×
ملف يحتوي على 200 شُبهة شيعية من أكثر ما يستدلون بها على أهل السنة، تم الرد عليها وتفنيدها بشكل مرتب.

 كشف الحقائق الغامضة في دين الرافضة

أكثر من 200 شُبهه شيعيّه والرد عليها


 حديث الإثني عشر

وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( يكون بعدي إثنا عشر خليفة كلهم من قريش ) وفي روايات أخرى لهذا الحديث عند أهل السنة والجماعة في الصحيحين وغيرهما ( لا يزال أمر هذا الدين قائماً حتى يلي إثنى عشر خليفة كلهم من قريش ) هذا الحديث يستدلون به على إمامة الأثني عشر عندهم ، فهل الأثني عشر في الحديث الشريف هم الأثنى عشر الذين يقول الشيعة إنهم أئمتهم ؟! وإنهم هم المقصودون في هذا الحديث أو لا؟.

هذه دعوى للنظر هل هذه الدعوى صحيحة أو غير صحيحة ، من هم أئمة الشيعة الأثنى عشر نعدهم:

1. علي بن أبي طالب.

2. الحسن بن علي.

3. الحسين بن علي.

4. علي بن الحسين.

5. محمد بن علي بن الحسين - الباقر .

6. جعفر بن محمد - الصادق .

7. موسى بن جعفر - الكاظم .

8. علي بن موسى - الرضا .

9. محمد بن علي - الجواد.

10. علي بن محمد -  الهادي .

11. الحسن بن محمد العسكري.

12. محمد بن الحسن وهو المهدي.

يقولون هؤلاء هم الذين قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم: ( يكون بعدي إثنى عشر خليفة ) قلنا فلننظر هل هذا الكلام صحيح أو غير صحيح ؟.

نقول أولاً جاء في كتب القوم أن الأئمة ثلاثة عشر ، في الكافي مثلاً عن أبي جعفر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي: ( إني وأثني عشر إماماً من ولدي وأنت يا علي سر الأرض ) الاثنى عشر غير علي أي ثلاثة عشر هؤلاء وهذا في الكافي ج 1 ص 534.

وجاء كذلك عن جابر أنه قال دخلت على فاطمة وبين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء من ولدها فعددت إثني عشر آخرهم قائمهم. إذا كلمة أثني عشر هذه كلمة غير صحيحة ولذلك جاء في حديث جابر هذا أنه قال: ( فعددت إثني عشر آخرهم قائمهم ثلاثة منهم محمد وثلاثة منهم علي ) من هم محمد ، محمد الباقر ، محمد بن علي ( الجواد)،  محمد بن الحسن ( المهدي ) ، من هم الثلاثة علي ؟ ، علي بن الحسين ( السجاد ) ، علي بن موسى ( الرضا ) ، علي بن محمد (الهادي ) وهذا في الكافي ص 532.

إذاً هم ثلاثة عشر ولذلك ذكرت بعض كتب الشيعة التي تكلمت عن الفرق أن هناك فرقة من فرق الشيعة تسمت بالثلاثة عشر يعني إعتقدت بثلاثة عشر إماماً من هذان الحديثان الموجودان في الكافي يقولان أن الأئمة ثلاثة عشر وليسوا إثني عشر كما يقولون.

وهنا نقطة مهمة جداً في هذه المسألة ، هم يقولون نحن الأثنى عشر وأئمتنا هم فلان وفلان وفلان. الذين ذكرناهم الآن. طيب النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بهذا في زمنه بينما نجد أن كبار رواة الشيعة الذين عاصروا الباقر وعاصروا الصادق ،  الباقر قلنا هو الخامس والصادق هو السادس ولهما تلاميذ أتباع رواة ما كانوا يعرفون أن الأئمة أثنا عشر ولذلك كان الإختلاف يقع بينهم كآل زرارة لما حضره الموت قال ( ليس لي إمام وأشار إلا هذا الكتاب وأشار إلى القرآن ) رجال الكشي ص 139.

ونجد أن أقطاب الشيعة الكبار زرارة بن أعين ، هشام بن سالم الجواليقي و محمد بن النعمان الأحول ( شيطان الطاق ) ، عمار الساباطي هؤلاء يذهبون ويبايعون عبد الله بن جعفر !! ولم يبايعوا موسى بن جعفر بل بايعوا عبد الله بن جعفر الذي هو الأفطح ، ولذلك ذكر النوبختي وغيره أن جل رواة الشيعة فطحية لأن جل الروايات عندهم عن جعفر الصادق ومحمد الباقر وجل أتباع محمد الباقر وجعفر الصادق إتبعوا بعد ذلك عبد الله بن جعفر وبايعوه وهو الأفطح ولذلك قالوا جل رواتنا فطحية ، وهذا هشام بن سالم يقول: ( رجعنا من عبد الله بن جعفر ضلالاً لا ندري إلى أين نتوجه ولا من نقصد ) الكافي ج 1 ص 351.

إذاً قضية أنهم إثنى عشر ومحسومون وأخبر بهم النبي صلى الله عليه وسلم هذا ما كان يعرفه الشيعة الكبار ولذلك فرق الشيعة لم تقل بالأثني عشر ، متى جاءت تسمية فرقة الأثني عشر ؟.

الأمام جعفر الصادق ما فيه شيء إسمه الأثني عشر وقبله من باب أولى أيام محمد الباقر وعلي بن الحسين والحسن والحسين وعلي ما كان فيه شيء إسمه الفرقة الأثني عشرية. فيه شيعة ، أيام علي بن الحسين شيعة ، أيام الباقر شيعة ، أيام جعفر شيعة ، أيام موسى الكاظم شيعة ، أيام علي الرضا شيعة فقط ما فيه شيعة أثنا عشر أبداً وكذا في زمن الجواد والهادي وزمن العسكري شيعة ،  متى خرجت هذه الفرقة ؟.

لما مات الحسن العسكري ولم يكن له ولد صُدموا ماذا نصنع ؟ ما عنده ولد ونحن قلنا الإمامة مستمرة ماذا نصنع ؟.. قالوا ألفوا له ولد. ألفوا له ولداً. ما صدقهم أحد لذلك أخذت أمه الميراث مع أخيه جعفر ، ما ظهر له ولد أصلاً ، دعوى باطلة ، ولذلك هم يردون على الإسماعيلية أنه ليس لإسماعيل بن جعفر ولد.. ويردون على الفطحية والفطحية يردون عليهم وهكذا.

فهنا كذلك يُقال لهم في دعوى أنه ليس له ولد ، من يقول أنه ليس له ولد ؟ ولذلك نقول مت جاءت الفرقة الأثنا عشرية. أيام علي بن أبي طالب مافيه شيء إسمه الفرقة الأثنا عشرية ولا أيام الحسن ولا أيام الحسين رضي الله عنهم أجمعين ولا كذلك أيام علي بن الحسين ولا محمد البقر ولا جعفر الصادق رضي الله عنهم ، بل ولا أيام موسى الكاظم ولا علي الرضا ولا محمد الجواد رضي الله عنهم مافيه شيء إسمه فرقة الأثنا عشرية ، بعد الجواد علي الهادي والحسن العسكري لا توجد كذلك فرقة إثنا عشرية طيب لماذا لم يُتبنى هذا الحديث من النبي صلى الله عليه وسلم في بداية الأمر ! ، لماذا تُبنيى بعد ذلك ؟ أتدرون لماذا ؟. لأنه مات الحسن العسكري وليس له ولد. ماذا يصنعون ؟ من أين يأتون له بولد ، إدعوا ولداً. ما صدقهم الناس ولذلك أخذت أمه ميراثه مع أخيه أعني ميراث الحسن العسكري ، أين الولد قالوا ولد غائب ، وطبيعي جداً أن يكون غائباً لأنه لا يمكن أن يحضر لأنه ليس موجوداً أصلاً ، طيب هذا الولد أليس له ولد ؟ طبيعي جداً أن لا يكون له ولد لأنه أصلاً لم يُخلق فكيف يُخلق له ولد ؟ !! فكان لا بد إذاً أن يقفوا عند الأثني عشر. ولذلك تسموا بالأثني عشرية ، ثم بعد ذلك إما أن يكون سول لهم الشيطان – أعني شيطان الجن - أو شيطانهم من شياطينهم من شياطين الإنس فوجد حديثاً للنبي صلى الله عليه وسلم يخبر فيه صلوات الله وسلامه عليه أن يكون بعده إثنا عشر خليفة فقالوا بس. أثنا عشر وأثنا عشر الرقم نفس الرقم إذاً النبي يخبر عن الثاني عشر. هذا لا شك أنه لعب بكتاب الله جل وعلا ولعب بسنة النبي صلى الله عليه وسلم ولعب على عقول الناس.

ولذلك جاءت روايات كثيرة عند الشيعة أن القائم ليس هو محمد بن الحسن المهدي هذه رواية مثلاً تقول: ( تابعون قائمون )  الكشي ص 373 وقال جعفر عن المهدي

( سمي فالق البحر ) الغيبة 46 وقال أيضا ( إسمه على إسم حديدة الحلاق ) الغيبة 47

لو نظرنا من السابع ؟ موسى الكاظم عدوا معي:

علي

الحسن

الحسين

علي بن الحسين

محمد بن علي

جعفر

موسى

موسى هو السابع من هو سمي فالق البحر. موسى نبي الله موسى ، من الذي إسمه على إسم حديدة الحلاق الموس. موسى إذاً هذا هو القائم ، ما كان عندهم شيء إسمه الثاني عشر. القائم السابع من اين جاء الثاني عشر ؟!!

وكذلك الحديث فيه يقول: ( لا يزال أمر هذا الدين قائماً ما ولي إثنى عشر خليفة ) الثاني عشر هم يزعمون و يدعون أنه موجود حالياً من سنة 260 ه ، عندما مات الحسن العسكري هم يدعون أنه ولد عام 256 من سنة 260 هو موجود. النبي صلى الله عليه وآله وسلم ماذا يقول ؟ قال (لا يزال أمر هذا الدين قائماً ) ( لا يزال الدين منيعاً ) ( لا يزال الدين عزيزاً ما ولي إثنا عشر خليفة ) طيب وين هذا هل ترون الآن منذ سقوط الخلافة إلى يومنا هذا هل الدين عزيز ؟؟!! انظروا إلى أحوال المسلمين اليوم. هل الذين عزيز ؟ ، هل الذين منيع ؟ هل الإسلام عالٍ في الأرض.. أين إذاً حديث النبي صلى الله عليه وسلم نكذب النبي أو نكذب الذين يزعمون هذه الدعوى يدعونها زوراً ويقولون إنه أخبر النبي بالإثني عشر بهذا الحديث !.

كذلك هم يقولون أن أئمتهم كانوا يتقون وكانوا مستترين وكانوا خائفين والنبي صلى الله عليه وسلم يقول ( الدين منيع ) الدين قوي !!

أين الدين قوي والدين منيع مع خوف وإستتار. إذا كان القائم على الدين خائفاً مستترا متقياً فكيف يكون الدين قائما عزيزا منيعاً ؟!.

ثم إن الحديث ليس فيه حصر يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه في أثناء خلافة إثني عشر خليفتاً يكون الدين منيعاً ، هل قال النبي صلى الله عليه وسلم ولن يحكم غيرهم ، وسيتوقف الأمر عند هؤلاء وستقوم القيامة على الثاني عشر من هؤلاء ، ما فيه أي شيء من هذا الحديث أبداً ، الحديث يتكلم بخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم من الأمور المستقبلية ، وكما قال سبحانه وتعالى ** عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا 26 إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا 27 لِيَعْلَمَ أَن قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا 28 } فيخبر الله جل وعلا نبيه ببعض غيبه ويخبر النبي صلى الله عليه وسلم ببعض ما يقع ، وهذا من علامات صدق النبي صلوات الله وسلامه عليه.

كذلك النبي قال: ( كلهم من قريش ) وهم يقولون كلهم أولاد علي بن أبي طالب ، نحن نعلم علم اليقين لا مرية عندنا في هذا أبداً أن النبي صلى الله عليه وسلم قال وصدق أنه أوتى جوامع الكلم ، فهل الذي أوتى جوامع الكلم يقول كلهم من قريش وهم من أولاد علي أصلاً ، وهو كما نعلم علم اليقين كذلك أنه أنصح الناس للناس صلوات الله وسلامه عليه ، نصوح. كيف يضيعنا ! كيف يقول من قريش وهو يريد علياً وأبناءه ، كان يقول علي وأبناء علي وأنتهى الأمر ، بل يذكر أسماءهم وينتهي الأمر لكن يقول كلهم من قريش ويعمي المسألة على الناس لماذا !؟ نحن لا نؤمن بذلك أبداّ. لو كان النبي يريد علياً وأولاده كان يقول علي وأولاده ، ولذلك لو جئت أنا وقلت مثلاً سأعطي كل عربي مئة دينار فجاءني العرب إجتمعوا على بابي ماذا تريدون ؟

قالوا نريد مئة دينار ، كل واحد منا يريد مئة دينار.

قلت لا عفواً أنا سأعطي الليبيين فقط.

لماذا تعطي الليبيين فقط.؟

قلت الليبيين عرب.

قالوا: ونحن عرب !.

قلت طيب أنا ما أخطأت.

قالوا: ولكنك لم تحسن الكلام لو كنت تحسن الكلام لقلت سأعطي كل الليبيين ولا يحتاج أن نأتي أصلاً.

قلت طيب أنا آسف لكن لن أعطي إلا الليبيين إسمحوا لي بارك الله فيكم.

فرجعوا فإجتمع عندي الليبيون فقالوا: صفا لنا الجو.

قلت ماذا تريدون ؟

قالوا: كل واحد مئة دينار.

قلت: لا أنا سأعطي فقط أهل طرابلس. أما غير أهل طرابلس عفواً لن أعطيهم شيء.

قالوا:لماذا ؟

قلت: أنا أريد أعطي فقط أهل طرابلس.

قالوا: أنت قلت كل الليبيين.

قلت: طيب أهل طرابلس ليبيين أو ما هم ليبيون ؟.

قالوا: أحسن الكلام. أنت في الأول أحرجتنا مع العرب والآن أحرجتنا مع أنفسنا وأخرجتنا من الحسبة وضيعت علينا وقتنا. كان قلت من أول سأعطي أهل طرابلس وإنتهى الأمر.

قلت طيب أنا آسف إسمحوا لي وأعطيت أهل طرابلس.

فأنا هل أُلام على إختيار مثل هذه الكلمات أو لا أُلام ؟؟. أتريدون أن ننسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( كلهم من قريش ) وهو يريد علياً وأبناءه ؟!. أليس كان من الأفضل أن يقول ( كلهم من بني هاشم ! ) وحتى هذه ما تصلح لإن بني هاشم كثيرون مشكلة هذه.  إذاً كان يجب على النبي صلى الله عليه وسلم أن يقول ( كلهم أولاد علي ) ويحددهم بأسماءهم يقول الحسن والحسين لإن علي له تسعة عشر ولداً رضي الله عنه وذرية الحسين دون الحسن حدد هكذا حتى نقول أوتى جوامع الكلم صلوات الله وسلامه عليه. ولكن الأمر ليس كذلك. الأمر أن النبي قال: ( كلهم من قريش ) ونحن نعتقد يقيناً أن النبي أوتى جوامع الكلم وأن الذين زعموا على النبي أنه لم يؤتَ جوامع الكلم نؤمن يقيناً كذلك أن قولهم مردود لا نقبل قولهم أبداً لأنهم يريدون أن يطعنوا في نبينا ونحن لا نقبل هذا في نبينا صلوات الله وسلامه عليه.

القضية إذاً هم استدلوا العدد على العدد فقط ! أثنى عشر خليفة ونحن نؤمن بإثني عشر إذاً هؤلاء هم هؤلاء إنتهى الأمر. نقول فاتكم أنه جاء في حديث مسلم

( سيكون في أمتي إثنا عشر منافقاً). هذه مشكلة إذا كانت قضية قضية العدد يوافق فكيف توفقون بين هذه وهذه وتلك إثني عشر خليفة وإثنى عشر إمام وإثنى عشر منافق ؟؟ هل كل إثنا عشر هي في أئمتكم أو لا تدبروا هذا الأمر.

لو رجعنا إلى كتاب الله جل وعلا ما وجدنا أن الله جل وعلا نص على إمامة أحد منهم أبداً ، وقد مر بنا أدلتهم من القرآن وبينا أنه لا يصح منها شيء ، أين كتاب الله جل وعلا عن الإمامة التي هي عندهم أهم من الصلاة وأهم من الزكاة وأهم من الحج وأهم من كل شيء ما ذكرها الله سبحانه وتعالى ولا نص على هؤلاء الأئمة الإثني عشر في كتابه العزيز ، لما لم ينص الله تبارك وتعالى على هذا مع أهمية هذا الأمر هو عندهم أهم ركن من أركان الإسلام.

ذكر الله جل وعلا الرسل ورسالاتهم ، ذكر الله تبارك وتعالى أحوالهم مع أممهم ولم يذكر شيئاً أبداً عن هؤلاء الأئمة لا من قريب ولا من بعيد أتقصير من الله أو دعواهم باطلة إختر أي الأمرين شئت.

ولذلك زيد بن علي بن الحسين رضي الله عنه وزيد هذا أخو محمد الباقر عم جعفر الصادق ، بن علي زين العابدين ، تنتسب إليه طائفة الزيدية ، زيد بن علي بن الحسين يقولون إنه جلس مع مؤمن الطاق ، ويسميه أهل السنة شيطان الطاق محمد بن النعمان ، فقال له: يا أبا جعفر ، بعد أن بعث إليه وكان مستخفياً ، أخرج معي ساعدني فيما خرجت إليه فقال له شيطان الطاق أو مؤمن الطاق كما يحبون أن يسموه قال: إن كان الخارج أباك أو أخاك فنعم خرجت معك أما أنت فلا. قال يا أبا جعفر – يعني الأحول هذا -: كنت أجلس مع أبي على الخيوان – طاولة الطعام -  فيلقمني اللقمة السمينة ويبردها لي شفقة عليّ ولم يشفق علي من حر النار حيث أخبرك بالإمامة ولم يخبرني أنا !!! – أن الإمام بعد علي محمد وبعد محمد جعفر – ما أخبرني أبي بهذا على شفقته عليّ وحبه لي ، قال: جُعلت فداك من شفقته عليك من حر النار لم يخبرك ، خاف عليك ألا تقبل فتدخل النار ، وأخبرني أنا فإن قبلت نجوتُ وإن لم أقبل فلي ان أدخل.

هذا منطق !! ، هذا عقل ! لا يخبر ولده بالإمامة لأهم ركن من أركان الدين ويخبر الأجنبي البعيد ! ولذلك أصاب أهل السنة عندما سموه شيطان الطاق ،  الذي يتكلم هكذا مع واحد من أئمة أهل البيت وهو زيد بن علي بن الحسين.

كذلك هناك قضية مهمة. هناك شخص إسمه محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب هذا يُقال له النفس الزكية سنة 130 هـ خرج هذا الرجل وقال إنه هو المهدي وتبعه أقوام كثير ومن أهل البيت وهذا جد أبيه الحسن بن علي بن أبي طالب ، ليست القضية في خروجه ، القضية في أن جعفر الصادق الذي هو في منزلته أمر ولديه موسى الكاظم وعبد الله الأفطح أمرهما أن يخرجا معه تابعين له فإنظما إلى ثورته وهذا في مقاتل الطالبيين ص 244 ، مع أنهم يروون ( أن كل بيعة قبل ظهور القائم فبيعته كفر ونفاق وخديعة لعن الله المبايِع والمبايَع له ) بحار الأنوار ج 53 ص 8.

أحاديث المهدي لو نظرنا إليها في كتب الشيعة لوجدناها لا تُحصى من كثرتها لا أقول مئات تتجاوز المئات ومع هذا نجد أن جل فرق الشيعة لا تؤمن بالمهدي لماذا ؟ خاصة القديمة ، الفطحية لا تؤمن بالمهدي ، الناووسية لا تؤمن بالمهدي ، البترية لا تؤمن بالمهدي ، الصالحية لا تؤمن بالمهدي ، الكيسانية لا تؤمن بالمهدي ، الإسماعيلية لا تؤمن بالمهدي ، الجعفرية القديمة لا تؤمن بالمهدي ، الموسوية القديمة لا تؤمن بالمهدي.

هذه الأحاديث الكثيرة ، لماذا كلهم يغفلون عنها بل رواة أحاديث الشيعة الكبار هذه أسمائهم:

عمار الساباطي ، عبد الله بن أبي يعفور ، أبان بن تغلب ، هشام بن الحكم ، جميل بن دراج ، هشام بن سالم ، محمد بن نعمان وظف إليهم زرارة وأسال إن شئت أو إقرأ في رجال الكشي عن هؤلاء ماذا يكونون في رواة الشيعة ؟ !. كل هؤلاء يضيعون بعد جعفر الصادق لا يدرون إلى أين يتوجهون لماذا ؟ لأنه ما توجد مثل هذه الروايات كلها روايات متأخرة موضوعة بعد ذلك كُذبت بعد ذلك ، ولذلك هذا البياضي مثلاً عالمهم يقول: ( إن علياً لم يذكر النص للصحابة على نفسه لسببين ، لو ذكر ثم أنكروه لكفروا ولم يرد ذلك ، أنهم قصدوا في الشورى تقديم الأفضل فشارك ليعترفوا بأنه الأفضل فقط ) إذاً هذا البياضي يعترف أنه ما فيه نص لعلي ، علي لم يذكر النص لنفسه فكيف يكون ذُكر النص لأحد عشر من ولده ، وإذا كانت الإمامة نصاً في الإثني عشر هؤلاء لماذا تنازل الحسن لمعاوية ، إسألوا علمائكم ! والله نريد لكم الخير إسألوهم لماذا تنازل الحسن لمعاوية وهو إمام منصوص من عند الله تبارك وتعالى لماذا تنازل يقولون لأن الإمامة ليست في الحكم ليس الحكم شرطاً يمكن أن يكون إمام وليس بحاكم ، إذاً لماذا خرج الحسين على يزيد ، كان الحسين إمام وليس بحاكم لماذا خرج على يزيد ؟! إذا كانت القصية الإمامة لا شأن لها بالحكم أو لايلزم من الإمامة الحكم ، طيب الحسين يقول كذلك لا يلزمني الحكم ويظل إماماً بدون أ، يخرج على يزيد. لماذا خرج على يزيد ؟! سلوهم.

لكن أيضاً اسألوهم سؤالاً آخر ، لماذا خرج الحسين على يزيد ولم يخرج على معاوية ؟ ، مع أنه عاش خلافة معاوية بعد موت الحسن إحدى عشرة سنة بعد الحسن ، سنة 49 توفي الحسن رضي الله عنه وأنتهت خلافة معاوية رضي الله عنه سنة 60هـ ، من سنة 49 هـ إلى سنة 60 هـ الحسين لم يحرك ساكناً ضد معاوية وإنما خرج على يزيد ولم يخرج على معاوية.

فكروا لماذا ؟

إما أن تقولوا أن معاوية كان رجلاً صالحاً فهذه جيدة نقبلها منكم ، ويزيد ليس بصالح لاشيء فيها هناك كثير من علماء السنة يقولون يزيد ليس بصالح ، أنا أقول لك يزيد ليس بصالح لكن لا نسبه نحن لا نتقرب إلى الله بسبه ، لكن بدون شك هناك بكثير من هم أصلح منه وأولى منه بالخلافة ، لكن لماذا لم يخرج الحسين على معاوية. ولماذا تنازل الحسن لمعاوية والإمامة نص للأثني عشر ؟! ، إما أن نقول إن فعلهم خطأ وإما أن نقول أنه لا يوجد نص وهذا هو الصحيح إنه لا يوجد نص صحيح على شيء إسمه إثني عشر.

إذاً كان الأمر شورى كما قال علي رضي الله عنه: ( إنما الشورى للمهاجرين والأنصار فإن إجتمعوا على رجل وكان لله إماماً كان ذلك لله رضا ) نهج البلاغة ص 367.

وقال: ( بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان فلم يكن للشاهد أن يختار ولا للغائب أن يرد ) نهج البلاغة ص 366.

وقال كذلك لمن جاءه يطلبه أن يكون خليفة قال: ( دعوني وألتمسوا غيري فإننا مستقبلون أمراً له وجوه وألوان لا تقوم له القلوب ولا تثبت عليه العقول وإن تركتموني فإني كأحدكم ولعلي أسمعُكم وأطوعُكم لمن وليتموه أمركم وأنا لكم وزيراً خير لكم مني أميراً ) نهج البلاغة ص 336. هل علي هنا يغش الناس ؟ لا والله ما يغش الناس رضي الله عنه وأرضاه.


 رد شبهة رزية يوم الخميس

 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى ثم اما بعد:

وصلتنى رسالة من احدى الاخوات الفاضلات تخبرنى فيها بحوار دار بينها وبين احدى جاراتها من الامامية الاثنا عشرية حاولت الاخيرة من خلاله ان تثير على اختنا كل ما استطاعت من شبهات ، كان ذلك ايام عرض سيرة الفاروق رضى الله عنه على قناة المستقلة و مما دندنت حوله كثيرا شبهة ما يسمى برزية يوم الخميس فارسلت الى الاخت الكريمة تطلب منى ردا مختصرا على تلك الحادثة التى تستغل كثيرامن جانب الروافض فى التلبيس على عوام اهل السنة ومحاولة زعزعة ثقتهم فيما يكنونه للجبل الاشم عمر الفاروق رضى الله عنه وارضاه من حب وفضل وتقدير فسارعت بتلبية سؤلها على قدر طاقتى وبما يسر الله لى ثم بدى لى بعد ذلك ان اساهم بنتاج جهدى المتواضع فى هذه الساحة المباركة لعل الله ان ينفع به

اضف الى ذلك ان فى النفس بعض التساؤلات سوف اقوم بطرحها فى نهاية الموضوع واتمنى ان اجد عليها أجوبة معتبرة من الزملاء الامامية

فاقول وبالله التوفيق

انه لا شك ولا مرية عند كل اريب مطلع على كتب الاثنا عشرية خبير باحوالهم كم الحقد والبغض والكراهية التى يكنونها لاصحاب رسول الله صلى الله علية وسلم وان النصيب الاوفى من ذلك للفاروق رضى الله عنه ، ولا عجب فهو مدمر عروش فارس وكاسر ظهورأسود عرينهم المفترسة ومبيد امبروطوريتهم المزعومة

وقد وردت هذه الحادثة فى مصادر متعدده اكثرها من طرق ضعيفه لذا ساكتفى بالروايات الصحيحة عند اهل السنة سواء فى البخارى ومسلم او غيرهما

- ففى البخارى ومسلم

(عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب فقال النبي صلى الله عليه وسلم "هلمَّ أكتب لكم كتاباً لا تضلون بعده"، فقال عمر: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد غلب عليه الوجع وعندكم القرآن. حسبنا كتاب الله. فاختلف أهل البيت فاختصموا؛ فمنهم من يقول قرّبوا يكتب لكم رسول الله رسول الله صلى الله عليه وسلم كتاباً لن تضلوا بعده، ومنهم من يقول ما قال عمر؛ فلمّا أكثروا اللغو والاختلاف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "قوموا". قال عبيد الله فكان يقول ابن عباس: إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب لاختلافهم ولغطهم)

- وفي رواية عند البخاري قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما كثر عنده اللغط: (دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعونني إليه، وأوصى عند موته بثلاث:

أخرجوا المشركين من جزيرة العرب، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم. قال الراوي ونسيت الثالثة)

- وفي رواية أخرى للبخاري: (ولا ينبغي عند نبي تنازع فقالوا: ما له أهجر؟ استفهموه. فقال: ذروني فالذي أنا فيه خير مما تدعونني إليه)

- وفي رواية أخرى للبخاري أن من قال إن رسول الله وجع بعض الرجال دون نسبة هذا القول لعمر؛ وفيها أن طائفة من أهل البيت كانت مع عمر في رواية جاء فيها:

(لما حضر رسول الله رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي البيت رجال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "هلمّوا أكتب لكم كتاباً لا تضلون بعده"

فقال بعضهم: إن رسول الله رسول الله صلى الله عليه وسلم قد غلبه الوجع وعندكم القرآن، حسبنا كتاب الله. فاختلف أهل البيت واختصموا

فمنهم من يقول قربوا يكتب لكم كتاباً لا تضلون بعده، ومنهم من يقول غير ذلك. فلما أكثروا اللغو والاختلاف قال رسول الله رسول الله صلى الله عليه وسلم: قوموا)

- وفي رواية عند الحاكم في المستدرك: (قال رسول الله رسول الله صلى الله عليه وسلم "اتوني بدواة وكتف أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده أبداً

"ثم ولانا قفاه، ثم أقبل علينا فقال: "يأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر")

وهذا يحتمل أن رسول الله كتب شيئاً من ذلك الكتاب والذي يتضمن استخلاف أبي بكر لا كما تدعي الشيعة

- وفي رواية "البيهقي" جاءت كلمة هجر بصيغة السؤال: (قالوا ما شأنه أهجر؟ استفهموه. فذهبوا يفدون عليه. قال: "دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعونني إليه")

- وفي رواية له: (فقال بعض من كان عنده إن نبي الله ليهجر). وكذا عند الطبري وعند الإمام أحمد بصيغة (فقالوا ما شأنه أهجر…)

- وفي مسند الحميدي من حديث ابن عباس (فقال: ائتوني أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده أبداً، فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع. فقالوا ما شأنه أهجر استفهموه…).

- وعند أبي يعلى من غير لفظة (هجر) ولا (وجع) من حديث ابن عباس: (اشتد برسول الله رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه فقال:

"ائتوني أكتب لكم كتاباً لا تضلون بعده". فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع. فقال: "دعوني، فما أنا فيه خير مما تسألون عنه". قال أمرهم بثلاث)

نستنتج من هذه الروايات

1- ان كلمة.( أهجر ) لم تصدر عن عمر رضى الله عنه فى اى من الروايات الصحيحة

2- انها صدرت بلفظ ( قالوا ) للجمع ثم اتبعت بكلمة (استفهموه) على طريقة الانكار ،اى اسالوه فان النبى صلى الله عليه وسلم لا يصدر منه هذيان ابدا

3- ان الهجر فى لغةالعرب يدور على معنيين:

-أختلاط الكلام بوجه غير مفهوم ، وهو على معنيين:

ا- ما يعرض للأنبياء عليهم السلام وهو عدم تبيين الكلام لبحة عارضة فى الصوت او ثقل اللسان حين الكلام من اثر الحمى

وقد ثبت بإجماع أهل السير أن نبينا صلى الله عليه وسلم اصابته بحة الصوت في مرض موته

ب- جريان الكلام غير المنتظم أو المخالف للمقصود على اللسان بسبب الغشى العارض بسبب الحميات المحرقة في الأكثر

وهذا وإن كان ناتجا عن العوارض البدنية فقد أختلف العلماء في جواز عروضه للأنبياء ، فجوزه بعضهم قياساً على النوم ومنعه آخرون ،

فلعل القائل بذلك القول أراد المعنى الاول فيكون المعنى ان هذا الكلام خلاف عادته فلعلنا لم نفهم كلامه بسبب وجود الضعف في ناطقته فلا إشكال

وعلى التسليم بجواز المعنى الاول للكلمة فان من قالوها لم يقصدوا بها اتهام ولا منقصة لرسول الله صلى الله عليه وسلم

- قال الإمام النووي والسيوطي والقاضي عياض رواية (أهجر) بالهمز أي بالاستفهام اعتراضاً على من رفض الكتابة للرسول صلى الله عليه وسلم

أي هل يمكن أن يهذي حتى تمنعوا عن أن تحضروا دواة ليكتب لنا الكتاب؟ ؟؟

وقال ايضا: (وإن صحت الروايات الأخرى كانت خطأ من قائلها، قالها بغير تحقيق بل لما أصابه من الحيرة والدهشة

لعظيم ما شاهده من النبي صلى الله عليه وسلم من هذه الحال الدالة على وفاته وعظيم المصاب وخوف الفتن والضلال بعده)اهـ

4- قول عمر "إنه وجع" او " غلبه الوجع "عند البخاري ومسلم انما معناه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد زاد عليه الالم ونخشىيؤذيه طول الكتابة وهو بهذه الحالة فلا مانع من تاجيل ما يريد كتابته الى ان يصح من وعكته من باب الرفق به صلى الله عليه وسلم

وكان عمر رضى الله عنه يتكلم عن يقين جازم انه اذا كان ما سيكتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم من الدين فلن يموت الا بعد تبليغه

 ولم يخطر ببال عمر رضى الله عنه ( الذى لا يدعى لنفسه ولا ندعى له علم الغيب ) ان رسول الله صلى الله عليه سيموت فى مرضه هذا بدليل عدم تصديقه لخبر وفاته عندما أعلن عنها فكان كلامه رضى الله عنه نابعا من شفقته ورفقه برسول الله صلى الله عليه وسلم

واستحضاره لقول الله عز وجل (مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ) الانعام 38

وقوله تعالى:(الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) المائده 3

وبهذا يتضح ان اثبات صدور لفظ الوجع من عمر رضى الله عنه لا يحمل اى منقصة لرسول الله صلى الله عليه وسلم

5- إن رفض الكتابة لم يكن من عمر رضى الله عنه وحده فالروايات كما مر ذكر في الفاظها "أهل البيت" و"بعض القوم"

فلا شك ان هذا شامل لكل من حضر في البيت كما ذكر في الصحيحين وغيره وحمله على عمر دون غيره تحكم ظاهر

6- ان بيت النبى صلى الله عليه وسلم كان مليئا بالمسلمين منهم ذوو القدم الراسخة فى الاسلام ومنهم حدثاء العهد به

فلا يمتنع ان كلمة اهجر قد صدرت عن قوم حدثاء فى الاسلام تخفى عليهم مثل هذه الامور وخصوصا انه لم يثبت دليل على تعيين قائلها

7- ان امر النبى صلى الله عليه وسلم كان على وجه الندب وليس على الوجوب وهذا ما فهمه من رفض الكتابة وان كان البعض قد فهم منها الوجوب

وقد بين الإمام المازري والقرطبي ان ذلك لقرائن فَهِمَها بعض الصحابة الذين رفضوا الكتابة، بينما ظن الباقون إنها للوجوب فحمَلها مَن منعَ الكتابة على الندب كما حملوا قوله عليه السلام: "لا يصلين أحدكم العصر إلا في بني قريظة"

صحيح البخاري من حديث سعيد بن جبير فتح الباري 8/133

والذي يدل على أن أمره كان للندب عدم إنكاره عليه الصلاة والسلام لمن خالف أمره والنبي صلى الله عليه وسلم لا يقر مخالفة الواجب إجماعاً واتفاقاً

الدليل على ذلك ايضا انه بقى بعدها اربعة ايام دون أن يكتب كما نص على ذلك الإمام البخاري ولو كان أمره واجباً والله أمره بالكتابة لما توانى لحظة عن الكتابة

ولعاد إلى الطلب مراراً، وهو المأمور بتبليغ ما أمر به.

وهذا موافق لما فهمه على رضى الله عنه في صلح الحديبية عندما أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم بمحي كلمة رسول الله فلم يفعل ذلك رضى الله عنه

لحمله "على تقديم الأدب على الامتثال" كما ذكر ذلك علماء أهل السنة

وهذه هى الفقرة التى وردت فى كتب أهل السنة والشيعة:

عندما رفض المشركون كتابة "محمد رسول الله":  ( فقال المشركون: لا تكتب محمد رسول الله؛ لو كنت رسولاً لم نقاتلك. فقال لعلي: "امحه". فقال علي: ما أنا بالذي أمحاه. فمحاه رسول الله بيده …) فتح الباري 5/303

وفي كتب الشيعة مثل ذلك: ( امح يا علي واكتب محمد بن عبد الله. فقال أمير المؤمنين عليه السلام: ما أمحو اسمك من النبوة أبداً فمحاه رسول الله بيده). اهـ

الإرشاد 1/ 121. وإعلام الورى 97. وتفسير القمي 2/313

(بحار الأنوار20/333 تفسير مجمع البحرين9/197 للطبرسي

تفسير الميزان للطباطبائي18/267).

وهذه رواية المجلسى

بحار الأنوار - ج 20 ص 359: فقال سهيل: اكتب اسمه يمضي الشرط ، فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: ويلك يا سهيل كف عن عنادك ، فقال له النبي صلى الله عليه وآله: " امحها يا علي ": فقال يا رسول الله إن يدي لا تنطلق بمحو اسمك من النبوة ، قال له: " فضع يدي عليها " ( 4 ) فمحاها رسول الله صلى الله عليه وآله بيده

وهذا رابط تفسير القمى

اضغط هنا

http://www.al-shia.com/html/ara/books/tafsir-qommi-j2/33.html

نقول: قد روى عن على بن ابى طالب رضى الله عنه في نهج البلاغه قوله "وكفى بالكتاب حجيجا وخصيما" فهل يطبق الشيعة على على نفس الحكم الذي طبقوه على عمر عندما قال حسبنا كتاب الله؟؟!!!

8- وكما سبق وبينا ان النبى صلى الله عليه وسلم عاش بعد هذه الواقعة اربعة ايام وأوصى قبل موته وصيته المشهورة بإخراج المشركين من جزيرة العرب وإجازة الوفد والثالثة التي نسيها الراوي..فلو كان ما اراد كتابته من امور الدين الواجب تبليغها لطلب اعادة كتابته مرة ثانية كما أملى وصيته.

9- انه صلى الله عليه وسلم كتب شيئا منها كما فى رواية الحاكم في المستدرك: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اتوني بدواة وكتف أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده أبداً"

ثم ولانا قفاه، ثم أقبل علينا فقال: "يأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر").

ويؤيد ذلك ايضا ما جاء في البخارى ومسلم

عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه ادعى لي أباك وأخاك حتى أكتب كتابا فإني أخاف أن يتمنى متمن ويقول قائل أنا أولى ويأبي الله والمؤمنون إلا أبا بكر

وعن القاسم بن محمد قال قالت عائشة وارأساه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كان وأنا حي فاستغفر لك وأدعو لك قالت عائشة واثكلاه والله إني لأظنك تحب موتي فلو كان ذلك لظللت آخر يومك معرسا ببعض أزواجك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بل أنا وارأساه لقد همت أن أرسل إلى أبي بكر وابنه وأعهد أن يقول القائلون أو يتمنى المتمنون ويدفع الله ويأبى المؤمنون

وفي صحيح مسلم عن ابن أبي مليكة قال سمعت عائشة وسئلت من كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مستخلفا لو استخلف قالت أبو بكر فقيل لها ثم من بعد أبي بكر قالت عمر قيل لها ثم من بعد عمر قالت أبو عبيدة عامر بن الجراح ثم انتهت إلى هذا

10- لو ان ما اراد النبى صلى الله عليه وسلم كتابته من اصول الدين لما حال دون كتابته اختلاف او تنازع وذلك لان النبى صلى الله عليه وسلم مامور بتبليغ شرع الله عز وجل

قال تعالى  (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ) المائدة -67

وقال تعالى  ( الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ) الاحزاب - 39

فكتمان شيئا مما امر بتبليغه مستحيل في حقه صلى الله عليه وسلم وهذا اصل متفق عليه عند اهل السنة والجماعة

وبهذا يعلم ان الامر كان امر اجتهاد منه صلى الله عليه وسلم وارشاد لامته وليس مما امر بتبليغه من الله عز وجل

قال الامام الخطابى عند تعليقه على الحديث

( لا يجوز أن يحمل قول عمر على أنه توهم الغلط على رسول الله صلى الله عليه وسلم أو ظن ذلك مما لا يليق به بحال،

ولكنه لما رأى ما غلب على رسول الله من الوجع وقرب الوفاة مع ما اعتراه من الكرب خاف أن يكون ذلك القول مما يقوله المريض

مما لا عزيمة له فيه فيجد المنافقون بذلك سبيلاً إلى الكلام في الدين وقد كان أصحابه عليه الصلاة والسلام يراجعونه في بعض الأمور

قبل أن يجزم فيها بتحتيم، كما راجعوه في يوم الحديبية في الخلاف وفي كتاب الصلح بينه وبين قريش، فأما إذا أمر بالشيء أمر عزيمة

فلا يراجعه فيه أحد منهم. قال: وأكثر العلماء على أنه يجوز عليه الخطأ فيما لم ينزل عليه، وقد أجمعوا كلهم على أنه لا يقر عليه

قال: ومعلوم أنه صلى الله عليه وسلم وإن كان الله تعالى قد رفع درجته فوق الخلق كلهم فلم ينزهه عن سمات الحدث والعوارض البشرية)

شرح مسلم 11/91

وقد ثبت وصف الهجر فى كتب الامامية على احد ائمتهم المعصومين

قال ابن طاوس شرف العترة وركن الإسلام:

(ومن ذلك في دلائل علي بن الحسين عليه السلام ما رويناه بإسنادنا إلى الشيخ أبي جعفر بن رستم قال: حضر علي بن الحسين الموت

فقال لولده: يا محمد أي ليلة هذه… ثم دعا بوضوء فجيء به، فقال: إن فيه فأرة، فقال بعض القوم إنه يهجر فجاءوا بالمصباح..). اهـ

فرج المهموم ص 228

واما قول ابن عباس إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين أن يكتب الكتاب"

فلا اجد انفس من كلام شيخ الاسلام ابن تيمية عليه رحمة الله تعالى حيث قال:

(قول ابن عباس رضى الله عنه يقتضي أن هذا الحائل كان رزية وهو رزية في حق من شك في خلافة الصديق أو اشتبه عليه الأمر فإنه لو كان هناك كتاب لزال هذا الشك فأما من علم أن خلافته حق فلا رزية في حقه ولله الحمد،ومن توهم أن هذا الكتاب كان بخلافة علي رضى الله عنه فهو ضال باتفاق عامة الناس من علماء السنة والشيعة أما أهل السنة فمتفقون على تفضيل أبي بكر وتقديمه وأما الشيعة القائلون بأن عليا كان هو المستحق للإمامة فيقولون إنه قد نص على إمامته قبل ذلك نصا جليا ظاهرا معروفا وحينئذ فلم يكن يحتاج إلى كتاب وإن قيل إن الأمة جحدت النص المعلوم المشهور فلأن تكتم كتابا حضره طائفة قليلة أولى وأحرى

وأيضا فلم يكن يجوز عندهم تأخير البيان إلى مرض موته ولا يجوز له ترك الكتاب لشك من شك فلو كان ما يكتبه في الكتاب مما يجب بيانه وكتابته لكان النبي صلى الله عليه وسلم يبينه ويكتبه ولا يلتفت إلى قول أحد فإنه أطوع الخلق له فعلم أنه لما ترك الكتاب لم يكن الكتاب واجبا ولا كان فيه من الدين ما تجب كتابته حينئذ إذ لو وجب لفعله ولو أن عمر رضي الله عنه اشتبه عليه أمر ثم تبين له أو شك في بعض الأمور فليس هو أعظم ممن يفتي ويقضي بأمور ويكون النبي صلى الله عليه وسلم قد حكم بخلافها مجتهدا في ذلك ولا يكون قد علم حكم النبي صلى الله عليه وسلم فإن الشك في الحق أخف من الجزم بنقيضه

وكل هذا إذا كان باجتهاد سائغ كان غايته أن يكون من الخطأ الذي رفع الله المؤاخذه به كما قضى على في الحامل المتوفى عنها زوجها أنها تعتد أبعد الأجلين مع ما ثبت في الصحاح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لما قيل له إن أبا السنابل بن بعكك أفتى بذلك لسبيعة الأسلمية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذب أبو السنابل بل حللت فانكحى من شئت فقد كذب النبي صلى الله عليه وسلم هذا الذي أفتى بهذا وأبو السنابل لم يكن من أهل الاجتهاد وما كان له أن يفتي بهذا مع حضور النبي صلى الله عليه وسلم

وأما علي وابن عباس رضي الله عنهما وإن كانا أفتيا بذلك لكن كان ذلك عن اجتهاد وكان ذلك بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكن بلغهما قصة سبيعة

وهكذا سائر أهل الاجتهاد من الصحابة رضي الله عنهم إذا اجتهدوا فأفتوا وقضوا وحكموا بأمر والسنة بخلافه ولم تبلغهم السنة كانوا مثابين على اجتهادهم مطيعين لله ورسوله فيما فعلوه من الاجتهاد بحسب استطاعتهم ولهم أجر على ذلك ومن اجتهد منهم وأصاب فله أجران) اهـ

منهاج السنة ، الجزء 6 ، صفحة 25

انتهى الرد واسال الله ان ينفع به وان يعفو عن زلاتى وتقصيرى

يتبع بالأسئلة:

 اين كان على وفاطمة وباقى أهل البيت رضى الله عنهم وقت وقوع التنازع ؟؟؟!!!

وإذا كانت مقولة عمر رضى الله عنه عصيانا وإعتراضا على امر الله يفسق او يكفر بها فلما لم يصدر عن أحدهم اى استنكار او رد فعل على مقولته؟؟!!

وان كان صدر عنهما استنكار فاين نجده؟؟؟!!!

وهل ما اراد النبى صلى الله عليه وسلم كتابته يدخل فيما أمره الله بتبليغه؟؟!!

وهل بلغه قبل ;


 الرد على آية الولاية ومن قال أن عليا تصدق بخاتمه

( الرد الأول )

كم ولي بمعنى إمام في هذه الآية؟

• إن كان معنى الولي هو الإمام صار معنى الآية هكذا: إنما إمامكم الله.. فهل يرتضي الرافضة هذا التفسير؟

• هل موضوع الآية متعلق بالولاية يفتح الواو بمعنى الولاء والنصرة أم بكسرها بمعنى الإمامة؟

• أما استدلالهم بقوله تعالى (الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون). فهو استدلال عقيم ناتج عن جهلهم المركب. فهل يعقل أن لا نقيم الصلاة إلا أثناء الركوع؟ ولا نؤتي الزكاة إلا أثناء الركوع؟ هل هذا من فقه الشيعة في الزكاة؟ هل يؤدي الرافضة الزكاة وهم راكعون؟ هل يعدون الأموال التي ينفقونها أثناء ركوعهم؟ وهل يدخلون في الصلاة وهم راكعون فتصير تكبيرة التحريم للدخول في الصلاة بعد الركوع؟

• ما هذه المفاهيم المعوجة المضحكة؟

• وحتى عندما ذكر الله أولي الأمر جعلهم منا لا من أهل البيت.

• هذه الآية يسميها الشيعة «آية الوِلاية» بكسر الواو وهو خطأ والصحيح بفتح الواو.

• وسياق الآية يناسب هذا التنبيه لأن السياق متعلق بمودة المؤمنين ومؤازرتهم لا بموضوع الإمامة.

• ما زلنا نطالب بنص جلي واضح يليق بما تعتبرونه أصلا من أصول الدين أهم من الصلاة والصيام. ولا يقوم الدين إلا به ولا يقبل العمل إلا معه. وهيهات أن تجدوا.

• لقد قال تعالى قبل هذه الآية للمؤمنين { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين -إلى قوله- إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون} [ المائدة 55 - 56] ، وقال {والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض} [سورة التوبة 71].

• فأثبت الموالاة بينهم وأمر بموالاتهم والرافضة تتبرأ منهم ولا تتولاهم وأصل الموالاة المحبة وأصل المعاداة البغض وهم يبغضونهم ولا يحبونهم.

• أما الرواية التي تحكي أن عليا أدى الزكاة وهو راكع. فهيئة مثيرة للتعجب أن يعطي المزكي زكاته وهو راكع ولم لا يعطيها وهو ساجد!!!

• قال الهيثمي في مجمع الزوائد « فيه من لم أعرفهم» (7/17) وهذا اصطلاح يشير به إلى أن في الرواية مجاهيل.

• قال ابن كثير: رواه ابن مردويه من حديث علي بن ابي طالب رضي الله عنه وعمار بن ياسر وليس يصح منها شيء بالكلية، لضعف أسانيدها وجهالة رجالها" (تفسير ابن كثير 3/130).

• وقال الطبراني في المعجم الأوسط (6/218) « تفرد به خالد بن يزيد».

• والذي زعم أنها نزلت في علي هو الثعلبي وهو الملقب بحاطب الليل لأنه لا يميز الصحيح من الضعيف وأكثر رواياته عن الكلبي عن أبي صالح وهو عند أهل العلم من أوهى ما يروى في التفسير.

• قال ابن حجر العسقلاني " رواه الطبراني في الأوسط في ترجمة محمد بن علي الصائغ، وعند ابن مردويه من حديث عمار بن ياسر قال: وقف بعلي سائل وهو واقف في صلاته… الحديث. وفي إسناده خالد بن يزيد العمر وهو متروك، ورواه الثعلبي من حديث أبي ذر مطولا وإسناده ساقط" (الكافي الشافي في تخريج أحاديث الكشاف لابن حجر العسقلاني، هامش الكشاف 1/649).

• فلا يمكن أن يبنى ركن الإمامة على هذه الآثار الضعيفة.

• سبب نزول الآية

• الآية نزلت في عبادة بن الصامت حين تبرأ من حلفه السابق مع اليهود لما أعلن اليهود الحرب عليه. فقد روى ابن جرير أنها نزلت في عبادة بن الصامت لما حاربت بنو قينقاع رسول الله صلى الله عليه وسلم  فمشى إليهم عبادة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أحد بني عوف بن الخزرج فخلصهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبرأ إلى الله وإلى رسوله من حلفهم وقال: أتولى الله ورسوله والمؤمنين وأبرأ من حلف الكفار وولايتهم« (تفسير الطبري 6/288 وتفسير ابن كثير 2/71).

• قلت: وفيه السائب بن محمد الكلبي والضحاك عن ابن عباس. لم يصح فإن الضحاك لم يثبت لقياه ابن عباس.

• الأدلة العقلية على بطلان الاحتجاج بالآية

• هل عند الشيعة رواية عن علي تتضمن احتجاج علي بهذا لآية على تقديم إمامته على غيره؟ أو أنه احتج عليهم بيوم الغدير؟

• سياق الكلام في الآية متعلق بالنهي عن موالاة الكفار وقد سبق هذه الآية قوله تعالى] يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء[ لا بموضوع من الأولى بالإمامة بعد الرسول صلى الله عليه وسلم.

• الواو ليست واو الحال إذ لو كان كذلك كان لا يسوغ أن يتولى إلا من أعطى الزكاة في حال الركوع.  فلا يتولى علي سائر الصحابة والقرابة.

• قال رسول الله صلى الله عليه وسلم »  إن في الصلاة لشغلا« فكيف يكون أداء الزكاة داخل الصلاة؟ وبالتحديد عند حالة الركوع؟ ولم لا يكون أداؤها في حال القيام أو السجود أو عند التشهد مثلا؟

• قوله (والذين) صيغة جمع وعلي واحد.

• وعلي لا زكاة عليه وقد كان فقيرا باعتراف الشيعة.

• أن أكثر العلماء على أن إخراج الخاتم في الزكاة لا يجزئ.

• أن في الصلاة شغل عن الأعمال الخارجة. أليس من الغريب أن لا يصبر علي على أداء الزكاة حتى يخرج من صلاته؟ أم أن الشرع أوجب أن تؤدى الزكاة على هذا النحو؟

• الولي هو القريب والمحب والنصير

• إنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله ويحسبون أنهم مهتدون.

• يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان. ومن يتولهم منكم فأولئك هم الخاسرون.

• يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء. بعضهم أولياء بعض. ومن يتولهم منكم فإنه منهم. والنهي لم يكن عن مبايعتهم. وإنما كان النهي في السياق عن محبتهم ومودتهم.

• والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض (التوبة).

• لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين.

• وإن الظالمين بعضهم أولياء بعض والله ولي المتقين.

• ومن يتولهم منكم فإنه منهم. وليس المعنى أن نبايعهم على السمع والطاعة فإن هذا معروف ضرورة. وإنما على مطلق المحبة والمودة والاقتراب منهم.

(يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا). وهذا في النصرة لا في الإمامة.

• ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم.

• بل الله مولاكم وهو خير الناصرين.

• فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين.

• وقد وضع بعض الكذابين حديثاً مفترىً أنَّ هذه الآية نزلت في "علي" لما تصدق بخاتمه في الصلاة!! وهذا كذبٌ بإجماعِ أهل العلم بالنقل ، وكَذِبُه بَيِّنٌ مِن وجوهٍ كثيرةٍ :

• منها : أنَّ قوله {الذين} صيغة جمع و"عليٌّ" واحدٌ.

ومنها : أن الواو ليست واو الحال إذ لو كان كذلك لكان لا يسوغ أن يتولى إلا مَن أعطى الزكاة في حال الركوع فلا يتولى سائر الصحابة والقرابة.

ومنها : أنَّ المدح إنما يكون بعمل واجبٍ أو مستحبٍ ، وإيتاء الزكاة في نفس الصلاة ليس واجباً ولا مستحباً باتفاق علماء الملة ، فإن في الصلاة شغلاً.

ومنها : أنه لو كان إيتاؤها في الصلاة حسناً لم يكن فرقٌ بين حال الركوع وغير حال الركوع ، بل إيتاؤها في القيام والقعود أمكن.

ومنها : أن "عليّاً" لم يكن عليه زكاةٌ على عهد النبي صلى الله عليه وسلم.

ومنها : أنه لم يكن له أيضا خاتمٌ ولا كانوا يلبسون الخواتم حتى كتب النبي صلى الله عليه وسلم كتاباً إلى كسرى فقيل له إنهم لا يقبلون كتاباً إلا مختوماً فاتخذ خاتماً مِن ورِق ونقش فيها (محمَّدٌ رسولُ الله).

ومنها : أنَّ إيتاءَ غيرِ الخاتم في الزكاة خيرٌ مِن إيتاء الخاتم فإنَّ أكثر الفقهاء يقولون لا يجزئ إخراج الخاتم في الزكاة.

ومنها : أن هذا الحديث فيه أنه أعطاه السائل ، والمدح في الزكاة أنْ يخرجها ابتداءً ، ويخرجها على الفور لا ينتظر أن يسأله سائلٌ.

ومنها : أنَّ الكلام في سياق النهي عن موالاة الكفار والأمر بموالاة المؤمنين كما يدل عليه سياق الكلام.

• وسيجيء إن شاء الله تمام الكلام على هذه الآية فإن الرافضة لا يكادون يحتجون بحجةٍ إلا كانت حجةً عليهم لا لهم كاحتجاجهم بهذه الآية على الولاية التي هي الإمارة ، وإنما هي في الولاية التي هي ضد العداوة والرافضة مخالفون لها..أ.هـ "منهاج السنة" (2/30-32).

قوله نزول آية ( إنما وليكم ) في علي بن أبي طالب.

فنقول أن الروايات التي رويت في هذا الباب كلها من الأكاذيب فمنها : أن الواو ليست واو الحال إذ لو كان كذلك لكان لا يسوغ أن يتولى إلا مَن أعطى الزكاة في حال الركوع فلا يتولى سائر الصحابة والقرابة. ومنها : أنَّ المدح إنما يكون بعمل واجبٍ أو مستحبٍ ، وإيتاء الزكاة في نفس الصلاة ليس واجباً ولا مستحباً باتفاق علماء الملة ، فإن في الصلاة شغلاً. ومنها : أنه لو كان إيتاؤها في الصلاة حسناً لم يكن فرقٌ بين حال الركوع وغير حال الركوع ، بل إيتاؤها في القيام والقعود أمكن. ومنها : أن "عليّاً"  لم يكن عليه زكاةٌ على عهد النبي صلى الله عليه وسلم. ومنها : أنه لم يكن له أيضا خاتمٌ ولا كانوا يلبسون الخواتم حتى كتب النبي صلى الله عليه وسلم كتاباً إلى كسرى فقيل له إنهم لا يقبلون كتاباً إلا مختوماً فاتخذ خاتماً مِن ورِق ونقش فيها (محمَّدٌ رسولُ الله). ومنها : أنَّ إيتاءَ غيرِ الخاتم في الزكاة خيرٌ مِن إيتاء الخاتم فإنَّ أكثر الفقهاء يقولون لا يجزئ إخراج الخاتم في الزكاة. ومنها : أن هذا الحديث فيه أنه أعطاه السائل ، والمدح في الزكاة أنْ يخرجها ابتداءً ، ويخرجها على الفور لا ينتظر أن يسأله سائلٌ. ومنها : أنَّ الكلام في سياق النهي عن موالاة الكفار والأمر بموالاة المؤمنين كما يدل عليه سياق الكلام.

قوله بأن أصحاب الكتب الستة أجمعوا على نزول الآية في عليّ. 

يقول الإمام ابن كثير في تفسيره لهذه الآية  الكريمة وبعد أن ذكر بعض أحاديث التي تذكر أن علياً تصدق بخاتمه قال : (( وليس يصح  شيء منها بالكلية لضعف أسانيدها وجهالة رجالها )) تفسير ابن كثير جـ 2 ص ( 598 )  فهذا قول أمام من كبار المفسرين يعرض أسانيد تلك الروايات ويفندها ، وهذا دليل قاطع  على عدم وجود ذلك الإجماع المزعوم.

 وننقل لكم كلام شيخ الإسلام بن تيمية في هذه الرواية

 حادثة تصدق علي بخاتمه

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.  وبعد:

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

وقال للمؤمنين { يا  أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم  منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين -إلى قوله- إنما وليكم الله ورسوله  والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ومن يتول الله ورسوله  والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون} [ المائدة 55 - 56] ، وقال {والمؤمنون  والمؤمنات بعضهم أولياء بعض} [سورة التوبة 71] فأثبت الموالاة بينهم وأمر بموالاتهم  والرافضة تتبرأ منهم ولا تتولاهم وأصل الموالاة المحبة وأصل المعاداة البغض وهم  يبغضونهم ولا يحبونهم.

وقد وضع بعض الكذابين حديثاً مفترىً أنَّ هذه الآية  نزلت في "علي" لما تصدق بخاتمه في الصلاة!! وهذا كذبٌ بإجماعِ أهل العلم بالنقل ،  وكَذِبُه بَيِّنٌ مِن وجوهٍ كثيرةٍ :

منها : أنَّ قوله {الذين} صيغة جمع  و"عليٌّ" واحدٌ.

ومنها : أن الواو ليست واو الحال إذ لو كان كذلك لكان لا يسوغ  أن يتولى إلا مَن أعطى الزكاة في حال الركوع فلا يتولى سائر الصحابة والقرابة.

ومنها : أنَّ المدح إنما يكون بعمل واجبٍ أو مستحبٍ ، وإيتاء الزكاة في نفس  الصلاة ليس واجباً ولا مستحباً باتفاق علماء الملة ، فإن في الصلاة شغلاً.

ومنها : أنه لو كان إيتاؤها في الصلاة حسناً لم يكن فرقٌ بين حال الركوع وغير  حال الركوع ، بل إيتاؤها في القيام والقعود أمكن.

ومنها : أن "عليّاً" لم يكن  عليه زكاةٌ على عهد النبي صلى الله عليه وسلم.

ومنها : أنه لم يكن له أيضا  خاتمٌ ولا كانوا يلبسون الخواتم حتى كتب النبي صلى الله عليه وسلم كتاباً إلى كسرى  فقيل له إنهم لا يقبلون كتاباً إلا مختوماً فاتخذ خاتماً مِن ورِق ونقش فيها (محمَّدٌ رسولُ الله).

ومنها : أنَّ إيتاءَ غيرِ الخاتم في الزكاة خيرٌ مِن  إيتاء الخاتم فإنَّ أكثر الفقهاء يقولون لا يجزئ إخراج الخاتم في الزكاة.

ومنها : أن هذا الحديث فيه أنه أعطاه السائل ، والمدح في الزكاة أنْ يخرجها  ابتداءً ، ويخرجها على الفور لا ينتظر أن يسأله سائلٌ.

ومنها : أنَّ الكلام في  سياق النهي عن موالاة الكفار والأمر بموالاة المؤمنين كما يدل عليه سياق الكلام.

 وسيجيء إن شاء الله تمام الكلام على هذه الآية فإن الرافضة لا يكادون  يحتجون بحجةٍ إلا كانت حجةً عليهم لا لهم كاحتجاجهم بهذه الآية على الولاية التي هي  الإمارة ، وإنما هي في الولاية التي هي ضد العداوة والرافضة مخالفون لها..أ.هـ "منهاج السنة" (2/30-32).

===========================================

 ( الرد الثاني )

آية الولاية هي قول الله تبارك وتعالى {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ  وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ  وَهُمْ  رَاكِعُونَ 55 }.

يستدلون بهذه الآية على إمامة علي رضي  الله عنه وأرضاه قبل أبي بكر وقبل عمر وقبل عثمان.

وجه الدلالة ليس في هذه  الآية وإنما في سبب نزول هذه الآية ، فالآية إذا كما ترون عامة يقول الله فيها

{إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ  وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ  يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ 55 }

لا ذكر فيها  أبداً لعلي رضي الله عنه ولا  ذكر فيها لأحد من أصحاب النبي صلوات الله  وسلامه عليه ، إنما تذكر

 {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ  آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ  الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ  رَاكِعُونَ 55 }

إذاً أين الدلالة ؟؟ الدلالة هي في تفسير هذه الآية وهو سبب نزولها  كما يزعم

القوم فما سبب نزول الآية عندهم ؟؟

إنّ سبب نزول  الآية عندهم دعوى أنّ علياً رضي الله عنه كان يصلي فجاء سائل يسأل الناس فلم يعطه  أحد شيئاً ، فجاء

إلى علي وهو راكع فمد علي يده وفيها خاتم فأخذ الرجل  الخاتم من يد علي رضي الله عنه فأنزل الله جل وعلا هذه

الآية {إِنَّمَا  وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ  الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ 55 } فيقولون الذين آتوا

الزكاة وهم راكعون هم واحد وهو علي بن أبي طالب فهذه الآية أو ما تسمى  عندهم بآية الولاية وهي أقوى دليل

عندهم بهذه المسألة كما قرأت لبعض  علمائهم.

لنرى هل هذه الآية فعلاً تدل على مرادهم أو لا تدل ، هذه  الآية طُرحت في أثناء المناظرة وتم الرد على بعض شبههم

فيها ولكن كما قلت  نحتاج إلى أن نسهب أكثر في بيان معنى هذه الآية وبيان مدى دلالتها على ولاية علي  رضي الله

عنه وأرضاه.

إن الله تبارك وتعالى يقول في كتابه  العزيز {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ 1 الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ 2 } ،  ويقول رسولنا

صلوات الله وسلامه عليه : ( إن في الصلاة لشغلاً ) متفق  عليه.

وعلي عندنا معاشر أهل السنة والجماعة من أئمة المسلمين ومن أئمة  المتقين ومن أئمة الخاشعين فلا نقبل أبداً أن

ينسب إلى علي رضي الله عنه أن  يشتغل بإخراج الزكاة وقت الصلاة ، بل نرى أن علياً رضي الله عنه ممن يلتزم بقول

الله تبارك وتعالى {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ 1 الَّذِينَ هُمْ فِي  صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ 2 } ويلتزم بقول النبي صلى الله عليه وآله

وسلم : (  إن في الصلاة لشغلاً ) ، ثم يقال بعد هذا كله إن الأصل في الزكاة أن يتقدم بها  المزكي

لا أن ينتظر الفقير أو  المحتاج حتى يأتيه ويطلب منه هذه الزكاة ،  فهذا لا يُمدح وإنما يُمدح الذي يعطيها إبتداءاً للذي ينتظر الفقير حتى يأتيه  ويعرض نفسه للسؤال ، ونحن كذلك ننزه علياً رضي الله عنه من أن يفعل ذلك وهو  أن ينتظر الفقير حتى يأتيه ثم يعطيه  زكاة ماله.

ثم كذلك نقول  إنّ الزكاة لم تجب على علي رضي الله عنه في زمن النبي صلوات الله وسلامه عليه بل  كان فقيراً ، إسألوا  أنفسكم ماذا أمهر علي رضي الله عنه فاطمة رضي الله  عنها ؟؟

أمهرها درعاً ، لم يكن ذا مال ، كان فقيرا ما كان يستطيع أن  يشتري خادماً لفاطمة ، ولذلك لما سمع علي رضي الله عنه

وفاطمة رضي الله  عنها بقدوم سبي للنبي صلى الله عليه وسلم ذهبا يطلبان خادماً ، ما كانا يملكان حتى  شراء خادم ،

ومع هذا يأتي علي ويتزكى في زمن النبي صلى الله عليه وسلم !!  هذا لا يمكن أبداً ، ما كانت الزكاة واجبة على علي  زمن النبي صلى الله عليه  وسلم.

كذلك نقول ليس في هذه الآية مدح لمن يعطي الزكاة وهو راكع ، إذ  لو كان الأمر كذلك لكان إعطاء الزكاة أثناء وقت  الركوع أفضل من غيره من  الأوقات !! ونقول لجميع الناس أعطوا زكاة أموالكم وأنتم ركوع لأن الله مدح الذين  يعطون  زكاة أموالهم وهم ركوع !! ولقلنا للفقراء إبحثوا عن الراكعين  وأسألوهم الزكاة ولا أظن أنه يقول احد من أهل العلم  مثل هذا الكلام.

ثم إن الله جل وعلا ذكر إقامة الصلاة ولم يذكر أدائها ، فلنحاول أن نتدبر  الآية قليلاً ، إن الله جل وعلا يقول : {إِنَّمَا  وَلِيُّكُمُ اللّهُ  وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ } ثم وصفهم الله جل وعلا قال ** الَّذِينَ  يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ } فلم  فصل  بين الركوع والصلاة وأدخل بينهما الزكاة ، إن القرآن يعلم جميع المسلمين أنه أفصح  القول ولا يستطيع أحد أن  يمسك على القرآن ولا غلطة واحدة في نحوٍ ولا بلاغة  ولا صرف ولا في غيرها من الكلمات أبداً لا يمكن هذا ، أحسن  الحديث وأحسن  الكلام ، إذا كان الأمر كذلك – ولا أظن أن مسلماً يخالفني في ذلك – فكيف دخلت  الزكاة بين الصلاة

والركوع ؟ ثم إن الصلاة إنما ذكرت بالإقامة فقال جل ذكره **  الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ } إن إقامة الصلاة تختلف تماماً عن  أدائها وذلك أن إقامة الصلاة هي أن تؤدى هذه الصلاة بكمال شروطها وأركانها  وواجباتها بل ومستحباتها مع حسن  وضوء وحسن خشوع ، هذه هي إقامة الصلاة ولذا  جاء بعده ذكر الزكاة أما قوله جل وعلا ** وَهُمْ رَاكِعُونَ } فليس له  دخل  في الصلاة أصلا وإنما الركوع هنا بمعنى الخضوع لله جل وعلا كما قال سبحانه وتعالى  عن داوود عليه السلام

{وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ  رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ 24 } ومعلوم أن داوود عليه السلام إنما خر  ساجداً ولذا نسجد

نحن إذا قرأنا هذه الآية سجود التلاوة ، وداوود خر راكعاً  فكيف يكون هذا ؟؟ نقول إن داوود خر ساجداً ولكن الله قال

{خَرَّ رَاكِعًا }

نقول أي خاضعاً لله جل وعلا ، فالركوع هو الخضوع لله جل وعلا.

ومنه قول  الله جل وعلا عن مريم عليها السلام ** يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي  وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ } أي إخضعي مع

الخاضعين ولذا مريم كانت تعيش  بيت المقدس ، وهبتها أمها لبيت المقدس وأمرأة لا تجب عليها صلاة الجماعة مع

الراكعين ، وإنما المقصود إخضعي لله جل وعلا مع الخاضعين له سبحانه وتعالى.

فيكون ;


 الرد على شبهة حديث الثقلين

ما هو حديث الثقلين ، حديث الثقلين أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن زيد بن أرقم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : ( وأنا تارك فيكم الثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله وأستمسكوا به ) ،  قال زيد : فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال : ( وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي ) أخرجه الإمام مسلم في صحيحه.

ماذا فيه ؟ فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( إني تارك فيكم الثقلين ) الثقل الأول كتاب الله وكما هو وارد في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالأخذ به والتمسك به ثم الثقل الثاني وهم أهل بيته قال ( أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي).

ظاهر الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم يأمر برعاية حقوق أهل بيته صلى الله عليه وآله وسلم ولكنهم لا يتوقفون عند هذا الحديث أعني حديث زيد بن أرقم وإنما يتجاوزون ذلك إلى حديث أم سلمة وحديث علي وحديث أبي سعيد الخدري ، أما حديث علي رضي الله عنه ففيه ( إني تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا كتاب الله سببه بيد الله وسببه بإيديكم وأهل بيتي ) ظاهره أنه أمر بالتمسك بأهل بيته وهذا أخرجه بن أبي عاصم في السنة ، ولكن مشكلته أنه لا يصح حيث إن في رواته سفير بن زيد ضعفه أبو حاتم والنسائي وأبو زرعة ويعقوب بن شيبة وبن المديني فلا يمكن الإستدلال بمثل هذا الحديث ، ندعه ونأخذ الحديث الذي بعده وهو حديث أبي سعيد الخدري وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إني قد تركت الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله عز وجل حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ألا إنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ) وهذا أخرجه أحمد والترمذي وأبو يعلا وبن أبي عاصم ولكن هذا أيضاً فيه عطية العوفي ضعفه أحمد وأبو حاتم والنسائي وغيرهم بل هو متفق على ضعفه عند أهل العلم إذاً لا يسلم هذا أيضاً.

الحديث الرابع وهو حديث زيد بن ثابت وفيه ( إني تارك فيكم خليفتين كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والأرض أو ما بين السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ) أخرجه أحمد والطبراني وفيه القاسم بن حسان وثقه أحمد بن صالح والعجلي وذكره بن حبان في الثقات وضعفه البخاري وبن قطان وسكت عنه بن أبي حاتم وضعفه الذهبي وقال بن حجر مقبول وفيه شريك بن عبد الله وهو سيء الحفظ.

الحديث الخامس حديث جابر بن عبد الله ( يا أيها الناس إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي ) أخرجه الترمذي والطبراني وفيه زيد بن الحسن الأنماطي قال أبو حاتم مُنْكر الحديث وكذا قال الذهبي وقال بن حجر ضعيف.

من هذه الروايات يظهر لنا أن حديث الثقلين إنما يصح من رواية زيد بن أرقم رضي الله عنه وليس فيه شيء من الأمر بالتمسك بالعترة ، وإنما فيه الأمر برعاية حق العترة ، والأمر إنما هو في التمسك بكتاب الله لذا جاء حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه في صحيح مسلم ( وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده أبداً إن إعتصمتم به ، كتاب الله ) فقط ولم يتطرق لأهل البيت ولا للعترة وهذا رواه جعفر الصادق عن أبيه محمد الباقر عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وحديث الأمر بالتمسك بالعترة ضعفه أحمد وبن تيمية ، نعم صححه بعض أهل العلم كالألباني وغيره ولكن العبرة بما يكون فيه البحث العلمي وهو أن هذا الحديث لا يصح علمياً من حيث النظر إلى الأسانيد والدلالات و هذه منهجية أهل السنة والجماعة وأنهم لا يقلدون أحداً في مثل هذه الأمور بل يتبعون بحسب القواعد الموضوعة.

صح هذا الحديث فكان ماذا ؟ سلمنا بصحته فكان ماذا ؟ أمر بالتمسك بالثقلين ، من هم الثقلان ؟ كتاب الله وعترة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، يقول بن الأثير (  سماهما الثقلين لإن الأخذ بهما والعمل بهما ثقيل ويُقال لكل خطير نفيس ثَقَل فسماهما ثقلين إعظاماً لهما وتفخيماً لشأنهما ) قاله بن الأثير ج1 ص 216 في غريب الحديث.

ومعنى الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بحفظ حقوقهم ، ولذلك الصحابة رضي الله عنهم أعطوا الثقلين حقهم ، هذا أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه يقول : ( إرقبوا محمداً في أهل بيته ) وهذا أخرجه البخاري في صحيحه وقال : (  والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلي أن أصِلَ من قرابتي )  أخرجه البخاري كذلك في صحيحه.

ثم نرد على شبهتهم هذه من عدة وجوه :

الوجه الأول : من عترة النبي صلى الله عليه وسلم ؟

عترة الرجل هم أهل بيته ، وعترة النبي صلى الله عليه وسلم هم كل من حرمت عليه الزكاة وهم ، بنو هاشم ، هؤلاء هم عترة النبي صلى الله عليه وسلم ، ولننظر من أولى الناس بالتمسك بهؤلاء السنة أم الشيعة ؟

الشيعة ليس لهم أسانيد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يقرون بأنه ليس عندهم أسانيد في نقل كتبهم ومروياتهم ، وإنما هي كتب وجدوها فقالوا أرووها فإنها حق.

أما أسانيدهم كما يقول الحر العاملي وغيره من أئمة الشيعة إنه ليس عند الشيعة أسانيد أصلا ولا يعولون على الأسانيد ، فأين لهم أن ما يروونه في كتبهم ثابت عن عترة النبي صلى الله عليه وسلم ؟!

بل نحن أتباع عترة النبي صلى الله عليه وسلم الذين أعطيناهم حقهم ولم نزد ولم ننقص كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم ولكن قولوا عبد الله ورسوله ".

الوجه الثاني : إمام العترة علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وبعده يأتي في العلم عبد الله بن عباس الذي هو حبر هذه الأمة ، وكان يقول بإمامة أبي بكر وعمر قبل عليّ رضي الله عنه بل إن عليّ بن أبي طالب قد ثبت عنه بالتواتر أنه قال : ( أفضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر وعمر).

بل ثبت عنه عند الشيعة أنه قال : (أَنَا لَكُمْ وَزِيراً خَيْرٌ لَكُمْ مِنِّي أَمِيراً ) ، فعليّ يقر بفضل الشيخين وهو إمام العترة.

الوجه الثالث : هذا الحديث مثل قول النبي صلى الله عليه وسلم : " تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا أبداً ، كتاب الله وسنتي ".

وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " عليكم بسنتي وسُنة الخلفاء الراشدين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ " ، فأمر بالعضِّ عليها بالنواجذ.

وقال : " اقتدوا بالَذّين من بعدي ، أبي بكر وعمر ".

وقال : " اهتدوا بهدي عمار وتمسكوا بعهد ابن مسعود " ، ولم يدل هذا على الإمامة أبداً ، وإنما دلَّ على أن أولئك على هدى الرسول صلى الله عليه وسلم ، ونحن نقول إن عترة النبي صلى الله عليه وسلم لا تجتمع على ضلالة أبداً.

الوجه الرابع : إن الشيعة يطعنون في العباس ، ويطعنون في عبد الله ابنه ، ويطعنون في أولاد الحسن ، وقالوا : إنهم يحسدون أولاد الحسين ، ويطعنون كذلك في أبناء الحسين نفسه من غير الأئمة الذين يدعونهم كزيد بن عليّ ، وكذلك إبراهيم أخي الحسن العسكري ، وغيرهم فهم ليسوا بأولياء النبي صلى الله عليه وسلم وعترته هم الذين مدحوهم وأثنوا عليهم وأعطوهم حقهم ولم ينقصوهم.

الوجه الخامس : نظرة الشيعة ليست نظرة اتباع وإنما هي نزعة شعوبية فارسية ، فالنظر عندهم ليس نظراً في إسلام وكفر ، وإنما النظر نظر فرس وعرب ، وهذا يدل عليه أمور منها :

1. تعظيمهم لسلمان الفارسي من دون أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حتى قالوا إنه يوحى إليه ، لماذا ؟!! لأنه من فارس.

2. تعظيمهم لأولاد الحسين دون أولاد الحسن. لماذا ؟! لأن أخوال أولاد الحسين من الفرس ، من شهربانو بنت يزدجرد وهي أم عليّ بن الحسين رضي الله تبارك وتعالى عنهم أجمعين ، فيرون أن الشجرة الساسانية الكريمة التقت مع الشجرة الهاشمية.

3. قالوا كسرى في النار والنار محرمة عليه ، لماذا ؟! نظرة فارسية تعظيم لكسرى حتى وهو قد مات على الكفر قالوا : النار محرمة عليه.

4. ثم جاء آخرهم ولعله ليس بأخيرهم وهو الإحقاقي الحائري ، وقال عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لما فتحوا بلاد فارس : ( أولئك العرب الأعراب الأوباش عُبَّاد الشهوات الذين يتعطشون إلى عفة نساء فارس).

انظر كيف يصف أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وكيف يصف نساء فارس في ذلك الوقت ، لما كُنَّ مجوسيات ، يقول عنهن : عفيفات ويقول عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنهم عطاشا لأعراض نساء فارس ،  فالنظرة إذاً ليست نظرة إسلام وكفر ، أو نظرة إمامة عليّ وترك إمامة غيره ، لا ، إنما النظرة نظرة شعوبية بحتة.


 آية التطهير و حديث الكساء

إن آية التطهير هي قول الله تبارك وتعالى ** إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ  الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا 33 }

الأحزاب. يقولون إن أهل البيت هم علي وفاطمة والحسن والحسين بدلالة حديث الكساء ! ما هو حديث الكساء ؟ ،

حديث الكساء ترويه أم المؤمنين عائشة – التي يزعمون أنها تبغض آل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم - ويخرجه

من ؟ الإمام مسلم الذي يزعمون أنه يكتم أحاديث في فضائل آل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم

عائشة تروي أن النبي صلى الله عليه وسلم جاءه علي فأدخله في عباءته – في كساءه – ثم جاءت فاطمة فأدخلها ثم

جاء الحسن فأدخله ثم جاء الحسين فأدخله ثم جللهم أي غطاهم صلوات الله وسلامه عليه بالكساء ثم قال : ( اللهم هؤلاء

أهل بيتي اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ) ، فقالوا هذا الحديث يفسر الآية وهو قول الله تبارك وتعالى **

إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا 33 }.

ثم الإستدلال الآخر وهو أن إذهاب الرجس والتطهير أي العصمة ! فيكونون بذلك معصومين ، 

فيكون علي رضي الله عنه معصوماً وكذا الحسن والحسن وفاطمة رضي الله عنهم أجمعين ، 

فإذا كان الأمر كذلك فهم أولى بالإمامة من غيرهم ثم  أخرجوا فاطمة رضي الله عنها و قالوا إن الإمامة في علي والحسن والحسين ثم في أولاد الحسين كما هو معلوم عند الكثير.

هذه الآية هل هي فعلا في علي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم أو في غيرهم

 تدبروا القرآن لا نريد أكثر من ذلك أليس الله جل وعلا يقول ** أفلا يتدبرون القرآن أم على

قلوب أقفالها } ويقول : ** أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً }

إن هذا الخطاب من الله جل وعلا ليس متوجها فقط لأناس معينين هم الذين يحق لهم أن يتدبروا القرآن ،

 بل إن الله تبارك وتعالى يطلب من جميع المسلمين بل وغير المسلمين أن يتدبروا القرآن  وأن يقرءوا القرآن ويتعرفوا على الله جل وعلا من خلال القرآن ،

فإنهم إذا قرءوا القرآن وتدبروه وعرفوه حق المعرفة وعرفوا قدره ومكانته لن يجدوا بداً من  الانصياع إليه وإتباعه والإقرار بكماله وحسن رسمه وغير ذلك من الأمور ، كذلك الأمر هنا لا نريد أكثر من أن تتدبر القرآن أنتم بأنفسكم

– أنا أعنيكم يا عوام الشيعة – 

دعوا علمائكم جانباً ارجعوا إلى كتاب ربكم سبحانه وتعالى أقرءوه افتحوا هذا القرآن

الكريم ، افتحوه على سورة الأحزاب في الجزء الثاني والعشرين والجزء الحادي والعشرين فنجد أن الله تبارك وتعالى يقول في آخر الجزء الحادي والعشرين وفي أول الجزء الثاني والعشرين :

 ** يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا 28  وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا 29 يَا نِسَاء النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا  الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا 30 وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُّؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا 31 يَا نِسَاء

النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا  مَّعْرُوفًا 32 وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ  الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا 33 وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ  لَطِيفًا خَبِيرًا 34}

كل الآيات متناسقة ، آيات في نساء النبي صلى الله عليه وسلم ولذلك لانريد أكثر من أن يتدبر الإنسان كتاب الله جل وعلا ، آيات في نساء النبي يا نساء النبي. يانساء النبي. يانساء النبي. وقرن في بيوتكن. ولا تبرجن. ثم قال :

** وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا 33 وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ }

فنجد أن الآيات كلها في نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، إذاً كيف لأحد أن يدعي بعد ذلك أن هذا المقطع من

الآية لأن قوله تعالى ** إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ.. } ليست آية إنما هي جزء من آية ** وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ} جزء من

آية ، كيف تقبلون في كلام الله جل وعلا أن يكون الخطاب لنساء النبي ** يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ

الْحَيَاةَ الدُّنْيَا } ثم يقول : ** يَا نِسَاء النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ } ** يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء} ** وَقَرْنَ

فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ  وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ

الرِّجْسَ } يا علي يا حسن يا حسين يا فاطمة ثم يعود مرة ثانية ** وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي  بُيُوتِكُنَّ } ما دخل علي والحسن

والحسين وفاطمة في الخطاب عن نساء النبي صلى الله عليه وسلم ؟ ، ما مناسبة هذه الفقرة بين هذه الآيات ؟ لا توجد

مناسبة ، إذاً ماذا علينا أن نفعل هل نطعن في كلام الله أو نطعن في الذين فهموا هذا الفهم وادعوا دعوى غير صحيحة

وهي أن قول الله تعالى ** إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ.. } هي في علي وفاطمة والحسن والحسين ،  نقول هذه

دعوى باطلة ، هذه في نساء النبي صلى الله عليه وسلم ولذلك كان مجاهد بن جبر رحمه الله تعالى يقول ( هي في

نساء النبي ومن شاء باهلته ) أي في هذه الآية ، القصد أن هذه الآية هي في نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم

وحديث الكساء في علي وفاطمة والحسن والحسين وبهذا نجمع بين الأمرين أن علي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم  بدليل حديث الكساء ، وأزوج النبي صلى الله عليه وسلم من أهل بيته بدليل آية التطهير ، وغيرهم كالفضل بن العباس والمطلب بن ربيعة بن الحارث أبنا عم النبي صلى  الله عليه وسلم من آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم لما منعهما من الزكاة أن يكونا عاملين عليها وقال : ( إنها لاتحل لمحمد ولا لآل محمد )

ويدخل آل جعفر وآل عقيل وآل العباس لحديث زيد بن أرقم رضي الله عنه وأرضاه.

فقصر هذه الآية على علي وفاطمة والحسن والحسين لا يستقيم معه نص الآية أبداً

 ولذلك نقول إن هذا القول مردود.

هنا إشكال وهو إذا كان الأمر كذلك وهي في نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم فما مفهوم ** إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ } ولم يقل عنكن ، هذا الذي يدندنون عليه ، هذه ذكر لها أهل العلم معاني كثيرة منها :

أولاً : وهو أصح هذه الأقوال أن النبي داخل معهن  صلوات الله وسلامه عليه وذلك أن الخطاب كان للنساء. للنساء. للنساء ثم لما تكلم عن البيت دخل سيد البيت وهو محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، فإذا دخل صلوات الله وسلامه عليه مع النساء في الخطاب فطبيعي جداً أن تلغى نون النسوة وتأتي بدلها ميم الجمع ** إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ } أي يا نساء النبي ومعكن سيدكن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فهذا إذاًً معنى هذه الآية لماذا تأتي بميم الجمع ولم تأتي بنون النسوة ، وتصح أيضاً لما قال الله عن إمرأة إبراهيم ** رَحْمَتُ اللّهِ  وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ }

وهي إمرأة إبراهيم ، إذاً لماذا جاء بميم الجمع هنا عليكم ولم يقل عليكن ولم يقل عليكِ أيضاً ؟؟ وإنما عليكم. يريد أهل البيت يريد النص مراعاة اللفظ. واللفظ للأهل.

على كل حال إنّ نون النسوة هنا لم يُؤتَ بها لإن النبي صلى الله عليه وآله وسلم دخل معهن.

ما دلالتها كذلك أيضاً على التطهير ، هو الله يريد أن يُذهبَ الرجس ، يريد أن يُطهر سبحانه وتعالى ،

طيب هل هم مطهرون خلقة أو يريد الله الآن أن يطهرهم ؟؟ ، 

بدعوى القوم أنهم مطهرون خلقة ، خُلِقوا مطهرين فإذا كانوا خُلقوا مطهرين فما معنى قول الله تبارك وتعالى ** إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ } بعد أوامر ونواهي قال يريد ليذهب عنكم الرجس أي طهركم وأذهب عنكم الرجس ، إذاً ما معنى حديث الكساء وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم جللهم بالكساء ثم قال : ( اللهم هؤلاء هم أهل بيتي اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً ) يدعو لماذا ؟ وبماذا ؟ يدعو بذهاب الرجس الذي هو أصلاً هو ذاهب عنهم ، هم مطهرون خلقة !! فكيف النبي يطلب من الله أن يُذهب عنهم الرجس !!

تحصيل حاصل لا ينبغي أن يكون من النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

إذاً هذه الآية لا تدل على العصمة ، كيف تدل على العصمة وعلي رضي الله عنه يقول ( فإني لست في نفسي بفوق أن أخطئ ولا آمن من أن يقع مني ذلك ) الكافي ج8 ص 293.

ويقول للحسن إبنه : ( ثم أشفقت أن يلتبس عليك ما إختلف الناس فيه من أهواءهم وأراءهم مثل الذي إلتبس عليهم ) نهج البلاغة ص 576.

وقال له أيضا : (ً فأعلم أنك إنما تخبط خبط  العشواء وتتورط الظلماء ) نهج البلاغة ص 577. وقال له كذلك : ( فإن أشكل عليك من ذلك – يعني أمر – فأحمله على جهالتك به فإنك أو ل ما خُلقت جاهلاً ثم  عُلمتَ وما أكثر ما تجهل من الأمر ويتحير فيه رأيك أو يضل فيه بصرك ) نهج  البلاغة ص 578.

وهذا من يسمونه بالشهيد الثاني زين الدين بن علي العاملي يقول : ( فإن كثيراً منهم ما كانوا يعتقدون بعصمتهم لخفاءها عليهم بل كانوا  يعتقدون أنهم علماء أبرار ) حقائق الأيمان ص 151.

** إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ } ما هو الرجس ؟؟

الرجس قال أهل اللغة : هو القذر ، هو الذنْب ، هو الإثم ،الفسق ،الشك ،الشرك ، الشيطان. كل هذا يدخل في مسمى الرجس.

وردت كلمة رجس في القرآن في مواضع عدة قول الله  تبارك وتعالى : ** يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ  الشَّيْطَانِ }.

وقال سبحانه وتعالى ** كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ } ،

 وقال سبحانه وتعالى ** قُل لاَّ أَجِدُ فِي مَا أُوْحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَّسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ } وكذلك يقول الله جل وعلا عن الكفار من اليهود ** قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ } ويقول ** سَيَحْلِفُونَ  بِاللّهِ لَكُمْ إِذَا انقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُواْ عَنْهُمْ فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ } وغيرها جاءت في القرآن الكريم تبين معنى الرجس وهو الإثم ، الذنْب ، القذر ، الشك ، الشيطان ، الشرك وما شابهها من المعاني.

ولذلك جاء عن جعفر الصادق رضي الله عنه ورحمه أنه قال ** إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ } قال : هو الشك ،

وقال الباقر : الرجس هو الشك والله لا نشك بربنا ، وفي رواية :  في ديننا ، وفي رواية لا نشك في الله الحق ودينه ، هذا هو الرجس.

أذهب الله عنهم الرجس فكان ماذا ؟

هل كل من أذهب الله عنه الرجس يصير إماماً. معصوما؟!.

الله سبحانه وتعالى يقول عن جميع المؤمنين ، في أهل بدر لما كانوا معه ** إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ  وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ } وقُرأت رجس بالسين ، هل صاروا معصومين  إذاً ،

كل هؤلاء صاروا أئمة ثلاثمئة وبضعة عشر كانوا مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم !!

هل كل من طهره الله سبحانه وتعالى يكون إماماً يقول الله جل وعلا ** وَلَـكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تشْكُرُونَ } يقولها لجميع المؤمنين.

وقال سبحانه وتعالى ** وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً } ، الله يريد

سبحانه وتعالى تنقسم إلى قسمين كما قال أهل العلم :

1-إرادة شرعية وهي ما يحبه الله و يرضاه – سبحانه وتعالى-.

2- إرادة كونية قدرية وهي ما يوقعه الله سبحانه وتعالى.

والآية إنما هي فيما يحبه الله ولذلك سُبقت بأمر ونهي ، ** يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ  مِّنَ النِّسَاء} ** وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ}

** وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ } ثم قال بعدها ** إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ  الرِّجْسَ } أي مع هذه الأوامر وهذه النواهي يريد الله

سبحانه أي يحب جل وعلى أن يُذهب عنكم الرجس إذا إلتزمتم بفعل ما أمر وترك ما عنه نهى وزجر ، فهذه إرادة شرعية

يحبها الله ورسوله ، وهذه الإرادة الشرعية قد تقع وقد لا تقع ولذلك الله سبحانه وتعالى يقول : ** وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ

عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً } هل جميع الناس تاب الله عليهم ؟ لا ، منهم من غضب الله عليهم  سبحانه وتعالى ومنهم من لعنه جل وعلا ومنهم من جعل منهم عبدة الطاغوت وجعلهم حطب جهنم وما تاب عليهم سبحانه وتعالى لأنها إرادة شرعية ليست قدرية.

أما الإرادة القدرية الكونية فهي التي يوقعها الله سبحانه وتعالى وهذه تقع على ما يحبه  الله وما لا يحبه ، ككفر الكافر مثلاً هل كفر الكافر رغماً عن الله أو بإرادة الله ؟ ، بإرادة الله سبحانه وتعالى ، ما يقع شيء في هذا الكون إلا بإرادة الله سبحانه وتعالى ** وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ } سبحانه وتعالى فكفر الكافر ليس رغماً عن الله بل هو بإرادة الله القدرية الكونية سبحانه وتعالى وإن كان  الله لا يحب هذا - أي لا يحب أن يكفر الكافر - ، ولا يريد الله سبحانه وتعالى أن يمتنع إبليس عن السجود لآدم ولكن وقع هذا بإرادة الله الكونية القدرية وليس بإرادته الشرعية التي هي بمعنى المحبة – ما يحبه الله ويرضاه – ولذلك يحاسب الله على ترك إرادته الشرعية ولا يحاسب على ترك إرادته الكونية القدرية لأنه لا يستطيع أحد أصلاً أن يتركها ولا يستطيع أحد أن يتجاوزها أعني إرادة الله الكونية القدرية.


 آية المباهلة

فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم

إذا كان علي هو نفس رسول الله فهل كان دخول علي على فاطمة هو دخول رسول الله؟

أذا كان علي هو نفس الرسول لزم أن يكون علي نبيا.

وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين

 ما المراد بالاحتجاج علينا بهذه الآية؟

وهل ننكر أن تكون فاطمة والحسن والحسين من أهل البيت النبوي؟

أم أننا ننكر فضلهم؟

أما الاحتجاج بالآية لإثبات أن الإمامة لا تكون إلا لعلي والحسن والحسين؟

فعلي هو الذي تخلى عنها.

والحسن سلمها لمعاوية.

والحسين لم يتمكن منها.

 ما معنى وأنفسنا وأنفسكم ؟

 لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم.

 هل يعني هذا أن الرسول صلى الله عليه وسلم نفس الصحابه كلهم ؟

 إن عليا رضي الله عنه ربيب الرسول صلى الله عليه وسلم

فلو قلتم أنه شملته الآية بلفظ وأبناءنا وأبناءكم لكان أولى من قولكم أنها شملته بلفظ وأنفسنا وأنفسكم

ثم لا تنسوا أنه رضع من النبي صلى الله عليه وسلم كما تزعمون !!


 شبهة فدك وغضب فاطمة على أبي بكر حتى ماتت

( الرد الأول )

واستدل الرافضة برواية في صحيح مسلم دون النظر لمعناها ومن ثم أولوها بما تشتهي أنفسهم ، والرواية هي :

 حدثني محمد بن رافع أخبرنا حجين حدثنا ليث عن عقيل عن ‏ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عائشة أنها أخبرته أن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسلت إلى أبي بكر الصديق تسأله ميراثها من رسول الله صلى الله عليه وسلم مما أفاء الله عليه بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر  ‏فقال ‏ أبو بكر إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا نورث ما تركنا صدقة إنما يأكل آل محمد ‏صلى الله عليه وسلم في هذا المال وإني والله لا أغير شيئا من صدقة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حالها التي كانت عليها في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأعملن فيها بما عمل به رسول الله صلى الله عليه وسلم فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة شيئا فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك قال فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت وعاشت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة أشهر فلما توفيت دفنها زوجها علي بن أبي طالب ليلا ولم يؤذن بها أبا بكر وصلى عليها علي وكان لعلي من الناس وجهة حياة فاطمة فلما توفيت استنكر علي وجوه الناس فالتمس مصالحة ‏أبي بكر ومبايعته ولم يكن بايع تلك الأشهر فأرسل إلى أبي بكر أن ائتنا ولا يأتنا معك أحد كراهية محضر عمر بن الخطاب فقال عمر لأبي بكر والله لا تدخل عليهم وحدك فقال أبو بكر وما عساهم أن يفعلوا بي إني والله لآتينهم فدخل عليهم أبو بكر فتشهد علي بن أبي طالب ثم قال إنا قد عرفنا يا أبا بكر فضيلتك وما أعطاك الله ولم ننفس عليك خيرا ساقه الله إليك ولكنك استبددت علينا بالأمر وكنا نحن نرى لنا حقا لقرابتنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يزل يكلم أبا بكر حتى فاضت عينا أبي بكر ‏فلما تكلم أبو بكر قال والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلي أن أصل من قرابتي وأما الذي شجر بيني وبينكم من هذه الأموال فإني لم آل فيها عن الحق ولم أترك أمرا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنعه فيها إلا صنعته فقال علي لأبي بكر موعدك العشية للبيعة فلما صلى أبو بكر صلاة الظهر رقي على المنبر فتشهد وذكر شأن علي وتخلفه عن البيعة وعذره بالذي اعتذر إليه ثم استغفر وتشهد علي بن أبي طالب فعظم حق أبي بكر وأنه لم يحمله على الذي صنع نفاسة على أبي بكر ولا إنكارا للذي فضله الله به ولكنا كنا نرى لنا في الأمر نصيبا فاستبد علينا به فوجدنا في أنفسنا فسر بذلك المسلمون وقالوا أصبت فكان المسلمون إلى علي قريبا حين راجع الأمر المعروف.

‏حدثنا إسحق بن إبراهيم ومحمد بن رافع وعبد بن حميد قال ابن رافع حدثنا و قال الآخران أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا ‏معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة أن فاطمة والعباس أتيا أبا بكر يلتمسان ميراثهما من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهما حينئذ يطلبان أرضه من فدك وسهمه من خيبر فقال لهما أبو بكر إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وساق الحديث بمثل معنى حديث عقيل عن ‏الزهري غير أنه قال ثم قام علي فعظم من حق أبي بكر وذكر فضيلته وسابقته ثم مضى إلى أبي بكر فبايعه فأقبل الناس إلى علي فقالوا أصبت وأحسنت فكان الناس قريبا إلى علي حين قارب الأمر المعروف صحيح مسلم

 ورد في الكافي بسند ضعيف فيقول (وهذه الرواية قد نقلت باختلاف يسير في المضمون بسند آخر ضعيف ، أي أنّ السند إلى أبي البختري صحيح ، لكن نفس أبي البختري ضعيف والرواية هي: عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن خالد عن أبي البختري عن أبي عبد اله عليه السلام قال: ( إنّ العلماء ورثة الأنبياء ، وذاك أنّ الأنبياء لم يورّثوا درهماً ولا ديناراً ، وإنما ورّثوا أحاديث من أحاديثهم … )(38 – 39)

إذاً حديث (إنّ الأنبياء لم يورّثوا ديناراً ولا درهماً ولكن ورّثوا العلم) صحيح كما بيّن ذلك الخميني والمجلسي من قبله

 وروى الطوسي في التهذيب والمجلسي في بحار الأنوار عن ميسر قوله (سألت أبا عبد الله عليه السلام عن النساء ما لهن من الميراث ، فقال: لهن قيمة الطوب والبناء والخشب والقصب فأما الأرض والعقار فلا ميراث لهن فيهما)(39)

وعن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال: (النساء لا يرثن من الأرض ولا من العقار شيئاً)(39) وعن عبد الملك بن أعين عن أحدهما عليهما السلام(39) قال: (ليس للنساء من الدور والعقار شيئاً)

 إنّ بشير بن سعد لمّا جاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله ، إني قد وهبت ابني حديقة واريد أن أُشهدك ، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أكُلّ أولادك أعطيت؟ قال: لا ، فقال النبي صلوات الله وسلامه عليه ( اذهب فإني لا أشهد على جور )(39)

 خيبر كانت في السنة السابعة من الهجرة بينما توفيت زينب بنت رسول الله في الثامنة من الهجرة ، وتوفيت أم كلثوم في التاسعة من الهجرة ، فكيف يُتصور أن يُعطي رسول الله فاطمة رضوان الله عليها ويدع أم كلثوم وزينباً؟

 يروي السيد مرتضى ( الملقب بعلم الهدى ) في كتابه الشافي في الإمامة عن الإمام علي ما نصه ( إنّ الأمر لمّا وصل إلى علي بن أبي طالب عليه السلام كُلّم في رد فدك ، فقال: إني لأستحيي من الله أن أرد شيئاً منع منه أبو بكر وأمضاه عمر )(2)

 روى الكليني في الكافي عن أبي الحسن قوله ( … وردّ على المهدي ، ورآه يردّ المظالم ، فقال: يا أمير المؤمنين! ما بال مظلمتنا لا تُرد؟ فقال له: وما ذاك يا أبا الحسن؟ قال: إنّ الله تبارك وتعالى لمّا فتح على نبيه صلى الله عليه وآله فدك … ، فقال له المهدي: يا أبا الحسن! حدّها لي ، فقال: حد منها جبل أحد ، وحد منها عريش مصر ، وحد منها سيف البحر ، وحد منها دومة الجندل).(29) فأين أرض في خيبر من مساحة كهذه

هذا في شأن الوراثة وفدك ونأتي الآن على قول الرافضة أن فاطمة رضي الله عنها غضبت على أبي بكر رضي الله عنه ولم تكلمه حتى ماتت:

 وثبت عن فاطمة -رضي الله عنها- أنها رضيت عن أبي بكر بعد ذلك، وماتت وهي راضية عنه، على ما روى البيهقي بسنده عن الشعبي أنه قال: (لما مرضت فاطمة أتاها أبو بكر الصديق فاستأذن عليها، فقال علي: يا فاطمة هذا أبو بكر يستأذن عليك؟ فقالت: أتحب أن آذن له؟

قال: نعم، فأذنت له فدخل عليها يترضاها، فقال: والله ما تركت الدار والمال، والأهل والعشيرة، إلا إبتغاء مرضاة الله، ومرضاة رسوله، ومرضاتكم أهل البيت، ثم ترضاها حتى رضيت)- السنن الكبرى للبيهقي 6/301-

 قال القرطبي في سياق شرحه لحديث عائشة المتقدم: «ثم إنها (أي فاطمة) لم تلتق بأبي بكر لشغلها بمصيبتها برسول الله، ولملازمتها بيتها فعبر الراوي عن ذلك بالهجران، وإلا فقد قال رسول الله : ( لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث)- وهي أعلم الناس بما يحل من ذلك ويحرم، وأبعد الناس عن مخالفة رسول الله ) - أخرجه البخاري من حديث أبي أيوب الأنصاري -t- في: (كتاب الأدب، باب الهجرة) فتح الباري 10/492، ح، ومسلم: (كتاب البر والصلة، باب تحريم الهجر فوق ثلاث بلا عذر شرعي) 4/1984-

 وقال النووي: «وأما ما ذكر من هجران فاطمة أبا بكر فمعناه انقباضها عن لقائه، وليس هذا من الهجران المحرم، الذي هو ترك السلام والإعراض عند اللقاء، وقوله في هذا الحديث (فلم تكلمه) يعني في هذا الأمر، أو لانقباضها لم تطلب منه حاجة ولا اضطرت إلى لقائه فتكلمه، ولم ينقل قط أنهما التقيا فلم تسلم عليه ولا كلمتـــه»- شرح صحيح مسلم 12/73-

والدليل ايضاً ان أسماء بنت عميس زوجة ابي بكر هي التى غسلت فاطمة – رضي الله عنها –

 ومن كتب الرافضة بهذا الشأن :

 من كتاب نهج البلاغة شرح ابن ابي حديد يقول:

عندما غضبت الزهراء مشى إليها ابوبكر بعد ذلك وشفع لعمر وطلب اليها فرضيت عنه انظر شرح نهج البلاغه لإبن ابي حديد 1 / 57

وشرح البلاغه لإبن هيثم 5 / 507 يقول:

مشي اليها ابوبكر بعد ذلك وشفع لعمر وطلب اليها فرضيت عنهم

ملاحظة : كتاب نهج البلاغة كله صحيح عند الرافضة فقد قال عنه أحد أكبر علماء الشيعة الهادي كاشف الغطاء في كتابه " مستدرك نهج البلاغة " أن :

" كتاب نهج البلاغة. من أعظم الكتب الإسلامية شأنا...- إلى أن قال -:

نور لمن استضاء به ، ونجاة لمن تمسط به وبرهان لمن اعتمده ، ولب لمن تدبره "

وقال أيضا:

"إن اتقادنا في كتاب نهج البلاغة أن جميع ما فيه من الخطب والكتب والوصايا والحكم والآداب حاله كحال ما يروى عن النبي ص وعن أهل بيته في جوامع الأخبار الصحيحة والكتبالمعتبرة "

- مستدرك نهج البلاغة - لكاشف الغطاء ص 191

وبهذا تند حض مطاعن الرافضة على أبي بكر التي يعلقونها على غضب فاطمة عليه، فلئن كانت غضبت على أبي بكر في بداية الأمر فقد رضيت عنه بعد ذلك وماتت عليه، ولا يسع أحد صادق في محبته لها، إلا أن يرضي عمن رضيت عنه

 ثم إذا كان غضب فاطمة رضي الله عنها يعتبر عند الرافضة ردة لمن غضبت عليه فهل هذا يعني أن عليا رضي الله عنه وأرضاه مرتد ؟

 روى الشيخان من حديث المسور بن مخرمة قال: (إن علياً خطب بنت أبي جهل فسمعت بذلك فاطمة، فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يزعم قومك أنك لا تغضب لبناتك، وهذا علي ناكح بنت أبي جهل، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعته حين تشهد يقول: أما بعد أنكحت أبا العاص ابن الربيع فحدثني وصدقني، وإن فاطمة بضعة مني وإني أكره أن يسوءها، والله لا تجتمع بنت رسول الله وبنت عدو الله عند رجل واحد فترك علي الخطبة)- رواه البخاري في: (كتاب فضائل الصحابة، باب ذكر أصهار النبي صلى الله عليه وسلم) فتح الباري 7/85، ح3729، ومسلم: (كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم 4/1903-

=============


( الرد الثاني )

 قضية أقيمت لأجلها الدنيا ، تكلموا فيها كثيراً وشنعوا فيها كثيراً على أصحاب النبي صلوات الله وسلامه عليه وهي قضية فدك وما أدراك ما فدك.  فدك أرض للنبي صلى الله عليه وسلم من أرض خيبر وذلك من المعلوم أن خيبر لما جاء النبي صلى الله عليه وسلم إليها وحاصرها إنقسمت إلى قسمين ، إلى قسم فُتح عنوة وإلى قسم فُتح صلحاً ، من الذي فُتح صلحاً في خيبر ما فيه فدك.

