إلى أن ينشر الحديث الفلاني إحياء للسنة فله ما نوى وله أجر وإن غلط في اجتهاده» (سير أعلام النبلاء2/596).

علي أخفى عن الصحابة القرآن. وأقسم أنهم لن يروا كتاب الله بعد يومهم هذا. فأي إخفاء أعظم: إخفاء تفاصيل أمراء السوء أم إخفاء القرآن؟

الحق بعدي مع عمر حيث دار

موضوع رواه العقيلي في الضعفاء (363) عن القاسم بن يزيد بن عبد الله ابن قسيط عن أبيه عن عطاء عن ابن عباس. صرح الذهبي بكذبه وأقره الحافظ في اللسان (سلسلة الضعيفة رقم3524).

الحق مع علي

هذا الحديث باطل , فقد قال الحافظ ابن كثير بعد ذكر هذا الحديث وغيره « وفي كل منهما نظر» (البداية والنهاية7/389) ويقول الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد (7/236) « رواه البزار وفيه سعد بن شعيب ولم أعرفه». وقد حاول الأميني الكذاب في كتابه الغدير أن يوهم القارئ بأن سعد بن شعيب صدوق وثقة وأنه جاءت ترجمته في تهذيب التهذيب !! وكل هذا من الأكاذيب، فلم تأت ترجمة له في أي من كتب أهل السنة. وهكذا يتنزه الأميني عن الأمانة.

حولت رحلي الليلة (يزعم الرافضة أن عمر قصد بذلك إتيان الدبر)

أولا: أجمع أهل السنة على تحريم إتيان المرأة من الدبر (تفسير ابن كثير2/232). بينما حكى النراقي إجماع الشيعة على جواز ذلك.

حدثنا عبد الله حدثني أبى ثنا حسن حدثنا يعقوب يعنى القمي عن جعفر عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال جاء عمر بن الخطاب إلى رسول الله فقال يا رسول الله هلكت قال وما الذي أهلكك قال حولت رحلي البارحة قال فلم يرد عليه شيئا قال فأوحي الله إلى رسوله هذه الآية نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ  أقبل وأدبر واتقوا الدبر والحيضة».

رواه أحمد في المسند بإسناد حسن وقال الترمذي حديث حسن غريب (ح2980).

ليس في الرواية ما ينص على أنه أتى امرأته في دبرها. بل كلامه معروف عند العرب على مجامعة المرأة من الخلف. قال ابن الأثير « كنى برحله عن زوجته، أراد به غشيانها في قبلها من جهة ظهرها لأن المجامع يعلو المرأة ويركبها مما يلي وجهها فحيث ركبها من جهة ظهرها كنى عنه» (النهاية2/209).

ومناسبة الآية متعلقة بمخالفة اليهود في ظنهم تحريم مجامعة المرأة من خلفها في دبرها. وأن المهاجرين قد قلدوهم في ذلك مما يؤكد أن عمر كان واحدا ممن قلدهم في ذلك.

فقد روى البخاري ومسلم عن جابر أنه قال « كانت اليهود تقول إذا أتى الرجل امرأته من دبرها في قبلها كان الولد أحول فنزلت نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم» (البخاري رقم4254 ومسلم1435).

وروى أبو داود عن ابن عباس قال « كان هذا الحي من الأنصار وهم أهل وثن مع هذا الحي من يهود وهم أهل كتاب وكانوا يرون لهم فضلا عليهم في العلم فكانوا يقتدون بكثير من فعلهم وكان من أمر أهل الكتاب أن لا يأتوا النساء إلا على حرف وذلك أستر ما تكون المرأة فكان هذا الحي من الأنصار قد أخذوا بذلك من فعلهم وكان هذا الحي من قريش يشرحون النساء شرحا منكرا ويتلذذون منهن مقبلات ومدبرات ومستلقيات فلما قدم المهاجرون المدينة تزوج رجل منهم امرأة من الأنصار فذهب يصنع بها ذلك فأنكرته عليه وقالت إنما كنا نؤتى على حرف فاصنع ذلك وإلا فاجتنبني حتى شري أمرهما فبلغ ذلك رسول الله فأنزل الله عز وجل نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم أي مقبلات ومدبرات ومستلقيات يعني بذلك موضع الولد» (سنن أبي داود2164 وعند الألباني صحيح أبي داود رقم1896).

وما روي عن ابن عمر فإنه لم يصح بل وحتى لو صح فإن الروايات فيه محتملة مبهمة وأصح منه جاء نصا صريحا عنه بتحريم ذلك.

ومن هذه الروايات الضعيفة عن النضر بن عبيد الله أبو غالب الأزدي حدثنا مالك عن نافع عن ابن عمر نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم قال إن شاء في قبلها وإن شاء في دبرها. قال الذهبي « هذا شيخ ليس بعمدة تفرد عنه عامر بن إبراهيم الأصبهاني وهو النضر بن عبد الله» (ميزان الاعتدال7/32).

تؤكد أن هذا ما أسيء فهمه عن ابن عمر كما بينه ابنه سالم بن عبد الله بن عمر. بل الروايات الصحيحة دالة عنه تؤكد خلاف ما زعموه عنه. فعن سعيد بن يسار أبي الحباب قال « قلت لابن عمر ما تقول في الجواري حين أحمض لهن قال وما التحميض فذكرت الدبر فقال هل يفعل ذلك أحد من المسلمين» (رواه الدارمي في سننه1/277). قال ابن كثير « رواه ابن وهب وقتيبة عن الليث به وهذا إسناد صحيح ونص صريح منه بتحريم ذلك فكل ما ورد عنه مما يحتمل ويحتمل، فهو مردود إلى هذا المحكم» (تفسير ابن كثير1/773).

وأما عن نسبة إباحة إتيان المرأة في دبرها إلى الشافعي. فقد قال الشافعي (باب إتيان النساء في أدبارهن) « قال الله عز وجل (نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم) وبين أن موضع الحرث موضع الولد وأن الله تعالى أباح الإتيان فيه إلا في وقت المحيض و (أنى شئتم) من أين شئتم. قال الشافعي: وإباحة الإتيان في موضع الحرث يشبه أن يكون تحريم إتيان في غيره، فالإتيان في الدبر حتى يبلغ منه مبلغ الإتيان في القبل محرم بدلالة الكتاب ثم السنة» (كتاب الأم للشافعي5/94). وأما ما ورد من مناظرة الشافعي فليس في المناظرة ما هو صريح في إباحته ذلك وإنما كان على طريقته المعهودة في منازلة الخصم. أما ما ورد في كتابه هذا فهو صريح في تحريمه إتيان المرأة في دبرها.

وأما مالك فكذلك كذبوا عليه هذا القول وانتشر ودخل في بطون الكتب. قال المناوي في فيض القدير «ووهم من نقل عن مالك جوازه، ومالك إنما جوز الوطء من الدبر لا في الدبر» (فيض القدير6/339). وقد أكد الحافظ ابن كثير أن «أكثر الناس ينكر أن يصح ذلك عن الإمام مالك رحمه الله» (تفسير ابن كثير1/766). وعن إسرائيل بن روح سألت مالك بن أنس ما تقول في إتيان النساء في أدبارهن قال ما أنتم إلا قوم عرب هل يكون الحرث إلا موضع الزرع لا تعدوا الفرج قلت يا أبا عبد الله إنهم يقولون إنك تقول ذلك قال: يكذبون علي، يكذبون علي» قال ابن كثير « فهذا هو الثابت عنه وهو قول أبي حنيفة والشافعي وأحمد بن حنبل وأصحابهم قاطبة وهو قول سعيد بن المسيب وأبي سلمة وعكرمة وطاوس وعطاء وسعيد بن جبير وعروة بن الزبير ومجاهد بن جبر والحسن وغيرهم من السلف أنهم أنكروا ذلك أشد الانكار ومنهم من يطلق على فعله الكفر وهو مذهب جمهور العلماء وقد حكى في هذا شيء عن بعض فقهاء المدينة حتى حكوه عن الإمام مالك وفي صحته نظر قال الطحاوي روى أصبغ بن الفرج عن عبد الرحمن بن القاسم قال ما أدركت أحدا أقتدى به في ديني يشك أنه حلال يعني وطء المرأة في دبرها ثم قرأ نساؤكم حرث لكم ثم قال فأي شيء أبين من هذا هذه حكاية الطحاوي وقد روى الحاكم والدارقطني والخطيب البغدادي عن الإمام مالك من طرق ما يقتضي إباحة ذلك ولكن في الأسانيد ضعف شديد وقد استقصاها شيخنا الحافظ أبو عبد الله الذهبي في جزء جمعه في ذلك والله أعلم وقال الطحاوي حكى لنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنه سمع الشافعي يقول ما صح عن النبي في تحليله ولا تحريمه شيء والقياس أنه حلال وقد روى ذلك أبو بكر الخطيب عن أبي سعيد الصيرفي عن أبي العباس الأصم سمعت محمد بن عبد الله بن عبد الحكم سمعت الشافعي يقول فذكره قال أبو نصر الصباغ كان الربيع يحلف بالله الذي لا إله إلا هو لقد كذب يعني ابن عبد الحكم على الشافعي في ذلك لأن الشافعي نص على تحريمه في ستة كتب من كتبه والله أعلم» (تفسير ابن كثير1/775 وانظر أحكام القرآن لابن العربي1/238).

وقد استبعد أن يكذب الحافظ ابن حجر ابن عبد الحكم لأنه موثق. ولكن حكاية ما يخالف ما كتبه الشافعي يرجح خطأ ابن عبد الحكم في الرواية عن الشافعي وإن كان ثقة. لكن رواية ابن عبد الحكم هي روايته تلك المناظرة وليس فيها كلاما صريحا حول جواز إتيان المرأة في دبرها.

إتيان المرأة من دبرها عند الشيعة:

وناكح المرأة في دبرها لا شيء عليه عندهم (تهذيب الأحكام7/415 الاستبصار3/243).

ناكح المرأة في دبرها لا يدخل الجنة (الفقيه4/356).

ويجيزون اللواطة بالمرأة أيضاً بأن تؤتى من مؤخرتها. ونسبوا إلى الإمام الرضا أنه لما سئل عن إتيان المرأة في دبرها من خلفها قال:« أحلتها آية من كتاب الله يوم قال لوط لقومه هَؤُلاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ  وقد علم لوط أنهم لا يريدون فروج النساء » (الإستبصار 243:3 تهذيب الأحكام 514:7 وسائل الشيعة 20/146 للحر العاملي تفسير الميزان للطباطبائي10/347 الحدائق الناضرة للمحقق البحراني23/81 مسند الرضا2/268 كشف الرموز2/105 للفاضل الآبي).

يقول الخميني «المشهور الأقوى جواز وطء الزوجة دبراً على كراهية شديدة» (تحرير الوسيلة ص241 مسألة رقم 11).

ويقول النراقي « يجوز الوطء في دبر الزوجة والأمة على الأظهر الأشهر بين من تقدم ومن تأخر: بل الإجماع كما في الخلاف والتذكرة وعن الانتصار (4/336) والسرائر (2/606) والغنية (الجوامع الفقهية 612) والمستفيضة والمصرحة بأن ذلك له أو بأنه لا بأس به كما في الأخرى أو بأنه أحلتها آية من كتاب الله، قول لوط (هؤلاء بناتي) أو بأنه لا بأس به إذا رضيت». ثم رجح هذه الروايات على الروايات الأخرى التي تفسر قوله تعالى َأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُم بأن الفرج هو موضع الحرث. والتي وصفها بأنها مرجوحة (مستند الشيعة للمحقق النراقي16/72-73).

وأما هاشم البحراني والملقب بالمحقق فقد انتهى إلى القول « والقول بالجواز أشهر وأظهر من أن ينكر، وما عارضه لا دليل له ينهض بالمعارضة مع اقتداء القاعدة الشرعية حمله على التقية» (الحدائق الناضرة23/86).

أي أن ما تجدونه من أقوال بعض أئمة الشيعة المخالفة لفتوانا فإنما مبناها على التقية.

ورجح الجوهري بعد مناقشة الأدلة جواز الوطء من الدبر وأن الأذى في قولـه وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذىً فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْن  بأنه لا يعني بالضرورة نجاسة الدم بل ربما يكون فيه فساد بالنسبة للولد. وحمل المروي عن الصادق (إنا لا نفعله) على التقية من العامة يعني أهل السنة (جواهر الكلام29/107).

حياتي خير لكم تحدثون ويُحدَث لكم

ومماتي خير لكم تُعرَض علي أعمالكم فما رأيت من خير حمدت الله وما رأيت من شر استغفرت الله لكم».

لو كان هذا المخترع لهذا الحديث من بني إسرائيل لكان من كهانهم بسبب هذا السجع في هذه الجملة.

هذه الجملة جاءت زيادة على الحديث الصحيح في مسلم « إن لله ملائكة سياحين». وهي غير صحيحة. ولهذا قال البزار « وهذا الحديث آخره لا نعلمه يروى عن عبد الله إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد» (مسند البزار5/308 واحتج بكلامه هذا الحافظ بن كثير في البداية والنهاية5/275).

وأعلها الحافظ ابن عبد الهادي والمناوي بالإرسال (الصارم المنكي1/266 التيسير بشرح الجامع الصغير1/502).

ولذلك قال الشقيري رحمه الله « الحديث ضعفه في الجامع وشارحه وضعفه العراقي في تخريج الإحياء وهو مرسل عند جماعة فلا حجة فيه» (السنن والمبتدعات1/265).

ولنا من هذه الرواية مواقف:

ا ) الطعن في هذه الزيادة التي تفرد بها الراوي وهو عبد المجيد بن عبد العزيز ابن أبي رَوَّاد المرجئي على حديث « إن لله ملائكة سياحين». فقد نقل الزبيدي حكم الحافظ العراقي على الحديث بأنه « ضعيف لأن فيه عبد المجيد بن عبد العزيز، فهو وإن أخرج له مسلم ووثقه ابن معين والنسائي فقد ضعفه كثيرون. ورواه الحارث ابن أبي أسامة في مسنده من حديث أنس بنحوه بإسناد ضعيف » (المغني عن حمل الأسفار2/1051 على هامش الإحياء).

وقال فيه ابن حبان في المجروحين (2/ 205) « منكر الحديث جداً يقلب الأخبار، ويروي المناكير عن المشاهير: فاستحق الترك». وقال الحافظ في التقريب  « صدوق يخطئ وكان مرجئاً» (4160).

وذكر الزبيدي طريقا أخرى عند ابن سعد في الطبقات عن بكر بن عبد الله المزني مرسلاً (إتحاف السادة المتقين 9/ 176 – 177 وانظر الإحياء 4/ 148).

ولما قاله الحافظ البزار « لم نعرف آخره يروى عن عبد الله إلا من هذا الوجه» وإنما رواه النسائي (رقم 1282) من دون هذه الزيادة.

والحديث ذكره الهيثمي في (مجمع الزوائد 9/ 24) وقال « رواه البزار ورجاله رجال الصحيح».

وهذه العبارة لا تفيد صحة الإسناد أو الحديث كما هو معروف عند أهل الحديث، فلا يجوز أن يقال « صححه الهيثمي» فهذه تمويه وتلبيس على العامة، فان صحة الإسناد ليست لازمة لصحة الحديث، لا يلزم منه صحة الرواية كما بينه الحافظ في التلخيص3/19) بل بينهما مراتب، فكم من سند صحيح رواته ثقات وهو شاذ أو معلل، وشرط الحديث الصحيح أن يبرأ من الشذوذ والعلة.

2) الرواية غير متواترة أيها المطالبون باشتراط المتواتر في العقائد. بل ضعيفة لا آحاداً فقط، فانظر كيف تجاهلوا ترك عمر للتوسل بالنبي بعد موته، وآثروا الضعيف على المتواتر.

3) أنها تحث على الإرجاء وراويها عبد المجيد بن عبد العزيز مبتدع متهم بالدعاية للإرجاء حتى أدخل أباه فيه. وهو الذي روى الرواية الموضوعة عن ابن عباس « وما نعلم الحق إلا في المرجئة» (ميزان الاعتدال2/648 وانظر العلل لأحمد 2/113 الجرح والتعديل 6/46 تهذيب التهذيب6/381 الضعفاء الصغير للبخاري 239).

وقد شهد عليه أحمد والبخاري بأنه من غلاة المرجئة. قال « كان فيه غلو في الإرجاء». وقال أبو داود: « كان داعية في الإرجاء» (تهذيب التهذيب 6/381).

ومن المقرر عند العديد من علماء الحديث أن المبتدع إذا تفرد برواية تؤيد بدعته فإن روايته مردودة. وهذا جرح مفسر مقدم على التوثيق.

وهذا الحديث يؤيد مذهبه في الإرجاء. فإنه ما دام العمل معروضا على النبي فيستغفر فلا تضر المعاصي حينئذ كبيرة كانت أو صغيرة إذ جاء الاستغفار في الحديث مطلقا من سائر الأعمال السيئة.

الآثار السلوكية والأخلاقية لهذه الرواية

وكيف يقول النبي لابنته فاطمة « أنقذي نفسك من النار لا أغنى عنك [لا أملك لك] من الله شيئا» ثم يطمئن الزناة ومرتكبي الكبائر من أمته ويعدهم بأنه سيستغفر لهم؟

فهذا الحديث خطير من الناحية السلوكية على المسلمين إذ يثبط المحسن ويشجع المسيء وينتهي الفريقان إلى نهاية واحدة وهي تطمين الفريقين بالمغفرة واستوائهما من حيث النتيجة، أليس هذا التطمين بالمغفرة على ما يعملون شبيه بتطمين النصارى بالمغفرة على خطاياهم لمجرد إيمانهم بالمسيح؟!

ولماذا كان يأمر بإقامة الحد على المذنبين من أمته في حياته ولم يكتف بالاستغفار لهم وهم جزء من أمته؟

وإذا كان يستغفر لأمته فلماذا يدخل أفواج من أمته النار؟

4) أن الحديث إذا كان يفيد استغفار النبي لنا فلا يفيد جواز سؤاله لعدم فعل الصحابة ذلك ولأن القران أثبت لنا أن الملائكة حملة العرش دائمة الاستغفار للمؤمنين فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ ولم يقل أحد بجواز سؤالهم مع الله. والنبي مات وسؤال الأنبياء بعد موتهم غير جائز. ولو جاز، سؤال النبي بعد موته لاشتهر سؤال الصحابة للأنبياء السابقين، مما يؤكد أنه شرك. وكفى بالشرك مانعاً من الشفاعة .

 5) أن هذه الرواية تثبت آخر مع الله في عرض الأعمال عليه. فتصير الأعمال معروضة (عليهما) لا على الله وحده. وهذا شرك يعتقده الروافض، فقد قالوا بأن قولـه تعالى وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ «أنهم الأئمة» (الكافي1/171 بصائر الدرجات442، 447، 450).

وقد وضع الكذابون من هذه الأمة الأحاديث المكذوبة في ذلك مثل حديث « تعرض علي أعمالكم يوم الخميس». أولهم: حسين بن علي العدوي، اتهمه ابن عدي والدارقطني وابن حبان بالكذب (الكامل لابن عدي3/945 المجروحين1/241 و288 سؤالات السهمي رقم284 ص211) والثاني: أبو سلمة محمد بن عبد الملك الأنصاري وهو منكر الحديث جدا لا يجوز الاحتجاج بحديثه كما قال ابن حبان (الضعفاء 4/96 المجروحين 2/ 266 ميزان الاعتدال 3/ 598).

في حين ثبت في الصحيح أن الأعمال تعرض على الله. قال « تعرض الأعمال في كل خميس واثنين فيغفر الله عز وجل في ذلك اليوم لكل امرئ لا يشرك بالله شيئا إلا امرءا كانت بينه وبين أخيه شحناء» (رواه مسلم (2565) وأحمد في المسند 2/ 268). فكيف (يغفر الله إلا) بينما يكون استغفار النبي مطلقا؟

6) أنها تعارض أحاديث أصح منها تنفي معرفة النبي بما يحدث لأمته من بعده. قال « ليردنّ عليّ ناس من أصحابي الحوض حتى إذا رأيتهم وعرفتهم اختلجوا دوني، فأقول يا رب أصيحابي أصيحابى، فيقال لي: إنك لا تدرى ما أحدثوا بعدك. فأقول  كما يقول العبد الصالح وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ ».

وحين كان حيا لم يكن يعلم بأحوال من غاب من أمته، من ذلك قصة ضياع عقد عائشة في الصحراء، وقول أصحاب بئر معونة لما وقعوا في الغدر قالوا « اللهم بلغ نبينا» ولم يعتقدوا أنه يسمع كل واحد من أمته قريباً كان أو بعيداً.

خدرت رجل ابن عمر فقيل له اذكر أحب الناس إليك قال يا محمد

وقد حكم الأحباش على طرق هذه الرواية عند ابن السني « عمل اليوم والليلة» بالضعف بل وبالوضع أي الكذب فقالوا « ضعيف: ضعفه الألباني في الكلم» ثم قالوا مرتين « أبو إسحاق يدلس وقد عنعنه وقد اختلط» (عمل اليوم والليلة ص 64 تحقيق سالم بن أحمد السلفي ط: مؤسسة الكتب الثقافية).

فهاهم يحتجون بتضعيف الألباني للرواية ثم يأتينا منهم من يقول « ومن جملة تذبذبكم أن ضعفتم رواية ابن عمر في خدر الرجل» (مجلة منار الهدى 26/22).

فشهدوا على أنفسهم بضعف الرواية. وباختلاط السبيعي وتدليسه وأنه عنعن في هذه الرواية. لكن هذه الرواية الواهية توافق هواهم في دعوة الناس إلى الاستغاثة بغير الله، وهم لا يستطيعون مخالفة الهوى لأن أهل البدع أهل أهواء كما وصفهم السلف بذلك. ولأن اتباع الهوى من الأسباب الرئيسية لمعارضة أدلة الكتاب والسنة، ولهذا اشتق لهم اسم مما غلب عليهم وهو الهوى.

ولنستعرض لكم الآن سند هذه الرواية عن ابن عمر: أما الروايات عند ابن السني فضعيفة بالاتفاق معهم. الرواية رقم (170) فيها محمد بن مصعب القرقسائي « ضعيف». قال عنه يحي بن معين: ليس بشيء لم يكن من أصحاب الحديث وكان مغفلاً وقال النسائي: ضعيف، وقال بن حبان: لا يجوز الاحتجاج به» (العبر للذهبي 1/279 وتهذيب التهذيب 9/458) وأما الرواية رقم (169) ففيها غياث بن ابراهيم « كذاب» « كان يضع الحديث» (لسان الميزان4/490 الكامل لابن عدي6/2036) والهيثم بن حنش مجهول العين، قال الخطيب في (الكفاية ص88) « المجهول عند أصحاب الحديث كل من لم يشتهر بطلب العلم في نفسه، ولا عرفه العلماء به» وذكر منهم الهيثم بن حنش.

وبقي الاختلاف حول الرواية التي عند البخاري في الأدب المفرد (964) حدثنا سفيان عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن سعد قال: خدرت رجل ابن عمر فقال له رجل: أذكر أحب الناس إليك. فقال: محمد.

وهذه الرواية أصح سنداً من روايات ابن السني وغيره، وأفادت فوائد:

منها قول ابن عمر: محمد، بدون حرف النداء. ومنها؟ أن سفيان من الحفاظ الأثبات، فنقله خبر أبي إسحاق بهذا اللفظ يدل على أنه هو المحفوظ وأما الروايات الأخرى فمردودة .

وفي الرواية أبو اسحاق السبيعي

تدليسه: وهو ثقة ولكنه مدلس، وقد عنعنه عن هذا المجهول، ذكره الحافظ ابن حجر في المرتبة الثالثة من مراتب المدلسين (تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس ص101 ترجمة رقم (91) ط: دار الكتب العلمية وانظر كتاب التبيين لأسماء المدلسين لبرهان الدين الحلبي سبط ابن العجمي ص160ترجمة رقم (58) وابن حبان والكرابيسى وأبو جعفر الطبري (تهذيب التهذيب8/66) قال شعبة « لم يسمع من حارث الأعور إلا أربعة أحاديث» (سير أعلام النبلاء5/398 تهذيب التهذيب8/65) يعني أنه كان يدلس. قال « ولم يسمع من أبي وائل إلا حديثين» (تهذيب التهذيب8/66) قال العجلي « والباقي إنما هو كتاب أخذه». وعدّ جماعة ممن روى عنهم ولم يأخذ منهم (تاريخ الثقات ص366 تحقيق عبد المعطي قلعجي) وذكره ابن الصلاح في مقدمته (ص353) في المدلسين والحافظ العراقي في التقييد (ص445) وابن حبان في الثقات (5/177) والحاكم في معرفة علوم الحديث (105) والنسائي (ميزان الاعتدال1/360) والعلائي في جامع التحصيل (ص108).

اختلاطه: ناهيك عن أنه قد اختلط، ومما يدل على تخليطه في هذا الحديث أنه رواه تارة عن أبى شعبة (أو أبي سعيد) وتارة عن عبد الرحمن بن سعد. وهذا اضطراب يرد به الحديث. بل رماه الجوزجاني بالتشيع من رؤوس محدثي الكوفة، وعن معن قال « أفسد حديث أهل الكوفة الأعمش وأبو إسحاق يعني للتدليس، وروى عن أناس لم يعرفوا عند أهل العلم إلا ما حكى هو عنهم. فإذا روى تلك الأشياء عنهم كان التوقف أولى» (تهذيب التهذيب 8/ 66).

نفي اختلاط السبيعي مردود

أما نفي الأحباش اختلاط أبي اسحاق السبيعى (مجلة منار الهدى26/22) واحتجاجهم بنفي الذهبي عنه الاختلاط:

ا) فقد أثبت الحافظ ابن حجر اختلاط أبى إسحاق السبيعي كما في التقريب وبرهان الدين الحلبي في رسالته الاغتباط بمعرفة من رمي بالاختلاط (تقريب التهذيب (639) وانظر مقدمة فتح الباري ص431 والاغتباط ص87 ترجمة رقم (85) ط: دار الكتاب العربي.

2) وأثبت ابن الكيال اختلاطه في كتابه الذي أسماه « الكواكب النيرات في معرفة من اختلط من الرواة الثقاة» وقد حققه كمال الحوت ولم يعلق على إدراجه في جملة المختلطين (الكواكب النيرات ص 84 ط: دار الكتب العلمية).

3) وأثبت اختلاطه الحافظ ابن الصلاح، حكاه عنه ابن الكيال.

4) وحكى الجوزجاني أنه واحد ممن لا يحمد الناس مذاهبهم (أحوال الرجال79 (102 ).

5) أن الرواية التي جاءت من غير يا النداء أصح من هذه التي ورد فيها عدة علل أهمها الجهاله والاضطراب، وفيها من اختلف في توثيقه كالسبيعي، فإننا لو سلمنا في توثيقه فلن نسلم في تصحيح سند تضمن الجهالة والاضطراب.

 تناقضهم في الاعتماد على الذهبي

 أونسي الأحباش قول شيخهم في الذهبي أنه خبيث، ثم تعجب من الحافظ ابن حجر كيف سلّم له حكمه على الرجال بجرح أو تعديل؟ فكيف سلّمتم للذهبي في هذا الموضع وأعرضتم عن الحافظ ابن حجر الذي أثبت الاختلاط؟

 أونسوا أن شيخهم انتقد الذهبي واتهمه بالتساهل في رواية الحديث وأنه يأتي بأحاديث غير ثابتة وآثار من كلام التابعين من غير تبيين من حيث الإسناد والمتن (إظهار العقيدة السنية 97) فكيف طرأ هذا التبديل في موقفهم حتى صار قول الذهبي مقدماً على قول الحافظ ابن حجر؟

وقد نهى شيخكم عن الأخذ بتصحيحات الحاكم إلا أن يوافقه الذهبي (قال الشيخ محمد بن درويش الحوت في أسنى المطالب ص 573 بأن الحاكم متساهل في التصحيح ونقل عن المناوي تعقب الذهبي لكثير من تصحيحات الحاكم) غير أنه عند الحاجة إلى حشو الأدلة لإثبات بدعته يقدم الحاكم على الذهبي كما فعل في حديث « لما اقترف آدم الخطيئة قال يا رب أسألك بحق محمد إلا ما غفرت لي..» حيث تمسك بقول الحاكم « صحيح» وتجاهل تعقيب الذهبي عليه « بل موضوع»! أليس هذا كيلاً بمكيالين وتذبذبا في المنهج؟!

وإذا كانت شهادة الذهبي في السبيعي حجة عندكم:

فخذوا بشهادته في الرفاعية حيث شهد بأنه « قد كثر الزغل في طائفة الرفاعية، وتجددت لهم أحوال شيطانية من دخول النيران وركوب السباع واللعب بالحيات» (العبر في خبر من غبر3/75).

وخذوا بشهادته في لعن من تخرج متطيبة إذ قال « ومن الأفعال التي تُلعَن عليها المرأة إظهار الزينة. .. وتطيبها بالمسك والعنبر» (الكبائر ص102 الكبيرة الثامنة والعشرون).

وخذوا بشهادته في ابن فورك أنه كان يقول « إن نبوة محمد قد بطلت بعد موته وليس هو رسول الله» (سير أعلام النبلاء6/83 و17/216) لأن الصفة عرض والعرض لا يبقى زمانين. مع أنكم رفضتم شهادته في ابن فورك (مجلة منار الهدى44/53).

وإذا كان السبيعي عندكم عدلاً فخذوا بروايته « إذا جلس تبارك وتعالى على الكرسي سمع له أطيط كأطيط الرحل الجديد» (رواه أحمد في السنة1/301 حديث رقم (585) فأثبتوا أن الله يجلس على العرش. أما نحن فنضعف كلا الروايتين.

وحين نفى الذهبي الاختلاط عن السبيعي أثبت له سوء الحفظ فقال « لما وقع في هرم الشيخوخة نقص حفظه وساء ذهنه وما اختلط» وفي لفظ آخر « شاخ ونسي ولم يختلط: وقد تغير قليلاً» ثم نقل عن الإمام الفسوي أن بعض أهل العلم قالوا: كان قد اختلط، وإنما تركوه مع ابن عيينة لاختلاطه (ميزان الاعتدال ترجمة رقم (5335 و 6393 ).

لكن لصوص النصوص بتروا نص الذهبي ولم يكملوا كلامه المثبت لسوء حفظ أبي إسحاق وتغيره، كل ذلك من أجل تعديل رواية تميل إليها أهواؤهم، وهذا ليس من الأمانة العلمية.

4) فشيخكم لا يرى الاحتجاج بحكم الذهبي، لكنكم مضطرون لفعل أي شيء يرجح صحة رواية ابن عمر فاحتججتم بالذهبي وتخليتم عن الحافظ ابن حجر وعما نقله عن نقاد آخرين تكلموا في أبي إسحاق كابن حبان والجوزجاني.. ومعلوم أنه من تُكُلمّ فيه بجرح وتعديل قدم الجرح على التعديل بشرط تبيين الجرح.

فهل لكم في روايات أصح سنداً من هذه لا خلاف حول قطعية أسانيدها كرواية عمر في العدول عن التوسل بالرسول والتوسل بعمه العباس لحسم النزاع بيننا؟ إذ الرواية عن ابن عمر لم تصح. ونسبة ياء النداء ليست قطعية السند، فما هذه العقيدة التي لا تستند على القطعي بل تتمسك بكل متشابه؟ هل هذا إلا خُلُق الزائغين؟ أنظر كيف يشتغل هؤلاء بالضعيف والمكذوب من الحديث لمحض التشويش، ويكفرون مخالفهم لهذا المنهج المهترئ الذي يجتنب الصحيح الصريح ويتعلق بالموضوع والواهي والضعيف من الروايات.

الشيخان رويا للسبيعي

قد يقول قائل: ألست تقر بأن السبيعي من رجال الشيخين؟ فكيف تضعفه هنا؟

 الجواب: أن السبيعي ثقة روى لـه البخاري ومسلم ولكنهما رويا لمن هو أوثق منه ما يخالف روايته، فتكون روايته شاذة – على فرض إفادتها جواز الاستغاثة بالنبي بعد موته – لمعارضتها الرواية الأصح سنداً والمتفق على صحتها والتي أفادت ترك الصحابة التوسل بدعاء النبي بعد موته، وقد اجتمعت في رواية السبيعي عدة علل منها الاضطراب والتدليس والاختلاط، فلم لا يحكم عليها بعد ذلك بالشذوذ؟ لاسيما وأن الرواية المخالفة لها خالية من هذه العلل:

فليس من التجرد للحديث الميل إلى الرواية الأضعف لمجرد موافقتها المذهب.

 فالسبيعي ثقة ولكنه مدلس ومختلط، وإذا ثبت عنعنته وتدليسه أو تخليطه أثناء روايته حكم بضعفها وقبل من رواياته ما تجرد عن الاختلاط والتدليس .. ومن كان ثقة ولكن بقيود فليس من الإنصاف أن يطلب منا توثيقه بإطلاق، فإن البخاري ومسلماً لم يرويا عنه « في صحيحيهما بإطلاق» بخلاف ما فعله البخاري في الأدب المفرد حيث لم يشترط فيه الاقتصار على الصحيح من الروايات.

 أن الذين يعترضون على كلامنا في أبي إسحاق – مع توثيقنا لـه – يكيلون بمكيالين فإن شيخهم الكوثري قد طعن في سعيد بن أبي هلال وهو من رجال البخاري وطعنوا في عبد الله بن نافع .

 أن طريقة الأحباش في العديد من الروايات هي رد الصحيح إذا جاء مخالفاً لمذهبهم: فقد رد شيخهم حديث الصوت وهو عند البخاري في صحيحه ولم يقبل سعيد بن أبي هلال في حديث الرجل وهو في صحيح البخاري، ولم يقبلوا حديث الجارية وطعنوا فيه وزعموا أنه مضطرب الإسناد وهو في صحيح مسلم، وردّوا حديث « الراحمون يرحمهم الرحمن» المتفق على صحته برواية ضعيفة عند النسائي « إرحموا أهل الأرض».

وردوا حديث ابن عباس عند مسلم في طلاق الثلاث وحكم شيخهم على الرواية بالشذوذ، واقفاً منها موقف السبكي من رواية ابن عمر في حكم الشطرنج.

 فلماذا الكيل بمكيالين؟ ومن الذي يتناقض؟ إنهم الأشاعرة المتفاخرون بعلم الكلام الذي يودي إلى الشك والريبة والتردد كما جاء في الفتح (13/350) للحافظ ابن حجر « وقد أفضى الكلام بكثير من أهله إلى الشك، وببعضهم إلى الإلحاد»، قال « وصح عن السلف أنهم نهوا عن علم الكلام وعدّوه ذريعة للشك والارتياب».

وحكى الغزالي في المنقذ من الضلال (ص14) تجربته الفاشلة مع علم الكلام فقال « لم يكن الكلام في حقي كافياً ولا لمرضي الذي كنت أشكو منه شافياً .. ولم يكن من كلام المتكلمين إلا كلمات ظاهرة التناقض والفساد».

خذ هذا السيف فانطلق فاضرب عنق ابن عم مارية

تمام الرواية « حدثني علي بن حمشاد العدل ثنا أحمد بن علي الأبار ثنا الحسن بن حماد سجادة حدثني يحيى بن سعيد الأموي ثنا أبو معاذ سليمان بن الأرقم الأنصاري عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت أهديت مارية إلى رسول الله ومعها بن عم لها قالت فوقع عليها وقعة فاستمرت حاملا قالت فعزلها عند بن عمها قالت فقال أهل الإفك والزور من حاجته إلى الولد أدعى ولد غيره وكانت أمه قليلة اللبن فابتاعت له ضائنة لبون فكان يغذى بلبنها فحسن عليه لحمه قالت عائشة رضي الله عنها فدخل به على النبي ذات يوم فقال كيف ترين فقلت من غذي بلحم الضأن يحسن لحمه قال ولا الشبه قالت فحملني ما يحمل النساء من الغيرة أن قلت ما أرى شبها قالت وبلغ رسول الله ما يقول الناس فقال لعلي خذ هذا السيف فانطلق فاضرب عنق بن عم مارية حيث وجدته قالت فانطلق فإذا هو في حائط على نخلة يخترف رطبا قال فلما نظر إلى علي ومعه السيف استقبلته رعدة قال فسقطت الخرقة فإذا هو لم يخلق الله عز وجل له ما للرجال شيء ممسوح».

رواه الحاكم في المستدرك (4/39) وسكت عليه هو والذهبي. وفيه سليمان بن الأرقم: متفق على ضعفه (الاصابة6/14). بل متروك. قال البخاري « تركوه» وقال بن كثير عنه والبيهقي « ضعيف» (تفسير ابن كثير1/151 سنن البيهقي7/355).

أما الرواية الصحيحة في ذلك فهي عند مسلم « حدثني زهير بن حرب حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة أخبرنا ثابت عن أنس أن رجلا كان يتهم بأم ولد رسول الله فقال رسول الله لعلي اذهب فاضرب عنقه فأتاه علي فإذا هو في ركي يتبرد فيها فقال له علي أخرج فناوله يده فأخرجه فإذا هو مجبوب ليس له ذكر فكف علي عنه ثم أتى النبي فقال يا رسول الله إنه لمجبوب ماله ذكر».

رواه مسلم والحاكم وأحمد وهي الصحيحة المغنية عن تلك المكذوبة.

وقد طعن الكذاب الرافضي في (المراجعات) في عائشة ووسمها بالكفر متهما إياها بأنها كانت وراء اتهام ماريا بالإفك. فقال « ورد الله كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا. وهو اتهام لعائشة بالكفر. (أنظر سلسلة الأحاديث الضعيفة10/2/700-703).

خرج النبي غداة وعليه مرط مرحل من شعر أسود فجاء الحسن بن علي فأدخله

ثم جاء الحسين فدخل معه ثم جاءت فاطمة فأدخلها ثم جاء علي فأدخله ثم قال إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا» (رواه مسلم).

يوهم الشيعة الناس بأن هذا الحديث هو سبب نزول هذه الآية. وهو خطأ إن لم نقل كذب. فإن النبي ذكر هذه الآية لبيان أن هؤلاء الأربعة داخلون في الآية. وكيف يكون الأبناء سبب الآية وإنما سياقها يبين سببها وأنها خطاب الله لأزواج النبي ؟

والحديث ليس فيه (هؤلاء أهل بيتي) أو بما يشعر الاقتصار عليهم فقط. فقد قالها رسول الله لعائشة (السلام عليكم أهل البيت» وعلمنا أن نقول « اللهم صل على محمد وآل محمد» وفي لفظ « اللهم صل على محمد وآله وذريته» (البخاري).

وأما ما حكاه الحافظ ابن كثير عن جابر (فيهم نزلت) يعني آية التطهير. ونسبها إلى الحاكم بهذا اللفظ فلم أجده هكذا.

خرج في عضد الحافظ المقدسي شئ يشبه الدمل فأعيته مداواته

ثم مسح به قبر أحمد بن حنبل فبرئ ولم يعد إليه . انتهى ملخصاً. (قال العلامة الكوثري رحمه الله : في حاشية السيف الصقيل ( 185 ) : « رأيت بخط الحافظ الضياء المقدسي الحنبلي في كتابه - الحكايات المنثورة - المحفوظ تحت رقم 98 من المجاميع بظاهرية دمشق أنه سمع الحافظ عبد الغني المقدسي الحنبلي يقول ذلك».

وهذا كما ترى لم يورد فيه ما يجعل له أصلا. فهل يقبل مثل هذا الخبر ونقفز به عن شرط الرواية وراويها.

خطب عمر إلى علي ابنته أم كلثوم.. فكشف ساقها وقبلها

 رواها البغدادي في تاريخه (6/182) عن إبراهيم بن مهران بن رستم لم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. بل قد طعن فيه ابن عدي قائلا «منكر الحديث عن الثقات» (الكامل في الضعفاء6/2). وفي السند مجاهيل: عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم البغوي وأحمد بن الحسين بن إسحاق الصوفي.

 ورواه الحاكم في المستدرك (3/142) من غير ذكر كشف الساق والتقبيل ومع ذلك تعقب الذهبي الحديث على الحاكم لتصحيحه السند على عادته في التساهل فقال الذهبي « بل منقطع». يعني بين علي بن الحسين وعمر.

وعبارة « على عادته» يستعملها بعض نقاد الحديث لتذمرهم من كثرة تكرار الحاكم عبارة «هذا حديث صحيح الإسناد» للأحاديث الموضوعة.

 والحديث رواه الطبراني في الكبير (1/124/1) وفيه الحسن بن سهل الحناط: ذكره السمعاني ولم يحك فيه جرحا ولا تعديلا فبقي على الجهالة. وله من طريق آخر عن يونس بن أبي يعفور وهو صدوق يخطئ كثيرا كما قرره الحافظ في (التقريب7920) وقد توبعت الرواية بمن لا يفرح به وهو سيف بن محمد قال الحافظ كذبوه (التقريب2726) فهذه الرواية موضوعة بسبب أن سيفا هذا كذاب.

 وقد اعترف الشيخ الألباني بالوقوع في خطأ تصحيح رواية كشف الساق بناء على خطأ قلد فيه الحافظ ابن حجر (سلسلة الصحيحة2036) ثم تراجع عن التصحيح في سلسلة الضعيفة1273).

 زواج أم كلثوم من كتب السنة: عن ثعلبة بن أبي مالك إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قسم مروطا بين نساء من نساء أهل المدينة فبقي منها مرط جيد فقال لـه بعض من عنده يا أمير المؤمنين أعط هذا بنت رسول الله التي عندك يريدون أم كلثوم بنت علي فقال عمر أم سليط أحق به وأم سليط من نساء الأنصار ممن بايع رسول الله قال عمر فإنها كانت تزفر لنا القرب يوم أحد» (رواه البخاري باب حمل النساء القرب إلى الناس في الغزو).

* زواج أم كلثوم من كتب السنة

من البخاري 2725 حدثنا عبدان أخبرنا عبد الله أخبرنا يونس عن بن شهاب قال ثعلبة بن أبي مالك ثم إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قسم مروطا بين نساء من نساء المدينة فبقي مرط جيد فقال له بعض من عنده يا أمير المؤمنين أعط هذا ابنة رسول الله التي عندك يريدون أم كلثوم بنت علي فقال عمر أم سليط أحق وأم سليط من نساء الأنصار ممن بايع رسول الله قال عمر فإنها كانت تزفر يوم أحد قال أبو عبد الله تزفر تخيط» وهي مروية أيضا برقم (3843).

وأثبت هذا الحدث عدة حفاظ منهم ابن حجر في الإصابة (كتاب الكنى وكتاب النساء ص276). والذهبي في سير أعلام النبلاء (2/525). وبن الجوزي في المنتظم (4/131)

* زواج أم كلثوم من كتب الرافضة:

زواج أم كلثوم من كتب الرافضة: رواه الكليني في الكافي كتاب النكاح 5/ 346 باب تزويج أم كثوم، والفروع من الكافي6/115 و116. وصحح المجلسي الروايتين اللتين في الكافي (مرآة العقول21/197).

ورواه الطوسي في الاستبصار3/352 وفي تهذيب الأحكام 8/161 و9/262 والمجلسي في بحار الأنوار38/88 ورواه السيد المرتضى علم الهدى في الشافي ص 116 وفي كتابه تنزيه الأنبياء ص 141 ومناقب آل ابي طالب ج 3 ص 162 لابن شهر آشوب وكشف الغمة في معرفة الأئمة للآربلي ص 10 وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 3/124مقدس الأردبيلي في حديقة الشيعة ص 277 ومجالس المؤمنين ص 85 للقاضي نورالله الشوشتري. ومصائب النواصب ص 170 له أيضا. والأنوار النعمانية لنعمة الله الجزائري. ومنتهى الآمال ج1 ص 186 للقمي. وتاريخ اليعقوبي ج2 ص 149 و 150).

 المفيد والمسائل السروية

لا يتقيد الرافضة بمنهجية واضحة بل هم شر من تناقض من أهل الملل.

فإنك إذا احتججت عليهم بتصحيح علمائهم لرواية تزويج عمر أم كلثوم ما هربوا وقالوا: بأن المفيد قد شكك في صحة الحديث في المسائل السروية. وقد تعقب المجلسي المفيد وأثبت صحة سند الروايتين اللتين في الكافي (وصحح المجلسي الروايتين اللتين في الكافي (مرآة العقول21/197). كذلك فعل محقق المسائل السروية (صائب عبد الحميد) حيث أثبت أن كلا الروايتين حسنة الإسناد (المسائل السروية ص87).

واحتج الطوسي والعلامة الشيعي الحلي في كيفية الصلاة على الجنازة التي يجتمع فيها رجل وامرأة بصلاة الجنازة على أم كلثوم وابنها زيد بن عمر بن الخطاب (الخلاف1/722 مختلف الشيعة2/308). بل قال الحلي في منتهى الطلب « لنا – أي دليلنا – ما رواه الجمهور عن عمار بن أبي عمار قال: شهدت جنازة أم كلثوم وابنها زيد بن عمر بن الخطاب..» (وسائل الشيعة للحر العاملي3/128 منتهى الطلب1/457، تذكرة الفقهاء2/66 للحلي، نهاية الأحكام2/65 للحلي بحار الأنوار78/382).

واحتج ابن العلامة بأن عمر قدم مهر أم كلثوم أربعين ألف درهم (إيضاح الفوائد3/194 وسائل الشيعة21/263).

كذلك احتج الطوسي في مسائل المهر بنكاح عمر أم كلثوم (المبسوط4/272).

واحتج ابن الشهيد في مسألة الإرث بموت أم كلثوم وابنها زيد بن عمر بن الخطاب إذ قد ماتا في ساعة واحدة كما جاء في الروايات فلم يدروا أيهما مات أولا زيد أم أمه أم كلثوم (مسالك الأفهام13/270 للشهيد الثاني جواهر الكلام39/308 للجواهري).

واحتج الخونساري ومحمد في أحكام العدة برواية الكافي التي وصفها كلاهما بأنها صحيحة وفيها أن عليا أخذ بيد أم كلثوم لما مات عمر لتعتد في في بيت أبيها (جامع المدارك4/561 فقه الصادق23/64 لمحمد صادق الروحاني).

أما أن محمد بن جعفر قتل في تستر فإن هذا ما يدعيه القوم ليتحقق لهم مرادهم من نفي زواج عمر منها فيقولون (عون بن جعفر) قتل في تستر وتستر كانت في عهد عمر بن الخطاب بلا خلاف، ولكن المجمع عليه عند العلماء أنه قتل يوم الحرة في المدينة وليس في تستر.

وأما قولهم بأن ابن حجر نص على أن محمد بن جعفر استشهد بتستر فهو من الكذب على ابن حجر أو على الأقل تدليس منهم. لأن ابن حجر نقل قول الواقدي في أنه استشهد بتستر ثم رجح على قوله هذا رواية أخرى تناقض مقتله بتستر وأنه قتل في فلسطين ووصف الحافظ ابن حجر بأنها رواية محققة وبأنها ترد قول الواقدي بأنه استشهد بتستر (الإصابة في معرفة الصحابة 6/8).

أما عن أخيه عون بن جعفر بن أبي طالب فإنه حكى عن أبي عمر بن عبد البر أن عونا استشهد في تستر (4/744).

فلماذا التدليس ؟؟؟

 رواية ذلك فرج غصبناه

وأما تلك الرواية التي يتمسك بها الرافضة وهي رواية (ذلك فرج غصبناه) وهي لا تزيد مذهبهم إلا قبحا ولا تزيد أمير المؤمنين إلا قبحا وتشنيعا فإنها من طريق هشام بن سالم المجسم الذي زعم أن الله جسم له طول وعرض وعمق. ومن طريق زرارة الذي قال عنه جعفر الصادق لعن الله زرارة.. إن الله نكس قلب زرارة ومع ذلك فقد صحح المجلسي إسناده في مرآة العقول20/42).

إن هذا الزواج يبطل الروايات المختلفة التي وضعها الكذابون والتي تحكي أن عمر بن الخطاب ضرب فاطمة برجله حتى أسقط جنينها. هب أن رجلاً ضرب زوجتك وتسبب في قتل ولدك: هل تعطيه ابنتك وترضى أن يكون صهرك؟ وتسمي ولدك الآخر باسمه؟ ثم إن هذه الرواية المكذوبة تنص على أن الذي فعل ذلك رجل اسمه « قنفذ » وليس عمراً أم لعلهم ينبزون عمرا بهذه التسمية!! (بحار الأنوار 43/197-200 ).

وبالرغم من تصحيح المجلسي للروايات التي في الكافي والمثبتة لهذا الزواج. إلا أنه زعم كاذبا أن علي بن أبي طالب استعان بجنية من يهود نجران إسمها سحيقة بنت جريرية. واستخف قومه بقوله أن هذه الرواية من الروايات المخفية التي لا يعرفها الناس. ولهذا لا سند لها. وكأنه يقول لقومه: إقبلوا كذبتي ولا تنقبوا لها عن إسناد فيكفيكم ما نكذبه عليكم!!!

وفي هذه الأكذوبة مفاسد عديدة:

أن عليا كان يستعين باليهود ضد المسلمين، حيث استعان بسحيقة بنت جريرة (مدينة المعاجز3/203 لهاشم البحراني) لمجرد تهديد عمر له بانتزاع السقاية وماء زمزم منه. فضحى بشرفه وبابنته حتى يحافظ على السقاية وماء زمزم.

أن حكم نكاح الإنسي من الجنية لا يصح كما حكاه المليباري الهندي عن الأكثر من أهل العلم كما في (فتح المعين3/344).

هل كان هناك من شهود لهذا الزواج وولي لهذه الجنية عند عقد الزواج؟

أن عليا كانت تربطه باليهود علاقة تعاون وخدمات متبادلة.

أن عليا كان يستعين باليهود لقضاء حوائجه وكشف ما نزل به من ضر وتهديد ووعيد من عمر. ومن كان اضطره عجزه أن يستعين باليهود كيف تطلبون منه أن يكشف ضركم ويقضي حوائجكم؟ والرافضة يحرمون الاستعانة بأمريكا ويستنكرون على الحكومات العربية أن تستعين بأمريكا. فما بال القوم يجيزون لعلي أن يستعين بجنية يهودية ولا يجيزون ذلك لغيرهم؟

ومن المعلوم أن لأم كلثوم ولدا اسمه زيد باعتراف الرافضة. وهو مرتبط بقرابة لأهل البيت من جهة أمه: فهل ترضون أن يقال عنه هو ابن الجنية أم كلثوم؟

وقد أورد الكافي أن عليا أخذ بيد أم كلثوم لتعتد في بيته بعد وفاة عمر بن الخطاب رضي الله عنه. فهل كان آخذا بيد جنية يهودية لتعتد عنده؟ فهل كانت الجنية تعتد في بيت علي أم أم كلثوم الحقيقية.

أن الزواج تتوقف عليه أحكام من طلاق وتوارث وعدة وإيلاء وملاعنة ونفقة وكسوة.

أين كانت أم كلثوم الأصلية طيلة فترة وجود أم كلثوم الجنية مع عمر بن الخطاب؟ هل كانت في السرداب طيلة الوقت أم كانت مختبئة في المنزل؟

إن كان عمر كشف عن ساقها وقبلها كما ترجون فالطعن في علي كيف يقبل لابنته من لا يراعي حرمتها ويزني بها؟ والله إنكم تطعنون في مذهبكم من حيث تريدون الطعن في عمر.

وإن كان هدده بالسرقة إن لم يزوجه ابنته فالطعن في علي كيف يقبل تزويج ابنته من كذاب أين فقه علي للقرآن والله تعالى يقول الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَات. وأين شجاعة علي أينام في فراش رسول الله ويقبل باستباحة عرضه؟ لقد طعنتم في علي من حيث تريدون الطعن بعمر.

وإن كان زوجه جنية يهودية فيا له من مراوغ جبان لا سيف له إلا من خشب. يلجأ إلى اليهود لينقذ نفسه. فلماذا تتظاهرون في الحج للبراءة من المشركين وقد رضيتم لعلي وهو الرجل أن يستعين بأنثى أولا ثم يهودية لكي تنقذه مما أخافه وأدخل الرعب في قلبه وهو عمر.

وإن كان زوجه إياها ظاهرا فيا لها من كذبة سمجة فما هذا النوع من الزواج الظاهر دون الباطن؟

وإن كان أمر غصبه إياه عمر فنسأل ألم يجد أئمتكم تعبيرا أكثر أدبا وحشمة من هذا التعبير فيقول (ذلك فرج غصبناه) أفلا سمى ابنة أمير المؤمنين باسمها بدل أن يتكلم عن فرجها بهذه الطريقة التي تطعن في أهل البيت أو في مذهبكم ولا تطعن في عمر؟!!!

خلافة النبوة ثلاثون عامًا ثم يؤتي الله الملك من يشاء

فقال معاوية رضينا بالملك »، سند ضعيف من أجل علي بن زيد فإنه ضعيف كما صرح به الحافظ ابن حجر في التقريب (401). وضعّفه النسائي وقال عنه الإمام أحمد: « ليس بشيء » [الكامل في الضعفاء 5/195]. غير أن حديث (خلافة النبوة …) مروي من طرق أخرى صحيحة بدون هذه الزيادة المتعلقة بمعاوية.

خلفتك ان تكون خليفتي في اهلي قال اتخلف بعدك

حدثنا العباس بن محمد المجاشعي قال نا محمد بن ابي يعقوب الكرماني قال نا يزيد بن زريع عن سعيد بن ابي عروبة عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن علي ان النبي قال: « خلفتك ان تكون خليفتي في اهلي قال اتخلف بعدك يا نبي الله قال الا ترضى ان تكون مني بمنزلة هرون من موسى».

لم أجد للعباس المجاشعي أي ترجمة. ولا لمحمد بن أبي يعقوب.

والجواب أن هذا ليس بنص على الإمامة فإن قوله خليفتي على أهلي أي على فاطمة وولديها وهم أهل له .

خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعا

خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعا فلما خلقه قال اذهب فسلم على أولئك نفر من الملائكة جلوس فاستمع ما يحيونك فإنها تحيتك وتحية ذريتك فقال السلام عليكم فقالوا السلام عليك ورحمة الله فزادوه ورحمة الله فكل من يدخل الجنة على صورة آدم فلم يزل الخلق ينقص بعد حتى الآن. (رواه البخاري).

خلق الله عليا في صورة عشرة أنبياء

حديث « خلق الله عليا في صورة عشرة أنبياء. جعل رأسه كرأس آدم، ووجهه كوجه نوح، وفمه كفم شيث، وأنفه كأنف شعيب، وبطنه كبطن موسى، ويده كيد عيسى، ورجله كرجل إسحاق، وساعده كساعد سليمان، ووجه كوجه يوسف ، وعينه كعيني».

لا أصل له وليس في شيء من كتب الحديث.

دخل أعرابي المسجد فقال: بأبي أنت جئتك مثقلا بالذنوب

قال الحافظ ابن عبد الهادي: « إن هذا خبر منكر موضوع. وإسناده ظلمات بعضها فوق بعض. فيه:

الهيثم بن عدي: قال البخاري « ليس بثقة كان يكذب» قال ابو داود «كذاب» وقال النسائي وغيره «متروك الحديث». قال ابن المديني «هو أوثق من الواقدي ولا أرضاه في شيء». (لسان الميزان6/251 ترجمة 7977 ميزان الاعتدال4/324 ترجمة 9311).

أحمد بن بن محمد بن الهيثم عن أبيه: لا وجود له من بين المترجم لهم من الرواة المعروفين.

أبو صادق: وهو غير متحقق الاسم. فمنهم من ضبط اسمه بأسلم أو مسلم بن يزيد. ومنهم من ضبطه باسم عبد الله بن ناجذ. وحديثه عن علي مرسل. يعني لم يتحقق من روايته عن علي (التقريب رقم 8167).

دخل علي رسول الله وعندي مخنث

عن زينب بنت أبي سلمة عن أمها أم سلمة رضي الله عنها دخل علي النبي وعندي مخنث فسمعه يقول لعبد الله بن أمية يا عبد الله أرأيت إن فتح الله عليكم الطائف غدا فعليك بابنة غيلان فإنها تقبل بأربع وتدبر بثمان وقال النبي لا يدخلن هؤلاء عليكن قال بن عيينة وقال بن جريج المخنث هيت حدثنا محمود حدثنا أبو أسامة عن هشام بهذا وزاد وهو محاصر الطائف يومئذ

الحديث رواه البخاري. والشبهة في الحديث وجود مخنث في بيت رسول الله.

والجواب أن هذا المخنث كان داخلا في عداد أولي الإربة لما عرفوا عنه من عدم رغبته في النساء لعدم قابليته. بدليل الآية (أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال). فلما سمع النبي منه ما يفيد رغبته في النساء أمر بطرده فورا.

وهذا الحديث رواه الشيعة كما في الكافي5/523 وتفسير نور الثقلين3/593

ومع أن المجلسي اعتبر الحديث فيه مجهول. إلا أنه أقر الحكم في المسألة قائلا « لأن أهل المدينة كانوا يعدونهما من غير أولي الإربة. فلما ظهر خلافه أمر بإخراجهما قلعا لمادة الفساد ودفعا لوصفهما محاسن النساء بحضرة الرجال» (مرآة العقول20/352).

دخلت أنا وأبي على معاوية (زعموا أن معاوية يشرب الخمر)

حدثنا زيد بن الحباب حدثني حسين بن واقد حدثنا عبد الله بن بريدة قال دخلت أنا وأبي على معاوية فأجلسنا على الفرش ثم أتينا بالطعام فأكلنا ثم أتينا بالشراب فشرب معاوية ثم ناول أبي ثم قال: ما شربته منذ حرمه رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم قال معاوية: كنت أجمل سباب قريش وأجوده ثغرا وما شيء كنت أجد له لذة كما كنت أجده وأنا شاب غير اللبن أو إنسان حسن الحديث يحدثني.

رواه أحمد في (المسند5/347) ومن طريقه ابن عساكر (تاريخ دمشق27/127).

وهي رواية منكرة متنا كما حكم عليها بذلك الإمام أحمد نفسه « وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه قال وكيع يقولون سليمان أصحهما حديثا قال عبد الله قال أبي عبد الله بن بريدة الذي روى عنه حسين بن واقد ما أنكرها وأبو المنيب أيضا يقول   كأنها من قبل هؤلاء» (تهذيب الكمال14/331).

وهذه الزيادة المشكلة في المتن والتي نجدها في مسند أحمد لا نجدها في مصنف ابن أبي شيبة وهي مروية عنده بنفس الطريق.

ولهذا نجد الهيثمي استغرابه من هذه النكارة في المتن (مجمع الزوائد 5/42).

وأما من حيث إسنادها فإنه بالرغم من تحسين البعض لها كالشيخ مقبل الوادعي (الصحيح المسند ص185).

ولكن في كلا السند المتن خطأ.

فإن في السند زيد بن الحباب وهو كما قال الشيخ الألباني « ضعيف. لم يوثقه غير ابن حبان» (معجم أسامي الرواة2/75 نقلا عن ضعيف الأدب المفرد77).

الحديث يرويه الحسين بن واقد ورواه عنه اثنان ابنه علي وزيد بن الحباب  فرواه ابو زرعة الدمشقي في تاريخه 2/677 ومن طريقه ابن عساكر 27/127 من طريق علي بن الحسين عن أبيه حدثني عبد الله بن بريدة قال: دخلت مع أبي على معاوية.. انتهى.

الحديث فيه خطأ ظاهر ويمكن عزو الخطأ فيه إلى زيد بن الحباب فإنه صدوق كثير الخطأ.

أما من حيث السند فسند رجاله ثقات في الظاهر إلا أنه بهذا السياق معلول بل هو منكر إذ ليس بالإمكان أن يتفرد راو بحديث مرفوع من طبقة زيد بن الحباب ولو كان أوثق الناس فضلا عمن بعد ذلك. ولا سيما أن ابن الحسين بن واقد لم يرو الحديث المرفوع ولا رواه عن زيد بن أبي شيبة وأغلب الظن أن زيدا قد وهم فيه. وقد ذكرت له أوهام وكذلك شيخه.

وزيد بن الحباب من طبقة تابي التابعين. ولا يقبل تفرده عن معاوية لأنه مرفوع. ومن يقبل تفرده يشترط أن يكون تابعي التابعي من كبار الحفاظ إذا تفردوا مثل مالك وشعبة الثوري من واسعي الرواية وجبال الحفاظ.

أما بعد هذه الطبقة فلا يقبل تفرده أبدا بأي حديث مرفوع.

وقد اختل في زيد شرطان:

الأول: هو من الطبقة التي تلي تابعي التابعين.

الثاني: أنه ليس من جبال الحفاظ فضلا عن أنه من طبقة  بعد أتباع التابعين. ناهيك عن أنه ثبت أنه مع ثقته كثير الأخطاء.

ومن الواضح أن سياق القصة هكذا ناقص. وهو محذوف الله أعلم به.

أما الرواية عند ابن أبي شيبة في المصنف فلا إشكال ولا خطأ فيها.

« حدثنا زيد بن الحباب عن الحسين بن واقد قال: حدثنا عبد الله بن بريدة قال دخلت أنا وأبي على معاوية فأجلس أبي على السرير وأتى بالطعام فأطعمنا وأتى بشراب فشرب فقال معاوية ما شيء كنت استلذه وأنا شاب فآخذه اللبن إلا اللبن فإني آخذه كما كنت آخذه قبل اليوم والحديث الحسن» (11/94-9).

دراية الأثر:

قوله (ما شربته منذ..) هذا من كلام معاوية وليس من كلام عبد الله بن بريدة وهكذا جعله جميع الحفاظ في مسند معاوية مثل ابن كثير في جامع المسانيد والإمام أحمد في المسند في مسند معاوية.

وقوله (ما شربته) يعني المسكر. قلت: وهذا استطراد من معاوية لا علاقة له بما قبله وما بعده. مما يدل على سقوط كلام متعلق بالشراب المحرم.

ويستفاد من الخبر بيان إكرام معاوية لإخوانه الصحابة ووفادتهم عليه رضي الله عنهم أجمعين كما قصدت دفع الإيهام الذي قد يثيره بعض أهل الهوى ممن تنقلب الفضائل في مخيلتهم إلى مثالب وأطلت قليلا في هذا لأني وجدت بعض محدثي الرافضة النوكى يحرف معنى الخبر ويحمله ما لا يحتمل مما هو ومشايخه أولى به.

قال المعلق على المسند (38/26 طبعة الرسالة) « ولعله قال ذلك لما رأى من الكراهة والإنكار في وجه بريدة. لظنه أنه شراب محرم. والله أعلم.

قلت: هذا تجويز من قائله ولم يرد في شيء من مصادر الخبر نقل كراهية بريدة أو إنكاره فضلا عن رده وامتناعه عما ناوله معاوية. ولو كان بريدة رضي الله عنه يظن ذلك لما جلس هذا المجلس ولنقل ابنه استفهامه على أقل تقدير. وقد قال رسول الله « من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يجلس على مائدة يدار عليها الخمر».

ثم إن مما يتبادر للذهن أن الشراب هو اللبن بدليل أن معاوية في سنه هذه لا يفضل عليه غيره كما في آخر الخبر. والله أعلم

ولا يعقل أن لا تتضمن الرواية عدم كرهية بريدة أو إنكاره ذلك لو خمرا كما يزعمون. وإن آخر ما يمكن أن يفهم هو أن معاوية شرب الخمر. كيف وهو ينص في الخبر ذاته على أنه لم يشربها قط منذ أن حرمها رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ومعاوية هو راو حديث جلد الشارب ثلاثا ثم قتله في الرابعة.

ومن شدته في مسألة المسكر أنه أمر بقتل السكران إذا قتل مع أن بعضهم لا يوقعه.

والإشكال هو أن معاوية لما ناول بريدة الشراب، قال: ما شربته منذ حرمه النبي.

فظن بعضهم أن الضمير هنا يعود على الشراب الذي ناوله لبريدة وهذا غلط شديد جدا لأن الضمير هنا لا يعود على ذلك الشراب بل هو ضمير في مكان شيء ظاهر يقول فيه النحويون: أضمر في مقام الإظهار أي أنه جاء بالضمير عوض أن يأتي بالاسم الظاهر، والعرب تستعمل هذا كثيرا، إذا أرادت أن تتكلم عن شيء تستشنعه وتستقذره وتستحيي من التلفظ به، تأتي بالضمير ولا تأتي بالظاهر وهذا من جمال لغة العرب.

وضع معاوية الشراب في يد بريدة ثم قال: ما شربته، أي الخمر منذ حرمه النبي وكان حقه أن يقول: ما شربت الخمر منذ حرمه النبي ولكنه جاء بالضمير عوض الظاهر استشناعا للنطق باسم الخمر.

وهذا دليل على فضله ومبالغته في التحرز من الخمر فالذي يستشنع مجرد النطق باسم الخمر، كيف يشربه؟

وقد ابلغ في الغلط من تصور أن الضمير في قوله (ما شربته) يرجع إلى الشراب الذي بين أيديهم.

ويقال هنا: كيف ذكر الخمر؟ وما وجه الحديث عنه؟ 

فالجواب: أن هذا من باب الاستطراد وهذا جار على عادة العرب 

فالاستطراد: هو ذكر الشيء في غير محله لمناسبة داعية إلى ذلك.

مثاله : أن النبي سئل عن طهارة ماء البحر فأجاب عن ذلك، واستطرد لذكر حكم الميتة التي لم يسأل عنها. وهذا من الاستطراد المحمود. ولذلك يقولون: الشيء بالشيء يذكر.

فمعاوية لما رأى شرابا على مائدته، ذكره ذلك بالشراب الذي كانوا عليه في الجاهلية لا يفارق موائدهم ألا وهو الخمر وكيف أنهم استبدلوه باللبن فالمناسبة قوية للغاية   

وهذا هو الدليل من (مصنف ابن أبي شيبة6/188):

 30560حدثنا زيد بن الحباب عن حسين بن واقد قال حدثنا عبد الله بن بريدة قال قال دخلت أنا وأبي   على معاوية  فأجلس أبي على السرير وأتى بالطعام فأطعمنا وأتى بشراب فشرب فقال معاوية ما شيء وأنا شاب فآخذه اليوم إلا اللبن فأني آخذه كما كنت آخذه قبل اليوم والحديث الحسن 

هذه الرواية لا تترك شكا لأحد. فإن معاوية يقول إنه لا يشرب في يومه ذاك إلا اللبن. فالشراب كان لبنا لا غير. فلو نظر الناظر في الروايتين، تبين له صدق ما قلت.

دعا رسول الله فاطمة فأعطاها فدك

حديث ضعيف. قال الذهبي «هو خبر باطل» وقال الهيثمي « وفيه عطية العوفي وهو ضعيف متروك» (ميزان الاعتدال5/146 مجمع الزوائد7/49).

قال الذهبي: «قال أحمد والنسائي وجماعة: ضعيف، وقال سالم المرادي كان عطية يتشيَّع » [ميزان الاعتدال 3: 79 تهذيب التهذيب 7: 224].

وذكره النووي في (الأذكار ص58 باب ما يقول إذا توجه إلى المسجد) من روايتين في سند الأولى وازع بن نافع العقيلي: قال النووي (متفق على ضعفه) وفي سند الثانية (عطية العوفي) قال النووي: « وعطية ضعيف ».

نعم هذا ما يليق بالعوفي وهو مدلس لا يؤمن تدليسه، وإن حسّن له الترمذي بعض أحاديثه فالترمذي كما هو معروف متساهل في التحسين والتصحيح ولا يعتمد على تصحيحه كما صرح به الذهبي. ونبه عليه المنذري في الترغيب.

وفيه أيضاً الفضيل بن مرزوق كان شديد التشيع ضعفه النسائي وابن حبان وكان يروي الموضوعات عن عطية العوفي [تهذيب التهذيب 8/298]. وثّقه بعضهم وضعّفه آخرون وهو ممن عيب على مسلم إخراج حديثهم في الصحيح كما قال الحاكم؟ وقال ابن حبان: « يروي عن عطية الموضوعات » وكان شديد التشيع كما قال ابن معين والعجلي (تهذيب التهذيب 4/301-302) وانتهى الحافظ في التقريب (5437) إلى قوله: « صدوق يَهِم، ورُمِي بالتّشيع ».

الدعاء محجوب حتى يصلى على محمد وأهل بيته

حديث منكر: قال الحافظ بن حجر.

فيه عبد الكريم الخزاز. قال الحافظ « ومن مناكيره ما أخرجه أبو القاسم البغوي في نسخة عبيد الله الخشني من رواية هذا الخزاز عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي الدعاء محجوب  عن السماء حتى يتبع بالصلاة على محمد وآله» (لسان الميزان4/53).

الدعاء مخ العبادة

رواه الترمذي في الدعوات (3371) ضعيف فيه عبد الله بن لهيعة وله شاهد من حديث النعمان بن بشير. وهو على كل لا يناسب أهل البدع في الاحتجاج به فإنه يبين أن منزلة الدعاء في العبادة بمنزلة الرأس من الجسد فلا ننصحهم بالاحتجاج به إذ أنه حجة عليهم.

‏الدعاء موقوف بين السماء والأرض

عن عمر قال « الدعاء موقوف بين السماء والأرض لا يصعد منه شيء حتى تصلي على نبيك» أخرجه الترمذي من طريق أبي قرة الأسدي وهو ضعيف. وورد من طريق أخرى « ما من دعوة لا يصلى على النبي قبلها إلا كانت معلقة بين السماء والأرض» وفيها عمرو بن مسافر أو مساور: ضعفه البخاري وفي الرواية مجهول لم يسم.

قال ابن الجوزي « قال المؤلف هذا حديث لا يصح قال ابن حبان ابراهيم الواسطي يروي عن ثور لا يتابع عليه وعن غيره من الثقات لا يجوز الاحتجاج به بحال وانما هذا معروف من كلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه ذكره الترمذي» (العلل المتناهية2/842).

قلت: تقدم فيما سبق الكلام على رواية عمر وأنها ضعيفة.

‏دعوا ‏عليا ‏إن ‏عليا ‏مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمن بعدي

‏ ‏حدثنا ‏ ‏عبد الرزاق ‏ ‏وعفان ‏ ‏المعنى وهذا حديث ‏ ‏عبد الرزاق ‏ ‏قالا ثنا ‏ ‏جعفر بن سليمان ‏ ‏قال حدثني ‏ ‏يزيد الرشك ‏ ‏عن ‏ ‏مطرف بن عبد الله ‏ ‏عن ‏ ‏عمران بن حصين ‏ ‏قال ‏‏بعث رسول الله ‏ ‏ ‏ ‏سرية وأمر عليهم ‏ ‏علي بن أبي طالب ‏ ‏رضي الله تعالى عنه ‏ ‏فأحدث شيئا في سفره فتعاهد ‏ ‏قال ‏ ‏عفان ‏ ‏فتعاقد ‏ ‏أربعة من ‏ ‏أصحاب محمد ‏ ‏ ‏ ‏أن يذكروا أمره لرسول الله ‏ ‏ ‏ ‏قال ‏ ‏عمران ‏ ‏وكنا إذا قدمنا من سفر بدأنا برسول الله ‏ ‏ ‏ ‏فسلمنا عليه قال فدخلوا عليه فقام رجل منهم فقال يا رسول الله إن ‏ ‏عليا ‏ ‏فعل كذا وكذا فأعرض عنه ثم قام الثاني فقال يا رسول الله إن ‏ ‏عليا ‏ ‏فعل كذا وكذا فأعرض عنه ثم قام الثالث فقال يا رسول الله إن ‏ ‏عليا ‏ ‏فعل كذا وكذا فأعرض عنه ثم قام الرابع فقال يا رسول الله إن ‏ ‏عليا ‏ ‏فعل كذا وكذا قال فأقبل رسول الله ‏ ‏ ‏ ‏على الرابع وقد تغير وجهه فقال ‏دعوا ‏عليا ‏دعوا ‏عليا ‏إن ‏عليا ‏ ‏مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمن بعدي».

كما ترى أخي أن السياق لا علاقة له بموضوع الإمامة وإنما هو متعلق بموضوع بغض علي وعداوته. وهو من الموالاة كما في قول النبي «السلطان ولي من لا ولي له».

والرسول لم يقل: علي ولي أمر كل مؤمن بعدي. والولاية هي المحبة والنصرة ومن هذا الباب علي ولي كل مؤمن. ناهيك عن عجز الرافضة أن يجدوا لفظا صريحا مثل (علي هو الأمير على الناس من بعدي) أو (هو الخليفة على الناس من بعدي). ولهذا يأتون بنصوص تتكلم عن المحبة والولاء والنهي عن البغض والمعاداة ويحملونها على معنى الإمامة.

ولا يمكن لعلي أن يكون وحده ولي كل مؤمن على معنى الإمامة. وإلا لاضطر الرافضة إلى إلغاء الأئمة الإحدى عند الشيعة.

وأما قول النبي (علي مني هو وأنا من علي) فهو عين ما قاله في صحابة آخرين كالأشعريين وجليبيب.

ذاك خير البشر (مروي عن جابر)

وهذا من رواية عطية العوفي وهو مدلس رافضي وذكرت مرارا من تدليسه أنه كان يروي عن أبي سعيد الكلبي القصاص ويوهم الناس أن روايته عن أبي سعيد الخدري. وصرح الذهبي بأن ذلك لو صح « لكان محمولا على أنه خير البشر في زمانه، وأما هكذا بإطلاق فهذا لا يقوله مسلم» (سير أعلام النبلاء8/205).

وورد قول جابر عند (مصنف ابن أبي شيبة 6/372) وأحمد في (فضائل الصحابة2/696) عن عطية بلفظ « ذاك من خير البشر» ومع ضعف الرواية فإن عليا من خير البشر مما لا شك فيه ولا يأباه إلا منافق. أما أن يكون خيرهم بإطلاق فلا. فإن أدنى نبي من الأنبياء هو خير من أبي بكر وعمر وعثمان وعلي.

رأى محمد ربه كأن قدميه على خضرة

عن ابن عباس أنه سئل هل رأى محمد ربه ؟ قال نعم رآه كأن قدميه على خضرة دونه ستر من لؤلؤ ، فقلت يا أبا عباس أليس يقول الله لا تدركه الأبصار ! قال لا أم لك ذاك نوره الذي هو نوره ، إذا تجلى بنوره لا يدركه شيء ! انتهى . (الدر المنثور6/124).

قلت: هكذا اكتفى الرافضي إلى المصدر وكتم هذا المدلس أن السيوطي أشار إلى تضعيف البيهقي له. وأشار إلى مستدرك الحاكم2/316  وكتم المدلس تعقب الذهبي على الحاكم قائلا فيه ابراهيم متروك.

راى محمد ربه في روضة خضراء دونه فراش من ذهب

عن عبد الله ابن أبي سلمة أن عبد الله بن عمر بن الخطاب بعث إلى عبد الله بن العباس يسأله هل رأى محمد ربه ؟ فأرسل إليه عبد الله بن العباس أن نعم ، فرد عليه عبد الله بن عمر رسوله أن كيف رآه ؟ قال فأرسل أنه رآه في روضة خضراء دونه فراش من ذهب على كرسي من ذهب يحمله أربعة من الملائكة، ملك في صورة رجل ، وملك في صورة ثور ، وملك في صورة نسر ، وملك في صورة أسد . التوحيد لابن خزيمة ص 198

قال الدمشقية « لم يحك فيه ابن خزيمة تصحيحا وإنما سكت عليه والسكوت ليس بحجة ولا يكون تصحيحا. ولكن سكت المدلس عن تضعيف أئمتنا له.

قال السيوطي « ضعفه البيهقي» (الدر المنثور7/648).

وقال ابن الجوزي هذا حديث لا يصح تفرد به محمد بن اسحق وقد كذبه مالك وهشام بن عروة باب في النزول (العلل المتناهية1/37).

وفي كتاب السنة لعبد الله بن الامام احمد (اسناده ضعيف). (1/176).

فهؤلاء ينقبون في زبالتنا عن روايات ساقطة ليحتجوا بها علينا.

رأيت ربي بعرفات على جمل أحمر عليه إزار

قال الحافظ بأن صاحب هذه الرواية وهو أبو علي الأهوازي قد جمع في كتابه كثيرا من الموضوعات والفضائح. وأورد الحافظان الذهبي والعسقلاني هذه الرواية كشاهد ونموذج من هذه الفضائح والموضوعات. (لسان الميزان ج 2 ص 238 وميزان الاعتدال1/512).

رأيت ربي بمنى على جمل أورق عليه جبة

يشنع الرافضة يهذه الرواية ويقولون رواها الذهبي وابن عساكر.

جعله الملا علي قاري من الروايات المكذوبة (المصنوع1/136).

والرافضة يتجاهلون تضعيف الذهبي وابن عساكر لها.

قال الذهبي « قال ابن عساكر: المتهم به الأهوازي. قال لنا أبو بكر الخطيب: علي الأهوازي كذاب» (ميزان الاعتدال2/264 لسان الميزان2/238 الكشف الحثيث1/92).

فانظر إلى كذب الرافضة بعد ذلك.

رأيت ربي جعدا أمرد عليه حلة خضراء

•        أولا: المشرك لا يحرص على التنزيه. والرافضة يدافعون عن قول الخميني فاطمة اله. وعلي لاهوت الأبد: فكيف يكونون منزهين؟

•        ثانيا: من صحح الرواية ليس وهابيا وهو يصححها على أنها منام. ويمكن للنبي أن يرى شيئا على خلاف حقيقته كما رأى إبراهيم أنه يذبح ولده اسماعيل ولم يفعل.

وهذا الحديث تسرب من رواة الشيعة باعترافهم المحيطين بجعفر الصادق وبالتحديد هشام بن الحكم. ففي كتاب التوحيد « عن يعقوب السراج: قلت لأبي عبد الله عليه السلام إن بعض أصحابنا يروون أن الله صورة مثل صورة الإنسان. وقال آخر: إنه في صورة أمرد جعد قطط» فخر أبو عبد الله ساجدا ثم رفع رأسه فقال: سبحان الذي ليس كمثله شيء» (التوحيد للصدوق ص103 بحار الأنوار3/305). وقد صحح المجلسي رواية الكافي التي تتهم هشام بن الحكم الرافضي كان يروي عن الصادق القول بأن الله جسم أجوف (مرآة العقول2/1).

فهذه الرواية تدل بوضوح على أن هذه الرواية الباطلة وردت من قبل المحيطين بجعفر الصادق. بدليل قول القائل (من أصحابنا).

 مثل هذا الحديث لا يوجد في كتب الحديث وإنما في كتب نقد الرواة كميزان الاعتدال (2/593). وفي هذا الكتاب ينقد الذهبي الكثير من الرواة الوضاعين والكذابين فهو ليس كتابا في الحديث كالبخاري ومسلم فتأمل!!!

 وهذه الرواية مروية من طريق حماد بن سلمة وهو ثقة ولكن قال ابن الثلجي « سمعت عباد بن صهيب يقول إن حمادا كان لا يحفظ وكانوا يقولون إنها (الروايات العجيبة حول بعض الصفات الالهية) قد دست في كتبه. وقد قيل إن ابن أبي العوجاء كان ربيبه فكان يدس في كتبه» (ميزان الاعتدال1/592).

 وآفة الرواية ليس حمادا وإنما إبراهيم بن أبي سويد قال الحافظ ابن حجر العسقلاني « هو إبراهيم بن الفضل الذراع» (تهذيب التهذيب1/127).

 قال البخاري «منكر الحديث (التاريخ الكبير1/989) وقال النسائي «متروك الحديث (الضعفاء والمتروكون ص4) وقاله الدارقطني في العلل وفي (الضعفاء والمتروكون ص1).

رأيت ربي في أحسن صورة

روى عبد الرحمن بن عائش - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال « رأيت ربي في أحسن صورة، فقال لي: فيم يختصم الملا الاعلى يا محمد قلت: أنت أعلم يا رب، فوضع كفه بين كتفي، حتى وجدت بردها بين ثدي، فعلمت ما في السموات والارض.

من صحح الرواية ليس وهابيا وهو يصححها على أنها منام. ويمكن للنبي أن يرى شيئا على خلاف حقيقته كما رأى إبراهيم أنه يذبح ولده اسماعيل ولم يفعل.

والحديث رواه الترمذي في سننه 5 / 369 ) وحسنه مرة وصححه أخرى، والخطيب البغدادي في تاريخه ( 8 / 152 ) وابن الجوزي في الموضوعات (1/125) والطبراني في الكبير (1/317) وأورده السيوطي في كتابه (اللآلي المصنوعة في الاحاديث الموضوعة1/31). وذكره الذهبي في (سير اعلام النبلاء10/113-114) وقال « وهو بتمامه في تأليف البيهقي وهو خبر منكر نسأل الله السلامة في الدين...» اه‍.

ورواه البيهقي في (الاسماء والصفات ص300 بتحقيق الكوثري) وقال عقبه « وقد روي من وجه آخر وكلها ضعيف».

 وقال عنه الحافظ ابن حجر في (النكت الظراف4/382) المطبوع بهامش تحفة الاشراف « قلت: قال محمد بن نصر المروزي في كتاب تعظيم قدر الصلاة هذا حديث اضطرب الرواة في إسناده وليس يثبت عند أهل المعرفة» اه‍.

وقال الامام أحمد عنه كما في تهذيب التهذيب (6/185) « هذا ليس بشئ».

وقال الدارقطني كما في (العلل المتناهية1/34) لابن الجوزي « كل أسانيده مضطربة ليس فيها صحيح» اه.

وقال أحمد رضي الله عنه: أصل هذا الحديث وطرقه مضطربة يرويه معاذ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وكل أسانيده مضطربة ليس فيها صحيح، ورواه قتادة عن أنس واختلف على قتادة فرواه يوسف بن عطية عن قتادة ووهم فيه، ورواه هشام عن قتادة عن أبي قلابة عن خالد بن اللجلاج عن ابن عباس ووهم في قوله عن ابن عباس وإنما رواه خالد عن عبد الرحمن بن عائش وعبد الرحمن لم يسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما رواه عن مالك بن يخامر عن معاذ. وقال أبو بكر البيهقي: فقد روي من أوجه كلها ضعيفة وأحسن طرقه تدل على أن ذلك كان في النوم.

وقد روي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه « قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « أتاني آت في أحسن صورة. فقال: فيم يختصم الملا الاعلى؟ فقلت: لا أدري، فوضع كفه بين كتفي، فوجدت بردها بين ثدي ، فعرفت كل شئ يسألني عنه». وروي من حديث ثوبان قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد صلاة الصبح فقال: إن ربي أتاني الليلة في أحسن صورة فقال لي: يا محمد: فيم يختصم الملا الاعلى؟ قلت: لا أدري يا رب، فوضع كفه بين كتفي، حتى وجدت برد أنامله في صدري، فتجلى لي ما بين السماء والارض». وروي عن أبي عبيدة بن الجراح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال « لما كنت ليلة أسري بي رأيت ربي في أحسن صورة».

وهذه أحاديت مختلفة، وليس فيها ما يثبت، وفي بعضها أتاني آت. وذلك يرفع الاشكال، وأحسن طرقها يدل على أن ذلك كان في النوم.

وروت أم طفيل امرأه أبي بن كعب أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر أنه « رأى ربه عزوجل في المنام في أحسن صورة، شابا موفرا، رجلاه في خضرة، عليه نعلان من ذهب، على وجهه فراش من ذهب».

رواه الطبراني في الكبير (25/143) والحافظ البيهقي في الاسماء والصفات (446-447) وابن الجوزي في (الموضوعات1/125) وغيرهم.

وقد طعن في هذا الحديث أئمة هذا الشأن كالبخاري في تاريخه (6/500) وأحمد بن حنبل ويحيى بن معين، والنسائي (تاريخ بغداد3/311) وابن حبان في الثقات (5/245) وابن حجر العسقلاني في تهذيب التهذيب (10/95) حيث قال « وهو متن منكر» وابن عدي (الكامل في ضعفاء الرجال7/2482).

وهذا الحديث يرويه نعيم بن حماد بن معاوية المروزي، قال ابن عدي: كان يضع الحديث. وقال يحيى بن معين: ليس نعيم بشئ في الحديث. وفي إسناده مروان بن عثمان عن عمارة بن عامر، قال أبو عبد الرحمن النسائي: ومن مروان حتى يصدق على الله عزوجل؟ وقال مهنى بن يحيى، سألت أحمد عن هذا الحديث فأعرض بوجهه وقال: هذا حديث منكر مجهول يعني مروان بن عثمان قال ولا يعرف أيضا عمارة.

وقد صححه الألباني في تعليقه على (السنة لابن أبي عاصم رقم471) بالشواهد ولم يتنبه إلى متن الحديث المنكر الذي طواه ابن أبي عاصم ولم يذكره هناك فقال هناك: حديث صحيح بما قبله واسناده ضعيف مظلم»!

رأيت ربي في المنام في صورة شاب موفر في خضر عليه نعلان من ذهب

قال الهيثمي » قال ابن حبان أنه حديث منكر لأن عمارة بن عامر بن حزم الأنصاري لم يسمع من أم الطفيل ذكره في ترجمة عمارة في الثقات« (مجمع الزوائد7/179).

قلت: وفيه مروان بن عثمان حكى الذهبي طعن أهل العلم به (ميزان الاعتدال7/42).

كذلك فعل الخطيب البغدادي في مروان بن عثمان (تاريخ بغداد13/311).

كذلك فعل ابن الجوزي في (العلل المتناهية في الأحاديث الواهية1/29).

كذلك فعل ملا علي قاري في (تنزيه الشريعة 1/245).

وزعم الكوراني الكذاب أن الألباني صحح الحديث بهذا النص « رأيت ربي في المنام في صورة شاب موفر في خضر عليه نعلان من ذهب. على وجهه فراش من ذهب» (الوهابية والتوحيد ص174).