فدك أرض صالح النبي صلى الله عليه وسلم اليهود عليها على أنهم يزرعونها ويعطون نصف غلتها للنبي صلى الله عليه وسلم ، فنصف غلة فدك تكون للنبي صلى الله عليه وسلم.

بعد أن توفي صلوات الله وسلامه عليه جاءت فاطمة رضي الله عنها تطالب بورثها من النبي صلى الله عليه وسلم فذهبت إلى أبي بكر لأنه خليفة المسلمين الذي كانت تعتقد خلافته ،  فذهبت إليه و طلبت منه أن يعطيها فدك ورثها من النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال لها أبو بكر إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( لا نورث ما تركناه فهو صدقة ) ، وهنا لو قلنا لأبي بكر الصديق تعال يا أبا بكر عندك فاطمة تطالب بإرثها وعندك النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( لا نورث ) تطيع من ؟. لا شك أنه سيقول سأطيع النبي صلى الله عليه وسلم. طيب وفاطمة لماذا لا تطيعها فيقول أطيعها لو لم يكن عندي أمر من النبي صلى الله عليه وسلم ، هذا النبي معصوم صلوات الله وسلامه عليه وفاطمة غير معصومة والنبي صلى الله عليه وسلم أمرني قال (لا نورث ما تركناه فهو صدقة ) وإن أحببتم فسألوا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، هذا الحديث رواه أبو عبيدة ورواه عمر ورواه العباس ورواه علي ورواه الزبير ورواه طلحة عن النبي صلى الله عليه وسلم (لا نورث ما تركناه فهو صدقة). طيب ماذا أصنع أنا عندي حديث النبي وعندي قول فاطمة ؟. لا شك أي واحد منا يخاف الله سبحانه وتعالى ويقدر النبي صلى الله عليه وسلم فيقدم قول النبي صلى الله عليه وسلم على قول كل أحد.

فقال لها لا أستطيع أن أعطيك شيئاً الرسول قال : ( لا نورث ما تركناه فهو صدقة ) فرجعت فاطمة رضي الله عنها ولم تأخذ ورثها.

دعونا نوزع إرث النبي صلى الله عليه وسلم لو كان له إرث من الذي يرث النبي صلى الله عليه وآله وسلم ؟

يرثه ثلاثة : ترثه فاطمة ويرثه أزواجه ويرثه عمه العباس.

أما فاطمة فلها نصف ما ترك لإنها فرع وارث. أنثى.

وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم يشتركن في الثُمُن لوجود الفرع الوارث وهي فاطمة.

والعباس عم النبي صلى الله عليه وسلم يأخذ الباقي تعصيباً.

هذا هو إرث النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، إذا ليست القضية خاصة بفاطمة ولذلك أين العباس لماذا لم يأت ويطالب بإرثه من النبي صلى الله عليه وسلم ، أين أزواج النبي صلى الله عليه وسلم لم يأتين ويطالبن بإرثهن من النبي صلى الله عليه وآله وسلم. فلم يعطها الإرث ، قد يقول قائل كيف تحرمونها من الإرث ؟ والله سبحانه وتعالى يقول : ** وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ } ويقول عن زكريا عليه الصلاة والسلام أنه قال عن يحى لما طلب الولد قال: ** يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ } ، وأنتم تقولون ( نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه فهو صدقة ) هذا الحديث يقوله أبو بكر وتلك آية والآية إذا عارضت الحديث فالآية مقدمة على الحديث.

فنقول ليس الأمر كما قلتم لماذا. تعنتاً. لا ليس والله تعنتاً وما يضيرنا لو أخذت فاطمة نصيبها رضي الله عنها وأرضاها إن كان لها نصيب.

ولكن نقول إقرأوا الآيات وتدبروها قليلاً لا نريد أكثر من ذلك ، الله جل وعلا ماذا يقول عن زكريا ؟ قال ** يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ } ما الآيات التي قبلها ، يقول الله تبارك وتعالى عن زكريا ** كهيعص 1 ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا 2 إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاء خَفِيًّا 3 قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا 4 وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا 5 يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا 6}. سياق الآيات هل هي وراثة مال ؟ إقرأوا كتب السيرة ماذا كان حال زكريا. فقير. زكريا كان نجاراً كان فقيراً ما هو المال الذي عند زكريا حتى يطلب وارثاً له ، ثم هل يعقل أن رجلاً صالحاً يسأل الله الولد ليرث ماله !! أين الصدقة في سبيل الله. أين البذل ؟ يطلب ولداً ليرث ماله !! لا نقبل هذا لرجل صالح فكيف تقبلونه لنبي كريم !! أن يسأل الله الولد لأي شيء قال : حتى يرث أموالي !! هذا لا يمكن أن نقبله في نبي كريم مثل زكريا عليه الصلاة والسلام ، ثم ماذا يقول : ** يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ } كم بين يعقوب وزكريا من الآباء والأجداد ؟ مئات السنين عشرات إن لم نقل مئات الآباء بين زكريا ويعقوب ، موسى بين زكريا ويعقوب أيوب بين زكريا ويعقوب ، داوود وسليمان بين زكريا ويعقوب ، يونس بين زكريا ويعقوب ، يوسف بين زكريا ويعقوب. كل أنبياء بني إسرائيل تقريباً بين زكريا ويعقوب زكريا يمثل آخر أنبياء بني إسرائيل زكريا يحى عيسى. إنتهت النبوة ويعقوب هو إسرائيل ، كل أنبياء بني إسرائيل هم بين زكريا ويعقوب ونحن لانتكلم عن جميع الأنبياء نتكلم عن بني إسرائيل أمة كاملة.

كم سيكون نصيب هذا الولد ** يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ } وكم وكم من الذين سيحجبونه عن الميراث ، الأولاد الأقرب.

هذا كلام لا يُعقل. إذاً ماذا أراد زكريا. أراد ميراث النبوة هذا الميراث الحقيقي ميراث النبوة. يرث النبوة. يرث الدعوة إلى الله تبارك وتعالى يرث العلم ، ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( إن الأنبياء لم يورثوا درهماً ولا ديناراً وإنما ورثوا العلم ) ، هذا الذي أراده زكريا صلوات الله وسلامه عليه ، ومنه ميراث سليمان صلوات الله وسلامه عليه لما قال الله تبارك وتعالى : ** وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ } ورث ماذا ؟. ورث العلم ورث النبوة ورث الحكمة ، لم يرث المال لو كان مالاً ما فائدة ذكره ؟.. طبيعي جداً الولد يرث أباه ، هذا أمر طبيعي فلماذا يذكر في القرآن ؟ إذاً الذي ذكر في القرآن أمر ذا أهمية عندما يقول الله تبارك وتعالى ** وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ } أراد أن ينبه إلى شيء مهم ليس مجرد وراثة مال ، ثم كم لداوود من الأبناء إرجعوا إلى سيرة داوود ، داوود على المشهور كانت له ثلاثمئة زوجة وسبع مئة سُرّية –  يعني أمة - ذكروا لداوود أولاد كثر ألا يرثه إلا سليمان ! صلوات الله وسلامه عليه.  هذا لا يمكن أن يكون أبداً. ولنفرض أنه ورث ، طيب ما شأن أبي بكر وعمر وعثمان هل أخذوا هذا المال لهم ؟ ، كانوا يعطونه لآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم ما ذنبهم. ما الخطيئة التي أرتكبوها. هل أبو بكر إستدخل فدك له ، هل إستدخلها عمر. هل إستدخلها عثمان أبداً لم يستدخلوها ، إذاً لماذا يُلامون ؟ ! لماذا نزرع الكراهية في قلوب الناس لأبي بكر وعمر وعثمان ؟! ماذا صنعوا بفدك ؟! خاصة إذا قلنا إن عمر وعثمان عاشا بعد فاطمة زمن الخلافة ، فاطمة ماتت بعد النبي صلى الله عليه وسلم ورضي عنها بعده بستة أشهر على المشهور. ما شأن عمر وعثمان بفدك ؟!.

دعونا نسلم بأن فدك إرث لفاطمة رضي الله عنها. نصيبها الذي هو النصف إذا ماتت فاطمة من يرث فاطمة ؟ يرثها أولادها وزوجها من أولاد فاطمة ؟. اربعة : الحسن والحسين وزينب وأم كلثوم وزوجها علي ، أبوها توفي صلى الله عليه وسلم وأمها توفيت وهي خديجة رضي الله عنها ، مابقي من الورثة إلا الأولاد والزوج. الزوج يأخذ الربع لوجود الفرع الوارث فربع الميراث لعلي ، وبقية الميراث - ميراث فاطمة – لأولاد فاطمة للذكر مثل حظ الأنثيين.

طيب علي في خلافته لم يعط فدك لفاطمة ولم يعطها لأولاد فاطمة.

فإن كان أبو بكر ظالماً وعمر كان ظالماً وعثمان كان ظالماً لفدك فعلي كان ظالماً كذلك، فكلهم لم يعطوا فدك لأهلها. أبو بكر لم يعطها لأهلها ، عمر لم يعطها لأهلها ،  عثمان لم يعطها لأهلها ، علي لم يعطها لأهلها ، وإسألوا علمائكم في هذا الأمر هل أعطى علي فدك لأولاد فاطمة ؟ لم يعطهم فدك.

الحسن إستخلف بعد علي هل أعطى فدك لأخيه الحسين ولأخته زينب لم يعطهم ، لأن أم كلثوم كانت قد توفيت.

إذاً لماذا يُلام أبو بكر وعمر وعثمان ولا يُلام علي رضي الله عنه ؟! إما أن يُلام الجميع وإما أن لايُلام أحد.

ننظر موقف أهل السنة وموقف الشيعة ، أهل السنة لا يلومون أحداً ، لماذا لا تلومون أحداً. قالوا لأنها أصلاً ليست ميراثاً لفاطمة ولذلك لا نلوم أحداً.

أما الشيعة فيلومون أبو بكر ويلومون عمر ويلومون عثمان ويلزمهم أن يلوموا علي ولذلك خرجت طائفة من الشيعة يُقال لها الكاملية هذه


 رد شبهة الروايات التي جاءت بكتب التاريخ حول حرق بيت فاطمة

بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله اللهم صل على محمد و على آل محمد نورد لكم اخوانى رد الشيخ الدمشقية حفظه الله و تفنيده لروايات حرق بيت فاطمة -- و سنقسم الموضوع على مداخلتين نظرا لطول الرد تفنيد أكاذيب قصة الهجوم على بيت فاطمة رضي الله عنها دمشقية تفنيد روايات الهجوم الباطلة على منزل فاطمة وإحراق الدار يقول لنا الرافضة: هل تنكرون التاريخ الذي ذكر: · أن عائشة خرجت على إمام زمانها؟ · وأن عمر أحرق دار فاطمة؟ · وأن معاوية هو الذي دس السم للحسن بن علي؟ فنقول للرافضة وهل تنكرون كتب التاريخ التي شهدت بوجود عبد الله بن سبأ اليهودي الذي رضي لكم الرفض دينا. لو قلنا لهم ذلك لغضبوا وقالوا: لم تثبت شخصية ابن سبأ، وكتب التاريخ تروي الغث والثمين، ولا يجوز أن تعتمدوا على كتب التاريخ من دون التثبت. فانظر كيف يتناقض القوم. يجوز عندهم أن يحتجوا علينا حتى بقول الشاعر وقول المؤرخ ولو كان رافضيا. لكن لا يجوز لنا أن نحتج عليهم بمثل ذلك. 1 - وددت أني لم أحرق بيت فاطمة.. (قول أبي بكر) فيه علوان بن داود البجلي (لسان الميزان 4/218 ترجمة رقم 1357 – 5708 وميزان الاعتدال 3/108ترجمة 5763). قال البخاري وأبو سعيد بن يونس وابن حجر والذهبي »منكر الحديث«. وقال العقيلي (الضعفاء للعقيلي3/420). على أن ابن أبي شيبة قد أورد رواية أخرى من طريق محمد بن بشر نا عبيد الله بن عمر حدثنا زيد بن أسلم عن أبيه أسلم أنه حين بويع لأبي بكر بعد رسول الله ﷺ كان علي والزبير يدخلان على فاطمة بنت رسول الله ﷺ فيشاورونها ويرتجعون في أمرهم فلما بلغ ذلك عمر بن الخطاب خرج حتى دخل على فاطمة فقال يا بنت رسول الله ﷺ والله ما من أحد أحب إلينا من أبيك وما من أحد أحب إلينا بعد أبيك منك وأيم الله ما ذاك بمانعي إن اجتمع هؤلاء النفر عندك إن أمرتهم أن يحرق عليهم البيت قال فلما خرج عمر جاؤوها فقالت تعلمون أن عمر قد جاءني وقد حلف بالله لئن عدتم ليحرقن عليكم البيت وأيم الله ليمضين لما حلف عليه فانصرفوا راشدين فروا رأيكم ولا ترجعوا إلي فانصرفوا عنها فلم يرجعوا إليها حتى بايعوا لأبي بكر» (المصنف 7/432 ترجمة37045). قلت: وهذه رواية منقطعة لأن زيد بن أسلم كان يرسل وأحاديثه عن عمر منقطعة كما صرح به الحافظ ابن حجر (تقريب التهذيب رقم2117) كذلك الشيخ الألباني (إزالة الدهش37 ومعجم أسامي الرواة الذين ترجم لهم الألباني2/73). ولئن احتججتم بهذه الرواية أبطلتم اعتقادكم بحصول التحريق إلى التهديد بالتحريق. وأبطلتم اعتقادكم بأن عليا لم يبايع لأن هذه الرواية تقول: فلم يرجعوا إلى فاطمة حتى بايعوا أبا بكر. 2 - » حدثنا ابن حميد قال حدثنا جرير عن مغيرة عن زياد بن كليب قال أتى عمر بن علي وفيه طلحة والزبير ورجال من المهاجرين فقال والله لأحرقن عليكم أو لتخرجن إلى البيعة فخرج عليه الزبير مصلتا السيف فعثر فسقط السيف من يده فوثبوا عليه فأخذوه« (تاريخ الطبري2/233). في الرواية آفات وعلل منها: جرير بن حازم وهو صدوق يهم وقد اختلط كما صرح به أبو داود والبخاري في التاريخ الكبير (2/2234). المغيرة وهو ابن المقسم. ثقة إلا أنه كان يرسل في أحاديثه لا سيما عن إبراهيم. ذكره الحافظ ابن حجر في المرتبة الثالثة من المدلسين وهي المرتبة التي لا يقبل فيها حديث الراوي إلا إذا صرح بالسماع. 3  أحمد بن يحيى البغدادي ، المعروف بالبلاذري ، وهو من كبار محدثيكم ، المتوفي سنة 279 ، روى في كتابه أنساب الأشراف 1/586 ، عن سليمان التيمي ، وعن ابن عون : أن أبا بكر أرسل إلى علي عليه السلام ، يريد البيعة ، فلم يبايع. فجاء عمر ومعه فتيلة  أي شعلة نار  فتلقته فاطمة على الباب ، فقالت فاطمة: يا بن الخطاب ! أتراك محرقا علي بابي؟ قال:نعم، وذلك أقوى فيما جاء به أبوك! هذا إسناد منقطع من طرفه الأول ومن طرفه الآخر. فإن سلميانا التيمي تابعي والبلاذري متأخر عنه فكيف يروي عنه مباشرة بدون راو وسيط؟ وأما ابن عون فهو تابعي متأخر وبينه وبين أبي بكر انقطاع. فيه علتان: أولا: جهالة مسلمة بن محارب. ذكره ابن ابي حاتم في (الجرح والتعديل8/266) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا ولم أجد من وثقه أو ذمه. ثانيا: الانقطاع الكبير من بن عون وهو عبد الله بن عون توفي سنة 152 هجرية. ولم يسمع حتى من أنس والصديق من باب اولى الحادثة مع التذكير بأن الحادثة وقعت في السنة الحادية عشر من الهجرة. وكذلك سليمان التيمي لم يدرك الصديق توفي سنة 143 هجرية. 4  روى ابن خذابه في كتابه " الغدر" عن زيد بن أسلم قال : كنت من حمل الحطب مع عمر إلى باب فاطمة حين امتنع علي واصحابه من البيعة ، فقال عمر لفاطمة : اخرجي كل من في البيت أو لأحرقنه ومن فيه ! قال : وكان في البيت علي وفاطمة والحسن والحسين وجماعة من أصحاب النبي (ص). فقالت فاطمة : أفتحرق علي ولدي !! فقال عمر : إي والله ، أو ليخرجنّ وليبايعنّ !! لم يتمكن طارح هذه الشبهات من ضبط اسم المنقول عنه ولا ضبط اسم كتابه. فهذا المؤلف مختلف في ضبط اسمه فمنهم من ضبطه باسم (ابن خنزابة) ومنهم باسم (ابن خذابة) ومنهم (خرداذبة) ومنهم (ابن جيرانه) ومنهم (ابن خيرانة) ورجح محقق البحار أنه ابن (خنزابة). ولكن ضبطه الزركلي في (الأعلام2/126) باسم (ابن حنزابة جعفر بن الفضل بن جعفر) توفي 391 ه. أما كتابه فهو كتاب الغرر وليس كتاب الغدر. (28/339). ومنهم من ضبطه باسم (العذر). وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن الدليل عند الرافضة يقوم بوجود ذكر للرواية في أي كتاب كان ولو أن يكون هذا الكتاب مثلا كتاب ألف باء الطبخ. 5  ابن عبد ربه في العقد الفريد 2/ 205 ط المطبعة الأزهرية ، سنة 1321هجرية ، قال : الذين تخلفوا عن بيعة أبي بكر ، علي ، والعباس ، والزبير ، وسعد بن عبادة. فأما علي والعباس والزبير فقعدوا في بيت فاطمة حتى بعث إليهم أبو بكر ، عمر بن الخطاب ليخرجهم من بيت فاطمة ، وقال له : إن أبوا فقاتلهم ! فأقبل بقبس من نار على أن يضرم عليهم الدار ، فلقيته فاطمة ، فقال : يا بن الخطاب : أجئت لتحرق دارنا؟! قال : نعم ، أو تدخلوا في ما دخلت فيه الأمة !! أولا: ابن عبد ربه عند الرافضة من أعيان المعتزلة. (الطرائف لابن طاووس الحسني ص239). والرافضة من أضل هذه الأمة. وبهم ضل الرافضة. ثانيا: أنه كان مشهورا بالنصب أيضا. فإنه كان يعتقد أن الخلفاء أربعة آخرهم معاوية. ولم يدرج علي بن أبي طالب من جملة الخلفاء (الأعلام للزركلي1/207) ومثل هذا نصب عند أهل السنة. ثالثا: كتابه كتاب في الأدب يا من عجزتم عن أن تجدوا شيئا من كتب السنة. لقد عجز الرافضة أن يجدوا رواية في كتب السنن والحديث ولو وجدوا لما اضطروا إلى الاحتجاج علينا بالمعتزلة. وعلى كل حال فقد حدث اندماج بين الشركتين: شركة الرفض وشركة الاعتزال واندمجوا في شركة واحدة.

محمد بن جرير الطبري في تاريخه 3/203 وما بعدها ، قال : دعا عمر بالحطب والنار وقال : لتخرجن إلى البيعة أو لأحرقنها على من فيها. فقالوا له : إن فيها فاطمة! قال: وإن!! مسكين هذا الناقل ذو الجهل المركب حاطب الليل. فإن هذه الرواية لا وجود لها في تاريخ الطبري بهذا اللفظ. وإنما هو في كتاب الإمامة والسياسة منسوب ومنحول على ابن قتيبة. وهذا الكتاب لم يثبت له لأسباب منها. · أن الذين ترجموا لابن قتيبة لم يذكر واحد منهم أنه ألّف كتاباً يُدعى الإمامة والسياسة. · أن مؤلف الكتاب يروي عن ابن أبي ليلى بشكل يشعر بالتلقي عنه، وابن أبي ليلى هذا هو محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الفقيه قاضي الكوفة توفى سنة 148، والمعروف أن ابن قتيبة لم يولد إلا سنة 213 أي بعد وفاة ابن أبي ليلى بخمسة وستين عاماً · أن الكتاب يشعر أن ابن قتيبة أقام في دمشق والمغرب في حين أنه لم يخرج من بغداد إلا إلى دينور. 7  ابن الحديد في شرح نهج البلاغة 2/56 روى عن أبي بكر الجوهري ، فقال : قال أبو بكر : وقد روي في رواية أخرى أن سعد بن أبي وقاص كان معهم في بيت فاطمة عليها السلام ، والمقداد بن الأسود أيضا ، وأنهم اجتمعوا على أن يبايعوا عليا عليه السلام ، فأتاهم عمر ليحرق عليهم البيت ، وخرجت فاطمة تبكي وتصيح.. إلى آخره. وفي صفحة 57 : قال أبو بكر : وحدثنا عمر بن شبة بسنده عن الشعبي ، قال : سأل أبو بكر فقال : أين الزبير ؟! فقيل عند علي وقد تقلد سيفه. فقال : قم يا عمر ! قم يا خالد بن الوليد ! انطلقا حتى تأتياني بهما. فانطلقا ، فدخل عمر ، وقام خالد على باب البيت من خارج ، فقال عمر للزبير : ما هذا السيف؟ فقال : نبايع عليا. فاخترطه عمر فضرب به حجرا فكسره ، ثم أخذ بيد الزبير فأقامه ثم دفعه وقال : يا خالد ! دونكه فأمسكه ثم قال لعلي : قم فبايع لأبي بكر! فأبى أن يقوم ، فحمله ودفعه كما دفع الزبير فأخرجه ، ورأت فاطمة ما صنع بهما ، فقامت على باب الحجرة وقالت : يا أبا بكر ما أسرع ما أغرتم على أهل بيت رسول الله !......إلى آخره. وقال ابن الحديد في صفحة 59 و60 : فأما امتناع علي عليه السلام من البيعة حتى أخرج على الوجه الذي أخرج عليه. فقد ذكره المحدثون ورواه أهل السير ، وقد ذكرنا ما قاله الجوهري في هذا الباب ، وهو من رجال الحديث ومن الثقات المأمونين ، وقد ذكر غيره من هذا النحو ما لا يحصى كثرة. الجواب: إبن أبي الحديد رافضي حجة على رافضي مثله لا علينا. قال الخونساري « هو عز الدين عبد الحميد بن أبي الحسن بن أبي الحديد المدائني "صاحب شرح نهج البلاغة، المشهور "هو من أكابر الفضلاء المتتبعين، وأعاظم النبلاء المتبحرين موالياً لأهل بيت العصمة والطهارة.. وحسب الدلالة على علو منزلته في الدين وغلوه في ولاية أمير المؤمنين عليه السلام، شرحه الشريف الجامع لكل نفيسة وغريب، والحاوي لكل نافحة ذات طيب.. كان مولده في غرة ذي الحجة 586، فمن تصانيفه "شرح نهج البلاغة" عشرين مجلداً، صنفه لخزانة كتب الوزير مؤيد الدين محمد بن العلقمي، ولما فرغ من تصنيف أنفذه على يد أخيه موفق الدين أبي المعالي، فبعث له مائة ألف دينار، وخلعة سنية، وفرساً» (روضات الجنات5/20-21 وانظر الكنى والألقاب للقمي1/185 الذريعة- آغا بزرك الطهراني41/158). 8  مسلم بن قتيبة بن عمرو الباهلي ، المتوفى سنة 276 هجرية ، وهو من كبار علمائكم له كتب قيمة منها كتاب " الإمامة والسياسة" يروي في أوله قضية السقيفة بالتفصيل ، ذكر في صفحة 13 قال : إن أبا بكر تفقد قوما تخلفوا عن بيعته عند علي كرم الله وجهه فبعث إليهم عمر ، فجاء فناداهم وهم في دار علي ، فأبوا أن يخرجوا ، فدعا بالحطب وقال : والذي نفس عمر بيده لتخرجن أو لأحرقنها على من فيها. فقيل له : يا أبا حفص ! إن فيها فاطمة ! فقال : وإن !.... إلى آخره. تقدم أن كتاب الإمامة والسياسة منسوب ومنحول على ابن قتيبة. وهذا الكتاب لم يثبت له لأسباب منها. · أن الذين ترجموا لابن قتيبة لم يذكر واحد منهم أنه ألّف كتاباً يُدعى الإمامة والسياسة. · أن مؤلف الكتاب يروي عن ابن أبي ليلى بشكل يشعر بالتلقي عنه، وابن أبي ليلى هذا هو محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الفقيه قاضي الكوفة توفى سنة 148، والمعروف أن ابن قتيبة لم يولد إلا سنة 213 أي بعد وفاة ابن أبي ليلى بخمسة وستين عاماً أن الكتاب يشعر أن ابن قتيبة أقام في دمشق والمغرب في حين أنه لم يخرج من بغداد إلا إلى دينور. 9  أبو الوليد محب الدين بن شحنة الحنفي، المتوفي سنة815 هجرية، وهو من كبار علمائكم، وكان قاضي حلب، له تاريخ" روضة المناظر في أخبار الأوائل والأواخر" ذكر فيه موضوع السقيفة، فقال: جاء عمر إلى بيت علي بن أبي طالب ليحرقه على من فيه. فلقيته فاطمة، فقال عمر: أدخلوا في ما دخلت الأمة... إلى آخره. 10 - ذكر بعض شعرائهم المعاصرين قصيدة يمدح فيها عمر بن الخطاب، وهو حافظ إبراهيم المصري المعروف بشاعر النيل، قال في قصيدته العمرية :

وقولة لعلي قالها عمر * أكرم بسامعها أعظم بملقيها حرقت دارك لا أبقي عليك بها * إن لم تبايع وبنت المصطفى فيها ما كان غير أبي حفص يفوه بها * أمام فارس عدنان وحاميها

وهكذا يحتج الرافضة بحافظ إبراهيم وهو ملحد يكذب القرآن وينكر أن يحلى فيه أهل الجنة بأساور من ذهب. ما قاله هذا الشاعر أو غيره فهو ناجم عن انتشار الروايات الضعيفة والمكذوبة التي يتصفحها ويمحصها أهل الخبرة بعلم الرواية والحديث الذين هم الحجة لا الشعراء الذين قال الله عنهم: (والشعراء يتبعهم الغاوون ألم تر أنهم في كل واد يهيمون وأنهم يقولون ما لا يفعلون). لو قلت لنا قال الترمذي قال أبو داود قال أحمد في المسند لما قبلنا منك إلا بعد تمحيص السند. أفتحتج علينا بما قاله حافظ ابراهيم. أيها المفلس؟ فاجعة سقط الجنين: الفاجعة الحقيقية فاجعة الكذب وارتضاء ما هب ودب صيانة للمذهب. 1 ذكر المسعودي صاحب تاريخ " مروج الذهب " المتوفي سنة 346هجرية ، وهو مؤرخ مشهور ينقل عنه كل مؤرخ جاء بعده ، قال في كتابه " إثبات الوصية " عند شرحه قضايا السقيفة والخلافة : فهجموا عليه [ علي عليه السلام] وأحرقوا بابه ، واستخرجوه كرها وضغطوا سيدة النساء بالباب حتى أسقطت محسنا !! نعم المسعودي مؤرخ مشهور، ولكنه رافضي. فارافضي لا حجة به عندنا وإن كان مشهورا. فهنيئا لكم برافضي مثلكم تكحلوا به. وما يرويه بمنزلة ما يرويه الخميني عندنا. فلا اعتبار بما يرويه. 3  ونقل أبو الفتح الشهرستاني في كتابه الملل والنحل 1/57 : وقال النظّام: إن عمر ضرب بطن فاطمة يوم البيعة حتى ألقت الجنين من بطنها. وكان يصيح [عمر] احرقوا دارها بمن فيها، وما كان في الدار غير علي وفاطمة والحسن والحسين. انتهى كلام الشهرستاني. 4 قال الصفدي في كتاب " الوافي بالوفيات 6/76 " في حرف الألف ، عند ذكر إبراهيم بن سيار ، المعروف بالنظّام، ونقل كلماته وعقائده ، يقول : إن عمر ضرب بطن فاطمة يوم البيعة حتى ألقت المحسن من بطنها ! يا لك من مفلس: فإن الشهرستاني يعدد هنا مخازي وضلالات النظام المعتزلي وذكر من بلاياه أنه زعم أن عمر ضرب فاطمة حتى ألقت جنينها. قال الشهرستاني « ثم زاد على خزيه بأن عاب عليا وابن مسعودي وقال: أقول فيهما برأيي». أرأيتم معشر المسلمين منهج الرافضة في النقل. كذلك فعل الصفدي في تعداد مخازي عقائد المعتزلة باعترافك. الله أكبر. صدق من وصف الرافضة بأنهم نجوا من العقل ومن النقل بأعجوبة. فكانوا بهذه النجاة سالمين. وخاضوا سباق الكذب فكانوا فيه أول الفائزين.


 شبهة حديث الحوض ومعنى الارتداد والذي استدل به الموسوي على ردة الصحابة

 بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد: هذا بيان لمعنى الاتداد المذكور فى حديث الحوض والذى استدل به الموسوى ظلما وعدوانا على إرتداد الصحابة رضوان الله عليهم نص الحديث من صحيح البخارى 1- 6099‏ حدثنا ‏ ‏إبراهيم بن المنذر الحزامي ‏ ‏حدثنا ‏ ‏محمد بن فليح ‏ ‏حدثنا ‏ ‏أبي ‏ ‏قال حدثني ‏هلال بن علي ‏عن ‏ ‏عطاء بن يسار ‏عن ‏‏أبي هريرة ‏ ‏عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم قال ‏(( ‏بينا أنا قائم إذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال هلم فقلت أين قال إلى النار والله قلت وما شأنهم قال إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى ثم إذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال هلم قلت أين قال إلى النار والله قلت ما شأنهم قال إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى فلا أراه يخلص منهم إلا مثل همل النعم ‏)) قال الحافظ بن حجر فى تعليقه على الحديث ‏قوله ( بينا أنا نائم ) ‏ ‏كذا بالنون للأكثر وللكشميهني " قائم " بالقاف وهو أوجه , والمراد به قيامه على الحوض يوم القيامة , وتوجه الأولى بأنه رأى في المنام في الدنيا ما سيقع له في الآخرة. ‏‏قوله ( ثم إذا زمرة , حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال هلم ) ‏ ‏المراد بالرجل الملك الموكل بذلك , ولم أقف على اسمه. ‏ ‏قوله ( إنهم ارتدوا القهقرى ) ‏ ‏أي رجعوا إلى خلف , ومعنى قولهم رجع القهقرى رجع الرجوع المسمى بهذا الاسم وهو رجوع مخصوص وقيل معناه العدو الشديد. ‏ ‏قوله ( فلا أراه يخلص منهم إلا مثل همل النعم ) ‏ ‏يعني من هؤلاء الذين دنوا من الحوض وكادوا يردونه فصدوا عنه , والهمل بفتحتين الإبل بلا راع وقال الخطابي : الهمل ما لا يرعى ولا يستعمل ويطلق على الضوال والمعنى أنه لا يرده منهم إلا القليل , لأن الهمل في الإبل قليل بالنسبة لغيره 2- ‏6045 ‏حدثني ‏ ‏محمد بن بشار ‏ ‏حدثنا ‏ ‏غندر ‏ ‏حدثنا ‏ ‏شعبة ‏ ‏عن ‏ ‏المغيرة بن النعمان ‏ ‏عن ‏ ‏سعيد بن جبير ‏ ‏عن ‏ ‏ابن عباس ‏ ‏قال ‏ ‏قام فينا النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يخطب فقال ‏ ‏إنكم محشورون حفاة عراة غرلا ‏‏كما بدأنا أول خلق نعيده ‏ ‏الآية وإن أول الخلائق يكسى يوم القيامة ‏ ‏إبراهيم ‏ ‏وإنه سيجاء برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال فأقول يا رب أصحابي فيقول إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك فأقول كما قال العبد الصالح ‏ ‏وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم ‏ ‏إلى قوله ‏ ‏الحكيم ‏ ‏قال فيقال إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم ‏ إختلف العلماء في حقيقة الردة المذكورة في الحديث قال الحافظ ابن حجر ‏ ‏قوله ( قال فيقال إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم ) ‏ ‏وقع في رواية الكشميهني " لن يزالوا " ووقع في ترجمة مريم من أحاديث الأنبياء قال الفربري ذكر عن أبي عبد الله البخاري عن قبيصة قال : هم الذين ارتدوا على عهد أبي بكر فقاتلهم أبو بكر يعني حتى قتلوا وماتوا على الكفر. وقد وصله الإسماعيلي من وجه آخر عن قبيصة. وقال الخطابي : لم يرتد من الصحابة أحد وإنما ارتد قوم من جفاة الأعراب ممن لا نصرة له في الدين وذلك لا يوجب قدحا في الصحابة المشهورين. ويدل قوله " أصيحابي " بالتصغير على قلة عددهم. وقال غيره : قيل هو على ظاهره من الكفر والمراد بأمتي أمة الدعوة لا أمة الإجابة. ورجح بقوله في حديث أبي هريرة " فأقول بعدا لهم وسحقا " ويؤيده كونهم خفي عليه حالهم ولو كانوا من أمة الإجابة لعرف حالهم بكون أعمالهم تعرض عليه. وهذا يرده قوله في حديث أنس " حتى إذا عرفتهم " وكذا في حديث أبي هريرة. وقال ابن التين يحتمل أن يكونوا منافقين أو من مرتكبي الكبائر. وقيل هم قوم من جفاة الأعراب دخلوا في الإسلام رغبة ورهبة. وقال الداودي : لا يمتنع دخول أصحاب الكبائر والبدع في ذلك. وقال النووي , قيل هم المنافقون والمرتدون فيجوز أن يحشروا بالغرة والتحجيل لكونهم من جملة الأمة فيناديهم من أجل السيما التي عليهم فيقال إنهم بدلوا بعدك أي لم يموتوا على ظاهر ما فارقتهم عليه. قال عياض وغيره : وعلى هذا فيذهب عنهم الغرة والتحجيل ويطفأ نورهم. وقيل لا يلزم أن تكون عليهم السيما بل يناديهم لما كان يعرف من إسلامهم وقيل هم أصحاب الكبائر والبدع الذين ماتوا على الإسلام وعلى هذا فلا يقطع بدخول هؤلاء النار لجواز أن يذادوا عن الحوض أولا عقوبة لهم ثم يرحموا ولا يمتنع أن يكون لهم غرة وتحجيل فعرفهم بالسيما سواء كانوا في زمنه أو بعده ورجح عياض والباجي وغيرهما ما قال قبيصة راوي الخبر إنهم من ارتد بعده صلى الله عليه وسلم ولا يلزم من معرفته لهم أن يكون عليهم السيما لأنها كرامة يظهر بها عمل المسلم. والمرتد قد حبط عمله فقد يكون عرفهم بأعيانهم لا بصفتهم باعتبار ما كانوا عليه قبل ارتدادهم ولا يبعد أن يدخل في ذلك أيضا من كان في زمنه من المنافقين وسيأتي في حديث الشفاعة " وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها " فدل على أنهم يحشرون مع المؤمنين فيعرف أعيانهم ولو لم يكن لهم تلك السيما فمن عرف صورته ناداه مستصحبا لحاله التي فارقه عليها في الدنيا وأما دخول أصحاب البدع في ذلك فاستبعد لتعبيره في الخبر بقوله " أصحابي " وأصحاب البدع إنما حدثوا بعده. وأجيب بحمل الصحبة على المعنى الأعم واستبعد أيضا أنه لا يقال للمسلم ولو كان مبتدعا سحقا وأجيب بأنه لا يمتنع أن يقال ذلك لمن علم أنه قضي عليه بالتعذيب على معصية ثم ينجو بالشفاعة فيكون قوله سحقا تسليما لأمر الله مع بقاء الرجاء وكذا القول في أصحاب الكبائر. وقال البيضاوي ليس قوله " مرتدين " نصا في كونهم ارتدوا عن الإسلام بل يحتمل ذلك ويحتمل أن يراد أنهم عصاة المؤمنين المرتدون عن الاستقامة يبدلون الأعمال الصالحة بالسيئة انتهى. وقد أخرج أبو يعلى بسند حسن عن أبي سعيد " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم " فذكر حديثا فقال ( يا أيها الناس إني فرطكم على الحوض فإذا جئتم قال رجل : يا رسول الله أنا فلان بن فلان وقال آخر : أنا فلان ابن فلان فأقول أما النسب فقد عرفته ولعلكم أحدثتم بعدي وارتددتم) وقال الإمام الحافظ أبو عمر بن عبد البر صاحب التمهيد كل من أحدث في الدين فهو من المطرودين عن الحوض كالخوارج والروافض وسائر أصحاب الأهواء وقال أبو اسحاق الشاطبي : الأظهر أنهم من الداخلين في غمار هذه الأمة، لأجل ما دلّ على ذلك فيهم، وهو الغرة والتحجيل، لأن ذلك لا يكون لأهل الكفر المحض، كان كفرهم أصلاً أو ارتداداً، لقوله ( قد بدلوا بعدك )، ولو كان الكفر لقال: قد كفروا بعدك، وأقرب ما يحمل عليه تبديل السنة وهو واقع على أهل البدع ومن قال إنه النفاق، فذلك غير خارج عن مقصودنا لأن أهل النفاق إنما أخذوا الشريعة تقية لا تعبداً، فوضعوها في غير موضعها وهو عين الابتداع وعلى ذلك فالمراد بالمرتدين في الحديث يشمل الصنفين المرتدين والمنافقين، بالإضافة لأهل الأهواء والمبتدعة... إنتهى بعض اقوال علماء الشيعة في الحديث

قال الفضل الطبرسي : في تفسيره ( مجمع البيان ) عند تفسير قوله تعالى { فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم }...فقال : اختلف فيمن عنوا به على أقوال فذكر أربعة أقوال وذكر في آخرها أنهم أهل البدع والأهواء من هذه الأمة ثم استدل على ذلك من حديث ( الارتداد ) فقال : ورابعها أنهم أهل البدع والأهواء من هذه الأمة عن علي (ع) ومثله عن قتادة أنهم الذين كفروا بالارتداد ويروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال والذي نفسي بيده ليردن على الحوض ممن صحبني أقوام حتي إذا رأيتهم اختلجوا دوني فلأقولن أصحابي أصحابي أصحابي فيقال إنك لا تدري ما أحدثوا بعد إيمانهم ارتدوا على أعقابهم القهقري ذكره الثعلبي في تفسيره فقال أبو أمامة الباهلي: هم الخوارج ويروي عن النبي أنهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية..انتهى فهذا هو تفسير الطبرسي لهذا الحديث أنهم الأهواء كالخوارج ونحوهم وهذا هو عين تفسير أهل السنة لهذه الآية وهذا الحديث ولم يشر ولو مجرد إشارة إلى أنهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهذا العلامة الكاشانى عند تفسيره للآية السابقة يستدل من خلال هذا الحديث على أنهم من أهل الأهواء فيقول: (( في المجمع عن أمير المؤمنين (ع) هم أهل البدع والأهواء والآراء الباطلة من هذه الأمة وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: والذي نفسي بيده ليردن على الحوض ممن صحبني حتى إذا رأيتهم اختلجوا دوني فلأقولن أصحابي أصحابي فيقال لي إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك انهم ارتدوا على أعقابهم القهقري، ذكره الثعلبي في تفسيره.. انتهى فهذا هو قول قدماء علماء الشيعة فيمن يقع عليهم معنى الارتداد فى الحديث وليس كما يزعم الموسوى وغيره ممن يؤولون الحديث كما تهوى أنفسهم ويطبقونه على صحابة النبي صلى الله عليه وسلم. الصحابي هو من لقي رسول الله مؤمنا به ومات على ذلك وهذا تعريف الصحابي بإجماع أهل السنة والجماعة والحديثة الذي تكلم عن ارتداد من يرتد وصده عن الحوض ليس في الصحابة حتما لأن الصحابة هم من اجتمعوا برسول الله مؤمنين به وماتوا على ذلك الأيمان فالصحابة ليسوا هم المقصودين في الحديث ثم إن الحديث الذي جاء به الموسوي لا يوجد لفظة أصحابي

أما بالنسبة للحديث الثاني الذي فيه لفظة أصحابي وقوله (( أصحابي )) ليس بالمعنى الشرع خاصة أنه قال قبل ذلك (( ‏وإنه سيجاء برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال )) فهو يتكلم عن رجال من أمته ارتدوا وليس أصحابه المؤمنين به وماتوا على إيمانهم والدليل قوله عليه الصلاة والسلام بعد ذلك (( فأقول يا رب أصحابي فيقول إنك لا تدري ما أحدثوا )) خاصة أن الحديث جاء بلفظ آخر فيه قوله عليه الصلاة والسلام (( أمتي أمتي )) وفي لفظ ((أمتي)) صحيح البخاري [ جزء 6 - صفحة 2587] 6641 - حدثنا علي بن عبد الله حدثنا بشر بن السري حدثنا نافع بن عمر عن ابن أبي مليكة قال قالت أسماء : عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( أنا على حوضي أنتظر من يرد علي فيؤخذ بناس من دوني فأقول أمتي فيقول لا تدري مشوا على القهقرى). قال ابن أبي مليكة اللهم إنا نعوذ بك أن نرجع على أعقابنا أو نفتن. مسند أحمد بن حنبل [ جزء 6 - صفحة 121] 24945 - حدثنا عبد الله حدثني أبي قال ثنا عفان ثنا وهيب قال ثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم عن بن أبي مليكة عن عائشة قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : اني على الحوض انتظر من يرده على منكم فليقطعن رجال دوني فلأقولن يا رب أمتي أمتي فليقالن لي انك لا تدري ما عملوا بعدك ما زالوا يرجعون على أعقابهم. تعليق شعيب الأرنؤوط : حديث صحيح فهذه اللفظة ((أمتي)) و لفظة ((أمتي أمتي)) توضح لنا معنى اللفظ الأخر ((أصحابي أصحابي)) فالأصحاب إذا أُضيفت إلى نبي قد تعني الأمة أي أمة الدعوة بينما الصحابة الذين اجتمعوا بالرسول مؤمنين به وماتوا على ذلك الأيمان فهم أمة الإجابة قال تعالى (( وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم )) (101) سورة التوبة  


 أكذوبة لعن الله من تخلف عن جيش أسامة

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين وعلى اله وصحبه اجمعين لعن الله من تخلف عن جيش أسامة

الحديث منكر: أخرجه الجوهري في كتاب السقيفة. وزعم عبد الحسين الموسوي أن الشهرستاني رواه مرسلا. وهذا دال على عجزه عن أن يجده في شيء من كتبه لم يعهد عن النبي صلى الله عليه وسلم لعن حتى المنافقين المتخلفين عن الغزوات. والآيات واضحة في أنه كان يستغفر لهم. قال تعالى صلى الله عليه وسلم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم صلى الله عليه وسلم وكان يقبل أعذارهم حين يأتون يعتذرون إليه ويستغفر لهم ويوكل سرائرهم إلى الله. تناقض الرافضة : يستنكر الرافضة ما ترويه صحاح السنة من أن الرسول قال: اللهم إنما أنا بشر. فمن لاعنته أو سابتته فاجعلها رحمة له. فيقولون: كيف يليق أن ترووا عن النبي أنه كان يلعن؟ لكنهم الآن شديدو الحاجة الى رواية تثبت لعن الرسول لأصحابه حتى يقرروا مذهبهم المبني على شتم أصحاب الرسول. فتعلقوا بهذا الحديث ولكنهم تناقضوا. وهم ما احتجوا بهذا الحديث إلا ليجعلوا من أبي بكر وعمر أول الملعونين. فقد قالوا: وقد تخلف أبو بكر وعمر عن جيش أسامة. وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد بن حارثة الى الشام، وهو لم يتجاوز العشرين من عمره ، وأمره أن يوطىء الخيل تخوم البلقاء والداروم من أرض فلسطين ، فتجهز الناس وخرج مع أسامة المهاجرون الأولون ، وكان ذلك في مرض الرسول صلى الله عليه وسلم الأخير، فاستبطأ الرسول الكريم الناس في بعث أسامة وقد سمع ما قال الناس في امرة غلام حدث على جلة من المهاجرين والأنصار !000فحمدالله وقال الرسول صلى الله عليه وسلم- أيها الناس ، أنفذوا بعث أسامة ، فلعمري لئن قلتم في امارته لقد قلتم في امارة أبيه من قبله ، وانه لخليق بالامارة ، وان كان أبوه لخليقا لها). فأسرع الناس في جهازهم ، وخرج أسامة والجيش، وانتقل الرسول الى الرفيق الأعلى، وتولى أبو بكر الخلافة وأمر بانفاذ جيش أسامة وقال: ما كان لي أن أحل لواء عقده رسول الله، وخرج ماشيا ليودع الجيش بينما أسامة راكبا فقال له "يا خليفة رسول الله لتركبن أو لأنزلن )000فرد أبوبكر "والله لا تنزل ووالله لا أركب ، وما علي أن أغبر قدمي في سبيل الله ساعة )000ثم استأذنه في أن يبقى الى جانبه عمر بن الخطاب قائلا له "ان رأيت أن تعينني بعمر فافعل )000ففعل وسار الجيش وحارب الروم وقضى على خطرهم ،وعاد الجيش بلا ضحايا ، وقال المسلمون عنه "ما رأينا جيشا أسلم من جيش أسامة )000 وهذا ليس بعجيب من مذهب القوم المبني على سب أصحاب رسول الله الذين نصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم وفتحوا بعده العالم كله وأخضعوه لإمارة الإسلام. ولتمرير عقيدة الطعن في الصحابة التي سن سنتها وغرس جذورها عبد الله بن سبأ: إدعوا ظلم الصحابة لأهل البيت. ولولا ذلك لم يقبل الناس عقيدة سب الصحابة. وهذا أيضا من أكاذيبهم فإن الرسول صلى الله عليه وسلم كان قد أمر على الناس أبا بكر للصلاة بهم نيابة عنه. ولما مات استأذن أبو بكر أسامة في أن يبقي عنده عمر لمشاورته ومؤازرته فأذن له أسامة. وهل يلعنهما رسول الله صلى الله عليه وسلم وهما أعظم المهاجرين؟ كيف يعقل أن يلعن رسول الله خواص أصحابه أبا وعمر اللذين هما أبرز وأعظم المهاجرين. بل كيف يلعن أحدا من المهاجرين والأنصار الذين أثنى الله عليهم في القرآن؟ الله يثني عليهم والرسول يلعنهم؟ ومن تلبيسات عبد الحسين الموسوي أنه يصف الحديث غير المسند بأنه مرسل (إرسال المسلمات) مع أن الشهرستاني قد ذكر الرواية بغير سند. ومتى عرف عن الشهرستاني المعرفة بالحديث وهو الذي اعترف بالحيرة لكثرة لزومه علم الجدل والفلسفة حتى استشهد في كتابه المسمى بنهاية الإقدام (ص3) بهذين البيتين: لقد طفت في تلك المعاهد كلها وسيرت طرفي بين تلك المعالم فلم أر إلا واضعا كف حائر على ذقن أو قارعا سن نادم فالاستشهاد برجل كالشهرستاني عند أهل الحديث هو من المضحكات. لا سيما وأن الكذاب يدعي أنه أرسله إرسال المسلمات. وهذا من أعظم مكر وكذب هذا العابد للحسين الملقب بالموسوي. فإن الجمهور على أن هذه المراسيل لا تقوم بها حجة ولا يجوز معارضة الثابت القطعي بها [وهو مذهب النووي في التقريب. ونسبه لأكثر الأئمة من حفاظ الحديث ونُقّاد الآثار، وهو قول مسلم كما في صحيحه 1/30. ومنهم من قبله بشروط كالشافعي، وقال الحافظ في النكت نقلاً عن الاسفراييني: إذا قال التابعي: « قال رسول الله » فلا يُعَدّ شيئًا ولا يقع به ترجيح فضلاً عن الاحتجاج به (النكَت 2/545)] لا سيما إذا أراد مبطل مخالفة القرآن بها. وهذا من أعظم كذب وتدليس عبد الحسين وليس عبد الله. فهو يستعمل هذه العبارة في كتابه المراجعات ليجعل من مراسيلنا أسانيد صحيحة. ولم يجد الرافضة الحديث مسندا إلا من طريق منبوذ مجهول لدى الرافضة والسنة. وهو دليل على عجزه وإفلاسه فإنه لم يجد الحديث في مصدر من مصادر كتب أهل الحديث والسنة. فقد اضطر أن يقول أخرجه عبد العزيز الجوهري في كتاب السقيفة. وهو مؤلف رافضي مثله مجهول الحال عند أصحاب مذهبه. وأبناء جلدته ليسوا حجة علينا. وهذا الأخير قد اختلق سندا كله مجاهيل. ولهذا يضطر بنو رفض إلى عزو الحديث إلى كتبهم ومصادرهم كقولهم (رواه ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة (وصول الأخيار إلى أصول الأخبار ص68) فقط كما فعل المجلسي (بحار الأنوار30/432). أو الشهرستاني الذي لم يذق طعم علم الحديث وإنما قضى حياته في علم المنطق والفلسفة حتى اشتكى من مرض الحيرة والشك بسببها. * * * ترجمة أحمد بن عبد العزيز الجوهري

وهنا فضيحة عظيمة للرافضة: فقد ذكر شارح نهج البلاغة أنه التزم الاحتجاج على أهل السنة من كتبهم. ثم زعم أن أحمد بن عبد العزيز الجوهري هو عالم كبير ثقة من أهل الحديث وأنه هو صاحب كتاب السقيفة. وإليكم الفضحية: فقد تعقبه الخوئي قائلا « صريح كلام ان أبي الحديد أن الرجل من أهل السنة. ولكن ذِكر الشيخ له في الفهرست: كاشف عن كونه شيعيا، وعلى كل حال فالرجل لم تثبت وثاقته، إذ لا اعتداد بتوثيق ابن أبي الحديد» (معجم رجال الحديث2/142). والذي قاله الخوئي يدل على جهالة الجوهري واحتجاجه بالطوسي صاحب الفهرست يؤكد ذلك حيث إن الطوسي قال « له كتاب السقيفة» ولم يزد على ذلك فدل على أنه غير معروف لدى الشيعة. وهنا نذكر بأن كثيرا من السيناريوهات والأكاذيب الملفقة والحوارات الطويلة والمناظرات بين فاطمة وأبي بكر حول ميراث أرض فدك هي من سلسلة أكاذيب هذا الجوهري، اختلقها ودونها في كتابه السقيفة. فالحمد لله الذي وفر علينا الجهد فجعل الحكم بجهالته وعدم وثاقته من جهة الشيعة أنفسهم. والذي يؤكد ذلك قول الطوسي في مقدمة الفهرست (ص2) « فإذا ذكرت كل واحد من المصنفين وأصحاب الأصول فلا بد أن أشير إلى ما قيل فيه من التعديل والجرح وهل يعول على روايته أم لا ؟» والحمد لله فقد ثبت جهالة هذا الجوهري عندنا وعند الرافضة بخلاف ما حاول هذا العابد للحسين في كتابه المراجعات من إيهام القراء بأن الجوهري من علماء أهل السنة. كما تجده في كتابه المراجعة رقم (91). أما إسناد الجوهري فهو ضعيف أيضا وفيه مجاهيل: قال الجوهري : حدثنا أحمد بن إسحاق بن صالح عن أحمد بن سيار عن سعيد بن كثير الأنصاري عن رجاله عن عبد الله بن عبد الرحمن. أحمد بن إسحاق بن صالح : قال الألباني « لم أجده». رجال : من هم هؤلاء الرجال؟ لا تدري لعل منهم عبد الله بن سبأ عبد الله بن عبد الرحمن : يغلب على الظن أنه عبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري وهو مجهول الحال كما أفاده ابن أبي حاتم في (الجرح والتعديل2/884). أما أن ترد هذه الرواية في كتب بني رفض فهذه من أكاذيبهم ولا عبرة ولا حجة عندنا في أكاذيبهم. فقد افتروا ما هو أعظم منها. حتى زعموا أن الله ينزل إلى الأرض ليزور قبر الحسين. وأن الإله هو الإمام. فلا قيمة عندنا لما في كتبهم. (أنظر تفصيل الرد على الحديث من كتاب سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني ح رقم4972). لقد علمت أن عليا أحب إليك من أبي مرتين أو ثلاثا. قال فاستأذن أبو بكر فدخل فأهوى إليها فقال يا بنت فلانة لا أسمعك ترفعين صوتك على رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت رواه أبو ذكر محبة علي رضي الله عنه. قال الهيثمي « رواه البزار ورجاله رجال الصحيح ورواه الطبراني بإسناد ضعيف» (مجمع الزوائد9/127). وضعفه الألباني (ضعيف أبي داود ص491). وفيه يونس بن أبي إسحاق وهو ثقة ولكن أبا داود صرح بأنه كان يرسل. وفي (المعرفة والتاريخ2/173) أن أحمد بن حنبل كان يفضل الرواية من أخيه إسرائيل عليه. والحمد لله رب العالمين


 استدلال الرافضة بحديث أنت مني بمنزلة هارون من موسى

حديث: يا علي أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي الحديث صحيح، وقد أخرجه الشيخان وغيرهما(1) وهو من فضائل علي ولهذا ذكره العلماء في مناقبه  (1) صحيح البخاري: (كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب علي بن أبي طالب...) فتح الباري 7/71، ح3706، وصحيح مسلم: (كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل علي بن أبي طالب...) 4/1870، ح2404، والمسند للإمام أحمد 6/438، 6/369 ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,,,,,,,,,, وأما ما ادعاه الرافضة من الدلالة على اختصاص علي بالوزارة والوصاية والخلافة فغير صحيح، فليس في الحديث أي دلالة على ما ذكر، وذلك أن هذا الحديث قاله النبي لعلي عندما أراد الخروج إلى غزوة تبوك، وكان قد استخلفه على المدينة بعد أن استنفر الناس للخروج معه، فلم يبق بالمدينة إلا النساء والصبيان وأصحاب الأعذار، فشق ذلك على علي، فجاء للنبي وقال له: أتخلفني في النساء والصبيان. فقال له النبي: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى.(1) وقيل: إن بعض المنافقين قال: إنما خلفه لأنه يبغضه فقال له النبي ذلك(2)، ومعلوم من السيرة أن هذا الاستخلاف لم يكن خاصاً بعلي، فقد استخلف النبي على المدينة غيره عندما كان يخرج غازياً أو حاجاً أو معتمراً، فقد استخلف في غزوة بدر: عبد لله ابن أم مكتوم، واستخلف في غزوة بني سليم: سباع بن عُرفطة الغفاري، أو ابن أم مكتوم على اختلاف في ذلك، واستخلف في غزوة السويق: بشير بن عبد المنذر، واستعمل على المدينة في غزوة بني المصطلق: أبا ذر الغفاري، وفي غزوة الحديبية: نُمَيْلَةَ بن عبد الله الليثي كما   (1) جاء توضيح ذلك في بعض روايات الحديث، انظر: صحيح البخاري: (كتاب المغازي، باب غزوة تبوك)، فتح الباري 8/ 122، ح4416، وصحيح مسلم بحسب ما جاء في الإحالة السابقة. (2) انظر: تاريخ الطبري 3/103-104، والبداية والنهاية لابن كثير 5/7.   استعمله أيضاً في غزوة خيبر، وفي عمرة القضاء استعمل: عويف بن الأضبط الديلي، وفي فتح مكة: كلثوم بن حصين بن عتبة الغفاري، وفي حجة الوداع: أبا دجانة الساعدي ذكر هذا ابن هشام في مواطن متفرقة من السيرة(1) وهذا مما يدل على عدم اختصاص علي بالاستخلاف، وأنه قد شاركه في ذلك جمع من الصحابة، وبالتالي تبطل مزاعم الرافضة التي يعلقونها على هذا الحديث، كدعوى الوصية لعلي وأنه أفضل الصحابة. وقد نبه العلماء قديماً على هذا، وردوا على الرافضة في احتجاجهم بهذا الحديث، وأن غاية ما تضمنه هو تشبيه النبي استخلافه لعلي، باستخلاف موسى لهارون في حال غيبته، تطييباً لنفس علي، وإظهاراً لكرامته عنده، دون ما بنته الرافضة على الحديث من أوهام باطلة، لا يحتملها لفظ الحديث ولا مناسبته. فإن قال الرافضة قد ثبت عن رسول الله أنه قال لعلي: (أنت مني بمنزلة هارون من موسى) قيل لهم: كذلك نقول في استخلافه على المدينة في حياته بمنزلة هارون من موسى، وإنما خرج هذا القول له من النبي عام تبوك إذ خلفه  (1) انظر السيرة النبوية لابن هشام 2/650،804،806، 3/1113،1133،1154،1197، 4/1241،1457.  بالمدينة، فذكر المنافقون أنه ملّه وكره صحبته، فلحق بالرسول فذكر له قولهم فقال: (بل خلفتك كما خلف موسى هارون)، فإن قال الطاعن: لم يرد استخلافه على المدينة قيل له: هل شاركه في النبوة كما شارك هارون موسى، فإن قال: نعم كفر، وإن قال: لا، قيل له فهل كان أخاه في النسب فإن قال: نعم كذب، فإذا بطلت أخوة النسب ومشاركة النبوة فقد صح وجه الاستخلاف، وإن جعل استخلافه في حياته على المدينة أصلاً، فقد كان يستخلف في كل غزاة غزاها غيره من أصحابه، كابن أم مكتوم، وخفاف بن إيماء بن رخصة وغيرهما من خلفائه».(1) وقال النووي: «وهذا الحديث لا حجة فيه لأحد منهم، بل فيه إثبات فضيلة لعلي ولا تعرض فيه لكونه أفضل من غيره أو مثله، وليس فيه دلالة لاستخلافه بعده، لأن النبي إنما قال هذا لعلي حين استخلفه في المدينة في غزوة تبوك ويؤيد هذا أن هارون المشبه به لم يكن خليفة بعد موسى، بل توفي في حياة موسى، وقبل وفاة موسى بنحو أربعين سنة على ما هو مشهور عند أهل الأخبار والقصص، قالوا وإنما استخلفه حين ذهب لميقات ربه للمناجاة».(2)   (1) الإمامة والرد على الرافضة ص221-222. (2) شرح صحيح مسلم 13/174.  وقال ابن حزم بعد أن ذكر احتجاج الرافضة بالحديث: «وهذا لا يوجب له فضلاً على من سواه، ولا استحقاق الإمامة بعده - لأن هارون لم يل أمر بني إسرائيل بعد موسى عليهما السلام، وإنما ولي الأمر بعد موسى -- يوشع بن نون فتى موسى وصاحبه الذي سافر معه في طلب الخضر عليهما السلام، كما ولي الأمر بعد رسول الله صاحبه في الغار الذي سافر معه إلى المدينة، وإذا لم يكن على نبياً كما كان هارون نبياً، ولا كان هارون خليفة بعد موت موسى على بني إسرائيل فصح أن كونه -- من رسول الله بمنزلة هارون من موسى إنما هو في القرابة فقط، وأيضا فإنما قال له رسول الله هذا القول إذ استخلفه على المدينة في غزوة تبوك... ثم قد استخلف -- قبل تبوك، وبعد تبوك في أسفاره رجالاً سوى علي ، فصح أن هذا الاستخلاف لا يوجب لعلي فضلاً على غيره، ولا ولاية الأمر بعده، كما لم يوجب ذلك لغيره من المستخلفين».(1) وقال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في سياق رده على الرافضة في استدلالهم بهذا الحديث: «وقول القائل هذا بمنزلة هذا، وهذا مثل هذا، هو كتشبيه الشيء بالشيء يكون بحسب ما دل عليه

 (1) الفصل 4/159-160.  السياق، لا يقتضي المساواة في كل شيء... وكذلك هنا هو بمنزلة هارون، فيما دل عليه السياق، وهو استخلافه في مغيبه كما استخلف موسى هارون، وهذا الاستخلاف ليس من خصائص علي، بل ولا هو مثل استخلافاته، فضلاً أن يكون أفضل منها، وقد استخلف مَنْ علي أفضل منه في كثير من الغزوات، ولم تكن تلك الاستخلافات توجب تقديم المُسْتخلَف على عليّ إذا قعد معه، فكيف يكون موجباً لتفضيله على عليّ ؟ بل قد استخلف على المدينة غير واحد، وأولئك المستخلفون منه بمنزلة هارون من موسى من جنس استخلاف عليّ، بل كان ذلك الاستخلاف يكون على أكثر وأفضل ممن استخلف عليه عام تبوك وكانت الحاجة إلى الاستخلاف أكثر، فإنه كان يخاف من الأعداء على المدينة، فأما عام تبوك فإنه كان قد أسلمت العرب بالحجاز، وفتحت مكة وظهر الإسلام وعزّ، ولهذا أمر الله نبيه أن يغزو أهل الكتاب بالشام، ولم تكن المدينة تحتاج إلى من يقاتل بها العدو، ولهذا لم يدع النبي عند عليّ أحداً من المقاتلة، كما كان يدع بها في سائر الغزوات بل أخذ المقاتلة كلهم معه».(1)   (1) منهاج السنة 7/330-332، وانظر: أيضاً 5/34 من الكتاب نفسه، ومجموع الفتاوى 4/416.   فهذه أقوال العلماء المحققين كلها دائرة على معنى واحد وهو عدم اختصاص علي -- بهذا الاستخلاف ولا بشيء مما تدعيه الرافضة فيه من الوصية أو الأفضلية على غيره، وأن تشبيه النبي له بهارون ليس من كل وجه، فقد دل النص على نفي النبوة، ودل الواقع على نفي الاستخلاف بعد الممات؛ كما هو معلوم من حال المشبه به وهو هارون لموته في حياة موسى، فلم يبق إلا الاستخلاف في الحياة في حال الغيبة، وهذا أمر لا نزاع فيه لكنه ليس من خصائص علي، فالرافضة لا تنتفع منه بشيء في تقرير عقيدتها إلا وهو ثابت في حق غير علي من المستخلفين الذين تقدم ذكرهم.

 وهنا أيضا تعليق بسيط ، فالمعلوم أن أولي العزم من الأنبياء هم أفضل الأنبياء وهذا بإجماع الأمة إذا فإبراهيم وموسى ونوح وعيسى ، أفضل من هارون عليهم السلام جميعا فما قول الإثني عشرية بقول الرسول صلى الله عليه وسلم : وإن مثلك يا أبا بكر مثل إبراهيم قال : ( فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم ) * وإن مثلك يا أبا بكر كمثل عيسى قال : * ( إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم ) * وإن مثلك يا عمر مثل موسى قال : * ( ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الاليم ) * وإن مثلك يا عمر مثل نوح قال : * ( رب لا تذر على الارض من الكافرين ديارا )

كتاب المغازي – مصنف ابن أبي شيبة 38 ، والبيهقي في كتاب قسم الفيء والغنيمة 12623 ، مسند الإمام أحمد عن عبدالله بن مسعود ،

 والله الموفق


 التبول واقفاً من كتب الشيعة

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه

 ونعوذ بالله العظيم من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا إنه من يهديه الله فلا مضل له

 ومن يضلل الله فلا هادي له وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله صلي اللهم عليه وعلي أله وصحبه وسلم

أما بعد:

أيها الشيعي الحر الأبي المحب لمحمد وآل محمد تسمع كثيراً أن كتب أهل السنة والجماعة قد ورد فيها أن الحبيب النبي محمد صلي الله عليه وسلم أنه يبول واقفاً ولكنك تخطأهم بذلك وتعتبره تطاول علي النبي صلي الله عليه وسلم وما تعلم أيها المسكين أن كتبكم بها رويات تفوق الخمسة رويات علي ان التبول واقفاً لابأس به وهذا علي حد قول علماؤكم علي لسان أئمة أهل البيت عليهم السلام

المصادر

1- التبول قائما مروي عن الشيعة بأنه جائز هذا ما رواه الشيعة عن الصادق أنه سئل عن التبول قائما: لا بأس به - الكافي 6/500 وسائل الشيعة 1/352 و2/77 كشف اللثام للفاضل الهندي1/23 و229 مصباح المنهاج2/151 لمحمد سعيد الحكيم

2-سئل أبو عبد الله « أيبول الرجل وهو قائم قال نعم» - تهذيب الأحكام1/352 وسائل الشيعة1/352

3-الكافي: المجلد السادس صفحة 500 باب الْحَمَّامِ حديث رقم 18

 عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ يَطَّلِي فَيَبُولُ وَ هُوَ قَائِمٌ قَالَ لَا بَأْسَ بِهِ

وهذا رابط الحديث من موقع رافضي

  http://www.al-shia.com/html/ara/book...afi-6/384.html

4-كتاب وسائل الشيعة ج 1 ص 352  محمد بن الحسن بإسناده عن محمد بن علي بن محبوب، عن محمد بن عيسى، عن سعدان، عن حكم، عن رجل، عن أبي عبدالله (عليه السلام)، قال: قلت له: أيبول الرجل وهو قائم؟ قال: نعم، ولكن يتخوف عليه أن يلبس به الشيطان، أي يخبله وهذا رابط الحديث من موقع رافضي

http://www.rafed.net/books/hadith/wa...was1019.html#a

5-تهذيب الأحكام ج1 ص352 باب اداب الاحداث الموجبة للطهارة: عنه عن محمد بن عيسى عن سعدان عن حكم عن رجل عن أبي عبدالله عليه السلام قال قلت له: أيبول الرجل وهو قائم؟ قال: نعم ولكنه يتخوف أن يلتبس به الشيطان اي يخبله فقلت يبول الرجل في الماء؟ قال: نعم ولكن يتخوف عليه من الشيطان وهذا رابط الحديث من موقع رافضي

 http://www.al-shia.com/html/ara/books/tahzib-1/a18.html

ثم بعد ذلك أيها الشيعي الحر الباحث عن الحق المحب لمحمد وآل محمد

بعد أن تتأكذ من المصادر ويثبت لك ان التبول واقفاً ليس به شئ

فقل لعلماؤك ومعمميك لماذا تنكرون علي اهل السنة قولهم وفي كتبنا إقرار بها في نفس الوقت

اللهم بلغت اللهم فاشهد


 حديث الغدير

ومن الأدلة التي إستدلوا بها كذلك ما يسمى بحديث الغدير.. أي غدير ؟ غدير خم وهو غدير قريب من الجحفة بين مكة والمدينة , وكان هذا في حجة الوداع في رجوع النبي صلى الله عليه وسلم من الحج قبيل وفاته بثلاثة أشهر تقريباً. هذه الحادثة أخرجها الإمام مسلم في صحيحه من حديث زيد بن أرقم قال : [ قام رسول الله فينا خطيباً بماء يُدعى خما بين مكة والمدينة فحمد الله وأثنى عليه وأثنى عليه ووعظ وذَكّر ثم قال : ( أما بعد ألا يا أيها الناس إنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله وأستمسكوا به ) قال : فحث على كتاب الله ورغّب فيه ثم قال : ( وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي ,أذكركم الله في أهل بيتي , أذكركم الله في أهل بيتي ) قال حصين الراوي عن زيد ومن أهل بيته يا زيد أليس نساءه من أهل بيته قال : نعم ولكن أهل بيته من حُرم الصدقة بعده. قال : ومن هم ؟ قال : هم آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل العباس. قال : كل هؤلاء حُرم الصدقة ؟ , قال : نعم.] أخرجه الإمام مسلم في صحيحه. جاءت زيادات لهذا الحديث عند أحمد والنسائي في الخصائص والترمذي وغيرهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في ذلك المكان : ( من كنت مولاه فعلي مولاه ) وجاءت كذلك زيادات أخرى منها ( اللهم والي من ولاه وعاد من عاداه وأنصر من نصره وأخذل من خذله وأدر الحق معه حيث دار ) يمكننا أن نقسم هذا الحديث إلى أربعة أقسام. القسم الأول : ما جاء في حديث مسلم وهو ليس فيه من كنت مولاه فعلي مولاه. القسم الثاني : الزيادة خارج مسلم وهي عند كما قلنا الترمذي وأحمد والنسائي والخصائص وغيرهم و هي التي فيها زيادة ( من كنت مولاه فعلي مولاه). القسم الثالث : زيادة أخرى عند الترمذي وأحمد وهي ( اللهم والي من ولاه وعاد من عاداه). القسم الرابع : وهي زيادة عند الطبراني وغيره (وأنصر من نصره وأخذل من خذله وأدر الحق معه حيث دار). أما القسم الأول فهو في صحيح مسلم ونحن مسَلّمون بكل ما في صحيح مسلم. القسم الثاني وهو ( من كنت مولاه فعلي مولاه ) فهذا حديث صحيح عند الترمذي وأحمد إذ لا يلزم أن يكون الحديث الصحيح فقط عند مسلم والبخاري والصحيح أن هذا حديث صحيح جاء عند الترمذي وأحمد وغيرهما. أما زيادة ( اللهم والي من ولاه وعاد من عاداه) فهذه إختلف فيها أهل العلم , هناك من أهل العلم من صححها وهناك من ضعفها حتى الأولى قوله( من كنت مولاه فعلي مولاه ) هناك من ضعفها كإسحاق الحربي وبن تيمية وبن حزم وغيرهم. أما الزيادة الأخيرة وهي (وأنصر من نصره وأخذل من خذله وأدر الحق معه حيث دار ) هذه كذب محض على النبي صلى الله عليه وآله وسلم. هذا الحديث يستدلون به على خلافة علي بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم مباشرة بدلالة ( من كنت مولاه فعلي مولاه ) قالوا المولى هو الحاكم والخليفة إذاٍ علي هو الخليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مباشرة. أولا نريد أن نعرف لما قال النبي صلى الله عليه وسلم هذا الكلام لعلي ( من كنت مولاه فعلي مولاه ) وهل أوقف الناس في هذا المكان ليقول هذا الكلام أو أنه أوقفهم لشيء آخر.. لابد أن نعلم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان راجعاً في سفره من مكة إلى المدينة بعد أن أنهى حجه صلوات الله وسلامه عليه , رحلة السفر كما هو معلوم تستغرق ما بين خمسة إلى سبعة أيام وكان من عادة النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا سافر أن يمشي في الليل ويرتاح في النهار , فهذه كانت مرحلة من مراحل السفر التي كان يتوقف فيها النبي صلى الله عليه وآله وسلم , إذا لم يتوقف ليقول هذا الكلام وإنما توقف لأن هذه من عادته وهذا أمر طبعي لأنه مستحيل أن يسيروا خمسة أيام متصلة معهم نساء ومعهم رجال وقادمون من حج و ما ورائهم شيء آخر , فطبيعي جداً أن يرتاح النبي صلى الله عليه وآله وسلم في مراحل السفر , فكان يرتاح في النهار ويسير في الليل صلوات الله وسلامه عليه كما قلنا , إذا لم يتوقف ليقول هذا الكلام. القضية الثانية لما قال هذا الكلام ؟ لما قاله في علي , هم يقولون قاله يريد الخلافة ! يريد أن علياً هو الخليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نحن نقول لا ليس الأمر كذلك.. لماذا نحن نقول لا ؟.. لإمور.. ما قلنا هذا رداً لخلافة علي رضي الله عنه أبداً , نحن نتقرب إلى الله بحب علي رضي الله عنه , ولكن نرد هذا لأن هذا ليس بحق , لماذا ليس بحق ؟.. نقول أولاً لو كان النبي صلى الله عليه وسلم يريد خلافة علي كان يقول هذا في يوم عرفه الحجاج كلهم مجتمعون , هناك يقول هذا الكلام صلوات الله وسلامه عليه , حتى إذا غدر أهل المدينة شهد له باقي المسلمين من غير أهل المدينة , هم يقولون النبي كان خائفاً !! أن يبلغ هذه الخلافة , يخاف أن يُرَد قوله , يخاف من أهل المدينة ثم يترك الناس كلهم ويخاطب أهل المدينة فقط !! ما هذا التناقض ؟ لا يُقبل مثل هذا الكلام. ثم لماذا يخاف النبي صلى الله عليه وسلم يخاف ممن من الصحابة !! الذين تركوا أموالهم وأولادهم وديارهم وهاجروا في سبيل الله , الذين قاتلوا في سبيل الله , الذين شاركوا في بدر وأحد والخندق والحديبية وخيبر وحنين وفتح مكة وتبوك هؤلاء هم الذين يخاف منهم النبي صلى الله عليه وسلم !! , بذلوا المُهَج بذلوا الأموال في سبيل الله سبحانه وتعالى ثم بعد ذلك يخاف منهم النبي صلى الله عليه وسلم أنهم ما يقبلون خلافة علي رضي الله عنه. على كل حال وجهة نظرنا نحن لماذا قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم هذا الكلام لأهل المدينة خاصة ومن جاورها ولم يقل هذا الكلام لأهل الحج كلهم من أهل المدينة وغيرهم خاصة إذا علمنا أن غدير خم يبعد عن مكة قريباً من 250 كيلو متر , ولذلك لجهله بهذا المكان يقول : قال النبي في مجتمع الحجيج !! أي مجتمع الحجيج ؟! مجتمع الحجيج مكة مجتمع الحجيج عرفة ليس في غدير خم يبعد عن مكة 250 كلم وهو أقرب من المدينة منه إلى مكة وبين مكة والمدينة 400 كلم. إذاً خص النبي أهل المدينة.. لِمَ خص أهل المدينة قال أهل العلم لسببين : السبب الأول : النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يخرج إلى الحج كان في المدينة وكان قد أرسل خالد بن الوليد إلى اليمن في قتال , إنتصر خالد بن الوليد في جهاده أرسل إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنّا إنتصرنا وعندنا غنائم فأرسل إلينا من يخَمِّس هذه الغنائم فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب إلى اليمن ليخمس الغنائم ثم أمره أن يدركه في مكة في الحج , إذا النبي في المدينة وعلي في المدينة ثم أمر علياً أن يخرج إلى اليمن والموعد مكة , ذهب علي إلى اليمن وصل إلى الغنائم قُسمت الغنائم كما هو معلوم إلى خمسة أقسام أربعة أخماس للجنود للذين قاتلوا للذين فتحوا للذين جاهدوا وخمس واحد يقسم إلى خمسة أخماس خمس لله والرسول , خمس لذوي القربى , خمس لليتامى , خمس للمساكين , خمس لأبن السبيل , قُسمت الغنائم.. الآن علي سيذهب إلى مكة يلتقي بالنبي صلى الله عليه وسلم هناك في حجة الوداع , الذي وقع أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه أخذ الخمس الذي لذوي القربى وهو سيد ذوي قربى النبي صلى الله عليه وآله وسلم , والخمس عبارة عن ماذا ؟ عبارة عن أموال , بهائم كالخيل والبغال والإبل والبقر والغنم وسبي من نساء وأطفال ورجال.. ماذا صنع علي رضي الله عنه ؟ أخذ إمرأة من السبي فدخل عليها – يعني جامعها – فغضب بعض الصحابة كبريدة بن الحصين.. كيف علي يفعل ذلك !! يأخذ إمرأة من السبي ومن نصيب ذوي القربى من نصيب النبي صلى الله عليه وسلم هناك يوزعه في المدينة ليس هنا !.. فأخذ إمرأة من السبي ودخل بها وخرج وقد إغتسل فغضب بريده فذهب إلى النبي في المدينة صلوات الله وسلامه عليه فقال يا رسول الله : حصل كيت وكيت وذكر له ما وقع من علي , لم يرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم , فرجع بريده وقال : حصل كذا وكذا من علي أيضا لم يرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم , جاء الثالثة قال يا رسول الله : علي فعل كيت وكيت , فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( يا بريدة أتبغض علياً ) قال : نعم يا رسول الله , فقال : ( لا تفعل فإن له من الخمس أكثر من ذلك ) يقول : فأحببته بعد ذلك لأن النبي قال : لا تبغضه , خلاص يطيعون النبي صلى الله عليه وسلم فأحبه فدافع النبي عن علي صلوات الله وسلامه عليه. إذاً هذه مشكلة الآن داخلية بين بريدة وعلي وبريدة لعله جاء وتكلم بها في المدينة وأيضا قد يكون شارك بريدة في الإنكار على علي كخالد بن الوليد وغيره في هذه العملية. السبب الثاني : أنه لما خرج علي من اليمن إلى مكة و النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة إلى مكة وهو في الطريق علي رضي الله عنه أخذ معه نوقاً للنبي صلى الله عليه وآله وسلم , يعني ساق الهدي معه فلما كان في الطريق أمر أصحابه أن يتقدموا عليه ونهاهم أن يركبوا على الإبل ونهاهم أن يلبسوا بعض الثياب التي من الغنائم وسبقوه , فلما أدركهم علي وجد أن الإبل رُكبت أو أن الملابس لُبست فغضب ونهرهم رضي الله عنه كيف ما تطيعوا أمري ؟ أن قلت لكم لا تركبوا أنا قلت لكم لا تلبسوا كيف تفعلون كذا.. فتضايقوا من هذه المعاملة ومنهم أبو سعيد الخدري , يقول فلما لقينا النبي صلى الله عليه وسلم في مكة إشتكينا علياً ,أن علي فعل كيت وكيت وكان قاسياً معنا , فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( فإني علمت أن علي قد أحسن فلا تبغضوا علي ) وسكت القوم , أيضاً هذه مشكلة داخلية مع علي رضي الله عنه عندها لما إنتهى النبي صلى الله عليه وسلم من الحج ورجع النبي صلى الله عليه وسلم وصار قريباً من المدينة قريباً من 150 كلم أو 170 كلم من المدينة في أثناء الطريق أثناء راحتهم توقف هناك في يوم من الأيام و قال كلمته تلك ( من كنت مولاه فعلي مولاه ) أي يا من تكلمتم في علي إحذروا فعلى مني وأنا منه , علي أنا يحبني من يحب علي , يودني من يود علياً ( من كنت مولاه فعلي مولاه ) , هم يقولون المولى الحاكم ونحن نقول المولى المحب بدليل قوله بعد ذلك ( اللهم وال من والاه وعادي من عاداه ) ما معنى وال من والاه وعاد من عاداه وقوله من كنت مولاه فعلي مولاه.. المعنى واحد إذاً هذه قصة غدير خم. المولى كما يقول بن الأثير تقع هذه الكلمة على : الرب والمالك والمنعم والناصر والمحب و الحليف والعبد والمعتق وبن العم والصهر.. تصوروا كل هذه تطلق عليها كلمة مولى قالوا نحن نريد الخليفة. لو كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يريد الخليفة كان يأتي بكلمة صريحة واضحة ما يأتي بكلمة تحتمل أكثر من عشرة معاني.. يأتي بكلمة واضحة سهلة بينة يعرفها كل أحد علي هو الخليفة من بعدي.. إنتهى الأمر , لكن لم يأتي النبي صلى الله عليه وآله وسلم بتلك الكلمة التي تنهي كل خلاف. وأما كلمة مولى أنها حاكم هذا ليس بسليم قال الله تبارك وتعالى ** فَالْيَوْمَ لَا يُؤْخَذُ مِنكُمْ فِدْيَةٌ وَلَا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ } سماها مولى وذلك لشدة الملاصقة وشدة اللُحمة والقرب , ثم إن الموالاة وصف ثابت لعلي رضي الله عنه في زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبعد زمن النبي صلوات الله وسلامه عليه فهو في زمن النبي مولى وبعد وفاة النبي مولى والآن مولانا رضي الله عنه وأرضاه ولذلك قال الله تبارك وتعالى : ** إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ } فكل المؤمنين بعضهم أولياء بعض كما قال الله تبارك وتعالى. إذا ً هذا دليل الموالاة الذي يستدلون به على إمامة علي رضي الله عنه وأرضاه بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما نرى لا دلالة فيه أبداً. ولذلك نص عالمهم النوري الطبرسي يقول : ( لم يصرح النبي لعلي بالخلافة بعده بلا فصل في يوم غدير خم وأشار إليها بكلام مجمل مشترك بين معانٍ يُحتاج إلى تعيين ما هو المقصود منها إلى قرائن ) فصل الخطاب ص 205 و 206 إذا كان الأمر كذلك فكيف بعد ذلك يُقال أن هذا الحديث نص على خلافة علي بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم.


 حديث الطير اللهم ائتني بأحب خلقك إليك

 رواه الحاكم 3/130 بسند موضوع تعقبه الذهبي وحكم عليه بالوضع.  وتناقض الحاكم في الحكم عليه.

قال أبو عبد الرحمن الشاذياخي : كنا في مجلس السيد أبي الحسن فسئل أو عبد الله الحاكم عن حديث الطير فقال: لا يصح، ولو صح لما كان أحد أفضل من علي – رضي الله عنه- بعد النبي صلى الله عليه وسلم

 قال الذهبي: ثم تغير رأي الحاكم وأخرج حديث الطير في مستدركه

 -تذكرة الحفاظ2/1042  وقال الذهبي : هو خبر منكر1/602  ورواه الترمذي (3721) وقال حديث غريب. أي ضعيف.  قال الحافظ ابن حجر : هو خبر منكر (لسان الميزان2/354)

 وفي أجوبته عن الأحاديث الموضوعة في مشكاة المصابيح

ذكر للحديث شواهد : غير أن المعول عليه هو المتأخر من قوليه كما في اللسان. قال الزيلعي في نصب الراية : كم من حديث تعددت طرقه وكثرت رواياته

وهو ضعيف كحديث الطير - تحفة الأحوذي10/224- وقال ابن كثير في البداية والنهاية 7/351 إن كل من أخرجوه

بضعة وتسعون نفسا أقربها غرائب ضعيفة.. ووقفت على مجلد كبير

 في رده وتضعيفه سندا ومتنا للقاضي أبي بكر الباقلاني

 مختصر مستدرك الحاكم للحميد3/1446 -  وقال ابن الجوزي في العلل المتناهية1/225

ذكره ابن مردويه من نحو عشرين طريقا كلها مظلم. · إسناده ضعيف. فيه:  مطير بن أبي خالد: متروك الحديث كما قاله ابن أبي حاتم:  أحمد بن عياض: مجهول.  ابراهيم القصار: ضعيف.  اسماعيل بن عبد الرحمن السدي: رموه بالتشيع. وهو من غلاة الشيعة.


آية ذوي القربى

وآية ذوي القربى هي قول الله تبارك وتعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم آمرا له أن يقول للناس ** قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} , ويقولون القربى هنا علي وفاطمة والحسن والحسين. **قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} نجد أن بعضهم يفسر هذه الآية كما فعل الأنطاكي مثلاً في كتابه لماذا إخترت مذهب الشيعة , فلا يتقي الله تبارك وتعالى , وإن كنت أعتقد جازماً أن هذا الكتاب ليس له وإنما ألفه غيره ونسبه إليه , والعلم عند الله تبارك وتعالى ولكن على كل حال لما يأتي إلى هذه الآية وهي قول الله تبارك وتعالى ** قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} فينقل حديثاً من صحيح البخاري وفيه أن بن عباس رضي الله عنه يسأله رجل عن معنى هذه الآية ** قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} فيقول سعيد بن جبير : ( إلا أن تودوا قرابتي ) فيرد عليه بن عباس رضي الله تبارك وتعالى عنه فيقول: (عجِلتَ فوالله ما من بطن من بطون قريش إلا وللنبي صلى الله عليه وسلم فيه قرابة ولكن إلا أن تصلوا ما بيني وبينكم من القرابة ) هذا معنى الآية ماذا فعل الأنطاكي أو من نسب الكتاب إلى الأنطاكي قطع هذا الحديث من وسطه ,بتره , وهذا موجود في البخاري فقال : قال بن عباس : ( ألا أن تودوا قرابتي ) وترك رد بن عباس على سعيد بن جبير , ونسب قول سعيد بن جبير إلى بن عباس رضي الله عنهما ! , ماذا تسمون هذا الصنيع ؟ سموه ما شئتم ! , ولكن ليس هذا سبيل المؤمنين وما هذا طريقهم أبداً لايقطعون ولا يبترون الأحاديث ويدلسون ويكذبون ولكن نقول الله المستعان. إن الله تبارك وتعالى يقول في كتابه العزيز : ** وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ} , هذه المصارف سهم لله والرسول , سهم لذوي القربى , سهم لليتامى , سهم للمساكين , وسهم لأبن السبيل , هذا ما يسمونه بالخُُمُس , وهذا الخُمس إنما يؤخذ من غنائم الجهاد لأن الله تبارك وتعالى يقول {وأعلموا أَنَّمَا غَنِمْتُم } غنيمة في الجهاد , غنائم الجهاد. غنائم الجهاد صارت وللأسف بعدما كانت تؤخذ من الكفار صارت تؤخذ من المسلمين , الله تبارك وتعالى جعل لذوي القربى خمس خمس الغنيمة , وذلك أن الغنيمة تُقسم إلى خمسة أخماس فلوا فرضنا أن الغنيمة 10 آلاف فتقسم هذه الغنيمة إلى خمسة أخماس ألفين ألفين هكذا ثم أربعة أخماس تعطى للمجاهدين للذين قاتلوا وشاركوا في المعركة 8 آلاف يبقى ألفان يقسمان على خمسة أخماس لله والرسول لذوي القربى لليتامى للمساكين لأبن السبيل 400 لكل سهم , إذا هذه الأخماس تقسم بهذه الطريقة , إذا خمس الخمس لذوي القربى. ماذا يفعل القوم اليوم ؟ خمس كامل ويؤخذ ممن ؟ من المسلمين !! والله إنما أعطى ذوي القربى خمس خمس من الكفار وهؤلاء يأخذون خمسا كاملا من المسلمين ليس هذا من دين الله في شيء أبدا ولا نقبل هذا أبداً. المهم أن الله تبارك وتعالى لما ذكر ما لذي القربى قال ** ولذي القربى } باللام بينما الآية تقول ** قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى } في القربى ففرق بين في القربى و للقربى في قول الله تبارك وتعالى ** وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى...} ولا بد لنا أن نعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يمكن أن يطلب أجراً , كيف يطلب أجراً وهو الذي يقول الله له ** قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ }. إن الأنبياء جميعاً لا يسألون أقوامهم أجراً قال الله تبارك وتعالى عن نوح ** وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ } وقال عن هود ** وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ } , وقال صالح كذلك وكذا قال لوط وقال شعيب كذلك ** وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ } , ومعلوم أن نبينا محمداً هو أكرم الأنبياء وسيد الأنبياء و المرسلين صلوات الله وسلامه عليه , فإذا كان إخوانه من الأنبياء والمرسلين صلوات الله وسلامه عليهم كنوح ولوط وهود وصالح وشعيب وغيرهم لا يسألون الناس أجراً فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم أولى بذلك أن لا يسأل الناس أجراً إنهم لا يسألون الأجر إلا من الله سبحانه وتعالى وهذا معنى قول الله جل وعلا إذاً ** قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى } , إلا هنا في الآية بمعنى لكن وليست إستثناءاً , هو لا يسأل أجرا قطعاً صلوات الله وسلامه عليه وإنما يكون معنى الآية قل لا أسألكم عليه أجرا ولكن المودة في القربى , ودوني في قرابتي كما قال بن عباس رضي الله عنه وأرضاه.

وقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يعرفون حق مودة آل البيت

وكان أبو بكر يقول: (ارقبوا محمداً صلى الله عليه وسلم في أهل بيته)، أي: من أراد أن يحسن إلى رسول الله فليحسن إلى أهل بيته بعد موته صلى الله عليه وسلم. ويقول أبو بكر لعلي كذلك: (والله يا علي! لأن أصل قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إليّ أن أصل من قرابتي)، فهي مواساة لأهل بيت رسول الله بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد نزع من بينهم رسولهم وكبيرهم ومعلمهم وقريبهم محمد صلى الله عليه وسلم، فكان لابد من المواساة. واقعة أخرى في شأن آل زيد بن حارثة ، كان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما جالساً في المسجد، فرأى شاباً يجر ثوبه ويمشي في المسجد، بطريقة فيها نوع من الفخر لا يكاد يذكر. الشاهد: أنه قال متغيظاً عليه رضي الله تعالى عنه: من هذا الفتى؟ ويهم ابن عمر رضي الله عنهما أن يقول له قولاً شديداً، فقالوا له: هذا هو أيمن بن أسامة بن زيد ، فنكس ابن عمر رأسه في الأرض، وقال: لو رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحبه، وأعرض ابن عمر عن الانتقاد الشديد الذي كان سيوجهه لأيمن بن أسامة بن زيد ، مواصلة لمسيرة المحبة لأهل زيد التي بدأها رسولنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم.


 حديث الدار

أو حديث الإنذار يوم الدار وهو مرتبط إرتباطاً قوياً بقول الله تبارك وتعالى ** وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ 214} الشعراء. يرون أنه لما نزل قول الله جل وعلا ** وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ } جمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم أقاربه على النحو الآتي. عن علي قال : لما نزلت ** وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ } ورهطك المخلصين دعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بني عبد المطلب وهم إذ ذاك أربعون رجلاً يزيدون رجلاً أو ينقصون رجلاً فقال : ( أيكم يكون أخي ووصيي ووارثي ووزيري وخليفتي فيكم بعدي ) فعرض عليهم ذلك رجلاً رجلاً كلهم يأبى ذلك حتى أتى عليّّ فقلت أنا يا رسول الله فقال : ( يا بني عبد المطلب هذا أخي ووارثي ووصيي ووزيري وخليفتي فيكم بعدي ) قال فقام القوم يضحك بعضهم إلى بعض ويقولون لأبي طالب : قد أمرك وتطيع لهذا الغلام ) وهناك روايات أخرى لهذا الحديث أو لهذه القصة مرجعها بحار الأنوار ج 18 ص 178 والبرهان ج 3 ص190 والميزان ج 15 ص 336 وأما كتب أهل السنة فجاء في مسند أحمد ج 1 ص 111 وص 159. يستدلون بهذا الدليل على أن علي رضي الله عنه هو الخليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نقول هذا الحديث ذكره الموسوي في كتاب المراجعات وذكره كذلك الأنطاكي في كتابه لماذا إخترت مذهب الشيعة , وذكره تقريباً كل علماء الشيعة الذين ألفوا كتباً يستدلون بها على أهل السنة في إثبات خلافة علي رضي الله عنه بعد رسول الله مباشرة , وقد بالغ عبد الحسين شرف الدين في كتابه المراجعات حيث قال : ودونك ما أخرجه أحمد في مسنده ج 1 ص 111 تجده يخرج الحديث عن أسود بن عامر عن شريك عن الأعمش عن المنهال عن عباد بن عبد الله الأسدي عن علي مرفوعاً , ثم قال , وكل واحد من سلسلة هذا السند حجة عند الخصم وكلهم من رجال الصحاح بلا كلام..

ثم صار يترجم لكل رجل من رجال هذا السند فقال : الأسود بن عامر إحتج به البخاري و مسلم , شريك إحتج به مسلم , الأعمش إحتج به البخاري و مسلم , المنهال إحتج به البخاري , عباد بن عبد الله الأسدي قال : هو عباد بن عبد الله بن الزبير بن العوام القرشي الأسدي إحتج به البخاري ومسلم. وللأسف لا أقول لقلة بل أقول لعدم وجود الأمانة العلمية حاول أن يدلس ويلبس بهذا الحديث فعباد بن عبد الله الأسدي يختلف تماماً عن عباد بن عبد الله بن الزبير , هذا شخص وذاك شخص آخر عباد بن عبد الله الأسدي هو الذي يروي عنه المنهال وهو الذي يروي عن علي رضي الله عنه وأرضاه بينما عباد بن عبدالله بن الزبير بن العوام هذا لاير وي عنه المنهال ولا يروي هو عن علي رضي الله عنه , ولكن لإرادة التدليس والتلبيس على الناس جعلوا عباد بن عبد الله الأسدي هو عباد بن عبد الله بن الزبير بن العوام القرشي الأسدي كذلك , فهذا من التلبيس والكذب , ولذلك عباد بن عبد الله الأسدي يترجم له صاحب التهذيب وهو الحافظ بن حجر رحمه الله تعالى يترجم له في الصفحة ذاتها التي يترجم لعبد الله بن عبد الله بن الزبير فقال : عباد بن عبد الله الأسدي روى عنه المنهال وروى عن علي.. ضعيف. بينما عباد بن عبد الله بن الزبير بن العوام القرشي الأسدي لا يُعرف بالأسدي وإنما يعرف بعباد بن عبد الله بن الزبير لكن جعله مكان هذا حتى يلبس على الناس وليس هو راوي هذا الحديث بل الذي يرويه عباد بن عبد الله الأسدي الضعيف وهذا من كذبهم الله المستعان. على كل حال عباد بن عبد الله الأسدي قال عنه البخاري : فيه نظر , وكلمة فيه نظر عند البخاري كما قال الحافظ بن كثير هي من أشد عبارات الجرح عند الإمام البخاري كما قاله الحافظ بن كثير في الباعث الحثيث. وأحمد ضرب على حديثه , وقال بن حزم مجهول فهذا عباد بن عبد الله الأسدي , فالحديث إذاً لا يصح من طرق أهل السنة , أما من طرق الشيعة فالحديث روي من طرق كثيرة ولكن بعد تتبع هذه الطرق عندهم كذلك لا يصح هذا الحديث من كتبهم ومن رجالهم أيضاً فلا يصح عند أهل السنة ولا يصح كذلك عند الشيعة وجاء عند السنة أيضا من طريق آخر عند الطبراني والطبري من طريق عبد الغفار بن القاسم أبو مريم الأنصاري قال عنه بن المديني : كان يضع الحديث , وقال أبو داوود وأنا أشهد أن أبا مريم كذاب , وقال أبو حاتم والنسائي متروك , وقال الذهبي ليس بثقة. إذاً هذا الحديث من حيث المتن لا يصح ولا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم فالقصة هذه مكذوبة من أصلها , ثم هي أصلاً باطلة من حيث المتن متنها باطل لا يصح كذلك لماذا ؟ أولاً لو نظرنا إلى قول علي رضي اله عنه عندما يقول : ( جمع النبي صلى الله عليه وسلم بني عبد المطلب أربعون رجلاً يزيدون أو ينقصون رجلاً).. هل بني عبد المطلب يصلون إلى أربعين ؟.. لا يصلون إلى أربعين فهل أخطأ علي في الحسبة أو كذبوا عليه , الأقرب أنهم كذبوا عليه , تعالوا معنا نحسب ونعد أبناء عبد المطلب من هم أبناء عبد المطلب ؟ : أبناء عبد المطلب كما ذكر أهل الأنساب عشرة والمشهور منهم , إثنان أسلما وعاصرا النبي صلى الله عليه وسلم , وإثنان لم يسلما وعاصرا النبي صلى اله عليه وسلم , وستة لم يعاصروا النبي صلى الله عليه وسلم , فاللذان أسلما وعاصرا النبي صلى الله عليه وسلم هما حمزة والعباس , وإثنان عاصرا النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسلما وهما أبو طالب وأبو لهب , وستة من بني عبد المطلب لم يدركوا البعثة أصلاً فلم يحضروا هذه القصة فلم يكونوا في ذلك اليوم من أهل الأرض بل كانوا من أهل باطن الأرض وهم : عبد الله والد النبي صلى الله عليه وآله وسلم , والحارث بن عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم , والزبير بن عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم , والمقوم وغيداق والسادس قيل صفار وقيل ضرار.. على كل حال هؤلاء الستة لم يدركوا بعث النبي صلى الله عليه وسلم إذاً لم يكونوا موجودين. إذاً من كان يمكن أن يكون موجوداً من أعمام النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الحادثة هم الأربعة حمزة والعباس وأبو طالب وأبو لهب , من أولاد هؤلاء ؟.. أما حمزة والزبير وضرار والمقوم والغيداق لا يُعرف لهم ذرية من الذكور قد تكون ذريتهم إناث كما هو الحال بالنسبة لحمزة , كما هو الحال بالنسبة للزبير ,قصة ضباعة بنت الزبير التي سألت النبي صلى الله عليه وسلم وهي بنت عمه , هؤلاء إناث ولكن من الذكور لا يُعرف لهم ذرية من الذكور. وعبد الله ليس له ذرية إلا النبي صلى الله عليه وآله وسلم بقي أربعة : العباس له ذرية أبو طالب له ذرية الحارث له ذرية وأبو لهب له ذرية , إذاً عندنا أربعة من أعمام النبي صلى الله عليه وسلم وأربعة آخرون لهم ذرية.. العباس من ذريته كُثُر تسعة ولا واحد منهم أدرك هذه الحادثة ما أدركها إلا واحد وهو الفضل بن العباس أكبر أولاده فقط , لأن بعد الفضل يأتي عبد الله بن العباس وعبيد الله وهذان أدركا النبي صلى الله عليه وآله وسلم لكن متى ؟.. عبد الله بن العباس ولد قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم بثلاثة أشهر وهذا في أول البعثة إذاً لم يحضر إذاً من باب أولى عبيد الله لم يحضر ومن باب أولى الستة الآخرون من أبناء العباس وهم معبد وتمام وقثم وكثير وعبد الرحمن والحارث هؤلاء لم يحضروا هؤلاء من التابعين أصلاً لم يدركوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذاً من الذي سيحضر من ولد العباس.. واحد وهو الفضل , إذا ضفنا إلى الأعمام الأربعة واحد وهو الفضل بن عباس صاروا خمسة. أبناء أبي لهب : عتبة , عتيبة ومعتب نفرض كلهم حضروا مع الخمسة ثلاثة صاروا ثمانية بقي عندنا أولاد ابي طالب وأولاد الحارث عم النبي صلى الله عليه وسلم فقط.. أولاد أبي طالب : طالب , عقيل , جعفر , علي علي رضي الله عنه أصغرهم , طالب المشهور أنه لم يدرك البعثة أصلاً مات قبل البعثة , ولنفرض أن طالب كان موجوداً إذاً هؤلاء أربعة.. أربعة مع ثمانية هؤلاء صاروا إثنى عشر رجلاً فقط.. لم يبق عندنا إلا أولاد الحارث عم النبي صلى الله عليه وسلم أولاد الحارث : عبيدة بن الحارث , أبو سفيان بن الحارث , أمية بن الحارث , عبد الله بن الحارث , نوفل بن الحارث خمسة أضفهم إلى إثني عشر رجلا يصبحون سبعة عشر رجلاً وإذا تركنا طالباً وقلنا إنه مات يصبحون ست عشر رجلاً ولكن نضيفه وليكونوا سبعة عشر رجلاً.. أين الأربعين ؟؟ ! ويقول ( أربعين رجلا يزيدون رجلاً أو ينقصون رجلاً ) هؤلاء كل أولاد عبد المطلب.. أين أربعون رجلاً ؟! كلام لا مصداقية له , ولذلك هذا الذي وضع الحديث لم يفكر تفكيراً دقيقاً في قضية أولاد عبد المطلب وإنما أرسلها إرسالاً هكذا دون أن يمعن النظر فيها ثم فوجئ بأنه بالغ فيها بالعدد تعدى أكثر من الضعف , إذاً هذا أول مطعن في هذا الحديث سنداً. ولعل هذه أربعون رجلا أو ينقصون رجلا من باب الدقة !! يعني محسوبة تماماً وهذا كله كلام باطل. ثم كذلك يُقال علي هو الذي قام وقال : ( أنا أتابعك ) عجيب ! علي أصغرهم بعث النبي صلى الله عليه وسلم ولعلي 8 سنوات فكيف علي يقول أنا أتابعك ؟ ألم يتابع النبي صلى الله عليه وسلم غير علي من بني عبد المطلب ألم يؤمن قبل علي جعفر ؟ الذي هو أكبر من علي بعشر سنوات , أليس هو أمير القوم الذين هاجروا إلى الحبشة , جعفر بن أبي طالب بن عم النبي صلى الله عليه وسلم وأخو علي الكبير أكبر من علي بعشر سنوات , لماذا لا يكون جعفر هو الخليفة ؟ بالعكس أثر جعفر في مكة أكبر من أثر علي رضي الله عنه علي كان صغيراً فكيف يقوم علي ألم يقم جعفر في ذلك الوقت , جعفر من الأوائل الذين أسلموا وتابعوا النبي صلى الله عليه وسلم. عبيدة بن الحارث من الأوائل الذين تابعوا النبي صلى الله عليه وسلم وهو الذي خرج مع حمزة وعلي في بدر للقاء عتبة بن ربيعة والوليد بن عتبة وشيبة بن ربيعة , لماذا لم يقم ويقول أنا. أين حمزة عم النبي صلى الله عليه وسلم أليس أسلم وتابع النبي صلى الله عليه وسلم أسد الله وأسد رسوله أين هو ؟؟.. يعني إذا أردنا أن نمدح علياً رضي الله عنه فلا مانع من هذا ومدائحه كثيرة جداً لكن لا يكون هذا على حساب الطعن في آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وفي أقارب النبي صلى الله عليه وسلم الذين تابعوه وأسلموا وأتبعوا ما جاء به صلى الله عليه وسلم. ثم هل يكفي أنه قام إلى النبي صلى الله عليه وسلم ويقول له : ( أنا أتابعك ) يعني يكون وزيره ويكون خليفته ويكون كذا..!!! ما يصلح هذا , هل الرسول صلى الله عليه وسلم بُعثَ لبني عبد المطلب , الأنبياء السابقون كانوا يُبعثون إلى أقوامهم والنبي بُعث للأنس والجن , بُعث للثقلين بُعث للأسود والأحمر ( كان الأنبياء يبعثون إلى أقوامهم خاصة وبُعثت للناس كافة ) يقوله صلى الله عليه وسلم , ثم يحكرها هكذا يقول أيكم يتابعني يكون خليفتي من بعدي !! كيف يعقل هذا أن يخرج من النبي صلى الله عليه وسلم , وهل يكفي مجرد المتابعة أن يكون خليفته من بعده لا يلزم هذا. ثم كذلك لنا أن نسأل النبي صلى الله عليه وسلم جاءه عامر بن الطفيل وجاءه بنو كلاب وطلبوا من النبي صلى الله عليه وسلم أن يكون لهم الأمر من بعده ويتابعونه على الإسلام فقال : ( الأمر لله يضعه حيث شاء ) ولم يقل لهم الأمر لعلي بعدي وإنما قال الأمر لله يضعه حيث شاء سبحانه وتعالى. وآخرها أليس الشيعة الأثني عشرية يزعمون أن علي كان خليفة للنبي صلى الله عليه وسلم وكان وصياً له قبل خلق الخلق , فكيف يعرض النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً مفروغاً منه , الأمر عندهم مفروغ منه , والنبي صلى الله عليه وسلم جُعل خليفته علي رضي الله عنه قبل مبعثه قبل خلق السماوات والأرض , كانوا أشباحاً كما يقولون في كتبهم !! تحت العرش , إذاً قضية أن النبي يعرض شيئاً عليهم.. طيب إفرض أن حمزة قال أنا العباس قال أنا إفرض أبو طالب قال أنا.. طيب حق علي يضيع!! كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول لهم : ترى علي منتهي الأمر علي هو الخليفة لا أحد يفكر لا أحد يناقش أم يأتي يعرض عليهم شيئاً هو أصلاً مفروغ منه عند الله سبحانه وتعالى.. هذا لا يمكن أن يكون أبداً من النبي صلى الله عليه وآله وسلم.. ولنفرض أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطاها لعلي وهو قد حصل في الحديث أنه قال ( أنت خليفتي ووصيي ) هل صار خليفته هل صار وصيه ؟! الوعد لم يُنجز لأن الخليفة من بعده صار أبو بكر ثم عمر ثم عثمان , إذاً لم يُنجز وعده أترضون هذا للنبي صلى الله عليه وسلم أنه لم ينجز وعده , قال هو يكون خليفتي يكون وصيي يكون وزيري.. ما صار شيء من هذا أبداً , إذاً النبي لم ينجز وعده أو أنه مكذوب على النبي.. نقول مكذوب على النبي أفضل بدل أن نتهم النبي أنه لم ينجز وعده صلى الله عليه وسلم. ثم أنظروا إلى خاتمة الحديث , لا يمكن أن تُعقل ولا يمكن أن تُقبل , الآن هم لم يؤمنوا بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم , يقول لهم أنا رسول الله يقولون كذاب , ساحر , شاعر , كاهن , مجنون ما قبلوه أن يكون هو رسولاً من عند الله صلوات الله وسلامه عليه ثم بعد ذلك يريدهم أن يقبلوا أن يكون علي وصياً من بعده.. طيب هم لم يقبلوا بالأصل حتى يقبلوا بالفرع , إذاً إذا كان الأمر كذلك ننتهي إلى نهاية مهمة جداً مع ضعف أسانيد هذه القصة عند السنة وعند الشيعة لا تصح أسانيد هذه القصة - حسب بحثي- , بعد ذلك نستطيع أن نقول هذه قصة مكذوبة على النبي صلى الله عليه وسلم. تصوروا أنتم لما يسمع العرب و يسمع الناس الذين يريدون أن يتابعوا النبي صلى الله عليه وسلم , ومن الآن يسمعون هذه القصة.. يقولون ما هذا الرسول ؟؟ من بدايتها جعلها في أولاده علي خليفتي بني عبد المطلب الذي يسمع كلامي يصير خليفتي من بعدي طيب وباقي الناس مالهم حق ؟؟ ! كلها لبني عبد المطلب !! , يشكون في دعوته إذاً يقولون كأنه يريد ملكاً كما قال هرقل لأبي سفيان قال : هل كان من أباءه من ملك ؟؟ , قال أبو سفيان لا , قال هرقل : قلت لو كان في أباءه من ملك لقلت رجلا يطلب ملك أباءه.. إذا كان الأمر كذلك إذا علي رضي الله عنه يكون خليفة للنبي صلى الله عليه وسلم لأنه بن عمه فقط , ونحن لا نقبل بذلك.. نحن نقول بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم الأفضل من أصحابه هو الخليفة ليست القضية لإنه قريبي أعطيه الملك بعدي هذه إذاً قضية هذا الحديث.


 شبهة التوسل والوسيلة

 ( وابتغوا إليه الوسيلة ) هي دليل الرافضة على جواز التوسل بالأولياء.

 دائماً ما يتشدق الروافض بشركياتهم والتي تتمثل بدعاء سيدنا علي رضي الله عنه وسيدتنا فاطمة الزهراء رضي الله عنها وابناؤهما الطيبين الأطهار بأنها هي الدعاء السليم وهم يتوجهون لهم بما لهم من فضل عند الله عز وجل فيجعلون ال البيت واسطة بينهم وبين الله وهذا ما فعله كفار قريش عندما قالوا {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} الزمر 3 وكذلك توجههم للقبور وطلب الحاجات من صاحب القبر فعليهم من الله ما يستحقون. المشكلة ان في كتبهم ما يناقض إدعاءاتهم في هذه الشركيات ومن اهم كتبهم كتاب نهج البلاغة وهو خطب ورسائل سيدنا علي رضي الله عنه وفي الصفحة 163 ما يلي : 110- و من خطبة له ( عليه السلام ( في أركان الدين : الإسلام إِنَّ أَفْضَلَ مَا تَوَسَّلَ بِهِ الْمُتَوَسِّلُونَ إِلَى اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَى الْإِيمَانُ بِهِ وَ بِرَسُولِهِ وَ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِهِ فَإِنَّهُ ذِرْوَةُ الْإِسْلَامِ وَ كَلِمَةُ الْإِخْلَاصِ فَإِنَّهَا الْفِطْرَةُ وَ إِقَامُ الصَّلَاةِ فَإِنَّهَا الْمِلَّةُ وَ إِيتَاءُ الزَّكَاةِ فَإِنَّهَا فَرِيضَةٌ وَاجِبَةٌ وَ صَوْمُ شَهْرِ رَمَضَانَ فَإِنَّهُ جُنَّةٌ مِنَ الْعِقَابِ وَ حَجُّ الْبَيْتِ وَ اعْتِمَارُهُ فَإِنَّهُمَا يَنْفِيَانِ الْفَقْرَ وَ يَرْحَضَانِ الذَّنْبَ وَ صِلَةُ الرَّحِمِ فَإِنَّهَا مَثْرَاةٌ فِي الْمَالِ وَ مَنْسَأَةٌ فِي الْأَجَلِ وَ صَدَقَةُ السِّرِّ فَإِنَّهَا تُكَفِّرُ الْخَطِيئَةَ وَ صَدَقَةُ الْعَلَانِيَةِ فَإِنَّهَا تَدْفَعُ مِيتَةَ السُّوءِ وَ صَنَائِعُ الْمَعْرُوفِ فَإِنَّهَا تَقِي مَصَارِعَ الْهَوَانِ أَفِيضُوا فِي ذِكْرِ اللَّهِ فَإِنَّهُ أَحْسَنُ الذِّكْرِ وَ ارْغَبُوا فِيمَا وَعَدَ الْمُتَّقِينَ فَإِنَّ وَعْدَهُ أَصْدَقُ الْوَعْدِ وَ اقْتَدُوا بِهَدْيِ نَبِيِّكُمْ فَإِنَّهُ أَفْضَلُ الْهَدْيِ وَ اسْتَنُّوا بِسُنَّتِهِ فَإِنَّهَا أَهْدَى السُّنَنِ. فأين الروافض عن إتباع هذا الكلام الرباني العدل والذي لا يوجد فيه اي ذكر لطلب التوسل بآل البيت او من في القبور والأضرحة ولم نجد فيه الإ وحدانية الله بالعبادة والتوسل لله التوسل المشروع وهو الأعمال الصالحة التي يرضاها منا المولى عز وجل. فرضي الله عنكم يا آل بيت رسول الله فبحكم نتقرب الى الله ولم نجعلكم لله شركاء كما فعل اعداءكم من الروافض المجوس.

أن الوسيلة تعني العمل الصالح , يقول المجلسي :

( أي ما تتوسلون به إلى ثوابه والزلفى منه من فعل الطاعات وترك المعاصي )

بحار الأنوار ج 67 ص ( 271 ) ويقول الطبرسي :

( الوسيلة كل ما يتوسل به إليه من الطاعات وترك المقبحات )

جوامع الجامع ج 1 ص ( 496 ) وكذا في تفسير الصافي للكاشاني ج 2 ص ( 33 )

بل أن الله تعالى يقول ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان )

ولم يقل كما في كل الآيات الأخرى : فقل أني قريب !! كما أننا نقرا في كتب سير عن

خلفاء كأمثال عمر الفاروق الذي كان متواضعاً ولا يتكبر ولا يتجبر ,

وكان يتمكن أضعف الناس من مخاطبته !! فهل عمر الفاروق وغيره من الخلفاء

أفضل من آلهكم الذي تزعمون أنه لا يمكن الوصول إليه إلا بالواسطة ؟؟!

وما الفرق بينكم وبين المشركين الذين قالوا عن أصنامهم

( ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى ) ؟؟! وصدق الله تعالى إذ قال

( وما أموالكم ولا أولدكم بالتي تقربكم عندنا زلفى إلا من آمن وعمل صالحاً ) سبأ : 37


شيخ الإسلام يرد على من يدعي أن الله شاب أمرد وينكر عليه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الأثني عشرية يزعمون ان شيخ الإسلام إبن تيمية يقول ان الله هو شاب أمرد والعياذ بالله وأنا بصدد كشف هذا الكذب المحض حيث أن شيخ الإسلام أنكر هذا في احد كتبه شديد الإنكار. إذ قال شيخ الإسلام إبن تيمية في كتابه الاستقامة في معرض رده على أهل الحلول والاتحاد : وقد لونت موضع الشاهد باللون الأحمر الاستقامة [ جزء 2 - صفحة 195] ( ومن هؤلاء من يزعم ان دحية الكلبي كان امردا وان جبريل كان يأتي النبي صلى الله عليه وسلم في صورة امرد ويقول له ما احب ان تأتيني الا في صورة امرد وفيهم من يتأول قوله صلى الله عليه وسلم رأيت ربي في [صفحة 196] أحسن صورة وفي صورة كذا وكذا ويجعل الأمرد ربه وهؤلاء الحلولية والاتحادية منهم من يخصه بالصور الجميلة ويقول مظاهر الجمال ومنهم من يقول بالاتحاد المطلق والحلول المطلق لكن هو يتخذ لنفسه من المظاهر ما يحبه [صفحة 197] فهو كما قال الله تعالى أرايت من أتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا سورة الفرقان 43وقال أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون سورة الجاثية 23). إنتهى أقول: سبحان الله العظيم كم ظُلم شيخ الإسلام أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية الحراني.. إنه والله رجل عظيم دمر الإثني عشرية والصوفية وسائر فرق الباطل في عقر دارهم بحججه الجلية فماذا ينتظر منهم إلا البغض لأنهم لسوا بقادرين على الرد على تلك الحجج. رحمك الله يا علم الأمة.

ابن تيمية : النبي رأى ربه في صورة شاب أمرد أجعد الشعر يلبس حلة خضراء ونعلين من ذهب !

بسم الله الرحمن الرحيم قال ابن تيمية في مجموعة الرسائل الكبرى ج1ص287 الوصية الكبرى ط.دار إحياء التراث العربي : " وكذلك الحديث الذي رواه أهل العلم أنه –النبي- قال : رأيت ربي في صورة كذا وكذا. يروى من طريق ابن عباس ومن طريق أم الطفيل وغيرهما ، وفيه أنه وضع يده بين كتفي حتى وجدت برد أنامله على صدري ، وهذا الحديث لم يكن ليلة المعراج ، فإن هذا الحديث كان في المدينة ، وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم نام عن صلاة الصبح ثم خرج إليهم ، وقال : رأيت ربي كذا وكذا.

وهو من رواية من لم يصل خلف إلا بالمدينة كأم الطفيل وغيرها ، والمعراج إنما كان من مكة باتفاق أهل العلم ، وبنص القرآن والسنة المتواترة ، كما قال تعالى : ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ) فعلم أن هذا الحديث كان رؤيا منام بالمدينة كما جاء مفسرا في كثير من طرقه أنه كان رؤيا منام ، مع أن رؤيا الأنبياء وحي ، ولم يكن رؤيا يقظة ليلة المعراج ، وقد اتفق المسلمون على أن النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم لم ير ربه بعينيه في الأرض ، وأن الله لم ينزل له إلى الأرض ، وليس عن النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم قط حديث فيه أن الله نزل له إلى الأرض ، بل الأحاديث الصحيحة أن الله يدنو عشية عرفة...الخ ". والحديث الذي جزم ابن تيمية أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد قاله للصحابة هو حديث أم الطفيل : المعجم الكبير ج25ص143ح346 : " عن أم الطفيل امرأة أبي بن كعب قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ثم رأيت ربي في المنام في صورة شاب موفر في أخضر عليه نعلان من ذهب وعلى وجهه فراش من ذهب ". وقال الخطيب في تاريخ بغداد ج13ص311: " حدثنا عبد الخالق بن منصور قال ورأيت يحيى بن معين كأنه يهجن نعيم بن حماد في حديث أم الطفيل حديث الرؤية ويقول : ما كان ينبغي له أن يحدث بمثل هذا الحديث. قلت –الخطيب- : وأنا أذكر حديث أم الطفيل ليعرف ، أخبرنا الحسن بن أبي بكر وعثمان بن محمد بن يوسف العلاف قالا أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي حدثنا محمد بن إسماعيل هو الترمذي حدثنا نعيم بن حماد حدثنا بن وهب حدثنا عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال عن مروان بن عثمان عن عمارة بن عامر عن أم الطفيل امرأة أبي أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يذكر أنه : رأى ربه تعالى في المنام في أحسن صورة شابا موفرا رجلاه في خف عليه نعلان من ذهب على وجهه فراش من ذهب ". أما حديث ابن عباس فهو ما ذكره أبو يعلى الفراء في إبطال التأويلات لأخبار الصفات ج1ص136 وغيره : " عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم رأى ربه عز وجل شابا أمردا جعدا قططا في حلة خضراء " ، وفي رواية أخرى زيادة : " يلبس نعلين من ذهب وعلى رأسه تاج يلمع منه البصر ". وهذه الصفات هي التي خجل ابن تيمية من الإفصاح بها فكنى عنها بقوله ( في صورة كذا وكذا ) !! والحق أن كثيرا من أهل السنة رفضوا هذه الروايات الملعونة ، فقالوا عنها ما قالوا ، نحو : المغني في الضعفاء ج2ص652ت 6171 : " مروان بن عثمان عن أبي أمامة بن سهل قال أبو حاتم ضعيف وقال أبو بكر محمد بن أحمد الحداد سمعت النسائي : يقول وَمَنْ مروان بن عثمان حتى يُصدَّق على الله يريد حديث أم الطفيل ؟! " الرد بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على من انقطع وحي السماء بوفاته وعلى اله الطالبين رحمة ربهم وعلى اصحابه الذين اصطفاهم لخير معلم بابي هو وامي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قبل ان ابدء بالرد على الكذاب المارق الشاب الامرد اود ان انقل كلمة قالها شيخ الاسلام ابن تيمية قال : انه لا يوجد على وجه الارض اكذب من الروافض اما عن ما نقله ذلك الكذاب فقد اقتدى بسابقه الخميني من حيث التدليس والبتر والكذب واليك البيان قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله واسكنه فسيح جناته في كتابه الوصية الكبرى صفحة 36 طبعة دار عمار بالاردن ..... ومنها احاديث تروى عن النبي صل الله عليه واله وصحبه وسلم وهي كذب عليه باتفاق اهل المعرفة يسمع الجاهل بالحديث فيصدق به لموافقة ظنه وهواه واضل الضلال اتباع الظن والهوى ... ثم قال وانا اذكر جوامع من اصول الباطل التي اتبعها طوائف ممن ينتسب الى السنة وقد مرق منها وصار من الضالين وهي فصول الفصل الاول... احاديث رووها في الصفات زائدة على الاحاديث التي في دواوين الاسلام مما يعلم باليقين القاطع انها كذب وبهتان بل كفر شنيع وقد يقولون من انواع الكفر ما لا يروون فيه حديثا مثل................ ثم ذكر بعض الاحاديث الموضوعة ومنها هذا الحديث الذي نقله هذا الكذاب انظر كتاب الوصية الكبرى صفحة 39 _ 40 ثم قال وقد اتفق المسلمون على ان النبي صل الله عليه واله وصحبه اجمعين وسلم انه لم ير ربه بعينه في الارض وليس عنه عليه الصلاة والسلام قط حديث فيه ان الله ينزل الى الارض الى اخر ما قال فانت ترى ايها القارىء الكريم ان هذا الكذاب قد بتر كلاما مهما يتبين فيه ان شيخ الاسلام ينكر هذا الحديث بل ويقول عن الاعتقاد به انه كفر الا فليستحي هذا الكذاب وليخسأ. وايضا بالنسبة للبغدادي فان الكذاب بتر ايضا قول البغدادي فانه بعد ذكره للحديث قال وليس للحديث اصل ولا يعرف من حديث ابن المبارك ولا ادري من اين جاء به نعيم.. وكان نعيم يحدث من حفظه وعنده مناكير كثيرة لا يتابع عليها وكذلك بتر الكذاب كلاما قبل هذا للخطيب يبين فيه ان هذه الرواية منكرة وكذب وانما اوردها لتعرف اي ليعرف كذبها فاتقوا الله وكونوا مع الصادقين انتهى والحمد لله رب العالمين


 مشروعية صلاة التراويح عند أهل السنة والجماعة وعند الاثنا عشرية

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ثم اما بعد: صلاة التراويح من السنن المستحبة عند جميع المسلمين الا ان الاثناعشرية خالفوا فى ذلك وحكموا ببدعيتها رغم ثبوت ذلك عن أئمتهم المعصومين وللتسلسل فى ذلك نبدأ أولا بتعريف معنى البدعة ثم الادلة على مشروعيتها عند اهل السنة و عند الإثناعشرية المعنى اللغوى للبدعه

قال الخليل: البدع، إحداث شيء لم يكن له من قبل خلق ولا ذكر ولا معرفة... البدع: الشيء الذي يكون أوّلاً في كلّ أمر كما قال الله: (ما كنتُ بدعاً من الرّسل) أي لست بأوّل مرسل، والبدعة اسم ما ابتدع من الدين وغيره، والبدعة ما استحدث بعد رسول الله من الأهواء والأعمال وقال ابن فارس: البدع له أصلان، ابتداء الشي وصنعه لا عن مثال، والآخر الانقطاع والكلال. والمقصود في المقام هو المعنى الأول. وقال الراغب: الإبداع إنشاء صنعة بلا احتذاء ولا اقتداء، والبدعة في المذهب، إيراد قول لم يستنّ قائلها وفاعلها بصاحب الشريعة وأماثلها المتقدّمة وأصولها المتقنة ثانيا: المعنى الاصطلاحى للبدعه

وساكتفى بذكر تعريف الامام الشاطبى فى كتابه العظيم " الاعتصام" قال" هى طريقة فى الدين مخترعة تضاهى الشرعية يقضد بالسلوك عليها ما يقصد بالطريقة الشرعية "

مشروعية صلاة التراويح عند اهل السنة روى البخاري عن ‏عروة ‏ ‏أن ‏ ‏عائشة ‏ ‏رضي الله عنها ‏ ‏أخبرته ‏ أنّ رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏خرج ليلة من جوف الليل فصلى في المسجد وصلى رجال بصلاته فأصبح الناس فتحدثوا فاجتمع أكثر منهم فصلى فصلوا معه فأصبح الناس فتحدثوا فكثر أهل المسجد من الليلة الثالثة فخرج رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏فصلى فصلوا بصلاته فلما كانت الليلة الرابعة عجز المسجد عن أهله حتى خرج لصلاة الصبح فلما قضى الفجر أقبل على الناس فتشهد ثم قال ‏ ‏أما بعد فإنه لم يخف علي مكانكم ولكني خشيت أن تفترض عليكم فتعجزوا عنها فتوفي رسول الله ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏والأمر على ذلك... البخارى باب صلاة التراويح ففي هذا دلالة صريحة على أنّ رسول الله صلوات الله وسلامه عليه قد صلى التراويح جماعة ، لكنه خشي المداومة عليها كي لا تُفرض عليهم. فكون عمر بن الخطاب رضي الله عنه قد أقامها جماعة من جديد لا يعني أنه ابتدع شيئاً جديداً بعد أن لم يكن. يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله: (وأما قيام رمضان فإنّ رسول الله سنه لأمته وصلى بهم جماعة عدة ليال وكانوا على عهده يصلون جماعة وفرادى لكن لم يداوموا على جماعة واحدة لئلا تفرض عليهم فلما مات النبى صلى الله عليه وسلم إستقرت الشريعة فلما كان عمر رضى الله عنه جمعهم على إمام واحد وهو أبى بن كعب الذى جمع الناس عليها بأمر عمر بن الخطاب رضى الله عنه ، وعمر رضى الله عنه هو من الخلفاء الراشدين حيث يقول ( عليكم بسنتى وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدى عضوا عليها بالنواجذ (يعنى الأضراس لأنها أعظم فى القوة ، وهذا الذى فعله هو سنة لكنه قال نعمت البدعة هذه فإنها بدعة فى اللغة لكونهم فعلوا مالم يكونوا يفعلونه فى حياة رسول الله يعنى من الإجتماع على مثل هذه وهى سنة من الشريعة.. مجموع الفتاوى جزء 22 صفحة 234

ويقول أيضاً: ( وهذا الاجتماع العام لما لم يكن قد فعل سمّاه بدعة في اللغة ، وليس ذلك بدعة شرعية ، فإنّ البدعة الشرعية التي هي ضلالة هي ما فُعل بغير دليل شرعي كاستحباب ما لم يحبه الله ، وإيجاب ما لم يوجبه الله ، وتحريم ما لم يحرمه الله ، فلا بد مع الفعل من اعتقاد يخالف الشريعة ، وإلا فلو عمل الإنسان فعلاً محرّماً يعتقد تحريمه لم يقل: إنه بدعة.. مختصر منهاج السنة النبوية2.. 862 ويقول أيضاً: (وكان النبى قيامه بالليل هو وتره يصلى بالليل فى رمضان وغير رمضان احدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة ركعة لكن كان يصليها طوالا ، فلما كان ذلك يشق على الناس قام بهم أبى بن كعب فى زمن عمر بن الخطاب عشرين ركعة يوتر بعدها ويخفف فيها القيام فكان تضعيف العدد عوضا عن طول القيام وكان بعض السلف يقوم أربعين ركعة فيكون قيامها أخف ويوتر بعدها بثلاث وكان بعضهم يقوم بست وثلاثين ركعة يوتر بعدها وقيامهم المعروف عنهم بعد العشاء الآخرة..مجموع الفتاوى 23... 120 وقد روى الحاكم بإسناده عن أبي طلحة بن زياد الأنصاري قال: سمعت النعمان بن بشير على منبر حمص يقول: ( ثم قمنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان ليلة ثلاث وعشرين إلى ثلث الليل ثم قمنا معه ليلة خمس وعشرين إلى نصف الليل ثم قمنا معه ليلة سبع وعشرين إلى نصف الليل ثم قمنا معه ليلة سبع وعشرين حتى ظننا أن لا ندرك الفلاح وكنا نسميها الفلاح وأنتم تسمون السحور). وعلّق الحاكم على الحديث قائلاً: ( هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه وفيه الدليل الواضح أنّ صلاة التراويح في مساجد المسلمين سنة مسنونة وقد كان علي بن أبي طالب يحث عمر رضي الله عنهما على إقامة هذه السنة إلى أن أقامها...المستدرك - مشروعية صلاة التراويج عند الشيعة الامامية عن أبي جعفر عليه السلام قال: خطب رسول الله ص الناس في آخر جمعة من شعبان فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: ايها الناس إنه قد أظلكم شهر فيه ليلة خير من ألف شهر ، وهو شهر رمضان فرض الله صيامه وجعل قيام ليلة فيه بتطوع صلاة كمن تطوع بصلاة سبعين ليلة فيما سواه من الشهور. وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان رسول الله ص إذا جاء شهر رمضان زاد في الصلاة وأنا أزيد فزيدوا... (10) تهذيب‏الأحكام ج : 3 ص : 57 بَابُ فَضْلِ شَهْرِ رَمَضَانَ وَ الصَّلَاةِ فِيهِ زِيَادَةً عَلَى النَّوَافِلِ الْمَذْكُورَةِ فِي سَائِرِ الشُّهُورِ

وهذا نص صريح في جواز الزيادة في رمضان بل وهذا الإمام جعفر الصادق نفسه يدعو إلى الزيادة ويمارسها شخصياً. وعن محمد بن يحيى قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فسُئل هل يُزاد في شهر رمضان في صلاة النوافل؟ فقال: نعم ، قد كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصلي بعد العتمة في مصلاه فيُكثر ، وكان الناس يجتمعون خلفه ليصلّوا بصلاته ، فإذا كثروا خلفه تركهم ودخل منزله ، فإذا تفرق الناس عاد إلى مصلاه فصلى كما كان يُصلّي ، فإذا كثر الناس خلفه تركهم ودخل منزله ، وكان يفعل ذلك مراراً.. تهذيب‏الأحكام ج : 3 ص : 61 وفي هذا دلالة صريحة على جواز الزيادة في صلاة النوافل وأنّ النبى صلى الله عليه وآله وسلم صلاها جماعة بالمسلمين لكنه لما راى حرصهم وتجمعهم عليها خشى ان تفرض عليهم فلما توفي صلوات الله وسلامه عليه وانقطع الوحي رأى عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنّ علة المنع من الجماعة انتفت فدعا لصلاة الجماعة ووافقه على ذلك الصحابة ، فأين الابتداع هنا وهذا امر له اصل فى دين الاسلام؟! وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يزيد في صلاته فيي شهر رمضان إذا صلى العتمة صلى بعدها ، يقوم الناس خلفه فيدخل ويدعهم ثم يخرج أيضاً فيجيئون ويقومون خلفه فيدخل ويدعهم مراراً ، قال: وقال لا تصل بعد العتمة في غير شهر رمضان... المصدر السابق العجيب ان السيستانى الذى يقول ببدعية صلاة التراويح رغم ورود النصوص فيها حين سئل عن ما يحدث فى مراسم عاشوراء من اللطم والطبير والضرب...الخ كانت إجابته " ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب" فما لهؤلاء القوم كيف يحكمون؟؟!!!


 شبهة رواية عائشة شوفت جارية وطافت بها

حدثنا أبو بكر قال : نا وكيع عن العلاء بن عبد الكريم اليامي عن عمار بن عمران رجل من زيد الله عن امرأة منهم عن عائشة أنها شوفت جارية وطافت بها وقالت : لعلنا نصطاد بها شباب قريش

فيه مجهول وهو المرأة وغيرها ضعيف وهو عمار بن عمران وعمار بن عمران هو الزيدي الجعفي ، ذكره ابن أبي حاتم ( الجرح والتعديل : 6/392 ) ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً. والأثر أخرجه ابن أبي شيبة في موضع آخر (21911) بنفس السند ، بلفظ : ( نصيب). عمار بن عمران الجعفي عن سويد بن غفلة كان بلال يسوي مناكبنا في الصلاة الصلاة وعنه الأعمش وبعضهم يرويه عن الأعمش فقال عن عمار عن عمران بن مسلم لا يصح حديثه ذكره في الضعفاء لسان الميزان لابن حجر العسقلاني 5996 - عمار بن عمران الجعفي. عن سويد بن غفلة : كان بلال يسوى مناكبنا في الصلاة. وعنه الاعمش ، وبعضهم يرويه عن الاعمش ، فقال : عن عمران ابن مسلم. لا يصح حديثه. ذكره البخاري في الضعفاء. ميزان الاعتدال للذهبي هذه الرواية وردت عن وكيع بن الجراح عن عمار بن عمران عن امرأة من زيد عن عائشة رضي الله عنها ، وعمار بن عمران والمرأة مجهولان فلا تقبل هذه الرواية. إذا فهذه الرواية لا تقبل بالرغم من أن الباب الذي رويت به هذه الرواية هو باب تزيين السلعة للبيع أي أرادت بيعها.


 استنكار الإثني عشرية لعبوس الرسول بوجه الأعمى

قال المرجع الشيعي جعفر مرتضى العاملي متنطعا محاولا التشنيع على أهل السنة ما يلي: - الصحيح من السيرة - السيد جعفر مرتضى ج 3 ص 162 : هذا ولكن الأيدي غير الأمينة قد حرفت هذه الكلمة ؟ فادعت أنه " صلى الله عليه وآله وسلم " كان يقول : مرحبا بمن عاتبني فيه ربي . فلتراجع كتب التفسير ، كالدر المنثور وغيره .(إنتهى) من هذا نعرف ما يدعي الأثني عشرية حيث يدعون التالي: 1- أن أهل السنة يطعنون برسول الله والعياذ بالله حين قالوا ان الله انزل في رسول الله قوله تعالى: ( عبس وتولى أن جاءه الأعمى) 2- ويدعون ان علماء الشيعة الأثني عشرية مجمعين على نزولها في رجل من بني أمية وليس في النبي عليه الصلاة والسلام وأنا الأن بصدد الرد على هذين الأدعائين وبالله أستعين وأبدأ: 1- ردا على إدعائهم الأول أقول: أولا: قد نص الطبرسي أحد أكبر علماء الشيعة الأثني عشرية على ان وصف الرسول بأنه عبس ليس طعنا في الرسول صلى الله عليه وسلم وهذا نص كلام الطبرسي. - تفسير مجمع البيان - الشيخ الطبرسي ج 10 ص 266 : فإن قيل : فلو صح الخبر الأول ، هل يكون العبوس ذنبا أم لا ؟ فالجواب : إن العبوس والإنبساط مع الأعمى سواء ، إذ لا يشق عليه ذلك ، فلا يكون ذنبا ، فيجوز أن يكون عاتب الله سبحانه بذلك نبيه ( ص ) ، ليأخذه بأوفر محاسن الأخلاق ، وينبهه بذلك على عظم حال المؤمن المسترشد ، ويعرفه أن تأليف المؤمن ليقيم على إيمانه ، أولى من تأليف المشرك ، طمعا في إيمانه ، وقال الجبائي : في هذا دلالة على أن الفعل يكون معصية فيما بعد ، لمكان النهي . فأما في الماضي ، فلا يدل على أنه كان معصية قبل أن ينهى عنه ، والله سبحانه لم ينهه إلا في هذا الوقت . وقيل . إن ما فعله الأعمى نوعا من سوء الأدب ، فحسن تأديبه بالإعراض عنه ، إلا أنه كان يجوز أن يتوهم أنه أعرض عنه لفقره ، وأقبل عليهم لرياستهم ، تعظيما لهم ، فعاتبه الله سبحانه على ذلك . وروي عن الصادق ( ع ) أنه قال : كان رسول الله ( ص ) إذا رأى عبد الله بن أم مكتوم قال : مرحبا مرحبا ، لا والله لا يعاتبني الله فيك أبدا ، وكان يصنع به من اللطف حتى كان يكف عن النبي ( ص ) مما يفعل به .(إنتهى) ثانيا: وقد نقل أحد أكبر علماء الشيعة محمد هادي اليوسفي هذا المعنى عن الطبرسي في: موسوعة التاريخ الإسلامي -محمد هادي اليوسفي ج 1 ص 494 : ثالثا: وكذلك نقل محمد باقر المجلسي قول الطبرسي في: - بحار الأنوار - العلامة المجلسي ج 17 ص 78 : رابعا:ونقله أيضا المرجع الشيعي المعاصر محمد حسين فضل الله في تفسيره ( من وحي القرآن ) الذي في موقعه التالي: http://arabic.bayynat.org.lb/books/quran/abas1.htm 2- وردا على إدعائهم الثاني أقول: أولا: قد نص الطبرسي أحد أكبر علماء الشيعة الأثني عشرية على ان الأية: (عبس وتولى أن جاءه الأعمى) نزلت في رسول الله وهذا نص كلامه - تفسير مجمع البيان - الشيخ الطبرسي ج 10 ص 265 : النزول : قيل : نزلت الآيات في عبد الله بن أم مكتوم ، وهو عبد الله بن شريح بن مالك بن ربيعة الفهري ، من بني عامر بن لؤي ، وذلك أنه أتى رسول الله ( ص ) وهو يناجي عتبة بن ربيعة ، وأبا جهل بن هشام ، والعباس بن عبد المطلب ، وأبيا وامية إبني خلف ، يدعوهم إلى الله ، ويرجو إسلامهم ، فقال : يا رسول الله ! أقرئني وعلمني مما علمك الله ، فجعل يناديه ويكرر النداء ، ولا يدري أنه مشتغل مقبل على غيره ، حتى ظهرت الكراهة في وجه رسول الله ( ص ) لقطعه كلامه ، وقال في نفسه : يقول هؤلاء الصناديد إنما أتباعه العميان والعبيد ، فأعرض عنه ، وأقبل على القوم الذين يكلمهم ، فنزلت الآيات . وكان رسول الله بعد ذلك/ صفحة 266 / يكرمه ، وإذا رآه قال : مرحبا بمن عاتبني فيه ربي ! ويقول له : هل لك من حاجة ؟ واستخلفه على المدينة مرتين في غزوتين . وقال أنس بن مالك : فرأيته يوم القادسية ، وعليه درع ، ومعه راية سوداء . ثم جزم به الطبرسي قائلا: - تفسير مجمع البيان - الشيخ الطبرسي ج 10 ص 266 : المعنى : ( عبس ) أي بسر وقبض وجهه ( وتولى ) أي أعرضن بوجهه ( أن جاءه / صفحة 267 / الأعمى ) أي لأن جاءه الأعمى ( وما يدريك لعله ) أي لعل هذا الأعمى ( يزكى ) يتطهر بالعمل الصالح ، وما يتعلمه منك ( أو يذكر ) أي يتذكر فيتعظ بما يعلمه من مواعظ القرآن . ( فتنفعه الذكرى ) في دينه . قالوا : وفي هذا لطف من الله عظيم لنبيه ( ص ) ، إذ لم يخاطبه في باب العبوس ، فلم يقل عبست . فلما جاوز العبوس عاد إلى الخطاب فقال . وما يدريك . (إنتهى) يقصد قال تعالى (عبس) بصيغة الماضي وليس الخطاب من باب التلطف مع النبي عليه وآله الصلاة والسلام ثانيا: وكذلك فقد قال بهذا القول العالم الشيعي الكبير محمد هادي اليوسفي حيث نقل ما روه الطبرسي وعلق عليه مرجحا له قائلا: - موسوعة التاريخ الإسلامي - محمد هادي اليوسفي ج 1 ص 493 : ولكنه روى بعد هذا خبرا آخر عنه ( عليه السلام ) قال : " كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إذا رأى عبد الله بن ام مكتوم قال : " مرحبا ، مرحبا ، لا والله لا يعاتبني الله فيك أبدا " وكان يصنع به من اللطف حتى كان يكف عن النبي مما يفعل به " . / صفحة 494 / وهذا يناسب مع المعروف والمشهور في شأن نزول السورة : أن ابن ام مكتوم - وهو عبد الله بن شريح العامري - أتى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وهو يناجي أبيا وامية ابني خلف ، وأبا جهل بن هشام ، والعباس بن عبد المطلب ، وعتبة ابن أبي ربيعة ، يدعوهم الى الله ويرجو اسلامهم . فقال : يا رسول الله أقرئني وعلمني مما علمك الله . فجعل يناديه ويكرر النداء ولا يدري أنه مشتغل مقبل على غيره ، حتى ظهرت الكراهة في وجه رسول الله لقطعه كلامه ، فأعرض عنه وأقبل على القوم الذين يكلمهم ، فنزلت الآيات . وكان رسول الله بعد ذلك يكرمه ويقول : مرحبا بمن عاتبني فيه ربي . ثالثا: وهذا محمد باقرالمجلسي أيضا يسوق أقوال العلماء في سبب نزول الأية ثم يقول مرجحا أنها معاتبة من الله لنبيه لأنه عبس وهذا نص كلام الطبرسي: - بحار الأنوار - العلامة المجلسي ج 17 ص 78 : أقول : بعد تسليم نزولها فيه صلى الله عليه وآله كان العتاب على ترك الاولى ، أو المقصود منه إيذاء الكفار وقطع أطماعهم عن موافقة النبي صلى الله عليه وآله لهم ، وذمهم على تحقير المؤمنين كما مر مرارا . رابعا: وألأن مع آية الله محمد حسين فضل الله المرجع الشيعي المعاصر في لبنان حيث نقل اقوال علماء الشيعة في الأية وهذا رابط تفسير الأية من موقع المرجع محمد حسين فضل الله: http://arabic.bayynat.org.lb/books/quran/abas1.htm في تفسيره (من وحي القرآن) في تفسير قوله تعالى (عبس وتولى) في مناقشة الروايات قال في النقطة الأولى: إن ذلك كله قد يوحي بوحدة الحال بينه وبين النبي(ص)، بحيث يغيب عن العلاقة أيّ طابعٍ رسميٍّ، ما يجعل إعراض النبي(ص)، اعتماداً على ما بينهما من الصلة التي تسمح له بتأخير الحديث معه إلى فرصةٍ أخرى، من دون أن يترك أيّ أثرٍ سلبيٍّ في نفسه، لا سيّما إذا كان ذلك لمصلحة الدين التي تجعل أي مسلمٍ في زمن الدعوة الأوّل، يفرح لنجاح النبي في استمالته لأي شخص من كفار قريش الوجهاء في مجتمعهم، إلى دائرة الإيمان أو الدين الجديد، باعتبار أن ذلك يخفف العذاب والحصار على المسلمين المستضعفين، ومنهم ابن أم مكتوم. وبذلك يكون إعراض النبي عنه كإعراضه عن أحد أفراد أصحابه، أو عائلته، اتّكالاً على ما بينهما من صلاتٍ عميقة ووحدة حال. كما أن العبوس لم يكن عبوس الاحتقار، بل قد يكون أقرب إلى عبوس المضايقة النفسية التي توجد تقلّصاً في الوجه عندما يقطع أحدٌ على الإنسان حديثه الذي يرقى إلى مستوى الأهمية لديه، فلا يكون، في ذلك، أيّ عمل غير أخلاقيٍّ، فلا يتنافى مع الآيات التي أكّدت خلقه العظيم وسعة صدره.(إنتهى) ثم قال في النقطتين الرابعة والخامسة من مناقشة الروايات: النقطة الرابعة: إن القسوة الملحوظة في الآيات في الحديث مع النبي(ص) تمثل ظاهرةً واضحةً في أكثر الآيات التي تتصل بسلامة الدعوة واستقامة خطها، سيما في قوله تعالى: {فَمَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ} [الحاقة:47[ وقوله تعالى في الحديث عن المحاولات التي يبذلها المشركون للتأثير عليه من أجل الافتراء على الله: {وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ لِتفْتَرِىَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذاً لآَّتَّخَذُوكَ خَلِيلاً*وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلاً *إِذًا لأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا}، [الإسراء:73 75[ وقوله تعالى: {لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ} [الزمر:65[ وغير ذلك من الآيات، لأن القضية ترقى إلى المستوى الكبير من الأهمية، بحيث لولاها لانحرفت مسيرة الرسالة بانحراف الرسول أو القائد، للإيحاء بأن هذه القضية لا تقبل التهاون حتى في الموارد المستبعدة منها، وذلك، من أجل أن يفهم الدعاة من بعد النبي(ص)، بأن عليهم أن يقفوا في خط الاستقامة، حتى بالمستوى الذي لا يمثل تصرفهم فيه عملاً غير أخلاقيٍّ، لأن الغفلة عن الخطوط الدقيقة في المسألة، قد تجرّ إلى الانحراف بطريقةٍ لا شعوريّةٍ. النقطة الخامسة: إن القرآن الكريم قد عمل على تثبيت شخصية النبي(ص) وتأديبه بأدب الله، في ما يريد الله له أن يأخذ به من الكمال الروحي والأخلاقي والعملي، ممّا يلقي إليه الله علمه، مما قد يختلف عن الخط المألوف عند الناس. ولعلَّ هذه المسألة تدخل في هذه الدائرة، لأن المعروف هو الاهتمام بالأغنياء لقدرتهم على التأثير في المجتمع بطريقةٍ فاعلةٍ كبيرةٍ، بينما لا يملك المستضعفون الفقراء مثل ذلك، فتكون النظرة  على هذا الأساس  نظرةً رساليةً، لكنها قد تترك تأثيراً سلبياً على النظرة العامة لسلوك الرسول، لأنهم قد يفكرون بالجانب السلبي في القضية، وهو ملاحظة جانب الغنى في الاهتمام بالأغنياء من جهة النظرة الذاتية إلى قيمة الغنى في المجتمع، فتأتي الآيات لتثير الموضوع بهذه الطريقة لإبعاد السلوك عن الصورة السلبية من حيث الشكل، حتى لو لم تكن سلبية من حيث المضمون، مع ملاحظة مصلحة الدعوة في ذلك كله، وهذا ما نستوحيه من قوله تعالى: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلاَ تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَوةِ الدُّنْيَا وَلاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} [الكهف:28[ فإن هذه الآية توحي بأن الله يريد إخراج النبي(ص) من الأجواء الضاغطة في العرف الاجتماعي، التي يمكن أن تترك تأثيرها الخفيّ على نفسه بطريقةٍ لا شعورية، فيلتفت إلى الأغنياء رغبةً في الامتيازات الحاصلة عندهم. وربّما كان ذلك على طريقة «إيّاك أعني واسمعي يا جارة» ليكون الخطاب للأمة من خلال النبي(ص)، ليكون ذلك أكثر فاعليةً وتأثيراً إيحائياً في أنفسهم، لأن النبي(ص) إذا كان يخاطب بهذه الطريقة في احتمالات الانحراف، فكيف إذا كان الخطاب يراد به غيره.(إنتهى) وهنا دعوني اجعل آية الله محمد حسين فضل الله يرد على جعفر مرتضى العاملي وكل شيعي يتبنى رواية ان الأية في رجل من بني أمية حيث قال المرجع الشيعي حسين فضل الله: النقطة السادسة: إن الرواية المنسوبة إلى الإمام الصادق(ع) في أن الحديث عن رجلٍ من بني أمية، لا تتناسب مع أجواء الآيات، لأن الظاهر من مضمونها، أن صاحب القضية يملك دوراً رسالياً، ويتحمل مسؤولية تزكية الناس، ما يفرض توجيه الخطاب إليه للحديث معه عن الفئة التي يتحمل مسؤولية تزكيتها، باعتبارها القاعدة التي ترتكز عليها الدعوة وتقوى بها، في مقابل الفئة الأخرى التي لم تحصل على التزكية، ولا تستحق بذل الجهد الكثير.(إنتهى) وبهذا يتضح كذب المرجع الشيعي جعفر مرتضى العاملي فالذي قال ذلك ليس أهل السنة وحسب بل الله من قبلهم والرسول وأصحابه بل وصرح بصحة نزول الأية في الرسول اربع علماء شيعة وهم الطبرسي والمجلسي واليوسفي والمرجع الديني المعاصر محمد حسين فضل الله كما نقلته عنهم ...

وهذا رابط من موقع يا زهراء الشركي الرافضي التابع لمرجعهم الكذاب جعفر مرتضى العاملي الذي وضحت كذبه: ففي هذا الموقع تسجيلين للمرجع الديني محمد حسين فضل الله وهو يصرح بأن الأية (عبس وتولى) نزلت في الرسول عليه الصلاة والسلام: http://www.mezan.net/sounds_files/sounds1/7/r007.html


رواية عام الفتق

 ‏حدثنا ‏ ‏أبو النعمان ‏ ‏حدثنا ‏ ‏سعيد بن زيد ‏ ‏حدثنا ‏ ‏عمرو بن مالك النكري ‏ ‏حدثنا ‏ ‏أبو الجوزاء أوس بن عبد الله ‏ ‏قال ‏ ‏قحط ‏ ‏أهل ‏ ‏المدينة ‏ ‏قحطا ‏ ‏شديدا فشكوا إلى ‏ ‏عائشة ‏ ‏فقالت انظروا قبر النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فاجعلوا منه ‏ ‏كوى ‏ ‏إلى السماء حتى لا يكون بينه وبين السماء سقف قال ففعلوا فمطرنا مطرا حتى نبت العشب وسمنت الإبل حتى ‏ ‏تفتقت ‏ ‏من الشحم فسمي عام ‏ ‏الفتق

----------------------------------

لا شك أن الدارمي – رحمه الله- من علماء الحديث ومن أصحاب الكتب المصنفة فيه، ولكن لا تلازم بين عدالة وإمامة الجامع للأحاديث في مصنف، وبين صحة كل ما ورد فيه؛ لأنه يذكر الأحاديث بأسانيدها، ويستطيع الباحث عن صحتها بعد ذلك أن يعرف هل هي صحيحة أو لا من خلال البحث؟ فهذا الحديث أخرجه الدارمي في سننه رقم (92) باللفظ المذكور في السؤال، ولكن الحديث فيه علل من حيث الإسناد ومن حيث المتن، فأما من حيث الإسناد: 1-فيه سعيد بن زيد، نقل العقيلي في الضعفاء عن يحيى بن معين أنه ضعيف، وأنه ليس بشيء، وضعفه يحيى بن سعيد. 2-فيه أبو النعمان: محمد بن الفضل الملقب بعارم، قال فيه الحافظ في التقريب: ثقة ثبت تغير في آخر عمره، وقد نص على اختلاطه البخاري وأبو حاتم والعقيلي والنسائي والدارقطني. 3-فيه عمرو بن مالك النكري قال فيه ابن حبان: يخطئ ويغرب، وقال في الكامل في الضعفاء: منكر الحديث عن الثقات ويسرق الحديث، وقال ابن حجر في التقريب: صدوق له أوهام، وإن كان قد نقل في التهذيب من الطعن فيه ما يظهر للناظر أنه أدنى مرتبة من قوله صدوق له أوهام، والله أعلم. وأما من حيث المتن: 1-ما قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الرد على البكري، وما روي عن عائشة –رضي الله عنها- من فتح الكوة من قبره إلى السماء لينزل المطر فليس بصحيح، ولا يثبت إسناده، ومما يبين كذب هذا أنه في مدة حياة عائشة –رضي الله عنها- لم يكن للبيت كوة، بل كان باقياً كما كان على عهد النبي –صلى الله عليه وسلم-، بعضه مسقوف وبعضه مكشوف، وكانت الشمس تنزل فيه كما ثبت في الصحيحين البخاري (545) ومسلم (610) عن عائشة –رضي الله عنها- أن النبي –صلى الله عليه وسلم- صلى العصر والشمس في حجرتها لم يظهر الفيء من حجرتها، ولم تزل الحجرة كذلك في مسجد الرسول –صلى الله عليه وسلم-، ومن حينئذ دخلت الحجرة النبوية في المسجد، ثم إنه بني حول حجرة عائشة –رضي الله عنها- التي فيها قبر جدار عال، وبعد ذلك جعلت الكوة لينزل منها من ينزل إذا احتيج إلى ذلك لأجل كنس أو تنظيف، وأما وجود الكوة في حياة عائشة –رضي الله عنها- فكذب بين، ولو صح ذلك لكان حجة ودليلاً على أن القوم لم يكونوا يقسمون على الله، وإنما فتحوا على القبر لتتنزل الرحمة عليه، ولم يكن بدعائه أو بعلمه، فإن الله –تعالى- يحب أن نتوسل إليه بالإيمان والعمل والصلاة والسلام على نبيه – صلى الله عليه وسلم- ومحبته وطاعته وموالاته، فهذه هي الأمور التي يحب الله أن نتوسل بها إليه. 2-أن هذا الأثر فيه غرابة؛ لأن فتح السقف على القبر كيف يكون له أثر في نزول المطر؟! فهل المقصود أن يكون القبر حينئذ أقرب إلى الله؟ فكيف يقال هذا والنبي –صلى الله عليه وسلم- كان يقول عند وفاته: "في الرفيق الأعلى في الرفيق الأعلى"، كما في الصحيحين البخاري (4451) ومسلم (2192) من حديث عائشة –رضي الله عنها-؟ فمنزلته عليه الصلاة والسلام-  أعلى من أن يتصور أن يحول بينه وبين قربه من ربه سقف الحجرة فضلاً عن غيره. وإن كان المقصود أن ينزل المطر على قبره، فإذاً كان قبره بحاجة إلى تنزل الرحمة عليه كما أشار إلى ذلك ابن تيمية، مع أن تنزل المطر على قبره لا يظهر كونه سبباً للاستسقاء. 3-أن من يستدل بهذا الأثر إنما يستدل به على التوسل بذات النبي –صلى الله عليه وسلم- كما هو وارد في السؤال أيضاً. 4- من استقرأ ما جاء عن الصحابة –رضي الله عنهم- تبين له أنهم لم يكونوا يتوسلون بذات النبي –صلى الله عليه وسلم-، مع أنهم أصدق الناس له حباً وأكملهم له اتباعاً، بل كانوا يتوسلون بدعائه –صلى الله عليه وسلم- في حياته، وأما بعد مماته فكانوا يدعون الله مباشرة، أو يطلبون ممن يرونه أصلح منهم وأتقى لله وأقرب إليه أن يدعو لهم كما في قصة عمر –رضي الله عنه- في توسله بالعباس رضي الله عنه-  حين قحطوا وذلك بطلب الدعاء منه، وهذا في البخاري (1010) من حديث أنس –رضي الله عنه-، وكذلك طلبه من أويس القرني أن يدعو له، وهذا في مسلم ( (2542من حديث أُسير بن جابر –رضي الله عنه-، وكما طلب معاوية –رضي الله عنه-  من يزيد بن الأسود أن يدعو في الاستسقاء. وهذا يدل على أنهم لم يكونوا يتوسلون بذات النبي –صلى الله عليه وسلم-، إذ لو كانوا يرون التوسل به جائزاً ما عدلوا عنه إلى غيره، بل إن عمر –رضي الله عنه- وهو من هو في العلم والدين والفضل لم يتوجه إلى قبر المصطفى –عليه الصلاة والسلام-  عند الاستسقاء، بل إنما طلب من العباس –رضي الله عنه- الدعاء، وكان هذا بمجمع من الصحابة –رضي الله عنهم-، ومع ذلك لم ينقل أن أحداًَ منهم أرشده إلى غير ما فعله (سبق تخريجه).


دعوى الروافض بالفتنة بين علي ومعاوية

قرب‏الإسناد صفحة45جعفرعن أبيه أن عليا(ع) لم يكن ينسب أحدا من أهل حربه إلى الشرك و لا إلى النفاق و لكن يقول هم إخواننا بغوا علينا وسائل‏الشيعة جزء15صفحة83 هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ زِيَادٍ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ عَلِيّا(ًع) لَمْ يَكُنْ يَنْسُبُ أَحَداً مِنْ أَهْلِ حَرْبِهِ إِلَى الشِّرْكِ وَ لَا إِلَى النِّفَاقِ وَ لَكِنَّهُ كَانَ يَقُولُ هُمْ إِخْوَانُنَا بَغَوْا عَلَيْنَا فقه الصادق(ع)-السيد محمد صادق الروحاني جزء31 صفحة118:أحكام المسلم على البغاة كخبر مسعدة بن زياد عن جعفر عن أبيه عليهما السلام أن عليا(عليه السلام)لم يكن ينسب أحدا من أهل البغي إلي الشرك ولا إلي النفاق ولكن كان يقول:إخواننا بغوا علينا الإمامة منصب الهي. الله يختار النبي وينص عليه فكذلك يختار الامام وينصبه (أصل الشيعة وأصولها 58). فاختار الله عليا ولكن عليا اختار أن يقول: دعوني والتمسوا غيري فإني لكم وزيرا خير لكم مني أميرا. ثم اختار الله الحسن فسلمها الحسن إلى ألد أعداء الشيعة معاوية. ناسفا بذلك هو وأبوه بنيان عقيدة الإمامة من القواعد قال السيد المرتضى في تنزيه الأنبياء « فإن قال قائل: ما العذر له عليه السلام في خلع نفسه من الإمامة وتسليمها إلى معاوية مع ظهور فجوره وبعده عن أسباب الإمامة.. ثم بيعته وإظهار موالاته والقول بإمامته حتى سموه مذل المؤمنين وعابوا في وجهه؟ فالجواب: أنه إمام معصوم فلا بد من التسليم لأفعاله» (بحار الأنوار 44/23 نقل هذا الكلام عن مستدرك الوسائل 6/384).. مبايعة الحسن والحسين معاوية على السمع والطاعة ودعوتهما الناس إلى البيعة قال المجلسي « عن سفيان قال: أتيت الحسن لما بايع معاوية فوجدته بفناء داره وعنده رهط من قومه فقلت له: السلام عليك يا مذل المؤمنين» (مقاتل الطالبيين لأبي الفرج الأصبهاني ص44 تنزيه الأنبياء 169بحار الأنوار28/258 و44/57 و59 و62/237)

===========================

 الرد على دعاوي التيجاني الرافضي بمسألة الفتنة:

 يقول التيجاني (( وعندما نسأل بعض علمائنا عن حرب معاوية لعلي وقد بايعه المهاجرون والأنصار، تلك الحرب الطاحنة التي سبّبت انقسام المسلمين إلى سنة وشيعة وانصدع الإسلام ولم يلتئم حتى اليوم، فإنهم يجيبون كالعادة وبكل سهولة قائلين:أن علياً ومعاوية صحابيان جليلان اجتهدا فعلي اجتهد وأصاب فله أجران أما معاوية اجتهد وأخطأ فله أجر واحد. وليس من حقّنا نحن أن نحكم لهم أو عليهم وقد قال الله تعالى { تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تُسألون عمّا كانوا يعملون }، هكذا وللأسف تكون إجاباتنا وهي كما ترى سفسطة لا يقول بها عقل ولا دين ولا يقرّ بها شرع، اللهم أبرأ إليك من خطل الآراء وزلل الأهواء وأعوذ بك من همزات الشياطين واعوذ بك ربّ أن يحضرون، كيف يحكم العقل السليم باجتهاد معاوية ويعطيه أجراً على حربه إمام المسلمين وقتله المؤمنين الأبرياء وارتكابه الجرائم والآثام التي لا يحصي عددها إلا الله وقد اشتهر عند المؤرخين بقتله معارضيه وتصفيتهم بطريقته المشهورة وهو إطعامهم عسلاً مسموماً وكان يقول ( إن لله جنوداً من عسل )، كيف يحكم هؤلاء باجتهاده ويعطوه أجراً وقد كان إمام الفئة الباغية ففي الحديث المشهور الذي أخرجه كل المحدثين والذي جاء فيه ( ويح عمّار تقتله الفئة الباغية ) وقد قتله معاوية وأصحابه .... والسؤال يعود دائماً ويتكرر ويلح: ترى أي الفريقين على الحق وأيهما على الباطل؟ فأما أن يكون علي وشيعته ظالمين وعلى غير الحق. وأمّا أن يكون معاوية وأتباعه ظالمين وعلى غير الحق، وقد أوضح رسول الله (ص) كل شيء، وفي كلا الحالين فإن عدالة الصحابة كلهم من غير استثناء أمر مستحيل، لا ينسجم مع المنطق السليم ))،

فأقول:

  - 1 لقد قلت أن معاوية لم يقاتل علي إلا في أمر عثمان وقد رأى أنه ولي دم عثمان وهو أحد أقربائه واستند إلى النصوص النبوية التي تبين وتظهر أن عثمان يقتل مظلوماً ويصف الخارجين عليه بالمنافقين إشارة إلى ما رواه الترمذي وابن ماجه عن عائشة قالت (( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يا عثمان! إن ولاّك الله هذا الأمر يوماً، فأَرادكَ المنافقون أن تخْلع قميصك الذي قمَّصَكَ الله، فلا تخلعه ) يقول ذلك ثلاث مرات ))، وقد شهد كعب بن مرة أمام جيش معاوية بذلك فقال (( لولا حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قمت أي ما قمت بالقتال بجانب معاوية للقصاص من قتلة عثمان وذكر الفتن فقرّ بها فمر رجل مقنع في ثوب فقال: هذا يومئذ على الهدى فقمت إليه فإذا هو عثمان بن عفان، فأقبلت عليه بوجهه فقلت: هذا ؟ قال: نعم ))، وأيضاً عن عبد الله بن شقيق بن مرة قال )) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تهيج على الأرض فتن كصياصي البقر فمر رجل متقنع فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا وأصحابه يومئذ على الحق فقمت إليه فكشفت قناعه وأقبلت بوجهه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله هو هذا؟ قال هو هذا، قال: فإذا بعثمان بن عفان ))، وقد رأى معاوية وأنصاره أنهم على الحق بناء على ذلك، وأنهم على الهدى وخصوصاً عندما نعلم أن المنافقين الثائرين على عثمان كانوا في جيش علي فاعتبروهم على ضلال فاستحلّوا قتالهم متأولين.

 - 2 إضافة إلى أن أنصار معاوية يقولون لا يمكننا أن نبايع إلا من يعدل علينا ولا يظلمنا ونحن إذا بايعنا علياً ظلمنا عسكره كما ظلم عثمان وعلي عاجز عن العدل علينا وليس علينا أن نبايع عاجزاً عن العدل علينا ويقولون أيضاً أن جيش علي فيه قتلة عثمان وهم ظلمة يريدون الاعتداء علينا كما اعتدوا على عثمان فنحن نقاتلهم دفعاً لصيالهم علينا وعلى ذلك فقتالهم جائز ولم نبدأهم بالقتال ولكنهم بدأونا بالقتال.

 - 3 وعلى ذلك فالنصوص الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم تفيد أن ترك القتال كان خيراً للطائفتين فلم يكن واجباً ولا مستحباً وأن علياً مع أنه أولى بالحق وأقرب إليه من معاوية ولو ترك القتال لكان فيه خيراً عظيماً وكفاً للدماء التي أسيلت ولهذا كان عمران بن حصين رضي الله عنه ينهى عن بيع السلاح فيه ويقول: لا يباع السلاح في الفتنة وهذا قول سعد بن أبي وقاص ومحمد بن مسلمة وابن عمر وأسامة بن زيد وأكثر من كان بقي من السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار الذين اعتزلوا الفتنة ولم يشاركوا في القتال لذلك قال الكثيرمن أئمة أهل السنة (( لا يشترط قتال الطائفة الباغية فإن الله لم يأمر بقتالها ابتداءً، بل أمر إذا اقتتلت طائفتان أن يصلح بينهما ثم إن بغت إحداهما على الأخرى قوتلت التي تبغي )) فادعاء التيجاني أن معاوية هو الذي أمر بقتال علي كذب فاضح.

- 4 ولو فرضنا أن الذين قاتلوا علياً عصاة وليسوا مجتهدين متأولين فلا يكون ذلك قادحاً في إيمانهم واستحقاقهم لدخول الجنان فالله سبحانه وتعالى يقول { وإنْ طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما بالعدل فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسِطوا إن الله يحب المقسطين، إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون } ( الحجرات 9 10)، فوصفهم بالإيمان وجعلهم إخوة رغم قتالهم وبغي بعضهم على بعض فكيف إذا بغى بعضهم على بعض متأولاً أنه على الحق فهل يمنع أن يكون مجتهداً سواءٌ أخطأ أو أصاب؟! لهذا فأهل السنة يترحمون على الفريقين كما يقول الله تعالى { والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربّنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤوفٌ رحيم }

 - 5 الأحاديث الثابتة تبين أن كِلا الطائفتين دعوتهما واحدة وتسعيان للحق الذي تعتقدان وتبرئهما من قصد الهوى واتباع البطلان فقد أخرج البخاري في صحيحه أن أبا هريرة رضي الله عنه قال (( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تقوم الساعة حتى يقتتل فئتان دعواهما واحدة ))، وهذا الحديث كما ترى يثبت أنهما أصحاب دعوة واحدة ودين واحد، وأخرج مسلم في صحيحه عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( تمرق مارقة عند فرقة من المسلمين يقتلها أولى الطائفتين بالحق ))، فهذا الحديث يبين أن كلا الطائفتين يطالبان بالحق ويتنازعان عليه أي أنهما يقصدان الحق ويطلبانه ويبين أن الحق هو مع علي لأنه قاتل هذه الطائفة وهي طائفة الخوارج التي قاتلها في النهروان، وقال النووي فيه التصريح بأن الطائفتين مؤمنون لا يخرجون بالقتال عن الإيمان ولا يفسقون

 - 6 بالنسبة لبغي معاوية فإما أن يكون فيه متأولاً أن الحق معه، أو يكون متعمداً في بغيه وفي كلا الحالتين فإن معاوية ليس معصوماً من الوقوع في ذلك أو غيره من الذنوب فأهل السنة لا ينزهونه من الوقوع في الذنوب بل يقولون أن الذنوب لها أسباب ترفعها بالاستغفار والتوبة منها أوفي غير ذلك وقد ذكر ابن كثير في البداية عن المسور بن مخرمة أنه وفد على معاوية قال: (( فلما دخلت عليه حسبت أنه قال سلمت عليه فقال: ما فعل طعنك على الأئمة يا مسور؟ قال قلت: ارفضنا من هذا وأحسن فيما قدمنا له، فقال: لتكلمني بذات نفسك، قال: فلم أدع شيئاًَ أعيبه عليه إلا أخبرته به، فقال: لا تبرأ من الذنوب، فهل لك من ذنوب تخاف أن تهالك إن لم يغفرها الله لك؟ قال: قلت: نعم، إن لي ذنوباً إن لم يغفرها هلكت بسببها، قال: فما الذي يجعلك أحق بأن ترجوا أنت المغفرة مني، فولله لما إلي من إصلاح الرعايا وإقامة الحدود والاصلاح بين الناس والجهاد في سبيل الله والأمور العظام التي لا يحصيها إلا الله ولا نحصيها أكثر من العيوب والذنوب، وإني لعلى دين يقبل الله فيه الحسنات ويعفو عن السيئات، والله على ذلك ما كنت لأخيَّر بين الله وغيره إلا اخترت الله على غيره مما سواه، قال: ففكرت حين قال لي ما قال فعرفت أنه قد خصمني. قال: فكان المسور إذا ذكره بعد ذلك دعا له بخير))، فكيف إذا كان متأولاً؟

 - 7 بالنسبة لحديث ( ويح عمار تقتله الفئة الباغية )، فإنه من أعظم الدلائل أن الحق مع عليّ، لكن معاوية تأوّل الحديث فعندما هزَّ مقتل عمار، عمرو بن العاص وابنه تملّكتهما الرهبة ففي الحديث الذي أخرجه أحمد في المسند عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه قال (( لمّا قتل عمار بن ياسر دخل عمرو بن حزم على عمرو بن العاص فقال: قُتل عمار وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تقتله الفئة الباغية فقام عمرو بن عاص فزعاً يُرجِّع حتى دخل على معاوية فقال له معاوية: ما شأنك؟ قال: قتل عمار فقال معاوية: قتل معاوية فماذا؟ قال عمرو سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: تقتله الفئة الباغية، فقال له معاوية: دحضْتَ في بولك أو نحن قتلناه؟ إنما قتله عليٌ وأصحابه، جاءوا به حتى ألقوه بين رماحنا أو قال: سيوفنا ) فخرج الناس يقولون: إنما قتل عماراً من جاء به، فأرجع الثقة لجيشه، والذي جعل معاوية يأول الحديث هذا التأويل أنه لم يكن يتصور أن قتلة عثمان أهل حق في ضوء الأحاديث التي تثبت أن عثمان يقتل مظلوماً، وأن قتلته هم الظالمون، فلا شك أن الفئة الباغية هي التي في جيش عليّ، ولكن الحق الذي يقال أن هذه التأويلات باطلة قطعاً وأن الحق مع عليّ، ولكن فئة معاوية معذورون في اجتهادهم لأنهم أرادوا الحق ولكنهم لم يصيبوه، وهذا هو الذي جعل عمرو بن العاص يقترح رفع المصاحف لايقاف الحرب لأنه كان في قلبه شيء من هذا الحديث.

 - 8 وإذا أصرَّ التيجاني على جعل معاوية ظالماً فسيجيبه الناصبة بأن علياً ظالماً أيضاً لأنه قاتل المسلمين لا لشيء بل لإمارته، وهو الذي بدأهم بالقتال وسفك الدماء دون فائدة تجنى للمسلمين، ثم تراجع وصالح معاوية، فلن يستطيع التيجاني وشيعته الاجابةعلى ذلك، ولو احتج بحديث عمار فسيردّ عليه بأن الله لم يشترط البدء في قتال الطائفة الباغية إلا إذا ابتدأت هي بالقتال ولكن علياً هو الذي بدأهم بالقتال فما هو جواب التيجاني؟ وقد ضربت صفحاً عن حجج الخوارج والمعتزلة التي تقدح في علي، المهم أن نعلم أن كل حجة يأتي بها التيجاني على معاوية سيقابل بمثلها من جانب الطوائف الأخرى ولكن أهل السنة يترضون عن الطائفتين ولا يفسقون أحدهما ويقولون أن الحق مع علي رضي الله عنه ويردون على جميع حجج الطوائف التي تقدح في علي أو معاوية لأن مذهبهم مستقيم بخلاف مذهب الرافضة والحمد لله.

9 - من المسلم عند كل من اطلع على مذهب الإمامية يعلم أنهم يكفرون معاوية لقتاله علياً ولكن الثابت أن الحسن بن علي وهو من الإئمة المعصومين عندهم فكل ما يصدر عنه فهو حق والحسن قد صالح معاوية وبايعه على الخلافة فهل صالح الحسن ( المعصوم ) كافر وسلّم له بالخلافة؟! أم أصلح بين فئتين مسلمتين كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (( ابني هذا سيد، ولعل الله يصلح به بين فئتين من المسلمين ))، أرجو من التيجاني الإجابة؟!

 - 10 أما ادعاؤه أن معاوية ارتكب جرائم لا تحصى وقد اشتهر عند المؤرخين بقتله معارضيه وتصفيتهم بطريقته المشهورة وهو إطعامهم عسلاً مسموماً وكان يقول (إن لله جنوداً من عسل )!! فهذا القول فيه من الجهل والكذب ما لايخفى على عاقل وأنا أريد من التيجاني إرشادنا إلى هؤلاء المؤرخين حتى يتسنى لنا التثبت من هذا الادعاء المكشوف وإلا فالكلام سهل جداً.

 - 11 الغريب أن يعترض التيجاني على أبي بكر قتاله لمانعي الزكاة مع أن ذلك باتفاق الأمة، بينما تراه يقف مع عليّ في قتاله لمعاوية والذي اختلف فيه مع الصحابة ولم يأتي بنتائجه المرجوة وتسبب بقتل الألوف من المسلمين ولعل السبب هو إنصافه المزعوم وعقلانيته المذمومة!

 - 12 أستطيع الإجابة على سؤال التيجاني الذي يتكرر ويلح بالقول أن فريق عليّ على الحق وأما معاوية فليس بظالم ولا داع إلى باطل، ولكنه طالب للحق ولم يصبْهُ وهو مأجور على اجتهاده فليس أحدهما ظالم أو فاسق، والوقع بالذنب لا يقدح بعدالة المذنب وفي كل الأحوال فإن عدالة الصحابة كلهم من غير استثناء أمر مسلّم بالكتاب والسنة والإجماع، وينسجم مع المنطق السليم ولكنه لا ينسجم بالطبع مع المنطق السقيم الذي يتمتع به التيجاني!

وأخيراً إذا لم يقتنع التيجاني بذلك فسأضطر لكي استقي من مصادر هداته الاثني عشرية ما يثبت أن علي ومعاوية على حق ومأجورين على اجتهادهما فقد ذكر الكليني في كتابه( الروضة من الكافي ) الذي يمثل أصول وفروع مذهب الاثني عشرية عن محمد بن يحيى قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : اختلاف بني العباس من المحتوم والنداء من المحتوم وخروج القائم من المحتوم، قلت: وكيف النداء؟ قال: ينادي مناد من السماء أول النهار: ألا إن علياً وشيعته هم الفائزون، وقال: وينادي مناد في آخر النهار: ألا إن عثمان وشيعته هم الفائزون، وهذا علي بن أبي طالب يقرر أن عثمان وشيعته هم أهل إسلام وإيمان ولكن القضية اجتهادية كل يرى نفسه على الحق في مسألة عثمان فيذكر الشريف الرضي في كتابكم ) نهج البلاغة ) عن علي أنه قال (( وكان بدء أمرنا أن إلتقينا والقوم من أهل الشام، والظاهر أن ربنا واحد ونبينا واحد، ودعوتنا في الإسلام واحدة، ولا نستزيدهم في الإيمان بالله والتصديق برسوله ولا يستزيدوننا، الأمر واحد إلا ما اختلفنا فيه من دم عثمان ونحن منه براء ))


ما قاله العلماء في حديث من مات ولم يعرف إمام زمانه الذي احتج به الموسوي

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ثم اما بعد: إنه لدليل السفاهة والوهن عند الاثناعشرية ان يصروا على تصدير رجلا بهذه الجهالة فالرجل قد بانت بضاعته المزجاة منذ مناظرات المستقلة على يد مشايخنا حفظهم الله ونكسته الكبرى حين سئل عن تعريف الحديث الصحيح فقال : ما رواه الثوقاااات ليست ببعيد وامس سمعت الحوار ورايت من جهل الرجل وتناقضاته ما ينقض دينه من جذوره على كل حال ساقصر كلامى على اجتجاجه برواية (من مات ولم يعرف امام زمانه مات ميتتة جاهلية) وإدعائه ان هذا الحديث متفق عليه عند السنة والشيعة وهذا من الكذب الصريح ولنرى ما قاله العلماء فى هذه الرواية (من مات و لم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية) . لا أصل له بهذا اللفظ العلامة الالبانى - السلسة الضعيفة والموضوعة برقم (350) أيضاً في الضعيفة برقم (2069) قال الشيخ ابن تيمية فى تعليقة على الحديث (والله ما قاله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هكذا، وإنما المعروف ما روى مسلم أن ابن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (من خلع يداً من طاعة، لقي الله يوم القيامة ولا حجة له، ومن مات وليس في عنقه بيعة، مات ميتة جاهلية) وأقره الذهبي في مختصر منهاج السنة (ص28) وللامام الذهبى فى معرض تعليقه على كلام شيخ الاسلام7-9 كلاما نفيسا حيث قال: "وأما قولك في الحديث : من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية : فنقول من روى هذا ؟ وأين إسناده ؟ بل والله ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم هكذا وإنما المعروف ما روى مسلم أن ابن عمر جاء إلى عبدالله بن مطيع حين كان من أمر الحرة ما كان ، فقال : اطرحوا لأبي عبد الرحمن وسادة ، فقال :إني لم آتك لأجلس ، أتيتك لأحدثك حديثا ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :(من خلع يداً من طاعة / لقي الله يوم القيامة ولا حجة له ، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية ) وهذا حديث [ حدّث [ به ابن عمر لما خلعوا أمير وقتهم يزيد فدل الحديث على أن من لم يكن مطيعاً لولاة الأمر أو خرج عليهم بالسيف مات ميتة جاهلية وهذا ضد حال الرافضة فإنهم أبعد الناس عن طاعة الأمراء إلا كرها

ثم مات ميتة جاهلية لم يكن كافراً وفي صحيح مسلم عن جندب البجلي مرفوعاً (( من قتل تحت راية عميّة يدعو إلى عصبية أو ينصر عصبية فقلته جاهلية)) وفي مسلم عن أبي هريرة رضى الله عنه ((من خرج من الطاعة وفارق الجماعة ثم مات مات ميتة جاهلية)) فطالما خرجت الرافضة عن الطاعة وفارقت الجماعة وفي الصحيحين عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ))من رأى من أميره شيئاً يكرهه فليصبر ، فإن من فارق الجماعة شبراً فمات إلا مات ميتة جاهلية)) ثم لو صح الحديث الذي أوردته لكان عليكم فمن منكم يعرف إمام الزمان أو رآه أو رآى من رآه أو حفظ عنه مسألة ؟؟!! بل تدعون إلى صبي – ابن ثلاث أو خمس سنين – دخل سرداباً من أربعمائة وستين عاماً ولم ير له عين ولا أثرولا سمع له حس ولا خبر وإنما أمرنا بطاعة أئمة موجودين معلومين لهم سلطان وأن نطيعهم في المعروف دون المنكر ولمسلم عن عوف ابن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((خيار ائمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم ، وتصلون عليهم ويصلون عليكم ، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم / ويبغضونكم ، وتلعنونهم ويلعنوكم)) قلنا : يا رسول الله أفلا ننابذهم عند ذلك ؟ قال : (( لا ما أقاموا فيكم الصلاة ، لا ما أقاموا فيكم الصلاة ، ألا من ولي عليه وال فرآه يأتي شيئاً من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية الله ، ولا ينزعن يداً من طاعة(( المنتقى من منهاج الاعتدال للحافظ الذهبي-رحمه الله تعالى 7-9 للتوسع يراجع كتاب منهاج السنة النبوية لشيخ الاسلام- رحمه الله تعالى- (1/110-123) وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

----------------

قال شيخ الإسلام رحمه الله في منهاج السنة كلام يكتب بماء الذهب عن المهدي المختفي في سرداب الخيبة ( 1-87 ) (فصاحب الزمان الذي يدعون إليه لا سبيل للناس إلى معرفته ولا معرفة ما يأمرهم به وما ينهاهم عنه وما يخبرهم به فإن كان أحد لا يصير سعيدا إلا بطاعة هذا الذي لا يعرف أمره ولا نهيه لزم أنه لا يتمكن أحد من طريق النجاة والسعادة وطاعة الله وهذا من أعظم تكليف مالا يطاق وهم من أعظم الناس إحالة له )وقال رحمه الله ( 1 - 120 ) (ولهذا كان جماهير الأمة نالوا الخير بدون مقصود الإمامة التي تقولها الرافضة فإنهم يقرون بأن الأمام الذي هو صاحب الزمان مفقود لا ينتفع به أحد وأنه دخل السرداب سنة ستين ومائتين أو قريبا من ذلك وهو الآن غائب أكثر من أربعمائة وخمسين سنه فهم في هذه المدة لم ينتفعوا بإمامته لا في دين ولا في دنيا بل يقولون إن عندهم علما منقولا عن غيره) وقال رحمه الله عن أبو صويلح ( 1 -120 ) (ثم بعد هذا كله فقولكم في الإمامة من أبعد الأقوال عن الصواب ولو لم يكن فيه إلا أنكم أوجبتم الإمامة لما فيها من مصلحة الخلق في دينهم ودنياهم وإمامكم صاحب الوقت لم يحصل لكم من جهته مصلحة لا في الدين ولا في الدنيا فأي سعى أضل من سعى من يتعب التعب الطويل ويكثر القال والقيل ويفارق جماعة المسلمين ويلعن السابقين والتابعين ويعاون الكفار والمنافقين ويحتال بأنواع الحيل ويسلك ما أمكنه من السبل ويعتضد بشهود الزور ويدلى أتباعه بحبل الغرور ويفعل ما يطول وصفه ومقصوده بذلك أن يكون له إمام يدله على أمر الله ونهيه ويعرفه ما يقربه إلى الله تعالى ثم إنه لما علم اسم ذلك الإمام ونسبه لم يظفر بشيء من مطلوبه ولا وصل إليه شيء من تعليمه وإرشاده ولا أمره ولا نهيه ولا حصل له من جهته منفعة ولا مصلحة أصلا إلا إذهاب نفسه وماله وقطع الأسفار وطول الانتظار بالليل والنهار ومعاداة الجمهور لداخل في سرادب ليس له عمل ولا خطاب ولو كان موجودا بيقين لما حصل به منفعة لهؤلاء المساكين فكيف عقلاء الناس يعلمون أنه ليس معهم إلا الإفلاس وأن الحسن بن علي العسكري لم ينسل ولم يعقب كما ذكر ذلك محمد بن جرير الطبري وعبد الباقي بن قانع وغيرهما من أهل العلم بالنسب وهم يقولون إنه دخل السرداب بعد موت أبيه وعمره إما سنتان وإما ثلاث وإما وإما خمس نحو ذلك ومثل هذا بنص القرآن يتيم يجب أن يحفظ له ماله حتى يؤنس منه الرشد ويحضنه من يستحق حضانته من أقربائه فإذا صار له سبع سنين امر بالطهارة والصلاة فمن لا توضأ ولا صلى وهو تحت حجر وليه في نفسه وماله بنص القرآن لو كان موجودا يشهده العيان لما جاز أن يكون هو إمام أهل الإيمان فكيف إذا كان معدوما أو مفقودا مع طول هذه الغيبة ) وقال قريبا من هذا الكلام ( 4- 89 ) فرحم الله شيخ الإسلام رحمة واسعة والله المستعان


 تَبَرُّكُ الشَّافِعِيِّ بِقَبْرِ أَبِي حَنِيفَةَ

إن مما لا شك فيه أن منهجَ أهلِ السنةِ والجماعةِ هو المنهجُ الحقُ الذي ارتضاهُ اللهُ لعبادهِ ، ولذا وجه أعداءُ أهلِ السنةِ والجماعةِ من المبتدعةِ وغيرِهم سهامهم للنيلِ منه ومن رموزهِ من العلماءِ والدعاةِ إلى اللهِ ، ورميهم بأبشعِ الألقابِ ، وقد نال أئمةُ المذاهبِ الأربعةِ - أبو حنيفةَ ، ومالك ، والشافعي ، وأحمد بن حنبل - نصيباً من تلك السهام ، فنُسب إليهم زوراً وبهتاناً بعد التحققِ من صحةِ نسبتها بعضُ القصصِ والمروياتِ المكذوبةِ التي تقدح في عقائدهم ، ولكن هيهات هيهات أن ينالوا من أولئك الجبال الأعلام رحمهم الله . وهنا نستعرضُ قصصاً نُسبت إلى الأئمةِ الأربعةِ - أبي حنيفةَ ، ومالك ، والشافعي ، وأحمد بن حنبل - في العقيدة وغيرها مع بيانِ عللها ، وكلام أهل العلم فيها ، ذباً عن عرضهم ، ونصحاً للأمةِ من الاغترارِ بها. ونبدأ بقصةِ لا تثبتُ عن الإمامِ الشافعي ، يتشدقُ بها البعض في مسألةِ التوسلِ بالأمواتِ الصالحين، ولا تكاد تجدُ مبتدعاً يتكلمُ عن التوسلِ إلا ويوردُ قصة توسل الشافعي بقبرِ أبي حنيفة لكي يحتجُ بها على أهلِ السنةِ في تجويزِ التوسلِ بالصالحين ونقول كما قال الأولون : " أثبت العرش ثم انقش " . نَصُ القِصَّةِ: أخرجَ الخطيبُ البغدادي في " تاريخ بغداد " (1/123) بسنده فقال : أخبرنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن علي بن محمد الصيمري ، قال : أنبأنا عمر بن إبراهيم المقرئ قال : نبأنا مُكرم بن أحمد قال : أنبأنا عمر بن إسحاق بن إبراهيم قال : نبأنا علي بن ميمون قال : سمعت الشافعي يقول : إني لأتبرك بأبي حنيفة ، وأجيء إلى قبره في كل يوم - يعني زائراً - فإذا عرضت لي حاجة صليتُ ركعتين وجئت إلى قبره ، وسألت الله تعالى عنده ، فما تبعد عني حتى تُقضى. نَقْدُ العُلَمَاءِ لِلقِصَّةِ: انتقد علماءُ أهلِ السنة القصة ، وطعنوا في صحتها ، وإليك أخي ما قاله أهل العلم فيها: · كذب شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ رحمه الله القصة ورد على ما جاء فيها فقال في " اقتضاء الصراط المستقيم " (2/692): " ... الثاني : أنه من الممتنع أن تتفق الأمة على استحسان فعل لو كان حسناً لفعله المتقدمون ، ولم يفعلوه ، فإن هذا من باب تناقض الإجماعات ، وهي لا تتناقض ، وإذا اختلف فيها المتأخرون فالفاصل بينهم : هو الكتاب والسنة ، وإجماع المتقدمين نصاً واستنباطا فكيف – والحمد لله - لم ينقل عن إمام معروف ولا عالم متبع . بل المنقول في ذلك إما أن يكون كذبا على صاحبه ، مثل ما حكى بعضهم عن الشافعي أنه قال : ...فذكره أو كلاما هذا معناه ، وهذا كذلك معلوم كذبه بالاضطرار عند من له معرفة بالنقل ، فإن الشافعي لما قدم بغداد لم يكن ببغداد قبر ينتاب للدعاء عنده البتة ، بل ولم يكن هذا على عهد الشافعي معروفا ، وقد رأى الشافعي بالحجاز واليمن والشام والعراق ومصر من قبور الأنبياء والصحابة والتابعين ، من كان أصحابها عنده وعند المسلمين أفضل من أبي حنيفة وأمثاله من العلماء . فما باله لم يتوخ الدعاء إلا عنده . ثم أصحاب أبي حنيفة الذين أدركوه مثل أبي يوسف ومحمد وزفر والحسن بن زياد وطبقتهم ، ولم يكونوا يتحرون الدعاء لا عند أبي حنيفة ولا غيره . ثم قد تقدم عند الشافعي ما هو ثابت في كتابه من كراهة تعظيم قبور المخلوقين خشية الفتنة بها ، وإنما يضع مثل هذه الحكايات من يقل علمه ودينه . وإما أن يكون المنقول من هذه الحكايات عن مجهول لا يعرف ،ونحن لو روي لنا مثل هذه الحكايات المسيبه أحاديث عمن لا ينطلق عن الهوى صلى الله عليه وسلم لما جاز التمسك بها حتى تثبت ، فكيف بالمنقول عن غيره ؟ ا.ه. · وقال الإمامُ ابنُ القيمِ في " إغاثة اللهفان " (1/246) : والحكايةُ المنقولةُ عن الشافعي أنه كان يقصد الدعاءَ عند قبر أبي حنيفة من الكذب الظاهر .ا.ه. · وقال العلامة المعلمي في " طليعة التنكيل " ( ص58 - 60) بعد أن بين ضعف سندها ، وفصل فيه : هذا حال السند ، ولا يخفى على ذي معرفة أنه لا يثبت بمثله شيء ، ويؤكد ذلك حال القصة ، فإن زيارته قبر أبي حنيفة كل يوم بعيد في العادة ، وتحريه قصده للدعاء عنده بعيد أيضا ؛ إنما يعرف تحري القبور لسؤال الحوائج عندها بعد عصر الشافعي بمدة ، فأما تحري الصلاة عنده ، فأبعد وأبعد .ا.ه. · وقال العلامة الألباني عن سند هذه القصة في الضعيفة (1/31ح22) : فهذه رواية ضعيفة بل باطلة فإن عمر بن إسحاق بن إبراهيم غير معروف وليس له ذكر في شيء من كتب الرجال ، ويحتمل أن يكون هو " عمرو - بفتح العين - بن إسحاق بن إبراهيم بن حميد بن السكن أبو محمد التونسي وقد ترجمه الخطيب وذكر أنه بخاري قدم بغداد حاجا سنة 341ه ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا فهو مجهول الحال ، ويبعد أن يكون هو هذا إذ أن وفاة شيخه علي بن ميمون سنة 247ه على أكثر الأقوال فبين وفاتيهما نحو مائة سنة فيبعد أن يكون قد أن يكون قد أدركه. وعلى كل حال فهي رواية ضعيفة لا يقوم على صحتها دليل .اه. وقد رد العلامة الألباني على الكوثري في نفس الموضع فقال : وأما قول الكوثري في مقالاته: وتوسل الإمام الشافعي بأبي حنيفة مذكور في أوائل تاريخ الخطيب بسند صحيح. فمن مبالغاته بل مغالطاته ا.ه. · وقال محمد نسيب الرفاعي في " التوصل إلى حقيقة التوسل " ( ص 331 - 332) : 26- توسل الشافعي بأبي حنيفة رضي الله عنهما قال ابن حجر المكي في كتابه المسمى((الخيرات الحسان )) في مناقب أبي حنيفة النعمان في الفصل الخامس والعشرين أن الإمام الشافعي أيام هو ببغداد كان يتوسل بالإمام أبي حنيفة يجيء إلى ضريحه يزوره فيسلم عليه ثم يتوسل إلى الله به في قضاء حاجاته . الكلام على متن هذا الخبر من المعلوم أن معنى التوسل هو القربى والمتوسل عليه ولا شك أن يتحرى في توسله أن يكون هذا من النوع الموافق لعقيدة هذا المتوسل به فإذا كان الذي يريد أن يتوسل به يكره ويحرم هذا النوع من التوسل فكيف يعقل من أحد أن يقدم على عمل هو مكروه عند التوسل به ؟ لأنه موقن بأن المتوسل إليه به لا يقبل قطعاً هذا التوسل لا سيما وقد منعه منعا باتاً على ألسنة رسله من لدن آدم إلى محمد صلى الله عليه وسلم فإن أبا حنيفة كان لا يجيز التوسل إلى الله بأحد من خلقه فقد ثبت عنه أنه قال : " لا ينبغي لأحد أن يدعو الله إلا به وأكره أن يقول : أسألك بمعاقد العز من عرشك وأن يقول بحق فلان وبحق أنبيائك ورسلك وبحق البيت الحرام " . ولا شك أن الشافعي يعلم هذا من مذهب أبي حنيفة في التوسل فكيف يتوسل به وهو يكره هذا النوع من التوسل بل ويحرمه فهل من المعقول بعد أن يعلم الشافعي من أبي حنيفة ذلك أن يتوسل به هذا غير معقول البتة بل هو إغضاب لأبي حنيفة لأنه يكرهه ويحرمه لأن الله كرهه ويحرمه ولا شك أن الشافعي وأبا حنيفة رضي الله عنهما لا يحبان إلا ما يحب الله ولا يكرهان إلا ما يكرهه الله سبحانه وتعالى فكيف يتقرب الشافعي إلى الله بالتوسل بأبي حنيفة بما يغضب الله وأبا حنيفة حاشاه من ذلك وهو بريء مما نسب إليه ولكن ماذا نقول للكذابين والمفترين أننا نشكوهم إلى الله تعالى : اللهم عاملهم بما يستحقون. قال في "تبعيد الشيطان": والحكاية المنقولة عن الشافعي أنه كان يقصد الدعاء عند قبر أبي حنيفة من الكذب الظاهر . اه .


العصمة عند الشيعة الإمامية

الحمد لله وكفى, والصلاة والسلام على النبي المصطفى, وعلى آله وصحبه ومن أقتفى أثرهم إلى يوم الدين.. وبعد؛؛؛ أولاً: تعريف العصمة عن الشيعة الإمامية: تعني أن الإمام معصوم من الذنوب كلها صغيرها وكبيرها لا يزل عن الفتيا ولا يخطئ في الجواب ولا يسهو ولا ينسى ولا يلهو بشيء من أمر الدنيا . كما جاء في ميزان الحكمة ج1 ص 174. وهذا هو رأي الشيعة بالنبي أيضاً كما في عقائد الإمامية ص51 حيث قال : ( ونعتقد أن الإمام كالنبي يجب أن يكون معصوماً من جميع الرذائل ما ظهر منها وما بطن كما يجب أن يكون معصوماً من السهو والخطأ والنسيان لأن الأئمة حفظة الشرع والقوامون عليه حالهم في ذلك حال النبي ). **وقفات مع عصمة الأنبياء -عليهم السلام- نقول: لا يشك مؤمن ولا يرتاب عاقل فطن في أن الأنبياء هم أكرم الخلق وأكملهم ودائماً ما نسمع ( أنه لا معصوم إلا الأنبياء ) وهذا كلام سليم مسدد ولكنه ليس على إطلاقه !! لا تستغرب هذا ولا تتعجب من حديثي فمقصدي هو أن الأنبياء قد يقع منهم النسيان وربما حصل منهم الخطأ بل حتى صغائر الذنوب قد تقع ولكنهم يسددون فيتوبون فيكون الكمال في حقهم أكثر بعد التوبة والحكم في ذلك كتاب الله أولاً ثم سنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم بعد ذلك في أدلة واضحة بينة فانظر إلى قوله عز وجل عن آدم { ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي } . وقال الله مخاطباً الرسول صلى الله عليه وآله وسلم { يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضات أزواجك والله غفور رحيم } . وأنظر إلى عتاب الله للرسول صلى الله عليه وآله وسلم أيضاً { عفا الله عنك لم أذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين } . وكذلك يقول الله له :{ إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر}. أخي الكريم.. هل تأملت هذه الآيات وفهمت معناها ؟؟ !! فتبين لك أن العصمة المطلقة من السهو والخطأ والنسيان وصغائر الذنوب لا تكون حتى للأنبياء ولا تعجب من هذا فالحق أحق أن يتبع وإن غلبتك عاطفتك فارجع إلى الآيات وحكم عقلك وإياك والهوى فإنه يعمي ويصم . بل إن هذه العقيدة أولاً ، وهي العصمة من الذنب والخطأ والسهو والنسيان لم تكن عند الشيعة أنفسهم كما جاء في بحار الأنوار ج25 ص350 حيث قيل للإمام الرضا وهو الإمام الثامن من الأئمة المعصومين عند الشيعة ( إن في الكوفة قوماً يزعمون أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يقع عليه السهو في صلاته ، فقال : كذبوا – لعنهم الله – إن الذي لا يسهو هو الله الذي لا إله إلا هو ). فتأمل يا رعاك الله رد الإمام الرضا الذي يدل على أن هذا القول إنما ظهر متأخراً عن عصر الأئمة . وإليك كلام ابن بابويه القمي من كتاب من لا يحضره الفقيه ج1ص234 حيث يقول : " إن الغلاة والمفوضة – لعنهم الله – ينكرون سهو النبي صلى الله عليه وآله وسلم – يقولون : لو جاز أن يسهو في الصلاة لجاز أن يسهو في التبليغ لأن الصلاة فريضة كما أن التبليغ فريضة … وليس سهو النبي صلى الله عليه وآله وسلم كسهونا لأن سهوه من الله عز وجل وإنما أسهاه ليعلم أنه بشر مخلوق فلا يتخذ رباً معبوداً دونه ، وليعلم الناس بسهوه حكم السهو . وكان شيخنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد يقول :أول درجة في الغلو نفي السهو عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم . فأين هذا الكلام مما ورد في بحار الأنوار ج25ص350-351 من قول المجلسي : " إن أصحابنا الإمامية أجمعوا على عصمة الأئمة – صلوات الله عليهم – من الذنوب الصغيرة والكبيرة عمداً وخطأً ونسياناً من وقت ولادتهم إلى أن يلقوا الله عز وجل ". فهذا والله تناقض واضح بل إنهً معارضة صريحة بين ما ورد هنا وهناك ؟! بل حتى عند المجلسي نفسه فاقرأ قوله في بحار الأنوار ج25 ص 351 ، حيث يقول " المسألة في غاية الإشكال لدلالة كثير من الأخبار والآيات على صدور السهو عنهم وإطباق الأصحاب إلا من شذ على عدم الجواز " !!! وتأمل أيها الأخ الكريم في سيرة أمير المؤمنين عليه السلام وانظر فيما قاله في نهج البلاغة ص335 : " لا تخالطوني بالمصانعة ولا تظنوا بي استثقالاً في حق قيل لي ولا التماس إعظام النفس ، فإنه من استثقل الحق أن يقال له ، أو العدل أن يعرض عليه ، كان العمل بهما أثقل عليه ، فلا تكفوا عن مقالة بحق ، أو مشورة بعدل ، فإني لست في نفسي بفوق أن أخطئ ولا آمن ذلك من فعلي ". كما أن الإمام علي عليه السلام بين أنه لا بد من وجود أمير تناط به مصالح البلاد والعباد ولا يشترط فيه كونه معصوماً كما جاء في نهج البلاغة ص 82 :" لا بد للناس من أمير برٍ أو فاجر يعمل في إمرته المؤمن ، ويجمع به الفئ ، ويقاتل به العدو ، وتأمن به السبل ، ويؤخذ به للضعيف من القوي ". ثم انظر إلى الإقرار بالذنب من أمير المؤمنين في نهج البلاغة ص104 :" اللهم إغفرلي ما أنت أعلم به مني ، فإن عدت فعد علي بالمغفرة ، اللهم أغفر لي ما وأيت من نفسي ولم تجد له وفاءً عندي اللهم إغفرلي ما تقربت له إليك بلساني ثم خالفه قلبي ، اللهم اغفر لي رمزات الألحاظ ، وسقطات الألفاظ ، وشهوات الجنان ، وهفوات اللسان".!!! فلو كان علي والأئمة معصومين لكان استغفارهم من ذنوبهم عبثاً . وكل الأئمة قد نقل عنهم الاستغفار من الذنوب والمعاصي ، فهذا أبو عبدالله يقول كما في بحار الأنوار ج25 ص207 :" إنا لنذنب ونسئ ثم نتوب إلى الله متاباً ". وهذا أبو الحسن موسى الكاظم يقول كما في بحار الأنوار أيضاً ج25 ص203 :" رب عصيتك بلساني ولو شئت وعزتك لأخرستني ، وعصيتك ببصري ولو شئت لأكمهتني ، وعصيتك بسمعي ولو شئت وعزتك لأصممتني ". إن كنت قد احترت بهذا الدعاء وكونه منافياً للعصمة فقد سبقك نفر كثير طأطأ بعضهم رأسه وقبل على مضض مع عدم اقتناع ، وسأل آخرون كما جاء في بحار الأنوار ج25 ص 203-205 حيث قال أحدهم :" كنت أفكر في معناه – أي الدعاء – وأقول : كيف يتنزل على ما تعتقده الشيعة من القول بالعصمة وما اتضح لي ما يدفع التردد الذي يوجبه " ثم ذكر أنه سأل رضي الدين علي بن موسى بن طاووس عن هذا الإشكال فقال ابن طاووس :" إن الوزير مؤيد الدين العلقمي سألني عنه فقلت : كان يقول هذا ليعلم الناس " . ويبدو أن ابن العلقمي اقتنع بالجواب ولكن صاحب الإشكال استدرك على جواب ابن طاووس وقال :" إني فكرت بعد ذلك فقلت : هذا كان يقوله في سجدته في الليل وليس عنده من يعلمه ". يقول :" ثم خطر ببالي جواب آخر وهو أنه كان يقول ذلك على سبيل التواضع ". ولكن لم يقنعه هذا الجواب واستقر جواب السائل على أن اشتغالهم بالمباحات من المأكل والمشرب والتفرغ إلى النكاح يعدونه ذنباً ويعتقدونه خطيئة ويستغفرون الله منه ". ثم يذكر أن هذا هو الجواب الذي لاشيء بعده ، ويتمنى حياة ابن العلقمي ليهديه إليه ويكشف حيرته به .أ.ه

ولكن ألا ترى أخي الكريم أن هذا الجواب الأخير يتعارض مع ما نهى عنه الإسلام من الرهبانية ومن تحريم ما أحل الله :{ قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق }. وكيف يجعل الأئمة النكاح الذي هو من شرائع الإسلام ذنباً يستغفرون الله منه والله يقول :{ فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع}.أم كيف يعتبرون الأكل والشرب معاصي والله يقول :{ كلوا من طيبات ما رزقناكم }. وإن أردت الجواب على هذه المعضلة وهو ما يتفق مع واقع الأئمة وشرائع الإسلام هو بطلان دعوى العصمة بالصورة التي تراها الشيعة وأن الأئمة ليسوا بمعصومين من الخطأ والنسيان وهذا كما يتفق مع النصوص الشرعية فإنه ينسجم مع واقع الأئمة وبه تتحقق إمكانية القدوة . ومما يهدم أساس العصمة أيضاً الخلاف البين الواضح بين الأئمة أنفسهم بل أحياناً بأجوبة مختلفة من إمام واحد مما كان سبباً لترك التشيع عند بعض الشيعة ومن أوضح ذلك وأبينه ذلك التباين الواضح بين ما فعله الحسن وما فعله الحسين عليهما السلام لأنه إن كان الذي فعله الحسن حقاً وصواباً من موادعته معاوية وتسليمه له عند عجزه عن القيام بمحاربته مع كثرة أنصار الحسن وقوتهم فما فعله الحسين من محاربته يزيد بن معاوية مع قلة أنصار الحسين وضعفهم وكثرة أصحاب يزيد حتى قتل وقتل أصحابه جميعاً باطل غير واجب لأن الحسين كان أعذر في القعود من محاربة يزيد وطلب الصلح والموادعة من الحسن وفي القعود عن محاربة معاوية وإن كان ما فعله الحسين حقاً صواباً من مجاهدته يزيد حتى قتل ولده وأصحابه فقعود الحسن وتركه مجاهدة معاوية وقتاله ومعه العدد الكثير باطل . أخوتي الأفاضل: هذا باختصار هو مفهوم العصمة عند الشيعة الإمامية

نتمنى أن نرى في قسم الحوار الإسلامي في منتدى الدعاة إلى العلم النافع من يشمر عن ذراعيه, ويجالسنا على طاولة البحث العلمي بالأدلة وبآداب الحوار العلمي, بعيداً عن العواطف والانتصار للنفس والمكابرة, لعل الله أن يبصرنا في ديننا, ويهدينا جميعاً إلى طريق الحق والرشاد، انه ولي ذلك والقادر عليه. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله, وصحبه أجمعين.