وهو كذاب فإن الشيخ الألباني صحح القسم الأول منه والذي هو (رأيت ربي في المنام في أحسن صورة). قال ابن أبي عاصم « وذكر كلاما». هكذا الرواية فقط من غير زيادة (عليه نعلان من ذهب كما فعل الكذاب الكوراني الذي أورد النص كاملا في كتابه بما فيه (عليه نعلان من ذهب..الخ) ثم افترى على شيخنا بأنه صححه بهذا النص.

قال الألباني «حديث صحيح بما قبله» والحديث الذي قبله هو هكذا (إن ربي أتاني الليلة في أحسن صورة). ثم قال الألباني «وإسناده ضعيف مظلم» (السنة لأبي عاصم ح رقم 471).

رأيت ربي في حظيرة من الفردوس

الحديث بتمامه « رأيت ربي في حظيرة من الفردوس في صورة شاب عليه تاج يلتمع البصر».

لا أصل له في شيء من كتب الحديث.

رأيت ربي في صورة شاب أمرد دونه ستر من لؤلؤ

هذا الحديث موجود في كتب نقد الرواة (ميزان الاعتدال1/594) لا في كتب الحديث كالبخاري ومسلم.

فيه النضر بن سلمة شاذان المروزي: كان يفتعل الحديث ولم يكن بصدوق. وكان إسماعيل بن أبى أويس يذكره بذكر سوء وقال عبد العزيز الأويسي وإسماعيل بن أبى أويس إن شاذان أخذ كتبنا فنسخها ولم يعارض بها ولم يسمع منا وذكراه بالسوء» (الجرح والتعديل8/480).

عن عمارة بن عامر ، عن أم الطفيل ـ أنها سمعت النبي يقول : رأيت ربي في أحسن صورة شاباً موقراً رجلاه في خصر عليه نعلان من ذهب . ميزان الاِعتدال للذهبي  ج 4 ص 269 .

قلت « سكت المدلس عن قول الذهبي قال أبو عبد الرحمان النسائي ومن مروان حتى يصدق على الله تعالى».

رأيت على باب الجنة مكتوبا لا إله إلا الله محمد رسول الله علي أخو رسول الله

موضوع. فيه:

أبو يعلى حمزة بن داود المؤدب. قال الدارقطني » ليس بشي« (ميزان الاعتدال1/607).

وسليمان بن الربيع النهدي الكوفي: متروك. تركه الدارقطني والذهبي (ميزان الاعتدال2/207).

وكادح بن رحمة الزاهد أبو رحمة. نسبه الحاكم وابن عدي آلة الكذب والوضع. وعامة ما يرويه غير محفوظ ولا يتابع عليه في أسانيده.

ويحيى بن سالم كوفي. ضعفه الدارقطني وهو غير يحيى بن سالم الراوي عن ابن عمر (أنظر سلسلة الأحاديث الضعيفة رقم4901).

رأيت في الجاهلية قردة قد زنت فرجموها

 حيث إن الصحابي أخبر عما رأى في وقت جاهليته فإن لا حرج من القول بأن هذا ما ظنه لا سيما أنه في رواية رآى قردا وقردة مع بعضهما فجاء قرد آخر وأخذها منه فاجتمع عليها القردة الآخرون ورجموهما. فهذه صورة الحكاية ظنها رجما للزنى. وهو لم يأخذ هذا حكاية عن النبي . ولو أخبر بها النبي وصح السند عنه قبلناه. فإننا صدقناه فيما هو أعظم من ذلك.

 إن صحت هذه الحادثة فتبين أن القردة أطهر من الخنازير. وإن عند الرافضة القائلين بإعارة الفروج ما يقترب من مذهب الخنازير. فقد روى الطوسي عن محمدعن أبي جعفر قال قلت الرجل يحل لأخيه فرج قال نعم لابأس به له ما أحل لـه منها (كتاب الستبصار3/136). ذكر والطوسي في الاستبصار 3/141 «عن أبي الحسن الطارئ أنه سأل أبا عبد الله عن عارية الفرج فقال لا بأس به».

رأيت في ساق العرش مكتوبا.. أيدته بعلي ونصرته

وهذا موضوع مسلسل بالرافضة. فإن فيه:

أبو حمزة الثمالي واسمه ثابت بن أبي صفية الكوفي. متفق على ضعفه بل قال الدارقطني «متروك». وعده السليماني من الرافضة.

عمرو بن ثابت الكوفي: قال ابن معين «ليس بشي». بل قال « ليس بثقة ولا مأمون». وقال ابن حبان «يروي الموضوعات». (أنظر سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة 10/544 ح رقم4902).

رأيت نفراً من أصحاب النبي إذا خلا لهم المسجد قاموا إلى رمانة المنبر القرعا فمسحوها

عن زيد بن الحباب عن أبي مودودة عن يزيد بن عبد الملك بن قسيط قال فيه زيد بن الحباب: صدوق كثير الخطأ (ميزان الاعتدال2/100 تهذيب التهذيب3/402) لكنه مقبول في غير الرواية عن الثوري. والاضطراب من جهة يزيد بن عبد الملك ابن قسيط حيث لا يوجد راوٍ بهذا الاسم. وربما هو يزيد بن عبد الله بن قسيط. وفيه أبو مودودة ولعله أبو مودود. فإن يكن هو فهو (عبد العزيز بن أبي سليمان) قال ابن حجر مقبول (التقريب4099) والمقبول عنده يكون ليّناً إذا لم يُتابعه أحد. ولم يتابعه أحد في هذه الرواية .

والرواية التي جاءت بعدها عند مصنف ابن أبي شيبة أوثق منها وهي مناقضة لها: حدثنا أبو بكر قال نا الفضيل بن دكين عن سفيان عن عبد الله بن يزيد الليثي عن سعيد بن المسيب أنه كره أن يضع يده على المنبر: صحيحة وعليها عمل السلف.

فرواة السند مجهولون بسبب اللغط في ضبط أسمائهم.

والرواية تتعارض مع ما ثبت عن عمر رضي الله عنه شدة التحذير من تتبع آثار الأنبياء:

رأى عمر قوماً يتناوبون مكاناً يصلون فيه فقال: ما هذا؟ قالوا مكانٌ صلى فيه رسول الله قال: أتريدون أن تتخذوا آثار أنبيائكم مساجد، إنما هلك من كان قبلكم بهذا. من أدركته فيه الصلاة فليصلّ وإلا فليمض» (أخرجه ابن وضاح القرطبي في كتاب البدع والنهي عنها 41 واللفظ له وابن أبي شيبة في المصنف 2/376 وقال الألباني « رواه سعيد بن منصور في سننه وابن وضاح بإسناد صحيح على شرط الشيخين» (انظر تخريج أحاديث فضائل الشام ودمشق للربعي ص 49 ووفاء الوفا للسمهودي 4/1412).

« وبلغه أن أناساً يأتون الشجرة التي بويع عندها النبي فأمر بها فقُطعَتْ» قال الحافظ في (الفتح (7/448) « إسناده صحيح».

فخذوه أيها المقلدون حيث حافظ عليه نص.

وعن ابن عمر قال « رجعنا من العام المقبل فما اجتمع منا اثنان على الشجرة التي بايعنا تحتها، كانت رحمة من الله» (رواه البخاري رقم2958) وقد بحث عنها أناس في زمن سعيد بن المسيب أثناء ذهابهم للحج فقال لهم سعيد « حدثني أبي أنه كان فيمن بايع رسول الله تحت الشجرة. قال: فلما خرجنا من العام المقبل نسيناها فلم نقدر عليها». وفي رواية « فعميت علينا» وفي رواية « ثم أنسيتها بعد فلم أعرفها». قال سعيد للحجيج الباحثين عنها: « إن أصحاب محمد لم يعلموها وعلمتموها أنتم؟» (رواه البخاري4162 و4163 و4164).

فرواياتكم المعلولة المضطربة المنقطعة الضعيفة لا يجوز ترجيحها وتقديمها على رواية عمر عند البخاري في ترك التوسل بدعاء النبي بعد موته والتوسل بدعاء عمه العباس، فكيف وأن القوم يقدمون حديثاً ضعيفاً ويهربون به من رواية عمر القطعية السند، الدالة على ترك السلف التوسل به بعد موته، وهذا ليس سبيل الصادقين المتجردين للحديث. والمتجرد لعلم الكلام لا يمكن أن يتجرد لعلم الحديث. كيف لا وكثير من الحديث يتعارض وأصول علم الكلام.

نعم. روي عن أحمد في مس المنبر والرمانة لكنه لم يرو في مس القبر فأما الرمانة والمنبر فقد احترقا وأما القبر فلم يثبت عن أحد من الصحابة أنه كان يمسه بل الثابت عنهم النهي عن مسه كما ثبت عن ابن عمر .

قال ابن وضاح محدث الأندلس في (البدع والنهي عنها ص 43) « وكان مالك بن أنس وغيره من علماء المدينة يكرهون إتيان تلك المساجد، وتلك الآثار للنبي ما عدا قباءً وأحدا».

رحم الله عليا اللهم أدر الحق معه حيث دار

رواه الحاكم وقال » صحيح على شرط الشيخين« (المستدرك 3/125).

فيه المختار بن نافع التميمي قال الذهبي تعقيبا على الحاكم: المختار ساقط.

قال الحافظ » المختار ضعيف« (التقريب 6522).

الذي ينبت في الأرض

ضعفه الألباني كما تقدم (أنظر ضعيف الجامع رقم3164).

الركاز الذهب والفضة الذي خلقه الله في الأرض يوم خلقت

ضعيف. قال البيهقي « تفرد به عبد الله بن سعيد المقبري وهو ضعيف جدا» (السنن الكبرى2/452). والمناوي في (فيض القدير4/58) وصرح الزيلعي في (نصب الراية2/380) أن هذه الرواية مخالفة للحديث النبوي (في الركاز العشور).

وقد ضعفه الألباني هو والرواية التي بعده كما في ضعيف الجامع (رقم3163 و3164).

زينوا مجالسكم بذكر علي

يدعي الرافضة أن الحاكم رواه في المستدرك كما في هذا الرابط:

http://www.al-shia.com/html/ara/books/fadael/fadael.html

ولم أجده في المستدرك مطلقا.

السائبة.. السائمة جبار.. وفي الركاز الخمس

ضعيف. فيه مجالد وهو ابن سعيد عباد بن عباد: هو ابن حبيب الأزدي. رواه أحمد في (المسند3/335).

يحتج الشيعة بهذا الحديث على أن الركاز مطلق المدفون في الأرض. حتى يسلم لهم مذهبهم في أخذ الخمس من عامة المسلمين. وهو كذب. فإن الركاز دفن الكفار وأهل الجاهلية. والشيعة يأخذونه من أهل الإسلام.

سألت أبي عن الرجل يمس منبر رسول الله يتبرك بمسه وتقبيله

سألته عن الرجل يمس منبر النبي ويتبرك بمسه ويقبله ويفعل بالقبر مثل ذلك أو نحو هذا يريد بذلك التقرب إلى الله جل وعز فقال لا بأس بذلك» (العلل ومعرفة الرجال2/492).

هذا يتعارض مع ما رواه الأثرم وهو ثقة أخذ عن أحمد مباشرة « الفقيه الحافظ صاحب أحمد بن حنبل (تهذيب الكمال1/476). « ثقة حافظ» (تقريب التهذيب1/84).

قال ابن الأثرم: « رأيت أهل العلم من أهل المدينة لا يمسون قبر النبي يقومون من ناحية فيسلّمون » (المغني 3/559 الفروع 2/573 وفاء الوفا 4/1403). قال ابن حجر الهيتمي: فتعارضت الروايتان عن أحمد.

ثم إن الحافظ ابن حجر العسقلاني ذكر أن بعض أصحاب أحمد قد استبعدوا ذلك [فتح الباري 3/475 . وفاء الوفا 4/1404].

وشكك ابن حجر الهيتمي في هذه الرواية عن أحمد أيضاً، وذكر أن بعض أصحاب أحمد استبعدوا ذلك. وقرينة ذلك ما رواه عنه الأثرم من أنه سئل عن جواز لمس قبر النبي والتمسح به فقال: ما أعرف هذا [حاشية لهيتمي على شرح الإيضاح في المناسك 454].

قال: ويؤيد ذلك ما جاء في مغني الحنابلة: « من أنه لا يستحب التمسح بحائط القبر ولا تقبيله».

وجاء سبب هذا النهي في المغني « لأن فيه إفراطاً في تعظيم القبور أشبه بتعظيم الأصنام ولأن الصلاة عند القبور أشبه بتعظيم الأصنام بالسجود ولأن ابتداء عبادة الأصنام كان في تعظيم الأموات باتخاذ صورهم ومسحها والصلاة عندها » [نفس المصدر والصفحة. وكلام صاحب المغني إنما يفهم منه عدم الجواز لا مجرد الكراهة (المغني 2/507-508 ط: مكتبة الرياض الحديثة 1981]. قال ابن حجر الهيتمي: فتعارضت الروايتان عن أحمد.

فهذه الرواية عن أحمد متعارضة مع ما ثبت عن أحمد من عدم جواز ذلك

قال أحمد « أهل العلم كانوا لا يمسونه ».

ولهذا قال المرداوي: « ولا يستحب التمسح بالقبر على الصحيح من المذهب» (الإنصاف4/53).

ويتعارض أيضا مع مواقف السلف ممن لم يثبت عنهم التبرك بالقبر لا سيما وأن فتنة الناس كانت ولا تزال في القبر.

ولو فرضنا صحة نسبة هذا إلى أحمد رحمه الله فإننا نقول: إن أصولنا من كتاب وسنة ومن فعل السلف وأقوال الأئمة المعتمدين وسائر أصحاب المذاهب الإسلامية على خلاف قوله هذا. فنحن مع تعظيمنا لأحمد متمسكون بأصولنا. ولسنا نحن المخالفين له وإنما المخالفون له علماء أجلاء جهابذ من مثل الإمام أحمد رحمه الله تعالى. وأما الحكم عليه بالبدعة فنقول كلا. فإن مكانته العلمية محفوظة في قلوبنا. وليس كل من وقع في بدعة اعتبر مبتدعا. فقد خالف ابن عباس في حكم المتعة وفعلها جمع من الصحابة ولم يكونوا يعلمون بنسخها إلى التحريم فلم يلزمهم أحد بالزنا مع انه في دين الله كذلك.

كذب الرافضة أن الوهابية أو المانعين

وقال محسن الأمين العاملي الشيعي: « ومنع الوهابية تعظيم القبور وأصحابها والتبرك بها من لمس وتقبيل لها ولأعتاب مشاهدها وتمسح بها وطواف حولها » (كشف الارتياب عن أتباع محمد بن عبد الوهاب429).

من السلف

-        رأى عمر قوماً يتناوبون مكاناً يصلّون فيه « فقال: ما هذا؟ قالوا مكانٌ صلى فيه رسول الله قال: أتريدون أن تتخذوا آثار أنبيائكم مساجد، إنما هلك من كان قبلكم بهذا. من أدركته فيه الصلاة فليصلّ وإلا فليمض » (أخرجه ابن وضاح القرطبي في كتاب البدع والنهي عنها 41 واللفظ له وابن أبي شيبة في المصنف 2/376 وقال الألباني "رواه سعيد بن منصور في سننه وابن وضاح بإسناد صحيح على شرط الشيخين، انظر تخريج أحاديث فضائل الشام ودمشق للربعي ص49 ووفاء الوفا للسمهودي 4/1412]

-        « وبلغه أن أناساً يأتون الشجرة التي بويع عندها النبي فأمر بها فقُطِعَتْ » [قال الحافظ في الفتح (7/448) إسناده صحيح).

-        قال يحيى بن معين: حدثنا أبو أسامة عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر أنه كان يكره مس قبر النبي . رواه أبو الحسن علي بن عمر القزويني في أماليه والحافظ الذهبي أن ابن عمر كان يكره مس قبر النبي [قال الشيخ شعيب الأرناؤوط "رجاله ثقات" (سير أعلام النبلاء 12/373)].

-        وقول عمر للحجر الأسود « ولولا أني رأيت رسول الله يقبلك ما قبلتك » (كتاب الروايتين والوجهين 1/214).

الأحناف:

قال الكاساني في بدائع الصنائع (1/320): « وكره أبو حنيفة البناء على القبر، والكراهة إذا أطلقت فهي للتحريم. وقد صرح بالتحريم ابن الملك من الأحناف ».

الشافعية:

قال الشاطبي الشافعي« وقد ترك بعده أبا بكر وعمر وهما خير هذه الأمة وخير ممن يوصف الناس بعدهم بالأولياء ولم يثبت لواحد منهم من طريق صحيح أن متبركاً تبرك به على النحو الذي يفعله العامة في المشايخ من لمس الجسد والثياب، فهو إجماع منهم على ترك تلك الأشياء » (الاعتصام2/8).

قال النووي « وقال الإمام محمد بن مرزوق الزعفراني – وكان من الفقهاء المحققين – في كتابه (في الجنائز): ولا يستلم القبر بيده ولا يقبله. قال: وعلى هذا مضت السنة. قال أبو الحسن: واستلام القبور وتقبيلها الذي يفعله العوام الآن من المبتدعات المنكرة شرعاً ينبغي تجنب فعله ويُنهى فاعله ».

وقال أبو موسى الأصفهاني في كتاب [آداب الزيارة]: وقال الفقهاء المتبحرون الخراسانيون: « المستحب في زيارة القبور أن يقف مستدبر القبلة مستقبلاً وجه الميت يسلم ولا يمسح القبر ولا يقبله ولا يمسه فإن ذلك من عادة النصارى. قال: وما ذكروه صحيح لأنه قد صح النهي عن تعظيم القبور ولأنه إذا لم يستحب استلام الركنين الشاميين من أركان الكعبة لكونه لم يسن مع استحباب استلام الركنين الآخرين: فلأنْ لا يستحب مس القبور أولى والله أعلم » [المجموع شرح المهذب ص 5/311].

وقال الغزالي: « ولا يمس قبراً ولا حجراً فإن ذلك من عادة النصارى » وقال أيضاً: « فإن المس والتقبيل للمشاهد من عادة اليهود والنصارى » (إحياء علوم الدين1/259 و4/491).

وذهب الجويني إلى تحريم من الأشاعرة إلى تحريم شد الرحال إلى القبر كما حكاه عنه النووي وابن حجر العسقلاني والزبيدي [النووي على مسلم 9/106 و168 فتح الباري 3/65 إتحاف السادة المتقين 4/286]. وذكر السبكي أن الجويني كان ينقل عن شيخه الفتوى بمنع شد الرحال إلى غير المساجد الثلاثة وأنه حرام، وهو الذي أشار إليه القاضي حسين والقاضي عياض في اختياره [شفاء السقام 121-122]. ونقل السبكي قول القاضي بأن وفاء النذر يلزم لمن نذر شد الرحال إلى المساجد الثلاث « بخلاف غيرها مما لا يلزم، ولا يلزم شد الرحال إليها لا لناذر ولا لمتطوع بهذا النهي إلا ما ألحقه محمد بن مسلمة من مسجد قباء» [شفاء السقام 124].

المالكية

وفي الشفاء للقاضي عياض عن مالك قال: « لا أرى أن يقف عند قبر النبي ولكن يسلم ويمضي » وروى ابن وهب عنه أنه قال: « ويدنو ويسلم ولا يمس القبر » قال الشيخ ملا علي القاري الحنفي معلقاً: « لأن ذلك من عادة النصارى » [شرح الشفا 2/152].

وقال ابن الحاج المالكي في كتابه المدخل: « قال مالك في رواية ابن وهب: إذا سلم على النبي ... لا يمس القبر بيده [المدخل 1/261 ط: دار الفكر]. ووصف من يطوفون بالقبر الشريف كما يطوف بالكعبة ويتمسح به ويقبله بالجهال الذين لا علم عندهم وصرح بأن ذلك كله من البدع: « لأن التبرك إنما يكون بالاتباع له » [المدخل 1/ 256 – 257].

وذكر القرافي أن التقبيل والاستلام خاصان بالكعبة (الذخيرة3/381).

ومسألة التبرك بآثار النبي لا خلاف فيها والأدلة فيها ثابتة، والمنبر داخل فيها إن شاء الله، مع ما قدره الله من إحراق المنبر. ولكن التبرك بالقبر شيء آخر لم يفعله الصحابة، وقد عرفت أنه كان أول أسباب الشرك عند قوم نوح. 

قال الحافظ « وقصة الصالحين كانت مبتدأ عبادة قوم نوح لهذه الأصنام، ثم تبعهم من بعدهم على ذلك ». وذكر أنهم كانوا يتبركون بدعاء سواع وغيره من الصالحين ويتمسحون بصورته [فتح الباري 8: 668 – 669].

قال ابن قدامة في المغني: « ولا يستحب التمسح بحائط قبر النبي ولا تقبيله قال أحمد: ما أعرف هذا. قال ابن الأثرم: رأيت أهل العلم من أهل المدينة لا يمسون قبر النبي يقومون من ناحية فيسلّمون » [المغني 3/559 الفروع 2/573 وفاء الوفا 4/1403].

وكان أحمد ينهى عن البناء على القبور ويقول: « رأيت الأئمة يأمرون بهدم ما يُبنى [كشاف القناع 2/139]. وكان أحمد يرى بطلان الصلاة في المساجد المبنية على القبور.

وفي غاية المنتهى لمرعي بن يوسف الحنبلي « كره رفع قبر فوق شبر وتجصيصه وتقبيله... وكره أحمد الفسطاط والخيمة على القبر. ونقل عن ابن القيم: يجب هدم القباب التي على القبور لأنها أُسِّسَت على معصية الرسول.. قال: وحرم إسراج القبور وكذا الطواف بها وجعل مسجد عليها وبينها وتتعين إزالته » [269 – 270 ط: المؤسسة السعيدية – الرياض].

وروى القاضي أبو يعلى عن أحمد بن حنبل أنه قيل له: « قبر النبي يُمَسّ ويُتَمسّح به؟ قال: ما أعرف هذا. قيل له: فالمنبر؟ قال: نعم قد جاء فيه. وقيل له: إن من أهل العلم من أهل المدينة لا يمسون ويقومون ناحية فيسلمون. قال: نعم، وهكذا كان ابن عمر يفعل ».

علّق القاضي قائلاً: « وهذه الرواية تدل على أنه ليس بسنة وضع اليد على القبر ». وذكر القاضي بأن طريقة التقرب إلى الله تقف على التوقيف، واحتج بقول عمر للحجر الأسود « ولولا أني رأيت رسول الله يقبلك ما قبلتك » (كتاب الروايتين والوجهين 1/214).

سألت أبي عن الرجل يمس منبر رسول الله يتبرك بمسه وتقبيله

سألته عن الرجل يمس منبر النبي ويتبرك بمسه ويقبله ويفعل بالقبر مثل ذلك أو نحو هذا يريد بذلك التقرب إلى الله جل وعز فقال لا بأس بذلك» (العلل ومعرفة الرجال2/492).

هذا يتعارض مع ما رواه الأثرم وهو ثقة أخذ عن أحمد مباشرة « الفقيه الحافظ صاحب أحمد بن حنبل (تهذيب الكمال1/476). « ثقة حافظ» (تقريب التهذيب1/84).

قال ابن الأثرم: « رأيت أهل العلم من أهل المدينة لا يمسون قبر النبي يقومون من ناحية فيسلّمون » (المغني 3/559 الفروع 2/573 وفاء الوفا 4/1403). قال ابن حجر الهيتمي: فتعارضت الروايتان عن أحمد.

ثم إن الحافظ ابن حجر العسقلاني ذكر أن بعض أصحاب أحمد قد استبعدوا ذلك [فتح الباري 3/475 . وفاء الوفا 4/1404].

وشكك ابن حجر الهيتمي في هذه الرواية عن أحمد أيضاً، وذكر أن بعض أصحاب أحمد استبعدوا ذلك. وقرينة ذلك ما رواه عنه الأثرم من أنه سئل عن جواز لمس قبر النبي والتمسح به فقال: ما أعرف هذا [حاشية لهيتمي على شرح الإيضاح في المناسك 454].

قال: ويؤيد ذلك ما جاء في مغني الحنابلة: « من أنه لا يستحب التمسح بحائط القبر ولا تقبيله».

وجاء سبب هذا النهي في المغني « لأن فيه إفراطاً في تعظيم القبور أشبه بتعظيم الأصنام ولأن الصلاة عند القبور أشبه بتعظيم الأصنام بالسجود ولأن ابتداء عبادة الأصنام كان في تعظيم الأموات باتخاذ صورهم ومسحها والصلاة عندها » [نفس المصدر والصفحة. وكلام صاحب المغني إنما يفهم منه عدم الجواز لا مجرد الكراهة (المغني 2/507-508 ط: مكتبة الرياض الحديثة 1981]. قال ابن حجر الهيتمي: فتعارضت الروايتان عن أحمد.

فهذه الرواية عن أحمد متعارضة مع ما ثبت عن أحمد من عدم جواز ذلك

قال أحمد « أهل العلم كانوا لا يمسونه ».

ولهذا قال المرداوي: « ولا يستحب التمسح بالقبر على الصحيح من المذهب» (الإنصاف4/53).

ويتعارض أيضا مع مواقف السلف ممن لم يثبت عنهم التبرك بالقبر لا سيما وأن فتنة الناس كانت ولا تزال في القبر.

كذب الرافضة أن الوهابية أو المانعين

وقال محسن الأمين العاملي الشيعي: « ومنع الوهابية تعظيم القبور وأصحابها والتبرك بها من لمس وتقبيل لها ولأعتاب مشاهدها وتمسح بها وطواف حولها » (كشف الارتياب عن أتباع محمد بن عبد الوهاب429).

من السلف

-        رأى عمر قوماً يتناوبون مكاناً يصلّون فيه « فقال: ما هذا؟ قالوا مكانٌ صلى فيه رسول الله قال: أتريدون أن تتخذوا آثار أنبيائكم مساجد، إنما هلك من كان قبلكم بهذا. من أدركته فيه الصلاة فليصلّ وإلا فليمض » (أخرجه ابن وضاح القرطبي في كتاب البدع والنهي عنها 41 واللفظ له وابن أبي شيبة في المصنف 2/376 وقال الألباني "رواه سعيد بن منصور في سننه وابن وضاح بإسناد صحيح على شرط الشيخين، انظر تخريج أحاديث فضائل الشام ودمشق للربعي ص49 ووفاء الوفا للسمهودي 4/1412]

-        « وبلغه أن أناساً يأتون الشجرة التي بويع عندها النبي فأمر بها فقُطِعَتْ » [قال الحافظ في الفتح (7/448) إسناده صحيح).

-        قال يحيى بن معين: حدثنا أبو أسامة عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر أنه كان يكره مس قبر النبي . رواه أبو الحسن علي بن عمر القزويني في أماليه والحافظ الذهبي أن ابن عمر كان يكره مس قبر النبي [قال الشيخ شعيب الأرناؤوط "رجاله ثقات" (سير أعلام النبلاء 12/373)].

-        وقول عمر للحجر الأسود « ولولا أني رأيت رسول الله يقبلك ما قبلتك » (كتاب الروايتين والوجهين 1/214).

الأحناف:

قال الكاساني في بدائع الصنائع (1/320): « وكره أبو حنيفة البناء على القبر، والكراهة إذا أطلقت فهي للتحريم. وقد صرح بالتحريم ابن الملك من الأحناف ».

الشافعية:

قال الشاطبي الشافعي« وقد ترك بعده أبا بكر وعمر وهما خير هذه الأمة وخير ممن يوصف الناس بعدهم بالأولياء ولم يثبت لواحد منهم من طريق صحيح أن متبركاً تبرك به على النحو الذي يفعله العامة في المشايخ من لمس الجسد والثياب، فهو إجماع منهم على ترك تلك الأشياء » (الاعتصام2/8).

قال النووي « وقال الإمام محمد بن مرزوق الزعفراني – وكان من الفقهاء المحققين – في كتابه (في الجنائز): ولا يستلم القبر بيده ولا يقبله. قال: وعلى هذا مضت السنة. قال أبو الحسن: واستلام القبور وتقبيلها الذي يفعله العوام الآن من المبتدعات المنكرة شرعاً ينبغي تجنب فعله ويُنهى فاعله ».

وقال أبو موسى الأصفهاني في كتاب [آداب الزيارة]: وقال الفقهاء المتبحرون الخراسانيون: « المستحب في زيارة القبور أن يقف مستدبر القبلة مستقبلاً وجه الميت يسلم ولا يمسح القبر ولا يقبله ولا يمسه فإن ذلك من عادة النصارى. قال: وما ذكروه صحيح لأنه قد صح النهي عن تعظيم القبور ولأنه إذا لم يستحب استلام الركنين الشاميين من أركان الكعبة لكونه لم يسن مع استحباب استلام الركنين الآخرين: فلأنْ لا يستحب مس القبور أولى والله أعلم » [المجموع شرح المهذب ص 5/311].

وقال الغزالي: « ولا يمس قبراً ولا حجراً فإن ذلك من عادة النصارى » وقال أيضاً: « فإن المس والتقبيل للمشاهد من عادة اليهود والنصارى » (إحياء علوم الدين1/259 و4/491).

وذهب الجويني إلى تحريم من الأشاعرة إلى تحريم شد الرحال إلى القبر كما حكاه عنه النووي وابن حجر العسقلاني والزبيدي [النووي على مسلم 9/106 و168 فتح الباري 3/65 إتحاف السادة المتقين 4/286]. وذكر السبكي أن الجويني كان ينقل عن شيخه الفتوى بمنع شد الرحال إلى غير المساجد الثلاثة وأنه حرام، وهو الذي أشار إليه القاضي حسين والقاضي عياض في اختياره [شفاء السقام 121-122]. ونقل السبكي قول القاضي بأن وفاء النذر يلزم لمن نذر شد الرحال إلى المساجد الثلاث « بخلاف غيرها مما لا يلزم، ولا يلزم شد الرحال إليها لا لناذر ولا لمتطوع بهذا النهي إلا ما ألحقه محمد بن مسلمة من مسجد قباء» [شفاء السقام 124].

المالكية

وفي الشفاء للقاضي عياض عن مالك قال: « لا أرى أن يقف عند قبر النبي ولكن يسلم ويمضي » وروى ابن وهب عنه أنه قال: « ويدنو ويسلم ولا يمس القبر » قال الشيخ ملا علي القاري الحنفي معلقاً: « لأن ذلك من عادة النصارى » [شرح الشفا 2/152].

وقال ابن الحاج المالكي في كتابه المدخل: « قال مالك في رواية ابن وهب: إذا سلم على النبي ... لا يمس القبر بيده [المدخل 1/261 ط: دار الفكر]. ووصف من يطوفون بالقبر الشريف كما يطوف بالكعبة ويتمسح به ويقبله بالجهال الذين لا علم عندهم وصرح بأن ذلك كله من البدع: « لأن التبرك إنما يكون بالاتباع له » [المدخل 1/ 256 – 257].

وذكر القرافي أن التقبيل والاستلام خاصان بالكعبة (الذخيرة3/381).

ومسألة التبرك بآثار النبي لا خلاف فيها والأدلة فيها ثابتة، والمنبر داخل فيها إن شاء الله، مع ما قدره الله من إحراق المنبر. ولكن التبرك بالقبر شيء آخر لم يفعله الصحابة، وقد عرفت أنه كان أول أسباب الشرك عند قوم نوح. 

قال الحافظ « وقصة الصالحين كانت مبتدأ عبادة قوم نوح لهذه الأصنام، ثم تبعهم من بعدهم على ذلك ». وذكر أنهم كانوا يتبركون بدعاء سواع وغيره من الصالحين ويتمسحون بصورته [فتح الباري 8: 668 – 669].

قال ابن قدامة في المغني: « ولا يستحب التمسح بحائط قبر النبي ولا تقبيله قال أحمد: ما أعرف هذا. قال ابن الأثرم: رأيت أهل العلم من أهل المدينة لا يمسون قبر النبي يقومون من ناحية فيسلّمون » [المغني 3/559 الفروع 2/573 وفاء الوفا 4/1403].

وكان أحمد ينهى عن البناء على القبور ويقول: « رأيت الأئمة يأمرون بهدم ما يُبنى [كشاف القناع 2/139]. وكان أحمد يرى بطلان الصلاة في المساجد المبنية على القبور.

وفي غاية المنتهى لمرعي بن يوسف الحنبلي « كره رفع قبر فوق شبر وتجصيصه وتقبيله... وكره أحمد الفسطاط والخيمة على القبر. ونقل عن ابن القيم: يجب هدم القباب التي على القبور لأنها أُسِّسَت على معصية الرسول.. قال: وحرم إسراج القبور وكذا الطواف بها وجعل مسجد عليها وبينها وتتعين إزالته » [269 – 270 ط: المؤسسة السعيدية – الرياض].

وروى القاضي أبو يعلى عن أحمد بن حنبل أنه قيل له: « قبر النبي يُمَسّ ويُتَمسّح به؟ قال: ما أعرف هذا. قيل له: فالمنبر؟ قال: نعم قد جاء فيه. وقيل له: إن من أهل العلم من أهل المدينة لا يمسون ويقومون ناحية فيسلمون. قال: نعم، وهكذا كان ابن عمر يفعل ».

علّق القاضي قائلاً: « وهذه الرواية تدل على أنه ليس بسنة وضع اليد على القبر ». وذكر القاضي بأن طريقة التقرب إلى الله تقف على التوقيف، واحتج بقول عمر للحجر الأسود « ولولا أني رأيت رسول الله يقبلك ما قبلتك » (كتاب الروايتين والوجهين 1/214).

سألت الله فيك خمسا فأعداني أربعا ومنعني واحدة

تمام الحديث « حدثنا احمد بن غالب بن الأجلح بن عبد السلام أبو العباس حدثنا محمد بن يحيى بن الضريس حدثنا عيسى بن عبد الله بن عمر بن على بن أبى طالب حدثني أبى عبد الله بن عمر عن أبيه عن جده عن على بن أبى طالب قال قال رسول الله سألت الله فيك خمسا فأعطاني أربعا ومنعنى واحدة سألته فأعطاني فيك انك أول من تنشق الأرض عنه يوم القيامة وأنت معي معك لواء الحمد وأنت تحمله واعطانى انك ولى المؤمنين من بعدي».

موضوع: فيه عيسى بن عبد الله بن عمر. قال ابن الجوزي « هذا حديث لا يصح عن رسول الله وقد ذكرنا آنفا عن ابن حبان الحافظ انه قال عيسى يروي عن ابيه عن آبائه اشياء موضوعة. وقال ابن الجوزي « هذا حديث لا يصح عن رسول الله وقد ذكرنا آنفا عن ابن حبان الحافظ انه قال عيسى يروي عن ابيه عن آبائه اشياء موضوعة» (العلل المتناهية1/246).

سألت قثم بن العباس كيف ورث علي رسول الله دونكم

فقال: إنه أولنا به لحوقا وأشدنا به لزوقا. رواه الحاكم في (المستدرك3/125).

قال الحافظ « رواه الحاكم في المناقب وقال صحيح الإسناد. قلت: هذا الحديث اختلف فيه على أبي إسحاق اختلافا كثيرا» (إتحاف المهرة12/701).

والحاكم متساهل في التصحيح حتى قال ابن تيمية » أن الحاكم أضعف من يصحح الأحاديث«.

الرواية من طريق أبي اسحاق السبيعي وهو قد اختلط كما أنه مدلس وفيه تشيع.

وفي السند شريك بن عبدالله القاضي وهو مدلس وضعيف وما انفرد به منكر كما قال الحافظ ابن حجر رحمه الله.

سألته (أي الله) أن لا يكفر أمتي فأعطانيها

حدثنا أحمد قال حدثنا أبو معمر القطيعي قال حدثنا عمرو بن محمد العنقري قال حدثنا أسباط بن نصر الهمداني عن إسماعيل السدي عن أبي المنهال عن أبي هريرة عن النبي قال سألت ربي عز وجل لأمتي أربعة خلال فأعطاني ثلاثا ومنعني واحدة سألته ان لا يكفر أمتي صعقة واحدة فأعطانيها وسألته أن لا يسلط عليهم عدوا من غيرهم فأعطانيها وسألته أن لا يعذبهم بما عذب به الأمم قبلهم فأعطانيها وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها».

قال الطبراني « لم يرو هذا الحديث عن السدي إلا أسباط تفرد به العنقري» (المعجم الأوسط2/241). ورواه أبو هريرة مرفوعا وهو مرسل كما أفاده الحافظ ابن حجر في الفتح (8/293).

سباق الأمم ثلاثة السايق ثلاثة

فالسابق إلى عيسى صاحب يس، وإلى محمد علي بن أبي طالب».

قال الحافظ « أخرجه الثعلبي وفيه عمرو بن جمع وهو متروك. ورواه العقيلي والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس» (الكافي الشافي4/10 لسان الميزان4/4/456 التهذيب2/292).

سبحان الله مقلب القلوب (لما رأى زينب تستحم)

تمام الرواية « ثنا الساجي ثنا الحسن بن علي الواسطي قال ثنا علي بن نوح ثنا محمد بن كثير ثنا سليم مولى الشعبي عن الشعبي أن رسول الله رأى زينب بنت جحش فقال سبحان الله مقلب القلوب فقال زيد بن حارثة ألا أطلقها يا رسول الله فقال أمسك عليك زوجك فأنزل الله عز وجل وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك الآية..» .

فيه سليم مولى الشعبي: قال النسائي « ليس بثقة» (الضعفاء للنسائي1/48) وقال يحيى بن معين « ضعيف» (الضغفاء الكبير2/164 الكامل في الضعفاء3/316).

وفيه محمد بن كثير الكوفي. وهو أحد ضعفاء الحديث. قال عنه البخاري « منكر الحديث» (التاريخ الكبير1/217 ترجمة رقم683) وعامة أهل العلم قالوا عنه ذلك وخالف ابن معين الكل في ذلك فحسنه.

وقد رد المحققون من أهل العلم هذه الرواية المنكرة وقال الحافظ في (الفتح8/523) بأنه « لا ينبغي التشاغل بهذه الروايات».

وروى القرطبي هذه الروايات ثم أعرض عنها وأكد أن الصحيح من أقوال المفسرين والعلماء الراسخين كالزهري والقاضي بكر بن العلاء القشيري والقاضي أبي بكر بن العربي وغيرهم أن المراد بقوله تعالى وتخشى الناس إنما هو إرجاف المنافقين بأنه نهى عن تزويج نساء الأبناء وتزوج بزوجة ابنه. ثم قال «فأما ماروي أن النبي هوي زينب امرأة زيد فهذا إنما يصدر عن جاهل بعصمة النبي أو مستخف بحرمته».

قال ابن العربي « فإن قيل لأي معنى قال لـه أمسك عليك زوجك وقد أخبره الله أنها زوجه قلنا أراد أن يختبر منه مالم يعلمه الله من رغبته فيها أو رغبته عنها فأبدى له زيد من النفرة عنها والكراهة فيها مالم يكن علمه منه في أمرها».

ستكون فتنة فمن أدركها فعليه بخصلتين بكتاب الله وعلي

مكذوب. قال الحافظ « داهر بن داهر رافضي بغيض لا يتابع على بلاياه ذكره العقيلي من حديث عبد الله بن داهر عن أبيه داهر عن النبي أنه قال «يا أم سلمة علي لحمه من لحمي..» واتهمه ابن عدي بالوضع لهذا الحديث (أنظر لسان الميزان2/413 ميزان الاعتدال3/4 الضعفاء للعقيلي2/47 الكامل في الضعفاء4/228).

سدوا الأبواب كلها إلا باب علي

وفي رواية «أمرني ربي بسد الأبواب كلها». وفي رواية « أما بعد فإني أمرت بسد هذه الأبواب...».

رمزه ابن الجوزي (الموضوعات 1/365و367) والسيوطي في اللآلئ 1/346 وقال الخطيب البغدادي 7/204 «تفرد به أبو عبد الله العلوي الحسني».

ورواه الحاكم في المستدرك 3/125 وصححه ولكن تعقبه الذهبي بقوله «رواه عوف عن ميمون بن عبدالله» هكذا قال والصواب أنه ميمون أبو عبد الله البصري الكندي. قال البخاري: قال إسحاق عن علي: كان يحيى لا يحدث عنه (التاريخ الكبير7/1458 والصغير1/306) وقال أبو داود للآجري «متكلم فيه» (سؤالات الآجري). وقال الهيثمي في الزوائد 9/114 عن ميمون هذا «وثقه ابن حبان وضعفه جماعة». قلت: وتوثيق ابن حبان ليس حسما في المسألة فإنه متساهل عند أهل المعرفة بفن الرواية.

زعم الأحباش أن من بغض ابن تيمية لعلي رضي الله عنه قال إن الحديث موضوع. والحديث حسنه الحافظ في (القول المسدد ص5-6) بمجموع طرقه مع أنه ذكر في (لسان الميزان4/164) بأنه حديث منكر.

سل عنها علي بن أبي طالب فهو أعلم مني

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو سعد الجنزرودي أنا السيد أبو الحسن محمد بن علي بن الحسين نا حمزة بن محمد الدهقان نا محمد بن يونس نا وهب بن عثمان البصري نا إسماعيل بن ابي خالد عن قيس بن أبي حازم قال سأل رجل معاوية عن مسألة فقال سل عنها علي بن أبي طالب فهو أعلم مني قال قولك يا أمير المؤمنين أحب إلي من وقول علي قال بئس ما قلت ولؤم ما جئت به لقد كرهت رجلا كان رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يغره بالعلم غرا  ولقد قال له أنت مني بمنزلة هرون من موسى».

من آفات هذه الرواية أبو القاسم زاهر بن طاهر: تركوه لأنه كان مخلا بالصلاة (ميزان الاعتدال3/95 لسان الميزان2/470).

سلمان منا أهل البيت

قال شيخنا الألباني « ضعيف جدا» (سلسلة الضعيفة3704).

وقد ورد من عدة طرق:

الأولى: من حديث عمرو بن عوف. فيها كثير بن عبد الله المزني. متروك. قال الذهبي « واه، وقال أبو داود: كذاب» (سير أعلام النبلاء1/540).

الثانية: من حديث أنس. وفيه سعد بن طريف المعروف بسعد الاسكاف. قال الحافظ « متروك ورماه ابن حبان بالوضع وكان رافضيا» (تقريب التهذيب).

الثالثة: من طريق الحسين بن علي، وفيها النضر بن حميد. وهو متروك.

الرابعة: من حديث زيد بن أبي أوفى. ورواته مجاهيل. « فيرويه محمد بن إسماعيل بن مرداتي عن أبيه إسماعيل: حدثني سعد بن شرحبيل.. وهذا إسناد مظلم لم أعرف أحدا من رجاله.. نعم قد صح الحديث موقوفا على علي رضي الله عنه من طرق عنه» (سلسلة الضعيفة3704).

سلوا الله الفردوس.. وإن أهل الجنة ليسمعون أطيط العرش

قال الهيثمي « رواه الطبراني وفيه جعفر بن الزبير وهو متروك» (مجمع الزوائد10/398). (المعجم الكبير8/246).

سمعت عمارا يشتم عثمان (أبو الغادية)

« روى حماد بن سلمة عن كلثوم بن جبر عن أبي غادية قال سمعت عمارا يشتم عثمان فتوعدته بالقتل فرأيته يوم صفين يحمل على الناس فطعنته فقتلته وأخبر عمرو بن العاص فقال سمعت رسول الله يقول: قاتل عمار وسالبه في النار».

قال الذهبي « إسناده فيه انقطاع» (سير أعلام النبلاء2/544). وقال مثله الحافظ ابن حجر (الاصابة7/311) في رواية أخرى مثلها.

وقد ذكر ذلك مسلم وابن معين ولكن بغير سند. وضعفه الذهبي عند النظر الى السند.

هذه القصة حكاها قوم وأنكرها آخرون عند النظر إلى إسنادها. فقد ضعف ابن عدي هذه الرواية وقال « وهذا لا يعرف إلا بالحسن بن دينار » (الكامل في ضعفاء الرجال2/300). وأورد ابن ماكولا هذا الخبر بصيغة التمريض (يقال بأنه قتل عمارا) (الإكمال6/15 و7/330). واكتفى في كتاب الثقات بالقول بأن له صحبة. ولم يذكر عن قتله عمارا شيئا مثل البخاري.

وقد قام أحد الإخوة الأفاضل الغيورين على دين الله – واسمه سعود اليامي – بكتابة بحثت أحببت أن يتشرف كتابي به حول أبي الغادية وورد فيه ما يلي:

« أبو الغادية هو يسار بن سبع. قال ابن معين: أبو الغادية الجهني قاتل عمار له صحبة، وقال البخاري - أي أبو الغادية الجهني له صحبة وزاد: سمع من النبي وتبعه أبو حاتم .

قال الذهبي « من وجوه العرب وفرسان أهل الشام يقال شهد الحديبية وله أحاديث مسندة» (سير أعلام النبلاء2/544).

أخرج الحاكم في المستدرك4/198 حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ، حدثنا يحيى بن محمد بن يحيى، حدثنا عبد الرحمن بن المبارك، حدثنا المعتمر بن سليمان، عن أبيه، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو: أن رجلين أتيا عمرو بن العاص يختصمان في دم عمار بن ياسر وسلبه. فقال عمرو: خليا عنه، فإني سمعت رسول الله يقول : اللهم أولعت قريش بعمار، إن قاتل عمار وسالبه، في النار».

قال الحاكم « وتفرد به عبد الرحمن بن المبارك، وهو ثقة مأمون، عن معتمر، عن أبيه فإن كان محفوظا، فإنه صحيح على شرط الشيخين، ولم  يخرجاه وإنما رواه الناس، عن معتمر، عن ليث، عن مجاهد».

قلت : إسناده صحيح .

ورواه ابن أبي حاتم في العلل ( 2/421)  وابن عدي في )الكامل(2/714  قال أنا القاسم بن الليث الرسعني وعبد الرحمن بن عبد الله الدمشقي قال ثنا هشام بن عمار ثنا سعيد بن يحيى حدثنا الحسن بن دينار عن كلثوم بن جبر المرادي عن أبي الغادية قال: سمعت رسول الله يقول: قاتل عمار في النار وهو الذي قتل عمار. قال ابن عدي « وهذا الحديث لا يعرف إلا بالحسن بن دينار من هذا الطريق  أبو الغادية اسمه يسار بن سبع».

قلت: الحسن بن دينار. قال ابن حبان « تركه وكيع وابن المبارك، فأما أحمد ويحيى فكانا يكذبانه» (لسان الميزان (2/256) وقال الفلاس « أجمع أهل العلم بالحديث أنه لا يروى عن الحسن بن دينار» (لسان الميزان2/256) وقال أبو حاتم « متروك الحديث كذاب» وقال ابن عدي « وقد أجمع من تكلم في الرجال على تضعيفه» وقال أبو خيثمة « كذاب» وقال أبو داود « ليس بشيء» وقال النسائي « ليس بثقة ولا يكتب حديثه» (لسان الميزان 2/257)).

ورواه أحمد في (المسند4/198) حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن سلمة قال أنبأنا أبو حفص وكلثوم بن جبر عن أبي غادية قال:

« قتل عمار بن ياسر فأخبر عمرو بن العاص قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول « إن قاتله وسالبه في النار فقيل لعمرو فإنك هو ذا تقاتله إنما قاتل قاتله وسالبه».

قلت: إسناده صحيح، وتابع ابن سعد الإمام أحمد متابعة تامة في إسناده ولكنه خالفه مخالفة منكرة في المتن. فقد رواه  ابن سعد في الطبقات4/198 قال « حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن سلمة قال أنبأنا أبو حفص وكلثوم بن جبر عن أبي غادية قال« سمعت عمار بن ياسر يقع في عثمان يشتمه بالمدينة قال: فتوعدته بالقتل قلت: لئن أمكنني الله منك لأفعلن.. فلما كان يوم صفين جعل عمار يحمل على الناس فقيل هذا عمار فرأيت فرجة بين الرئتين وبين الساقين، قال فحملتُ عليه فطعنته في ركبته قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم: يقول إن قاتله وسالبه في النار فقيل لعمرو بن العاص هو ذا أنت تقاتله فقال: إنما قال قاتله وسالبه».

قلت: وهذه الزيادة - وهي قتل أبي الغادية لعمار- منكرة ولا تصح، وخالف فيها ابن سعد الإمام أحمد، فقد أعرض الإمام أحمد عن هذه الزيادة المنكرة، والإمام أحمد قال عنه الحافظ في التقريب « أحد الأئمة ثقة حافظ فقيه حجة» وابن سعد قال عنه الحافظ في التقريب « صدوق فاضل».

وقد ضعفها الإمام الذهبي في السير (2/544) وقال: « إسناده فيه انقطاع».

كما أن متنه لا يخلو من نكارة فعمار بن ياسر رضي الله عنه يشتم عثمان رضي الله عنه  وفي المدينة، وهو الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: « ما خُير عمار بين أمرين إلا اختار أرشدهما») رواه الترمذي3799)  وابن ماجة (146)  وأحمد ( 6/113)  وهو صحيح.

وروى عبد الله في ( زوائد المسند4/76 قال حدثني أبو موسى العنزي محمد بن المثنى قال حدثنا محمد بن أبي عدي عن ابن عون عن كلثوم بن جبر قال « كنا بواسط القصب عند عبد الأعلى بن عبد الله بن عامر قال فإذا عنده رجل يقال له أبو الغادية استسقى ماء فأتى بإناء مفضض فأبى أن يشرب وذكر النبي صلى الله عليه وسلم..». فذكر هذا الحديث لا ترجعوا بعدي كفارا أو ضلالا شك ابن أبي عدي يضرب بعضكم رقاب بعض فإذا رجل سب فلانا فقلت والله لئن أمكنني الله منك في كتيبة فلما كان يوم صفين إذا أنا به وعليه درع قال ففطنت إلى الفرجة في جربان الدرع فطعنته فقتلته فإذا هو عمار بن ياسر قال قلت وأي يد كفتاه يكره أن يشرب في إناء مفضض وقد قتل عمار بن ياسر»؟

وفي التاريخ الأوسط للبخاري (1/380) حدثنا عبد الله حدثنا محمد حدثنا قتيبة ثنا مرثد بن عامر العنائي حدثني كلثوم بن جبر قال « كنت بواسط القصب في منزل عنبسة بن سعد القرشي وفينا عبد الأعلى بن عبد الأعلى بن عبد الله بن عامر القرشي فدخل أبو غادية قاتل عمار بصفين».

وأخرج الطبراني في الكبير 22/363 ( 912) حدثنا علي بن عبد العزيز وأبو مسلم الكشي قالا ثنا مسلم بن إبراهيم ثنا ربيعة بن كلثوم ثنا أبي قال كنت بواسط القصب عند عبد الأعلى بن عبد الله بن عامر فقال: « الآذان هذا أبو غادية الجهني فقال عبد الأعلى أدخلوه فدخل وعليه مقطعات له رجل طول ضرب من الرجال كأنه ليس من هذه الأمة فلما أن قعد قال بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يمينك قال نعم خطبنا يوم العقبة فقال « يأيها الناس ألا إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ألا هل بلغت؟ قالوا نعم قال: اللهم اشهد. قال « لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض قال: وكنا نعد عمار بن ياسر من خيارنا قال فلما كان يوم صفين أقبل يمشي أول الكتيبة راجلا حتى إذا كان من الصفين طعن رجلا في ركبته بالرمح فعثر فانكفأ المغفر عنه فضربه فإذا هو رأس عمار قال يقول مولى لنا أي كفتاه قال فلم أر رجلا أبين ضلالة عندي منه إنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم ما سمع ثم قتل عماراً».

وأخرجه الطبراني 22/364 ( 913) قال ثنا أحمد بن داود المكي ثنا يحيى بن عمر الليثي ثنا عبد الله بن كلثوم بن جبر قال سمعت أبي قال كنا عند عنبسة بن سعيد فركبت يوما إلى الحجاج فأتاه رجل يقال له أبو غادية الجهني يقول وشهدت خطبته يوم العقبة « إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ألا لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض حتى إذا كان يوم أحيط بعثمان سمعت رجلا وهو يقول « ألا لا تقتل هذا فنظرت إليه فإذا هو عمار فلولا من كان من خلفه من أصحابه لوطنت بطنه فقلت: اللهم إن تشاء أن يلقينيه فلما كان يوم صفين إذا أنا برجل شر يقود كتيبة راجلا فنظرت إلى الدرع فانكسف عن ركبته فأطعنه فإذا هو عمار».

قلت: لا تصح في سندها عبد الأعلى بن عبد الله بن عامر مجهول فقد ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل6/276. ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، وأورده البخاري في (التاريخ الكبير6/71 ترجمة1742) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، وقال عنه ابن حجر في (التقريب)« مقبول».

لا شك أن سكوت البخاري وابن أبي حاتم عنه وإتيان هذا الراوي بحديث فيه نكارة لا يقبل لأنه يعارض تعديل الله لأصحاب النبي. وتعديل النبي صلى الله عليه وسلم ولا يجوز دفع هذه النقول المتواترة في محاسن الصحابة وفضائلهم بنقل وأثر فيه نكارة و راويه مجهول الحال لا نعلم عدالته.

-        فنحن عندنا اليقين وهو عدالة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فلا يقدح بهذا الأصل أثر مشكوك في صحته بل فكيف إذا كان هذا الأثر ضعيفا منكرا!.

-        ثم كيف يروي هذا الصحابي حديث « لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض» ثم هو يقتل عمارا؟

 لذلك قال عبد الأعلى رواي الحديث بعد أن ساق الرواية « فلم أر رجلا أبين ضلالة عندي منه إنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم ما سمع ثم قتل عماراً.

يجب التثبت والتحقق فيما نقل عن الصحابة وهم سادة المؤمنين قال تعالى يها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين.

فلا يجوز أن نتأول ونبحث عن المخارج لهذا الخبر المنكر بل نقول أثبت العرش ثم انقش.

-        ثم إن من عقيدتنا إذا دعت الضرورة إلى ذكر معايب بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. فلا بد أن يقترن بذلك منزلة الصحابي من توبته أو جهاده وسابقته،  فمن الظلم أن نذكر زلة حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه دون ذكر توبته التي لو تابها صاحب مكس لقبلها.

ملاحظة :

-        لا يلتفت إلى ما قاله ابن حجر في ترجمة أبي الغادية في « الإصابة »  وجزم ابن معين بأنه قاتل عمار.

-        لم نجد رواية ثابتة جاءت من طريق صحيح لإثبات قتل أبي الغادية لعمار

-        وهو ما أكده شيخ الإسلام ابن تيمية: «لا بد من ذكر الإسناد أولاً فلو أراد إنسان أن يحتج بنقل لا يعرف إسناده في جزرة بقل لم يقبل منه، فكيف يحتج به في مسائل الأصول» (منهاج السنة النبوية8/110).

-        والإسناد من الدين كما قال عبد الله بن المبارك «الإسناد من الدين ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء» (مقدمة صحيح مسلم). وقال سفيان الثوري «الإسناد سلاح المؤمن إذا لم يكن معه سلاح فبأي شيء يقاتل» (مقدمة المجروحين1/27). وهناك أحاديث في (الإصابة7/259-260) مهمة جدا في هذا الشأن.

سيخرج في ثاني عشر قرنا في وادي بني حنيفة رجل كهيئة الثور

لا أصل له بل ولا وجود له وإنما هو من وضع الكذاب أحمد بن زيني دحلان (الدرر السنية في الرد على الوهابية ص55). الذي يزعم أنه شافعي المذهب، فيسرني أن أنقل له قول الشافعي « مثل الذي يطلب الحديث بلا إسناد كمثل حاطب ليل يحمل حزمة حطب وفيه أفعى وهو لا يدري » (رواه البيهقي في المدخل إلى السنن الكبرى1/211 وانظر فيض القدير1/433 وفتح المغيث3/4).

وإيراد الدحلان لهذه الرواية يسقط مصداقيته ويجعله في مصاف الكذابين على رسول الله . لا سيما وأننا لا نتوقع أن يكون رواه وهو لا يدري فإنه نصب نفسه مفتيا لمكة بينما هو يكذب على رسول الله .

سيكون من بعدي فتنة. فإذا كان ذلك فالزموا علي بن أبي طالب

فإنه أول من آمن بي وأول من يصافحني يوم القيامة وهو الصديق الأكبر وهو فاروق هذه الأمة وهو يعسوب المؤمنين. والمال يعسوب المنافقين.

قال الحافظ «فيه إسحاق بن بشر الأسدي أحد المتروكين» (الإصابة4/171).

فيه إسحاق بن بشر بن مقاتل أبو يعقوب الكاهلي الكوفي: « قال مطين ما سمعت أبا بكر بن أبي شييبة كذب أحدا إلا إسحاق بن بشر الكاهلي وكذا كذبه موسى بن هارون وأبو زرعة، وقال الفلاس وغيره متروك، قال الدارقطني هو في عداد من يضع الحديث» (ميزان الاعتدال1/339).

شارب الخمر كعابد وثن

مختلف فيه صحة وضعفا. ضعفه جماعة من أهل العلم وصححه الألباني كما في صحيح ابن ماجة.

فيه محمد بن سليمان ضعفه النسائي وابن عدي وقواه ابن حبان وهو متساهل في التوثيق. (أنظر مجمع الزوائد5/70) وطعن الذهبي في أسانيده (ميزان الاعتدال1/209 مصباح الزجاجة4/38).

وقال ابن عدي: محمد بن سليمان بن الأصبهاني: مضطرب الحديث (الكامل في الضعفاء6/229).

بل رمز له ابن الجوزي بالضعف (العلل المتناهية2/672).

ومثل هذا الحديث يتمسك به الخوارج لإثبات كفر مرتكب الكبيرة.

وهو مروي من طرق عديدة آفاتها:

يونس بن خباب: ذكره الدارقطني في العلل وقال « رجل سوء فيه شيعية مفرطة». وقال أبو داود « شتام لأصحاب رسول الله » كذا قال يحي بن معين (الجرح والتعديل9/238).

فطر بن خليفة متكلم فيه

جنادة بن مروان: قال ابن أبي حاتم: حدثنا عبد الرحمن قال: سألت أبي عنه فقال: ليس بقوي أخشى أن يكون كذابا (الجرح والتعديل2/516).

الصديقون ثلاثة مؤمن آل ياسين ومؤمن فرعون وأفضلهم علي

موضوع: قال الحاكم « (أنظر سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة رقم355).

الصلاة الصلاة إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت

تمام الرواية « عن ابن جرير حدثنا بن وكيع حدثنا أبو نعيم حدثنا يونس عن أبي إسحاق أخبرني أبو داود عن أبي الحمراء قال رابطت المدينة سبعة أشهر على عهد رسول الله قال رأيت رسول الله إذا طلع الفجر جاء إلى باب علي وفاطمة رضي الله عنهما فقال الصلاة الصلاة إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا».

قال ابن كثير « أبو داود الأعمى هو نفيع بن الحارث كذاب» (تفسير إبن كثير). وقال الحافظ في التقريب « متروك، كذبه يحيى بن معين» (تقريب التهذيب1/565).

وهذه الرواية أيضا فيها إشكال كبير. إذ كيف يذكر النبي المعصومين بالصلاة؟ هل كان يخاف أن تفوتهم الصلاة؟ إذ أن هذا الخوف ينفي عصمتهم. فإنه يفترض بالمعصوم أن لا ينسى شأن الصلاة والنهوض لها بدون تذكير.

الصلاة خير من النوم

عن مالك أنه بلغه ثم أن المؤذن جاء إلى عمر بن الخطاب يؤذنه لصلاة الصبح فوجده نائما فقال الصلاة خير من النوم فأمره عمر أن يجعلها في نداء الصبح.

هذه الرواية من بلاغات مالك. والبلاغات حالها كحال المرسل والمنقطع. فإن فيها جهالة الرواة بين مالك وبين الصحابي أو النبي.

ولكن ليس في الرواية ما يعيب عمر كما أوهم الرافضي.

فإن عمر أمره أن يجعلها لعلمه بأن الرسول علمها للمؤذنين وفيها لفظ (الصلاة خير من النوم). كما تجده في هذا الرابط:

http://www.dorar.net/htmls/malbani.asp

صلوا في نعالكم

يستنكر الرافضة ذلك وهو موجود في كتبهم كما صرح به الخوئي أن أمير المؤمنين عليه السلام رخص في الصلاة في النعال (كتاب الطهارة2/463) وقال محمد صادق الروحاني « ويستفاد .. جواز الصلاة في النعال» (فقه الصادق3/453) وبوب له المجلسي بعنوان (باب الصلاة في النعال) 80/274.

صليت مع النبي قبل أن يصلي عليه أحد

قول منسوب إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

إسناده ضعيف: فيه جابر بن يزيد الجعفي وسفيان ابن وكيع. ولم أجده في شيء من كتب الحديث.

ضربة علي يوم الخندق أفضل من عبادة الثقلين

لا أصل لـه. ولم أجده في شيء من كتب السنة. مع ادعاء الجزائري أنه متواتر (الأنوار النعمانية1/52). ومن جرأة الشيعة وتهورهم وصف الروايات المؤيدة لمذهبهم بأنها متواترة وهو كذب.

قال الطوسي « ليس جميع الشريعة متواتر بها، بل التواتر موجود في مسائل قليلة نزرة» (الاقتصاد ص187). ونقل نور الله تصريح جمهور علماء الأصول بأن المتواتر قليل جدا (الصوارم المهرقة ص277).

وأعجب أين هذه الضربة لسيف الله الغالب كما يقول الشيعة وهو الذي بايع الخلفاء تقية وسمى أبناءه بأسماء الخلفاء الثلاثة تقية وزوج ابنته أم كلثوم لعمر بن الخطاب تقية.

وإذا كان قد سكت بزعم القوم عن الدفاع فاطمة لما كسروا ضلعها وأحرقوا بيتها وأسقطوا جنينها فإنه قد ارتكب ذنبا هو أسوأ من ذنوب الثقلين.

طوبى لك يا طائر تأكل الثمر وتقع على الشجر

حدثنا أبو معاوية عن جويبر عن الضحاك قال رأى أبو بكر الصديق طيرا واقعا فقال « طوبى لك يا طير والله لوددت أني كنت مثلك تقع على الشجرة وتأكل من الثمر ثم تطير وليس عليك حساب ولا عذاب والله لوددت أني كنت شجرة إلى جانب الطريق مر علي جمل فأخذني فأدخلني فاه فلاكني ثم ازدردني ثم أخرجني بعرا ولم أكن بشرا»

قول منسوب لأبي بكر يزعمون أنه يثبت ندم الصحابة على ذنوبهم. وجدته في مصنف بن أبي شيبة (7/91). وقال مرة أخرى: « ليت أمي لم تلدني، ليتني كنت تبنة في لبنة».

وهذا الكلام يذكره الصالحون عند اشتداد الأمر عليهم، ولا مطعن عليهم فيه.

فقد روى الشيعة ما يشابهه عن علي أنه كان يقول « يا ليتني لم تلدني أمي، ويا ليت السباع مزقت لحمي، ولم أسمع بذكر النار. قم وضع يده على رأسه وجعل يبكي» (بحار الأنوار8/203 و43/88 الدروع الواقية ص276 لابن طاووس الحسني). فإن يك في هذا طعن في أبي بكر وعمر فليزم أن يكون طعنا في علي رضي الله عنه أيضا.

عبد الرحمن بن عديس البلوي (زعموا أنه قاتل عثمان)

أما كون عبد الرحمن بن عديس البلوي ممن بايعوا تحت الشجرة فهذه من رواية ابن لهيعة وقد اختلط بل هو شديد الإفراط في التشيع وقد تكلم فيه الأئمة ونسبوه إلى الضعف» (ميزان الاعتدال2/103 تهذيب التهيب2/43 الكامل في ضعفاء الرجال2/450 الكشف الحثيث1/160).

وذكر في الاستيعاب أن البلوي كان الامير على الجيش الذي قدم من مصر الذين حاصروه وقتلوه. ولم يقل أحد أنه كان هو قاتل عثمان (وانظر الاستيعاب 1445 والجرح والتعديل5/248 تاريخ الاسلام3/319 الاعلام 3:316 تبصير المنتبه3/10029 بقي بن مخلد916 المعرفة والتاريخ3/358).

عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا: يقعده معه على العرش

قال رسول الله «هي الشفاعة» (رواه الترمذي وصححه الألباني2508).

روى الشيعة عن علي « فإذا كان يوم القيامة أقعده – أي محمدا - الله عزوجل على العرش فهذا أفضل مما أعطي سليمان» (الاحتجاج1/327 للطبرسي، حلية الأبرار1/245 هاشم البحراني، بحار الأنوار1/441 71/288 كلمات الإمام الحسين للشيخ الشريفي ص 177 تفسير نور الثقلين3/207 للحويزي4/458).

علماء أمتي أفضل من أنبياء بني اسرائيل

لم يرد الحديث بلفظ «أفضل» وإنما بلفظ »علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل« وهو موضوع (سلسلة الضعيفة466).

قال العلامة ملا علي قاري الحنفي « لا أصل له كما قال الدميري والزركشي والعسقلاني» (المصنوع في معرفة الحديث الموضوع1/123).

وصرح الشوكاني بأنه لا أصل له (الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة ح رقم81) كذا قال الفتني في تذكرة الموضوعات (ح رقم85).

قال الزركشي في التذكرة « لا أعلم له أصلا» (ص 167). ونقل عن الدميري وابن حجر مثل ذلك. وأقرهم السخاوي في (المقاصد الحسنة ص 459 ح رقم702) والسيوطي في الدرر المنتثرة (293) والشيخ ملا علي قاري في (الأسرار المرفوعة614) والسمهودي في (الغماز على اللماز 162) والعجلوني في كشف الخفاء رقم 1744) وقال «وزاد بعضهم: ولا يعرف في كتاب معتبر».

قال المناوي في (فيض القدير ص16) » الحديث متكلم فيه« والصحيح من قول النبي » العلماء أمناء الرسل«.

قال الشيخ عبد الرحمن الحوت البيروتي » موضوع لا أصل له. كما قاله غير واحد من الحفاظ ويذكره كثير من العلماء في كتبهم غفلة عن قول الحفاظ« (أسنى المطالب 278).

علمني ألف باب يفتح كل باب ألف باب

هذا حديث منكر. قال بن عدي « وهذا هو حديث منكر ولعل البلاء فيه من بن لهيعة فإنه شديد الإفراط في التشيع وقد تكلم فيه الأئمة ونسبوه إلى الضعف» (ميزان الاعتدال2/103 تهذيب التهيب2/43 الكامل في ضعفاء الرجال2/450 الكشف الحثيث1/160).

قال الحافظ ابن حجر العسقلاني « ومن أكاذيب الرافضة ما رواه كثير بن يحيى وهو من كبارهم عن أبي عوانة عن الأجلح عن زيد بن علي بن الحسين قال لما كان اليوم الذي توفي فيه رسول الله فذكر قصة طويلة فيها فدخل علي فقامت عائشة فأكب عليه فأخبره بألف باب مما يكون قبل يوم القيامة يفتح كل باب منها ألف باب وهذا مرسل أو معضل وله طريق أخرى موصولة عند بن عدي في كتاب الضعفاء من حديث عبد الله بن عمر بسند واه» (فتح الباري5/363).

وإذا كانت ملايين أبواب العلم تفتح لعلي كما تزعمون وأن الحسين يتكلم سبعين مليون لغة فلماذا يستنكرون على أبي هريرة حفظ بضعة آلاف حديث؟

علي أخي في الدنيا والآخرة

ضعيف. (أنظر ضعيف الجامع للألباني3801) قال الحافظ العراقي « كل ما ورد في أخوة علي فضعيف لا يصح منه شيء) (المغني عن حمل الأسفار وهو تخريج الاحياء1/493 الاحياء2/190 وانظر (فيض القدير4/355)

والحديث فيه جميع بن عمير بن عفاق التيمي أبو الأسود الكوفي. قال بن نمير « كان من أكذب الناس كان يقول أن الكراكي تفرخ في السماء ولا يقع فراخها» رواه بن حبان في كتاب الضعفاء بإسناده وقال « كان رافضيا يضع الحديث» وقال الساجي « له أحاديث مناكير وفيه نظر وهو صدوق» وقال العجلي تابعي ثقة وقال أبو العرب الصقلي ليس يتابع أبو الحسن على هذا» (تهذيب التهذيب ترجمة رقم 177 ميزان الاعتدال2/152). واستقر حكم الحافظ فيه على أنه « صدوق يخطئ ويتشيع» (تقريب التهذيب1/142).

وكذلك حكيم بن حبير. قال الدارقطني « تفرد به حكيم بن جبير عن النخعي. قال أحمد بن حنبل «حكيم ضعيف» وقال السعدي كذاب» (العلل المتناهية1/244). قال أحمد « ضعيف منكر الحديث» قال البخاري « كان شعبة يتكلم فيه» (التاريخ الكبير3/65 والصغير2/19 ميزان الاعتدال2218) وقال الهيثمي في مجمع الزوائد5/195 و9/164) حكيم بن جبير ضعيف.

وقال يعقوب بن سفيان «كان مغال في التشيع… وقال: « قيل عنه هو مذموم ورافضي من الغالية في الرفض» (المعرفة3/99).

 علي أصلي وجعفر فرعي

ضعيف. فيه مجاهيل:

عبد الله بن معاوية. مجهول الحال في الرواية. قال فيه ابن حزم « كان رديء الدين معطلا يصحب الدهرية».

صالح بن معاوية: مجهول لم يترجموه.

محمد بن إسماعيل بن جعفر. مجهول.

ولذلك قال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/273) « فيه من لم أعرفهم».

علي أقضى أمتي بكتاب الله فمن أحبني فليحبه

أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفر وأبوبكر محمد بن الحسين وأبو عبد الله البارع وأبو غالب عبد الله بن أحمد بن بركة ومحمد بن أحمد بن الحسن بن قريس قالوا أنا أبو الغنائم بن المأمون أنا أبو الحسن الحربي ناالعباس يعني ابن علي بن العباس أنا الفضل المعروف بالنسائي نا محمد بن علي بن خلف العطار ناأبو حذيفة عن عبد الرحمن بن قبيصة عن أبيه عن ابن عباس قال قال رسول الله علي أقضى أمتي بكتاب الله فمن أحبني فليحبه فإن العبد لا ينال ولايتي إلا بحب علي عليه السلام».

قال الألباني « منكر بهذا التمام.. فهذا إسناد مظلم لم أعرف منه غير أبي حذيفة- واسمه موسى بن مسعود النهدي – قال الحافظ « صدوق سيء الحفظ» ومحمد بن علي العطار جرحه الحافظ في اللسان واعتبره منكر الحديث» (سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة رقم4883). ثم بين الألباني رحمه الله أن الطرف الأول من الحديث وهو (علي أقضى أمتي بكتاب الله) له شواهد تقويه.

علي الفاروق بين الحق والباطل

تقدم بيانه عند الكلام على حديث « سيكون من بعدي فتنة. فإذا كان ذلك فالزموا علي بن أبي طالب» (ص307).

علي إمام البررة وقاتل الفجرة منصور من نصره

حدثني أبو بكر محمد بن علي الفقيه الإمام الشاشي ببخارى ثنا النعمان بن هرون البلدي ثنا أبو جعفر أحمد بن عبد الله بن يزيد الحراني ثنا عبد الرزاق ثنا سفيان الثوري عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن عبد الرحمن بن عثمان قال سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما يقول سمعت رسول الله وهو آخذ بضبع علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو يقول هذا أمير البررة قاتل الفجرة رواه الحاكم في (المستدرك3/140) وقال « هذا حديث صحيح الإسناد» وتعقبه الذهبي قائلا: « لا بل والله موضوع. فيه أحمد بن عبد الله. كذاب» (سلسلة الضعيفة رقم 357 و3799).

علي باب حطة ومن دخله كان آمنا

موضوع: فيه حسين الأشقر. قال البخاري «فيه نظر (التاريخ الكبير2/2862) وقال «عنده مناكير» (التاريخ الصغير2/319) قال أبو زرعة «منكر الحديث» وقال الجوزجاني « غال شتام للخيرة» (ميزان الاعتدال1/531). وقال النسائي «ليس بالقوي» (الضعفاء والمتروكون146) كذلك قالها الدارقطني (الضعفاء والمتروكون195) (وانظر سلسة الضعيفة للألباني 3913 وضعيف الجامع الصغير رقم3800).

علي باب علمي ومبين لأمتي ما أرسلت به

لا أصل له. وإنما أورده الديلمي في فردوس الأخبار3/65 بدون إسناد.

علي بمنزلة الكعبة

وفي رواية « يا علي إنما أنت بمنزلة الكعبة».

رواه في (الفردوس بمأثور الخطاب5/315) بغير إسناد ولم أجده في غيره من الكتب الحديثية. وهو موضوع كما نبه عليه في كتاب تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأحاديث الموضوعة (1/399).

وقد تناقض الرافضة فإنهم يروون هذا الحديث « أنت بمنزلة الكعبة تؤتى ولا تأتي». ويزعمون أنه مشهور بل متواتر كما نص عليه أحمد المحمودي (المسترشد ص394 قاله المحمودي في هامش الكتاب). يقعون في التناقض لأن كربلاء عندهم أفضل من الكعبة. ودليل ذلك تمسك شيخهم محمد الحسين كاشف الغطاء بهذا البيت من الشعر كما في كتابه (الأرض والتربة الحسينية ص 26 ط 1402 مؤسسة أهل البيت) حيث يقول:

……….ومن حديث كربلا والكعبة………….. لكربلا بان علو الرتبة

ويلزم من ذلك أن تصير كربلاء أفضل من علي. لأن عليا والكعبة بمنزلة واحدة. لكن كربلاء أعلى مرتبة من الكعبة. فإذا كانت كربلاء أفضل من مكة صارت أفضل من علي بن أبي طالب.

علي بن أبي طالب أول من أسلم

قال الحافظ « رواه ابن شاهين في الصحابة وفي إسناده مـن لا يعرف» (2/357).

قلت: ويعارضه ما حكاه في (موضح جمع الأوهام والتفريق2/363) عن الفرات بن السائب قال سألت ميمون بن مهران فقلت أكان علي أول الناس إسلاما أو أبو بكر فقال والله لقد آمن أبو بكر بالنبي زمن بحيرا الراهب واختلف فيما بينه وبين خديجة حتى أنكحها إياه وذلك كل قبل أن يولد علي».

علي بن أبي طالب يزهر في الجنة ككواكب الصبح

إسناده واه جدا كما قال الألباني (سلسلة الضعيفة3915) فيه يحيى بن الفاطمي وإبراهيم بن أبي يحيى وكلاهما متروكان كما صرح ابن الجوزي في العلل المتناهية في الأحاديث الواهية (1/251) ونقله عنه المناوي في (فيض القدير4/358).

علي حبّه حسنة لا تضر معها سيئة

صحح الشيعة هذه الرواية « إن حب علي حسنة لا تضر معها سيئة، وبغضه سيئة لا تنفع معها حسنة » (بحار الأنوار38/249). حتى قال الماحوزي « الرواية مستفيضة» (كتاب الأربعين للماحوزي ص105). بل قال النمازي بأن هذه الرواية متواترة (مستدرك سفينة البحار2/157). وهذا يلزم منه عقيدة الإرجاء إلى جانب ما جمع الرافضة من رفض ونصب وقدر ونفاق في حق الصحابة ومشابهة لشرك المشركين الأوائل. ويجعل نقطة ركيزة دينهم هو علي وليس الله. لأنهم يجعلون مجرد حبه حسنة وإن فعل كل الكبائر ومجرد بغضه تحبط كل الحسنات. فلماذا لا يوفرون علينا الجهد ويقولوا بأن حب علي أول أركان الإسلام؟

علي خير البرية

مكذوب. صرح بذلك الحافظ الذهبي وأن المروي الصحيح في ذلك عن جابر « كنا نعد عليا من خيارنا. قال الذهبي وهذا حق» (ميزان الاعتدال1/236). وأقره الحافظ ابن حجر على ذلك (لسان الميزان1/175).

وآفته أحمد بن سالم (أبو سمرة). وله عجائب (انظر المغني في الضعفاء 1/41 والكامل في الضعفاء1/169).

علي خير البشر فمن أبى فقد كفر

موضوع: وآفة الحديث محمد بن كثير قال الحافظ ابن حجر «أخرجه ابن عدي من طرق كلها ضعيفة» (تسديد القوس3/89).

 فيه الحسن بن محمد أبي طاهر النسابة عن إسحاق الدَبَري. قال الذهبي «هذا حديث منكر». ووصف الذهبي هذا الحديث بأنه «باطل جلي» (ميزان الاعتدال1/521 ت1943 وانظر لسان الميزان2/252) وقال الخطيب البغدادي «هذا حديث منكر وليس بثابت 7/421 وحكم السيوطي بوضعه (اللآلئ المصنوعة 1/328 وابن الجوزي في الموضوعات 1/348).

 وفي المغني في الضعفاء (ت1362) روى عن الحر بن سعيد النخعي عن شريك.. قال في المغني «وهذا الحديث كذب» (المغني في الضعفاء1/155). وفيه أيضا حسين الأشقر وهو شيعي مخضرم.

 وقد وجدت تصحيحه في (علل الدارقطني 4/124) وهو من أوهامه فإنه احتج برواية محمد بن كثير له مع أنه متكلم فيه. فقد قال عنه البخاري « منكر الحديث» (التاريخ الكبير1/217 ترجمة رقم683) وعامة أهل العلم قالوا عنه ذلك وخالف ابن معين الكل في ذلك فحسنه.

صحح الرافضة الحديث وزعموا أنه متواتر كما قاله محمد بن طاهر الشيرازي في (الأربعين في إمامة الأئمة الطاهرين ص456) ومحمد بن جرير بن رستم الطبري الرافضي في المسترشد ص281).

ولأهمية هذا الحديث عندهم أفردوا لأجله كتابا بعنوان (نوادر الأثر في علي خير البشر) طبع في طهران سنة1369 هـ .

وزعم الغفاري أن العامة (يعني السنة) رووه من سبع طرق (هامش من لا يحضره الفقيه3/493). وزعم أحمد المحمودي محقق المسترشد ص273 للطبري الشيعي أن « الحديث متواتر جدا».

 ومن تدليسهم وإفلاسهم قولهم: رواه الحافظ ابن حجر في (تهذيب التهذيب9/419). و(لسان الميزان2/252) والذهبي في (ميزان الاعتدال2/214 و273 و3/374 و4/77). وهو تدليس وكذب منهم، فإنهم يتجاهلون أن هذه الكتب هي كتب مؤلفة في نقد الضعفاء والكذابين وتجعل من ذكر بعض مروياتهم نموذجا على بلاياهم وكذبهم. فقد ساقه الحافظ في التهذيب أثناء ترجمته لمحمد بن كثير أحد آفات هذه الرواية ثم عقبه قوله « وقال أبو حاتم ضعيف الحديث». وأما في اللسان والميزان فإن ابن حجر والذهبي وصفوا الحديث بأنه باطل كالشمس أي واضح البطلان وأن راويه رواه بـ « قلة حياء » وأن هذه الرواية دليل على رفض الراوي وكذبه. وصرح الذهبي بأن شريكا ما كان ليعتقد بأن عليا خير البشر على الاطلاق وأن ذلك لو صح « لكان محمولا على أنه خير البشر في زمانه، وأما هكذا بإطلاق فهذا لا يقوله مسلم» (سير أعلام النبلاء8/205).

ومن سلسلة أكاذيبهم :

•        قول علي بن يونس العاملي « رواه أحمد في المسند» (الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم2/68). قلت: لم أجده فيه. ولعل هذا من أكاذيبه فإني لم أجده في المسند. ولكنه موجود على هامش المسند5/35 وهو كتاب منتخب كنز العمال ولا علاقة له بمسند أحمد.

•        قال أحمد المحمودي محقق كتاب المسترشد (ص 273) لابن رستم الطبري الرافضي « الحديث متواتر جدا كما قال ذلك:

•        الكنجي الشافعي في كفاية الطالب ص245.

•        وابن عساكر في تاريخ دمشق 2/444.

•        والقندوزي الحنفي في ينابيع المودة ص 246.

•        والمتقي الهندي في كنز العمال 11/625.

•        والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد2/154.

فعجبا لكذب القوم فلقد أوردت قول الخطيب عند إيراده لهذا الحديث « هذا حديث منكر وليس بثابت» ثم يزعم هؤلاء الكذابون عليه أنه حكم عليه بأنه متواتر. ألا لعنة الله على الكاذبين.

عليّ كفه وكفي في العدل سواء

وفي لفظ « كفتي وكف علي في العدل سواء».

موضوع: أخرجه الخطيب (تاريخ بغداد5/37) والحمل فيه على أحمد التمار.  وللحديث طريق أخر لا يساوي فلسا تفرد به قاسم الملطي: كان يضع الحديث، وشيخه أبو أمية المختط: قال الذهبي « ليس بثقة ولا مأمون» (ميزان الاعتدال1/290 لسان الميزان1/286 وانظر سلسلة الضعيفة للألباني4897).

عليّ من فارقه فقد فارقني ومن فارقني فقد فارق الله

وفي رواية «يا علي! من فارقني فقد فارق الله. ومن فارقك يا علي! فقد فارقني». الحديث منكر السند (سلسلة الأحاديث الضعيفة للألباني رقم4893).

فيه داود بن أبي عوف أو الجحاف: شيعي. (ميزان الاعتدال3/30 الكامل في ضعفاء الرجال3/82).

علي مع الحق والحق مع علي ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض

رواه الهيثمي في مجمع الزوائد (7/235) وقال » فيه سعد بن شبيب. لم أعرفه« وأورده الخطيب في تاريخه (14/320) وفيه يوسف بن محمد بن علي المؤدب. روى عنه أبو القاسم الثلاج خبرين منكرين. هذا أحدهما.

علي مع القرآن والقرآن مع علي ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض

•        رواه الهيثمي (مجمع الزوائد 9/134) وقال: فيه صالح بن أبي الأسود وهو ضعيف. كذلك صرح الذهبي بضعفه (ميزان الاعتدال رقم3771) وضعفه الألباني (ضعيف الجامع رقم 3806).

•        وقد ورد من طريق آخر في المستدرك (3/124) وصححه ووافقه الذهبي.

•        ونسأل:

•        هل كان القرآن مع علي عندما تولى الخلفاء الثلاثة وبايعهم؟

•        هل كان القرآن مع علي وكان وزيرا لهم وزوج ابنته من عمر وسمى أبناءه بأسماء الخلفاء الثلاثة: أبي بكر وعمر وعثمان؟

•        الشيعة ليسوا مع القرآن الذي أثنى على الأزواج والصحابة قائلا:

النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ (الأحزاب:6).

وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (التوبة:100).

الامام هو الذي تقيم دولته الحدود وتنفذ الاحكام الشرعية. ولا تكون إمامته في المنفى. لا يعرف العالم كله إماما غائبا لا وجود له. وإمامة محمد كانت إمامة علم وحكم. ومعاوية من قريش وقد سلمها الحسن له.

علي مني بمنزلة رأسي من بدني

زعم المجلسي الكذاب أن أهل السنة أوردوا هذا الحديث في صحاحهم (بحار الأنوار35/269).

رواه الخطيب وقال « لم أكتبه إلا من هذا الوجه» (تاريخ بغداد7/12).

وسنده مظلم كما قال الشيخ الألباني (سلسلة الضعيفة 3913) فإن مَن دون إسرائيل كلهم مجاهيل كما أشار إليه ابن الجوزي في العلل المتناهية في الأحاديث الواهية وذكر أن أبو بكر بن مردويه قد رواه من طريق حسين الأشقر (1/212). قال البخاري «فيه نظر (التاريخ الكبير2/2862) وقال «عنده مناكير» (التاريخ الصغير2/319) قال أبو زرعة «منكر الحديث» وقال الجوزجاني « غال شتام للخيرة» (ميزان الاعتدال1/531). وقال النسائي «ليس بالقوي» (الضعفاء والمتروكون146) كذلك قالها الدارقطني (الضعفاء والمتروكون195) (وانظر سلسة الضعيفة للألباني 3913).

وفيه قيس بن الربيع وهو ضعيف أيضا. قال البخاري « كان وكيع يضعفه» (التاريخ الكبير7/704) بل قال البخاري «قيس بن الربيع لا أكتب حديثه ولا أروي عنه» (التاريخ الصغير2/172). وقال أبو داود «سمعت يحيى بن معين يقول: ليس بشيء» (سؤالات أبي داود3/117).

علي مني وأنا منه ولا يقضي عني ديني إلا أنا وعلي ولا يؤدي عني إلا علي

رواه أحمد في المسند والنسائي في الكبرى5/45 بإسناد ضعيف.

فيه إسرائيل حفيد أبي إسحاق عنه. وهو لم يسمع من أبي إسحاق إلا بعد اختلاطه وظاهر أنه أخذه عنه بعد اختلاطه لكونه حفيده.

وفيه جعفر بن سليمان

وفيه حبشي بن جنادة السلولي. قال البخاري « إسناده فيه نظر» (التاريخ3/127 الكامل في الضعفاء2/442).

وفيه شريك صدوق سيء الحفظ.

علي هذا أول من آمن بي وأول من يصافحني.. وهو يعسوب المؤمنين

أورد العقيلي هذا الحديث في كتابه الضعفاء (2/47). وقال ابن الجوزي «فيه عيسى بن عبد الله» نقل عن ابن حبان أنه كان ينقل عن آبائه الروايات المنكرات ويخطئ ويهم فبطل الاحتجاج به (العلل المتناهية1/240).

وقال الحافظ ابن عبد البر في (الاستيعاب4/1744) « فيه إسحاق بن بشر وهو ممن لا يحتج به إذا انفرد لضعفه ونكارة حديثه».

قال الحافظ ابن حجر « هذا باطل» (لسان الميزان3/282 و2/413).