 الرد على شبهة شرب معاوية للخمر

 بسم الله الرحمن الرحيم

الله نور السموات و الأرض دخلت أنا وأبي على معاوية (زعموا أن معاوية يشرب الخمر) حدثنا زيد بن الحباب حدثني حسين بن واقد حدثنا عبد الله بن بريدة قال دخلت أنا وأبي على معاوية فأجلسنا على الفرش ثم أتينا بالطعام فأكلنا ثم أتينا بالشراب فشرب معاوية ثم ناول أبي ثم قال: ما شربته منذ حرمه رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم قال معاوية: كنت أجمل شباب قريش وأجوده ثغرا وما شيء كنت أجد له لذة كما كنت أجده وأنا شاب غير اللبن أو إنسان حسن الحديث يحدثني. رواه أحمد في (المسند5/347) ومن طريقه ابن عساكر (تاريخ دمشق27/127). وهي رواية منكرة متنا كما حكم عليها بذلك الإمام أحمد نفسه « وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه قال وكيع يقولون سليمان أصحهما حديثا قال عبد الله قال أبي عبد الله بن بريدة الذي روى عنه حسين بن واقد ما أنكرها وأبو المنيب أيضا يقول كأنها من قبل هؤلاء» (تهذيب الكمال14/331). وهذه الزيادة المشكلة في المتن والتي نجدها في مسند أحمد لا نجدها في مصنف ابن أبي شيبة وهي مروية عنده بنفس الطريق. ولهذا نجد الهيثمي استغرابه من هذه النكارة في المتن (مجمع الزوائد 5/42). وأما من حيث إسنادها فإنه بالرغم من تحسين البعض لها كالشيخ مقبل الوادعي (الصحيح المسند ص185). ولكن في كلا السند المتن خطأ. فإن في السند زيد بن الحباب وهو كما قال الشيخ الألباني « ضعيف. لم يوثقه غير ابن حبان» (معجم أسامي الرواة2/75 نقلا عن ضعيف الأدب المفرد77). الحديث يرويه الحسين بن واقد ورواه عنه اثنان ابنه علي وزيد بن الحباب فرواه ابو زرعة الدمشقي في تاريخه 2/677 ومن طريقه ابن عساكر 27/127 من طريق علي بن الحسين عن أبيه حدثني عبد الله بن بريدة قال: دخلت مع أبي على معاوية.. انتهى الحديث فيه خطأ ظاهر ويمكن عزو الخطأ فيه إلى زيد بن الحباب فإنه صدوق كثير الخطأ. أما من حيث السند فسند رجاله ثقات في الظاهر إلا أنه بهذا السياق معلول بل هو منكر إذ ليس بالإمكان أن يتفرد راو بحديث مرفوع من طبقة زيد بن الحباب ولو كان أوثق الناس فضلا عمن بعد ذلك. ولا سيما أن ابن الحسين بن واقد لم يرو الحديث المرفوع ولا رواه عن زيد بن أبي شيبة وأغلب الظن أن زيدا قد وهم فيه. وقد ذكرت له أوهام وكذلك شيخه. وزيد بن الحباب من طبقة تابعي التابعين. ولا يقبل تفرده عن معاوية لأنه مرفوع. ومن يقبل تفرده يشترط أن يكون تابعي التابعي من كبار الحفاظ إذا تفردوا مثل مالك وشعبة الثوري من واسعي الرواية وجبال الحفاظ. أما بعد هذه الطبقة فلا يقبل تفرده أبدا بأي حديث مرفوع. وقد اختل في زيد شرطان: الأول: هو من الطبقة التي تلي تابعي التابعين. الثاني: أنه ليس من جبال الحفاظ فضلا عن أنه من طبقة بعد أتباع التابعين. ناهيك عن أنه ثبت أنه مع ثقته كثير الأخطاء. ومن الواضح أن سياق القصة هكذا ناقص. وهو محذوف الله أعلم به. أما الرواية عند ابن أبي شيبة في المصنف فلا إشكال ولا خطأ فيها. « حدثنا زيد بن الحباب عن الحسين بن واقد قال: حدثنا عبد الله بن بريدة قال دخلت أنا وأبي على معاوية فأجلس أبي على السرير وأتى بالطعام فأطعمنا وأتى بشراب فشرب فقال معاوية ما شيء كنت استلذه وأنا شاب فآخذه اللبن إلا اللبن فإني آخذه كما كنت آخذه قبل اليوم والحديث الحسن» (11/94-9). دراية الأثر: قوله (ما شربته منذ..) هذا من كلام معاوية وليس من كلام عبد الله بن بريدة وهكذا جعله جميع الحفاظ في مسند معاوية مثل ابن كثير في جامع المسانيد والإمام أحمد في المسند في مسند معاوية. وقوله (ما شربته) يعني المسكر. قلت: وهذا استطراد من معاوية لا علاقة له بما قبله وما بعده. مما يدل على سقوط كلام متعلق بالشراب المحرم. ويستفاد من الخبر بيان إكرام معاوية لإخوانه الصحابة ووفادتهم عليه رضي الله عنهم أجمعين كما قصدت دفع الإيهام الذي قد يثيره بعض أهل الهوى ممن تنقلب الفضائل في مخيلتهم إلى مثالب وأطلت قليلا في هذا لأني وجدت بعض محدثي الرافضة النوكى يحرف معنى الخبر ويحمله ما لا يحتمل مما هو ومشايخه أولى به. قال المعلق على المسند (38/26 طبعة الرسالة) « ولعله قال ذلك لما رأى من الكراهة والإنكار في وجه بريدة. لظنه أنه شراب محرم. والله أعلم. قلت: هذا تجويز من قائله ولم يرد في شيء من مصادر الخبر نقل كراهية بريدة أو إنكاره فضلا عن رده وامتناعه عما ناوله معاوية. ولو كان بريدة رضي الله عنه يظن ذلك لما جلس هذا المجلس ولنقل ابنه استفهامه على أقل تقدير. وقد قال رسول الله ﷺ «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يجلس على مائدة يدار عليها الخمر».

ثم إن مما يتبادر للذهن أن الشراب هو اللبن بدليل أن معاوية في سنه هذه لا يفضل عليه غيره كما في آخر الخبر. والله أعلم ولا يعقل أن لا تتضمن الرواية عدم كراهية بريدة أو إنكاره ذلك لو خمرا كما يزعمون. وإن آخر ما يمكن أن يفهم هو أن معاوية شرب الخمر. كيف وهو ينص في الخبر ذاته على أنه لم يشربها قط منذ أن حرمها رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومعاوية هو راو حديث جلد الشارب ثلاثا ثم قتله في الرابعة. ومن شدته في مسألة المسكر أنه أمر بقتل السكران إذا قتل مع أن بعضهم لا يوقعه. والإشكال هو أن معاوية لما ناول بريدة الشراب، قال: ما شربته منذ حرمه النبي. فظن بعضهم أن الضمير هنا يعود على الشراب الذي ناوله لبريدة وهذا غلط شديد جدا لأن الضمير هنا لا يعود على ذلك الشراب بل هو ضمير في مكان شيء ظاهر يقول فيه النحويون: أضمر في مقام الإظهار أي أنه جاء بالضمير عوض أن يأتي بالاسم الظاهر، والعرب تستعمل هذا كثيرا، إذا أرادت أن تتكلم عن شيء تستشنعه وتستقذره وتستحيي من التلفظ به، تأتي بالضمير ولا تأتي بالظاهر وهذا من جمال لغة العرب. وضع معاوية الشراب في يد بريدة ثم قال: ما شربته، أي الخمر منذ حرمه النبي وكان حقه أن يقول: ما شربت الخمر منذ حرمه النبي ولكنه جاء بالضمير عوض الظاهر استشناعا للنطق باسم الخمر. وهذا دليل على فضله ومبالغته في التحرز من الخمر فالذي يستشنع مجرد النطق باسم الخمر، كيف يشربه؟ وقد ابلغ في الغلط من تصور أن الضمير في قوله (ما شربته) يرجع إلى الشراب الذي بين أيديهم. ويقال هنا: كيف ذكر الخمر؟ وما وجه الحديث عنه؟ فالجواب: أن هذا من باب الاستطراد وهذا جار على عادة العرب فالاستطراد: هو ذكر الشيء في غير محله لمناسبة داعية إلى ذلك. مثاله : أن النبي سئل عن طهارة ماء البحر فأجاب عن ذلك، واستطرد لذكر حكم الميتة التي لم يسأل عنها. وهذا من الاستطراد المحمود. ولذلك يقولون: الشيء بالشيء يذكر. فمعاوية لما رأى شرابا على مائدته، ذكره ذلك بالشراب الذي كانوا عليه في الجاهلية لا يفارق موائدهم ألا وهو الخمر وكيف أنهم استبدلوه باللبن فالمناسبة قوية للغاية وهذا هو الدليل من (مصنف ابن أبي شيبة6/188): 30560حدثنا زيد بن الحباب عن حسين بن واقد قال حدثنا عبد الله بن بريدة قال قال دخلت أنا وأبي على معاوية فأجلس أبي على السرير وأتى بالطعام فأطعمنا وأتى بشراب فشرب فقال معاوية ما شيء وأنا شاب فآخذه اليوم إلا اللبن فأني آخذه كما كنت آخذه قبل اليوم والحديث الحسن هذه الرواية لا تترك شكا لأحد. فإن معاوية يقول إنه لا يشرب في يومه ذاك إلا اللبن. فالشراب كان لبنا لا غير. فلو نظر الناظر في الروايتين، تبين له صدق ما قلت


هل علي رضي الله عنه اخبر اقرب الناس إليه بترتيب الأئمة الاثنى عشر

 يتشدق الشيعه الاماميه الاثنى عشريه بالنص الالهى المزعوم على امامة على رضى الله عنه والائمه الاثنى عشر بعد النبى صلوات الله وسلامه عليه فلنرى هل على رضى الله عنه علم بهذا النص الالهى المزعوم وهل اخبر بذالك اقرب الناس اليه فضلا عن باقى المسلمين لنقرأ هذى الروايه الموجوده فى كتب القوم ولنعرف رورى الكلينى فى كافيه الجزء 1 صفحه 248 و الطبرسى فى الاحتجاج الجزء 2 صفحه 46 والمجلسى فى بحاره الجزء 42 صفحه 78 وابن شهر اشوب فى كتابه مناقب ال ابى طالب الجزء 2 صفحه 288 وابن بابويه القمى فى كتابه الامامه والتبصره صفحه 61 والصفار فى بصائر الدرجات صفحه 522 وهاشم البحرانى فى مدينة المعاجر الجزء 4 صفحه 279 حتى 283 وايضا فى مدارك الاحكام الجزء 8 صفحه 198 وغيرها من المصادر باسانيد مختلفه وهذا السند الذى رواه الكلينى فى الكافى محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن ابن محبوب عن على بن رئاب عن ابى عبيده وزراره جميعا عن ابى جعفر عليه السلام قال لما قتل الحسين عليه السلام ارسل محمد بن الحنفيه ( ابن الامام على رضى الله عنه ) الى على بن الحسين عليه السلام فخلى به فقال له يا ابن اخى قد علمت ان رسول صلى الله عليه واله وسلم دفع الوصيه والامامه من بعده الى امير المؤمنين عليه السلام ثم الى الحسن عليه السلام ثم الحسين عليه السلام وقد قتل ابوك رضى الله عنه وصلى على روحه ولم يوص وانا عمك وصنو ابيك وولادتى من على عليه السلام فى سنى وقدمى احق بها منك فى حداثتك فلا تنازعنى فى الوصيه والامامه ولا تحاجنى فقال على بن الحسين عليه السلام ياعم اتق الله ولاتدع ما ليس لك بحق انى اعظك ان تكون من الجاهلين ان ابى ياعم صلوات الله عليه اوصى الى قبل ان يتوجه الى العراق وعهد الى فى ذالك قبل ان يستشهد بساعه وهذا سلاح رسول الله صلى الله عليه واله عندى فلا تتعرض لهذا فانى اخاف عليك نقص العمر وتشتت الحال ان الله عز وجل جعل الوصيه والامامه فى عقب الحسين عليه السلام فاذا اردت ان تعلم ذالك فانطلق بنا الى الحجر الاسود حتى نتحاكم اليه ونساله عن ذالك قال ابو جعفر عليه السلام وكان الكلام بينهما بمكه فانطلقا حتى اتيا الحجر الاسود فقال على بن الحسين عليه السلام لمحمد بن الحنفيه ابدا انت فابتهل الى الله عز وجل وسله ان ينطق لك الحجر ثم سل فابتهل محمد فى الدعاء وسال الله ثم دعا الحجر فلم يجبه فقال على بن الحسين ياعم لو كنت وصيا واماما لاجابك قال له محمد فادع الله انت ياابن اخى وسله فدعا الله عز وجل على بن الحسين عليه السلام بما اراد ثم قال اسالك بالذى جعل فيك ميثاق الانبياء وميثاق الاوصياء وميثاق الناس اجمعين لما اخبرتنا من الوصى والامام بعد الحسين بن على عليه السلام قال فتحرك الحجر حتى كاد يزول عن موضعه ثم انطقه الله عز وجل بلسان عربى مبين فقال اللهم ان الوصيه والامامه بعد الحسين بن على عليه السلام الى على بن الحسين بن على بن ابى طالب وابن فاطمه بنت رسول الله صلى الله عليه واله قال فانصرف محمد بن على وهو يتولى علىبن الحسين عليه السلام الكافى الجزء 1 كتاب الحجه باب ما يفصل به بين دعوى المحق والمبطل فى امر الامامه بعد هذى الروايه يا ترى ما هو رد الشيعه الاماميه الاثنى عشريه على هذى الروايه تعودنا ان يكون الرد اما ان يكون ان الروايه غير صحيحه او انها خبر احاد واليكم تصحيح الخوئى لهذى الروايه وهذا نص كلام الخوئى بعد ان اورد هذى الروايه اقول الروايه صحيحه السند وداله على ايمانه وقوله بامامة على بن الحين عليه السلام معجم رجال الحديث الجزء 17 صفحه 54 ترجمة محمد بن الحنفيه برقم 10689 اما القول ان الخبر خبر احاد وان الاماميه لا يعملون بخبر الاحاد فلو تاملت فى سند هذى الروايه تجد ان الروايه مرويه عن شخصين هما ابى عبيده وزراره جميعا الى جانب ان الروايه مرويه باسانيد مختلفه ارجع للمصادر اقول بعد ان قرانا هذى الروايه الصحيحة السند ويرويها ثقاتهم هل على رضى الله عنه لم يخبر بترتيب الائمه الاثنى عشر لاقرب الناس اليه وهو ابنه محمد ابن الحنفيه ام ان محمد ابن الحنفيه ادعى الامامه لنفسه كما ادعاها ابى بكر وعمر وعثمان كما يزعم الاثنى عشريه وما حكم من ادعى الامامه لنفسه هل تكفرون ابن الامام على كما كفرتم ابى بكر وعمر وعثمان رضى الله عنهم ملاحظه انتبه اخى القارىء لنص الروايه وانتبه لشهادة محمد ابن الحنفيه رضى الله عنه ان الحسين لم يوص لاحد بعده علما ان هناك روايات كثيره فى الكافى الاصول الجزء 1 صفحه 253 باب اثبات الامامه من المحق والمبطل ان هناك غير محمد ابن الحنفيه ادعى الامامه لنفسه مثل موسى ابن جعفر وبين اخيه الاكبر عبدالله وهذا سبب فى افتراق الشيعه لفرق كثيره مثل الاحفطيه والزيديه والاسماعيليه وغيرها كثير


 أكذوبة أن أهل السنة يبغضون أهل البيت

 الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وبعد

المعممين من مشايخ الرافضة كثيرا ما يتهمون أهل السنة بكره أهل البيت وينشرون ذلك بين عامتهم وعامتهم كالأنعام أمام كلام هؤلاء المعممين وإذا جئنا إلى الحقائق رأينا أن أهل السنة هم نقلة فضائل أهل البيت وان ألرافضه لا يستطيعون نقل فضيلة واحده لأحدهم من طرقهم مسنده بسند صحيح وأهل السنة يرون في كتبهم فضائل أهل البيت ومنهم الإمام علي رضي الله عنه

فقد جاء في الصحيحين أن النبي قال لأعطين الراية غدا رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله

هذا الحديث يرويه أهل السنة الذين يدعي الرافضة أنهم نواصب ويرويه البخاري ومسلم في صحيحيهما الذي يدعي الروافض أنهم أعداء آهل البيت فبالله عليكم أي فضيلة أعظم من هذه الفضيلة يبان أن الله ورسوله أحبا عليا أي فضل أعظم من ذلك لو كان أهل السنة يبغضونه لما رووا هذه الفضيلة له تعرفون لماذا لان هذه الصفة ملازمه بان إيمان العبد الصحيح انه لابد أن يحب من أحبه الله ورسوله ويبغض من ابغضه الله ورسوله فإيمان أهل السنة بنشر هذه الفضيلة للإمام علي دليل على إيمانهم بالله ومحبتهم لمن يحبه الله وكذا روي في الصحيحين قول النبي لعلي أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا انه لا نبي بعدي

ونقل مسلم في صحيحة قول النبي لعلي والذي فلق الحبة وبرأ النسمة انه لعهد النبي الأمي

إلي أن لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق بالله عليكم يذكره مسلم في صحيحة ويثبت صحته ويعلم يقينا أن الرسول قاله ويعلم أن المترتب على بغض على النفاق ثم يبغضه

وإذا كان يبغضه لم يذكر الحديث عنده ولكنها دعاوى الكذابين المنافقين أبناء ابن سبأ اليهودي أحفاد المجوس الذين يريدون الدين وهدمه والآن أنا أطالب الرافضة بأكملهم على أن يأتوا بحديث واحد صحيح فيه فضيلة لعلي رضي الله عنه مسنده إلى النبي كما نقلت عن أهل السنة ولكن بشروط الرافضة التي وضعوها على أنفسهم بالحديث الصحيح

وهذه طالبتهم بها في مقال سابق وهو أي الحديث الصحيح ما اتصل سنده بنقل العدل الضابط الإمامي عن مثله إلى منتهاه من غير شذوذ ولا عله الآن أنا نقلت عن أهل السنة بعض فضائل علي فلينقل لي الرافضة فضيلة واحده بسند صحيح ليعلم العالم من الذي أحب أهل البيت وذكر فضلهم ومن الذي نصب لهم العداء ولم يستطع أن يأتي بفضيلة واحده لأكبر الأئمة الاثنى عشر عندهم وبهذا يتبين للناس أن الرافضة جمعوا الرفض والنصب الرفض للحق والنصب للمؤمنين


وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماما

 السؤال المعتاد من قبل الشيعة: متى كان إبراهيم إماما قبل النبوة أم بعدها؟  بنيتم عقيدة الإمامية على روايات اعترفتم بضعفها كما نص عليه المجلسي والبهبودي. وهكذا انهدم بنيان الإمامية. فإن تفسيرها من قبل الصادق مكذوب عليه.  لو سلمنا لكم جدلا أن إبراهيم أوتي الإمامة بعد النبوة فأخبرونا الآن عن تفضليكم عليا على إبراهيم وقد أوتي إبراهيم النبوة والإمامة: وبينما نجد مع إبراهيم نبوة وإمامة وخلة ورسالة وعزما ولا نجد مع علي إلا واحدة من هذه الخمسة. لماذا بقي علي أفضل من إبراهيم؟ والعقل يقتضي أن من كان نبيا وإماما فهو خير ممن أوتي إمامة من غير نبوة.  لم يحتج الرافضة بهذه الآية إلا ليجعلوها شاهدا على استحقاق علي إمامة الحكم على من سواه. بينما لم يجعل الله إبراهيم إماما بهذا المعنى. فإنه ما عرف عن إبراهيم أنه أمسك مقاليد الحكم.  قول الله (جاعلك) تفيد المستقبل. وهذا المستقبل متعلق بمن يأتون من البشر الذين سوف يقتدون بإبراهيم. وليس معنى الآية سوف أعطيك منزلة الإمامة التي لم تحصل عليها بعد.  قال إني جاعلك للناس إماما. قال ومن ذريتي. قال لا ينال عهدي الظالمين.  النبوة خاصة والإمامة عامة يكتسبها أهل البيت وغيرهم من الناس. قال تعالى [وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً [ (الفرقان:74) فهذا دعاء يدعو به كل مؤمن من عباد الرحمن. ولهذا ادعى الزنادقة أنها لم تنزل هكذا. فرووا عن أبي عبد الله أنه قال:« إنما نزلت هكذا: [والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعل لنا من المتقين إماما[ (تفسير القمي1/36). وقال تعالى عن بني إسرائيل ) وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا(. فكيف يكون هذا العام أرفع وأشرف من الخاص؟  إن كانت الآية دليلا على إمامة المسلمين السياسية فإن إبراهيم لم يكن إماما.  وإن كانت دليلا على إمامة العلم بطل استدلالكم بالآية فإن الخلاف بيننا وبينكم ليس على إمامة العلم.  وإن كانت دليلا على العصمة فيبطله قول إبراهيم [والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين]. فإذا كانت الآية تدل على العصمة فهل كان يعلم إبراهيم ذلك؟ فإمامة الهدى ليست خاصة بمعصومين فقد جعلها الله لبني اسرائيل [وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون[ وجعلها عامة لكل مستضعف فقال [وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ[ (القصص:5) وأنتم تستخرجون من هذه الآية مرتبة لا تليق إلا بطينة خاصة من البشر وهي طينة المعصومين. وإن كانت دليلا على القدوة فقد قال تعالى [قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ[ (الممتحنة:4).  وهل تقبلون أن يكون علي قدوة لكم وقد بايع من لا يستحق البيعة عندكم. فإن زعمتم أنه كان مجبرا أبطله تفسيركم لقوله تعالى [وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ[ (النور:55). الله لا يخلف وعده. فكيف نال عهده أبا بكر وعمر وعثمان وهم عندكم ظالمون؟ ثم يبايعهم علي مهنئا لهم على غصبهما للامامة التي أمر الله أن يبلغ رسوله بشأنها. الإمامة هي أن يكون الإمام قدوة. وأين هذه القدوة الحسنة في بيعة علي المعصوم لأبي بكر وعمر وعثمان وبيعة الحسن والحسين المعصومين لمعاوية الكافر عندكم. قارن ذلك بإبراهيم وقومه من الكفار [قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ[ (الممتحنة:4).  أمر الله جميع عباد الرحمن أن يتطلعوا لمرتبة الإمامة: مرتبة الهدى والعلم والقدوة فقال [والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما]. ولهذا الآية الرافضة أنها محرفة وأنها لم تنزل هكذا، وإنما (واجعل لنا من المتقين إماما).  الآية لا علاقة لها بالامامة المختلف عليها عادة بين السنة والشيعة. وإنما هي أمامة العلم والهدى والقدوة كما قال تعالى [أولئك الذين هداهم الله فبهداهم اقتده].  هل خان الحسن عهد الله ومكن منه الظالمين حين سلم الخلافة الى معاوية وبايعه؟  النبي إمام هدى يدعو الى حكم وإمام قائد ينفذ حكم الله ويسود قومه. فإما أن يكون إمام هدى من غير قيادة. وإما أن يمكنه الله من كلا الامامتين: هذا سليمان آتاه الله الإمامتين.  علي خالف المشيئة الإلهية التي قضت بأن لا ينال عهده الظالمين فمكن للظالمين وبايعهم.  الحسن مكن للظالمين أن ينالهم العهد مناقضا بذلك القرآن. فأمكن معاوية مع أن الله وعد أن لا ينالها ظالم.  ومن الأنبياء من أوتي ملكا لم يؤتاه أحد من بعده كنبي الله سليمان. فهو أوتي ملكا عظيما. قارن هذا بهذا الملك العظيم المهدي المختبىء في السرداب أو السائح في البلاد.

اللهم اغفر لكاتبها وناقلها واغفر لوالديهما واهليهما وذريتهما واحشرهم مع سيد المرسلين محمد صلوات ربي وسلامه عليه . وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين


 شبهة من أتى محارمه إن كانوا ملك يمينه

جاء في كتاب المحلى لابن حزم كتاب الحدود مسألة الزنى: أَنَّ مَالِكًا فَرَّقَ بَيْنَ الْوَطْءِ فِي ذَلِكَ بِعَقْدِ النِّكَاحِ ، وَبَيْنَ الْوَطْءِ فِي بَعْضِ ذَلِكَ بِمِلْكِ الْيَمِينِ ، فَقَالَ : فِيمَنْ مَلَكَ بِنْتَ أَخِيهِ ، أَوْ بِنْتَ أُخْتِهِ ، وَعَمَّتِهِ ، وَخَالَتِهِ ، وَامْرَأَةَ أَبِيهِ ، وَامْرَأَةَ ابْنِهِ بِالْوِلَادَةِ ، وَأُمَّهُ نَفْسِهِ مِنْ الرَّضَاعَةِ ، وَابْنَتَهُ مِنْ الرَّضَاعَةِ ، وَأُخْتَهُ مِنْ الرَّضَاعَةِ وَهُوَ عَارِفٌ بِتَحْرِيمِهِنَّ ، وَعَارِفٌ بِقَرَابَتِهِنَّ مِنْهُ ثُمَّ وَطِئَهُنَّ كُلَّهُنَّ عَالِمًا بِمَا عَلَيْهِ فِي ذَلِكَ ، فَإِنَّ الْوَلَدَ لَاحِقٌ بِهِ ، وَلَا حَدَّ عَلَيْهِ ، لَكِنْ يُعَاقَبُ . وَرَأَى : أَنْ مِلْكَ أُمِّهِ الَّتِي وَلَدَتْهُ ، وَابْنَتِهِ ، وَأُخْتِهِ ، بِأَنَّهُنَّ حَرَائِرُ سَاعَةَ يَمْلِكُهُنَّ ، فَإِنْ وَطِئَهُنَّ حُدَّ حَدَّ الزِّنَى . وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ : لَا حَدَّ عَلَيْهِ فِي ذَلِكَ كُلِّهِ وَلَا حَدَّ عَلَى مَنْ تَزَوَّجَ أُمَّهُ الَّتِي وَلَدَتْهُ ، وَابْنَتَهُ ، وَأُخْتَه ، وَجَدَّتَهُ ، وَعَمَّتَهُ ، وَخَالَتَهُ ، وَبِنْتَ أَخِيهِ ، وَبِنْتَ أُخْتِهِ - عَالِمًا بِقَرَابَتِهِنَّ مِنْهُ ، عَالِمًا بِتَحْرِيمِهِنَّ عَلَيْهِ ، وَوَطِئَهُنَّ كُلَّهُنَّ : فَالْوَلَدُ لَاحِقٌ بِهِ ، وَالْمَهْرُ وَاجِبٌ لَهُنَّ عَلَيْهِ ، وَلَيْسَ عَلَيْهِ إلَّا التَّعْزِيرُ دُونَ الْأَرْبَعِينَ فَقَطْ - وَهُوَ قَوْلُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ ، قَالَا : فَإِنْ وَطِئَهُنَّ بِغَيْرِ عَقْدِ نِكَاحٍ فَهُوَ زِنًى ، عَلَيْهِ مَا عَلَى الزَّانِي مِنْ الْحَدِّ

الرد

المحلى طبعة مصححة ومقابلة على عدة مخطوطات ونسخ معتمدة كما قوبلت على النسخة التي حققها الاستاذ الشيخ احمد محمد شاكر تحقيق لجنة احياء التراث العربي في دار الافاق الجديدة منشورات دار الافاق الجديدة بيروت قال ابن حزم في 11/252 : مسالة2215 :ومن وطئ امرأة أبيه أو حريمته، بعقد زواج أو بغير عقد...الخ اقول وبالله التوفيق والسداد: نلاحظ ان ابن حزم قد ذكر روايات ثلاث باسانيدها وساذكر رايه بكل رواية بعد ان اذكرها ان شاء الله تعالى: الرواية الاولى: } بعثني الى رجل تزوج امراءة ابيه فامرني ان اضرب عنقه { قال أبو محمد رحمه الله : وهذا الخبر من طريق الرقين صحيح نقي الإسناد . هذا حكم ابن حزم على الرواية الاولى الا انهم قال اما من طرق هشيم فليست بشيء لان اشعث بن سوار ضعيف. فهذا حكم الرواية عند ابن حزم. الرواية الثانية: } ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث اباه ) أي جد معاوية بن قرة راوي الحديث ( الى رجل اعرس بامراءة ابيه فضرب عنقه وخمس ماله { بين ابن حزم صحته ومن اراد الاستزادة فاليراجعه في موضعه وقد اشرت اليه بداية الرد. الرواية الثالثة: عن البراء قال  }مر بنا ناس ينطلقون قلنا : اين تريدون ؟ قالوا : بعثنا رسول الله صلى الله عليه واله وسلم الى رجل اتى امراءة ابيه ان نضرب عنقه { قال أبو محمد رحمه الله : هذه آثار صحاح تجب بها الحجة ولا يضرها أن يكون عدي بن ثابت حدث به مرة عن البراء ومرة عن يزيد بن البراء عن أبيه فقد يسمعه من البراء ويسمعه من يزيد بن البراء فيحدث به مرة عن هذا ومرة عن هذا.. الان لاحظنا ان ابن حزم قد صحح تلك الروايات ثم ذكر بعد ذلك الكلام الذي ذكره السائل عن مالك وغيره . ونظرا لطول الكلام فلن اذكره كاملا وانما ساشرح ماذكره ابن حزم ومن اراد الاستزادة فاليراجع المسالة كاملة. فاقول: ذكر ابن حزم ان العلماء في هذه المسالة اختلفوا على اقوال على النحو الاتي: القول الاول: انه من تزوج امه او ابنته او حريمته او زنى بواحدة منهن فكل ذلك سواء، وهو كله زنى، والزواج (كلا) زواج إذا كان عالما بالتحريم، وعليه حد الزنى كاملا، ولا يلحق الولد في العقد. ملاحظة: اقول ما بين المعكوفين لعله خطا والمراد ان الزواج في هذه الصور كعدمه والله اعلم . وهو قول كل من: الحسن و مالك و الشافعي و ابي ثور و ابي يوسف و محمد بن الحسن . الا ان مالكا هنا فصل وبتفصيله هذا الذي ذكر عد قولا ثانيا وفرق بين امرين وهما : القول الثاني: فرق بين الوطء في ذلك ( أي في القول السابق ) بعقد النكاح وبين الوطء في بعض( لاحظ انه قال بعض ) ذلك بملك اليمين، فقال : فيمن ملك بنت أخيه، أو بنت أخته، وعمته، وخالته، وامرأة أبيه، وامرأة ابنه بالولادة، وأمه نفسه من الرضاعة، وابنته من الرضاعة، وأخته من الرضاعة وهو عارف بتحريمهن، وعارف بقرابتهن منه ثم وطئهن كلهن عالما بما عليه في ذلك، فإن الولد لاحق به، ولا حد عليه، لكن يعاقب . ورأى : أن ملك أمه التي ولدته، وابنته، وأخته، بأنهن حرائر ساعة يملكهن، فإن وطئهن حد حد الزنى القول الثالث: قال ابوحنيفة: لا حد عليه في ذلك كله، ولا حد على من تزوج أمه التي ولدته، وابنته، وأخته، وجدته، وعمته، وخالته، وبنت أخيه، وبنت أخته عالما بقرابتهن منه، عالما بتحريمهن عليه، ووطئهن كلهن : فالولد لاحق به، والمهر واجب لهن عليه، وليس عليه إلا التعزير دون الأربعين فقط وهو قول سفيان الثوري قالا : فإن وطئهن بغير عقد نكاح فهو زنى، عليه ما على الزاني من الحد . ملاحظة مهمة عن الحنفية لابد من بيانها: يفرقون رحمهم الله بين العقد الباطل والعقد الفاسد والجمهور يخالفونهم في ذلك فقالوا ان الباطل هو الفاسد من العقود الا اللهم في الحج . وهذا يجرنا لمسالة ترتب الاثار الشرعية على الباطل والفاسد من العقود( الا الحج فقد اتفقوا عليه) فالجمهور قالوا بعدم ترتب أي من الاثار والحنفية قالوا بترتب اثار عليه والصحيح عند البحث ان الجميع قالوا بترتب بعض الاثار حتى الجمهور بالرغم من قولهم بالعدم والله تعالى اعلم. ملاحظة اخرى عند الحنفية وهي: قاعدة مشهورة تقول اما المهر واما الحد فلا يجتمعان أي ان الرجل ان اعطى مهرا او وجب عليه في ذمته فلا حد عليه ولهذا نجد ان ابا حنيفة قال هنا بعدم الحد على تلك الصور في العقد وفي غيرها انه وطء لشبهة فلا حد عليه لقول الرسول صلى الله عليه واله وسلم }  ادرؤوا الحدود بالشبهات {. والوطء بشبهة شبهة فلا حد. وعن سعيد بن المسيب انه قال في من زنى بذات محرم : انه يرجم على كل حال وايضا عن النخعي والحسن ان حده حد الزنى. القول الرابع: عن احمد واسحاق وهو: كل من وطئ حريمته عالما بالتحرم عالما بقرابتها منه، فسواء وطئها باسم نكاح، أو بملك يمين، أو بغير ذلك، فإنه يقتل ولا بد محصنا كان أو غير محصن . أه. بعد ذلك اخذ ابن حزم كعادته يبين الراجح من المرجوح في نظره وساذكر رايه بشي من التفصيل : اقول يرى ابن حزم التفصيل حيث يرى ان الام و زوجة الاب حكم من وطئها هو القتل وتخميس ماله والباقي من المال ينظر في المقتول بعد قتله فان كان مسلما فلورثه والا فلا حيث قال : إن من وقع على امرأة أبيه بعقد أو بغير عقد أو عقد عليها باسم نكاح وإن لم يدخل بها فإنه يقتل ولا بد محصنا كان أو غير محصن ويخمس ماله، وسواء أمه كانت أو غير أمه، دخل بها أبوه أو لم يدخل بها . اما غير الام وزوجة الام من المحارم فيرى : وأما من وقع على غير امرأة أبيه من سائر ذوات محارمه - كأمه التي ولدته من زنى أو بعقد باسم نكاح فاسد مع أبيه - فهي أمه وليست امرأة أبيه، أو أخته، أو ابنته، أو عمته، أو خالته أو واحدة من ذوات محارمه بصهر، أو رضاع فسواء كان ذلك بعقد أو بغير عقد : هو زان، وعليه الحد فقط، وإن أحصن عليه الجلد والرجم كسائر الأجنبيات لأنه زنى، وأما الجاهل في كل ذلك فلا شيء عليه. أ،ه. بعد كل ذلك اقول لك اخي الحبيب لاحظ الاتي:

ان كل الاقول اجتمعت على عدم الجواز واختلفوا في الحد ام التعزير في جميع من ذكر وهذا ظاهر في عباراتهم رحمهم الله. تذكر اخي الحبيب رمتني بدائها وانسلت !! اما الرافضة فقد اجاز الخميني وغيره الجمع بين المراءة وعمتها وخالتها!! واليك المصادر: 1  المقنعة للمفيد حيث عقد بابا اسمه : باب نكاح المراءة وعمتها وخالتها وما يجوز من ذلك وما لايجوز .صفحة 504 . 2  المسائل الصاغانية تحقيق السيد محمد القاضي صفحة 14 ، وايضا صفحة 78 وكيف انه قاتل على اثباتها عليه من الله ما يستحق . 3  الخلاف طبعة جديدة للطوسي ج4 ص 296 مسالة 64 . 4  المبسوط للطوسي ج4ص196 ، 205 5  الجامع للشرائع ليحي بن سعيد الحلي تحقيق لجنة التحقيق باشراف الشيخ السبحاني صفحة 429 . 6  تهذيب الاحكام للطوسي ج7ص332 . 7  بحار الانوار ج101ص25 باب الجمع بين الاختين وبين المرأة وعمتها وخالتها... هذه سبع مصادر في المسالة عندهم ولو اطلع عليها احد لعلم مدى التناقض الخطير الكبير عندهم فالله المستعان . هذا ماعندي والله تعالى اعلم واحكم وصلى الله وسلم على محمد وعلى اله وصحبه ومن تعبد


 هل جميع الصحابة عدول ؟

 (1) هناك فرق بين من يناقش هذه القضية وهو مسيء للظن بأولئك الصحب الكرام؛ بسبب رواسب عقدية معروفة، وبين من ينظر إليهم نظرة محبة وإجلال؛ بسبب مواقفهم المشرَّفة في نصرة هذا الدين، والدفاع عنه، وصبرهم على الأذى فيه، وبذلهم المهج والأرواح والأموال في سبيله، أو لست ترى عجب عروة بن مسعود الثقفي –حين كان مشركاً – من الصحابة في الحديبية، وذلك حين رجع إلى قومه، فقال: "أي قوم! والله! لقد وفدت على الملوك، ووفدت على قيصر وكسرى والنجاشي، والله! إن رأيت ملكاً قط يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمدٍ محمداً – صلى الله عليه وسلم -! والله إن تنخّم نخامة إلا وقعت في كفّ رجل منهم فَدَلك بها وجهه وجلده ، وإذا أمرهم ابتدروا أمره ، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه، وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده وما يحدّون إليه النظر تعظيماً له ... إلخ ما قال " البخاري (2731-2732). (2) تأمل قوله – تعالى-: "محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجراً عظيماً " [الفتح:29]. و قوله – تعالى-: "وإن يريدوا أن يخدعوك فإن حسبك الله هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين* وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعاً ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألَّف بينهم إنه عزيز حكيم" [الأنفال:62-63]. وقوله تعالى-:"كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله " [آل عمران:110]. وقوله – تعالى -: "وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً" [البقرة:143]. ثم انظر ماذا ترى؟ أو لست ترى تعديلهم في الجملة؟ فإن أشكل عليك العموم، فخذ الخصوص: "لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم إنه بهم رؤوف رحيم" [التوبة:117]. وهذه كانت عقب غزوة العسرة (تبوك)، وكانت في آخر حياته – صلى الله عليه وسلم-. وقال تعالى: "لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحاً قريباً* ومغانم كثيرة يأخذونها وكان الله عزيزاً حكيماً" [الفتح:18-19]. وهذه تزكية عظيمة لأهل بيعة الرضوان . وقال – تعالى -: "والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم " [التوبة:100]. وهذا نص قاطع في تزكية عموم المهاجرين والأنصار ، بل ومن تبعهم بإحسان. وقريب منه قوله – تعالى -: " للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلاً من الله ورضواناً وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون* والذين تبؤوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون" [الحشر:8-9]

وتأمل الآية بعدها:"والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم "[الحشر:10]. وقال – تعالى-: "لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلاً وعد الله الحسنى والله بما تعملون خبير " [الحديد:10]. فكم سيكون عدد هؤلاء الصحابة الذين زكاهم الله – تعالى- وعدَّلهم ممن شملتهم الآيات؟ ومن الذي سيبقى؟ أهم الذين أنفقوا من بعد الفتح وقاتلوا؟ أو ليس الله – تعالى – يقول: "وكلاً وعد الله الحسنى"؟ (3) فإن كان القصد من إيراد هذه الشبه إقصاء بني أمية عن شرف الصحبة ، فمن الذي يستطيع أن يقصي عثمان – رضي الله عنه –؟ أو ليس دون ذلك خرط القتاد؟ وأما معاوية وعمرو بن العاص – رضي الله عنهما – فهل كان يخفى على النبي صلى الله عليه وسلم – أمرهما حين أمّر عَمْراً على جيش ذات السلاسل وفيهم أبو بكر وعمر – رضي الله عنهما- [البخاري (3662) ومسلم (2384)[؟ أو ليس هو ممن أسلم طوعاً وهاجر قبل الفتح؟ فماذا يريد من ذلك؟ ومثله معاوية – رضي الله عنه – كيف ائتمنه النبي – صلى الله عليه وسلم – على كتابة الوحي إن لم يكن عدلاً ؟ وكيف وثق به عمر بن الخطاب – رضي الله عنه- وولاه إمرة جيش الشام مع ما عرف من شدة عمر – رضي الله عنه – في الولاية حتى إنه عزل عنها سعد بن أبي وقاص – رضي الله عنه -؟ وكيف سكت باقي الصحابة عن ذلك لو لم يكن عدلاً عندهم؟ وكيف زكاه بعض الصحابة كابن عباس وغيره؟ ولماذا لم يتهمه خصومه كعلي – رضي الله عنه – ومن معه من الصحابة في دينه إذا لم يكن عدلاً؟ وكيف قَبِلَ الحسن بن علي – رضي الله عنهما – بالتنازل عن الخلافة له مع كثرة أتباعه وأعوانه إذا كان مشكوكاً في عدالته ؟ وكيف قبل باقي الصحابة ذلك؟ (4) فإن ارتضيت المهاجرين والأنصار وأهل بيعة الرضوان وبيعة العقبة والذين أسلموا قبل الفتح وأنفقوا وقاتلوا ، وظهر لك ما تقدم عن معاوية وعمرو بن العاص – رضي الله عنهما- فمن بقي؟ فليكن السؤال محصوراً إذاً في: هل ثبتت صحبة فلان وفلان؟ ممن يرى مثير الشبهة أنهم خارجون عن الأدلة السابقة. (5) ليس المراد بعدالة الصحابة – رضي الله عنهم – عصمتهم من الخطأ والنسيان والذنوب والعصيان ، فالعصمة لم تثبت لأحد بعد الأنبياء – عليهم الصلاة والسلام، وإنما المراد بعدالتهم رضي الله عنهم – براءتهم من النفاق ، وصدق محبتهم لله ورسوله، وأنهم لا يتعمدون الكذب على رسول الله – صلى الله عليه وسلم -. يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في ( منهاج السنة ) ( 1/306-307): "الصحابة يقع من أحدهم هنات، ولهم ذنوب، وليسوا معصومين، لكنهم لا يتعمدون الكذب، ولم يتعمد أحد الكذب على النبي – صلى الله عليه وسلم – إلا هتك الله ستره" ا.ه، والدليل على ذلك: ما جاء في (صحيح البخاري (6780) في قصة الرجل الذي جيء به عدة مرات وهو يشرب الخمر ويجلد، فلما لعنه أحد الصحابة نهاه النبي – صلى الله عليه وسلم-، وقال: "لا تلعنوه، فو الله ما علمت إنه يحب الله ورسوله ". وقصة حاطب بن أبي بلتعة – وهي مخرجة في الصحيحين [البخاري (4890) ومسلم (2494)[ – معروفة، فإنه اتهم بالتجسس على المسلمين، ومع ذلك نفى عنه النبي صلى الله عليه وسلم – الكفر، وقال: "وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر، فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم". (6) المتتبع لسيرة الصحابة – رضي الله عنهم – يجد أن من نُقل عنه اقترافه شيئاً من الآثام قلة قليلة، وبعض هذه القلة لا يثبت عنه ذلك، ومن ثبت عنه اعتُذر عنه ببعض الأعذار التي لو أعرضنا عنها وافترضنا ثبوت ذلك عنه لما كان له أثر في أصل القضية التي نتحدث عنها ؛ لأن القصد حماية جناب السنة بحماية جناب نقلتها وحامليها، ومن نظر بعين الإنصاف وجد حَمَلَةَ السنة من الصحابة – رضي الله عنهم – لم يرد عنهم شيء مما ذُكر، وإنما ورد ذلك عن أناس اختلف في صحبتهم كالوليد بن عقبة، ومع ذلك فليس لهم رواية - بحمد الله -، وأعني بذلك بعد وفاته – صلى الله عليه وسلم –، وأما حال حياته فقد كانت تقع من بعضهم تلك الأمور لمصلحة التشريع كما لا يخفى. يقول الألوسي – رحمه الله – في (الأجوبة العراقية) (ص 23-24): "ليس مرادنا من كون الصحابة – رضي الله عنهم – جميعهم عدولاً: أنهم لم يصدر عن واحد منهم مفسَّق أصلاً، ولا ارتكب ذنباً قط، فإن دون إثبات ذلك خرط القتاد، فقد كانت تصدر منهم الهفوات ...." إلى أن قال: " ثم إن مما تجدر الإشارة إليه، وأن يكون الإنسان على علم منه: هو أن الذين قارفوا إثماً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم – ثم حُدّوا هم قلة نادرة جداً، لا ينبغي أن يُغَلَّب شأنهم وحالهم على الألوف المؤلفة من الصحابة – رضي الله عنهم – الذين ثبتوا على الجادة والصراط المستقيم، وحفظهم الله – تبارك وتعالى – من المآثم والمعاصي، ما كبُر منها وما صغر، وما ظهر منها وما بطن، والتاريخ الصادق أكبر شاهد على هذا ". ويقول الغزالي في (المستصفى) (ص 189-190): "والذي عليه سلف الأمة وجماهير الخلف: أن عدالتهم معلومة بتعديل الله – عز وجل – إياهم ، وثنائه عليهم في كتابه، فهو معتقدنا فيهم إلا أن يثبت بطريق قاطع ارتكاب واحد لفسق مع علمه به، وذلك لا يثبت، فلا حاجة لهم إلى تعديل". (7) والمقصود بالمفسَّقات التي نتحدث عنها : ما عدا الفتن التي نشبت بينهم – رضي الله عنهم – فمع كون قتل المسلم يُعد مفسَّقاً إلا أن ما كان منه بتأويل يخرج عما نحن بصدده، والأدلة على هذا كثيرة، ومن أهمها: قوله - تعالى -: "وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما " [الحجرات:10[، فوصفهم- سبحانه بالإيمان مع وجود الاقتتال. وأخرج البخاري (2704) عنه – صلى الله عليه وسلم أنه قال عن الحسن بن علي – رضي الله عنهما – : " إن ابني هذا سيد ، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين". ولذا عذر أهل السنة كلتا الطائفتين، وتولّوهما، وإن كانت واحدة أقرب إلى الحق من الأخرى. (8) مما لا شك فيه أنه لا يمكن العمل بالقرآن إلا بالأخذ بالسنة، ولا تصح السنة ولا تثبت إلا بطريقة أهل الحديث ، وأهمها جذر الإسناد، وهم الصحابة – رضي الله عنهم-، ولذا يقول أبو زرعة الرازي – رحمه الله -: "إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فاعلم أنه زنديق؛ لأن الرسول – صلى الله عليه وسلم – عندنا حق، والقرآن حق، وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنن أصحابُ رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح بهم أولى، فهم زنادقة" أخرجه الخطيب البغدادي في (الكفاية) (ص 66-67)، وكان قد قال قبله: "على أنه لو لم يَرِد من الله – عز وجل – ورسوله فيهم – أي الصحابة – شيء مما ذكرناه، لأوجبت الحال التي كانوا عليها من الهجرة والجهاد والنصرة وبذل المهَج والأموال، وقتل الآباء والأولاد، والمناصحة في الدين، وقوة الإيمان واليقين، القطع بعدالتهم والاعتقاد لنزاهتهم، وأنهم أفضل من جميع المعدَّلين والمزكين الذين يجيئون من بعدهم أبد الآبدين " ا.ه.

(9) هناك سؤال عكسي نوجهه لمن يثير هذه الشبهة، فنقول: ما هو البديل في نظرك؟ أ. فهل ترى أن الإسلام يؤخذ من القرآن فقط؟.

فقل لي: من الذي نقل إلينا القرآن؟ ومن الذي جمعه؟ وهل تستطيع أن تقيم الإسلام بالقرآن فقط؟ وماذا نصنع بالآيات الكثيرة الدالة على وجوب الأخذ بالسنة، كقوله – تعالى -:"وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا" [الحشر:7[، وقوله – تعالى-: "وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون" [النحل:44]. ب. أو ترى أنه يؤخذ بالسنة ، ولكن من طريق صحابة بأعيانهم ثبتت لديك عدالتهم، ومن عداهم فلا ؟ فسمَّهم لنا وبيَّن لنا موقفك من البقية الباقية بكل وضوح، وسترى من الذي تنتقض دعواه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد .

يستنكرون عدالة صحابة محمد صلوات الله وسلامه عليه ويعتقدون العصمة بمراجعهم حيث يقول السستاني عن صفة مرجع التقليد : مسألة 29 : ( العدالة  المعتبرة في مرجع التقليد عبارة عن  : الاستقامة في جادة الشريعة المقدسة الناشئة غالباً عن خوف راسخ في النفس . وينافيها ترك واجب، او فعل حرام من دون مؤمن ولا فرق في المعاصي في هذه الجهة بين ((الصغيرة ))(( والكبيرة)) ). فالصغيرة والكبيرة تنافي عدالة المرجع ولو سألتهم هل السستاني عدل

الجواب نعم وعلى تعريفهم من لا يفعل صغيرة ولا كبيرة وهذا نوع عصمة http://www.sistani.org/html/ara/menu/2/books/9/1/taqlid.html

وهذا الرابط من موقعهم . تحريم المتعة من كتب علماء الشيعة

بسم الله الرحمن الرحيم

أن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات أعمالنا إنه من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد ان محمد رسول الله خير الخلق فصلي اللهم وسلم وزد وبارك عليه وعلي أله وصحبه وسلم أيها الشيعة العقلاء أستحلفكم بالله أن تأخذوا هذه المصادر فهي من كتبكم وأدخلوا لتعلموا أن المتعة محرمة من كتبكم وبأيدي علماؤكم والله أسأل ألا تكابروا في الحق الاستبصار - الشيخ الطوسي ج 3 ص 142 : عن زيد بن علي عن آبائه عن علي عليهم السلام قال : حرم رسول الله صلى الله عليه وآله لحوم الحمر الأهلية ونكاح المتعة .

عن عبد الله بن سنان قال:سألت أبا عبد الله(ع)عن المتعة فقال:لا تدنس نفسك بها...وهذا في مستدرك الوسائل الجزء14صفحة455 وسائل الشيعة(آل البيت)-الحرالعاملي جزء12صفحة12: عن زيد بن علي عن آبائه عن علي(عليهم السلام) قال:حرم رسول الله( صلى الله عليه وآله)يوم خيبر لحوم الحمر الاهلية ونكاح المتعة عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام كما في بحار الأنوار 100/318 أنه سئل عن المتعة فقال: (ما تفعله عندنا إلا الفواجر( الطوسي وهو من كبار علماء الإمامية يبين أن في المتعة عار وذل فقال:" إذا كانت المرأة من أهل بيت الشرف فانه لا يجوز التمتع بها لما يلحق أهلها من العار ويلحقها هي من الذل!!"[تهذيب الأحكام 7/253[

=================================

المتعة في العراق اصبحت حديث الصحف الامريكية http://www.usatoday.com/news/world/iraq/2005-05-04-pleasure-marriage_x.htm

==============================

أحذر يا شيعي : يجوز التمتع بزوجتك بأجماع الخميني، السيستاني، الموسوي ..

ففى منهاج الصالحين لاية الله العظمة السيد علي السيستاني ج3 مسالة 260 : يستحب أن تكون المتمتع بها مؤمنة عفيفة، وأن يسال عن حالها قبل الزواج مع التهمة من أنها ذات بعل أو ذات عدة أم لا، وأما بعد الزواج فلا يستحب السؤال، وليس السؤال والفحص عن حالها شرطاً فى الصحة. وفى جامع الاحكام الشرعية لسماحة المرجع الديني الأعلى ايه الله العظمى السيد عبدالاعلى الموسوي ص 410 : يستحب أن تكون المتمتع بها مؤمنة عفيفة، والسؤال عن حالها وأنها ذات بعل أو ذات عدة أم لا، وليس السؤال والفحص عن حالها شرطاً فى الصحة .

وفى تحرير الوسيلة للعلامة الاكبر والاستاذ الاعظم أية الله العظمى الموسوي الخميني، الجزء الثاني ص 292 : مسألة 17 - يستحب أن المتمتع بها مؤمنية، والسؤال عن حالها قبل التزويج وأنها ذات بعل أو ذات عدة أم لا، أما بعده فمكروه، [u[وليس السؤال والفحص عن حالها شرطاً فى الصحة .  

=======================================

الزنديق التيجاني الف كتاب كل الحلول .. عند آل الرسول ...

من الحلول عند آل الرسول فتح بيوت دعارة ! مشروع التيجاني "المهتدي" لفتح دور للدعارة غير أننا في المجتمع العربي الاسلامي فرطنا في مسألة الجنس، فأهلكنا مجتمعنا بالعقد النفسية والكبت الجنسي والكبت الجنسي والممارسات السرية. وقد تفطن العلماء والفقهاء المسلمون لهذه الحقيقة، فأفتوا من الأيام الأولى في صدر الإسلام بوجوب فتح محلات مخصوصة للممارسات الجنسية وإفراغ الشهوة الحيوانية. وقد وجد الفقهاء لهذه الظاهرة فتوى أكسبوها شرعية إسلامية وسميت عندهم " سد باب الذرائع". بمعنى أنه أحسن وأفضل من أن يتهجم الرجال على المحصنات من النساء والفتيات العفيفات فلا يجد الرجل بعد هذه المحلات ذريعة يتذرع بها أمام القاضي في حال تلبسه بجريمة الزنا. فكل فتاة أو امرأة ضبطت متلبسة وثبت أنها تتمعش من الخنا فإن القاضي يضعها في تلك المحلات العمومية فتصبح مومسة محترفة تحمل بطاقة مهنية ويحميها القانون وتدفع على ذلك ضريبة إلى الحكومة. وهذه المحلات قد وجدت من صدر الإسلام ولا زالت موجودة في كل البلدان العربية والإسلامية بشكل نادر بل قد تجدها متعددة بعدد المدن في البلد الواحد وقد تتداول المومسة على مدن متعددة بالتناوب ليقع التجدد والتنوع مثل ما يقع لأي موظف حكومي تقتضي المصلحة العامة نقله من مدينة إلى أخرى أو من قرية إلى أخرى.  هذا آخر ما توصل إليه التيجاني (أو من كتب للتيجاني) من تقليعات الهدى.


هل البسملة من القرآن؟

·منشأ الخلاف هو هل يبدأ ترقيم الآيات من البسملة أم من أول آية في السورة؟ وليس الخلاف حول هل نترك البسملة في القرآن أم نزيلها؟ كيف يمكن ذلك والبسملة ثابتة في النسخة الأصل؟ فلم يشكك أحد في كونها ثابتة في الأصل. ولا دعا أحد إلى إزالتها من القرآن. · والدليل على ذلك أن البسملة مثبتة في كل السور ما عدا سورة التوبة ولم يخالف أحد في ذلك. · ويمكن للبسملة أن تثبت في القرآن ولا تكون آية منه مثلما أن الله أمرنا أن نستعيذ به من الشيطان الرجيم عند قراءة القرآن فهل تصير الاستعاذة آية أم لا؟ · هذه الشبهة أطلقها الرافضة الذين ثبت عندهم تصريح كبار أئمتهم بالإجماع الرافضي على وقوع التحريف في القرآن إلا من شذ كالمرتضى والصدوق والطبرسي لمصلحة سد باب الطعن على القرآن حتى لا يقال كيف يجوز أخذ القواعد والأحكام من كتاب محرف؟ -الأنوار النعمانية2/357 · فسارعوا إلى القول بأن الخلاف حول البسملة يلزم منه التحريف للحاجة الماسة عندهم للحصول على أية ذريعة تشغل أهل السنة وتصرفهم عن اتهام تصريح علماء الرافضة بأن القرآن محرف. · كبار علماء الرافضة لم يقولوا بأن القرآن محرف بناء على قضية البسملة. وإنما زعموا أن الصحابة حذفوا منه الآيات التي تنص على إمامة علي وأهل بيته. · لماذا لم يتهم علماء أهل السنة المختلفين حول الآية بأنهم قالوا بتخريف القرآن ولم يقل ذلك إلا الشيعة؟ ألأنهم يغارون على القرآن؟ · إن الشيعة الذين صرحوا بأن القرآن وقع فيه التحريف هم الذين يأتون اليوم بهذا الاتهام الجديد الذي ما وجدنا أسلافهم قد تكلموا عنه حسب علمي. · إن هذا الطعن الجديد إنما يبين تعصبهم للمذهب والدفاع عنه ولو كان على حساب القرآن والطعن فيه. حتى لو أدى ذلك إلى تجسس النصارى واستفادتهم من هذه الشبهة ليلقوها على المسلمين ويقولوا: الشبعة إخوانكم وهم قد احتجوا بالاختلاف على · لم توجد فرقة من فرق المسلمين على تفاوت انحرافها تطعن في القرآن وتصرح بوقوع التحريف فيه مثل الرافضة الذين فتحوا بقولهم القرآن محرف فتحوا بابا في الطعن على الإسلام يدخل منه اليهود والنصارى. · هل يعقل أن يجمع الصحابة القرآن ثم يختلفوا فيه بعد جمعه؟ هذا ما يريده أن يقوله لنا الرافضة. الذين يحتجون علينا في عدم تضمن مصحف ابن مسعود المعوذتين أو دخول الداجن على منزل عائشة وأكلها صحيفة من القرآن. · إننا نجد أن الاختلاف وقع في عهد عثمان على كيفية التلفظ بالقرآن مما استدعاه إلى أن يجمع القرآن على لهجة قريش حسما لمادة الخلاف. مما يؤكد على أن الخلاف لم يقع على إثبات آية أو حذفها بعد الجمع. ولم ينقل إلا الاختلاف على قراءة القرآن لغة من اللغات. · إن الذي يوهم الناس أن الخلاف الذي نجد نماذج منه في كتب الحديث كان قبل جمع القرآن إنما هو زنديق طاعن في القرآن أو جاهل متعصب لا يدري حقيقة ما يقول سوى محاولة تلقف الحجج للدفاع عن المذهب الرافضي الردي. مذهب الرافضة جواز القراءة وعدمها

عن محمد بن مسلم قال سألت أبي عبدالله عن الرجل يكون إماماً يستفتح بالحمد ولا يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم قال: لا يضره ولا بأس عليه» تهذيب الأحكام (2/288) وسائل الشيعة 62 وعن مسمع البصري قال: صليت مع أبي عبدالله عليه السلام فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين. ثم قرأ السورة التي بعد الحمد ولم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم ثم قام في الثانية فقرأ الحمد لله ولم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم» - تهذيب الأحكام2/288 وسائل الشيعة6/62 وعن محمد بن علي الحلبي أن أبا عبدالله سئل عمن يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم ، حين يريد يقرأ فاتحة الكتاب، قال نعم، إن شاء سراً وإن شاء جهراً. فقيل، أفيقرأها من السورة الأخرى، قال لا» الاستبصار1/132 ووسائل الشيعة 6/61 -

وقال الحر العاملي « ذكر الشيخ: يعني الطوسي وغيره ، أن هذه الأحاديث محمولة على التقية

قال الرافضة

البسملة آية من الفاتحة ومن كل سورة ما عدا براءة - مستدرك الوسائل4/164 وبينوا أن أبا حنيفة خالف في أنها آية من القرآن محتجا بالروايات الآحادية وتمسك به مع أنه خطأ - كتاب نهج الحق 6 وقد أجازوا ترك البسملة للتقية - وسائل الشيعة6/60 قال المجلسي في الذكرى «وقد خالف ابن الجنيد من الشيعة وذهب على أنها في غير الفاتحة افتتاح وهو متروك. انتهى. وما ورد من تجويز تركها في السورة إما مبني على عدم وجوب السورة كاملة أو محمول على التقية لقول بعض المخالفين بالتفصيل» - بحار الأنوار82/21 الضحى والانشراح والفيل ولايلاف عند الرافضة سورتان فقط قال الحلي « روى أصحابنا أن الضحى وألم نشرح سورة واحدة وكذا الفيل ولإيلاف، فلا يجوز إفراد إحداهما من صاحبتها في كل ركعة. ولا يفتقر إلى البسملة بينهما على الأظهر» - شرائع الإسلام1/66 وقال بأن « الضحى والإنشراح سورة، والفيل ولإيلاف سورة: ولا بسملة بينهما» -الجامع للشرائع ص81 يحيى بن سعيد الحلي وقال « والضحى وألم نشرح سورة واحدة وكذلك الفيل ولايلاف وتجب البسملة بينهما على رأي» - قواعد الأحكام 1/273 للحلي نقل الحلي عن الاستبصار أن سورتي الضحى والإنشراح عند آل محمد سورة واحدة وينبغي أن يقرأهما موضعا واحدا لا يفصل بينهما بسم الله الرحمن الرحيم» نعم وجدنا الحلي يخالف قول علمائه في ذلك ولكن مخالفته لهم تفيد على الأقل إختلافهم على ثبوت البسملة. فكيف يتناسى الرافضة ذلك؟ وأكد الحلي أن جاحد البسملة لا يكفر لوجود شبهة عنده. - تذكرة الفقهاء1/114 وقال الحلي بأنه لا يجمع بين سورتين في ركعة واحدة إلا الضحى وألم نشرح وسورة الفيل ولايلاف. وهل تعاد البسملة بينهما؟ أجاب الحلي: الأقرب ذلك لأنها ثابتة في المصحف، وقال الشيخ في التبيان: لا تعاد لأنها سورة واحدةوالاجماع على أنها ليست آيتين من سورة واحدة » (تذكرة الفقهاء1/116 و4/150). واعترف البهائي العاملي على أن الأكثر من علماء الشيعة على وحدة السورتين (الضحى والانشراح) -الاثنا عشرية للبهائي العاملي ص 63 وتساءل الخوئي: سورتا الضحى والانشراح وكذلك لايلاف والفيل: هل هما سورتان أم سورة  واحدة؟ فأجاب بأن « المعروف بل المتسالم عليه عند الأصحاب هو الثاني» وبعد أن أطال في مناقشة هذه المسألة ووقع في تخبط كبير ودوران قال ما يلي: إلى ما يلي « بعدما عرفت من وجب الجمع بين السورتين عملا بقاعدة الاشتغال: فهل يجب الفصل بينهما بالبسملة أو يؤتى بهما موصولة؟ فيه خلاف بين الأعلام، بل ينسب الثاني إلى الأكثر، بل عن التهذيب عندنا لا يفصل بينهما بالبسملة، وعن التبيان ومجمع البيان أن الأصحاب لا يفصلون بينهما بها» - كتاب الصلاة للخوئي 3/354-359 نقل المجلسي عن الشيخ في الاستبصار أن سورة الضحى والانشراح هما سورة واحدة عند آل محمد وينبغي أن يقرأهما موضعا واحدا ولا يفصل بينهما بالبسملة. وحكى المجلسي الاختلاف على ذلك والاكثر على ترك البسملة - بحار الأنوار82/46


 الرد على شبهة فخزم كلاهما بخزام

 بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ، اما بعد: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. كعادة الامامية المتجعفرة يحاولون الطعن في اهل السنة من خلال الطعن في رموزهم ولكن الى اين ايها الرافضة فنحن ورائكم ولن نترككم الى ان تتركوا شرككم وكفركم وطعنكم وتتوبوا الى الله وحده لا شريك له : شبهة جاؤوا بها وقلبوا مفهومها والله المستعان كالآتي : حدثنا الحسن بن عفان قثنا أبو أسامة قثنا مالك بن مغول عن طلحة بن مصرف اليامي قال سألت عبد الله بن أبي أوفى الأسلمي قلت هل أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا قلت فكيف أمر المسلمين بالوصية قال أوصى بكتاب الله قال قال هزيل أبو بكر كان يتأمر على وصي رسول الله صلى الله عليه وسلم لود أبو بكر أنه وجد عهداً من رسول الله صلى الله عليه وسلم فخزم كلاهما بخزام.. مسند ابي عوانة 3\475 . باب من لم يوص: حدثنا محمد بن يوسف عن مالك بن مغول عن طلحة بن مصرف اليامي قال سألت عبد الله بن أبي أوفى ثم أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا قلت فكيف كتب على الناس الوصية أو أمروا بالوصية فقال أوصى بكتاب الله وقال هزيل بن شرحبيل أبو بكر كان يتأمر على وصي رسول الله صلى الله عليه وسلم ود أبو بكر انه وجد من رسول صلى الله عليه وسلم عهدا فخزم كلاهما بخزامة ذلك. سنن الدارمي 2\496 . أخبرناه الوليد بن عمرو قال أخبرنا يعقوب قال أخبرنا مالك ابن مغول عن طلحة بن مصرف عن ابن أبي أوفى رضي الله عنه قال سألته هل أوصى النبي قال لا قال قلت كيف كتب على الناس الوصية وأمروا بها ولم يوص قال أوصى بكتاب الله وقال هزيل بن شرحبيل كان أبو بكر يتامر على وصي رسول الله ود أبو بكر لو وجد من رسول الله في ذلك عهدا فخزم كلاهما بخزامة .. مسند البزار 8\297298 . حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا وكيع ثنا مالك بن مغول عن طلحة بن مصرف قال قلت لعبد الله بن أبي أوفى ثم أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بشيء قال لا قلت فكيف أمر المسلمين بالوصية قال أوصى بكتاب الله عز وجل قال مالك بن مغول قال طلحة وقال الهذيل بن شرحبيل أبو بكر رضي الله عنه كان يتأمر على وصى رسول الله صلى الله عليه وسلم ود أبو بكر رضي الله عنه انه وجد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عهدا فخزم كلاهما بخزام... مسند احمد 4\381 . حدثنا الحميدي قال ثنا سفيان قال ثنا مالك بن مغول عن طلحة بن مصرف قال سألت عبد الله بن أبي أوفى ثم هل أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا يوصي فيه قلت وكيف أمر الناس بالوصية ولم يوص قال أوصى بكتاب الله قال طلحة قال الهزيل بن شرحبيل أبو بكر يتقدم على وصى رسول الله صلى الله عليه وسلم ود أبو بكر أنه وجد من رسول الله عهدا فخزم به كلاهما...مسند الحميدي 2\315 . كتاب الوصايا: 2696 حدثنا علي بن محمد ثنا وكيع عن مالك بن مغول عن طلحة بن مصرف قال ثم قلت لعبد الله بن أبي أوفي أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء قال لا قلت فكيف أمر المسلمين بالوصية قال أوصى بكتاب الله قال مالك وقال طلحة بن مصرف قال الهزيل بن شرحبيل أبو بكر كان يتأمر على وصى رسول الله صلى الله عليه وسلم ود أبو بكر أنه وجد من رسول الله صلى الله عليه وسلم عهدا فخزم كلاهما بخزام...سنن ابن ماجه 2\900 . الرد أقول وبالله التوفيق : الكلام لهزيل بن شرحبيل وليس نصا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، واعلم ان هزيل تابعي ثقه والاثر يصح، لكن السؤال ماذا قصد هزيل؟ من تامل في المصادر السابقة وجد انها تتكلم في الوصية ، ويدل على ذلك اسم الباب او الكتاب الذي ذُكِرَ فيه الاثر . واعلم ان طريقة اهل العلم في السرد العلمي مهمة جدا ومسألتنا دليل واضح على ذلك فكون هذا الاثر يُسْتَدَلُ به على ان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قد اوصى بالخلافة او الامامة او حتى الوصاية لأحدٍ استدلال ضعيف جدا لامور منها: 1  ان الاثر نفسه مذكور في كتب او ابواب في من لم يوص وغيره من العناوين الدالة على ذلك فكيف يُسْتَدَلُ به على الوصاية ؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!. 2  ان الحديث قد شرحه بعض اهل العلم وبينوا ان المراد من كلام هزيل بن شرحبيل انه استفهام انكاري : 2696 أبو بكر كان يتأمر الخ الظاهر ان هذا الكلام من الهذيل بن شرحبيل على سبيل الاستفهام للانكار وحرف الاستفهام مقدر يريد إنكار ان يكون من جانبه صلى الله عليه وسلم وصيا بالخلافة أحدا بعده ويكون أبو بكر رضي الله عنه بذاته أميرا ويتركه أي ليس شأن أبي بكر ان يصير أميرا على من كان وصيا بالخلافة لأنه رضي الله عنه ما كان محبا للخلافة وحريصا على الامارة بل كان متنفرا عنها وكارها لها و يرد ان يثبت أمر الخلافة لغيره فيتبعه هو بنفسه ولذا رد الأمر يوم السقيفة على عمر بن الخطاب وأبي عبيدة بن الجراح وقال بايعوا أيهما شئتم فلما لم يجد بدا من الخلافة تأمر بالثقالة والكلفة لأن عمر رضي لم يرض وأخذ بيده للبيعة. 1\193 للسيوطي وعبد الغني وفخر الحسن الدهلوي. قوله فخزم كلاهما بخزام قال في النهاية معناه لو كان على معهودا عليه بالخلافة لكان في أبي بكر من الطاعة والانقياد اليه ما يكون في الجمل الذليل المنقاد بحزامته وهي بمعجمتين حبل في انف البعير.. شرح سنن ابن ماجه 1\193 للسيوطي وعبد الغني وفخر الحسن الدهلوي. والاستفهام الانكاري قد يكون مقدرا وهو الذي معنا الان والتقديرظاهر لوجود القرائن ومنها عنونة الكتاب او الباب ، ومنها (من القرائن ) معنى خزم ولمن تطلق وماذا اراد بها العرب ومتى يطلقونها؟ 1  مختار الصحاح: خ ز م خَزَم البعير بالخِزّامةِ وهي حلقة من شعر تُجعل في وترة أنفه يُشد فيها الزمام ويقال لكل مثقوب مَخْزُومٌ والطير كلها مخزومة لأن وترات أنوفها مثقوبة و الخُزَامَى خيري البر .1\73 . 2  لسان العرب: خزم خزم : خَزَمَ الشيءَ يَخْزِمُهُ خَزْماً: شَكَّهُ. و الخِزامةُ: بُرَةٌ، حَلَقَةٌ تجعل في أَحد جانِبَيْ مَنْخِرَي البعير، وقيل: هي حَلقةٌ من شَعَرٍ تجعل في وَتَرَةِ أَنفه يُشَدُّ بها الزِّمامُ.12\174 . * فالكلمة معناها واضح وهي تفيد الانقياد أي يخزم انفه فينقاد كما ينقاد الجمل ، وفي ذلك بيان ان الامر( الخلافة والامامة) لم يوجد فيها وصية ابدا ولو وجد لخزم ابوبكرانفه فيها أي لزم نفسه فيها فينقاد لمن وصى له الرسول صلى الله عليه وآله وسلم . * ولو أمعنا النظر في كلمة وَدَّ (فتح الواو ، وتشديد الدال مع فتحها ) لوجدنا ان ابا بكر كان كارها للمسالة ولم يتمناها ابدا ويدل على ذلك ايضا انه لم يطلبها ( الخلافة) واخيرا هناك بعض الروايات التي تبين نصا لا تقديرا ان كلام الهزيل بن شرحبيل انما كان استفهاميا انكاريا واليك تلك الروايات : 1  أخبرنا وكيع بن الجراح وشعيب بن حرب عن مالك بن مغول عن طلحة بن مصرف قال قلت لعبد الله بن أبي أوفى آوصى النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين بالوصية قال أوصى بكتاب الله قال مالك وقال طلحة قال هزيل بن شرحبيل أأبو بكر كان يتأمر على وصي رسول الله صلى الله عليه وسلم ود أبو بكر أنه وجد من رسول الله صلى الله عليه وسلم عهدا فخزم كلاهما بخزامة . طبقات ابن سعد 2\260 . 2  قال أخبرنا الفضل بن دكين وشعيب بن حرب قالا أخبرنا مالك بن مغول عن طلحة بن مصرف قال سألت عبد الله بن أبي أوفى أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا قلت فكيف كتب على الناس الوصية وأمروا بها قال أوصى بكتاب الله قال وقال هذيل أكان أبو بكر يتأمر على وصي رسول الله لود أبو بكر أنه وجد من رسول الله صلى الله عليه وسلم عقدا فخزم كلاهما بخزامة ... طبقات ابن سعد 3\183. ملاحظة مهمة : الرواية الاولى فيها أأبو بكر ....الخ ، اما الثانية ففيها أكان .....الخ فالمعنى هو لو كان عليٌ معهودا اليه بالامامة او الخلافة او الوصاية لكان في ابي بكر من الانقياد والطاعة اليه ما يكون في الجمل الذليل المنقاد بخزامته فكيف لا وهو الصديق رضي الله عنه وارضاه؟!!. هؤلاء هم صحب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وقافون عند النصوص ان وجدت وعند عدمها لهم اجتهاداتهم رضي الله عنهم وهم اخوة شاء من شاء وابى من ابى . هذا والله اعلم واحكم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تعبد.


 المعازف في بيت الرسول ﷺ وحديث الشيطان يفر من عمر

يقول التيجاني الرافضي (( وإذا كان رسول الله (ص) كما يروي البعض من الجهلة يقبل مزمارة الشيطان في بيته وهو مستلق على ظهره والنسوة يضربن الدفوف والشيطان يلعب ويمرح إلى جانبه حتى إذا دخل عمر بن الخطاب هرب الشيطان وأسرع النسوة فخبأن الدفوف تحت أستهن وقال رسول الله لعمر ما رآك الشيطان سالكاً فجاً حتى سلك فجاً غير فجك. فلا غرابة إذا أن يكون لعمر بن الخطاب رأي في الدين ويسمح لنفسه لمعارضة النبي في الأمور السياسية وحتى في الأمور الدينية))

 - 1أقول لهذا التيجاني لا يوجد حديث في أيٍّ من كتب السنة بهذا اللفظ، والحمد لله أن كتب الحديث السنية موجودة وتملأ الأسواق بخلاف كتب الرافضة المدفونة فعلى طالب الحق أن يبحث عن هذه الرواية المكذوبة حتى إذا لم يجد شيئاً يعلم أنه سيجدها مروية في الصحيح المسند للمهتدي للضلال التيجاني!!

-2 لا شك أن هذا التيجاني يشير إلى بعض الأحاديث الصحيحة التي يعرفها، ولكن عقدة الإنصاف أبت عليه إلا أن يتلاعب بسنة النبي صلى الله عليه وسلم ويخلط ما يريده منها ليُخرج لنا كذباً يعزوه لأهل السنة وسأسوق روايتين أعتقد أن التيجاني حاول خلطهما فأخرج ما يسميه رواية لأهل السنة الحديث الأول: رواه البخاري في صحيحه (( عن عائشة رضي الله عنها قالت: دخل أبو بكر، وعندي جاريتان من جواري الأنصار، تُغَنِّيان بما تَقَاولت الأنصار يوم بُعاثَ، قالت: وليْستا بِمُغنِّيتين، فقال أبو بكرٍ: أمَزامير الشيطان في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك في يوم عيدٍ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا بكرٍ إن لكلِّ قومٍ عيداً، وهذا عيدُنا ))(60).

 والحديث الآخر أخرجه الترمذي في سننه عن بريدة: قال: (( خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض مغازيه، فلما انصرف جائت جارية سوداء فقالت: يا رسول الله إني كنت نذرت إن ردّك الله سالماً أن أضرب بين يديك بالدُّفّ وأتغنّى، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن كنت نذرت فاضربي، وإلا فلا، فجعلت تضرب فدخل أبو بكر وهي تضرب، ثم دخل عليّ وهي تضرب، ثم دخل عثمان هي تضرب، ثم دخل عمر فألقت الدف تحت إستها، ثم قعدت عليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الشيطان ليخاف منك يا عمر، إني كنت جالساً وهي تضرب فدخل أبو بكر وهي تضرب ثم دخل عليّ وهي تضرب ثم دخل عثمان وهي تضرب، فلما دخلت أنت يا عمر ألقت الدف ))

وهذان الحديثان لا يوجد ما يقدح بهما فهما حديثان صحيحان، والجاريتان اللتان ذكرتا في الحديث الأول هما فتاتان لم تبلغا الحلم، وكانتا تغنّيان في يوم عيد وبالطبع ليس كالغناء المعروف الذي يحرّك الساكن ويبعث الكامن ويثير الغريزة من الغناء المحرّم، وهذا ظاهر بقول عائشة ( وليستا بمغنّيتين ) وأما انتهار أبو بكر لهما وإضافة الضرب بالدف لمزمار الشيطان فلأنها تلهي وتشغل القلب عن الذكر، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم قال له: دعهما وعلل ذلك بقوله ( إن لكل قوم عيداً، وهذا عيدنا )

 والحديث الآخر فيه أن جارية سوداء قالت للرسول صلى الله عليه وسلم أنها نذرت إن رجع سالماً أن تضرب بالدف فقال لها ( إن كنت نذرت فاضربي، وإلا فلا ) فأباح لها النبي صلى الله عليه وسلم أن تضرب لايفاء النذر وإلا فلا..... ثم بعد ذلك دخل أبو بكر ثم عليّ ثم عثمان وعندما دخل عمر ألقت الجارية بالدف ثم قعدت عليه فقال الرسول صلى الله عليه وسلم مقولته التي أثقلت التيجاني ( إن الشيطان ليخاف منك ياعمر ) فهل بعد هذا المدح من النبي صلى الله عليه وسلم لعمر من مديح.

ثم أن مقولة الشيطان يفر من عمر تعني أنه ما يتسلط عليه الشيطان وذلك تصديقا لقول الله تعالى : (( {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ }الحجر42))

وهذه شهادة من النبي صلى الله عليه وسلم لعمر رضي الله عنه وأرضاه


بيعة أبي بكر كانت فلتة

 أنه روى عن عمر بن الخطاب أنه قال ألا إن بيعة أبي بكر كانت فلتة وقي الله المؤمنين شرها ، فمن عاد بمثلها فاقتلوه قالوا : ويؤيد هذه الرواية رواية البخاري في صحيحه فقد دلت صراحة على بيعة أبي بكر قد وقعت بغتة بلا تأمل ولا مشورة ، وإنها غير تمسك بدليل ، فلم يكن إماماً بحق .

والجواب

أن هذا الكلام صدر من عمر في زجر رجل كان يقول : إن مات عمر أبايع فلاناً وحدي أو مع آخر كما كان في مبايعة أبي بكر ثم أستقر الأمر عليها ، فمعنى كلام الفاروق في ردة لهذا القول أن بيعة رجل أو رجلين شخصياً من غير تأمل سابق ومراجعة أهل الحل والعقد ليست بصحيحة ، وبيعة ابي بكر وإن كانت فجأة بسبب مناقشة الأنصار وعدم وجود فرصة للمشورة فقد حلت محلها وصادفت أهلها للدلائل على ذلك والقرائن على ما هنالك كإمامة الصلاة ونحوها وهذا معنى (( وقي الله المؤمنين شرها )) فلا يقاس غيره به .

وفي آخر هذه الرواية التى رواها الشيعة (( وأيكم مثل أبي بكر )) أي في الأفضلية والخبرية وعدم الاحتياج إلى المشورة .

على أنه قد يثبت عند أهل السنة وصح أن سعد بن عبادة وأمير المؤمنين علياً والزبير قد بايعوه بعد تلك المناقشة واعتذروا له عن التخلف أول الأمر .

***********

 زيادة للتوضيح أضيف ردا آخر على هذه الشبهة

 · ومعنى قول عمر (فلته) أي فجأة دون استعداد لها ومن دون أن يتهيئوا لها فوقى الله شرها، أي فتنتها، وعلل لذلك بقوله مباشرة (وليس فيكم من تُقطعُ الأعناق إليه مثل أبي بكر) أي ليس فيكم من يصل إلى منزلة أبي بكر وفضله، فالأدلة عليه واضحة، واجتماع الناس إليه لا يحوزها أحد، يقول الخطابي « يريد أن السابق منكم الذي لايلحق في الفضل لا يصل إلى منزلة أبي بكر، فلا يطمع أحد أن يقع له مثل ما وقع لأبي بكر من المبايعة له أولاً في الملأ اليسير ثم اجتماع الناس عليه وعدم اختلافهم عليه لما تحققوا من استحقاقه، فلم يحتاجوا في أمره إلى نظر ولا إلى مشاورة أخرى، وليس غيره في ذلك مثله» وكان سبب قول عمر هذا أنه علم أنّ أحدهم قال (لو مات عمر لبايعت فلاناً) أي يريد أن يفعل كما حدث لأبي بكر، ويتعذّر بل يستحيل أن يجتمع الناس على رجل كاجتماعهم على أبي بكر فمن أراد أن ينفرد بالبيعة دون ملأ من المسلمين فسيعرّض نفسه للقتل، وهذا هو معنى قول عمر (تغرةً أن يقتلا)أي من فعل ذلك فقد غرر بنفسه وبصاحبه وعرّضهما للقتل.

السبب: قول عمر: وليس فيكم من تُقطعُ الأعناق إليه مثل أبي بكر.


لم يكذب إبراهيم إلا ثلاث كذبات

وهذا النوع من الكذب هو من أقل أنواع الكذب شأنا ويسمى بالمعارض.

وقد جاء في الأثر « إن في المعاريض لمندوحة عن الكذب

- رواه البيهقي موقوفا على عمر بسند جيد وهو سنده مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم كما أشار إليه العلامة الألباني في سلسته الضعيفة - ح رقم 1094.

ومع هذا فقد بلغ من تقوى نبينا إبراهيم أنه يتذكر هذه المعاريض يوم الموقف وهذا هو الشأن في تعظيم العمل مهما كان صغيرا. وهذا الكذب لا يعد شيئا وليس حراما لا سيما إذا قارناه بمفسدة تعرض زوج إبراهيم للزنى بها من قبل النمرود. أو كان ينبغي على إبراهيم عند الرافضة التسليم للنمرود أن يزني بزوجته؟

 أوليس دفع أعظم المفسدتين بارتكاب أدناها مقرر عند العقلاء بل في دين الله؟ أو كان ينبغي على إبراهيم أن يشارك قومه في عبادة الأوثان صيانة لنفسه من الكذب؟ أو كان ينبغي على إبراهيم أن لا يظهر عجز الأصنام ولا يقيم الحجة على قومه صيانة من الكذب الذي هو من المعارض؟ وهذه كلها مذكورة في القرآن فلماذا لا تعترضون على القرآن؟ ومثلها قول يوسف (أيتها العير إنكم لسارقون) أليس هذا من الكذب؟ جل ما عندكم من مخالفة ذلك هو منعكم تسميتها كذبا.

وليس هذا التبرير كافيا في إقناع غير المسلم.

فماذا تقولون له في شأن يوسف وقد قال (أيتها العير إنكم لسارقون)

وهم لم يكونوا قد سرقوا؟ هل عندكم إلا تبريرات لا قيمة لها؟

ولهذا لم يجد الخوئي بدا من التصريح بنوع من الكذب للمصلحة.

فقد وصف الخوئي قول إبراهيم (إني سقيم) وقول يوسف (أيتها العير إنكم لسارقون)

 بأنه من الأكاذيب الجائزة - مصباح الفقاهة1/401. فلماذ التهويل والتشنيع على ما أجازه شيخكم الأعظم الخوئي. وإبراهيم تبرأ من الشرك وقال (إني سقيم) تخلصا من الشرك حين دعاه قومه إليه.

 وأنتم تخالفون إبراهيم في توحيده. وهو الذي قال لقومه وأعتزلكم وما تدعون من دون الله وأدعو ربي. فتخالفونه وتدعون مع ربكم مخلوقين سويتموهم بالخالق وسلبتم أسماءه الحسنى منه وأهديتموها لأئمتكم. فكيف تستعظمون الكذب بينما تتساهلون في الشرك؟ ولا يليق بمن جعل التقية أصلا في دينه أن يستنكر الكذب الذي وقع لسبب وضرورة.

 فإن التقية في القرآن رخصة عند الاضطرار، بينما هي عندكم مستعملة في السراء والضراء.

 فقد جاء في الكافي أن رجلاً رأى رؤيا، فدخل على جعفر الصادق يخبره بها وكان عنده أبو حنيفة، فأومأ إلى أبي حنيفة ليعبرها له. فلما فعل، قال جعفر الصادق أصبت والله يا أبا حنيفة فلما خرج أبو حنيفة قال الرجل لجعفر الصادق: لقد كرهت تفسير هذا الناصب!

 قال جعفر « ليس التفسير كما فسر. قال له الرجل: لكنك تقول له: أصبت وتحلف على ذلك وهو مخطئ؟ قال جعفر: نعم حلفت عليه أنه أصاب الخطأ

الكافي الروضة - 292:8. وليست التقية من فضائل الأعمال فحسب، بل من أركان الإسلام، وتركها من كبائر الذنوب عندكم. بل إن منكرها عندكم يصير منكرا لدين الإسلام. قال القُمّي في كتاب الاعتقادات – المسمى دين الإمامية – والتقية واجبة لا يجوز رفعها إلى أن يخرج القائم [الإمام الغائب] فمن تركها قبل خروجه فقد خرج من دين الله تعالى ومن دين الإمامية، وخالف الله ورسوله والأئمة - الاعتقادات 114 115. ورووا عن جعفر الصادق أنه قال : تسعة أعشار الدين في التقية، ولا دين لمن لا تقية له - الكافي 2/172 في الأصول من الكافي (باب التقية 2/217 و219)

 التقية ديني ودين آبائي ولا ايمان لمن لا تقية له. وفي جامع الأخبار (ص95) لتاج الدين محمد بن حمد الشعيري عن النبي صلى الله عليه وسلم تارك التقية كتارك الصلاة. ولقد قسم الشيعة التقية إلى أربعة أقسام: التقية الخوفية والتقية الإكراهية والتقية الكتمانية والتقية المداراتية - محمد صادق روحاني/رسالة في التقية  -ضمن كتاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - ص148 وهذا واضح في أن الشيعة يجيزون استخدام التقية في السرّاء والضرّاء معاً ومع المؤمن والكافر سواءً بسواءٍ حتى جعلوها ركناً من أركان مذهبهم، وعزيمةً لا رخصةً يستخدمونها في حالات الإضطرار وحالات اللاّ إضطرار.

وهم لا يستعملونها خوفاً على أنفسهم من الهلاك وإنما حفاظاً على المذهب من الإندراس -الحكومة الإسلامية 61 فالذين يجيزون التقية ونرى منهم فتاوى كثيرة متناقضة وخرجها على التقية ويجعلون التقية ركنا من أركان الإسلام ومن لا تقية له لا دين له.

 قال شيخ الشيعة القُمّي في كتاب الاعتقادات – المسمى دين الإمامية – مايلي والتقية واجبة لا يجوز رفعها إلى أن يخرج القائم [ الإمام الغائب] فمن تركها قبل خروجه فقد خرج من دين الله تعالى وعم دين الإمامية، وخالف الله ورسوله والأئمة - الاعتقادات 114 – 115. فلنسمع الإنكار على رواية الكذبات الثلاث من غير الرافضة.


إدعائهم أن عمر يجتهد أمام النصوص

 قال الرافضي مصيبتنا في الاجتهاد مقابل النص: «استنتجت من خلال البحث، أن مصيبة الأمة الإسلامية انجرت عليها من الاجتهاد الذي دأب عليه الصحابة مقابل النصوص الصريحة، فاخترقت بذلك حدود الله، ومحقت السنة النبوية، وأصبح العلماء والأئمة بعد الصحابة يقيسون على اجتهادات الصحابة، ويرفضون بعض الأحيان النص النبوي، إذا تعارض مع ما فعله الصحابة...

 ومن أول الصحابة الذين فتحوا هذا الباب على مصراعيه هو: الخليفة الثاني، الذي استعمل رأيه مقابل النصوص القرآنية بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ، فعطل سهم المؤلفة قلوبهم، الذين فرض الله لهم سهماً من الزكاة، وقال: لا حاجة لنا فيكم».

 قلت: لا يخفى ما في كلام هذا الرجل من الكذب والتلبيس، وقلب الحقائق، وعظيم الجرأة على إنكار ما هو معلوم بالضرورة من الدين والتأريخ والواقع، وذلك في رميه للصحابة برفض النصوص، وترك السنة، ومعارضتها بأقوالهم وآرائهم. مع أن المعلوم من حال الصحابة المقطوع به في المسلمين، أنه ما عرفت الأمة مثلهم في شدة الحرص على النصوص، وحسن المتابعة لها، وقوة العزيمة في الأخذ بها، والقيام بها أيّما قيام، وتطبيقها في كافة الظروف والأحوال، حتى أصبحو بذلك مضرب الأمثال، وقدوة الأجيال، على مر السنين والقرون، في القوامة بأمر الدين. حتى إن عوام المسلمين إذا ما رأوا من رجل صدق التدين، وحسن الاستقامة، قالوا في وصفه على سبيل التمدح: (كأنه تربّى على الصحابة، أو كأنه يعيش بين الصحابة) وما ذلك إلا لما اشتهر في الأمة واستفاض من عدالة هؤلاء الصحابة، ورسوخ قدمهم في الدين، وقوة تمسكهم به.

 ومرجع هذا كله إلى ما تضافرت عليه نصوص الشرع، مما يطرق أسماع المسلمين في كل وقت وحين، من وصف الله ورسوله للصحابة بأحسن الصفات، والثناء عليهم بأجمل الثناء، والشهادة لهم بالإيمان والتقوى، وأن الله قد رضي عنهم ورضوا عنه، وأعد لهم جنات تجري من تحتها الأنهار، وأن رسوله صلى الله عليه وسلم قد مات وهو راض عنهم، مبشرهم بالخير من ربهم.

 ولذا فإن طعن هذا الرافضي في الصحابة بما يقدح في دينهم، وعدم تمسكهم بالشرع، لا أرى أنه يحتاج إلى تكلف رد، لرسوخ الاعتقاد في الأمة بعدالتهم، واستفاضة النصوص بعلو شأنهم في الدين ومكانتهم.

 وإنما أشير هنا على وجه الخصوص، إلى كذب ما ادعاه الرافضي من توسع عمر رضي الله عنه في الاجتهاد والعمل برأيه مقابل النصوص، لخشية التلبيس في هذا الأمر على من لا علم عنده من العامة وأهل الجهل.

 وبيان كذبه وفساد ما ادعاه في ذلك يكون من عدة وجوه.

 الوجه الأول: أن هذه دعوى مجردة عن الحجة والدليل، لا قيمة لها عند أهل النظر والتحقيق، إذ المؤلف لم يقدم عليها دليلاً واحداً، يدل على ثبوت ما ادعاه.

 الوجه الثاني: أن الطعن في عمر بهذا قدح في النبي صلى الله عليه وسلم الذي أوصى الأمة باتباع سنته، وسنة الخلفاء الراشدين، وقد كان عمر منهم، وذلك في قوله كما في حديث العرباض بن سارية (... عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ).

 وكذلك أمره بالاقتداء بأبي بكر وعمر كما في حديث حذيفة أنه قال: (اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر).

 فاذا كان عمر على ما يدعي الرافضي من العمل بالرأي، واطراح السنة، وأنه أول من غير وبدل، لزم من هذا أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم غاشاً لأمته غير ناصح لها بأمره باتباع سنة عمر والاقتداء به ، ولا يمكن للخصم أن يدعي أن ذلك التغيير من عمر حصل بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم فلم يكن معلوماً له عند النطق بتلك الأحاديث وذلك لسببين.

 الأول: أن الرافضي ذكر في كلامه أن معارضة عمر للسنة كانت في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ، وزعم أنه عارض النبي صلى الله عليه وسلم في أكثر من مناسبة.

 الثاني: أن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يشرع من عند نفسه، وإنما هو مبلغ عن ربه {وما ينطق عن الهوى ، إن هو إلا وحي يوحى}، فلو كان حال عمر خفي على النبي صلى الله عليه وسلم ، أفكان يخفى على رب العالمين!! فلما جاء الأمر بالاقتداء بعمر ممن لا ينطق عن الهوى، علمنا أن عمر كان على الحق والهدى، على رغم أنف هذا الرافضي الحاقد.

 الوجه الثالث: أن عمر شهد له الصحابة الذين لا يخافون في الله لومة لائم، أنه كان يعمل فيهم بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وما كان عليه أبو بكر في خلافته، فقد روى ابن أبي شيبة في خبر مقتل عمر وفيه أن الصحابة اجتمعوا إلى عمر بعد طعنه فقالوا له:

 (جزاك الله خيراً قد كنت تعمل فينا بكتاب الله، وتتبع سنة صاحبيك لا تعدل عنها إلى غيرها، جزاك الله أحسن الجزاء...).(1)

 ولهذا كان علي بن أبي طالب يغبطه على ما كان عليه من الخير وتمنى لو لقي الله بمثل عمله كما ثبت في الصحيحين من حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- أنه قال: (وضع عمر على سريره فتكنّفه الناس يدعون ويصلون قبل أن يرفع وأنا فيهم، فلم يَرُعْني إلا رجل آخذ منكبي، فإذا علي بن أبي طالب، فترحم على عمر وقال: ما خلفت أحداً أحب إليّ أن ألقي الله بمثل عمله منك، وأيم الله إنْ كنت لأظن أن يجعلك الله مع صاحبيك، وحسبت أني كثيراً أسمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ذهبت أنا وأبو بكر وعمر، ودخلت أنا وأبو بكر وعمر، وخرجت أنا وأبو بكر وعمر).(2)

 وقد كان ابن عباس -رضي الله عنهما- إن لم يجد للمسألة حكماً في الكتاب أو السنة أفتى بقول أبي بكر وعمر، على ما روى الدارمي بسنده عن عبد الله بن أبي زيد قال: (كان ابن عباس إذا سئل عن الأمر فكان في القرآن أخبر به، وإن لم يكن في القرآن وكان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبر به، فإن لم يكن فعن أبي بكر وعمر، فإن لم يكن قال فيه برأيه).(3) ففي هذه النقول عن الصحابة المتضمنة حسن الثناء على عمر، ورسوخ قدمه في الدين، وعظم شأنه في العلم والعمل بالسنة، أكبر دليل على دحض دعوى الرافضي الجائرة، كما أن في موقف علي من عمر على وجه الخصوص إلزاماً لهذا الرافضي بقول من يعتقد إمامته ويدعي عصمته. فإذا كان عمر على ما يعتقد فيه هذا الرافضي من القول بالرأي، وترك السنة، فلِمَ يتمنى علي أن يلقى الله بمثل عمله ولِمَ يفتى ابن عباس وهو الإمام الجليل من أئمة أهل البيت بقوله أم أن علياً وابن عباس كانا ضالين في هذا !!

 الوجه الرابع: أن الثابت من سيرة عمر وأقواله المأثورة عنه، يدل على بطلان دعوى الرافضي، فقد كان من أشد الناس تمسكاً بالنصوص، والوقوف عندها، وأقواله في ذلك مشهورة:

 فمن ذلك ما أخرجه الدارمي والآجري وغيرهما بسند صحيح عنه أنه قال: (سيأتي أناس يجادلونكم بشبهات القرآن، فجادلوهم بالسنن، فإن أصحاب السنن أعلم بكتاب الله).(4)

 وقد أورد الإمام ابن القيم في كتابه أعلام الموقعين فصلاً خاصاً في المنقول عن عمر في التحذير من الرأي.

 ومما جاء فيه عن عمر أنه قال: (أصبح أهل الرأي أعداء السنن، أعيتهم أن يعوها، وتفلتت منهم أن يرووها، فاستبقوها بالرأي).

 وعنه أنه قال: (اتقوا الرأي في دينكم).

 وقال أيضاً: (السنة ما سنه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، لا تجعلوا خطأ الرأي سنة للأمة).(5)

 قال ابن القيم: «وأسانيد هذه الآثار عن عمر، في غاية الصحة».(6)

فكيف يظن بمن هذا قوله، أن يعارض النصوص برأيه واجتهاده، فإن هذا من أبعد المحال عند التأمل والاعتبار.

 الوجه الخامس: إن قول الرافضي: إن عمر عطل سهم المؤلفة قلوبهم جهل بالشرع ومقاصده، وتطاول على عمربما لا علم لهذا الرافضي به، وذلك أن سهم المؤلفة قلوبهم فرض في الشرع تألفاً لبعض الناس من سادات الناس وكبرائهم على الإسلام وللحاجة إليهم، فلما قوي الإسلام وكثر أتباعه اجتمع رأي الصحابة على عدم إعطاء المؤلفة قلوبهم شيئاً، لعدم الحاجة إليهم، ولزوال السبب الذي كانوا يعطون من أجله.

 قال القرطبي: «قال بعض علماء الحنفية: لما أعز الله الإسلام وأهله، وقطع دابر الكافرين -لعنهم الله-، اجتمعت الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين في خلافة أبي بكر على سقوط سهمهم».(7)

 وقال ابن قدامة «لم ينقل عن عمر، ولا عثمان، ولا علي، أنهم أعطوهم شيئاً».(8)

 وهذا يدل على اتفاق الصحابة على عدم إعطاء المؤلفة قلوبهم في ذلك العهد، وأن هذا هو الذي عليه الخلفاء الثلاثة عمر، وعثمان، وعلي لكن القطع بسقوط سهم المؤلفة قلوبهم ونسبته للصحابة -كما نص على ذلك بعض علماء الحنفية ونقلوا إجماعهم عليه- محل نظر. فالمشهور عن الصحابة هو عدم إعطاء أهل التأليف شيئاً، كما نقل ذلك عنهم ابن قدامة، وهذا لا يلزم منه أنهم كانوا يرون سقوط سهم المؤلفة قلوبهم بالكلية، بل يحتمل أنهم رأوا منع أولئك المعاصرين لهم، لعز الإسلام، وعدم الحاجة إليهم من غير قطع بسقوط سهمهم في كل عصر عند الحاجة إليهم.

 يشهد لهذا أن العلماء من بعد الصحابة اختلفوا في سقوط سهم المؤلفة قلوبهم على قولين: فمنهم من يرى سقوط سهمهم، ومنهم من يرى أن سهمهم باق، وأن عطاءهم بحسب الحاجة إليهم، فإن احتيج إليهم أُعطوا، وإلا لم يعطوا، وهذا بناءً على ما فهموه من فعل الصحابة، الذي كان محتملاً لكل واحد من هذين القولين.

يقول القرطبي ناقلاً الخلاف بين العلماء في المسألة: «واختلف العلماء في بقائهم (أي: المؤلفة قلوبهم) قال عمر، والحسن، والشعبي وغيرهم: انقطع هذا الصنف بعز الإسلام وظهوره، وهذا مشهور من مذهب مالك وأصحاب الرأي...

وقال جماعة من العلماء: هم باقون لأن الإمام ربما احتاج أن يستأنف على الإسلام، وإنما قطعهم عمر لما رأي من إعزاز الدين.

 قال يونس: سألت الزهري عنهم فقال: لا أعلم نسخاً في ذلك.

 قال أبو جعفر النحاس: فعلى هذا الحكم فيهم ثابت، فإن كان أحد يحتاج إلى تألفه، ويخاف أن تلحق المسلمين منه آفة، أو يرجى أن يحسن إسلامه بعد، دُفِعَ إليه.

 قال القاضي عبد الوهاب: إن احتيج إليهم في بعض الأوقات أُعطوا من الصدقة.

 وقال القاضي ابن العربي: الذي عندي أنه إن قوي الإسلام زالوا، وإن احتيج إليهم أعطوا سهمهم كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطيهم فإنّ في الصحيح (بدأ الإسلام غريباً وسيعود كما بدأ)(9)».(10)

 ومن خلال هذا العرض لأقوال الصحابة والعلماء في المسألة يتبين لنا أمران:

 الأول: أن القول بمنع المؤلفة قلوبهم عطاياهم لما قوي الإسلام لم يكن قول عمر وحده، وإنما هو قول عامة الصحابة، وهو الذي درج عليه عمل الخليفتين الراشدين من بعد عمر: عثمان وعلي، كما نقل ذلك العلماء عنهم، فلِمَ التشنيع على عمر في قول شاركه فيه عامة الصحابة، وكان على العمل به الخليفتان الراشدان من بعده (عثمان وعلي) -رضي الله عنهما-!! وإذا كانت الرافضة تعتقد في علي أنه الإمام المعصوم من الخطأ، المنزه عن السهو، والغفلة، والزلل، فما بال هذا الرافضي يطعن في عمر في أمر قد حكم به الإمام المعصوم عنده، طيلة مدة خلافته، وسنه للأمة من بعده؟!

الثاني: أن منع المؤلفة قلوبهم من عطاياهم، في حال عز الإسلام وعدم الحاجة إليهم لا يقتضي سقوط سهمهم بالكلية عند المانع لهم في تلك الحال، وبالتالي فنسبة القول بسقوط سهم المؤلفة قلوبهم بالكلية لعمر ولغيره من الصحابة بمنعهم أهل التأليف عطاياهم في ذلك العهد، تبقى محل نظر، حتى يرد النص الصحيح منهم بالتصريح بالحكم المذكور. وهذا مما تندفع به مطاعن الرافضي على عمر، في دعواه أنه عطل سهم المؤلفة قلوبهم، مع ثبوته في كتابه الله تعالى.

 الوجه السادس: أن ما يثبت عن عمر من القول بالرأي، ثبت عن علي مثله، أو أكثر منه في مسائل هي أعظم من المسائل التي تكلم فيها عمر، فالقدح في عمر بهذا، قدح في علي من باب أولى.

 يقول شيخ الإسلام ابن تيميه -رحمه الله- في رده على الرافضي في طعنه على عمر بالقول بالرأي: «والجواب أن القول بالرأي، لم يختص به عمر بل علي كان من أقولهم بالرأي، وكذلك أبوبكر، وعثمان، وزيد، وابن مسعود، وغيرهم من الصحابة كانوا يقولون بالرأي، وكان رأي علي في دماء أهل القبلة ونحوه من الأمور العظائم.

كما في سنن أبي داود وغيره عن الحسن عن قيس بن عباد قال:

قلت لعلي: (أخبرنا عن مسيرك هذا أعهد عهده إليك رسول الله صلى الله عليه وسلم أم رأي رأيته؟ قال: ما عهد النبي صلى الله عليه وسلم إليّ شيئاً ولكنه رأي رأيته)(1) وهذا أمر ثابت، ولهذا لم يرو علي في قتال الجمل وصفين شيئاً، كما رواه في قتال الخوارج، بل روى الأحاديث الصحيحة هو وغيره من الصحابة في قتال الخوارج المارقين، وأما قتال الجمل وصفين فلم يرو أحد منهم فيه نصاً، إلا القاعدون فإنهم رووا الأحاديث في ترك القتال في الفتنة.

 ومعلوم أن الرأي إن لم يكن مذموماً، فلا لوم على من قال به، وإن كان مذموماً فلا رأي أعظم ذماً من رأي أريق به دم ألوف مؤلفة من المسلمين، ولم يحصل بقتلهم مصحلة للمسلمين، لا في دينهم، ولا في دنياهم، بل نقص الخير عما كان، وزاد الشر على ما كان.

الحواشي:

(1) المصنف لابن أبي شيبة 7/440.

(2) أخرجه البخاري في: (كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب عمر بن الخطاب)، فتح الباري 7/41، ح3685، ومسلم: (كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل عمر) 4/1859، ح2389.

 (3) سنن الدارمي 1/71.

(4) أخرجه الدارمي 1/62، والآجرى في الشريعة ص52، وابن بطة في الإبانة الكبرى 1/250، وذكر المحقق أن إسناده صحيح، وأخرجه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة 1/123.

(5) أعلام الموقعين 1/54-55.

(6) المصدر نفسه 1/55.

(7) تفسير القرطبي 8/168.

(8) المغني 9/316.

(9) أخرجه مسلم: (كتاب الإيمان، باب بيان أن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً...) 1/130، ح145.

(10) تفسير القرطبي 8/168.


بعض الشبهات حول الصدّيق والرد عليها

(( مع رجاء قراءة الحواشي للإستفادة ))

فمنها أنه صعد يوماً على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له السبطان (( أنزل عن منبر جدنا )) فعلم ان ليس له لياقة الإمامة . والجواب – على فرض التسليم (1 ) – ان السبطين كانا إذ ذاك صغيرين ، فإن الحسن ولد في الثالثة من الهجرة في رمضان والحسين في الرابعة منها في شعبان ، والخلافة في أول الحادية عشرة ، فأفعالهما إن أعتبرت بحيث تترتب عليها الأحكام لزم ترك التقية الواجبة ، وإلا فلا نقص ولا عيب ، فمن دأب الأطفال أنهم إذا رأوا أحداً في مقام محبوبهم ولو برضائه يزاحمونه ويقولون له قم عن هذا المقام ، فلا يعتبر العقلاء هذا الكلام ، وهم وإن ميزوا عن غيرهم لكن للصبي أحكاماً ، ولهذا أشترط في الإقتداء البلوغ إلى حد كمال العقل . ألا ترى أن الأنبياء لم يبعثوا إلا على راس الأربعين إلا نادراً كعيسى ، والنادر كالمعدوم .

-------------

ومنها انه درأ الحد عن خالد بن الوليد أمير الأمراء عنده ولم يقتص منه ايضاً ، ولهذا أنكر عليه عمر لأنه قتل مالك بن نويرة مع اسلامه ونكح امرأته في تلك الليلة ولم تمض عدة الوفاة . وجوابه أن في قتله شبهة ، إذ قد شهد عنده ان مالكاً وأهله أظهروا السرور فضربوا بالدفوف وشتموا أهل الإسلام عند وفاة النبي صلى الله عليه وسلم (2) ، بل وقد قال في حضور خالد في حق النبي صلى الله عليه وسلم قال رجلكم أو صاحبكم كذا ، ، وهذا التعبير إذ ذاك من شعار الكفار والمرتدين .

وثبت ايضاً أنه لما سمع بالوفاة رد صدقات قومه عليهم وقال : قد نجوت من مؤنة هذا الرجل ، فلما حكى هذا للصديق لم يوجب على خالد القصاص ولا الحد إذ لا موجب لهما (3) . فتدبر .

وعدم الاستبراء بحيضة لا يضر ابا بكر ، وخالد غير معصوم ، على أنه لم يثبت أنه جامعها في تلك الليلة في كتاب معتبر (4) . وقد أجيب عنه بان مالكاً كان قد طلقها وحبسها عن الزواج على عادة الجاهلية مدة مضى العدة ، فالنكاح حلال .

ثم أن الصديق قد حكم في درء القصاص حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قد ثبت في التواريخ أن خالداً هذا أغار على قوم مسلمين (5) فجرى على لسانهم (( صبأنا صبأنا )) أى صرنا بلا دين ، وكان مرادهم انا تبنا عن ديننا القديم ودخلنا الصراط المستقيم فقتلهم خالد ، حتى غضب عبدالله بن عمر فاخبر النبي صلى الله عليه وسلم فاسف وقال : اللهم إنى أبرأ إليك مما صنع خالد ، ولم يقتص منه (6) ، فالفعل هو الفعل . على أن الصديق أداهم الدية .

ويجاب أيضاً أنه لو توقف الصديق في القصاص طعناً لكان توقف الأمير في قتلة عثمان أطعن . وليس ، فليس . وأيضاً أستيفاء القصاص إنما يكون واجباً لو طلبه الورثة . وليس ، فليس . بل ثبت أن أخاه متمم بن نويره أعترف بارتداده في حضور عمر مع عشقه له ومحبته فيه محبة تضرب بها الأمثال ، وفيه قال :

وكنا كندمانى جذيمة حقبة فلما تفرقنا كأنى ومالكاً من الدهر حتى قيل لن يتصعدها لطول اجتماع لم نبت ليلة معاً ثم إن عمر ندم عما كان من إنكاره زمن الصديق (7) والله ولي التوفيق .

-----------------

ومنها أن أبا بكر كان يقول إن لي شيطاناً يعتريني ، فإن أستقمت فأعينوني ، وإن زغت فقوموني . ومن هذا حاله لا يليق للإمامة . ويجاب بأن هذا غير ثابت عندنا ، فلا إلزام . بل الثابت أنه اوصى عمر قبل الوفاة فقال : (( والله ما نمت فحلمت ، وما شبهت فتوهمت ، وإنى لعلى السبيل ما زغت ، ولم آل جهداً . وإني أوصيك بتقوى الله تعالى )) ألخ . نعم قال في أول خطبة خطبها على ما في مسند الإمام أحمد : يا أصحاب الرسول أنا خليفة الرسول فلا تطلبوا مني الأمرين الخاصين بالنبي صلى الله عليه وسلم : الوحي ، والعصمة من الشيطان . وفي آخرها : إني لست معصوماً فإطاعتي فرض عليكم فيما وافق الرسول وشريعة الله تعالى من أمور الدين ، ولو أمرتكم بخلافها فلا تقبلوه مني ونبهوني عليه . وهذا عين الإنصاف . ولما كان الناس معتادين عند المشكلات الرجوع إلى وحي إلهي وإطاعة النبي صلى الله عليه وسلم كان لازماً على الخليفة التنبيه على الإختصاص بالجناب الكريم .

 وأيضاً روى في ( الكافى ) للكليني في رواية صحيحة عن جعفر الصادق أن لكل مؤمن شيطاناً يقصد إغواءه ، وفي الحديث المشهور ما يؤيد هذا ايضاً فقد قال صلى الله عليه وسلم (( ما منكم من احد إلا وقد وكل به قرينه من الجن )) فقالت الصحابة : حتى أنت يا رسول الله ؟ قال (( نعم ، ولكن الله غلبني عليه لأسلم وآمن من شره )) فأي طعن فيما ذكروه ؟

والمؤمن يعتريه الشيطان بالوسوسة فينتبه ، قال تعالى [ إن الذين أتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون]. نعم إن النقصان في أتباع الشيطان ، وهو بمعزل عنه .

------------------

ومنها أنه روى عن عمر بن الخطاب أنه قال ألا إن بيعة أبي بكر كانت فلتة وقي الله المؤمنين شرها ، فمن عاد بمثلها فاقتلوه قالوا : ويؤيد هذه الرواية رواية البخاري في صحيحه فقد دلت صراحة على بيعة أبي بكر قد وقعت بغتة بلا تأمل ولا مشورة ، وإنها غير تمسك بدليل ، فلم يكن إماماً بحق . والجواب أن هذا الكلام صدر من عمر في زجر رجل كان يقول : إن مات عمر أبايع فلاناً وحدي أو مع آخر كما كان في مبايعة أبي بكر ثم أستقر الأمر عليها ، فمعنى كلام الفاروق في ردة لهذا القول أن بيعة رجل أو رجلين شخصياً من غير تأمل سابق ومراجعة أهل الحل والعقد ليست بصحيحة ، وبيعة ابي بكر وإن كانت فجأة بسبب مناقشة الأنصار وعدم وجود فرصة للمشورة فقد حلت محلها وصادفت أهلها للدلائل على ذلك والقرائن على ما هنالك كإمامة الصلاة ونحوها وهذا معنى (( وقي الله المؤمنين شرها )) فلا يقاس غيره به . وفي آخر هذه الرواية التى رواها الشيعة (( وأيكم مثل أبي بكر )) أي في الأفضلية والخبرية وعدم الاحتياج إلى المشورة . على أنه قد يثبت عند أهل السنة وصح أن سعد بن عبادة وأمير المؤمنين علياً والزبير قد بايعوه بعد تلك المناقشة واعتذروا له عن التخلف أول الأمر .

-----------------------

ومنها أن أبا بكر كان يقول للصحابة : إني لست بخير منكم ، وعلى فيكم . فإن كان صادقاً في هذا القول لم يكن لائقاً للإمامة البتة ، إذ المفضول لا يليق مع وجود الفاضل . وإن كان كاذباً فكذلك عد الكاذب فاسق والفاسق لا يصلح للإمامة . والجواب على فرض التسليم بما يجاب من قبلهم عما يثبت في الصحيفة الكاملة وهي من الكتب الصحيحة عندهم من قول الإمام السجاد (( انا الذى أفنت الذنوب عمره الخ )) فإن كان صادقاً بهذا الكلام لم يكن لائقاً للإمامة أن الفاسق المرتكب للذنوب لا يصلح للإمامة ، وكذا إن كان كاذباً ، لما مر . فما هو جوابهم فهو جوابنا . وزاد بعض الشيعة على قول (( إني لست بخير منكم )) لفظ (( اقيلوني أقيلوني )) فأعترض على هذا البهتان بأن أبا بكر قد أستعفى عن الإمامة فلا يكون قابلاً لها . والجواب – على فرض تسليمه – بما يجاب عما صح في كتب الشيعة من أن الأمير لم يكن يقبل الخلافة بعد شهادة عثمان إلا بعد أن كثر إلحاح المهاجرين والأنصار ، على أنه لو صح ذلك عن أبي بكر لكان دليلاً على عدم طمعه وحبه للرياسة والإمام بل إن الناس قد أجبروه على قبولها .

---------------------------------

ومنها أن أبا بكر ما كان يعلم بعض المسائل الشرعية ، فقد أمر بقطع يد السارق اليسرى ، واحرق لوطياً ، لم يعلم مسألة الجدة والكلالة ، فلا يكون لائقاً للإمامة غذ العلم بالأحكام الشرعية من شروط الإمامة بإجماع الفريقين . الجواب عن الأمر الأول أن قطع يد السارق اليسرى في السرقة الثالثة موافق للحكم الشرعي . فقد روى الإمام محيى السنة البغوى في ( شرح السنة ) عن ابي هريرة قال : قال رسول اللهﷺ في حق السارق (( إن سرق فأقطعوا يده ، ثم إن سرق فاقطعوا رجله ، ثم إن سرق فاقطعوا يده ، ثم إن سرق فأقطعوا رجله )) . قال البغوي : أتفق أهل العلم على أن السارق أول مرة تقطع يده اليمنى ، ثم إذا سرق ثانياً تقطع رجله اليسرى ، ثم إذا سرق ثالثاً تقطع يده اليسرى بناء على قول الأكثر ، ثم إذا سرق رابعاً تقطع رجله اليمنى ثم إذا سرق بعده يعزر ويحبس . والذى قطع أبو بكر يده اليسر كان في المرة الثالثة فحكمه موافق لحكمةﷺ . والجواب عن الثاني أن الصديق لم يحرق أحداً في حال الحياة ، لأن الرواية الصحيحة إنما جاءت عن سويد عن أبي ذر أنه امر بلوطي فضربت عنقه ثم أمر به فأحرق ، وإحراق الميت لعبرة الناس جائز كالصلب ، ولذلك فإن الميت لا تعذيب له بمثل هذه الأمور لعدم الحياة . وعلى فرض تسليم روايتهم فالذى يجيبون به عن إحراق علي بعض الزنادقة فهو جوابنا ، وقد ثبت ذلك في كتبهم ، فقد روى المرتضى الملقب عندهم بعلم الهدي في كتاب ( تنزيه الأنبياء والأئمة ) أن علياً أحرق رجلاً أتى غلاماً في دبره . والجواب عن الثالث أن هذا الطعن لا يوجب إلزام أهل السنة ، إذ العلم بجميع الأحكام بالفعل ليس شرطاً في الإمامة عندهم ، بل الإجتهاد . ولما لم تكن النصوص مدونه في زمنه ولا روايات الأحاديث مشهورة في ايام خلافته استفسر من الصحابة . قال في ( شرح التجريد ) أما مسألة الجدة والكلالة فليست بدعاً من المجتهدين ، إذ يبحثون عن مدارك الأحكام ويسألون من أحاط بها علماً ، ولهذا رجع علي في بيع أمهات الأولاد إلى قول عمر ، وذلك لا يدل على عدم علمه ، بل هذا التفحص والتحقيق يدل على أن أبا بكر الصديق كان يراعي في أحكام الدين كمال الاحتياط ويعمل في قواعد الشريعة بشرائط الاهتمام التام . ولهذا لما أظهر المغيرة مسألة الجدة سأله : هل معك غيرك ؟ وإلا فليس التعدد شرطاً في الرواية ، فهذا الأمر في الحقيقة منقبه عظمى له . وقد روى عبدالله بن بشر أن علياً سئل عن مسألة فقال (( لا علم لي بها )) . جازى الله تعالى هذه الفرقة الضالة بعدله حيث يجعلون المنقبة منقصة .

فرصاص من احببته ذهب كما ذهب الذى لم ترض عنه رصاص

الحواشي:

( 1 ) وهذا الفرض لضيق المقام عن المناقشة في صحته ، ولأنه لا يستحق المناقشة إذ المقرر عند جميع عقلاء المذاهب والأمم أن الأصل في مثل هذه الأخبار الكذب في جميع كتب الشيعة حتى المحترمة منها . فكل خبر مصدره شيعي يحتاج الشيعي أن يثبت صحته بصدق رواته قبل أن يحتاج غير الشيعي إلى أن يثبت عكس ذلك ، لأن الأصل هو العكس دائماً بلا استثناء .

( 2 ) وزاد مالك بن نويرة على ذلك انه التحق بسجاح المتنبئة . ويقول البلاذرى في فتوح البلدان إن مالكاً وقومه قاتلوا سرايا خالد في البطاح فنصر الله سرايا خالد عليهم وأسروا مالكاً وأصحابه .

( 3 ) وفي شرح الحماسة للخطيب التبريزي أن أبا بكر هو الذى امر خالداً بقتل مالك ولم يفعل هذا إلا بما عنده من العلم عن ردة مالك وفساد سريرته وما ترتب على ذلك من فساد علانيته .

( 4 ) بل المقرر في الروايات المعتبرة عند أبن جرير وفي البداية والنهاية لابن كثير أن خالداً لم يدخل بهذه السبية إلا بعد انقضاء عدتها . وللأستاذ الشيخ أحم شاكر تحقيق نفيس في امر مالك بجزء شعبان سنة 1364 من مجلة الهدي النبوي لسنتها التاسعة فارجع إليه .

( 5 ) هم بنو جذيمة .

( 6 ) لأن خالداً كان معذوراص فيما فعل بعد أن سمعهم ردتهم بقولهم (( صبأنا صبأنا )) أما براءتهﷺ مما فعل خالد فلا علان أنه لم يامره بذلك . ولولا أنهﷺ رأى خالداً معذوراً فيما فعل لعزله وأقتص منه .

( 7) لأن عمر تاثر أولا بمبالغات ابي قتادة ثم استوعب الحقيقة فندم على ما كان من تعجله.


عبد الله بن مسعود كان يحك المعوذتين من المصحف

 الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه أجمعين. أما بعد فهذا بحث حول رواية حك عبد الله بن مسعود للمصحف أرجو الافادة والاستفادة منه. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى 21226 حدثنا عبد الله حدثني محمد بن الحسين بن أشكاب ثنا محمد بن أبي عبيدة بن معن ثنا أبي عن الأعمش عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد قال كان عبد الله يحك المعوذتين من مصاحفه ويقول انهما ليستا من كتاب الله» (رواه أحمد في المسند5/129 والطبراني في المعجم) من طريق أبي إسحاق السبيعي والأعمش وهو سليمان بن مهران وكلاهما ثقة مدلس من رجال الصحيحين وقد اختلط السبيعي بأخرة. فإذا أتيا بالرواية معنعنة تصير معلولة (العلل للدارقطني). وهذه الرواية معلولة بالعنعنة. وحكي عن كليهما الميل إلى التشيع. وقد أنكر ابن حزم والنووي والباقلاني ثبوت شيء عن ابن مسعود في ذلك. وذهب ابن حزم إلى ضعف بأنه قد صحت قراءة عاصم عن زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود وفيها أم القرآن والمعوذتان (المحلى1/13). وقال النووي « أجمع المسلمون على أن المعوذتين والفاتحة وسائر السور المكتوبة في المصحف قرآن. وأن من جحد شيئا منه كفر. وما نقل عن ابن مسعود في الفاتحة والمعوذتين باطل ليس بصحيح عنه» (المجموع شرح المهذب3/396). وهذا وعلى افتراض صحة الرواية عن ابن مسعود فإنها أقل من حيث درجة الصحة من قراءة عاصم المتواترة. فقد تواترت عن ابن مسعود قراءته بطريق أصحابه من أهل الكوفة، وتلقاها عاصم عن زر بن حبيش عنه رضِى الله عنه. وهِى التِى يرويها أبو بكر بن عياش عن عاصم, وتواترها البالغ مما لا يتناطح فيه, (أنظر كتاب الأصول المقارنة لقراءات أبي عمرو البصري وابن عامر الشامي وعاصم بن أبي النجود للدكتور غسان بن عبد السلام حمدون).

 http://www.ust.edu/SSM/D_J_ha/1.html

http://www.ust.edu/SSM/D_J_ha/1.html

  وقد جاء في البخاري « 4693 حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان حدثنا عبدة بن أبي لبابة عن زر بن حبيش وحدثنا عاصم عن زر قال سألت أبي بن كعب قلت يا أبا المنذر إن أخاك بن مسعود يقول كذا وكذا فقال أبي سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي قيل لي فقلت قال فنحن نقول كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم» . وهذا كلام مجمل أعني قوله كذا وكذا. موقف للحافظ ابن حجر قال الحافظ في الفتح « وقد تأول القاضي أبو بكر الباقلاني في كتاب الانتصار وتبعه عياض وغيره ما حكى عن بن مسعود فقال لم ينكر بن مسعود فقال لم ينكر بن مسعود كونهما من القرآن وإنما أنكر اثباتهما في المصحف فإنه كان يرى أن لا يكتب في المصحف شيئا الا إن كان النبي صلى الله عليه وسلم أذن في كتابه فيه وكأنه لم يبلغه الإذن في ذلك قال فهذا تأويل منه وليس جحدا لكونهما قرآنا وهو تأويل حسن إلا أن الرواية الصحيحة الصريحة التي ذكرتها تدفع ذلك حيث جاء فيها ويقول أنهما ليستا من كتاب الله نعم يمكن حمل لفظ كتاب الله على المصحف فيتمشى التأويل المذكور» (فتح الباري8/472). قلت: قد سبق أن الرواية من طريق أبي إسحاق السبيعي والأعمش وكلاهما مدلسان وقد جاءت روايتهما معنعنة. وهي علة في الحديث يصعب المسارعة إلى تصحيح سندها فضلا عن أن تغلب القراءة المتواترة عن عبد الله بن مسعود والمتضمنة للمعوذتين. فإنه على افتراض ثبوت السند إلى عبد الله بن مسعود في إنكاره للمعوذتين فإن لذلك توجيهات

مهمة: 1- أن هذا الصحيح المفترض لا يبلغ في درجة صحته قراءة عاصم عن ابن مسعود المتواترة والتي تضمنت المعوذتين والفاتحة. 2- من المعلوم أن القراءات الثلاث ترجع إلى عدد من الصحابة، فقراءة أبي عمرو رحمه الله تعالى ترجع بالسند إلى الصحابي الجليل أبي بن كعب، وترجع قراءة عاصم بالسند إلى الصحابيين الجليلين علي رضي الله عنه وابن مسعود رضي الله عنه، وترجع قراءة ابن عامر الشامي بالسند إلى الصحابيين الجليلين عثمان بن عفان وأبي الدرداء رضي الله عنهما. 3- أن هذا كان منه في فترة وجيزة بين موت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم إلى أن تم جمع الصحابة على القرآن بالإجماع. فأما بعد هذا فلم يحك عنه شيء من الإصرار على ذلك. وكان يدرس القرآن ويفسره على الناس طيلة حياته بعد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم إلى أن توفاه الله. ولم يحك عنه بعد الجمع أي إصرار أو استنكار. ولو أنه بقي على موقفه لبلغنا ذلك كما بلغنا إصرار بعض الصحابة كابن عباس الذي بقي حتى خلافة عمر وهو يظن أنه لم يرد من النبي كلام حول تحريم متعة النساء. 4- أن هذا القول قد صدر منه ولم يكن الإجماع قد استقر بعد. فأما لو ثبت عن أحد المنازعة فيه بعد إجماع الصحابة عليه فهو منهم كفر. ولهذا حكمنا بالكفر في حق كل من شكك في القرآن من الرافضة بعد استقرار الإجماع على هذا القرآن الذي بين أيدينا. 5- أن عبد الله بن مسعود لم يقل ما قاله المجلسي والعاملي والمفيد من أن القرآن قد وقع فيه التحريف مادة وكلاما وإعرابا. 6- أن هذا يؤكد ما نذهب إليه دائما من أن الصحابة ليسوا معصومين في آحادهم، وإنما هم معصومون بإجماعهم. وهم لن يجمعوا على ضلالة. 7- أين هذا من طعن الشيعة بعلي حيث وصفوه بباب مدينة العلم وأنه بقي ستة أشهر يجمع القرآن ثم زعموا أنه غضب من الصحابة فأقسم أن لا يروا هذا القرآن الذي جمعه هو. وبقي القرآن إلى يومنا هذا غائبا مع الإمام الغائب. 8- أين هذا من ادعاء الشيعة بعد انقراض جيل الصحابة على أن هذا القرآن الذي بأيدينا اليوم وقع فيه التحريف وحذف منه اسم علي وأسماء أهل البيت. 9- أن من استنكر من ابن مسعود هذا الموقف من سورتين قصيرتين فيكون عليه من باب أولى أن يستنكر ما هو أعظم منه وهو قول الرافضة بأن الظاهر من ثقة الإسلام الكليني أنه كان يعتقد بالتحريف والنقصان في كتاب الله (مقدمة تفسير الصافي ص 14 و 47 طبع سنة 1399ه)

عبد الرحمن محمد سعيد دمشقية


 أيهبط الوحي على معقل الشيطان ويكون مرقد النبي ?

 مرت القرون ولا يزال الرافضة يحتجون بحديث نافع عن عبد الله رضي الله عنه قال قام النبي صلى الله عليه وسلم خطيبا فأشار نحو مسكن عائشة فقال هنا الفتنة ثلاثا من حيث يطلع قرن الشيطان». وحديث « رأس الكفر قِبَل المشرق » (مسلم رقم (52) والبخاري (3301). وعجبا لهذا الفهم السقيم الذي يلزم منه اتهام النبي بالتناقض ومساكنة الشيطان وأن الوحي يدخل في المسكن الذي يطلع منه قرن الشيطان. لقد كان ينزل الوحي على النبي وهو في مسكن عائشة. فكيف يكون وحي الرحمن في معقل الشيطان؟ وهل يرقد نبينا الآن في معقل الشيطان؟ بماذا يجيب الرافضي على سؤال النصراني لو طرح عليه السؤال التالي؟ أين يرقد نبيكم الآن؟ عفوا؟ في المكان الذي يطلع منه قرن الشيطان

لا حاجة عندي إلى دين يكون مدخل النبي ومخرج الشيطان واحدا. فبماذا يجيب الرافضة على هذا الإلزام الذي يكشف الطعن في الدين بقرآنه ونبيه من حيث يظنون أنهم يحسنون صنعا؟ ألا ترون أنكم بكل شبهة توردونها تكون طعنا في دين الاسلام وعونا للكفار على استعمال هذه الشبهات لتوفروا عليهم البحث والعناء كأنكم تقولون لليهود والنصارى ((( خذوا عنا مناسككم)))؟ والحديث يقيد الاتجاه إلى نحو مسكن عائشة وليس في مسكن عائشة يا من عدمتم الانصاف والفهم. قال ابن عمر: قال « سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشير بيده نحو المشرق ويقول: ها إن الفتنة هاهنا » [مسلم2905]. وقال سالم بن عبد الله بن عمر: « يا أهل العراق ما أسألكم عن الصغيرة وأركبكم للكبيرة، سمعت أبي يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الفتنة تجيء من ههنا وأومأ بيده نحو المشرق من حيث يطلع قرنا الشيطان » (مسلم2905). ولقد حارب الصحابة مسيلمة وكانوا يسمون تلك الحرب بحرب اليمامة ولم يوقعوا حديث « نجد قرن الشيطان » على حربهم مع مسيلمة وإنما كانوا يوقعونها على العراق كما تقدم من الروايات الثابتة عنهم.

عبد الرحمن محمد سعيد دمشقية

=============

زيادة توضيح لهذه المسألة

 الإعلام بأن نجدا يطلع منها قرن الشيطان

سعد بن ضيدان السبيعي

  الحمد لله رب العالمين ،والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، أما بعد:

فنجد في اللغة تطلق على عدة معان:قال العيني في عمدة القاري باختصار(2/218) (النجد في اللغة ما أشرف من الأرض واستوى ويجمع على أنجد وأنجاد ونجود ونجد بضمتين وقال القزاز سمي نجدا لعلوه وقيل سمي بذلك لصلابة أرضه وكثرة حجارته وصعوبته من قولهم رجل نجد إذا كان قويا شديدا وقيل سمي نجدا لفزع من يدخله لاستيحاشه واتصال فزع السالكين من قولهم رجل نجد إذا كان فزعا ونجد مذكر ولو أنثه أحد ورده على البلد لجاز له ذلك والعرب تقول نجد ونجد بفتح النون وضمها لغتان). قال ابن الأثير في النهاية (901)(والنجد : ما ارتفع من الأرض ،وهو اسم خاص لما دون الحجاز مما يلي العراق)

روى البخاري في كتاب الفتن ، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم (الفتنة من قبل المشرق) (7092)من طريق معمر عن سالم عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قام على المنبر فقال (الفتنة ههنا، الفتنة ههنا من حيث يطلع قرن الشيطان ، أو قال قرن الشمس)

وروى البخاري في كتاب الفتن ، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم (الفتنة من قبل المشرق)(7092)، ومسلم في كتاب الفتن، باب الفتنة من المشرق من حيث يطلع قرنا الشيطان(7292)بنحوه كلاهما من طريق الليث عن نافع عن ابن عمر رضى الله عنهما أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مستقبل المشرق يقول ألا إن الفتنة هاهنا من حيث يطلع قرن الشيطان )

وروى البخاري في كتاب الفتن ، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم (الفتنة من قبل المشرق) (7094) من طريق ابن عون عن نافع عن ابن عمر قال ذكر النبي صلى الله عليه وسلم اللهم بارك لنا في شامنا اللهم بارك لنا في يمننا قالوا يا رسول الله وفي نجدنا قال اللهم بارك لنا في شامنا اللهم بارك لنا في يمننا قالوا يا رسول الله وفي نجدنا فأظنه قال في الثالثة هناك الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان)

وقد وهم الإمام ابن القيم في تهذيب السنن ( / )وعزى هذا الحديث إلى صحيح البخاري بلفظ (قالوا يا رسول الله وفي عراقنا قال بها الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان) ورواه البخاري أيضاً بمثله في كتاب الاستسقاء ، باب ما قيل في الزلازل والآيات (1037)موقوفاً على عبد الله بن عمر رضى الله عنهما

وروى البخاري في كتاب فرض الخمس ، باب ما جاء في بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم(3104)من طريق نافع عن عبد الله رضى الله عنه قال قام النبي صلى الله عليه وسلم خطيباً فأشار نحو مسكن عائشة فقال (ههنا الفتنة ثلاثاً من حيث يطلع قرن الشيطان) وروى البخاري في كتاب الطلاق، باب الإشارة في الطلاق والأمور(5296)

4من طريق عبدالله بن دينار عن ابن عمر رضى الله عنهما قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول وأشار إلى المشرق :( ألا إن من حيث يطلع قرن الشيطان )

روى مسلم في كتاب الفتن، باب الفتنة من المشرق من حيث يطلع قرنا الشيطان(7293)من طريق يحيى بن سعيد القطان عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن عبدالله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام عند باب حفصة فقال بيده نحو المشرق(الفتنة ههنا من حيث يطلع قرن الشيطان)قالها مرتين أو ثلاثاً.

وقال عبيدالله بن سعيد في روايته:قام رسول الله صلى الله عليه وسلم عند باب عائشة وروى مسلم في كتاب الفتن، باب الفتنة من المشرق من حيث يطلع قرنا الشيطان(7295)من طريق سالم عن ابن عمر قال:خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من بيت عائشة فقال ( رأس الكفر من ههنا،من حيث يطلع قرن الشيطان)يعني المشرق.

وروى مسلم في كتاب الفتن، باب الفتنة من المشرق من حيث يطلع قرنا الشيطان(7296)من طريق سالم عن ابن عمر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشير بيده نحو المشرق(ها إن الفتنة ههنا، ها إن الفتنة ههنا)ثلاثاً حيث يطلع قرن الشيطان يعني المشرق.

ومعنى قول عليه الصلاة والسلام (قرن الشيطان) قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري (13/46) (قوله قرن الشمس ويحتمل أن يريد بالقرن قوة الشيطان وما يستعين به على الإضلال وهذا أوجه وقيل إن الشيطان يقرن رأسه بالشمس عند طلوعها ليقع سجود عبدتها له قيل ويحتمل أن يكون للشمس شيطان تطلع الشمس بين قرنيه).

وفي تحفة الأحوذي (10/315) (( قرن الشيطان) أي حزبه وأهل وقته وزمانه وأعوانه ذكره السيوطي وقيل يحتمل أن يريد بالقرن قوة الشيطان وما يستعين به على الإضلال ). المراد بنجد في هذه الأحاديث – والله أعلم - نجد العراق وذلك لمايلي:

1- روى مسلم في كتاب الفتن، باب الفتنة من المشرق من حيث يطلع قرنا الشيطان(7297)من طريق ابن فضيل عن أبيه قال سمعت سالم بن عبدالله بن عمر يقول :ياأهل العراق ماأسألكم عن الصغيرة ،وأركبكم للكبيرة سمعت أبي عبدالله بن عمر يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الفتنة تجيء من ههنا وأومأ بيده نحو المشرق من حيث يطلع قرنا الشيطان وأنتم يضرب بعضكم رقاب بعض وإنما قتل موسى الذي قتل من آل فرعون خطأ فقال الله عزوجل له (وقتلت نفسا فنجيناك من الغم وفتناك فتونا). فقول سالم بن عبدالله بن عمر ياأهل العراق ماأسألكم عن الصغيرة ،وأركبكم للكبيرة ثم قوله بعد ذلك سمعت أبي عبدالله بن عمر يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الفتنة تجيء من ههنا وأومأ بيده نحو المشرق من حيث يطلع قرنا الشيطان .يدل على أنه رحمه الله يرى أن قرن الشيطان يخرج من العراق وهو من رواة الحديث وهو أعلم بما روى من غيره. 2- ما أخرجه الفسوي في المعرفة والتاريخ (2/746) ،وأبونعيم في الحلية (6/133) ،وابن عساكر في تاريخ دمشق (1/120) من طرق عن توبة العنبري عن سالم بن عبدالله عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم أن دعا فقال (اللهم بارك لنا في مكتنا ،اللهم بارك لنا في مدينتنا ،اللهم بارك لنا في شامنا ،وبارك لنا في صاعنا ،وبارك لنا في مدينتنا.فقال رجل :يارسول الله وفي عراقنا فأعرض عنه ،فرددها ثلاثاً كل ذلك يقول الرجل :وفي عراقنا ،فيعرض عنه ،فقال: بها الزلازل والفتن ،وفيها يطلع قرن الشيطان) وتوبة العنبري البصري أبو المورع من رجال البخاري ومسلم وثقه أبوحاتم وابن معين كما في الجرح والتعديل (2/446) قال الحافظ ابن حجر عنه في التقريب (183) (ثقة ، أخطأ الأزدي إذ ضعفه) . ولم ينفرد برواية هذا الحديث بل تابعه عليه زياد بن بيان الرقي قال ثنا سالم به. كما عند الطبراني في الأوسط (1/246)،والربعي في فضائل الشام ودمشق (24)،وابن عساكر في تاريخ دمشق(1/121) ،وأورده الهيثمي في المجمع (3/305)وقال:(رواه الطبراني في الأوسط ،ورجاله ثقات).قال الشيخ الألباني رحمه الله في الصحيحة(5/302) عن الإسناد الأول:صحيح على شرط الشيخين ،وعن الإسناد الآخر:جيد. 3- مارواه أحمد في المسند ((6302) الرسالة)من طريق ابن نمير عن حنظلة بن أبى سفيان المكي عن سالم عن ابن عمر قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشير بيده يؤم العراق ها إن الفتنة هاهنا إن الفتنة هاهنا ثلاث مرات من حيث يطلع قرن الشيطان ). قال الشيخ الألباني رحمه الله في فضائل الشام ودمشق (24)(إسناده صحيح على شرط مسلم). فقول ابن عمر رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشير بيده يؤم العراق مفسر للرويات الأخرى التي فيها الإشارة نحو المشرق لذا قال الشيخ حمود التويجري رحمه الله في إتحاف الجماعة (1/140)(وفي هذه الرواية فائدة جليلة وهى البيان بأن منشأ الفتن من جهة العراق لا من جهة نجد التي هى أرض العرب ففيها رد على من زعم من الزنادقة أن المراد بذلك أرض العرب). 4- نص جمع من الحفاظ وشراح الحديث على أن المراد بنجد في الحديث هى نجد العراق كالخطابي والكرماني وابن عبدالبر وأبو العباس ابن تيمية وابن حجر وغيرهم من المتقدمين والمتأخرين:

1- قال ابن حجر في الفتح (13/47)،والعيني في عمدة القاري (24/200) قال الخطابي : (نجد من جهة المشرق ومن كان بالمدينة كان نجده بادية العراق ونواحيها وهي مشرق أهل المدينة ، وأصل نجد ماأرتفع من الأرض وهو خلاف الغور فإنه ما انخفض منها وتهامة كلها من الغور ومكة من تهامة).

2- قال ابن عبد البر في التمهيد : (1/279 ) (وبها يطلع قرن الشيطان قال أبو عمر دعاؤه صلى الله عليه وسلم للشام يعني لأهلها كتوقيته لأهل الشام الجحفة ولأهل اليمن يلملم علما منه بأن الشام سينتقل إليها الإسلام وكذلك وقت لأهل نجد قرنا يعني علما منه بأن العراق ستكون كذلك وهذا من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم) أ. ه. وقال أيضا:(017/12): (في هذا الحديث علم من أعلام نبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم لإخباره بالغيب عما يكون بعده والفتنة ههنا بمعنى الفتن فأخبر صلى الله عليه وسلم عن إقبال الفتن من ناحية المشرق وكذلك أكثر الفتن من المشرق انبعثت وبها كانت نحو الجمل وصفين وقتل الحسين وغير ذلك مما المطلوب ذكره مما كان بعد ذلك من الفتن بالعراق وخراسان إلى اليوم )

3- قال الكرماني كما في الفتح (13/47) : (ومن كان بالمدينة الطيبة صلى الله على ساكنها وسلم كان نجده بادية العراق وهي مشرق أهلها)

4- قال شيخ الإسلام ابن تيمية : مجموع الفتاوى ( 20/316)( ومعلوم أنه كان بالكوفة من الفتنة والتفرق ما دل عليه النص والإجماع, لقول النبي صلى الله عليه وسلم : الفتنة من ههنا الفتنة من ههنا، الفتنة من ههنا، من حديث يطلع قرن الشيطان, وهذا الحديث قد ثبت عنه في الصحيح من غير وجه) .

5-قال الحافظ ابن حجر في الفتح عن الفتن (13/16)(وأول مانشأ ذلك من العراق من جهة المشرق).وقال أيضاً في الفتح (13/51) (وأول الفتن كان من قبل المشرق فكان ذلك سبباً للفرقة بين المسلمين وذلك مما يحبه الشيطان ويفرح به وكذلك البدع نشأت من تلك الجهة)

6- قال الشيخ حمود التويجري رحمه الله في إتحاف الجماعة بماجاء في الفتن والملاحم وأشراط الساعة (1/140)باب ابتداء ظهور الفتن من العراق وكثرتها فيه وفيما يليه من المشرق.

7- قال الشيخ الألباني رحمه الله في الصحيحة(5/305) (بعض المبتدعة المحاربين للسنة والمنحرفين عن التوحيد يطعنون في الإمام محمد بن عبد الوهاب مجدد دعوة التوحيد في الجزيرة العربية ويحملون الحديث عليه باعتباره من بلاد نجد المعروفة اليوم بهذا الاسم،وجهلوا أو تجهلوا أنها ليست هى المقصودة بهذا الحديث وإنما هى العراق كما دل عليه أكثر طرق الحديث، وبذلك قال العلماء قديما كالإمام الخطابي وابن حجر العسقلاني وغيرهم).

وقال رحمه الله في فضائل الشام(26)(فيستفاد من مجموع طرق الحديث أن المراد من (نجد)في رواية البخاري ليس هو الإقليم المعروف اليوم بهذا الإسم وبذلك فسره الإمام الخطابي والحافظ ابن حجر العسقلاني وتجد كلامهما في ذلك في شرح كتاب الفتن من صحيح البخاري للحافظ وتحقق ماأنبأبه عليه السلام فإن كثيرا من الفتن الكبرى كان مصدرها من العراق كالقتال بين سيدنا علي ومعاوية وغيرها مما هو مذكور في كتب التاريخ فالحديث من معجزاته صلى الله عليه وسلم وأعلام نبوته) واعلم أخي القاريء الكريم أن ذلك ليس فيه مذمة لأهل العراق ، كما أن الأرض إذا كانت مقدسة فليس في ذلك مدحاً لأهلها ،فكون العبد من أهل بلد مذموم لايلزم من ذلك أن يكون مذموماً في نفسه إذا كان صالحاً مصلحاً.في موطأ الإمام مالك (2/589)،والحلية (1/205)،وتاريخ دمشق (21/441) من طريق يحيى بن سعيد قال كتب أبو الدرداء رضى الله عنه وهو في الشام إلى سلمان الفارسي رضى الله عنه(أن هلم إلى الأرض المقدسة فكتب إليه سلمان إن الأرض لاتقدس أحداً،وإنما يقدس الإنسان عمله).وإسناده منقطع يحيى بن سعيد لم يدرك أبا الدرداء ، ورواه اللالكائي في اعتقاد أهل السنة(1718)،وابن عساكر في تاريخ دمشق (1/150) من طريق يحيى بن سعيد عن عبدالله بن هبيرة النصري قال كتب أبو الدرداء رضى الله عنه.. الحديث (لاتقدس أحدا) لاتطهره من ذنوبه ولاترفعه إلى أعلى الدرجات.والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. الداعية بوزارة الشئون الإسلامية سعد بن ضيدان السبيعي  

كذلك سأورد لكم رد الشيخ الفاضل سعود الزمانان حفظه الله

قالوا بأن الفتنة من بيت عائشة :

 قام النبي صلى الله عليه وسلم خطيباً فأشار نحو مسكن عائشة فقال :(( ههنا الفتنة ، ههنا الفتنة ، ههنا الفتنة ، من حيث يطلع قرن الشيطان )) .

 الرد :

 - أولاً : وهذا الحديث لا غبار عليه ، وورد في كتاب الوصايا وفرض الخمس من صحيح البخاري ، وليس في هذا الحديث ما يدين عائشة رضي الله عنها .

- ثانياً :مقصود الحديث أن منشأ الفتن من جهة المشرق وكذا وقع كما قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري ( المعتزلة – القدرية – الخوارج – الرفض والتشيع – الجهمية –وغيرهم كثير ). - ابن حجر : فتح الباري 6 / 420

- والذي يتسنى له زيارة مسجد النبي صلى الله عليه وسلم يلاحظ أن حجرة عائشة رضي الله عنها ، حيث دفن النبيﷺ تقع شرقي المنبر ، لا تفصله عنها سوى الروضة الشريفة .

- ثالثاً : ويبدو واضحاً من خلال أطراف الحديث ، أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أراد أهل المشرق ، ولم يقصد عائشة رضي الله عنها بسوء ومن جمع طرق الحديث تبين له ذلك جيدا. والحديث رواه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ، وأطرافه في فرض الخمس رقمه في فتح الباري ( 2873 ) والجمعة ( 979 ) والمناقب ( 3249) والطلاق ( 4885 ) والفتن ( 6563 ) و ( 6564 ) و (6565 ) . - انظر فتح الباري 6 / 420 وما بعدها و 13 / 58 .

- رابعاً : أما قولهم أشار إلى بيت عائشة فهذا كذب وزور وبهتان ، فلم يرد في طرق الحديث أشار إلى بيت عائشة وإنما نحو بيت عائشة ، وجاء في رواية عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشير إلى المشرق فقال : (( إن الفتنة هاهنا ، إن الفتنة هاهنا ، من حيث يطلع قرن الشيطان )) أو قال (( قرن الشمس )) . - أخرجه البخاري في بدء الخلق والفتن وأشراط الساعة ، والترمذي في الفتن والمناقب ، واحمد في المسند . قرن الشمس : قال الداودي : للشمس قرن حقيقة ،ويحتمل أن يريد بالقرن قوة الشيطان وما يستعين به على الإضلال ، وقيل إن الشيطان يقرن رأسه بالشمس عند طلوعها ليقع سجود عبدتها له . وقيل : ويحتمل أن يكون للشمس شيطان تطلع الشمس بين قرنيه . ابن حجر : فتح الباري ، 13 / 58 .

 - وفي رواية أخرى قال : ذكر النبي صلى الله عليه وسلم : (( اللهم بارك لنا في شامنا ، اللهم بارك لنا في يمننا )) قالوا: يا رسول الله وفي نجدنا ، قال : (( اللهم بارك لنا في شامنا ، اللهم بارك لنا في يمننا )) قالوا : يا رسول الله ، وفي نجدنا ، فأظنه قال في الثالثة : (( هناك الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان )) .

- قال الخطابي :" نجد من جهة المشرق ومن كان بالمدينة كان نجده بادية الفرق ونواحيها وهي مشرق أهل المدينة ، وأصل النجد ما ارتفع من الأرض ، وهو خلاف الغور فإنه ما انخفض منها ، وتهامة كلها من الغور ومكة من تهامة " .-ابن حجر : فتح الباري 13 / 58

 - وعن سالم بن عبد الله بن عمر أنه قال :" يا أهل العراق ! ما أسألكم عن الصغيرة وأركبكم للكبيرة سمعت أبي عبد الله بن عمر يقول :" سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إن الفتنة تجيء من ههنا وأومأ بيده نحو المشرق من حيث يطلع قرنا للشيطان " البخاري 7094.

- خامساً : هذا طعن بالنبي – صلى الله عليه وسلم – فبيت عائشة هو بيت النبي – صلى الله عليه وسلم - وبه دفن .

- اختيار النبي – صلى الله عليه وسلم – أن يمرض في بيتها ، وكانت وفاته بين سحرها ونحرها ، وفي يومها وفي بيتها ، واجتمع ريق رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بريقها في آخر أنفاسه :

- قال أبو الوفا بن عقيل رحمه الله :" انظر كيف اختار لمرضه بيت البنت ، واختار لموضعه من الصلاة الأب ، فما هذه الغفلة المستحوذة على قلوب الرافضة ، عن هذا الفضل والمنزلة التي لا تكاد تخفى عن البهيم فضلا عن الناطق " استدراكات عائشة على الصحابة ص 30 .

- مسلم (418) من حديث عائشة – رضي الله عنها – قالت : " أول ما اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت ميمونة ، وكان يقول : أين أنا غداً ؟ فاستأذن أزواجه أن يمرض في بيتها وأذنّ له ، فكان في بيتي حتى مات في اليوم الذي يدور عليّ فيه "

- البخاري :عن عائشة قالت : " إن من نعم الله عليّ أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – توفي في بيتي ، وفي يومي ، وبين سحري ونحري ، وأن جمع بين ريقي وريقه عند الموت دخل عبد الرحمن بن أبي بكر على النبي- صلى الله عليه وسلم - وأنا مسندته إلى صدري ومع عبد الرحمن سواك رطب يستن به فأبده رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بصره فأخذت السواك فقصمته ونفضته وطيبته ثم دفعته إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فاستن به فما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استن استنانا قط أحسن منه فما عدا أن فرغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رفع يده أو إصبعه ثم قال في الرفيق الأعلى ثلاثا ثم قضى وكانت تقول مات بين حاقنتي وذاقنتي " .


وقرن في بيوتكن

القول بأن أم المؤمنين عائشة خالفت قوله تعالى {وقرن في بيوتكن ولا تبرّجْنَ تبرُّج الجاهليةِ الأُولى}

 فجواباً على ذلك أقول:

 1- أن عائشة رضي الله عنها بخروجها هذا لم تتبرج تبرّج الجاهلية الأولى!

 2-الأمر بالاستقرار في البيوت لا ينافي الخروج لمصلحة مأمور بها، كما لو خرجت للحج والعمرة أو خرجت مع زوجها في سفرة، فإن هذه الآية نزلة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم

 وقد سافر بهنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك، كما سافر في حجة الوداع بعائشة رضي الله عنها وغيرها، وأرسلها مع عبد الرحمن أخيها فأردفها خلفه، وأعمرها من التنعيم،

 وحجة الوداع كانت قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بأقل من ثلاثة أشهر بعد نزول هذه الآية، ولهذا كان أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يحججن كما كنّ يحججن معه في خلافة عمر رضي الله عنه وغيره، وكان عمر يوكل بقطارهن عثمان أو عبد الرحمن بن عوف، وإذا كان سفرهن لمصلحة جائزاً فعائشة اعتقدت أن ذلك السفر مصلحة للمسلمين ( أي في حرب الجمل ، لأن شبهتهم هذه طرحت لهذه المسألة )


   استنكار عبد الحسين الموسوي سهو النبي صلى الله عليه وسلم

10- (ص 92) أورد عبد الحسين حديث :"سهو النبي عن ركعتين" : أخرج الشيخان فيما جاء في السهو من صحيحيهما عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَال:َ صَلَّى النَّبِيُّ إِحْدَى صَلَاتَيِ الْعَشِيِّ وَأَكْثَرُ ظَنِّي الْعَصْرَ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ سَلَّمَ ثُمَّ قَامَ إِلَى خَشَبَةٍ فِي مُقَدَّمِ الْمَسْجِدِ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهَا وَفِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ فَهَابَا أَنْ يُكَلِّمَاهُ وَخَرَجَ سَرَعَانُ النَّاسِ فَقَالُوا: أَقَصُرَتِ الصَّلَاةُ؟ وَرَجُلٌ يَدْعُوهُ النَّبِيُّ ذُو الْيَدَيْنِ فَقَالَ: أَنَسِيتَ أَمْ قَصُرَتْ؟ فَقَالَ: لَمْ أَنْسَ وَلَمْ تُقْصَرْ! قَال:َ بَلَى قَدْ نَسِيتَ! فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ! ثُمَّ سَلَّمَ ثُمَّ كَبَّر!َ فَسَجَدَ الحديث .

ثم أخذ المؤلف يصول ويجول ويشكك في الحديث قائلاً ( أحدها أن مثل هذا السهو الفاحش لا يكون ممن فرّغ للصلاة شيئاً من قلبه أو أقبل عليها بشيئ من لبه، وإنما يكون من الساهين عن صلاتهم، اللاّهين عن مناجاتهم، وحاشا أنبياء الله من أحوال الغافلين ، وتقدّسوا عن أقوال الجاهلين، فإن أنبياء الله عزوجل ولا سيما سيدهم وخاتمهم أفضل مما يظنون على أنه لم يبلغنا مثل هذا السهو عن أحد ولا أظن وقوعه إلا ممن بمثل حال القائل :

أصلّي فما أدري إذا ما ذكرتها أئثنتين صليت الضحى أم ثمانياّ ؟

وأما وسيد النبيين وتقلبه في الساجدين ، إن مثل هذا السهو لو صدر منّي لأستولى عليّ الحياة وأخذني الخجل واستخف المؤتمون بي وبعبادتي ومثل هذا لا يجوز على الأنبياء الله أبداً ...) الخ .

قلت: أولاً: أن القرآن دلّ على نسيان الأنبياء في مواضع كثيرة في القرآن الكريم. يقول الله تعالىلنبيه الكريم { سَنُقْرِئُكَ فَلا نَنسَى} [ الأعلى /6[، وقال عزوجل : { وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُضُونَ فىِ ءَايَتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتّى يَخُضُوا فىِ حَدِيثٍ غِيْرِهِ وَإمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطنُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوم الظَّلِمِينَ } ،[ الأنعام 68 [ وقال عزوجل : { وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِينِ رَبّيِ لأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَداً} [الكهف /24]. وقال عزوجل : { وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَهُ لآ أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا فَلَمَّا بَلَغا مَجْمَعَ بينِهِمَا نَسِيَا حُوتهُمَا فَاتخَذَ سَبِيلَهُ فيِ الْبَحْرِ سَرَبا فلَمَّا جاوَزَا قالَ لِفَتَهُ ءَاتنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا قَالَ أَرءَيْتَ إِذْ أَوَينَا إِلَى الصّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَنِيهُ إِلاّ الشَّيْطَنُ أَنْ أَذْكُرْهُ } [الكهف /60-63[ ، ومثل هذا كثير في القرآن الكريم .

ثانياً : أن الحديث رواه غير أبي هريرة كابن مسعود وعمران رضي الله عنهم .

وأما إنكار عبد الحسين سهو النبي صلى الله عليه وآله وسلم فهذا من مذهب الغلاة الذين ينفون السهو.

وسوف أثبت لهذا المؤلف وغيره أن إنكار السهو من إمامه الذي يعتقد أنهم لا يخطئون ولا ينسون وأنهم حجج الله على خلقه .

وعن أبي صلت الهروي قال: قلت للرضا (ع) إن في سواد الكوفة قوما يزعمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يقع عليه السهو في صلاته ، فقال: كذبوا لعنهم الله إن الذي لا يسهو هو الله الذي لا إله إلاهو .

وقال شيخهم الصدوق : ( ليس سهو النبي صلى الله عليه وآله وسلم كسهونا لأن سهوه من الله عزوجل اسهاه ليعلم أنه بشر فلا يتخذ معبوداً دونه وسهونا من الشيطان ...) .

والحقيقة أن الشيعة اختلفت عقائدها في " مسألة سهو النبي صلى الله عليه وآله وسلم " ، فكانت عقيدتهم في أول الأمر في عصر القمي الملقب عندهم بالصدوق - كما مرّ قوله - وشيخه محمد بن الحسن بن الوليد كان عقيدتهما وعقيدة جمهور الشيعة أن أول درجة في الغلو هو نفي السهو عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فكانوا يعدون من ينفي السهو عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم من الشيعة الغلاة !!وأظن أن عبد الحسين وشيعته من الغلاة كما هو واضح .

بل اعتبر القمي أن الذين ينفون السهو عن الأئمة من المفوضة لعنهم الله على حد تعبيره ، وأنهم ليسوا من الشيعة في نظرهم .

يقول شيخهم ابن بابويه الملقب بالصدوق في "من لا يحضرة الفقيه"(1/234): (أن الغلاة والمفوضة لعنهم الله ينكرون سهو النبي صلى الله عليه وآله وسلم ) .

وذكر أن شيخه بن الوليد يقول:( أول درجة في الغلو نفي السهو عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولو جاز أن ترد الأخبار الواردة في هذا المعني لجاز أن نرد جميع الأخبار و في ردها إبطال الدين و الشريعة، وأنا احتسب الأجر في تصنيف كتاب منفرد في إثبات سهو النبي صلى الله عليه وآله وسلم والرد على منكريه ) .

قلت: ولكن تبدّلت الحال بعد ذلك وأصبح نفي السهو عن الأئمة وليس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم من ضرورات مذهب التشيع !!!

يقول شيخهم المامقاني وهو في كتابه" تنقيح المقال" ( 3/ 240):( أن نفي السهو عن الأئمة أصبح من ضرورات المذهب الشيعي ) .

ونقول: مع أنهم نقلوا بأنفسهم في دواوينهم الحديثية أخباراً عن أئمتهم تنفي عن أئمتهم السهو والنسيان .ومن يتتبع أخبارهم وأحاديثهم يجد مجموعة كبيرة منها تناقض دعواهم في عدم سهو أئمتهم وقد احتار فخرهم المجلسي بوجود كثير من الأخبار في كتبهم تناقض دعوى نفي السهو عن الأئمة، ولذا اعترف المجلسي فقال في "البحار" (25/351) ما نصه: ( المسألة في غاية الإشكال لدلالة كثير من الأخبار والآيات على صدور السهو عنهم وإطباق الأصحاب إلا من شذ منهم على عدم الجواز ) .

ثالثاً: حديث السهو لم ينفرد به أبا هريرة رضي الله عنه ، بل وافقه وشاركه عظماء وسادات من علماء أهل البيت رضي الله عنهم ، وأثبته علماء القوم في مصادرهم .

ففي" البحار"( 17/101): عن علي(ع) قال: صلّى بنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الظهر خمس ركعات، ثم انفتل، فقال له بعض القوم: يا رسول الله هل زيد في الصلاة شيء؟ فقال: وما ذاك ؟ قال: صلّيت بنا خمس ركعات، قال: فاستقبل القبلة وكبر وهو جالس، ثم سجد سجدتين ليس فيهما قراءة ولا ركوع ثم سلّم، وكان يقول: هما المرغمتان .

وعن الباقر(ع) قال:صلّى النبي صلى الله عليه وآله وسلم صلاة وجهر فيها بالقراءة فلما انصرف قال لأصحابه : هل أسقطت شيئاً في القرآن ؟ قال: فسكت القوم، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : أفيكم أبي بن كعب ؟ فقالوا: نعم، فقال: هل أسقطت فيها شيء ؟ قال: نعم يا رسول الله أنه كان كذا وكذا00الحديث .

وفي " الوسائل"( 5/307): عن الحارث بن المغيرة النضري قال : قلت لأبي عبدالله(ع): إنما صلّينا المغرب فسها الإمام فسلّم في الركعتين فأعدنا الصلاة ، فقال : ولم أعدتم ، أليس قد انصرف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في ركعتين فأتم بركعتين ؟ ألا أتممتم .

فأين قول عبد الحسين عندما قال:(... إن مثل هذا السهو لو صدر منّي لأستولى عليّ الحياة وأخذني الخجل واستخف المؤتمون بي وبعبادتي ومثل هذا لا يجوز على أنبياء الله أبداً ... .

أصلّي فما أدري إذا ما ذكرتها أئثنتين صليت الضحى أم ثمانياّ ) ؟

فما رأي عبد الحسين فيما رواه أئمته رضي الله عنهم في اثبات سهو النبي صلى الله عليه وآله وسلم ؟!! و هل يتهم أئمته كما اتهم أبو هريرة رضي الله عنه ؟!!

..........................

سأورد لكم مقالة الأخ الحبيب أبو راشد الحوزوي في مسألة السهو بصياغة جميلة

الشيعة تسأل عن سهو النبي صلى الله عليه وسلم والناصبي نعمة الله الجزائري يفحمهم

السلام عليكم إخواني جميعا يقول الشيعة دائما أن من وصف النبي صلي الله عليه وسلم بالسهو فهو ناصبي وهابي، يطعن به ولنسمع لرأي إمام النواصب نعمة الله الجزائري الذي يقر بمسألة السهو ويدافع عن رأي الصدوق الذي يرى وقوع السهو من النبي صلي الله عليه وسلم :

* س / يسأل الرافضة / يا نعمة، إن أخبار سهو النبي صلي الله عليه وسلم كلها ضعيفة و آحاد لا يجوز العمل بها ؟ لا يضحك عليك الوهابية ؟ * ج يجيب نعمة : ( الحق أن الاخبار قد استفاضت في الدلالة على ما ذهب إليه الصدوق ) [ الأنوار النعمانية ج / 4 ص / 35 [ * س / شيخ لكن هذه أخبار لا تصح الله يهديك ولو كانت كثير ؟ تريد الناس تنكر علينا ؟؟ * ج/ ( حكاية سهو النبي صلي الله عليه وسلم قد روي بما يقارب عشرين سندا و فيها مبالغة وإنكار على من أنكره كما روي عن أبي الصلت الهروي قال قلت للرضا عليه السلام يا ابن رسول الله إن في الكوفة قوما يزعمون أن النبي صلى الله عليه وآله لم يقع عليه سهو في صلاته، ( قال كذبوا لعنهم الله إن الذي لا يسهو هو الله الذي لا إله إلا هو ) وبالجملة فهذا المضمون مروي بالطرق الصحيحة والحسان و الموثقات والمجاهيل والضعاف فإنكاره مشكل ) !! [ الأنوار النعمانية ج / 4 ص / 36]. * س / شيخ نعمة السهو صعب إثباته ولو كان متواترا لأن عقلية الشيعة الجبارة ما تقبله مو مشكلة نقول أن النبي صلى الله عليه ينام لأن النوم ليس عيب لأنه من فعل الله لا من فعل العبد أما السهو مستحيل ؟ * ج / ( فيرد عليه أنه إذا اعترف بهذا [[ يقصد النوم]] لزمه أن يعترف بالمتنازع فيه أما النقل فلان الأخبار الدالة على حكاية السهو أكثر من الأخبار الدالة على حكاية النوم وقضاء الصلوات ) !![ ج / 4 ص / 38] * س / شيخ نعمة أنت لا تكون وهابي حبيبي العقل ما يقبل ! أنت أكيد في عقلك شيء ؟ ضحكوا عليك الوهابية ؟ * ج / ( أما من جهة العقل فلأن نفيه النقص عن غلبة النوم وإثباتها في السهو خلاف طور العقل والعادة فإنه كما يمكن التحرز من النوم الكثير المفضي إلى قضاء الصلوات كشدة التعب أو السهر إلى آخر الليل أو نحو ذلك يمكنه أن يقعد إنسان يوقظه ذلك الوقت كالنبي صلي الله عليه وسلم فإنه كان كثير الأعوان والجنود لما نام بذلك الوادي احتاج فيه إلى قضاء الصلوات بخلاف السهو فإنه ليس له وقت خاص يتمكن الإنسان من التحرز فيه وهذا ظاهر غير خفي، مع أن كلام الصدوق ( ره ) [[ يقصد في إثباته السهو ]] تابع للأخبار في كون الذي أسهاه هو الله تعالى وحينئذ فلا فرق بين النوم والسهو في أنهما فعله سبحانه وتعالى فعلها بنبيه في موارد خاصة ) [ الأنوار ج /4 ص / 39]. * س / شيخ نعمة الصراحة كلامك كبير وخطير أحنا نريد نسأل مشايخنا عن هالكلام ونرد لك خبر في مداخلة قادمة . * ج / يقول نعمة أفندي الجزائري حياكم الله في كل وقت.

ويستمر النقاش بين الرافضة وبين شيخهم الناصبي نعمة الله الجزائري :

س / شيخ نعمة أحنا سألنا مراجعنا عن كلامك وقالوا لنا أن الشيخ نعمة أهبل و متخبط و مجنون لأنك قلت بسهو النبي صلي الله عليه وسلم ؟؟ ج / ( ذهب علماؤنا رضوان الله عليهم إلى تغليظ بعضهم بعضا في مسائل الاجتهاد، ومن ذهب منهم إلى حكم من الأحكام تكلم عليه مخالفوه وطعنوا فيه وجرحوه ونسبوه إلى التخبط بالعقل والفتوى حتى لا يتابعه أحد ) [ الأنوار ج / 4 ص / 35] س / سيد نعمة أنت تقصد أن ما يحترمون بعض ويصفون بعضهم بالتخبط بالعقل عند الخلاف !! سيد نعمة لا تغير الموضوع وتطعن بمراجنا العظام وتصفهم بضيق الأفق الله يخليك وخلينا بمسألة سهو النبي صلي الله عليه وسلم . لذلك نقول نضرب لك مثل بيطل قولك بسهو النبي صلي الله عليه وسلم ( إنا وجدنا الحكماء يجتنبون أن يودعوا أموالهم وأسرارهم عند ذوي السهو والنسيان، ولا يمنعون من إيداعه من تعتريه الامراض والأسقام ؟؟ وكذلك الفقهاء يطرحون رواية ذوو السهو ؟؟ فكيف تقول يا سيد نعمة أن الله أودع دينه عند من يعتريه السهو ؟؟؟ ج / [[ فيعتدل الناصبي نعمة لأن السؤال صعب ويقول [[ ( الجواب عنه أن الحكماء إنما يجتنبون إيداع من كثر سهوه وكذلك الفقهاء إنما يجتنبون رواية من غلب عليه السهو لا من سهى في مورد خاص وقد كان الباعث له على السهو في ذلك المورد ذلك الحكيم الذي أودعه ) [ الأنوار ج / 4 ص / 39]. س / سيد نعمة الصراحة كلامك منطقي لكن في إشكال وهو إن قلنا بجواز السهو عليه صلي الله عليه وسلم في الصلاة لجاز أن يسهو في الصيام فياكل ويشرب في نهار رمضان أمام الناس أو يجامع النساء نهار رمضان وهذا كما تعلم يا سيد نعمة لا يقوله مسلم ولا غال ولا موحد ولا يجيزه ملحد وهو لازم لك ويدل على ضعف العقل وفساد التخيل سيدنا ؟؟ ج / ( فيما ذكرت من أمثلة إن كان رحمة للأمة جوزناه عليه لكنه جايز غير واقع، وإن لم يكن رحمة للامة مع اشتماله على نوع نقص فلا نجوزه خصوصا في تبليغ الأحكام فإن السهو فيها ظاهر النقص وهو ارتفاع الوثوق بوعده ووعيده ) [ الأنوار ج / 4 ص /39] س / سيد نعمة أكيد ضحك عليك بن تيمية هل تعلم أن هذا هو قوله أو قريب من قوله أنه لا يجوز أن يقع السهو في تبيلغه للأحكام ويجوز في غير الاحكام، المهم سيد أنت الظاهر شارب شيء لذلك صار كلامك مثل الوهابية راح نتركك ولما تكون صاحي نأتي مرة أخرى مع السلامة . ج / براحتكم شباب لكن صدقوني كل كلامي مبني على روايات أهل البيت عليه السلام والعقل .  

و يستمر الحوار

س / سيد نعمة كيف أحوالك ؟؟ ج / آني بخييير . س / مولانا نعمة الله يقول عن الشيطان { إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ } شيخ النعمة والسهو لا شك أنه أستحواذ الشيطان على الإنسان فكيف تنسبه للنبي صلي الله عليه وسلم والسهو من الوسواس ؟؟؟ ج / ( معنى التولي إطاعة الشيطان فيما يلقيه من الوسواس ومن ذا الذي يخلو من هذا الوسواس سوى المعصومين عليهم السلام، و أما الذين هم به مشركون و الغاوون فهم فرق أخرى غير المؤمنين، فكأنه قال إن سلطان الشيطان على المؤمنين و على غيرهم، أما المؤمنون فبإلقائه الوسواس ونحوها، وأما غيرهم فهو الإخراج من الظلمات، مع أنا لا نوافق الصدوق إلا فيما نطق به النص الصحيح وهو إسهاؤه سبحانه له في خصوص الصلوة ) [ الأنوار النعمانية ج 4 ص 39] س / شيخ نعمة لكن هناك إجماع من علمائنا ولو خالف الكتاب والسنة المهم الإجماع عندنا ماذا تفعل بالإجماع ؟ ج / ( أن الصدوق وشيخه محمد بن الحسن بن الوليد قد خالفاه صريحا [[ يقصد نعمة أنه لا يوجد إجماع]] وظاهر كثير من المحدثين الذهاب إليه حيث أنهم نقلوا الأخبار الواردة في شأن السهو من غير تعرض منهم لردها فيكون كالموافقه السكوتية منهم ) . [ الأنوار النعمانية ج/4 ص / 40] س/ شيخ نعمة هذا من المتقدمين فقط وانت تعرف مذهبنا كل يوم يتطور فلا يقول به احد من المعاصرين ؟؟ ج / ( أما المعاصرون في هذه الأوقات فقد ذهب منهم المحقق الكاشي وبعض المجتهدي العراق إليه ) . [ الأنوار النعمانية ج/ 4 ص / 40] س / شيخ نعمة طيب ما نريد الإجماع أسمع شيخ نعمة أنت تعرف أن مذهبنا إذا تعارض العقل والنقل نقدم العقل أو نؤول النقل إن أمكن ؟ وإلا طرح ؟ فيجب طرح أخبار السهو ولو صحة ؟؟ ج / ( ( الدليل العقلي لا يقدم مطلقا بل يقدم إذا تأيد بالنقل فيكون من باب تعارض النقلين في الحقيقة، و إلا فالدلائل العقلية غير تامة في أنفسها فضلا عن إثبات الأحكام الشرعية بها ) ) [ الأنوار النعمانية ج/4 ص / 40] س / شيخ نعمة صراحة كلامك سديد ولكن هناك إشكال وهو رواية شيخ الطائفة بإسناده إلى ابن بكير عن زرارة قال سألت أبا جعفر عليه السلام هل سجد رسول الله صلي الله عليه وسلم سجدتي السهو قط ؟؟ (قال ولا يسجدهما فقيه ) فما هو جواب شيخ نعمة ..؟؟ أكيد انت في ورطة سيدنا ؟؟ ج / ( رواية أبن بكير وحاله مشهورة فهو لا يعارض الأخبار الصحيحة مع أن القول بظاهره خلاف الوجدان مع أن التأويل جارفيه بأن يكون المراد أنه لم يسجدهما كغيره في الكثرة أو الأنتهاء إلى وسواس الشيطان فإن ذلك اسهاء من الرحمن فتامل في هذا المقام راكبا جواد المرام ) . [ الأنوار النعمانية ج/ 4 ص / 40]  

وبهذه الإلزامات يقضي نعمة الله الجزائري على كل من تسول له نفسه أن يتهم أهل السنة بالإسائة للنبي صلي الله عليه وسلم لقولهم بجواز وقوع السهو في حق النبي صلي الله عليه وسلم لأن هذا من أفواه علمائهم

إن مسألة العصمة ركن من أركان العقيدة الشيعية، وهي عقيدة هشة منهارة


  زعم الشيعة ومن تابعهم أن عليًا لم يبايع أبابكر

أخرج البيهقي في كتابه (الاعتقاد) -بسنده- عن أبي سعيد الخدري قال: "لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قام خطباء الأنصار، فجعل الرجل منهم يقول: يا معشر المهاجرين، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استعمل رجلاً منكم قرن معه رجلاً منا، فنرى أن يلي هذا الأمر رجلان، أحدهما منكم والآخر منا. قال: فتتابعت خطباء الأنصار على ذلك،

 فقام زيد بن ثابت فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان من المهاجرين، وإن الإمام يكون من المهاجرين، ونحن أنصاره كما كنا أنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام أبو بكر فقال: جزاكم الله خيراً يا معشر الأنصار، وثبَّتَ قائلكم. ثم قال: أما لو فعلتم غير ذلك لما صالحناكم. ثم أخذ زيد بن ثابت بيد أبي بكر فقال: هذا صاحبكم فبايعوه، ثم انطلقوا، فلما قعد أبو بكر على المنبر نظر في وجوه القوم، فلم ير علياً، فسأل عنه، فقام ناس من الأنصار فأتوا به، فقال أبو بكر: ابن عمّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وخَتْنَه أردت أن تشق عصا المسلمين؟! فقال: لا تثريب يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبايعه".. (أخرجه أحمد 5/185-186، والطبراني في الكبير 4785، وقال الهيثمي في الزوائد 5/8938: رواه الطبراني وأحمد ورجاله رجال الصحيح).  ***********

وعن سعد بن إبراهيم قال: حدثني إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف في هذه القصة قال: ثم قام أبو بكر فخطب الناس واعتذر إليهم -يعني: إلى علي والزبير ومن تخلف- وقال: والله ما كنت حريصاً على الإمارة يوماً وليلة قط، ولا كنت فيها راغباً، ولا سألتها الله في سر ولا علانية، ولكني أشفقت من الفتنة، ومالي في الإمارة من راحة، ولكن قُلِّدتُ أمراً عظيماً، مالي به طاقة ولا يدان إلا بتقوية الله، ولوددتُ أن أُقوِّي الناس عليها مكاني عليها اليوم، فقبل المهاجرون منه ما قال وما اعتذر به، وقال علي والزبير: ما غضبنا إلا أنا أُخِّرنا عن المشاورة، وإنا نرى أبا بكر أحق الناس بها بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، إنه لصاحب الغار، وثاني اثنين، وإنا لنعرف شرفه وكِبرَه، ولقد أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصلاة بالناس، وهو حيٌّ.

وكذلك رواه إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن عمه موسى بن عقبة، وكذلك ذكره محمد بن إسحاق بن يسار في المغازي، وقال في اعتذار أبي بكر إلى علي وغيره ممن تخلف عن يعته: أما والله ما حملنا على إبرام ذلك دون من غاب عنه إلا مخافة الفتنة، وتفاقُم الحدثان، وإن كنتُ لها لكارهاً، لولا ذلك ما شهدها أحد كان أحب إليّ أن يشهدها منك إلا من هو بمثل منزلتك، ثم أشرف على الناس فقال: أيها الناس، هذا علي بن أبي طالب فلا بيعة لي في عنقه، وهو بالخيار من أمره، ألا وأنتم بالخيار جميعاً في بيعتكم أياي، فإن رأيتم لها غيري فأنا أول من يبايعه، فلما سمع ذلك علي من قوله، تحلل عنه ما كان قد دخله، فقال: لا حِلّ، لا نرى لها أحداً غيرك، فمدّ يده فبايعه هو والنفر الذين كانوا معه، وقال جميع الناس مثل ذلك، فردُّوا الأمر إلى أبي بكر، وقالوا: خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك لأنه استخلفه على الصلاة بعده، فكانوا يسمّونه خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى هلك. أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا أحمد بن عبدالجبار، حدثنا يونس بن بُكَير، عن محمد بن إسحاق، فذكر قصة السقيفة، ثم ذكر بيعة العامة من غَدِ السقيفة، ثم ذكر ما نقلناه.  

وأبو بكر الصديق رضي الله عنه ذهب فيما خيّرهم فيه من مبايعةٍ مذهب التواضع، واستبرأ قلوبهم في استخلافه، حتى إذا عرف منهم الصدق سكن إلى اجتماعهم على ذلك في السر والعلانية.

وقد صحَّ بما ذكرنا اجتماعهم على بيعته مع علي بن أبي طالب، ولا يجوز لقائل أن يقول: كان باطن علي أو غيره بخلاف ظاهره، فكان علي أكبر محلاً وأجلّ قدراً من أن يُقدم على هذا الأمر العظيم بغير حق، أو يُظهر للناس خلاف ما في ضميره، ولو جاز ادعاء هذا في إجماعهم على خلافة أبي بكر، لم يصح إجماع قط، والإجماع أحد حجج الشريعة، ولا يجوز تعطيله بالتوهم.

والذي روي أن علياً لم يبايع أبا بكر ستة أشهر، ليس من قول عائشة، إنما هو من قول الزهري، فأدرجه بعض الرواة في الحديث عن عائشة في قصة فاطمة رضي الله عنهما، وحفظه معمر بن راشد، فرواه مفصّلاً وجعله من قول الزهري منقطعاً من الحديث. وقد روينا في الحديث الموصول عن أبي سعيد الخدري ومن تابعه من أهل المغازي: أن علياً بايعه في بيعة العامة بعد البيعة التي جرت في السقيفة.  

ويحتمل أن علياً بايعه بيعة العامة، كما روينا في حديث أبي سعيد الخدري وغيره.

 ثم شجر بين فاطمة وأبي بكر كلام بسبب الميراث، إذ لم تسمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم في باب الميراث ما سمعه أبو بكر وغيره، فكانت معذورة فيما طلبته، وكان أبو بكر معذوراً فيما منع، فتخلّف علي عن حضور أبي بكر حتى توفّيت، ثم كان منه تجديد البيعة والقيام بواجباتها، كما قال الزهري، ولا يجوز أن يكون قعود علي في بيته على وجه الكراهية لإمارته، ففي رواية الزهري أنه بايعه بعدُ، وعظّم حقه، ولو كان الأمر على غير ما قلنا، لكانت بيعته آخراً خطأ.

ومن زعم أن علياً بايعه ظاهراً، وخالفه باطناً، فقد أساء الثناء على عليّ، وقال فيه أقبح القول، وقد قال علي في إمارته وهو على المنبر: ألا أخبركم بخير هذه الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم؟ قالوا: بلى، قال: أبو بكر، ثم عمر. ونحن نزعم أن علياً كان لا يفعل إلا ما هو حق، ولا يقول إلا ما هو صدق، وقد فعل في مبايعة أبي بكر ومؤازرة عمر ما يليق بفضله، وعلمه، وسابقته، وحسن عقيدته، وجميل نيته في أداء النصح للراعي والرعية وقال في فضلهما ما نقلناه في كتاب الفضائل، فلا معنى لقول من قال بخلاف ما قال وفعل.

وقد دخل أبو بكر الصديق على فاطمة في مرض موتها وترضَّاها حتى رضيت عنه، فلا طائل لسخط غيرها ممن يدّعي موالاة أهل البيت، ثم يطعن على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويُهَجِّن من يواليه، ويرميه بالضعف والعجز، واختلاف السّرّ والعلانية في القول والفعل، وبالله العصمة والتوفيق.

***********

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ،حدثنا محمد بن عبدالوهاب، حدثنا عبدان بن عثمان العتكي بنيسابور، أخبرنا أبو حمزة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي قال: لما مرضت فاطمة أتاها أبو بكر الصديق، فاستأذن عليها، فقال علي: يا فاطمة، هذا أبو بكر يستأذن عليك، فقالت: أتحبّ أن آذن له؟ قال: نعم. فأذنت له، فدخل عليها يترضّاها وقال: والله ما تركت الدار والمال والأهل والعشيرة إلا ابتغاء مرضاة الله، ومرضاة رسوله ومرضاتكم أهل البيت، ثم ترضاها حتى رضيت. (الاعتقاد للبيهقي، ص 472-477 تحقيق عبدالله الدرويش).

قلتُ: وبما سبق من كلام البيهقي -رحمه الله- يُفهم ما أخرجه البخاري عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "... كان لعلي من الناس وجهٌ حياةَ فاطمة، فلما توفيت استنكر علي وجوه الناس، فالتمس مصالحة أبي بكر ومبايعته- ولم يكن يبايع تلك الأشهر- فأرسل إلى أبي بكر أن ائتنا، ولا يأتنا أحد معك، كراهة لمحضر عمر، فقال عمر: لا والله لا تدخل عليهم وحدك. فقال أبو بكر: وما عسيتهم أن يفعلوا بي؟ والله لآتينهم. فدخل عليهم أبو بكر، فتشهد علي فقال: إنا قد عرفنا فضلك وما أعطاك الله، ولم ننفس عليك خيراً ساقه الله إليك. ولكنك استبددت علينا بالأمر، وكنا نرى لقرابتنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم نصيباً، حتى فاضت عينا أبي بكر. فلما تكلم أبو بكر قال: والذي نفسي بيده، لقرابة رسول الله أحب إلي أن أصل من قرابتي.

وأما الذي شجر بيني وبينكم من هذه الأموال فلم آل فيه عن الخير، ولم أترك أمراً رأيت رسول الله يصنعه فيها إلا صنعته. فقال علي لأبي بكر: موعدك العشية للبيعة. فلما صلى أبو بكر الظهر رقى على المنبر فتشهد، وذكر شأن علي وتخلفه عن البيعة وعذره بالذي اعتذر إليه، ثم استغفر. وتشهّد علي فعظم حق أبي بكر، وحدث أنه لم يحمله على الذي صنع نفاسة على أبي بكر، ولا إنكاراً للذي فضله الله به، ولكنا نرى لنا في هذا الأمر نصيباً فاستبد علينا، فوجدنا في أنفسنا، فسر بذلك المسلمون وقالوا: أصبت، وكان المسلمون إلى علي قريباً حين راجع الأمر بالمعروف. (الفتح 7/564).

وما أجمل ما أخرجه البخاري عن عقبة بن الحارث قال: "صلى أبو بكر رضي الله عنه العصر ثم خرج يمشي، فرأى الحسن يلعب مع الصبيان، فحمله على عاتقه وقال: بأبي شبيه بالنبي، لا شبيه بعلي، وعلي يضحك" (الفتح 6/651، 7/119). زاد الإسماعيلي في روايته "بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بليال، وعلي يمشي إلى جانبه" (الفتح 6/656).

(وانظر: الخلافة الراشدة والدلة الأموية، د.يحيى اليحيى، ص 186-188).

***********

ومن كتب الرافضة أزودكم بهذه الوثيقة عن كلام مهديهم الذي يقولأنه لم يكن أحد من آبائي إلا وقد وقعت في عنقه بيعة لطاغية زمانه وهذا دليل من مصادر القوم


  إبطال قصة التحكيم

قضية التحكيم بين علي ومعاوية، والزعم بأن عمرو بن العاص خدع أبا موسى الأشعري،

رضي الله عن جميع الصحابة. "لم يرد إلينا عن قضية التحكيم إلا روايات ضعيفة جداً مع أنها تعتبر من أخطر الموضوعات في تاريخ الخلافة الراشدة، وقد تاه فيها كثير من الكتاب، وتخبط فيها آخرون وسطروها في كتبهم ومؤلفاتهم، وكأنها حقيقة من أكبر حقائق التاريخ، وقد تلقاها الناس منهم بالقبول دون تمحيص لها وكأنها صحيحة لا مرية فيها؛ وقد يكون لصياغتها القصصية المثيرة وما زعم فيها من خداع ومكر أثر في اهتمام الناس بها وعناية المؤرخين بتدوينها، وليعلم أن كلامنا هذا ينصب على التفصيلات لا على أصل التحكيم ؛ حيث إن أصله حق لا شك فيه". ص 378   "لقد كثر الكلام حول قصة التحكيم، وتداولها المؤرخون والكتاب على أنها حقيقة ثابتة لا مرية فيها، فهم ما بين مطيل في سياقها ومختصر وشارح ومستنبط للدروس وبان للأحكام على مضامينها، وقلما تجد أحداً وقف عندها فاحصاً محققاً، وقد أحسن ابن العربي في ردها إجمالاً وإن كان غير مفصِّل، وفي هذا دلالة على قوة حاسته النقدية للنصوص، إذ إن جميع متون قصة التحكيم لا يمكن أن تقوم أمام معيار النقد العلمي، بل هي باطلة من عدة وجوه:  الأول: أن جميع طرقها ضعيفة، وأقوى طريق وردت فيه هو ما أخرجه عبدالرزاق والطبري بسند رجاله ثقات عن الزهري مرسلاً قال: "قال الزهري:

 فأصبح أهل الشام قد نشروا مصاحفهم، ودعوا إلى ما فيها، فهاب أهل العراقين، فعند ذلك حكموا الحكمين، فاختار أهل العراق أبا موسى الأشعري، واختار أهل الشام عمرو بن العاص فتفرّق أهل صفين حين حكم الحكمان، فاشترطا أن يرفعا ما رفع القرآن ويخفضا ما خفض القرآن، وأن يختارا لأمة محمد صلى الله عليه وسلم، وأنهما يجتمعان بدومة الجندل، فإن لم يجتمعا لذلك اجتمعا من العام المقبل بأذرح.

فلما انصرف عليّ خالفت الحرورية وخرجت -وكان ذلك أول ما ظهرت- فآذنوه بالحرب، وردوا عليه: أن حكم بني آدم في حكم الله عز وجل، وقالوا: لا حكم إلا لله سبحانه! وقاتلوا، فلما اجتمع الحكمان بأذرح، وافاهم المغيرة بن شعبة فيمن حضر من الناس، فأرسل الحكمان إلى عبد الله بن عمر بن الخطاب وعبدالله بن الزبير في إقبالهم في رجال كثير، ووافى معاوية بأهل الشام، وأبى علي وأهل العراق أن يوافوا، فقال المغيرة بن شعبة لرجال من ذوي الرأي من قريش: أترون أحداً من الناس برأي يبتدعه يستطيع أن يعلم أيجتمع الحكمان أم يتفرقان؟ قالوا: لا نرى أحداً يعلم ذلك، قال: فو الله إني لأظن أني سأعلمه منهما حين أخلو بهما وأراجعهما، فدخل على عمرو بن العاص وبدأ به فقال: يا أبا عبدالله، أخبرني عما أسألك عنه، كيف ترانا معشر المعتزلة، فإنا قد شككنا في الأمر الذي تبين لكم من هذا القتال، ورأينا أن سنتأنى ونتثبت حتى تجتمع الأمة! قال: أراكم معشر المعتزلة خلف الأبرار، وأمام الفجار! فانصرف المغيرة ولم يسأله عن غير ذلك، حتى دخل على أبي موسى فقال له مثل ما قال لعمرو فقال أبو موسى: أراكم أثبت الناس رأياً، فيكم بقية المسلمين، فانصرف المغيرة ولم يسأله عن غير ذلك، فلقي الذين قال لهم ما قال

 من ذوي الرأي من قريش، فقال: لا يجتمع هذان على أمر واحد، فلما اجتمع الحكمان وتكلما قال عمرو بن العاص: يا أبا موسى، رأيت أول ما تقضي به من الحق أن تقضي لأهل الوفاء بوفائهم، وعلى أهل الغدر بغدرهم، قال أبو موسى: وما ذاك؟ قال: ألست تعلم أن معاوية وأهل الشام قد وفوا، وقدموا للموعد الذي واعدناهم إياه؟ قال: بلى، قال عمرو: اكتبها فكتبها أبو موسى، قال عمرو: يا أبا موسى، أأنت على أن نسمّي رجلاً يلي أمر هذه الأمة؟فسمّه لي، فإن أقدر على أن أتابعك فلك عليّ أن أتابعك وإلا فلي عليك أن تتابعني! قال أبا موسى: أسمي لك عبد الله بن عمر وكان ابن عمر فيمن اعتزل، قال عمرو: إني أسمّي لك معاوية بن أبي سفيان، فلم يبرحا مجلسهما حتى استبّا، ثم خرجا إلى الناس، فقال أبو موسى: إني وجدت مثل عمرو مثل الذين قال الله عز وجل: { وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا } [الأعراف:175.

فلما سكت أبو موسى تكلم عمرو فقال: أيها الناس وجدت مثل أبي موسى كمثل الذي قال عز وجل: { مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا } [الجمعة:5، وكتب كل واحد منهما مثله الذي ضرب لصاحبه إلى الأمصار". انتهى .

والزهري لم يُدرك الحادثة فهي مرسلة، ومراسيله كأدراج الرياح لا تقوم بها حجة.

الطريق الثاني: ما أخرجه ابن عساكر بسنده عن عمر بن الحكم بنحو رواية أبي مخنف رقم (107) وفيها العلل التالية: 1- أنها مرسلة، فعمر بن الحكم لم يُدرك القصة فقد ولد سنة 37ه.

2- وفيها أبو بكر بن أبي سبرة قال عنه الإمام أحمد "كان يضع الحديث".

3- وفيها أيضاً الواقدي وإسحاق بن عبدالله بن أبي فروة وكلاهما متروك.

الطريق الثالث: ما أخرجه ابن عساكر بسنده إلى الزهري، وهي مرسلة، وفيها أبو بكر بن أبي سبرة والواقدي. وهذا نصها: "... رفع أهل الشام المصاحف وقالوا: ندعوكم إلى كتاب الله والحكم بما فيه، وكان ذلك مكيدة من عمرو بن العاص، فاصطلحوا وكتبوا بينهم كتاباً على أن يوافقوا رأس الحول أذرح، وحكموا حكمين ينظران في أمور الناس فيرضوا بحكمهما، فحكّم علي أبا موسى الأشعري، وحكّم معاوية عمرو بن العاص، وتفرق الناس فرجع علي إلى الكوفة بالاختلاف والدغل، واختلف عليه أصحابه فخرج عليه الخوارج من أصحابه ممن كان معه، وأنكروا تحكيمه وقالوا: لا حكم إلا الله. ورجع معاوية إلى الشام بالألفة واجتماع الكلمة عليه، ووافى الحكمان بعد الحول بأذرح في شعبان سنة ثمان وثلاثين، واجتمع الناس إليهما وكان بينهما كلام اجتمعا عليه في السر خالفه عمرو بن العاص في العلانية، فقدم أبا موسى فتكلم وخلع علياً ومعاوية، ثم تكلم عمرو بن العاص فخلع علياً وأقر معاوية، فتفرق الحكمان ومن كان اجتمع إليهما ، وبايع أهل الشام معاوية في ذي القعدة سنة ثمان وثلاثين".

أما طرق أبي مخنف فهي معلولة بغيره؛ ففي رواية رقم (103) زياد بن النضر الحارثي وهو مجهول،

ورواية رقم (107) من طريق أبي جناب الكلبي وهو ضعيف ولم يدرك الحادثة أيضاً.

هذه مجموع طرق هذه القصة فيما وقفت عليه.

وبعد: أفبمثل هذا تقوم حجة، أو يعول على مثل ذلك في تاريخ الصحابة الكرام وعصر الخلفاء الراشدين عصر القدوة والأسوة؟! ولو لم يكن في هذه الروايات إلا الاضطراب في متونها لكفاها ضعفاً فكيف إذا أضيف إلى ذلك ضعف أسانيدها؟!

الثاني: أهمية هذه القضية في جانب الاعتقاد والتشريع، ومع ذلك لم تُنقل لنا بسند صحيح، ومن المحال أن يُطبق العلماء على إهمالها مع أهميتها وشدة الحاجة إليها.

الثالث: وردت رواية تناقض تلك الروايات تماماً، وذلك فيما أخرجه البخاري في تاريخه مختصراً بسند رجاله ثقات، وأخرجه ابن عساكر مطولاً، عن الحصين بن المنذر أن معاوية أرسله إلى عمرو بن العاص فقال له: "إنه بلغني عن عمرو بعض ما أكره فأته فاسأله عن الأمر الذي اجتمع عمرو وأبو موسى فيه كيف صنعتما فيه؟ قال: قد قال الناس وقالوا، ولا والله ما كان ما قالوا ولكن لما اجتمعت أنا وأبو موسى قلت له: ما ترى في هذا الأمر؟ قال: أرى أنه في النفر الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض. قال: فقلت: أين تجعلني من هذا الأمر أنا ومعاوية؟ قال: إن يستعن بكما ففيكما معونة، وإن يستغن عنكما فطالما استغنى أمر الله عنكما".

فهذه الرواية لم تذكر خدعة ولا مكراً، ولا تولية ولا عزلاً، وقول أبي موسى هذا القول وهو يعلم أنه لم يبق من العشرة المبشرين بالجنة إلا سعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد، وعلي بن أبي طالب، وهو أفضلهم وأجلّهم، وقد اعتزلا الفتنة ولم يرغبا في ولاية ولا إمارة، فلم يبق إذاً إلا علي رضي الله عنه.

الرابع: أن معاوية كان يقرّ بفضل علي عليه، وأنه أحق بالخلافة منه، فلم ينازعه الخلافة ولا طلبها لنفسه في حياة علي، فقد أخرج يحيى بن سليمان الجعفي بسند جيد عن أبي مسلم الخولاني أنه قال لمعاوية: "أنت تنازع علياً في الخلافة أو أنت مثله؟ قال: لا وإني لأعلم أنه أفضل مني وأحق بالأمر،ولكن ألستم تعلمون أن عثمان قُتل مظلوماً وأنا ابن عمه ووليه أطلب بدمه؟ فأتوا علياً فقولوا له يدفع لنا قتلة عثمان وأسلم له، فأتوا علياً فكلموه فلم يدفعهم إليه". فهذا هو أصل النزاع بين علي ومعاوية رضي الله عنهما، فالتحكيم من أجل حل هذه القضية المتنازع عليها لا لاختيار خليفة أو عزله.

الخامس: أن الشروط التي يجب توفرها في الخليفة هي العدالة والعلم، والرأي المفضي إلى سياسة الرعية وتدبير المصالح، وأن يكون قرشياً. وقد توفرت هذه الشروط في علي رضي الله عنه فهل بيعته منعقدة أم لا ؟

 فإن كانت منعقدة -ولا شك في ذلك وقد بايعه المهاجرون والأنصار أهل الحل والعقد، وخصومه يقرون له بذلك، فقول معاوية السابق يدل عليه- فمن يحل هذا العقد ومتى يحل وتنقض البيعة؟ أجيب عن ذلك بأن "الإمام إذا لم يَخْل عن صفات الأئمة، فرام العاقدون له عقد الإمامة أن يخلعوه، لم يجدوا إلى ذلك سبيلاً باتفاق الأئمة، فإن عقد الإمام لازم، لا اختيار في حله من غير سبب يقضيه، ولا تنتظم الإمامة ولا تفيد الغرض المقصود منها إلا مع القطع بلزومها، ولو تخير الرعايا في خلع إمام الخلق على حكم الإيثار والاختيار لما استتب للإمام طاعة ولما استمرت له قدرة واستطاعة ولما صح لمنصب الإمام معنى". (غياث الأمم، للجويني).

وإذاً فليس الأمر بهذه الصورة التي تحكيها الروايات:

 كل من لم يرض بإمامة خلعه! فعقد الإمامة لا يحله إلا من عقده، وهم أهل الحل والعقد وبشرط إخلال الإمام بشروط الإمامة، وهل علي رضي الله عنه فعل ذلك واتفق أهل الحل والعقد على عزله عن الخلافة حتى يقال إن الحكمين اتفقا على ذلك؟! "فما ظهر منه قط إلى أن مات رضي الله عنه شيء يوجب نقض بيعته، وما ظهر منه قط إلا العدل، والجد، والبر والتقوى والخير".

السادس: أن الزمان الذي قام فيه التحكيم زمان فتنة، وحالة المسلمين مضطربة مع وجود خليفة لهم، فكيف تنتظم حالتهم مع عزل الخليفة؟! لا شك أن الأحوال ستزداد سوءاً، والصحابة الكرام أحذق وأعقل من أن يقدموا على هذا.