علي وفاطمة وابناهما

عندما سئل من هؤلاء الذين أمرك الله بمودتهم في الآية قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى

 وهذا الحديث ساقط الاسناد كما قال الحافط ابن حجر (فتح الباري 8/564). وقال ابن كثير » هذا إسناد ضعيف فيه متهم لا يعرف عن شيعي محترق وهو حسين الأشقر«.

من المضحك أن الرافضة فسروا المودة بالطاعة وقبول الإمامة.

والسؤال: هل المستثنى متصل بالمستثنى منه أم منفصل عنه؟ إن اتصل فمعناه أن الرسول كان يطلب منهم أجرا لقرابته على دعوته لهم.

لا يقبل قول الرافضة في تفسير الآيات لتفسيرهم البعوضة والبحر والقمر بعلي والزجاجة بالحسين والمصباح بالحسن.

أن هذه الآية مكية ولم يكن على بعد قد تزوج بفاطمة ولا ولد له أولاد .

المعنى الصحيح للآية

روى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه سئل عن هذه الآية: فقال سعيد بن جبير: قربى آل محمد. فقال ابن عباس: عجلت. إن النبي لم يكن بطن من قريش إلا كان له فيهم قرابة فقال: إلا أن تصلوا ما بيني وبينكم من القرابة« (البخاري رقم 4818). وهذا إسناد صحيح لا يجوز معارضة الروايات الضعيفة به.

وحكى ابن الجوزي أقوالا عديدة في تفسير هذه الآية ورجح هذا القول الصحيح المروي عن ابن عباس عند البخاري (زاد المسير7/285).

وقال ابن كثير « والحق تفسير الآية بما فسرها به الإمام حبر هذه الأمة وترجمان القرآن عبد الله بن عباس كما رواه عنه البخاري».

وأكد الطبري أن سبب ترجيح تفسير الآية بـ « إلا مودتي في قرابتي منكم» لدخول (في) في الآية». وأنه لو كان المعنى (تودوا قرابة الرسول) لكانت الآية هكذا (إلا مودة القربى) (تفسير الطبري11/145).

وقد زعموا أن النبي سئل عن الآية » من هؤلاء الذين أمرك الله بمودتهم؟ فقال: علي وفاطمة وابناهما« وهذا الحديث ساقط الاسناد كما قال الحافط ابن حجر (فتح الباري 8/564). وقال ابن كثير » هذا إسناد ضعيف فيه متهم لا يعرف عن شيعي محترق وهو حسين الأشقر« .

والله لم يقل (إلا المودة لذوي القربى) وإنما قال (إلا المودة في القربى) ألا ترى أنه لما أراد ذوي قرباه قال (واعلموا أنما غنمتم من شيء فإن لله خمسة وللرسول ولذي القربى) ولا يقال المودة في ذوي القربى، وإنما يقال المودة لذوي القربى فكيف وقد قال (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) ويبين ذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يسأل أجرا أصلا إنما أجره على الله وعلى المسلمين موالاة أهل البيت لكن بأدلة أخرى غير هذه الآية وليست موالاتنا لأهل البيت من أجر النبي صلى الله عليه وسلم في شيء.

هل الآية مكية أم مدنية

أكد الحافظ ابن حجر أن الخطاب كان لقريش خاصة (فتح الباري8/564).

وصحح الطبري من بين الأقوال الكثيرة قول من قال « قل لا أسألكم عليه أجرا يا معشر قريش إلا أن تودوني في قرابتي منكم، وتصلوا الرحم التي بيني وبينكم» (تفسير الطبري11/145).

ومعلوم أن الآية مكية بالاتفاق. (تفسير البغوي 4/119) ونص الحافظ ابن حجر على أن الآية مكية  وأن ما روي عن ابن عباس من أن سبب نزولها كان في المدينة إنما هو ضعيف السند. وهو مخالف للحديث الصحيح المروي عن ابن عباس (فتح الباري8/565).

واستبعد ابن كثير أن تكون هذه الآية قد نزلت بالمدينة مؤكدا أنها مكية (تفسير القرآن العظيم7/267). وعزا ابن الجوزي مكيتها إلى جمهور المفسرين ثم قال (ويحكى) هكذا بصيغة التمريض المشعرة بالضعف عن ابن عباس أنها مكية إلا أربع آيات منها هذه الآية (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) (زاد المسير7/270).

الذي يؤكد ويرجح كون نزولها في مكة هو السياق وكذلك ما رواه البخاري عن ابن عباس في تفسير هذه الآية.

وعلي تزوج فاطمة بعد غزوة بدر. وولد الحسن في الثانية من الهجرة.

فكيف تنزل الآية بمودة من لم يخلق بعد؟ أهكذا خاطب الله قريشا أن تود من لم يكن قد خلق بعد؟

إذا لم تكن تعني الإمامة لدخول فاطمة في النص فماذا تعني؟

إن كان المقصود بالوصاية بهم واتقاء الله بهم وتقديرهم فهل نختلف على شيء متفقون عليه؟

ينزه الرسول أن يخاطب الأمة بألغاز تؤدي إلى ضلالها واختلافها. أفلا تكلم بلفظ صريح ينفي الإبهام ويقيم الحجة؟

منذ كان لفظ المودة يقصد به الطاعة؟ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً فهل تعني الآية الطاعة والإمامة؟ وقال يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ وقال تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ هل تعني الآية اتخاذهم عدو الله أئمة ويطيعونهم سرا؟ لو كانت المودة هي الطاعة والإمامة لما بقي لهم وصف المؤمنين مما يدل على أن المودة درجة أقل من الطاعة والبيعة. وقال تعالى عَسَى اللَّهُ أَن يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُم مِّنْهُم مَّوَدَّةً فهل هذا وعد من الله بأنه سوف يجعل الذين عاداهم المسلمون أئمة يطاعون؟ وقال تعالى لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ 82 هل أقربهم مودة يعني أقربهم طاعة وولاية وإمامة؟؟؟

هل يقول الرسول للكفار ما أريد منكم من أجر إلا أجرا واحدا وهو أن تطيعوا أقربائي عليا وفاطمة والحسن والحسين وتتخذوهم أئمة من بعدي؟ لماذا لا يطلب منهم أن يطيعوه هو؟

قال ابن تيمية » إنه قال: لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى. ولم يقل إلا المودة للقربى ولا المودة لذوي القربى، فلو أراد المودة لذوي القربى لقال: (المودة لذوي القربى) كما قال تعالى واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى

جميع ما في القرآن من التوصية بحقوق ذوي قربى النبي وذوي قرب الانسان إنما قيل فيها ذوي القربى، ولم يقل في القربى. فلما ذكر هنا المصدر دون الإسم دل على أنه لم يرد ذوي القربى« (منهاج السنة4/28).

واذا كانت هذه الآية نصا على الإمامة فلماذا لم يطالب الشيعة بأن تكون فاطمة إمامة؟ ولماذا لم يطالبوا بأن يكون الأربعة: علي وفاطمة والسبطان أئمة في عهد النبي؟

الصحيح أنها تعني أن يصلوا قرابته وتعاليم الإسلام تقضي بعدم قطع الرحم للقرابة وإن كان كافرا.

ومعنى الآية عند الرافضة ما رواه الكليني في الكافي عن إسماعيل ابن عبد الخالق قال : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول لابي جعفر الاحول وأنا أسمع : أتيت البصرة؟ فقال: نعم، قال: كيف رأيت مسارعة الناس إلى هذا الامر و دخولهم فيه ؟ قال : والله إنهم لقليل ولقد فعلوا وإن ذلك لقليل ، فقال : عليك بالاحداث فإنهم أسرع إلى كل خير ، ثم قال : ما يقول أهل البصرة في هذه الآية : قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى قلت: جعلت فداك إنهم يقولون: إنها لاقارب رسول الله، فقال: كذبوا إنما نزلت فينا خاصة في أهل البيت في علي وفاطمة والحسن والحسين أصحاب الكساء (عليهم السلام» (الكافي1/413و8/93). وفي رواية أيضا « هم الأئمة» (الكافي1/413).

علي يعسوب المؤمنين والمال يعسوب المنافقين

الحديث ضعيف. قال ابن الجوزي « هذا الحديث لا يصح» (العلل التناهية1/240). وحكم شيخنا الألباني رحمه الله بضعفه في ضعيف الجامع رقم3805

عمران بن حطان (من رؤوس الخوارج)

يحتج الشيعة بأنه من رؤوس الخوارج ومع ذلك فقد روى له البخاري.

قال الذهبي »أعيان العلماء لكنه من رؤوس الخوارج. حدث عن عائشة وأبي موسى الأشعري وابن عباس روى عنه ابن سيرين وقتاده ويحيى بن أبي كثير. قال أبو داود ليس في أهل الأهواء أصح حديثا من الخوارج ثم ذكر عمران ابن حطان« (سير أعلام النبلاء4/214).

قال في العلل ومعرفة الرجال1/546 » روى عنه محمد بن سيرين«.

عمر بن الخطاب سراج أهل الجنة

قال الشيخ الألباني عن هذا الحديث « موضوع» (ضعيف الجامع رقم3806). قال المناوي: « قال الهيثمي: فيه عبد الله بن إبراهيم بن أبي عمر الغفاري وهو ضعيف» (فيض القدير4/360). قلت: بل هو متروك ومنسوب إلى الوضع. أنظر تقريب التهذيب1/295).

عنوان صحيفة المؤمن حب علي

هذا الحديث باطل السند كما أوضحه الألباني رحمه الله (أنظر سلسلة الأحاديث الضعيفة رقم789).

قال المناوي « وفيه أبو الفرج أحمد بن محمد بن جوري العكبري قال مخرجه الخطيب في حديثه مناكير. قال الذهبي قلت له حديث موضوع انتهى

وقال ابن الجوزي حديث لا أصل له» (فيض القدير4/365).

غنيمة مجالس الذكر الجنة

رواه أحمد في المسند2/177 والهيثمي في مجمع الزوائد10/78. وحكم عليه الهيثمي والحافظ المنذري بالحسن.

والحديث ضعيف. وفيه عبد الله بن لهيعة. وحكم عليه شيخنا الألباني بالضعف (ضعيف الجامع3923).

ويحتج به الشيعة على أن لفظ الغنيمة يطلق على غير غنائم الحرب، وذلك حتى يدخلوا الأخماس التي يأكلونها بالباطل في مسمى الغنيمة.

فاطمة بضعة مني فمن أغضبها فقد أغضبني

هذا الحديث رواه البخاري رقم (3510) وقد جاء بعده رقم (3523) أن فاطمة قالت للنبي لما خطب علي ابنة أبي جهل: » إن الناس يزعمون أنك لا تغضب لغضب ابنتك«. وفاطمة بشر تخطىء وتصيب. ومن نفى ذلك عنها فقد نفى بشريتها. والرافضة قد نفوا بشريتها حين زعموا أنها نور من الله. وأنها كائن إلهي جبروتي ظهر على الأرض بصورة امرأة. (قاله الخميني في كتابه منزلة المرأة في الإسلام).

ولنن يغضب الله على أبي بكر لمنعه إعطاء فدك لفاطمة، وهو الذي شرع أن لا يرث النبي أحد من أبنائه.

فاطمة وعلي وابناها (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة)

أن النبي سئل عن الآية قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى »من هؤلاء الذين أمرك الله بمودتهم؟ فقال: علي وفاطمة وابناهما« وهذا الحديث ساقط الاسناد كما قال الحافط ابن حجر (فتح الباري 8/564). وقال ابن كثير »هذا إسناد ضعيف فيه متهم لا يعرف عن شيعي محترق وهو حسين الأشقر« (الشورى23).

فيه حسين الأشقر وقيس بن الربيع وكلاهما ضعيف.

وذكره السيوطي في الدر المنثور (6/7) وقال: سنده ضعيف.

ومعلوم أن الآية مكية بالاتفاق. (تفسير البغوي 4/119). وعلي تزوج فاطمة بعد غزوة بدر. وولد الحسن في الثانية من الهجرة. فكيف تنزل الآية بمودة من لم يخلق بعد؟ أهكذا خاطب الله قريشا أن تود من لم يكن قد خلق بعد؟

واذا كانت هذه الآية نصا على الإمامة فلماذا لم يطالب الشيعة بأن تكون فاطمة إمامة؟ ولماذا لم يطالبوا بأن يكون الأربعة: علي وفاطمة والسبطان أئمة في عهد النبي ؟ إذ لا يمكن أن يتعلق بحق الإمامة وهو يتضمن امرأة.

روى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه سئل عن هذه الآية: فقال سعيد بن جبير: قربى آل محمد. فقال ابن عباس: عجلت. إن النبي لم يكن بطن من قريش إلا كان له فيهم قرابة فقال: إلا أن تصلوا ما بيني وبينكم من القرابة« (البخاري رقم 4818).

قال ابن تيمية » إنه قال: لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى. ولم يقل إلا المودة للقربى ولا المودة لذوي القربى، فلو أراد المودة لذوي القربى لقال: (المودة لذوي القربى) كما قال: وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى  وهكذا في غير موضع. فجميع ما في القرآن من التوصية بحقوق ذوي قربى النبي وذوي قرب الانسان إنما قيل فيها ذوي القربى، ولم يقل في القربى. فلما ذكر هنا المصدر دون الإسم دل على أنه لم يرد ذوي القربى« (منهاج السنة4/28).

فألقت عصاها واستقرت بها النوى كما قر عينا بالاياب المسافر

زعموا أن عائشة أظهرت الشماتة بعلي لما مات حتى قالت هذا البيت شماتة به. واحتجوا بقول الحافظ ابن عبد البر « وروي أن عائشة تمثلت بهذا البيت حين اجتمع الأمر لمعاوية» (التمهيد لابن عبد البر19/162).

والرافضة لا يتركون مجالا لسوء الظن والطعن في عائشة إلا اقتحموه. مع أن هذا البيت من الشعر لا مطعن فيه ولا يعتبر طعنا في علي كما زعموا لو أنه ثبت سندا. ولك أن تتأمل أولا كيف رواه الحافظ بصيغة التمريض مما يشعر بضعف الرواية.

ثم إن هذا الشعر قديم يتمثل به العرب عند استقرار الأمر على رجل بعد النزاع أو نحو ذلك. وليس كما زعموا في أنه يعتبر نوعا من إظهار الشماتة بموت علي رضي الله عنه.

والعرب أيضا تسمي قرار الظاعن عصا وقرار الأمر استواء عصاه فإذا استغنى المسافر عن الظعن قالوا قد ألقى عصاه وقال الشاعر

فألقت عصاها واستقرت بها النوى            كما قر عينا بالاياب المسافر

فإذا اجتمع الناس بعد فرقة وهدأت الأمور بعد فتنة كني عن ذلك باستقرار العصا.

وقال الحافظ ابن عساكر (تاريخ دمشق40/313) « يقال للإنسان إذا اطمأن بالمكان واجتمع له أمره قد ألقى بوانيه وكذلك يقال ألقى أرواقه وألقى عصاه قال الشاعر: فألقت عصاها واستقرت بها النوى.

فهذا البيت صار من جملة الأمثال التي تضرب ويقصد به استقرار الأمر بعد تنازع. والمقصود اجتماع الناس على رجل بعد نزاع بينهم حول ذلك. وليس فيه شماتة بعلي رضي الله عنه بل هو لم يثبت سندا أصلا وإنما يحكى ويروى بصيغة التمريض كما فعل الحافظ بن عبد البر في التمهيد.

فضائل مكذوبة لأبي بكر

أبو بكر وعمر خير أهل السماوات والأرض: موضوع: فيه جبرون بن واقد. منكر حكم الذهبي على حديثه بالوضع في الميزان وأقره الحافظ ابن حجر في اللسان على ذلك. وله طريق آخر عند الديلمي في مسنده من طريق يحيى بن السري وأبوه مجهول أما ابنه فثقة. (سلسلة الضعيفة4/228 رقم1742).

تسبيح الحصى في يد أبي بكر(العلل المتناهية لابن الجوزي باب فضائل أبي بكر1/201).

قول النبي عن أبي بكر وعمر وعثمان «هؤلاء أولياء الخلافة بعدي» قال ابن الجوزي هذا حديث لا يصح. فيه محمد بن الفضل ليس بشيء قالوا عنه كذاب. (العلل المتناهية1/205).

حب اليهودي أبي بكر لأن أبا بكر مذكور في التوراة (الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة331).

إن الله يتجلى في الآخرة للناس عامة ولأبي بكر خاصة (الفوائد المجموعة 330 باب فضائل أبي بكر اللالئ المصنوعة1/286).

قول جبريل للنبي عن أبي بكر « إنه وزيرك في حياتك وخليفتك بعد موتك» (الفوائد المجموعة332).

أن السماء ارتجت لما تمنى النبي أن يكون عليا خليفته وسمع قائلا يقول له قل قد شاء الله أن يكون الخليفة أبو بكر من بعدك (الفوائد المجموعة335).

تفاخر الجنة والنار «أن الله زين الجنة بأبي بكر وعمر» (الموضوعات1/323 باب فضائل أبي بكر وعمر (قال ابن الجوزي موضوع وفيه أبان وهو متروك قال شعبة لأن أزني أحب إلي من أن أحدث عنه).

أن مبغض أبي بكر وعمر هم يهود هذه الأمة (قال أبو بكر الخطيب هذا الحديث كذب موضوع الموضوعات1/324).

إن في السماء ثمانين ألف ملك يستغفرون لمن أحب أبا بكر وعمر موضوع (أنظر الموضوعات1/327). رواه العقيلي في الضعفاء (363) عن القاسم بن يزيد بن عبد الله ابن قسيط عن أبيه عن عطاء عن ابن عباس. صرح الذهبي بكذبه وأقره الحافظ في اللسان (سلسلة الضعيفة رقم3524).

فلا تقدموهما فتهلكوا ولا تقصروا عنهما فتهلكوا

ولا تعلموهما فإنهم أعلم منكم رواه الهيثمي في مجمع الزوائد5/195 و9/164) وقال فيه حكيم بن جبير وهو ضعيف. فيه حكيم بن جبير الأسدي الكوفي: قال البخاري «كان شعبة يتكلم فيه» (التاريخ الكبير3/65 والصغير2/19) وقال يعقوب بن سفيان «كان مغال في التشيع… وقال: قيل عنه هو مذموم ورافضي من الغالية في الرفض» (المعرفة3/99).

فلم يبايعه علي حتى ماتت فاطمة ولا أحد من بني هاشم

رواه البيهقي في (السنن الكبرى6/300) عن الزهري من غير إسناد وقال «منقطع» وهذا معناه أن الزهري لم يسند هذا القول كما نص عليه الحافظ في الفتح (7/495). ورجح عليه الرواية الموصولة من طريق أبي سعيد أن عليا بايع أبا بكر بيعة ثانية مؤكدة للبيعة الأولى لإزالة ما كان وقع بسبب الميراث.

قال البيهقي بعد رواية هذا الحديث « سمعت محمد بن إسحاق بن خزيمة يقول جاءني مسلم بن الحجاج فسألني عن هذا الحديث فكتبته له في رقعة وقرأت عليه فقال هذا حديث يسوي بدنة فقلت يسوي بدنة بل هو يسوي بدرة». فانظر كيف أثنى مسلم صاحب الصحيح على الرواية.

وهذه الرواية مبطلة للرواية الأخرى الضعيفة وفيها « فلم يبايعه علي حتى ماتت فاطمة ولا أحد من بني هاشم».

قال البيهقي « وقول الزهري في قعود علي عن بيعة أبي بكر رضي الله عنه حتى توفيت فاطمة رضي الله عنها منقطع وحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه في مبايعته إياه حين بويع بيعة العامة بعد السقيفة أصح ولعل الزهري أراد قعوده عنها بعد البيعة ثم نهوضه إليها ثانيا وقيامه بواجباتها والله أعلم» ().

ووجدت الرواية عند مسند أبي عوانة4/251) ومصنف عبد الرزاق5/472 وتاريخ الطبري2/236 من طريق: عبد الرزاق بن همام: قال البخاري « يهم في بعض ما يحدث به» (ترتيب علل الترمذي المبير ورقة 37). وحكى العجلي أنه ثقة لكنه كان يتشيع (الثقات 847).

وقد جاءت الرواية من طريق الدبري عن عبد الرزاق وهو إسحاق بن إبراهيم الدبري. قال الذهبي « روى عن عبد الرزاق أحاديث منكرة» بل وصفه بالرفض وقلة الحياء (ميزان الاعتدال2/273).

وقد استنكر ابن الصلاح أحاديث رواها الدبري عن عبد الرزاق بن همام وأحال سبب نكارتها إلى الدبري لوجود التردد في سماعه من عبد الرزاق (ميزان الاعتدال4/345).

وهذه الرواية مردودة بما رواه الحاكم والبيهقي بإسناد صحيح جدا عن أبي سعيد الخدري.

جاء عند الحاكم في المستدرك :

4457 حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا جعفر بن محمد بن شاكر ثنا عفان بن مسلم ثنا وهيب ثنا داود بن أبي هند ثنا أبو نضرة عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال ثم لما توفي رسول الله قام خطباء الأنصار فجعل الرجل منهم يقول يا معشر المهاجرين إن رسول الله كان إذا استعمل رجلا منكم قرن معه رجلا منا فنرى أن يلي هذا الأمر رجلان أحدهما منكم والآخر منا قال فتتابعت خطباء الأنصار على ذلك فقام زيد بن ثابت فقال إن رسول الله كان من المهاجرين وإن الإمام يكون من المهاجرين ونحن أنصاره كما كنا أنصار رسول الله فقام أبو بكر رضي الله عنه فقال جزاكم الله خيرا يا معشر الأنصار وثبت قائلكم ثم قال أما لو ذلك لما صالحناكم ثم أخذ زيد بن ثابت بيد أبي بكر فقال هذا صاحبكم فبايعوه ثم انطلقوا فلما قعد أبو بكر على المنبر نظر في وجوه القوم فلم ير عليا فسأل عنه فقال ناس من الأنصار فأتوا به فقال أبو بكر: ابن عم رسول الله وختنه أردت أن تشق عصا المسلمين فقال لا تثريب يا خليفة رسول الله فبايعه ثم لم ير الزبير بن العوام فسأل عنه حتى جاؤوا به فقال: ابن عمة رسول الله وحواريه أردت أن تشق عصا المسلمين فقال مثل قوله لا تثريب يا خليفة رسول الله فبايعاه هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه» (سنن البيهقي8/143 مستدرك الحاكم3:76).

سمعت محمد بن إسحاق بن خزيمة يقول جاءني مسلم بن الحجاج فسألني عن هذا الحديث فكتبته له في رقعة وقرأت عليه فقال هذا حديث يسوي بدنة فقلت يسوي بدنة بل هو يسوي بدرة» (سنن البيهقي8/143 تاريخ دمشق30/278).

والبدرة هي التي تبدر بالنظر ويقال هي التامة كالبدر، ويقال ما كان يعد من منحة كيس فيه عشرة آلف (لسان العرب).

ورواه عبد الله بن الإمام أحمد في كتاب السنة (2/554 ح رقم1292) ورواه الحافظ ابن كثير وقال « وهذا إسناد صحيح محفوظ وفيه فائدة جليلة وهي مبايعة علي بن أبي طالب: إما في أول يوم أو في اليوم الثاني من الوفاة. وهذا حق فإن علي بن أبي طالب لم يفارق الصديق في وقت من الأوقات، ولم ينقطع في صلاة من الصلوات خلفه» البداية والنهاية (5/248).

ورواه ابن عساكر (تاريخ دمشق30/278).

ملاحظة: وقد يسأل سائل ماذا عن قول عائشة فيما رواه البخاري أن عليا لم يكن بايع من قبل.

فالجواب: أن عائشة رضي الله عنها روت ما انتهى إليه علمها.

والقاعدة العلمية تنص على أن المثبت الصدوق مقدم على النافي الصدوق وكلاهما صادق.

والحافظ ابن حجر علق على رواية (فلم يبايعه علي حتى ماتت فاطمة ولا أحد من بني هاشم)

رواه البيهقي في (السنن الكبرى6/300) عن الزهري من غير إسناد وقال « منقطع» وهذا معناه أن الزهري لم يسند هذا القول كما نص عليه الحافظ في الفتح (7/495). ورجح عليه الرواية الموصولة من طريق أبي سعيد أن عليا بايع أبا بكر بيعة ثانية مؤكدة للبيعة الأولى لإزالة ما كان وقع بسبب الميراث.

فماذا نفعل في هاتين الروايتين المتعارضتين؟ عائشة تنفي وهي الصديقة أم المؤمنين بنت الصديق. وأبو سعيد صحابي عدل لا يكذب. وقد صحت الرواية إليه. فالتوفيق ما قدمنا وهو أن المثبت الصدوق مقدم على النافي الصدوق. لأن المثبت معه زيادة علم. وغاية ما عند النافي هو ما تناهى إليه علمه. إذن فرواية أبي سعيد تثبت علما لم يتناه إلى عائشة رضي الله عنها.

وقد وقع مثل هذا لعائشة رضي الله عنها. فإنها نفت أن يكون الرسول بال قائما. حتى قالت: من حدثك أن رسول الله بال قائما فاتهمه على الكذب. مع أن مسلما قد روى عن حذيفة أنه كان مع الرسول فرآه يبول قائما.

إن اشتغال علي بفاطمة وانقطاعه عن الناس هو الذي جعل كثيرين يظنون أنه لم يبايع أصلا ولهذا قرر أن يبايع بيعة أخرى مؤكدة للبيعة الأولى كما صرح الحافظ وأسند لذلك رواية موصولة عن الزهري قدمها على تلك الرواية منقطعة الاسناد التي تقول بأن عليا لم يبايع أبا بكر حتى ماتت فاطمة.

فلما تجلى ربه للجبل قال: هكذا يعني أخرج طرف خنصره

ثنا أبو موسى ثنا معاذ بن معاذ ثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس عن النبي قال فلما تجلى ربه للجبل قال هكذا قال يعني أنه أخرج طرف خنصره قال فقال له حميد الطويل ما تريد إلى هذا يا أبا محمد قال فضرب صدره ضربة شديدة وقال من أنت يا حميد وما أنت يا حميد يخبر به أنس بن مالك عن النبي وتقول ما تريد إلى هذا ».

الجواب:

صححه الترمذي في (سننه5/265). وصرح السيوطي بعدم صحته بأن فيه أيوب بن خوط وقال عن الطريق الآخر « لا يثبت» (اللآلئ المصنوعة1/29). وقال ابن الجوزي مثله « وهذا ليس بصحيح» (الموضوعات1/77).

فيأتيهم الجبار في صورة غير صورته

هذا الحديث رواه البخاري عن أبي سعيد الخدري وورد فيها « فيأتيهم الجبار في صورة غير صورته التي رأوه فيها أول مرة فيقول أنا ربكم، فيقولون أنت ربنا، فلا يكلمه إلاّ الاَنبياء، فيقول: هل بينكم وبينه آية تعرفونه؟ فيقولون: الساق، فيكشف عن ساقه فيسجد له كل مؤمن» (البخاري9/159).

•        المشرك لا يحرص على التنزيه. وأنت ستدافع عن قول الخميني فاطمة اله. فكيف تكون منزها؟

وهذا الحديث الصحيح نص صريح في إثبات الصفات لله التي وصف بها نفسه وأوحى بها إلى رسله. ولهذا حمل بعض أهل العلم الصورة هنا على الصفة كالبيهقي وغيره. لأن الصفة من معاني الصورة كما هو ثابت في التعريف اللغوي للفظ الصورة.

وإن من جملة ما وصف الله به نفسه هو الساق. وهذا الحديث نص على ذلك فيكشف عن ساقه. حيث إن المعطلة يرون أن هذه العبارة باطلة لا تليق بالله. ولا يزالون يستنكفون عن إثبات صفة الساق لله تعالى، وسوف يرسبون في هذا الاختبار يوم القيامة.

والمخطئ في الإثبات خير من المخطئ في التعطيل.

وهو أقل وقوعا في الخطأ من المعطل.

لأن المثبت بنى دينه على التسليم لكل ما أوحى الله به حتى الصورة. ولم يغفل التنزيه. فإن أعظم التنزيه تنزيه الله عن أن يصف نفسه بصفة لا تليق به، فهل عند المعطل مثل هذا؟

أما المعطل فقد بنى تعطيله على عدم التسليم لله ولا الثقة بما يوجي به، جل ما عنده التمسك بقوله تعالى (ليس كمثله شيء) وهي عذر التعطيل.

فإن الذي وصف نفسه بأنه (ليس كمثله شيء) هو نفسه الذي وصف نفسه بأن له عينين ويدا وساقا وأنه يجيء وينزل.

في أصحابي (أمتي) إثنا عشر منافقا

فيهم ثمانية لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط. رواه مسلم (2779).

أي مندسون بين الصحابة كما قال تعالى وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ (التوبة:101).

قال المناوي « في أصحابي الذين ينسبون إلى صحبتي» وفي رواية « في أمتي» وهو أوضح في المراد: اثنا عشر منافقا. هم الذين جاؤوا متلثمين وقد قصدوا قوله ليلة العقبة مرجعه من تبوك حتى أخذ مع عمار وحذيفة طريق الثنية والقوم ببطن الوادي فحماه الله منهم وأعلمه بأسمائهم» » (فيض القدير4/454).

وقد أطلع الرسول الله حذيفة على أسمائهم. وترجم الطبراني في مسند حذيفة 33017 تسمية أصحاب العقبة ثم روى عن علي بن عبد العزيز عن الزبير بن بكار أنه قال هم :

معتب بن قشير ووديعة بن ثابت وجد بن عبد الله بن نبتل بن الحارث من بني عمرو بن عوف والحارث بن يزيد الطائي وأوس بن قيظي والحارث بن سويد وسعد بن زرارة وقيس بن فهد وسويد بن داعس من بني الحبلي وقيس بن عمرو بن سهل وزيد بن اللصيت وسلالة بن الحمام وهما من بني قينقاع

كما أنه لا يمكن الطعن في أمته لوجود اثني عشر منافقا فيهم. فكذلك لا يطعن هذا في أصحابه.

وبالطبع لا يدخل أبو بكر ولا عمر ولا عثمان الذين بايعهم علي وسمى ابناءه باسمائهم ولا يدخل عمر الذي زوجه علي ابنته في هؤلاء المنافقين وإن كان يدخل عند من يزعمون أنهم يتبعون مذهب العترة.

فأن الرافضة مندسون في هذه الأمة كما كان المنافقين الاثني عشر في الصحابة من قبل.

في الجنة درجة تدعى الوسيلة

قالوا من يسكن معك فيها قال علي وفاطمة والحسن والحسين».

ذكره ابن كثير في (تفسير القرآن العظيم2/54) ولم أجده في أي مصدر من مصادر السنة المعتمدة.

فيه شريك وهو صدوق سيء الحفظ قد اختلط. ولا يحتج به إذا انفرد. هذا ما عليه عامة أهل الجرح والتعديل.

قال الألباني « وزعم الحاكم أن مسلما احتج بشريك وإن وافقه الذهبي. فإن مسلما لم يحتج به وإنما روى له في المتابعات كما صرح به غير واحد من المحققين. بل ومنهم الذهبي نفسه في الميزان، وكثيرا ما يقع الحاكم والذهبي في مثل هذا الوهم ويصححان أحاديث شريك على شرط مسلم» (معجم أسامي الرواة2/290).

وفيه أبو إسحاق السبيعي وهو ثقة مدلس فإذا عنعن لم تقبل روايته وقد عنعن في هذه الرواية.

في دار من وقع هذا النجم فهو خليفتي من بعدى

عن عبدالله بن الحسين ابن أحمد بن جعفر قال أنبأنا أبو القاسم نصر بن على الفقيه قال أنبأنا أحمد بن إبراهيم بن أحمد قال حدثنا محمد بن الحسين المعروف بابن الحجحبا قال حدثنا محمد بن جعفر بن على التميمي قال حدثنا أبو محمد عبدالله بن منير الدامغاني قال حدثنا المسيب بن واضح عن محمد بن مروان عن الكلبى عن أبى صالح عن ابن عباس قال : « لما عرج بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء السابعة وأراه الله من العجائب في كل سماء، فلما أصبح جعل يحدث الناس من عجائب ربه فكذبه من أهل مكة من كذبه وصدقه من صدقه، فعند ذلك انقض نجم من السماء. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: في دار من وقع هذا النجم فهو خليفتي من بعدى . قال فطلبوا ذلك النجم فوجدوه في دار على بن أبى طالب رضى الله عنه، فقال أهل مكة: ضل محمد وغوى، وهوى إلى أهل بيته، ومال إلى ابن عمه على ابن أبى طالب رضى الله عنه، فعند ذلك نزلت هذه السورة والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى

قال ابن الجوزي « هذا حديث موضوع لا شك فيه، وما أبرد الذى وضعه وما أبعد ما ذكر، وفى إسناده ظلمات منها أبو صالح باذام وهو كذاب، وكذلك الكلبى ومحمد ابن مروان السدي، والمتهم به الكلبى. قال أبو حاتم ابن حبان: كان الكلبى من الذين يقولون: إن عليا لم يمت وإنه يرجع إلى الدنيا، وإن رأوا سحابة قالوا: أمير المؤمنين فيها، لا يحل الاحتجاج به.

وقال « ومن بلهه أنه وضع هذا الحديث على ابن عباس وكان العباس زمن المعراج ابن سنتين فكيف يشهد تلك الحالة ويرويها» (الموضوعات لابن الجوزي1/372).

في الركاز الخمس.. الذهب والفضة الذي خلقه الله في الأرض يوم خلقت

يحتج به الشيعة على أن الركاز هو ما كان مدفونا منذ خلق الله الأرض. وهو كذب مخالف للصحيح وما أجمعت عليه الأمة أن الركاز هو دفن الجاهلية.

تمام الرواية: عن أبي يوسف عن عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد عن أبيه عن جده عن أبي هريرة قال قال رسول الله « في الركاز الخمس قيل وما الركاز يا رسول الله قال الذهب والفضة الذي خلقه الله في الأرض يوم خلقت»

ضعيف. قال البيهقي « تفرد به عبد الله بن سعيد المقبري وهو ضعيف جدا جرحه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وجماعة من أئمة الحديث» (السنن الكبرى4/152 كذلك قال الحافظ في التلخيص الحبير2/182).

في السيوب الخمس

يحتج الشيعة بهذا الحديث على أن السيوب. وهي عروق من الذهب والفضة تسيب في المعدن أي تتكون فيه وتظهر. وهذا باطل. يريدون طمس الفرق بين الركاز الذي خمسه النبي وبين المعدن الذي لا خمس فيه. ليسلم لهم مذهبهم في أخذ الخمس من المسلمين وقد شرعه الله للمسلمين وليس منهم.

والحديث ضعيف. رواه بقية بن الوليد وهو مدلس تدليس التسوية. كان له أصحاب يسقطون الضعفاء من حديثه ويسوونه. والمدلس لا يقبل منه ما عنعن. والرواية معنعنة (أنظر معجم أسامي الرواة للألباني1/308).

قاتل عمار وسالبه في النار

فيه ليث وهو ابن أبي سليم وكان قد اختلط. والاسناد فيه ضعيف كما قال الألباني (سلسلة الصحيحة5/18). ولكن للحديث متابعات منها ما أخرجه الحاكم (المستدرك3/387) حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ ثنا يحيى بن محمد ابن يحيى ثنا عبد الرحمن بن المبارك بن سليمان عن أبيه عن مجاهد عن عبد الله ابن عمرو ثم أن رجلين أتيا عمرو بن العاص يختصمان في دم عمار بن ياسر وسلبه فقال عمرو خليا عنه فإني سمعت رسول الله يقول اللهم أولعت قريش بعمار إن قاتل عمار وسالبه في النار. وتفرد به عبد الرحمن بن المبارك وهو ثقة مأمون عن معتمر عن أبيه فإن كان محفوظا فإنه صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه وإنما رواه الناس عن الفاء عن ليث عن مجاهد»

وأورد الألباني له طريقا آخر عند أحمد وابن سعد في الطبقات.

قال الهيثمي « فيه مسلم الملائي وهو ضعيف» (مجمع الزوائد9/279).

وقال الذهبي « إسناده فيه انقطاع» (سير أعلام النبلاء2/544).

قدم معاوية في بعض حاجاته فدخل عليه سعد فذكروا عليا فنال منه فغضب سعد

حدثنا علي بن محمد ثنا أبو معاوية ثنا موسى بن مسلم عن ابن سابط وهو عبد الرحمن عن سعد بن أبي وقاص قال قدم معاوية في بعض حاجاته فدخل عليه سعد فذكروا عليا فنال منه فغضب سعد وقال تقول هذا لرجل سمعت رسول الله يقول من كنت مولاه فعلي مولاه وسمعته يقول أنت مني بمنزلة هرون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي وسمعته يقول لأعطين الراية اليوم رجلا يحب الله ورسوله» (سنن ابن ماجه1/45 السنة لابن أبي عاصم2/610 مصنف ابن أبي شيبة6/366 صحيح ابن حبان15/454).

والرواية معلولة بالإرسال. فإن فيها عبد الرحمن بن سابط وهو ثقة لكنه كثير الإرسال عن جماعة من الصحابة. وأشار الحافظ المزي إلى ذلك كما في (تهذيب الكمال17/124) وجزم يحيى بن معين بأن ابن سابط لم يسمع من سعد بن أبي وقاص (أنظر جامع التحصيل1/222).

قال الحافظ في التهذيب « قيل ليحيى بن معين: سمع عبد الرحمن من سعد بن أبي وقاص؟ قال: لا. قيل: من أبي أمامة؟ قال: لا. قيل: من جابر؟ قال: لا؛ هو مرسل» (تهذيب التهذيب6/180 ترجمة رقم361).

وقال عنه في التقريب « ثقة كثير الإرسال» (تقريب التهذيب ترجمة رقم3867 ص340 الإصابة5/228).

بل حكى الحافظ أنه « لا يصح له سماع من صحابي» (الإصابة5/228).

فإن قيل إن الألباني قد صححه. فالجواب: إن لذلك احتمالان:

الأول: أن يكون الشيخ قد غفل عن علة الإرسال في الرواية. والشيخ بشر. ولا يعرف لمحدث عدم وقوع الغفلة والزلة والخطأ منه.

الثاني: أن يكون الشيخ كان يعني في التصحيح تلك الأحاديث التي ورد في الرواية احتجاج سعد بن أبي وقاص بها ومنها حديث (من كنت مولاه فهذا علي هو مولاه). وهذا هو الراجح والله أعلم. فإنه لما صحح الرواية أحال على صحيحته (4/335) وفي هذه الصفحة من صحيحته كان يبحث صحة إسناد هذا الحديث فلعله كان يصحح الحديث دون قصة سعد مع معاوية.

وعلى افتراض صحة الرواية فإنها ليست صريحة في السب وإنما مجرد النيل من الشخص. ويمكن أن يكون النيل من الشخص بغير حق مما يراه الرائي أنه حق. فهو ليس صريحا في السب. والرافضة يلعنون أبا بكر وعمر وبقية الصحابة ويقولون نحن لا نسب وإنما نلعن. فتأمل. وقد أجازوا الإكثار من السب لمن كان مخالفا لمذهبهم. وروت الشيعة عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: « إذا رأيتم أهل البدع والريب من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة وباهتوهم كي لا يطعموا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس» (الفصول المهمة في أصول الأئمة2/232 مجمع الفائدة13/163 منهاج الفقاهة1/378).

وذكرت كتب الرافضة أن هذا « محمول على اتهامهم وسوء الظن بهم بما يحرم اتهام المؤمن به بأن يقال: لعله زان أو سارق.. ويحتمل إبقاؤه على ظاهره بتجويز الكذب عليهم لأجل المصلحة» (كتاب المكاسب للأنصاري2/118 منهاج الفقاهة2/228). وعن أبي حمزة الثمالي أنه قال لأبي جعفر عليه السلام: إن بعض أصحابنا يفترون ويقذفون من خالفهم، فقال: الكف عنهم أجمل» علق الأنصاري على الرواية بأن فيها « دلالة على جواز الافتراء وهو القذف على كراهة» (كتاب المكاسب للأنصاري2/119).

قدم علينا أعرابي.. فرمى نفسه فوق قبر النبي.

وحثا على رأسه من ترابه وقال « يا رسول الله قلت فسمعنا قولك ووعيت من الله ما وعينا عنك وكان فيما أنزل الله عليك وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً وقد ظلمت نفسي وجئتك لتستغفر لي. فنودي من القبر أنه غُفِر له».

وفي رواية أن العتبي كان جالساً فرأى أعرابياً. قال الخطيب في (تاريخ بغداد 2/326) وابن خلكان ( وفيات الأعيان 1 / 523 ) « مات العتبي سنة 228 هـ.

فكم كان عمره لما دخل الأعرابي قبر النبي ؟

على أن رواية العتبي جاءت من طريق آخر فيه الحسن الزعفراني عن الأعرابي (أي العتبي) وهذا الزعفراني مات سنة (249) فكيف يمكن لكليهما أن يكونا معاصرين لعائشة رضى الله عنها؟ فسند الرواية منقطع ضعيف وإن حكاه مصنفو كتب المناسك كما عول عليه السبكي في (شفاء السقام 82).

ثم كيف تشتهر هذه الحادثة (المفترضة) لمجرد فعل أعرابي لها ولا يشتهر شيء مثلها عن أحد من الصحابة. وكيف تعيش عائشة طيلة حياتها مجاورة للقبر ولا يثبت تكليمه لها. وإنما يسارع إلى تكليم الأعرابي؟ وكيف يفهم أعرابي هذه الآية ويطبقها على وجه لم يفهم مثله الصحابة ولم يطبقوه؟

وهل اشتهار الرواية دليل على صحتها؟

أليس حديث « اطلبوا العلم ولو في الصين» مشهوراً وهو مع ذلك لا أصل له؟ وحديث « أبغض الحلال إلى الله الطلاق» وهو ضعيف بالرغم من شهرته؟

فالعبرة في صحة سند الرواية لا مجرد اشتهارها على ألسنة الناس وبطون كتب الفقه التي تفتقر افتقاراً شديداً إلى مراجعة أسانيد مروياتها وهذا أمر يعرفه من يطالع كتب الفقه.

القرآن ألف ألف وسبعة وعشرون ألف حرف.

أورده الخوئي في البيان متهما أهل السنة بالطعن في القرآن (البيان202). ولكن هذه رواية مكذوبة على عمر رضي الله عنه (ضعيف الجامع 4137 وسلسلة الضعيفة رقم4073).

رواه الطبراني في المعجم الأوسط (6/361) وقال « تفرد به حفص بن ميسرة.    وأورده الذهبي في الميزان في ترجمة محمد بن عبيد بن آدم بن أبي إياس العسقلاني فقال « تفرد بخبر باطل» (6/251) ثم ساق هذا. وأقره الحافظ بن حجر على ذلك في (لسان الميزان5/276).

ويحتج الرافضة دائما بكتاب الإتقان 1/93 وأن السيوطي قد رواه. غير أن السيوطي أشار إلى علة في الرواية وهو محمد بن عبيد بن آدم شيخ الطبراني الذي تكلم فيه الحافظ الذهبي. وهذا من تدليس الرافضة فإنهم يكتمون كلامه هذا.

القرآن له ظاهر وباطن

هذا لا أصل له لا يوجد في شيء من كتب الحديث. بل هو من كلام الزنادقة.

رب قائل أن يقول عن شيء حرمه الله: هذا حرام ظاهرا لكنه حلال باطنا.

هذا من أقوى الأدلة على بطلان مذهب الزنادقة الباطنية من شيعة وصوفية وعلى وجوب الأخذ بظواهر القرآن.

فإن لله جعل قرآنه حجة على خلقه فقال: وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه.

قرصت نملة نبيا من الأنبياء فأمر بقرية النمل فأحرقت

استنكر الرافضة قتل النمل ولكنهم لم يستنكروا قتل مليوني مسلم على يد هولاكو الذي حرضه صاحبهم نصير الدين الطوسي على قتلهم.

وهم لم يكلفوا أنفسهم عناء البحث ليجدوا الحديث مرويا في كتبهم على وجه الاستحسان حتى إن المجلسي ليروي الحديث ثم يبين أن قتل النمل كان فيمن قبلنا. (بحار الأنوار61/243).

قسمت الحكمة فجعل في علي تسعة أجزاء وفي الناس جزء واحد

فيه أحمد بن عمران بن سلمه مجهول. والظاهر من كلام الذهبي أنه اتهمه. ووصف الذهبي هذا الخبر بأنه كذب (ميزان الاعتدال3/227). وقال ابن الجوزي « هذا حديث لا يصح وفيه مجاهيل» (العلل المتناهية1/241).

قال الحافظ « هذا كذب.. تفرد به العتبي» (لسان الميزان1/254).

قل اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد

عن علي قال سألت النبي عن قول الله فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه فقال إن الله أهبط آدم بالهند وحواء بجدة وإبليس ببيسان والحية بأصبهان وكان للحية قوائم كقوائم البعير ومكث آدم بالهند مائة سنة باكيا على خطيئته حتى بعث الله إليه جبريل وقال يا آدم ألم أخلقك بيدي ألم أنفخ فيك من روحي ألم أسجد لك ملائكتي ألم أزوجك حواء أمتي قال بلى قال فما هذا البكاء قال وما يمنعني من البكاء وقد أخرجت من جوار الرحمن قال فعليك بهؤلاء الكلمات فإن الله قابل توبتك وغافر ذنبك قل اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد سبحانك لا إله إلا أنت عملت سوءا وظلمت نفسي فاغفر لي إنك أنت الغفور الرحيم اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد سبحانك لا إله إلا أنت عملت سوءا وظلمت نفسي فتب علي إنك أنت التواب الرحيم فهؤلاء الكلمات التي تلقى آدم».

أخرجه الديلمي في مسند الفردوس بسند واه. وهكذا حكم عليه السيوطي كما في الدر المنثور (1/147).

قوموا إلى سيدكم فأنزلوه فقال عمر سيدنا الله عز وجل

الحديث طويل وليس كله صحيحا بل بعضه صحيح دون البعض الآخر. فيه عمرو بن علقمة. قال الهيثمي في (مجمع الزوائد6/136). عمرو بن علقمة لم يرو عنه غير ابنه محمد. ولم يوثقه غير ابن حبان فهو مجهول. ولكن له شواهد تحسنه من دون عبارة (كانت عينه لا تدمع على أحد). وسيأتي بيانه.

وقد استنكروا منه فقرتين:

الأولى قول عمر (سيدنا الله عزوجل) قالوا: فهو يستدرك على رسول الله.

قلت: بل يتذكر ما علمه إياه رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقد قيل للنبي صلى الله عليه وسلم « أنت سيدنا. فقال: السيد الله عزوجل». رواه البخاري في الأدب المفرد (211) وأبو داود (4806) وهو صحيح على شرط مسلم.

فمن تذكر أن عليا بايعه زوجه ابنته وسمى ولده باسمه أحسن الظن وقال: بل تذكر عمر هنا قول النبي صلى الله عليه وسلم (السيد الله) فرددها أمام الناس. ومن أساء الظن به كالرافضة فإنهم يسيئون الظن ويقولون: هذا استدراك منه على النبي. وبعدما ثبت أن هذا من تعليم النبي لعمر فليس في قول عمر أي وجه للطعن به.

الثانية: قول أم علقمة: « كانت عينه لا تدمع على أحد». قال الرافضة فهذا حكم على النبي بقسوة القلب.

وهذا القول فيه نكارة ومحكوم عليه بالشذوذ من أم علقمة. فقد صح عند البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم بكى على عثمان بن مظعون وبكى على ولده إبراهيم ثم قال « إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن، وإنا على فراقك يا إبراهيم لمحزونون» فقال له عبد الرحمن بن عوف « وأنت يا رسول الله؟ فقال: يا ابن عوف إنها رحمة.

كان أحب الناس إلى رسول الله فاطمة ومن الرجال علي

قال الشيخ الألباني عن الحديث «باطل» (سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة1/252 ح رقم1124).

قال الحاكم صحيح ووافقه الذهبي. وهو من أخطاء الذهبي.

فيه عبد الله بن عطاء قال الذهبي نفسه في الضعفاء: قال النسائي « ليس بالقوي» وقال الحافظ في التقريب «صدوق يخطئ ويدلس» (تقريب التهذيب3479).

وفيه جعفر بن زياد الأحمر. قال الذهبي نفسه عنه في الضعفاء « ثقة ينفرد قال ابن حبان: في القلب منه».

ونقل ابن الجوزي عن ابن حبان أن جعفر كان يكثر الرواية عن الضعفاء (الضعفاء والمتروكون1/171).

قال الحافظ « صدوق يتشيع» (تقريب التهذيب940).

وروي الحديث عن عائشة رضي الله عنها أنها سئلت: « أي الناس كان أحب إلى رسول الله؟ قالت: فاطمة، فقيل لها: من الرجال؟ قالت: زوجها».

أخرجه الترمذي (2/320) والحاكم (3/154) من طريق جميع بن عمير التيمي. وصححه الحاكم وتعقبه الذهبي فقال «جميع متهم ولم تقل عائشة هذا أصلا».

قلت: وهذه الأحاديث الضعيفة مخالفة لما قالته عائشة مما لا شك في صحة إسناده. فقد روى الإمام أحمد عن عبد الله بن شقيق أنه قال « أي الناس كان أحب إلى رسول الله؟ قالت: عائشة. قال: فمن الرجال؟ قالت: أبوها» قال الألباني «وهذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح» (سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة3/254).

بل روى البخاري ومسلم عن عمرو بن العاص أنه قال « أتيت رسول الله فقلت: أي الناس أحب إليك؟ قال: عائشة. قلت: من الرجال؟ قال: أبوها. ثم من؟ قال: عمر. فعد رجالا» (متفق عليه).

وهو الموافق لما صحت روايته عن محمد بن الحنفية أنه سأل أباه عليا فقال: أي الناس خير بعد رسول الله  ؟ قال: أبو بكر، قلت: ثم من؟ قال: ثم عمر، وخشيت أن يقول عثمان، قلت: ثم أنت؟ قال: ما أنا إلا رجل من المسلمين» (2/422).

كان الله ولا مكان وهو الآن على ما عليه كان

قال الحافظ ابن حجر: (تنبيه) : « وقع في بعض الكتب في هذا الحديث [كان الله ولا مكان] [وهو الآن على ما عليه كان] وهي زيادة ليست في شيء من كتب الحديث، نبَّه على ذلك العلامة تقي الدين ابن تيمية، وهو مسلَّمٌ في قوله [وهو الآن] إلى آخره» (فتح الباري 6/289) فقد أيّد ابن تيمية في أن الجزء الثاني من الرواية موضوع.

وهذه الرواية أجلُّ عندهم من آيات القرآن حيث قال تعالى أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ  ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ إذ هذه الآيات عندهم موهمة للتشبيه والتجسيم والكفر، أما هذه الرواية المكذوبة التي لا توجد إلا في كتب الرافضة فهي صريحة في التنزيه.

ألم يعلم هؤلاء أن هذه الرواية المكذوبة كانت من أعظم ما يحتج به المعتزلة، وذكر الأشعري احتجاج العتزلة بها وأنها من جملة مقالاتهم (مقالات الإسلاميين 157) فانظر كم ورث هؤلاء القوم عن المعتزلة من أمور يظنونها راية أهل السنة والجماعة.

كان بنو إسرائيل يغتسلون عراة ينظر بَعْضُهُمْ إِلَى سوأة بَعْضٍ

وَكَانَ مُوسَى عليه السلام يَغْتَسِلُ وَحْدَهُ، فَقَالُوا: وَاللَّهِ مَا يَمْنَعُ مُوسَى أَنْ يَغْتَسِلَ مَعَنَا إِلا أَنَّهُ آدَرُ(أي ذو فتق) قال: فَذَهَبَ مَرَّةً يَغْتَسِلُ فَوَضَعَ ثَوْبَهُ عَلَى حَجَرٍ فَفَرَّ الْحَجَرُ بِثَوْبِهِ! فَجَمعَ مُوسَى فِي إِثْرِهِ يَقُول:ُ ثَوْبِي حَجَرُ! ثَوْبِي حَجَرُ!حَتَّى نَظَرَ بَنُو إِسْرَائِيلَ إِلَى سوأة مُوسَى فَقَالُوا: وَاللَّهِ مَا بِمُوسَى مِنْ بَأْسٍ فقام الحجر بعد حتى نظر إليه فأخذ مُوسَى فطفق ثَوْبَهُ بِالْحَجَر ِضرباً؟ فوالله إِنَّ بِالْحَجَر َِنَدَباً سِتَّةٌ أَوْ سَبْعَةٌ.

قلت: إدعى عبد الحسين شرف الدين أن هذا الحديث لم ينقل إلا عن أبي هريرة رضي الله عنه مع أنه قد رواه إمامه ووصيه السادس وأخرج مفسرو الشيعة ذلك في تفاسيرهم.

رواه القمي في تفسيره عن أبي بصير (2/197). وقد حكم الخوئي بصحة جميع روايات مشايخ القمي في تفسيره (معجم رجال الحديث1/49).

والكاشاني في تفسير الصافي (4/205).

تفسير نور الثقلين (4/308).

تفسير الميزان للطباطبائي (16/353).

وقال نعمة الله الجزائري في قصصه(ص 250) «قال جماعة من أهل الحديث لا استبعاد فيه بعد ورود الخبر الصحيح وإن رؤيتهم لـه على ذلك الوضع لم يتعمده موسى عليه السلام ولم يعلم إن أحد ينظر إليه أم لا وأن مشيه عرياناً لتحصيل ثيابه مضافاً إلى تبعيده عما نسبوه إليه، ليس من المنفرات ».

كان رسول الله يستفتح بصعاليك المهاجرين.

يرى المخالفون أن هذا الحديث يفيد أن النبي كان يطلب من الله تعالى أن ينصره بجاه أو بحق الصعاليق (أي الضعفاء)، ويفتح عليه بالضعفاء المساكين من المهاجرين، وهذا – بزعمهم – هو التوسل المختلف فيه نفسه. والجواب من وجهين:

الأول: ضعف الحديث، فقد أخرجه الطبراني في (المعجم الكبير1/81/2): حدثنا محمد بن إسحاق بن راهويه حدثنا أبي حدثنا عيسى بن يونس حدثني أبي عن أبيه عن أمية به.

وحدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي بن عبيد الله بن عمر القواريري حدثنا يحيى بن سعيد عن سفيان عن أبي إسحاق عن أمية بن خالد به. ثم رواه من طريق قيس بن الربيع عن أبي إسحاق عن المهلب بن أبي صفرة عن أمية بن خالد مرفوعاً بلفظ: «… يستفتح ويستنصر بصعاليك المسلمين».

قلت: مداره على أمية هذا، ولم تثبت صحبته، فالحديث مرسل ضعيف، وقال ابن عبد البر في (الاستيعاب1/38) « لا تصح عندي صحبته، والحديث مرسل». وقال الحافظ في (الإصابة1/133): « ليست له صحبة ولا رواية».

قلت: وفيه علة أخرى، وهي اختلاط أبي إسحاق وعنعنته، فإنه كان مدلساً، إلا أن سفيان سمع منه قبل الاختلاط، فبقيت العلة الأخرى وهي العنعنة.

فثبت بذلك ضعف الحديث وأنه لا تقوم به حجة. وهذا هو الجواب الأول.

الثاني: أن الحديث لو صح فلا يدل إلا على مثل ما دل عليه حديث عمر، وحديث الأعمى من التوسل بدعاء الصالحين.

قال المناوي: « كان يستفتح: أي يفتتح القتال، من قوله تعالى: إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْح  ذكره الزمخشري. (ويستنصر) أي يطلب النصرة (بصعاليك المسلمين) أي بدعاء فقرائهم الذين لا مال لهم» (فيض القدير5/219).

قلت: وقد جاء هذا التفسير من حديثه ، أخرجه النسائي (2/15) بلفظ «إنما ينصر الله هذه الأمة بضعيفها، بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم». وسنده صحيح، وأصله في صحيح البخاري (6/67)، فقد بين الحديث أن الاستنصار إنما يكون بدعاء الصالحين، لا بذواتهم وجاههم.

ومما يؤكد ذلك أن الحديث ورد في رواية قيس بن الربيع المتقدمة بلفظ: « كان يستفتح ويستنصر..» فقد علمنا بهذا أن الاستنصار بالصالحين يكون بدعائهم وصلاتهم وإخلاصهم، وهكذا الاستفتاح، وبهذا يكون هذا الحديث – إن صح – دليلاً على التوسل المشروع، وحجة على التوسل المبتدع، والحمد لله.

كان رسول الله يقسم الخمس على ستة.. وسهمان لأقاربه

لم أجده في شيء من كتب الحديث. وقد عزاه الشيعة إلى تفسير النيسابوري المطبوع بهامش الطبري (10/4).

وهذا منهم إفلاس. فإنهم عجزوا أن يحتجوا علينا بأسانيدنا على شرطنا وهو أن نكون قد صححناه؟

كان عمر يتعوذ من معضلة ليس لها أبا الحسن

ضعيف. فيه مؤمل بن إسماعيل، أبي عبد الرحمن العدوي البصري: قال أبوحاتم « صدوق شديد في السنة كثير الخطأ» (الكاشف2/309 ترجمة5747). وقال البخاري: منكر الحديث. وقال ابن سعد والدارقطني: كثير الخطأ. وقال المروزي: إذا انفرد بحديث وجب أن يتوقف ويتثبت فيه لأنه كان سيئ الحفظ كثير الغلط» (ميزان الاعتدال2/221 تهذيب التهذيب10/381).وقال البخاري » منكر الحديث« (من تكلم فيه1/183 ترجمة347).

قال الحافظ في التقريب » صدوق سيء الحفظ« (ترجمة7029).

كان في عماء ما فوقه هواء وما تحته هواء

عن وكيع بن حدس عن رزين العقيلي قال: « قلت: يا رسول الله: أين كان ربنا؟ قال: كان في عماء، ما فوقه هواء وما تحته هواء».

وهذا إسناد ضعيف لأن وكيع بن حدس مجهول كما أفاده البيهقي والذهبي [الأسماء والصفات 479 ميزان الاعتدال 335]. وقد ضعّفه جمع من العلماء.

الحديث أخرجه أحمد في مسنده (4/11، 12) والترمذي (5/288) والبيهقي في الأسماء والصفات (478).

كانت يهود خيبر تقاتل غطفان فتقول اللهم إنا نسألك بحق محمد النبي الأمي

فيه عبد الملك بن هرون بن عنترة: كذاب. رواه الحاكم في المستدرك (2/ 263) وقال « أدت الضرورة إلى إخراجه» قال الذهبي « لا ضرورة في ذلك فعبد الملك متروك هالك».

مع أن الحاكم قد جرح عبد الملك في المدخل (1/170) فقال « روى عن أبيه أحاديث موضوعة». وروي هذا الخبر من طرق أخرى لا تزيده إلا ضعفاً وآفتها: الضحاك بن مزاحم والكلبي وعطاء الخراساني (الضعفاء الصغير للبخاري 73 رقم 218 العلل لمعرفة الرجال 2/395 الجرح والتعديل 5/374 ميزان الاعتدال 2/666).

هذا الخبر معارض لما هو أصح منه وهو ما رواه محمد بن إسحاق صاحب السيرة قال: حدثني عاصم بن عمر بن قتادة قال: حدثني أشياخ منا قالوا: لم يكن أحد من العرب أعلم بشأن رسول الله منا « كان معنا يهود، وكانوا من أهل كتاب، وكنا أصحاب وثن، فكنا إذا بلغنا منهم ما يكرهون قالوا: إن نبياً مبعوثاً الآن قد أظل زمانه نتبعه فنقتلكم معه قتل عاد وإرم، فلما بعث الله رسوله اتبعناه وكفروا به، ففينا والله وفيهم أنزل الله عز وجل وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ . قال قتادة (يستفتحون على محمد) أي يقولون: إنه يخرج (تفسير الطبري 1/325 دلائل النبوة 2/ 75 الدر المنثور1/ 87).

وهذه الرواية مؤيدة بثلاث روايات أخرى بمراسيل عن التابعين .

نقد متن الرواية

أن الصحابة لم يفهموا ما فهمه هؤلاء وإلا لسارعوا إلى التوسل بالنبي أثناء حروبهم، غير أنهم لم يكونوا يسألون الله بحق نبيهم وهم في الحروب، فهل اليهود أحرص على الحق وأشد تمسكا به من الصحابة الذين تركوه! فسحقا للمتعصبين المنحرفين الذين يتجاهلون سنة الخلفاء الراشدين ويتمسكون بفعل اليهود.

أن هذا الخبر يخالف سنة الله وهي أن النصر مشروط بالطاعة إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ واليهود منذ كتب الله عليهم الذلة لم ينتصروا إلا مؤخراً بحبل من الناس.

أن هذا الخبر يحكي لنا أن الآية كأنها نزلت في يهود خيبر، وهذا يخالف ما اتفق عليه أهل التفسير والسِيَر أن الآية نزلت في يهود المدينة وهم بنو قينقاع وبنو النضير، وهم الذين كانوا يخبرون الأوس والخزرج بقرب بعثة نبي جديد، وهذه المخالفة دليل صريح على كذب هذه الرواية وهي من كذب جاهل لم يحسن تركيب هذه الكذبة.

كتب رسول الله إلى أبي بصير فقدم كتابه وأبو بصير يموت

فمات وكتاب رسول الله في يده، فدفنه أبو جندل مكانه وجعل عند قبره مسجداً.

هكذا روي الأثر، لا كما قالوا: (على قبره مسجداً)، وقوله: (عند) لا يلزم منه أن يكون عليه ، بل قد يكون القبر في ناحية والمسجد في الناحية الأخرى وبينهما جدار وحاجز أو طريق واسع ويقال هذا عند هذا، ولا يلزم منه أن يكون في حريم القبر وفنائه، وقد جاء في البخاري: عن عائشة أن أم سلمة وأم حبيبة ذكرتا كنيسة رأينها بأرض الحبشة فيها تصاوير فذكرتا للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: « إن أولئكِ إذا كان فيهم الرجل الصالح فمات بنوا على قبره مسجداً وصوروا فيه تلك الصور، فأولئكِ شرار الخلق عندالله يوم القيامة» (متفق عليه).

فتلك الكنيسة كانت على القبر تحيط به من كل ناحية كالأضرحة الموجودة الآن، فالبناء على القبور محرم.

وأما كون المسجد عندها، بمعنى قربها لكن بفاصل من طريق ونحوه، لا بكونه ضمن سورها أو ناحية قبلتها فذلك لا يظهر فيه بأس.

ثم إن الأثر مرسل أرسله الزهري، والمرسل من أنواع الضعيف فلا يحتج به، وأبو جندل استشهد في خلافة عمر رضي الله عنه، وعلى ذلك فليس في الأثر جواز البناء على القبور، ولو فرضنا جدلاً أن الصحابي فعل ذلك فلا يقر عليه، وليس في الأثر أن النبي أقره كما زعموا، كما أن النبي لم يقر حديثي العهد بكفر على اتخاذ ذات أنواط، جاء في حديث أبي واقد الليثي: « خرجنا مع رسول الله إلى حنين ونحن حدثاء عهد بكفر وللمشركين سدرة يعكفون عندها وينوطون بها أسلحتهم يقال لها: ذات أنواط، فقلنا: يا رسول الله! اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط، فقال رسول الله: الله أكبر إنها السنن، قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنوا إسرائيل: (إجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال: إنكم قوم تجهلون)، لتركبن سنن من كان قبلكم».

فانظر كيف جعل عليه الصلاة والسلام اتخاذ الشجرة للتبرك كاتخاذ إله آخر، وهو مثل ما يقوله هؤلاء عن القبور وتعظيم الموتى يتبين لك خطر هذه الدعوة .

فكل حديث فيه تعظيم شأن القبر بالبناء عليه وتزيينه والتعبد عنده فهو حديث ضعيف أو موضوع مثل: « إذا أعيتكم الأمور فعليكم بأصحاب القبور». فهذا حديث مفترى لم يروه أحد من أهل العلم، ولايوجد في شئ من الكتب المعتمدة. والله أعلم.

كتب عثمان بن عفان عهد الخليفة من بعد أبي بكر

فأمره أن لا يسمي أحدا وترك اسم الرجل فأغمي على أبي بكر إغماءة فأخذ عثمان العهد فكتب فيه اسم عمر، قال: فأفاق أبو بكر فقال أرنا العهد، فإذا فيه اسم عمر، فقال: من كتب هذا؟ فقال عثمان: أنا فقال: رحمك الله وجزاك، لو كتبت نفسك لكنت لذلك أهلا» (رواه اللالكائي في شرح أصول السنة4/ج7ص1324 رقم2521) من طريقين الأول فيه زيد بن أسلم وهذا سند منقطع لأن زيد بن أسلم كان يرسل كما صرح به الحافظ ابن حجر (تقريب التهذيب رقم2117) كذلك الشيخ الألباني (إزالة الدهش37) وانظر كتاب (معجم أسامي الرواة الذين ترجم لهم الألباني2/73).

الكرسي الذي يجلس عليه الرب عز وجل

ما يفضل منه إلا قدر أصابع وإن لـه أطيطا كأطيط الرحل الجديد. (مروي عن النبي ).

4114 الحسين بن شبيب أبو علي الآجري حدث عن أبي حمزة الأسلمي روى عنه أبو بكر المروذي صاحب أحمد بن حنبل أخبرنا محمد بن عمر بن بكير المقرىء أخبرنا إسماعيل بن علي بن محمد بن عبد الله الفحام حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد الصيدلاني حدثنا أحمد بن محمد بن الحجاج أبو بكر المروذي حدثنا الحسين بن شبيب الآجري وكان هذا من النساك المذكورين أخبرنا أبو حمزة الأسلمي بطرسوس حدثنا وكيع حدثنا أبو إسرائيل عن أبي إسحاق عن عبد الله بن خليفة قال قال رسول الله الكرسي الذي يجلس عليه الرب عز وجل وما يفضل منه إلا قدر أربع أصابع وإن له أطيطا كأطيط الرحل الجديد قال أبو بكر المروذي قال لي أبو علي الحسين بن شبيب قال لي أبو بكر بن سلم العابد حين قدمنا الى بغداد أخرج ذلك الحديث الذي كتبناه عن أبي حمزة فكتبه أبو بكر بن سلم بخطه وسمعناه جميعا وقال أبو بكر بن سلم إن الموضع الذي يفضل لمحمد ليجلسه عليه قال أبو بكر الصيدلاني من رد هذا فانما أراد الطعن على أبي بكر المروذي وعلى أبي بكر بن سلم العابد» (تاريخ بغداد8/52 وتفسير الطبري3/10 العظمة لأبي الشيخ2/650 وتفسير ابن كثير1/311).

وفيه أبو إسحاق السبيعي وهو مدلس وقد عنعنه.

الكرسي موضع القدمين وإن له أطيطا كأطيط الرحل

مروي عن أبي موسى الأشعري (تفسير القرطبي3/277 تفسير الطبري3/9 والسنة لابن أبي عاصم رقم574 ورواه الضياء في المختارة1/264 والهيثمي في 10/259 وقال رجاله رجال عبد الله بن خليفة الهمذاني وهو ثقة ورواه الحافظ ابن عبد البر في التمهيد7/141).

كفوا عن ذكر علي بن أبي طالب

تمام الرواية « أنا أسلم بن الفضل بن سهل ثنا الحسين بن عبيد الله الأبزاري البغدادي ثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري حدثني أمير المؤمنين المأمون حدثني الرشيد حدثني المهدي حدثني المنصور حدثني أبي حدثني عبد الله بن عباس قال سمعت عمر بن الخطاب يقول كفوا عن ذكر علي بن أبي طالب فقد رأيت من رسول الله فيه خصالا لأن تكون لي واحدة منهن في آل الخطاب أحب إلي مما طلعت عليه الشمس».

موضوع. فيه الأبزاري قال ابن الجوزي: « قال ابن أبي حاتم « كان يكذب» (الموضوعات لابن الجوزي1/259). وقال الذهبي «الأبزاري كذاب قليل الحياء» (ميزان الاعتدال2/250).

كفي وكف علي في العدل سواء

قال الذهبي « موضوع، آفته: أحمد بن محمد بن صالح التمار (ميزان الاعتدال1/290). وحكم عليه ابن الجوزي بالوضع (العلل المتناهية1/213).

كل أحد أفقه من عمر/ كل الناس أفقه منك يا عمر

رواه البيهقي في سننه وأصله « ألا تغالوا في مهور النساء». قال البيهقي «إسناده منقطع» (7/233) وقال الحافظ زين الدين العراقي « فيه ابن سخبرة وهو عيسى بن ميمون وهو متروك» (فيض القدير للمناوي2/6).

ومع تعدد طرق هذه الرواية التي فيها أن امرأة ردت على عمر فإنها مروية من طرق ضعيفة ومعلولة وتتعارض وقول النبي « إن من يمن المرأة تيسير خطبتها وتيسير صداقها وتيسير رحمها». وسنده حسن.

كل بني أم ينتمون إلى عصبة إلا ولد فاطمة فأنا وليهم وأنا عصبتهم

قال الهيثمي «فيه شيبة بن نعامة وهو ضعيف ولا يجوز الاحتجاج به» (مجمع الزوائد4/224 و9/173). قلت: وفيه حسين الأشقر رافضي مخضرم عريق ومكثر في الكذب.

كن مع علي فو الله ما ضل

هو قول ميمونة لجُرَىّ. وهو ضعيف لجهالة حال جري بن كليب ولضعف الحارث بن منصور من قبل حفظه (مختصر استدراك الذهبي3/1504).

هذا وبالرغم من ضعف الحديث فإن أهل السنة كانوا ولا يزالون مع علي ولا يزالون يعتقدون أنه كان مصيبا في قتاله لمعاوية. وهذا القول منهم متفق عليه وليس هذا منهم بتشيع. وكذلك الذين قاتلوا معه ضد معاوية سنة ولم يكونوا شيعة.

وانظر ماذا قال المناوي عند شرح حديث « قاتل عمار وسالبه في النار». قال: « وفضيلة ظاهرة لعلي وعمار ورد على النواصب الزاعمين أن عليا لم يكن مصيبا في حروبه» (فيض القدير4/467).

كنا في زمن النبي لا نعدل بأبي بكر أحدا ثم عمر ثم عثمان

ثم نترك أصحاب النبي لا نفاضل بينهم (أخرجه البخاري وأبو داود والترمذي) (وفي رواية) كنا نفضل على عهد رسول الله أبا بكر وعمر وعثمان ثم لا نفضل أحدا على أحد. (رواه ابن أبي عاصم في السنة 1194ح رقم وسنده صحيح كما قال الألباني2/568).

وابن عمر قال كنا نعد ورسول الله حي أبو بكر وعمر وعثمان ونسكت (رواه ابن أبي عاصم في السنة1195 وقال الألباني «إسناده صحيح على شرط مسلم» (السنة2/568). وفي رواية عند أحمد 2/14 من طريق سهيل به بلفظ كنا نقول إذا ذهب أبو بكر وعمر وعثمان استوى الناس فيسمع النبي ذلك فلا ينكره.

أراد الرافضة أن بهذا السكوت طعن في علي. لكن عليا هو الذي قال نفس هذه العبارة . حدثنا عبد الله حدثني أبو بحر عبد الواحد البصري ثنا أبو عوانة عن خالد بن علقمة عن عبد خير قال علي رضي الله عنه لما فرغ من أهل البصرة إن خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وبعد أبي بكر عمر وأحدثنا أحداثا يصنع الله فيها ما شاء» (حديث صحيح خالد وهو ابن عبد الله الواسطي سناعه من عطاء بعد الاختلاط، لكن تابع عطاءً حصينُ بنُ عبد الرحمن وهو ثقة- أنظر تخريج المحقق للرواية في مسند أحمد2/245و247 حديث رقم922 و926 وانظر أيضا 833 إلى837).

ذكره الحافظ في الفتح7/14 وفي رواية « كنا نتحدث على عهد رسول الله إن خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر وعثمان فيبلغ ذلك النبي فلا ينكره علينا»

حدثنا نضر بن علي ثنا عبد الله بن داود عن هشام بن سعد عن عمر ابن أسيد عن ابن عمر قال كنا نقول على عهد رسول الله النبي وأبو بكر وعمر ولقد أعطي علي بن أبي طالب ثلاث خصال لأن يكون لي إحداهن أحب إلي من أن يكون لي الدنيا وما فيها تزويجه فاطمة وولدت لـه وغلق الابواب والثالثة يوم خيبر» رجاله ثقات رجال البخاري غير هشام بن سعد. قال الحافظ في تقريب التهذيب « هشام بن سعد المدني أبو عباد أو أبو سعيد صدوق له أوهام ورمي بالتشيع » (تقريب التهذيب1/572).

كنت إذا سألت رسول الله أعطاني وإذا سكتّ ابتدأني (قول علي)

ضعيف. وسنده ضعيف بسبب علة الانقطاع، لأنه من رواية عبد الله بن عمرو بن هند الجملي، ولم يسمع من علي كما قال أحمد والحافظ ابن عبد البر. وقد أكد الألباني بأن تصريح السماع كما في المستدرك (سمعت عليا) فلعل هذا التصريح خطأ من بعض الرواة (هداية الرواة5/426 ح6041).

كيف أنتم لو ضرب بعضكم بعضا بالسيف

فقلنا: فما نصنع؟ قال: أنظر الفرقة التي فيها علي بن أبي طالب فالزمها.

قال الحافظ « في سنده عبد الله بن عبد الملك فيه نظر» (لسان الميزان3/312). قلت: وهو من ذرية عبد الله مسعود رضي الله  عنه كما أفاد الحافظ. وسبحان من يخرج الميت من الحي.

وأورده الهيثمي « عن زيد بن وهب قال بينا نحن حول حذيفة إذ قال كيف أنتم وقد خرج أهل بيت نبيكم فرقتين يضرب بعضهم وجوه بعض بالسيف فقلنا يا ابا عبدالله وإن ذلك لكائن فقال بعض أصحابه يا أبا عبدالله فكيف نصنع إن أدركنا ذلك الزمان قال انظروا الفرقة التي تدعو إلى أمر علي فالزموها فإنها على الهدى» قال الهيثمي « رواه البزار ورجاله ثقات» (مجمع الزوائد7/235).

لا أشبع الله بطنه

عن بن عباس قال كنت ألعب مع الصبيان فجاء رسول الله فتواريت خلف باب قال فجاء فحطأني حطأة وقال اذهب وادع لي معاوية قال فجئت فقلت هو يأكل قال ثم قال لي اذهب فادع لي معاوية قال فجئت فقلت هو يأكل فقال لا أشبع الله بطنه» (رواه مسلم2603).

هذا الحديث مدرج عند مسلم تحت باب (من لعنه النبي أو سبّه أو دعا عليه وليس هو أهلاً لذلك كان له زكاة وأجرًا ورحمة).

ولذلك صدّر مسلم هذا الباب بقول النبي : « اللهم إنما أنا بشر، فأي المسلمين لَعنتُه أو سببتُهُ فاجعله له زكاة وأجرًا » وفي رواية: « إنما محمد بشر، يغضب كما يغضب البشر، وإني قد اتخذتُ عندك عهدًا لن تخلفنيه، فأيما مؤمن آذيتُه أو سببتُهُ أو جلَدتُه فاجعلها له كفارة وقربة ». والاطلاع على الأبواب التي اندرجت تحتها الأحاديث مهم في فقه الحديث.

ولذلك قال النووي: « وأما دعاؤه على معاوية أن لا يُشبع بطنه حين تأخر ففيه جوابان: أحدهما: أن المراء ليس بأهل لذلك عند الله تعالى وفي باطن الأمر، ولكنه في الظاهر مستوجبٌ له، فيظهر له استحقاقه لذلك بأمارة شرعية ويكون في باطن الأمر ليس أهلاً لذلك. وهو مأمورٌ بالحكم بالظاهر، والله يتولّى السرائر. الثاني: أن هذا ليس بمقصود وإنما هو مما جرت به عادة العرب في وصل كلامها بلا نيّة، كقوله تَرِبَتْ يمينك و [ثكلتك أمك] وفي حديث معاوية: « لا أشبع الله بطنه » ونحو ذلك لا يقصدون بشيء من ذلك حقيقة الدعاء، فخاف أن يصادف شيء من ذلك إجابة، فسأل ربه سبحانه وتعالى ورغب إليه في أن يجعل ذلك رحمة وكفارة وقربة وطهورًا وأجرًا، وإنما كان يقع هذا منه في النادر والشاذ من الأزمان، ولم يكن فاحشًا ولا متفحشًا ولا لعّانًا ولا منتقمًا لنفسه، وقد قالوا له: ادعُ على دَوس فقال: « اللهم اهد دوسًا » وقال: « اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون » [شرح النووي على مسلم 8/387-390] أ. ه‍

رحم الله النووي وحشره مع أصحاب رسوله بما ذبّ عن أعراضهم. وقال بمثل ذلك ابن حجر الهيتمي في كتابه (تطهير الجنان ص37).

وإذا كان هذا موقفه من قبيلة دوس وهم كفار: فما بالك بموقفه من المسلمين!

قال ابن حجر المكي: « وكان معاوية يكتب الوحي للنبي وناهيك بهذه المرتبة الرفيعة » [تطهير الجنان 12].

وهؤلاء إذا ذُكِرَت أمامهم فضائل معاوية وأنه كان كاتب الوحي قالوا قد كان الربيع بن العاص من كتبة الوحي ثم ارتد على أعقابه. ما ضربوه إلا جدلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ [الآية 58 من سورة الزّخرف] فإن معاوية لم يرتد.

بل قد بقي طيلة عهد الخلفاء الأربعة واليًا على الشام ولاّه خير البشر بعد الأنبياء أبو بكر وعمر وعثمان وعلي، وكان خليقا بالولاية جديرا بها. ومجرد ذمه يُعتَبَرُ ذمًّا موجها إلى الخلفاء الذين كانوا يرون فيه الأمانة والكفاية للولاية. قال الذهبي: « حسْبُك بمن يؤمِّره عمرُ ثم عثمانُ على إقليم (وهو ثغر) فيقوم بمهمته أتمَّ قيام ويُرضي الناس بسخائه وحلمه » [سير أعلام النبلاء 3/132].

قال ابن حجر الهيتمي: « وإذا تأملت عزل عمر لسعد بن أبي وقاص الأفضل من معاوية بمراتب، وإبقائه لمعاوية على عمله من غير عزل له: علمتَ بذلك أن هذه تنبئ عن رفعة كبيرة لمعاوية » [تطهير الجنان 21].

هذا الموقف من النووي وابن حجر واضح في أن التعرض لما جرى بين الصحابة وشجر بينهم والطعن في بعضهم ليس من منهج أهل السنة، ولو كان النووي وابن حجر يريان في معاوية ما يراه أعداء معاوية ما رأيا ضرورة توضيح هذه الآثار. ويكفينا أن نعلم أن الانحراف بدأ عند الشيعة بسبِّهم الصحابة وآل بعد ذلك إلى كمٍّ من الانحرافات كالقول بالمتعة والتقية واعتقاد التحريف في القرآن ورفض كتب الحديث كالبخاري ومسلم، فلنعتبر من ذلك الانحراف لنحذر من ازدياد الانحراف عند الأحباش فتنقسم بهم الأمة انقسامًا جديدًا ويحدث شرخ جديد بين المسلمين.

ومن فضائل معاوية التي لا يجوز نسيانها أنه فتح الشام كلها، ومنها لبنان وقبرص. ولولا ذلك لكان شاتموه اليوم إما يهودًا وإما نصارى، مع أن عبد الله المبارك اعتبرهما خيرًا من منكري علو الله، وقال عن الجهمية: شر من اليهود والنصارى. وأشار البخاري إلى هذا في خلق أفعال العباد، فكيف إذا أضيف إلى ذلك سب الصحابة والاعتكاف عند الأضرحة والحيل على الله وفتاوى السوء التي يستدرجون بها العوام نحو الرذيلة والفاحشة!.

الصحابة بشر وليسوا معصومين، وإذا كان الرسول يقول: « إنما أنا بشر فأيما امرئ ساببته...» مما يعتري النفس البشرية من ثورة وغضب مع أنه نبي، فحصوله من غير الأنبياء من باب أولى، وقد وقع بين الصحابة شجار وسباب لا يجوز أن يستغله الصائدون في الماء العكر ويجيرونه لتأييد عقائدهم الخبيثة، بل نسكت عما شجر بينهم، فإن ستر عورات الصحابة أولى من ستر عورات عامة المسلمين. والسباب من باب ما يقع للأقران مما يجب الإعراض عنه مثلما يحدث بين العلماء الأقران بين بعضهم البعض. وهو ليس شيئًا أمام القتال وقد تقاتلوا.

لا إيمان لمن لا تقية له

رواه ابن أبي شيبة في المصنف (7/643) » حدثنا وكيع عن إسرائيل عن عبد الأعلى عن محمد بن الحنفية بن علي بن أبي طالب».

هذه الرواية لا تصح لأن هناك ضعفا في أحد رجال السند وهو:

عبد الأعلى بن عامر الثعلبي: قال البخاري » قال يحيى بن سعيد: سألت الثوري عن أحاديث عبد الأعلى عن ابن الحنفية فضعفها« (التاريخ الكبير6/71).

وقال أحمد بن حنبل »عبد الأعلى ضعيف« (الجرح والتعديل6/25). وقد كان يقرأ من كتاب منسوب لمحمد بن الحنفية ولم يسمع منه كما استفيد من كلام أحمد بن حنبل وعبد الر حمن ابن مهدي.

لا تبكوا على الدين إذا وليه أهله

حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن محمد بن حاتم الدوري ثنا أبو عامر عبد الملك بن عمر العقدي ثنا كثير بن زيد عن داود بن أبي صالح قال أقبل مروان يوما فوجد رجلا واضعا وجهه على القبر فأخذ برقبته وقال أتدري ما تصنع قال نعم فأقبل عليه فإذا هو أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه فقال جئت رسول الله ولم آت الحجر سمعت رسول الله يقول لا تبكوا على الدين إذا وليه أهله ولكن ابكوا عليه إذا وليه غير أهله».

قال الحاكم « هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه» ووافقه الذهبي (المستدرك4/515)، وهو من أوهامهما، فإن فيه داود بن أبي صالح وقد قال عنه الذهبي نفسه في الميزان « حجازي لا يعرف» ووافقه الحافظ في التهذيب (ميزان الاعتدال 2617 وتهذيب التهذيب 3/188) فأنى له الصحة؟

زد على ذلك الاختلاف حول كثير بن زيد نفسه فقد قال الحافظ فيه «صدوق يخطئ» وضعفه النسائي وقال ابن معين « ليس بذاك» (تهذيب التهذيب8/414 مجمع الزوائد5/245). وفيه حاتم بن اسماعيل. قال الطبراني في المعجم الأوسط (1/94) «تفرد به حاتم».

وقد أوقف السبكي في (شفاء السقام ص 152) جواز مس قبر النبي على صحة هذا الحديث. وهذا دليل على أنه ليس متيقناً من المسألة. واذا كان الحديث ضعيفاً فلا نترك إجماعاً حكاه عامة أهل العلم أبرزهم النووي على المنع من مس القبر.

ولقد تعقبه الهيتمي ورد عليه في (حاشية الإيضاح ص 219) قائلاً: «الحديث المذكور (يعني حديث أبي أيوب) ضعيف. فما قاله النووي- أي حكايته الإجماع على النهي عن مس القبر- صحيح لا مطعن فيه».

والحديث مع ضعفه فيه إشكال كبير يبطل الاستدلال به إذ: كيف يجعل أبو أيوب رأسه على القبر وقد كان القبر مسنماً كما عند البخاري معلقا (1390) مسوى بالأرض غير مرتفع: إذ لو فعل أبو أيوب لاضطر أن يصير على هيئة الساجد. وهل يقول عاقل أن الصحابة كانوا يسجدون لقبر النبي ؟ وكيف يتوقع ارتفاع قبر النبي وقد نهى أن يبنى على القبر وبعث علياً أن لا يدع قبراً مرتفعاً إلا سواه بالأرض كما عند مسلم (مسلم (969) 1لترمذي ( 1049 ) أبو داود ( 18 32) 1لنسائى 4/ 88.).

وليس وضع رأس أبي أيوب على القبر- على افتراض صحته- يصلح دليلاً على التمسح بالقبر وتقبيله. فالمسح والتقبيل لم يكن من عادة أحد من الصحابة ومن ادعى العكس فعليه الدليل ولكن بشرط: أن يأتي في ذلك بسند صحيح .

والحديث مع ضعفه فيه إشكال كبير يبطل الاستدلال به وهو: كيف يجعل أبو أيوب رأسه على القبر وقد كان القبر مسوى بالأرض غير مرتفع: إذ لو فعل ذلك لاضطر أن يصير على هيئة الساجد. هل يقول عاقل أن الصحابة كانوا يسجدون لقبر النبي ؟ فإن قبره لم يكن بارزاً.

يؤكد ذلك حديث عائشة « أن النبي قال في مرض موته» لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مسجداً. قالت: ولولا ذلك لأبرزوا قبره غير أنه خشي أن يتخذ مسجداً» (رواه البخاري1330).

فقولها « لأبرزوا قبره» يبطل هذه الرواية الضعيفة عن أبي أيوب.

لا تزال جهنم يلقى فيها وتقول هل من مزيد حتى يضع رب العزة فيها قدمه فتقول قط قط

هذا الحديث صحيح. ونحن نصف الله بكل ما وصفه الله به نفسه ووصفه به رسوله .

قال الطباطبائي في تفسيره الميزان (18/362) بعد أن أورد حديث أنس الذي أخرجه السيوطي في الدرر عن أنس قال: قال رسول الله :« لا تزال جنهم يلقى فيها وتقول هل من مزيد حتى يضع رب العزة فيها قدمه فيزوي بعضها إلى بعض وتقول قط قط وكرمك ولا يزال في الجنة حتى ينشئ الله لها خلقاً آخر فيسكنهم في قصور الجنة . ثم قال:

« أقول: وضع القدم على النار وقولها : قط قط مروي في روايات كثيرة من طرق أهل السنة».

كما احتج بهذا الحديث فيلسوف الشيعة الملقب « بصدر المتألهين» محمد بن ابراهيم صدر الدين الشيرازي في تفسيره (القرآن الكريم1/58 و156) فقال ما نصه : « ألا ترى صدق ما قلناه النار لا تزال متألّمة لما فيها من النقيص وعدم الإمتلاء حتى يضع الجبّار قدمه فيها كما ورد في الحديث وهي إحدى تينك القدمين المذكورتين في الكرسي».

قال صاحب البرهان « كما احتج بهذا الحديث السيد محمدي الري شهري (الشيعي) في موسوعته الكبيرة (ميزان الحكمة2/178-179) في باب « هل من مزيد. وهذا هو الميزان حقاً  الذي يوزن به أحاديث رسول الله ، إمرار هذه الأحاديث من دون التعرض لها واسناد علمها إلى الله تعالى» (البرهان في تبرئة أبي هريرة من البهتان ص168 غير أني وجدت في النص اختلافا في نسخة الريشهري كما في المعجم الفقهي).

لا تسبوا عليا فإنه ممسوس في ذات الله تعالى

قال الشيخ الألباني «ضعيف جدا. رواه أبو نعيم في (الحلية1/68) حدثنا سليمان بن أحمد: ثنا هرون بن سليمان المصري ثنا سعد بن بشر الكوفي ثنا عبد الرحيم بن سليمان عن يزيد بن أبي زياد عن إسحاق بن كعب بن عجرة عن أبيه مرفوعا.

قلت: وهذا سند واه جدا، مسلسل بعلل عدة:

الأولى : إسحاق بن كعب فإنه « مجهول الحال» كما قال ابن القطان والحافظ.

الثانية: يزيد بن أبي زياد وهو الدمشقي، قال الحافظ: « متروك».

الثالثة: سعد بن بشر الكوفي لم أعرفه، وأخشى أن يكون وقع في اسمه تحريف، فقد أورد الحديث الهيثمي في « مجمع الزوائد» (9/130) وقال: رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه سفيان بن بشر أو بشير متأخر، ليس هو الذي روى عن أبي عبد الرحمن الحبلي، ولم أعرفه، وبقية رجاله وثقوا، وفي بعضهم ضعف».

الرابعة: هرون بن سليمان المصري لم أجد من ذكره.

ومما سبق تعلم تقصير الهيثمي في الكلام عليه، والإفصاح عن علله التي تقضي على الحديث بالضعف الشديد، إن سلم من الوضع الذي يشهد به القلب، والله أعلم.

لا تفضلوا (وفي روايات) لا تخيروا بين الأنبياء

وهو التفضيل المبني على التعصب. أو كما قال ابن كثير « التفضيل بمجرد الآراء والعصبية وأن مقام التفضيل ليس إليكم» (تفسير ابن كثير1/305). وذهب الحافظ إلى أن التفضيل في حق النبوة نفسها كقوله تعالى لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِه ولم ينه عن تفضيل بعض الذوات على بعض لقوله تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ. أو أن يكون التفضيل بجميع أنواع الفضائل أو أن يكون مبنيا على التفريق» (فتح الباري6/446).

قلت: وفي نص الحديث ما يفيد ذلك. فإنه إرشاد لمن غضب من قول اليهودي (والذي اصطفى موسى على البشر) فرد عليه قائلا (والذي اصطفى محمدا على البشر). فإن كان التفضيل بهذا النحو فهو منهي عنه. وإن كان التفاضل بعلم من عند الله فليس منهيا عنه.

وورد النص صريحا في عدم التفضيل على موسى واقترن باللفظ ما جعل النبي يفضل موسى عليه بشيء خاص وهو شك النبي هل كان موسى مما استثناهم الله من الصعق؟ وكأنه يقول إذا ثبت ذلك فهو أفضل مني في هذه. وإذا كان كذلك فلا يجوز فهم تفضيل موسى عليه بإطلاق.

وخلاصة الأقوال في ذلك:

أن يكون النبي قاله قبل أن يعلمه الله بأنه سيد ولد آدم فلما علم به أخبر به.

أن النهي إنما هو عن تفضيل يؤدي إلى تنقيص المفضول.

أن النهي إنما هو عن تفضيل يؤدي إلى الخصومة والفتنة كما في قصة اليهودي.

أن النهي إنما هو عن تفضيل في ذات النبوة، وإنما يكون التفاضل بالخصائص التي بينها الله بين الأنبياء (شرح صحيح مسلم15/36).

لا تفضلوني على يونس بن متى

قال الشيخ الألباني « لا أعرف له أصلا بهذا اللفظ» (شرح الطحاوية ص172) قال الحافظ «قيل إنه قال قبل أن يعلم أنه أفضل من الجميع» (فتح الباري6/413 وتحفة الأحوذي شرح الترمذي8/429).

والصحيح هو رواية «لا ينبغي لعبد أن يقول أنا خير من يونس بن متى» وفي رواية « من قال إني خير من يونس بن متى فقط كذب» (رواه مسلم2376).

فحمل الرافضة (أنا) أي انا محمد.

ولا ننسى أن يونس عند الرافضة معاقب عند الله لأنه بزعم أصحاب هواجس وكوابيس عقيدة الإمامة حبسه الله في بطن الحوت لإنكاره ولاية علي بن أبي طالب ولم يخرجه حتى قبلها « (تفسير فرات13 بحار الأنوار26/333 بصائر الدرجات ص22).

لا تكذب علي كما كذب عكرمة على ابن عباس

رد الحافظ بن حجر هذه الرواية وقال بأنها لم تثبت لأنها من رواية خلف الجزار عن يحيى البكاء ويحيى هذا متروك الحديث. قال ابن حبان « ومن المحال أن يجرح العدل بكلام المجروح» وشكك الطبري في هذه الرواية فقال « إن ثبت هذا عن عمر» (مقدمة الفتح 427).

لا تلدوني.. ألم أنهكم أن تلدوني

روى البخاري عن عائشة قالت « لددناه في مرضه فجعل يشير الينا أن لا تلدوني، فقلنا كراهية المريض للدواء. فلما أفاق قال: ألم انهكم أن تلدوني؟ قلنا: كراهية المريض للدواء. فقال: لا يبقى في البيت أحد إلا لدّ، وأنا أنظر إلا العباس، فإنه لم يشهدكم!

وفي رواية عند الحاكم « والذي نفسي بيده لا يبقى في البيت أحد إلا لد إلا عمي . قال فرأيتهم يلدونهم رجلاً رجلاً. قالت عائشة: ومن في البيت يومئذ فيذكر فضلهم، فلدّ الرجال أجمعون، وبلغ اللدود أزواج النبي فلددن امرأة امرأة !!... هذا حديث صحيح الاسناد ، ولم يخرجاه».

ويعمد الروافض إلى اتهام عائشة وحفصة وأبويهما بأنهم أرغموا النبي على احتساء السم لقتله والتخلص منه. وفجأة وبعد إعطائه السم – حسب الخيالات الكورانية – يصدر النبي أمرا باحتساء الجميع لهذا السم. فلا يتأخرون عن تنفيذ أمره لحظة واحدة حتى ميمونة الصائمة أخذته.

ولكن لو كان سما لمات الجميع. فإن الرسول أرغمهم على شرب الدواء كما أفاده الحديث. حتى إن ميمونة شربت منه وكانت صائمة آنذاك استجابة لأمر النبي صلى الله عليه وسلم.

وبعد هذا نسأل:

أين دور علي في ظل هذا كله؟ يبدو أن عليا كان غائبا فما بال علي كان غائبا يوم قال عمر (حسبنا كتاب الله) ويوم إعطاء النبي الدواء الذي اعتبرتموه سما؟

ألم يستغث النبي بعلي كما فعل بزعمكم في أحد وقال: ناد عليا مظهر العجائب تجده عونا لك في النوائب؟

وكيف يبقى علي غائبا طيلة هذه اللحظات الحرجة لحظات موته صلى الله عليه وسلم. هل كان علي مشغولا بالسقيفة؟

فلا نرى منه موقف اعتراض عند قول عمر ولا عند إعطاء الدواء للنبي؟

أكان ساكتا خائفا؟ إن كان كذلك فاسكتوا أنتم مثله فإنه يسعكم ما وسعه!!

بل إننا لم نر منه في حقهم إلا المبايعة والتزويج والتسمية!

ليجعل هذه الشوكات الثلاثة قاطعة الطريق على الخيالات والافتراءات.

لا سيف إلاّ ذو الفقار ولا فتى إلاّ علي

رواه الحاكم في (المستدرك 2/385) والبيهقي في (سننه 3/376).

موضوع: فيه عيسى بن مهران. قال عنه الذهبي « رافضي كذاب» وأورد له هذا الحديث من جملة أكاذيبه (أنظر ميزان الاعتدال5/390). وهو عين ما قاله ابن عدي في تكذيبه وإيراد هذا الحديث من جملة أكاذيبه (الكامل في الضعفاء5/260). وكذلك أبو الوفا الطرابلسي في كتابه (الكشف الحثيث1/205). كذلك فعل الحافظ ابن حجر (لسان الميزان4/406). وصرح ببطلانه العجلوني في (كشف الخفاء2/488).

لا مهدي إلا عيسى بن مريم

لا يصح. قال البيهقي «والأحاديث في التنصيص على خروج المهدي أصح ألبتة إسنادا» (نقله عنه الحافظ في تهذيب التهذيب9/126).

قال القرطبي « غير صحيح. قال البيهقي في كتاب البعث والنشور لأن راويه محمد بن خالد الجندي وهو مجهول يروى عن أبان بن أبي عياش وهو متروك عن الحسن عن النبي وهو منقطع والأحاديث التي قبله في التنصيص على خروج المهدي وفيها بيان كون المهدي من عترة رسول الله أصح إسنادا» (تفسير القرطبي8/122).

قلت: بل محمد بن خالد الجندي منكر الحديث كما أفاد الحافظ الذهبي (ميزان الاعتدال6/132). ووصف الذهبي الرواية بأنها منكرة جدا (ميزان الاعتدال7/317).

لا وأيم الله إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ثم يطلقها

تمام الرواية « عن زيد بن أرقم قال دخلنا عليه فقلنا له لقد رأيت خيرا لقد صاحبت رسول الله وصليت خلفه وساق الحديث بنحو حديث أبي حيان غير أنه قال ألا وإني تارك فيكم ثقلين أحدهما كتاب الله عز وجل هو حبل الله من اتبعه كان على الهدى ومن تركه كان على ضلالة وفيه فقلنا من أهل بيته نساؤه قال لا وأيم الله إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ثم يطلقها فترجع إلى أبيها وقومها أهل بيته أصله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده» (رواه مسلم2408).

أقول: هذا في حال طلقها. فإن لم يطلقها فإنها تبقى من أهله ما دامت على عهدته.

وقد أوهم قول زيد بن أرقم السابق التعارض مع قوله التالي:

قيل له: « ومن أهل بيته يا زيد أليس نساؤه من أهل بيته قال نساؤه من أهل بيته ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده قال ومن هم قال هم آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس قال كل هؤلاء حرم الصدقة قال نعم» (صحيح مسلم).

فلا تقوم الحجة بقول غير المعصوم مما يظهر تناقضه. وتبقى الحجة في هذه الأقوال النبوية الواضحة:

قال رسول الله في حادثة الإفك « من يعذرنا من رجل بلغني أذاه في أهل بيتي فوالله ما أعلم عن أهل بيتي إلا خيرا» (رواه البخاري رقم2494).

وكان رسول الله يقول لعائشة (السلام عليكم أهل البيت» (البخاري7/1575).

وفي رواية أنس أن رسول الله جعل يمر على نسائه فيسلم على كل واحدة منهن ويقول « سلام عليكم كيف أنتم يا أهل البيت  فيقولون بخير يا رسول الله» (صحيح مسلم رقم1428).

5273 حدثنا عثمان حدثنا جرير عن منصور عن إبراهيم ثم قلت للأسود هل سألت عائشة أم المؤمنين عما يكره أن ينتبذ فيه فقال نعم قلت يا أم المؤمنين عم نهى النبي  صلى الله عليه وسلم أن ينتبذ فيه قالت نهانا في ذلك أهل البيت أن ننتبذ في الدباء والمزفت» (صحيح البخاري رقم5273 ومسلم رقم1995).

قالت عائشة: « إنا آل محمد لا تحل لنا الصدقة» (حسن الحافظ في الفتح3/356 والهيثمي (مجمع الزوائد3/90) إسناده.

وقالها الرسول من قبل للحسن بن علي (مسلم1069 ) وهذا يرد قول زيد (على افتراض تناقض قوله).

وعلمنا أيضا أن نقول « اللهم صل على محمد وآل محمد» وفي لفظ « اللهم صل على محمد وأزواجه وذريته» (البخاري).

لا يبغضنا ولا يحسدنا أحد إلا ذيد عن الحوض يوم القيامة

موضوع. أخرجه الطبراني في الكبير. وفيه عبد الله بن عمرو الواقعي. وهو كذاب كان يضع الحديث (سلسلة الأحاديث الضعيفة رقم4918).

لا يجوز أحد الصراط إلا من كتب له علي بن أبي طالب الجواز

لا أصل لـه. ويروى هكذا: عن قيس بن أبي حازم قال التقى أبو بكر الصديق وعلي بن أبي طالب فتبسم أبو بكر في وجه علي فقال له علي ما لك تبسمت فقال سمعت رسول الله يقول لا يجوز أحد الصراط إلا من كتب له علي بن أبي طالب الجواز فضحك علي رضي الله عنه وقال ألا أبشرك يا أبا بكر قال سمعت رسول الله يقول: لا يكتب الجواز إلا لمن أحب أبا بكر خرجه ابن السمان

ووجدته في (الرياض النضرة2/155) وفيه ما يصفع المحتج به في وجهه. فإن فيه « لا يكتب الجواز إلا لمن أحب أبا بكر».

ووجدته بلفظ آخر وهو « لم يجز الصراط احد الا من كانت معه براءة بولاية علي بن أبي طالب» صرح الذهبي والحافظ ابن حجر بتفرد إبراهيم ابن حميد الدينوري به عن ذي النون المصري وبأنه خبر باطل. (ميزان الاعتدال1/147 لسان الميزان1/51).

لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق

هذا الحديث لا يعني أن الله يحب صحابيا واحدا هو ابن عم رسول الله . بل إن الحديث الذي سبق هذا الحديث في مسلم « آية الإيمان حب الأنصار وآية الكفر بغض الأنصار».

قال الحافظ في الفتح « وقد ثبت في صحيح مسلم عن علي أن النبي قال له: لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق. وهذا جارٍ باطراد في أعيان الصحابة لتحقق مشترك الاكرام، لما لهم من حسن الغناء في الدين. قال صاحب المفهم: وأما الحروب الواقعة بينهم فإن وقع من بعضهم بغضٌ فذاك من غير هذه الجهة بل للأمر الطارئ الذي اقتضى المخالفة ولذلك لم يحكم بعضهم على بعض بالنفاق وإنما كان حالهم في ذاك حال المجتهدين في الأحكام، للمصيب أجران وللمخطيء أجر واحد والله أعلم» (فتح الباري1/63).

ولكن الشيعة يتهمون معاوية رضي الله عنه بالنفاق لكونه بزعمهم يبغض عليا وكان يأمر بسبه على المنابر. وهذا كله كذب. فإن لم يثبت بغض معاوية لعلي. ولو ثبت لكان بسبب ما أثارت الحرب التي وقعت بينهم، ولم يثبت أمره بسبه. بل الدليل على أنه لم يعد هناك شيء بينهما. ودليله مبايعة سيدي شباب أهل الجنة لمعاوية وهما الحسن والحسين رضي الله عنهما.

فلو كان هناك شيء من السباب المزعوم بما يلزم منه نفاق معاوية فكيف يخفي ذلك على الحسن والحسين حتى إنهما ليبايعانه ويسلمانه الخلافة؟

لا يزال هذا الدين قائما (ما وليه اثنا عشر إماما) كلهم من قريش

ومعنى هذا الحديث البشارة بوجود اثني عشر خليفة صالحا يقيم الحق ويعدل فيهم ولايلزم من هذا تواليهم وتتابع أيامهم بل وقد وجد منهم أربعة على نسق وهم الخلفاء الأربعة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم ومنهم عمر بن عبد العزيز بلا شك عند الأئمة وبعض بني العباس ولاتقوم الساعة حتى تكون ولايتهم لامحالة والظاهر أن منهم المهدي المبشر به في الأحاديث الواردة بذكره فذكر أنه يواطئ إسمه إسم النبي وإسم أبيه إسم أبيه فيملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما وليس هذا بالمنتظر الذي تتوهم الرافضة وجوده ثم ظهوره من سرداب سامرا فإن ذلك ليس له حقيقة ولا وجود بالكلية بل هو من هوس العقول السخيفة وتوهم الخيالات الضعيفة وليس المراد بهؤلاء الخلفاء الإثني عشر الأئمة الاثني عشر الذين يعتقد فيهم الإثنا عشر من الروافض لجهلهم وقلة عقلهم

ويسأل الرافضة دائما هذا السؤال: من هو إمام زمانك؟

فأقول: لو خرج علينا وعرفنا بنفسه لعرفناه ولو أنكرناه آنذاك لحق لميتتنا أن تكون ميتة جاهلية. أما أن يختبئ علينا ويجبرنا على التعرف على المجهوا فهذا تكليف بما لا يطاق.

ترى ماذا قال علماؤهم: قال الخوئي « الروايات المتواترة الواصلة إلينا من طريق العامة والخاصة قد حددت الأئمة عليهم السلام بإثني عشر من ناحية العدد ولم تحددهم بأسمائهم عليهم السلام واحدا بعد واحد (صراط النجاة2/453 للخوئي وتعليقات التبريزي). وهذا نص على أن الأئمة مجهولون فكيف تطالبوننا بإعطائكم أسماءهم؟

أنتم عندكم ثلاثة عشر وليس اثني عشر. « إني واثني عشر من ولدي وأنت يا علي زر الأرض يعني أوتادها وجبالها – بنا أوتد الله الأرض أن تسيخ بأهلها، فإذا ذهب الإثنا عشر من ولدي ساخت الأرض بأهلها» (الكافي1/448).

لا يكون إماما ولا يستحق الإمامة من اختبأ في السرداب. هذا مجرد من أدنى مقومات الإمامة. وكما أننا لا نشتري سمكا في البحر كذلك لا نبايع لإماما في سرداب.

أوصاف الحديث كلها لا تنطبق على من يدعي الرافضة إمامتهم. فلم يتول أحد من الأئمة الإمامة إلا علي وشطر من إمامة الحسن ثم ما لبث أن تنازل عنها وقدمها هدية إلى معاوية. فكيف قدم له الحسن هذه الهدية؟ وكيف بايع علي الخلفاء الثلاثة: دعوا الرافضة يحاولون حل هذه المعضلة: إنا منتظرون.

فالذين تولوا اثنان وبقي على الشيعة أن يعلموا أن عشرة لم يتولوا شيئا.

أن الإمامية مختلفون في عدد الأئمة. فلو أخذنا بنظرية الشيعة الأفطحية الذين يشترطون الوراثة العمودية في الإمامة.

لأصبح الإمام الحسن العسكري هو الإمام الإثني عشر بعد الإقرار بإمامة عبد الله بن الأفطح بن جعفر الصادق أو الإعتراف بإمامة زيد بن علي الذي اعترف بإمامته قسم من الشيعة الإمامية الأولى.

إذاً … استدلال الشيعة الإثناعشرية بروايات كهذه لا تنطبق بحال من الأحوال على الأئمة الإثني عشر لديهم ، ودون وجود دليل علمي على ولادة محمد بن الحسن العسكري ( الإمام الإثني عشر الغائب ) هو نوع من الافتراض والظن والتخمين … وليس استدلالاُ علمياً قاطعاً.

أن الحديث يقول (عزيزا – قائما) والمسلمون يعانون المهانة والذلة. فلماذا يعاني المسلمون الذل وتسلط العدو شرقا وغربا وشمالا وجنوبا؟ وهذا الثاني عشر الذي نحن الآن في ظل دولته يعيش في السرداب يشارك عالم الصراصير والعقارب والثعابين ويعتزل العالم الاسلامي؟ إن كان في السرداب فالسرداب حاكمه كالمسجون. وإن كان خارج السرداب فهذه مصيبة: هل هو مشرد أم منفي؟ ما الذي أشغله عن أحوال المسلمين؟ إما أن يكون الحديث متناقضا وإما أن تكون أفهامكم باطلة.

كان عهد الخلفاء الراشدين عهد فتوحات ومد إسلامي لم يعهد له مثيل حتى وصل زحف المسلمين في عهد عثمان إلى الصين.

لا يعرفك يا علي إلا الله وأنا

كذب. لا يعرف في شيء من كتب الحديث.

لا يغلق الرهن له غنمه وعليه غرمه

يحتج الشيعة بهذا الحديث على أن لفظ الغنيمة تطلق على غير غنائم الحرب.

على أن الحديث مروي من طرق عديدة كلها معلولة وقد أعله الشيخ الألباني بالإرسال وأطال في متابعاته ثم قال «وجملة القول أنه ليس في هذه الطرق ما يسلم من علة (إرواء الغليل5/239 ح رقم1406).

لا يقولن أحدكم: قد أخذت القرآن كله، وما يدريه ما كله قد ذهب منه قرآن كثير

قال أبو عبيد: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن أيوب، عن نافع عن ابن عمر قال: ولكن ليقل: قد أخذت منه ما ظهر.

وقريب منه هذه الرواية « يا ايها الناس لا تجزعن من آية الرجم فانها آية نزلت في كتاب الله وقرأناها ولكنها ذهبت في قرآن كثير ذهب مع محمد وآية ذلك ان النبي قد رجم وان أبا بكر قد رجم ورجمت بعدها وابنه سيجيء قوم من هذه الامة يكذبون بالرجم» غير أنني لم أجد له سندا.

ذكره السيوطي في (الإتقان2/33 الدر المنثور). ضمن باب ما نسخ تلاوته وبقي حكمه.

والحديث على فرض صحته لا إشكال فيه فإن قوله هذا محمول على النسخ. والآيات المنسوخة كثير من الناحية النسبية. ولكن هل النقصان المزعوم عندكم مثل قوله (بلغ ما أنزل إليك في علي) (للكافرين بولاية علي ليس له دافع) (وسيعلم الذين ظلموا آل محمد حقهم أي منقلب ينقلبون) منسوخة أم محذوفة عمدا؟

لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي من بعدي

ضعيف. قال الأميني الكذاب: « الحديث صحيح قطعا» (حديث المنزلة2/71). قلت: قطع الله ألسنة الكذابين.

أنى له الصحة وفيه أبو بلج: قال البخاري وابن عدي « فيه نظر» (الكاشف للذهبي2/414 الكامل في الضعفاء7/229). وفي التقريب « ربما أخطأ» (تقريب التهذيب1/625). وقال أبو حاتم « كان ممن يخطئ لم يفحش خطؤه حتى استحق الترك» (كتاب المجروحين3/113).

ولكن الأميني لا أمانة له.

لا ينبغي للمطي أن تُعمَل

فيه شهر بن حوشب صدوق كثير الأوهام كما في التقريب (2830) خالف بها الروايات الأخرى الصحيحة ونصها (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاث) وهذا اللفظ يفيد النهي لا الكراهية. بل إن لفظ لا ينبغي يستعمل في أشد الأمور نهيا كما في قوله تعالى وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً .

لعن الله القائد والراكب والسائق

رواه الطبري في تاريخه (5/622) من غير إسناد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رآى أبا سفيان مقبلا على حمار ومعاوية يقود به ويزيد ابنه يسوق به فقال:.. الحديث. والحديث لا أصل له.

وقد وجدته من طرق أخرى ليس فيها ذكر لمعاوية:

« حدثنا العباس بن الفضل الأسفاطي ثنا موسى بن إسماعيل ح وحدثنا عبد الرحمن بن الحسين العابوري التستري ثنا عقبة بن سنان الدارع قالا ثنا غسان بن مضر عن سعيد بن يزيد أبي مسلمة عن نصر بن عاصم الليثي عن أبيه قال دخلت مسجد المدينة فإذا الناس يقولون نعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله قال قلت ماذا قالوا كان رسول الله يخطب على منبره فقام رجل فأخذ بيد ابنه فأخرجه من المسجد فقال رسول الله لعن الله القائد والمقود ويل لهذه يوما لهذه الأمة من فلان ذي الاستاه». وعند البزار « سفينة أن النبي كان جالسا فمر رجل على بعير وبين يديه قائد وخلفه سائق فقال لعن الله القائد والسائق والراكب».

رواه الطبراني في (المعجم الكبير17/176) وفي السند مجاهيل: عقبة بن سنان الدارع وسعيد بن يزيد... هذا بالرغم من قول الهيثمي « رجاله ثقات» (مجمع الزوائد5/242). ومجرد قوله (رجاله ثقات) لا يكفي للحكم عليه بصحة الإسناد.

ومن طريق آخر عند البزار عن سفينة أن النبي كان جالسا فمر بين يديه رجل على بعير وبين يديه قائد وخلفه سائق فقال...» قال الهيثمي « رواه البزار ورجاله ثقات» (مجمع الزوائد1/113).

وكل هذه الطرق لا تتناول معاوية ولا ابنه يزيدا من قريب ولا من بعيد.

لعن الله من تخلف عن جيش أسامة

هل يجوز أن نقول بناء على هذا الحديث المكذوب: لعن الله من تخلف عن إمامة المسلمين ألف ومئتي سنة. فإذا كان من تخلف عن جيش أسامة ملعونا أفلا يستحق اللعن من تخلف عن إمامة المسلمين؟

ولا ننسى أن الرافضة اعترفوا أن عليا تخلف عن الجيش بإذن من رسول الله. ولكنهم لا يأتوا بدليل على ذلك.

الحديث منكر: أخرجه الجوهري في كتاب السقيفة للجوهري الرافضي واعترف بذلك عبد الحسين الموسوي صاحب المراجعات. مع أن روايته تضمنت «أن جيش أسامة كان فيه جلة المهاجرين والأنصار منهم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة بن الجراح» (المراجعات ص374 المسترشد ص116).

وعلى فرض أن أحدا تخلف عنها فلمهمة أخرى ولا شك. فإن الصحابة سباقون إلى الجهاد ولا شك.

وزعم عبد الحسين الموسوي أن الشهرستاني رواه مرسلا. وهذا دال على عجزه عن أن يجده في شيء من كتبه

لم يعهد عن النبي لعن حتى المنافقين المتخلفين عن الغزوات. والآيات واضحة في أنه كان يستغفر لهم.

قال تعالى اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ. وكان يقبل أعذارهم حين يأتون يعتذرون إليه ويستغفر لهم ويوكل سرائرهم إلى الله.

تناقض الرافضة: يستنكر الرافضة ما ترويه صحاح السنة من أن الرسول قال: اللهم إنما أنا بشر. فمن لاعنته أو سابتته فاجعلها رحمة لـه. فيقولون: كيف يليق أن ترووا عن النبي أنه كان يلعن؟

لكنهم الآن شديدو الحاجة الى رواية تثبت لعن الرسول لأصحابه حتى يقرروا مذهبهم المبني على شتم أصحاب الرسول. فتعلقوا بهذا الحديث ولكنهم تناقضوا.

وهم ما احتجوا بهذا الحديث إلا ليجعلوا من أبي بكر وعمر أول الملعونين. فقد قالوا: وقد تخلف أبو بكر وعمر عن جيش أسامة.

وبعث رسول الله أسامة بن زيد بن حارثة الى الشام، وهو لم يتجاوز العشرين من عمره، وأمره أن يوطىء الخيل تخوم البلقاء والداروم من أرض فلسطين، فتجهز الناس وخرج مع أسامة المهاجرون الأولون، وكان ذلك في مرض الرسول الأخير، فاستبطأ الرسول الكريم الناس في بعث أسامة وقد سمع ما قال الناس في إمرة غلام حدث على جلة من المهاجرين والأنصار00فحمدالله وقال الرسول (أيها الناس أنفذوا بعث أسامة فلعمري لئن قلتم في إمارته لقد قلتم في إمارة أبيه من قبله وإنه لخليق بالإمارة وإن كان أبوه لخليقا لها).

فأسرع الناس في جهازهم، وخرج أسامة والجيش، وانتقل الرسول الى الرفيق الأعلى، وتولى أبو بكر الخلافة وأمر بانفاذ جيش أسامة وقال: ما كان لي أن أحل لواء عقده رسول الله، وخرج ماشيا ليودع الجيش بينما أسامة راكبا فقال له: (يا خليفة رسول الله لتركبن أو لأنزلن)...فرد أبوبكر: (والله لا تنزل ووالله لا أركب، وما علي أن أغبر قدمي في سبيل الله ساعة)...ثم استأذنه في أن يبقى الى جانبه عمر بن الخطاب قائلا له: (إن رأيت أن تعينني بعمر فافعل) ... ففعل وسار الجيش وحارب الروم وقضى على خطرهم ،وعاد الجيش بلا ضحايا، وقال المسلمون عنه: (ما رأينا جيشا أسلم من جيش أسامة)... وهذا ليس بعجيب من مذهب القوم المبني على سب أصحاب رسول الله الذين نصروا رسول الله وفتحوا بعده العالم كله وأخضعوه لإمارة الإسلام.

ولتمرير عقيدة الطعن في الصحابة التي سن سنتها وغرس جذورها عبد الله بن سبأ: إدعوا ظلم الصحابة لأهل البيت. ولولا ذلك لم يقبل الناس عقيدة سب الصحابة.

وهذا أيضا من أكاذيبهم فإن الرسول كان قد أمر على الناس أبا بكر للصلاة بهم نيابة عنه. ولما مات استأذن أبو بكر أسامة في أن يبقي عنده عمر لمشاورته ومؤازرته فأذن له أسامة.

وهل يلعنهما رسول الله وهما أعظم المهاجرين؟ كيف يعقل أن يلعن رسول الله خواص أصحابه أبا بكر وعمر اللذين هما أبرز وأعظم المهاجرين. بل كيف يلعن أحدا من المهاجرين والأنصار الذين أثنى الله عليهم في القرآن؟ الله يثني عليهم والرسول يلعنهم؟

ومن تلبيسات عبد الحسين الموسوي أنه يصف الحديث غير المسند بأنه مرسل (إرسال المسلمات) مع أن الشهرستاني قد ذكر الرواية بغير سند. ومتى عرف عن الشهرستاني المعرفة بالحديث وهو الذي اعترف بالحيرة لكثرة لزومه علم الجدل والفلسفة حتى استشهد في كتابه المسمى بنهاية الإقدام (ص3) بهذين البيتين:

لقد طفت في تلك المعاهد كلها     وسـيرت طرفي بين تلك المعالم

فلم أر إلا واضعا كف حائـر         على ذقـن أو قارعا سن نادم

فالاستشهاد برجل كالشهرستاني عند أهل الحديث هو من المضحكات. لا سيما وأن الكذاب يدعي أنه أرسله إرسال المسلمات. وهذا من أعظم مكر وكذب هذا العابد للحسين الملقب بالموسوي.

فإن الجمهور على أن هذه المراسيل لا تقوم بها حجة ولا يجوز معارضة الثابت القطعي بها [وهو مذهب النووي في التقريب. ونسبه لأكثر الأئمة من حفاظ الحديث ونُقّاد الآثار، وهو قول مسلم كما في صحيحه 1/30. ومنهم من قبله بشروط كالشافعي، وقال الحافظ في النكت نقلاً عن الاسفراييني: إذا قال التابعي: «قال رسول الله » فلا يُعَدّ شيئًا ولا يقع به ترجيح فضلاً عن الاحتجاج به (النكَت 2/545)] لا سيما إذا أراد مبطل مخالفة القرآن بها.

وهذا من أعظم كذب وتدليس عبد الحسين وليس عبد الله. فهو يستعمل هذه العبارة في كتابه المراجعات ليجعل من مراسيلنا أسانيد صحيحة.

ولم يجد الرافضة الحديث مسندا إلا من طريق منبوذ مجهول لدى الرافضة والسنة.

وهو دليل على عجزه وإفلاسه فإنه لم يجد الحديث في مصدر من مصادر كتب أهل الحديث والسنة. فقد اضطر أن يقول أخرجه عبد العزيز الجوهري في كتاب السقيفة. وهو مؤلف رافضي مثله مجهول الحال عند أصحاب مذهبه. وأبناء جلدته ليسوا حجة علينا. وهذا الأخير قد اختلق سندا كله مجاهيل.

ولهذا يضطر بنو رفض إلى عزو الحديث إلى كتبهم ومصادرهم كقولهم (رواه ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة (وصول الأخيار إلى أصول الأخبار ص68) فقط كما فعل المجلسي (بحار الأنوار30/432). أو الشهرستاني الذي لم يذق طعم علم الحديث وإنما قضى حياته في علم المنطق والفلسفة حتى اشتكى من مرض الحيرة والشك بسببها.

 ترجمة أحمد بن عبد العزيز الجوهري

وهنا فضيحة عظيمة للرافضة: فقد ذكر شارح نهج البلاغة أنه التزم الاحتجاج على أهل السنة من كتبهم. ثم زعم أن أحمد بن عبد العزيز الجوهري هو عالم كبير ثقة من أهل الحديث وأنه هو صاحب كتاب السقيفة.

وإليكم الفضحية: فقد تعقبه الخوئي قائلا «صريح كلام ابن أبي الحديد أن الرجل من أهل السنة. ولكن ذِكر الشيخ له في الفهرست: كاشف عن كونه شيعيا، وعلى كل حال فالرجل لم تثبت وثاقته، إذ لا اعتداد بتوثيق ابن أبي الحديد» (معجم رجال الحديث2/142).

والذي قاله الخوئي يدل على جهالة الجوهري واحتجاجه بالطوسي صاحب الفهرست يؤكد ذلك حيث إن الطوسي قال « له كتاب السقيفة» ولم يزد على ذلك فدل على أنه غير معروف لدى الشيعة.

وهنا نذكر بأن كثيرا من السيناريوهات والأكاذيب الملفقة والحوارات الطويلة والمناظرات بين فاطمة وأبي بكر حول ميراث أرض فدك هي من سلسلة أكاذيب هذا الجوهري، اختلقها ودونها في كتابه السقيفة. فالحمد لله الذي وفر علينا الجهد فجعل الحكم بجهالته وعدم وثاقته من جهة الشيعة أنفسهم.

والذي يؤكد ذلك قول الطوسي في مقدمة الفهرست (ص2) « فإذا ذكرت كل واحد من المصنفين وأصحاب الأصول فلا بد أن أشير إلى ما قيل فيه من التعديل والجرح وهل يعول على روايته أم لا ؟»

والحمد لله فقد ثبت جهالة هذا الجوهري عندنا وعند الرافضة بخلاف ما حاول هذا العابد للحسين في كتابه المراجعات من إيهام القراء بأن الجوهري من علماء أهل السنة. كما تجده في كتابه المراجعة رقم (91).

أما إسناد الجوهري فهو ضعيف أيضا وفيه مجاهيل:

قال الجوهري: حدثنا أحمد بن إسحاق بن صالح عن أحمد بن سيار عن سعيد بن كثير الأنصاري عن رجاله عن عبد الله بن عبد الرحمن.

أحمد بن إسحاق بن صالح: قال الألباني « لم أجده».

رجال: من هم هؤلاء الرجال؟ لا تدري لعل منهم عبد الله بن سبأ

عبد الله بن عبد الرحمن: يغلب على الظن أنه عبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري وهو مجهول الحال كما أفاده ابن أبي حاتم في (الجرح والتعديل2/884).

أما أن ترد هذه الرواية في كتب بني رفض فهذه من أكاذيبهم ولا عبرة ولا حجة عندنا في أكاذيبهم. فقد افتروا ما هو أعظم منها. حتى زعموا أن الله ينزل إلى الأرض ليزور قبر الحسين. وأن الإله هو الإمام. فلا قيمة عندنا لما في كتبهم.

(أنظر تفصيل الرد من سلسلة الأحاديث الضعيفة للألباني ح رقم4972).

لقد أعطي علي بن أبي طالب ثلاث خصال

تمام الرواية « أخبرني الحسن بن محمد بن إسحاق الإسفرائيني ثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن البراء ثنا علي بن عبد الله بن جعفر المديني ثنا أبي أخبرني سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لقد أعطي علي بن أبي طالب ثلاث خصال لأن تكون لي خصلة منها أحب إلي من أن أعطي حمر النعم قيل وما هن يا أمير المؤمنين قال تزوجه فاطمة بنت رسول الله وسكناه المسجد مع رسول الله يحل له فيه ما يحل له والراية يوم خيبر

ضعيف جدا. رواه الحاكم وقال « هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه». وتعقبه الذهبي فقال « بل المديني عبد الله بن جعفر ضعيف» بل قال في الميزان « متفق على ضعفه» ووصفه الهيثمي بأنه « متروك» (مجمع الزوائد9/121).

حدثنا نضر بن علي ثنا عبد الله بن داود عن هشام بن سعد عن عمر ابن أسيد عن ابن عمر قال كنا نقول على عهد رسول الله النبي وأبو بكر وعمر ولقد أعطي علي بن أبي طالب ثلاث خصال لأن يكون لي إحداهن أحب إلي من أن يكون لي الدنيا وما فيها تزويجه فاطمة وولدت لـه وغلق الابواب والثالثة يوم خيبر».

رجاله ثقات رجال البخاري غير هشام بن سعد. قال الحافظ في تقريب التهذيب « هشام بن سعد المدني أبو عباد أو أبو سعيد صدوق له أوهام ورمي بالتشيع » (تقريب التهذيب1/572).

لقد علمت أن عليا أحب إليك من أبي مرتين أو ثلاثا.

قال فاستأذن أبو بكر فدخل فأهوى إليها فقال يا بنت فلانة لا أسمعك ترفعين صوتك على رسول الله قلت رواه أبو ذكر محبة علي رضي الله عنه.

قال الهيثمي « رواه البزار ورجاله رجال الصحيح ورواه الطبراني بإسناد ضعيف» (مجمع الزوائد9/127).

وضعفه الألباني (ضعيف أبي داود ص491). وفيه يونس بن أبي إسحاق وهو ثقة ولكن أبا داود صرح بأنه كان يرسل. وفي (المعرفة والتاريخ2/173) أن أحمد بن حنبل كان يفضل الرواية من أخيه إسرائيل عليه.

لكل نبي وصي ووارث وإن عليا وصيي

قال السيوطي «موضوع» (اللآلئ المصنوعة 1/359) وقال الذهبي «هذا كذب» (ميزان الاعتدال1/273).

(أنظر سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة رقم4962).

لم يكذب إبراهيم إلا ثلاث كذبات

وهذا النوع من الكذب هو من أقل أنواع الكذب شأنا ويسمى بالمعاريض. وقد جاء في الأثر « إن في المعاريض لمندوحة عن الكذب» (رواه البيهقي موقوفا على عمر بسند جيد وهو سنده مرفوعا إلى النبي كما أشار إليه العلامة الألباني في سلسته الضعيفة ح رقم 1094).

ومع هذا فقد بلغ من تقوى نبينا إبراهيم أنه يتذكر هذه المعاريض يوم الموقف وهذا هو الشأن في تعظيم العمل مهما كان صغيرا.

وهذا الكذب لا يعد شيئا وليس حراما لا سيما إذا قارناه بمفسدة تعرض زوج إبراهيم للزنى بها من قبل النمرود.

أو كان ينبغي على إبراهيم عند الرافضة التسليم للنمرود أن يزني بزوجته؟

أوليس دفع أعظم المفسدتين بارتكاب أدناها مقرر عند العقلاء بل في دين الله؟ وأن ما لم يمكن دفعه من الفساد الأعظم إلا بفساد أقل منه جاز دفعه بما هو أقل منه فسادا؟

أو كان ينبغي على إبراهيم أن يشارك قومه في عبادة الأوثان صيانة لنفسه من الكذب؟

أو كان ينبغي على إبراهيم أن لا يظهر عجز الأصنام ولا يقيم الحجة على قومه صيانة من الكذب الذي هو من المعاريض؟

وهذه كلها مذكورة في القرآن فلماذا لا تعترضون على القرآن؟

ومثلها قول يوسف أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ  أليس هذا من الكذب؟

جل ما عندكم من مخالفة ذلك هو منعكم تسميتها كذبا. وليس هذا التبرير كافيا في إقناع غير المسلم. فماذا تقولون لـه في شأن يوسف وقد قال (أيتها العير إنكم لسارقون) وهم لم يكونوا قد سرقوا؟ هل عندكم إلا تبريرات لا قيمة لها؟ ولهذا لم يجد الخوئي بدا من التصريح بنوع من الكذب للمصلحة. فقد وصف الخوئي قول إبراهيم (إني سقيم) وقول يوسف (أيتها العير إنكم لسارقون) بأنه من الأكاذيب الجائزة (مصباح الفقاهة1/401). فلماذ التهويل والتشنيع على ما أجازه شيخكم الأعظم الخوئي.

وإبراهيم قال (إني سقيم) تخلصا من الشرك حين دعاه قومه إليه. وأنتم تخالفون إبراهيم في توحيده. وهو الذي قال لقومه وأعتزلكم وما تدعون من دون الله وأدعو ربي. فتخالفونه وتدعون مع ربكم مخلوقين سويتموهم بالخالق وسلبتم أسماءه الحسنى منه وأهديتموها لأئمتكم. فكيف تستعظمون الكذب بينما تتساهلون في الشرك؟

ولا يليق بمن جعل التقية أصلا في دينه أن يستنكر الكذب الذي وقع لسبب وضرورة. فإن التقية في القرآن رخصة عند الاضطرار، بينما هي عندكم مستعملة في السراء والضراء. فقد جاء في الكافي أن رجلاً رأى رؤيا، فدخل على جعفر الصادق يخبره بها وكان عنده أبو حنيفة، فأومأ إلى أبي حنيفة ليعبرها له. فلما فعل، قال جعفر الصادق «أصبت والله يا أبا حنيفة» فلما خرج أبو حنيفة قال الرجل لجعفر الصادق: لقد كرهت تفسير هذا الناصب! قال جعفر « ليس التفسير كما فسر. قال له الرجل: لكنك تقول له:«أصبت» وتحلف على ذلك وهو مخطئ؟ قال جعفر: نعم حلفت عليه أنه أصاب الخطأ» (الكافي الروضة 292:8).

وليست التقية من فضائل الأعمال فحسب، بل من أركان الإسلام، وتركها من كبائر الذنوب عندكم. بل إن منكرها عندكم يصير منكرا لدين الإسلام.

قال القُمّي «والتقية واجبة لا يجوز رفعها إلى أن يخرج القائم [الإمام الغائب] فمن تركها قبل خروجه فقد خرج من دين الله تعالى ومن دين الإمامية، وخالف الله ورسوله والأئمة» (الاعتقادات 114 – 115). ورووا عن جعفر الصادق أنه قال «تسعة أعشار الدين في التقية، ولا دين لمن لا تقية له» (الكافي 2/172).

في الأصول من الكافي (باب التقية 2/217 و219) » التقية ديني ودين آبائي ولا ايمان لمن لا تقية له«.

وفي جامع الأخبار (ص95) لتاج الدين محمد بن حمد الشعيري عن النبي «تارك التقية كتارك الصلاة».

ولقد قسم الشيعة التقية إلى أربعة أقسام: التقية الخوفية والتقية الإكراهية والتقية الكتمانية والتقية المداراتية (محمد صادق روحاني/رسالة في التقية (ضمن كتاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ص148).).

وهذا واضح في أن الشيعة يجيزون استخدام التقية في السرّاء والضرّاء مع المؤمن والكافر سواءً حتى جعلوها من أركان مذهبهم، وعزيمةً لا رخصةً يستخدمونها في حالات الإضطرار وغير الاضطرار، لا خوفاً على أنفسهم من الهلاك وإنما حفاظاً على المذهب من الإندراس (الحكومة الإسلامية 61).

فالذين يجيزون التقية ويروون عن أئمتهم فتاوى متناقضة مخرجها على التقية التي يجعلونها ركنا من أركان الإسلام ومن لا تقية له لا دين له: لا نقبل منه هذا الإنكار. وإنما يحق لغيره ممن لا يجعل الكذب ركن الدين أن ينكر ذلك. قال شيخ الشيعة القُمّي « والتقية واجبة لا يجوز رفعها إلى أن يخرج القائم [ الإمام الغائب ] فمن تركها قبل خروجه فقد خرج من دين الله تعالى ومن دين الإمامية، وخالف الله ورسوله والأئمة» (الاعتقادات 114).

لما أسرى بي فرأيت الرحمن الأعلى بقلبي في خلق شاب أمرد

نور يتلألآ.. فسألت إلهي أن يكرمني برؤيته، فإذا هو كأنه عروس حين كشفت عن حجلته، مستويا على عرشه..».

لم أجد لهذه الأكذوبة أصلا في شيء من كتب الحديث.

قال في نقض التأسيس« هذه الألفاظ ينكر أهل المعرفة بالحديث أن تكون من ألفاظ رسول الله »  (نقض التأسيس3/429).

لما اقترف آدم الخطيئة قال يا رب أسألك بحق محمد

حدثنا أبو سعيد عمرو بن محمد بن منصور العدل حدثنا أبو الحسن محمد بن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي حدثنا أبو الحارث عبد الله بن مسلم الفهري حدثنا إسماعيل بن مسلمة أنبأ عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن جده عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال قال رسول الله لما اقترف آدم الخطيئة قال يا رب أسألك بحق محمد لما غفرت لي فقال الله يا آدم وكيف عرفت محمدا ولم أخلقه؟ قال لأنك يا رب لما خلقتني بيدك ونفخت في من روحك رفعت رأسي فرأيت على قوائم العرش مكتوباً لا إله إلا الله محمد رسول الله فعلمت أنك لم تضف إلى اسمك إلا أحب الخلق إليك. قال الله: صدقت يا آدم إنه لأحب الخلق إلي، أدعني بحقه فقد غفرت لك ولولا محمد ما خلقتك».

رواه الحاكم وقال « صحيح» (المستدرك2/615) قال الذهبي « بل موضوع». قلت: بقي هذا التصحيح من الحاكم أهم علامة على تساهله.

فقد حكى الحافظ ابن حجر أن بعضهم ذكر أن الحاكم حصل له تغير وغفلة في آخر عمره، ويدل على ذلك أنه ذكر جماعة من الضعفاء وقطع بترك الرواية عنهم ومنع الاحتجاج بهم ثم أخرج أحاديث بعضهم في مستدركه وصححها، من ذلك أنه أخرج حديثاً لعبد الرحمن بن زيد بن أسلم وكان قد ذكره في الضعفاء فقال انه روى عن أبيه أحاديث موضوعة لا تخفى على من تأملها». (لسان الميزان5/263 ترجمة رقم 8598).

بل قد وصف الحافظ ابن حجر هذا الحديث بأنه « خبر باطل» كما في اللسان (3/442) ترجمة رقم (4815) وضعّفه البيهقي في دلائل النبوة (5/489) وصرح السيوطي بضعفه في مناهل الصفا في تخريج أحاديث الشفا (ص94 ح 381) والزرقاني في شرح المواهب (1/76) وابن كثير في (البداية والنهاية2/323) وملا علي القاري في شرح الشفا (1/215) والشهاب الخفاجي في شرح الشفا (2/242) وذكر الحافظ عن الحاكم وأبى نعيم أن عبد الرحمن بن زيد هذا كان يروي الأحاديث الموضوعة عن أبيه. وقال ابن الجوزي « أجمعوا على ضعفه» وقال ابن حبان (كان يقلب الأخبار) وقال ابن سعد «ضعيف جدا» (تهذيب التهذيب6/178).

وقال السبكي إن هذا لا ينزل عن درجة الحسن. وأخرجه الطبراني في الأوسط عزاه له الهيثمي في (المجمع 253:8).

ولنا على ذلك مآخذ منها:

أن هذا الحديث الموضوع المكذوب يضاهيء اعتقاد النصارى. قال الشهرستانى عن عقائد النصارى « والمسيح هو الابن الوحيد وهو الذي به غفرت زلة آدم عليه السلام» (الملل والنحل للشهرستاني2/61).

أن قوله «وصححه» غلط، فإن الحاكم كتب « صحيح الإسناد». وأهل الحديث يفرّقون بين صحة الإسناد وصحة الحديث.

أن هناك من يحتج بكلام السبكي، غير أن السبكي قد اعترف بأنه قلد الحاكم في التصحيح فقال « وقد اعتمدنا في تصحيحه على الحاكم» (شفاء السقام في زيارة خير الأنام 163). مما يبين درجته في هذا الفن. فكيف يستدل مقلد بمقلد؟

ولماذا احتاج إلى التقليد هنا؟ أهو من باب التعلق بقشة ليقينه بضعف الرواية؟

فإنه قد تواتر عند أهل الحديث تساهل الحاكم في التصحيح وهذا مما يتجاهله هؤلاء تارة ويقرون به تارة أخرى حسب الحاجة.

قال الشيخ محمد بن درويش الحوت في أسنى المطالب (ص573) بأن الحاكم متساهل في التصحيح ونقل عن المناوي تعقب الذهبي لكثير من تصحيحات الحاكم.

لما كتبت المصاحف عرضت  على عثمان فوجد فيه حروفاً من اللحن

فقال : لا تغيروها فإن العرب ستغيرها أو قال ستعربها بألسنتها لو أن الكاتب من ثقيف والمملي من هذيل لم توجد فيه هذه الحروف

الرواية ضعيفة ولا توجد شيء من كتب الحديث المعتمدة.

وهي لا تصح عن عثمان، فإن إسنادها ضعيف مضطرب منقطع، رواه قتادة عن عثمان مرسلاً، وكذلك حجاج مدلس وقد عنعنه عن هرون بن موسى، ورواه نصر بن عاصم عنه مسندًا، ولكن فيه عبد الله بن فطيمة، وهو مجهول. مِما يدل على ضعف هذه الآثار أن وقوع اللحن في القرآن وسكوت الصحابة عنه مِما يستحيل عقلاً وشرعًا وعادةً، لوجوه: ولا يُظَنُّ بالصحابة أنَّهم يلحنون في الكلام، فضلاً عن القرآن، فقد كانوا أهل الفصاحة والبيان. ثم إنه لا يُظَنُّ بِهم اللحن في القرآن الذي تلقوه من النَّبِيّ كما أنزل، وحفظوه وضبطوه وأتقنوه. وافتراض صحة هذا النقل يعني أن الصحابة اجتمعوا على الخطأ وكتابته، وهذا مما لا يُظَنُّ بهم. 

لما نزلت وأنذر عشيرتك الأقربين

تمام الرواية « أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه نا عبد الله بن أحمد نا أبو الحسن على بن موسى بن السمسار أنا محمد بن يوسف أنا أحمد بن الفضل الطبري نا أحمد بن حسين نا عبد العزيز بن أحمد بن يحيى الجلودي البصري نا محمد بن زكريا الغلابي نا محمد بن عباد بن أدم نا نصر بن سليمان نا محمد بن إسحاق عن عبد الغفار بن القاسم عن المنهال بن عمرو عن عبد الله بن الحارث بن عبد المطلب عن عبد الله بن عباس عن علي بن أبي طالب قال لما نزلت هذه الأية وأنذر عشيرتك الأقربين فضقت بذلك ذرعا وعرفت أني متى أناديهم بهذا الامر أرى منهم ما أكره فصمت عليها حتى جاءني جبريل فقال يا محمد إنك إن لم تفعل ما تؤمر به سيعذبك ربك فاصنع لنا صاعا من طعام واجعل عليه رجل شاة وأمل لنا عسا من لبن واجمع لي بني عبد المطلب حتى أبلغهم فصنع لهم الطعام وحضروا فأكلوا وشبعوا وبقي الطعام قال ثم تكلم رسول الله فقال يابني عبد المطلب أي والله ما أعلم شابا من العرب جاء قومه بأفضل مما جئتكم به إني قد جئتكم بخير الدنيا والاخرة وإن ربي أمرني أن أدعوكم فأيكم يوءازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي ووصيتي وخليفتي فيكم فأحجم القوم عنها جميعا وأني لأحدثهم سنا فقلت أنا يا نبي الله أكون وزيرك عليه فأخذ برقبتي ثم قال هذا أخي ووصيتي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا. فقام القوم ( يضحكون ويقولون ) لأبي طالب قد أمرك أن تسمع لعلي وتطيع»

موضوع. فيه الغلابي. قال الدارقطني « بصري وكان وضاعا» (الضعفاء والمتروكون484).

وله عدة طرق كلها باطلة ومنكرة. ولم يثبت شيء منها. في بعض طرقها عبد الغفار بن قاسم أو مريم وهو متروك كذاب شيعي اتهمه علي بن المديني وغيره بوضع الحديث. وتابعه على بعض القصة على الله بن عبد القدوس. قال الذهبي: كوفي رافضي. قال يحيى: ليس بشيء رافضي خبيث. وقال النسائي: ليس بثقة».

وزعم عبد الحسين (عبد البشر) أن هذا الحديث (هذا وصيي وخليفتي) في صحاح السنن المأثورة. وهو في ذلك كذاب، وقد قلده الخميني على كذبه. فإن هذا الحديث ليس في شيء من كتب السنن فضلا عن الصحيح. بل زعم أنه في مسند أحمد ومستدرك الحاكم ثم ذكر في الحاشية أن مسلما رواه في صحيحه. ثم أوهم القارئ أن البخاري رواه أيضا في صحيحه. ثم قال: « وقد صححه غير واحد من أعلام المحققين.. وزعم أن مسلما احتج بشريك وهو كذب فإن مسلما روى له متابعة» انتهى (سلسلة الأحاديث الضعيفة4932).

لمبارزة علي لعمرو بن ود يوم الخندق أفضل من أعمال أمتي

وتمام الرواية « حدثنا لؤلؤ بن عبد الله المقتدري في قصر الخليفة ببغداد ثنا أبو الطيب أحمد بن إبراهيم بن عبد الوهاب المصري بدمشق ثنا أحمد بن عيسى الخشاب بتنيس ثنا عمرو بن أبي سلمة ثنا سفيان الثوري عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال قال رسول الله : لمبارزة علي بن أبي طالب لعمرو بن عبد ود يوم الخندق أفضل من أعمال أمتي إلى يوم القيامة».

رواه الحاكم وتعقب الذهبي هذه الرواية قائلا « قبح الله رافضيا افتراه» (المستدرك3/32). وقال الحافظ « هذا خبر موضوع» (إتحاف المهرة13/331).

الله الذي يحيي ويميت.. اغفر لأمي فاطمة بنت أسد ولقنها حجتها

قال ابن الجوزي في العلل المتناهية في الأحاديث الواهية (1/269) » تفرد به روح بن صلاح وهو في عدد المجهولين وقد ضعفه ابن عدي«.

قال الهيثمي في مجمع الزوائد 9/257 » رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه روح بن صلاح، وثقه ابن حبان والحاكم وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح«. ومن طريق الطبراني رواه أبو نعيم في (حلية الأولياء3/121) وإسناده عندهما ضعيف، لأن روح بن صلاح الذي في إسناده قد تفرد به، كما قال أبو نعيم نفسه، وروح ضعفه ابن عدي، وقال ابن يونس: رويت عنه مناكير، وقال الدارقطني « ضعيف في الحديث» وقال ابن ما كولا: « ضعفوه» وقال ابن عدي بعد أن أخرج له حديثين: « له أحاديث كثيرة، في بعضها نكرة» فقد اتفقوا على تضعيفه فكان حديثه منكراً لتفرده به. وكل من روى هذا الحديث صرح بتفرد روح به. وهي إشارة منهم إلى هذه العلة. (أنظر المعجم الأوسط للطبراني1/68 العلل المتناهية1/270 لابن الجوزي).

وهذا التفرد يعد عند مسلم منكرا. فقد قال في مقدمة صحيحه: « فأما من تراه يعمد لمثل الزهري في جلالته وكثرة أصحابه الحفاظ المتقنين لحديثه وحديث غيره أو لمثل هشام بن عروة وحديثهما عند أهل العلم مبسوط مشترك قد نقل أصحابهما عنهما حديثهما على الاتفاق منهم في أكثره فيروى عنهما أو عن أحدهما العدد من الحديث مما لا يعرفه أحد من أصحابهما وليس ممن قد شاركهم في الصحيح مما عندهم فغير جائز قبول حديث هذا الضرب من الناس» (مقدمة صحيح مسلم1/7)

وقد ذهب بعضهم إلى تقوية هذا الحديث لتوثيق ابن حبان والحاكم لروح هذا، ولكن ذلك لا ينفعهم، لما عرفا به من التساهل في التوثيق، فقولهما عند التعارض لا يقام له وزن. وقد نقل السيوطي عن الحافظ العراقي قوله « الحاكم أشد تساهلا منه» (تدريب الراوي1/108 التقييد والإيضاح1/31). أي من ابن حبان.

اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل هذا الطير فجاء علي

 رواه الحاكم 3/130 بسند موضوع تعقبه الذهبي وحكم عليه بالوضع.

 وتناقض الحاكم في الحكم عليه. قال أبو عبد الرحمن الشاذياخي » كنا في مجلس السيد أبي الحسن فسئل أبو عبد الله الحاكم عن حديث الطير فقال: لا يصح، ولو صح لما كان أحد أفضل من علي – رضي الله عنه- بعد النبي. قال الذهبي: ثم تغير رأي الحاكم وأخرج حديث الطير في مستدركه« (تذكرة الحفاظ2/1042).

 وقال الذهبي » هو خبر منكر« (1/602).

 وقال الشيخ الألباني « ضعيف» (مشكاة المصابيح ح رقم6085 ضعيف الترمذي ص500 ح رقم3987).

 ورواه الترمذي (3721) وقال حديث غريب. أي ضعيف.

 قال الحافظ ابن حجر »هو خبر منكر« (لسان الميزان2/354) وفي أجوبته عن الأحاديث الموضوعة في مشكاة المصابيح ذكر للحديث شواهد: غير أن المعول عليه هو المتأخر من قوليه كما في اللسان.

 قال الزيلعي في نصب الراية »كم من حديث تعددت طرقه وكثرت رواياته وهو ضعيف كحديث الطير« (نصب الراية1/361 وانظر تحفة الأحوذي10/224).

 وقال ابن كثير في البداية والنهاية (7/351) »إن كل من أخرجوه بضعة وتسعون نفسا أقربها غرائب ضعيفة.. ووقفت على مجلد كبير في رده وتضعيفه سندا ومتنا للقاضي أبي بكر الباقلاني« (مختصر مستدرك الحاكم للحميد3/1446).

 وقال ابن الجوزي في العلل المتناهية1/225 » ذكره ابن مردويه من نحو عشرين طريقا كلها مظلم«.

 إسناده ضعيف. فيه:

 مطير بن أبي خالد: متروك الحديث كما قاله ابن أبي حاتم:

 أحمد بن عياض: مجهول.

 إبراهيم القصار: ضعيف.

 إسماعيل بن عبد الرحمن السدي: رموه بالتشيع. وهو من غلاة الشيعة.

اللهم اجعل أبا بكر معي في درجتي في الجنة

لا أصل له في شيء من كتب السنة المعتمدة وقد رواه أبو نعيم في حلية الأولياء1/33 من طريق عطاء بن أبي ميمونة وهو متكلم فيه من جهة القدر كما أوضح البخاري (التاريخ الكبير6/3012) ووثقه آخرون.

والآفة فيه من جهة محمد بن العباس بن أيوب قال الحافظ بأنه يروي الطامات وليس بثقة (لسان الميزان5/215).

ولو كنا متعصبين منحازين بباطل لتحرينا القول بصحته. ولكن الحق أحق أن يتبع. فاللهم ثبتنا على قول الحق في الغضب والرضا.

اللهم اجعلها مغنما ولا تجعلها مغرما

موضوع كما قال الألباني في (إرواء الغليل3/343 ح رقم852). «حدثنا سويد بن سعيد ثنا الوليد بن مسلم عن البختري بن عبيد عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله «إذا أعطيتم الزكاة فلا تنسوا ثوابها أن تقولوا اللهم اجعلها مغنما ولا تجعلها مغرما».

رواه ابن ماجة في سننه (1/573 ح رقم1797).

يحتج الشيعة بهذا الحديث على أن لفظ الغنائم لا يستعمل فقط فيما يغنم من الكفار. وهذا لتبرير الخمس الذي يستدلون عليه من الآية واعلموا أنما غنمتم من شيء.. الآية.

والحديث ضعيف.

اللهم اركسهما في الفتنة ركسا ودعهما الى النار

رواه الطبراني في المعجم الأوسط (7/133).

قال ابن الجوزي « هذا حديث لا يصح» (الموضوعات1/338).

فيه يزيد بن أبي زياد. قال الحافظ في التقريب « ضعيف وكان شيعيا» (تقريب التهذيب7717 ميزان الاعتدال7/241). ورواه في (المعجم الكبير11/38) وفيه عيسى بن سوادة النخعي. قال الهيثمي « كذاب» (مجمع الزوائد8/121).

اللهم أسألك بحق السائلين عليك

انظر سلسلة الضعيفة 1/34 حديث رقم 24

ضعيف فيه عطية العوفي في روايته وهَن وقد ضعّفوه وهو مشهور بضعفه وتشيعه وتدليسه عند المحدثين (انظر تقريب التهذيب للحافظ ترجمة رقم (4616). وقد وصفه الحافظ بأنه مشهور بالتدليس القبيح (طبقات المدلسين1/50).

لأنه كان يروي عن أبي سعيد الخدري فلما مات صار يروي عن أبي سعيد الكلبي ويقتصر على قول (حدثني أبو سعيد) فيظن الناس أنه يروي عن أبي سعيد الخدري. فكيف يؤمن تدليس عطية إن كان من هذا النوع من التدليس؟. غير أنه وهم أو نسي فقال: إنه قال: حدثني أبو سعيد: فأمن بذلك تدليسه(كما نقله عنه إبن علان). والحواب: أن التصريح بالسماع إنما يفيد إذا كان التدليس من النوع الآخر. وأما تدليس عطية فإنه من النوع القبيح فلا يفيد ذلك. لأنه في هذه الرواية قال حدثني أبو سعيد ولم يفصح لنا من هو أبو سعيد هذا: هل هو الخدري أم الكلبي؟

وهكذا فتدليس عطية من النوع الذي لا ينفع معه التصريح بالتحديث.

قال الزبيدي « إنما ضعفوه من قِبَل التشيع ومن قبل التدليس» (إتحاف السادة المتقين 5/88). قال الذهبي « قال أحمد والنسائي وجماعة: ضعيف، وقال سالم المرادي كان عطية يتشيَّع» (ميزان الاعتدال 3: 79 تهذيب التهذيب 7: 224). وذكره النووي في (الأذكار ص58 باب ما يقول إذا توجه إلى المسجد) من روايتين في سند الأولى وازع بن نافع العقيلي: قال النووي (متفق على ضعفه) وفي سند الثانية (عطية العوفي) قال النووي « وعطية ضعيف». وكذلك صرح جمع من الحفاظ بضعفها كالحافظ المنذري في الترغيب (3/459).

وقد حاول الحافظ ابن حجر دفع الضعف عن عطية كما في (نتائج الأفكار1/271) فقال: « ضعف عطية إنما جاء من قبل التشيع ومن قبل التدليس وهو في نفسه صدوق، وقد أخرج له البخاري في الأدب المفرد وأخرج له أيو داود أحاديث ساكتا عليها، وحسن له الترمذي عدة أحاديث بعضها في أفراده».

وهذا الكلام من الحافظ غير سديد. فإن الحافظ نفسه بقلة الضبط فقال في التقريب « صدوق يخطئ كثيرا وكان شيعيا مدلسا» وقوله «يخطئ كثيرا» فيه أن حديث عطية يلازمه الضعف. والخطأ الكثير لا علاقة له بالتشيع والتدليس بل هو متعلق بالضبط.

زد على ذلك أن البخاري نقل عن علي قوله « عطية وأبو هرون العبدي وبشر بن حرب عندي سواء. وكان هشيم يتكلم فيه» (التاريخ الأوسط1/267 وميزان الاعتدال5/101 تهذيب الكمال20/147) يعني عطية. وهذا فيه تسوية لعطية بالمتروكين.

فأبو هرون العبدي متروك (تقريب التهذيب ترجمة4840).

وبشر بن حرب: ضعفه ابن المديني وكان يحيى لا يحدث عنه (التاريخ الكبير2/71).

فكيف يستهان بمن اجتمع فيه التشيع والتدليس وكثرة الخطأ؟

ولا حجة في رواية البخاري عنه رواية واحدة في الأدب المفرد فإنه لم يقتصر فيه على الصحيح كما هو الحال في صحيحه.

ثم إن أبا داود قال « ليس بالذي يعتمد عليه» (تهذيب التهذيب7/201).

وقال الذهبي عنه « عطية واه».

ونقل الزيلعي في (نصب الراية4/51) عن عبد الحق في أحكامه قوله « وعطية العوفي لا يحتج به».

وقال السخاوي « وعطية ضعيف» (الأجوبة المرضسة1/187).

وأما تحسين الترمذي له فليس بحجة، قد يحسن لجماعة من الضعفاء. وقد أكد الحافظ أن الترمذي « إذا وصف حديثا بالحسن فلا يلزم عنده أن يحتج له، ودليل لك أنه أخرج حديثا من طريق خيثمة البصري عن الحسن عن عمران بن الحصين ثم قال بعده « هذا حديث حسن وليس إسناده بذاك» (سنن الترمذي2/128) (وانظر النكت على ابن الصلاح1/402 توضيح الأفكار1/179).

وأما قول يحيى بن معين بأنه « صالح» وأنه سئل عن عطية وأبي نضرة فقال « أبو نضرة أحب إلي» كما في سؤالات الدوري (2/407).

فهذا لا يعد توثيقا وإنما المقصود يُعمل النظر في رواياته. قال ابن أبي حاتم « إذا قيل رجل صالح الحديث فإنه يكتب حديثه للاعتبار».

وعلى افتراض كونه توثيقا فلا بد من التوفيق بين الجرح والتعديل وذلك لا يكون إلا بتقديم الجرح لأن الحارح معه زيادة علم من تدليس وتشيع وكثرة خطأ لو اطلع عليه المعدل لجرحه. ومثا هذا يقال فيما زعم أحدهم أن ابن شاهين قد وثق عطية، أضف إلى أن ابن شاهين ليس من أهل الشأن في الجرح والتعديل.

وأما قول ابن سعد في طبقاته عن العوفي « وكان ثقة إن شاء الله». فإن الجارح مقدم على المعدل إن كان عنده زياة علم. وماذا عند ابن سعد من علم إلا أن يكون قد أخذه من شيخه الواقدي الواقدي وهو متهم ولا يعول عليه ولا يمكن أن نقدم قوله على شهادة البخاري وغيره من الموثوقين المعروفين بالجرح والتعديل.

أما تحسين العراقي له فإن الجرح مقدم على التعديل اذا كان الجارح مبينا أسباب جرحه. وقد بين النووي أسباب ضعف الحديث. وهذا دليل على أن القاعدة (وخذه حيث حافظ عليه نص) لا تخلو من اعتراض. فهذا الحافظ العراقي يحسنة بينما الحافظ النووي يحكي الاتفاق على ضعفه.

وهذا تعصب وعمى، ناهيك عن أنه يمنح الحافظ رتبة الأئمة المعصومين ومخالف لما أجمع عليه جمهور الأمة وعلماؤها « كل منا يؤخذ منه ويردّ عليه إلا صاحب هذا القبر». فكم من حافظ أخطأ في تحسين حديث وتضعيفه حسب ما أدى إليه اجتهاده. فهذا الحافظ الدارقطني يتعقب الحافظ البخاري في العديد من أحاديث صحيحه كما بينه الحافظ ابن حجر في مقدمة صحيح البخاري. وهذا ابن حجر وهو حافظ يتعقب البيهقي فيصحح حديث الصوت الذي ضعفه.

وليس ذلك بقادح فيهم، وإنما يقدح في أهل الكلام والجدل الذين ينهون عن التقليد، وهم أول المقلدين كما قاله الحافظ ابن حجر.

فهذه القاعدة منقوضة بما هو معلوم بالاستقراء من حصول الخطأ والاختلاف بين الحفاظ في تحسين الأحاديث الضعيفة أو تضعيف الصحيحة خطأ وسهواً! وإذا كنا نعتقد أن الأئمة يخطئون وكانوا يقولون « إذا وجدتم قولنا يخالف الحديث الصحيح فاضربوا بقولنا عرض الحائط». فكيف نعتقد احتمال الخطأ عند الشافعي وأحمد ولا نعتقده في الحافظ؟!

فماذا نفعل إذا ضعف حافظ حديثاً صححه حافظ آخر؟

 وابن حجر العسقلاني حافظ وقد نص على أن رواية (وهو الآن على ما عليه كان) مكذوبة لا وجود لها في شيء من كتب الحديث (فتح الباري6/289) فلماذا لا تزالون متمسكينً بها وقد نص حافظ على وضعها وكذبها؟

 والسبكي (عندكم) حافظ وقد حشا كتابه (شفاء السقام) بالأحاديث الموضوعه التي صرح جمع من الحفاظ بوضعها: فلو أننا أخذناها على عماها كما تريدون لوقعنا في الكذب على رسول الله ووقع المسلمون في فساد عظيم (وقد حكى محقق كتاب (سير أعلام النبلاء) تحامل السبكي المقيت والذي ينبئ عن تحامل وحقد وبُعدٍ عن الإنصاف وجهل أو تجاهل بمعرفة القول الفصل في مواطن الخلاف (سير أعلام النبلاء18/471).

 بل أنتم لا تأخذونه حتى ولو نص حافظ عليه فقد نص الحافظ الذهبي على تواتر حديث الجارية كما في كتاب العلو (ص 16) كذلك الحافظ ابن حجر في الفتح (13/359) قال « هو حديث صحيح أخرجه مسلم». فهل تأخذونه حيث حفاظ عليه نصوا؟

 وإذا كانت شهادة الحافظ ابن حجر عندكم معتبرة فقد صرح. باستحقاق ابن تيمية رتبة (حافظ) كما في (التلخيص الحبير3 / 109) وكذلك شهد له السيوطي برتبة (حافظ، مجتهد، شيخ الإسلام) (صون المنطق 1 طبقات الحفاظ ترجمة رقم (1144) والأشباه والنظائر3/683 نقل فيها ثناء ابن الزملكاني على شيخ الإسلام). فهل تأخذون بنص شهادة الحافظ في ابن تيمية إن كنتم صادقين؟ أم أنكم تأخذون من قول الحافظ ما يناسب أهواءكم؟

اللهم أعط عليا فضيلة لم تعطها أحدا قبله ولا تعطها أحدا بعده

عن أحمد بن نصر الدارع قال: « حدثنا صدقة بن موسى حدثنا سلمة بن شيب حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن الزهري عن عروة بن الزبير عن ابن عباس قال قتل علي بن أبي طالب عمرو بن ود ودخل على النبي فلما رآه كبر وكبر المسلمون فقال اللهم أعط عليا فضيلة لم تعطها أحدا قبله ولا تعطها أحد بعده فهبط جبريل ومعه أترجة من الجنة فقال إن الله يقول حي بهذه علي بن أبي طالب فدفعها إليه فانفلقت في يده فلقتين فإذا حريرة بيضاء مكتوب فيها سطرين تحية من الطالب الغالب إلى علي بن أبي طالب هذا من وضع الدارع

موضوع: فيه الدارع وهو واضعه كما أفاده الشوكاني في (الفوائد المجموعة1/367) والسيوطي في (اللآلئ المصنوعة1/338).

اللهم أقول كما قال أخي موسى

اللهم اجعل لي وزيرا من أهلي علي أخي أشدد به أزري وأشركه في أمري.. وفي رواية (اللهم اشدد أزري علي أخي).

ضعيف: لأجل علي بن عابس الأزرق الأسدي: قال البخاري » ضعفه ابن معين (التاريخ الكبير6/2432) وقال »ليس بشيء« (التاريخ الصغير2/262). وقال أبو زرعة » منكر الحديث يحدث بمناكير كثيرة عن قوم ثقات« (سؤالات البرذعي ص429) وقال النسائي » ضعيف« الضعفاء والمتروكون 452).

اللهم العنهم فقد تركوا السنة من بغض علي

كان ابن عباس بعرفة فقال: يا سعيد ما لي لا أسمع الناس يلبون؟ فقلت: يخافون معاوية! فخرج ابن عباس من فسطاطه فقال: لبيك اللهم لبيك، وإن رغم أنف معاوية، اللهم العنهم فقد تركوا السنة من بغض علي» (السنن الكبرى للبيهقي5/112).

في الرواية عبد الله بن محمد بن الشرقي: وهو متهم متكلم فيه لإدمانه المسكر(لسان الميزان3/341).

اللهم إنما أنا بشر فأي المسلمين لَعنتُه سببتُهُ فاجعله زكاة

وفي رواية: « إنما محمد بشر، يغضب كما يغضب البشر، وإني قد اتخذتُ عندك عهدًا لن تخلفنيه، فأيما مؤمن آذيتُه أو سببتُهُ أو جلَدتُه فاجعلها له كفارة وقربة.

وقد أشترط النبي على ربه ذلك. ولم يثبت عن النبي أنه أجاز اللعن والسب أو عرف منه ذلك وإنما كان ذلك على هيئة الإفتراض فيما لو حدث بما يحدث للنفس البشرية عادة. وهو أيضا محمول على من ظهر للنبي منه كان يجعله يظن استحقاقه له وفي الحقيقة ليس كذلك كما قال « يا أم سليم أما تعلمين أن شرطى على ربي أنى اشترطت على ربي فقلت إنما أنا بشر أرضى كما يرضى البشر وأغضب كما يغضب البشر فأيما أحد دعوت عليه من أمتي بدعوة ليس لها بأهل أن تجعلها له طهورا وزكاة وقربة يقربه بها منه يوم القيامة» (رواه مسلم).

وقد شنع الرافضة على هذا الحديث وقالوا: هذا لا يليق بمقام النبوة، لأن الرسول لا يلعن من لا يستحق اللعن. واللعن ليس من شميته. ولكن حواس الرافضة وعقولهم تتعطل متى استحكم بهم الهوى.

فإنهم أدخلوا اللعن في خطبة الحاجة، كلما حمدوا الله وصلوا على نبيه لعنوا أعدائهم. وجعلوا لعن الشيخين شعارا لدينهم. بل وسنوا دعاء للعن أسموه بدعاء صنمي قريش. وجعلوا في الصلاة على جنازة السني هذه العبارة « اللهم العن فلانا عبدك ألف لعنة مؤتلفة غير مختلفة، اللهم اخز عبدك في عبادك وبلادك وأصله حر نارك وأذقه أشد عذابك».

أليسوا يكررون الاحتجاج بهذا الحديث « لعن الله من تخلف عن جيش أسامة» وهو لا أصل له في شيء من كتب الحديث؟

وقد رووا عن أئمتهم جواز الإفتراء على الخصوم وسبهم واتهامهم بالزنا والسرقة ولو كان ذلك غير صحيح.

وكذبوا على النبي صلى الله عليه وآله فزعموا أنه أجاز الخديعة والاتهام بالزنا والسرقة زورا قائلا « إذا رأيتم أهل البدع والريب من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة وباهتوهم كي لا يطعموا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس» (الفصول المهمة في أصول الأئمة2/232 مجمع الفائدة13/163 منهاج الفقاهة1/378). وذكر النراقي أن هذه الرواية وردت في صحيحة داود بن سرحان (مستند الشيعة14/162). وأخرج هذه الرواية شيخهم أبو الحسين ورام بن أبي فراس الأشري المتوفي 605هـ في تنبيه الخواطر ونزهة المعروف بمجموعة ورام 2/162مؤسسة الأعلمي وسائل الشيعة11/508). وذكر هذه الرواية شيخهم الصادق الموسوي عن الإمام السجاد في كتابه (نهج الانتصار) وعلق عليها (هامش ص 152) بقوله « إن الإمام السجاد يجيز كل تصرف بحق أهل البدع من الظالمين ومستغلي الأمة الإسلامية من قبيل البراءة منهم وسبهم وترويج شائعات السوء بحقهم والوقيعة والمباهتة كل ذلك حتى لا يطعموا في الفساد في الإسلام وفي بلاد المسلمين وحتى يحذرهم الناس لكثرة ما يرون وما يسمعون من كلام سوء عنهم هكذا يتصرف أئمة الإسلام لإزالة أهل الكفر والظلم والبدع فليتعلم المسلمون من قادتهم وليسيروا على نهجهم». انتهى كلامه.

وعلق الأنصاري والروحاني على قول أبي عبد الله « باهتوهم كيلا يطمعوا في إضلالكم» قائلا بأن هذا « محمول على اتهامهم وسوء الظن بهم بما يحرم اتهام المؤمن به بأن يقال: لعله زان أو سارق.. ويحتمل إبقاؤه على ظاهره بتجويز الكذب عليهم لأجل المصلحة» (كتاب المكاسب للأنصاري2/118 منهاج الفقاهة2/228).

عن أبي حمزة الثمالي أنه قال لأبي جعفر عليه السلام: إن بعض أصحابنا يفترون ويقذفون من خالفهم ، فقال : الكف عنهم أجمل». يعني الافتراء وقذف المخالف جميل، ولكن ترك ذلك أجمل!!!

علق الأنصاري على الرواية بأن فيها  « دلالة على جواز الافتراء وهو القذف على كراهة» (كتاب المكاسب للأنصاري2/119).

اللهم إني أتقرب إليك بولاية علي

موضوع. فيه متروكان متهمان بالكذب والوضع: الحسن بن علي بن زكريا ابن صالح أبو سعيد العدوي والحكم بن ظهير الفزاري أبو محمد بن ليلى الكوفي (الجرح والتعديل1: 2: 118 تهذيب التهذيب2/428).

اللهم إني أسألك بحق موسى وبحق عيسى .. إلا فرجت غمي

وتمام الحديث « جار علي السلطان فحبسني فلما كان في الليل أتاني آت فقال: ألا أعلمك دعاء يذهب الله عنك الغم؟ قلت: نعم. قال: إذا أصبحت. فقل: اللهم إني أسألك بحق موسى وبحق عيسى وبحق الاسم الذي حملت به مريم بشرا سويا إلا فرجت همي».

وهذا الأثر لا أصل له ولا يعرف في شيء من كتب الحديث. وفيه مجاهيل منهم: عبد الله بن يحيى الهاشمي والفضل بن إسماعيل.

والأدعية لا تثبت بالمنام.

اللهم ثبت لسانه واهد قلبه

حدثني علي بن حمشاد ثنا العباس بن الفضل الأسفاطي ثنا أحمد بن يونس ثنا أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي البختري قال قال علي رضي الله عنه بعثني رسول الله إلى اليمن قال فقلت يا رسول الله أني رجل شاب وأنه يرد علي من القضاء ما لا علم لي به قال فوضع يده على صدري وقال اللهم ثبت لسانه واهد قلبه فما شككت في القضاء أو في قضاء بعد هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.

صححه الحاكم. ولكن تعقبه الحافظ بأن « أبا البختري عن علي إسناد منقطع» (إتحاف االمهرة11/404).

اللهم لا تمتني حتى تريني عليا (الترمذي5: 643)

حدثنا محمد بن بشار ويعقوب بن إبراهيم عن أبي الجراح حدثني جابر بن صبيح قال حدثتني أم شراحيل قالت حدثتني أم عطية قالت بعث النبي صلى الله عليه وسلم جيشا فيهم علي قالت فسمعت النبي صلى الله عليه وسلم وهو رافع يديه يقول اللهم لا تمتني حتى تريني عليا قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب إنما نعرفه من هذا الوجه».

ضعيف. فيه: أبو الجراح المهري وأم شراحيل مجهولان قال الألباني «سنده ضعيف» (هداية الرواة5/431 وانظر ضعيف مشكاة المصابيح رقم6045 وضعيف الترمذي781).

اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا

قبل كل شيء لا تنس أمرا مهما يسقط الاستدلال الرافضي وهو إخراج الرافضة زينب وأم كلثوم من حديث الكساء. فعدم دخولهما في الكساء أحدث مشكلة كبيرة عند الرافضة لا يخرجون منها إلا بالطعن بنسب هاتين الطاهرتين. وإنكار أن تكونا من بنات النبي صلى الله عليه وسلم.

والزوجة هي الأهل حتى في مذهب الشيعة وإن أنكروه مكابرة وتعصبا.

وتأملوا هذه الأدلة:

الأول: عن على بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي قال: قلت لابي عبد الله (عليه السلام  جعلت فداك إني لما قضيت نسكي للعمرة أتيت أهلي ولم اقصر قال: عليك بدنة، قال: قلت: إني لما أردت ذلك منها ولم تكن قصرت امتنعت فلما غلبتها قرضت بعض شعرها بأسنانها، فقال: رحمها الله كانت أفقه منك عليك بدنة وليس عليها شئ» (الكافي4/441  وصحح المجلسي18/83).

الثاني: قال الخميني « الصادق عليه السلام : إذا أتى أحدكم أهله فليذكر الله، فان لم يفعل وكان منه ولد» كان شرك شيطان» (تحرير الوسيلة2/239 هداية العباد2/303 للكلبايكاني من لايحضره الفقيه3/404 وسائل الشيعة2/118 بحار الأنوار6/201). وفي لفظ « فان من لم يذكر الله عند الجماع فكان منه ولد كان شرك شيطان» (بحار الأنوار6/201).

الثالث: ما رواه الشيعة وصححوه أن رجلا من الأنصار أتى النبي صلى الله عليه وآله فقال: يا رسول الله هلكت وأهلكت، فقال: وما أهلكك؟ قال: أتيت أهلي في شهر رمضان وأنا صائم، فقال له النبي صلى الله عليه وآله أعتق رقبة» (من لا يحضره الفقيه2/115 وسائل الشيعة7/30 مختلف الشيعة الحلي3/442). وقد أكد الشهيد الثاني صحة الرواية عند الصدوق) عن أبي عبد الله عليه السلام وفيه قول الرجل « وقعت على امرأتي. قال: تصدق واستغفر ربك» (مسالك الأفهام للشهيد الثاني1/15). ففي هذه الرواية لفظ (امرأتي) والروايات الأخرى (أهلي) فقامت الحجة على القوم من كتبهم.

الرابع: يقول محسن الأمين في كتابه أعيان الشيعـة (1/26) » فبويع الحسن ابنه فعوهد ثم غدر به وأسلم ووثب عليه أهل العراق حتى طعن بخنجر في جنبه وانتهب عسكره فوادع معاوية وحقن دمه ودم أهل بيته».

ألستم تلاحظون أنه أتى بلفظ يوجب أن يكون حقن الدم لأزواجه وأولاده أم كان يريد حقن دم أبنائه فقط دون أزواجه؟

أما بالنسبة للحديث فقد قال الهيثمي » فيه محمد بن مصعب: وهو ضعيف الحديث سيء الحفظ« (مجمع الزوائد9/167).

وهناك رواية أخرى زاد فيها عن أم سلمة » قلت: يا رسول الله ألست من أهلك؟ قال بلى فادخلي في الكساء. قالت: فدخلت في الكساء بعدما قضى دعاءه لابن عمه وابنيه وابنته فاطمة« وبداية الحديث قول أم سلمة لما بلغها مقتل الحسين »لعنت أهل العراق. قتلوه قتلهم الله غروه وذلوه لعنهم الله« الحديث. أخرجه أحمد في المسند (6/298) والطبراني في الكبير (3/114) وإسناده صحيح لغيره.

قد ورد من عدة طريق يقوي بعضها بعضا. وقد تتبعها محققو المسند وقالوا عن السند التالي « قال عبد الملك : وحدثني داود بن أبي عوف أبو الجحاف عن شهر بن حوشب عن أم سلمة..» (مسند أحمد محقق رقم26508 44/119 وأما الترقيم بحسب مكتبة التراث الحاسوبية فهو 26592).

رواية أخرى: أخبرنا أبو عبد الله مرة وأبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي من أصله وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن مكرم ثنا عثمان بن عمر ثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن شريك بن أبي نمر عن عطاء بن يسار عن أم سلمة قالت ثم في بيتي أنزلت إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا قالت فأرسل رسول الله  صلى الله عليه وسلم  إلى فاطمة وعلي والحسن والحسين فقال هؤلاء أهل بيتي وفي حديث القاضي والسمي هؤلاء أهلي قالت فقلت يا رسول الله أما أنا من أهل البيت قال بلى إن شاء الله تعالى».

قال أبو عبد الله هذا حديث صحيح سنده ثقات رواته قال الشيخ وقد روي في شواهده ثم في معارضته أحاديث لا يثبت مثلها في كتاب الله البيان لما قصدناه في إطلاق النبي  صلى الله عليه وسلم  الآل ومراده من ذلك أزواجه  أو هن داخلات فيه» (رواه البيهقي في سننه2/150 والحافظ بان عساكر في تاريخ دمشق14/138).

وحديث أم سلمة يؤكد دخولها في الكساء.

حدثنا عبدالله قال: حدثني أبي ثنا أبو النضر هاشم بن القاسم ثنا عبد الحميد ابن بهرام قال: حدثني شهر قال » سمعت أم سلمة: .. قال رسول الله » اللهم أهلي أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، قلت: يا رسول الله ألست من أهلك؟ قال: بلى فادخلي في الكساء. قالت: فدخلت في الكساء بعدما قضى دعاءه لابن عمه علي وابنيه وابنته فاطمة« (رواه أحمد في فضائل الصحابة بإسناد حسن (2/852 ترجمة رقم 1170).

لقد كان دعاء الرسول بعد نزول الآية.

هذا النص يضم إلى نصوص أخرى تثبت أن غيرهم أهل بيته. وليس هناك تناقض.