السابع: أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه حصر الخلافة في أهل الشورى، وهم الستة، وقد رضي المهاجرون والأنصار بذلك، فكان ذلك إذناً في أن الخلافة لا تعدو هؤلاء إلى غيرهم ما بقي منهم واحد، ولم يبق منهم في زمان التحكيم إلا سعد بن أبي وقاص وقد اعتزل الأمر ورغب عن الولاية والإمارة، وعلي بن أبي طالب القائم بأمر الخلافة وهو أفضل الستة بعد عثمان فكيف يتخطى بالأمر إلى غيره؟! الثامن: أوضحت الروايات أن أهل الشام بايعوا معاوية بعد التحكيم، والسؤال ما المسوغ الذي جعل أهل الشام يبايعون معاوية؟ إن كان من أجل التحكيم، فالحكمان لم يتفقا ولم يكن ثمة مبرر آخر حتى ينسب عنهم ذلك، مع أن ابن عساكر نقل بسند رجاله ثقات عن سعيد بن عبد العزيز التنوخي أعلم الناس بأمر الشام أنه قال: "كان علي بالعراق يدعى أمير المؤمنين وكان معاوية بالشام يدعى الأمير فلما مات علي دعي معاوية بالشام أمير المؤمنين"، فهذا النص يبين أن معاوية لم يبايع بالخلافة إلا بعد وفاة علي، وإلى هذا ذهب الطبري. فقد قال في آخر حوادث سنة أربعين: "وفي هذه السنة بويع لمعاوية بالخلافة بإيليا" وعلق على هذا ابن كثير بقوله: "يعني لما مات علي قام أهل الشام فبايعوا معاوية على إمرة المؤمنين لأنه لم يبق له عندهم منازع". وكان أهل الشام يعلمون بأن معاوية ليس "كفئاً لعلي بالخلافة، ولا يجوز أن يكون خليفة مع إمكان استخلاف علي رضي الله عنه، فإن فضل علي وسابقته، وعلمه، ودينه، وشجاعته، وسائر فضائله: كانت عندهم ظاهرة معروفة، كفضل إخوانه: أبي بكر، وعمر، وعثمان، وغيرهم رضي الله عنهم"، وإضافة إلى ذلك فإن النصوص تمنع من مبايعة خليفة مع وجود الأول، فقد أخرج مسلم في صحيحه عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما" والنصوص في هذا المعنى كثيرة، ومن المحال أن يطبق الصحابة على مخالفة ذلك. الغرائب التي اشتملت عليها روايات التحكيم عند أبي مخنف

وقد سجلتُ بعض الغرائب على روايات أبي مخنف هذه أهمها: 1- أخرج أحمد وابن زنجويه عن أبي وائل قال: "كنا بصفين،فلما استحر القتل بأهل الشام اعصتموا بتل، فقال عمرو بن العاص لمعاوية: أرسل إلى علي بمصحف وادعه إلى كتاب الله فإنه لن يأبى عليك، فجاء به رجل فقال: بيننا وبينكم كتاب الله { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوْتُواْ نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ } [آل عمران:23،فقال علي: نعم، أنا أولى بذلك، بيننا وبينكم كتاب الله، قال فجاءته الخوارج -ونحن ندعوهم يومئذ القرّاء وسيوفهم على عواتقهم- فقالوا: يا أمير المؤمنين ما ننتظر بهؤلاء القوم الذين على التل؟ ألا نمشي إليهم بسيوفنا حتى يحكم الله بيننا وبينهم، فتكلم سهل بن حنيف فقال: يا أيها الناس اتهموا أنفسكم، فلقد رأيتنا يوم الحديبية -يعني الصلح الذي كان بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين المشركين- ولو نرى قتالاً لقاتلنا، فجاء عمر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ألسنا على الحق وهم على باطل؟ أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار؟ قال: بلى، قال: ففيم نعطي الدنية في ديننا ونرجع ولما يحكم الله بيننا وبينهم؟

فقال: يا ابن الخطاب إني رسول الله ولن يضيعني أبداً، قال: فرجع وهو متغيظ، فلم يصبر حتى أتى أبا بكر فقال: يا أبا بكر ألسنا على حق وهم على باطل؟ أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار؟ قال: بلى، قال: ففيم نعطي الدنية في ديننا ونرجع ولما يحكم الله بيننا وبينهم؟ فقال: يا ابن الخطاب إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولن يضيعه أبداً، قال: فنزلت سورة الفتح، قال: فأرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عمر فاقرأها إياه، قال: يا رسول الله وفتح هو قال: نعم".

2- رواية رقم (98)، قول علي في الوليد بن عقبة وعبد الله بن أبي السرح -وقد مضى كلامنا على ذلك وأنهما اعتزلا الفتنة-، وقول علي أيضاً أنه صحب عمراً بن العاص طفلاً. هذا لا يصح من علي؛ حيث أن عمراً كان رجلاً يوم ولادة علي، فهو أسنّ منه بما يزيد على عشرين سنة، فقد توفي عمرو سنة 44ه، وعمره يناهز التسعين، وتوفي علي سنة 40 ه وعمره 63 سنة، وقيل 58 سنة.

3- روايات رقم (99، 100، 101، 102، 105) وفيها المبالغة برفع منزلة الأشتر كما أوضحنا ذلك في روايات سابقة.

4- ما أورده في رواية (106) من قول علي رضي الله عنه : "إن المرض لا أجر فيه". فلا أظنه يصحّ عن علي رضي الله عنه، إذ أن الأدلة متظافرة على ثبوت الأجر للمريض، فقد أخرج مسلم في صحيحه ثلاثة أحاديث تدل على ذلك:

الأول: عن عائشة رضي الله عنها قالت « سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما من مسلم يشاك شوكة فما فوقها إلا كتبت له بها درجة، ومحيت عنه بها خطيئة ».

الثاني: عنها بمعناه.

الثالث: عنها أيضاً « ما من شيء يصيب المؤمن حتى الشوكة تصيبه، إلا كتب الله له بها حسنة، أو حطت عنه بها سيئة ».

5- قوله في رواية (110) "وكان في ابن عمر غفلة". كيف يستقيم هذا الوصف وقد جعله عمر مع أهل الشورى يستأنس برأيه؟ وكان يعد بعد العشرة من أرفع الناس علماً وفقهاً، وكان الناس يوازونه بعمر، وقد انتهت إليه الفتيا في زمانه، ومن الدلائل على اختلاق هذه الكلمة كون الراوي لها مولاه نافع أشد الناس ملازمة ورواية وحباً له.

6- رواية (111) عن شريح بن هانيء أنه قال لعمرو "ما يمنعك أن تقبل من مولاك وسيد المسلمين بعد نبيهم". وقد وضّحت فيما سبق أنه نقل عنه قوله "من فضلني على أبي بكر وعمر جلدته حد المفتري"، وقوله: "أفضل الناس بعد نبيهم أبو بكر ثم عمر"، وغير ذلك من أقواله،

وأن جيشه وأتباعه أعلم الناس بذلك، فكيف بعمرو بن العاص! ولماذا إن كان قد قال هذا القول لعمرو لم ينقل لنا رد عمرو عليه؟ 7- في رواية رقم (112) قول عمرو بن العاص لأبي موسى: "أنت أسن مني". فهذا لا يصح؛ ذلك أن أبا موسى توفي هو وعمرو في سنة واحدة وكان عمره 63 سنة، وعمرو يناهز التسعين كما مضى بيان ذلك. 8- من العجيب اشتهار أبي موسى بالذكاء، والفطنة، والعلم، مع التقوى والبر والصلاح، وقد ولاّه النبي صلى الله عليه وسلم أشد الأعمال حاجة إلى هذه الصفات وهو القضاء، وكان عمر من أشد الخلفاء تحرّياً في اختيار عماله،وقد ولّى أبا موسى إمرة الكوفة والبصرة، وولي البصرة لعثمان أيضاً. وبعد هذا كله نجد في رواية رقم (112) قوله "وكان أبو موسى مغفلاً" فهذا ليس قدحاً في أبي موسى فحسب، بل في رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمر وعثمان حيث ولّوا من كان بهذه الصفة مشتملاً. 9- في نفس رواية (112) قول أبي موسى الأشعري: "نخلع علياً ومعاوية".

وهل كان معاوية خليفة حتى يخلع؟ وإذا كان المقصود من إمارة الشام، فهذا راجع إلى الخليفة الذي يلي أمر المسلمين!

10- علّق ابن كثير على ما ورد في آخر رواية رقم (112) من القنوت واللعن

 بقوله "ولا يصح هذا".

( مرويّات أبي مخنف في تاريخ الطبري، للدكتور يحيى اليحيى، ص 403-418).

(وانظر: وقفات هادئة مع أشرطة قصص من التاريخ الإسلامي،

 للدكتور خالد الغيث، ص 30 – 35)

المصدر :

http://ar.islamway.net/article/2019


 طعن الرافضي على الشيخين ببعض ما أثر عنهما من أقوال في شدة خوفهما من الله

 قال الرافضي تحت عنوان: (شهادة الشيخين على نفسيهما). «خرج البخاري في صحيحه في باب مناقب عمر بن الخطاب قال: لما طعن عمر جعل يألم فقال له ابن عباس وكأنه يُجَزِّعُهُ: يا أمير المؤمنين ولئن كان ذاك لقد صحبت رسول اللهﷺ فأحسنت صحبته ثم فارقته وهو عنك راض، ثم صحبت أبا بكر فأحسنت صحبته ثم فارقته وهو عنك راض، ثم صحبت صحابتهم فأحسنت صحبتهم ولئن فارقتهم لتفارقنهم وهم عنك راضون. قال: أما ما ذكرت من صحبة رسول اللهﷺ ورضاه فإنما ذاك من منّ الله تعالى منّ به عليّ، وأما ما ذكرت من صحبة أبي بكر ورضاه فإنما ذاك من منّ الله جل ذكره منّ به عليّ، وأما ما ترى من جزعي فهو من أجلك وأجل أصحابك، والله لو أن لي طلاع الأرض ذهباً لافتديت به من عذاب الله ﷻ‬ قبل أن أراه. وقد سجل التاريخ له أيضاً قوله: ياليتني كنت كبش أهلي يسمنونني ما بدا لهم، حتى إذا كنت أسمن ما أكون زارهم بعض من يحبون، فجعلوا بعضي شواء وقطعوني قديداً، ثم أكلوني وأخرجوني عذرة ولم أكن بشراً. كما سجل التاريخ لأبي بكر مثل هذا قال لما نظر أبو بكر إلى طائر على شجرة: طوبي لك ياطائر تأكل الثمر وتقع على الشجر، وما من حساب ولا عقاب عليك، لوددت أني شجرة على جانب الطريق مرّ على جمل فأكلني وأخرجني في بعره ولم أكن من البشر. إلى أن قال: فكيف يتمنى الشيخان أبو بكر، وعمر، أن لا يكونامن البشرالذي كرمه الله علىسائرمخلوقاته،وإذاكان المؤمن العادي الذي يستقيم في حياته تتنزل عليه الملائكة وتبشره بمقامه في الجنة فلا يخاف من عذاب الله ولا يخرن... فما بال عظماء الصحابة الذين هم خيرالخلق بعدرسول الله-كما تعلمنا ذلك-يتمنون أن يكونواعذرة». والرد عليه من عدة وجوه: الوجه الأول: أن هذه الآثار المذكورة تدل على شدة خوف الشيخين من الله تعالى وتعظيمهما لربهما، وهذا من كمال فضلهما وعلو شأنهما في الدين، ولذا أثني الله في كتابه على عباده الخائفين منه المشفقين من عذابه في آيات كثيرة كقوله تعالى: {وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى % فإن الجنة هي المأوى}‎، وقال تعالى: {ولمن خاف مقام ربه جنتان} وقال تعالى: {الذين يخشون ربهم بالغيب وهم من الساعة مشفقون}، وقال تعالى في وصف المؤمنين: {رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار} وقال في وصفهم: {والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب} والآيات في هذا كثيرة، وهي تدل على أن الخوف من الله من صفات المؤمنين التي أثنى الله بها عليهم، وأحبها منهم، ورتب على ذلك سعادتهم ونجاتهم في الآخرة بخوفهم منه في الدنيا. والشيخان -رضي الله عنهما- ماقالا الذي قالا إلا لتحقيقهما أعلى مقامات الخوف من الله الذي استحقابه ذلك الفضل العظيم عند الله تعالى وسبقا به غيرهما من الأمة فكانا أفضل هذه الأمة بعد نبيها الوجه الثاني: أن حمل الرافضي شدة خوف الشيخين على مخالفتهما ومعصيتهما، وأنهما لولا ذلك ما حصل لهما هذا، فهذا من جهله العظيم بالشرع فإنه من المعلوم أن الخوف والخشية من لوازم العلم، كما قال تعالى: {إنما يخشى الله من عباده العلماءُ}، وكل ماقوي ذلك العلم قويت الخشية في نفس العبد، ولذا قال النبيﷺ‬ لأصحابه: (والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً، وما تلذذتم بالنساء على الفرش، ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله) وهذا كله يورث الإستقامة على الطاعة، وحسن العبادة، والانقطاع إلى الله تعالى، قال تعالى: {رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار}، وقال {تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً ومما رزقناهم ينفقون} فَوَصْف الله عباده بالخوف والعبادة دليل تلازمهما واجتماعهما. وبعكس هذا عدم الخوف فإنه مصاحب للتفريط وترك العمل، قال تعالى في وصف الكفار: {ما سلككم في سقرقالوا لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين وكنا نخوض مع الخائضين وكنا نكذب بيوم الدين}، إلى أن قال: {كلا بل لا يخافون الآخرة} فوصفهم بعدم العمل وعدم الخوف. وبهذا يتبين جهل الرافضي في ذمه الشيخين بالخوف، الذي هو من أخص صفات المؤمنين العاملين. الوجه الثالث: أن الله تعالى أخبر عن مريم -عليها السلام- بنظير ما ثبت عن أبي بكر، وعمر في قوله: {قالت ياليتني مت قبل هذا وكنت نسياً منسياً}. قال ابن عباس في معنى نسياً منسياً أي: (لم أُخلق ولم أك شيئاً). وقال قتادة أي: (شيئاً لا يُعرف ولا يُذكر). وقال الربيع بن أنس هو: (السَّقْط). وثبت عن علي- كما تقدم في النقل عنه أنه قال يوم الجمل لابنه الحسن: (ياحسن ليت أباك مات منذ عشرين سنة) كما ثبت عن أبي ذر قوله: (والله لوددت أني شجرة تعضد) فهل هؤلاء مذمومون بهذا؟ فإن لم يكونوا مذمومين فلم القدح في الشيخين بمثل ما ثبت عن هؤلاء؟ الوجه الرابع: أن قول الرافضي إن المؤمن العادي تتنزل عليه الملائكة وتبشره بمقامه في الجنة، وأنه لا يخاف ولا يحزن، وهو يشير بهذا لقوله تعالى: {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا}، فهذا من جهله العظيم وفهمه السقيم لمعنى الآية فإن هذه البشارة الواردة في الآية إنما تكون عند الموت، كما ذكر ذلك المفسرون ونقلوه عن أئمة التفسير: كمجاهد والسدي وزيد بن أسلم، وابنه وغيرهم والمسلم قبل ذلك لايدري هل يبشر بهذا أم لا، فهو دائماً خائف وجل، لايعلم بم يختم له، وخوف الشيخين من ربهما أمر طبيعي، بل هو اللائق بهما لكمال علمهما بالله ومعرفتهما به، والله يقول: {إنما يخشى الله من عباده العلماء}ولايشكل على هذا بشارة النبيﷺ‬للشيخين بالجنة فإن الخوف من الله من أخص صفات المؤمنين الراسخة في قلوبهم، التي لا ترتفع بشيء ولايستطيعون دفعها، بل كلما ازداد العبد إيماناً وعلماً وطاعة لله ازداد خوفاً، ولهذا كان النبيﷺ أخشى الأمة لله كما أخبر بذلك عن نفسه وأقسم عليه في قوله: (أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له)، وهكذا حال أنبياء الله كما أخبر الله عنهم في قوله: {أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل وممن هدينا واجتبينا إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجداً وبكياً} فإذا كان النبيﷺ أعظم خشية لله من الشيخين وسائر الأمة، وكذلك أنبياء الله هم أعظم خشية لله منهما بلاشك، فأي لوم عليهما في ذلك، وإذا كان المؤلف يرى بفهمه السقيم أن الواجب على المؤمن أن لا يخاف لأنه مبشر من الله بالجنة، ويقدح في الشيخين-رضي الله عنهما- بالخوف، فإن أولى الناس بعدم الخوف لو كان ما ادعاه صحيحاً هم رسل الله الذين اصطفاهم الله برسالته، ووعدهم بأعلى الدرجات في الجنه الوجه الخامس: أنه ظاهر أن الحامل للشيخين على ما قالا هو شدة خوفهما من الله، والخوف من الله من الصفات الفاضلة الممدوح بها باتفاق العقلاء، كما أن عدم الخوف من الله من الصفات الرذيلة المذموم بها عند العقلاء، ولهذا يصف الناس من أرادوا مدحه بقولهم (فلان يخاف الله) ويصفون من أرادوا ذمه بعكس ذلك فيقولون: (فلان لا يخاف الله) فتبين أن ذم الرافضي للشيخين بخوف الله، معارض بالشرع والعقل، بل إنه غاية في العجب عند أهل العقول والنظر. وهذا حال كل مؤمن كامل الإيمان، فهو دائماً يستصغر عمله ويستقله، ويستعظم ذنبه ويستكثره، وذلك لكمال علمه بالله وقوة تعظيمه له، بخلاف الفاسق، فإنه يستعظم عمله، ويستقل ذنبه، لضعف الإيمان في نفسه وجرأته على ربه روى البخاري عن عبدالله بن مسعود -t- أنه قال: (إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مرّ على أنفه فقال به هكذا).ولهذا كثرت الآثار عن الصحابة، وخيار سلف الأمة في لوم النفس، واستشعار التقصير لكمال إيمانهم وعلمهم بالله فمن ذلك ما ثبت عن علي -t- من ندمه يوم الجمل ندماً عظيماً حتى إنه قال لابنه الحسن: (يا حسن ليت أباك مات منذ عشرين سنة، فقال له: يا أبه قد كنت أنهاك عن هذا قال: يابني إني لم أر أن الأمر يبلغ هذا). وفيه رواية: (أنه لما اشتد القتال يوم الجمل ورأى علي الرؤوس تندر، أخذ علي ابنه الحسن فضمه إلى صدره، ثم قال: إنا لله ياحسن؟ أي خير يرجى بعد هذا؟). وروى أبو نعيم عن سعيد بن المسيب (أن سعد بن مالك وعبدالله بن مسعود دخلا على سلمان - يعودانه فبكى فقالا: ما يبكيك يا أبا عبدالله؟ فقال: عهد عهده إلينا رسول اللهﷺ فلم يحفظه أحد منا قال: ليكن بلاغ أحدكم كزاد الراكب). وعن أبي ذر - أنه قال: (والله لوددت أني شجرة تعضد). وهاهو الحسين بن علي رضي الله عنه حين سئل كيف اصبحت يابن رسول الله قال اصبحت ولي رب فوقي والنار امامي والموت يطلبني والحساب محدق بي وانا مرتهن بعملي ولا اجد مااحب ولا ادفع مااكره والامور بيد غيري فان شاء عذبني وان شاء عفا عني فأي فقير افقر مني ؟ وهذا علي ابن ابي طالب رضي الله عنه يقبض لحيته يتململ تململ السليم ويبكي بكاء الحزين وهو يقول يادنيا غري غيري ابي تعرضت ام لي تشوقت هيهات لاحاجة لي فيك قد طلقتك ثلاثا لارجعة لي فيها فعمرك قصير وعيشك حقير وخطرك كبير آه آه من قلة الزاد وبعد السفر ووحشة الطريق

ابو عبدالرحمن السلفي


إدعاء التيجاني على عمر بالجهل

يقول التيجاني (( ونسمع عن علم عمر بن الخطاب الكثير الذي لاحصر له حتى قيل أنه أعلم الصحابة وقيل أنه وافق ربّه في كثير من آرائه التي ينزل القرآن بتأييدها في العديد من الآيات التي يختلف فيها عمر والنبي. ولكنّ الصحيح من التاريخ يدلّنا على أنّ عمر لم يوافق القرآن حتى بعد نزوله، عندما سأله أحد الصحابة أيام خلافته فقال: ياأمير المؤمنين إني أجنبت فلم أجد الماء فقال له عمر: لا تصلّ واضطّر عمار بن ياسر أن يذكّره بالتيمم ولكن عمر لم يقنع بذلك وقال لعمار: إنا نحمّلك ما تحملت، فأين علم عمر من آية التيمّم المنزّلة في كتاب الله وأين علمه من سنة النبي الذي علّمهم كيفية التيمم كما علّمهم الوضوء )) 1 لم يرو البخاري هذا الأثر بهذا اللفظ، إنما جاء عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه قال (( جاء رجل إلى عمر بن الخطاب فقال: إني أجنبت فلم أُصب الماء، فقال عمار بن ياسر لعمر بن الخطاب: أما تذكر أنّا كنّا في سفر أنا وأنت، فأما أنت لم تُصلِّ، وأما أنا فتمعّكت فصلّيت، فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إنما كان يكفيك هكذا، فضرب النبي صلى الله عليه وسلم بكفيه الأرض ونفخ فيهما، ثم مسح بهما وجهه وكفيه ) 2 من المعلوم أن عمر بن الخطاب كان لا يجيز للجنب التيمم ويأخذ بظاهر قوله تعالى { وإن كنتم جُنباً فاطّهروا } وقوله { ولا جُنُباً إلا عابري سبيل حتى تغْتسلوا } وبقي عمر كذلك حتى ذكره عمار بالحادثة بينهما ولكنه لم يتذكر ذلك، ولهذا قال لعمار كما جاء في رواية مسلم، اتّق الله يا عمار قال النووي شارح مسلم (( معنى قول عمر ( اتق الله يا عمار ) أي فيما ترويه وتتثبّت فيه، فلعلك نسيت أو اشتبه عليك، فإني كنت معك ولا أتذكرشيئاً من هذا )) ولما قال له عمار:إن شئت لم أحدّث به فقال له عمر: نوليك ما توليت وليس نحملك ما تحملت (( أي لا يلزم من كوني لا أتذكّره أن لا يكون حقاً في نفس الأمر، فليس لي منعك من التحدّث به ))فكلّ ما في الأمر أن عمر لم يتذكر هذه الحادثة وأعتقد أنه ليس معصوماً حتى يُجعل هذا مما يعاب عليه وأما قوله ( فأين عمر من آية التيمم المنزلة في كتاب الله، وأين علمه من سنة النبي (ص) الذي علّمهم كيفية التيمم كما علّمهم الوضوء ) فهذا لا يدل إلا على عظيم جهله وسخفه، فعمر يعلم هذه الآية ولم يجهلها ويعلم كيفيّة التيمم، ولكن المشكلة عنده هي هل تشمل الجنب أم لا؟ فالله سبحانه يقول { وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحدٌ منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماءً فتيمموا صعيداً طيباً } وعمر لم ير الجنب داخلاً في هذه الآية، والملامسة التي في الآية فسّرها بملامسة اليد لا بالجماع لذلك كان يرى وجوب الوضوء لمن لمس المرأة. ثم يقول ((... وتجرّأ على كتاب الله وسنة رسوله فحكم في خلافته بأحكام تخالف النصوص القرآنية والسنة النبوية الشريفة )) ويقول في موضع آخر (( وكان عمر بن الخطاب يجتهد ويتأول مقابل النصوص الصريحة من السنن النبوية بل في مقابل النصوص الصريحة من القرآن الحكيم فيحكم برأيه، كقوله: متعتان كانتا على عهد رسول الله وأنا أنهى عنهما وأعاقب عليهما )) فأقول وبالله التوفيق: 1 بالنسبة لتحريم متعة الحج فالصحيح أن عمر لم يحرّمها نهي تحريم، وإنما كان يريد إرشاد الناس إلى ما هو أفضل والنهي هنا هو نهي أولوية للترغيب في القران بدل التمتع بالعمرة إلى الحج، وحتى لايخلو بيت الله الحرام من المعتمرين باقي أيام السّنة، ولأن التمتّع كان من السهولة بحيث تُرك الاعتمار في غير أشهر الحج، ولهذا أراد عمر ألاّ يخلوا بيت الله من المعتمرين فنهاهم عن التمتع على سبيل الإختيار لا على التحريم، وإلا فقد ثبت عن عمر إباحته فعن ابن عباس قال (( سمعت عمر يقول والله إني لا أنهاكم عن المتعة، وإنها لفي كتاب الله، وقد فعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني العمرة في الحج )) وعن الصُّبي بن معبد في جزء من الحديث أنه قال لعمر: إني أحرمت بالحج والعمرة، فقال له عمر: هديت لسنة نبيك صلى الله عليه وسلم ، ولا شك أن الاعتمار في غير أشهر الحج أفضل من المتعة باتفاق الكثير من الفقهاء. 2 ثبت أيضاً عن أبي ذر أنه كان يحرِّم متعة الحج مطلقاً كما ثبت ذلك في صحيح مسلم عن إبراهيم التيِّمي عن أبيه عن أبي ذر رضي الله عنه قال (( كانت المتعة في الحج لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم خاصة ))، وأبو ذر من الصحابة المرضيين عندكم فإذا كان الخطأ في مسألة يقتضي القدح والطعن فينبغي أن يشمل أبو ذر أيضاً اللهم إذا كانت القضية هي البحث عن مثالب عمر فقط! 3 لِيلاحظ القارئ أن التيجاني يستدل بحديث يرويه أهل السنة في كتبهم على أنه صحيح، والسبب اعتقاده أن الحديث يطعن في عمر، وقد أثبتُّ بآثار أُخرى عن عمر ما يخالف هذه الرواية ولا شك أن هذه الآثار باطلة شرعاً وعقلاً والسبب أنها في صالح عمر وبالنسبة لمتعة النساء فلم يحرِّمها عمر من تلقاء نفسه بل لأن النبي صلى الله عليه وسلم حرَّمها فقد أخرج مسلم في صحيحه عن الربيع بن سبرة الجهني أن أباه حدَّثه، أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال (( يا أيها الناس إني قد كنت أذنتُ لكم في الاستمتاع من النساء، وإن الله قد حرَّم ذلك إلى يوم القيامة، فمن كان عنده منهنَّ شيء فليخلِّ سبيله ولا تأخذوا مما آتيتموهن شيئاً ))وأخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما عن الزهري عن الحسن بن محمد بن علي، وأخوه عبد الله عن أبيهما (( أن علياً رضي الله عنه قال لابن عباس: إن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن المتعة، وعن لحوم الحمر الأهلية، زمن خيبر ))، فنكاح المتعة حُرِّم عام الفتح ولا إشكال في الرواية الأخرى التي فيها أنها حرِّمت يوم خيبر والصحيح أنها لم تحرَّم عام خيبر (( بل عام خيبر حرِّمت لحوم الحمر الأهلية، وكان ابن عباس يبيح المتعة ولحوم الحمر فأنكر علي بن أبي طالب رضي الله عنه ذلك عليه، وقال له: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حرَّم متعة النساء وحرَّم لحوم الحمر يوم خيبر، فقرن علي رضي الله عنه بينهما في الذِّكْرِ لما روى ذلك لابن عباس رضي الله عنهما، لأن ابن عباس كان يبيحهما. وقد روى ابن عباس رضي الله عنه أنه رجع عن ذلك لمَّا بلغه حديث النهي عنهما ))، ولهذا كان سفيان بن عيينة يقول (( قوله ( يوم خيبر) يتعلق بالحمر الأهلية لا بالمتعة ))، وقال (( أبو عوانة في صحيحة سمعت أهل العلم يقولون: معنى حديث علي أنه نهى يوم خيبر عن لحوم الحمر، وأما المتعة فسكت عنها وإنما نُهي عنها يوم الفتح ))، وقيل أنها حرِّمت يوم خيبر ثم أبيحت، ثم حرِّمت مرة أخرى، وعلى العموم فقد ثبت تحريمها بالاتفاق عام الفتح من فم النبي صلى الله عليه وسلم. 5 لقد اعترف بهذه الحقيقة عالم شيعي فتح الله بصيرته فأناب إلى الحق وبيَّن أن متعة النساء حرِّمت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأن عمر لم يحرَّمها من تلقاء نفسه وقد أقرَّه على ذلك علي بن أبي طالب رضي الله عنه فيقول (( إن النظرية الفقهية القائلة بأن المتعة حُرِّمت بأمر من الخليفة عمر بن الخطاب يفندها عمل الامام علي الذي أقر التحريم في مدة خلافته ولم يأمر بالجواز وفي العرف الشيعي وحسب رأي فقهائنا عمل الامام حجة لا سيما عندما يكون مبسوط اليد ويستطيع إظهار الرأي وبيان أوامر الله ونواهيه. والامام علي كما نعلم اعتذر عن قبول الخلافة واشترط في قبولها أن يكون له اجتهاده في ادارة الدولة. فإذن اقرار الامام علي على التحريم يعني أنها كانت محرمه منذ عهد الرسول (ص) ولولا ذلك لكان يعارضها ويبين حكم الله فيها وعمل الامام حجة على الشيعة ولست أدري كيف يستطيع فقهائنا أن يضربوا بها في عرض الحائط ))، ومن هنا نعلم أن (( أهل السنة اتبعوا علياً وغيره من الخلفاء الراشدين فيما رووه عن النبي صلى الله عليه وسلم ،والشيعة الاثني عشرية خالفوا علياً فيما رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم ، واتبعوا قول من خالفه ولما لم يعلم الكثير من الناس بأمر التحريم نبه على ذلك عمر وأعلنه للناس فعن ابن عمر قال (( لما ولي عمر بن الخطاب، خطب الناس فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن لنا في المتعة ثلاثاً، ثم حرمها. والله! لا أعلم أحداً يتمتع وهو محصن إلا رجمته بالحجارة. إلا أن يأتيني بأربعة يشهدون أن رسول الله أحلَّها بعد إذ حرمها )) لذلك قال سعيد بن المسيب (( رحم الله عمر لولا أنه نهى عن المتعة لصار الزنا جهاراً ))، فأسأل التيجاني هل عرفت حقاً من يخالف النصوص القرآنية والأحاديث النبوية إنهم شيعتك الذين هديت إليهم فحيهلا من هداية!

ومنها أن عمر درأ حد الزنا عن المغيرة بن شعبة مع ثبوته بالبينة وهي اربعة رجال ، ولقن الرابع كلمة تدرأ الحد فقد قال له لما جاء للشهادة : أرى وجه رجل لا يفضح الله به رجلاً من المسلمين.

والجواب أن درء الحد إنما يكون بعد ثبوته ، ولم يثبت لعدم شهادة الرابع كما ينبغي ، وتلقينه الشاهد كذب وبهتان من أهل العدوان ، إذ قد يثبت في التواريخ المعتبرة كتاريخ البخاري وابن الأثير وغيرهما أنه لما جاء الرابع وهو زياد ابن ابيه قالوا له : أتشهد كأصحابك ؟ قال : أعلم هذا القدر ، إني رأيت مجلساً ونفساً حثيثاً وأنتهازاً ورأيته مستبطنها 0 أى مخفيها تحت بطنه – ورجلين كأنهما أذنا حمار ، فقال عمر : هل رأيت كالميل في المكحلة ؟ قال : لا . وقد وقع ذلك بمحضر الأمير وغيره من الصحابة . فأين التلقين يا أرباب الزور المفترين ؟ ولفظ (( أرى وجه رجل لا يفضح الله به رجلاً من المسلمين )) إنما قاله المغيرة في ذلك الحين كما هو حال الخصم مع الشهود ، ولا سيما إذا كان يترتب عليه حكم موجب لهلاكه . على ان عمر لو درأ الحد لكان فعله لفعل المعصوم ، فقد روى ابن بابويه في ( الفقيه ) أن ردلاً جاء إلى أمير المؤمنين u وأقر بالسرقة إقراراً موجباً للقطع ، فلم يقطع يده ، والله تعالى الهادي  ومنها أن عمر لم يعط أهل البيت سهمهم من الخمس الثابت بقوله تعالى [ وأعلموا إنما غنمتم من شئ ، فإن لله خمسه وللرسول ولذى القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل [ فقد خالف حكم الله تعالى

 والجواب أن فعل عمر موافق لفعل النبي صلى الله عليه وسلم. وتحقيقه أن أبا بكر وعمر كانا يخرجان سهم ذوى القربى من الخمس ويعطيانه لفقرائهم ومساكينهم كما كان ذلك في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وعليه الحنفية وجمع كثير من الإمامية ، وذهب الشافعية إلى أن لهم خمس الخمس يستوى فيه غنيهم وفقيرهم ، ويقسم بينهم للذكر مثل حظ الأنثيين ، ويكون بين بني هاشم والمطلب دون غيرهم ، والأمير أيضاً عمل كعمل عمر فقد روى الطحاوى والدارقطني عن محمد بن إسحق أنه قال : سألت أبا جعفر محمد بن الحسين : إن أمير المؤمنين على بن أبي طالب لما ولى أمر الناس كيف كان يصنع في سهم ذوى القربى ؟ فقال : سلك به والله مسلك أبي بكر وعمر . إلى غير ذلك من رواياتهم ، فإذا كان فعل عمر موافقاً لفعل النبي والأمير يكون محلاً للطعن ؟ ومن يضلل الله فلا هادي له ، نسأله تعالى السلامة من الغباوة والخبث


ترك خطبة الجمعة والتوجه للهو والتجارة

بقوله تعالى في سورة الجمعة : وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْواً انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِماً قُلْ مَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (11)

قالوا أن الصحابة انفضوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى العير التى جاءت من الشام وتركوه وحده في خطبة الجمعة وتوجهوا إلى اللهو وأشتغلوا بالتجارة ،

 وذلك دليل على عدم الديانة.

والجواب أن هذه القصة إنما وقعت في بدء زمن الهجرة (1) ، ولم يكونوا إذ ذاك واقفين على الاداب الشرعية كما ينبغي ، وكان للناس مزيد رغبة في الغلة ، وظنوا أن لو ذهبت الإبل يزيد الغلاء ويعم البلاء ، ولم يخرجوا جميعهم بل كبار الصحابة كأبي بكر وعمر كانوا قائمين عنده صلى الله عليه وسلم كما ثبت في الأحاديث الصحيحة ( 2 ) ، ولذا لم يشنع عليهم ( 3) ولم يوعدهم سبحانه بعذاب ولم يعاتبهم الرسول صلى الله عليه وسلم أيضاً

-------------------------------

( 1 ) عندما كانت خطبة الجمعة بعد الصلاة لا قبلها كما في تفسير سورة الجمعة للحافظ ابن كثير عن ابي داود في مراسيله .

( 2 ) في حديث جابر بن عبدالله ان الذين ثبتوا مع النبي أثنا عشر رجلاً فيهم أبو بكر وعمر .

( 3 ) أى على اللذين خرجوا عند وصول القافلة التجارية إلى المدينة ، وكان الذى جاء بالقافلة دحية بن خليفة .


 الزبير مع أمهات المؤمنين في لحاف واحد

 سلام الله عليكم ورحمته وبركاته . وبعد .. هاك الجواب عن حديث الزبير بن العوام رَضِي الله عَنه : أخرجه البزار فى (( مسنده ))(3/183/968) قال : حدثنا محمد بن المثنى وحدثنا الحسن بن يحيى الأرزي قالا نا إسحاق بن إدريس قال نا أبو معاوية الضرير قال نا هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزبيرعن أبيه قال : بعثني رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي لَيْلَةٍ بَارِدَةٍ ، أو فِي غَدَاةٍ بَارِدَةٍ ، فذهبتُ ، ثم جئتُ وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ معه بعضُ نِسَائِه فِي لِحَافٍ ، فطرح علىَّ طَرَفَ ثَوْبٍ ، أو طَرَفَ الثَّوْبِ . قال أبو بكر البزار : (( وهذا الحديث لا نعلم رواه إلا الزبير ، ولا نعلم له غير هذا الإسناد ، ولا نعلم أحدا تابع إسحاق بن إدريس على هذه الرواية (( . وأخرجه كذلك ابن أبى عاصم فى (( السنة ))(1394) ، وابن عدى فى )) الكامل ))(1/333) ، والحاكم فى (( المستدرك ))(3/410) ثلاثتهم من طريق إسحاق بن إدريس ، إلا أنهم قالوا فى الحديث (( فأدخلني في لحافه(( . قلت : وهذا الحديث كذب موضوع ، لا يشك من تمرس بالحديث أن واضعه أراد منه التنقيص والتشنيع على النبى صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وأزواجه أمهات المؤمنين ، إذ كيف يستجيز مسلمٌ رواية الحديث على هذه اللفظة المستقبحة (( فأدخلني في لحافه )) ، ومع النبى صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كما زعم وافترى زوراً وبهتاناً إحدى زوجاته !! ، فعامل الله واضعه بما يستحق . وواضعه إسحاق بن إدريس ، وهو أبو يعقوب الأسواري البصري ، وقد تفرد به كما قال أبو بكر البزار . وإسحاق هذا الكذاب الأشر ، يروي عن همام وأبان وأبى معاوية الضرير وسويد أبى حاتم المناكير والبواطيل ، مما لا يرويه سائر الثقات الأثبات . قال يحيى بن معين : كذاب يضع الحديث . وقال البخارى : تركه الناس . وقال النسائي : متروك الحديث . وقال أبو زرعة : واهي الحديث ضعيف الحديث ، روى عن سويد بن إبراهيم وأبى معاوية أحاديث منكرة . وقال أبو حاتم الرازي : ضعيف الحديث . وقال الدارقطني : منكر الحديث . وقال أبو حاتم بن حبان فى )) المجروحين )) : (( إسحاق بن إدريس الإسواري ، من أهل البصرة ، كنيته أبو يعقوب . يروى عن همام بن يحيى ، والكوفيين ، والبصريين . روى عنه : نصر بن على الجهضمي ، وأهل البصرة . كان يسرق الحديث ، وكان يحيى بن معين يرميه بالكذب (( . هذه اجابة الشيخ : أبو محمد أحمد شحاتة وفقه الله لكل خير


  إنقلبتم على أعقابكم

 قال الرافضة أن في المصحف آية من تأليف أبي بكر وكلامه

 وهي قوله تعالى: (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإين مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومَن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئاً) سورة آل عمران/ آية 144.

 وحجتهم في ذلك: أنه عندما توفي الرسول (صلى الله عليه وسلم) قال عمر بن الخطاب: ((إن رجالاً من المنافقين يزعمون أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) توفي، وإن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما مات، ولكنه ذهب إلى ربه، كما ذهب موسى بن عمران، فقد غاب عن قومه أربعين ليلة ثم رجع إليهم بعد أن قيل: مات. والله ليرجعن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كما رجع موسى، فليقطعن أيدي رجال، وأرجلهم، زعموا أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مات)). قالوا: فقام أبو بكر، ورد على عمر. فقال: على رسلك يا عمر، أنصت. فحمد الله، وأثنى عليه ثم قال: ((أيها الناس، مَن كان يعبد محمداً، فإن محمداً قد مات ومَن كان يعبد الله، فإن الله حي لا يموت، ثم تلا الآية: (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإين مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومَن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئاً) سورة آل عمران/ آية 144

وزعموا أنها من كلام أبي بكر رد بها على عمر

 عندما أنكر وفاة الرسول (صلى الله عليه وسلم).

تفنيد هذه الشبهة:

إن مجرد تلاوة أبي بكر لهذه الآية في رده على عمر، وتهدئة الناس لا يعني مطلقاً، وبهذه السذاجة، أنها من كلام أبي بكر تفوه بها، أو قالها، وذلك من جهتين: الأولى: إن جميع الصحابة، ومنهم أبو بكر يحفظونها، ويعلمون أنها من القرآن، وأنها كلام الله تعالى، وترتيبها في سورة آل عمران، ونزلت قبل وفاة الرسول (صلى الله عليه وسلم) ببضع سنين. الثانية: أن الكثير الكثير من الصحابة يعلمون سبب نزولها، ومكان، وتاريخ نزولها. وقد ورد في الروايات الصحيحة أن الآية: (وما محمد إلا رسول) قد نزلت في غزوة أحد، عتاباً من الله تعالى على الصحابة، لفرارهم من القتال. حيث إنه عندما أصيب المسلمون في غزوة أُحُد، وكسرت رباعية الرسول (صلى الله عليه وسلم)، وشج وجهه، وجحثث ركبته، وشاع بين المقاتلة، أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قد قتل، هنالك قال بعض المسلمين: ليت لنا رسول إلى عبدالله بن أبي بن سلول، فيأخذ لنا أماناً من أبي سفيان. وبعضهم جلسوا. وألقوا بأيديهم، وقال أناس من المنافقين: إن كان محمد قتل قتل، فالحقوا بدينكم الأول. فقال أنس بن النضر عم أنس بن مالك: إن كان محمد قتل، فإن رب محمد لم يُقتل، وما تصنعون بالحياة بعد رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فقاتلوا على ما قاتل عليه، وموتوا على ما مات عليه، ثم قال: ((أللهم إني أعتذر إليك مما قال هؤلاء  يعني المسلمين  وأبرأ إليك مما قال هؤلاء  يعني المنافقين  ثم شد بسيفه، فقاتل حتى قتل. وروي أن أول مَن عرف رسول الله (صلى الله عليه وسلم) هو: كعب بن مالك فقد ورد أنه قال: عرفت عينيه تحت المغفر تزهران، فناديت بأعلى صوتي: يا معشر المسلمين، أبشروا، هذا رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فانحاز إليه ثلاثون من أصحابه ينافحون عنه. ثم لام النبي (صلى الله عليه وسلم) أصحابه على الفرار، فقالوا: يا رسول الله، فديناك بآبائنا، وأبنائنا، أتانا الخبر أنك قتلت، فرعبت قلوبنا، فولّينا مدبرين. فأنزل الله تعالى هذه الآية: (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل) إلى آخر الآية.


 أدلة تحريم المتعة

أدلة تحريم المتعة من السنة النبوية:

وفيما يلي بعض الأحاديث التي حرم فيها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم نكاح المتعة ، ومنها حديث علي وسلمة وسبرة وابن عمر ...

1- عن محمد بن علي عن علي بن أبي طالب : " أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم نهى عن متعة النساء يوم خيبر ، وعن أكل لحوم الحمر الإنسية  [1[[1].

2- وعن الربيع بن سبرة عن أبيه قال : " نهى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن نكاح المتعة عام الفتح  [2[[2].

3- وعن إياس بن سلمة عن أبيه قال : " رخّص رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم عام أوطاس في المتعة ثلاثا ، ثم نهى عنها  [3[[3].

4- وعن ابن عمر قال : لما ولى عمر بن الخطاب ، خطب الناس فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أذن لنا في المتعة ثلاثا ، ثم حرمها ، والله ، لا أعلم أحدا يتمتع وهو محصن إلا رجمته بالحجارة ، إلا أن يأتيني بأربعة يشهدون أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أحلها بعد إذ حرمها  [4[[4].

5- وعن سالم بن عبد الله أن رجلا سأل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن المتعة فقال حرام قال : فان فلانا يقول فيها فقال : والله لقد علم أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم حرمها يوم خيبر وما كنا مسافحين  [5[[5].

6- وعن سالم بن عبد الله قال : أتى عبد الله بن عمر فقيل له إن ابن عباس يأمر بنكاح المتعة فقال ابن عمر : سبحان الله ما أظن ابن عباس يفعل هذا ، قالوا بلى إنه يأمر به قال : وهل كان ابن عباس إلا غلاما صغيرا إذ كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ثم قال ابن عمر : نهانا عنها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وما كنا مسافحين  [6[[6].

أدلة تحريم المتعة من الإجماع .

وأما الإجماع : فقد أجمع الصحابة على تحريم هذا النكاح المسمى "متعة " لنهي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عنه .

وقد انعقد هذا الإجماع في شورى الصحابة حينما نهى عنها عمر رضي الله عنه وهو على المنبر أيام خلافته ، وأقره الصحابة  [7[[7].

قال الجصاص : وقد دللنا على ثبوت الحظر بعد الإباحة من ظاهر الكتاب والسنة وإجماع السلف ...ولا خلاف فيها بين الصدر الأول على ما بينا وقد اتفق فقهاء الأمصار مع ذلك على تحريمها ولا يختلفون  [8[[8].

وقال المازري : انعقد الإجماع على تحريمه ولم يخالف فيه إلا طائفة من المستبدعة وتعلقوا بالأحاديث الواردة في ذلك وقد ذكرنا أنها منسوخة فلا دلالة لهم فيها .[9[[9[

و قال الخطابي في معالم السنن : تحريم المتعة كالإجماع إلا عن بعض الشيعة ولا يصح على قاعدتهم في الرجوع إلى المختلفات إلى علي و آل بيته فقد صح عن علي أنها نسخت ونقل البيهقي عن جعفر بن محمد أنه سئل عن المتعة فقال هي الزنا بعينه .

وقال القاضي عياض : " ..ووقع الإجماع بعد ذلك على تحريمها من جميع العلماء إلا الروافض  [10[[10].

وقال القرطبي : " أجمع السلف و الخلف على تحريمها إلا من لا يلتفت إليه من الروافض  [11[[11].

أدلة تحريم المتعة من المعقول :

إن النكاح ما شرع لاقتضاء الشهوة فقط ،و إنما شرع مؤبدا لأغراض ومقاصد اجتماعية ومقاصد أخرى يتوسل به إليها ، مثل سكن النفس وإنجاب الأولاد وتكوين الأسرة ......وبقاء النوع الإنساني على وجه يليق بكرامة الإنسان ، وان غريزة الجنس إنما تأصلت في الفطرة ، لتكون حافزا على " النكاح الصحيح المشروع " الذي من شأنه أن يحقق تلك المقاصد السامية ، كيلا يتسافد الرجل والمرأة ، تسافد الحيوان ، وفي ذلك تضييع المرأة لنفسها و اذلالها وامتهانها ..... .إذ تصبح كالسلعة التي تنتقل من يد إلى يد ، فيضر بالأولاد حيث لا يجدون البيت الذي يستقرون فيه ويتعهدهم بالتربية والتأديب . ....وهذا تغيير لمجرى سنة الله في خلقه ، ونزع المرأة عن وظيفتها الشريفة السامية التي خلقها الله تعالى لها، وأحكم تكوينها الفطري لأدائها ولتكون زوجة يسكن إليها زوجها من عناء الحياة وتكون أما تحنو على أولادها ، وتتولى تنشئتهم النشأة الصالحة ، وبذلك تكون " الأسرة " هي المحضن الطبيعي ، للقادة والساسة والعظماء والعباقرة والعلماء ومن إليهم ولا يتصور أن يتخرج أمثال هؤلاء في غير الأسرة الشريفة النظيفة التي ينقطع فيها تعهد الآباء والأمهات بأبنائهم وإلا كانت الإباحية والانحلال الاجتماعي ، وفي ذلك القضاء المبرم على الأمة كلها ...[12[[12[

لقد أراد الشارع الحكيم من عقد النكاح أن يكون عقدا للألفة والمحبة و الشراكة في الحياة ، وأية ألفة وشركة تجيء من عقد لا يقصد منه إلا قضاء الشهوة على شرط واحد أو على عرد واحد ....وإذا فرغ فليحول وجهه ؟!!

كيف يقع الزنا إذا لم يكن هذا النوع بالذات من النكاح زنا ؟!!

أليس الزنا يقع بالتراضي بين الطريفين على قضاء الوطر ؟

وهل تقل المفاسد التي تترتب على الزنا عن المفاسد التي تترتب على المتعة إذا أبيح مثل هذا النوع من النكاح ؟!

فكيف يعرف الناس أبناءهم ؟

ومن ذا الذي يضمن استبراء المرأة رحمها بحيضة أو حيضتين أو 45 يوما ....أو ...بعد مفارقة المتمتع لها ، لتعرف نفسها هل هي حامل أم حائل ؟

وإذا لم يعرف الناس أبناءهم فمن الذي ينفق على هذا الجيش الجرار نتيجة المتعة ....

وأين العاقدون وقد قضى كل منهم وطره ومضى لسبيله ..؟ ولاسيما أن القائلين بالمتعة يقولون أن صاحب المتعة لو نفى الولد انتفى بلا لعان !

أن على المجتمع أن يخصص خطة تنمية لبناء دور الإيواء لأبناء المتعة ، وليصرف عليهم من صندوقي الضمان الاجتماعي والجهاد ! ولتشكر مشرعي المتعة لأنهم ألزموا صاحبة المتعة بعدة وفاء كاملة لأبعد الأجلين

ولتقفل الدكان وتجلس أمام الجامع للتسول حتى تنتهي العدة !

أن بيوت المال وخزائن الدول لتنوء بالإنفاق على هؤلاء ، وهي وان فتحت أبوابها لهؤلاء فقد تعطلت مرافق الحياة الأخرى التي من أجلها تجبى الأموال في بيوت المال .....وهذا ما حدث لإحدى هذه الدول حينما استحلت المتعة واستساغتها ‍‍.

فقد كتبت مجلة " الشراع " الشيعية : أن رفسنجاني أشار إلى ربع مليون لقيط في إيران بسبب زواج المتعة  [13[[13].

وقالت : إن رفسنجاني هدد بتعطيل زواج المتعة بسبب المشكلات الكثيرة التي خلفها  [14[[14].

وقد وصفت مدينة " مشهد " الشيعية الإيرانية حيث شاعت ممارسة المتعة بأنها : " المدينة الأكثر انحلالا على الصعيد الأخلاقي في آسيا  [15[[15].

أن الجماعة التي تنطلق منها الشهوات بغير حساب -كهؤلاء ، جماعة معرضة للخلل والفساد ..لأنه لا أمن فيها للبيت ، ولا حرمة فيها للأسرة ....

هذا أحد مشايخهم يمارس المتعة بنهم وشبق ويدعى " ملا هاشم ! " يقول فيما نقلته إحدى الباحثات الشيعيات عنه ما نصه : " في إحدى المرات طلبت منه امرأة أن يذهب إلى منزلها ويصلي من أجلها ،

بعد الصلاة طلبت منه المرأة أن يبقى لفترة أطول ، لم يكن الملا ! هاشم عالما بطبيعة نواياها فقال لها إنه مضطر للمغادرة ، عندئذ نطقت المرأة بالعبارة المتعارف عليها " هذا الذي سيبقى سرا بيننا " فقال لها إنه لا يستطيع قضاء الليل معها ، ولكن باستطاعته " قضاء ساعتين " ......

وتقول أيضا : كان الملا هاشم سعيدا في وظيفته الدينية ! ، وقال لي مرارا انه لا يستطيع رفض أي عرض من امرأة للمتعة لم تتجاوز مدة أي عقد متعة ، الساعتين!! أو الثلاث !! ، يقول إنه كان يزور النساء في البيوت سابقا .....حسب رأي الملا ! هاشم ..فان زواج المتعة ينتشر بين رجال الدين أساسا  [16[[16].

إن هذا هدم للحياة الزوجية الصحيحة وتقويض لدعائم الأسرة وفتح لأبواب الفحشاء على مصاريعها من قبل من يستترون تحت الإسلام ...وأنهم من رجال الدين والدين منهم براء !

إنه لا يمكن لأي إنسان محايد غير متعصب ، إلا إنكار" هذا الزنا " والقول بأن أمثال هؤلاء الرجال زناة يجب إقامة الحد الشرعي عليهم ، وكما قال الصادق - فيما روى عنه صاحب "دعائم الإسلام " : إن رجلا سأله عن نكاح المتعة قال : صفه لي قال : يلقى الرجل المرأة فيقول أتزوجك بهذا الدرهم والدرهمين وقعة أو يوما أو يومين قال : هذا زنا وما يفعل هذا إلا فاجر  [17[[17].

وفيما روى عنه هشام بن الحكم عن أبي عبد الله في المتعة قال : ما يفعله عندنا إلا الفواجر !!! ‍‍‍‍‍‍

أي أمثال هذا الملا المتستر ومن على شاكلته من أصحاب المتعة والجنس !!

شبهات المخالفين والرد عليها:

تعلق القائلون بالمتعة -وهم الاثنا عشرية- بشبهات وأوهام على استمرارية حل نكاح المتعة ، فاستدلوا حسب زعمهم من الكتاب والسنة والإجماع والعقل ....على إباحة المتعة !وهذه الشبهات

هي أوهن من بيت العنكبوت ولكن قد يبدو لمن لم يطلع على موضوع نكاح المتعة ، أن أدلتهم قوية ودامغة في حين إنها شبهات واهية وهي :

أولا: قالوا : إن في القرآن الكريم آيتين محكمتين أحداهما في تشريع متعة الحج وهي الآية 196 من سورة البقرة والأخرى في تشريع متعة النساء وهي الآية 24 من سورة النساء  [18[[18].

قالوا : ونحن حسبنا القرآن الكريم في نص إباحتها وهو قول الله عز وجل { فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن فريضة } والمراد بإجماع أمة التوحيد بالاستمتاع المذكور في هذه الآية نكاح المتعة ، ولقد ذكر نزولها بهذا المعنى في أوثق مصادر التفسير عند أهل السنة ‍‍.

ثانيا: قالوا : إن سياق الآية دال على نكاح المتعة بالنظر إلى ما قبلها وما بعدها من آيات يدلنا على اختصاصها بشأن المتعة ، فإن الآيات بصدد بيان شأن المحرمات عن المحللات والتأكيد على غض النظر عن الأموال التي تمتلكها الزوجات على ما كانت عليه الجاهلية الأولى من التطاول على أموال نسائهم استغلالا لجانب ضعفهن......

قال تعالى { يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن } .... (19)

وقال عز وجل { وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج وآتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا أتأخذونه بهتانا وإثما مبينا وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض وأخذن منكم ميثاقا غليظا}....(21)

ثم قال { ولاتنكحوا ما نكح آباؤكم } ......( 22)

{حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم وعماتكم وخالاتكم وبنات الأخ وبنات الأخت وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم وأخواتكم من الرضاعة وأمهات نسائكم وربائبكم اللاتي في حجوركم من نسائكم اللاتي دخلتم بهن فإن لم تكونوا دخلتم بهن فلا جناح عليكم وحلائل أبنائكم الذين من أصلابكم } .....(23)

{وأن تجمعوا بين الأختين } ....(23)

{والمحصنات من النساء } ....(24)

{وأحل لكم ما وراء ذلكم } ....(24)

إلى هنا اكتمل الهدف من تحريم البغي على الأزواج وهضم حقوقهن وتفصيل المحرمات ثم الحكم بتحليل ما عداهن إذ بقى حكم آخر غير مذكور في الآيات المذكورة فيتعرض له القرآن تتميما للفائدة قال { فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن فريضة } ..... ( 24)

فتعرف من ذلك أن هناك نوعاً آخر من الأزواج غير المتقدم ذكرهن وقد لا يشملهن حكم الأولى فمست الحاجة إلى بيان آخر لتفصيل هذه فقال : وأما النساء المستمتع بهن فادفعوا إليهن أيضاً ما توافقتم عليه من أجر ولا تذهبوا بأجورهن كما كان الحكم كذلك في زواج الدائميات أيضاً .

ثم بيّن تعالى قسماً ثالثاً من النساء اللاتي يجوز نكاحهن : ( الإماء ) وهذه الأخيرة تخص أولئك الذين لا يستطيعون طولاً أن ينكحوا المحصنات : الحرات قال تعالى {ومن لم يستطع منكم طولاً أن ينكح المحصنات المؤمنات فمن ما ملكت أيمانكم من فتياتكم المؤمنات } ثم ينتهي الحديث بقوله تعالى { يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم والله عليم حكيم ... }

تلك قرائن مكتنفة تدلنا على ترجيح القول بأن الآية المبحوث عنها تهدف إلى المتعة ( الزواج المؤقت ) وبذلك ينسجم سياق الآيات المرتبطة بعضها مع بعض من دون ما حصول تكرار أو إهمال ....

فلو كانت هذه الآية في بيان الدائم للزم التكرار في سورة واحدة أما إذا كانت لبيان المتعة فإنها تكون لبيان معنى جديد ... فالدائم وملك اليمين تبينا بقوله تعالى { فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم}

ونكاح الإماء مبين بقوله تعالى { ومن لم يستطع منكم طولاً أن ينكح المحصنات المؤمنات فمن ما ملكت أيمانكم من فتياتكم المؤمنات } إلى أن قال :{ فإنكحوهن بإذن أهلهن وآتوهن أجورهن بالمعروف}.والمتعة مبينة بآيتها هذه { فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن } والحاصل أن الله قد بين في أول السورة النكاح الدائم { فانكحوا ما طاب لكم من النساء }ثم وجوب إيتاء الصداق { وآتوا النساء صدقاتهن } ثم محرمات النكاح ثم إحلال ما عداها بنكاح دائم أو منقطع أو ملك يمين ثم وجوب إيتاء المهر في نكاح المتعة وجواز تجديده قبل انقضاء الأجل أو بعد زيادة في الفريضة[19[[19].

ثالثا: قالوا : إن لفظة "الاستمتاع " يراد بها نكاح المتعة أو الزواج المؤقت !!

نقول : إن لفظ الاستمتاع والتمتع وإن كان في الأصل واقعاً على الانتفاع والالتذاذ فقد صار بعرف الشرع مخصوصاً بهذا العقد المعين لاسيما إذا أضيفت إلى النساء .....ولأن لفظة الاستمتاع كانت دائرة في أعراف الناس يراد منها " الزواج المؤقت " وورد لفظ القرآن بذلك فلابد من حمله على نفس المعنى المتداول جريا وفق أسلوب القرآن في جميع أحكامه وتشريعاته المترتبة على أعراف الناس أمثال البيع والربا والربح والغنيمة وما إلى ذلك ....فإذا أطلق لفظ الاستمتاع لا يستفاد به في الشرع إلا العقد بالأجل ألا ترى أنهم يقولون : فلان يقول بالمتعة وفلان لا يقول بها ولا يريدون إلا العقد المخصوص ....فالمراد بالاستمتاع المذكور في الآية نكاح المتعة بلا شك فإن الآية مدنية نازلة في سورة النساء في النصف الأول من عهد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بعد الهجرة على ما يشهد به معظم آياتها وقد كان الناس آنذاك يتمتعون بالنساء تمتعا مؤقتا إزاء أجر !! معين والآية وردت وفقا للعادة الجارية مؤكدة الوفاء بالأجر الذي يتفقان عليه .[20[[20[

رابعا : قالوا : إن الله تعالى ذكر الاستمتاع و أعقبه بالأجر عليه فدل ذلك على جواز الاستمتاع.

خامسا : قالوا : إن الآية صرحت بلفظة " أجورهن" ولا أجر في النكاح الدائم بل هو مهر أو صداق ..... فحمل اللفظ على غير معناه المعهود تأويل لا شاهد عليه ....[21[[21].

سادسا: قالوا : لو كان المراد بهذه الآية النكاح الدائم لوجب للمرأة بحكم الآية جميع المهر بنفس العقد .....

ومما يدل أن لفظ " الاستمتاع " في الآية لا يجوز أن يكون المراد به الانتفاع والجماع انه لو كان المراد به عقد النكاح الدائم لوجب لها جميع المهر بنفس العقد لأنه قال { فآتوهن أجورهن } يعني مهورهن عند أكثر المفسرين وذلك غير واجب بلا خلاف و إنما يجب الأجر بكماله في عقد المتعة ..... بخلاف ما لو لم يحصل الاستلذاذ لم يجب إعطاء المهر وهو باطل لأنه قد يجب بالموت والفسخ ونصفه بالطلاق إذا حصل شيء من ذلك قبل الدخول .....لأنه لو كان كذلك لوجب أن لا يلزم من لا ينتفع بها من شيء من المهر وقد علمنا انه لو طلقها قبل الدخول لزمه نصف المهر وان خلا بها خلوة تامة لزمه جميع المهر عند كثير من الفقهاء وان لم يلتذ وينتفع  [22[[22[

سابعا : قالوا : إن الآية أمرت بوجوب إعطاء المهر بالاستمتاع وذلك يقتضي أن يكون معناها هذا العقد المسمى " نكاح المتعة " . لأن الله علق وجوب إعطاء المهر بالاستمتاع وذلك يقتضي أن يكون معناه هذا العقد المخصوص دون الجماع  [23[[23].

ثامنا : وقالوا  [24[[24[: إن جماعة من الصحابة كانوا يقرؤون الآية بزيادة " إلى أجل مسمى

فقد أخرج الحافظ أبو بكر البيهقي المتوفى 458 بإسناده في السنن الكبرى 7/205 عن محمد بن كعب عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : " كانت المتعة في أول الإسلام وكانوا يقرؤون هذه الآية “ فما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمى " الحديث .وذكر  [25[[25[ الحافظ أبو زكريا النووي الشافعي المتوفى 676 في شرح صحيح مسلم 9/181 أن عبد الله بن مسعود قرأ : فما استمتعتم به منهن إلى أجل .[26[[26].

تاسعا : قالوا : إن آية المتعة غير منسوخة بل من المحكمات .

إن جماعة من أكابر علماء السنة رووا أن آية المتعة غير منسوخة منهم الزمخشري في تفسيره " الكشاف " حيث نقل عن ابن عباس إن آية المتعة من المحكمات .

وقالوا : ونقل غيره أن الحكم ابن عتيبة سئل : آية المتعة هل هي منسوخة ؟ فقال لا .

وقالوا : إن عمران بن حصين الصحابي صرح بنزول هذه الآية في المتعة وأنها لم تنسخ[27[[27]..

فقد أخرج أحمد في مسنده 4ص436 بإسناد رجاله كلهم ثقات عن عمران بن حصين قال : نزلت آية المتعة في كتاب الله تبارك وتعالى وعملنا بها مع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فلم تنزل آية تنسخها ولم ينه عنها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حتى مات.

وقالوا : إن هذه الروايات ونظائرها موجودة في أكثر صحاح السنة وتفاسيرهم وكتبهم الفقهية  [28[[28].

عاشرا: قالوا : إن نسخ آية المتعة بآية الأزواج مستحيل لأن آية المتعة في سورة النساء وهي مدنية ، وآية الأزواج في سورة المؤمنون والمعا رج وكلتاهما مكيتان ويستحيل تقدم الناسخ على المنسوخ  [29[[29].

وقالوا :إن أهل السنة يقولون " إن المتعة نسختها آية الأزواج في قوله { والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم} على الاعتبار أن المتمتع بها ليست بمملوكة وليست بزوجة لأنه لا عدة لها ولا طلاق ولا نفقة ولا إرث فتدخل في عموم قوله تعالى { فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون } وهذا خطأ ،فان آية المتعة من آيات سورة النساء المدنية وهي آخر ما نزل من القرآن الكريم وآية { إلا على أزواجهم } مكية لأن هذه الآية من آيات سورة " المؤمنون " ومن آيات سورة " المعارج " وكلتاهما مكيتان ولا يمكن نسخ المدني المتأخر زماناً بالمكي المتقدم زماناً.........

وقالوا : إن النسخ إنما يثبت بآية قرآنية أو بخبر متواتر لا بخبر الواحد ..... فالكتاب لا ينسخ بأخبار الآحاد . .

أحد عشر : قالوا : إن أهل السنة يقولون إن آية المتعة نسختها آية مواريث الأزواج { لكم نصف ما ترك أزواجكم}

قالوا : وفي الشرع مواضع كثيرة لا ترث فيها الزوجة كالكافرة والقاتلة والمعقود عليها في المرض إذا مات زوجها فيه قبل الدخول كما أنها قد ترث حق الزوجة مع خروجها عن العدة قبل انقضاء الحول إذاً فالإرث لا يلزم الزوجية طرداً ولا عكساً .على أن عدم التوارث في المتعة إنما هو لدليل خاص مضافاً إلى إن هناك من فقهاء الشيعة من يقول بالتوارث فيها وهذه المسألة خلافية بين أئمة الإمامية وفيها ثلاثة أقوال :

أ- يتوارثان مطلقاً بحكم ظاهر آية المواريث .

ب- يتوارثان مع الشرط .

ج- لا إرث بينهما وإن شرطا .

وقد خرج القسمان الأخيران بالدليل الخاص ! فخصص به الكتاب ويجوز ذلك من حيث إن نفس النكاح مؤجل بأجل ، فتكون العلاقة مؤقتة لا توجب التوارث على أننا نتفق مع القائلين بلزوم اتباع ظاهر آية المواريث لأن المتمتع والمتمتع بها زوجان مع إن جمهور أهل السنة جوزوا نكاح الكتابية بالعقد الدائم واتفقوا


البرهان في تبرئة أبي هريرة من البهتان

استنكار عبد الحسين الموسوي " رؤية الله يوم القيامة "

 في (ص64) أورد عبد الحسين حديث رقم (2) " رؤية الله يوم القيامة بالعين الباصرة في صور مختفلة" أخرج الشيخان الإسناد إلى أَبِي هُرَيْرَةَ قَال:َ قَالَ أُنَاس:ٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ فَقَالَ: هَلْ تُضَارُّونَ فِي الشَّمْسِ لَيْسَ دُونَهَا سَحَابٌ؟ قَالُوا: لا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ هَلْ تُضَارُّونَ فِي الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ لَيْسَ دُونَهُ سَحَابٌ قَالُوا:لا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ فَإِنَّكُمْ تَرَوْنَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ. يَجْمَعُ اللَّهُ النَّاسَ فَيَقُولُ مَنْ كَانَ يَعْبُدُ شَيْئًا فَلْيَتَّبِعْهُ فَيَتْبَعُ مَنْ كَانَ يَعْبُدُ الشَّمْسَ وَيَتْبَعُ مَنْ كَانَ يَعْبُدُ الْقَمَرَ وَيَتْبَعُ مَنْ كَانَ يَعْبُدُ الطَّوَاغِيتَ وَتَبْقَى هَذِهِ الْأُمَّةُ فِيهَا مُنَافِقُوهَا فَيَأْتِيهِمُ اللَّهُ فِي غَيْرِ الصُّورَةِ الَّتِي يَعْرِفُونَ فَيَقُولُ أَنَا رَبُّكُمْ فَيَقُولُونَ نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ هَذَا مَكَانُنَا حَتَّى يَأْتِيَنَا رَبُّنَا فَإِذَا أَتَانَا رَبُّنَا عَرَفْنَاهُ فَيَأْتِيهِمُ اللَّهُ فِي الصُّورَةِ الَّتِي يَعْرِفُونَ فَيَقُولُ أَنَا رَبُّكُمْ فَيَقُولُونَ أَنْتَ رَبُّنَا فَيَتْبَعُونَهُ وَيُضْرَبُ جِسْرُ جَهَنَّمَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يُجِيزُ وَدُعَاءُ الرُّسُلِ يَوْمَئِذٍ اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ وَبِهِ كَلَالِيبُ مِثْلُ شَوْكِ السَّعْدَانِ أَمَا رَأَيْتُمْ شَوْكَ السَّعْدَانِ قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ فَإِنَّهَا مِثْلُ شَوْكِ السَّعْدَانِ غَيْرَ أَنَّهَا لَا يَعْلَمُ قَدْرَ عِظَمِهَا إِلَّا اللَّهُ فَتَخْطَفُ النَّاسَ بِأَعْمَالِهِمْ مِنْهُمُ الْمُوبَقُ بِعَمَلِهِ وَمِنْهُمُ الْمُخَرْدَلُ ثُمَّ يَنْجُو حَتَّى إِذَا فَرَغَ اللَّهُ مِنَ الْقَضَاءِ بَيْنَ عِبَادِهِ وَأَرَادَ أَنْ يُخْرِجَ مِنَ النَّارِ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخْرِجَ مِمَّنْ كَانَ يَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إلا اللَّهُ أَمَرَ الْمَلائِكَةَ أَنْ يُخْرِجُوهُمْ فَيَعْرِفُونَهُمْ بِعَلَامَةِ آثَارِ السُّجُودِ وَحَرَّمَ اللَّهُ عَلَى النَّارِ أَنْ تَأْكُلَ مِنِ ابْنِ آدَمَ أَثَرَ السُّجُودِ فَيُخْرِجُونَهُمْ قَدِ امْتُحِشُوا فَيُصَبُّ عَلَيْهِمْ مَاءٌ يُقَالُ لَهُ مَاءُ الْحَيَاةِ فَيَنْبُتُونَ نَبَاتَ الْحِبَّةِ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ وَيَبْقَى رَجُلٌ مِنْهُمْ مُقْبِلٌ بِوَجْهِهِ عَلَى النَّارِ فَيَقُولُ يَا رَبِّ قَدْ قَشَبَنِي رِيحُهَا وَأَحْرَقَنِي ذَكَاؤُهَا فَاصْرِفْ وَجْهِي عَنِ النَّارِ فَلا يَزَالُ يَدْعُو اللَّهَ فَيَقُولُ لَعَلَّكَ إِنْ أَعْطَيْتُكَ أَنْ تَسْأَلَنِي غَيْرَهُ فَيَقُولُ لاَ وَعِزَّتِكَ لاَ أَسْأَلُكَ غَيْرَهُ فَيَصْرِفُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ ثُمَّ يَقُولُ بَعْدَ ذَلِكَ يَا رَبِّ قَرِّبْنِي إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ فَيَقُولُ أَلَيْسَ قَدْ زَعَمْتَ أَنْ لاَ تَسْأَلَنِي غَيْرَهُ وَيْلَكَ ابْنَ آدَمَ مَا أَغْدَرَكَ فَلا يَزَالُ يَدْعُو فَيَقُولُ لَعَلِّي إِنْ أَعْطَيْتُكَ ذَلِكَ تَسْأَلُنِي غَيْرَهُ فَيَقُولُ لاَ وَعِزَّتِكَ لاَ أَسْأَلُكَ غَيْرَهُ فَيُعْطِي اللَّهَ مِنْ عُهُودٍ وَمَوَاثِيقَ أَنْ لاَ يَسْأَلَهُ غَيْرَهُ فَيُقَرِّبُهُ إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ فَإِذَا رَأَى مَا فِيهَا سَكَتَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَسْكُتَ ثُمَّ يَقُولُ رَبِّ أَدْخِلْنِي الْجَنَّةَ ثُمَّ يَقُولُ أَوَلَيْسَ قَدْ زَعَمْتَ أَنْ لاَ تَسْأَلَنِي غَيْرَهُ وَيْلَكَ يَا ابْنَ آدَمَ مَا أَغْدَرَكَ فَيَقُولُ يَا رَبِّ لاَ تَجْعَلْنِي أَشْقَى خَلْقِكَ فلا يَزَالُ يَدْعُو حَتَّى يَضْحَكَ (الله)!؟ فَإِذَا ضَحِكَ مِنْهُ أَذِنَ لَهُ بِالدُّخُولِ فِيهَا فَإِذَا دَخَلَ فِيهَا قِيلَ لَهُ تَمَنَّ مِنْ كَذَا فَيَتَمَنَّى ثُمَّ يُقَالُ لَهُ تَمَنَّ مِنْ كَذَا فَيَتَمَنَّى حَتَّى تَنْقَطِعَ بِهِ الْأَمَانِيُّ فَيَقُولُ لَهُ هَذَا لَكَ وَمِثْلُهُ مَعَهُ.

ثم أخذ المؤلف يصول ويجول مفنداً هذا الحديث النبوي الشريف قائلا: ( وهذا حديث مهول الفت إليه أرباب العقول فهل يجوز عندهم أن تكون لله صورة مختلفة ينكرون بعضها ويعرفون البعض الآخر ؟ وهل يرون ان لله ساقا تكون آية له وعلامة عليه ؟ وبأي شيء كانت ساقه علامة دون غيرها من الأعضاء ؟ وهل تجوز عليه الحركة والانتقال فيأتيهم أولا وثانيا وهل يجوز عليه الضحك؟ وأي وزن لهذا الكلام)؟

قلت: إن المؤلف مقصده الرد على أهل السنة الإنكار عليهم في معتقدهم رؤية الله يوم القيامة ، وليس مقصده كما يتخرص في مقدمة كتابه " تطهير الصحاح والمسانيد من كل ما لايحتمله العقل من حديث أبي هريرة " لذلك ألف كتاباً مستقلا في الرد عليهم سماه " كلمة حول الرؤية " ، فغرض المؤلف الرد على أهل السنة إذ أنه يعلم أن حديث رؤية الله تعالى في الآخرة للمؤمنين رواه أكثر من عشرين صحابياً عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ولكنه اتخذ أبا هريرة دهليزاً له !! وهذا هو غرضه كما بينت في مقدمة الكتاب ، على كل حال نرد في عجالة على شبهات المؤلف فقوله :( هل يجوز عندهم أن تكون لله صورة مختلفة ينكرون بعضها ويعرفون البعض الآخر )؟

قلت : قال ابن الجوزي : اعلم أنه يجب على كل مسلم أن يعتقد أن الله سبحانه وتعالى لا تجوز عليه الصورة التي هي هيئة وتأليف. وقال ابن حجر نقلا عن ابن بطال: تمسك به - أي بهذا الحديث - المجسمة فأثبتوا لله صورة ، ولا حجة لهم فيه لاحتمال أن يكون بمعنى العلامة وضعها الله لهم دليلا على معرفته كما يسمى الدليل والعلامة صورة وكما تقول صورة حديثك كذا وصورة الأمر كذا والحديث والأمر لا صورة لهما حقيقة ، وأجاز غيره أن المراد بالصورة الصفة ...

ونقل ابن التين : أن معناه صورة الاعتقاد ، وأجاز الخطابي أن يكون الكلام خرج على وجه المشاكلة لما تقدم من ذكر الشمس والقمر والطواغيت .. .

و قال غيره من العلماء : يأتيهم بأهوال القيامة ، وصورة الملائكة ، مما لم يعهدوا مثله في الدنيا ، فيستعيذون من تلك الحال ، ويقولون : إذا جاء ربنا عرفناه،

أي أتى بما يعرفونه من لطفه ، وهي الصورة التي يعرفون فيكشف عن ساق : أي عن شدة كأنه يرفع تلك الاشدائد المهولة ، فيسجدون شكرا ، وقال بعضهم : صورة يمتحن إيمانهم بها ، كما يبعث الدجال فيقولون : نعوذ بالله منك .

وأما قوله:( وهل يرون ان لله ساقاً تكون آية له وعلامة عليه ؟ وبأي شيء كانت ساقه علامة دون غيرها من الأعضاء وهل تجوز عليه الحركة والانتقال فيأتيهم أولا وثانيا وهل يجوز عليه الضحك ؟ وأي وزن لهذا الكلام) ؟ .

قلت: إن كلامه هذا يدل على جهل قبيح ليس له مثيل ، ولا أعلم أن أحداً من قبل سبقه ، ألا يقرأ هذا الذي لقبوه " بالعلامة " القرآن الكريم ! ، ألا يقرأ قوله تعالى: { هَلْ يَنظُرُونَ إلاَّ أَن يأْتيَهُمُ اللهُ فىِ ظُلَلِ مّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلئكَةُ وَقُضِىَ الأَمْرُ } [ البقرة / 210[ ، و قوله تعالى: { هَلْ يَنظُرُونَ إلاَّ أَن يأْتيَهُمُ الْمَلئكَةُ أَوْ يَأْتِىَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِىَ بَعْضُ ءَايتِ رَبّكَ } [ الأنعام /158].

وقوله تعالى:{ كَلاَّ إِذَا دُكَّتِ الأَرْضُ دَكًّا دَكًّا وَجَآءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا } [ الفجر 21-22].

وأما إنكاره لرؤية الله بقوله : ( وهذا محال لا يعقل، ولا يمكن أن يتصور متصور إلا إذا اختص الله المؤمنين في الدار الآخرة ببصر لا تكون فيه خواص الأبصار المعهودة في الحياة الدنيا .. ) .

قلت: أولا: إن المخالفين لكم ، المثبتين للرؤية وهم الصحابة والتابعون والأئمة المهتدون من أهل الفقه والحديث ممن لهم قدم صدق في العالمين، هؤلاء أكثر العقلاء، وأوفر عدداً منكم .

قال النووي : اعلم أن مذهب أهل السنة بأجمعهم أن رؤية الله تعالى ممكنة غير مستحيلة عقلا وأجمعوا أيضاً على وقوعها في الآخرة وأن المؤمنين يرون الله تعالى دون الكافرين وزعمت طائفة من أهل البدع المعتزلة والخوارج وبعض المرجئة أن الله تعالى لا يراه أحد من خلقه وأن رؤيته مستحيلة عقلا ، وهذا الذي قالوه خطأ صريح وجهل قبيح وقد تظافرت أدلة الكتاب والسنة واجماع الصحابة فمن بعدهم من سلف الأمة على اثبات رؤية الله تعالى في الآخرة للمؤمنين ورواها نحو عشرين صحابياً عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وآيات القرآن فيها مشهورة واعتراضات المبتدعة عليها لها أجوبة مشهورة في كتب المتكلمين من أهل السنة وكذلك باقي شبههم وهي مستقاة في كتب الكلام..

وقال ابن حجر في الفتح نقلا عن ابن بطال : ذهب أهل السنة وجمهور الأمة إلى جواز رؤية الله في الآخرة ومنع الخوارج والمعتزلة وبعض المرجئة وتمسكوا بأن الرؤية توجب كون المرئي محدثا وحالا في مكان ، وأولوا قوله :{ نَاظِرَة } بمنتظرة وهو خطأ لأنه لا يتعدى بإلى ، ثم ذكر نحو ما تقدم ثم قال وما تمسكوا به فاسد لقيام الأدلة على أن الله تعالى موجود ، والرؤية في تعلقها بالمرئي بمنزلة العلم في تعلقه بالمعلوم فإذا كان تعلق العلم بالمعلوم لا يوجب حدوثه فكذلك المرئى .

قال وتعلقوا بقوله عزوجل :{ لاَ تُدْرِكُهُ الأبْصَرُ } [ الأنعام /103].

وقوله عزوجل لموسى:{ لَن تَرَنىِ} [ الأعراف /143].

والجواب عن الأول : أنه لا تدركه الأبصار في الدنيا جمعا بين دليلي الآيتين ، وبأن نفي الادراك لا يستلزم نفي الرؤية لإمكان رؤية الشىء من غير إحاطة بحقيقته.

على أن العقل الصحيح لا يخالف القرآن والسنة الثابتة الصحيحة ،ولا يتعارضان أبداً، وما ظهر من تعارض في الظاهر ، فإنه لعدم صحة في النقل ، أو عدم كمال في العقل ، على أن العقل إذا ترك ونفسه ، لم يحكم باستحالة رؤيته إلا إذا صرفه برهان.

وقد أسفّ هذا االمؤلف بفلسفته هذه كل إسفاف واعتسف فيها أي اعتساف في لتكون هذه الأحاديث حجة عليك يوم القيامة حين ألزمت نفسك العمل بها ودعوت الناس إليها ! والحديث الأول يقرب إلى ذهنك معنى " الإدراك " وهو قول الامام المعصوم للراوي " أنت قد تدرك بوهمك السند والهند والبلدان التي لم تدخلها ولا تدركها ببصرك " .

فقد روى الكليني عن داود بن القاسم أبي هاشم الجعفري قال: قلت لأبي جعفر(ع): لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار ؟ فقال:يا أبا هاشم أوهام القلوب أدقّ من أبصار العيون ، أنت قد تدرك بوهمك السند والهند والبلدان التي لم تدخلها ولا تدركها ببصرك وأوهام القلوب لا تدركه فكيف أبصار العيون .

وروى الكليني والصدوق بإسنادهما عن يعقوب بن اسحاق قال: كتبت إلى أبي محمد أسأله كيف يعبد العبد ربه وهو لا يراه ؟ فوقع (ع) يا أبا يوسف جلّ سيدي ومولاي والمنعم عليّ وعلى آبائي أن يرى ، قال: و سألته هل رأى رسول الله ربه؟ فوقع (ع) إن الله تبارك وتعالى أرى رسوله بقلبه من نور عظمته ما أحبّ .

وروى الكليني والصدوق عن عبدالله بن سنان ، عن أبيه قال: حضرت أبا جعفر(ع) فدخل عليه رجل من الخوارج فقال له : يا أبا جعفر أي شيئ تعبد ؟ قال: الله تعالى ، قال : رأيته ؟ قال: بل لم تره العيون بمشاهدة الأبصار ولكن رأته القلوب بحقائق الإيمان، لا يعرف بالقياس ولا يدرك بالحواس ولا يشبه بالناس ، موصوف بالآبات ، معروف بالعلامات لا يجوز في حكمه ذلك الله ، لا إله إلا هو، قال: فخرج الرجل وهو يقول : الله أعلم حيث يجعل رسالته .

وروى الكليني والصدوق عن أبي الحسن الموصلي ، عن أبي عبدالله قال: جاء حبر إلى أميرالمؤمنين (ع) فقال: يا أميرالمؤمنين هل رأيت ربك حين عبدته ؟ فقال: ويلك ما كنت أعبد رباً لم أره ، قال: وكيف رأيته ؟ قال: ويلك لا تدركه العيون في مشاهدة الأبصار ولكن رأته القلوب بحقايق الإيمان .

وروى الصدوق في " التوحيد" (ص 112 ح 11) عن أبي هاشم الجعفر، عن أبي الحسن الرضا(ع) قال: سالته عن الله عزوجل هل يوصف ؟ فقال: أما تقرء القرآن ؟ ! قلت: بلى ، قال: أما تقرء قوله عزوجل : { لاَ تُدْرِكُهُ الأبْصَرُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأبْصَرَ } قلت: بلى ، قال: فتعرفون الأبصار؟ قلت: بلى ، قال: وما هي ؟ قلت: أبصار العيون فقال: إن أوهام القلوب أكثر من أبصار العيون فهو لا تدركه الأوهام وهو يدرك الأوهام .

فقولك هذا رد على أئمتك المعصومين، لإنك لا تفهم أحاديثهم .

جواز رؤية الله تعالى يوم القيامة من طريق آل البيت :

وإليك بعض هذه الأحاديث بإختصار.

فقد جاء في "لئالى الأخبار" (4/410-411 ) لعمدة العلماء والمحققين محمد التوسيركاني في " باب في أن أهل الجنة يسمعون صوته " هذا الحديث - وهو حديث طويل - ونصه : ( في أن أهل الجنة يسمعون صوته تعالى ويخاطبهم وينظرون إليه وهما ألذ الأشياء عندهم قال (ع) في حديث يذكر فيه إشتغال المؤمنين بنعم الجنة : فبينما هم كذلك إذ يسمعون صوتاًمن تحت العرش : يا أهل الجنة كيف ترون منقلبكم ؟ فيقولون : خير المنقلب منقلبنا وخير الثواب ثوابنا ، قد سمعنا الصوت واشتهينا النظر وهو أعظم ثوابنا وقد وعدته ولا تخلف الميعاد فيأمر الله الحجاب فيقوم سبعون ألف حاجب فيركبون على النوق والبرازين وعليهم الحلى والحلل فيسبرون في ظل العرش حتى ينتهوا إلى دار السلام وهي دار الله دار البهاء والنور والسرور والكرامة فيسمعون الصوت فيقولون : يا سيدنا سمعنا لذاذة منطقك وأرنا وجهك فيتجلى لهم سبحانه وتعالى ، حتى ينظرون إلى وجهه تبارك وتعالى المكنون من كل عين ناظر فلا يتمالكون حتى يخروا على وجوههم سجدا فيقولون: سبحانك ما عبدناك حق عبادتك يا عظيم قال فيقول : يا عبادي إرفعوا رؤسكم ليس هذا بدار عمل .... فإذا رفعوا رفعوها وقد أشرقت وجوههم من نور وجهه سبعين ضعفا ثم يقول : يا ملائكتي أطعموهم واسقوهم ..يا ملائكتي طيبوهم فيأتيهم ريح من تحت العرش يمسك أشد بياضا من الثلج ويعبر وجوههم وجباههم وجنوبهم تسمى المثيرة فيستمكنون من النظر إلى وجهه فيقولون يا سيدنا حسبنا لذاذة منطقك والنظر إلى وجهك لا نريد به بدلا ولا نبتغي به حولا فيقول الرب إني أعلم أنكم إلى أزواجكم مشتاقون وان أزواجكم إليكم مشتاقات ارجعوا إلى أزواجكم قال : فيقولون : يا سيدنا اجعل لنا شرطاً قال فإن لكم كل جمعة زورة ما بين الجمعة سبعة آلاف سنة مما تعدّون قال فينصرفون فيعطى كل رجل منهم رمانة خضر في كل رمانة سبعون حلة .... حتى يبشروا أزواجهم وهن قيام على أبواب الجنان قال: فلما دنى منها نظرت إلى وجهه فأنكرته من غير سوء ، وقالت: حبيبي لقد خرجت من عندي وما أنت هكذا قال: فيقول: حبيبتي تلومني أن أكون هكذا وقد نظرت إلى وجه ربي تبارك وتعالى فأشرق وجهي من نور وجهه ، ثم يعرض عنها فينظر إليها نظرة فيقول: حبيبتي لقد خرجت من عندك و ماكنت هكذا فنقول : حبيبي تلومني أن أكون هكذا، وقد نظرت إلى وجه الناظر إلى وجهه ربي فأشرق وجهي من وجه الناظر إلى وجه ربي سبعين ضعفا ، فنعانقه من باب الخيمة والرب يضحك إليهم ).

وفي " البحار" (8/126ح27 باب الجنة و نعيمها ) عن عاصم بن حميد عن أبي عبد الله (ع) قال: (مامن عمل حسن يعمله العبد إلا وله ثواب في القرآن إلا صلاة الليل ، فإن الله لم يبين ثوابها لعظيم خطرها عنده فقال:{ تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا} إلى قوله :{ يعملون } ثم قال: إن لله كرامة في عباده المؤمنين في كل يوم جمعة ، فإذا كان يوم الجمعة بعث الله إلى المؤمن ملكا معه حلة فينتهي إلى باب الجنة فيقول: اسأذنوا لي على فلان فيقال له: هذا رسول ربك على الباب، فيقول: لأزواجه أي شيئ ترين عليّ أحسن ؟ فيقلن : يا سيدنا والذي أباحك الجنة ما رأينا عليك شيئا أحسن من هذا بعث إليك ربك ، فيتزر بواحدة ويتعطف بالأخرى فلا يمرّ بشيئ إلا أضاء له حتى ينتهي إلى الموعد ، فإذا اجتمعوا تجلى لهم الرب تبارك وتعالى ، فإذا نظروا إليه خرّوا سجدا فيقول: عبادي ارفعوا رؤوسكم ليس هذا يوم سجود ولا يوم عبادة قد رفعت عنكم المؤونة، فيقولون : يارب وأي شيئ أفضل مما أعطيتنا ، أعطيتنا الجنة، فيقول: لكم مثل ما في أيديكم سبعين ضعفا ، فيرجع المؤمن في كل جمعة بسبعين ضعفا مثل ما في يديه وهو قوله:{ وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ } وهو يوم الجمعة ) .

وإذا لم تستطع فهم هذه الرواية ، نورد لك كلام إمامك ووصيك الرابع فقد أثبت رؤية الله تعالى في الآخرة كما جاء في الصحيفة السجادية ، في حين عكست الآية كما سيأتي توضيحه .

قال الامام السجاد رحمه الله تعالى ما نصه : ( واقدر أعيينا يوم لقائك برؤيتك"

بل لا يحتاج تخصيص المؤمنين في الآخرة ببصر غير أبصارهم في الدنيا ،كما يتدعي المؤلف، لأن إمامه المعصوم يقول أنهم رأوه قبل يوم القيامة ، حين قال الله لهم : { أَلَسْتُ بِرَبّكُمْ قَالُوا بَلَى }

فقد أخرج الصدوق في " التوحيد" (ص117ح20 ) بإسناده عن أبي بصير عن أبي عبد الله (ع) قال: قلت له: أخبرني عن الله عزوجل هل يراه المؤمنون يوم القيامة ؟ قال: نعم ، وقد رأوه قبل يوم القيامة ، فقلت: متى ؟ قال: حين قال لهم : { أَلَسْتُ بِرَبّكُمْ قَالُوا بَلَى } ثم سكت ساعة ، ثم قال: وإن المؤمنين ليرونه في الدنيا قبل يوم القيامة ، ألست تراه في وقتك هذا ؟ قال أبو بصير : فقلت : له جعلت فداك فأحدث بهذا عنك ؟ فقال لا ، فإنك إذا حدثت به أنكره منكر جاهل بمعنى ما تقوله ثم قدر أن ذلك تشبيه كفر وليست الرؤية بالقلب كالرؤية بالعين ، تعالى الله عما يصفه المشبهون والملحدون .

وجاء اثبات الرؤية من كلام الامام السجاد رحمه الله تعالى الذي أعرض " المؤلف الأمين " عن ذكره هنا واقتصر على بعض الأذكار بقوله " وإليك ما يحضرني من نصوصها في الموضوع " ، فحاول طمسها في مهدها ، ولو كانت هذه النصوص في صالحه لما طمسها ومرّ عليها هكذا مرور الكرام ، وهكذا يفعلون ، ولكن شاء الله أن يفضح أمر " آية الكذب والتدليس " ، وإليك هذه الأدعية . قال في دعاء المتوسلين : ( وأقررت أعينهم بالنظر إليك يوم لقائك ) . وقال في دعاء آخر وهو دعاء المحبين :( ولا تصرف عني وجهك ) . وفي دعاء آخر وهو : ( وشوقته إلى لقائك وضيته بقضائك ومنحته بالنظر إلى وجهك ). وفي دعاء آخر وهو مناجاة الزاهدين : )ولا تحجب مشتاقيك عن النظر إلى جميل رؤيتك ) . وفي دعاء آخر وهو مناجاة المفتقرين : ( واقدر أعيينا يوم لقائك برؤيتك ) . وفي دعاء آخروهو في استكشاف الهموم ( رغبتي شوقاً إلى لقائك ..) .

أما ما لفقه عبد الحسين في كتابه " كلمة حول الرؤية " (ص39) ، واستشهاده ببعض أدعية السجاد على نفي الرؤية ، فإن هذا جهل بكلام العرب ، وغريب أمر هذا المؤلف إذ كيف تستعجم عليه اللغة وقد وصل إلى درجة العلاّمة . فمثلا استشهاده بقول السجاد : ( إلهي قصرت الألسن عن بلوغ ثنائك كما يليق بجلالك، وعجزت العقول عن إدراك كنه جمالك ، وانحصرت الأبصار دون النظر إلى سبحات وجهك ، ولم تجعل للخلق طريقا إلى معرفتك إلا بالعجز عن معرفتك

الحمد لله الأول بلا أول كان قبله ، والآخر بلا آخر يكون بعده ، الذي قصرت عن رؤيته أبصار الناظرين ، وعجزت عن نعته أوهام الواصفين ...).

فأين نفيه رحمه الله رؤية الله ؟ ، بل لم يستطع المؤلف أن يورد دعاء واحد يدل على نفي الرؤية وهذا عجيب ، مما يدل أنه وأتباعه ليسوا شيعة أهل البيت ، بل شيعة الطوسي والمجلسي والمفيد وأضرابهم ! ، بل وهذا من عقائد المعتزلة وغيرهم الذين نفوا رؤية الباري تعالى يوم القيامة، وأما مذهب أهل البيت هم على مذهب أهل السنة من السلف القائلين برؤية الله تعالى يوم القيامة .


 حقيقة تولية عثمان رضي الله عنه أقاربه

من الشبه التي أثيرت حول الخليفة الراشد الثالث ذي النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه توليته أقاربه. أحبتي في الله ، من أجل معرفة حجم هذه القضية ينبغي التعرف على أسماء الولاة في خلافة عثمان رضي الله عنه، وهم : 1- سعد بن أبي وقاص ( الكوفة ). 2- أبو موسى الأشعري ( البصرة ، الكوفة). 3- المغيرة بن شعبة ( الكوفة ، أذربيجان، أرمينيا). 4- عمرو بن العاص ( مصر). 5- جرير بن عبدالله البجلي ( قرقيسياء، همذان). 6- حبيب بن مسلمة الفهري( قنسرين ، أرمينيا). 7- عبد الرحمن بن خالد بن الوليد ( حمص). 8- عبد الله بن سوار العبدي ( البحرين ). 9- عثمان بن أبي العاص الثقفي ( عمان ، البحرين). 10- الربيع بن زياد الحارثي ( سجستان). 11- قيس بن الهيثم السلمي ( خراسان). 12- يعلى بن أمية التميمي ( اليمن). 13- خالد بن العاص المخزومي (مكة). 14- عبد الله بن عمرو الحضرمي ( مكة). 15- عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي ( الجَنَد ، صنعاء). 16- أبو الأعور عمرو بن سفيان السلمي ( الأردن). 17- علقمة بن حكيم الفراسي الكناني ( فلسطين). 18- عمير بن عثمان بن سعد ( خراسان). 19- عبد الله بن عمر الليثي ( سجستان). 20- عبد الرحمن بن غبيس ( كرمان). 21- عبيد الله بن معمر التميمي ( فارس). 22- أمين بن أحمر اليشكري ( خراسان). 23- عمران بن الفضيل البرجمي ( سجستان). 24- عاصم بن عمرو التميمي ( كرمان). 25- الحصين بن أبي البحر ( سواد البصرة). 26- الأحنف بن قيس ( مرو الشاهجان، مرو الروذ). 27- حبيب بن قرة اليربوعي ( بلخ). 28- خالد بن عبد الله بن زهير ( هراة). 29- الأشعث بن قيس ( أذربيجان). 30- سعيد بن قيس ( الري). 31- هرم بن حسان اليشكري ( على بعض مدن فارس ). 32- هرم بن حيان العبدي( على بعض مدن فارس ). 33- الخريت بن راشد ( على بعض مدن فارس ). 34- المنجاب بن راشد ( على بعض مدن فارس ). 35- الترجمان الهجيمي ( على بعض مدن فارس ). 36- النسير العجلي ( همذان ). 37- السائب بن الأقرع ( أصبهان). 38- مالك بن حبيب اليربوعي ( ماه ). 39- حكيم بن سلامة الحزامي ( الموصل). 40- سلمان بن ربيعة الباهلي ( الباب ، أرمينيا ). 41- عتيبة بن النهاس ( حلوان). 42- حبيش الأسدي ( ماسباذان). 43- حذيفة بن اليمان ( جوخي ، أرمينيا ، أذربيجان). 44- زيد بن ثابت ( نائب عثمان على المدينة ). 45- سبرة بن عمرو العنبري ( اليمامة). 46- عمير بن سعد الأنصاري ( حمص). 47- عبد الله بن قيس الفزاري ( على نواحي البحر من بلاد الشام). أما أقرباء عثمان رضي الله عنه من الولاة فهم التالية أسماؤهم: 1- معاوية بن أبي سفيان ( الشام). 2- سعيد بن العاص ( الكوفة). 3- الوليد بن عقبة ( الكوفة ). 4- عبد الله بن عامر بن كريز ( البصرة ، فارس). 5- عبد الله بن سعد بن أبي السرح ( مصر). 6- عبد الرحمن بن سمرة ( سجستان). 7- علي بن عدي العبشمي ( مكة ). 8- مروان بن الحكم ( البحرين). من خلال هذا الحصر لأسماء الولاة نلاحظ أن عددهم يزيد عن الخمسين والياً ، في حين بلغ عدد أقرباء عثمان – رضي الله عنه – من أولئك الولاة ، ثمانية ولاة فقط ، وبنسبة تبلغ السبع تقريباً ، ومعظمهم من الصحابة الذين تقلدوا بعض المناصب قبل استخلاف عثمان – رضي الله عنه – ، ونسبة السبع تعد نسبة ضئيلة قياساً على كثرة أقرباء عثمان – رضي الله عنه – مما يدل على أنه كان يختار من يتوسم فيه الكفاءة الإدارية أو العسكرية منهم أو من غيرهم ، وذلك أن عهد عثمان – رضي الله عنه كان عهد جهاد وفتوحات ، مما يستوجب تجنيد جميع طاقات الأمة وعدم تعطيلها. وتولية الأقارب لم ينفرد بها عثمان – رضي الله عنه – وفي ذلك يقول ابن تيمية – رحمه الله : (وبالجملة فعامة من تولى الأمر بعد عمر كان يخص بعض أقاربه : إما بولاية ، وإما بمال). وقال أيضاً : (ونحن لا ننكر أن عثمان – رضي الله عنه – كان يحب بني أمية ، كما أننا لا ننكر أن علياً ولى أقاربه). وقال أيضاً : (ووجدنا علياً إذ ولي قد استعمل أقاربه : ابن عباس على البصرة ، وعبيد الله بن عباس على اليمن ، وقثماً و معبداً ابني العباس على مكة والمدينة ، وجعدة بن هببرة ، وهو ابن أخته أم هانئ بنت أبي طالب ، على خراسان ، ومحمد بن أبي بكر ، وهو ابن امرأته وأخو ولده ، على مصر). وتولية عثمان – رضي الله عنه – أقاربه لم تمنعه من إقامة الحدود عليهم أو عزلهم إن أذنبوا ، فقد أقام حد الخمر على الوليد بن عقبة – رضي الله عنه – وعزله عن الكوفة ، كما أنه عزل سعيد بن العاص – رضي الله عنه عن الكوفة حين أخرجه منها بعض أهلها وعين عليهم من يحبون ! وقد علق ابن تيمية – رحمه الله – على هذه المسألة بقوله: (مجرد إخراج أهل الكوفة لا يدل على ذنب يوجب ذاك ، فإن القوم كانوا يقومون على كل والٍ ، قد قاموا على سعد بن أبي وقاص وهو الذي فتح البلاد ، وكسر جنود كسرى ، وهو أحد أهل الشورى ، ولم يتول عليهم نائب مثله ، وقد شكوا غيره مثل عمار بن ياسر ، وسعيد بن العاص ، والمغيرة بن شعبة ، وغيرهم ، ودعا عليهم عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – فقال : (اللهم إنهم قد لبّسوا علي فلبّس عليهم). وإذا قدر أنه أذنب ذنباً ، فمجرد ذلك لا يوجب أن يكون عثمان راضياً بذنبه ، ونواب علي قد أذنبوا ذنوباً كثيرة ، بل كان غير واحد من نواب النبي صلى الله عليه وسلم يذنبون ذنوباً كثيرة ، وإنما يكون الإمام مذنباً إذا ترك ما يجب عليه من إقامة حد ، أو استيفاء حق ، أو اعتداء ، ونحو ذلك).

الدكتور خالد بن محمد الغيث


 شبهة خروج أم المؤمنين لقتال علي رضي الله عنهما

يقول صاحب هذه الشبهة أن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها جيشت الجيوش لقتال علي وخرجت على إمام زمانها مفروض الطاعة الذي اجتمعت الناس على مبايعته ... نقول وبالله التوفيق .. أولاًٍٍ " لم يكن خروج أم المؤمنين للقتال البتة وإنما خرجت للإصلاح والمطالبة بقتلة عثمان رضي الله عنه والأدلة على ذلك كثيرة منها لا للحصر ما ذكره الإمام أحمد في مسنده : فقال لها الزبير ترجعين عسى الله عز وجل أن يصلح بك بين الناس . وأيضا ما رواه ابن حبان عن أم المؤمنين رضي الله عنها قولها :

 ما أظنني الا أني راجعة فقال بعض من كان معها بل تقدمين فيراك المسلمون

 فيصلح الله عز وجل ذات بينهم ثانياً " نقول ليس عندنا شي في كتبنا أسمه إمام زمان أصلاً فلا يحق لأحد أن يلزمنا

 في لفظة لا نؤمن بها . ثالثاً " لم يكن علي رضي الله عنه في العراق وإنما كان في المدينة

 وأم المؤمنين ذهبت للعراق حيث قتلة عثمان رضي الله عنه . أخيراً نقول لصاحب الشبهة ان قلنا في خروج ام المؤمنين على الامام

 فسيكون حكمها خارجية مثلها مثل الخوارج الذين خرجوا على الامام

فكيف الحكم عليها ؟

لماذا لم يقم الإمام عليها الحد والحكم الشرعي ؟

بل أعادها معززة مكرمة إلي مكة وأكرمها وكان يناديها ب ( يا أماه ) إذن نقول أن ما حصل فتنة والله يقول : وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين 1- مسند أحمد الجزء 6 ص 97 حديث رقم 24698 عليق شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح 2-صحيح بن حبان الجزء 15 ص 126 حديث رقم 6732 ال شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط الشيخين

===============

وملخصا لما وقع في حرب الجمل وخروج أم المؤمنين عائشة

 الأولى أنه لما قتل عثمان عنه صبراً توجع المسلمون ، فسار طلحة والزبير وعائشة – وكان قد لقيها الخبر وهي مقبلة من عمرتها – نحو البصرة ، فلما علم علي كرم الله وجهه بمخرجهم اعترضهم من المدينة لئلا يحدث ما يشق عصا الإسلام ، ففاتوه ، وأرسل ابنه الحسن وعماراً يستنفران أهل المدينة واهل الكوفة ، ولما قدموا البصرة أستعانوا باهلها وبيت مالها ، حتى إذا جاءهم الإمام كرم الله تعالى وجهه حاول الصلح واجتماع الكلمة وسعى الساعون بذلك ، فثار قتلة عثمان وكان ما كان ، وانتصر علي كرم الله تعالى وجهه ، وكان قتالهم من ارتفاع النهار يوم الخميس إلى صلاة العصر لعشر خلون من جمادى الآخرة .