فليس في النص ما يفيد إلى أنهم هم أهله فقط. ولو ورد في االنص التحديد لقلنا به. أو لوقع التناقض. كما لو اقتصرنا على فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ  ولم نكمل قراءتها لأدت إلى فهم باطل وإشكالات عديدة.

وإذا كان أبناء النبي هم المعنيون المخاطبون بالآية فلماذا يجمعهم النبي ويدعو الله قائلا (فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا).

وإنما أراد النبي أن يتحقق لأبنائه ما خاطب الله به أزواجه.

اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي

حدثنا محمود بن غيلان حدثنا أبو أحمد الزبيري حدثنا سفيان عن زبيد عن شهر بن حوشب عن أم سلمة أن النبي جلل على الحسن والحسين وعلي وفاطمة كساء ثم قال اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا فقالت أم سلمة وأنا معهم يا رسول الله قال إنك إلى خير» (سنن الترمذي5/699). قال الترمذي هذا حديث حسن».

رواه أحمد في المسند وفيه انقطاع بين أم سملة وعطاء بن أبي رباح حيث قال « حدثني من سمع أم سلمة» (مسند أحمد رقم26508). وفيه شهر بن حوشب أيضا وهو ضعيف.

حدثنا قتيبة حدثنا محمد بن سليمان الأصبهاني عن يحيى بن عبيد عن عطاء بن أبي رباح عن عمر بن أبي سلمة ربيب النبي قال لما نزلت هذه الآية على النبي (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) في بيت أم سلمة فدعا فاطمة وحسنا وحسينا فجللهم بكساء وعلي خلف ظهره فجللهم بكساء ثم قال اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا قالت أم سلمة وأنا معهم يا نبي الله قال أنت على مكانك وأنت على خير قال هذا حديث غريب من حديث عطاء عن عمر بن أبي سلمة» (سنن الترمذي5/351)

حدثنا قتيبة حدثنا محمد بن سليمان الأصبهاني عن يحيى بن عبيد عن عطاء بن أبي رباح عن عمر بن أبي سلمة ربيب النبي قال نزلت هذه الآية على النبي ) إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ( في بيت أم سلمة فدعا النبي فاطمة وحسنا وحسينا فجللهم بكساء وعلي خلف ظهره فجلله بكساء ثم قال اللهم هؤلاء أهل بيتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا قالت أم سلمة وأنا معهم يا نبي الله قال أنت على مكانك وأنت إلى خير قال وفي الباب عن أم سلمة ومعقل بن يسار وأبي الحمراء وأنس قال وهذا حديث غريب من هذا الوجه» (سنن الترمذي5/663)

والرواية التي فيها دخول أم سلمة الكساء أصح سندا من هاتين الروايتين اللتين أشار الترمذي إلى ضعفهما.

نعم أبناؤه هم من جملة خاصته لأن نساءه وأبناءه خاصته. وليس في هذا اللفظ ما يمكن أن يخص فاطمة دون أخواتها زينب وأم كلثوم.

اللهم وال من والاه وعاد من عاداه

فيه ميمون أبو عبد الله البصري. قال فيه الحافظ في التقريب « ضعيف في الرابعة».

طرق رواية الشيعة:

حبة العرني: الكامل في الضعفاء لابن عدي 6/2222). وسليمان بن قرم: (الكامل في الضعفاء لابن عدي 3/1106) وسلمة بن كهيل (الكامل في الضعفاء لابن عدي 6/2222) علي بن زيد بن جدعان:

يزيد بن أبي زياد: فطر بن خليفة:

جعفر بن سليمان الضبعي:

ولذلك ذكرها الهيثمي وضعفها قائلا بأن فيها إبن جبير وهو ضعيف. ثم قال » في الصحيح طرف منه وفي الترمذي (من كنت مولاه معلي مولاه) (مجمع الزوائد9/164).

هذه لعلها زيادة ليست من النبي . فقد جاء في رواية أخرى عند أحمد في فضائل الصحابة التصريح بأن بعض الناس زادوا هذا القول. وهذه الزيادة من رأيِ نعيم بن حكيم. وحكى محقق الكتاب صحة سنده (2/877 ترجمة 1206).

وهذه الرواية تجعل من عليا عدوا لله لو كان الروافض يعلمون. فإن أبا بكر صار عدوا لله لمجرد أخذ الخلافة من علي بزعم القوم. وقد اعترف القوم راغمين بأن عليا بايع أبا بكر. وهذا تول له عند القوم. فكيف يوالي علي من عادى الله؟ أليس يصير علي بموالاة أبي بكر عدوا لله؟

لو أن رجلا عبد هذا البغل تقربا بذلك إلى الله لم أر بذلك بأسا

تمام الرواية: « أخبرنا الثقفي قال حدثنا أحمد بن الوليد الكرخي قال حدثنا الحسن بن الصباح قال حدثنا محفوظ بن أبي ثوبة قال حدثني بن أبي مسهر قال حدثنا يحيى ابن حمزة وسعيد بن عبد العزيز قالا سمعنا أبا حنيفة يقول لو أن رجلا عبد هذا البغل تقربا بذلك إلى الله جل وعلا لم أر بذلك بأسا» قال سعيد الراوي عن حنيفة: « هذا الكفر صراحا» (كتاب المجروحين3/73). وضبطت أيضا بلفظ « عبد هذا النعل».

لقد سبق أهل السنة غيرهم إلى نقد من زل وأخطأ ولم يتركوهم للشيعة لينتقدوهم مما يؤكد أننا لا نتعصب لأحد. بخلاف من لا يزال يصونون عرض من صرحوا باعتقاد وقوع التحريف في القرآن.

لو كان (الخضر) حيا لزارني

قال عنه ابن تيمية « الحديث لا أصل له» (مجموع الفتاوى4/339).

وقد احتج الرافضة بما ورد في مجموع الفتاوى (4/338) من أن الخضر حي والظاهر أن ابن تيمية كان يورد قول الفريقين المختلفين حوله. وقد رأينا حسم ابن تيمية للمسألة حيث قال « القول الفصل في الخضر عليه السلام والصواب الذي عليه المحققون أنه ميت وأنه لم يدرك الإسلام ولو كان موجودا في زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لوجب عليه أن يؤمن به ويجاهد معه كما أوجب الله ذلك عليه وعلى غيره ولكان يكون في مكة والمدينة ولكان يكون حضوره مع الصحابة للجهاد معهم وإعانتهم على الدين أولى به من حضوره عند قوم كفار ليرقع لهم سفينتهم ولم يكن مختفيا عن خير أمة أخرجت للناس وهو قد كان بين المشركين ولم يحتجب عنهم ثم ليس للمسلمين به وأمثاله حاجة لا في دينهم ولا في دنياهم فإن دينهم أخذوه عن الرسول النبي الأمي صلى الله عليه وآله» (زيارة القبور1/70).

الخضر نبي وليس بوليّ بدليل قوله تعالى آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وقوله  وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي. والدليل من السنة ما رواه ابْنِ عُمرَ عن النبي «أَرَأَيْتَكُمْ لَيْلَتَكُمْ هَذِهِ؟ فَإِنَّ على رَأْسِ مِئَةِ سَنَةٍ لا يَبْقَى مِمَّنْ هُوَ عَلى ظَهْرِ الأَرْضِ اليَوْمَ أَحدٌ » متفقٌ عليه.

وقد ذهب إلى نبوة الخضر عامة المفسرين كابن كثير (البداية والنهاية1/328) والنسفي والبغوي وابن الجوزي وابن حجر وقال القرطبي: «هو نبي عند الجمهور والآية تشهد بذلك. لأن النبي لا يتعلم ممن دونه، ولأن الحكم بالباطن لا يطلع عليه إلا الأنبياء» (فتح الباري6/434 و8/422) وقال الشوكاني: « ذهب الجمهور إلى نبوته» (فتح القدير 3/304) وقد خالف في ذلك النووي والقشيري واليافعي وعامة الصوفية.

وقد رد الرازي في تفسيره على القائلين بنبوة الخضر. لكنه تناقض حين فسر قوله تعالى: وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي بقوله: يعني ما فعلت ما رأيت من هذه الأحوال عن أمري واجتهادي ورأيي. وإنما فعلته بأمر الله ووحيه لأن الإقدام على تنقيص أموال الناس وإراقة دمائهم لا يجوز إلا بالوحي القاطع (التفسير الكبير للرازي 21/162)] وكليمه موسى، على نبينا وعليه السلام.

لو كان بعدي نبي لكان عمر بن الخطاب

صححه الشيخ الألباني. رواه الترمذي وإسناده حسن (صحيح الجامع الصغير ح رقم5284).

وليس فيه إشكال. فقد قال النبي لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها. وكثيرا ما يشكل مثل هذا الحديث عند جهال النساء ويظهرن التساؤل كيف يأمر النبي المرأة أن تسجد. مع غفلتهن عن (لو) الافتراضية. كذلك الحديث. فيه إثبات فضيلة عمر لا نبوته ولكن الرافضة ما ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون.

لو لم أبعث فيكم لبعث عمر

موضوع. ذكره ابن الجوزي في الأحاديث الموضوعة (الموضوعات1/321) وآفته أبو قتادة الحراني كما في ميزان الاعتدل (4/221). وفي الرواية راو مبهم عن عقبة.

لولا أن الله خلق عليا لم يكن لفاطمة كفو

لا أصل له. وهو من جملة عجائب مرويات الرافضة. (مناقب آل أبي طالب2/29 بحار الأنوار43 /107).

لولا أن قومك حديثو عهد بشرك لهدمت الكعبة

استدل الرافضة بهذا الحديث على جواز ومشروعية التقية.

وهذا الحديث لا علاقة له بالتقية. فإن النبي منذ أن بعثه الله لم يزل يعيب أصنام قريش وآلهتهم ويحذرهم من الشرك.

وقد أحل القرآن التقية عند الضرورة، وهي لا تكون إلا في حال الضعف وخوف العدو الكافر، أما مع الأمن والعزة والقوة فلا تقية حينئذ. يقول معاذ بن جبل ومجاهد رضي الله عن الجميع : « كانت التقية في جدة الإسلام قبل قوة المسلمين، أما اليوم فقد أعز الله المسلمين أن يتقوا منهم تقاة» (انظر تفسير القرطبي4/57 فتح القدير1/331).

وهناك فرق كبير بين تقية في دين الله وبين التقية في دين الرافضة, فالتقية عند الرافضة تسع أعشار الدين ولا دين لمن لا تقية له, وهي في الإسلام رخصة عند الضرورة, وهي كأكل لحم الخنزير بل أشد, ومن قارن هذه بتلك كمن قال: أكل لحم الخنزير تسع أعشار الدين, ولا دين لمن لم يأكل لحم الخنزير!

فالتقية رخصة وليست عزيمة، ويجوز الأخذ بها بشرطين أساسيين:

أن تستخدم في حالة الضراء لا في حالة السراء.

أن تستخدم ضد الكفار لا المؤمنين من إخوانهم.

لكن هذه الرخصة ليست الحال الأفضل بالنسبة للمؤمن وإنما الأفضل أن يمتنع عن الجهر بالكفر، ويصرّ على إظهار إيمانه ولو أدى ذلك إلى قتله.

مفهوم التقية وأقسامها عند الشيعة

أما الشيعة فإنهم يجيزون استخدام التقية في السرّاء والضرّاء معاً ومع المؤمن والكافر سواءً بسواءٍ حتى جعلوها ركناً من أركان مذهبهم، وعزيمةً لا رخصةً يستخدمونها في حالات الإضطرار وحالات اللاّ إضطرار.

وينفون أن يكونوا يستخدمون التقية إلا في حالة الاضطرار.

ويتعارض مع هذا النهي ما ورد في الكافي أن رجلاً رأى رؤيا، فدخل على جعفر الصادق يخبره بها وكان عنده أبوحنيفة، فأومأ إلى أبي حنيفة ليعبرها له. فلما فعل، قال جعفر الصادق « أصبت والله يا أبا حنيفة » فلما خرج أبو حنيفة قال الرجل لجعفر الصادق : لقد كرهت تفسير هذا الناصب! قال جعفر « ليس التفسير كما فسر. قال له الرجل: لكنك تقول له:« أصبت » وتحلف على ذلك وهو مخطئ؟ قال جعفر: نعم حلفت عليه أنه أصاب الخطأ »(الكافي الروضة 292:8).

إنا نرى هنا أن التقية هنا قد استعملت في حالة السراء حيث لا شيء يضطر جعفر إلى استخدامها، إذ لم يكن أبو حنيفة شاهراً سيفه. ولم يرغم أحداً على قبول تفسيره.

ويقسم المرجع الشيعي الأعلى عند القوم التقية إلى أربعة أنواع:

1 - التقية الخوفية 2 - التقية الإكراهية 3 – التقية الكتمانية 4 – التقية المداراتية

http://207.44.194.151/vb/showthread.php?s=b8866bf76b2a436f3d5a4657cd532d3a&threadid=1936

ويضيف الخميني إلى ذلك قسما آخر وهو التقية من أجل الحفاظً على المذهب من الإندراس (الحكومة الإسلامية 61).

ومن ينكر التقّية من شيعتهم يكون في نظرهم منكراً لمذهبهم ودينهم كله.

قال شيخ الشيعة القُمّي في كتاب الاعتقادات – المسمى دين الإمامية – مايلي « والتقية واجبة لا يجوز رفعها إلى أن يخرج القائم [ الإمام الغائب ] فمن تركها قبل خروجه فقد خرج من دين الله تعالى وعم دين الإمامية، وخالف الله ورسوله والأئمة » (الاعتقادات 114 – 115).

ورووا عن جعفر الصادق أنه قال « تسعة أعشار الدين في التقية، ولا دين لمن لا تقية له » (الكافي 2/172). في الأصول من الكافي (باب التقية 2/217 و219) » التقية ديني ودين آبائي ولا ايمان لمن لا تقية له«. بل رووا عن الصادق أنه قال « لو قلت إن تارك التقية كتارك الصلاة لكنت صادقا» (بحار الأنوار75/421 مستدرك الوسائل12/254 فقيه من لا يحضره الفقيه2/80 السرائر للحلي3/582 وسائل الشيعة16/211 مجمع الفائدة5/127 للأردبيلي المكاسب المحرمة2/144 كتاب الطهارة4/255 للخوئي).

واعتبر الخوئي هذه الرواية والتي قبلها من الروايات المتواترة (كتاب الحج5/153).

وفي جامع الأخبار لشيخهم تاج الدين محمد بن حمد الشعيري (ص95 ط المطبعة الحيدرية ومطبعتها في النجف) عن النبي : تارك التقية كتارك الصلاة.

بل رووا عن أئمتهم أن « تارك التقية كافر» (فقه الرضا لابن بابويه القمي ص338).

بل جعلوا ترك التقية كالشرك الذي لا يغفره الله. فرووا عن علي بن الحسين أنه قال «  يغفر الله للمؤمن كل ذنب، يظهر منه في الدنيا والآخرة، ما خلا ذنبين: ترك التقية، وتضييع حقوق الإخوان» (تفسير الحسن العسكري ص321 وسائل الشيعة 11/474 بحار الأنوار72/415 ميزان الحكمة محمد الريشهري2/990).

الحلف كذبا من التقية

وروى مرتضى الأنصاري في رسالة التقية ( ص73) وكذلك أبو القاسم الخوئي في (التنقيح شرح العروة الوثقى 4/278_307) وصححها عن جعفر الصادق أنه قال: » ما صنعتم من شيء أو حلفتم عليه من يمين في تقية فأنتم منه في سعة«.

قال الشيخ حسين آل عصفور » سئل أبو الحسن في الرجل يستكره على اليمين فيحلف بالطلاق: أيلزمه ذلك؟ قال لا« (جواهر الكلام21/13 للجواهري وانظر وسائل الشيعة15/50 عيون أخبار الرضا1/132 للصدوق، شرح أصول الكافي9/20 للمازندراني بحار الأنوار10/355 و364 و72/395 و426 مسند الرضا2/500 تحف العقول ص420 لابن شعبة الحراني).

عيون الحقائق الناظرة في تتمة الحدائق الناضرة2/1).

ويجوز شرب الخمر تقية (حاشية مجمع الفائدة والبرهان ص731 للوحيد البهباني).

وروى مرتضى الأنصاري في رسالة التقية ( ص 72) عن الإمام المعصوم أنه قال: وليس شيء من التقية إلا وصاحبها مأجور عليها إن شاء الله«.

فالشيعة يستدلون بقوله تعالى إلا أن تتقوا منهم تقاه ولكن: هذه الآية رخصة للمكره والمضطر. مثل من يضطر إلى أكل لحم الخنزير. ولكن: ماذا لو قائل: أكل الخنزير ديني ودين آبائي، ومن لا يأكل الخنزير فلا دين له.

والجواب: أن السنة والشيعة متفقون على رفض مثل هذا الكلام لأنهم متفقون على أن أكل الخنزير رخصة عند الضرورة وليس أصلا في الدين. ولكن عليك أن تسأل الشيعة لماذا صارت التقية من أصول الدين حتى بلغت تسعة أعشاره وانتفى عمن لا تقية له إلى الكفر!

وحتى الفتاوى الفقهية التي كان يفتي بها الأئمة: كان منها ما يفتون به خلاف الحق، وذلك عملاً  بالتقية. فقد روى النوبختي في كتابه فرق الشيعة عن عمر بن رباح أنه سأل أبا جعفر عليه السلام عن مسألة فأجابه فيها بجواب متناقض مع إجابته الأولى فسأله عن سبب ذلك التناقض فقال « إن جوابنا الأول خرج على التقية ».

إذن: فقد صارت التقية عند الشيعة ركناً وعبادة يتقربون بها إلى الله وهذا ما لا يقره دين من الأديان على اختلاف أجناسها وأنواعها، فإنه ما من دينٍ – نصرانيٍ أو مجوسيٍ أو وثنيٍ، إلا والكذب قبيحٌ عنده، يذمه وينهي عنه ويأمر بالصدق والفضيلة.

إن الإسلام قد أمر بالصدق والرجولة والشجاعة، ونهى عن صفات الجبن والخسة والخذلان، وإن للتقية آثاراً سلبية تحدث في النفس خصالاً ذميمة. منها الإزدواج في الشخصية، والإضطراب بين القول والفعل والظاهر والباطن. وكل ذلك يتنافى مع شخصية المسلم التي تتصف بالصدق والرّجولة وشجاعة الكلمة والمواقف، والتي لا تخادع ولا تداهن ولا تعمل إلا الحق.

إن استعراض حالة أئمة أهل البيت الذين تعرّضوا للتعذيب والقهر في سبيل كلمة الحق ووقفة الحق لتؤكد أنهم كانوا أبعد الناس عن التقية والمخادعة. فقد واجه الحسين وأهل بيته الكرام عليهم السلام الموت في سبيل كلمة الحق، وقد قيل إن الإمام موسى بن جعفر لم يكن على وفاق مع الخليفة الرشيد، فتعرض للسجن مراتٍ عديدة في سبيل كلمة الحق.

أقسام التقية عندهم

وقد وقف أحد مشايخ الشيعة يقسم الأيمان بأن الشيعة لم يعودوا يستخدمون التقية. فقيل له: وما يدرينا لعل يمينك هي الأخرى تقيّة .؟!

قد يكون صادقاً فيما قال، لكن هذه التقية قد أدخلت الريبة في قلوب الناس من كل ما يقوله الشيعة وبددت الثقة فيهم. فلا لوم على الناس في ذلك، وإنما اللوم على من جعلوا التقية ديناً. هم الذيم أفقدوا الثقة بهم. ألا فليتخلوا عن التقية إن هم أرادوا كسب ثقة الآخرين.

ومن التقية العلمية التي يفعلها كثيرون من الشيعة أنهم يحملون معهم التربة الحسينية التي يسجدون عليها في مساجدهم، لكنهم يُخفونها عندما يدخلون إلى مساجد أهل السنة. فيقتدون بإمام المسجد السنّي. وإذا عادوا إلى بيوتهم أعادوا الصلاة (قاله الشيخ موسى الموسوي الرجل الذي حاز على درجة الفتيا والإجتهاد من الحوزة العلمية بالنجف الأشرف من قِبَلِ الشيخ آل كاشف الغطاء.).

فضائل كتمان الدين عندهم

وفي الكافي (2/222) والرسائل للخميني (2/185) عن سليمان بن خالد قال « قال أبو عبد الله عليه السلام : يا سليمان إنكم على دين من كتمه أعزه الله ومن أذاعه أذله الله».

عن أبي جعفر قال: «دخلنا عليه جماعة، فقلنا يا ابن رسول الله إنا نريد العراق فأوصنا، فقال أبو جعفر عليه السلام: لا تبثوا سرنا ولا تذيعوا أمرنا» (الكافي2/176 كتاب الإيمان والكفر  باب الكتمان).

يقول أبي جعفر: « أحب أصحابي إلي أكتمهم لحديثنا» (الكافي 2/177 كتاب الإيمان والكفر باب الكتمان).

- قال أبو عبد الله « من أذاع علينا حديثنا سلبه الله الإيمان» (الكافي2/275 كتاب الإيمان والكفر باب الإذاعة).

- عن أبي عبدالله « ما قتلنا من أذاع حديثنا قتل خطأ ولكن قتلنا قتل عمد» (الكافي2/275 كتاب الإيمان والكفر باب الإذاعة).

- قال أبو عبدالله: « يا معلى اكتم أمرنا ولا تذعه، فإنه من كتم أمرنا ولم يذعه أعزه الله، من أذاع أمرنا ولم يكتمه أذله الله به في الدنيا ونزع النور من بين عينيه في الآخرة وجعل ظلمة تقوده إلى النار، إن التقية من ديني ودين آبائي ولا دين لمن لا تقية له، إن المذيع لأمرنا كالجاحد له» ( الكافي 2/177 كتاب الإيمان والكفر باب الكتمان).

- قال أبو جعفر: « ولاية الله أسرها إلى جبرئيل عليه السلام وأسرها جبرئيل إلى محمد صلى الله عليه وسلم وأسرها محمد إلى علي عليه السلام وأسرها علي إلى من شاء الله، ثم أنتم تذيعون ذلك» ( الكافي 2/178 كتاب الإيمان والكفر باب الكتمان ).

الرد على ذلك

فهل في كتمان الدين فضائل وقد اتخذ القوم من آية التبليغ قاعدة لمذهبهم. وزعموا أن الرسول قال « فضلنى الله بالرسالة وفضله (يعني عليا  بالتبليغ عنى، وجعلنى مدينة العلم و جعله الباب و جعله خازن العلم» (بحارالانوار38/112).

لولا علي لهلك عمر

ضعيف: فيه مؤمل بن إسماعيل كما رواه في الاستيعاب (3/1103).

ويروى بلا إسناد في حق غير علي هكذا « عجزت النساء أن تلد مثل معاذ لولا معاذ لهلك عمر». وفيه مجاهيل في السند «عن أشياخ» من هم هؤلاء الأشياخ؟ ولهذا شكك البيهقي في السند قائلا « وهذا إن ثبت» (سنن البيهقي7/443). ومع ذلك حرفه الشيعة فحذفوا إسم معاذ ووضعوا مكانه اسم علي رضي الله عنهما (مسند زيد بن علي ص335).

 ويأتي كذاب آخر وهو محمد هادي الأميني فيقول في معرض تحقيقه لكتاب (خصائص الأمة ما يلي « هذا الحديث من القضايا التي أجمعت عليها العامة (يعني السنة) والخاصة (يعني الرافضة) على صحته وجاء في كتب الفريقين مما يثبت جهل عمر وقصوره في العلم إلى جانب اعترافه بفضل سيدنا أمير المؤمنين عليه السلام» (خصائص الأئمة ص85).

 قلت هذا يدل على كذب الرافضة الرخيص. أين قال أهل السنة بصحة هذا الحديث؟

 وقد كذب محققو كتاب دلائل الإمامة لمحمد بن جرير الطبري الرافضي الذي ذكر الرواية هكذا (لولا علي لهلك عمر) فقالوا « رواه ابن حجر في الإصابة (دلائل الإمامة ص22) وهم كذابون أفاكون فإن الرواية في الإصابة هكذا (لولا معاذ لهلك عمر).

 كذاب آخر وهو محمد الباقر البهبودي محقق كتاب الصراط المستقيم3/15) يقول « رواه البخاري» فالمؤلف خلط بين قصة رجم المجنونة وألصق به القول المزعوم (لولا علي لهلك عمر) ثم يأتي البهبودي الكذاب ويجاريه على هذه الأكذوبة ويقول رواه البخاري. ويسرد مصادر أخرى. وهذا البهبودي الكذاب هو محقق كتاب الكافي فكيف وثق الشيعة بتحقيق كذاب زعم لهم أنه سوف يستخرج الصحيح من كتاب الكافي وهو كذاب؟

 ويأتي كذاب آخر وهو عبد الزهراء العلوي فيقول في تحقيقه لبحار الأنـوار (30/679) « قولة عمر لولا علي لهلك عمر جاءت بألفاظ متعددة وموارد كثيرة» وذكر من هذه المصادر سنن أبي داود وسنن البيهقي. مع أنه في سنن البيهقي بلفظ (لولا معاذ لهلك عمر). وهو في ذلك كذاب أشر كصاحبه البهبودي

 فانظر إلى الرافضة وكذبهم.

لولا ما سبقني به ابن الخطاب ما زنى إلا شقي

عن ابن جريج قال: أخبرني من أصدق أن عليا قال بالكوفة: لولا ما سبق من رأي عمر بن الخطاب – أو قال: من رأي ابن الخطاب ما زنا إلا شقي» (مصنف عبد الرزاق7/499).

والجهالة واضحة في قول ابن جريج (أخبرني من أصدق)؟

قال أحمد « إذا حدثك ابن جريج عن فلان وأخبِرتُ جاءك بالمناكير» (سير أعلام النبلاء6/328).

وحتى الرافضة فإنهم قد حكموا على الرواية بالجهالة. فقد حكم المجلسي على الحديث بأنه مجهول وذلك في كتابه ملاذ الأخيار(12/29ح5) وفي مرآة العقول20/227ح2).

وقد جاءت الرواية أيضا من طريق المفضل بن عمر وهو ضعيف عند الجميع. قال النجاشي: المفضل بن عمر أبو عبد الله وقيل أبو محمد الجعفي الكوفي، فاسد المذهب! مضطرب الرواية لا يعبأ به وقيل: أنه كان خطابيا و قد ذكرت له مصنفات لا يعول عليها و إنما ذكره للشرط الذي قدمناه له . (رجال النجاشي 2/359 –360). وقال ابن الغضائري كما نقل عنه صاحب مجمع الرجال للقهبائي 6/131 والحلي في رجاله ص258 وأبو داود الحلي في رجاله ص280 « المفضل بن عمر الجعفي أبو عبد الله ضعيف متهافت مرتفع القول خطابي وقد زيد عليه شيء كثير وحمل الغلاة في حديثه حملا عظيما ولا يجوز أن يكتب حديثه . (مجمع الرجال للقهبائي6/131 والحلي في رجاله ص258 وأبو داود الحلي في رجاله ص280). وقال الأردبيلي: وروى روايات غير نقية الطريق في مدحه وأورد الكشي أحاديث تقتضي مدحه والثناء عليه لكن طرقها غير نقية كلها، وأحاديث تقتضي ذمه والبراءة منه وهي أقرب إلى الصحة فالأولى عدم الاعتماد والله أعلم . جامع الرواة 2/258 – 259).

ليأتين على الناس زمان.. فيقال هل فيكم أحد صحب محمدا فتستنصرون به

حدثنا عقبة حدثنا يونس حدثنا سليمان الأعمش عن أبي سفيان عن جابر أن رسول الله قال ليأتين على الناس زمان يخرج الجيش من جيوشهم فيقال هل فيكم أحد صحب محمدا فتستنصرون به فتنصروا ثم يقال هل فيكم من صحب محمدا فيقال لا فمن صحب أصحابه فيقال لا فيقال من رأى من صحب أصحابه فلو سمعوا به من وراء البحر لأتوه.

هذا إسناد ضعيف. فيه يونس بن بكير. صدوق فيه ضعف. وهو متكلم في حفظه. وقد ورد في الصحيحين لفظ آخر يشبهه وفيه (فيفتح لهم به).

والنصر والفتح يكون بدعائهم وإخلاصهم وليس بذواتهم كما قال النبي صلوات الله وسلامه عليه « هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم» وقال « إنما ينصر الله هذه الأمة بضعيفها بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم».

قال الحافظ « فإن كان القوي يترجح بفضل شجاعته، فإن الضعيف يترجح بفضل دعائه وإخلاصه» (فتح الباري6/89).

لينتهين بني وليعة أو لأبعثن إليهم رجلا كنفسي

يقتل مقاتلتهم ويسبي ذراريهم وهو هذا ثم ضرب بيده على كتف علي بن أبي طالب»

قال الهيثمي في (مجمع الزوائد7/110) « رواه الطبراني في الأوسط وفيه: عبد الله بن عبد القدوس التميمي: ضعفه الجمهور ووثقه ابن حبان وبقية رجاله ثقات».

عبد الله بن عبد القدوس: قال النسائي « ليس بثقة» (الضعفاء والمتروكون337) وذكره الدارقطني في (الضعفاء والمتروكون320). وقال يحيى بن معين «ليس بشيء يشبه المجنون يصيح الصبيان في أثره» (الجرح والتعديل5/104). بل قال «رافضي خبيث» (الكامل في الضعفاء4/197 الضعفاء والمتروكون2/130 لابن الجوزي). وقال الحافظ الذهبي «رافضي خبيث» (ميزان الاعتدال4/141 و8/136). وقال صاحب المغني في الضعفاء « ضعفوه» (1/346). ورواه البيهقي في (السنن الكبرى5/127) عن زيد بن يثيع عن أبي ذر. وزيد ثقة ولكن في السند إرسال. ولذلك قال محقق كتاب فضائل الصحابة للإمام أحمد (2/706 ح رقم966) « مرسل ورجاله ثقات».

ورواه الحاكم في المستدرك (2/120) وأوله « أيها الناس إني لكم فرط» وصححه وتعقبه الذهبي قائلا «طلحة ليس بمعتمد». يعني طلحة بن جبر.

وقال الهيثمي في تعقيبه للحديث « فيه طلحة وهو ضعيف» (مجمع الزوائد9/163).

ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه (6/369) وفيه عبد الله بن شداد تابعي كبير أخرج له مسلم وحديثه مرسل كما قال الألباني (معجم أسامي الرواة2/612).

ليهبطن عيسى بن مريم حكماً

وهو عند مسلم، ولكن الجزء الأخير منه (وليأتينّ قبري) عند الحاكم (2 / 595 ) صححها ووافقه الذهبي. وفيها ثلاث علل :

الأولى: جهالة عطاء قال عنه الذهبي (لا يُعرَف تفرّد عنه المقبري) .

الثانية: عنعنة أبي إسحاق، فإنه مدلس مشهور بذلك. أما محاولة الأحباش توثيقه فنقول: قد روى السبيعي حديث (إذا جلس الله تبارك وتعالى على الكرسي سمع لـه أطيط كأطيط الرحل الجديد (رواه ابن الإمام أحمد في السنة1/301 حديث رقم 585) فإذا كنتم توثقون أبا إسحاق من أجل تصحيح رواية خدر رجل ابن عمر في قصة خدر الرجل فأثبتوا هذه الرواية في جلوس الرحمن على العرش. أما نحن فكلا الروايتين عندنا معلولة.

الثالثة: الاختلاف عليه في إسناده كما بين ابن أبي حاتم في العلل (2/ 413) حين سأل أبا زرعة عن سند الحديث فأشار عليه بالرواية الصحيحة التي ليس فيها الزيادة التي عند الحاكم (وليأتينّ قبري). راجع السلسلة الضعيفة 3 / 647 وقد صدق ابن تيمية حين ضعّف رواية الحاكم .

ما أنتم بأسمع لما أقول منهم

هذا الحديث متعلق بسماع طواغيت قريش خطاب النبي لهم بعد موتهم. وهو صريح في سماع الموتى لكنه صريح أيضا بأنه حالة استثنائية أراد بها الله القائل إن الله يُسمع من يشاء وما أنت بمسمع من في القبور إسماع طواغيت قريش السبعة أصحاب قليب بدر كلمة النبي التي وجهها لهم بعد موتهم.

وكان يفترض بكم إذا استدللتم بدليل على سماع الموتى أن تستدلوا بالصالحين لا أن تستدلوا بما حصل لأبي جهل والوليد بن المغيرة. لأن السماع الذي تريدون إثباته متعلق بكرامة المستمع لا بعقوبته وخزيه.

وقد خاطبهم النبي قائلا «يا فلان ويا فلان إنا وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا؟

فسأله عمر: « كيف تكلّم أجساداً لا أرواح فيها؟» فقال : « ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ».

وقد زعم القوم أنه إذا كان أبو جهل يسمع في قبره فالأنبياء والأولياء أولى بالسماع منه.

أقول نعم: أحياهم ليسمعهم قول النبي كما قال قتادة الذي أورده البخاري ومسلم «أحياهم الله حتى أسمعهم قوله توبيخاً وتصغيراً ونقمة وحسرة وندامة» [البخاري (3976) مسلم (2875) وانظر إتحاف السادة 10/380].

على أن هناك رواية تضمنت زيادة (الآن) «أي أنهم الآن يعلمون حين تبوؤا مقاعدهم» [البخاري 3979].

وفيه تحديد السماع بمدة وجيزة كما في الحديث الذي يحتجون به «إنّ الميّت ليسمع قرع نعال مشيّعيه» وهو حجة عليهم فإنه إذا كان أي ميت يسمع قرع نعال مشيعه بطل تخصيص السماع من القبر بالأنبياء والأولياء. وقد نقل إلينا السلف هذا الحديث ولم يفهموه على الوجه الذي تفهمونه أنتم.

وقد صدر مثل هذا التوبيخ من الأنبياء السابقين منهم صالح عليه السلام: فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِنْ لا تُحِبُّونَ النَّاصِحينَ [الأعراف 79].

فهذا نوع من عقوبة الله المعجلة لهم في عالم البرزخ تكون مقدمة لعذاب الآخرة كما قال الله عن فرعون وقومه النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ (غافر46)

ما أنزل الله يا أيها الذين آمنوا إلا وعلي أميرها وشريفها

فيه طعن في الصحابة واستثناء لعلي من ذلك. وراويه رأس في التشيع وهو علي بن بذيمة الجزري كما قاله العقيلي مع أنه صالح الحديث (ضعفاء العقيلي3/227 وانظر المغني في الضعفاء2/497). وأهل الجرح والتعديل يقبلون مثل هذا ما لم يرو ما يؤيد بدعته.

وفيه زكريا بن يحيى الكسائي: قال النسائي »متروك الحديث ضعيف« (الضعفاء211) كذا قاله الدارقطني (الضعفاء والمتروكون240).

ورواه الطبراني في الكبير 11/246 وفيه عيسى بن راشد مجهول وخبره منكر كما قاله البخاري وخبره منكر ونقله عنه الذهبي في ميزان الاعتدال (6566-6464) ولسان الميزان ترجمة رقم (1204).

وروي من طريق موسى بن عثمان الحضرمي: شيعي مفرط غال في التشيع (سير أعلام النبلاء3/282). قال أبو حاتم « متروك الحديث» (الجرح والتعديل8/152).

ويقال لهم هل علي أمير هذه الآيات:

يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون - يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون - يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم.

ما بين الركن إلى المقام إلى زمزم قبر تسعة وتسعين نبيا

هذا الأثر ليس مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فراويه تابعي ، ومثل هذا الخبر لايقال بالرأي ، بل لابد فيه من دليل صحيح من الكتاب والسنة ، وإذا كان كذلك فلا يحتج به ، فلا يحتج إلا بما ثبت عن رسول الله ، وهذا ليس قولاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم، بل هو قول تابعي ، وديننا لانأخذه إلا مما ثبت عنه عليه الصلاة والسلام .

- وروى الأزرقي كذلك قال : حدثني مهدي بن أبي المهدي قال : حدثنا عبدالرحمن بن عبدالله مولى بني هاشم عن حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن محمد بن سابط عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( كان النبي من الأنبياء إذا هلكت أمته لحق بمكة فيتعبد بها النبي ومن معه حتى يموت فيها ، فمات بها نوح وهود وصالح وشعيب ، وقبورهم بين زمزم والحجر ) .

هذا الأثر لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه مرسل ، فمحمد بن سابط ليس من الصحابة ، وقد نظرت في الإصابة لابن حجر فلم أجده ذكره ، ثم إن عطاء بن السائب اختلط بآخره ، قال أحمد : من سمع منه قديماً فهو صحيح ، ومن سمع منه حديثا لم يكن بشئ ، وقال يحي بن معين : لايحتج به ، قال ابن كثير: وأما قبره عليه السلام فروى ابن جرير والأزرقي عن عبدالرحمن بن سابط أو غيره من التابعين مرسلاً أن قبر نوح عليه السلام بالمسجد الحرام .

الشاهد من كلامه أنه قال : مرسلاً ، والمرسل من أنواع الحديث الضعيف،

ما تركت بعد نفقة نسائي فهو صدقة

هذا الحديث فيه مسألتان: حق عائشة في بيتها وحق دفن من شاءت فيه.

الحديث حجة بأن نفقة النساء خارجة عن موضوع الإرث. ولو كان داخلا في موضوع الإرث لدخل فيما تنوزع عليه في شأن الصدقة مع فدك مما طالبت به فاطمة رضي الله عنها وأرضاها.

وقد كان بيت عائشة من نفقة النبي صلى الله عليه وسلم لأن السكنى من النفقة. والسكنى نفقة باقية لأن على المتزوج كفالة نسائه في حياتهن وبعد موته عنهن. وهل نقول إن على نسائه ترك بيوتهن بعد موته والبحث عن مكان آخر؟

لقد طالبت فاطمة بأرض فدك، ولو كانت تعلم أن لها نصيبا وإرثا من بيوت نساء أبيها لطالبت به مع أرض فدك. كما أن عليا وباقي أهل البيت لم يطالبوا. فإذا سكت أهل البيت فاسكتوا فإنه يسعكم ما وسعهم.

أما من الذي أذن لها بأن تدفن فهو علي رضي الله عنه إذ قال « كنا نرى أن السكينة تنطق على لسانه – أي أبي بكر- وكيف لا أقول هذا ورأيت النبي صلى الله عليه وسلم بين أبي بكر وعمر رحمهما الله فقال هكذا نحيا وهكذا نموت وهكذا نبعث وهكذا ندخل الجنة» (رواه الحافظ ابن عساكر في تاريخ دمشق39/199).

وكذلك عن أبي الدرداء قال رئي رسول الله بين أبي بكر وبين عمر أبو بكر عن يمينه وعمر عن يساره فقال: « هكذا نكون ثم هكذا نموت ثم هكذا نبعث ثم هكذا ندخل الجنة» (تاريخ دمشق22/205 و44/188).

ولذلك صار هذا أمر إلهيا موحى به، ولم يعد متعلقا بحقها أن تدخل مع النبي من شاءت، مع ان البيت حقها. وقد دفن عمر بجوار النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن استأذنها بذلك. ولو كان يعلم عمر أنه لا حق لها لما استأذنها.

هذا بالرغم من علم الصحابة كلهم بمرافقة أبي بكر وعمر الدائمتين للنبي صلى الله عليه وسلم في حياته وأنه أراد لهما أن يكونا بجواره بعد مماته، وأهمهم في ذلك علي بن أبي طالب. فقد روى البخاري في صحيحه عن ابن عباس أنه قال « عن بن عباس رضي الله عنهما قال إني لواقف في قوم فدعوا الله لعمر بن الخطاب وقد وضع على سريره إذا رجل من خلفي قد وضع مرفقه على منكبي يقول رحمك الله إن كنت لأرجو أن يجعلك الله مع صاحبيك لأني كثيرا مما كنت أسمع رسول الله يقول كنت وأبو بكر وعمر وفعلت وأبو بكر وعمر وانطلقت وأبو بكر وعمر فإن كنت لأرجو أن يجعلك الله معهما فالتفت فإذا هو علي بن أبي طالب» (3474).

وكما رواه الحافظ ابن عساكر:.

وكان ذلك أمام جمع من المسلمين وأقروه على ذلك. كما أن عليا لم ينكر على عائشة دفن أبا بكر وعمر في بيتها بجوار النبي صلى الله عليه وسلم. والرافضة يعتقدون أن النبي يعلم الغيب. والله تعالى أمره أن يقول ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء [الأعراف188]. فلو كان دفنهما بجواره من السوء لما أذن النبي لهذا السوء أن يمسه.

ما تريدون من علي

«حدثنا عفان قال ثنا جعفر بن سليمان قال حدثني يزيد الرشك عن مطرف عن عمران بن حصين قال بعث رسول الله سرية واستعمل عليهم عليا فصنع علي شيئا أنكروه فتعاقد أربعة من أصحاب رسول الله أن يعلموه وكانوا إذا قدموا من سفر بدأوا برسول الله فسلموا عليه ونظروا إليه ثم ينصرفون إلى رحالهم قال فلما قدمت السرية سلموا على رسول الله فقام أحد الأربعة فقال يا رسول الله ألم تر أن عليا صنع كذا وكذا فأقبل إليه رسول الله يعرف الغضب في وجهه فقال ما تريدون من علي ما تريدون من علي علي مني وأنا من علي».

 الحديث صحيح (صحيح الجامع للألباني 5474). ويصفه الرافضي بأنه حديث الشكوى.

مناسبة الحديث النهي عن بغض علي. والحث على حبه وبيان منزلته وقربه من النبي. ولا علاقة له بموضوع الإمامة لا من قريب ولا من بعيد.

قال تعالى (والله ولي المؤمنين). وليس لموضوع الإمامة بهذا الحديث من قريب أو بعيد.

ما رأيك برجل عبد هذه النعل فقال لا بأس بذلك (قول منسوب لأبي حنيفة)

رواه الخطيب في تاريخ بغداد وابن حبان في المجروحين والمعرفة والتاريخ (3/784) والخطيب (3/375-377) وابن حبان في المجروحين (3/73) وفيها وهى قول سعيد بن عبد العزي في آخر الرواية: (هذا الكفرُ صُراحاً).

وهذا على الأقل يبين أهمية الدين عند علمائنا الذين يردون على الباطل صيانة للدين. وليس كالرافضة الذين يصونون عن أعراض القائلين بتحريف القرآن.

ما صب الله في صدري شيئا إلا صببته في صدر علي

الحديث (في صدر أبي بكر) وهو موضوع مع ذلك. (الموضوعات1/131 التنكيت والافادة 42 الفوائد المجموعة 1056 أسنى المطالب 1262 ).

ما طلعت الشمس على رجل خير من عمر

موضوع كما بينه الألباني (سلسلة الضعيفة والموضوعة ح رقم1357) و (سنن الترمذي رقم 3684 وضعيف الجامع رقم 5097) و وصفه في (مشكاة المصابيح6037) بأنه خبر باطل.

ما طلعت الشمس ولا غربت على أحد بعد النبيين والمرسلين خير من أبي بكر

إسناده ضعيف. رواه أحمد في فضائل الصحابة (1/187 رقم135) فيه:

عبد الله بن سفيان: قال العقيلي « لا يتابع على حديثه» (الضعفاء للعقيلي وميزان الاعتدال2/430).

وابن جريج وهو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج وهو مدلس: وذكره ابن حجر في المرتبة الثالثة من المدلسين.

بقية الواسطي: وهو مدلس أيضا.

وقد ناقض الرافضة هذا الحديث بقول أبي بكر يوم توليه الخلافة « وليت عليكم ولست بخيركم» وقالوا: كيف يكذب أبو بكر قول الرسول عنه؟

على أن قول أبي بكر قد رواه البزار في مسنده من طريق بهلول بن عبيد الكندي الكوفي ثم قال « بهلول ليس بالقوي، ولهذا لم ندخله في مسند أبي بكر لهذه العلة» (مسند البزار1/180) قال أبو زرعة الرازي « اضرب على حديثه» (2/687) وقال أبو حاتم الرازي « ضعيف الحديث» (علل الحديث 2480).

ورواه ابن سعد في طبقاته (3/183) عن عبيد الله بن موسى وهو كوفي متشيع. قال أحمد بن حنبل « كل بلية تأتي عن عبيد الله بن موسى» (سؤالاته3/150).

ورواه ابن عساكر في تاريخ دمشق من طريق يحيى بن سلمة بن كهيل: قال البخاري « في حديثه مناكير» (التاريخ الكبير8/2989) وقال في (التاريخ الصغير1/311) « منكر الحديث». وقال العجلي « كان يغلو في التشيع» (الثقات1587). وقال النسائي «متروك الحديث» (الضعفاء والمتروكون662) كذلك الدارقطني (الضعفاء والمتروكون574).

ما كنا نعرف المنافقين إلا بتكذيبهم الله ورسوله والبغض لعلي

حدثنا أبو جعفر أحمد بن عبيد الحافظ بهمدان ثنا الحسن بن علي الفسوي ثنا إسحاق بن بشر الكاهلي ثنا شريك عن قيس بن مسلم عن أبي عبد الله الجدلي عن أبي ذر رضي الله عنه قال ما كنا نعرف المنافقين إلا بتكذيبهم الله ورسوله والتخلف عن الصلوات والبغض لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه».

قال الحاكم على شرط مسلم» (المستدرك3/129). قلت: بل فيه إسحاق بن بشر الكاهلي معروف بالكذب. قال الدارقطني « كان في عداد من يضع الأحاديث» (الكامل1/335).

وفي لفظ « إن كنا لنعرف المنافقين» فيه أبو هرون العبدي تكلموا فيه.

ما لك لا تقوم مع أصحاب.. أصابتني دعوة العبد الصالح

زعم الرافضي عبد الحسين أن عليا قال لأنس بن مالك « ما لك لا تقوم مع أصحاب رسول الله فتشهد بما سمعته يومئذ؟ فقال: يا أمير المؤمنين كبرت سني ونسيت. فقال علي: إن كنت كاذبا فضربك الله ببيضاء لا تواريها العمامة. فما قام حتى ابيض وجهه برصا. فكان بعد ذلك يقول: أصابتني دعوة العبد الصالح».

رواه الكذاب في (المراجعات ص195) عن شيخه إبليس. ولم أجده في مصدر من مصادر السنة ولا حتى الشيعة. ونقبت عنه في المعجم الفقهي الشيعي الالكتروني المتضمن لآلاف الكتب الرافضية فلم أجد هذه الرواية إلا في كتابه الذي أحرى أن يسمى (المفتريات) بدل (المراجعات).

قال عبد الحسين « ويشهد لها – أي هذه الرواية – ما أخرجه الإمام أحمد في مسنده (1/119) حيث قال « فقاموا إلا ثلاثة لم يقوموا فدعا عليهم فأصابتهم دعوته.

قلت: وهذه الرواية آفتها الوليد بن عقبة بن نزار العنسي. قال الحافظ « مجهول» (تقريب التهذيب1/583 لسان الميزان7/426).

ما من أحد من أمتي له سعة ثم لم يزرني فليس له عذر

أورده السبكي في شفاء السقام 37 وهو موضوع وآفته سمعان بن مهدي (أنظر كشف الخفاء 2/366) وهو غير معروف، ألصقت به نسخة مكذوبة (المغني في الضعفاء رقم2653 ميزان الاعتدال3558).

ما من رجل يمر بقبر الرجل فيسلم عليه الا رد الله روحه

فيه عبد الله بن أبي زياد بن سليمان بن سمعان: قال الحافظ »متروك اتهمه أبو داود بالكذب«. (تقريب التهذيب3326).

وفيه محمد بن قدامة الجوهري: قال الحافظ في (التقريب 6234) »فيه لين«.

ما من عبد يمر بقبر رجل كان يعرفه في الدنيا

فسلم عليه إلا عرفه ورد عليه السلام».

ضعيف جدا. رواه الخطيب البغدادي في تاريخه (6/137) والذهبي في سير أعلام النبلاء (12/590) عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة. فإن فيه:

عبد الرحمن بن زيد: متروك. قال البخاري « لا يصح حديثه» (التاريخ الكبير1/618 و5/263) وقال البخاري أيضا « ضعفه علي جدا» (التاريخ الكبير5/922 وانظر التاريخ الصغير2/229) وفي ترتيب علل الترمذي « لا أروي عنه» (ترتيب علل الترمذي ورقة17). وذكره أبو زرعة الرازي في أسامي الضعفاء 184. وسئل أحمد بن حنبل عن أسامة بن زيد « أسامة وأخوه عبد الرحمن متقاربان ضعيفان وأخوهما عبد الله ثقة» (المعرفة والتاريخ1/430). وقال الترمذي « ضعيف في الحديث ضعفه أحمد بن حنبل وعلي بن المديني وغيرهما من أهل الحديث وهو كثير الغلط» (جامع الترمذي حديث رقم632). وكذلك ضعفه النسائي (الضعفاء والمتروكون337). وقال البزار «أجمع أهل العلم على تضعيف أخباره (كشف الأستار194).

وقد توبع عليه ولكن في الطريق من لا يحتج به فرواه ابن أبي الدنيا في كتاب القبور: حدثنا محمد بن قدامة الجوهري ثنا معن بن عيسى القزاز أخبرنا هشام بن سعد: ثنا زيد بن أسلم عن أبي هريرة..

وهذا إسناد منقطع فإن زيدا لم يدرك أبا هريرة. قال الترمذي «لا نعرف لزيد بن أسلم سماعا من أبي هريرة» (جامع الترمذي رقم3846).

وأما سبب الضعف فهو من محمد بن قدامة الجوهري قال أبو داود «ليس بشيء» وأورده الذهبي في الضعفاء وقال « وقد وهم الخطيب وغيره في خلط ترجمته بترجمة محمد بن قدامة بن أعين المصيصي الثقة وأكد ذلك الحافظ في (التقريب رقم6234).

وللحديث شاهد أسنده الحافظ ابن عبد البر في شرحه على الموطأ عن عبيد الله بن محمد عن فاطمة بن الريان المخزومي قالت: أخبرنا الربيع بن سليمان المؤذن صاحب الشافعي: أخبرنا بشر بن بكر عن الأوزاعي عن عطاء عن عبيد ابن عمير عن ابن عباس قال: قال رسول الله ..» وذكر الحديث.

قال الألباني « وهذا إسناد غريب. الربيع بن سليمان فما فوقه ثقات معروفون من رجال التهذيب وأما من دونهما فلم أعرفهما. لا شيخ ابن عبد البر ولا المملية: فاطمة بنت الريان. وظني أنها تفردت بل شذت بروايتها الحديث عن الربيع بن سليمان بهذا الإسناد الصحيح له عن ابن عباس. فإن المحفوظ عنه إنما هو بالإسناد الأول… ومن هذا التحقيق يتبين أن قول عبد الحق الإشبيلي في أحكامه (80/1) « إسناده صحيح» غير صحيح وإن تبعه العراقي في تخريج الإحياء (4/419) وأقره المناوي. (أنظر سلسلة الضعيفة للألباني9/473).

ما من نبي إلا ولد الأنبياء غيري وإن ابنيك سيدا شباب أهل الحنة

إلا ابني الخالة يحيى وعيسى».

قال الهيثمي «رواه الطبراني ورجاله ثقات وفي بعضهم ضعف» (9/182).

ما منعك أن تسب أبا التراب

النووي قد نص على أن قول معاوية ليس فيه تصريح بأنه أمر سعدًا بسبه، وإنما سأله عن السبب المانع له من السب كأنه يقول: هل امتنعت تورعًا أو خوفًا فإن كان ذلك تورعًا وإجلالاً له عن السب فأنت مصيب محسن وإن كان غير ذلك فله جواب آخر، ولعل سعدًا قد كان في طائفة يسبون فلم يسب معهم وعجز عن الإنكار وأنكر عليهم فسأله هذا السؤال » [شرح مسلم للنووي 15/175-176 أو طبعة الميس 15/184-185].

ما هذه الجفوة يا بلال

أن بلالا رأى في منامه النبي وهو يقول له ( ما هذه الجفوة يا بلال أما ان لك أن تزورني يا بلال فانتبه حزينا وجلا خائفا فركب راحلته وقصد المدينة فأتى قبر النبي فجعل يبكي عنده ويمرغ وجهه عليه وأقبل الحسن والحسين فجعل يضمهما ويقبلهما فقالا له يا بلال نشتهي نسمع اذانك الذي كنت تؤذنه لرسول الله في السحر ففعل فعلا سطح المسجد فوقف موقفه الذي كان يقف فيه فلما أن قال ( الله أكبر الله أكبر ارتجت المدينة فلما أن قال ( أشهد أن لا إله إلا الله ) زاد تعاجيجها فلما أن قال ( أشهد أن محمدا رسول الله ) خرج العواتق من خدورهن فقالوا أبعث رسول الله فما رئي يوم أكثر باكيا ولا باكية بعد رسول الله من ذلك اليوم».

قال الحافظ في (لسان الميزان ترجمة رقم 321 1/107) عن هذه القصة « بينة الوضع». قال الشيخ محمد بن درويش الحوت « لا أصل له» (أسنى المطالب593) وقال الشوكاني «لا أصل له» (الفوائد المجموعة40) والعلامة ملا علي قاري في المصنوع في معرفة الحديث من الموضوع. وقال الذهبي « إسناده لين وهو منكر» (سير اعلام النبلاء1/358).

ما يبكيك يا علي.. المدينة لا تصلح إلا بي أو بك

حدثني الحسن بن محمد بن إسحاق الأسفرايني ثنا عمير بن مرداس حدثنا عبد الله بن بكير الغنوي حدثنا حكيم بن جبير عن الحسن بن سعد مولى علي عن علي رضي الله عنه أن رسول الله أراد أن يغزو غزاة له قال فدعا جعفرا فأمره أن يتخلف على المدينة فقال لا أتخلف بعدك يا رسول الله أبدا قال فدعاني رسول الله فعزم علي لما تخلفت قبل أن أتكلم قال فبكيت فقال رسول الله ما يبكيك يا علي قلت يا رسول الله يبكيني خصال غير واحدة تقول قريش غدا ما أسرع ما تخلف عن بن عمه وخذله ويبكيني خصلة أخرى كنت أريد أن أتعرض للجهاد في سبيل الله لأن الله يقول ولا يطئون موطئا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلا إلى آخر الآية فكنت أريد أن أتعرض لفضل الله فقال رسول الله أما قولك تقول قريش ما أسرع ما تخلف عن بن عمه وخذله فإن لك بي أسوة قد قالوا ساحر وكاهن وكذاب أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هرون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي وأما قولك أتعرض لفضل الله فهذه أبهار من فلفل جاءنا من اليمن فبعه واستمتع به أنت وفاطمة حتى يأتيكم الله من فضله فإن المدينة لا تصلح إلا بي أو بك».

قال الحاكم على عادته « هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه» (المستدرك2/367).

وتعقبه الذهبي فقال « أنى له الصحة والوضع لائح عليه، وفي إسناده عبد الله بن بكير الغنوي منكر الحديث عن حكيم بن جبير وهو ضعيف يترفض».

ويأتي الأميني بلا أمانة فيكتم تعقيب الذهبي ويكتفي بقول الحاكم بأن الحديث صحيح. (حديث المنزلة2/71).

ماذا على من شم تربة أحمد ألا يشم مدى الزمان غواليا

يحتج بها عشاق التربة وندماؤها من الرافضة وغيرهم ممن يقفون من التراب موقف النصارى من المعادن والصلبان وممن أشربوا في قلوبهم التربة كما أشرب بنو إسرائيل العجل بكفرهم.

وقد ذكر الحافظ الذهبي أن « هذا مما ينسب إلى فاطمة ولا يصح عنها» (سير أعلام النبلاء2/134).

المتحابون في جلالي على منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء

قال أهل العلم في شرح هذا الحديث بأنهم «لا يغبطونهم على منابر النور والراحة بل على المحبة فإن المحبة في الله محبة لله وهو مقام يتنافس به فالغبطة على محبة الله لا على مواهبه» (فيض القدير للمناوي4/485).

متعتان كانتا على عهد رسول الله وأنا أحرمهما

ذهب عامة العلماء أن عمر لم يحرم متعة الحج. وإنما كان يرى متعة الحج رخصة تؤدى فيها عمرة وحجة في زيارة واحدة للبيت. وكان يريد من الناس إتمام العمرة لقوله تعالى وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ وكذلك تكثير زيارة البيت حتى لا يزار البيت فقط في الأشهر الحرم. ثم هو صرح بأنه لم ينه عنها نهي تحريم بل يرى تمتع الحج مهتديا بسنة النبي .

فقد ثبت عن الصُبَيّ بن معبد أنه لما قال لعمر: إني أحرمت بالحج والعمرة جميعا. قال له عمر: هديت لسنة نبيك » (رواه أحمد في المسند بإسناد صحيح 1/14 أو 1/246 ح رقم (83) و(169) و(227) و(254) و(256) و(379) وصححه محققو المسند. ورواه النسائي5/113 وصححه الألباني في صحيح النسائي2/575 ح رقم2550).

وعن ابن عباس قال «سمعت عمر يقول والله إني لا أنهاكم عن المتعة، وإنها لفي كتاب الله، وقد فعلها رسول الله يعني العمرة في الحج» (سنن النسائي رقم 2719 وصححها الألباني في صحيح النسائي2/578 ح رقم2563).

وروى البيهقي في سننه (5/21) أن علي بن أبي طالب قال لعمر بن الخطاب « أنهيت عن المتعة؟ قال: لا ولكني أردت كثرة زيارة البيت. فقال علي رضي الله عنه: من أفرد الحج فحسن ومن تمتع فقد أخذ بكتاب الله وسنة نبيه .

وإنما أراد عمر أن لا يخلو بيت الله الحرام من المعتمرين باقي أيام السّنة، ولأن التمتّع كان من السهولة بحيث تُرك الاعتمار في غير أشهر الحج فنهاهم عن التمتع.

وسئل ابن عمر عن متعة الحج فأمر بها فقيل له « إنك تخالف أباك قال: إن أبي لم يقل الذي تقولون إنما قال أفردوا العمرة من الحج أي أن العمرة لا تتم في شهور الحج إلا بهدي وأراد أن يزار البيت في غير شهور الحج فجعلتموها أنتم حراما وعاقبتم الناس عليها وقد أحلها الله عز وجل لرسول الله قال فإذا أكثروا عليه قال أفكتاب الله عز وجل أحق أن يتبع أم عمر؟» (سنن البيهقي5/21 التمهيد8/210 لابن عبد البر وقال مؤلف كتاب حجة الوداع «رجاله ثقات»1/398).

وعن عقيل عن بن شهاب أنه سأل سالم بن عبد الله بن عمر: « لِمَ نهى عمر رضي الله عنه عن المتعة وقد فعل ذلك رسول الله وفعلها الناس معه. فقال أخبرني عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن عمر رضي الله عنه قال « إنّ أتم العمرة أن تفردوها من أشهر الحج والحج أشهر معلومات فأخلصوا فيهن الحج واعتمروا فيما سواهن من الشهور» (رواه البيهقي في سننه5/21).

قال الطحاوي في شرح معاني الآثار « فأراد عمر رضي الله عنه بذلك تمام العمرة لقول الله عز وجل وأتموا الحج والعمرة لله وذلك أن العمرة التي يتمتع فيها المرء بالحج لا تتم إلا بأن يهدي صاحبها هديا أو يصوم إن لم يجد هديا وإن العمرة في غير أشهر الحج تتم بغير هدى ولا صيام فأراد عمر رضي الله عنه بالذي أمر به من ذلك أي يزار البيت في كل عام مرتين وكره أن يتمتع الناس بالعمرة الى الحج فيلزم الناس ذلك فلا يأتون البيت إلا مرة واحدة في السنة فأخبر ابن عمر رضي الله عنهما عن عمر رضي الله عنه في هذا الحديث أنه إنما أمر بإفراد العمرة من الحج لئلا يلزم الناس ذلك فلا يأتون البيت إلا مرة واحدة في السنة لا لكراهته التمتع لأنه ليس من السنة. وإنما كان يريد إرشاد الناس إلى ما هو أفضل منها» انتهى.

والإمام إذا اختار لرعيته الأمر الفاضل، بالشيء نهي عن ضده فكان نهيه عن المتعة على وجه الاختيار لا على وجه التحريم، وهو لم يقل: وأنا أحرمهما كما يكذب الكذاب التيجاني، صاحب أكذوبة (إبحث عن دينك حتى يقال عنك مجنون). وإنما قال عمر: أنهى عنهما ثم كان نهيه عن متعة الحج على وجه الاختيار للأفضل لا على وجه التحريم.

وهذا ما صرح به أهل العلم ومنهم البيهقي الذي قال « وجدنا في قول عمر رضي الله عنه ما دل على أنه أحب أن يفصل بين الحج والعمرة ليكون أتم لهما فحملنا نهيه عن متعة الحج على التنزيه وعلى اختيار الأفراد على غيره لا على التحريم وبالله التوفيق» (سنن البيهقي7/206).

وقد قيل: إنه نهى عن الفسخ، والفسخ حرام عند كثير من الفقهاء، وهو من مسائل الاجتهاد، فالفسخ يحرمه أبو حنيفة، ومالك، والشافعي، لكن أحمد وغيره من فقهاء الحديث وغيرهم لا يحرمون الفسخ، بل يستحبونه، بل يوجبه بعضهم، ولا يأخذون بقول عمر في هذه المسألة بل بقول: علي، وعمران بن حصين، وابن عباس، وابن عمر، وغيرهم من الصحابة.

أما التحريم المطلق لمتعة الحج فقد ذهب إليه أبو ذر كما في صحيح مسلم عـن إبراهيم التيِّمي عن أبيه عن أبي ذر رضي اللـه عنه قال « كانت المتعة في الحج لأصحاب محمد خاصة» (مسلم رقم 1224) وأبو ذر من الصحابة المرضيين عند الرافضة فإذا كان الخطأ في مسألة يقتضي القدح والطعن فينبغي أن يشمل أبو ذر أيضاً اللهم إذا كانت القضية هي البحث عن مثالب عمر فقط!

أما متعة النساء فإن عمر لم يحرمها من تلقاء نفسه بل لأن النبي حرَّمها فقد أخرج مسلم في صحيحه عن الربيع بن سبرة الجهني أن أباه حدَّثه، أنه كان مع رسول الله « يا أيها الناس إني قد كنت أذنتُ لكم في الاستمتاع من النساء، وإن الله قد حرَّم ذلك إلى يوم القيامة، فمن كان عنده منهنَّ شيء فليخلِّ سبيله ولا تأخذوا مما آتيتموهن شيئاً» (مسلم رقم1406).

وأخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما عن الزهري عن الحسن بن محمد ابن علي، وأخوه عبد الله عن أبيهما أن علياً رضي الله عنه قال لابن عباس: إن النبي نهى عن المتعة، وعن لحوم الحمر الأهلية زمن خيبر» (رواه البخاري رقم4825).

وقد قال علي بن أبي طالب لمن كان يجيز متعة النساء «إنك لرجل تائه. ألم تعلم أن النبي حرم عنها يوم خيبر؟» (رواه مسلم).

متى أوصي إلى علي فقد كنت مسندته إلى صدري

تمام الرواية « حدثنا عمرو بن زرارة أخبرنا إسماعيل عن بن عون عن إبراهيم عن الأسود قال ذكروا عند عائشة أن عليا رضي الله عنهما كان وصيا فقالت متى أوصى إليه وقد كنت مسندته إلى صدري أو قالت حجري فدعا بالطست فلقد انخنث في حجري فما شعرت أنه قد مات فمتى أوصى إليه» (رواه البخاري رقم2590).

يحتجون على الصديقة بنت الصديق ويقدمون قولا قاله أناس لا يعرف من الحديث من هم على من وصفها الله بأنها أم المؤمنين. أليست شهادة الله لها تبعث على تقديم شهادتها على غيرها وهي التي شهدت آخر ما كان يقوله النبي قبل موته؟؟

مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة

تمام الرواية « حدثنا محمد بن عبد العزيز بن ربيعة الكلابي أبو مليل الكوفي حدثنا أبي حدثنا عبد الرحمن بن أبي حماد المقرئ عن أبي سلمة الصائغ عن عطية عن أبي سعيد الخدري سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول وإنما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة في بني إسرائيل من دخله غفر له».

رواه الطبراني في المعجم الصغير وقال « لم يروه عن أبي سلمة إلا بن أبي حماد تفرد به عبد العزيز بن محمد» (المعجم الصغير2/84 والأوسط6/85).

مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح

هذه السفينة ليس لها قائد يقودها فإن المفترض أن يقودها قابع في سرداب منذ ألف وثلاثمئة سنة. فهي سفينة محكوم عليها بالغرق لأن قائدها قد تخلى عنها.

هي سفينة غارقة مخالفة للإخلاص لله. لأن الله أخبر أنه ينجي من يخلصون له في الدعاء إذا كانوا في الفلك لينجيهم فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون.

الاستغاثة بالأموات من دون الحي الذي لا يموت. والاعتقاد بالطواف حول القبور وأكل الطين وعمل أقراص منه للساجدين واعتقاد أن التراب شفاء من كل داء يفوق الحبة السوداء وعسل النحل والقفز في عاشوراء مع ضرب الرؤوس بالفؤوس والأطفال بالموسى بما يسمونه لطما ولست أدري أين يسوقهم الشيطان لعل اللطم يعقبه الركل.

هذا سفينة القراصنة لا سفينة نوح، لأن الدين القائم على الملة الحنيفية يقوم بالاخلاص والتوحيد. ثم القرآن عند المروجين لهذه السفينة لم يصح لأن فيه تحريف مزعوم اقترفه الصحابة  بزعمكم وهذا مجمع عليه بين علماء الشيعة كما قرر نعمة الله الجزائري. وكتبكم ليس في صحاح. فكيف تسير السفينة؟

وقبل كل شيء أود التذكير بتضعيف محدث العصر الشيخ الألباني لهذا الحديث كما في (الروض النضير ص953 وضعيف الجامع الصغير5/131 حديث رقم5251 وسلسلة الأحاديث الضعيفة ح رقم4503) فإنه من العلماء الأجلاء المتأخرين الذين اطلعوا بتوسع على أقوال العلماء المتقدمين في الجرح والتعديل والحكم على الأحاديث.

وقد نبه الألباني على مراوغة عابد الحسين (وليس عبد الله) وأنه « لا يتكلم على أسانيد التي تدعم مذهبه بل يسوقها كلها مساق المسلمات المصححات من الأحاديث إن لم يشعر القارئ بصحتها كما فعل هنا بقوله (صحيحة المستدرك) فضلا عن أنه لا يحكي عن أئمة الحديث ما في أسانيدها من طعن ومتونها من نكارة».

أضاف « ثم رأيت الخميني قد زاد على عبد الحسين في الافتراء فزعم في (كشف الأسرار ص171) أن الحديث من الأحاديث المسلمة المتواترة. ويعني بقوله (المسلّمة) أي: عند أهل السنة. ثم كذب مرة أخرى كعادته فقال: وقد ورد ذلك في أحد عشر حديثا من طرق أهل السنة» (سلسلة الأحاديث الضعيفة المجلد العاشر القسم الأول ص 5-11 حديث رقم 4503).

والحديث أورده الهيثمي في (مجمع الزوائد9/ 168) وأوضح أن في اسناده عبد الله بن داهر والحسن بن أبي جعفر وهما متروكان.

وقاله الهيثمي. وهو مروي من ثلاث طرق عن أبي ذر:

الطريق الاول: فيه المفضل بن صالح الأسدي أبو جميلة. قال الذهبي «ضعفوه» (المستدرك2/343 والكاشف3/170) وقال البخاري وابن أبي حاتم «منكر الحديث» قال ابن حجر في (التقريب رقم6855) «ضعيف».

الطريق الثاني: عند الطبراني وفيه عبد الله بن داهر. قال الذهبي وابن الجوزي وغيرهما «رافضي ضعفوه» (المغني في الضعفاء 1/337 الضعفاء والمتروكون لابن الجوزي1/337 ميزان الاعتدال4/92 الكامل في الضعفاء4/228).

الطريق الثالث: عند الطبراني وفيه الحسن بن أبي جعفرالجفري. قال البخاري «منكر الحديث» (2/288 ترجمة رقم2500).

ذكر البزار في مسنده (9/343) أن فيه الحسن بن علي (أبي جعفر) الجفري وأنه لم يتابع.

واعتبر في تهذيب الكمال أن أنكر ما روى المفضل بن صالح عن الحسن بن علي هذا الحديث (28/411).

وذكر أبو نعيم في (الحلية4/306) هذا الحديث وحكم عليه بالغرابة والغرابة تطلق على الضعيف.

وذكر ابن عدي في (الكامل في الضعفاء2/306) هذا الحديث في سياق ترجمة الحسن هذا بعد أن قدم له بطعن أهل العلم فيه وتضعيفهم له مما يؤكد ضعف هذه الرواية عنه.

قال الهيثمي عنهما «متروكان» (مجمع الزوائد9/168).

والحديث رواه الحاكم في المستدرك وقال «حديث صحيح» ولكن تعقبه الذهبي قائلا «فيه المفضل بن صالح ضعفوه» وقد ذكر المناوي في (فيض القدير5/517) تعقب الذهبي على الحاكم وسكت عليه مما يشعر موافقته للذهبي في الحكم.

والحاكم متساهل في التصحيح ولهذا لزم تعقب أهل العلم لكتابه لكثرة ما عرف عنه من التساهل. وكم من مرة يصحح حديثا ويزعم أنه على شرط الشيخين فيتعقبه أهل العلم قائلين: بل موضوع.

ونذكر من أهل العلم ممن نبه على تساهله على سبيل الإجمال:

الحافظ ابن الصلاح الذي وصف الحاكم بأنه واسع الخطو في شرط الصحيح متساهل في القضاء به» (علوم الحديث ص18).

قال النووي الشافعي «الحاكم متساهل كما سبق بيانه مرارا » (المجموع شرح المهذب 7/64).

قال الحافظ ابن حجر أن الحاكم « ذكر جماعة في كتاب الضعفاء له وقطع بترك الرواية عنهم ومنع من الاحتجاج بهم ثم أخرج أحاديث بعضهم في مستدركه وصححها» (لسان الميزان5/233). وذكر مثالا لذلك في نكته على ابن الصلاح وهي أنه أخرج حديثا فيه عبد الرحمن بن أسلم وبعد روايته قال عنه «صحيح الإسناد» مع أنه قال في كتابه الذي جمعه في الضعفاء: « عبد الرحمن بن زيد بن أسلم روى عن أبيه أحاديث موضوعة.. فهؤلاء ظهر عندي جرحهم».

قال الذهبي « يصحح في مستدركه أحاديث ساقطة ويكثر من ذلك» (ميزان الاعتدال3/608).

قال الزيلعي الحنفي «الحاكم عرف تساهله وتصحيحه للأحاديث الضعيفة بل الموضوعة» (نصب الراية1/360).

قال اللكنوي الحنفي الهندي «وكم من حديث حكم عليه الحاكم بالصحة وتعقبه الذهبي بكونه ضعيفا أو موضوعا: فلا يعتمد على المستدرك للحاكم ما لم يطالع معه مختصره للذهبي» (الأجوبة الفاضلة ص161).

تخريج الشيخ الألباني لحديث مثل أهل بيتي

4503 مَثَلُ أهل بيتي؛ مَثَلُ سفينةِ نُوحٍ؛ من ركبها نجا، ومن تَخلّف عنها غَرِق.

ضعيف. روي من حديث عبد الله بن عباس، وعبد الله بن الزبير، وأبي ذر، وأبي سعيد الخدري، وأنس بن مالك.

1 - أما حديث ابن عباس: فيرويه الحسن بن أبي جعفر عن أبي الصَّهباء عن سعيد بن جبير عنه. أخرجه البزار (2615) كشف الأستار (والطبراني في المعجم الكبير(1/160/3)، وأبو نعيم في (الحلية306/4) وقال:

« غريب من حديث سعيد، لم نكتبه إلا من هذا الوجه». وقال البزار «  لا نعلم رواه إلا الحسن، وليس بالقوي، وكان من العُبَّاد». وقال الهيثمي في (المجمع: (168/9) «  رواه البزار، والطبراني، وفيه الحسن بن أبي جعفر؛ وهو متروك».

قلت: وهو ممن قال البخاري فيه «  منكر الحديث».

ذكره في الميزان وساق له من مناكيره هذا الحديث.

وشيخه أبو الصهباء - وهو الكوفي –  لم يوثقه غير ابن حبان.

2- أما حديث ابن الزبير: فيرويه ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه. أخرجه البزار.(2612).

وعبد الله بن لهيعة ضعيف؛ لسوء حفظه.

3- وأما حديث أبي ذر: فله عنه طريقان:

الأولى: عن الحسن بن أبي جعفر عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب عنه.

أخرجه الفسوي في (معرفة التاريخ538/1)، والطبراني في )المعجم الكبيـر2636/34/3)، وكذا البزار(2624/222/3) وقال «  تفرد به ابن أبي جعفر». قلت: وهو متروك؛ كما تقدم.

وعلي بن زيد وهو ابن جُدعان: ضعيف.

والأخرى: « عن عبد الله بن داهر الرازي: ثنا عبد الله بن عبد القدوس عن الأعمش عن أبي إسحاق عن حَنَشِ بن المعتمر أنه سمع أبا ذر الغفاري به».

أخرجه الطبراني في (المعجم الصغير ص78) وقال: « لم يروه عن الأعمش إلى عبد الله بن عبد القدوس».

قلت: هو – مع رفضه - ضعفه الجمهور؛ قال الذهبي في (الميزان) « قال ابن عدي: عامة ما يرويه في فضائل أهل البيت. قال يحيى: ليس بشيء، رافضي خبيث. وقال النسائي وغيره: ليس بثقة. وقال الدارقطني: ضعيف».

قلت: والراوي عنه  عبد الله بن داهر الرازي  شرٌّ منه؛ قال ابن عدي « عامة ما يرويه في فضائل علي، وهو متهم في ذلك».

قال الذهبي عقبه: «  قلت: قد أغنى الله عليًّا عن أن تقرر مناقبه بالأكاذيب والأباطيل».

والحديث؛ قال الهيثمي:

« رواه البزار والطبراني في (الثلاثة)، وفي إسناد البزار: الحسن بن أبي جعفر الجُفرِي، وفي إسناد الطبراني: عبد الله بن داهر، وهما متروكان»!

قلت: لكنهما قد توبعا؛ فقد رواه المُفَضَّل بن صالح عن أبي إسحاق به.

أخرجه الحاكم (343/2) و(150/3) وقال « صحيح على شرط مسلم». وردّه الذهبي بقوله: « قلت: مفضل خرّج له الترمذي فقط، ضعفوه».

وقال في الموضع الآخر « مفضل واه».

قلت: يعني: ضعيف جدًّا؛ فقد قال فيه البخاري « منكر الحديث». وقال ابن عدي « أنكر ما رأيت له: حديث الحسن بن علي».

قلت: سقط نصه من (الميزان). ولفظه في منتخب كامل ابن عدي (1/396) « عن الحسن بن علي قال: أتاني جابر بن عبد الله وأنا في الكُتّاب، فقال: اكشف لي عن بطنك، فكشفت له عن بطني، فألصق بطنه ببطني، ثم قال: أمرني رسول الله أن أُقرئك منه السلام».

قلت: وهذا عندي موضوع ظاهر الوضع، وهو الذي قال ابن عدي: إنه أنكر ما رأى له. فتعقبه الذهبي بقوله « وحديث سفينة نوح أنكر وأنكر»!

قلت: فمتابعته مما لا يستشهد بها.

على أن فوقه أبا إسحاق وهو السبيعي وهو مدلس مختلط.

وحنش بن المعتمر؛ فيه ضعف، بل قال فيه ابن حبان: « لا يشبه حديثه حديث الثقات».

ورواه الفسوي من طريق إسرائيل عن أبي إسحاق عن رجل حدثه حنش به.

ثم رأيت للحديث طريقًا ثالثًا: يرويه عبد الكريم بن هلال القُرَشي قال: أخبرني أسلم المكي: ثنا أبو الطفيل:

أنه رأى أبا ذر قائمًا على هذا الباب وهو ينادي: ألا من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا جندب، ألا وأنا أبو ذر، سمعت رسول الله يقول ... فذكره.

4- وأما حديث أبي سعيد الخدري: فيرويه عبد العزيز بن محمد بن ربيعة الكِلابي: ثنا عبد الرحمن بن أبي حماد المقرئ عن أبي سلمة الصائغ عن عطية عنه.

أخرجه الطبراني في (المعجم الصغير ص170) وقال: « لم يروه عن أبي سلمة إلا ابن أبي حماد، تفرد به عبد العزيز بن محمد بن ربيعة».

قلت: ولم أجد من ترجمه. وكذا اللذان فوقه. وعطية - وهو العوفي -  ضعيف. وقال الهيثمي: « رواه الطبراني في الصغير والأوسط، وفيه جماعة لم أعرفهم».

5- وأما حديث أنس: فيرويه أبان بن أبي عياش عنه. أخرجه الخطيب (12/91). قلت: وأبان هذا متروك متهم بالكذب.

وبهذا التخريج والتحقيق؛ يتبيَّنُ للناقد البصير أن أكثر طرق الحديث شديدة الضعف، لا يتقوى الحديث بمجموعها.

ويبدو أن الشيخ صالح المقبلي لم يكن تفرغ لتتبعها وإمعان النظر فيها؛ وإلا لم يَقُل في كتابه (العلم الشامخ ص250) « أخرجه الحاكم في المستدرك عن أبي ذر. وكذلك الخطيب وابن جرير والطبراني عن ابن عباس وأبي ذر أيضًا، والبزار من حديث ابن الزبير. وحكم الذهبي بأنه « منكر» غير مقبول؛ لأن هذا المحمل من مدارك الأهواء!.

فأقول: نعم! وللتعليل نفسه؛ لا يمكن القول بصحته لمجموع طرقه؛ لأن الشرط في ذلك أن لا يكون الضعف شديدًا، كما هو مقرر في علم الحديث، وليس الأمر كذلك كما سبق بيانه. وظني أن الشيخ – رحمه الله - لو تتبع الطرق كما فعلنا لم يخالف الذهبيَّ في إنكاره للحديث. والله أعلم.

ومما يؤيد قول المقبلي « أن المحملَ من مدارك الأهواء» أن هذا الحديث عزاه الشيخ عبد الحسين الموسوي الشيعي في كتابه (المراجعات ص23) طبع دار الصادق ( للحاكم من حديث أبي ذر المتقدم (3)، موهمًا القراء أنه صحيح بقوله:

أخرجه الحاكم بالإسناد إلى أبي ذر ص (151) من الجزء الثالث من صحيحة (!) المستدرك!

وهو – كعادته – لا يتكلم على أسانيد أحاديثه التي تدعم مذهبه، بل إنه يسوقها كلها مساق المسلّمات المصحّحات من الأحاديث؛ إن لم يشعر القارئ بصحتها كما فعل هنا بقوله: ((صحيحة المستدرك))! فضلاً عن أنه لا يحكي عن أئمة الحديث ما في أسانيدها من طعن، ومتونها من نكارة.

وقد خطر في البال أن أتتبع أحاديثه التي من هذا النوع وأجمعها في كتاب؛ نصحًا للمسلمين، وتحذيرًا لهم من عمل المدلِّسين المُغرِضين، وعسى أن يكون ذلك قريبًا. ثم رأيت الخُمَينيَّ قد زاد على عبد الحسين في الافتراء؛ فزعم ص (171)  من كتابه (كشف الأسرار) أن الحديث من الأحاديث المسلَّمة المتواترة !!

ويعني بقوله ( المسلَّمة) أي: عند أهل السنة! ثم كذب مرة أخرى كعادته، فقال: « وقد ورد في ذلك أحد عشر حديثًا عن طريق أهل السنة!». ثم لم يسق إلا حديث ابن عباس الذي فيه المتروك؛ كما تقدم!

محبك محبي ومحبي محب لله

ومبغضك مبغضي ومبغضي مبغض لله.

قال الحافظ «رواه ابن عدي وهو باطل» (لسان الميزان2/109).

قال الهيثمي «فيه عبد الملك الطويل، وثقه ابن حبان وضعفه الأزدي» (مجمع الزوائد9/132).

قال ابن عدي «هذا الحديث بهذا الإسناد باطل» (الكامل في الضعفاء5/126).

مرحبا بسيد المسلمين وإمام المتقين

قلت: ذاك محمد فهو سيد المسلمين وإمام المتقين يا من تزعمون حبه.

الحديث موضوع: رواه أبو نعيم في الحلية وفيه الحسن بن الحسين – وهو العرني الكوفي من رؤساء الشيعة. متهم. (سلسلة الأحاديث الضعيفة للألباني رقم4885).

مررت بموسى ليلة أسري بي عند الكثيب الأحمر وهو قائم يصلي

مخاطبتكم لموسى بناء على مخاطبة نبينا له قياس باطل. فإنه كان يلقى جبريل ويخاطبه فلماذا لا تتسلقون مقام مخاطبة جبريل قياسا على مخاطبة النبي له؟ وهل كان الصحابة يستغيثون بجبريل أم أنهم كانوا يستغيثون ربهم فاستجاب لهم أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ لماذا لم يثبت عنهم ولو مرة واحدة أن يستغيثوا بالملائكة مباشرة؟

أن حياة الأنبياء في قبورهم لا ينكرها أحد ولكن هل مجرد كون موسى حياً في قبره دليل على جواز سؤاله؟ فإن كلام نبينا لموسى حالة خاصة في وقت خاص. فإنه لم يكن يكلم موسى في أي وقت وإنما كلمة يوم المعراج فقط.

لقد بنيتم على حديث المعراج هذا جواز سؤال الأنبياء وغيرهم في قبورهم، بينما حديث المعراج صريح في أن موسى هو الذي عرض على النبي أن يسأل الله التخفيف لأمته. فقال: « إرجع إلى ربك واسأله».

واختلافنا معكم حول طلب الحي من الميت وهو لا وجود له في هذا الحديث.

ولكن في الحديث فوائد أخرى تجاهلتموها ومنها أنه أفاد علو الله فوق سماواته. ففي السماء السابعة فرضت الصلاة خمسين. ولما رجع النبي إلى السماء الخامسة لقي موسى فأمره أن يرجع إلى الله فيسأله التخفيف. حتى قال النبي «فلم أزل أرجع بين ربي وبين موسى ...». فليس من الإنصاف أن تحتجوا ببعض الحديث وتعرضوا عن البعض الآخر.

أننا لا نعلق حكم سؤال المقبور على حياته أو موته ولكن مدار الحكم على المشروع الوارد، فلا يوجد في دين الإسلام الحث على محادثة أو مطالبة مدفون.

فالحديث حجة عليكم. فلم يقل أغثنا يا موسى أو المدد على النحو الذي تفعلونه حين تقولون لغير الأنبياء مدد يا رفاعي مدد يا جيلاني. وكقول علي بن عثمان الرفاعي (خليفة الشيخ أحمد الرفاعي) « يا سادة، من كان منكم له حاجة فليلزمني بها، ومن شكا إلي سلطانه أو شيطانه أو زوجته أو دابته أو أرضه إن كانت لا تنبت، أو نخله إن كانت لا تثمر، أو دابة لا تحمل: فليلزمني بها فإني مجيب له» (قلادة الجواهر323 روضة الناظرين84 جامع الكرامات1/162).

وقول الشيخ جاكير الكردي للناس « إذا وقعتم في شدة فنادوا باسمي» (جامع كرامات الأولياء1/379 و2/66).

وإذا اختلفنا في فهم نص: فإننا نرجع إلى فهم الصحابة: والصحابة لم يفهموا الحديث على النحو الذي تفهمونه من جواز سؤال الأنبياء مع الله أو التوسل بهم: إيتونا برواية صحيحة السند إلى صحابي سأل نبياً من الأنبياء السابقين بعد موته. فان لم تجدوا فأنتم المخالفون للسلف، فخبر موسى لم يخف عليهم وقد تركوا التوسل بنبيهم بعد موته.

أن النبي رأى موسى وغيره من الأنبياء في السماوات على قدر منازلهم، ولم يكن عاكفا عند قبر موسى والفرق كبير جداً بين الأمرين. لكن أهل الزيغ يتجاهلون هذا الفرق. ولو لم يكن فرق لكلم الرسول الأنبياء دائما من غير معراج.

وإذا كانت أرواح الشهداء في حواصل طير خضر تسرح في الجنة: فأرواح الأنبياء في أعلى عليين. ولم يعرف عن السلف مخاطبة شهداء ولا أنبياء.

معاذ بن جبل أعلم الأولين والآخرين بعد النبيين والمرسلين

زعم هذا الكذاب أن أهل السنة قد صححوا الحديث (الغدير للأميني10/18).

نعم قد روى الحاكم هذا الحديث في مستدركه (3/271) لكنه سكت عنه ولم يحك فيه تصحيحا. غير أن الذهبي اعتبر الحديث موضوعا وفيه مجهول اسمه أبو عبيدة.

معرفة آل محمد براءة من النار

موضوع. لم أجده في شيء من كتب الحديث.

فيه محمد بن الفضل وهو ابن عطية المروزي: متروك. كذبه الفلاس وغيره. وقال أحمد « حديثه حديث أهل الكذب» (سلسلةالأحاديث الضعيفة4916).

مكتوب على باب الجنة

مكتوب على باب الجنة: لا اله الا الله محمد رسول الله, علي أخو  رسول الله قال الهيثمي « رواه الطبراني في الأوسط وفيه أشعث ابن عم الحسن بن صالح وهو ضعيف ولم أعرفه» (مجمع الزوائد9/111).

وذكر الحافظ أن آفته الأشعث بن عم الحسن بن صالح: شيعي جلد. قال عند الدارقطني « متروك» (ميزان الاعتدال1/433 لسان الميزان2/483)

من أحب (سَرّهُ) أن يحيا حياتي ويموت موتتي

ويسكن جنة الخلد التي وعدني ربي عز وجل غرس قضبانها بيديه فليتول علي بن أبي طالب«.

(أنظر سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة رقم892 و893 و894 ).

الحديث: صححه الحاكم (3/128) وتعقبه الذهبي فيه القاسم متروك وشيخه ضعيف. وهو:

يحي بن يعلى الأسلمي: قال الحافظ في التقريب (7677) شيعي ضعيف. لكنه أخطأ في ذكر اسم الأسلمي فسماه المحاربي واستغل عبد الحسين في المراجعات ذلك أبشع استغلال.

قال الشيخ الألباني – رحمه الله – حول هذا الحديث «موضـوع. رواه أبو نعيم في (الحلية1/86 و4/174) من طريق محمد بن زكريا الغلابي: ثنا بشر بن مهران: ثنا شريك عن الأعمش عن زيد بن وهب عن حذيفة موقوفا. وقال: تفرد به بشر عن شريك.

قلت: هو ابن عبد الله القاضي وهو ضعيف لسوء حفظه.

وبشر بن مهران قال ابن أبي حاتم «ترك أبي حديثه». قال الذهبي «قد روى عنه محمد بن زكريا الغلابي، لكن الغلابي متهم».

قلت: ثم ساق هذا الحديث. والغلابي قال فيه الدارقطني «يضع الحديث». فهو آفته.

والحديث أورده ابن الجوزي في (الموضوعات1/387) من طرق أخرى، وأقره السيوطي في (اللآلي1/368) وزاد عليه طريقين آخرين أعلهما هذا أحدهما وقال «الغلابي متهم». وقد روي بلفظ أتم منه وهو:

من أحب عليا فقد أحبني ومن أحبني فقد أحب الله.

ومن أبغض عليا فقد أبغضني ومن أبغضني فقد أبغض الله.

رواه الحاكم في المستدرك (3/130) وقال « صحيح على شرط الشيخين» ووافقه الذهبي وهو من أوهامهما. فإن راوي الحديث: أبو زيد (سعيد بن أوس) لم يخرج له الشيخان شيئا، وفيه ضعف كما قرره الحافظ في التقريب (2272). (وانظر سلسلة الصحيحة1299).

ويغني عن هذا الضعيف ما رواه مسلم وغيره قول النبي لعلي « لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق».

من أحب هذين وأباهما كان معي في درجتي في الجنة

ضعيف: كما حققه شيخنا الألباني في ضعيف الجامع (حديث رقم5344).

قال الطبراني في (المعجم الصغير2/163) « لم يروه عن موسى بن جعفر إلا أخوه علي بن جعفر، تفرد به نصر بن علي».

وقال الحافظ الذهبي «إسناده ضعيف والمتن منكر» (سير أعلام النبلا3/254). وسبب نكارة المتن والله أعلم كونه يصير بمحبتهما بنفس درجة النبي في الجنة.

ورواه الترمذي وقال «حديث حسن غريب لا نعرفه من حديث جعفر بن محمد إلا من هذا الوجه.

وتعلق الرافضة بقول الترمذي (حديث حسن) ولم ينقلوا قوله (غريب) واقتصروا منه على لفظ (حسن) وكتموا قوله (غريب لا نعرفه من حديث جعفر بن محمد إلا من هذا الوجه). وهو واضح بأن هناك طرق أخرى تتعلق بمحبة الحسن والحسين هي حسنة السند لكن هذه الرواية غريبة.

وقد أكد الحافظ أن الترمذي « إذا وصف حديثا بالحسن فلا يلزم عنده أن يحتج له، ودليل ذلك أنه أخرج حديثا من طريق خيثمة البصري عن الحسن عن عمران بن الحصين ثم قال بعده « هذا حديث حسن وليس إسناده بذاك» (سنن الترمذي2/128)(وانظر النكت على ابن الصلاح1/402 توضيح الأفكار1/179).

والترمذي يحسّن لبعض المعروفين بضعفهم مثل عطية العوفي. وهو متساهل في التحسين والتصحيح ولا يعتمد على تصحيحه كما صرح به الذهبي. ونبه عليه المنذري في الترغيب.

وقول الترمذي (حديث حسن غريب) معناه اختلاف طرق الرواية بأن جاء في بعض الطرق غريبا وفي بعضها حسنا. يعني غريب من هذا الإسناد الخاص وحسن من وجه آخر. فتأمل تدليس الرافضة!!!

وقد نبه أهل العلم إلى أن لفظ (حسن) في هذا الحديث ليس في طبعات الترمذي القديمة التي اعتمدها الحافظ المزي في كتابه تحفة الأشراف (مسند أحمد 2/18 النسخة المحققة بمؤسسة الرسالة) مما يحتاج إلى تثبت من وقوع التحريف لا سيما وأن الرافضة مهيمنون على دور الطباعة والنشر في لبنان.

ولذلك ضعف الذهبي هذه الرواية وقال عن علي بن جعفر « ما هو من شرط الترمذي ولا من حسنه» (ميزان الاعتدال3/117). ولو كان الذهبي قد اطلع على لفظ (حسن) في نسخة الترمذي لما قال ذلك وهذا مما يقوي قرينة التحريف.

من أحبني وأحب هذين (الحسن والحسين)

وأباهما وأمهما كان معي يوم القيامة.

رواه أحمد في الفضائل (ح 1185) وفي إسناده علي بن جعفر بن محمد الصادق لم يذكر بجرح ولا تعديل.

قال الذهبي في السير12/135 «هذا حديث منكر جدا وقد ضرب على روايته نصر بن علي. ووافق الحافظ ابن حجر الذهبي على ذلك (تهذيب التهذيب10/384 تاريخ بغداد13/287).

وأما الترمذي فقد رمز إلى ضعفه حين قال (غريب). والغرابة عند الترمذي إشارة إلى الضعف. وقوله حسن يفهم منه أنه حسن عند قوم. وقد أكد الحافظ بأن الترمذي « إذا وصف حديثا بالحسن فلا يلزم عنده أن يحتج له، ودليل ذلك أنه أخرج حديثا من طريق خيثمة البصري عن الحسن عن عمران بن الحصين ثم قال بعده « هذا حديث حسن وليس إسناده بذاك» (النكت على ابن الصلاح1/402 توضيح الأفكار1/179).

غير أن الشيعة يسكتون عن قول الترمذي غريب ويكتفون بقول الترمذي حسن. تدليسا وتمويها على عامة المسلمين.

من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه.. فلينظر إلى علي

قال الألباني « موضوع» (سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة10/545 ح رقم4903).

الحديث باطل كما قال الحافظ الذهبي وأقره الحافظ بن حجر، فإن فيه مسعر ابن يحيى النهدي قال عنه الذهبي «مجهول وأتى بخبر باطل» وهذا هو الخبر الباطل. (ميزان الاعتدال4/99 لسان الميزان6/24). وقال الحافظ ابن عساكر « هذا حديث شاذ [منكر] فيه أكثر من مجهول» (تاريخ مدينة دمشق7/112 و42/288). ورمز السيوطي في اللآلئ المصنوعة1/325 والشوكاني في الفوائد الصمنوعة1/367) إلى وضعه.

وقد ادعى صاحب المراجعات (ص179) الكذاب بأن البيهقي رواه في صحيحه. وليس للبيهقي كتاب اسمه الصحيح. وإنما عنده السنن الكبرى ومعرفة السنن والآثار. وإنما يسميه صحيحا ليوهم الناس صحة الحديث. وزعم أن الحديث في مسند أحمد وهو كذاب أشر. فلو كان كذلك فلماذا لم يورده الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد والسيوطي في جامعه.

من أطاع عليا فقد أطاعني ومن عصى عليا فقد عصاني

تمام الحديث « أخبرنا أبو أحمد محمد الشيباني من أصل كتابه ثنا علي بن سعيد بن بشير الرازي بمصر ثنا الحسن بن حماد الحضرمي ثنا يحيى بن يعلى ثنا بسام الصيرفي عن الحسن بن عمرو الفقيمي عن معاوية بن ثعلبة عن أبي ذر رضي الله عنه قال قال رسول الله من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله ومن أطاع عليا فقد أطاعني ومن عصى عليا فقد عصاني»

قال الحاكم « هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه» ووافقه الذهبي (المستدرك3/121).

قال الشيخ الألباني « أنى له الصحى ويحيى بن يعلى – وهو الأسلمي – ضعيف؟ كما جزم به الذهبي نفسه.

قلت: قال الحافظ « يحي بن يعلى الأسلمي شيعي ضعيف» (تقريب التهذيب7677).

من آمن بي وصدقني فليتول علي بن أبي طالب

ضعيف جدا. مدار الرواية على محمد بن عبيد الله بن أبي رافع وهو من شيعة الكوفة أصحاب الآثار المكذوبة. (سلسلة الأحاديث الضعيفة10/497 ح رقم4882).

من بات ولم يهتم بأمور المسلمين فليس منهم

قال الذهبي عن هذا الخبر » أحسبه موضوعا« (المستدرك4/317) وقال ابن الجوزي في الموضوعات وتعقبه السيوطي في اللآلئ بأن له شواهد ذكرها.

الأولى من طريق إبان وهو ابن أبي عياش: كذبه شعبة وغيره والثاني عن عبد الله بن سلمة وهو ضعيف ضعفه الدارقطني وقال أبو نعيم متروك.

وهناك شواهد أخرى رواها الطبراني من طريق يزيد بن ربيعة الرحبي وهو متروك. والحاكم 4/320 من طريق إسحاق بن بشر ومقاتل بن سلميان وكلاهما ليس بثقة.

(سلسلة الضعيفة 1/320-323).

من تعزى عليكم بعزاء الجاهلية فأعضوه بهن أبيه ولا تكنوا

الحديث صحيح رواه النسائي وابن حبان وأحمد بسند صحيح.

وكل ما خرج عن دعوة الإسلام والقرآن من نسب أو بلد أو جنس أو مذهب أو طريقة فهو من عزاء الجاهلية بل لما اختصم رجلان من المهاجرين والأنصار فقال المهاجري يا للمهاجرين وقال الأنصاري يا للأنصار قال النبي « أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم وغضب لذلك غضبا شديدا (دقائق التفسير2/44).

قال في (الروض الأنف1/247) « وفيه من الفقه تخصيص أهل هذا الحلف بالدعوة وإظهار التعصب إذا خافوا ضيما وإن كان الإسلام قد رفع ما كان في الجاهلية من قولهم يا لفلان عند التحزب والتعصب وقد سمع الله يوم المريسيع رجلا يقول يا للمهاجرين وقال آخر يا للأنصار فقال رسول ( دعوها فإنها منتنة).

وهذا الحديث رواه الشيعة وشرحوه ولم يستنكروه.

قال المجلسي في بحار الأنوار23/91 :

« أقول الاير : الذكر. وقال ابن الاثير في النهاية : [ وفيه ] « من تعزى بعزاء الجاهلية فأعضوه بهن أبيه ولا تكنوا» أي فقولوا له: أعضض بأير أبيك ولا تكنوا بالاير عن الهن تنكيرا له وتأديبا. و[أيضا قال في مادة أير في حديث علي (عليه السلام) : « من يطل أير أبيه ينتطق به» هذا مثل ضربه أي من كثرت إخوته اشتد ظهره بهم انتهى. ولعل المعنى هنا أخذه بسنة أبيه الكافر ولزومه بجهله وعصبيته ومعائبه أو قلة أعوانه وأنصاره ودنائته .

وقال المجلسي « وروى أبو مخنف قال « وبعث علي (عليه السلام) من الربذة بعد وصول المحل بن خليفة عبد الله بن عباس ومحمد بن أبي بكر إلى أبي موسى وكتب معهما: من عبد الله علي أمير المؤمنين إلى عبد الله بن قيس أما بعد يا ابن الحائك يا عاض أير أبيه » : (بحار الأنوار32/87).

حدَّثني أبو عبدالله محمّد بن أحمدَ بن يعقوبَ بن إسحاقَ بن عمّار ، عن عليِّ بن الحسن بن عليِّ بن فَضّال ، عن محمّد بن الوليد ، عن يونسَ بن يعقوبَ «قال : قال أبو عبدالله عليه السلام : يا يونسُ ليلة النًّصف من شعبان يغفر الله لكلِّ مَن زارَ الحسين عليه السلام مِن المؤمنين ما تقدَّم مِن ذنوبهم وما تأخّر ، وقيل لهم : استقبلوا العَمَل ، قال : قلت هذا كلّه لِمَن زارَ الحسين عليه السلام في النّصف من شعبان؟ فقال : يا يونسُ لو أخبرت النّاس بما فيها لمن زارَ الحسين عليه السلام لَقامَتْ ذكور الرِّجال على الخشب« (وسائل الشيعة14/470).

وهذه الرواية من بركات زرارة ابن النصراني (تاريخ آل زرارة1/38 أبو غالب الزراري اختيار معرفة الرجال للطوسي1/346).

من تولى عليا فقد تولاني ومن تولاني فقد تولى الله عز وجل

قال الألباني هذا إسناد ضعيف جدا مسلسل بالعلل. فيه المختار وهو ابن نافع التيمي التمار الكوفي. قال البخاري «منكر الحديث». وكذا قال النسائي وأبو حاتم. وقال ابن حبان «كان يأتي بالمناكير عن المشاهير حتى يسبق إلى القلب أنه المتعمد لذلك».

وأحمد بن حماد الهمداني. قال الذهبي « ضعفه الدارقطني. لا أعرف ذا». وكذا قال في اللسان.

ويعقوب بن يوسف: الظاهر أنه ضعفه الدارقطني انظره في اللسان.

من جاءني زائراً لا يعمله حاجة إلا زيارتي

كان حقاً على الله أن أكون له شفيعا

أورده السبكي في شفاء السقام ص16 وضعفه الحافظ ابن حجر في التلخيص 2/267.

من حج البيت ولم يزُرني فقد جفاني

شفاء السقام 39 قال الحافظ العراقي في تخريج الإحياء « ذكره ابن الجوزي في الموضوعات» (الإحياء1/258). قال الشيخ محمد بن درويش الحوت في (أسنى المطالب ص467) « لا يصح».

وتعجب كيف يمكن أن يقول الرسول هذا وهو الذي صح عنه أنه قال: « لا تجعلوا قبري عيداً وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم ». وكيف يسأل ربه أن لا يجعل قبره وثناً ثم يأمر بشد الرحال إليه بل يوبخ من لا يفعل ذلك ويصفه بالمجافاة؟!

من حج فزار قبري بعد وفاتي فكأنما زارني في حياتي

شفاء السقام 20 ضعيف انظر الإرواء 1128 وسلسلة الضعيفة 47 ومشكاة المصابيح 2756. قال الشيخ محمد بن درويش الحوت في (أسنى المطالب ص429) «رواه البيهقي وفيه حفص القارئ رمي بالكذب».

من حج ولم يزرني فقد جفاني

يحتجون بهذا الحديث (المقالات السنية144) مع أنه موضوع. قال الذهبي: موضوع (ميزان الاعتدال رقم9095) وذكره ابن الجوزي في الموضوعات (2/217). والحديث فيه النعمان بن شبل. قال الحافظ «ضعيف جدا» (التلخيص 2/267).

من دخل المقابر فقرأ سورة يس

هذا إسناد مظلم هالك مسلسل بالعلل. فيه:

أبو عبيدة وأحمد بن يزيد الرياحي كلاهما مجهولان. وأيوب بن مدرك ضعيف بل كذاب. قال النسائي (الضعفاء والمتروكون27) والدارقطني (الضعفاء والمتروكون110) «متروك الحديث».

من زار قبر والديه أو أحدهما

قال الحافظ » هو بهذا الإسناد باطل« (الفتح 4/364). وشهد السيوطي بأنه من الموضوعات (اللآلئ المصنوعة2/440) فيه عمرو بن زياد وهو متهم بالوضع (ميزان الاعتدال5/316).

من زار قبري حلت له شفاعتي

فيه عبد الله بن إبراهيم الغفاري وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم كلاهما ضعيف. فأحاديث الحث على زيارة قبر النبي بعد وفاته ترتقي بمجموعها إلى درجة الكذب عليه إذ لم يصح منها شيء. ولا يجوز العمل بها وترك الحديث الصحيح (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاث).

هذا الحديث مروي من طريق موسى بن هلال العبدي عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر. وهو ضعيف وتجتمع فيه علل عديدة منها جهالة موسى بن هلال هذا.

أورده السيوطي في اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة (2/129).

قال النووي « رواه الدارقطني والبيهقي باسنادين ضعيفين» (المجموع 8/272). قال أبو حاتم: « مجهول» وقال العقيلي « لا يُتَابع على حديثه» وقال «بن عدي» أرجو أنه لا بأس به». قال الذهبي: « هو صويلح الحديث، وأنكر ما عنده حديثه عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال رسول الله : من زار قبري وجبت له شفاعتي» كذا قاله الحافظ (لسان الميزان 6/158 ميزان الاعتدال4/225) وأشارا كلاهما وابن خزيمة وغيرهم إلى الاضطراب في الرواية عن عبد الله بن عمر أو عن عبيد الله بن عمر. ونقل عنه الحافظ قوله « أن الثقة لا يروي هذا الخبر المنكر». ونقل عن العقيلي أنه لم يصح في هذا الباب شيء». ثم أكد الحافظ بنفسه أن طرق هذا الحديث كلها ضعيفة وأن أصح شيء في هذا الباب هو حديث « ما من أحد يسلم عليّ إلا رد الله روحي حتى أرد عليه السـلام» (التلخيص الحبير2/267). وقد ضعف الشيخ محمد درويش الحوت البيروتي هذا الحديث في أسنى المطالب (ص434).

ومع ذلك يأبى الأحباش إلا تصحيح الحديث ولم يأخذوا بكلام الحافظ ابن حجر بل قدموا عليه هذه المرة السبكي الذي يدل كتابه (شفاء السقام) على مرتبته في الحديث (مجلتهم منار الهدى30 / 33).

ومجرد تصحيح هذه الأحاديث الضعيفة إنما هو طعن في أئمة هذه الأمة ومنهم الإمام مالك، فقد قال الحافظ في الفتح « أما مالك فقد كان - رحمه الله - يكره أن يقول الرجل: زرت قبر النبي ». ونص عليه القرافي في الذخيرة والزبيدي في شرح الإحياء أن دليل مالك قوله « اللهم لا تجعل قبري وثناً يُعبد اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد» (فتح الباري3/66 إتحاف السادة المتقين للزبيدي4/714 بغية الطالب 233).

وهذا أعظم دليل على أن مالكاً لم تصح عنده أحاديث الحث على زيارة قبر النبي إذ لو صحت لما تجرأ أن يقول « أكره أن يقال زرت قبر النبي».

من زارني إلى المدينة كنت له شفيعاً وشهيداً

ذكره السبكي في (شفاء السقام 36) ضعفه الحافظ في التلخيص 2/267 وانظر ميزان الاعتدال1/53).

من زارني بعد موتي فكأنما زارني وأنا حي

ذكره السيوطي في الأحاديث الموضوعة 2/130. قال الشيخ محمد بن درويش الحوت في (أسنى المطالب ص 435) « رواه الدارقطني وفي سنده مجهول». فهذا اعتراف من واحد من المشايخ المعتبرين عند الأحباش.

ونقل الحافظ عن ابن خزيمة قوله « إن الثقة لا يروي هذا الخبر المنكر». ونقل عن العقيلي أنه لم يصح في هذا الباب شيء». ثم أكد الحافظ بنفسه أن طرق هذا الحديث كلها ضعيفة وأن أصح شيء في هذا الباب هو حديث « ما من أحد يسلم عليّ إلا رد الله روحي حتى أرد عليه السـلام» (التلخيص الحبير 2/267 ).

من زارني وزار أبي إبراهيم.. ضمنت له الجنة

قال النووي « هذا حديث باطل ليس مرويا عن النبي ولا يعرف في كتاب صحيح ولا ضعيف بل وضعه الفجرة» (المجموع8/261). وقال بدر الدين الزركشي « قال بعض الحفاظ: هو موضوع» (التذكرة2/772).

من سب عليا فقد سبني ومن سبني فقد سب الله

يحتج به الرافضة وهو يناقض ما رووه عن علي « من سبني فهو في حل من سبي» (بحار الأنوار34/19). وكذلك يناقض القول المتناقض المنسوب إليه حول معاوية  « اقتلوه ولن تقتلوه. ألا وإنه سيأمركم بسبي والبراءة مني! أما السب فسبوني ، فإنه لي زكاة ولكم نجاة» (نهج البلاغة ص106).

فكيف يأمر علي الناس أن يسبوه وهو يعلم أن سبه يؤدي إلى سب الله؟

وإذا كان عليا يعلم أن سب معاوية يجعله سابا لله فكيف يجعل إيمانه مساويا لإيمانه كما قال « وكان بدء أمرنا أنّا تلاقينا والقوم من أهل الشام، والظاهر أن ربنا واحد وديننا واحد، ودعوتنا في الإسلام واحدة، ولا نستزيدهم في الإيمان بالله والتصديق برسوله ولا يستزيدوننا شيئاً إلا ما اختلفنا فيه من دم عثمان » (نهج البلاغة3/114). وبناء على هذا النص لا يظهر أي اختلاف في العقيدة والايمان بين علي ومعاوية. وكيف يرضى الحسن بتسليم الخلافة ذات المنصب الإلهي الى من سب الله؟

أما الحديث فهو منكر. رواه أحمد 6/323 والحاكم وصححه ولكن فيه إسحاق السبيعي كان اختلط، ولا يدري أحدث قبل الاختلاط أم لا. والراجح الثاني بأن إسرائيل وهو ابن يونس بن أبي أسحاق – حفيد السبيعي – إنما سمع منه متأخرا.

وأبو اسحاق مدلس وحديثه مقبول ما دام لم يعنعن فاذا عنعن لم تقبل روايته.

وفيه محمد بن سعد العوفي: ضعفه الخطيب والذهبي وقال الدار قطني لا بأس به. وفيه أبو عبدالله الجدلي: ثقة إلا أنه شيعي جلد وهذا الحديث في نصرة بدعته.

والرواية الأصح من هذا الحديث هي: من أحب عليا فقد أحبني ومن أحبني فقد أحب الله. ومن أبغض عليا فقد أبغضني ومن أبغضني فقد أبغض الله. (الحاكم 3/130) وقال صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي وهو من أوهامهما. فإن راوي الحديث: أبا زيد (سعيد بن أوس) لم يخرج له الشيخان شيئا، وفيه ضعف كما قرره الحافظ في التقريب (2272). (وانظر سلسلة الصحيحة1299).

قال التيجاني (ص 142) « كما أن آية التطهير دالة هي الأخرى على عصمتها وقد نزلت فيها وفي بعلها وابنيها بشهادة عائشة نفسها. ثم عزا التيجاني إلى صحيح مسلم».

من سره أن يجوز على الصراط كالريح.. فليتول

وليي ووصيي.. علي. انتهى

لا أصل له وهو من اختلاقات الروافض (أنظر بحار الأنوار38/97 والأمالي للمفيد ص363).

من سره أن يحيا حياتي و يموت مماتي

ويسكن جنة عدن غرسها ربي فليوال عليا من بعدي و ليوال وليه وليقتد بالأئمة من بعدي فإنهم عترتي خلقوا من طينتي رزقوا فهما وعلما، وويل للمكذبين بفضلهم من أمتي، القاطعين فيهم صلتي، لا أنالهم الله شفاعتي».

موضوع. أخرجه أبو نعيم (1/86) من طريق محمد بن جعفر بن عبد الرحيم: ثنا أحمد بن محمد بن يزيد بن سليم: ثنا عبد الرحمن بن عمران بن أبي ليلى – أخو محمد بن عمران -: ثنا يعقوب بن موسى الهاشمي عن أبي رواد عن إسماعيل بن أمية عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا. وقال « وهو غريب».

قلت: وهذا إسناد مظلم، كل من دون ابن أبي رواد مجهولون، لم أجد من ذكرهم، غير أنه يترجح عندي أن أحمد بن محمد بن يزيد بن سليم إنما هو ابن مسلم الأنصاري الأطرابلسي المعروف بابن أبي الحناجر، قال ابن أبي خاتم (1/1/73) « كتبنا عنه وهو صدوق». وله ترجمة في تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر2/ق 113-114).

وأما سائرهم فلم أعرفهم فأحدهم هو الذي اختلق هذا الحديث الظاهر البطلان والتركيب، وفضل علي رضي الله عنه أشهر من أن يستدل عليه بمثل هذه الموضوعات التي يتشبث الشيعة بها، ويسودون كتبهم بالعشرات من أمثالها، مجادلين بها في إثبات حقيقة لم يبق اليوم أحد يجحدها، وهي فضيلة علي رضي الله عنه.

ثم الحديث عزاه في (الجامع الكبير2/253/1) للرافعي أيضا عن ابن عباس. ثم رأيت ابن عساكر أخرجه في (تاريخ دمشق12/120/2) من طريق أبي نعيم ثم قال عقبه « هذا حديث منكر، وفيه غير واحد من المجهولين».

قلت: وكيف لا يكون منكرا وفيه مثل ذاك الدعاء! (لا أنالهم الله شفاعتي) الذي لا يعهد مثله عن النبي ، ولا يناسب مع خلقه ورأفته ورحمته بأمته. وهذا الحديث من الأحاديث التي أوردها صاحب (المراجعات) عبد الحسين الموسوي نقلا عن كنز العمال (6/155 و 217-218) موهما أنه في مسند الإمام أحمد معرضا عن تضعيف صاحب الكنز إياه تبعا للسيوطي!

وكم في هذا الكتاب (المراجعات) من أحاديث موضوعات، يحاول الشيعي أن يوهم القراء صحتها وهو في ذلك لا يكاد يراعي قواعد علم الحديث حتى التي هي على مذهبهم! إذ ليست الغاية عنده التثبت مما جاء عنه في فضل علي رضي الله عنه، بل حشر كل ما روي فيه! وعلي رضي الله عنه كغيره من الخلفاء الراشدين والصحابة الكاملين أسمى مقاما من أن يمدحوا بما لم يصح عن رسول الله .

ولو أن أهل السنة والشيعة اتفقوا على وضع القواعد في (مصطلح الحديث) يكون التحاكم إليها عند الاختلاف في مفردات الروايات ثم اعتمدوا جميعا على ما صح منها: لو أنهم فعلوا ذلك لكان هناك أمل في التقارب والتفاهم في أمهات المسائل المختلف فيها بينهم. أما والخلاف لا يزال قائما في القواعد والأصول على أشده فهيهات هيهات أن يمكن التقارب والتفاهم معهم، بل كل محاولة في سبيل ذلك فاشلة. والله المستعان.

من صلى صلاة لم يصل فيها علي ولا على أهل بيتي لم تقبل منه

حديث باطل. فيه جابر الجعفي وهو كذاب. ويروى تارة موقوفا على ابن مسعود وتارة يروى بالرفع.

من صلى علي عند قبري سمعته

قال الحافظ » سنده جيد« (فتح الباري6/488).

قلت: وهذا من أخطائه. وهو بهذا الخطأ يخالف حفاظا آخرين.

فقد ذكر ابن عدي هذا الحديث ثم قال « لا أصل له من حديث الأعمش وليس بمحفوظ ولا يتابعه إلا من هو دونه» (ضعفاء العقيلي4/136). وعد الذهبي هذا الحديث من منكرات محمد بن مروان هذا (ميزان الاعتدال6/328). وذكره السيوطي وابن الجوزي والشوكاني في جملة الأحاديث الموضوعة (اللآلئ المصنوعة1/258 الموضوعات1/224 الفوائد المجموعة1/325).

 بل ويخالف ما قرره هو من حال محمد بن مروان السدي هذا.

فقد حكى في التهذيب قول أهل العلم في محمد بن مروان فقال: » قال البخاري سكتوا عنه. وقال ابن نمير ليس بشيء. وقال يعقوب بن سفيان ضعيف غير ثقة. وقال صالح بن محمد كان ضعيفا وكان يضع. وقال أبو حاتم ذاهب الحديث متروك الحديث لا يكتب حديثه ألبتة. وقال أحمد أدركته وقد كبر فتركته، ومن مناكيره عن ليث عن مجاهد عن ابن عمر مرفوعا: طلب الحلال جهاد. وقال ابن عدي: الضعف على رواياته بيّن. وقال ابن حبان: لا يحل كتب حديثه الا اعتبارا ولا يحتج به بحال. وقال أبو جعفر الطبري: لا يحتج بحديثه. وقال عبد الله بن نمير: كان السدي كذابا: ذكره ابن شاهين في الضعفاء. وقال الساجي: لا يكتب حديثه« (9/436-437).

رواه العقيلي في الضعفاء (398) وقال » لا أصل له من حديث الأعمش«.

روى الخطيب الرواية ثم قال » وقال عبد الله ابن قتيبة سألت ابن نمير عن هذا الحديث فقال: دع ذا. محمد بن مروان ليس بشيء. وقال يعقوب بن سفيان » ضعيف غير ثقة«. وقال البخاري: محمد بن مروان الكوفي لا يكتب حديثه البتة « (تاريخ بغداد3/292 وانظر الضعفاء الصغير 340). وقال النسائي » يروي عن الكلبي، متروك الحديث« (الضعفاء والمتروكون565).

وقال ابن الجوزي » لا يصح محمد بن مروان كذاب« (الموضوعات1/303).

وقال السيوطي »له شواهد« ولكنه لم يأت بشواهد. (اللآلئ المصنوعة1/283). وإنما أتى بأحاديث صحيحة من طريق شعب الايمان للبيهقي تدل على بلوغ سلام أمته عليه لا سماعها.

وإحدى الروايات تدل على السماع لكنها من طريق الأعرج وهو مجهول.

احتج الحافظ السخاوي بقول ابن القيم بأن هذا الحديث غريب (القول البديع116).

وقال الحافظ ابن عبد الهادي » محمد بن مروان متروك الحديث متهم بالكذب « (الصارم المنكي190).

فأنى لهذا السند الصحة؟ (أنظر تفصيل الألباني في السلسة الضعيفة 1/239).

من عادى لي وليا .. فاذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به

الحديث بطوله «من عادى لي وليا فقد بارزني بالحرب وما تقرب إلي عبدي بشيء أفضل من أداء ما افترضت عليه ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فاذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولئن دعاني لأعطينه ولئن دعاني لأجيبنه ولئن استعاذ بي لأعيذنه وما ترددت في شيء أنا فاعله ترددي في قبض نفس عبدي المؤمن يكره الموت وأكره مساءته ولا بد له منه» (رواه البخاري).

 هذا الحديث مفسر بالحديث الآخر « فبي يسمع وبي يبصر وبي يبطش وبي يمشي». وفي حديث أنس ومن أحببته كنت له سمعا وبصرا ويدا ومؤيدا.

 فمعنى الحديث إذن أن العبد إذا أخلص الطاعة صارت أفعاله كلها لله فلا يسمع إلا لله ولا يبصر إلا لله أي ما شرعه الله له ولا يبطش ولا يمشي إلا في طاعة الله مستعينا بالله في ذلك كله. ولهذا جاء في بعض رواية الحديث الصحيح بعد قوله ورجله التي يمشي بها: « فبي يسمع وبي يبصر» (تفسير ابن كثير2/580).

 ثم إن الله تعالى فرق في الحديث بين الداعي والمجيب وبين المستعين وبين المستعان به.

وأورد الحافظ للحديث عدة معاني:

منها: أن الحديث ورد على سبيل التمثيل. والمعنى كنت سمعه وبصره في ايثاره أمري فهو يحب طاعتي ويؤثر خدمتي كما يحب هذه الجوارح.

ومنها: أن المعنى: كليته مشغولة بي فلا يصغي بسمعه إلا إلى ما يرضيني ولا يرى ببصره إلا ما أمرته به.

ومنها: أنه على حذف مضاف. والتقدير كنت حافظ سمعه الذي يسمع به فلا يسمع الا ما يحل استماعه وحافظ بصره كذلك الخ.

ونقل عن الخطابي أن المعنى توفيق الله لعبده في الأعمال التي يباشرها بهذه الأعضاء وتيسير المحبة له فيها بأن يحفظ جوارحه عليه ويعصمه عن مواقعة ما يكره الله من الاصغاء الى اللهو بسمعه ومن النظر الى ما نهى الله عنه ببصره ومن البطش فيما لا يحل له بيده ومن السعي الى الباطل برجله.

ونقل عن آخرين أن الله يحفظه فلا يتصرف الا في ما يحب الله لأنه إذا أحبه كره له أن يتصرف فيما يكرهه منه. فلا يتحرك له جارحة الا في الله ولله فهي كلها تعمل بالحق للحق» (فتح الباري11/344).

من قاتل فليجتنب الوجه

ثنا عمر بن الخطاب ثنا ابن أبي مريم ثنا ابن لهيعة عن أبي يونس سليم بن جبير عن أبي هريرة قال قال رسول الله من قاتل فليجتنب الوجه فإن صورة وجه الإنسان على صورة وجه الرحمن.

أخرجه ابن أبي عاصم في (السنة1/230) وحكم الألباني بضعفه وأن رجاله ثقات غير أن ابن لهيعة سيء الحفظ. وإنما يصح الحديث بلفظ « على صورته». مع أن الحافظ وثق رجال رواية (على صورة الرحمن) (فتح الباري5/183).

من قال إن رسول الله خير من يونس بن متى فقط كذب

هذا كذب لم يثبت الحديث هكذا وإنما اللفظ هكذا (من قال أنا خير من يونس.. الحديث) فجعل الرافضة الضمير عائدا على الرسول ثم جعلوا ذلك من أكاذيب أبي هريرة (أنظر كتاب – أبو هريرة – للسيد شرف الدين ص170 وضوء النبي 1/220 علي الشهرستاني).

والضمير عائد على أي عبد كما في الروايات الصحيحة الأخرى (لا ينبغي لعبد أن يقول أنا خير من يونس).

وفي البخاري « لا يقولن أحدكم إني خير من يونس بن متى» وفي رواية «لا ينبغي لعبد أن يقول أنه خير من يونس بن متى» (رواه البخاري7101 باب ذكر النبي وروايته عن ربه).

ولا ننسى أن يونس عند الرافضة معاقب عند الله لأنه بزعم أصحاب الخيالات الناتجة عن مرض الماليخوليا حبسه الله في بطن الحوت لإنكاره ولاية علي بن أبي طالب ولم يخرجه حتى قبلها « (تفسير فرات 13 بحار الأنوار 26/333 بصائر الدرجات ص22).

من كرامتي على ربي أني ولدت مختونا

اختلف في تصحيحه وتضعيفه حتى قال ابن الجوزي بضعفه (العلل المتناهية 1/166) وقال ابن كثير في البداية »ادعى بعضهم صحته« .

من كنت مولاه فهذا علي هو مولاه

إذا كان ذلك يعني الإمامة فليقل الرافضة أن عليا لم يعد مولانا ومولى كل مؤمن لأنه انتهت إمامته. فهل ما زال علي مولانا أم لم يعد.

الرسول لا يذكر الناس بمنزلة إمامة مزعومة. بل يذكرهم بمنزلة النبوة. لا يعقل أن يذكر النبي الناس بمنزلة الإمامة.

هذا الطرف حكم الهيثمي بصحته قبل الألباني فقال » في الصحيح طرف منه وفي الترمذي (من كنت مولاه معلي مولاه) (مجمع الزوائد9/164). دون الزيادات التي في الروايات الأخرى مثل » اللهم وال من والاه وعاد من عاداه«.

 مناسبة ورود النص مهمة في فهمه، بل هي أقوى القرائن على تقييد الألفاظ ذات المعاني المشتركة. فقد جاء في صدر هذه الرواية أن النبي قال لبريدة «أتبغض عليا؟ فقال بريدة نعم. فقال النبي : من كنت مولاه فعلي مولاه» وفي رواية « اللهم وال من والاه وعاد من عاداه» فالكلام متعلق بالمحبة والمودة لا الإمامة.

وهذه الرواية تجعل من عليا عدوا لله لو كان الروافض يعلمون. فإن أبا بكر صار عدوا لله لمجرد أخذ الخلافة من علي بزعم القوم. وقد اعترف القوم راغمين بأن عليا بايع أبا بكر. وهذا تول له عند القوم. فكيف يوالي علي من عادى الله؟ أليس يصير علي بموالاة أبي بكر عدوا لله؟

 ولك أن تتأمل السياق في بداية الحديث: ألست أولى بكل مؤمن ومؤمنة من نفسه؟ مثال ذلك:

 (مع) ذات معـان مشتركة تعرف بحسب السياق. فمعناها في قولـه تـعالى يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطاً (النساء:108). فهي تعني هنا العلم. وأما في قوله تعالى (والله مع المؤمنين) تعني النصر لا العلم.

 فالسياق متعلق بالمحبة والقرب لا بالإمامة. وبهذا المعنى لا شك وجوب موالاة علي وكل مؤمن.

 فمناسبة الحديث تأبى أن يكون مراد النبي التنصيص على خلافة علي وإمامته. إذ لو أراد النبي الإمامة لصرح بها من دون استعمال ألفاظ مشتركة يتطرق إليها الاحتمال مما يشعل فتيل الفتنة بين أمته من بعده.

ولتأكيد مقصد النبي صلى الله عليه وسلم بموالاة عليّ على أنها الحب والنصرة هو ما رواه احمد في الفضائل عن ابن بريدة عن أبيه قال « بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم واستعمل علينا علياً، فلما رجعنا سأَلنا: كيف رأيتم صحبة صاحبكم؟ فإما شكوته أنا إما شكاه غيري فرفعت رأسي وكنت رجلاً من مكة، وإذا وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم قد احمرّ فقال: من كنت وليه فعليّ وليه». خصائص أمير المؤمنين برقم (77) وأحمد في الفضائل برقم (947) وقال المحققان: صحيح. ومن هنا نعلم أن المولاة المقصودة هي الحب والنصرة.

 أن هذا الفهم الشيعي الخاطئ يرده قوله تعالى وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ  ويرده ما عند الشيعة في (نهج البلاغة 3/7) أن عليا قال » إنما الشورى للمهاجرين والأنصار. فإذا اجتمعوا على رجل وسموه إماما كان ذلك لله رضا« .

إذا كان الله وعد بالإمامة لأهل البيت ولم يحقق لهم وعده فهذا طعن به سبحانه. فنسأل: كيف غلبت إرادة أبي بكر وعمر إرادة الله؟

 المولى هو المحب والنصير

الحديث لا علاقة له بمسألة الإمامة. وإنما بالموالاة التي هي ضد المعاداة وهي غير الولاية. وهذه الموالاة ليست مقصورة على علي رضي الله عنه. بل هي لكل مسلم.

قال ابن الأثير في النهاية « الوَلايَةُ بالفَتْح في النَّسَب والنُّصْرة والمُعْتِق. والوِلاَية بالكسْر، في الإمَارة. والوَلاءُ، المُعْتَق والمُوَالاةُ مِن وَالَى القَوْمَ.

ومنه الحديث «مَن كُنْتُ مَوْلاه فَعَليٌّ مَوْلاه» قال أبو العباس: أي من أحبّني وتولاني فَليَتَولَّهْ. وقال ابن الأعرابي: الوَلِيّ: التابع المُحِبّ» على أكْثر الأسْمَاء المذْكورة. قال الشَّافعي رضي اللَّه عنه: يَعْني بذَلِك وَلاء الإسْلام، كقوله تعالى ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لا مَوْلَى لَهُمْ (محمد:11).

وقول عمر لعَليّ « أصْبَحْتَ مَوْلَى كُلِّ مُؤمِن» أي ولِيَّ كُلِّ مُؤمن وقيل: سَبب ذلك أنَّ أُسامةَ قال لِعَلِيّ: لَسْتَ مَوْلايَ، إنَّما مَوْلاي رسولُ اللَّه فقال «مَن كُنْتُ مَوْلاهُ فَعليٌّ مَوْلاه» (النهاية990).

ولم يرد في القرآن لا على أن الإمامة بالنص ولا استعمل لفظ المولى في موضوع الإمامة والخلافة.

وفي الحديث »أسلم وغفار ومزينة وجهينة وقريش والأنصار موالي دون الناس، ليس لهم مولى دون الله ورسوله« (رواه أحمد 5/417 والحاكم 4/82 وصححه ووافقه الذهبي). وعند مسلم بلفظ مختلف (رقم 3313).

 (يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا). وهذا في النصرة لا في الإمامة.

 ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم.

 بل الله مولاكم وهو خير الناصرين.

 فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين.

الألباني صحح حديث الولي ولكن كشف سوء فهمكم للغة العربية بعدم تفريقكم بين الولاية بكسر الميم والتي تعني المحبة والنصرة وبين الولاية بفتحها.

قال الألباني ناقلا عن ابن تيمية «فالموالاة ضد المعاداة وهو حكم ثابت لكل مؤمن وعلي رضي الله عنه من كبارهم يتولاهم ويتولونه. ففيه رد على الخوارج والنواصب، لكن ليس في الحديث أنه ليس للمؤمنين مولى سواه، وقد قال النبي « أسلم وغفار ومزينة وجهينة وقريش والأنصار موالي دون الناس، ليس لهم مولى دون الله ورسوله» فالحديث ليس فيه دليل البتة على أن عليا رضي الله عنه هو الأحق بالخلافة من الشيخين كما تزعم الشيعة لأن الموالاة غير الولاية التي هي بمعنى الإمارة» (سلسلة الصحيحة5/264) (نقلا عن منهاج السنة4/104) كيف يدعوننا النبي الى التمسك بما عليه الأئمة وغالب ما عند الشيعة من الرواية عنهم لم يتم تصحيحه.

فيقال لهم: إذا كان لفظ (مولى) يأتي بمعنى (أولى) وبمعنى (الولاء والقرب والمحبة):

أولا: فالفرقان والحاكم هو السياق. هو الذي يحدد أي هذه المعاني المتعددة أولى بهذا اللفظ. ومناسبة الحديث تذكير من أظهروا شيئا من بغض علي بأهمية محبته. ولا علاقة له بموضوع الإمامة لا من قريب ولا من بعيد.

ثانيا: أن منطوق الأحاديث الأخرى يتعرض ومفهوم الرافضة.

فإن الأحاديث الأخرى جاءت

قال « أبي الله والمؤمنون ان يُختلف عليك يا أبا بكر» (رواه احمد وصححه الألباني). وبلفظ آخر: « ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر».

وقال للمرأة التي جاءت تسأله قبل يومين من موته: « إن لم تجديني فأت أبا بكر».

وقال « مروا أبا بكر فليصل بالناس».وقد أورد الحسكاني الرافضي هذه الرواية المكذوبة فقال: أخبرنا أبو عبد الله الشيرازي أخبرنا أبو بكر الجرجرائي حدثنا أبو أحمد البصري قال: حدثني محمد بن سهل حدثنا زيد بن إسماعيل مولى الانصاري حدثنا محمد بن أيوب الواسطي عن سفيان بن عيينة عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي قال: لما نصب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم عليا يوم غدير خم فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه طار ذلك في البلاد فقدم على رسول الله النعمان بن الحرث الفهري فقال: أمرتنا عن الله أن نشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، وأمرتنا بالجهاد والحج والصلوة والزكاة والصوم فقبلناها منك، ثم لم ترض حتى نصبت هذا الغلام فقلت: من كنت مولاه فهذا مولاه. فهذا شئ منك أو أمر من عند الله؟ قال: أمر من عند الله. قال: الله الذي لا إله إلا هو إن هذا من الله؟ قال: الله الذي لا إله إلا هو إن هذا من الله. قال: فولى النعمان وهو يقول: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم. فرماه الله بحجر على رأسه فقتله فانزل الله تعالى سأل سائل. انتهى (شواهد التنزيل للحسكاني2/381).

قلت: قاتل الله الكذابين فإن هذه كلمة كفار قريش نسبها الرافضي إلى الصحابي الجليل زيد بن أرقم.

وقد كذب شيخنا الألباني هذه الرواية (سلسلة الضعيفة10/2/691).

والرواية ذكرها رافضي إسمه الحسكاني الحنفي زورا الرافضي حقيقة، والرافضة عند الأحناف كفار. فقد ذكر السبكي أن مذهب أبي حنيفة وأحد الوجهين عند الشافعي والظاهر من الطحاوي في عقيدته كفر ساب أبي بكر. (فتاوى السبكي 2/590). وذكر في كتاب الفتاوى أن سب الشيخين كفر وكذا إنكار إمامتهما». وكان أبو يوسف صاحب أبي حنيفة يقول: « لا أصلي خلف جهمي ولا رافضي ولا قدري». (شرح أصول اعتقاد أهل السنة لللالكائي4/733).

وأول الرواة أبو بكر محمد بن أحمد المفيد الجرجرائي. وهو متهم بادعاء أسانيد مختلقة. ولذلك قال الحافظان الذهبي وابن حجر العسقلاني « وهو متهم» (الكشف الحثيث1/216 لسان الميزان6/45).

كذب عبد الحسين

وزعم الكذاب عبد الحسين أن أهل السنة أخرجوا ستة أحاديث بأسانيدهم المرفوعة إلى رسول الله » (المراجعات142).

فلم أجد من ذلك شيئا.

كذلك زعم الكذاب: أن الحاكم قد رواها في مستدركه، وقلده الخميني على طريقة الرافضة في سرقة اللاحق من السابق (كشف الأسرارص156).

وكلاهما كذابان شريكان في الكذب. فإن الرواية لا وجود لها في المستدرك. وإنما تضمن النص الكلام على النضر بن الحارث بن كلدة أنه هو الذي قال ذلك.

وكيف تكون الآية متعلقة بإمامة علي ورفض الصحابة لها والآية مكية كما في الدر (6/263)؟

شبهة حول أن مولى تأتي بمعنى أولى

وقد أجاب الباقلاني عن هذه الشبهة فقال رحمه الله:

« وأما قولهم بأن مولى تأتي في اللغة بمعنى (أولى) بدليل قوله تعالى مأوكم النار هي مولكم يعني هي الأولى بكم. وبدليل قول النبي « إيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل يريد بغير إذن مولاها المالك لأمرها».

فيقال لهم ليس فيما ذكرتموه ما يدل على أن معنى مولى معنى أولى لأن قوله هي مولكم المراد به مكانهم وقرارهم وكذلك فسره الناس.

وأما قوله (بغير إذن وليها) فليس وليها من مولاها في شيء لأن أبا المرأة وأخوتها وبني عمها أولياؤها وليسوا مولى لها. وإن كان ولي الأمة مولى لها لأنه لم يكن مولى لها من حيث كان وليها لأن ما ذكرناه ولي وليس بمولى.

وأما احتجاجهم بقول الأخطل:

    فأصبحت مولاها من الناس كلهم         وأحرى قريش أن تهاب وتحمدا 

فأصبحت مولاها إنما اراد ناصرها والحامي عنها لأن المولى يكون بمعنى الناصر وكان عبد الملك بن مروان إذ ذاك أقدر على نصرها وأشدها تمكنا من ذلك فلهذا قال وأحرى قريش أن تهاب وتحمدا أي إنك أقدرها على إعزاز ونصرة وإجلال وإهابة وإذا كان ذلك كذلك بطل ما قلتم.

فلو كان إنما أثبت له الولاية عليهم وجعله أولى بهم وألزمهم طاعته والانقياد لأوامره لوجب أن يكون قد أثبته إماما وأوجب الطاعة له آمرا وناهيا فيهم مع وجوده سائر مدته فلما أجمعت الأمة على فساد ذلك وإخراج قائله من الدين ثبت أنه لم يرد به فمن كنت مولاه من كنت أولى به ولم يرد بقوله فعلي مولاه أنه أولى به ويدل على ذلك أيضا ويؤكده ما يروونه من قول عمر أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن فأخبر أنه قد ثبت كونه مولى له ولكم مؤمن فلم ينكر» (تمهيد الأوائل وتلخيص الدلائل1/453).

قلت: إذا كان لفظ (مولى) يأتي بمعنى (أولى) وبمعنى (الولاء والقرب والمحبة):

أولا: فالفرقان والحاكم هو السياق. هو الذي يحدد أي هذه المعاني المتعددة أولى بهذا اللفظ. ومناسبة الحديث تذكير من أظهروا شيئا من بغض علي بأهمية محبته. ولا علاقة له بموضوع الإمامة لا من قريب ولا من بعيد.

ثانيا: أن منطوق الأحاديث الأخرى يتعرض ومفهوم الرافضة.

فإن الأحاديث الأخرى جاءت

قال « أبي الله والمؤمنون ان يُختلف عليك يا أبا بكر» (رواه احمد وصححه الألباني). وبلفظ آخر: « ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر». وقال للمرأة التي جاءت تسأله قبل يومين من موته: « إن لم تجديني فأت أبا بكر». وقال «مروا أبا بكر فليصل بالناس».

من لم يزر قبري فقد جفاني

شفاء السقام 39 ذكره ابن الجوزي في الموضوعات 2/217.

من لم يقل علي خير الناس فقد كفر

 آفة الحديث محمد بن كثير الكوفي. وهو أحد ضعفاء الحديث. قال الحافظ ابن حجر «أخرجه ابن عدي من طرق كلها ضعيفة» (تسديد القوس3/89).

وكذلك عبد الله بن جعفر الثعلبي: قال عنه ابن عدي « متهم» (المغني في الصعفاء1/334 وانظر لسان الميزان3/268 وميزان الاعتدال4/77).

وحكم عليه السيوطي والشوكاني وابن الجوزي بالوضع (أنظر اللآلئ المصنوعة1/300 الفوائد المجموعة1/347 الموضوعات1/260

من مات بغير إمام مات ميتة جاهلية

ولكن من اختبأ عنه إمامه وبقي في سرداب كان اختباؤه اختباء جاهلية. فما ذنب المسكين إن لم يعرف إمامه حينئذ لاختبائه عنه في سرداب؟ أليس هذا تكليفا بما لا يطاق؟

أما الحديث فقد قال عنه الهيثمي في مجمع الزوائد 5/218 «إسناده ضعيف».

وأما الحديث المعروف فهو المروي عن زيد بن أسلم عن بن عمر عن النبي قال « من نزع يدا من طاعة فلا حجة له يوم القيامة ومن مات مفارقا للجماعة فقد مات ميتة جاهلية».

وفرق بين من مات ولم يعرف إمام زمانه فقد تكون الأمة في وقت من الأوقات خالية عن إمام. بخلاف من يكون له إمام بايعه المسلمون فخرج عن طاعته.

من مات على حب آل محمد مات شهيدا

تمام الحديث « من مات على حب آل محمد مات شهيدا ألا ومن مات على حب آل محمد مات مغفورا له ألا ومن مات على حب آل محمد مات تائبا ألا ومن مات على حب آل محمد مات مؤمنا مستكمل الإيمان ألا ومن مات على حب آل محمد بشره ملك الموت بالجنة ثم منكر ونكير ألا ومن مات على حب آل محمد يزف إلى الجنة كما تزف العروس إلى بيت زوجها ألا ومن مات على حب آل محمد فتح الله له في قبره بابين إلى الجنة ألا ومن مات على حب آل محمد جعل الله قبره مزار ملائكة الرحمة ألا ومن مات على حب آل محمد مات على السنة والجماعة ألا ومن مات على بغض آل محمد جاء يوم القيامة مكتوبا بين عينيه آيس من رحمة الله ألا ومن مات على بغض آل محمد مات كافرا ألا ومن مات على بغض محمد لم يشم رائحة الجنة».

موضوع. ومن مخادعة عبد الحسين واستعمال ألفاظ التدليس التي لا قيمة لها عند أهل العلم بالرواية قوله « أرسلها الزمخشري إرسال المسلمات» (المراجعات ص30). وقد لعب هذه الحيلة كما في رواية (لعن الله من تخلف عن جيش أسامة» وزعم أن الشهرستاني أرسلها إرسال المسلمات.

وهذه طريقته المعهودة وهي أنه إذا لم يجد للرواية سندا عند أحد المؤلفين – لا أقول المحثين – فإنه يستعمل هذه العبارة المطاطة ليوهم الناس أنه لا يحتاج إلى سند. والأصل في المرسل أنه لا قيمة له إلا ما استثني ممن يؤمن إرسالهم كالشعبي وغيره. وليس الشهرستاني ولا الزمخشري من المعروفين بالحديث حتى يقال بأنهما أرسلا الرواية.

من مات وفي قلبه بغض لعلي فليمت إن شاء الله يهوديا

فيه علي بن قرين: كان يضع الحديث كان ببغداد. وهو آفة هذه الرواية: حدثني أحمد بن محمود قال حدثنا عثمان بن سعيد قال قال لي يحيى بن معين لا تكتب عن على بن قرين شيخ ببغداد فإنه كذاب خبيث ومن حديثه ما حدثناه عبد الله بن هرون الشعبي قال حدثنا علي بن قرين قال حدثنا الجارود بن يزيد عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال قال رسول الله من مات وفي قلبه بغض لعلي فليمت يهوديا أو نصرانيا ليس بمحفوظ من حديث بهز ولا من حديث جارود وعلى بن قرين وضع هذا الحديث ولا يعرف من حديث جارود إلا عن علي بن قرين وجارود متروك الحديث وعلي وضعه على جارود

قال الحافظ «رواه العقيلي وهو موضوع» (لسان الميزان2/219 و4/252).

من مات ولم يعرف إمام زمانه

لا يوجد حديث بهذا اللفظ. وقد نص أئمة الشيعة على عدم وجود النص على أسماء أئمتهم. وهو اللائق أن يقولوه وإلا صار زرارة ضالا لأنه مات ولم يعرف إمام زمانه وغيره كثير. وإليكم فتوى الخوئي حول ذلك.

سؤال 1422 : الحديث المعروف المروي عن هشام بن سالم والذي يروي به ما جرى عليه وعلى بعض أصحابه ، بل وعموم الشيعة بعد وفاة الامام الصادق عليه السلام وكيف انه كان مع ثلة من أصحاب الصادق ثم كانوا يبحثون عن الخلف من بعده عليه السلام فدخلوا على عبد الله بن جعفر وقد اجتمع عليه الناس ثم انكشف لهم بطلان دعوى امامته ، فخرجوا منه ضلالا لا يعرفون من الامام إلى آخر الرواية . . . كيف نجمع بين هذه الرواية التي تدل على جهل كبار الاصحاب بالامام بعد الصادق عليه السلام وبين الروايات التي تحدد أسماء الائمة: جميعا منذ زمن رسول الله صلى الله عليه وآله؟ وهل يمكن اجماع الاصحاب على جهل هذه الروايات حتى يتحيروا بمعرفة الامام بعد الامام ؟

أجاب الخوئي: « الروايات المتواترة الواصلة الينا من طريق العامة والخاصة قد حددت الائمة عليهم السلام بإثني عشر من ناحية العدد ولم تحددهم بأسمائهم عليهم السلام واحدا بعد واحد حتى لا يمكن فرض الشك في الامام اللاحق بعد رحلة الامام السابق بل قد تقتضي المصلحة في ذلك الزمان اختفاءه والتستر عليه لدى الناس بل لدى أصحابهم عليهم السلام الا أصحاب السر لهم، وقد اتفقت هذه القضية في غير هذا المورد، والله العالم» انتهى (صراط النجاة2/453).

وبعده نقول: من لم يمت وبقي مختبئا فإمامته إمامة جاهلية. وإلا فهل نلوم من مات ولم يعرف مختبئا؟ هو يختبئ علينا وعلينا أن نعرفه؟

كيف نعرفه وقد لعنت كتب الشيعة من يجترئ على معرفة اسمه؟

فقد قالوا « ولا يحل لكم تسميته. وكذلك ملعون ملعون من سماني في محفل من الناس.

كيف نعرفه وهو المفترض أن يكون محمد ابن عبد الله أم محمد بن الحسن.

كيف نعرفه ولم تصح فيه الأسانيد.

وقد افترق الشيعة فيه الى عشرات الفرق لاختلافهم على كل جزئية من جزئيات المهدي. وهل هو ابن سوسن أم نرجس أم صقيل أم ريحانة. أم مليكة أم خمط أم مريم بنت زيد العلوية؟

هل ماتت فاطمة وهي تعرف إمام زمانها؟

من هم سفراء المهدي وكيف نستطيع أن نصدقهم فيما عندهم من تواقيع يزعمون أنها توقيع المهدي؟

من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية

قال الهيثمي في مجمع الزوائد 5/218 إسناده ضعيف.

وأما الحديث المعروف فهو المروي عن زيد بن أسلم عن ابن عمر عن النبي قال « من نزع يدا من طاعة فلا حجة له يوم القيامة ومن مات مفارقا للجماعة فقد مات ميتة جاهلية».

وفرق بين من مات ولم يعرف إمام زمانه فقد تكون الأمة في وقت من الأوقات خالية عن إمام. بخلاف من يكون له إمام بايعه المسلمون فخرج عن طاعته.

نادى المنادي يوم القيامة يا محمد نعم الأب أبوك

وإبراهيم ونعم الأخ علي.

موضوع (سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة رقم3301).

النجوم أمان لأهل السماء وأهل بيتي أمان لأمتي

قال الحافظ ابن حجر في المطالب العالية  هذا إسناد ضعيف» (المطالب العالية18/386).

وفي رواية « حدثنا أبو القاسم عبد الرحمن بن الحسن القاضي بهمدان من أصل كتابه ثنا محمد بن المغيرة اليشكري ثنا القاسم بن الحكم العرني ثنا عبد الله بن عمرو بن مرة حدثني محمد بن سوقة عن محمد بن المنكدر عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم النجوم أمان لأهل السماء فإن طمست النجوم أتى السماء ما يوعدون وأنا أمان لأصحابي فإذا قبضت أتى أصحابي ما يوعدون وأهل بيتي أمان لأمتي فإذا ذهب أهل بيتي أتى أمتي ما يوعدون» (المستدرك5/386).

وفسه محمد بن المغيرة اليشكري: نقل الحافظ قول السليماني « فيه نظر» (لسان الميزان5/386). فالحديث بذلك ضعيف جدا.

نزلت (سأل سائل بعذاب واقع) فيمن أنكر ولاية علي

هذه رواية مكذوبة ذكرها الثعلبي في تفسيره ومنها نقلها بقية المفسرين, وقد أجمع الناس كلهم علي أن ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم بغدير خم كان مرجعه من حجه, والنبي صلى الله عليه وسلم لم يرجع إلى مكة بعد ذلك بل رجع من حجة الوداع إلى المدينة وفي هذا الحديث يذكر أنه بعد أن قال هذا بغدير خم و شاع في البلاد جاءه الحارث وهو بالأبطح والأبطح بمكة فهذا لم يعلم متى كانت قصة غدير خم (!!) كما أن هذا الرجل لا يُعرف في الصحابة (!!) وأيضا فان هذه السورة مكية نزلت بمكة قبل الهجرة، فهذه نزلت قبل غدير خم قبل بعشر سنين أو أكثر من ذلك فكيف تكون نزلت بعده!!؟

نزلت عبس وتولى في عثمان بن عفان

أين أسانيد هذه الرواية التي تحكي نزول هذه الآيات في عثمان؟

بل قد رووا عن جعفر الصادق أنه قال: « كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا رأى عبد الله بن أم مكتوم قال: مرحبا مرحبا! لا والله، لا يعاتبني الله فيك أبدا" وكان يصنع به من اللطف حتى كان يكف عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مما يفعل به» (مجمع البيان10/266 بحار الأنوار17/77 نور الثقلين للحويزي5/509 تفسير الميزان للطباطبائي20/204 تفسير البرهان3/161 مجمع البحرين للطريحي3/112).

فإن كانت (عبس) تتنافي وأخلاق النبي فما موقف الرافضة من آيات أخر مثل قوله تعالى وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه؟

وقوله وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلاً 74 إِذاً لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا 75؟

وقوله لنبي الله نوح – وهو من أولي العزم من الرسل فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ.

نزلت في علي ثلاث مئة آية

ضعيف جدا. جويبر عن الضحاك عن ابن عباس. وهو إسناد واه جدا. وآفته جويبر قال الحافظ « شعيف جدا.. والضحاك وهو ابن مزاحم الهلالي لم يلق ابن عباس» (سلسلة الأحاديث الضعيفة4929).

نزلت هذه الآية إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا في علي

تمام الرواية:

« عن النضر بن إسماعيل البجلي حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار قال ثنا أبو يحيى عبد الرحمن بن محمد بن سلام الرازي بأصبهان قال ثنا يحيى بن الضريس قال ثنا عيسى بن عبد الله بن عبيد الله بن عمر بن علي بن أبي طالب قال ثنا أبي عن أبيه عن جده عن علي قال نزلت هذه الآية على رسول الله إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكوة وهم راكعون فخرج رسول الله ودخل المسجد والناس يصلون بين راكع وقائم فصلى فإذا سائل قال يا سائل أعطاك أحد شيئا فقال لا إلا هذا الراكع لعلي أعطاني خاتما»

هذه الرواية منكرة كما بينه الشيخ الألباني رحمه الله (سلسلة الضعيفة4921).

قال الشيخ الألباني « منكر: أخرجه الحاكم في معرفة علوم الحديث.. نفرد به ابن الضريس عن عيسى العلوي الكوفي. قلت: وهو متهم، قال في الميزان « قال الدارقطني: متروك الحديث، وقال ابن حبان: سرؤي عن آبائه أشياء موضوعة.. وبهذا الإسناد تسعة أحاديث مناكير وعامة ما يرويه لا يتابع عليه» أضاف:

« ومما سبق تعلم أن قول الألوسي في روح المعاني « إسناده متصل» مما لا طائل تحته.. واعلم أنه لا يتقوى الحديث بطرق أخرى ساقها السيوطي في (الدر المنثور2/293) لشدة ضعف أكثرها، وسائرها مراسيل ومعاضيل لا يحتج بها. منها:

ما أخرجه الواحدي في (أسباب النزول ص148) من طريق محمد بن مروان عن محمد بن السائب عن أبي صالح عن ابن عباس به... وفيه قصة لعبد الله بن سلام. قلت: محمد بن مروان هو السدي الأصغر وهو متهم بالكذب. ومثله محمد بن السائب وهو الكلبي.. وهو متروك. ومثله حديث عمار بن ياسر، أورده الهيثمي في (المجمع7/17). وقال « رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفهم».

وأشار الحافظ ابن كثير إلى ذلك فقال بعد حديث الكلبي « وليس يصح شيء منها لضعف أسانيدها وجهالة رجالها» (تفسير ابن كثير2/72).

قال الألباني « ثبت أن الآية نزلت في عبادة بن الصامت لما تبرأ من يهود بني قينقاع وحلفهم. أخرجه ابن جرير (6/186) بإسنادين عنه أحدهما حسن.

الثاني: ما أخرجه ابن جرير أيضا، وأبو نعيم في (حلية الأولياء3/185) عن عبد الملك بن أبي سليمان قال: سألت أبا جعفر بن محمد بن علي عن قوله عز وجل إنما وليكم الله.. قلنا: من الذين آمنوا؟ قال الذين آمنوا (ولفظ أبي نعيم: قال: أصحاب محمد ) قلنا: بلغنا أنها نزلت في علي بن أبي طالب؟ قال: علي من الذين آمنوا».

قال الألباني « وإسناده صحيح». ثم نقل قول ابن كثير:

« ومعنى قوله وهم راكعون أي خاضعون. وقد توهم بعض الناس أن هذه الجملة في موضع الحال من قوله ويؤتون الزكاة أي: في حال ركوعهم! ولو كان هذا كذلك لكان دفع الزكاة في حال الركوع أفضل من غيره، لأنه ممدوح وليس الأمر كذلك عند احد من العلماء ممن نعلمه من أهل الفتوى» (10/2/583).

ثم نقل بعضا من أكاذيب عبد الحسين منها:

« أجمع المفسرون – كما اعترف به القوشجي، وهو من أئمة الأشاعرة – على أن هذه الآية إنما نزلت في علي حين تصدق راكعا في الصلاة، وأخرج النسائي في صحيحه نزولها في علي..».

قال شيخنا: « وقوله (قد أجمعوا أنها نزلت في علي) من أعظم الدعاوى الكاذبة، وتفسير الثعلبي فيه طائفة من الموضوعات.. ولو كان المراد بالآية أن يؤتي الزكاة في حال الركوع لوجب أن يكون ذلك شرطا في الموالاة وأن لا يتولى المسلم إلا عليا فقط، فلا يتولى الحسن ولا الحسين. وقوله (يقيمون الصلاة) صيغة جمع فلا تصدق على فرد واحد.

أما القوشجي فقد تبين للشيخ الألباني أنه فلكي رياضي كانت وفاته سنة (879) وكان من فقهاء الحنفية. فإن كان كذلك فهو ماتريدي وليس بأشعري: فهل كان قوله (من أئمة الأشاعرة) لغاية في نفس يعقوب؟

قال شيخنا: « وزاد الخميني كذبة أخرى لها قرون، فقال بين يدي حديث أبي ذر الباطل: « وقد جاء في أربعة وعشرين حديثا – من أحاديث أهل السنة- بأن هذه الآية في علي بن أبي طالب، وننقل هنا واحدة من تلك الأحاديث التي ذكرها أهل السنة» ثم نقل حديث أبي ذر وقد علمت أنه من الذهبي وابن تيمية أنه من الكذب الموضوع» .

قال شيخنا: « قوله –يعني عبد الحسين- (وأخرج النسائي) كذب فإنه لم يخرجه النسائي في أي كتاب من كتبه.. زد على ذلك أن الحافظ المزي لم يورد الحديث مطلقا في مسند عبد الله بن سلام من أطرافه وهو يعتمد فيه على السنن الكبرى للنسائي.

وأما قوله (عبد الحسين) (أخرجه النسائي في صحيحه) فمن أكاذيبه المكشوفة فإن المبتدئين في هذا العلم يعلمون أن النسائي ليس له كتاب يعرف بالصحيح.

ويقول (عبد الحسين في المراكعات ص111) في ترجمة نفيع بن الحارث « واحتج به الترمذي في صحيحه». فهذا كذب عليه كيف وهو القائل فيه: « يضعف في الحديث». انتهى كلام شيخنا رحمه الله (سلسلة الضعيفة10/2/580 إلى589 ح رقم4921).

قلت: تكلم فيه الترمذي قائلا: « نفيع الأعمى تكلم فيه قتادة وغير واحد من أهل العلم» (سنن الترمذي5/29 باب ما جاء في كتمان العلم).

قال شيخنا:

قال العلامة أبو حيان في (تفسير البحر المحيط3/514) عقب الآية: « هذه أوصاف ميز (الله) بها المؤمن الخالص من المنافق، لأن المنافق لا يداوم على الصلاة ولا على الزكاة، قال تعالى وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى وقال تعالى أشحة على الخير.

والآن أسأل: كم ولي في هذه الآية؟ وهل معنى (وليكم) يعنين إمامكم؟

إن كان معنى الولي هو الإمام صار معنى الآية هكذا: إنما إمامكم الله.. فهل يرتضي الشيعي هذا التفسير الذي يصير الله فيه إماما؟

وإن كان معنى الولي (الأولى بالتصرف) فبيعة علي للخلفاء وتزويج أحدهم ابنته وتسمية أبنائه بأسمائهم وقوله » انما الشورى للمهاجرين والانصار. فاذا اجتمعوا على رجل وسموه إماما كان ذلك لله رضا«. فكيف يشهد علي برضا الله عمن يبايعه المهاجرون والأنصار ثم هو لا يرضى بما رضي به الله؟

وإن كان المفهوم من إيتاء الزكاة أثناء حال الركوع: لزم أيضا من هذا الفهم إقام الصلاة أثناء لكونها معطوفة على إيتاء الزكاة أثناء الركوع. ويلزم من ذلك أن لا تقام الصلاة إلا عند حال الركوع. بمعنى الاتيان بتكبيرة الإحرام في حال الركوع وليس عند القيام.

نزلت هذه الآية (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس) في خمسة.. علي وفاطمة

قال الهيثمي » رواه البزار وفيه بكير بن يحيى بن زبان وهو ضعيف« (مجمع الزوائد9/167).

ويعارضه ما ثبت عن عكرمة رضي الله عنه:

نزلت هذه الآية (إنما يريد الله ليذهب..) في نساء النبي خاصة

« حدثنا زيد بن الحباب حدثنا حسين بن واقد عن يزيد النحوي عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنها في قوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت قال نزلت في نساء النبي  صلى الله عليه وسلم خاصة» (إسناده حسن كما قاله محقق سير أعلام النبلاء2/208). قال ابن كثير « إن كان المراد أنهن سبب النزول دون غيرهن فصحيح، وإن كان المراد أنهن المراد دون غيرهن ففي هذا نظر). فهذا يؤكد نزول الآية خاصة في نساء النبي . ولا يمكن تقديم الضعيف على الصحيح.

وبسبب هذه الرواية شن الرافضة على عكرمة هجوما عنيفا لتصريحه بعبارة تهدم مذهبهم من القواعد.

ترجمـة عـكرمـة وثناء الناس عليه

قال الحافظ في التقريب « ثقة ثبت عالم بالتفسير لم يثبت تكذيبه عن ابن عمر ولا تثبت عنه بدعة» (تقريب التهذيب4673).

قال البخاري « ليس أحد من أصحابنا إلا احتج بعكرمة» (التاريخ الكبير7/49 ونقله الحافظ في مقدمته ص429).

قال محمد بن فضيل عن عثمان بن حكيم « كنت جالسا مع أبي أمامة بن سهل بن حنيف إذ جاء عكرمة فقال يا أبا أمامة أذكرك الله هل سمعت بن عباس يقول ما حدثكم عني عكرمة فصدقوه فإنه لم يكذب علي فقال أبو أمامة نعم.

قال الحافظ في الفتح « وهذا إسناد صحيح».

وقال يزيد النحوي عن عكرمة « قال لي بن عباس انطلق فافت الناس».

وحكى البخاري عن عمرو بن دينار قال « أعطاني جابر بن زيد صحيفة فيها مسائل عن عكرمة فجعلت كأني أتباطأ فانتزعها من يدي وقال هذا عكرمة مولى بن عباس هذا أعلم الناس».

وقال الشعبي « ما بقي أحد أعلم بكتاب الله من عكرمة».

وقال حبيب بن أبي ثابت مر عكرمة بعطاء وسعيد بن جبير قال فحدثهم فلما قام قلت لهما « تنكران مما حدث شيئا قالا لا».

وقال أيوب « حدثني فلان قال كنت جالسا إلى عكرمة وسعيد بن جبير وطاوس وأظنه قال وعطاء في نفر فكان عكرمة صاحب الحديث يومئذ وكأن على رؤوسهم الطير فما خالفه أحد منهم ألا أن سعيدا خالفه في مسألة واحدة قال أيوب: أرى بن عباس كان يقول القولين جميعا».

وقال أبو عمر بن عبد البر « كان عكرمة من جلة العلماء ولا يقدح فيه كلام من تكلم فيه لأنه لا حجة مع أحد تكلم فيه» (مقدمة الفتح 425-430).

كتب التفسير عالة على عكرمة

وكتب التفسير مملوءة بالرواية عن عكرمة عن ابن عباس. بل قد أخرج عنه البخاري ومسلم في الصحيحين. وإنما روى له مسلم حديثا واحدا ولم يروي عنه لما بلغه من موقف مالك منه.

دفاع العلماء عن علم عكرمة وفضله

عن قتادة قال « كان الحسن من أعلم الناس بالحلال والحرام وكان عطاء من أعلم الناس بالمناسك وكان عكرمة من أعلم الناس بالتفسير» (التمهيد2/30).

قيل لسعيد بن جبير تعلم أحدا اعلم منك قال نعم عكرمة.

وعن أيوب وسئل عن عكرمة فقال لو لم يكن عندي ثقة لم أكتب عنه.

وقال جعفر الطيالسي عن بن معين إذا رأيت إنسانا يقع في عكرمة فاتهمه على الإسلام وقال عثمان الدارمي قلت لابن معين أيما أحب إليك عكرمة عن بن عباس أو عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عنه قال كلاهما ولم يختر فقلت فعكرمة أو سعيد بن جبير قال ثقة وثقة ولم يختر وقال النسائي في التمييز وغيره ثقة وتقدم توثيق أبي حاتم والعجلي وقال المروزي قلت لأحمد بن حنبل يحتج بحديثه قال نعم.

وقال العباس بن مصعب المروزي كان عكرمة أعلم موالي بن عباس وأتباعه بالتفسير وقال أبو بكر بن أبي خيثمة كان عكرمة من أثبت الناس فيما يروي

قال بن منده أما حال عكرمة في نفسه فقد عدله أمة من التابعين منهم زيادة على سبعين رجلا من خيار التابعين ورفعائهم وهذه منزلة لا تكاد توجد منهم لكبير أحد من التابعين على أن من جرحه من الأئمة لم يمسك عن الرواية عنه ولم يستغن عن حديثه وكان حديثه متلقى بالقبول قرنا بعد قرن إلى زمن الأئمة الذين أخرجوا الصحيح على أن مسلما كان أسوأهم رأيا فيه وقد أخرج له مع ذلك مقرونا وقال أبو عمر بن عبد البر كان عكرمة من جلة العلماء ولا يقدح فيه كلام من تكلم فيه لأنه لا حجة مع أحد تكلم فيه وكلام بن سيرين فيه لا خلاف بين أهل العلم أنه كان أعلم بكتاب الله من بن سيرين وقد يظن الإنسان ظنا يغضب له ولا يملك نفسه قال وزعموا أن مالكا أسقط ذكر عكرمة من الموطأ ولا أدري ما صحته لأنه قد ذكره في الحج وصرح باسمه ومال إلى روايته عن بن عباس وترك عطاء في تلك المسألة مع كون عطاء أجل التابعين في علم المناسك.

لماذا ينقم الرافضة على عكرمة

ولا تعجب من نقمة الرافضة عليه فإنهم ما نقموا منه إلا لتلك الرواية الثابتة عنه أن آية التطهير نزلت في نساء النبي خاصة. وهي تهدم عقيدة الرفض المبنية على ادعاء آية التطهير في علي فاطمة وحسن وحسين. فإنه إذا صح قول عكرمة بطل مذهب الرفض.

دفع الشبهات عن عكرمة

وذكر الحافظ ابن حجر أن مدار اتهام عكرمة على الأمور التالية:

1- أنه رمي بالكذب.

2- أنه كان يرى رأي الخوارج.

3- أنه كان يقبل الهدايا من الأمراء.

4- أنه ربما رجع عن قول ابن عباس إلى قول ابن مسعود.

أن عكرمة رمي بالكذب.

وأن عبد الله بن عمر كان يقول: « لا تكذب عني كما كان يكذب عكرمة على ابن عباس. فقد رد الحافظ بن حجر هذه الرواية وقال بأنها لم تثبت لأنها من رواية خلف الجزار عن يحيى البكاء ويحيى هذا متروك الحديث. قال ابن حبان « ومن المحال أن يجرح العدل بكلام المجروح» وشكك الطبري في هذه الرواية فقال « إن ثبت هذا عن عمر» (مقدمة الفتح 427). وقد اتهم عكرمة بسبب قوله بأن النبي تزوج ميمونة وهو محرم. وقد ظلم عكرمة في ذلك فقد روي قول ابن عباس من طرق عديدة. والحجازيون يطلقون الكذب على الخطأ. ولعله من هذا الباب.

وقال بن جرير أن ثبت هذا عن بن عمر فهو محتمل لأوجه كثيرة لا يتعين منه القدح في جميع روايته فقد يمكن أن يكون أنكر عليه مسألة من المسائل كذبه فيها قلت وهو احتمال صحيح لأنه روى عن بن عمر أنه أنكر عليه الرواية عن بن عباس في الصرف ثم استدل بن جرير على أن ذلك لا يوجب قدحا فيه بما رواه الثقات عن سالم بن عبد الله بن عمر أنه قال إذ قيل له إن نافعا مولى بن عمر حدث عن بن عمر في مسألة الإتيان في المحل المكروه كذب العبد على أبي قال بن جرير ولم يروا ذلك من قول سالم في نافع جرحا فينبغي أن لا يروا ذلك من بن عمر في عكرمة جرحا وقال بن حبان أهل الحجاز يطلقون كذب في موضع أخطأ ذكر هذا في ترجمة برد من كتاب الثقات ويؤيد ذلك إطلاق عبادة بن الصامت

وأما تكذيب ابن عباس لعكرمة فهي من طريق يزيد بن أبي زياد وهو غير ثقة ولا يحتج بنقله. كما صرخ ابن حبان. قال الحافظ « وهو كما قال».

هل كان عكرمة يكذب؟

أنبأ أبو منصور سعيد بن محمد بن عمر بن البراز أنا أبو الخطاب نصر بن أحمد بن البطر أنا محمد بن أحمد بن محمد بن رزقوية أنا أحمد بن كامل القاضي حدثني سهل بن علي الدروي نا عبدالله بن عمر القرشي نا محمد بن فضيل عن عثمان بن حكيم كنت جالسا مع أبي أمامة بن سهل بن حنيف إذ جاء عكرمة فقال يا أبا أمامة أذكرك الله هل سمعت بن عباس يقول ما حدثكم عني عكرمة فصدقوه فإنه لم يكذب علي فقال أبو أمامة نعم»

قال الحافظ « وهذا إسناد صحيح» (مقدمة فتح  الباري ص428 وانظر تهذيب الكمال20/271 تاريخ دمشق41/83 سير أعلام النبلاء5/16).

أن عكرمة كان من الخوارج

قال الحافظ « فأما البدعة فإن تثبت عليه فلا تضر حديثه لأنه لم يكن داعية مع أنها لم تثبت». وقال الجوزجاني « قلت لأحمد بن حنبل: أكان عكرمة إباضيا فقال يقال إنه كان صفريا». قلت: هكذا بصيغة التمريض.

وأما ذم مالك فقد بين سببه وأنه لأجل ما رمي به من القول ببدعة الخوارج وقد جزم بذلك أبو حاتم قال بن أبي حاتم سألت أبي عن عكرمة فقال ثقة قلت يحتج بحديثه قال نعم إذا روى عنه الثقات.

موقف مالك من عكرمة

على أن هذا الموقف ليس هو المشهور المعتمد ممن عرف عنه بدعة. وانظر ما قال الذهبي في أبان بن تغلب الكوفي « شيعي جلد لكنه صدوق فلنا صدقه وعليه بدعته» (ميزان الاعتدال1/118).

والذي أنكر عليه مالك إنما هو بسبب رأيه على أنه لم يثبت عنه من وجه قاطع أنه كان يرى ذلك وإنما كان يوافق في بعض المسائل فنسبوه إليهم وقد برأه أحمد والعجلي من ذلك فقال في كتاب الثقات له: عكرمة مولى بن عباس رضي الله عنهما مكي تابعي ثقة بريء مما يرميه الناس به من الحرورية.

وحتى لو ثبت ذلك عنه فهل يصير كذابا أم يصير غاليا في تحريم الكذب؟

أليس من التناقض بمكان أن يجتمع في عكرمة الكذب واعتقاد طريقة الخوارج؟ لقد جهل من كذبه أن الكذب عند الخوارج قرين الشرك في التخليد في النار. فإن كان عكرمة من الخوارج فإننا نروي عنه وهو ثقة عند أكثر أهل الحديث. والخوارج خير من الروافض في التنزيه عن الكذب.

ونحن نروي لمن عرف تشيعه وكان معروفا بصدقه. فما بالك بمن يعتقد بخلود الكذاب في النار؟ وشتان في الحرص على الصدق بين الخوراج وبين الشيعة. والخوارج يرون الكذب كبيرة كالشرك في الخلود في النار. وقد روى أهل السنة عمن عرفوا بالتشيع مع أن الكذب ظهر في الشيعة ولم يكن يعرف عند الخوارج. قال بن جرير لو كان كل من ادعى عليه مذهب من المذاهب الرديئة ثبت عليه ما ادعى به وسقطت عدالته وبطلت شهادته بذلك للزم ترك أكثر محدثي الأمصار لأنه ما منهم إلا وقد نسبه قوم إلى ما يرغب به عنه.

أنه كان يقبل جوائز الأمراء.

قال الحافظ « وأما قبوله لجوائز الأمراء فليس ذلك بمانع من قبول روايته وهذا الزهري قد كان في ذلك أشهر من عكرمة ومع ذلك فلم يترك أحد الرواية عنه بسبب ذلك.

أن عكرمة ربما ترك قول ابن عباس إلى بن مسعود

وأما طعن إبراهيم عليه بسبب رجوعه عن قوله في تفسير البطشة الكبرى إلى ما أخبره به عن بن مسعود فالظاهر أن هذا يوجب الثناء على عكرمة لا القدح إذ كان يظن شيئا فبلغه عمن هو أولى منه خلافه فترك قوله لأجل قوله.

نزلت هذه الآية والذي جاء بالصدق وصدق به في علي

منكر. فيه ابن مجاهد وهو عبد الوهاب. وهو ضعيف جدا. وتابعه ليث عن ابن مجاهد ولكن ليثا نفسه ضعيف أيضا. وهو ابن أبي سليم، وكان اختلط. وقد خالفهما منصور فقال: عن مجاهد: والذي جاء بالصدق وصدق به الذين يجيئون بالقرآن يوم القيامة فيقولون: هذا الذي أعطيتمونا فاتبعنا ما فيه. أخرجه ابن جرير الطبري بإسناد صحيح. (أنظر سلسلة الأحاديث الضعيفة4928).

نزلت هذه الآية (ومن عنده علم الكتاب) في علي

ورد من طرق ضعيفة أن عليا هو المعني بهذه الآية. فإن في السند عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري. وهذا سند ضعيف جدا بل منكر. فإن عطية قد اجتمع فيه التشيع والتدليس. ومن تدليسه أنه كان يقول حدثني أبو سعيد موهما بأنه أخذ الرواية عن أبي سعيد الخدري بينما لم يدرك أبا سعيد الخدري وإنما هو أبو سعيد الكلبي.

وورد في سنن الترمذي ما يفيد أن الآية نزلت في عبد الله بن سلام حديث (رقم3256 أو3309 حسب طبعات أخرى أو بحسب ترقيم الألباني 3486) ضعفها الألباني في ضعيف الترمذي (ص414 تفسير الأحقاف وص511 مناقب عبد الله بن سلام).

ويشهد لهذا الضعف أن الآية مكية وعبد الله بن سلام أسلم في المدينة كما أشار إليه ابن كثير رحمه الله تعالى وروى استنكار ذلك عن مجاهد.

وروى أيو نعيم في الدلائل (1/125) عن الطبراني في المعجم الكبير بإسناد ضعيف أن عبد الله بن سلام كان قد انطلق إلى مكة ليعلن إسلامه إلى رسول الله قبل هجرته. وهي رواية منكرة أشار الحافظ ابن كثير في تفسيره إلى نكارتها كما في نهاية تفسير سورة الرعد (4/594

عطف على لفظ الجلالة وأن المراد به أهل العلم بالتوراة والإنجيل ويدل له قوله تعالى ) شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَاهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ ( وقوله ) فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّآ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ ( وقوله ) فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنْتُم لاَ تَعْلَمُونَ

(من عنده علم الكتاب) إسم جنس يفيد كل من كان عنده علم الكتاب ممن يجدون صفة محمد ونعته في كتبهم المتقدمة وليس واحدا فقط كما يدندن حوله الرافضة. كما قال تعالى (أولم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل). وكما قال (الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل). وقوله تعالى (الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وإن فريقا منهم ليكتون الحق وهم يعلمون). وقوله تعالى (وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذن لارتاب المبطلون. بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآياتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ) (العنكبوت:49).

قال القرطبي وهذا إحجاج على مشركي العرب الذي كانوا يرجعون إلى أهل الكتاب – من آمن منهم – في التفاسير. وذكر النجاشي واحدا منهم.

نزلت هذه الآية ومن الناس من يشري نفسه في علي

تمام الرواية: « أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا عاصم بن الحسن أنا أبو عمر بن مهدي أنا أبو العباس بن عقدة نا الحسين بن عبد الرحمن بن محمد الأزدي نا أبي نا عبد النور بن عبد الله عن محمد بن المغيرة القرشي عن إبراهيم بن عبد الله بن معبد عن ابن عباس قال: بات علي ليلة خرج رسول الله إلى المشركين على فراشه ليعمي على قريش وفيه نزلت هذه الاية ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله.

الرواية ضعيفة ومعلولة بعلة الانقطاع. فإن أبا يزيد لم يدرك أسماء. وقد روى عنها أنها قالت... قال شيخنا « فهذا صورته صورة الإرسال» (سلسلة الأحاديث الضعيفة4940).

علة أخرى وهي قول الذهبي بأن الحديث غلط « لأن أسماء ليلة زفاف فاطمة كانت بالحبشة (المستدرك3/159).

ملاحظة قال شيخنا الألباني « أورد الشيعي (عبد الحسين) ثم قال كذبا «وأخرجه الذهبي في تلخيصه مسلما بصحته» (المراجعات ص147). ولكن تقدم تغليط الذهبي للحديث. وقد قيل: إذا لم تستح فافعل ما شئت.

نزلت هذه الآية (يا أيها النبي بلغ) يوم غدير خم

موضوع. أخرجه الواحدي (ص150) وابن عساكر من طريق علي بن عابس عن الأعمش وأبي الجحاف عن عطية عن أبي سعيد الكلبي (لا كما يزعموا أنه الخدري). وهذا إسناد واه. فيه عطية العوفي وعلي بن عابس وكلاهما ضعيف.

والثابت الصحيح أن الآية نزلت على النبي وهو في المدينة – كما أكده الألباني – وفيه حديث صحيح وهو:

« حدثنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني رحمه الله قال أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين بن الحسن القطان قال حدثنا علي بن الحسن الهلالي قال حدثنا مسلم بن إبراهيم قال حدثنا الحارث بن عبيد قال حدثنا سعيد الجريري عن عبدالله بن شقيق عن عائشة قالت كان النبي يحرس حتى نزلت هذه الآية ( والله يعصمك من الناس ) فأخرج رأسه من القبة فقال لهم أيها الناس انصرفوا فقد عصمني الله تعالى».