ولما ظهر علي جاء إلى أم المؤمنين فقال (( غفر الله لك )) قالت (( ولك . وما أردت إلا الإصلاح )) ثم انزلها دار عبدالله بن خلف وهي أعظم دار في البصرة على سنيه بنت الحارث أم طلحة الطلحات ، وزارها بعد ثلاث ورحبت به وبايعته وجلس عندها فقال رجل : يا أمير المؤمنين إن بالباب رجلين ينالان من عائشة فامر القعقاع بن عمر ان يجلد كل واحد منهما مائة جلدة وان يجردهما من ثيابهما ففعل .

ولما ارادت الخروج من البصرة بعث إليها بكل ما ينبغى من مركب وزاد ومتاع واذن لمن نجا من الجيش ان يرجع إلا أن يحب المقام ، وأرسل معها أربعين امرأة وسير معها اخاها محمداً . ولما كان اليوم الذى ارتحلت فيه جاء علي فوقف على الباب في الهودج فودعت الناس ودعت لهم وقالت : (( يا بني لا يغتب بعضكم بعضاً ، إنه ما كان بيني وبين علي بن أبي طالب في القديم إلا ما يكون بين المرأة وأحمائها ، وإنه لمن الأخيار )) فقال علي (( صدقت ، والله ما كان بيني وبينها إلا ذلك ، وإنها زوجة نبيكم صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة )) وسار معها مودعاً أميالاً ، وسرح بنيه معها بقية ذلك اليوم .

وكانت رضي الله تعالى عنها بعد ذلك إذا ذكرت ما وقع تبكي حتى تبل خمارها . ففي هذه المعاملة من الأمير رضي الله عنه دليل على خلاف ما تزعمه الشيعة من كفرها – وحاشاها رضي الله عنها – وفي ندمها وبكائها على ما كان دليل على أنها لم تذهب إلى ربها إلا وهي نقية من غبار المعركة ، على أن في كلامها ما يدل على أنها كانت حسنة النية في ذلك . وقال غير واحد إنها أجتهدت ولكنها أخطات في الاجتهاد ولا إثم على المجتهد المخطئ بل أجر على أجتهاده ( 1 ) وكونها رضي الله تعالى عنها من أهل الاجتهاد مما لا ريب فيه .

نعم قالت الشيعة إنه يبطل إجتهادها أنه صلى الله عليه وسلم قال يوماً لأزواجه كأني بإحداكن تنبحها كلاب الحوأب ، فإياك أن تكون يا حميراء والحوأب منزل بين البصرة ومكة قيل نزلته عائشة ونبحتها كلابه فتذكرت الحديث وهو صريح في النهي ولم ترجع .

والجواب عن ذلك أن الثابت عندنا أنها لما سمعت ذلك وتحقيقه من محمد بن طلحه همت بالرجوع إلا أنها لم توافق عليه ومع هذا شهد لها مروان بن الحكم مع ثمانين رجلاً من دهاقين تلك الناحية أن هذا المكان مكان آخر وليس الحوأب ، على أن (( إياك أن تكوني يا حميراء )) ليس موجوداً في الكتب المعول عليها عند أهل السنة فليس في الخبر نهي صريح ينافي الاجتهاد ، على أنه لو كان فلا يرد محذوراً أيضاً لأنها أجتهدت فسارت حين لم تعلم أن في طريقها هذا المكان ، لو أنها علمت لم يمكنها الرجوع لعدم الموافقة عليه . وليس في الحديث بعد هذا النهي امر بشئ لتفعله ، فلا جرم مرت على ما قصدته من إصلاح ذات البين المأمورة به بلا شبهة .

واما طلحة والزبير رضي الله عنهما فلم يموتا إلا على بيعة الإمام رضي الله عنه . وأما طلحة فقد روى الحكم عن ثور بن مجزأة أنه قال : مررت بطلحة يوم الجمل في آخر رمق فقال لي : من أنت ؟ قلت : من اصحاب أمير المؤمنين علي ، فقال : أبسط يدك أبايعك ، فبسطت يدى فبايعني وقال : هذه بيعة علي ، وفاضت نفسه . فأتيت علياً فأخبرته فقال : الله أكبر صدق الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ابي الله سبحانه أن يدخل طلحة الجنة إلا وبيعتي في عنقه .

وأما الزبير فقد ناداه علي كرم الله تعالى وجهه وخلا به وذكره قول النبي له : لتقاتلن علياً وأنت له ظالم ، فقال : لقد اذكرتني شيئاً أنسانيه الدهر ، لا جرم لا أقاتلك ابداً ، فخرج من العسكرين نادماً وقتل بوادي السباع مظلوماً قتله عمرو بن جرموز . وقد ثبت عند الفريقين أنه جاء بسيفه واستاذن على الأمير فلم ياذن له ، فقال : أنا قاتل الزبير ، فقال : أبقتل أبن صفية تفتخر ؟ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (( بشر قاتل ابن صفية بالنار )) .

واما عدم قتله فلقيام الشبهة على ما قيل ، ونظيره ما أخرجه ابن أبي حاتم والبيهقي عن الحسن أن أناساً من الصحابة ذهبوا يتطرقون ، فقتل واحد منهم رجلاً قد فر وهو يقول : إني مسلم ، فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم غضباً شديداً ولم يقتل القاتل . وكذا قتل أسامة فيما أخرجه السدى رجلاً يقول : لا إله إلا الله محمد رسول الله ، فلامه رسول الله صلى الله عليه وسلم جداً ولم يقبل عذره وقال له : كيف أنت ولا إله إلا الله ؟ ونزل قوله تعالى [ ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمناً [ الآية وأجاب آخرون بأن العلماء أختلفوا في أنه هل يجب على الحاكم القصاص إذا لم يطلبه الولي أم لا ؟ ولعل الأمير كرم الله تعالى وجهه ممن لا يرى الوجوب بدون طلب ولم يقع . وروى أيضاً أن الأمير قال لما جاءه عمر بن طلحة بعد موت أبيه (( مرحباً بابن أخي ، إني لأرجو أن أكون أنا وطلحة والزبير من الذين قال الله تعالى فيهم : [ ونزعنا ما في صدورهم من غل إخواناً على سرر متقابلين [ )) وهذا ونحوه يدل على أنهما رضي الله تعالى عنهما لم يذهبا إلا طاهرين متطهرين .

----------------

(1) إنها أجتهدت واصابت ، لأنها أرادت الإصلاح والتعاون مع أمير المؤمنين علي على إقامة حدود الله في القتلة المجرمين . والدماء التى سفكت في وقعة الجمل كانت جريمة اخرى من جرائم قتلة عثمان لا يلحق منها شئ بعلي ولا بعائشة ومن معها ، ولو توفقوا إلى إقامة الحدود على قتلة عثمان ، لتغيرت الحوادث بعد ذلك ، ولما وجدت الخوارج ولا الروافض ، ولما قتل علي كرم الله تعالى وجهه . ولكن لله في كل شئ حكمه قد يطلعنا عليها وقد تخفى عنا .


  يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّك

 تفسير القمي

ذكر القمي بتفسيرالقمي في الجزء الثاني الصفحة 201 تفسير للآية 20 من سورة سبأ { و لقد صدق عليهم ابليس ظنه } قال : لما أمر الله نبيّه أن ينصّب أمير المؤمنين للناس في قوله : { يا أيها الرسول بلّغ ما انزل اليك من ربك في علي } بغدير خم فقال " من كنت مولاه فعلي مولاه " فجاءت الأبالسة الى إبليس الأكبر ، و حثوا التراب على رؤوسهم فقال لهم ابليس : مالكم ؟ فقالوا : إنّ هذا الرجل قد عقد اليوم عقدة لا يحلها شيء الى يوم القيامة ، فقال لهم إبليس : كلا ، إنّ الذين حوله قد وعدوني فيه عِدة لن يخلفوني ، فأنزل الله على رسوله { ولقد صدق عليهم ابليس ظنه }

تعليقي على رواية القمي :

المعلوم أن آية التبليغ في سورة المائدة نزلت في السنة الثانية من الهجرة بأقوال المفسرين وأهل العلم ثم أن سورة سبأ مكيّة أي نزلت في مكة قبل هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم والمعلوم أن غدير خم وحادثته كانت بعد حجة الوداع لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلا أعلم كيف جمع بين هذه الآيات كلها الهالك القمي وخرج بهذه الرواية الباطلة

علي الكعبي

قال ابن كثير رحمه الله

 (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ) (المائدة : 67 )

 يقول تعالى مخاطباً عبده ورسوله محمداً صلى الله عليه وسلم باسم الرسالة, وآمراً له بإبلاغ جميع ما أرسله الله به, وقد امتثل عليه أفضل الصلاة والسلام ذلك, وقام به أتم القيام.

قال البخاري عند تفسير هذه الاَية: حدثنا محمد بن يوسف, حدثنا سفيان عن إسماعيل, عن الشعبي عن مسروق, عن عائشة رضي الله عنها, قالت: من حدثك أن محمداً صلى الله عليه وسلم كتم شيئاً مما أنزل الله عليه فقد كذب, الله يقول (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ), هكذا رواه هاهنا مختصراً وقد أخرجه في مواضع من صحيحه مطولاً.

وكذا رواه مسلم في كتابي الإيمان, والترمذي والنسائي في كتاب التفسير من سننهما من طرق عن عامر الشعبي, عن مسروق بن الأجدع, عنها رضي الله عنها, وفي الصحيحين عنها أيضاً أنها قالت: لو كان محمد صلى الله عليه وسلم كاتماً شيئاً من القرآن لكتم هذه الاَية {وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ )(الأحزاب 37 ) .

وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أحمد بن منصور الرمادي: حدثنا سعيد بن سليمان, حدثنا عباد عن هارون بن عنترة, عن أبيه قال: كنا عند ابن عباس, فجاء رجل فقال له: إن ناساً يأتونا فيخبروننا أن عندكم شيئاً لم يبده رسول الله صلى الله عليه وسلم للناس فقال ابن عباس: ألم تعلم أن الله تعالى قال: ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ) ؟ والله ما ورثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم سوداء في بيضاء, وهذا إسناد جيد,

وهكذا في صحيح البخاري من رواية أبي جحيفة وهب بن عبد الله السوائي قال: قلت لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: هل عندكم شيء من الوحي مما ليس في القرآن ؟ فقال: لا والذي فلق الحبة وبرأ النسمة, إلا فهماً يعطيه الله رجلاً في القرآن وما في هذه الصحيفة, قلت: وما في هذه الصحيفة ؟ قال: العقل, وفكاك الأسير, وأن لا يقتل مسلم بكافر.

وقال البخاري: قال الزهري: مِن الله الرسالة وعلى الرسول البلاغ وعلينا التسليم, وقد شهدت له أمته بإبلاغ الرسالة وأداء الأمانة, واستنطقهم بذلك في أعظم المحافل في خطبته يوم حجة الوداع, وقد كان هناك من أصحابه نحو من أربعين ألفاً, كما ثبت في صحيح مسلم عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في خطبته يومئذ «أيها الناس إنكم مسؤولون عني, فما أنتم قائلون ؟» قالوا: نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت, فجعل يرفع أصبعه إلى السماء وينكسها إليهم ويقول «اللهم هل بلغت»

 قال الإمام أحمد: حدثنا ابن نمير, حدثنا فضيل يعني ابن غزوان, عن عكرمة, عن ابن عباس, قال: قال رسول الله في حجة الوداع: «يا أيها الناس» أي يوم هذا ؟ قالوا: يوم حرام, قال: أي بلد هذا ؟ قالوا: بلد حرام, قال : أي شهر هذا ؟ قالوا: شهر حرام, قال: «فإن أموالكم ودماءكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا, في بلدكم هذا, في شهركم هذا» ثم أعادها مراراً, ثم رفع أصبعه إلى السماء فقال «اللهم هل بلغت ؟» مراراً.

 قال: يقول ابن عباس: والله لوصية إلى ربه عز وجل, ثم قال «ألا فليبلغ الشاهد الغائب: لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض» وقد روى البخاري عن علي بن المديني, عن يحيى بن سعيد, عن فضيل بن غزوان به نحوه.

وقوله تعالى: {وإن لم تفعل فما بلغت رسالته} يعني وإن لم تؤد إلى الناس ما أرسلتك به, فما بلغت رسالته, أي وقد علم ما يترتب على ذلك لو وقع وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {وإن لم تفعل فما بلغت رسالته} يعني إن كتمت آية مما أنزل إليك من ربك لم تبلغ رسالته,

قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي, حدثنا قبيصة بن عقبة, حدثنا سفيان عن رجل, عن مجاهد قال: لما نزلت {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} قال: يا رب, كيف أصنع وأنا وحدي يجتمعون عليّ ؟ فنزلت {وإن لم تفعل فما بلغت رسالته} ورواه ابن جرير من طريق سفيان وهو الثوري به.

وقوله تعالى: {والله يعصمك من الناس} أي بلغ أنت رسالتي وأنا حافظك وناصرك ومؤيدك على أعدائك ومظفرك بهم, فلا تخف ولا تحزن فلن يصل أحد منهم إليك بسوء يؤذيك, وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم قبل نزول هذه الاَية يحرس,

 كما قال الإمام أحمد: حدثنا يزيد, حدثنا يحيى قال: سمعت عبد الله بن عامر بن ربيعة يحدث أن عائشة رضي الله عنها كانت تحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سهر ذات ليلة وهي إلى جنبه قالت: فقلت ما شأنك يا رسول الله ؟ قال «ليت رجلاً صالحاً من أصحابي يحرسني الليلة» قالت: فبينا أنا على ذلك, إذ سمعت صوت السلاح, فقال «من هذا ؟» فقال: أنا سعد بن مالك. فقال: «ما جاء بك ؟» قال: جئت لأحرسك يا رسول الله. قالت:فسمعت غطيط رسول الله صلى الله عليه وسلم في نومه, أخرجاه في الصحيحين من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري به, وفي لفظ: سهر رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة مقدمه المدينة يعني على أثر هجرته بعد دخوله بعائشة رضي الله عنها, وكان ذلك في سنة ثنتين منها.

وقال ابن أبي حاتم: حدثنا إبراهيم بن مرزوق البصري, نزيل مصر, حدثنا مسلم بن إبراهيم, حدثنا الحارث بن عبيد يعني أبا قدامة عن الجريري, عن عبد الله بن شقيق, عن عائشة قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يُحرس حتى نزلت هذه الاَية {والله يعصمك من الناس} قالت: فأخرج النبي صلى الله عليه وسلم رأسه من القبة وقال «يا أيها الناس انصرفوا فقد عصمني الله عز وجل» وهكذا رواه الترمذي عن عبد بن حميد, وعن نصر بن علي الجهضمي, كلاهما عن مسلم بن إبراهيم به, ثم قال: وهذا حديث غريب, وهكذا رواه ابن جرير والحاكم في مستدركه من طريق مسلم بن إبراهيم به, قال الحاكم: صحيح الإسناد, ولم يخرجاه, وكذا رواه سعيد بن منصور عن الحارث بن عبيد أبي قدامة عن الجريري, عن عبد الله بن شقيق, عن عائشة به,

 ثم قال الترمذي: وقد روى بعضهم هذا عن الجريري عن ابن شقيق, قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يُحرس حتى نزلت هذه الاَية, ولم يذكر عائشة. قلت: هكذا رواه ابن جرير من طريق إسماعيل بن علية, وابن مردويه من طريق وهيب, كلاهما عن الجريري عن عبد الله بن شقيق مرسلاً,

 وقد روى هذا مرسلا عن سعيد بن جبير ومحمد بن كعب القرظي, رواهما ابن جرير, والربيع بن أنس, رواه ابن مردويه, ثم قال: حدثنا سليمان بن أحمد, حدثنا أحمد بن رشدين المصري, حدثنا خالد بن عبد السلام الصدفي, حدثنا الفضل بن المختار عن عبد الله بن موهب, عن عصمة بن مالك الخظمي قال: كنا نحرس رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل. حتى نزلت {والله يعصمك من الناس} فترك الحرس,

 حدثنا سليمان بن أحمد, حدثنا حمد بن محمد بن حمد أبو نصر الكاتب البغدادي, حدثنا كردوس بن محمد الواسطي, حدثنا يعلى بن عبد الرحمن عن فضيل بن مرزوق عن عطية, عن أبي سعيد الخدري, قال: كان العباس عم رسول الله فيمن يحرسه, فلما نزلت هذه الاَية {والله يعصمك من الناس} ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم الحرس.

بَاب قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: "يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ"

46- بَاب قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: "يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ  (1) مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَاتِهِ"، وَقَالَ الزُّهْرِيُّ: مِنْ اللَّهِ الرِّسَالَةُ وَعَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْبَلَاغُ  (2) وَعَلَيْنَا التَّسْلِيمُ، وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: "لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ" وَقَالَ تَعَالَى: "أُبْلِغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي"، وَقَالَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ حِينَ تَخَلَّفَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ  (3) وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ"، وَقَالَتْ عَائِشَةُ: إِذَا أَعْجَبَكَ حُسْنُ عَمَلِ امْرِئٍ  (4) فَقُلْ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ  (5) وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ أَحَدٌ، وَقَالَ مَعْمَرٌ:  (6) "ذَلِكَ الْكِتَابُ" هَذَا الْقُرْآنُ "هُدًى لِلْمُتَّقِينَ"  (7) بَيَانٌ وَدِلَالَةٌ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: "ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ هَذَا حُكْمُ اللَّهِ لَا رَيْبَ" لَا شَكَّ "تِلْكَ آيَاتُ" يَعْنِي هَذِهِ أَعْلَامُ الْقُرْآنِ وَمِثْلُهُ "حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ" يَعْنِي بِكُمْ وَقَالَ أَنَسٌ: بَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَالَهُ حَرَامًا إِلَى قَوْمِهِ وَقَالَ أَتُؤَمِِّنُونِي أُبَلِّغُ  (8) رِسَالَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَعَلَ يُحَدِّثُهُمْ.

5730- حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ يَعْقُوبَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الثَّقَفِيُّ حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ وَزِيَادُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ حَيَّةَ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ حَيَّةَ قَالَ الْمُغِيرَةُ أَخْبَرَنَا نَبِيُّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ رِسَالَةِ رَبِّنَا أَنَّهُ مَنْ قُتِلَ مِنَّا صَارَ إِلَى الْجَنَّةِ  (9).

5731- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ عَنْ الشَّعْبِيِّ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ مَنْ حَدَّثَكَ أَنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَتَمَ شَيْئًا وَقَالَ مُحَمَّدٌ حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ الشَّعْبِيِّ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ مَنْ حَدَّثَكَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَتَمَ شَيْئًا مِنْ الْوَحْيِ فَلَا تُصَدِّقْهُ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَاتَهُ  (10).

5732- حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ قَالَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ قَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الذَّنْبِ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ قَالَ أَنْ تَدْعُوَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ قَالَ ثُمَّ أَيْ قَالَ ثُمَّ أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ مَخَافَةَ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ قَالَ ثُمَّ أَيْ قَالَ أَنْ تُزَانِيَ حَلِيلَةَ جَارِكَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَصْدِيقَهَا وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ الْآيَةَ  (11).

1- المقصود بالترجمة: أن تلاوة القرآن وتبليغه وترك ذلك فعل العبد، وأفعال العباد مخلوقة، والمبلَّغ -كلام الله- غير مخلوق؛ لأن المبلِّغ ليس له من الكلام إلا مجرد التبليغ الذي هو فعله، وأما ابتداء الكلام فهو لمن أنشأه وابتدأه وهو الله غير مخلوق.

2- هذا كلام عظيم من الزهري -رحمه الله، والشاهد قوله: "وعلى رسول الله البلاغ"، والتبليغ هو فعله فيكون مخلوقًا، أما المبلَّغ فهو كلام الله غير مخلوق.

3- الشاهد: إضافة العمل إلى العباد، وأعمالهم فهي مخلوقة، ومن ذلك قراءتهم للقرآن فهي فعل لهم، والقرآن كلام الله غير مخلوق.

4- الشاهد: إضافة العمل إلى العباد، وأعمالهم فهي مخلوقة، ومن ذلك قراءتهم للقرآن فهي فعل لهم، والقرآن كلام الله غير مخلوق.

5- الشاهد: إضافة العمل إلى العباد، وأعمالهم فهي مخلوقة، ومن ذلك قراءتهم للقرآن فهي فعل لهم، والقرآن كلام الله غير مخلوق.

6- هو ابن المثنى أبو عبيدة اللغوي.

7- المناسبة أن الهداية نوع من التبليغ.

8- الشاهد: أن تبليغه رسالة رسول الله هو فعله، والمبلِّغ ليس له إلا مجرد التبليغ والكلام لغيره.

9- الشاهد: "عن رسالة ربنا" والرسالة تبليغ رسالة الغير.

10- الشاهد: أن تبليغ الرسول فِعلُه، والآمر له هو الله، فهو المتكلم.

11- الشاهد: إضافة أفعال العباد إليهم من دعاء الند لله، وقتل الولد، والزنا بحليلة الجار، وفيه الرد على الجبرية والقدرية.

http://www.sh-rajhi.com/rajhi/?action=Display&page=b03996.htm&docid=15#10

هل بلغ الرسول صلى الله عليه وسلم الرسالة عند الرافضة ؟

وهذا باللغة الفارسية

وأيضا لم يوفق في رسالته كما يزعمون

الرافضي جابر آغائي يطعن بالرسول صلى الله عليه وسلم ( صوت ) يقولون أنهم يحبون رسول الله صلى الله عليه وسلم


  أحاديث في غيرة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها

 أشتهرت الصديقة بنت الصديق أمنا عائشة رضي الله عنها وعن أبيها بالغيرة الشديده على رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك من فرط حبها له عليه الصلاة والسلام وكيف لا وهي التي تربت في بيته ونهلت من علومه ونزل الوحي عليه صلى الله عليه وسلم وهو في لحافها وتمرض عندها ومات بين نحرها وسحرها صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا

حديث عائشة عند مسلم : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم

خرج من عندها ليلاً ، قالت : فغرت عليه ، فجاء ، فرأى ما أصنع ،

 فقال : ( ما لك يا عائشة ؟ أغرت ؟ )

 فقلت : وما لي لا يغار مثلي على مثلك ؟

 فقال صلى الله عليه وسلم : ( أقد جاءك شيطانك ) .

 قالت : يا رسول الله ، أو معي شيطان ؟ قال : ( نعم ) ،

 قلت : ومع كل إنسان ؟ قال : ( نعم ) ،

 قلت : ومعك يا رسول الله ؟ قال : ( نعم ، ولكن ربي أعانني عليه حتى أسلم ) .

 رواه مسلم : 4/2168 . ورقمه : 2815 .

عن عائشة رضي الله عنها قالت: ما غرت على أحد من نساء النبي صلى الله عليه وسلم ما غرت على خديجة، وما رأيتها، ولكن كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر ذكرها. وربما ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاء ثم يبعثها في صدائق خديجة، فربما قلت له: كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة، فيقول: إنها كانت وكانت، وكان لي منها ولد.

[رواه البخاري].

عن عائشة رضي الله عنها قالت: استأذنت هالة بنت خويلد أخت خديجة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرف استئذان خديجة فارتاع لذلك. فقال: اللهم هالة، قالت: فغرت. فقلت: ما تذكر من عجوز من عجائز قريض، حمراء الشدقين هلكت في الدهر، قد أبدلك الله خيرًا منها؟!

[رواه البخاري ومسلم].

وعذرها النبي صلى الله عليه وسلم وتغاضى عما قالته في حق خديجة لعلمه بغيرتها عليه وشدة حبها له

عن أنس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم عند بعض نسائه، فأرسلت إحدى أمهات المؤمنين بصحفة فيها طعام. فضربت التي النبي صلى الله عليه وسلم في بيتها يد الخادم، فسقطت الصحفة فانفلقت. فجمع النبي صلى الله عليه وسلم فلق الصحفة، ثم جعل يجمع فيها الطعام الذي كان في الصحفة، ويقول: غارت أمكم. ثم حبس الخادم حتى أتى بصحفة من عند التي هو في بيتها، فدفع الصحفة الصحيحة إلى التي كسرت صحفتها، وأمسك المكسورة في بيت التي كسرت فيها.

[رواه البخاري].

 هنا ألزمت الغيرة بضمان ما أتلفته، ولم يزد الرسول صلى الله عليه وسلم على قوله: غارت أمكم

فرضي الله عن الصديقة بنت الصديق حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم

وزوجته في الدنيا والآخرة رغم أنف من أبى


 شبهةٌ تعري النبي صلى الله عليه وسلم أثناء بناءِ الكعبةِ

 كنبه الشيخ الفاضل سعود الزمانان في الصحيحين من جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللّهِ يُحَدِّثُ:" أَنَّ رَسُولَ اللّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَنْقُلُ مَعَهُمُ الْحِجَارَةَ لِلْكَعْبَةِ، وَعَلَيْهِ إِزَارُهُ. فَقَالَ لَهُ الْعَبَّاسُ، عَمَّهُ: يَا ابْنَ أَخِي! لَوْ حَلَلْتَ إِزَارَكَ، فَجَعَلْتَهُ عَلَى مَنْكِبِكَ، دُونَ الْحِجَارَة.قَالَ: فَحَلَّهُ، فَجَعَلَهُ عَلَى مَنْكِبِهِ، فَسَقَطَ مَغْشِيّاً عَلَيْهِ.قَالَ فَمَا رُؤيَ بَعْدَ ذَلِكَ الْيَوْمِ عُرْيَاناً" . وبدأ أهل البدع يشنعون كيف تعرى النبي – صلى الله عليه وسلم فهذا كذب على النبي – صلى الله عليه وسلم – كما يزعمون والرد على هؤلاء يكون بما يأتي : أولا : هذا الحديث صحيح الإسناد لا غبار عليه فقد أخرجه الإمام البخاري في صحيحه (364) كتاب الصلاة – باب كراهية التعري في الصلاة وغيرها . فهذا الحديث قبل بعثة النبي – صلى الله عليه وسلم – وقال الزهري – رحمه الله - :" لما بنت قريش الكعبة لم يبلغ النبي عليه الصلاة والسلام الحلم . ثانياً : التعري عند أهل العلم يجوز إن كان لمصلحة شرعية راجحة ، كجواز التعري أثناء العلاج بل لا خلاف على جواز أن ينظر الطبيب إلى موضع المرض من المرأة عند الحاجة ضمن ضوابط شرعية مع تقوى الله وصلاح النية ، والضرورات تقدر بقدرها ، فتعري النبي – صلى الله عليه وسلم – كان قبل البعثة أولا وثانياً كان لمصلحة لكي يضع ثوبه على عاتقه لكي يتقوى بها على حمل الحجارة وعلى قربة يتقرب بها لله جل وعلا وهي بناء الكعبة . كما حدث لنبي الله موسى عليه السلام لما اتهمه قومه برجولته فبرأه الله مما قالوا وهذا كما أخرجه الشيخان من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه - قال: كَانَو بَنُو إِسْرَائِيلَ يَغْتَسِلُونَ عُرَاةً يَنْظُرُ بَعْضُهُمْ إِلَى سوأة بَعْضٍ وَكَانَ مُوسَى يَغْتَسِلُ وَحْدَهُ، فَقَالُوا: وَاللَّهِ مَا يَمْنَعُ مُوسَى أَنْ يَغْتَسِلَ مَعَنَا إِلا أَنَّهُ آدَرُ(أي ذو فتق) قال: فَذَهَبَ مَرَّةً يَغْتَسِلُ فَوَضَعَ ثَوْبَهُ عَلَى حَجَرٍ فَفَرَّ الْحَجَرُ بِثَوْبِهِ! فَجَمعَ مُوسَى فِي إِثْرِهِ يَقُول:ُ ثَوْبِي حَجَرُ! ثَوْبِي حَجَرُ!حَتَّى نَظَرَ بَنُو إِسْرَائِيلَ إِلَى سوأة مُوسَى فَقَالُوا: وَاللَّهِ مَا بِمُوسَى مِنْ بَأْسٍ فقام الحجر بعد حتى نظرإليه فأخذ مُوسَى فطفق ثَوْبَهُ بِالْحَجَرِضرباً؟ فوالله إِنَّ بِالْحَجَرَِنَدَباً سِتَّةٌ أَوْ سَبْعَةٌ (1) . وقد ثبت هذا الحديث عند الرافضة و رواه إمامهم ووصيهم السادس المعصوم كما يزعمون ، وقد أخرجه مفسرو الشيعة في تفاسيرهم أيضا . - ففي تفسير القمي عن أبي بصير، عن أبي عبدالله(ع):" أن بني اسرئيل كانوا يقولون ليس لموسى ما للرجال وكان موسى إذا أراد الإغتسال ذهب إلى موضع لايراه فيه أحد من الناس فكان يوماً يغتسل على شط نهر وقد وضع ثيابه على صخرة فأمرالله الصخرة فتباعدت عنه حتى نظر بنو اسرائيل إليه فعلموا أنه ليس كما قالوا أنزل الله : " يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ لاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ ءَاذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللهُ مِمَّا قَالُواْ وَكَانَ عِندَاللهِ وَجِيهًا " [ الأحزاب/69 [ (2) . ثم أن مفسرهم الطبرسي في مجمع البيان أثبت هذا الحديث فقال :" أن موسى عليه السلام كان حيياً ستيراً يغتسل وحده فقال ما يتستر منّا إلا لعيب بجلده أما برص وأما أدرة فذهب مرة يغتسل فوضع ثوبه على حجر فمر الحجر بثوبه فطلبه موسى عليه السلام فرآه بنو اسرئيل عرياناً كأحسن الرجال خلقا فبرأه الله مما قالوا " (3) . قال رئيس علمائهم نعمة الله الجزائري في قصصه(ص 250) : " قال جماعة من أهل الحديث لا استبعاد فيه بعد ورود الخبر الصحيح وإن رؤيتهم له على ذلك الوضع لم يتعمده موسى عليه السلام ولم يعلم إن أحد ينظر إليه أم لا وأن مشيه عرياناً لتحصيل ثيابه مضافاً إلى تبعيده عما نسبوه إليه ، ليس من المنفرات ". ثالثاً : ونقول نحن كذلك أهل السنة والجماعة كما قال : لا استبعاد فيه بعد ورود الخبر الصحيح وإن رؤيته له على ذلك الوضع لم يتعمده النبي – صلى الله عليه وسلم - فليس ذلك من المنفرات . رابعاً : ليس في الحديث أنه تعرى أمام الناس – صلوات ربي وسلامه عليه فالتعري أمام الناس متعمداً من خوارم المروءة ، فأين الدليل أن النبي – صلى الله عليه وسلم – مشى أمام الناس عارياً لا لشيء وإنما من أجل التعري فقط وأن الكل ينظر إليه !! . فليس في هذا الحديث أن النبي - صلى الله عليه وسلم - مشى وتعرى أمام الناس ، وهذا القول له شاهد عند الطبراني في كما ذكر ذلك الحافظ في " الفتح " : " لما بنت قريش الكعبة انفردت رجلين رجلين ينقلون الحجارة ، فكنت أنا وابن أخي ، جعلنا نأخذ أزرنا فنضعها على مناكبنا ونجعل عليها الحجارة ، فإذا دنونا من الناس لبسنا أزرنا ، فبينما هو أمامي إذ صرع فسعيت وهو شاخص ببصره إلى السماء قال فقلت لابن أخي : ما شأنك ؟ قال : نهيت أن أمشي عريانا قال فكتمته حتى أظهر الله نبوته " . خامساً : على افتراض أن التعري لمصلحة ظهرت لمن تعرى أنه ذنب ، ولكنه ليس من الكبائر ، وعقيدتنا أن الأنبياء معصومون من كبائر الذنوب ومن خوارم المروءة ، لذلك حينما تعرى أمام عمه فقط لم يقر على ذلك وأغشي عليه وما رؤي عريانا بعد ذلك . سادساً : نقول للرافضة ما شأنكم وشأن كشف العورات ؟؟ فدينكم دين جنس ودعوة للتعري والفاحشة وهذه حقيقة وسأذكر بعض الأمور التي تؤكد هذا الادعاء : 1 - يتهمون النبي بأنه كان ينظر إلى عورات النساء ويخون المؤمنين ، وينظر إلى امرأة رجل مسلم وهي تغتسل عريانة !!! ففي بحار الأنوار (22/217) : " قال الرضا : إن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قصد دار زيد بن حارثة في أمر أراده فرأى امرأته تغتسل فقال لها : " سبحان الذي خلقك " . 2 - يروون عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال : " كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لا ينام حتى يضع وجهه بين ثديي فاطمة " وفاطمة امرأة كبيرة بالغة فكيف يضع النبي – صلى الله عليه وسلم – وجهه بين ثدييها – رضي الله عنها - . 3 - يزعمون أن إمامهم المعصوم الثاني عشر الغائب لما يظهر أنه سيكون عارياً بدون ثياب !! وهذا ما رواه الشيخ الطوسي والنعماني عن الإمام الرضا : " أن من علامات ظهور المهدي أنه سيظهر عارياً أمام قرص الشمس " حق اليقين (ص 347) . 4 - الرافضة عندهم الدبر ليس من العورة وهذا ما رواه الكليني في الكافي ( 6/512) عن أبي الحسن عليه السلام قال : " العورة عورتان القبل والدبر ، فأما الدبر مستور بالإليتين فإذا سترت القضيب والبيضتين فقد سترت العورة " . 5 - جواز النظر إلى العورات من غير المسلمين فعن جعفر الصادق قال : " النظر إلى عورة من ليس بمسلم مثل نظرك إلى عورة الحمار " الكافي (6/512) . 6 - يزعمون أن إمامهم المعصوم الخامس محمد الباقر كان يدخل الحمام ويكشف عورته أمام الناس ، فعن عبيد الله الدابقي قال : " دخلت حماما بالمدينة ... فقلت : لمن هذا الحمام ؟ فقال لأبي جعفر محمد بن علي عليه السلام فقلت : كان يدخله ؟ قال : نعم فقلت : كيف كان يصنع ؟ قال كان يدخل يبدأ فيطلي عانته وما يليها ثم يلف على طرف إحليله ويدعوني فأطلي سائر بدنه ، فقلت له يوماً من الأيام : الذي تكره أن أراه قد رأيته " - يقصد عورته المغلظة - .( الكافي 6/508) .


  أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم أكل طعاماً ذُبح على النصب

بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله والصلاة والسلام على أشرف خلق الله (محمد بن عبد الله) وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه الغر الميامين ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد،، الرد على شبهة أن النبي – صلى الله عليه وسلم - أكل طعاما ذبح على الصنم و النصب : تعريف النصب : هي الأصنام والحجارة التي كان الكفار يذبحون عليها . أخرج الإمام أحمد (1/190 ) قال : حدثنا ‏ ‏يزيد ‏ ‏حدثنا ‏ ‏المسعودي ‏ ‏عن ‏ ‏نفيل بن هشام بن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل ‏ ‏عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏عن ‏ ‏جده ‏ ‏قال ‏ ‏:" كان رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏بمكة ‏ ‏هو ‏ ‏وزيد بن حارثة ‏ ‏فمر بهما ‏ ‏زيد بن عمرو بن نفيل ‏ ‏فدعواه ‏ ‏إلى ‏ ‏سفرة ‏ ‏لهما فقال يا ابن أخي ‏ ‏إني لا آكل مما ذبح على ‏‏ النصب ‏ ‏قال فما رئي النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏بعد ذلك أكل شيئا مما ‏‏ ذبح على ‏‏ النصب ‏ ‏قال قلت يا رسول الله إن أبي كان كما قد رأيت وبلغك ولو أدركك لآمن بك واتبعك فاستغفر له قال نعم فأستغفر له فإنه يبعث يوم القيامة أمة واحدة " . الشبهة :

قال المبتدعة والزنادقة كيف يذبح الرسول على النصب والأصنام ، وكيف يأكل مما ذبح عليها ؟

الرد : أولاً : رواية ( إني لا آكل مما تذبحون على أنصابكم ) قال : فما رؤي النبي – صلى الله عليه وسلم – بعد ذلك أكل شيئاً مما ذبح على النصب ) منكرة ولا تصح . - قال الشيخ الألباني رحمه الله - :" أخرجه الإمام أحمد ( رقم 5369) من حديث ابن عمر ، وقد رواه أيضا من حديث سعيد بن زيد بن عمرو (1648) وفيه زيادة منكرة ، وهي تتنافى مع التوجيه الحسن الذي وجه به الحديث المؤلف وهي قوله بعد ( إني لا آكل مما تذبحون على أنصابكم ) قال : فما رؤي النبي – صلى الله عليه وسلم – بعد ذلك أكل شيئاً مما ذبح على النصب وعلة هذه الزيادة أنها من رواية المسعودي وكان قد اختلط وراوي هذا الحديث عنه يزيد بن هارون سمع منه بعد اختلاطه ، ولذلك لم يحسن صنعا حضرة الأستاذ الشيخ أحمد محمد شاكر حيث صرح في تعليقه على المسند أن إسناده صحيح ، ثم صرح بعد سطور أنه إنما صححه مع اختلاطه لأنه ثبت معناه من حديث ابن عمر بسند صحيح يعني هذا الذي في الكتاب ، وليس فيه الزيادة المنكرة ، فكان عليه أن ينبه عليها حتى لا يتوهم أحد أن معناها ثابت أيضاً في حديث ابن عمر " . ثانياً : حكم على هذه الزيادة بالنكارة الإمام الذهبي أيضا ، فالرواية أخرجها البزار ( 2755) والنسائي في الكبرى (8188) والطبراني (4663) وأبو يعلى (7211) من طريق محمد بن عمرو عن أبي سلمة ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب بن أبي بلتعة عن أسامة بن زيد عن زيد بن حارثة قال خرجت مع رسول الله ... الحديث . - قال الذهبي في سير أعلام النبلاء (1/221-222) :" في سنده محمد يعني ابن عمرو بن علقمة - لا يحتج به ، وفي بعضه نكارة بينة " . ثالثاً : وهذا العبارة منكرة :" شاة ذبحناها لنصب كذا وكذا ... " وهي نكارة بينة كما قال الذهبي ، وهذا نص في أنهم ذبحوها للنصب لا عليه فقط ، وهذه الجملة لا تحتمل ولا تليق بالنبي – صلى الله عليه وسلم – وفي سندها محمد بن عمرو بن علقمة قال فيه الحافظ :" صدوق له أوهام " وقال الجوزجاني وغيره :" ليس بقوي " [1[ وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء (1/221-222) :" - لا يحتج به " . رابعاً : الرواية الصحيحة هي كما جاءت في صحيح البخاري ، قال البخاري ( 5499 ) حدثنا معلَّى بن أسد قال: حدثنا عبد العزيز يعني ابن المختار قال: أخبرنا موسى بن عقبة قال: أخبرني سالم: أنه سمع عبد الله يحدث، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنه لقي زيد بن عمرو بن نُفَيل بأسفل بَلْدَحَ،- ( مكان في طريق التنعيم ، ويقال هو واد ) - وذاك قبل أن يُنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي، فقُدِّم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم سفرة فيها لحم، فأبى أن يأكل منها، ثم قال: إني لا آكل مما تذبحون على أنصابكم، ولا آكل إلا مما ذُكر اسم الله عليه " . - وقال البخاري ( 3826) حدثني محمد بن أبي بكر قال: حدثنا فضيل بن سليمان قال: حدثنا موسى بن عقبة قال: حدثنا سالم بن عبد الله، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما:" أن النبي صلى الله عليه وسلم لقي زيد بن عمرو بن نفيل بأسفل بلدح، قبل أن ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم الوحي، فقدمت إلى النبي صلى الله عليه وسلم سفرة، فأبى أن يأكل منها، ثم قال زيد: إني لست آكل مما تذبحون على أنصابكم، ولاآكل إلا ما ذكر اسم الله عليه. وأن زيد بن عمرو كان يعيب على قريش ذبائحهم، ويقول: الشاة خلقها الله، وأنزل لها من السماء الماء، وأنبت لها من الأرض، ثم تذبحونها على غير اسم الله. إنكارا لذلك وإعظاما له" . - قال ابن بطال – رحمه الله - :" كانت السفرة لقريش فقدموها للنبي – صلى الله عليه وسلم – فأبى أن يأكل منها ، فقدمها النبي – صلى الله عليه وسلم – لزيد بن عمرو ، فأبى أن يأكل منها ، وقال مخاطباً لقريش الذين قدموها أولاً : إنا لا نأكل ما ذبح على أنصابكم " ( عمدة القاري 11/540) . خامساً : أين ما يدل في الحديث أن النبي – صلى الله عليه وسلم – أكل من هذه السفرة ؟ فليس في الحديث أنه – صلى الله عليه وسلم – أكل منها، وإنما غاية ما في الحديث أن السفرة قدمت للنبي – صلى الله عليه وسلم – ولزيد ولم يأكلا منها . سادساً : فهذا هو الثابت في الصحيح أن النبي – صلى الله عليه وسلم – عرضت وقدمت له السفرة فامتنع أن يأكل منها ، نعم جاء عند أحمد (2/69) من طريق عفان عن وهيب عن موسى . وأخرجه أحمد (2/90) من طريق يحيى بن آدم عن زهير عن موسى بن عقبة عن سالم عن ابن عمر بلفظ :" فقدم إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم سفرة فيها لحم فأبى أن يأكل منها ثم قال إني لا آكل ما تذبحون على أنصابكم ولا آكل إلا مما ذكر اسم الله عليه " . - فمما سبق بيانه يتضح أن رواية صحيح البخاري أن السفرة قدمت للنبي – صلى الله عليه وسلم – فرفض أن يأكل منها ، ثم قدمت لزيد ولم يأكل منها ، فلا وجه لطعن طاعن أو لمز لامز ولله الحمد . - ولو افترضنا صحة الرواية التي جاءت عند أحمد ، وأن النبي – صلى الله عليه وسلم – قدم السفرة لزيد ، فكذلك لا يوجد دليل على أنها ذبحت على نصب أو ذبحت لصنم ، وإن كان قد يفهم منها هذا ولكنها ليست صريحة. - سابعاً : قال الخطابي في " أعلام الحديث " 3/1657 :" امتناع زيد بن عمرو من أكل ما في السفرة إنما كان من أجل خوفه أن يكون اللحم الذي فيها مما ذبح على الأنصاب فتنزه من أكله ، وقد كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لا يأكل من ذبائحهم التي كانوا يذبحونها لأصنامهم ، فأما ذبائحهم لمأكلتهم فإنا لم نجد في شيء من الأخبار أنه كان يتنزه منها ، ولأنه كان لا يرى الذكاة واقعة إلا بفعلهم قبل نزول الوحي عليه ، وقبل تحريم ذبائح أهل الشرك ، فقد كان بين ظهرانيهم ، مقيماً معهم ، ولم يُذكر أنه كان يتميز عنهم إلا في أكل الميتة ، وكانت قريش وقبائل من العرب تتنزه في الجاهلية عن أكل الميتات ، ولعله – صلى الله عليه وسلم – لم يكن يتّسع إذ ذاك لأن يذبح لنفسه الشاة ليأكل منها الشلو أو البضعة ، ولا كان فيما استفاض من أخباره أنه كان يهجر اللحم ولا يأكله ، وإذا لم يكن بحضرته إلا ذكاة أهل الشرك ولا يجد السبيل إلى غيره ، ولم ينزل عليه في تحريم ذبائحهم شيء ، فليس إلا أكل ما يذبحونه لمأكلتهم بعد أن تنزه من الميتات تنزيهاً من الله عز وجل له ، واختياراً من جهة الطبع لتركها استقذاراً لها ، وتقززاً منها ، وبعد أن يجتنب الذبائح لأصنامهم عصمة من الله عز وجل له لئلا يشاركهم في تعظيم الأصنام بها " . ثامناً : قال السهيلي :" فإن قيل : فالنبي – صلى الله عليه وسلم – كان أولى من زيد بهذه الفضيلة ، فالجواب أنه ليس في الحديث أنه – صلى الله عليه وسلم – أكل منها ، وعلى تقدير أن يكون أكل ، فزيد إنما كان يفعل ذلك برأي يراه لا بشرع بلغه ، وإنما كان عند أهل الجاهلية بقايا من دين إبراهيم ، وكان في شرع إبراهيم تحريم الميتة ، لا تحريم ما لم يذكر اسم الله عليه ، وإنما نزل تحريم ذلك في الإسلام، والأصح أن الأشياء قبل الشرع لا توصف بحل ولا بحرمة ، مع أن الذبائح لها اصل في تحليل الشرع واستمر ذلك إلى نزول القرآن ... ". - وقال القاضي عياض في عصمة الأنبياء قبل النبوة :" إنها كالممتنع ، لأن النواهي إنما تكون بعد تقرير الشرع ، والنبي – صلى الله عليه وسلم – لم يكن متعبداً قبل أن يوحى إليه بشرع من قبله على الصحيح ... " . تاسعاً : ومن التوجيهات كذلك كما قال الشيخ الألباني – رحمه الله - :" توهم زيد أن اللحم المقدم إليه من جنس ما حرم الله ، ومن المقطوع به أن بيت محمد – صلى الله عليه وسلم – لا يطعم ذبائح الأصنام ، ولكن أراد الإستيثاق لنفسه والإعلان عن مذهبه ، وقد حفظ محمد له ذلك وسرّ به " [2]. عاشراً : قال الذهبي – رحمه الله - :" لو افترض أن زيد بن حارثة هو الذي ذبح على النصب فقد فعله من غير أمر النبي – صلى الله عليه وسلم إلا أنه كان معه ، فنسب ذلك إليه ، لأن زيداً لم كن معه من العصمة والتوفيق ما أعطاه لنبيه ، وكيف يجوز ذلك وهو عليه السلام قد منع زيداً أن يمس صنماً ، وما مسه هو قبل نبوته ، فكيف يرضى أن يذبح للصنم ، هذا محال " . - وقال أيضا :" أن يكون ذبح لله واتفق ذلك عند صنم كانوا يذبحون عنده "[3[ - نتيجة البحث : 1- : ليس في الحديث أن النبي – صلى الله عليه وسلم – ذبح على النصب أو أكل مما ذبح على النصب ، وغاية ما في الحديث أن السفرة قدمت للنبي – صلى الله عليه وسلم ولزيد ولم يأكلا منها . 2- : الرواية التي في صحيح البخاري أن السفرة قدمت للنبي – صلى الله عليه وسلم – فرفض أن يأكل منها ، ثم قدمت لزيد ولم يأكل منها ، فلا وجه لطعن طاعن أو لمز لامز ولله الحمد . 3- : جاءت رواية عند أحمد أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قدم السفرة لزيد ، وامتنع زيد أن يأكل منها ، وكذلك لا يوجد أي دليل على الذبح للنصب أو للصنم ، وإن كان يفهم منها هذا ولكنها ليست صريحة . 4- : امتناع زيد بن عمرو من أكل ما في السفرة إنما كان من أجل خوفه أن يكون اللحم الذي فيها مما ذبح على الأنصاب فتنزه من أكله ، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم – لا يأكل من ذبائحهم التي كانوا يذبحونها لأصنامهم . 5-: قال الذهبي – رحمه الله - :" لو افترض أن زيد بن حارثة هو الذي ذبح على النصب فقد فعله من غير أمر النبي – صلى الله عليه وسلم – إلا أنه كان معه ، فنسب ذلك إليه ، لأن زيداً لم يكن معه من العصمة والتوفيق ما أعطاه الله لنبيه ، وكيف يجوز ذلك وهو عليه السلام قد منع زيداً أن يمس صنماً ، وما مسه هو قبل نبوته ، فكيف يرضى أن يذبح للصنم ، هذا محال " . 6-: أما ما جاء في بعض الروايات التي فيها ( إني لا آكل مما تذبحون على أنصابكم ) قال : فما رؤي النبي – صلى الله عليه وسلم – بعد ذلك أكل شيئاً مما ذبح على النصب ) وهذه الرواية منكرة ، حكم عليها بالنكارة الإمام الذهبي والإمام الألباني – رحمهما الله - . وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين . [1[ المغني في الضعفاء ترجمة رقم 5879 . [2[ ( فقه السيرة ص 82 ) . [3[ ( سير أعلام النبلاء 1/135) . رد عليها الشيخ سعود الزمانان حفظه الله من موقع أنصار الحسين


 عمر يقول لولا علي لهلك عمر

 فأقول:

 هذه الجملة لها سبب وهو أن عمر أراد أن يرجم امرأة فأخبره علي بأنها مجنونة فترك حدَّها وقال هذه المقولة وفي أثر آخر أن عمر أراد أن يرجم امرأة حامل فنبهه علي فقال هذه المقولة، والذي أشار إلى ذلك ابن عبد البر في الاستيعاب ومحب الطبري في الرياض النضرة، إضافة إلى ابن المطهر الذي ذكر هاتين الروايتين بهذا السياق، وأما بالنسبة للرواية الأولى فقد ذكرها أحمد في الفضائل، عن ابن ظبيان الجنبي أن عمر بن الخطاب (( أتى امرأة قد زنت فأمر برجمها فذهبوا بها ليرجموها فلقيهم علي فقال ما لهذه؟ قالوا زنت، فأمر عمر برجمها فانتزعها علي من أيديهم وردهم فرجعوا إلى عمر فقال ما ردكم؟ قالوا ردنا يعني علي، قال ما فعل هذا علي إلا لشيء قد علمه فأرسل إلى علي فجاء وهو شبه المغضب فقال ما لك رددت هؤلاء؟ قال أما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: رفع القلم عن ثلاثة عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصغير حتى يكبر، وعن المبتلي حتى يعقل؟ قال بلى قال علي هذه مبتلاة بني فلان فلعله أتاها وهو بها. فقال عمر لا أدري قال وأنا لا أدري فلم يرجمها ))، وقد تتبعت الرواية من مظانها فلم أجد في أي منها مقولة عمر ((لولا علي لهلك عمر))

ثم المقولة نفسها تثبت عدم قول عمر لهذه المقولة وهي أنه كان لا يعرف بجنون المرأة عندما قال ( لا أدري ) ولا شك أن عمر يكون في هذه الحالة معذور لأنه خفي عنه أمر المرأة ولا ذنب عليه فلماذا يقول إذاً لولا علي لهلك عمر؟ ولماذا يهلك عمر؟! فإن كان قال ذلك تواضعاً منه فهل هذا مما يعتبر ذماً له!؟

أما الرواية الأخرى وهي أن عمر أراد أن يرجم امرأة حامل فقد بحثت عنها فوجدت ابن أبي شيبة قد روى عن أبي سفيان عن أشياخه (( أن امرأة غاب عنها زوجها، ثم جاء وهي حامل فرفعها إلى عمر،

 فأمر برجمها فقال معاذ: إن يكن لك سبيل عليها فلا سبيل لك على ما في بطنها، فقال عمر: احبسوها حتى تضع، فوضعت غلاماً له ثنيتان، فلما رآه أبوه قال: ابني، فبلغ ذلك عمر فقال: عجزت النساء أن يلدن مثل معاذ، لولا معاذ هلك عمر ))

 ثم قال ابن أبي شيبة ((حدثنا خالد الأحمر عن حجاج عن القاسم عن أبيه عن علي مثله )

 وفي سنده الحجاج وهو ابن أرطاه ضعيف، كثير التدليس، ويقول الذهبي (( الحجاج بن أرطاه لا يحتج به )

فهذه الرواية ضعيفة لا حجة فيها، أما الرواية التي ذكرها محب الطبري

 (( أن عمر أراد رجم المرأة التي ولدت لستة أشهر، فقال له علي: إن الله تعالى يقول ( وحمله وفصاله ثلاثون شهراً ) وقال تعالى { وفصاله في عامين } فالحمل ستة أشهر والفصال في عامين، فترك عمر رجمها وقال: لولا علي لهلك عمر، أخرجه العقيلي، وأخرجه ابن السمان عن أبي حزم بن أبي الأسود )).

 قلت: قوله أبو حزم خطأ والصواب أبو حرب بن أبي الأسود، وفي سند هذه الرواية عثمان بن مطر الشيباني

قال يحيى بن معين: ضعيف لا يكتب حديثه، ليس بشيء، وقال علي بن المديني: عثمان بن مطر ضعيف جداً، وقال أبو زُرعة: ضعيف الحديث، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، منكر الحديث،

وقال صالح البغدادي: لا يكتب حديثه، وقال أبو داود: ضعيف، وقال النسائي: ليس بثقة وقال البخاري: منكر الحديث، وقال ابن حبان: كان عثمان بن مطر ممن يروي الموضوعات عن الأثبات.

ولو فرضنا أن هذه الروايات صحيحة، فهي لا تقدح في فضل عمر وعلمه، وليس هو معصوماً عن الوقوع في الخطأ والزلل حتى تصبح هذه القضية منقصة له، ولا تقدح في علمه ولا أن الله وضع الحق على لسانه، فقد وافق حكم الله في اكثر من قضية (( فإذا خفيت عليه قضية من مائة ألف قضية ثم عرفها أو كان نسيها فذكرها فأي عيب في ذلك )) ، والذي يدل على علمه وفقهه هو رجوعه إلى الحق وعدم تمسكه برأيه فهل في ذلك مذمة أو مثلبة؟


  إفحام الكفرة بعدم تفرد أبو بكر برواية - ما تركناه فهو صدقة

 كثيرا ما يفتري الرافضة على أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنهه أنه أفترى رواية ( ما تركناه فهو صدقة ) في قصة فدك الشهيرة وقد يهم بعض العلماء أن هذا الحديث تفرد به أبو بكر خطأ منهم لكن المصيبة أن ينسب الكذب للصديق كما يدي الكفرة وهذا كلام شيخهم أبن المطهر الحلي أن أبو بكر أنفرد بهذا الحديث ورد عليه شيخ الإسلام قائلا له ( قوله والتجأ في ذلك إلى رواية انفرد بها كذب فإن قول النبي صلى الله عليه وسلم لا نورث ما تركنا فهو صدقة رواه عنه أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد وعبد الرحمن بن عوف والعباس بن عبد المطلب وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم وأبو هريرة والرواية عن هؤلاء ثابتة في الصحاح والمسانيد مشهورة ) منهاج السنة فأقول مستعينا بالله مؤكذا لكلام شيخ الإسلام وأنقل من روى الحديث غير الصديق رضي الله عنه : قال الإمام أبن حبان البستي رحمه الله في صحيحه : ( ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن قوله صلى الله عليه وسلم : ( لا نورث ما تركنا صدقة ) تفرد به الصديق رضي الله عنه ) وساق عدة أحاديث عن عائشة وأبي هريرة و عمر وتفنن في تبويب الأبواب على هذا الموضوع وأحسن وأجاد رحمه الله . الجزء الرابع عشر ص 575 طبعة الرسالة بيروت . وهذه أمثلة مختلفة ومنوعة للحديث : في المعجم الأوسط للطبراني : طبعة دار الحرمين القاهرة ص 223 جاء الحديث عن حذيفة قال قال النبي : لا نورث ما تركنا صدقة . وفي الطبراني أيضا جاء عن أبن عباس رضي الله عنه . وقال الألباني في صحيح الجامع أن الحديث روي عن عمر وعثمان وسعد وطلحة والزبير وعبدالرحمن بن عوف و عائشة و أبي هريرة. وفي موطأ مالك : 2 - باب النبي صلى الله عليه وسلم هل يورث ؟ عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا تقسم ورثتي دينارا ما تركت بعد نفقة نسائي ومؤونة عاملي فهو صدقة. وفي البخاري في باب : ( باب نفقة القيم للوقف ) عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا يقتسم ورثتي دينارا ما تركت بعد نفقة نسائي ومؤونة عاملي فهو صدقة . وفي رواية البخاري الطويلة في نزاع علي والعباس عند عمر أبن الخطاب رضي الله عن الجميع كان في نفس المجلس عثمان وعبد الرحمن بن عوف والزبير وسعد بن أبي وقاص فقال لهم عمر بن الخطاب : حيث قال عمر قال عمر أنشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( لا نورث ما تركنا صدقة ) . يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه ؟ قال الرهط قد قال ذلك فأقبل عمر على علي وعباس فقال أنشدكما الله أتعلمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال ذلك ؟ قالا قد قال ذلك . وهذا يدل على إقرار كل من علي والعباس وعثمان والزبير وسعد بن أبي واقاص وعبدالرحمن بن عوف رضي الله عنهم على صحة رواية ( ماتركناه فهو صدقة ) وفي في صحيح البخاري ( باب فرض الخمس ) وباب ( قول النبي صلى الله عليه وسلم لا نورث ما تركنا صدقة ) وفي غيره من الأبواب . وفي مسند أحمد : عن عمر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : انا لا نورث ما تركنا صدقة. وفي المسند أيضا : عن مالك بن أوس سمعت عمر رضي الله عنه يقول لعبد الرحمن وطلحة والزبير وسعد : نشدتكم بالله الذي تقوم به السماء والأرض وقال سفيان مرة الذي بإذنه تقوم أعلمتم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال انا لا نورث ما تركنا صدقة قالوا اللهم نعم تعليق شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط الشيخين . وفي الموطأ : ( 12 باب ما جاء في تركة النبي صلى الله عليه وسلم ) 1802 - حدثني مالك عن بن شهاب عن عروة بن الزبير عن عائشة أم المؤمنين :ان أزواج النبي صلى الله عليه وسلم حين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم أردن ان يبعثن عثمان بن عفان إلى أبي بكر الصديق فيسألنه ميراثهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت لهن عائشة أليس قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نورث ما تركنا فهو صدقة. فالنتيجة أن هذا الحديث وأحدد رواية ( ما تركناه فهو صدقة ) رواه كل من عمر وعائشة و أبو هريرة وحذيفة وعبدالله بن عباس . وأقره علي والعباس عثمان وعبد الرحمن بن عوف والزبير وسعد بن أبي وقاص . فالنتيجة يكون عندنا :11 صحابي و نزيد أبو بكر الصديق فيكون رواة الحديث بعدد الأئمة الإثني عشر عند الشيعة فكيف تقولون يا رافضة إن هذا الحديث من اختراع أبو بكر ؟؟!! والحمد لله رب العالمين .


 أبو بكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة.

الشبهة: كيف يكونا من كهول أهل الجنة وأهل الجنة يكونون شبابا؟ قال ابن الأثير « الكَهْل من الرِجال مَن زاد على ثلاثين سنة إلى الأربعين وقيل من ثلاث وثلاثين إلى تمام الخمسين. وقيل أراد بالكَهل هاهنا الحليمَ العاقِلَ.

 وفيه أنّ رجلا سألَه الِجهاد معه فقال هَلْ في أهْلِك مِن كاهِل يُروى بكسر الهاء على أنه اسم وبِفَتْحِها على أنه فَعْل بِوَزن ضارِبٍ وضارَبَ وهما من الكُهولة أي هل فيهم مَن أسَنَّ وصار كَهْلا

كذا قال أبو عُبيد وردّه عليه أبو سعيد الضَّرير وقال قد يَخْلُف الرجلَ في أهله كَهْلٌ وغيرُ كَهل في المُلِمَّات وسَنَدُهم في المُهِمَّات

 ويقولون مُضَرُ كاهِل العرب وتميم كاهِل مُضَر وهو مأخوذ من كاهِل البَعير وهو مُقَدَّم ظَهْره وهو الذي يكون عليه المَحْمِلُ

 وإنما أراد بقوله هل في أهْلِك مَن تَعْتمِد عليه في القِيام بأمْرِ مَن تَخْلُف من صِغارِ وَلَدِك لئلاّ يَضِيعوا ألاَ ترَاه قال له ما هُم إلاّ أُصَيْبِيَةٌ صِغار

 فأجابه وقال ففِيهم فجاهِدْ وأنكَر أبو سعيد الكاهِل وزَعم أن العرب تقول للذي يَخْلُف الرجلَ في أهله ومالِه كاهِنٌ بالنون

 وقد كهَنَه يكْهُنُه كُهُونا فإمَّا أن تكون اللام مُبْدَلة من النون أو أخْطَأ السامعُ فظَنَّ أنه باللام س وفي كتابه إلى اليمن في أوقات الصلاة والعِشاء إذا غاب الشَّفَقُ إلى أن تَذْهب كَواهِلُ الليل أي أوائِلُه إلى أوْساطه

 تشبيها لِلَّيل بالإبِل السائرة التي تتقدّم أعْناقُها وهَوادِيها ويَتْبَعُها أعجازُها وتَوالِيها والكَواهِل جَمْع كاهِل وهو مُقَدّم أعْلى الظَّهْر

 ومنه حديث عائشة وقَرّرَ الرُّؤوسَ على كَواهِلها أي أثْبَتَها في أماكِنها كأنها كانت مُشْفِيةً على الذَّهاب والهَلاك» (النهاية ص818 والفائق 3/288 لسان العرب 11/601 غريب الحديث لابن قتيبة1/322). وقال المناوي في فيض القدير « المراد بالكهل هنا الحليم الرئيس العاقل المعتمد عليه يقال فلان كهل بني فلان وكاهلهم أي عمدتهم في المهمات وسيدهم في الملمات على أن ما صار إليه أولئك من أن الكهل من ناهز متفق عليه ففي النهاية الكهل من زاد عن ثلاثين إلى أربعين وقيل من ثلاث وثلاثين إلى خمسين وفي الصحاح من جاوز الثلاثين وخطه الشيب» (فيض القدير1/89).


 شبهة المستدرك التي دندن عليها الرافضة

بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ، اما بعد: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. فهذا رد على شبهة الرافضة التي كانوا ولا زالوا يحاولون التدليس على اهل السنة والجماعة ولكن هيهات هيات فأقول وبالله التوفيق: جاء في المستدرك على الصحيحين ج 3 ص 410 حديث رقم : [5564] حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن سنان القزاز ثنا إسحاق بن إدريس ثنا محمد بن حازم ثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزبير عن أبيه قال : أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم في غداة باردة فأتيته وهو مع بعض نسائه في لحافه فأدخلني في اللحاف فصرنا ثلاثة ). (ا،ه). بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة باردة، أو في غداة باردة، فذهبت ثم جئت ورسول الله معه بعض نسائه في لحاف، فطرح علي طرف ثوبه (فصرنا ثلاثة) موضوع السلسلة الضعيفة 2662 . لاحظ معي السند: محمد بن سنان القزاز كذبه أبو داود وغيره: 1  محمد بن سنان القزاز البصري روى عن روح بن عبادة ويحيى بن أبى بكير وأبى عاصم النبيل كتب عنه أبى بالبصرة وكان مستورا في ذلك الوقت واتيته انا ببغداد نا عبد الرحمن قال وسألت عنه عبد الرحمن بن خراش فقال هو كذاب روى حديث والان عن روح بن عبادة فذهب حديث الجرح والتعديل لابن ابي حاتم 7\ 279

2  محمد بن سنان القزاز صاحب خبر معروف سمع محمد بن بكر  البرساني وأبا عامر العقدي وعنه إسماعيل الصفار وجماعة رماه أبو داود بالكذب وابن خراش يقول ليس بثقة الميزان للذهبي 6\180 3  محمد بن سنان القزاز مشهور رماه بالكذب أبو داود وابن خراش المغني في الضعفاء للذهبي 2\ 589. لازلنا في السند: اسحاق ابن ادريس : 1  إسحاق بن إدريس الاسوارى البصري روى عن هشام وسويد أبى حاتم وإبراهيم بن جعفر روى عنه محمد بن المثنى سمعت أبى وأبا زرعة يقولان ذلك قال أبو محمد روى عنه يزيد بن سنان البصري سمعت أبى يقول تركه على بن المديني سألت أبى عنه فقال ضعيف الحديث سئل أبو زرعة عنه فقال واهي الحديث ضعيف الحديث روى عن سويد بن إبراهيم وأبى معاوية أحاديث منكرة الجرح والتعديل 2\213 2  إسحاق بن إدريس بصري متروك الحديث يقال له الأسواري الضعفاء والمتروكين للنسائي 1\ 18

إسحاق بن إدريس أبو يعقوب الأسواري البصري يروي عن همام وأبان قال يحيى ليس بشيء يضع الحديث وقال النسائي متروك الحديث وقال أبو زرعة واهي الحديث وقال الرازي ضعيف الحديث وقال الدارقطني منكر الحديث الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 1\99 4  اسحاق بن إدريس الأسواري البصري أبو يعقوب عن همام وأبان وعنه عمر بن شبه وابن مثنى تركه ابن المديني وقال أبو زرعه واه وقال البخاري تركه وقال الدارقطني منكر الحديث وقال يحي بن معين كذاب يضع الحديث الميزان 1\334 5  1086 إسحاق بن إدريس الخولاني الأهوازي روى عن إسماعيل بن عياش قال الدارقطني في مسند الزبير من كتاب العلل كان ضعيفا قلت وأظنه الأسواري المذكور في الأصل فتصحفت السين فصارت هاء. 1087 إسحاق بن إدريس الأسواري البصري أبو يعقوب عن همام وأبان وعنه عمر بن شبة وابن مثنى تركه بن المديني وقال أبو زرعة واه وقال البخاري تركه الناس وقال الدارقطني منكر الحديث وقال يحيى بن معين كذاب يضع الحديث انتهى وقال أبو حاتم ضعيف الحديث وقال بن حبان كان يسرق الحديث وقال البزار قال يحيى بن معين لا يكتب حديثه ولم يبين لنا ما قال يحيى بن معين وقال محمد بن المثنى واهي الحديث وقال النسائي بصري متروك وقال بن عدي له أحاديث وهو إلى الضعف أقرب لسان الميزان لابن حجر 1 \ 352 6  157 إسحاق بن إدريس الإسواري بصري الغرماء أبا يعقوب سمعت الحسن بن عثمان التستري يقول سمعت محمد بن المثنى يقول إسحاق بن إدريس واهي الحديث حدثنا عبد الرحمن بن أبي بكر عن عباس عن يحيى قال إسحاق بن إدريس بصري ليس بشيء يضع الأحاديث حدثنا بن حماد حدثنا العباس سمعت يحيى بن معين يقول إسحاق بن إدريس البصري كذاب حدثنا الجنيدي حدثنا البخاري قال إسحاق بن إدريس الإسواري البصري سكتوا عنه سمعت بن حماد يقول قال البخاري إسحاق بن إدريس أبو يعقوب الإسواري تركه الناس وقال النسائي إسحاق بن إدريس بصري متروك الحديث حدثنا عبد الله بن محمد بن يونس السمناني حدثنا محمد بن إبراهيم الاسباطي حدثنا إسحاق بن إدريس حدثنا همام عن قتادة عن الزهري عن عروة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تقطع يد السارق في ربع دينار فصاعدا قال الشيخ وهذا الحديث لا يرويه عن إسحاق بن إدريس وعبد الصمد بن عبد الوارث وأبو عمر الحوضي وغيرهم اوقفوه على عائشة حدثنا عبد الوهاب بن أبي عصمة وموسى بن هارون الثوري قالا حدثنا محمد بن المثنى حدثنا إسحاق بن إدريس الإسواري حدثنا أبو معاوية الضرير حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزبير عن الزبير قال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم في حاجة في يوم بارد فجئت ومعه بعض نسائه في لحاف فأدخلني في لحافه حدثناه محمد بن محمد بن النفاح حدثنا عباس بن يزيد حدثنا إسحاق بإسناده نحوها ولم يذكر عبد الله بن الزبير وقال فجعلت اسخنها قال عباس هذا حديث شنيع أول من حدث به فلان الخياط فوثب عليه يحيى بن معين قال الشيخ وهذا الحديث أيضا يرويه إسحاق بن إدريس عن أبي معاوية وله ما ذكرته ورواياته الى الضعف أقرب الكامل في ضعفاء الرجال لعبد الله بن عدي الجرجاني 1\333 7  إسحاق بن إدريس الإسواري البصري أبو يعقوب قال يحيى بن معين كذاب يضع الحديث الكشف الحثيث للطرابلسي 1\ 63إسحاق بن إدريس الأسوارى بصرى كان يذهب الى القدر حدثنا بن الأعرابي قال حدثنا آدم بن موسى قال سمعت البخاري يقول إسحاق بن إدريس الأسوارى البصري تركه الناس وحدثنا آدم بن موسى قال سمعت البخاري يقول إسحاق بن إدريس الأسوارى البصري كذاب حدثنا محمد بن عيسى قال حدثنا عباس بن محمد قال سمعت يحيى بن معين يقول إسحاق بن إدريس بصرى ليس بشيء يضع الأحاديث الضعفاء للعقيلي 1 \ 100 9  اسحاق بن إدريس الإسواري من أهل البصرة كنيته أبو يعقوب يروى عن همام بن يحيى والكوفيين والبصريين روى عنه نصر بن على الجهضمي وأهل البصرة كان يسرق الحديث وكان يحيى بن معين يرميه بالكذب روى عنه عبد الله بن رجاء عن يونس بن يزيد عن الزهري عن السائب بن يزيد عن أبيه قال نفلنا رسول الله صلى الله عليه وسلم نفلا سوى نصيبنا من الخمس فاصابني شارف روى عنه الحسن بن على الحلواني وهذا مقلوب إنما معناه رواه الزهري عن أبيه قال كان بعثنا  رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية فبلغ سهماننا اثنا عشر  بعيرا ونفلنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعيرا بعيرا فاقلب متنه وإسناده جميعا ابن حبان في المجروحين 1\ 135 10  قلت روى عنه إبراهيم بن حمزة قال اشبه قلت فمحله عندك محل أهل الصدق قال لا أدري حتى يعرض علي من حديثه شيئا ثم قال لي هل تحفظ من حديثه شيئا قلت كتبت من حديثه حديثا شبه الباطل عن إبراهيم بن حمزة عنه قال ما هو قلت يحدث عن أبيه عن جده عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تزال لا إله إلا الله تدفع عن أهل لا اله إلا الله فقال سبحان الله ما أعظم ما قال ما أعرف هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا عن أبي سهيل بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال لي ينبغي ان تتقي حديث هذا الشيخ قلت إسحاق بن إدريس الأسواري قال ضعيف الحديث حدث عن أبي معاوية وسويد بن أبي حاتم أحاديث مناكير

سؤالات البرذعي لابي زرعة 1\ 542 – 543 11  تاريخ ابن معين رواية الدوري : سمعت يحيى يقول إسحاق بن إدريس بصري ليس بشيء يضع الأحاديث \ 250 12  سمعت يحيى يقول إسحاق بن إدريس البصري كذاب 4 \335 13  سئل أبو داود عن إسحاق بن إدريس فقال ليس بشيء سؤالات ابوعبيد الاجري لابي داود 1\365 المجلسي بحار الأنوار (ج40 ص 2 دار إحياء التراث العربي_ بيروت وسليم بن قيس 221) قال علي سافرت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس له خادم غيري وكان له لحاف ليس له لحاف غيره ومعه عائشة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينام بيني وبين عائشة ليس علينا ثلاثتنا لحاف غيره فإذا قام إلى صلاة الليل يحط بيده اللحاف من وسطه بيني وبين عائشة حتى يمس اللحاف الفراش الذي تحتنا." باب79 من وجد مع امراءة في بيت او في لحاف ع : [ عن أبيه ، عن سعد ، عن موسى البجلي [ عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن أمير المؤمنين صلوات الله عليه ضرب رجلا وجد مع امرءة في بيت واحد مائة إلا سوطا أو سوطين قلت : بلا بينة ؟ قال : ألا ترى أنه قال : " ادرأوا " لو كانت البينة لاتمه .البحار 76\94 . http://www.aalulbayt.org/html/ara/books/behar/behar76/108.htm 1  أبوعلي الاشعري، عن محمد بن عبدالجبار، عن صفوان بن يحيى، عن عبدالرحمن الحذاء قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول:  إذا وجد الرجل والمرأة في لحاف واحد جلدا مائة جلدة. 2  محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن محمد بن الفضيل، عن أبي الصباح الكناني، عن أبي عبدالله عليه السلام في الرجل والمرأة يوجدان في لحاف واحد جلدا مائة مائة.الكافي 7\182 . http://www.aalulbayt.org/html/ara/bo...afi-7/112.html يونس عن المفضل بن صالح عن زيد الشحام عن ابى عبدالله عليه السلام وسماعة بن مهران عن ابى عبدالله عليه السلام في الرجل والمرأة يوجدان في لحاف واحد قال: فقال يجلدان مائة غير سوط.تهذيب الاحكام 10\40 http://www.aalulbayt.org/html/ara/bo...zib-10/a3.html 124  باب ما يوجب التعزير يونس عن المفضل بن صالح عن زيد الشحام عن أبي عبدالله عليه السلام 792 وسماعة بن مهران عن أبي عبدالله عليه السلام في الرجل والمرأة يوجد ان في لحاف واحد فقال: يجلدان مائة مائة غير سوط.. الاستبصار 4\214 . http://www.aalulbayt.org/html/ara/bo...ar-4/a125.html اخيرا لاحظ الفرق بين رواية الشيعة ورواية السنة فرواية الشيعة فيها ان الرسول صلى الله عليه واله وسلم ترك زوجته مع ابن عمه في فراش واحد !!!!!!!!!!! اما رواية السنة فهي ضعيفة ففيها محمد بن سنان القزاز وبينا ما فيه من الجرح وفيها ايضا اسحاق بن ادريس وبينا ما فيه من جرح بالمصادر . ومع ذلك نقول جدلا لو صحت الرواية عند السنة فالرسول صلى الله عليه واله وسلم لم يترك زوجته مع الزبير بمفردهما فهنا الفرق فلا طعن ابدا. واخيرا: ما حكم الرجل ان وجد مع امراءة في لحاف واحد عند الشيعة ظاهر جدا كما بينت ذلك فما هو قول الشيعة بعد ذلك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ سؤال كبير ما اظن الشيعة عندهم جواااااااااااااااااب ابدا . هذا والله اعلم واحكم .


 شبهة المسح للرجلين في الوضوء

الرد على شبهة المسح للرجلين في الوضوء من كتب الرافضة 

قال عز وجل (يَا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى اَلصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى اَلْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى اَلْكَعْبَيْنِ) [اَلْمَائِدَةِ: 6]. من الواضح ان (وُجُوهَكُمْ) و (أَيْدِيَكُمْ) كل منهما مفعول به للفعل الغسل (فَاغْسِلُوا) كما إن (أَيْدِيَكُمْ) مفعول به معطوف على (وُجُوهَكُمْ) أما (ِرُءُوسِكُمْ) فهي إسم مجرور بحرف الجر البا، بينما(أَرْجُلَكُمْ) فهي مفعول به وهذا يعني أنها مفعول به للفعل (فَاغْسِلُوا) ولذلك أقول إن الرافضه لا يتبعون القرآن أبدا بل إتبعوا تفسير الأعاجم الذين لا يعرفون من اللغه العربيه سوى الرسم ولا يعرفون الأعراب والعجيب ان كتبهم فيها روايات تدل على ان رسول عليه الصلاة والسلام كان يغسل رجليه في الوضو، وإليك هذه الروايات وضوء النبي (ص ) - السيد علي الشهرستاني ج 1 ص 157 : ما جاء في كتاب الأمام علي إلى محمد بن أبي بكر وأهل مصر والذي رواه الثقفي في ) الغارات ( . فقد جاء في المطبوع منه : . . . واغسل كفيك ثلاث مرات ، وتمضمض ثلاث مرات ، واستنشق ثلاث مرات ، واغسل وجهك ثلاث مرات ، ثم يدك اليمنى ثلاث مرات إلى المرفق ، ثم يدك الشمال ثلاث مرات ، ثم امسح رأسك ، ثم اغسل رجلك اليمنى ثلاث مرات ، ثم اغسل رجلك اليسرى ثلاث مرات ، فإني رأيت النبي هكذا كان يتوضأ مستدرك الوسائل - الميرزا النوري ج 1 ص 305 : عبد الله بن الحسن عن عباءة قال كتب على ( ع ) إلى محمد واهل مصر اما بعد إلى ان قال ( ع ) ثم الوضوء فانه من تمام الصلاة اغسل كفيك ثلاث مرات وتمضمض ثلاث مرات واستنشق ثلاث مرات واغسل وجهك ثلاث مرات ثم يدك اليمنى ثلاث مرات إلى المرفق ثم يدك الشمال ثلاث مرات إلى المرفق ثم امسح راسك ثم اغسل رجلك اليمنى ثلاث مرات ثم اغسل رجلك اليسرى ثلاث مرات فانى رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله هكذا كان يتوضأ قال النبي صلى الله عليه وآله الوضوء نصف الايمان الغارات - ابراهيم بن محمد الثقفي ج 1 ص 244 : ان أحسن الناس طاعة لله أشدهم له خوفا 1 . في الصلاة والوضوء انظر يا محمد صلواتك كيف تصليها فانما أنت امام ينبغى لك أن تتمها [ وأن تحفظها بالاركان ولا تخففها [ وأن تصليها لوقتها فانه ليس من امام يصلى بقوم فيكون في صلواتهم 2 نقص 3 الا كان إثم ذلك عليه ولا ينقص ذلك من صلواتهم شيئا 4 . ثم الوضوء فانه من تمام الصلاة 5 ، اغسل كفيك ثلاث مرات ، وتمضمض ثلاث مرات ، واستنشق ثلاث مرات ، واغسل وجهك ثلاث مرات ، ثم يدك اليمنى ثلاث مرات إلى المرفق ، ثم يدك الشمال ثلاث مرات إلى المرفق ، ثم امسح رأسك ، ثم اغسل رجلك اليمنى ثلاث مرات ، ثم اغسل اليسرى ثلاث مرات ، فانى رأيت النبي - صلى الله عليه وآله - هكذا كان يتوضأ . قال النبي صلى الله عليه وآله 1 : الوضوء نصف الايمان . انظر صلاة الظهر فصلها لوقتها 2 ، ولا تعجل بها عن الوقت لفراغ ، ولا تؤخرها


 شبهة استشهاد الرافضة ببيت شعر الإمام الشافعي

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

 وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد الكثير من الرافضة يستشهدون ببيت شعر الإمام الشافعي رحمة الله عليه الذي يقول فيه : إن كان رفضاً حبُّ آلِ محمدٍ ... فليشهدِ الثقلانِ أَني رافضي منهم من يستشهد ويحتج به . ومنهم من يضعه في توقيعه . وآخر يقول يكفيني قول الشافعي ....ألخ . زعماً منهم بأن الإمام الشافعي يؤيدهم وينتسب إليهم وإلى عقيدتهم الفاسدة المنحرفة . وهذا هو عين الكذب والافتراء ولكن هذا ليس بجديد على الرافضة ، بل من صلب عقيدتهم . وهذه الدعوة باطلة بل ، هي حجةٌ عليهم لا لهم ، وإليك البيان : يقول الله عز وجل " قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ [الزخرف : 81[ " فليس للرحمن ولد سبحانه ، وإنما ذلك استبعاداً لقول المشركين ومزاعمهم تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً ، قد عبر الله عز وجل في الآية ب ( إن ) وكذا قال الشافعي رحمه الله ( إن كان رفضاً حب آل محمد ) استبعاداً منه أن يكون حب آل محمد صلى الله عليه وسلم رفضاً . وهكذا نقول اليوم رداً على العلمانيين وأذنابهم : إن كان التمسك بالإسلام والسير على منهاجه وهديه تخلفاً ورجعية فأشهدوا بأننا رجعيون ومتخلفون . ( فهذا من هذا ) . أما حقيقة رأي الإمام الشافعي رحمه الله في الروافض : ( فإنه لم يرى أحداً أشهد بالزور من الرافضة ) سير أعلا م النبلاء ( ج10 ص89 ) وقال في بيت من أبيات شعره : قالوا ترفضت ؟ قلت : كلا ... ما الرفض ديني ولا اعتقادي والآن من الأولى بالرافضة أن يستحوا على وجوههم وأن لا يستشهدوا بما هو ضدهم . ولكن ماذا تقول ؟! العقل حجة . يقول شيخ الإسلام رداً عليهم: إن كان نصباً حب صحب محمدٍ * * * فليشهد الثقلان أني ناصبي.


 الرد على من أنكر فضائل أبي بكر الصديق

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي فضل من شاء من عباده، ورفع في الجنة منازل أحبابه، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وبعد: فإن قراءة سيرة الصحابة والإقتداء بهم، نهج غفل عنه البعض وطواه النسيان عند آخرين. ومعرفة سيرتهم وفضائلهم سببٌ لمحبتهم وتقرب إلى الله بذلك، وقد قال الرسول : { المرء مع من أحب } [رواه مسلم]. ويتأكد الفضل والخير في الخلفاء الأربعة لسابقتهم في الإسلام وبلائهم وجهادهم، عن مسروق أنة قال: ( حُبُّ أبي بكر وعمر ومعرفة فضلهما من السنة )، وقيل للحسن: حب أبي بكر وعمر من السنة؟ قال: ( لا، بل فريضة ). وقد ذكر ابن الجوزي: ( أن السلف كانوا يُعلمون أولادهم حب أبي بكر وعمر كما يعلمونهم السور من القرآن ). وعلى هذا يتأكد بيان علم الصحابة ودينهم وفضائلهم. قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ( وأما الخلفاء الراشدون والصحابة فكل خير فيه المسلمون إلى يوم القيامة من الإيمان، والإسلام، والقرآن، والعلم، والمعارف، والعبادات، ودخول الجنة، والنجاة من النار، وانتصارهم على الكفار، وعلو كلمة الله، فإنما هو ببركة ما فعله الصحابة الذين بلّغوا الدين وجاهدوا في سبيل الله. وكل مؤمن آمن بالله، فللصحابة رضي الله عنهم الفضل إلى يوم القيامة، وخير الصحابة تبع لخير الخلفاء الراشدين، فهم كانوا أقوم بكل خير في الدنيا والدين من سائر الصحابة، كانوا والله أفضل هذه الأمة، وأبرها قلوباً، وأعمقها علماً، وأقلها تكلفاً، قوم اختارهم الله لصحبة نبية وإقامة دينه فاعرفوا لهم فضلهم، واتبعوهم في آثارهم، وتمسكوا بما استطعتم من أخلاقهم ودينهم فإنهم كانوا على الهدى المستقيم ). وقد أثنى الله عليهم ورسوله ورضي عنهم وأعد لهم الحسنى في آيات كثيرة كقوله تعالى: وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ [التوبة:100[ وقوله تعالى: مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً [الفتح:29]. وقد ثبت في الصحيحين عن النبي أنه قال: { خير القرون: القرن الذي جئت فيه، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم } [رواه مسلم]. ومن أفضل الصحابة وأجلهم وأكثرهم نفعاً للأمة، الخلفاء الراشدون: أبوبكر، وعمر، وعثمان، وعلي رضي اللّه عنهم أجمعين. وسنتحدث بإيجاز سريع عن الخليفة الأول: أبوبكر الصديق رضي الله عنه هو عبدالله بن عثمان بن عامر بن كعب، ويجتمع مع النبي في مرة بن كعب، وكنيته أبوبكر، وعثمان هو إسم أبي قحافة، ولد أبو بكر بعد عام الفيل بسنتين وستة أشهر. وكان تاجراً جمع الأموال العظيمة التي نفع بها الإسلام حين أنفقها، وهو أول من أسلم من الرجال. وقد وصفة الرسول بالصديق، فعن أنس بن مالك قال: صعد رسول الله أُحداً ومعه أبوبكر وعمر وعثمان فرجف بهم فقال: { اثبت أحداً، فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان } [رواه مسلم]. وأبوبكر أول من دعا إلى الله من الصحابة فأسلم على يديه أكابر الصحابة، ومنهم: عثمان بن عفان، وطلحة، والزبير، وعبدالرحمن بن عوف، وأبو عبيدة، رضي الله عنهم أجمعين. وقد قال عنه الرسول : { إن من أمنِّ الناس عليَّ في صحبته وذات يده أبوبكر } [رواه الترمذي]. وكان رسول الله يقضي في مال أبي بكر كما يقضي في مال نفسه. وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله : { ما نفعني مال قط ما نفعني مال أبي بكر } [رواه أحمد]. فبكى أبوبكر وقال: ( وهل أنا ومالي إلا لك يارسول الله ). وإنفاق أبي بكر هذا كان لإقامة الدين والقيام بالدعوة فقد أعتق بلالاً وعامر بن فهيرة وغيرهما كثير. وفي الترمذي وسنن أبي داود عن عمر قال: ( أمرنا رسول الله أن نتصدق، فوافق ذلك في مالاً، فقال النبي : { ما أبقيت لأهلك؟ } فقلت: مثله، وأتى أبوبكر بكل ما عنده، فقال: { يا أبا بكر، ما أبقيت لأهلك؟ } قال: أبقيت لهم الله ورسوله، قلت: لا أسابقه إلى شيء أبداً ). وكانت أحب نساء الرسول إليه عائشة ابنة الصديق رضي الله عنهما. ولأبي بكر ذروة سنام الصحبة، وأعلاها مرتبة، فإنه صحب الرسول من حين بعثه الله إلى أن مات، فقد صحبه في أشد أوقات الصحبة، ولم يسبقه أحد فيها، فقد هاجر معه واختبأ معه في الغار قال الله تعالى: إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا [التوبة:40[، والصديق أتقى الأمة بدلالة الكتاب والسنة، قال تعالى: وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى (17) الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى (18) وَمَا لِأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى (19) إِلَّا ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى [الليل:17-20]. وقد ذكر غير واحد من أهل العلم أنها نزلت في أبي بكر. ولأبي بكر من الفضائل والخصائص التي ميّزه الله بها عن غيره كثير، منها: أنه أزهد الصحابة، وأشجع الناس بعد رسول الله صلى عليه وسلم، وأنه أحب الخلق إلى رسول الله ، ولم يَسُؤهُ قط، وهو أفضل الأمة بعد النبي عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، وهو أول من يدخل الجنة، كما روى أبوداود في سننه أن النبي قال لأبي بكر: { أما إنك يا أبا بكر أول من يدخل الجنة من أمتي } [رواه الحاكم]. وهو أحق الناس بالخلافة بعد رسول الله .. وتأمل في خصال اجتمعت فيه في يوم واحد: قال رسول الله لأصحابه: { من أصبح منكم اليوم صائماً؟ فقال: أبوبكر: أنا، قال: فمن تبع منكم اليوم جنازة؟ فقال أبوبكر: أنا، قال: هل فيكم من عاد مريضاً؟ قال أبوبكر: أنا، قال: هل فيكم من تصدق بصدقة؟ فقال أبوبكر: أنا، قال: ما اجتمعن في امرىءٍ إلا دخل الجنة } [رواه مسلم]. وكما كتب الله لأبي بكر أن يكون مع الرسول ثاني اثنين في الإسلام، فقد كتب له أن يكون ثاني اثنين في غار ثور، وأن يكون ثاني اثنين في العريش الذي نُصب للرسول في يوم بدر. ولعلم الصحابة بمكانه وقربه من الرسول وفضله وسابقة إسلامه، فقد بايعوه بعد وفاة الرسول بالخلافة، وقد كان أمر وفاة الرسول ذا حزن وفزع وصدمة عنيفة، وقف لها أبوبكر ليعلن للناس في إيمان عميق قائلاً: ( أيها الناس، من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حيٌّ لا يموت )، ثم تلا على الناس قول الله عز وجل لرسوله إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ [الزمر:30]. وتمت البيعة بإجماع من المهاجرين والأنصار. وقد كانت سياسته العامة والخاصة خيرٌ للإسلام والمسلمين و الناس كافة، أوجزها في كلمة قالها خطيباً في مسجد رسول الله بعد أخذ البيعة قال: ( أيها الناس، إني قد وُلِّيت عليكم ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوِّموني، الصدق أمانة، والكذب خيانة، والضعيف فيكم قويٌ عندي حتى آخذ الحق له إن شاء الله، والقوي فيكم ضعيفٌ عندي حتى آخذ الحق منه إن شاء الله، لا يدع قوم الجهاد في سبيل اللّه إلا ضربهم الله بالذل، ولا تشيع الفاحشة في قوم قط إلا عمهم الله بالبلاء، أطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيتُ الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم ). وهي خطبة شاملة جامعة أتبعها بالعمل لخدمة هذا الدين ونشره، فأنفذ جيش أسامة بن زيد، وبلغ من تكريم أبي بكر لهذا الجيش الذي جهزه الرسول أن سار في توديعه ماشياً على قدميه، وأسامة راكب، وقد أوصى الجيش بوصية عظيمة فيها تعاليم الإسلام ومبادئه السمحة. ثم قام أبوبكر بعمل عظيم لا ينهض له إلا الرجال الموفقون، فقد وقف للردة التي وقعت بعد وفاة الرسول موقفاً لا هوادة فيه ولا ليونة، وقال كلمته المشهورة: ( والله لأقاتلن من فرّق بين الصلاة والزكاة، فإن الزكاة حق المال، والله لو منعوني عقالاً كانوا يؤدونها إلى رسول الله لقاتلتهم على منعها ). ولما يسر الله عز وجل القضاء على المرتدين انطلقت عينا أبي بكر خارج الجزيرة العربية؛ رغبة في نشر هذا الدين وإخراج الناس من الظلمات إلى النور، فوجَّه الجيوش إلى الجهاد في أرض فارس والروم، وجعل على قائد جبهة الفرس خالد بن الوليد رضي الله عنه، وعلى قائد جبهة الروم أبوعبيدة عامر بن الجراح رضي الله عنه. وكانت أولى المواقع العظيمة موقعة اليرموك التي فتح الله فيها للمسلمين أرض الروم وما وراءها. ومن أجلِّ أعمال أبي بكر جمع القرآن الكريم، وقد عهد بذلك إلى زيد بن ثابت رضي الله عنه، فقام بالأمر حتى كتب المصحف في صحف جُمعت كلها ووضعت عند أبي بكر، حتى انتقلت من بعده إلى عمر، ثم إلى عثمان رضي الله عنهم أجمعين. مرض أبوبكر وتوفي في جمادى الآخر سنة 13ه ودفن بجوار الرسول ، وكانت مدة خلافته سنتين وثلاثة أشهر، وعهد للخلافة من بعده إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه. اللهم ارض عن أبي بكر، واجزه الجزاء الأوفى؛ جزاء ما قدم للإسلام والمسلمين. اللهم امين 

فضائل أبي بكر الصديق من كتب الشيعة

روايات في ابو بكر الصديق رضي الله عنه (وإنا نرى أبا بكر أحق الناس بها، إنه لصاحب الغار وثاني اثنين، وإنا لنعرف له سنة، ولقد أمره رسول الله بالصلاة وهو حي) ["شرح نهج البلاغة" لابن أبي الحديد الشيعي ج1 ص332]. إن علياً عليه السلام قال في خطبته: خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر"، ولم لا يقول هذا وهو الذي روى (أننا كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم على جبل حراء إذ تحرك الجبل، فقال له: قر، فإنه ليس عليك إلا نبي وصديق وشهيد) ["الاحتجاج" للطبرسي]. كان أمير المؤمنين يتعشى ليلة عند الحسن، وليلة عند الحسين، وليلة عند عبد الله بن العباس" ["الإرشاد" ص14]. فهذا ابن عباس يقول وهو يذكر الصديق رحم الله أبا بكر، كان والله للفقراء رحيماً، وللقرآن تالياً، وعن المنكر ناهياً، وبدينه عارفاً، ومن الله خائفاً، وعن المنهيات زاجراً، وبالمعروف آمراً. وبالليل قائماً، وبالنهار صائماً، فاق أصحابه ورعاً وكفافاً، وسادهم زهداً وعفافاً) ["ناسخ التواريخ" ج5 كتاب2 ص143، 144 ط طهران]. يقول ابن أمير المؤمنين عليّ ألا وهو الحسن بن علي - الإمام المعصوم الثاني عند القوم، والذي أوجب الله اتباعه على القوم حسب زعمهم - يقول في الصديق، وينسبه إلى رسول الله عليه السلام أنه قال: (إن أبا بكر مني بمنزلة السمع) ["عيون الأخبار" ج1 ص313، أيضاً "كتاب معاني الأخبار" ص110 ط إيران]. وكان حسن بن علي رضي الله عنهما يؤقر أبا بكر وعمر إلى حد حتى جعل من إحدى الشروط على معاوية بن أبى سفيان رضي الله عنهما (إنه يعمل ويحكم في الناس بكتاب، وسنة رسول الله، وسيرة الخلفاء الراشدين) ، - وفي النسخة الأخرى - الخلفاء الصالحين ["منتهى الآمال" ص212 ج2 ط إيران]. الإمام الرابع للقوم علي بن الحسن بن علي، فقد روى عنه أنه جاء إليه نفر من العراق، فقالوا في أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم، فلما فرغوا من كلامهم قال لهم: ألا تخبروني أنتم {المهاجرون الأولون الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلاً من الله ورضواناً أولئك هم الصادقون}؟ قالوا: لا، قال: فأنتم { الذين تبوؤا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة }؟ قالوا: لا، قال: أما أنتم قد تبرأتم أن تكونوا من أحد هذين الفريقين، وأنا أشهد أنكم لستم من الذين قال الله فيهم: { يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا }، اخرجوا عني، فعل الله بكم" ["كشف الغمة" للأربلي ج2 ص78 ط تبريز إيران]. عن أبى عبد الله الجعفي عن عروة بن عبد الله قال: سألت أبا جعفر محمد بن علي عليهما السلام عن حلية السيف؟ فقال: لا بأس به، قد حلى أبو بكر الصديق سيفه، قال: قلت: وتقول الصديق؟ فوثب وثبة، واستقبل القبلة، فقال: نعم الصديق، فمن لم يقل له الصديق فلا صدق الله له قولاً في الدنيا والآخرة" ["كشف الغمة" ج2 ص1 الناطق بالوحي سماه الصديق كما رواه البحراني الشيعي في تفسيره "البرهان" ولم يقل هذا إلا لأن جده رسول الله صلى الله عليه وسلم عن علي بن إبراهيم، قال: حدثني أبي عن بعض رجاله عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: لما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في الغار قال لأبي بكر: كأني أنظر إلى سفينة جعفر وأصحابه تعوم في البحر، وانظر إلى الأنصار محبتين (مخبتين خ) في أفنيتهم، فقال أبو بكر: وتراهم يا رسول الله؟ قال: نعم! قال: فأرنيهم، فمسح على عينيه فرآهم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أنت الصديق" ["البرهان" ج2 ص125]. أبو عبد الله جعفر الملقب بالسادس - سئل عن أبى بكر وعمر كما رواه القاضي نور الله الشوشترى"إن رجلاً سأل عن الإمام الصادق عليه السلام، فقال: يا ابن رسول الله! ما تقول في حق أبى بكر وعمر؟ فقال عليه السلام: إمامان عادلان قاسطان، كانا على حق، وماتا عليه، فعليهما رحمة الله يوم القيامة" ["إحقاق الحق" للشوشتري ج1 ص16 ط مصر]. عن ابو عبدالله جعفر رواه الأربلي أنه كان يقول: "لقد ولدنى أبو بكر مرتين" ["كشف الغمة" ج2 ص161]. حسن بن على الملقب بالحسن العسكري - الإمام الحادي عشر المعصوم - فيقول وهو يسرد واقعة الهجرة أن رسول الله بعد أن سأل علياً رضي الله عنه عن النوم على فراشه قال لأبى بكر رضي الله عنه: أرضيت أن تكون معي يا أبا بكر تطلب كما أطلب، وتعرف بأنك أنت الذي تحملني على ما أدعيه فتحمل عني أنواع العذاب؟ قال أبو بكر: يا رسول الله! أما أنا لو عشت عمر الدنيا أعذب في جميعها أشد عذاب لا ينزل عليّ موت صريح ولا فرح ميخ وكان ذلك في محبتك لكان ذلك أحب إلى من أن أتنعم فيها وأنا مالك لجميع مماليك ملوكها في مخالفتك، وهل أنا ومالي وولدي إلا فداءك، فقال رسول الله عليه الصلاه والسلام: لا جرم أن اطلع الله على قلبك، ووجد موافقاً لما جرى على لسانك جعلك مني بمنزلة السمع والبصر، والرأس من الجسد، والروح من البدن" ["تفسير الحسن العسكري" ص164، 165 ط إيران]. وهذه روايه "إن ناساً من رؤساء الكوفة وأشرافها الذين بايعوا زيداً حضروا يوماً عنده، وقالوا له: رحمك الله، ماذا تقول في حق أبي بكر وعمر؟ قال: ما أقول فيهما إلا خيراً كما لم أسمع فيهما من أهل بيتي (بيت النبوة) إلا خيراً، ما ظلمانا ولا أحد غيرنا، وعملاً بكتاب الله وسنة رسوله" ["ناسخ التواريخ" ج2 ص590 تحت عنوان "أحوال الإمام زين العابدين"]. وقال فيه علي: إن سلمان باب الله في الأرض، من عرفه كان مؤمناً، ومن أنكره كان كافراً" ["رجال الكشي" ص70]. فهذا السلمان يقول: إن رسول الله كان يقول في صحابته: ما سبقكم أبو بكر بصوم ولا صلاة، ولكن بشيء وقر في قلبه" ["مجالس المؤمنين" للشوشتري ص89]. وفى رواية "سأل الصديق علياً كيف ومن أين تبشر؟ قال: من النبي حيث سمعته يبشر بتلك البشارة، فقال أبو بكر: سررتني بما أسمعتني من رسول الله يا أبا الحسن! يسرّك الله" ["تاريخ التواريخ" ج2 كتاب 2 ص158 تحت عنوان "عزام أبي بكر"]. وهذه ايضا روايه "وكان علي عليه السلام يقول: محمد ابني من ظهر أبي بكر" ["الدرة النجفية" للدنبلي الشيعي شرح نهج البلاغة ص113 ص إيران].