والحديث صحيح مرسلا، وله شاهد من حديث أبي هريرة قال: عن أبي هريرة قال كان رسول الله إذا نزل منزلا نظروا أعظم شجرة يرونها فجعلوها للنبي فينزل تحتها وينزل أصحابه بعد ذلك في ظل الشجر فبينما هو نازل تحت شجرة وقد علق السيف عليها إذ جاء أعرابي فأخذ السيف من الشجرة ثم دنا من النبي وهو نائم فأيقظه فقال يا محمد من يمنعك مني الليلة فقال النبي الله فأنزل الله ) يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس».

قال الألباني « أخرجه ابن حبان في صحيحه (أنظر موارد الظمآن1/430). وابن مردويه كما في ابن كثير (6/198) من طريقين عن حماد بن سلمة: حدثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عنه: قلت وهذا إسناد حسن»

أضاف « واعلم أن الشيعة يزعمون - خلافا للأحاديث المتقدمة – أن الآية المذكورة نزلت يوم غدير خم في علي رضي الله عنه، ويذكرون في ذلك روايات عديدة مراسيل ومعاضيل أكثرها،ومنها عن أبي سعيد الخدري ولا يصح عنه، والروايات الأخرى التي أشار إليها عبد الحسين الشيعي في مراجعاته (ص38) دون أي تحقيق في أسانيدها كما هي عادته في كل أحاديث كتابه.. بل هو يدلس إن لم أقل يكذب. فإنه قال عند تخريج هذه الحديث المنكر عن أبي سعيد الخدري: « أخرجه غير واحد من أصحاب السنن كالواحدي». ووجه كذبه أن المبتدئين في العلم يعلمون أن الواحدي ليس من أصحاب السنن الأربعة، وإنما هو مفسر يروي بأسانيده ما صح وما لم يصح، وحديث أبي سعيد هذا مما لم يصح، فقد أخرجه من طريق فيه متروك شديد الضعف.. » (السلسلة الصحيحة رقم2489).

قال أيضا « والسيوطي مع كونه أجمع المفسرين للآثار الواردة في التفسير دون تمييز صحيحها من ضعيفها لم يذك تحت هذه الآية غير حديث أبي سعيد الخدري هذا وقد عرفت وهاءه، وحديث آخر نحوه من رواية ابن مردويهعن ابن مسعود، سكت عنه السيوطي كعادته، وواضح أنه من وضع الشيعة، ثم ذكر السيوطي أحاديث كثيرة موصولة ومرسلة يدل مجموعها على بطلان ذكر علي وغدير خم في نزول الآية، وأنها عامة ليس لها علاقة بعلي من قريب ولا من بعيد.

وقوله تعالى والله يعصمك من الناس إنما يعني المشركين الذين حاولوا منعه من الدعوة وقتله بشتى الطرق كما قال الشافعي « يعصمك من قتلهم أن يقتلوك حتى تبلغ ما أنزل إليك» (روه البيهقي عنه في الدلائل2/185).

فهؤلاء لم يكن لهم وجود يوم غدير خم لأنه كان بعد حجة الوداع في طريقه إلى المدينة، وإنما نزلت الآية قبل حجته وهو في المدينة لا يزال يجاهد المشركين.. والمقصود من (الناس) عندهم أبو بكر وعمر وعثمان وكبار الصحابة» (سلسلة الضعيفة رقم4922).

النظر إلى وجه علي عبادة

صححه الحاكم 3/140و141 من طريقين وصححهما وتعقبه الذهبي بأن كلا الروايتين موضوعة. (مختصر استدراك الذهبي3/1505).

وحكم عليه السيوطي وملا علي قاري وابن الجوزي بالوضع (اللآلء المصنوعة1/314 الأسرار المرفوعة1/371 الموضوعات1/268).

وهذه مجموعة من الضعفاء والوضاعين المروجين لهذه الرواية الباطلة:

1.      محمد بن إسماعيل الرازي.. قال الذهبي « أتى بخبر باطل» وذكر الحديث (ميزان الاعتدال6/73).

2.      مطر بن مطر بن ميمون.. قال البخاري وأبو حاتم والنسائي « منكر الحديث» (ميزان الاعتدال6/445).

3.      هرون بن حاتم الكوفي.. سئل عنه أبو حاتم فقال « أسأل الله السلامة» (ميزان الاعتدال7/60).

4.      يحيى بن عيسى الرملي قال ابن معين « لا تكتب حديثه» (ميزان الاعتدال7/211) وذكر الحديث.

5.      حارثة. وقال الحافظ في (الإصابة4/402) «حارثة ضعيف».

وقد حكم ابن الجوزي عليه بالوضع 1/361.

وقال الهيثمي في مجمع الزوائد9/119 « فيه عمران بن خالد الخزاعي وهو ضعيف».

قال الحافظ في (الإصابة4/402) وقال « وهو حديث باطل» (الإصابة2/357) وقال في (لسان الميزان3/237) وهو «منكر».

نعمت البدعة هذه (قول عمر واتهامه بأنه ابتدع التراويح)

هل صار الرافضة يستنكرون البدع؟ إذا كانت صلاة التراويح جماعة بدعة: فلماذا صار من السنة عندهم وجود صلوات بأسماء أئمتهم؟ أليس عندهم صلاة علي وصلاة فاطمة وصلاة الحسن وصلاة الكاظم وصلاة العسكري وصلاة المهدي؟ هل هذه صلوات شرعها الله أم هي ابتداع بل وشرك حيث أشركوا أئمتهم في أسماء الله بل وفي إنشاء صلوات بأسمائهم؟

 أليسوا قد أجازوا إضافة صيغة (أشهد أن عليا ولي الله) وقد حكم علماؤهم بأنها بدعة في الدين. فقد اعترف شيخهم ابن بابويه القمي بأن هذه الصيغة الزائدة هي من وضع المفوضة « لعنهم الله» على حد قوله (البيان للشهيد الأول ص73 وانظر شرح اللمعة1/573 للشهيد الثاني وكشف الغطاء1/227 لجعفر كاشف الغطاء). وقد صرح الطوسي أيضا بأن هذا من شواذ الأخبار ولا يعمل به (النهاية ص69 للطوسي). وذكر أن المفوضة هم الذين وضعوا ذلك ولعنهم على هذا (غنائم الأيام2/422). وصرح الصدوق بأنه ليس له أصل في الأذان وأنه من وضع المفوضة (من لا يحضره الفقيه1/290 وسائل الشيعة5/422 بحار الأنوار81/111). مع أن المحقق الحلي استحبه (شرائع الاسلام1/59). واعترف الخوئي بأن الشيعة لا تعد (أشهد أن عليا ولي الله) جزءا من الأذان (صراط النجاة3/318 س رقم994).

 لو سلمان جدلا أن قول عمر (نعمت البدعة هذه) اض أنها بدعة ويؤيده هذه الرواية:

 حدثنا تميم بن المنتصر أخبرنا يزيد بن هرون أخبرنا ابن أبي ذئب عن مسلم ابن جندب عن نوفل بن إياس الهذلى قال كنا نقوم في عهد عمر بن الخطاب فرقا في رمضان في المسجد إلى هاهنا وهاهنا فكان الناس يميلون على أحسنهم صوتا فقال عمر ألا أراهم قد اتخذوا القرآن أغاني أما والله لئن استطعت لأغيرن هذا قال فلم يلبث إلا ثلاث ليال حتى أمر أبي بن كعب فصلى بهم ثم قام في مؤخر الصفوف فقال إن كانت هذه بدعة فنعمت البدعة هذه».

 قال القرطبي في كتاب الصيام « إسناد رجاله ثقات» (كتاب الصيام1/128).

 وقال الحافظ ابن رجب كذلك إسناد رجاله موثقون (جامع العلوم والحكم1/266).

رجال السند

 تميم بن المنتصر قال الحافظ « ثقة ضابط» (تقريب التهذيب ترجمة رقم805).

 يزيد بن هرون قال الحافظ « ثقة متقن عابد» (تقريب التهذيب ترجمة رقم7789).

 محمد عبد الرحمن بن المغيرة بن أبي ذئب قال الحافظ « ثقة فقيه فاضل» (تقريب التهذيب ترجمة رقم6082).

مسلم بن جندب قال الحافظ « ثقة فصيح قارئ» (تقريب التهذيب6620).

نوفل بن إياس قال الحافظ « مقبول» (تقريب التهذيب7214).

وهذه الرواية تفيد أنهم كانوا يصلونها جماعات صغيرة فجمعهم على جماعة واحدة، وربما قيل هذه بدعة صورية شكلية لا حقيقة للبدعة فيها لأنها جماعة واحدة بدل جماعات.

إذن فصلاة التراويح سنة نبوية لم يبتدعها عمر لقول النبي « إن الله فرض صيام رمضان، وسننتُ لكم قيامه» (رواه أحمد 1/191 والنسائي 4/155 وصحح أحمد شاكر إسناده في تحقيقه للسند 3/127).

وأن عمر ما أراد البدعة الشرعية وإنما البدعة من حيث اللغة. فإن البدعة تطلق في اللغة ويراد بها ما هو محمود وما هو مذموم. بخلاف البدعة في دين الله فإنها لا تحتمل إلا وجها واحدا وهو المذموم.

روى البخاري عن ‏عروة ‏ ‏أن ‏ ‏عائشة ‏ ‏رضي الله عنها ‏ ‏أخبرته ‏ أنّ رسول الله ‏ ‏ ‏ ‏خرج ليلة من جوف الليل فصلى في المسجد وصلى رجال بصلاته فأصبح الناس فتحدثوا فاجتمع أكثر منهم فصلى فصلوا معه فأصبح الناس فتحدثوا فكثر أهل المسجد من الليلة الثالثة فخرج رسول الله ‏ ‏ ‏فصلى فصلوا بصلاته فلما كانت الليلة الرابعة عجز المسجد عن أهله حتى خرج لصلاة الصبح فلما قضى الفجر أقبل على الناس فتشهد ثم قال ‏ ‏أما بعد فإنه لم يخف علي مكانكم ولكني خشيت أن تفترض عليكم فتعجزوا عنها فتوفي رسول الله ‏ ‏ ‏والأمر على ذلك» (البخاري رقم2012 كتاب التراويح).

قال الرافضة: ليس في الحديث أن هذا كان في صلاة التراويح.

والجواب: جاءت روايات أخرى صحيحة صريحة في كونه في رمضان ولصلاة التراويح.

روى الحاكم بإسناده عن أبي طلحة بن زياد الأنصاري قال: سمعت النعمان بن بشير على منبر حمص يقول « قمنا مع رسول الله في شهر رمضان ليلة ثلاث وعشرين إلى ثلث الليل ثم قمنا معه ليلة خمس وعشرين إلى نصف الليل ثم قمنا معه ليلة سبع وعشرين إلى نصف الليل ثم قمنا معه ليلة سبع وعشرين» (رواه الحاكم وصححه وحسنه الذهبي1/440).

ولقد علّق الحاكم على الحديث قائلاً« هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه وفيه الدليل الواضح أنّ صلاة التراويح في مساجد المسلمين سنة مسنونة» (المستدرك للحاكم1/440).

واحتج االمباركفوري بهذه الرواية في (تحفة الأحوذي 7/366).

 واحتج بها العظيم أبادي في (عون المعبود4/173).

والسؤال: ما هي الصلاة التي خشي النبي أن تفرض عليه من بعده؟ هل كان من أن النافلة تصير فرضا؟

لم يعد يبقى إلا القول بأنها التراويح.

فإن رفض الرافضة ذلك. عدنا بهم إلى كتبهم التي:

إما أن يكونون جاهلين بما فيها. فيكونون كالذي يحمل أسفارا.

وإما أن يكونوا متجاهلين لها فيكون حالهم كمن حكى الله عنهم أنهم يكتمون الحق وهم يعلمون.

قال آغا رضا الهمداني في مصباح الفقيه « وفي صحيحة ابي العباس وعبيد ابن زرارة أن أبا عبد الله سُئل هل يُزاد في شهر رمضان في صلاة النوافل؟ فقال: نعم، قد كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصلي بعد العتمة في مصلاه فيُكثر، وكان الناس يجتمعون خلفه ليصلّوا بصلاته، فإذا كثروا خلفه تركهم ودخل منزله، فإذا تفرق الناس عاد إلى مصلاه فصلى كما كان يُصلّي، فإذا كثر الناس خلفه تركهم ودخل منزله، وكان يفعل ذلك مراراً» (مصباح الفقيه2/520 وغنائم الأيام للميرزا القمي3/109 ).

« وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان رسول الله يزيد في صلاته فيي شهر رمضان إذا صلى العتمة صلى بعدها، يقوم الناس خلفه فيدخل ويدعهم ثم يخرج أيضاً فيجيئون ويقومون خلفه فيدخل ويدعهم مراراً، قال: وقال لا تصل بعد العتمة في غير شهر رمضان» (تهذيب الأحكام3/60 للطوسي وسائل الشيعة5/174).

ويأتي بعد هذا بعض الرافضة فيحكون اتفاق الأمة على عدم صلاة النبي التراويح (جامع الخلاف والوفاق ص119).

هؤلاء أشهد عليهم.. ولكن لا أدري ما تحدثون بعدي

قال الحافظ ابن عبد البر «هذا الحديث مرسل وإسناده منقطع» كما أفاده الحافظ ابن عبد البر في (التمهيد21/221). ومع ذلك فالحديث عام لا سبيل إلى التعيين فيه بأحد كما هو حال الرافضة الذين يريدون من الحديث تعيينه في أبي بكر خاصة وخواص الصحابة عامة.

وهؤلاء شهد الرسول عليهم لعلمه بحالهم وما انتهوا إليه عند الموت. ولكنه لا يدري ما تكون نهاية الناس من بعده.

وليس في الحديث إلا نفي الرسول العلم بما سيكون من شأنهم بعده. لكن سرعان ما صار الحديث عند الرافضة هكذا: أنا أعلم أنكم سوف تفعلون بعدي شرا.

وفي الحديث ما يناقض عقيدة الروافض أن النبي يعلم الغيب وأنه لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء.

وهذه مخالفة صريحة للقرآن الذي نص على أن الله أمر رسوله أن ينفي عن نفسه العلم بما سوف يكون من شأنه هو صلوات الله عليه، فما بالك بمن سواه؟ قال تعالى قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعاً مِنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلا نَذِيرٌ مُبِينٌ (الاحقاف:9). يشبهه قول الرسول لأم العلاء الأنصارية عندما قالت عند وفاة عثمان بن مظعون « شهادتي عليك أبا السائب أن الله سيكرمك: قال رسول الله « وما أدراك أن الله سيكرمه؟ ولله إني لرسول الله ولست أدري ما يفعل بي ولا بكم. فقالت: والله لا أزكي بعد أحدا أبدا» (رواه البخاري).

هذا أول من آمن بي

تمام الحديث « عن أبي ذر وسلمان قالا أخذ النبي بيد علي فقال إن هذا أول من آمن بي وهذا أول من يصافحني يوم القيامة وهذا الصديق الأكبر وهذا فاروق هذه الأمة يفرق بين الحق والباطل وهذا يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الظالمين».

رواه الطبراني والبزار عن أبي ذر وحده وقال فيه « أنت أول من آمن بي..». وهو موضوع كما بينه ابن الجوزي في كتابه الموضوعات (1/345). وقال الهيثمي في (مجمع الزوائد9/102) « فيه عمرو بن سعيد المصري وهو ضعيف».

وواضح أن المراد من هذه الرواية المختلقة سرقة فضائل أبي بكر وعمر وجعلها خاصة بعلي.

هذا خير الأولين والآخرين من أهل السماوات والأرض

لم أجده في شيء من كتب السنة ولا من كتب الشيعة إلا في كتاب لأحمد الرحماني الهمداني بعنوان (الإمام علي ص306). وكأني بالمحقق قد احتار في إيجاد المصدر فاكتفى بكتابة كلمة (المصدر) ولم يشر إلى أي مصدر.

هذا علي بن أبي طالب لحمه لحمي ودمه دمي

عن ابن عباس قال قال رسول الله لأم سلمة هذا علي بن أبي طالب لحمه لحمي ودمه دمي فهو مني بمنزلة هرون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي.

قال الهيثمي « رواه الطبراني وفيه الحسن بن الحسين العرني وهو ضعيف» (مجمع الزوائد9/111).

هَذا عليٌّ قَدْ أَقْبلَ في السَّحابِ

قال الألباني « موضوع. أخرجه أبو الشيخ في (أخلاق النبي ص124) عن مَسعدَةَ ابن اليَسَعِ عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده قال:

كسا رسول الله عليا عِمامةً يقال لها السَّحَاب فأقبل علي رضي الله عنه وهي عليه فقال ... فذكره. فحرَّقها هؤلاء فقالوا عليٌّ في السحاب!

قلت: وآفته مسعدة هذا؛ قال البخاري في (التاريخ 4/2/26) « قال أحمد: ليس بشيء تركنا حديثه منذ دهر». وقال الذهبي « هالك. كذبه أبو داود».

هذا من كيس أبي هريرة (قاله أبو هريرة)

عن أبي هريرة قال قال النبي « أفضل الصدقة ما ترك غنى واليد العليا خير من اليد السفلى وابدأ بمن تعول تقول المرأة إما أن تطعمني وإما أن تطلقني ويقول العبد أطعمني واستعملني ويقول الابن أطعمني إلى من تدعني فقالوا يا أبا هريرة سمعت هذا من رسول الله قال لا هذا من كيس أبي هريرة» (رواه البخاري).

 تعليق: إن ما كان من كيس أبي هريرة قوله (تقول المرأة إما أن تطعمني وإما أن تطلقني…) فأفهم الناس أن هذا من تعليقه واستنبطاته لما رواه من الحديث وليس يعني أنه روى عن النبي ثم أثبت أنه من كلامه لا من كلام النبي.

على أن هناك قول آخر لأبي هريرة بلفظ « كنت حدثتكم من أصبح جنبا فقد أفطر وأن ذلك من كيس أبي هريرة» قال الحافظ « لا يصح ذلك عن أبي هريرة لأنه من رواية عمر بن قيس وهو متروك» (فتح الباري4/146).

هذا وصيي وموضع سري

موضوع: كما أشار إليه ابن الجوزي في الموضوعات (1/375). ونبه على ذلك الحافظ في الفتح6/221). قال الهيثمي « وفي إسناده ناصح بن عبد الله وهو متروك» (مجمع الزوائد9/113). وقال البخاري « منكر الحديث» (ميزان الاعتدال7/5 الفوائد المجموعة1/369 اللآلئ المصنوعة1/327 الموضوعات لابن الجوزي1/281).

هل تدرون بعد ما بين السماء والأرض؟ (حديث الأوعال)

وتمام الحديث « عن أبي داود ثنا محمد بن الصباح ثنا الوليد بن أبي ثور عن سماك عن عبد الله بن عميرة عن الأحنف بن قيس عن العباس بن عبد المطلب قال كنت في البطحاء في عصابة فيهم رسول الله فمرت بهم سحابة فنظر اليها فقال ما تسمون هذه قالوا السحاب قال والمزن قالوا والمزن قال والعنان قالوا والعنان قال هل تدرون بعد ما بين السماء والأرض قالوا لا ندري قال إن بعد ما بينهما إما واحدة وإما اثنتان وإما ثلاثة وسبعون سنة ثم السماء فوق ذلك حتى عد سبع سموات ثم فوق السماء السابعة بحر بين أسفله وأعلاه مثل ما بين سماء الى وسماء ثم فوق ذلك ثمانية أوعال بين أظلافهم وركبهم مثل ما بين سماء إلى سماء ثم على ظهورهم العرش أسفله وأعلاه مثل ما بين سماء إلى سماء، ثم الله تبارك وتعالى فو ق ذلك».

ضعفه الألباني (سلسلة الأحاديث الضعيفة رقم1247 ضعيف سنن أبي داود رقم1014 ضعيف ابن ماجة ح34 ضعيف سنن الترمذي ح654 شرح الطحاوية ص294). وهذا الرابط الذي يحتوي على كل طرق هذا الحديث :

http://www.dorar.net/htmls/malbani.asp

وعبد الله بن عميرة مجهول. ولا يعرف له سماع من الأحنف كما أفاد البخاري عن أبي نعيم (ميزان الاعتدال5/159).

هنا الفتنة ثلاثا من حيث يطلع قرن الشيطان

حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا جويرية عن نافع عن عبد الله رضي الله عنه قال قام النبي خطيبا فأشار نحو مسكن عائشة فقال هنا الفتنة ثلاثا من حيث يطلع قرن الشيطان».

قال رسول الله : « رأس الكفر قِبَل المشرق » [مسلم رقم (52) والبخاري (3301)].

وقال ابن عمر: قال « سمعت رسول الله يشير بيده نحو المشرق ويقول: ها إن الفتنة هاهنا » [مسلم2905].

وقال سالم بن عبد الله بن عمر: « يا أهل العراق ما أسألكم عن الصغيرة وأركبكم للكبيرة، سمعت أبي يقول: سمعت رسول الله يقول: إن الفتنة تجيء من ههنا وأومأ بيده نحو المشرق من حيث يطلع قرنا الشيطان » (مسلم2905).

ولقد حارب الصحابة مسيلمة وكانوا يسمون تلك الحرب بحرب اليمامة ولم يوقعوا حديث « نجد قرن الشيطان » على حربهم مع مسيلمة وإنما كانوا يوقعونها على العراق كما تقدم من الروايات الثابتة عنهم.

هنيئا لك يا علي أصبحت وأمسيت مولاي ومولى كل مؤمن

تمام الرواية « أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن عيسى المقرىء الباقلاني قراءة عليه وأنا حاضر نا أبو بكر بن مالك إملاء نا بن صالح الهاشمي نا هدبة بن خالد حدثني حماد بن سلمة عن علي بن زيد بن جدعان عن عدي بن ثابت وأبي هرون العبدي عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله في حجة الوداع فكسح لرسول الله تحت شجرتين ونودي في الناس إن الصلاة جامعة فدعا عليا وأخذ بيده فأقامه عن يمينه فقال ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألست أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى وفي أحد الحديثين أليس أزواجي أمهاتكم قالوا بلى قال هذا ولي وأنا مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه فقال له عمر هنيئا لك يا علي أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن».

ضعيف لأجل علي بن زيد بن جدعان. ضعفه النسائي (السنن7/29) والدارقطني (1/77). ولو صح لما كان فيه حجة. فإن المولى هنا هو المحب والنصير. قال تعالى ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا.

وهذه الرواية تجعل من عليا عدوا لله لو كان الروافض يعلمون. فإن أبا بكر صار عدوا لله لمجرد أخذ الخلافة من علي بزعم القوم. وقد اعترف القوم راغمين بأن عليا بايع أبا بكر. وهذا تول له عند القوم. فكيف يوالي علي من عادى الله؟ أليس يصير علي بموالاة أبي بكر عدوا لله؟

هي المانعة هي المنجية

أي سورة تبارك فيه يحيى بن عمرو النكري رماه حماد بن زيد بالكذب وضعّفه أبو داود وقال الحافظ في التقريب « ضعيف» (رقم 7614) وذكر الذهبي من مناكيره هذا الحديث (الميزان رقم 9595 ).

وأبيض يستسقى الغمام بوجهه

هذا بيت من الشعر كان يقوله شاعر ما. وكان شائعا فتذكره أحد الصحابة. وهذا مجرد تذكر لا يجوز أن يتخذ شرعا. وعمل الصحابة على خلاف ما تذكره الصحابي من قول الشاعر. وقول الشاعر ليس مقدما على سبيل المؤمنين الذين تركوا التوسل بالنبي بعد موته وتوسلوا بعم العباس وكان إذ ذاك حيا.

وقد قيل إنها من قول أبي طالب عم النبي ولهذا يسلم عليكم أبو طالب ويقول: خذوا عني عقيدتكم.

وهل كان الصحابة يستسقون بوجهه؟.. أم أنه ذلك قول لأبي طالب تذكره صحابي ولم يثبت عن أحد عن الصحابة فعله. بل تركوا التوسل بالنبي وتوسلوا بالعباس بعد موته؟ لماذا لا تقولون الصحابة وهابيون؟

وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ

هذا سؤال بسبب صلته للرحم وهو عمل صالح. كما يدعو أحدنا ربه بصدقته وبره أن يبارك له في عمره. فهذا ليس توسلاً إلى الله بالصدقة وإنما بفعله للصدقة، والصدقة عمل صالح، ويجوز التوسل إلى الله بالعمل الصالح، فكذلك صلة الرحم عمل صالح.

وقد عرض ابن جرير الأقوال ثم رجح ما يلي « اتقوا الله واتقوا الأرحام أن تقطعوها أو اتقوا الله في الأرحام» (تفسير بن جرير المجلد الثالث 4 / 152).

والذي بعثني بالحق ما أخرتك الا لنفسي

تمام الرواية أن علي بن طالب رضي الله عنه قال للنبي « لقد ذهبت روحي وانقطع ظهري حين رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت غيري فإن كان هذا من سخط علي فلك العتبي والكرامة فقال رسول الله والذي بعثني بالحق ما أخرتك الا لنفسي وأنت مني بمنزلة هرون من موسى غير أنه لا نبي بعدي فأنت أخي ووارثي قال وما أرث منك يا نبي الله قال ما ورثه الأنبياء قبلي قال وما هو قال كتاب ربهم وسنة نبيهم وأنت معي في قصري في الجنة مع فاطمة ابنتي وأنت أخي ورفيقي». رواه الحافظ ابن عساكر في تاريخ دمشق وهو حديث باطل تكلم فيه ابن عدي (أنظر الكامل في الضعفاء لابن عدي3/207 و5/346).

وفي الحديث عبد المؤمن بن عباد. قال البخاري « لا يتابع عليه» (التاريخ الكبير6/118). وقال الحافظ بن حجر « لا يتابع على حديث» (لسان الميزان4/76).

وادعى السيوطي وجود الحديث بهذا اللفظ عند الطبراني والبغوي وابن عساكر، غير أني لم أجد ذلك. وقد سارع الأميني الرافضي إلى نقل ذلك عن السيوطي ولم يحل إلى المصادر الأصلية ربما لأنه لم يجد ما ادعاه السيوطي. (أنظر كتابه حديث المنزلة2/67). ومع أنه انتقد ابن تيمية حين ادعى وجود حديث تشبيه أبي بكر بإبراهيم. إلا أنه لم يمانع استغلال خطأ السيوطي فسارع إليه بغية حشد الأدلة لصالح مذهبه ولو بالكذب.

بل إن هذا الحديث يؤكد أن ما يرثه علي كتاب الله وسنته وليس عترته إمامته.

والذي نفس أبي القاسم بيده لينزلن عيسى.. ثم لئن قام على قبري فقال يا محمد لأجبته

و الذي نفس أبي القاسم بيده لينزلن عيسى بن مريم إماما مقسطا، و حكما عدلا، فليكسرن الصليب، و ليقتلن الخنزير، و ليصلحن ذات البين، و ليذهبن الشحناء، و ليعرضن عليه المال فلا يقبله، ثم لئن قام على قبري فقال: يا محمد، لأجبته» ونبه الشيخ أبو غدة إلى أن هناك خطأ والصواب (لأجيبنه). (التصريح ص245) وفي لفظ آخر (وليأتين قبري فليسلمن علي ولأردن عليه). وحسنها الألباني بالشواهد.

 الحديث إسناده جيد (أنظر سلسلة الصحيحة رقم 2733) أخرجه أبو يعلى في مسنده/1552 حدثنا أحمد بن عيسى: ابن وهب عن أبي صخر أن سعيد المقبري أخبره أنه سمع أبا هريرة يقول: سمعت رسول الله..».

 الحديث فيه رد على من جعلوا سماع النبي وإجابته لكل البشر. ولو شاء لقال ذلك ولكن لم يثبت عنه شيء. بل إن النبي لم يقل هذا في المهدي الذي يكون مرافقا لعيسى عليه السلام إذ ذاك. فتأمل.

والذي نفسي بيده إن هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة

ثم قال: إنه أولكم إيماناً معي، وأوفاكم بعهد الله، وأقومكم بأمر الله، وأعدلكم في الرعية، وأقسمكم بالسوية، وأعظمكم عند الله مزية. قال: ونزلت: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ}. قال: فكان أصحاب محمد إذا أقبل علي قالوا: قد جاء خير البرية

موضوع بينه الألباني رحمه الله، وفيه أبو الزبير وهو مدلس وقد عنعنه (السلسلة الضعيفة 4925).

وإني كنت امرءاً مسكيناً ألزم رسول الله على ملء بطني

كان أبو هريرة يبين أسباب كثرة حديثه فيقول:

« إنكم لتقولون أكثر أبوهريرة عن النبي، والله الموعد، ويقولون: ما للمهاجرين لا يحدثون عن رسول الله  هذه الأحاديث؟ وإن أصحابي من المهاجرين كانت تشغلهم أرضوهم والقيام عليها، وإني كنت امرءاً مسكيناً ألزم رسول الله على ملء بطني. وكنت أكثر مجالسة رسول الله، أحضر إذا غابوا، وأحفظ إذا نسوا، وإن النبي حدثنا يوماً فقال: من يبسط ثوبه حتى أفرغ فيه من حديثي، ثم يقبضه إليه فلا ينسى شيئاً سمعه مني أبداً. فبسطت ثوبي - أو قال نمرتي - فحدثني ثم قبضته إلىّ ، فوالله ما كنت نسيت شيئاً سمعته منه».

وكان يقول: وأيم الله.. لولا آية في كتاب الله ما حدثتكم بشيء أبداً، ثم يتلوا إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَــتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّــنَّهُ لِلنَّاسِ فىِ  الْكِتَـبِ أُوْلئِــكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّــعِنُونَ. وكان يدعو الناس إلى نشر العلم، وعدم الكذب على رسول الله، من ذلك ما يرويه عن النبي أنه قال: من سئل عن علم فكتمه ألجم بلجام من نار يوم القيامة. وعنه أيضاً: ومن كذب علىّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار» (متفق عليه).

قال الحافظ في (الفتح13/323) « أي بسبب شبعي أي ان السبب الأصلي الذي اقتضى له كثرة الحديث عن رسول الله ملازمته له ليجد ما يأكله لأنه لم يكن له شيء يتجر فيه ولا أرض يزرعها ولا يعمل فيها فكان لا ينقطع عنه خشية ان يفوته القوت فيحصل في هذه الملازمة من سماع الأقوال ورواية الأفعال ما لا يحصل لغيره ممن لم يلازمه ملازمته واعانه على استمرار حفظه لذلك ما أشار إليه من الدعوة النبوية له بذلك قوله وكان المهاجرون يشغلهم الصفق بالأسواق».

وقال النووي « أي الازمه وأقنع بقوتي ولا أجمع مالا لذخيرة ولا غيرها ولا أزيد على قوتي والمراد من حيث حصل القوت من الوجوه المباحة وليس هو من الخدمة بالأجرة» (شرح صحيح مسلم16/53).

هذا وليس إكثار أبي هريرة من الرواية مذمة له بل فيه مدح له فإن حفظ أبي هريرة للحديث كان ببركة دعاء النبي له وهذه فضيلة لأبي هريرة.

أليس من العجيب أن الرافضة الذين يستنكرون حفظ أبي هريرة عدة آلاف حديث. بينما يحكون أن الحسن كان يتكلم سبعين مليون لغة. وصحح المجلسي إسناد هذه الرواية؟ (الكافي 1/426). وأن عليا أخذ عن النبي ألف باب من العلم مع كل باب يفتح له معه ألف باب. وأنه وأبناءه يعلمون ما في السموات وما في الأرض ولا يخفى عليهم شيء، وأنهم أعلم من الأنبياء بل أعلم ممن يجوز عليه البداء لا عليهم؟

وأما ملازمته للنبي لملء بطنه فلماذا ينكر عليه من ملئوا بطونهم من سحت الخمس الذي حرفوا القرآن لأجله فحولوا غنائم الحرب ضد الكفار ليصير غنائم المساكين يأكلها أصحاب العمائم من عوام شيعتهم سحتا.

وافقت ربي في ثلاث.. يدخل بيتك البر والفاجر

من أعظم مناقب عمر أن يقول وافقت ربي في ثلاث حين كان القرآن يتنزل على النبي فإذا سكت النبي عن الكذب فكيف أقره الله عليه بل يبشره النبي بالجنة وهو كذاب ويمكنه الله من خلافة المسلمين ويبايعه علي وأهل البيت وهو من المهاجرين الذين بايعوا رسول الله تحت الشجرة ورسول الله تزوج ابنته وهو الذي رفض أن يتزوج علي فاطمة حتى لا يجتمع رسول الله وعدو الله. بطلت تأويلات فرقة السبئية.

النبي لم يستنكر منه ذلك والقرآن وافقه ولم يقره فقط. والنبي لا يقر باطلا.

فإذا تحقق الأمران فالتحليلات الرافضية مرفوضة.

توفي رسول الله وهو راض عن عمر.

تزوج عمر من أم كلثوم ابنة علي. وعلي عندكم يعلم الغيب فمع علمه بقول عمر لم ينكر عليه بل زوجه ابنته وبايعه على السمع والطاعة وسمى ابنه باسمه كذا فعل الحسن والحسين. مما يؤكد أن أكاذيب الرافضة مرفوضة.

والله لا ننقلب على أعقابنا بعد إذ هدانا الله

حدثنا محمد بن صالح بن هانئ ثنا أحمد بن نصر ثنا عمرو بن طلحة القناد ثنا أسباط بن نصر عن سماك بن حرب عن عكرمة عن بن عباس رضي الله عنهما قال كان علي يقول في حياة رسول الله إن الله يقول ) أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ( والله لا ننقلب على أعقابنا بعد إذ هدانا الله والله لئن مات أو قتل لأقاتلن على ما قاتل عليه حتى أموت والله أني لأخوه ووليه وبن عمه ووارث علمه.

رواه الحاكم في (المستدرك3/126) وسكت عنه. قال الحافظ العراقي « وكل ما ورد في أخوّته فلا يصح» (المغني عن حمل الأسفار1/483 هامش الإحياء).

والله لأحرقن عليك أو لتخرجن إلى البيعة

حدثنا ابن حميد قال حدثنا جرير عن مغيرة عن زياد بن كليب قال: أتى عمر بن الخطاب منزل علي وفيه طلحة والزبير ورجال من المهاجرين فقال والله لأحرقن عليكم أو لتخرجن إلى البيعة فخرج عليه الزبير مصلتا بالسيف فعثر فسقط السيف من يده فوثبوا عليه فأخذوه».

فيها جرير بن حازم وهو صدوق يهم وقد اختلط كما صرح به أبو داود والبخاري في التاريخ الكبير (2/2234). وفيها المغيرة وهو ابن المقسم. ثقة إلا أنه كان يرسل في أحاديثه لا سيما عن إبراهيم.  ذكره الحافظ ابن حجر في المرتبة الثالثة من المدلسين وهي المرتبة التي لا يقبل فيها حديث الراوي إلا إذا صرح بالسماع.

والله لقد عرفت أن عليا أحب إليك من أبي ومني

قول عائشة للنبي .

ضعيف كما قرره الشيخ الألباني في (ضعيف أبي داود ص491 ح رقم 4999 أو رقم 1063 حسب ترقيم المختصر). وقولها هذا مخالف لقول النبي بأن عائشة أحب الناس إليه من النساء وأن أباها أحب الناس إليه من الرجال.

وان كانت حاجة فافعل مثل ذلك

هذه الزيادة لم ترد في رواية من رووا عن حماد فقد رواه النسائي في عمل اليوم والليلة (رقم 658) وأحمد في (المسند 4/138) وليس فيها « وإن كانت حاجة».

أن رواية الأعمى جاءت من طريق شعبة وحبان بن هلال من غيـر هـذه الزيادة. وعلى القول بأنها من طريق حماد بن سلمة، فإنه وإن كان ثقة إلا أنه خالف بهذه الزيادة رواية من هو أوثق منه ممن لم تتضمن رواياتهم هذه الزيادة.

قال الحافظ عن حماد في (التقريب 1499) « ثقة عابد تغير حفظه بآخر حياته». وقال البيهقي في (السنن الكبرى 4/94) « حماد بن سلمة وإن كان من الثقات إلا أنه ساء حفظه في آخر عمره: فالحفاظ لا يحتجون بما يخالف فيه ويتجنبون ما يتفرد به عن قيس بن سعد خاصة وأمثاله» قال « فالاحتياط أن لا يحتج بما يخالف فيه الثقات» (الخلافيات ونقله الزيلعي في نصب الراية 1/286).

والمسألة من أهم أصول العقيدة فإن القوم يريدون بها تجويز سؤال غير الله، لكنهم هنا يخالفون أصولهم في الاقتصار في أمور العقائد على الصحيح المتواتر، فلا يريدون التحقق من هذه الرواية لأنها تؤيد المذهب !

فالرواية إما مكذوبة أو منكرة. فكيف يجوز تقديمها على ما صح في البخاري في ترك الصحابة التوسل به بعد موته وتحولوا إلى التوسل بدعاء عمه العباس.

وقد قيل إن الحمل في هذا الحديث ليس على حماد بن سلمة وإنما على من رواه عنه وهو مسلم بن إبراهيم الفراهيدي وهو وإن كان من الثقات إلا أنه قد خالفه من هو أوثق منه في الضبط وهو حبان بن هلال الباهلي البصري/ فرواه عن حماد بن سلمة بسنده ومتنه دوه هذه الزيادة: ( النسائي في اليوم والليلة663).

وحبان بن هلال وثقه ابن معين والترمذي والنسائي، وقال أحمد « إليه المنتهى في التثبت بالبصرة» وقال البزار « ثقة مأمون على ما يحدث به».

ويؤيد هذه الرواية رواية شعبة لهذا الحديث دون هذه الزيادة. وهناك متابعة لحبان بن هلال عند البخاري في التاريخ الكبير2/3/209 من رواية شهاب بن عباد العبدي عن حماد به دون هذه الزيادة. (كتاب هدم المنارة لمن صحح أحاديث الزيارة124). وعلى فرض صحة القصة، فإن فعل الصحابي الواحد إذا كان مخالفاً لما أجمع عليه الصحابة لا يكون حجة. وقد جاء توسل عمر بدعاء العباس أمام جمع من الصحابة مخالفاً لقصة عثمان بن حنيف مع عثمان بن عفان على افتراض ثبوت سندها.

وجعلت لي الأرض مسجداً

اعتبر الروافض هذا المصدر دليلا على جواز الصلاة على التربة.

جعلت له ولكل مسلم حيث لم يكن هناك تربة حسينية. ومسجدا في أي مكان منها بخلاف ما كان قبل هذه الأمة. وقد جعلت الأرض للحسين مسجدا وطهورا. والشيعة يعتبرون تربته هي المسجد والطهور لاستحكام العجمة والجهل منهم.

وددت أني لم أحرق بيت فاطمة.. (قول أبي بكر)

فيه علوان بن داود البجلي (لسان الميزان 4/218 ترجمة رقم 1357 – 5708 وميزان الاعتدال 3/108ترجمة 5763). قال البخاري وأبو سعيد بن يونس وابن حجر والذهبي »منكر الحديث«. وقال العقيلي (الضعفاء للعقيلي3/420).

على أن ابن أبي شيبة قد أورد رواية أخرى من طريق محمد بن بشر نا عبيد الله بن عمر حدثنا زيد بن أسلم عن أبيه أسلم أنه حين بويع لأبي بكر بعد رسول الله كان علي والزبير يدخلان على فاطمة بنت رسول الله فيشاورونها ويرتجعون في أمرهم فلما بلغ ذلك عمر بن الخطاب خرج حتى دخل على فاطمة فقال يا بنت رسول الله والله ما من أحد أحب إلينا من أبيك وما من أحد أحب إلينا بعد أبيك منك وأيم الله ما ذاك بمانعي إن اجتمع هؤلاء النفر عندك إن أمرتهم أن يحرق عليهم البيت قال فلما خرج عمر جاؤوها فقالت تعلمون أن عمر قد جاءني وقد حلف بالله لئن عدتم ليحرقن عليكم البيت وأيم الله ليمضين لما حلف عليه فانصرفوا راشدين فروا رأيكم ولا ترجعوا إلي فانصرفوا عنها فلم يرجعوا إليها حتى بايعوا لأبي بكر» (المصنف 7/432 ترجمة37045 ).

قلت: وهذه رواية منقطعة لأن زيد بن أسلم كان يرسل وأحاديثه عن عمر منقطعة كما صرح به الحافظ ابن حجر (تقريب التهذيب رقم2117) كذلك الشيخ الألباني (إزالة الدهش37 وانظر كتاب معجم أسامي الرواة الذين ترجم لهم الألباني2/73).

قلت أيضا: إن احتججتم بهذه الرواية أبطلتم اعتقادكم بحصول التحريق إلى التهديد بالتحريق. وأبطلتم اعتقادكم بأن عليا لم يبايع لأن هذه الرواية تقول: فلم يرجعوا إلى فاطمة حتى بايعوا أبا بكر.

وأما ما ورد عند الطبري في تهديد عمر بحرق بيت علي ونصها « حدثنا ابن حميد قال حدثنا جرير عن مغيرة عن زياد بن كليب قال: أتى عمر بن الخطاب منزل علي وفيه طلحة والزبير ورجال من المهاجرين فقال والله لأحرقن عليكم أو لتخرجن إلى البيعة فخرج عليه الزبير مصلتا بالسيف فعثر فسقط السيف من يده فوثبوا عليه فأخذوه». ففيها جرير بن حازم وهو صدوق يهم وقد اختلط كما صرح به أبو داود والبخاري في التاريخ الكبير (2/2234). وفيها المغيرة وهو ابن المقسم. ثقة إلا أنه كان يرسل في أحاديثه لا سيما عن إبراهيم.  ذكره الحافظ ابن حجر في المرتبة الثالثة من المدلسين وهي المرتبة التي لا يقبل فيها حديث الراوي إلا إذا صرح بالسماع.

روايات أخرى

- » حدثنا ابن حميد قال حدثنا جرير عن مغيرة عن زياد بن كليب قال أتى عمر بيت علي وفيه طلحة والزبير ورجال من المهاجرين فقال والله   لأحرقن  عليكم أو لتخرجن إلى البيعة فخرج عليه الزبير مصلتا السيف فعثر فسقط السيف من يده فوثبوا عليه فأخذوه« (تاريخ الطبري2/233).

في الرواية آفات وعلل منها:

جرير بن حازم وهو صدوق يهم وقد اختلط كما صرح به أبو داود والبخاري في التاريخ الكبير (2/2234).

المغيرة وهو ابن المقسم. ثقة إلا أنه كان يرسل في أحاديثه لا سيما عن إبراهيم.  ذكره الحافظ ابن حجر في المرتبة الثالثة من المدلسين وهي المرتبة التي لا يقبل فيها حديث الراوي إلا إذا صرح بالسماع.

ـ  أحمد بن يحيى البغدادي ، المعروف بالبلاذري ، وهو من كبار محدثيكم ، المتوفي سنة 279 ، روى في كتابه أنساب الأشراف 1/586 ، عن سليمان التيمي ، وعن ابن عون : أن أبا بكر أرسل إلى علي عليه السلام ، يريد البيعة ، فلم يبايع . فجاء عمر ومعه فتيلة ـ أي شعلة نار ـ فتلقته فاطمة على الباب فقالت فاطمة: يا بن الخطاب ! أتراك محرقا علي بابي؟ قال:نعم، وذلك أقوى فيما جاء به أبوك!

هذا إسناد منقطع من طرفه الأول ومن طرفه الآخر. فإن سلميانا التيمي تابعي والبلاذري متأخر عنه فكيف يروي عنه مباشرة بدون راو وسيط؟ وأما ابن عون فهو تابعي متأخر وبينه وبين أبي بكر انقطاع.

فيه علتان:

أولا: جهالة مسلمة بن محارب. ذكره ابن ابي حاتم في (الجرح والتعديل8/266) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا ولم أجد من وثقه أو ذمه.

ثانيا: الانقطاع الكبير من بن عون وهو عبد الله بن عون توفي سنة 152 هجرية . ولم يسمع حتى من أنس  والصديق من باب اولى  الحادثة مع التذكير بأن الحادثة وقعت في السنة الحادية عشر من الهجرة.

وكذلك سليمان التيمي لم يدرك الصديق  توفي سنة 143 هجرية .

ـ  روى ابن جيرانه في كتابه « الغرر» عن زيد بن أسلم قال : « كنت من حمل الحطب مع عمر إلى باب فاطمة حين امتنع علي واصحابه من البيعة، فقال عمر لفاطمة: اخرجي كل من في البيت أو لأحرقنه ومن فيه».

قال : وكان في البيت علي وفاطمة والحسن والحسين وجماعة من أصحاب النبي (ص) .

فقالت فاطمة : أفتحرق علي ولدي !!

فقال عمر : إي والله ، أو ليخرجنّ وليبايعنّ !!

لم يتمكن طارح هذه الشبهات من ضبط اسم المنقول عنه ولا ضبط اسم كتابه.

فهذا المؤلف مختلف في ضبط اسمه فمنهم من ضبطه باسم (ابن خنزابة) ومنهم باسم (ابن خذابة) ومنهم (خرداذبة) ومنهم (ابن جيرانه) ومنهم (ابن خيرانة) ورجح محقق البحار أنه ابن (خنزابة).

ولكن ضبطه الزركلي في (الأعلام2/126) باسم (ابن حنزابة جعفر بن الفضل بن جعفر بن محمد بن موسى بن الفرات) توفي 391 هـ. وكان وزيرا في الدولة العبيدية الاسماعيلية. ترجم له محسن الحكيم في أعيان الشيعة (4/136) وكذلك ترجم له عباس القمي في (الكنى والألقاب1/270-271).

أما كتابه فهو كتاب الغرر وليس كتاب الغدر. كما نص على ذلك ابن شهر آشوب ونقله عنه محسن الحكيم ومحقق البحار(28/339). ومنهم من ضبطه باسم (العذر).

وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن الدليل عند الرافضة يقوم بوجود ذكر للرواية في أي كتاب كان ولو أن يكون هذا الكتاب مثلا كتاب ألف باء الطبخ.

ـ  ابن عبد ربه في العقد الفريد 2/ 205 ط المطبعة الأزهرية ، سنة 1321هجرية ، قال : الذين تخلفوا عن بيعة أبي بكر ، علي ، والعباس ، والزبير، وسعد بن عبادة .

فأما علي والعباس والزبير فقعدوا في بيت فاطمة حتى بعث إليهم أبو بكر ، عمر بن الخطاب ليخرجهم من بيت فاطمة ، وقال له : إن أبوا فقاتلهم !

فأقبل بقبس من نار على أن يضرم عليهم الدار ، فلقيته فاطمة ، فقال : يا بن الخطاب : أجئت لتحرق دارنا؟!

قال : نعم ، أو تدخلوا في ما دخلت فيه الأمة !!

أولا: ابن عبد ربه عند الرافضة من أعيان المعتزلة. (الطرائف لابن طاووس الحسني ص239). والرافضة من أضل هذه الأمة. وبهم ضل الرافضة.

ثانيا: أنه كان مشهورا بالنصب أيضا. فإنه كان يعتقد أن الخلفاء أربعة آخرهم معاوية. ولم يدرج علي بن أبي طالب من جملة الخلفاء (الأعلام للزركلي1/207) ومثل هذا نصب عند أهل السنة.

ثالثا: كتابه كتاب في الأدب يا من عجزتم عن أن تجدوا شيئا من كتب السنة.

لقد عجز الرافضة أن يجدوا رواية في كتب السنن والحديث ولو وجدوا لما اضطروا إلى الاحتجاج علينا بالمعتزلة. وعلى كل حال فقد حدث اندماج بين الشركتين: شركة الرفض وشركة الاعتزال واندمجوا في شركة واحدة.

ـ  محمد بن جرير الطبري في تاريخه 3/203 وما بعدها ، قال : دعا عمر بالحطب والنار وقال : لتخرجن إلى البيعة أو لأحرقنها على من فيها. فقالوا له : إن فيها فاطمة! قال: وإن!!

مسكين هذا الناقل ذو الجهل المركب حاطب الليل. فإن هذه الرواية لا وجود لها في تاريخ الطبري بهذا اللفظ.

وإنما هو في كتاب الإمامة والسياسة منسوب ومنحول على ابن قتيبة. وهذا الكتاب لم يثبت له لأسباب منها.

أن الذين ترجموا لابن قتيبة لم يذكر واحد منهم أنه ألّف كتاباً يُدعى الإمامة والسياسة.

أن مؤلف الكتاب يروي عن ابن أبي ليلى بشكل يشعر بالتلقي عنه، وابن أبي ليلى هذا هو محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الفقيه قاضي الكوفة توفى سنة 148، والمعروف أن ابن قتيبة لم يولد إلا سنة 213 أي بعد وفاة ابن أبي ليلى بخمسة وستين عاماً

أن الكتاب يشعر أن ابن قتيبة أقام في دمشق والمغرب في حين أنه لم يخرج من بغداد إلا إلى دينور.

ـ  ابن الحديد في شرح نهج البلاغة 2/56 روى عن أبي بكر الجوهري ، فقال : قال أبو بكر : وقد روي في رواية أخرى أن سعد بن أبي وقاص كان معهم في بيت فاطمة عليها السلام ، والمقداد بن الأسود أيضا ، وأنهم اجتمعوا على أن يبايعوا عليا عليه السلام ، فأتاهم عمر ليحرق عليهم البيت ، وخرجت فاطمة تبكي وتصيح .. إلى آخره .

وفي صفحة 57 : قال أبو بكر : وحدثنا عمر بن شبة بسنده عن الشعبي ، قال : سأل أبو بكر فقال : أين الزبير ؟! فقيل عند علي وقد تقلد سيفه .

فقال : قم يا عمر ! قم يا خالد بن الوليد ! انطلقا حتى تأتياني بهما .

فانطلقا ، فدخل عمر ، وقام خالد على باب البيت من خارج ، فقال عمر للزبير : ما هذا السيف؟ فقال : نبايع عليا . فاخترطه عمر فضرب به حجرا فكسره ، ثم أخذ بيد الزبير فأقامه ثم دفعه وقال : يا خالد ! دونكه فأمسكه ثم قال لعلي : قم فبايع لأبي بكر! فأبى أن يقوم ، فحمله ودفعه كما دفع الزبير فأخرجه ، ورأت فاطمة ما صنع بهما ، فقامت على باب الحجرة وقالت : يا أبا بكر ما أسرع ما أغرتم على أهل بيت رسول الله !......إلى آخره.

وقال ابن الحديد في صفحة 59 و60 : فأما امتناع علي عليه السلام من البيعة حتى أخرج على الوجه الذي أخرج عليه . فقد ذكره المحدثون ورواه أهل السير ، وقد ذكرنا ما قاله الجوهري في هذا الباب ، وهو من رجال الحديث ومن الثقات المأمونين ، وقد ذكر غيره من هذا النحو ما لا يحصى كثرة .

الجواب:

إبن أبي الحديد رافضي حجة على رافضي مثله لا علينا. قال الخونساري « هو عز الدين عبد الحميد بن أبي الحسن بن أبي الحديد المدائني صاحب شرح نهج البلاغة، المشهور « هو من أكابر الفضلاء المتتبعين، وأعاظم النبلاء المتبحرين موالياً لأهل بيت العصمة والطهارة.. وحسب الدلالة على علو منزلته في الدين وغلوه في ولاية أمير المؤمنين عليه السلام، شرحه الشريف الجامع لكل نفيسة وغريب، والحاوي لكل نافحة ذات طيب.. كان مولده في غرة ذي الحجة 586، فمن تصانيفه « شرح نهج البلاغة» عشرين مجلداً، صنفه لخزانة كتب الوزير مؤيد الدين محمد بن العلقمي، ولما فرغ من تصنيف أنفذه على يد أخيه موفق الدين أبي المعالي، فبعث له مائة ألف دينار، وخلعة سنية، وفرساً» (روضات الجنات5/20-21 وانظر الكنى والألقاب للقمي1/185 الذريعة- آغا بزرك الطهراني41/158).

ـ  مسلم بن قتيبة بن عمرو الباهلي ، المتوفى سنة 276 هجرية ، وهو من كبار علمائكم له كتب قيمة منها كتاب (الإمامة والسياسة) يروي في أوله قضية السقيفة بالتفصيل ، ذكر في صفحة 13 قال : إن أبا بكر تفقد قوما تخلفوا عن بيعته عند علي كرم الله وجهه فبعث إليهم عمر ، فجاء فناداهم وهم في دار علي ، فأبوا أن يخرجوا ، فدعا بالحطب وقال : والذي نفس عمر بيده لتخرجن أو لأحرقنها على من فيها .

فقيل له : يا أبا حفص ! إن فيها فاطمة ! فقال : وإن ! .... إلى آخره .

تقدم أن كتاب الإمامة والسياسة منسوب ومنحول على ابن قتيبة. وهذا الكتاب لم يثبت له لأسباب منها.

أن الذين ترجموا لابن قتيبة لم يذكر واحد منهم أنه ألّف كتاباً يُدعى الإمامة والسياسة.

أن مؤلف الكتاب يروي عن ابن أبي ليلى بشكل يشعر بالتلقي عنه، وابن أبي ليلى هذا هو محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الفقيه قاضي الكوفة توفى سنة 148، والمعروف أن ابن قتيبة لم يولد إلا سنة 213 أي بعد وفاة ابن أبي ليلى بخمسة وستين عاماً

أن الكتاب يشعر أن ابن قتيبة أقام في دمشق والمغرب في حين أنه لم يخرج من بغداد إلا إلى دينور.

ـ  أبو الوليد محب الدين بن شحنة الحنفي، المتوفي سنة815 هجرية، وهو من كبار علمائكم، وكان قاضي حلب، له (تاريخ روضة المناظر في أخبار الأوائل والأواخر) ذكر فيه موضوع السقيفة، فقال: « جاء عمر إلى بيت علي بن أبي طالب ليحرقه على من فيه. فلقيته فاطمة، فقال عمر: أدخلوا في ما دخلت الأمة» ... إلى آخره.

- ذكر بعض شعرائهم المعاصرين قصيدة يمدح فيها عمر بن الخطاب، وهو حافظ إبراهيم المصري المعروف بشاعر النيل، قال في قصيدته العمرية :

وقـوله لعلـي قالها عــمـر

أكرم بـسامعها أعظم بملـقيها

  حرقت دارك لا أبقي عليك بهــا

إن لم تبايع وبنت المصطفى فيها

   ما كان غير أبي حفص يفوه بها

                                      أمام فـارس عـدنان وحاميها

وهكذا يحتج الرافضة بحافظ إبراهيم وهو ملحد يكذب القرآن وينكر أن يحلى فيه أهل الجنة بأساور من ذهب.

ما قاله هذا الشاعر أو غيره فهو ناجم عن انتشار الروايات الضعيفة والمكذوبة التي يتصفحها ويمحصها أهل الخبرة بعلم الرواية والحديث الذين هم الحجة لا الشعراء الذين قال الله عنهم: (والشعراء يتبعهم الغاوون ألم تر أنهم في كل واد يهيمون وأنهم يقولون ما لا يفعلون).

لو قلت لنا قال الترمذي قال أبو داود قال أحمد في المسند لما قبلنا منك إلا بعد تمحيص السند. أفتحتج علينا بما قاله حافظ ابراهيم. أيها المفلس؟

فاجعة سقط الجنين المكذوبة:

والفاجعة الحقيقية فاجعة الكذب وارتضاء ما هب ودب صيانة للمذهب.

1ـ ذكر المسعودي صاحب تاريخ (مروج الذهب) المتوفي سنة (346 هـ) وهو مؤرخ مشهور ينقل عنه كل مؤرخ جاء بعده ، قال في كتابه (إثبات الوصية) عند شرحه قضايا السقيفة والخلافة : « فهجموا عليه [ علي عليه السلام ] وأحرقوا بابه، واستخرجوه كرها وضغطوا سيدة النساء بالباب حتى أسقطت محسنا» !!

نعم المسعودي مؤرخ مشهور، ولكنه رافضي. ولا تقوم حجة عندنا برافضي وإن كان مشهورا. وما يرويه بمنزلة ما يرويه الخميني عندنا.

2 ـ ونقل أبو الفتح الشهرستاني في كتابه الملل والنحل 1/57 : وقال النظّام: إن عمر ضرب بطن فاطمة يوم البيعة حتى ألقت الجنين من بطنها. وكان يصيح [عمر] احرقوا دارها بمن فيها، وما كان في الدار غير علي وفاطمة والحسن والحسين. انتهى كلام الشهرستاني.

3ـ قال الصفدي في كتاب (الوافي بالوفيات6/76) في حرف الألف، عند ذكر إبراهيم بن سيار، المعروف بالنظّام، ونقل كلماته وعقائده، يقول: إن عمر ضرب بطن فاطمة يوم البيعة حتى ألقت المحسن من بطنها!

يا لك من مفلس: فإن الشهرستاني يعدد هنا مخازي وضلالات النظام المعتزلي وذكر من بلاياه أنه زعم أن عمر ضرب فاطمة حتى ألقت جنينها. قال الشهرستاني « ثم زاد على خزيه بأن عاب عليا وابن مسعود وقال: أقول فيهما برأيي». أرأيتم معشر المسلمين منهج الرافضة في النقل.

كذلك فعل الصفدي في تعداد مخازي عقائد المعتزلة باعترافك.

الله أكبر. صدق من وصف الرافضة بأنهم نجوا من العقل ومن النقل بأعجوبة. فكانوا بهذه النجاة سالمين. وخاضوا سباق الكذب فكانوا فيه أول الفائزين.

وسع كرسيه السموات والأرض وإنه ليقعد عليه عز وجل

593 كتب إلي عباس بن عبد العظيم العنبري نا أبو أحمد الزبيري ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن عبدالله بن خليفة قال جاءت إمرأة إلى النبي فقالت ادع الله أن يدخلني الجنة قال فعظم الرب عزوجل وقال وسع كرسيه السموات والأرض إنه ليقعد عليه جل وعز فما يفضل منه إلا قيد أربع أصابع وإن له أطيطا كأطيط الرحل إذا ركب».

قال محققه «إسناده ضعيف وفي متنه نكارة… وحكم عليه الشيخ الألباني بالضعف لضعف عبد الله بن خليفة. وقد قال ابن كثير في سماع ابن خليفة من عمر «فيه نظر» (تفسير ابن كثير1/311) (وانظر السنة لعبد الله بن احمد1/305) (سلسلة الضعيفة866).

وصيك سيد الأوصياء علي بن أبي طالب

عن ابن عمر قال بينما رسول الله جالس ذات يوم إذ هبط جبرائيل الروح الأمين فقال يا محمد إن رب العزة يقرئك السلام ويقول لما أخذ الله ميثاق النبيين أخذ ميثاقك في صلب آدم فجعلك سيد الأنبياء وجعل وصيك سيد الأوصياء علي بن أبي طالب»

 قال الحافظ « قال الدارقطني هذا حديث موضوع ومن بين مالك وبين أبي طالب ضعفاء» (لسان الميزان1/480 ميزان الاعتدال8/61).

وصيي علي بن أبي طالب

قال الحافظ «فيه قيس بن ميناء والحديث كذب» (لسام الميزان5/6).

وكتبت تسألني عن الخمس لمن هو وإنا كنا نقول هو لنا فأبى علينا قومنا

هذا جزء من رواية طويلة وهي كتاب ابن عباس إلى نجدة الحروري. (رواه مسلم رقم1812).

ويحتج الشيعة بالرواية على جواز أخذهم الخمس من الناس. وسياق الرواية يأبى ذلك فإنه متعلق بالخمس من مغانم الحرب. ودليله قوله في بداية الرواية «كتبت تسألني هل كان رسول الله يغزو بالنساء وقد كان يغزو بهن فيداوين الجرحى ويحذين من الغنيمة» ثم كان السؤال التالي عن الخمس.

قال النووي « قوله (وكتبت تسألني عن الخمس لمن هو وإنا كنا نقول هو لنا فأبى علينا قومنا ذاك) معناه خمس خمس الغنيمة الذي جعله الله لذوي القربى وقد اختلف العلماء فيه فقال الشافعي مثل قول ابن عباس وهو أن خمس الخمس من الفيء والغنيمة يكون لذوي القربى وهم عند الشافعي والأكثرين ينو هاشم وبنو المطلب.

وقوله (أبي علينا قومنا ذاك) أي رأوا أنه لا يتعين صرفه إلينا بل يصرفونه في المصالح وأراد بقومه ولاة الأمر من بني أمية وقد صرح في سنن أبي داود وفي رواية له بأن سؤال نجدة لابن عباس عن هذه المسائل كان في فتنة ابن الزبير وكانت فتنة ابن الزبير بعد بضع وستين سنة من الهجرة. وقد قال الشافعي - رحمه الله - يجوز أن ابن عباس اراد بقوله أبي ذلك علينا قومنا من بعد الصحابة وهم يزيد ابن معاوية والله أعلم» (شرح مسم للنووي12/191-193).

وكفى الله المؤمنين القتال بعلي

فيه الفضل بن القاسم قال الحافظ الذهبي في ميزان الاعتدال « لا أعرفه». وفيه عباد بن يعقوب شيعي صدوق (ميزان الاعتدال4/45).

ولا تصلوا عليّ الصلاة البتراء

يكثر الرافضة من ذكر هذا الحديث والاحتجاج به ولا وجود له في الكتب الصحيحة المعتمدة عندنا. وقد ذكره ابن حجر الهيتمي بصيغة التمريض فقال (ويرُوى) (الصواعق المحرقة2/430)

ولكن المفاجاة أنني عدت إلى أمهات مصادر كتب الشيعة وأطلت التنقيب عنها بالسند فوجدت أنهم يحكونها حكاية من دون سند.

أليس من أعجب العجيب أن تمثل هذه الرواية رأسمال مذهبهم وينتقدون السنة من خلالها دائما ويلزمونهم بها بينما لا يوجد لها إسناد في كتب القوم؟

والرافضة هم الذين يجعلون صلاتهم بتراء حين يخرجون أزواج النبي من (أهل البيت) مع أن القرآن خاطب أزواج الأنبياء ووصفهن بأهل البيت.

الأولى : (قالوا أتعجبين من أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت) قالوها لامرأة إبراهيم.

الثانية: (هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم) وعنى بذلك أم موسى.

الثانية: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت) وسياق الخطاب في أبناء النبي. وحين يخرجون زينب ورقية وأم كلثوم من النسب النبوي ويزعمون أنهن كن ربائب له من زوج آخر لخديجة.

ولم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم

وإسناد هذه الرواية مظلم، فإن فيه محمد بن حميد الرازي وهو ضعيف كثير المناكير، قال البخاري: في حديثه نظر وقال الجوزجاني هو غير ثقة وقال النسائي ليس بثقة وقال الأسدي « ما رأيت أحدا أجرأ على الله منه وأحذق بالذنب منه» (سير الأعلام 11/ 503. تهذيب التهذيب 9/ 127 – 131 تاريخ بغداد 2/ 259 – 264 ميزان الاعتدال 3/530 المجروحين 2/303 أحوال الرجال رقم 382 الكامل (6/ 2277) وتناقض الكوثري فاتهم الحافظ بن عبد الهادي بإغفال من أثنى على الرازي (مقالات 392) غير أنه صرح في نفس الكتاب أن الرازي مختلف فيه وأنه كذبه كثيرون أشنع تكذيب ولا يحتج به عند كثيرين (مقالات 456 و 58).

أن السند في هذه الرواية منقطع، فإن محمد بن حميد الرازي لم يدرك مالكاً إذ توفي سنة 248 هـ، بينما توفي مالك سنة 179. واعتماد هؤلاء في العقائد على مثل هذه الرواية طعن في كونه من علماء الحديث ونكوص وارتداد عما اشترطه من قبل وهو أن لا يستدل في العقائد بالحديث الضعيف، وطعنٌ في مدى نزاهته وتجرده للحديث وخدمته له، فإن خادم الحديث لا يصحح الضعيف من الروايات لمجرد موافقتها مذهبه.

أضف إلى ذلك مخالفة الرواية لما هو معروف في مذهب مالك من كراهية استقبال القبر عند الدعاء ولكن يستقبله عند السلام فقط. وإنما يستقبل القبلة عند الدعاء.

وعجباً لأهل البدع: لقد حيّرونا: أنستقبل السماء عند الدعاء أم القبلة أم القبر؟

ولم يكن مالك يرى فرقاً بين حياة النبي وبين موته فيما يتعلق بتوقيره وحرمة رفع الصوت في مسجده حيا وميتا. ولكنه كان مع ذلك يفرق بين حياته وبين موته فيما يتعلق بمسألة التوسل به ومسألة زيارة قبره حتى قال «وأكره أن يقال زرت قبر النبي ».

وليت عليكم ولست بخيركم (قول أبي بكر)

يحتج به الشيعة ويقولون: كيف يكذب أبو بكر قول الرسول عنه؟ على أن قول أبي بكر قد رواه البزار في مسنده من طريق بهلول بن عبيد الكندي الكوفي ثم قال «بهلول ليس بالقوي، ولهذا لم ندخله في مسند أبي بكر لهذه العلة» (مسند البزار1/180) قال أبو زرعة الرازي «اضرب على حديثه» (2/687) وقال أبو حاتم الرازي « ضعيف الحديث» (علل الحديث 2480).

ورواه ابن سعد في طبقاته (3/183) عن عبيد الله بن موسى وهو كوفي متشيع. قال أحمد بن حنبل « كل بلية تأتي عن عبيد الله بن موسى» (سؤالاته3/150).

ورواه ابن عساكر في تاريخ دمشق من طريق يحيى بن سلمة بن كهيل: قال البخاري « في حديثه مناكير» (التاريخ الكبير8/2989) وقال في (التاريخ الصغير1/311) «منكر الحديث». وقال العجلي «كان يغلو في التشيع» (الثقات1587). وقال النسائي «متروك الحديث» (الضعفاء والمتروكون662) كذلك الدارقطني (الضعفاء والمتروكون574).

وقد عارضه الرافضة بحديث ضعيف وهو «ما طلعت الشمس ولا غربت على أحد بعد النبيين والمرسلين خير من أبي بكر». رواه أحمد في فضائل الصحابة (1/187 رقم135) فيه: عبد الله بن سفيان: قال العقيلي «لا يتابع على حديثه» (الضعفاء للعقيلي وميزان الاعتدال2/430). وابن جريج وهو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج وهو مدلس: وذكره ابن حجر في المرتبة الثالثة من المدلسين.

بقية الواسطي: وهو مدلس أيضا.

الوليد بن عقبة

تفنيد الشبهات حول الصحابي الوليد بن عقبة (رضي الله عنه).

بالرغم من أن الله أمر بالتثبت والتبين كان صريحا في قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين (الحجرات6). فقد ورد في تفسير هذه الآية ما يخالف هذا الأمر الإلهي فيها من منهج التثبت والتبين.

إلا أنه قد انتشرت في كتب التفسير روايات تصف (الوليد بن عقبة) أحد أصحاب رسول الله والذي ثبت أنه كان مجاهدا صلبا عنيدا فتح به به كثيرا من بلاد فارس. زعموا أنه هو الذي نزلت في هذه الآية وأنه فاسق بالنص من القرآن.

يقول ابن كثير حمه الله « وقد ذكر كثير من المفسرين أن هذه الاَية نزلت في الوليد بن عقبة بن أبي معيط, حين بعثه رسول الله على صدقات بني المصطلق, وقد روي ذلك من طرق ومن أحسنها ما رواه الإمام أحمد في مسنده من رواية ملك بني المصطلق، وهو الحارث بن ضرار والد جويرية بنت الحارث أم المؤمنين رضي الله عنها. قال الإمام أحمد: حدثنا محمد بن سابق, حدثنا عيسى بن دينار، حدثني أبي أنه سمع الحارث بن ضرار الخزاعي رضي الله عنه.. (الحديث). وهذا السند الذي قال عنه ابن كثير بأنه من أحسنها هو سند ضعيف لجهالة عيسى بن دينار.

قيل إن سبب الضعف هو محمد بن سابق. ضعفه ابن معين ووثقه العجلي. وقال يعقوب بن شيبة « ثقة لا يوصف بالضبط». قال الحافظ « صدوق».

والصحيح أن محمد بن سابق من رجال الشيخين ولم يسبق أحد ابن معين في تضعيفه لمحمد بن سابق.

وأما العلة في الرواية فهي في عيسى بن دينار. ودينار وهو والد عيسى ذكره ابن حبان في الثقات مع أن ابنه عيسى هو من المجاهيل. فالرواية إذن ضعيفة بالرغم من أنها أحسن الموجود.

ورواه ابن أبي حاتم والطبري في تاريخه (11/383) عن المنذر بن شاذان التمار عن محمد بن سابق به. وفيه موسى بن عبيدة الربذي وجهالة ثابت مولى أم سلمة. ولا يعرف لأم سلمة مولى إسمه ثابت.

وبهذا تعجب من قول الهيثمي بأن رجال الرواية ثقات مع جهالة عيسى هذا وجهالة ثابت المولى المزعوم لأم سلمة.

ورواه الطبري أيضا وكذلك البيهقي في سننه (9/54) من طريق العوفي عن ابن عباس. وهذا إسناد مسلسل بالعوفيين والعوفيون ضعفاء كما هو معلوم.

كذلك أورد ابن كثير أقوالا لمجاهد وقتادة وابن أبي ليلى. وكلها روايات مرسلة وهذه المرسلات لا تصلح لإثبات تهمة الفسق على صحابي فإننا لا نقبلها في أحكام الطهارة ولا الصلاة. فكيف نقبلها في جرح خيار هذه الأمة؟

وقد كانت هذه الروايات في حاجة إلى عناية ومتابعة وجهد ليتبين بعدها أن الروايات كلها كانت منقطعة الأسانيد وأن ما صح منها كما في صحيح مسلم لا يعدو أن يُثبت شهادة الفسق عليه زورا كما سوف يتبين لك من هذا البحث القيم الذي قام به الأستاذ محب الدين الخطيب رحمه الله رحمة واسعة ووجب على كل قارئ لهذا البحث أن يدعو له بالرحمة.

شهادة الأستاذ محب الدين الخطيب في الوليد بن عقبة

قال الأستاذ محب الدين الخطيب رحمه الله « كنت في ما مضى أعجب كيف تكون هذه الآية نزلت في الوليد بن عقبة ويسميه الله فاسقاً، ثم تبقى له في نفس خليفتي رسول الله أبي بكر وعمر المكانة التي سجلها له التاريخ.. إن هذا التناقض ـ بين ثقة أبي بكر و عمر بالوليد بن عقبة وبين ما كان ينبغي أن يعامل به لو أن الله سماه فاسقاً ـ حملني على الشك في أن تكون الآية نزلت فيه..

وبعد أن ساورني هذا الشك أعدت النظر في الأخبار التي وردت عن سبب نزول الآية إن جاءكم فاسق بنبأ فلما عكفت على دراستها وجدتها موقوفة على مجاهد، أو قتادة أو ابن أبي ليلى، أو يزيد بن رومان، ولم يذكر أحد منهما أسماء رواة هذه الأخبار في مدة مائة سنة أو أكثر مرت بين أيامهم وزمن الحادث، وهذه المائة من السنين حافلة بالرواة من مشارب مختلفة.

وإن الذين لهم هوى في تشويه سمعة مثل الوليد ومن هم أعظم مقاماً من الوليد قد ملأوا الدنيا أخباراً مريبة لها قيمة علمية.

وما دام رواة تلك الأخبار في سبب نزول الآية مجهولين من علماء الجرح والتعديل بعد الرجال الموقوفة هذه الأخبار عليهم وعلماء الجرح والتعديل لا يعرفون من أمرهم حتى ولا أسمائهم [شيئاً]، فمن غير الجائز شرعاً وتاريخاً الحكم بصحة هذه الأخبار المنقطعة التي لا نسب لها وترتيب الأحكام عليها.

وهنالك خبران موصولان أحدهما عن أم سلمة زعم موسى بن عبيدة أنه سمعه من ثابت مولى أم سلمة وموسى بن عبيدة ضعفه النسائي وابن المديني وابن عدي وجماعة.

وثابت المزعوم أنه مولى أم سلمة ليس له ذكر في كل ما رجعت إليه من كتب العلم ن فلم يذكر في تهذيب التهذيب ولا في تقريب التهذيب ولا في خلاصة تذهيب الكمال، بل لم أجده في  (ميزان الاعتدال ) و( لسان الميزان ).

وذهبت إلى مجموعة أحاديث أم سلمة في مسند الإمام أحمد فقرأتها واحداً واحداً فلم أجد فيها هذا الخير بل لم أجد لأم سلمة أي خبر ذكر فيه اسم مولى لها يدعى ثابت ، زد على كل هذا أن أم سلمة لم تقل في هذا الخبر ـ إن صح عنها ـ ولا سبيل إلى أن يصح عنها ـ إن الآية نزلت في الوليد بل قالت ـ أي قيل على لسانها ـ بعث رسول الله ( رجلا ) في صدقات بين المصطلق.

والخبر الثاني الموصول رواه الطبري في التفسير عن ابن سعد عن أبيه عن عمه عن أبيه عن أبيه عن ابن عباس.

والطبري لم يلق ابن سعد ولم يأخذ عنه لأن ابن سعد لما توفي بغداد سنة 23هـ  كان الطبري طفلا في نحو السادسة من عمره ولم يخرج إلى ذلك الحين من بلده آمل في طبرستان لا إلى بغداد ولا لغيرها.

ثم تبين لي أن ابن سعد الذي روى عنه الطبري هو محمد بن سعد العوفي ن وقد وصف الشيخ أحمد شاكر سنده بأنه ( سند مسلسل بالضعفاء من أسرة واحدة ) انظر تفسير الطبري طبعة دار المعارف 1 :263).

فكل هذه الأخبار من أولها إلى آخرها لا يجوز أن يؤاخذ بها مجاهد كان موقع ثقة أبي بكر وعمر وقام بخدمات للإسلام يرجى له بها أعظم المثوبة إن شاء الله أضف إلى كل ما تقدم أنه في الوقت الذي حدث فيه لبني المصطلق الحادثة التي نزلت فيها الآية كان الوليد صغير السن كما سيأتي في الفقرة التالية .

وروى أحمد في مسنده ( 4 : 32 ) حول عمر الوليد بن عقبة يوم فتح مكة عن شيخ له هو فياض بن محمد الرقي عن جعفر بن برقان الرقي عن ثابت بن الحجاج الكلابي الرقي عن عبد الله الهمداني هو ( عبد الله بن مالك بن الحارث ) عن الوليد بن عقبة، والظاهر أن الوليد بن عقبة تحدث بهذا الحديث عندما اعتزل الناس في السنين الأخيرة من حياته واختار الإقامة في قرية له من أعمال الرقة ، فتسلسلت رواية الخبر في الرواة الرقيين، وأخذه الإمام أحمد عن شيخ له منهم وعبد الله الهمداني ثقة لكن التبس اسمه في غر هذه الرواية بهمداني آخر يكنى أبا موسى واسمه مالك بن الحارث ( أي على اسم والد عبد الله الهمداني ) وهو مجهول عند أهل الجرح والتعديل.

أما عبد الله الهمداني الذي ينتهي إليه الخبر في رواية الإمام أحمد فمعروف وموثوق به وعلى روايته وأمثالها اعتمد القاضي ابن العربي في الحكم على سن الوليد بن عقبة بأنه كان صبياً عند فتح مكة وأن الذي نزلت فيه آية إن جاءكم فاسق بنبأ هو شخص آخر.

ومن عجيب أمر الذين كان لهم هوى في تشويه سمعة هذا الصحابي الشاب المجاهد الطيب النفس الحسن السيرة في الناس أنهم حاولوا إدحاض حجة صغر سنه في ذلك الوقت بخبر آخر روي عن قدومه مع أخيه عمارة إلى المدينة في السنة السابعة للهجرة ليطلبا من النبي رد أختهما أم كلثوم إلى مكة.

وأصل هذا الخبر ـ إن صح ـ مقدم فيه اسم عمارة على اسم الوليد وهذا مما يستأنس به في أن عمارة هو الأصل في هذه الرحلة وأن الوليد جاء في صحبته. وأي مانع يمنع قدوم الوليد صبياً بصحبة أخيه الكبير كما يقع مثل ذلك في كل زمان ومكان؟

فقول الوليد إنه كان في سنة الفتح صبياً ليس في خبر قدومه مع أخيه الكبير إلى المدينة في السنة السابعة ما يمنعه أو يناقضه.

فإذا تقرر عندك أن جميع الأخبار الواردة بشأن الوليد بن عقبة في سبب نزول آية إن جاءكم فاسق بنبأ لا يجوز علمياً أن يبنى عليها حكم شرعي أو تاريخي، وإذا أضفت إلى ذلك حديث مسند الإمام أحمد عن سن الوليد في سنة الفتح يتبين لك بعد ذلك حكمة استعمال أبي بكر وعمر للوليد وثقتهما به واعتمادهما عليه مع أنه كان لا يزال في صدر شبابه.

أما الوليد بن عقبة المجاهد الفاتح العادل المظلوم ( الذي كان منه لأمته كل ما استطاع من عمل طيب، ثم رأى بعينه كيف يبغي المبطلون على الصالحين وينفذ باطلهم فيهم، فاعتزل الناس بعد مقتل عثمان في ضيعة له منقطعة عن صخب المجتمع، وهي تبعد خمسة عشر ميلاً عن بلدة الرقة من أرض الجزيرة التي كان يجاهد فيها ويدعو نصاراها إلى الإسلام في خلافة عمر).

فقد آن لدسائس الكذابين أن ينكشف عوارها ولا يضير هذا الرجل أن يتأخر انكشاف الحق فيه ثلاثة عشر قرناً فإن الحق قديم ولا يؤثر في قدمه احتجابه.

أراد الوليد بن عقبة ـ منذ ولي الكوفة لأمير المؤمنين عثمان ـ أن يكون الحاكم المثالي في العدل والنبل والسيرة الطيبة مع الناس كما كان المحارب المثالي في جهاده وقيامة للإسلام بما يليق بالذائدين عن دعوته، الحاملين لرايته الناشرين لرسالته وقد لبث في إمارته على الكوفة خمس سنوات وداره ـ إلى اليوم الذي زايل فيه الكوفة ـ ليس لها باب يحول بينه وبين الناس ممن يعرف أولا يعرف، فكان يغشاها كل من شاء متى شاء من ليل أو نهار ولم يكن بالوليد حاجة لأن يستتر عن الناس.

فالستر دون الفاحشات ولا           يلقاك دون الخير من ستر

وكان ينبغي أن يكون الناس كلهم محبين لأميرهم الطيب لأنه أقام لغربائهم دور الضيافة وأدخل على الناس خيراً حتى جعل يقسم المال للولائد والعبيد ، ورد على كل مملوك من فضول الأموال في كل شهر ما يتسعون به من غير ان ينقص مواليهم من أرزاقهم وبالفعل كانت جماهير الشعب متعلقة بحب هذا الأمير المثالي طول مدة حكمه.

إلا أن فريقاً من الأشرار وأهل الفساد أصاب بنيهم سوط الشريعة بالعقاب على يد الوليد فوقفوا حياتهم على ترصد الأذى له.

ومن هؤلاء رجال يسمى أحدهم أبا زينب بن عوف الأزدي وآخر يسمى أبا مورع وثالث اسمه جندب أبو زهير. قبضت السلطات على أبنائهم في ليلة نقبوا فيها على ابن الحيسمان داره وقتلوه وكان نازلاً بجواره رجل من أصحاب رسول الله ومن أهل السابقة في الاسلام وهو أبو شريح الخزاعي حامل راية رسول الله على جيش خزاعة يوم فتح مكة. فجاء هو وابنه من المدينة ليسيرا مع أحد جيوش الوليد بن عقبة التي كان يواصل توجيهها نحو المشرق للفتوح ونشر دعوة الإسلام، فشهد هذا الصحابي وابنه في تلك الليلة سطو هؤلاء الأشرار على منزل ابن الحيسمان، وأدى شهادته هو وابنه على هؤلاء القتلة السفاحين. فأنفذ الوليد فيهم حكم الشريعة على باب القصر في الرحبة، فكتب آباؤهم العهد على أنفسهم للشيطان بأن يكيدوا لهذا الأمير الطيب الرحيم وبثوا عليه العيون والجواسيس ليترقبوا حركاته.

وكان بيته مفتوحاً دائماً وبينما كان عنده ذات يوم ضيف له من شعراء الشمال كان نصرانياً في أخواله من بني تغلب بأرض الجزيرة وأسلم على يد الوليد فظن جواسيس الموتورين أن هذا الشاعر الذي كان نصرانياً لا بد أن يكون يشرب الخمر. ولعل الوليد أن يكرمه بذلك. فنادوا أبا زينب وأبا المورع وأصحابهما، فاقتحموا الدار على الوليد من ناحية المسجد ولم يكن لداره باب. فلما فوجئ بهم نحى شيئاً أدخله تحت السرير، فأدخل بعضهم يده فأخرجه بلا إذن من صاحب الدار، فلما أخرج ذلك الشئ من تحت السرير إذا هو طبق عليه تفاريق عنب فأقبل بعضهم على بعض يتلاومون من الخجل، وسمع الناس بالحكاية فأقبلوا يسبونهم ويلعنونهم. وقد ستر الوليد عليهم ذلك وطواه عن عثمان وسكت عن ذلك وصبر، ثم تكررت مكايد جندب وأبي زينب وأبي المورع وكانوا يغتنمون كل حادث فيسيئون تأويله ويفترون الكذب وذهب بعض الذين كانوا عمالا في الحكومة ونحاهم الوليد عن أعمالهم لسوء سيرتهم فقصدوا المدينة وجعلوا يشكون الوليد لأمير المؤمنين عثمان ويطلبون منه عزله عن الكوفة وفيما كان هؤلاء في المدينة دخل أبو زينب وأبو المورع دار الإمارة بالكوفة مع من يدخلها من غمار الناس وبقيا فيها إلى أن تنحى الوليد ليستريح فخرج بقية القوم ، وثبت أبو زينب وأبو المورع إلى أن تكنا من سرقة خاتم الوليد من داره وخرجا.

فلما استيقظ الوليد لم يجد خاتمه فسأل عنه زوجتيه ـ وكانتا في مخدع تريان منه زوار الوليد من وراء ستر ـ فقالتا إن آخر من بقي في الدار رجلان، وذكرنا صفتيهما وحليتهما للوليد، فعرف أنهما أبو زينب وأبو المورع، وأدرك أنهما لم يسرقا الخاتم إلا لمكيدة بيتاها فأرسل في طلبهما فلم يوجدا في الكوفة، وكان قد سافرا تواً إلى المدينة.

وتقدما شاهدين على الوليد بشرب الخمر (واكبر ظني أنهما استلهما شهادتهما المزورة من تفاصيل الحادث الذي سبق وقوعه لقدامة بن مضعون في خلافة عمر (فقال كنا من غاشيته فدخلنا عليه وهو يقئ الخمر فقال عثمان ما يقئ الخمر إلا شاربها فجئ بالوليد من الكوفة فحلف لعثمان وأخبره خبرهم، فقال عثمان « نقيم الحدود ويبوء شاهد الزور بالنار».

هذه قصة اتهام الوليد بالخمر كما في حوادث سنة 30 هـ من تاريخ الطبري وليس فيها ـ على تعدد مصادرها ـ شئ غير ذلك وعناصر الخبر عند الطبري أن الشهود على الوليد اثنان من الموتورين الذين تعادت شواهد غلهم عليه، ولم يرد في الشهادة ذكر الصلاة من أصلها فضلا عن أن تكون اثنتين أو أربعاً، وزيادة ذكر الصلاة هي الأخرى أمرها عجيب.

فقد نقل خبرها عن الحضين بن المنذر  ( أحد أتباع علي ) أنه كان مع علي عند عثمان ساعة أقيم الحد على الوليد، وتناقل الناس عنه هذا الخبر فسجله مسلم في صحيحه ( كتاب الحدود ) بلفظ « شهدت عثمان ابن عفان وأتي بالوليد قد صلى الصبح ( ركعتين ) ثم قال: أزيدكم؟ فشهد عليه رجلان بأنه تقياً أحدهما حمران أنه شرب الخمر وشهد اخر أنه أنه راه يتقيأ».

فالشاهدان لم يشهدا بأن الوليد صلى الصبح ركعتين وقال أزيدكم بل شهد أحدهما بأنه شرب الخمر وشهد الآخر بأنه تقيأ.

أما صلاة الصبح ركعتين وكلمة أزيدكم فهي من كلام حضين، ولم يكن حضين من الشهود، ولا كان في الكوفة في وقت الحادث المزعوم، ثم إنه لم يسند هذا العنصر من عناصر الاتهام إلى  إنسان معروف.

ومن العجيب أن نفس الخبر الذي في صحيح مسلم وارد في ثلاثة مواضع من مسند أحمد مروياً عن حضين، والذي سمعه من حضين في صحيح مسلم هو الذي سمعه منه في مسند احمد بمواضعه الثلاثة.

فالموضعان الأول والثاني ( ج1 ص82 و140 ) ليس فيهما ذكر الصلاة عن لسان حضين فضلاً عن غيره، فلعل أحد الرواة من بعده أدرك أن الكلام عن الصلاة ليس من كلام الشهود فاقتصر على ذكر الحد.

وأما في الموضع الثالث من مسند أحمد ( ج1ص 144 ) فقد جاء على لسان حضين أن الوليد صلى بالناس الصبح أربعاً، وهو يعارض ما جاء على لسان حضين نفسه في صحيح مسلم ، ففي إحدى الروايتين تحريف [ و ] الله أعلم بسببه.

وفي الحالتين لا يخرج ذكر الصلاة عنه أنه كلام حضين وحضين ليس بشاهد، ولم يرو عن شاهد ، فلا عبرة بهذا الجزء من كلامه.

وبعد أن علمت بأمر الموتورين فيما نقله الطبري عن شيوخه، أزيدك علماً بأمر حمران [ المذكور في الرواية ] وهو عبد من عبيد عثمان كان قد عصى الله قبل شهادته على الوليد فتزوج في مدينة الرسول امرأة مطلقة ودخل بها وهي في عدتها من زوجها الأول، فغضب عليه عثمان لهذا ولأمور أخرى قبله فطرده من رحابه وأخرجه من المدينة، فجاء الكوفة يعيث فيها فساداً، ودخل على العبد الصالح عامر بن عبد القيس فافترى عليه الكذب عند رجال الدولة وكان سبب تسييره إلى الشام.

وأنا أترك أمر هذا الشاهد والشاهدين الآخرين قبله إلى ضمير القارئ يحكم عليهم بما يشاء ، وفي اجتهادي أن مثل هؤلاء الشهود لا يقام بهم حد الله على ظنين من السوقة والرعاع، فكيف بصحابي مجاهد وضع الخليفة في يده أمانة قطر وقيادة جيوش فكان عند الظن به من حسن السيرة  في الناس وصدق الرعاية لأمانات الله وكان موضع الثقة عند ثلاثة من اكمل خلفاء الإسلام ابي بكر وعمر وعثمان.

وإن قرابة الوليد من عثمان التي يزعم الكذبة أنها سبب المحاباة منه لهم إنما كانت سبب التسامح من عثمان في عزلهم يتسلون بأعراض الناس يتفكهون بأبيات ستة منسوبة إلى ماجن خسيس النفس وردت في ص85 من ديوانه ولا تحملهم سليقة النقد على الشعور بما في هذه الأبيات من التضارب والتعارض فأين مدحه فيها للوليد بقوله :

                   ورأوا شمائل ماجد أنف     بعطي على الميسور والعسر

                   فنزعت مكذوباً عليك ولم   تردد  إلى  عوز ولا فقر

من بقية الأبيات التي فيها :

نادى وقد تمت صلاتهم      أأزيدكم  ثملا   وما   يدري 

فالذي يقول البيت الأخير لا يعقل أن يقول معه البيتين الأولين فيكون مادحاً وذاماً في قطعة واحدة لا تزيد على ستة أبيات : وقد كانت لي مقالة مطولة عن ( التخليط في الشعر ) ضربت فيها الأمثلة على دس الأبيات غريبة في قصائد من وزنها ورويها لغير ناظمها .

وعلى كل حال فالشهود الذين شهدوا بين يدي عثمان لم يدّعوا حكاية الصلاة مع أنهم لم يكونوا ممن يخاف الله واليوم الاخر.

والآن أقولها لوجه الله صريحة ومدوية إن الوليد لو كان من رجال التاريخ الأوربي كالقديس لويس الذي أسرناه في دار ابن لقمان بالمنصورة لعدوه قديساً لأن لويس التاسع لم يحسن إلى فرنسا كإحسان الوليد بن عقبة إلى أمته ولم يفتح للنصرانية كفتح الوليد للإسلام.

والعجب لأمة تسئ إلى أبطالها وتشوه جمال تاريخها وتهدم أمجادها كما يفعل الأشرار منا، ثم ينتشر كيد هؤلاء الأشرار حتى يظن الأخيار أنه هو الحق»ا.هـ

(العواصم من القواصم ص90-98 تحتقيق محب الدين الخطيب).

بعد هذا البحث نقول: رحم الله الأستاذ محب الدين الخطيب على ما ذب به عن عرض الصحابي الجليل الوليد بن عقبة المتهم ظلما وزورا بشرب الخمر والذي طار أعداء الإسلام من الداخل بخبره فرحا ليكيدوا لأسانيد القرآن البشرية (أعني الصحابة) حسدا من عند أنفسهم. وليبرروا قولهم بتحريف القرآن وليوجدوا لأنفسهم ولو أنموذجا واحدا يكسرون به عدالة الصحابة. وظن هؤلاء أنهم يدافعون بذلك عن الاسلام. وما دروا أنهم إنما يطعنون بذلك في القرآن بمحاولتهم كسر حصن وقاعدة (عدالة الصحابي) التي غدت قاعدة أهل السنة ومنهجهم. فالصحابة أسانيد القرآن. والطعن بهم طعن في سند القرآن. وكم سوف يفرح أعداء المسلمين حين يجدون من يعينهم من داخل الإسلام من يكسر هذا السند ليعينهم على الطعن في القرآن الكريم. فكيف وأن كتب هؤلاء قد صرحت هي الأخرى بتواتر الأسانيد والروايات عن امتداد أيدي الصحابة إلى القرآن بالتحريف والحذف وتغيرر الآيات عن موضعها: لهثا وراء المكاسب والإمارة الدنيوية.

أو يعقل هذا فيمن وصفهم الله بأنهم يؤثرون على أنفسهم. ونحذف إكراما لعيون هؤلاء المنافقين نحذف حرف الجر (على). من الآية فتصير الآية (ويؤثرون أنفسهم) ليحلو لهم اعتقادهم أن الصحابة كانوا أنانيين وكانوا أحرص الناس على حياة وعلى عرض الدنيا القليل بدلا من (ويؤثرون على أنفسهم) والتي تصفهم بأنهم يقدمون الآخرين إطعاما وكفالة على أنفسهم.

كلا والله. إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والذين آووا ونصروا وبلوا كل ما عندهم رخيصا في سبيل أقامة دين الله لا يمكن أن نعتقد فيهم إلا ما قاله الله تعالى (ويؤثرون على أنفسهم) وليس (يؤثرون أنفسهم)...

بعد هذا نقول للرافضة: قد عدتم بعد هذا خائبين لم تنالوا بجهدكم هذا خيرا. بل أرغم الله أنوفكم ولم تستطيعوا أن تكسروا قاعدتنا في عدالة صحابة نبينا. وهكذا بقيت لنا قاعدتنا العظيمة أن صحابة رسول الله عدول.

وما حلت بي شدة بطوس فزرت قبر على بن موسى الرضا

قول ابن حبان « وما حلت بي شدة في وقت مقامى بطوس فزرت قبر على بن موسى الرضا صلوات الله على جده وعليه ودعوت الله إزالتها عنى إلا أستجيب لي وزالت عنى تلك الشدة وهذا شيء جربته مرارا فوجدته كذلك أماتنا الله على محبة المصطفى وأهل بيته صلوات الله عليه وعليهم أجمعين» (الثقات8/457).

التعليق: ليس في كلام ابن حبان الاستغاثة وإنما دعاء الله عند القبور. ولا أن يتوسل بأصحابها إلى الله. وإنما يصلي عندها. وهذا ليس بشرك.

جاء من طريق أهل البيت بسند صحيح خلاف هذا الذي ذكره ابن حبان:

روى عبد الرزاق في مصنفه وابن أبي شيبة أن علي بن الحسين رضي الله عنه رأى رجلاً يأتي فرجة كانت عند قبر النبي فيدخل فيها فيدعو، فنهاه وقال: « ألا أحدثكم حديثاً سمعته من أبي عن جدي – يعني علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن رسول الله قال: « لا تتخذوا قبري عيداً ولا تجعلوا بيوتكم قبوراً وسلموا علي فإن تسليمكم يبلغني أينما كنتم ».

قال السخاوي: « وهو حديث حسن» (القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع ص 228 وذكره البخاري في (التاريخ الكبير 2/289).

وجاء في (مجمع الأنهر في شرح ملتقى الأبحر 1/313) النهي عن الدعاء عند القبور (حاشية ابن عابدين على رد المحتار 2/439 البحر الرائق 2/298 روح المعاني للآلوسي الحنفي 17/313 مجمع الأنهر شرح ملتقى الأبحر 1/313).

قال الطحاوي « وفي دعاء الأحياء منفعة للأموات » ثم قال: « والله يقضي الحاجات ويستجيب الدعوات ». ولا يجوز أن يقلب ابن حبان قول الطحاوي هذا.

ولو فرضنا صحة نسبة هذا إلى ابن حبان رحمه الله فإن أصولنا من كتاب وسنة وفعل سلف وأقوال أئمة معتمدين وسائر أصحاب المذاهب الإسلامية على خلاف قوله هذا. فنحن تقديرنا له متمسكون بأصولنا. ولسنا نحن المخالفين له وإنما المخالفون له علماء أجلاء جهابذ. وأما الحكم عليه بالبدعة فنقول كلا. فإن مكانته العلمية محفوظة في قلوبنا. وليس كل من وقع في بدعة اعتبر مبتدعا. فقد خالف ابن عباس في حكم المتعة وفعلها جمع من الصحابة ولم يكونوا يعلمون بنسخها إلى التحريم فلم يلزمهم أحد بالزنا مع انه في دين الله كذلك.

ويح عمار تقتله الفئة الباغية يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار

وقد أجاب الحافظ ابن حجر عن قول النبي يدعونه إلى النار قائلاً: « فإن قيل: كان قتل عمار في (صفين) وهو مع علي، والذين قتلوه مع معاوية وكان معه جماعة من الصحابة، فكيف يجوز عليهم الدعاء إلى النار؟»

قال: « فالجواب أنهم كانوا ظانين أنهم كانوا يدعون إلى الجنة، وهم مجتهدون لا لوم عليهم في اتباع ظنونهم. فالمراد بالدعاء إلى الجنة: دعاء إلى سببها وهو طاعة الإمام. وكذلك كان عمار يدعوهم إلى طاعة علي وهو الإمام الواجب الطاعة إذ ذاك، وكانوا هم يدعون إلى خلاف ذلك لكنهم معذورون للتأويل الذي ظهر لهم ». انتهى كلامه [فتح الباري 1/542 وحمله ابن حجر الهيتمي على بعض أتباع معاوية الغير مجتهدين (تطهير الجنان 65)].

وهكذا نرى الحافظ في تبيين ما أشكل فهمه في الحديث مثال الأدب مع أصحاب رسول الله فلم يحكم عليهم بالنار.

ويحك إنه لا يستشفع بالله على أحد.. وإنه ليئط به أطيط الرحل بالراكب

رواه أبو داود 4/232 وقال « قال بن بشار في حديثه إن الله فوق عرشه وعرشه فوق سماواته وساق الحديث وقال عبد الأعلى وابن المثنى وابن بشار عن يعقوب بن عتبة وجبير بن محمد بن جبير عن أبيه عن جده والحديث بإسناد أحمد بن سعيد هو الصحيح وافقه عليه جماعة منهم يحيى بن معين وعلي بن المديني ورواه جماعة عن بن إسحاق كما قال أحمد أيضا وكان سماع عبد الأعلى وابن المثنى وابن بشار من نسخة واحدة فيما بلغني» (سنن أبي داود4/232). ورواه الطبراني في (المعجم الكبير2/128).

يا أبا بكر إن الله أعطاني ثواب من آمن.. وإن الله أعطاك ثواب

أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (5/53) من طريق أحمد بن محمد بن عبيد الله أبي الحسن التمار المقرئ فقال: كان غير ثقة روى أحاديث باطلة. « وهو ضعيف وفي أحاديثه مناكير».

يا أبا رافع سيكون بعدي قوم يقاتلون عليا حقا على الله جهادهم

تمام الحديث « حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا يحيى بن الحسن بن فرات ثنا علي بن هاشم عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع ثنا عون بن عبد الله بن أبي رافع عن أبيه عن جده أبي رافع قال دخلت على رسول الله وهو نائم أو يوحى إليه وإذا حية في جانب البيت فكرهت ان أقتلها فأوقظه فاضطجعت بينه وبين الحية فإن كان شيء كان بي دونه فاستيقظ وهو يتلو هذه الآية ) إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا ( الآية قال الحمد لله فرآني إلى جانبه فقال ما أضجعك ها هنا قلت لمكان هذه الحية قال قم إليها فاقتلها فقتلتها فحمد الله ثم أخذ بيدي فقال يا أبا رافع سيكون بعدي قوم يقاتلون عليا حقا على الله جهادهم فمن لم يستطع جهادهم بيده فبلسانه فمن لم يستطع بلسانه فبقلبه ليس وراء ذلك شيء».

موضوع: آفته محمد بن عبيد الله بن أبي رافع. وهو شيعي. ويقال له عون بن عبيد الله بن أبي رافع. (سلسلة الأحاديث الضعيفة4910 مجمع الزوائد9/134).

يا أم سلمة علي لحمه من لحمي

مكذوب. قال الحافظ « داهر بن داهر رافضي بغيض لا يتابع على بلاياه ذكره العقيلي من حديث عبد الله بن داهر عن أبيه داهر عن النبي واتهمه ابن عدي بالوضع لهذا الحديث (أنظر لسان الميزان2/413 ميزان الاعتدال3/4 الضعفاء للعقيلي2/47 الكامل في الضعفاء4/228).

يا أنس أول من يدخل عليك من هذا الباب أمير المؤمنين

وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين وخاتم الوصيين.

قال الألباني « موضوع» (أنظر سلسلة الضعيفة للألباني رقم353 و4886 و4889). وسبقه إلى ذلك السيوطي في (اللآلئ المصنوعة1/328) وابن الجوزي في (الموضوعات1/282) وملا علي قاري في تنزيه الشريعة1/357).

يا أيها الناس إن النبي كان يرى للعباس ما يراه الوالد لولده

أخبرنا أبو زكريا يحيى بن محمد العنبري ثنا الحسن بن علي بن نصر ثنا الزبير بن بكار حدثني ساعدة بن عبيد الله المزني عن داود بن عطاء المدني عن زيد بن أسلم عن بن عمر أنه قال استسقى عمر بن الخطاب عام الرمادة بالعباس بن عبد المطلب فقال اللهم هذا عم نبيك العباس نتوجه إليك به فاسقنا فما برحوا حتى سقاهم الله قال فخطب عمر الناس فقال أيها الناس إن رسول الله كان يرى للعباس ما يرى الولد لوالده يعظمه ويفخمه ويبر قسمه فاقتدوا أيها الناس برسول الله في عمه العباس واتخذوه وسيلة إلى الله عز وجل فيما نزل بكم«.

فيه داود بن عطاء المدني. ضعيف كما فـي التقريب للحافظ بن حجـر (1801). ورواه الحاكم (3/334) وتعقبه الذهبي قائلا » داوود بن عطاء متروك.

وقد أشار الحافظ ابن حجر إلى رواية ثانية وعزاها إلى البلاذري (2/577) من طريق هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبيه بدلا عن عن « إبن عمر». ثم قال الحافظ « فيحتمل أن يكون لزيد فيه شيخان».

وهذا الاحتمال مردود. فإنه ما دام أن السند وقف عند داود بن عطاء فلا يسلم أن يكون الراوي بعد (زيد بن أسلم) قد رواه أصلا. وأما هشام بن سعد فضعيف قال عنه ابن معين « ليس بشيء». فلا يتوهمن أحد أن رواية داود تنفع للمتابعة.

وفي رواية « كان يُجلّ العباس إجلال الوالد والده، خاصةً خص الله العباس بها من بين الناس».

ضعيف: أخرجه الحاكم 3/324 عن عبد الله بن عمرو بن أبي أمية. ثنا بن أبي الزناد عن محمد بن عقبة عن كريب عن ابن عباس مرفوعا. (صححه الحاكم ووافقه الذهبي).

وهو وهم من الذهبي فإن ابن أبي أمية لا يعرف حاله. قال ابن أبي حاتم «سألت أبي عنه فقال: هذا شيخ أدركته بالبصرة خرج إلى الكوفة في بدو قدومنا البصرة فلم نكتب عنه ولا أخبر أمره» (الجرح والتعديل5/120 ترجمة552).

يا أيها الناس ولوددت أن هذا كفانيه غيري (أبو بكر)

وتتمة الحديث «ولئن أخذتموني بسنة نبيكم ما أطيقها إن كان لمعصوما من الشيطان وإن كان لينزل عليه الوحي من السماء».

إسناده ضعيف. رواه أحمد في المسند1/13 وفيه عيسى بن المسيب البجلي كما بينه الهيثمي5/184.

قال النسائي « ضعيف» (الضعفاء والمتروكون 445)

وقال عنه ابن أبي حاتم « ضعيف ليس بشيء» (الجرح والتعديل6/288).

وتناقض قول الدارقطني فيه فقد ذكره في (الضعفاء والمتروكون417). وقال عنه في السنن «صالح الحديث» (السنن1/63).

يا خير من دفنت بالقاع أعظمه

وهذه الرواية معروفة برواية العتبي وهي مشتهرة في بطون الكتب بلا سند صحيح.

وهي مخالفة لما أجمع عليه الصحابة حين تعرضوا للقحط ولم يلجأوا إلى القبر وإنما أعرضوا عنه وتوسلوا بعمه العباس. ونحن لا نترك ما أجمع عليه الصحابة ثم نأخذ ديننا عن الأعرابي.

قال الحافظ ابن عبد الهادي « إسناد هذه الحكاية مظلم. يرويها بعضهم بلا إسناد. وبعضهم يرويها عن محمد بن حرب الهلالي. وبعضهم يرويها عن محمد بن حرب عن أبي الحسن الزعفراني. وقد ذكرها البيهقي في كتاب شعب الإيمان بإسناد مظلم عن محمد بن روح بن يزيد البصري: حدثني أبو حرب الهلالي.. وقد وضع لها بعض الكذابين إسناد إلى علي بن أبي طالب» (الصارم المنكي في الرد على السبكي ص252-253). وصدق رحمه الله فقد جاءت روايته من طريق الهيثم بن عدي الطائي. قال في المغني « متروك» كما حكاه في (كنز العمال4/259). وقال البخاري « سكتوا عنه» (التاريخ الكبير (8/2775) والضعفاء الصغير (ص390) وأنه ليس بثقة (ميزان الاعتدال7/111) قال في (المغني في الضعفاء2/717) «تركوه» وقال أبو داود: كذاب». وقال يحيى «كان يكذب» (لسان الميزان6/209). وقال النساء «متروك الحديث» (الضعفاء والمتروكون637).

وحتى المخالفون فإنهم يروون الرواية بصيغة التمريض كما فعل محمود سعيد ممدوح في رفع المنارة ص55.

وهل اشتهار الرواية دليل على صحتها؟ أليس حديث « اطلبوا العلم ولو في الصين » مشهوراً وهو مع ذلك لا أصل لـه. وحديث « أبغض الحلال إلى الله الطلاق » وهو ضعيف بالرغم من شهرته؟ فالعبرة في صحة سند الرواية لا مجرد اشتهارها على ألسنة الناس وبطون كتب الفقه التي تفتقر افتقاراً شديداً إلى مراجعة أسانيد مروياتها، وهذا أمر يعرفه من يطالع كتب الفقه. مثل ورودها في (المغني3/298) المغني مع أنه ذكرها بصيغة التمريض (روي) ونقلها عنه البهوتي في كشاف القناع3/599 وذكره النووي (المجموع8/274) من غير إسناد له. ومن هذا القبيل تجده مذكورا في كتب الفقه ككتاب (مغني المحتاج1/512) للشربيني. ومجرد ورود الحديث في كتاب من الكتب ليس دليلا على الصحة.

يا رسول الله الجوع

ذكر الذهبي في ترجمة في ابن المقري: وروي عن أبي بكر بن أبي علي، قال: كان ابن المقرئ يقول: كنت أنا والطبراني وأبو الشيخ بالمدينة فضاق بنا الوقت، فواصلنا ذلك اليوم فلما كان وقت العشاء حضرت القبر، وقلت: يا رسول الله الجوع، فقال لي الطبراني: أجلس فإما أن يكون الرزق أو الموت، فقمت أنا وأبو الشيخ فحضر الباب علوي ففتحنا له، فإذا معه غلامان بقفتين فيهما شئ كثير، وقال: شكوتموني إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، رأيته في النوم فأمرني بحمل شئ إليكم» (تذكرة الحفاظ3/974).

وذكر أيضاً في ترجمة ابن عبيدالله : قال أبو الربيع بن سالم الحافظ : كان وقت وفاة أبي محمد بن عبيدالله قحط مضر ، فلما وضع على شفير القبر توسلوا به إلى الله في إغاثتهم فسقوا في تلك الليلة مطراً وابلاً ، وما اختلف الناس إلى قبره مدة الأسبوع إلا في الوحل والطين . قال ابن فرتون : ظهرت له كرامات (4/1371)

التعليق: أما الرواية الأولى فقد ذكرها الذهبي بصيغة التمريض (روي) بضم الراء وكسر الواو. ولا أعتقد أن يخفى هذا على الشيعة المتمسكين بها كالكوراني. ثم هي غير مسندة أيضا. فإن بين الذهبي وبين أبي بكر بن أبي علي ما يقارب الخمسة قرون فمن الرواة بينهما؟

ولو صح سندها لكان الحكم عليها بالشذوذ ومخالفة السلف. فإن البخاري تضمنت رواياته الأصح منها ما خالفها بإجماع الصحابة. وهو إعلان عمر أمام جموع الصحابة وفي أشد حالات الحاجة لنزول المطر ترك التوسل بالنبي بعد موته. وما كان مجمعا عليه من الصحابة فلا قيمة لما خالفه حتى لو صح سنده.

وأما الرواية الثانية: فهي من غير سند. فإن حاكيها هو أبو الربيع سليمان بن سالم مات سنة إحدى وثمانين ومئتين. أما الذهبي فقد توفي سنة ثمان وأربعين وسبعمئة. وبينهما سبع وستون وأربعمئة سنة. فأين الرواة بينهما؟

نعم الذهبي ثقة حافظ وأبو الربيع ثقة حافظ. ولكن أين الرواة بينهما؟

وهل مثل هذا يكون فيصلا للنزاع ويستحق منا أن نرمي صحيح البخاري وإجماع الصحابة من أجله؟

يا رسول الله أنا ضيفك الليلة

أبو الخير الأقطع كان يأنس إليه السباع والهوام. قالك: « دخلت مدينة الرسول وأنا بفاقة فأقمت خمسة أيام ما ذقت ذواقا فقدمت إلى القبر وسلمت على النبي وعلى أبي بكر وعمر رضي الله عنهما وقلت أنا ضيفك الليلة يا رسول الله وتنحيت ونمت خلف المنبر فرأيت في المنام النبي وأبو بكر عن يمينه وعمر عن يساره وعلي بن أبي طالب بين يديه فحركني علي وقال لي قم قد جاء رسول الله قال فقمت إليه وقبلت بين عينيه فدفع إلي رغيفا فأكلت نصفه فانتبهت فإذا في يدي نصف رغيف» (تاريخ دمشق66/161).

تعليق: لا تأوي الحشرات من بق وقمل وسيبان إلى رجل إلا كان مبتلى بالجرب.

وقد حكوا عن أبي الخرافة هذا أنه كان يعلم ما في قلوب البشر وما يكنونه في ضمائرهم (تاريخ الاسلام25/488).

ولماذا يعطي الرسول خبزا لهذا الجائع ولا يتصل بأصحابه فيحكم بينهم فيما اختلفوا فيه ليوفر عليهم القتل وإهراق الدماء؟

ولماذا لم يفعل السلف ما فعله أبو الخرافة هذا؟

يا سارية الجبل

كل طرق هذه الرواية ضعيفة السند إلا من طريق ابن عجلان فإنها صحيحة وليس فيها سوى مناداته للجيش وسماع الجيش له وانتصاره بسببه. (أنظر سلسلة الصحيحة للألباني3/101).

إذا ثبتت الرواية:

فأولا لا تكون حجة وهذا ليس بعجيب ممن وصفه رسول الله بأنه محدث. أي أن الله خصه بكونه ملهما. وهي كرامة لعمر ولا شك. وكرامة لمن هم في ساحة الحرب يقاتلون الكفار. وأين الصوفية من مقاتلة الكفار وهم يرقصون ويغنون في الزوايا ويبتدعون في دين الله ما لا يحصى ويقعون في الشرك؟ فهؤلاء لا كرامة لهم. فإن أولياء الله يعظمون سنة نبيهم ولا يكرم الله مبتدعا مشركا.

يا سلمان من كان وصي موسى؟

قال يوشع بن نون. قال: فإن وصيي ووارثي يقضي ديني وينجز موعودي علي بن أبي طالب.

موضوع. وهكذا قاله السيوطي في اللآلىء1/358 وابـن الجـوزي1/374. فيه:

محمد بن أبي عمر الدوري: مجهول لا تعرف له رواية عند أهل الجرح والتعديل.

جعفر بن أبي زياد:

مطر بن ميمون الإسكاف أبو خالد المحاربي. متروك. قال البخاري منكر الحديث (التاريخ الكبير7/1758) وذكره الدارقطني في الضعفاء والمتروكين (530).

يا عائشة دعي أخي فإنه أول الناس إسلاما

وآخر الناس بي عهدا عند الموت وأولى الناس بي يوم القيامة.

هذا الحديث فيه طعن في عائشة حيث يذكر أن عليا جعل بين عائشة وبين رسول الله فقالت له عائشة: أما وجدت لك مكانا أوسع لك من هذا؟

قال الذهبي « إسناده مظلم وفيه عبد السلام بن صالح أبو الصلت وهو متهم» (ميزان الاعتدال6/556). وذكر الذهبي ما يليق بأبي الصلت من الذم (سير الأعلام 11/447). وقال الهيثمي (9/114) » وفيه عبد السلام بن صالح وهو ضعيف«. قال الحافظ « أخرجه العقيلي في الضعفاء (4/166) وأخرج له هذا الحديث» (لسان الميزان6/127).

يا عدو الله وعدو كتابه سرقت مال الله؟ (قول عمر لأبي هريرة)

وهذه الرواية متعلقة باستعمال عمر لأبي هريرة واليا على البحرين. وفيها:

فقلت : ما انا عدو الله وعدو كتابه ولكني عدو من عاداك وما سرقت مال الله ، قال: فمن أين اجتمعت لك عشرة آلاف ؟ قال فقلت: خيل تناتجت . وعطايا تلاحقت ، وسهام تتابعت قال : فقبضها مني فلما صليت الصبح استغفرت لأمير المؤمنين. (وفي رواية) إني استعملتك على البحرين وأنت بلا نعلين ثم بلغني إنك ابتعت أفراساً بألف دينار وستماية دينار قال كانت لنا أفراس تناتجت وعطايا تلاحقت ، قال : حسبت لك رزقك ومؤنتك وهذا فضل فأده قال : ليس لك ذلك قال : بلى والله وأوجع ظهرك ثم قام اليه بالدرة فضربه حتى أدماه ثم قال : ائت بها قال : احتسبها عند الله، قال : ذلك لو أخذتها من حلال وأديتها طائعا ، أجئت من أقصى حجر البحرين يجبي الناس لك لا لله ولا للمسلمين ؟ ما رجعت بك أميمة إلا لرعية الحمر.

أما رواية الضرب بالدرة فهي مروية بلا سند. وما لا سند له لا قيمة له. والرافضة أدرجوها في كتبهم لموافقتها مذهبهم في الطعن بأبي هريرة.

قال: فمن أين هي لك ؟ قلت: خيل نتجت، وغلة رقيق ل ، وأعطية تتابعت عليّ، فنظروا ، فوجدوه كما قال

ليس هذا فحسب. بل إن عمر بعد ذلك شاطره ماله، وهو ما يدل على أمانة أبي هريرة.

وهناك ما يدل على عدم اتهام عمر لأبي هريرة ، ويدل على استقامته وأمانته ،وهو أن أمير المؤمنين عاد إلى أبي هريرة وطلب أن يستعمله ثانية على البحرين فأبى، وهذه الرواية تبطل احتجاج الرافضة بها ولهذا حذفها عبد الحسين من كتابه المراجعات كي لا يظهر بطلان ما يدعيه، وفيها « فقال لي بعد ذلك : ألا تعمل ؟ قلت: لا. قال: قد عمل من هو خير منك يوسف صلوات الله عليه. قلت: يوسف نبي وأنا ابن أميمة أخشى أن يشتم عرضي ويضرب ظهري وينزع مالي».

يا علي أبشر فإنك وأصحابك وشيعتك في الجنة

موضوع والمتهم به السوار بن مصعب الهمداني. أخرجه الخطيب في تاريخه 12/289) وابن الجوزي في (الموضوعات1/397). ورواه أبو نعيم في الحلية من طريق جميع بن عمير البصري. قال ابن نمير: جميع من أكذب الناس. وقال السيوطي في (اللآلئ المصنوعة1/379) « موضوع».

يا علي أدن مني ضع خمسك في خمسي يا علي

خلقت أنا من شجرة أنا أصلها وأنت فرعها والحسن والحسين أغصانها، من تملق بغصن منها أدخله الله الجنة».

قال الحافظ «أوردها ابن عدي وهي أحاديث موضوعة» (لسان الميزان 4/144).

يا علي الناس من شجر شتى

رواه الحاكم 2/241 وقال صحيح الاسناد فتعقبه الذهبي وقال لا والله فيه هرون بن حاتم وهو هالك. قال النسائي »ليس بشيء« (الضعفاء والمتروكون 643).

يا علي إن الله أمرني أن أنذر

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق عن عبد الغفار بن القاسم عن المنهال بن عمرو عن عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب عن عبد الله بن عباس عن علي بن أبي طالب قال لما نزلت هذه الآية على رسول الله  صلى الله عليه وسلم    وأنذر عشيرتك الأقربين  دعاني رسول الله  صلى الله عليه وسلم  فقال لي يا علي إن الله أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين فضقت بذلك ذرعا وعرفت أني متى بهذا الأمر أرى منهم ما أكره فصمت عليه حتى جاءني جبرئيل فقال يا محمد إنك إلا تفعل ما تؤمر به يعذبك ربك فاصنع لنا صاعا من طعام واجعل عليه رحل شاة واملأ لنا عسا من لبن ثم اجمع لي بني عبد المطلب حتى أكلمهم وأبلغهم ما أمرت به ففعلت ما أمرني به ثم دعوتهم له وهم يومئذ أربعون رجلا يزيدون رجلا أو ينقصونه فيهم أعمامه أبو طالب وحمزة والعباس وأبو لهب فلما اجتمعوا إليه دعاني بالطعام الذي صنعت لهم فجئت به فلما وضعته الراوي رسول الله  صلى الله عليه وسلم  حذية من اللحم فشقها بأسنانه ثم ألقاها في نواحي الصحفة ثم قال خذوا بسم الله فأكل القو م حتى ما لهم بشيء حاجة وما أرى إلا موضع أيديهم وايم الله الذي نفس علي بيده وإن كان الرجل الواحد منهم ليأكل ما قدمت لجميعهم ثم قال اسق القوم فجئتهم بذلك العس فشربوا منه حتى رووا منه جميعا وايم الله إن كان الرجل الواحد منهم ليشرب مثله فلما أراد رسول الله  صلى الله عليه وسلم  أن يكلمهم بدره أبو لهب إلى الكلام فقال لهد ما سحركم صاحبكم فتفرق القوم ولم يكلمهم رسول الله  صلى الله عليه وسلم  فقال الغد يا علي إن هذا الرجل إلى ما قد سمعت من القول فتفرق القوم قبل أن أكلمهم فعد لنا من الطعام بمثل ما صنعت ثم اجمعهم إلي     قال ففعلت ثم جمعتهم ثم دعاني بالطعام فقربته لهم ففعل كما فعل بالأمس فأكلوا حتى ما لهم بشيء حاجة ثم قال اسقهم فجئتهم بذلك العس فشربوا حتى رووا منه جميعا ثم تكلم رسول الله  صلى الله عليه وسلم فقال يا بني عبد المطلب إني والله ما أعلم شابا في العرب جاء قومه بأفضل مما قد جئتكم به إني قد جئتكم بخير الدنيا والاخرة وقد أمرني الله تعالى أدعوكم إليه فأيكم يؤازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي ووصيي قال فأحجم القوم عنها جميعا رجاء وإني لأحدثهم سنا وأرمصهم عينا وأعظمهم بطنا وأحمشهم ساقا أنا يا نبي الله أكون وزيرك عليه فأخذ برقبتي ثم قال إن هذا أخي ووصي فاسمعو له وأطيعوا قال فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب قد التابعين أن تسمع لابنك وتطيع

* الرواية موضوعة. رواها الطبري في تاريخه (1/542) وفيها عبد الغفار بن قاسم الكوفي. قال عنه الدارقطني « متروك» وقال ابن المديني وأبو داود « كان يضع الحديث» (أنظر معجم أسامي الرواة 2/545).

وقال الذهبي « رافضي ليس بثقة» (ميزان الاعتدال2/640). كذلك قال الحافظ ابن كثير في تفسيره « تفرد بهذا السياق عبد الغفار بن قاسم وهو متروك كذاب شيعي اتهمه علي بن المديني وغيره بوضع الحديث، وضعفه الأئمة» (تفسير القرآن العظيم6/231).

يا علي أن الله زوجك فاطمة

وجعل صداقها الأرض فمن مشى عليها مبغضا لك يمشي حراما هو موضوع

وفي رواية « إن الله أمرني أن أزوج فاطمة من علي»

قال الشوكاني « رواه الخطيب عن أنس مطولا مرفوعا وهو موضوع وضعه محمد بن دينار العوفي» (الفوائد المجموعة1/390 اللآلئ المصنوعة1/362 الموضوعات1/312).

يا علي إن الله قد غفر لك ولذريتك ولولدك ولأهلك ولشيعتك

« يا علي إن الله قد غفر لك ولذريتك ولولدك ولأهلك ولشيعتك ولمحبي شيعتك فأبشر فإنك الأنزع البطين» .

حديث باطل ولا أصل له في كتب الحديث. حكم عليه الشيخ ملا علي قاري بأنه موضوع. (تنزيه الشريعة المرفوعة1/402).

يا علي أنت أول المؤمنين إيمانا

لا أصل له. ليس في شيء من كتب الحديث اللهم إلا في تاريخ مدينة دمشق للحافظ ابن عساكر (42/167). يرويه بسلسلة أمراء الدولة العباسية التي يبغضها الرافضة. من المأمون مرورا بالرشيد. هكذا: حدثني المأمون عن الرشيد عن أبيه عن جده. وفي السند: عبد بن محمد بن محارب: أحاديثه مقلوبة، تكلموا فيه (لسان الميزان3/351). وفي السند مجاهيل أمثال أبي غالب البنا وعبد الله بن أذران الخياط.

يا علي أنت سيد في الدنيا.. حبيبك حبيبي وعدوك عدوي

رواه الحاكم في المستدرك (3/127) وصححه وتعقبه الذهبي ورمز له بالوضع.

يا علي أنت وشيعتك تردون علىّ الحوض

الحديث بتمامه « ياعلي أنت وشيعتك تردون علىّ الحوض رواء مرويين, مبيضة وجوههم, وان أعدائك يردون على الحوض ضماء مقمحين» .

قال الهيثمي « رواه الطبراني من رواية حرب بن الحسن الطحان عن يحيى بن يعلى وكلاهما ضعيف» (مجمع الزوائد9/131).

يا علي إنك ستقدم على الله وشيعتك راضين مرضيين

ضعيف. قال الهيثمي « ضعيف. فيه جابر الحعفي وهو ضعيف» (مجمع الزوائد9/131).

يا علي ستقاتل الفئة الباغية وأنت على الحق

أخرجه ابن عساكر من طريق أبي أحمد محمد بن أحمد العسال: نا أبو يحيى الرازي وهو عبد الرحمن بن محمد بن سالم نا عبد الله بن جعفر المقدسي: نا ابن وهب عن أبي لهيعة عن أبي عشانة عن عمار بن ياسر مرفوعا: « يا علي ستقاتل الفئة الباغية وأنت على الحق، فمن لم ينصرك يومئذ فليس مني».

قال الألباني « وهذا إسناد مظلم؛ عبد الله بن جعفر لم أعرفه، ومثله أبو يحيى الرازي» (سلسلة الأحاديث الضعيفة رقم4908).

يـا عـلي صليت العصر ؟

قال: لا قال: اللهم إنك تعلم أنه كان في طاعتك وطاعة رسولك فرد عليه الشمس [قال] فردها عليه فصلى وغابت الشمس«.

قال الألباني « كذب موضوع لا أصل له» (سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة2/395 ح رقم971).

نقل العجلوني في (كشف الخفاء2/563) عن الشيخ ملا علي قاري الحنفي أنه قال « قال أهل العلم إنه موضوع».

وقد يدلس الرافضة على الناس باعتراض الحافظ ابن حجر على قول ابن الجوزي (موضوع). وهو ليس بتصحيح من الحافظ وإنما إخراج له عن كونه موضوعا. فهو لا ينفي ضعفه.

ومن كذبهم وتدليسهم زعمهم أن الطحاوي صحح الحديث. والطحاوي لم يصحح الحديث وإنما قال عن أحد الرواة (محمد بن موسى المدني الفطري بأنه «محمود في روايته» (شرح معاني الآثار1/42) قال ابن تيمية « ولم يكن للطحاوي معرفة بالإسناد كما هو حال نقاد الحديث علماء الحديث المحققين في شأن الأحاديث وإن كان فقيها عالما كما أفاد ابن تيمية.

ثم إن الطحاوي سكت عن عون بن محمد وأمه. فهو مجهول سكت عليه ابن أبي حبان (الجرح والتعديل)

وقد رده علماء الشيعة المعتمدون في الحديث أمثال هاشم بن معروف الحسيني والذي اعتبر «هذه الروايات من موضوعات الغلاة. وهي إما من الأخبار التي دسها أصحاب المغيرة بن سعيد في كتب أصحاب الباقر أو مما دسه أصحاب أبي الخطاب في كتب الصادق وجعلوا لها أسانيد من أصحاب الأئمة» (الموضوعات في الآثار والأخبار ص260).

زعم الأميني في الغدير أن الطحاوي قال «أصحاب قال عن طريقي هذا الحديث «هذان الحديثان ثابتان ورواتهما ثقات» (3/137) ولم أجد هذا القول من الطحاوي مع أنني وجدت القرطبي قد نقله عنه بهذا اللفظ (تفسير القرطبي15/197).

يا علي طوبى لمن أحبك وصدق فيك وويل لمن أبغضك وكذب فيك

باطل. آفته علي بن الحروز الكوفي وهو الملقب بعلي بن أبي فاطمة: قال البخاري »فيه نظر« (التاريخ الكبير6/2440) وقال »عنده عجائب« (التاريخ الصغير2/134) وقال يعقوب بن سفيان »لا يُكتب حديثه« (المعرفة والتاريخ3/64) وقال أبو حاتم »من عتق الشيعة، منكر الحديث« (علل الحديث1053) وقال النسائي »متروك الحديث« (الضعفاء والمتروكون454) وذكره الدارقطني في الضعفاء والمتروكين409).

يا علي لك سبع خصال لا يحاجك فيهن أحد يوم القيامة

تمام الحديث « حدثنا محمد بن المظفر ثنا عبدالله بن اسحاق ثنا ابراهيم الأنماطي ثنا القاسم بن معاوية الأنصاري حدثني عصمة بن محمد عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن سعيد بن المسيب عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله لعلي وضرب بين كتفيه يا علي لك سبع خصال لا يحاجك فيهن أحد يوم القيامة أنت أول المؤمنين بالله إيمانا وأوفاهم بعهد الله وأقومهم بأمر الله وأرأفهم بالرعية وأقسمهم بالسوية وأعلمهم بالقضية وأعظمهم مزية يوم القيامة».

موضوع: حكم عليه السيوطي بالوضع (اللآلئ المصنوعة1/296) وفيه عصمة بن محمد وثقه ابن حبان على التساهل المعروف به. قال أبو حاتم ليس بقوي وقال يحيى كذاب يضع الحديث وقال العقيلي حدث بالبواطيل عن الثقات وقال الدارقطني وغيره متروك» (ميزان الاعتدال5/86).

« قال ابن أبي حاتم « سألت أبي عنه فقال ليس بالقوي» (الجرح والتعديل7/20).

يا علي لو أن أمتي أبغضوك لأكبهم الله على مناخرهم في النار

موضوع: فيه عثمان بن عبد الله الأموي الشامي. ذكر الذهبي أنه كان يروي الموضوعات. ولهذا حكم عليه السيوطي والشوكاني وغيرهما بأنه موضوع (ميزان الاعتدال5/54 وانظر الكامل في الضعفاء5/177-178 اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة1/371 الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة للشوكاني1/395).

يا علي من فارقني فقد فارق الله ومن فارقك يا علي فقد فارقني

رواه الحاكم (3/124) وصححه فتعقبه الذهبي قائلا: بل منكر. كذلك قاله في ميزان الاعتدال (2/18) بعد ذكره عن ابن نمير. وقال الشيخ الألباني الحديث منكر « سلسلة الأحاديث الضعيفة4893).

يا عمار اذا  رأيت  عليا  قد سلك  واديا.. فاسلك  مع  علي

تمام الحديث « ياعمار اذا  رأيت  عليا  قد سلك  واديا وسلك الناس واديا غيره  فاسلك  مع  علي ودع  الناس  فانه لن يدلك على ردى ولن يخرجك من هدى».

هذا إسناد موضوع. رواه الحافظ بن عساكر في (تاريخ دمشق42/472) من طريق المعلى بن عبد الرحمن. وهو رافضي كذاب متهم بالوضع. وقد اعترف بوضع سبعين حديثا في فضل علي بن أبي طالب، وأصل الحديث في الترمذي والنسائي.

قال السيوطي « موضوع والمعلى متروك يضع وأبو أيوب لم يشهد صفين» (اللآلئ المصنوعة1/374 وانظر تهذيب التهذيب10/214).

يا عمر إن القرآن كله صواب ما لم يجعل عذاب مغفرة

حدثني أبي ثنا عبد الصمد ثنا حرب بن ثابت كان يسكن بنى سليم قال ثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أبيه عن جده قال قرأ رجل ثم عليه فقال قرأت على رسول الله فلم يغير علي قال فاجتمعنا عند النبي قال فقرأ الرجل على النبي فقال لـه قد أحسنت قال فكان عمر وجد من ذلك فقال النبي يا عمر ثم القرآن كله صواب ما لم يجعل عذاب مغفرة أو مغفرة عذابا» رواه أحمد في المسند (4/30) وقال الهيثمي (رجاله ثقات7/150).

 وقد اعتبر الرافضة ذلك دليلا على تحريف القرآن. فانظر إلى اجتهادهم في التدقيق والتحقيق وهذا الاجتهاد وهذا التدقيق يتعطل عندما نسألهم عن صريح قول علمائهم « هذا القرآن قد وقع فيه التحريف».

 فقه الحديث: قوله (فغير عليه) أي رد عليه عمر في القراءة.

 قوله (ما لم يُجعل عذابٌ مغفرةً) بأن يقرأ مثلا (أن الذين كفروا أولئك أصحاب الجنة). أو بالعكس. والمعنى أن القراءة الغير مغيرة لأصل المعنى على الوجوه السبعة المنزلة جائزة، وخفي ذلك على عمر ثم ظهر له. وانظر لزاما (شرح مشكل الآثار8/108-134) حول موضوع القراءة بالمعنى. فقد قال « إنما كان ذلك في وقت خاص لضرورة دعت إلى ذلك، ثم ارتفعت تلك الضرورة فارتفع حكم هذه السبعة أحرف، وعاد ما يُقرأ به القرآن إلى حرف واحد (نقلته من تحقيق الأرناؤوط لمسند أحمد26/285-287).

يا عمرو هل أريك دابة (آية) الجنة تأكل الطعام وتشرب الشراب

يا عمرو هل أريك دابة الجنة تأكل الطعام وتشرب الشراب وتمشي في الأسواق قال قلت بلى بأبي أنت قال هذا دابة الجنة وأشار إلى علي بن أبي طالب قال الهيثمي « رواه الطبراني وفيه جماعة ضعفاء» (مجمع الزوائد9/118). وفي (9/405) بلفظ آية الجنة.

يا فاطمة أما ترضين أن الله... اختار رجلين.. والآخر زوجك

تمام الحديث « حدثنا أبو بكر بن أبي دارم الحافظ ثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن سفيان الترمذي ثنا سريج بن يونس ثنا أبو حفص الأبار ثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قالت فاطمة رضي الله عنها يا رسول الله زوجتني من علي بن أبي طالب وهو فقير لا مال له فقال يا فاطمة أما ترضين أن الله عز وجل اطلع إلى أهل الأرض فاختار رجلين أحدهما أبوك والآخر بعلك».

صححه الحاكم في المستدرك (3/129) وتعقبه الذهبي فقال « بل موضوع على ابن سريج». وجزم في الميزان بأن واضعه هو أبو بكر الترمذي (ميزان الاعتدال4/346).

والرافضة يحتجون به ولا يزالون يبحثون عن مصادر من أهل السنة حتى لو كانوا من الكذ1ابين مثل الكنجي والقندوزي... (أنظر المراجعات ص 304 وكذلك كتاب سبيل النجاة في تتمة المراجعات ص226 لحسين الراضي).

وهذا يدل على ارتضائهم للحديث بما فيه من الطعن. ويلزمهم الطعن في فاطمة بأنها لا ترتضي من لا يخفى عليها أن الله نص على إمامته وأنه معصوم الخ...

وقد رووا عنها رفضها حتى للمهر فقال: « عن أبي عبد الله قال: إن فاطمة قالت لرسول الله: زوجتني بالمهر الخسيس ، فقال لها رسول الله ما أنا زوجتك ولكن الله زوجك من السماء وجعل مهرك خمس الدنيا مادامت السماوات والارض» (الكافي5/378 وسائل الشيعة12/241 بحار الأنوار34/144)

ومن قبل طعنوا فيها بإنها تقاطع المسلمين من أجل أرض فدك وترفض الزواج من علي لأنه فقير لا مال له.

يا فاطمة والله ما رأيت أحدا أحب إلى رسول الله منك

حدثنا مكرم بن أحمد القاضي ثنا أحمد بن يوسف الهمداني ثنا عبد المؤمن بن علي الزعفراني ثنا عبد السلام بن حرب عن عبيد الله بن عمر عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر رضي الله عنه أنه دخل على فاطمة بنت رسول الله فقال يا فاطمة والله ما رأيت أحدا أحب إلى رسول الله منك والله ما كان أحد من الناس بعد أبيك أحب إلي منك».

رواه الحاكم في (المستدرك3/155) وقال « هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين ولم يخرجاه» وتعقبه الذهبي قائلا « غريب عجيب».

واعتبر شيخنا الألباني أن العلة في الحديث تتردد بين:

1- عبد السلام بن حرب. قال الحافظ « ثقة له مناكير» (تقريب التهذيب1/355). وبين عبد المؤمن بن علي الزعفراني: لم أجد له ترجمة إلا عند ابن أبي حاتم تتضمن ثناء أبي كريب عنه وأنه لولاه ما أين كان يسمع أبو غسان النهدي من عبد السلام بن حرب» (سلسلة الأحاديث الضعيفة3/256).

يجلسني على العرش

قال الألباني «باطل» ذكره الذهبي من طريقين عن أحمد بن يونس عن سلمة الأحمر عن أشعث بن طليق عن عبد الله بن مسعود قال «بينما أنا عند رسول الله أقرأ عليه حتى بلغت (عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا).. قال الذهبي «هذا حديث منكر لا يفرح به، وسلمة متروك الحديث، وأشعث لم يلحق ابن مسعود» قلت: وقد وجدت له طريقا موصولا عن ابن مسعود مرفوعا نحوه ولا يصح أيضا كما سيأتي بيانه برقم (5160). ثم ذكر الذهبي نحوه عن عبد الله بن سلام موقوفا عليه وقال «هذا موقوف ولا يثبت إسناده، وإنما هذا شيء قاله مجاهد كما سيأتي» ثم ذكر أن لهذا القول خمسة طرق» وأوضح أنها كلها ساقطة.

وبين الشيخ الألباني أنها على ضعفها متعارضة مع ما ثبت في الصحاح من أن المقام المحمود هو الشفاعة. ثم قال الألباني« ومن العجائب التي يقف العقل تجاهها حائرا أن يفتي بعض العلماء من المتقدمين بأثر مجاهد هذا كما ذكره الذهبي (ص100) عن غير واحد منهم، بل غلا بعض المحدثين فقال: لو أن حالفا حلف بالطلاق ثلاثا أن الله يقعد محمدا على العرش واستفتاني لقلت له صدقت وبررت. فابصر حفظك الله من الهوى…»

قال الألباني وإن مما ينكر في هذا الباب ما رواه أبو محمد الدشتي في إثبات الحد من طريق أبي لعز أحمد بن عبيد الله بن كادش: أنشدنا أبو طالب محمد ابن علي الحربي: أنشدنا الإمام أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني - رحمه الله- قال:

الى أحمد المصطفى مسنده

                   حديث الشفاعة عن أحمد

على العرش أيضا فلا ننكره

                   وجاء حديث بإقعاده

ولا تدخلوا فيه ما يفسده

                   أمروا الحديث على وجهه

ولا تنكروا أنه يقعده

                   ولا تنكروا أنه قائم

قال الألباني فهذا إستاده لا يصح من أجل أبي العز فقد أورده ابن العماد في شذرات الذهب4/78 وقال «قال عبد الوهاب الأنماطي: كان مخلطا».

قال الألباني «فاعلم أن إقعاده على العرش ليس فيه إلا هذا الحديث الباطل، وأما قعوده تعالى على العرش فليس فيه حديث يصح، ولا تلازم بينه وبين الإستواء عليه كما لا يخفى. وقد وقفت فيه على حديثين: الأول:

« إن كرسيه وسع السماوت والأرض وإنه يقعد عليه» منكر رواه أبو العلاء الحسن بن أحمد الهمداني في فتيا له حول الصفات من طريق الطبراني.

ورواه الضياء المقدسي في المختارة (1/59) من طريق الطبراني به، ومن طرق أخرى عن أبي بكير به. وكذلك رواه أبو محمد الدشتي في كتاب إثبات الحد (134-135) من طريق الطبراني وغيره عن أبي بكير به ولكنه قال «هذا حديث صحيح رواته على شرط البخاري ومسلم».

قال الألباني «كذا قال. وهو خطأ بين مزدوج. فليس الحديث بصحيح، ولا رواته على شرطهما، فإن عبد الله بن خليفة لم يوثقه غير ابن حبان، وتوثيقه لا يعتد به ولذلك قال الذهبي في ابن خليفة: «لا يكاد يعرف» فأنى للحديث الصحة؟ بل هو حديث منكر عندي.

ومثله حديث ابن إسحاق في المسند وغيره، وفي آخره «إن عرشه لعلى سماواته وأرضه هكذا مثل القبة، وإنه ليئط به أطيط الرحل بالراكب». وبا إسحاق مدلس، ولم يصرح بالسماع في شيء من الطرق عنه، ولذلك قال الذهبي في العلو (ص23) «هذا حديث غريب جدا فرد، وابن إسحاق حجة في المغازي إذا أسند، ولـه مناكير وعجائب، فالله أعلم أقال النبي هذا أم لا. وأما الله عز وجل فليس كمثله شيء جل جلاله وتقدست أسماؤه ولا إله غيره. الأطيط الواقع بذات العرش من جنس الأطيط الحاصل في الرحل، فذاك صفة للرحل وللعرش. ومعاذ الله أن نعده صفة لله عز وجل. ثم لفظ الأطيط لم يأت به نص ثابت».

قال الألباني «أما الحديث الثاني فهو:

«يقول الله عز وجل للعلماء يوم القيامة إذا قعد على كرسيه لقضاء عباده…» موضوع بهذا التمام: قال الألباني «موضوع بهذا التمام، رواه الطبراني في المعجم الكبير..» (أنظر2/84 ح1381).

أضاف «وهذا سند موضوع فإن مداره على العلاء بن مسلمة أبي سالم. قال في الميزان «قال الأزدي: لا تحل الرواية عنه، كان لا يبالي ما روى. وقال ابن طاهر: كان يضع الحديث. وقال ابن حبان: كان يروي الموضوعات عن الثقات. وكذا في التهذيب. فلم يوثقه أحد. ولذلك قال الحافظ في التقريب«متروك» ورماه ابن حبان بالوضع.

ومع ظهور سقوط إسناد هذا الحديث فقد تتابع كثير من العلماء على توثيق رجاله وهو مما يتعجب منه العاقل البصير في دينه.

فالمنذري يقول في الترغيب «رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون».

والهيثمي يقول في المجمع «رجاله موثقون».

وابن كثير يقول في تفسيره «إسناده جيد».

والسيوطي يقول في اللآلئ «إسناده جيد» [ملاحظة دمشقية السيوطي قال: رواه الطبراني بإسناد لا بأس به].

والحديث موضوع بهذا السياق وفيه لفظة منكرة جدا وهي قعود الله تبارك وتعالى على الكرسي، ولا أعرف هذه اللفظة في حديث صحيح.. وقد روي الحديث بدون هذه اللفظة من طرق أخرى كلها ضعيفة، وبعضها أشد ضعفا من بعض. فلا بد من ذكرها لئلا يغتر بها أحد لكثرتها فيقول: بعضها يقوي بعض. كما وقع لي ذلك قديما في تخريج أحاديث الترغيب حيث أشرت للحديث بالحسن تقليدا مني لابن كثير ومن ذكرنا معه، والآن قد رجعت عن ذلك» (سلسلة الضعيفة2/257-258 ح867).

يدنو أحدكم من ربه حتى يضع كنفه عليه

« يدنو أحدكم من ربه حتى يضع كنفه عليه فيقول عملت كذا وكذا فيقول نعم ويقول عملت كذا وكذا فيقول نعم فيقرره ثم يقول إني سترت عليك في الدنيا فأنا أغفرها لك اليوم» (رواه البخاري 5722).

يس قلب القرآن (إظهار العقيدة السنية210)

طرفه «البقرة سنام القرآن» (المسند 5/26) وهذا إسناد ظاهر الضعف وفي الإسناد ما يلي: « عن رجل عن أبيه»!! فمن هو هذا الرجل ومن هو أبوه؟ لعله أبو عثمان غير النهدي وأبوه كما في الحديث السالف وكلاهما مجهول الحال» (أنظر ميزان الاعتدال4/550).

يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر

هذه الصفة نثبتها كما أثبتها الله لنفسه مقرونة بالقاعدة القرآنية: ليس كمثله شيء.

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية : إن قول القائل ( الضحك خفة الروح ) إن أراد به وصفا مذموما فهذا يكون لما لا ينبغي أن يضحك منه وإلا فالضحك في موضعه المناسب له صفة مدح وكمال وإذا قدر حيان أحدهما يضحك مما يضحك منه والآخر لا يضحك قط كان الأول أكمل من الثاني ولهذا قال النبي « ينظر إليكم الرب قنطين فيظل يضحك يعلم أن فرجكم قريب». فقيل له: « يا رسول الله أوَيضحك الرب؟ قال: « نعم» قال لن نعدم من رب يضحك خيرا» . فجعل الأعرابي العاقل بصحة فطرته ضحكه دليلا على إحسانه وإنعامه فدل على أن هذا الوصف مقرون بالإحسان المحمود وانه من صفات الكمال والشخص العبوس الذي لا يضحك قط هو مذموم بذلك وقد قيل في اليوم الشديد العذاب انه يوما عبوسا قمطريرا [الإنسان/10] وما يميز الإنسان عن البهيمة صفة كمال فكما إن النطق صفة كمال فكذلك الضحك صفة كمال فمن يتكلم اكمل ممن لا يتكلم ومن يضحك أكمل ممن لا يضحك وإذا كان الضحك فينا مستلزما لشيء من النقص فالله منزه عن ذلك وذلك الأكثر مختص لا عام فليس حقيقة الضحك مطلقا مقرونة بالنقص كما إن ذواتنا وصفاتنا ووجودنا مقرون بالنقص ولا يلزم أن يكون الرب موجدا وان لا تكون له ذات .

ولا يليق بمن أثبتوا لله البداء وهو الجهل وقسموا أسماءه وصفاته بين الأئمة. وأثبتوا له غلبة بعد منازعة بما يسمونه (الاستيلاء) أن يحدثونا عن التنزيه.

يقول الله للعلماء يوم القيامة إذا قعد على كرسيه لقضاء عباده

قال الألباني «موضوع بهذا التمام، رواه الطبراني في المعجم الكبير..» (أنظر2/84 ح1381).

أضاف «وهذا سند موضوع فإن مداره على العلاء بن مسلمة أبي سالم. قال في الميزان «قال الأزدي: لا تحل الرواية عنه، كان لا يبالي ما روى. وقال ابن طاهر: كان يضع الحديث. وقال ابن حبان: كان يروي الموضوعات عن الثقات. وكذا في التهذيب. فلم يوثقه أحد. ولذلك قال الحافظ في التقريب«متروك» ورماه ابن حبان بالوضع.

ومع ظهور سقوط إسناد هذا الحديث فقد تتابع كثير من العلماء على توثيق رجاله وهو مما يتعجب منه العاقل البصير في دينه.

فالمنذري يقول في الترغيب «رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون».

والهيثمي يقول في المجمع «رجاله موثقون».

وابن كثير يقول في تفسيره «إسناده جيد».

والسيوطي يقول في اللآلئ «إسناده جيد» [ملاحظة دمشقية السيوطي قال: رواه الطبراني بإسناد لا بأس به].

والحديث موضوع بهذا السياق وفيه لفظة منكرة جدا وهي قعود الله تبارك وتعالى على الكرسي، ولا أعرف هذه اللفظة في حديث صحيح.. وقد روي الحديث بدون هذه اللفظة من طرق أخرى كلها ضعيفة، وبعضها أشد ضعفا من بعض. فلا بد من ذكرها لئلا يغتر بها أحد لكثرتها فيقول: بعضها يقوي بعض. كما وقع لي ذلك قديما في تخريج أحاديث الترغيب حيث أشرت للحديث بالحسن تقليدا مني لابن كثير ومن ذكرنا معه، والآن قد رجعت عن ذلك» (سلسلة الضعيفة2/257-258 ح867).

ينزل ربنا عز وجل إلى السماء الدنيا

روى المجلسي فيها رواية طويلة وفيها «ثم ينزل الله في ظلل من الغمام والملائكة» (بحار الأنوار7/117).

وروى أن الله ينزل عشية عرفة في ملائكة إلى سماء الدنيا ثم يقول: أنظروا إلى عبادي أتوني شعثا غبرا» (بحار الأنوار96/254).

ويتناقضون فيروون عن أبي إبراهيم عليه السلام «إن الله لا ينزل ولا يحتاج أن ينزل» (شرح الكافي للمازندراني4/67).

تراجم رجال رافضة

يدعي الرافضة أنهم من أهل السنة

أبان بن تغلب

قال الذهبي مبينا أنه لم يكن من كبار الرافضة كما يدعي الرافضة. قال «وهو صدوق في نفسه عالم كبير وبدعته خفيفة لا يتعرض للكبار وحديثه يكون نحو المئة لم يخرج له البخاري توفي في سنة إحدى وأربعين ومئة» (سير أعلام النبلاء6/308).

إبراهيم بن محمد بن المؤيد أبي بكر بن حمويه الجويني

عرفه ابن حجر بالشافعي الصوفي وجعله محسن الأمين العاملي من أعيان الشيعة، ولقبه بالحموئي نسبة إلى جده حمويه. وقال: له فرائد السمطين في فضائل المرتضى والبتول والسبطين في طهران.

وقال الذهبي «شيخ خراسان وكان حاطب ليل يعني في رواية الحديث من الأباطيل المكذوبة» (الأعلام1/63).

ابن أبي الحديد

قال الخونساري « هو عز الدين عبد الحميد بن أبي الحسن بن أبي الحديد المدائني صاحب شرح نهج البلاغة، المشهور هو من أكابر الفضلاء المتتبعين، وأعاظم النبلاء المتبحرين موالياً لأهل بيت العصمة والطهارة.. وحسب الدلالة على علو منزلته في الدين وغلوه في ولاية أمير المؤمنين عليه السلام، شرحه الشريف الجامع لكل نفيسة وغريب، والحاوي لكل نافحة ذات طيب.. كان مولده في غرة ذي الحجة 586، فمن تصانيفه (شرح نهج البلاغة) عشرين مجلداً، صنفه لخزانة كتب الوزير مؤيد الدين محمد بن العلقمي، ولما فرغ من تصنيف أنفذه على يد أخيه موفق الدين أبي المعالي، فبعث لـه مائة ألف دينار، وخلعة سنية، وفرساً (روضات الجنات5/20-21 وانظر الكنى والألقاب للقمي1/185 الذريعة- آغا بزرك الطهراني41/158).

ابن المغازلي الشافعي المزعوم صاحب المناقب

ذكر الرافضة له كتاب مناقب علي بن أبي طالب. حققه محمد باقر البهبودي – دار الأضواء 1403 هـ.

ووجدت الرافضة يروون من كتابه أن عليا كان نورا قبل أن يخلق الله السموات والأرض ثم قسم الله هذا النور بينه وبين محمد . الخ.. (كشف الغطاء1/10).

ويأتي بنفس تفسيرات الرافضة الباطنية مثل تفسير المشكاة بفاطمة والمصباح الحسن والزجاجة الحسين، والكوكب الدري فاطمة ونور على نور أي إمام منها (أي من فاطمة) بعد إمام (مسائل علي بن جعفر ص317). وأنه روى أنه لا يمر أحد على الصراط إلا من كتاب معه كتاب من علي بجواز ذلك (شرح أصول الكافي للمازندراني5/181 و185) وقول الله إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيم  أي على صراط علي بن أبي طالب. وإنه أي علي لذكر لك ولقومك (شرح أصول الكافي للمازندراني7/80).

الحاكم النيسابوري متساهل

يكثر الرافضة من الاحتجاج بالحاكم ويتمنون لو أننا نقبل منهم أي حديث يرويه ولو فعلنا فماذا يقولون في رواية الحاكم أن علي بن أبي طالب كان يشرب الخمر حتى نزلت آية التحريم.

« 7220 حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ ثنا علي بن الحسن ثنا عبد الله بن الوليد ثنا سفيان وحدثنا أبو زكريا يحيى بن محمد العنبري ثنا أبو عبد الله البوشنجي ثنا أحمد بن حنبل ثنا وكيع ثنا سفيان عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي رضي الله عنه قال: دعانا رجل من الأنصار قبل أن تحرم الخمر فتقدم عبد الرحمن بن عوف وصلى بهم المغرب فقرا قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ فالتبس عليه فيها فنزلت ا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَىهذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه وقد اختلف فيه على عطاء بن السائب من ثلاثة أوجه هذا أولها وأصحها والوجه الثاني».

حدثناه أبو زكريا العنبري ثنا أبو عبد الله البوشنجي ثنا أحمد بن حنبل حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ثنا سفيان عن عطاء بن السائب عن بن عبد الرحمن عن علي رضي الله عنه ثم أنه كان هو وعبد الرحمن ورجل آخر يشربون الخمر فصلى بهم عبد الرحمن بن عوف فقرأ قل يا أيها الكافرون فخلط فيها فنزلت لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى والوجه الثالث:

7222 حدثناه أبو زكريا العنبري ثنا أبو عبد الله البوشنجي ثنا مسدد بن مسرهد أنبأ خالد بن عبد الله عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن ثم أن عبد الرحمن صنع طعاما قال فدعا ناسا من أصحاب النبي فيهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقرأ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ لاَ أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ ونحن عابدون ما عبدتم فأنزل الله عز وجل يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَقْرَبُوا الصَّلاَةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ هذه الأسانيد كلها صحيحة والحكم لحديث سفيان الثوري فإنه أحفظ من كل من رواه عن عطاء بن السائب» (المستدرك4/142-143). فها هو يصحح هذه الروايات ويوافقه الذهبي عليها.

غير أن الحاكم رواه في مستدركه ونبه على أن الخوارج زعموا أن الذي قرأ وصلى هو علي دون غيره وقد برأه الله منها (أي من هذه الفرية) فإنه رواي الحديث» (المستدرك2/307).

ورواه الترمذي بلفظ « 3026 حدثنا سويد أخبرنا بن المبارك عن سفيان عن الأعمش نحو حديث معاوية بن هشام حدثنا عبد بن حميد حدثنا عبد الرحمن ابن سعد عن أبي جعفر الرازي عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي بن أبي طالب قال ثم صنع لنا عبد الرحمن بن عوف طعاما فدعانا وسقانا من الخمر فأخذت الخمر منا وحضرت الصلاة فقدموني فقرأت قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ونحن نعبد ما تعبدون قال فأنزل الله تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَقْرَبُوا الصَّلاَةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ  قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح غريب» (سنن الترمذي5/238 والبزار في مسنده2/211 مسند عبد بن حميد1/56).

« عن عطاء بن السايب عن أبي عبد الرحمن السلمي أن رجلا من الأنصار صنع طعاما فدعا عليا وعبد الرحمن بن عوف وناسا من أصحاب النبي فسقاهم الخمر فلما حضرت المغرب قدموا عليا فقرأ قل يا أيها الكافرون فخلط فيها فأنزل الله تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَقْرَبُوا الصَّلاَةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى  (تفسير الثوري ص96).

وهذا ما فهمه الشوكاني قائلا «رواه الترمذي وصححه (نيل الأوطار9/53).

واحتج به القرطبي وابن الجوزي وابن كثير والسيوطي في تفاسيرهم (تفسير القرطبي 5/200 زاد المسير2/128 تفسير ابن كثير1/511 2/165). والسيوطي صرح بتصحيح العلماء له ولم يعترض عليهم (الدر المنثور2/165 وفي لباب النقول له أيضا ص57 فتح القدير1/472 للشوكاني).

ورواه أبو داود في سننه «3671 حدثنا مسدد ثنا يحيى عن سفيان ثنا عطاء ابن السائب عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي بن أبي طالب عليه السلام ثم أن رجلا من الأنصار دعاه وعبد الرحمن بن عوف فسقاهما قبل أن تحرم الخمر فأمهم علي في المغرب فقرأ قل يا أيها الكافرون فخلط فيها فنزلت لاَ تَقْرَبُوا الصَّلاَةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ (سنن أبي داود3/202 ح رقم3671 ورواه البيهقي في سنن1/389).

« موسى بن هرون، قال: ثنا عمرو بن حماد، قال: ثنا أسباط، عن السدي، قال: نزلت هذه الآية: يسألونك عن الخمر والميسر الآية، فلم يزالوا بذلك يشربونها، حتى صنع عبد الرحمن بن عوف طعاما، فدعا ناسا من أصحاب النبي ( ص ) فيهم علي بن أبي طالب، فقرأ: قل يا أيها الكافرون ولم يفهمها، فأنزل الله عز وجل يشدد في الخمر: أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَقْرَبُوا الصَّلاَةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ  (تفسير إبن جرير الطبري ج/493).

وقد ذكر الحافظ في الإصابة أن هذه القصة معروفة لعبد الرحمن بن عوف (6/250).

وذكرها المتقي الهندي في كنر العمال (2/385).

واحتج بها البكري الدمياطي في إعانة الطالبين (4/174).

وفي هذا رد على من طعن بابن تيمية لمجرد قوله «وقد أنزل الله في علي أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَقْرَبُوا الصَّلاَةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى  لما صلى فقرأ واختلط» (منهاج السنة7/237).

والحاكم متساهل في التصحيح ولهذا لزم تعقب أهل العلم لكتابه لكثرة ما عرف عنه من التساهل. وكم من مرة يصحح حديثا ويزعم أنه على شرط الشيخين فيتعقبه أهل العلم قائلين: بل موضوع.

ونذكر من أهل العلم ممن نبه على تساهله على سبيل الإجمال:

الحافظ إبن الصلاح الذي وصف الحاكم بأنه واسع الخطو في شرط الصحيح متساهل في القضاء به» (علوم الحديث ص18).

قال النووي الشافعي «الحاكم متساهل كما سبق بيانه مرارا» (المجموع شرح المهذب 7/64).

قال الحافظ ابن حجر أن الحاكم «ذكر جماعة في كتاب الضعفاء له وقطع بترك الرواية عنهم ومنع من الاحتجاج بهم ثم أخرج أحاديث بعضهم في مستدركه وصححها» (لسان الميزان5/233). وذكر مثالا لذلك في نكته على ابن الصلاح وهي أنه أخرج حديثا فيه عبد الرحمن بن أسلم وبعد روايته قال عنه «صحيح الإسناد» مع أنه قال في كتابه الذي جمعه في الضعفاء: «عبد الرحمن بن زيد بن أسلم روى عن أبيه أحاديث موضوعة.. فهؤلاء ظهر عندي جرحهم».

قال الذهبي «يصحح في مستدركه أحاديث ساقطة ويكثر من ذلك» (ميزان الاعتدال3/608).

بل قال بأنه شيعي مشهور من غير الطعن بالشيخين (ميزان الاعتدال6/216 وأقره الحافظ ابن حجر العسقلاني على تشيعه وبرأه من الرفض كما في لسان الميزان5/232).

قال الزيلعي الحنفي «الحاكم عرف تساهله وتصحيحه للأحاديث الضعيفة بل الموضوعة» (نصب الراية1/360).

قال اللكنوي الحنفي الهندي «وكم من حديث حكم عليه الحاكم بالصحة وتعقبه الذهبي بكونه ضعيفا أو موضوعا: فلا يعتمد على المستدرك للحاكم ما لم يطالع معه مختصره للذهبي» (الأجوبة الفاضلة ص161).

حمزة سيد الشهداء قد شربها وهو سيد الشهداء

جاء في صحيح مسلم كتاب الأشربة باب تحريم الخمر وبيان أنها تكون من عصير العنب ومن التمر والبسر والزبيب وغيرها مما يسكر الحديث التالي:

1979 حدثنا يحيى بن يحيى التميمي أخبرنا حجاج بن محمد عن بن جريج حدثني بن شهاب عن علي بن حسين بن علي عن أبيه حسين بن علي عن علي بن أبي طالب قال ثم أصبت شارفا مع رسول الله في مغنم يوم بدر وأعطاني رسول الله شارفا أخرى فأنختهما يوما ثم باب رجل من الأنصار وأنا أريد أن أحمل عليهما إذخرا لأبيعه ومعي صائغ من بني قينقاع فأستعين به على وليمة فاطمة وحمزة بن عبد المطلب يشرب في ذلك البيت معه قينة تغنيه فقالت ألا يا حمز للشرف النواء فثار إليهما حمزة بالسيف فجب أسنمتهما وبقر خواصرهما ثم أخذ من أكبادهما قلت لابن شهاب ومن السنام قال قد جب أسنمتهما فذهب بها قال ابن شهاب قال علي فنظرت إلى منظر أفظعني فأتيت نبي الله وعنده زيد بن حارثة فأخبرته الخبر فخرج ومعه زيد وانطلقت معه فدخل على حمزة فتغيظ عليه فرفع حمزة بصره فقال هل أنتم إلا عبيد لآبائي فرجع رسول الله يقهقر حتى خرج عنهم.

الخوارزمي الحنفي

واسمه الموفق بن أحمد بن أبي سعيد إسحاق بن المؤيد المكي الحنفي المعروف بأخطب خوارزم. وهو معتزلي تتلمذ على يد الزمخشري.

وهو رافضي يستقى أكاذيب كثيرة من دجالين كذابين أمثال ابن شاذان الرافضي ومحمد بن عبد الله البلوي، نبه على ذلك الحافظان الذهبي وابن حجر.

قال الذهبي في المنتقى من منهاج الاعتدال1/477 « وقد حشا تأليفه بالموضوعات».

حيث قال « ولقد ساق أخطب خوارزم من طريق هذا الدجال ابن شاذان أحاديث كثيرة باطلة سمجة ركيكة في مناقب السيد علي رضي الله عنه من ذلك بإسناد مظلم عن مالك عن نافع عن ابن عمر مرفوعا من أحب عليا أعطاه الله بكل عرق في بدنه مدينة في الجنة» (ميزان الاعتدال6/55 لسان الميزان5/62 كشف الحثيث1/218 لأبي الوفا الحلبي).

ومن مروياته الباطلة حديث « يا علي لو أن عبدا عبد الله ألف عام وكان له مثل أحد ذهبا فأنفقه في سبيل الله وحج ألف سنة على قدميه ثم قتل بين الصفا والمروة مظلوما ثم لم يوالك لم يرح رائحة الجنة ولم يدخلها رواه أخطب خوارزم» (ميزان الاعتدال6/206 الكشف الحثيث1/235).

وهذا يلزم أن من تولى أبا بكر وعمر وعثمان من أهل النار. ووالله هذا هو الرفض بعينه.

عبيد الله الحسكاني صاحب كتاب شواهد التنزيل.

يكثر الرافضة من الاحتجاج به وقد كان من علماء الأحناف ثم نكس الله قلبه ومال الى التشيع.

ورد في (طبقات الحفاظ1/442) أنه صحح حديث رد الشمس لعلي بن أبي طالب مما يدل على معرفته بالحديث وتشيعه». ولعل في الكلام تحريفا. فإن من صحح حديث رد الشمس لعلي لا يكون عارفا بالحديث.

ولذلك اعتبر الذهبي تصحيحه لهذا الحديث دليلا على تشيعه (تذكرة الحفاظ3/1200).

ولا يستقيم أن يكون الحسكاني حنفيا ورافضيا فإن الرافضة عند الأحناف كفار. فقد ذكر السبكي أن مذهب أبي حنيفة وأحد الوجهين عند الشافعي والظاهر من الطحاوي في عقيدته كفر ساب أبي بكر. (فتاوى السبكي 2/590).

وقد ذكر في كتاب الفتاوى أن سب الشيخين كفر وكذا إنكار إمامتهما». وكان أبو يوسف صاحب أبي حنيفة يقول: « لا أصلي خلف جهمي ولا رافضي ولا قدري» (شرح أصول اعتقاد أهل السنة لللالكائي4/733).

قال السبكي « ورأيت في المحيط من كتب الحنفية عن محمد أنه لا تجوز الصلاة خلف الرافضة» (فتاوى السبكي 2/ 576 وانظر أصول الدين 342).

القندوزي الحنفي (1220-1270 هـ=1805-1853)

هو سليمان بن خوجه إبراهيم قبلان الحسيني الحنفي النقشبندي القندوزي (Brocklman. SII) (وانظر الأعلام3/125 للزركلي).

وهو نقشبندي صوفي. والتصوف فرع التشيع. بل كان من غلاة المتصوفة وفلاسفتهم على مذهب ابن عربي الذي أجمع خمسمئة عالم من كبار علماء المسلمين على كفر.

وهو رافضي والرافضة عند الأحناف كفار. فقد ذكر السبكي أن مذهب أبي حنيفة وأحد الوجهين عند الشافعي والظاهر من الطحاوي في عقيدته كفر ساب أبي بكر. (فتاوى السبكي 2/590).

ولا يستقيم أن يكون القندوزي حنفيا ورافضيا فإن الرافضة عند الأحناف كفار. فقد ذكر السبكي أن مذهب أبي حنيفة وأحد الوجهين عند الشافعي والظاهر من الطحاوي في عقيدته كفر ساب أبي بكر. (فتاوى السبكي 2/590).

وذكر في كتاب الفتاوى أن « سب الشيخين كفر وكذا إنكار إمامتهما». وكان أبو يوسف صاحب أبي حنيفة يقول: « لا أصلي خلف جهمي ولا رافضي ولا قدري» (شرح أصول اعتقاد أهل السنة لللالكائي 4/733).

وقال السبكي » ورأيت في المحيط من كتب الحنفية عن محمد أنه لا تجوز الصلاة خلف الرافضة« (فتاوى السبكي 2/ 576 وانظر أصول الدين 342).

القندوزي مولع بابن عربي الإتحادي

اتهم السخاوي ابن عربي بأنه يقول بوحدة الوجود وأنه من القائلين بوحدة الوجود بين الله وخلقه (الضوء اللامع 6/186 و9/220 – 221).

وصف أبو حيان النحوي ابن عربي بأنه ملحد والقول بوحدة الوجود (تفسير البحر المحيط 3/449).

وكان مولعا بمحيي الدين ابن عربي وكتابه فصوص الحكم والفتوحات المكية وهما أكفر كتابين عرفهما الوجود.

ويصفه دائما بالشيخ الأكبر (ينابيع المودة1/36).

ولا أثر لكتابه هذا سوى أن الرافضة طبعوه وليس مطبوعا في أوساط السنة. وحقق كتابه سيد على أشرف جال الحسيني وطبع في دار الأسوة في إيران.

ولكونه نكرة لا قيمة له بين أهل العلم اضطر محقق كتابه الرافضي إلى الاكتفاء بترجمة رافضية له كتبها محمد مهدي الخراساني الذي اعترف بأنه كان من معظمي محي الدين ابن عربي وكان ينسخ كتابيه الفصوص والفتوحات بخط يده (مقدمة الينابيع1/18).

وصرح محقق كتابه - الرافضي - أن القندوزي زعم أنه من السلالة الحسينية ولم يثبت دعواه هذه (ينابيع المودة1/21).

ومن أول فقرة من كتاب القندوزي وجدته ينطق كفر. فقد زعم أن الله خلق نبيه محمدا من نور ذاته. وأنه مبدأ العوالم في إيجاد المخلوقات (ينابيع المودة1/23).

ومن جهله بأهل السنة ما ادعاه أن كتب الحديث المعتمدة هي الصحاح الستة، وهذه أغلوطة نجدها عند الرافضة دائما. وهذا ما يؤكد أنه رافضي لا يعرف أنه من أهل السنة سوى أنه حنفي (أنظر ينابيع المودة1/26).

وزعم أن أحمد بن حنبل وأبا نعيم الأصبهاني لهما كتاب في مناقب أهل البيت (ينابيع المودة1/27). وهذا لا أعرفه.

ومما يؤكد رفضه وجهله بالسنة احتجاجه بالروايات المكذوبة أن النبي لما نزلت قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى  نادى فاطمة فأعطاها فدك هدية لها استجابة منه لأمر الله له بذلك (ينابيع المودة1/138).

قال السبكي » ورأيت في المحيط من كتب الحنفية عن محمد أنه لا تجوز الصلاة خلف الرافضة« (فتاوى السبكي 2/ 576 وانظر أصول الدين 342).

الكنجي الشافعي صاحب كفاية الطالب

ذكر الرافضة أنه محمد بن يوسف أبو عبد الله الكنجي الشافعي المتوفى سنة 658.

ويظهر أنه رافضي أو مترفض. بدليل اعتراف الرافضي محمد بن أحمد القمي بأنه وجد مقتولا مبقورا بطنه بسبب ميله إلى مذهب التشيع (مئة منقبة من مناقب أمير المؤمنين ص8).

قلت: بل لأنه أخذ خصلة الخيانة من الرافضة. فقد حكى أهل العلم عنه أنه كان عميلا للتتار مقتديا في ذلك بسلفه نصير الدين الطوسي.

قال ابن كثير من جملة قصص الحروب مع التتار « وقتلت العامة وسط الجامع شيخا رافضيا كان مصانعا للتتار على أموال الناس يقال له الفخر محمد بن يوسف بن محمد الكنجي كان خبيث الطوية مشرقيا ممالئا لهم على أموال المسلمين قبحه الله وقتلوا جماعة مثله من المنافقين» (البداية والنهاية13/221) انتهى.

ثم وجدت في كتاب اليقين لابن طاووس (ص115) ما يؤكد ترفضه وأكاذيبه. حيث نقل لنا بعضا من تبويبات كتابه (كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب) مثل أن النبي سماه سيد المسلمين ووصي رسول رب العالمين وأن جبريل سماه أمير المؤمنين. ونقل ابن طاووس عنه أنه كان يعتقد بأن محمد بن الحسن العسكري هو الإمام المهدي المنتظر (الصراط المستقيم لابن طاووس2/219).

وجدت الشيعة يعترفون بأن له كتابا اسمه (البيان في أخبار صاحب الزمان) يعني بذلك المهدي (أنظر كتاب الغيبة لمحمد بن إبراهيم النعماني ص10).

مما يدل على تشيعه وترفضه. فلا نعرف شافعيا يؤمن بصاحب السرداب. لكن الرافضة يستغلون لفظ (الشافعي) تلبيسا وخداعا لأبناء السنة.

والشافعية يتبرأون من الرافضة.

وقال أبو منصور البغدادي « وأوجب أصحاب الشافعي ومالك وداود وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه إعادة صلاة من صلى خلف القدري والخوارج والرافضي وكل مبتدع وكل مبتدع تنافي بدعته التوحيد» (أصول الدين 342).

وقال الشافعي » لم أر أحدا أشهد بالزور من الرافضة» (السنن الكبرى للبيهقي10/208 سير أعلام النبلاء10/89 ). وسئل الشافعي « أصلي خلف الرافضي؟ قال: لا تصل خلف الرافضي» (سير أعلام النبلاء 10/ 31).

كنز العمال للمتقي الهندي

من المصادر التي يكثر الرافضة في الإحالة إليها كتاب كنز العمال. وهذا من جهلهم أو قل تجاهلهم بمصادرنا. فإن كنز العمال عبارة عن فهارس للأحاديث الموجودة في السنن والمسانيد. فإنه يأتي بالحديث ويضع في خاتمته حروفا تدل على وجوده في كتب السنن. فتجد مثلا لفظ (طب) يعني تجده عند الطبراني. وهكذا. فيظن هؤلاء المساكين أنه من الكتب التسعة. وهكذا..

الرواية من ميزان الاعتدال

وقد يأتون بحديث ضعيف ويقولون أنظر كتاب ميزان الاعتدال للذهبي. وهم يجهلون أن الذهبي يترجم لراو رافضي أو كذاب ثم يأتي بنموذج على كذبه من رواية رواها فيذكرها الذهبي كشاهد على كذبه. فيرويها الرافضة تدليسا وتلبيسا على عوام السنة الذين يجهلون حقيقة اللعبة.

محمد بن طلحة الشافعي (زعموا)

قال الشيخ شمس الدين في ترجمته « وسمع بنيسابور من المؤيد الطوسي.. ودخل في شيء من الهذيان والضلال وعمل دايرة للحروف وادعى أنه استخرج علم الغيب وعلم الساعة توفي بحلب سنة اثنتين وخمسين وست ماية وقد جاوز السبعين» (الوافي بالوفيات3/146).

من تآليفه كتاب: الدر المنظم في السر الأعظم المعظم

للشيخ كمال الدين أبي سالم محمد بن طلحة العدوي الجفار الشافعي المتوفى سنة 652 اثنتين وخمسين وستمائة مختصر الوه الحمد لله الذي اطلع من اجتباه من عباده الأبرار على خبايا الاسرار الخ ذكر فيه ان له أخا صالحا كشف له في خلوته عن لوح شاهده فاخذه فوجده فوده دائرة وحروفا وهو لا يعرف معناها فلما أصبح نام فرأى علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه وهو يعظم هذا اللوح ثم قال له أشياء لم يفهمها وأشار الى كمال الدين انه يشرحه فحضر ذلك الرجل عنده وعرف الواقعة وصورة الدائرة فعلق هذه الرسسالة عليها فاشتهر بجفر بن طلحة وقال البوني في شمس المعارف الكبرى ان هذا الرجل الصالح قد اعتكف ببيت الخطابة بجامع حلب وكان أكثر تضرعه الى مولاه أين يريه الاسم الأعظم فبينما هو كذلك ذات ليلة وإذا بلوح من نوره فيه الشكال مصورة فاقبل على اللوح يتأمله وإذا هو أربعة اسطر وفي الوسط دائرة وفي الداخل دائرة أخرى وذكر البسطامي ان ذلك الرجل الشيخ أبو عبد الله محمد بن الحسن الاخميمي وان تلميذه بن طلحة استنبط من اشارات رموزها على انقراض العالم لكن على سبيل الرمز وقد كشف استار معانيه الشيخ أبو العباس احمد بن عبد الكريم بن سالم بن الخلال الحمصي سنة 662 اثنتين وستين وستمائة وذكر فيه ان المفهوم من صريح خطابه بالصناعة الحرفية التي عليها مدار هذه الدائرة ان العدد إذا بلغ الى تسعمائة وتسعين يكون آخر أيام العالم انتهى أقول وقد مضى ذلك الزمان ولم يكن آخر الأيام ولله الحمد وبمثل هذه الأقوال قوي سوء الظن في أمثاله الا ان يقال مراده غير هذا» (كشف الظنون1/734).

المسعودي صاحب مروج الذهب

وهو شيعي جَلد [صريح البيان 93] قال الحافظ: « كُتبُه طافحة بأنه كان شيعيًا معتزليًا [لسان الميزان 4/256-258 ترجمة رقم (5797) سير أعلام النبلاء 15/569 طبقات السبكي 3/456 وانظر أعيان الشيعة 41/198 وقد ترجموا له لأنه من شيعتهم] وذكر طعنه وأكاذيبه على الصحابة.

نور الدين على بن محمد بن الصباغ المالكي

« الفصول المهمة في معرفة الأئمة وفضلهم ومعرفة أولادهم ونسلهم للشيخ المكى المتوفى سنة 855 خمس وخمسين وثمانمائة وأراد الأئمة الاثنى عشر الذين أولهم على بن أبى طالب رضى الله تعالى عنه وآخرهم الامام المهدى المنتظر وعقد لكل منهم فصلا وفي الأئمة الثلاثة الأول فصول أيضا وقد نسب بعضهم المصنف في ذلك الى الترفض كما ذكره في خطبته أوله الحمد لله الذي جعل من صلاح هذه الأمة نصب الإمام العادل الخ» (كشف الظنون2/1271).

يوسف بن قزغلي أبو المظفر سبط ابن الجوزي

قال الذهبي « روى عن جده و طائفة و ألف كتاب مرآة الزمان فتراه يأتي فيه بمناكير الحكايات وما أظنه بثقة فيما ينقله بل يجنف و يجازف ثم إنه ترفض وله مؤلف في ذلك نسأل الله العافية. مات سنة أربع وخمسين وستمائة بدمشق قال الشيخ محي الدين السوسي لما بلغ جدي موت سبط ابن الجوزي قال لا رحمه الله كان رافضيا قلت كان بارعا في الوعظ و مدرسا للحنفية» (ميزان الاعتدال7/304) غير أن الذهبي اطلع على كتاب لـه تبين لـه منه أنه رافضي وليس سنيا. (سير أعلام النبلاء23/297).