ولمن انتقص الصديق رضي الله عنه نقول

 وأقول لمنتقص الصديق قال الله تعالى :{أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ } إن العمى الحقيقي عمى القلب الذي يفسد البدن كله وخصوصا الفكر فالعقيدة الصافية توفيق من الله ودليل حياة القلب وبصيرته وعودة للصديق ورحلة الغار لقد عاتب الله أهل الأرض جميعا ما خلا الصديق في قوله تعالى :{إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } وهذا الخطاب الإلهي أستثنى الصديق لأنه كان مع النبي صلى الله عليه ولم يخاطب بهذه الآية دون البشر كلهم . ذكر الطبري عن عمرو بن الحارث عن أبيه : أن أبا بكر الصديق رحمة الله تعالى عليه حين خطب قال : أيكم يقرأ ( سورة التوبة ) ؟ قال رجل : أنا قال : اقرأ فلما بلغ : { إذ يقول لصاحبه لا تحزن } بكى أبو بكر وقال : أنا والله صاحبه. لا تحزن إن الله معنا كم هي كلمة رائعة تقال لرجل يستحقها أخرج البخاري عن أنس عن أبي بكر رضي الله عنه قال: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم وأنا في الغار لو أن أحدهم نظر تحت قدميه لأبصرنا فقال ( ما ظنك يا أبا بكر باثنين الله ثالثهم ) وروى الحاكم وأبن أبي شيبة : ( قال عمر بن الخطاب : و الله لليلة من أبي بكر خير من آل عمر و ليوم من أبي بكر خير من آل عمر لقد خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم لينطلق إلى الغار و معه أبو بكر فجعل يمشي ساعة بين يديه و ساعة خلفه حتى فطن له رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : يا أبا بكر مالك تمشي ساعة بين يدي و ساعة خلفي ؟ فقال : يا رسول الله أذكر الطلب فأمشي خلفك ثم أذكر الرصد فأمشي بين يديك فقال : يا أبا بكر لو كان شيء أحببت أن يكون بك دوني قال : نعم و الذي بعثك بالحق ما كانت لتكون من ملمة إلا أن تكون بي دونك فلما انتهيا إلى الغار قال أبو بكر : مكانك يا رسول الله حتى أستبرئ لك الغار فدخل و استبرأه حتى إذا كان في أعلاه ذكر أنه لم يستبرئ الحجرة فقال : مكانك يا رسول الله حتى استبرئ الحجرة فدخل و استبرئ ثم قال : انزل يا رسول الله فنزل فقال عمر : و الذي نفسي لتلك الليلة خير من آل عمر ) الله أكبر صاحب النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا ورفيق دربه كما شهد بذلك علي رضي الله عنه حيث روى البخاري عن أبن عباس : إني لواقف في قوم فدعوا لعمر بن الخطاب وقد وضع على سريره إذا رجل من خلفي قد وضع مرفقه على منكبي يقول رحمك الله إني كنت لأرجو أن يجعلك الله مع صاحبيك لأني كثيرا


 بنات الرسول صلى الله عليه وسلم أم ربيباته

 من حقد الرافضة على الصحابة وبالأخص الخلفاء الثلاثة أنكر بعضهم زواج عثمان بن عفان رضي الله عنه من بنات الرسول صلى الله عليه وسلم وزعموا أن رقية وأم كلثوم هن ربيبات الرسول صلى الله عليه وسلم ولسن بناته وقالوا بأن الرسول لم يكن عنده من البنات إلا فاطمة فقط ، ثم قال بعضهم أن السيدة خديجة رضي الله عنها وأرضاها هي البكر الوحيدة التي تزوجها الرسول صلى الله عليه وسلم وناقضوا قولهم الأول بأن البنات بنات خديجة !!

ولكننا سنثبت ومن كتبهم بأن رقية وأم كلثوم بنات الرسول صلى الله عليه وسلم

وقبل أن نذكر الروايات في كتبهم فليقرأ المعاند هذه الآية من القرآن الكريم

قال تعالى / يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين

قل لبناتك ولم يقلقل لإ بنتك

وهذه أدلة من كتب الرافضة أنفسهم 

 أسند ابن بابويه القمي الملقّب عند الشيعة بالصدوق إلى أبي عبد الله جعفر الصادق أنّه قال : " دخل رسول الله صلى الله عليه وآله منزله فإذا عائشة مقبلة على فاطمة تصايحها وهي تقول : والله يا بنة خديجة ما ترين أن لأمّك علينا فضلاً ، وأيّ فضل كان لها علينا ، ما هي إلا كبعضنا ، فسمع مقالتها لفاطمة ، فلما رأت فاطمة رسول الله صلى الله عليه وآله بكت ، فقال لها : ما يبكيك يا بنة محمّد ؟ قالت: ذكرت أمي فنتقّصتها ، فبكيت، فغضب رسول الله صلى الله عليه و آله ثم قال: مَه يا حميراء ، فإنّ الله تبارك وتعالى بارك في الولود الودود ، وإن خديجة رحمها الله ولدت مني طاهراً وهو عبد الله وهو المطهر ، وولدت مني القاسم ، وفاطمة ، ورقية ، وأم كلثوم ، وزينب ، وأنتِ ممن أعقم الله رحمه ، فلم تلدي شيئاً "

الخصال للصدوق 2 / 404 - 405.

رواية أخرى

 روى ابن شبّة عن ابن عباس ما لفظه: لما ماتت رقية بنت رسول الله  صلّى الله عليه وآله وسلم  قال (ص): الحقي بسلفنا الخير عثمان بن مظعون. ويستفاد من بعض الروايات أن عثمان قد قتلها، فعن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد الله (ع): أ يفلت من ضغطة القبر أحد؟ قال: فقال: نعوذ بالله منها، ما أقل من يفلت من ضغطة القبر، إن رقية لما قتلها عثمان وقف رسول الله (ص)على قبرها فرفع رأسه إلى السماء فدمعت عيناه وقال للناس: إني ذكرت هذه وما لقيت، فرققت لها واستوهبتها من ضغطة القبر، قال: فقال: اللهم هب لي رقية من ضغطة القبر فوهبها الله له - الكافي: ج3 ص236 باب المسألة في القبر... ح6. وبحار الأنوار: ج6 ص261 ب8 ح102 ------------------

وهذه الرواية ثابته أيضا

ورد في التهذيب الجزء الثالث /120 دُعَاءُ أَوَّلِ يَوْمٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ عَن مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ رِئَابٍ عَنْ العَبْد الصَالِح عليه السلام قَالَ‏ :( .... اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى الْقَاسِمِ وَ الطَّاهِرِ ابْنَيْ نَبِيِّكَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى رُقَيَّةَ بِنْتِ نَبِيِّكَ وَ الْعَنْ مَنْ آذَى نَبِيَّكَ فِيهَا اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ نَبِيِّكَ وَ الْعَنْ مَنْ آذَى نَبِيَّكَ فِيهَا اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى ذُرِّيَّةِ نَبِيِّكَ اللَّهُمَّ اخْلُفْ نَبِيَّكَ فِي أَهْلِ بَيْتِهِ‏ ( ...طبعا أنا اختصرت لكم هذه الرواية ولكن من يريدها كامله فهاهي

[120] السلام على محمد وآله في الاولين، السلام على محمد وآله في الاخرين، السلام على محمد وآله في الدنيا والاخرة، اللهم رب البلد الحرام ورب الركن والمقام ورب الحل والحرام ابلغ محمدا نبيك عنا السلام، اللهم اعط محمدا من البهاء والنضرة والسرور والكرامة والغبطة والوسيلة والمنزلة والمقام والشرف والرفعة والشفاعة عندك يوم القيامة أفضل ما تعطي أحدا من خلقك، واعط محمدا فوق ما تعطى الخلائق من الخير اضعافا كثيرة لا يحصيها غيرك، اللهم صل على محمد وآل محمد اطيب وأطهر وأزكى وأنمى وأفضل ما صليت على احد من الاولين والاخرين وعلى أحد من خلقك يا أرحم الراحمين، اللهم صل على علي أمير المؤمنين ووال من والاه وعاد من عاداه وضاعف العذاب على من شرك في دمه، اللهم صل على فاطمة بنت نبيك محمد عليه وآله السلام والعن من آذى نبيك فيها، اللهم صل على الحسن والحسين امامي المسلمين ووال من والاهما وعاد من عاداهما وضاعف العذاب على من شرك في دمهما اللهم صل على علي بن الحسين امام المسلمين ووال من والاه وعاد من عاداه وضاعف العذاب على من ظلمه).ثم اذكر واحدا واحدا من الائمة إلى آخر هم عليهم السلام ثم تقول: (اللهم صل على الخلف الحجة من بعده امام المسلمين ووال من والاه وعاد من عاداه وعجل فرجه اللهم صل على القاسم والطاهر ابنى نبيك، اللهم صل على رقية بنت نبيك والعن من آذى نبيك فيها، اللهم صل على ام كلثوم بنت نبيك والعن من آذى نبيك فيها، اللهم صل على ذرية نبيك، اللهم اخلف نبيك في أهل بيته، اللهم مكن لهم في الارض، اللهم اجعلنا من عددهم ومددهم وأنصارهم على الحق في السر والعلانية اللهم اطلب بذحلهم ووترهم ودمائهم وكف عنا وعنهم وعن كل مؤمن ومؤمنه بأس كل باغ وطاغ وكل دابة انت آخذ بناصيتها انك اشد بأسا وأشد تنكيلا. وأيضا أنظر صفحة 120 من موقع رافضي أسمه الجعفرية الدعاء في العشر الأواخر صفحة 120 تجدها  http://www.aljaafaria.com/makteba/thdeb/j3/data/a8.html

فأتقوا الله يا رافضة وكفاكم طعنا بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأعلموا أن عقيدة أسيادكم بنيت على الكذب لهدم الدين ولكن الله متم نوره ولو كره الكافرون

وكتبه / علي الكعبي


 شبهة حديث هذا من كيس أبو هريرة

الحديث :- 5040 حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثنا أبو صالح قال حدثني أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم ( أفضل الصدقة ما ترك غنى واليد العليا خير من اليد السفلى وابدأ بمن تعول ) . تقول المرأة إما أن تطعمني وإما أن تطلقني ويقول العبد أطعمني واستعملني ويقول الابن اطعمني إلى أن تدعني . فقالوا يا أبا هريرة سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال لا هذا من كيس أبي هريرة البخاري الجزء الخامس ص 2048 يقول الرافضي : أبو هريرة يفتري ويدلس على رسول الله عليه السلام وقوله هذا كيسي اعتراف منه على تدليسه وافتراءه على رسول الله عليه السلام .. نقول وبالله التوفيق ... 1- الحديث ذكره أكثر من واحد من الصحابة رضوان الله عليهم ونقلوا الحديث كما هو من رسول الله عليه السلام حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا وهيب حدثنا هشام عن أبيه عن حكيم ابن حزام رضي الله عنه: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( اليد العليا خير من اليد السفلى وابدأ بمن تعول 2- أخبرنا يوسف بن عيسى قال أنبأنا الفضل بن موسى قال حدثنا يزيد وهو بن زياد بن أبي الجعد عن جامع بن شداد عن طارق المحاربي قال قدمنا المدينة فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قائم على المنبر يخطب الناس وهو يقول : يد المعطي العليا وابدأ بمن تعول أمك وأباك وأختك وأخاك ثم أدناك أدناك مختصر قال الشيخ الألباني : صحيح * الحديث لم يقتصر على نقل أبي هريرة فقط وانما روي عن طرق عدة وقول أبي هريرة هذا من كيسي أي من قولي وليس من قول الرسول عليه السلام وذلك لما قال : تقول المرأة إما أن تطعمني وإما أن تطلقني ويقول العبد أطعمني واستعملني ويقول الابن اطعمني إلى أن تدعني . فقالوا يا أبا هريرة سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال لا هذا من كيس أبي هريرة فهذا المثال ضربه أبو هريرة لتقريب الصورة للسائل وإعطاء مثال لمعنى قول الرسول عليه السلام وابن حجر في شرحه للبخاري قال ( قالوا يا أبا هريرة شيء تقول من رأيك أو من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هذا من كيسي وقوله من كيسي هو بكسر الكاف للأكثر أي من حاصله إشارة إلى أنه من استنباطه مما فهمه من الحديث المرفوع مع الواقع )

وهذا النص دليل على صدق ابي هريره بالنقل والا لما قال بل من كيس ابي هريره ولو انه غير صادق لقال نعم سمعته من رسول الله ولكن هو الحقد على الاسلام وحملته والحمد لله الذي جعل للاسلام اسودا يذودون عنه وعن حملته


 يا سارية الجبل .. الجبل

قصٌة " يا سَارية الجَبل " صَحيحة وليسَ فيها ما يتوهٌمه الصٌوفية والرافضة

قال العلامة ناصر الدين الألباني رحمه الله في " السلسلة الصحيحة " ج 3 / ص 101 ر 1110 : حول قصة - " يا سارية الجبل ، يا سارية الجبل " رواه أبو بكر بن خلاد في " الفوائد " ( 1 / 215 / 2 ) : حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة حدثنا أحمد بن يونس حدثنا أيوب بن خوط عن عبد الرحمن السراج عن نافع أن عمر بعث سرية فاستعمل عليهم رجلا يقال له سارية ، فبينما عمر يخطب يوم الجمعة فقال : فذكره . فوجدوا سارية قد أغار إلى الجبل في تلك الساعة يوم الجمعة و بينهما مسيرة شهر . قلت : و أيوب بن خوط متروك كما في " التقريب " . لكن رواه أبو عبد الرحمن السلمي في " الأربعين الصوفية " ( 3 / 2 ) و البيهقي في " دلائل النبوة " ( 2 / 181 / 1 - مخطوطة حلب ) من طرق عن ابن وهب أخبرني يحيى بن أيوب عن ابن عجلان عن نافع به نحوه . و من هذا الوجه رواه ابن عساكر ( 7 / 6 / 1 ) و ( 13 / 63 / 2 ) والضياء في " المنتقى من مسموعاته بمرو " ( 28 - 29 ) إلا أنهما قالا : عن نافع عن ابن عمر أن عمر ... و زادا في آخره و كذا البيهقي : " قال ابن عجلان : و حدثني إياس بن قرة بنحو ذلك " ، و قال الضياء : " قال الحاكم ( يعني أبا عبد الله ) : هذا غريب الإسناد و المتن لا أحفظ له إسنادا غير هذا " . وذكره ابن كثير في " البداية " ( 7 / 131 ) فقال : " و قال عبد الله بن وهب .... " مثل رواية " الضياء " و لفظه : فجعل ينادي : يا سارية الجبل ، يا سارية الجبل ثلاثا . ثم قدم رسول الجيش ، فسأله عمر ، فقال : يا أمير المؤمنين هزمنا ، فبينما نحن كذلك إذ سمعنا مناديا : يا سارية الجبل ثلاثا ، فأسندنا ظهورنا بالجبل فهزمهم الله . قال : فقيل لعمر : إنك كنت تصيح بذلك . ثم قال ابن كثير : " و هذا إسناد جيد حسن " . و هو كما قال ، ثم ذكر له طرقا أخرى و قال : " فهذه طرق يشد بعضها بعضا " . قلت : و في هذا نظر ، فإن أكثر الطرق المشار إليها مدارها على سيف بن عمر والواقدي و هما كذابان ، و مدار إحداها على مالك عن نافع به نحوه . قال ابن كثير : " في صحته من حديث مالك نظر " . و رواه ابن الأثير في " أسد الغابة " ( 5 / 65 ) عن فرات بن السائب عن ميمون بن مهران عن ابن عمر عن أبيه أنه كان يخطب يوم الجمعة على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرض له في خطبته أنه قال : يا سارية بن حصن الجبل الجبل ، من استرعى الذئب ظلم فتلفت الناس بعضهم إلى بعض فقال علي : صدق و الله ليخرجن مما قال ، فلما فرغ من صلاته قال له علي : ما شيء سنح لك في خطبتك ؟ قال : و ما هو ؟ قال : قولك : يا سارية الجبل الجبل ، من استرعى الذئب ظلم ، قال : و هل كان ذلك مني ؟ قال : نعم و جميع أهل المسجد قد سمعوه ، قال إنه وقع في خلدي أن المشركين هزموا إخواننا فركبوا أكتافهم ، وأنهم يمرون بجبل ، فإن عدلوا إليه قاتلوا من وجدوا و قد ظفروا و إن جازوا هلكوا ، فخرج مني ما تزعم أنك سمعته . قال : فجاء البشير بالفتح بعد شهر فذكر أنه سمع في ذلك اليوم في تلك الساعة حين جاوزوا الجبل صوتا يشبه صوت عمر يقول : يا سارية بن حصن الجبل الجبل ، قال : فعدلنا إليه ففتح الله علينا . قلت : و هذا سند واه جدا ، فرات بن السائب ، قال البخاري : " منكر الحديث " . و قال الدارقطني و غيره : " متروك " ، و قال أحمد " قريب من محمد بن زياد الطحان ، يتهم بما يتهم به ذاك " .  (1) فتبين مما تقدم أنه لا يصح شيء من هذه الطرق إلا طريق ابن عجلان و ليس فيه إلا مناداة عمر " يا سارية الجبل " و سماع الجيش لندائه و انتصاره بسببه . و مما لا شك فيه أن النداء المذكور إنما كان إلهاما من الله تعالى لعمر و ليس ذلك بغريب عنه ، فأنه " محدث " كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم و لكن ليس فيه أن عمر كشف له حال الجيش ، و أنه رآهم رأي العين ، فاستدلال بعض المتصوفة بذلك على ما يزعمونه من الكشف للأولياء و على إمكان اطلاعهم على ما في القلوب من أبطل الباطل ، كيف لا و ذلك من صفات رب العالمين المنفرد بعلم الغيب والاطلاع على ما في الصدور . و ليت شعري كيف يزعم هؤلاء ذلك الزعم الباطل والله عز وجل يقول في كتابه : *( عالم الغيب ، فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول )* . فهل يعتقدون أن أولئك الأولياء رسل من رسل الله حتى يصح أن يقال إنهم يطلعون على الغيب بإطلاع الله إياهم !! سبحانك هذا بهتان عظيم . على أنه لو صح تسمية ما وقع لعمر رضي الله عنه كشفا ، فهو من الأمور الخارقة للعادة التي قد تقع من الكافر أيضا ، فليس مجرد صدور مثله بالذي يدل على إيمان الذي صدر منه فضلا على أنه يدل على ولايته و لذلك يقول العلماء إن الخارق للعادة إن صدر من مسلم فهو كرامة و إلا فهو استدراج ، و يضربون على هذا مثل الخوارق التي تقع على يد الدجال الأكبر في آخر الزمان كقوله للسماء : أمطري ، فتمطر و للأرض : أنبتي نباتك فتنبت ، و غير ذلك مما جاءت به الأحاديث الصحيحة . ومن الأمثلة الحديثة على ذلك ما قرأته اليوم من عدد " أغسطس " من السنة السادسة من مجلة " المختار " تحت عنوان : " هذا العالم المملوء بالألغاز وراء الحواس الخمس " ص 23 قصة " فتاة شابة ذهبت إلى جنوب أفريقيا للزواج من خطيبها ، وبعد معارك مريرة معه فسخت خطبتها بعد ثلاثة أسابيع ، و أخذت الفتاة تذرع غرفتها في اضطراب ، و هي تصيح في أعماقها بلا انقطاع : " أواه يا أماه ... ماذا أفعل ؟ " و لكنها قررت ألا تزعج أمها بذكر ما حدث لها ؟ و بعد أربعة أسابيع تلقت منها رسالة جاء فيها : " ماذا حدث ؟ لقد كنت أهبط السلم عندما سمعتك تصيحين قائلة : " أواه يا أماه ... ماذا أفعل ؟ " . و كان تاريخ الرسالة متفقا مع تاريخ اليوم الذي كانت تصيح فيه من أعماقها " . و في المقال المشار إليه أمثلة أخرى مما يدخل تحت ما يسمونه اليوم ب " التخاطر " و " الاستشفاف " ويعرف باسم " البصيرة الثانية " اكتفينا بالذي أوردناه لأنها أقرب الأمثال مشابهة لقصة عمر رضي الله عنه ، التي طالما سمعت من ينكرها من المسلمين لظنه أنها مما لا يعقل ! أو أنها تتضمن نسبة العلم بالغيب إلى عمر ، بينما نجد غير هؤلاء ممن أشرنا إليهم من المتصوفة يستغلونها لإثبات إمكان اطلاع الأولياء على الغيب ، و الكل مخطئ . فالقصة صحيحة ثابتة و هي كرامة أكرم الله بها عمر ، حيث أنقذ به جيش المسلمين من الأسر أو الفتك به و لكن ليس فيها ما زعمه المتصوفة والرافضة من الاطلاع على الغيب ، و إنما هو من باب الإلهام ( في عرف الشرع ) أو ( التخاطر ) في عرف العصر الحاضر الذي ليس معصوما ، فقد يصيب كما في هذه الحادثة و قد يخطئ كما هو الغالب على البشر ، و لذلك كان لابد لكل ولي من التقيد بالشرع في كل ما يصدر منه من قول أو فعل خشية الوقوع في المخالفة ، فيخرج بذلك عن الولاية التي وصفها الله تعالى بوصف جامع شامل فقال : *( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون . الذين آمنوا و كانوا يتقون )* . و لقد أحسن من قال :

إذا رأيت شخصا قد يطير و فوق ماء البحر قد يسير 

 و لم يقف على حدود الشرع فإنه مستدرج و بدعي

1) فلا يغتر بإيراد النووي لهذه القصة بهذا التمام في " تهذيب الأسماء " 2 / 10، و قلده الأستاذ الطنطاوي في " سيرة عمر " ، فإنهم يتساهلون في مثلها . اه . .


 إحياء الفرس والمشي على الماء وبيان الولاية التكوينية

كيف تنكرون علينا القول بأن الأئمة يحيون ويميتون ويخلقون وتنكرون الولاية التكوينية وأنتم يا أهل السنة تقولون بها فقد قال شيخكم العثيمين أن الصحابي العلاء بن الحضرمي عبر على ماء البحر وغيره من الصحابه وكذاك أنه قال أن صلة بن أشيم أحيا فرسه الذي مات في فتاوى إبن عثيمين ج8 ص 126 الرد عليها: بتر الرافضي كلام الشيخ محمد بن صالح العثيمين حيث قال رحمه الله: · · أما الكرامات، فهي جمع كرامة، والكرامة أمر خارق للعادة، يجريه الله تعالي علي يد ولي، تأييداً له، أو إعانة، أو تثبيتاً، أو نصراً للدين. - - فالرجل الذي أحيا الله تعالي له فرسه، وهو صلة بن أشيم، بعد أن ماتت، حتي وصل إلي أهله، فلما وصل إلي أهله ، قال لابنه : ألق السرج عن الفرس، فإنها عربة! فلما ألقي السرج عنها، سقطتت ميتة. فهذه كرامة لهذا الرجل إعانة له. - - أما التي لنصرة الإسلام، فمثل الذي جري للعلاء بن الحضرمي رضي الله عنه في عبور ماء البحر، وكما جري لسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه في عبور نهر دجلة، وقصتها مشهورة في التاريخ. فالكرامة أمر خارق للعادة. أما ما كان على وفق العادة، فليس بكرامة. · · وهذا الأمر إنما يجربه الله علي يد ولي، احترازاً من أمور السحر والشعوذة، فإنها أمور خارقة للعادة، لكنها تجري على يد غير أولياء الله، بل على يد أعداء الله، فلا تكون هذه كرامة.(إنتهى) فلم يقل الشيخ العثيمين رحمه الله ما إدعاه الرافضي من أنه قال ان فلان أحيا وفلان أمات بل قال أحيا الله له وهكذا يجري الله الكرامة وليس العبد فالشيعة تنص على أن الحياة والموت بيد الأمام يجريها الأمام والعياذ بالله أقول كلام الشيخ العثيمين رحمه الله واضح وهو عقيدة اهل السنه في الكرامات وهي انها امور خارقه للعادة يجريها الله على يدي أوليائه أما الولاية التكوينية فيه امر مختلف تماما عن الكرامة وتحضرني هذه الفروق 1- إذ أن الولاية التكوينية هي ولاية الأمام على جميع ذرات الكون فهي من عنديات الأمام وأما الكرامة فهي خارقة يؤيد الله بها عبده في وقت دون آخر ومكان دون آخر كما في الكرامة فالكرامة هي من عند الله وليس من عند الولي 2- ثم إن الولاية التكوينية عند الإثني عشرية يجريها الأمام متى شاء أينما شاء على جميع ذرات الكون بينما الكرامة كما بين الشيخ العثيمين هي خارقة من خوارق العادات يجريها الله على وليه وليس يجريها الأمام على جميع ذرات الكون فيحي ويميت ويقدر ويعلم متى يموت وإن شاء الأمام فعل وإن لم يشأ لم يفعل 3- ثم هنالك فرق آخر خطير جدا فإن الولاية التكوينية تحصل بإختيار من الأمام فإن شاء الأمام أحيا وإن شاء أمات وإن شاء علم وهكذا على جميع ذرات الكوين يعني رب مع الله والعياذ بالله أما الكرامة فهي بإختيار من الله وليس بإختيار من الولي فإن شاء الله أيد وليه وأعانه وإن لم يشاء الله لم يؤيده كما يصحح علامتهم الصفار في بصائره: - بصائر الدرجات- محمد بن الحسن الصفار ص 147 : ( 6 ) باب في علم الائمة بما في المسوات والارض والجنة و النار وما كان وما هو كائن إلى يوم القيمة - بصائر الدرجات- محمد بن الحسن الصفار ص 335 : ( 2 ) باب في الامام بانه ان شاء ان يعلم العلم علم ولنرى شيء من الولاية التكوينية في أحد كتب الشيعة المعتمدة بتصفح أبوابه: - بصائر الدرجات- محمد بن الحسن الصفار ص 210 : ( 5 ) باب في الأئمة علهيم السلام عندهم الصحيفة التى فيها اسماء اهل الجنة واسماء اهل النار - بصائر الدرجات- محمد بن الحسن الصفار ص 219 : ( 9 ) باب في الائمة عليهم السلام انه جرى لهم ما جرى لرسول الله انهم امناؤ الله على خلقه واركان الارض و امناء الله على ما هبط من علم أو عذر أو نذر والحجة البالغة على مافى الارض وانهم قد اعطوا علم المنايا البلايا والوصايا وفصل الخطاب والعصار والميسم - بصائر الدرجات- محمد بن الحسن الصفار ص 240 : ( 3 ) باب ما يلقى إلى الائمة في ليلة القدر مما يكون في تلك السنة ونزول الملائكة عليهم - بصائر الدرجات- محمد بن الحسن الصفار ص 249 : ( 6 ) باب في ان الائمة عليهم السلام افضل من موسى والخضر عليهما السلام . - بصائر الدرجات- محمد بن الحسن الصفار ص 251 : ( 7 ) باب في انهم يخاطبون ويسمعون الصوت ويأتهم صور اعظم من جبرئيل وميكائيل - بصائر الدرجات- محمد بن الحسن الصفار ص 253 : ( 8 ) باب في الامام انه ترايا له جبرئيل وميكائيل و ملك الموت - بصائر الدرجات- محمد بن الحسن الصفار ص 254 : ( 9 ) باب ما يلهم الامام ما ليس في الكتاب والسنة من المعضلات - بصائر الدرجات- محمد بن الحسن الصفار ص 255 : ( 10 ) باب في الائمة انهم يعرفون الاضمار وحديث النفس قبل ان يخبروا به - بصائر الدرجات- محمد بن الحسن الصفار ص 262 : ( 11 ) باب في الائمة انهم يخبرون شيعتهم بافعالهم وسرهم وافعال غيبهم وهم غيب عنهم - بصائر الدرجات- محمد بن الحسن الصفار ص 262 : ( 11 ) باب في الائمة انهم يخبرون شيعتهم بافعالهم وسرهم وافعال غيبهم وهم غيب عنهم - بصائر الدرجات- محمد بن الحسن الصفار ص 278 : ( 15 ) باب في الائمة من آل محمد ع انهم إذا ظهروا حكموا بحكومة آل داود ع - بصائر الدرجات- محمد بن الحسن الصفار ص 280 : ( 17 ) باب في قول الائمة عليهم السلام لشيعتهم لو كان على افواههم اوكية وكتموا على انفسهم لاخبروهم بجميع ما يصيبهم من المنايا والبلايا وغيره . - بصائر الدرجات- محمد بن الحسن الصفار ص 282 : الجزء السادس ( 1 ) باب في الائمة عليهم السلام انهم يعرفون اجال شيعتهم وسبب ما يصيبهم - بصائر الدرجات- محمد بن الحسن الصفار ص 289 : ( 3 ) باب في الائمة عليهم السلام انهم يحيون الموتى ويبرؤن الاكمه والابرص باذن الله . - بصائر الدرجات- محمد بن الحسن الصفار ص 335 : ( 2 ) باب في الامام بانه ان شاء ان يعلم العلم علم - بصائر الدرجات- محمد بن الحسن الصفار ص 353 : ( 11 ) باب في الائمة عليهم السلام انهم يتكلمون الالسن كلها . - بصائر الدرجات- محمد بن الحسن الصفار ص 361 : ( 14 ) باب في الائمة انهم يعرفون منطق الطير - بصائر الدرجات- محمد بن الحسن الصفار ص 367 : ( 15 ) باب في الائمة عليهم السلام انهم يعرفون منطق البهائم ويعرفونهم ويجيبونهم إذا دعوهم - بصائر الدرجات- محمد بن الحسن الصفار ص 410 : ( 8 ) باب في الامام انه يعرف شيعته من عدوه بالطينة التى خلقوا فيها بوجوههم واسمائهم . - بصائر الدرجات- محمد بن الحسن الصفار ص 430 : ( 16 ) باب في امير المؤمنين ان الله تعالى ناجاه بالطايف وغيرها ونزل بينهما جبرئيل - بصائر الدرجات- محمد بن الحسن الصفار ص 455 : ( 9 ) باب في الامام يرفع له في كل بلد منار وينظر فيه إلى اعمال العباد . - بصائر الدرجات- محمد بن الحسن الصفار ص 471 : ( 15 ) باب في الائمة ع ان روح القدس يتلقاهم إذ احتاجوا إليه . - بصائر الدرجات- محمد بن الحسن الصفار ص 447 : ( 5 ) باب عرض الاعمال على الائمة الاحياء والاموات - بصائر الدرجات- محمد بن الحسن الصفار ص 500 : 9 - باب في الائمة انهم يعرفون متى يموتون ويعلمون ذلك قبل ان ياتيهم الموت


 الخطبة الشقشقية لا تثبت عن علي

 بحار الأنوار - العلامة المجلسي ج 29 ص 497 : 15 - باب شكاية أمير المؤمنين صلوات الله عليه عمن تقدمه من المتغلبين الغاصبين 1 - مع ، ع : ما جيلويه ، عن عمه ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن أبان بن عثمان ، عن أبان بن تغلب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : ذكرت الخلافة عند أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ، فقال : والله لقد تقمصها أخوتيم وإنه ليعلم أن محلي منها محل القطب من الرحى ، ينحدر عني السيل ولا يرقى إلي الطير ، فسدلت دونها ثوبا ، وطويت عنها كشحا ، وطفقت أرتأي بين أن أصول بيد جزاء أو أصبر على طخية عمياء ، يشيب فيها الصغير ، ويهرم فيها الكبير ، ويكدح فيها مؤمن حتى يلقى ربه ، فرأيت أن الصبر / صفحة 498 / على هاتى أحجى ، فصبرت وفي القلب قذا ، وفي الحلق شجا ، أرى تراثي نهبا ، حتى إذا مضى الاول لسبيله فأدلى بها إلى فلان بعده ، عقدها لاخي عدي بعده ، فيا عجبا بينا هو يستقيلها في حياته إذ عقدها الآخر بعد وفاته ، فصيرها والله في حوزة خشناء ، يخشن مسها ، ويغلظ كلمها ، ويكثر العثار فيها والاعتذار منها ، فصاحبها كراكب العصبة ، إن عنف بها حرن وإن أسلس بها غسق ، فمني الناس - لعمر الله - بخبط وشماس ، وتلون واعتراض ، وبلوى وهو مع هن وهني ، فصبرت على طول المدة وشدة المحنة ، حتى إذا مضى لسبيله جعلها في جماعة زعم اني منهم ، فيالله وللشورى ! متى اعترض الريب في مع الاول منهم حتى صرت أقرن إلى هذه النظائر ؟ / صفحة 499 / فمال رجل بضعبه ، وأصغى آخر لصهره ، وقام ثلث القوم نافجا حضنيه بين نشيله ومعتلفه ، وقاموا معه بني أبيه يخضمون مال الله خضم الابل نبت الربيع ، حتى أجهز عليه عمله ، وكسبت به مطيته ، فما راعني إلا والناس إلي كعرف الضبع قد انثالوا علي من كل جانب ، حتى لقد وطئ الحسنان ، وشق عطفاي ، حتى إذا نهضت بالامر نكثت طائفة ، وفسقت اخرى ، ومرق آخرون ، كأنهم لم يسمعوا الله تبارك وتعالى يقول : [ تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الارض ولا فساد والعاقبة للمتقين [ ، بلى والله لقد سمعوها ووعوها لكن احلولت الدنيا في أعينهم ، وراقهم زبرجها ، والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لولا حضور الحاضر وقيام الحجة بوجود الناصر ، وما أخذ الله على العلماء أن لا يقروا على كظة ظالم / صفحة 500 / ولا سغب مظلوم ، لالقيت حبلها على غارباه ، ولسقيت آخرها بكأس أولها ، و لالفيتم دنياكم هذه عندي أزهد من خبقة عنز . . وناوله رجل من أهل السواد كتابا فقطع كلامه وتناول الكتاب ، فقلت : يا أمير المؤمنين ! لو اطردت مقالتك إلى حيث بلغت ؟ ! فقال : هيهات هيهات يابن عباس ، تلك شقشقة هدرت ثم قدرت . . فما أسفت على كلام قط كأسفي على كلام أمير المؤمنين عليه السلام إذ لم يبلغ حيث أراد . (إنتهى) قلت: إن مدار الخطبة على عكرمة مولى إبن عباس وهو ضعيف لدى علماء الشيعة الإثني عشرية بالأجماع وإليكم ما قاله علمائهم في عكرمة - رجال ابن داود- ابن داوود الحلي ص 258 : 323 - عكرمة مولى ابن عباس ( كش ) ضعيف . روى زرارة عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال : لو كنت أدركت عكرمة عند الموت لنفعته . قيل لابي عبدالله عليه السلام بم كان ينفعه ؟ قال يلقنه ما أنتم عليه . (إنتهى) ملاحظة( كش) أي نقلا عن الكشي شيخ الرافضة .................................................. - جامع الرواة - محمد علي الأردبيلى ج 1 ص 540 : مولى ابن عباس ليس على طريقتنا ولا من اصحابنا .................................................. - طرائف المقال - السيد علي البروجردي ج 2 ص 100 : 7605 - عكرمة مولى ابن عباس ليس على طريقتنا ولا من أصحابنا " صه " وعن " كش " أنه مات على غير الايمان . أقول : وحاله أظهر من أن تسطر ، وقد اتفقت كلمة الرجاليين على ضعف الرجل ، ونعم ما قال " طس " من أن حاله في ذلك ظاهر لا يحتاج إلى اعتبار رواية وفي " يه " مات على غير الولاية . .................................................. - معجم رجال الحديث - السيد الخوئي ج 12 ص 177 : 7765 - عكرمة مولى ابن عباس : قال الكشي ( 94 ) عكرمة مولى ابن عباس : " حدثنا محمد بن مسعود ، قال : حدثني ابن ارداد ( ازداد ) بن المغيرة ، قال : حدثني الفضل بن شاذان ، عن ابن أبي عمير ، عن حماد بن عيسى ، عن حريز ، عن زرارة ، قال : قال أبو جعفر عليه السلام : لو أدركت عكرمة عن الموت لنفعته ، قيل لابي عبد الله عليه السلام بماذا ينفعه ؟ قال : كان يلقنه ما أنتم عليه فلم يدركه أبو جعفر ولم ينفعه . قال الكشي : وهذا نحو ما يروي : ( لو اتخذت خليلا لاتخذت فلانا خليلا ) : لم يوجب لعكرمة مدحا بل أوجب ضده " . .................................................. - التحرير الطاووسى- الشيخ حسن صاحب المعالم ص 436 : 314 - عكرمة ، مولى ابن عباس . ورد حديث يشهد بأنه على غير الطريق ، وحاله في ذلك ظاهر لا يحتاج إلى اعتبار رواية . .................................................. - نقد الرجال - التفرشي ج 3 ص 210 : 3447 / 3 - عكرمة مولى ابن عباس : قال الكشي : حدثنا محمد بن مسعود قال : حدثني ابن ازداد بن المغيرة قال : حدثني الفضل بن شاذان ، عن ابن أبي عمير ، عن حماد بن عيسى ، عن حريز ، عن زرارة قال : قال أبو جعفر عليه السلام : لو أدركت عكرمة عند الموت لنفعته ، قيل لأبي عبد الله عليه السلام : بماذا ينفعه ؟ قال : كان يلقنه ما أنتم عليه ، فلم يدركه أبو جعفر عليه السلام ولم ينفعه . وقال العلامة في الخلاصة : ليس على طريقنا ولا من أصحابنا .


أهل البيت يبايعون الصحابة

1: يقول علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) و هو يذكر بيعته لأبي بكر ((... فمشيت عند ذلك إلى أبي بكر فبايعته و نهضت في تلك الأحداث حتى زاغ الباطل و زهق و كانت ( كلمة الله هي العليا و لو كره الكافرون ) فتولى أبو بكر تلك الأمور فيسر و سدد و قارب و اقتصد فصحبته مناصحاً و أطعته فيما أطاع الله فيه جاهداً )). الغارات للثقفي (2 / 305). 2: سئل الإمام علي عليه السلام: لم اختار المسلمون أبا بكر خليفة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم وإماماً لهم؟ فأجاب عليه السلام بقوله: « إنا نرى أبا بكر أحق الناس بها، وإنه لصاحب الغار وثاني اثنين، وإنا لنعرف له سنّه، ولقد أمره رسول الله بالصلاة وهو حي » / شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد (1/332)، نقلاً عن الشيعة وأهل البيت (ص:51). 3: هل تعلم أن أمير المؤمنين علي قال : ( أما بعد لقد بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان ، فلم يكن للشاهد أن يختار ولا للغائب أن يرد ، وإنما الشورى للمهاجرين والأنصار إذا اجتمعوا على رجل فسموه إماماً كان ذلك لله رضا ، فإن خرج منهم خارج بطعن أو بدعة ردوه إلى ما خرج منه ، فإن أبى قاتلوه على إتباعه غير سبيل المؤمنين ، وولاة الله ما تولى ) . 4: على رضي الله عنه وقد دخل على الفاروق رضي الله عنه بعد وفاته وهو مسجى فيقول: لوددت ان القى الله تعالى بصحيفة هذا المسجى ، وفي رواية: إني لأرجو الله ان القى الله تعالى بصحيفة هذا المسجى - الفصول المختارة ، 58 إرشاد القلوب ، 336 معاني الأخبار ، 412 البحار ، 10/296 ، 28/105 5: عندما نقرأ ، في حديث أبي بصير مع المرأة التي جاءت إلى أبي عبد الله تسأل عن ( أبي بكر وعمر ) فقال لها: توليهما، قالت: فأقول لربي إذا لقيته أنك أمرتني بولايتهما؟ قال: نعم - الروضة من الكافي (8/101) 6: مبايعة الحسن والحسين معاوية على السمع والطاعة ودعوتهما الناس إلى البيعة قال المجلسي « عن سفيان قال: أتيت الحسن لما بايع معاوية فوجدته بفناء داره وعنده رهط من قومه فقلت له: السلام عليك يا مذل المؤمنين» (مقاتل الطالبيين لأبي الفرج الأصبهاني ص44 تنزيه الأنبياء 169بحار الأنوار28/258 و44/57 و59 و62/237)

7: لما تنازل الحسن لمعاوية وصالحه ، نادى شيعة الحسين الذين قتلوا الحسين وغدروا به قائلاً :" يأهل الكوفة : ذهلت نفسي عنكم لثلاث : مقتلكم لأبي ، وسلبكم ثقلي ، وطعنكم في بطني و إني قد بايعت معاوية فاسمعوا و أطيعوا ، فطعنه رجل من بني أسد في فخذه فشقه حتى بلغ العظم { كشف الغمة540، الإرشاد للمفيد190، الفصول المهمة 162، مروج الذهب للمسعودي 431:1} .(انظروا في كتبكم) يا شيعة { تأكيد أهل البيت }

1: قول علي رضي الله عنه : لا أوتى برجل يفضلني على أبي بكر وعمر الا جلدته حد المفتري . الفصول المختارة ، 167 الصراط المستقيم ، 3/152 البحار ، 10/417 الإختصاص ، 128 2: ومما قاله عنه وعن صاحبه عمر: (وكان أفضلهم في الإسلام كما زعمت، وأنصحهم لله ولرسوله الخليفة الصديق، والخليفة الفاروق، ولعمري إن مكانهما في الإسلام لعظيم، وإن المصاب بهما لجرح في الإسلام شديد، رحمهما الله وجزاهما بأحسن ما عملا) [ شرح نهج البلاغة للميثم 1/31 ط. 3: وجاء في «نهج البلاغة» من ثنائه على صاحبه قوله: ( لله بلاء فلان - أي عمر - فقد قوّم الأود، وداوى العمد، خلَّف الفتنة، وأقام السنة، ذهب نقي الثوب، قليل العيب، أصاب خيرها، وسبق شرها، أدّى إلى الله طاعته واتقاه بحقه) [نهج البلاغة (2/505)]. 4: وقال الحسن عليه السلام (أرى والله معاوية خيراً لي من هؤلاء يزعمون أنهم لي شيعة، ابتغوا قتلي وأخذوا مالي، والله لأن آخذ من معاوية ما أحقن به من دمي وآمن به في أهلي خير من أن يقتلوني فيضيع أهل بيتي، والله لو قاتلت معاوية لأخذوا بعنقي حتى يدفعوا بي إليه سلماً، ووالله لأن أسالمه وأنا عزيز خير من أن يقتلني وأنا أسير) (الاحتجاج 2/10). { ختاماً }  

من صدق الأن أهل البيت المعصومين ،أم نصدق غير المعصومين؟؟؟!!! وهذه وثيقة لقول مهديكم


 هل الإمامة منصب ألهي؟

 بسم الله الرحمن الرحيم

نقول كيف يكون منصب ألهي وعلي بن أبي طالب نفسه يقول : (( دعوني التمسوا غيري ؟؟! )) نهج البلاغة ج 1 ص ( 181 )

 بل وقال أيضاً : (( وإن تركتموني فأنا كأحدكم ولعلي أسمعكم وأطوعكم لمن وليتموه أمركم، وأنا لكم وزيرا خير لكم مني أمير !!! )) نهج البلاغة ج 1 ص ( 182 ) .

 أما استدلالهم بالآية الكريمة : (( إني جاعلك للناس إماما )) البقرة : 124

فنقول كيف تفسرون إذن قوله تعالى (( وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت )) فهل الله تعالى جعل عبادة الطاغوت منصب ألهي ؟؟!

أو قوله تعالى ((وجعلنا قلوبهم قاسية )) فهل قسوة القلوب أمر ألهي !؟

 ألا قبح الله الجهل ! ثم إذا كان معنى "الإتيان" أي النبوة فكيف تفسير قوله تعالى { سل بني إسرائيل كم أتيناهم من آية بينة } البقرة : 11

 وقوله : { واتل عليهم نبا الذي أتيناه آياتنا فانسلخ منها } الأعراف : 175

فهذا يعني أن بني إسرائيل الملعونين أخوة القردة والخنازير أصبحوا أنبياء بمقياسكم العجيب !!

 وإذا كان "الاصطفاء" يعني النبوة فكيف تفسر قوله : ( إن الله اصطفى آدم ونوحا وال إبراهيم وال عمران على العالمين ) آل عمران : 33

 وبعد ذلك قال ( فقد أتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وأتيناهم ملكا عظيما * فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه وكفى بجهنم سعيرا ) النساء : 54 - 55

فهذا يعني أن هناك من الأنبياء من آمن ومنهم من صد عنه أي كفر !!

ويقول ( ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير ) فاطر

 : 32 .. وهذه الآيات لو أنزلنا على الأنبياء أو الأئمة فلأتضح لنا أن منهم ظالم ومنهم مقتصد ومن سابق !!؟؟ فهل يقول بذلك عاقل ؟؟


  هل الرسول اطاع الله فيما امره و نهاه أم عصاه ؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اخواني اتهام النبي بانه صاحب ابو بكر وعمر وعثمان وغيرهم من الصحابه الذين يرون الرافضه انهم كفار وزنادقه هذا الاتهام هو في حقيقته ليس اتهام للاصحاب انما هو اتهام لمحمد صلى الله عليه وآله بانه لم يمتثل امر الله بالصحبه الصالحه ولم يجتنب نهيه بعدم صحبة اهل السوء

الدليل ان الله امره بالصحبه الصالحه ونهاه عن صحبة السوء آية الكهف قال تعالى (( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا (( هذه آيه صريحه في ذلك ونحن اهل السنه نقول ان النبي امتثل امر الله ولم يصاحب الا الصالحين واجتنب نهيه وترك صحبة الاشرار بذلك يتبين الامر جليا لمن كان له قلب ان الرافضه اتهموا النبي بعدم اطاعة اوامر الله لكونه كما يزعمون انه صاحب الفجار  بل تزوج منهم وتزوجوا منه ولاننسى ان النبي يقول  مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير (( وهذا فيه تنبيه من النبي للصحابه ان لايصاحبوا الا الصالحين فهل بالله عليكم النبي يقول مالايفعل ويصاحب المفسديين والله ذم من يقول مالايفعل قال تعالى(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ ،كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (( اين هم من هذه الآيات هل هو الصد عن سبيل الله عليكم الاجابه ؟؟؟؟ والله الموفق


 الصحابة عند القرابة

أبو بكر الصديق رضي الله عنه: 1- عن أبي عبد الله عليه السلام قال « لما كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الغار قال لأبي بكر: أنت الصديق» / تفسير القمي (1/289)، البرهان (3/417). 2- سئل الإمام علي عليه السلام: لم اختار المسلمون أبا بكر خليفة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم وإماماً لهم؟ فأجاب عليه السلام بقوله: «إنا نرى أبا بكر أحق الناس بها، وإنه لصاحب الغار وثاني اثنين، وإنا لنعرف له سنّه، ولقد أمره رسول الله بالصلاة وهو حي» / شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد (1/332)، نقلاً عن الشيعة وأهل البيت (ص:51). 3- عن عروة بن عبد الله قال: سألت أبا جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام عن حلية السيوف؟ فقال (لا بأس به، قد حلى أبو بكر الصديق رضي الله عنه سيفه، قلت: فتقول: الصديق؟ قال: فوثب وثبة واستقبل الكعبة وقال: نعم الصديق. نعم الصديق، فمن لم يقل له الصديق فلا صدق الله له قولاً في الدنيا ولا في الآخرة) / كشف الغمة للإربلي (2/360). 4- أبو عبد الله جعفر الصادق أمه أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، وأمها أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق؛ ولذلك قال جعفر عليه السلام (ولقد ولدني أبو بكر مرتين) / كشف الغمة (2/374). 5- وفي أجوبة الإمام محمد بن علي بن موسى بن جعفر عليهم السلام الملقب بالجواد، على مسائل يحيى بن أكثم في مجلس المأمون ومنها: فقال يحيى بن أكثم: وقد روي أن السكينة تنطق على لسان عمر. فقال عليه السلام ( لست بمنكر فضل عمر، ولكن أبا بكر أفضل من عمر) / الاحتجاج للطبرسي (2/479). عمر بن الخطاب رضي الله عنه: 1- استشار الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه علياً عليه السلام في الشخوص لقتال الفرس بنفسه، فقال الإمام علي عليه السلام (إن هذا الأمر لم يكن نصرانه ولا خذلانه بكثرة ولا قلة، وهو دين الله من الله، والله منجز وعده وناصر جنده، والعرب اليوم وإن كانوا قليلاً فهم كثيرون بالإسلام، وعزيزون بالاجتماع. فكن قطباً واستدر الرُّحى بالعرب، وأصلهم دونك نار العرب، فإنك إن شخصت – أي خرجت – من هذه الأرض انتقضت عليك العرب من أطرافها وأقطارها، حتى يكون ما تدع وراءك من العورات أهمَّ إليك مما بين يديك. إن الأعاجم إن ينظروا إليك غداً يقولوا: هذا أصل العرب، فإذا قطعتموه استرحتم، فيكون ذلك أشد لكلبهم عليك وطمعهم فيك) / نهج البلاغة (2/320، 321). 2- ولما استشهد عمر الفاروق رضي الله عنه وهو يصلي بالمسلمين الفجر، وشيع جنازته الصحابة، وفي مقدمتهم الإمام علي عليه السلام، ووضعوا الجنازة جوار القبر، قال الإمام مقولته المشهورة ودموعه تنهمر (إني لأرجو الله أن يلحقك بصاحبيك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأبي بكر، فطالما سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: دخلت أنا وأبو بكر وعمر، وإني ما أحب أن ألقى الله بأكثر مما في صحيفة هذا المسجّى) / كتاب الشافي لعلم الهدى السيد المرتضى، نقلاً عن: اذهبوا فأنتم الرافضة لعبد العزيز الزبيري (ص:240). 3- وعندما نزل الإمام علي عليه السلام الكوفة، قيل له (يا أمير المؤمنين! أتنزل القصر؟ قال: لا حاجة لي في نزوله؛ لأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يبغضه، ولكني نازل الرحبة) / الذريعة إلى تصانيف الشيعة لأغابزرك الطهراني، نقلاً عن: اذهبوا فأنتم الرافضة للزبيري (ص:241). الشيخان أبو بكر وعمر رضي الله عنهما: 1- عن جعفر بن محمد عن أبيه عليهما السلام (أن رجلاً من قريش جاء إلى أمير المؤمنين عليه السلام، فقال: سمعتك تقول في الخطبة آنفاً: اللهم أصلحنا بما أصلحت به الخلفاء الراشدين، فمن هما؟ قال: حبيباي وعماك: أبو بكر وعمر. إماما الهدى وشيخا الإسلام، ورجلا قريش، والمقتدى بهما بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، من اقتدى بهما عصم، ومن اتبع آثارهما هدي إلى صراط مستقيم) / تلخيص الشافي (2/428)، نقلاً عن الشيعة وأهل البيت (ص:53). 2- وكان الحسن بن علي رضي الله عنهما يوقر أبا بكر وعمر، إلى حد أن جعل من ضمن الشروط على معاوية بن أبي سفيان أن يعمل ويحكم في الناس بكتاب الله، وسنة رسول الله، وسيرة الخلفاء الراشدين، وفي نسخة أخرى: الخلفاء الصالحين / منتهى الآمال (2/212)، نقلاً عن الشيعة وأهل البيت (ص:56). 3- وأما الإمام زين العابدين علي بن الحسين عليهما السلام، فقد روي عنه: أنه جاء إليه نفر من العراق، فقالوا في أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهما، فلما فرغوا من كلامهم قال لهم (ألا تخبروني: أنتم المهاجرون الأولون الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلاً من الله ورضواناً أولئك هم الصادقون؟ قالوا: لا، قال: فأنتم الذين تبوء الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم، ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة؟ قالوا: لا، قال: أما أنتم قد تبرأتم أن تكونوا من أحد هذين الفريقين، وأنا أشهد أنكم لستم من الذين قال الله فيهم: (( وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا ))[الحشر:10[ أخرجوا عني فعل الله بكم) / كشف الغمة: (2/291). 4- وروي أن رجلاً سأل الإمام الصادق عليه السلام، فقال (يا ابن رسول الله! ما تقول في حق أبي بكر وعمر؟ فقال عليه السلام: إمامان عادلان قاسطان، كانا على الحق، وماتا عليه، فعليهما رحمة الله يوم القيامة) / إحقاق الحق: للشوشتري (1/16)، نقلاً عن الشيعة وأهل البيت (ص:58). 5- ويروي السيد المرتضى في كتابه الشافي: عن جعفر بن محمد الصادق عليه السلام، أنه كان يتولاهما – أي أبا بكر وعمر رضي الله عنهما – ويأتي القبر فيسلم عليهما مع تسليمه على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم / كتاب الشافي (ص:238)، نقلاً عن الشيعة وأهل البيت (ص:59). 6- ومما يؤيد ما مضى، فقد روى الكليني في الروضة عن أبي بصير قال (كنت جالساً عند أبي عبد الله عليه السلام، إذ دخلت علينا أم خالد تستأذن عليه، فقال أبو عبد الله: أيسرك أن تسمع كلامها؟ قال: فقلت: نعم، قال: فأذن لها، قال: وأجلسني معه على الطنفسة، قال: ثم دخلت فتكلمت، فإذا امرأة بليغة، فسألته عنهما – أي عن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما – فقال لها: توليهما، قالت: فأقول لربي إذا لقيته: إنك أمرتني بولايتهما، قال: نعم / روضة الكافي للكليني (ص:88). عثمان بن عفان ذو النورين رضي الله عنه: 1- عندما اجتمع ناس إلى علي عليه السلام يشكون من عثمان رضي الله عنهم، دخل عليه الإمام علي عليه السلام فقال (إن الناس ورائي وقد استسفروني بينك وبينهم، ووالله ما أدري ما أقول لك؟ ما أعرف شيئاً تجهله، ولا أدلك على أمر لا تعرفه، إنك لتعلم، ما نعلم، ما سبقناك إلى شيء فنخبرك عنه، ولا خلونا بشيء فنبلغكه، وقد رأيت كما رأينا وسمعت كما سمعنا، وصحبت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما صحبنا، وما ابن أبي قحافة ولا ابن الخطاب أدلى بعمل الحق منك، وأنت أقرب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وشيجة رحم منهما، وقد نلت من صهره ما لم ينالا) / نهج البلاغة (2/357). أبو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم يثني عليهم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: 1- عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني، قال: حدثني علي بن محمد بن علي الرضا عن أبيه عن آبائه، عن الحسن بن علي عليهم السلام أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (إن أبا بكر مني بمنزلة السمع، وإن عمر مني بمنزلة البصر، وإن عثمان مني بمنزلة الفؤاد – قال: فلما كان من الغد دخلت عليه وعنده أمير المؤمنين عليه السلام، وأبو بكر وعمر، وعثمان، فقلت له: يا أبت، سمعتك تقول في أصحابك هؤلاء قولاً، فما هو؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: نعم، ثم أشار بيده إليهم، فقال: هم السمع والبصر والفؤاد) / البرهان (4/564، 565). خباب بن الأرت رضي الله عنه: 1- قال عليه السلام في الثناء على خباب رضي الله عنه (يرحم الله خباب بن الأرت فلقد أسلم راغباً، وهاجر طائعاً، وقنع بالكفاف، ورضي عن الله وعاش مجاهداً) / نهج البلاغة (4/672). طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه: 1- عندما مر الإمام علي عليه السلام بطلحة رضي الله عنه وهو مقتول قال (لقد أصبح أبو محمد بهذا المكان غريباً، أما والله لقد كنت أكره أن تكون قريش قتلى تحت بطون الكواكب) / نهج البلاغة (2/487). الزبير بن العوام رضي الله عنه: 1- يقول صاحب الاحتجاج: عندما جيء إلى أمير المؤمنين علي عليه السلام برأس الزبير وسيفه، فتناول سيفه وقال (طال والله ما جلّى به الكرب عن وجه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم) / الاحتجاج للطبرسي (1/380). سائر الصحابة: 1- عن موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (أنا أمنة لأصحابي، فإذا قبضت دنا من أصحابي ما يوعدون، وأصحابي أمنة لأمتي، فإذا قبض أصحابي دنا من أمتي ما يوعدون، ولا يزال هذا الدين ظاهراً على الأديان كلها، ما دام فيكم من قد رآني) / بحار الأنوار (22/309، 310)، نقلاً عن أصول مذهب الشيعة الاثنى عشرية للدكتور ناصر القفاري (ص:926). 2- وجاء عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال (طوبى لمن رآني، طوبى لمن رأى من رآني، طوبى لمن رأى من رأى من رآني) / أمالي الصدوق، (ص:240، 241)، بحار الأنوار (22/305)، نقلاً عن أصول مذهب الشيعة الإثني عشرية للقفاري (ص:926). 3- وعندما ضرب ابن ملجم لعنه الله الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام وأحس بالموت، أوصى ولده الحسن عليه السلام، وكان مما قال له: الله الله في أمة نبيكم، فلا يظلمن بين أظهركم، والله الله في أصحاب نبيكم، فإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أوصى بهم / مقاتل الطالبيين لأبي الفرج الأصفهاني (ص:39)، كشف الغمة (2/59). 4- ثناء الإمام علي عليه السلام للصحابة بقوله (لقد رأيت أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم فما أرى أحداً يشبههم، لقد كانوا يصبحون شعثاً غبراً، وقد باتوا سجداً وقياماً، يراوحون بين جباههم وخدودهم، ويقفون على مثل الجمر من ذكر معادهم، كأن بين أعينهم ركب المعزى من طول سجودهم، إذا ذكر الله هملت أعينهم حتى تبُلَّ جيوبهم، ومادوا كما يميد الشجر يوم الريح العاصف خوفاً من العقاب ورجاءً للثواب) / نهج البلاغة (1/244). 5- وورد الثناء على الصحابة من الإمام علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام كما في الصحيفة السجادية الكاملة قال فيها (اللهم وأصحاب محمد خاصة الذين أحسنوا الصحابة، والذين أبلوا البلاء الحسن في نصره، وكانفوه وأسرعوا إلى وفادته، وسابقوا إلى دعوته، واستجابوا له حيث أسمعهم حجة رسالته، وفارقوا الأزواج والأولاد في إظهار كلمته، وقاتلوا الآباء والأبناء في تثبيت نبوته، وانتصروا به) / الصحيفة السجادية الطبعة الثانية، دار البلاغة. 6- وهذا الحسن العسكري عليه السلام يقول في تفسيره (إن كليم الله موسى سأل ربه: هل في أصحاب الأنبياء أكرم عندك من صحابتي؟ قال الله عز وجل: يا موسى! أما علمت أن فضل صحابة محمد صلى الله عليه وآله وسلم على جميع صحابة المرسلين، كفضل محمد صلى الله عليه وآله وسلم على جميع المرسلين والنبيين) / تفسير الحسن العسكري (ص:65)، ط.الهند، نقلاً عن الشيعة وأهل البيت (ص:41).


 ألبسك شيطانك يا عائشة ؟

وهي من شبه التيجاني الضال

الشبهه :

أخذك (وفي رواية ألبسك) شيطانك يا عائشة؟

الرّد

قلت: فيه سعيد بن محمد بن ابراهيم التيمي. أما أبوه محمد فثقة غير أن ابن أبي حاتم والدارقطني ذكرا بأنه لم يسمع من عائشة (العلل5/الورقة99). وأما إبنه (سعيد) فقد حكى يعقوب بن سفيان أن روايته عن أهل الكوفة ليست بشيء. (المعرفة والتاريخ1/426). وذكر الحافظ في التلخيص الحبير 1/121 أن في الحديث أيضا فرج بن فضالة وهو ضعيف. وفي صحيح مسلم (لقد جاءك شيطانك يا عائشة) حين أصابتها الغيرة.

فقالت: أمعي شيطان؟ قال نعم. قلت: ومعك يا رسول الله؟ قال نعم. ولكن الله أعانني عليه حتى أسلم« وسياق الحديث يأبى الطعن بعائشة فإنها قالت: أمعي شيطان يا رسول الله؟ فقال نعم. قالت: ومع كل إنسان؟ قال نعم. قالت ومعك يا رسول الله؟ فقال نعم ولكن الله أعانني عليه فأسلم. (2815). فمناسبة الحديث الغيرة عليه . وليس تعمد إيذائه كما يكذب التيجاني.  


 كتابي الكافي ومن لا يحضره الفقيه

يصرح علماء الشيعة بأن كتابي الكافي ومن لا حضره الفقيه صحيحين

صرح السيد ابن طاووس الحسني بأن الشيخ أبى جعفر محمد بن بابويه الصدوق يعتقد صحة ما يرويه في كتابه من لا حضره الفقيه وأنه ذكر ذلك في مقدمة كتابه - إقبال الأعمال - السيد ابن طاووس الحسني ج 2 ص 23 قال: فيما نذكره من رواية اخرى بتعين وقت نزول الكعبة من السماء روينا ذلك باسنادنا الى الشيخ أبى جعفر محمد بن بابويه رحمه الله باسناده من / صفحة 24 / كتاب من لا يحضره الفقيه ، وقد ضمن في خطبة كتابه صحة ما يرويه فيه وانه رواه من الاصول المنقولة عن الائمة صلوات الله عليهم .................................................. وصرح الفيض الكاشاني بأن محمد بن يعقوب الكليني يعتقد وثاقة ما يروية في كتابه الكافي وأن الكليني ذكر ذلك في أول كتابه - التفسير الصافي - الفيض الكاشاني ج 1 ص 52 : واما اعتقاد مشايخنا ( ره ) في ذلك فالظاهر من ثقة الاسلام محمد بن يعقوب الكليني طاب ثراه أنه كان يعتقد التحريف والنقصان في القرآن لأنه روى روايات في هذا المعنى في كتابه الكافي ولم يتعرض لقدح فيها مع أنه ذكر في أول الكتاب أنه كان يثق بما رواه فيه والعجيب ما في الكتابين من تفاهات وترهات وإستخفاف بعقول الناس

 ومن هذه الدلالة على تصحيح هذين الكتابين

نقول للرافضة إذا جئناكم بأقوال علماؤكم من هذين الكتابين أتركوا عنكم اللف والدوران

 والقول بأن الروايات ضعيفة كي تتهربوا من الحوار ولا تأتوا بأسم شخص واحد ضعف هذه الروايات القادحة في الإسلام


 علي عليه السلام وليد الكعبة منقبة أو مثلبة ؟

 يظن الروافض أن هذه منقبة لعلي رضي الله عنه رغم أنه ادعاء يحتاج الي دليل، والثابت ان الذي ولد في الكعبة هو : حكيم بن حزام بن خويلد وحكيم ابن أخي خديجة بنت خويلد وابن عم الزبير بن العوام ولد في الكعبة وذلك أن أمه دخلت الكعبة في نسوة من قريش وهي حامل فأخذها الطلق فولدت حكيما به ... (1) والطعن في علي رضي الله عنه لاعتقادهم انه موحد مؤمن بالله قبل خلق الخلق ومن كرم الله له ان يولد في الكعبة ! وهذا من جهلهم المطبق لأن الكعبة قبل الاسلام وكر للشرك والمشركين وفي داخلها أصنام وشرب للخمر وكانت سادة الشرك يتنادمون داخلها بالقرب من أصنامهم فأين المنقبة في ولادته داخل الكعبه ياترى . ؟ وفي عام الفتح لما دخل رسول الله صلى الله عليه و سلم المسجد و طاف بالكعبة و أخذ المفتاح من عثمان بن طلحة بعد أن مانعت دونه أم عثمان ثم أسلمته فدخل الكعبة و معه أسامة بن زيد و بلال و عثمان بن طلحة و أبقى له حجابة البيت فهي في ولد شيبة إلى اليوم و أمر بكسر الصور داخل الكعبة و خارجها و بكسر الأصنام حواليها و مر عليها و هي مشدودة بالرصاص يشير إليها بقضيب في يده و هو يقول :[ جاء الحق و زهق الباطل إن الباطل كان زهوقا [ فما بقي منهم صنم إلا خر على وجهه و أمر بلالا فأذن على ظهر الكعبة و وقف رسول الله صلى الله عليه و سلم بباب الكعبة ثاني يوم الفتح و خطب خطبته المعروفة (2) والمعلوم ان والد علي رضي الله عنه أبو طالب أسمه عبد مناف ومناف صنم يعبد في الجاهليه ويقال هو أحد الأصنام التي تعبدها العرب (هو من أقدم الأصنام. وكان منصوبا على ساحل البحر من ناحية المشلل بقديد بين مكة والمدينة . وكانت العرب تعظمه قاطبة ولم يكن أحد أشد تعظيما له من الأوس والخزرج ، وبسبب ذلك أنزل الله تعالى: (إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما) . 1- 1أسد الغابة الجزء 1 ص 278 2- تاريخ ابن خلدون الجزء الثاني ص 457


 السجود على التربة الحسينية

 العلامه الالبانى يرد على الرافضي صاحب كتاب السجود على التربة الحسينية

بسم الله الرحمن الرحيم قال إمام العصر سماحة العلاّمة محمد ناصر الدين الألباني : وقفت على رسالة لبعضهم، وهو المدعو السيد عبد الرضا !! المرعشي الشهرستاني بعنوان " السجود على التربة الحسينية " ومما جاء فيها ص ( 15 ) : وورد أن السجود عليها أفضل، لشرفها وقداستها وطهارة من دفن فيها . فقد ورد الحديث عن أئمة العترة الطاهرة عليهم السلام، ينور إلى الأرض السابعة، وفي آخر : أنه يخرق الحجب السبعة، وفي آخر : يقبل الله صلاة من يسجد عليها ما لم يقبله من غيرها، وفي آخر أن السجود على طين قبر الحسين ينّور الأرضين .

ومثل هذه الأحاديث ظاهر البطلان عندنا، وأئمة أهل البيت رضي الله عنهم براء منها، وليس لها أسانيد عندهم ليمكن نقدها على نهج علم الحديث وأصوله، وإنما هي مراسيل ومعضلات !!

 ولم يكتف مؤلف الرسالة بتسويدها بمثل هذه النقول المزعومة عن أئمة أهل البيت، حتى راح يوهم القّراء أنها مروية في كتبنا نحن أهل السنة،

فها هو يقول : وليست أحاديث فضل هذه التربة الحسينية وقداستها منحصرة بأحاديث الأئمة عليهم السلام، إذ أن أمثال هذه الأحاديث لها شهرة وافرة في أمهات كتب بقية الفرق الإسلامية، عن طريق علمائهم ورواتهم، ومنها ما رواه السيوطي في كتابه " الخصائص الكبرى " في باب " إخبار النبي صلى الله عليه وسلم بقتل الحسين عليه السلام " وروى فيه ما يناهز العشرين حديثاً عن أكابر ثقاتهم، كالحاكم والبيقهي وأبي نعيم والطبراني والهيثمي في " المجمع " وأمثالهم من مشاهير رواتهم . فاعلم أيها المسلم أنه ليس عند السيوطي ولا الهيثمي ولو حديث واحد

 يدل على فضل التربة الحسينية وقداستها ,

  وكل ما فيها مما اتفقت عليه مفرداتها إنما هو إخباره صلى الله عليه وسلم بقتله فيها – أي الحسين رضي الله عنه – فهل ترى فيها ما ادعاه الشيعي في رسالته على السيوطي والهيثمي !! اللهم لا، ولكن الشيعة في سبيل تأييد ضلالاتهم وبدعهم، يتعلقون بما هو أوهى من بيت العنكبوت !! ولم يقف أمره عن هذا التدليس على القّراء ,

 بل تعداه إلى الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ,

  فهو يقول : " وأوّل من اتخذ لوحة من الأرض للسجود عليها هو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في السنة الثالثة من الهجرة، لما وقعت الحرب الهائلة بين المسلمين وقريش في أحد، وانهدم فيها أعظم ركن للإسلام !! وهو حمزة بن عبد المطلب، عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، أمر النبي صلى الله عليه وسلم نساء المسلمين بالنياحة !! عليه في كل مأتم، واتسع الأمر في تكريمه إلى أن صاروا يأخذون من تراب قبره فيتبركون به !! ويسجدون عليه لله تعالى، ويعملون المسبحات منه، كما جاء في كتاب " الأرض والتربة الحسينية " وعليه أصحابه ومنهم الفقيه .. " السجود على التربة الحسينية -ص 13 . والكتاب المذكور هو من كتب الشيعة – أي كتاب الأرض والتربة الحسينية فتأمل أيها القارئ الكريم كيف كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ,

 فادعى أنه أوّل من اتخذ قرصاً للسجود عليه، ثم لم يسق لدعم دعواه إلا أكذوبة أخرى، وهي أمره صلى الله عليه وسلم النساء بالنياحة على حمزة في كل مأتم ,

 ومع أنه لا ارتباط بين هذا وبين اتخاذ القرص كما هو ظاهر، فإنه لا يصح ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم، كيف وهو قد صح عنه أنه أخذ على النساء في مبايعته إياهن ألا ينحن، كما رواه الشيخان وغيرها عن أم عطية . وبيدو لي أنه بنى الأكذوبتين السابقتين على أكذوبة ثالثة، وهي قوله في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم : " واتسع الأمر في تكريمه إلى أن صاروا يأخذون من تراب قبره، فيتبركون به ويسجدون عليه لله تعالى " !! فهذا كذب على الصحابة رضي الله عنهم

وحشاهم من أن يقارفوا مثل هذه الوثنيّة

 وحسب القراء دليلاً على افتراء هذا الشيعي على النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه أنه لم يستطع أن يعزوا ذلك لمصدر معروف من مصادر المسلمين سوى كتاب " الأرض والتربة الحسينية " وهو من كتب بعض متأخريهم، ولمؤلف مغمور منهم، ولأمر ما لم يجرؤ الشيعي على تسميته والكشف عن هويته، حتى لا يفتضح أمره بذكره إياه مصدراً لأكاذيبه !! ولم يكتف حضرته !! بما سبق من الكذب على السلف الأول بل تعداه إلى الكذب على من بعدهم، فاسمع إلى تمام كلامه السابق :

 " أنّ التابعي الفقيه مسروق بن الأجدع (ت 62ه ) كان يصحب في أسفاره لبنة من المدينة يسجد عليها . كما أخرجه ابن أبي شيبة في كتابه المصنّف ، باب من كان حمل في السفينة شيئاً يسجد عليه . فأخرج بإسنادين أنّ مسروقاً كان إذا سافر حمل معه في السفينة لبنة يسجد عليها " المرجع السابق . قلت ( الألباني ) وفي هذا الكلام عديد من الكذبات : الأولى : قوله " كان يأخذ في أسفاره " فإنه بإطلاقه يشمل السفر براً , وهو خلاف الأثر الذي ذكره !! الثانية : جزمه بأنه كان يفعل ذلك، يعطي أنه ثابت عنه، وليس كذلك , بل ضعيف منقطع كما يأتي بيانه . الثالثة : قوله " ..بإسنادين " كذب، وإنما هو إسناد واحد، مداره على محمد بن سيرين، اختلف عليه فيه، فرواه ابن أبي شيبة في " المصنف ( 2 / 43 / 1 ) " من طريق يزيد بن إبراهيم عن ابن سيرين قال : نبئت أن مسروقاً كان يجمل معه لبنة في السفينة، يعني يسجدها عليها . ومن طريق ابن عون عن محمد : أن مسروقاً كان إذا سافر حمل معه في السفينة لبنة يسجد عليها . فأنت ترى أن الإسناد الأول من طريق ابن سيرين، والأخر من طريق محمد، وهو ابن سيرين، فهو في الحقيقة إسناد واحد، ولكن يزيد بن إبراهيم قال عنه : "نبئت" فأثبت أن ابن سيرين أخذ بذلك بالواسطة عن مسروق، ولم يثبت ذلك ابن عون وكل منها ثقة فيما روى، إلا أن يزيد بن إبراهيم قد جاء بزيادة في السند، فيجب أن تقبل كما هو مقرر في " المصطلح " لأن من حفظ حجة على من لم يحفظ، وبناء عليه فالإسناد بذلك إلى مسروق ضعيف، لا تقوم به حجة، لأن مداره على راوٍ لم يسم مجهول، فلا يجوز الجزم بنسبة ذلك إلى مسروق رضي الله عنه ورحمه كما صنع الشيعي . الرابعة : لقد أدخل الشيعي في هذا الأثر زيادة، ليس فيها أصل في " المصنف " وهي قوله : " من تربة المدينة المنورة " ! فليس لها ذكر في كل من الروايتين عنده، كما رأيت، فهل تدري لم افتعل الشيعي هذه الزيادة في هذا الأثر ؟ لقد تبيّن له أنه ليس فيه دليل مطلقاً على اتخاذ القرص من الأرض المباركة ( المدينة المنورة ) للسجود عليه، إذا ما تركه على ما رواه ابن أبي شيبة، ولذلك ألحق به هذه الزيادة، ليوهم القراء أن مسروقاً رحمه الله اتخذ القرص من المدينة للسجود عليه تبركاً، فإذا ثبت له ذلك، ألحق به جواز اتخاذ القرص من أرض كربلاء، بجامع اشتراك الأرضين في القداسة !! وإذا علمت أن المقيس عليه باطل لا أصل له، وإنما هو من اختلاق الشيعي، عرفت أن المقيس باطل أيضاً، لأنه كما قيل : وهل يستقيم الظل والعود أعوج ؟!

فتأمل أيها القارئ الكريم مبلغ جرأة الشيعة على الكذب، حتى على النبي صلى الله عليه وسلم في سبيل تأييد ما هم عليه من الضلال، يتبين لك صدق من وصفهم من الأئمة " أكذب الطوائف الرافضة " سلسلة الأحاديث الصحيحة - 3 / 162 – 166 يقول جلال : ولقد نقل هذه الفرية بحرفها وحذافيرها الكثير من علماء الرافضة، فقد نقلها جعفر السبحاني في كتابه " مع الشيعة الإمامية في عقائدهم ص : 166 " وفي كتاب " الإعتصام بالكتاب والسنة ص : 86 " ومن العجيب أنه يقول : " وهذه القاعدة كانت ثابتة عند السلف الصالح وإن غفل التاريخ عن نقلها " !! ونقلها المستبصر !! عاطف سلام في كتابه " فقهيات بين الشيعة والسنة ص : 52 " وقال : " ووفق هذه النظرة الصائبة جرى بعض فقهاء السلف الورعين والمحتاطين لدينهم من أهل القرون الأولى " !! ونقلها غيرهم الكثير، فهنيئاً لهم هذا الأستبصار، الذي يجعلهم يكذبون وينقلون الكذبة حتى يوهمون الناس بأنها حقيقة


  تدليس الرافضة في أسماء العلماء

بسم الله الرحمن الرحيم أَيِّهَا السُنِّيُّ ... احْذَرْ وَلا تَغْتَرْ بِتَشَابُهِ الأَسْمَاءِ الحمد لله وبعد . قال تعالى : " وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ " [ الأنعام : 55]. قال ابن كثير : " أَيْ وَلِتَظْهَر طَرِيقُ الْمُجْرِمِينَ الْمُخَالِفِينَ لِلرُّسُلِ وَقُرِئَ " وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلَ الْمُجْرِمِينَ " أَيْ وَلِتَسْتَبِينَ يَا مُحَمَّد أَوْ يَا مُخَاطَب سَبِيلَ الْمُجْرِمِينَ .ا.ه. إن من الأمورِ المهمةِ لأهلِ السنةِ أن يحذروا من طرقِ أهلِ البدعِ في التلبيسِ والتدليسِ عليهم . وفي هذا الموضوع أود أن أبينَ لأهلِ السنةِ طريقةً من طرقِ المبتدعةِ عموماً ، والرافضةِ خصوصاً في تلبيسهم وتدليسهم على أهلِ السنةِ . والمتابعُ للمناظرةِ التي حصلت في " قناة المستقلة " يجدُ أن المتناظرين من الرافضةِ استخدموا هذا الأسلوبَ . أما المكيدةُ التي يتبعها الرافضةُ في التدليسِ والتلبيسِ على أهلِ السنةِ هي أنهم يدخلون علينا عن طريقِ السنةِ ويقولون : قال العالمُ الفلاني كذا ، وقال العالمُ الآخرُ كذا ... " ويضعون أسماءً تشابه أسماءَ علماءٍ معتبرين عند أهلِ السنةِ ، وهم في الأصلِ رافضةٌ . قال الألوسي في " مختصر التحفة الإثنى عشرية " ( ص 32 ) : " ومن مكايدهم أنهم ينظرون في أسماءِ المعتبرين عند أهلِ السنةِ فمن وجدوهُ موافقاً لأحدٍ منهم في الاسمِ واللقبِ أسندوا روايةَ حديثِ ذلك الشيعي إليه ، فمن لا وقوف له من أهلِ السنةِ يعتقدُ أنهُ إمامٌ من أئمتهم فيعتبرُ بقولهِ ويعتدُ بروايتهِ ... " .ا.ه. ثم ذكر أمثلةً لذلك نأتي عليها بشيءٍ من التفصيلِ . 1 - السُّدِّي : هناك رجلان يقالُ لهم السدي . الأول : السدي الكبير ، والثاني : السدي الصغير . ولنقف على شيءٍ من ترجمةِ كلِ واحدٍ منهما لكي يميز أهلُ السنةِ بينهما ، وتتضحُ لهم الحقائقُ ، ولا يغتروا بكذبِ الرافضةِ . قال المزي في " تهذيب الكمال " (3/132) عند ترجمة السدي الكبير : إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة السُّدِّي ، أبو محمد القرشي الكوفي الأعور ، مولى زينب بنت قيس بن مخرمة ، وقيل : مولى بني هاشم ، أصله من حجازي ، سكن الكوفة ، وكان يقعد في سُدةِ باب الجامع بالكوفة فسمي السُّدِّي ، وهو السدي الكبير .ا.ه. ومما جاء في ترجمته : قال عبدان الأهوازي : كان إذا قعد غطى لحيته صدره . وقال محمد بن أبان الجُعفي ، عن السدي : أدركت نفرا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم : أبو سعيد الخدري ، وأبو هريرة ، وابن عمر . كانوا يرون أنه ليس أحدٌ منهم على الحال الذي فارق عليه محمداً صلى الله عليه وسلم ، إلا عبد الله بن عمر . أما السدي الصغير قال عند المزي أيضا (26/392) : محمد بن مروان السدي الصغير ، وهو محمد بن مروان بن عبد الله بن إسماعيل بن عبد الرحمن السدي الكوفي ، مولى عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب .ا.ه. والسدي الصغير من الوضاعين الكذابين عند أهل السنة ، وهو رافضي غال ، وله ترجمة في كتب الرافضة مثل " الكنى والألقاب " للقمي (2/311 – 312) فقال في ترجمة السدي الكبير والصغير : أبو محمد إسماعيل بن عبد الرحمن الكوفي المفسر المعروفة أقواله في كتاب " التبيان " وغيره ، كان نظير مجاهد وقتادة والكلبي والشعبي ومقاتل ممن يفسرون القرآن الكريم بآرائهم عده الشيخ ( يعني الطوسي ) في أصحاب السجاد والباقر ، وعن ابن حجر أنه صدوق متهم رمي بالتشيع من الرابعة ، وعن السيوطي أنه قال في الإتقان : أمثل التفاسير تفسير إسماعيل السدي ، روى عنه الأئمة مثل الثوري وشعبة انتهى . حكي أنه أدرك أنس بن مالك ورأى الحسين بن علي ، وقال الترمذي : وثقه سفيان الثوري وشعبة ويحيى بن سعيد القطان وغيرهم . توفي في حدود سنة 128 ، وهو السدي الكبير . والسدي الصغير حفيده محمد بن مروان بن عبد الله بن إسماعيل بن عبد الرحمن الكوفي ، روى عن محمد بن السائب الكلبي كتاب التفسير ذكره الخطيب البغدادي وقال : قدم بغداد وحدث بها ، وقال انه ضعيف متروك الحديث ، والسدي بضم السين وتشديد الدال المهملتين منسوب إلى منسوب سدة مسجده الكوفة ، وهي ما يبقى من الطاق المسدود .ا.ه. 2 – الطبري : ومن ذلك محمد بن جرير الطبري رجلان أحدهما سني والآخر رافضي . أما السني فهو محمد بن جرير بن يزيد بن كثير الآملي الطبري أبو جعفر المؤرخ المفسر الإمام ، ولد في آمل طبرستان ، واستوطن ببغداد وتوفي بها في 310 ه ، له عدة مصنفات من أشهرها : " جامع البيان عن تأويل آي القرآن " ، وقد أثنى على تفسيره كثير من العلماء منهم الخطيب البغدادي في " تاريخ بغداد " (2/163) حيث قال : " لم يصنف أحد مثله " . وقال الخطيب أيضا (12/163) عن أبي حامد الإسفراييني : " لو سافر رجل إلى الصين في تحصيل تفسير ابن جرير لم يكن كثيرا " . وصنف أيضا " تهذيب الآثار " ، و " تاريخ الرسل والملوك " ، و " اختلاف الفقهاء " ، وقد كان الإمام الطبري صاحب مذهب مستقل كالمذاهب الأربعة المعروفة ، وله أنصار وأتباع ، ودرس مذهبه في الفقه كثير من العلماء ، ومن أشهرهم أبو الفرج المُعافي بن زكريا النهرواني المعروف بالجريري نسبة إلى مذهب أبي جعفر . فائدةٌ : الإمام ابن جرير الطبري لم يتزوج ولم يكن له ولد يكنى به فقد حل ضيفا على الربيع بن سليمان في مصر عندما جاءه أصحاب الربيع في مكان سكناه وقالوا له : تحتاج قَصْرِيِّة وزير – وعاء يعمل فيه الماء - ، وحمارين ، فقال لهم : أما القصرية فأنا لا ولد لي وما حللت سراويلي على حرام ولا حلال قط. أما الطبري الرافضي فقد ترجم له الإمام الذهبي في " الميزان " (3/499) فقال : " رافضي له تواليف ، منها كتاب " الرواة عن أهل البيت " ، رماه بالرفض عبد العزيز الكناني .ا.ه. وترجم له أيضا في " السير " (14/282) فقال : " قَالَ عَبْدُ العَزِيْزِ الكتَّانِيّ : هُوَ مِنَ الرَّوَافض ، صَنّف كتباً كَثِيْرَة فِي ضلاَلتهِم ، لَهُ كِتَاب : " الرُّوَاة عَنْ أَهْلِ البَيْت " ، وَكِتَاب : " المسترشد فِي الإِمَامَة " .ا.ه. وقد خلط بعض علماء التراجم بينه وبين طبري أهل السنة كما ذكر ذلك الحافظ الذهبي في " الميزان " (3/499) فقال عند ترجمة طبري أهل السنة : " أقذع أحمدُ بنُ علي السليماني الحافظَ فقال : " كان يضع للروافض ، كذا قال السليماني ، وهذا رجم بالظن الكاذب ، بل ابن جرير من كبار أئمة الإسلام المعتمدين ، وما ندعي عصمته عن الخطأ ، ولا يحل لنا أن نؤذيه بالباطل والهوى ؛ فإن كلام العلماء بعضهم في بعض ينبغي أن يُتَأنى فيه ، ولا سيما في مثل إمام كبير ، فلعل السليماني أراد الآتي .ا.ه. والآتي هو محمد بن جرير بن رستم الرافضي . وقال الحافظ ابن حجر في " اللسان " (5/115) عن أحد شيوخه ممن اغتر بكلام السليماني فقال : ولو حلفت أن السليماني ما أراد إلا الآتي – يقصد محمد بن جرير بن رستم الرافضي – لبررت ... وقد اغتر شيخ شيوخنا أبو حيان بكلام السليماني فقال في الكلام على الصراط في أوائل تفسيره : وقال أبو جعفر الطبري وهو إمام أئمة الإمامية : الصراط بحرف الصاد من لغة قريش ... إلى آخر المسألة ، ونبهت عليه لئلا يغتر به ، فقد ترجمه – أي الإمام ابن جرير – أئمة النقل في عصره وبعده ، فلم يصفوه بذلك ، وإنما ضره الاشتراك في اسمه واسم لقبه ونسبته وكنيته ومعاصرته وكثرة تصانيفه ، والعلم عند الله تعالى ، قاله الخطيب .ا.ه. وقد نسبت كتب إلى ابن جرير أهل السنة كتبا صنفها الروافض من ذلك كتاب " بشارة المصطفى " ، وهو كتاب في منزلة التشيع ، ودرجات الشيعة ، وكرامات الأولياء كما ذكر ذلك سزكين في " تاريخ التراث العربي " (1/291) ، والكتاب لأبي جعفر محمد بن علي الطبري ثالث من فقهاء الشيعة ترجم له أغابزرك الطهراني في " الذريعة إلى تصانيف الشيعة " (3/117) . والإمام ابن جرير قد ابتلي بتهمة الرفض لأسباب ذكرها الدكتور محمد أمحزون في كتاب " تحقيق مواقف الصحابة في الفتنة من روايات الطبري والمحدثين " (1/187 – 201) فليرجع إليه فهو مبحث نفيس جدا . 3 – ابنُ قتيبة : وابن قتيبة اثنان سني وشيعي ، أما السني فقد ترجم له الحافظ الذهبي في " السير " (13/298) فقال : " العَلاَّمَةُ ، الكَبِيْرُ ، ذُو الفُنُوْنِ ، أَبُو مُحَمَّدٍ ، عَبْدُ اللهِ بنُ مُسْلِمِ بنِ قُتَيْبَةَ الدِّيْنَوَرِيُّ ... ذِكْرُ تَصَانِيْفِهِ : " غَرِيْبُ القُرْآنِ " ، " غَرِيْبُ الحَدِيْثِ " ، كِتَابُ " المعَارِفِ " ، كِتَابُ " مُشْكِلِ القُرْآنِ " ، كِتَابُ " مُشْكِلِ الحَدِيْثِ " ، كِتَابُ " أَدَبِ الكَاتِبِ " ، كِتَابُ " عُيُوْنِ الأَخْبَارِ " ، كِتَابُ " طَبَقَاتِ الشُّعَرَاءِ " ، كِتَابُ " إِصْلاَحِ الغَلَطِ " ، كِتَابُ " الفَرَسِ " ، كِتَابُ " الهَجْو " ، كِتَابُ " المَسَائِلِ " ، كِتَابُ " أَعْلاَمِ النُّبُوَّةِ " ، كِتَابُ " المَيْسِرِ" ، كِتَابُ " الإِبلِ " ، كِتَابُ " الوَحْشِ " ، كِتَابُ " الرُّؤيَا " ، كِتَابُ " الفِقْهِ " ، كِتَابُ " معَانِي الشِّعْرِ " ، كِتَابُ " جَامِعِ النَّحْوِ " ، كِتَابُ " الصِّيَامِ " ، كِتَابُ " أَدَبِ القَاضِي " ، كِتَابُ " الرَّدِ عَلَى مَنْ يَقُوْلُ بِخَلْقِ القُرْآنِ " ، كِتَابُ " إِعْرَابِ القُرْآنِ " ، كِتَابُ " القِرَاءاتِ " ، كِتَابُ " الأَنوَاءِ " ، كِتَابُ " التَّسْوِيَةِ بَيْنَ العَرَبِ وَالعَجَمِ " ، كِتَابُ " الأَشرِبَةِ " .ا.ه. وقال الألوسي في " مختصر التحفة الاثنى عشرية " ( ص 32 ) : " وعبد الله بن قتيبة رافضي غالٍ وعبد الله بن مسلم بن قتيبة من ثقات أهل السنة ، وقد صنف كتابا سماه ب " المعارف " ، فصنف ذلك الرافضي كتابا ، وسماه بالمعارف أيضا قصداً للإضلال .ا.ه. 4 – ابنُ بَطة وابنُ بُطة : وابن بَطة وابن بُطة أحدهما سني والآخر رافضي ، فابن بَطة – بفتح الباء – هو السني ترجم له الذهبي في " السير " (16/529) فقال : " الإِمَامُ ، القُدْوَةُ ، العَابِدُ ، الفَقِيْهُ ، المُحَدِّثُ ، شَيْخُ العِرَاقِ ، أَبُو عَبْدِ اللهِ عُبَيْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حَمْدَانَ العُكْبَرِيُّ الحَنْبَلِيُّ ، ابْنُ بَطَّةَ ، مُصَنِّفُ كِتَابِ " الإِبَانةِ الكُبْرَى " فِي ثَلاَثِ مُجَلَّدَاتٍ .ا.ه. أما ابن بُطة الرافضي فقد ترجم له القمي في " الكنى والألقاب " (1/227) فقال : عند العامة – يقصد أهل السنة – أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن حمدان بن بطة العكبري الحنبلي صاحب " الإبانة " الذي مدحه جمع من علمائهم ، وقدحه خطيب بغداد ، توفي سنة 387 ه . وعندنا – يعني الشيعة – أبو جعفر محمد بن جعفر بن بُطة القمي المؤدب الذي ذكره " جش " وقال : كان كبير المنزلة ب " قم " ، كثير الأدب والفضل والعلم الخ . وعن ابن شهر أشوب : الحنبلي بالفتح والشيعي بالضم .ا.ه. 5 – ابنُ حَجر : رأينا في مناظرات المستقلة كيف دلس ولبس الرافضة في أسماء العلماء ، فتجدهم يقولون : " قال ابن حجر " ، ولكن مشايخ أهل السنة وخاصة الشيخ عثمان الخميس – حفظه الله – يرد عليهم بسؤال : " من ابن حجر ؟ " . فيقول : " صاحب الصواعق المحرقة " . فيرد الشيخ عثمان : " صاحب الصواعق المحرقة هو ابن حجر الهيتمي وليس ابن حجر العسقلاني ، وعند إطلاقك لاسم ابن حجر فإنه يتبادر إلى الأذهان ابن حجر العسقلاني ، وليس ابن حجر الهيتمي . فلا بد من إيضاح من تقصد بكلامك . وبعد هذا ؛ نجد أن مكائد الرافضة كثيرة جداً في حق أهل السنة ، والكذب دين يدينون به ، وهذه أحدها ، وقد عد صاحب " التحفة الاثنى عشرية " جملة من مكائدهم ضد أهل السنة ، واختصرها الألوسي في " مختصر التحفة الاثنى عشرية " ، فذكر عشرين مكيدة من مكائدهم ، ورُد على كل مكيدة بما يناسبها . اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه . كتبه عَبْد اللَّه بن محمد زُقَيْل 25 رجب 1424 ه


 أقتلوا نعثلا فقد كفر

 يدعي التيجاني الرافضي أنّ في مقدمة قتلة عثمان أم المؤمنين عائشة قائلا : ( وفي مقدمتهم أم المؤمنين عائشة التي كانت تنادي بقتله واباحة دمه على رؤوس الأشهاد فكانت تقول ( اقتلوا نعثلاً فقد كفر ) ثم يعزو هذا القول بالهامش: إلى الطبري وابن الأثير والعقد الفريد ولسان العرب وتاج العروس،

فأقول:

 أ - هذه الرواية التي تزعم أن عائشة قالت ذلك مدارُها على نصر بن مزاحم قال فيه العقيلي (( كان يذهب إلى التشيع وفي حديثه اضطراب وخطأ كثير )) ، وقال الذهبي (( رافضي جلد، تركوه وقال أبو خيثمة: كان كذاباً، وقال أبو حاتم: واهي الحديث، متروك، وقال الدارقطني: ضعيف )) ، ((وقال الجوزجاني: كان نصر زائفاً عن الحق مائلاً، وقال صالح بن محمد: نصر بن مزاحم روى عن الضعفاء أحاديث مناكير، وقال الحافظ أبي الفتح محمد بن الحسين: نصر بن مزاحم غال في مذهبه )) ، وعلى ذلك فهذه الرواية لا يعول عليها ولا يلتفت إليها إضافة إلى مخالفتها للروايات الصحيحة الناقضة لها.

ب - الروايات الصحيحة الثابتة تظهر أن عائشة تألمت لمقتل عثمان ودعت على قاتليه، فعن مسروق تابعي ثقة قال (( قالت عائشة: تركتموه كالثوب النقي من الدنس، ثم قربتموه تذبحونه كما يذبح الكبش، قال مسروق: فقلت هذا عملك كتبت إلى الناس تأمرينهم بالخروج عليه، فقالت عائشة: والذي آمن به المؤمنون وكفر به الكافرون ما كتبت إليهم بسواد في بياض حتى جلست مجلسي هذا. قال الأعمش: فكانوا يرون أنه كتب على لسانها ))، وأخرج أحمد في فضائله عن عائشة أنها كانت تقول أي في مقتل عثمان (( ليتني كنت نسياً منسياً فأما الذي كان من شأن عثمان فوالله ما أحببت أن ينتهك من عثمان أمر قط إلا انتهك مني مثله حتى لو أحببت قتله قتلت .. ))، وروى ابن شبة عن طلق بن حُشَّان قال (( قلت لعائشة: فيم قتل أمير المؤمنين عثمان؟ قالت: قتل مظلوماً، لعن الله قتلته ))، وأخرج أحمد في الفضائل عن سالم بن أبي الجعد قال (( كنا مع ابن حنيفة في الشِّعب فسمع رجلاً ينتقص وعنده ابن عباس، فقال: يا بن عباس! هل سمعت أمير المؤمنين عشية سمع الضجة من قبل المربد فبعث فلان بن فلان فقال: اذهب فانظر ما هذا الصوت؟ فجاء فقال: هذه عائشة تلعن قتلة عثمان والناس يؤمِّنون فقال عليّ: وأنا ألعن قتلة عثمان في السهل والجبل، اللهم العن قتلة عثمان، اللهم العن قتلة عثمان في السهل والجبل، ثم أقبل ابن الحنيفة عليه وعلينا فقال: أما فيَّ وفي ابن عباس شاهدا عدل؟ قلنا؟ بلى! قال: قد كان هذا )).

ت - المعلوم عند جميع المؤرخين أن عائشة خرجت تطالب بدم عثمان فكيف يوفق بين موقفها هذا

 وقولها ( إقتلوا نعثلا فقد كفر )؟! إلا أن هذا القول كذب صريح عليها.

 ثم يقول : (( وبالمناسبة أذكر هنا قصّة طريفة ذكرها بعض المؤرخين ولها علاقة بموضوع الإرث. قال ابن أبي الحديد المعتزلي في شرحه لنهج البلاغة: جاءت عائشة وحفصة ودخلتا على عثمان أيام خلافته وطلبتا منه أن يقسم لهما ارثهما من رسول الله (ص). وكان عثمان متكئاً فاستوى جالساً وقال لعائشة: أنت وهذه الجالسة جئتما بأعرابي يتطهّر ببوله وشهدتما أن رسول الله (ص) قال: نحن معشر الأنبياء لا نورث فإذا كان الرسول حقيقة لا يورّث فماذا تطلبان بعد هذا، وإذا كان الرسول يورّث لماذا منعتم فاطمة حقها؟ فخرجت من عنده غاضبة وقالت: أقتلوا نعثلاً فقد كفر ))

 أقول:   - 1 فتحت شرح النهج في الجزء السادس عشر ص (220 223 ) كما أشار بالهامش فلم أجد لهذه الرواية المكذوبة أثراً! ولكن وجدت هذه الرواية (( عن مالك عن الزهري عن عروة عن عائشة: أن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وآله أردن لما توفّي أن يبعثن عثمان بن عفان إلى أبي بكر يسأله ميراثهنَّ أو قال ثمنهنَّ، قالت: فقلْتُ لهنّ أليس قد قال النبي صلى الله عليه وسلم لا نورث ما تركنا صدقة )) وهذه الرواية أخرج مثلها البخاري ومسلم في الصحيح، وهي كما ترى تناقض القصة التي ذكرها التيجاني في كتابه.

 - 2 مجرّد عزو التيجاني على شرح النهج لابن أبي الحديد ليس فيه أي حجة لأنه ليس من أهل المعرفة بالحديث فيضع في كتابه من الأحاديث غثّها وثمينها، ومع ذلك فإني لم أستطع العثور على هذه القصة في الموضع المشار إليه، وأخشى أن تكون من عنديّات التيجاني، وعلى العموم فالأحاديث الصحيحة وسيرة كل من عائشة وعثمان رضي الله عنهما تكذّب هذا الخبر وترّده والحمد لله.


 أكلت داجن ورقة من مصحف

رواه الطبراني في المعجم الأوسط (8/12) وابن ماجة في سننه (1/625) وصححها الألباني في صحيح سنن ابن ماجة رقم 1580. ولكن هذا لا حجة فيه فإن مصاحف المسلمين كثيرة. والداجن إذا أكلت ورقة لا تستطيع إذهاب آيات القرآن من صدور مئات آلاف المسلمين وليست عائشة وحدها عندها أوراق من القرآن ولم تكن من كتبة الوحي المتخصصين في كتابة كل آية تتنزل على النبي . صلى الله عليه وسلم إن هذا محاولة يائسة لإيجاد مساومة مع السنة على قول قول الرافضة بأن القرآن محرف. ولئن كان هذا عندهم تحريفا لزمهم التحريف من رواية شبيهة برواية عائشة وهي: « عن جابر عن أبي جعفر قال: سمعته يقول: وقع مصحف في البحر فوجدوه وقد ذهب ما فيه إلا هذه الآية: ألا إلى الله تصير الأمور» (الكافي 2/462 كتاب فضل القرآن بدون باب).


 أنا مدينة الحكمة وعلي بابها ، أنا مدينة العلم وعلي بابها

 أنا مدينة الحكمة وعلي بابها

 قال ابن عدي في الكامل في الضعفاء (5/177) : هذا الحديث معضل عن الأعمش..

وقد سرقه أبو الصلت من أبي معاوية - وانظر لسان الميزان4/144

 وقد قال أهل العلم : كم من خلق افتضحوا بهذا الحديث» :تهذيب الكمال21/277

سؤالات البرذعي 1/519

 *********** أنا مدينة العلم وعلي بابها

موقف العلماء من الحديث

ذكره الحافظ عن جابر مرفوعا. ثم قال « الحديث منكر» - لسان الميزان 1/197 قال القرطبي : هذا حديث باطل: النبي مدينة العلم والصحابة أبوابها.

ولعله من كلام منقول من ابي بكر ابن العربي

 وعلى كل حال فهو ينقله مستحسنا إياه« - م 5 ج 9 ص 220 وقال الهيثمي (9/114) : وفيه عبد السلام بن صالح وهو ضعيف«. وذكر الذهبي ما يليق بابي الصلت من الذم

وذكر عنه هذا الحديث (سير ألأعلام 11/447).

ونقل عن مطين أن هذا الحديث موضوع (ميزان الاعتدال 2/145).

 وفي (5/220) من الميزان ذكر كذب أبي الصلت عن أبي معاوية،

 سرقه منه أحمد بن سلمة.

وفي (7/165) من الميزان يصف الذهبي الخبر بأنه باطل. وقال ابن الجوزي في (الضعفاء والمتروكون 2/205)

فيه عمر بن اسماعيل بن مجالد: متروك ليس بثقة. وقال ابن عدي في (الكامل في الضعفاء 1/192) » هذا حديث منكر موضوع«.  وذكره في (تاريخ بغداد 2/377 و4/348) ولم يحك فيه شيئا.  وفي (7/172) قال » قال أبو جعفر لم يرو هذا الحديث

عن أبي معاوية من الثقات أحد رواه أبو الصلت فكذبوه«.

 فمن أين يصحح الخطيب البغدادي هذا الحديث؟  وفي (11/48) نقل عن اسحاق بن ابراهيم أن أبا الصلت » روى أحاديث مناكير

 قيل له روى حديث مجاهد عن علي أنا مدينة العلم وعلي بابها

قال ما سمعنا بهذا قيل له هذا الذي تنكر عليه هذا أما هذا فما سمعنا به«. · بل إن الخطيب ذكر عدم معرفة يحيى بن معين بحال أبي الصلت هذا

 فقال عن الحديث صحيح. ثم تبين له حاله. فتعقب الخطيب قوله:

 بمعنى أنه ليس بباطل. اذ قد رواه عدد عن أبي معاوية غيره.  غير أن الخطيب انتهى إلى القول: وقد ضعف جماعة من الأئمة أبا الصلت

 وتكلموا فيه بغير هذا الحديث (11/50)

 ثم ذكر أقوالا كثيرة فيه تدل على أنه كذاب وضال وزائغ.

 ولذلك نقل عن يحيى بن معين هذه الرواية وطعن فيها قائلا

بأنها كذب ليس له أصل« (11/58). فأنى للخطيب التصيح لهذه الرواية؟ وفي العلل ومعرفة الرجال (3/9) » قال يحيى عن رواية

 ابن عمر بن اسماعيل بن مجالد: هذا كاذب رجل سوء«. وفي كشف الخفاء للعجلوني (1/236) عن رواياته كلها بأنها واهية. فيه أبو الصلت (عبد السلام بن صالح): ضعيف جدا.

وثقه الحاكم وتعقبه الذهبي مبينا بأنه ليس بثقة ولا مأمون. (المستدرك 3/126).

 وروي من ثلاث طرق عن الاعمش وكلها موضوعة فيها عثمان الأموي

 وهو متهم بأنه كذاب يضع الحديث ويسرقه.

 وهناك طريق أخرى عن الأعمش ضعيفة جدا لشدة ضعف شيخ ابن عدي

 أحمد بن حفص وجهالة سعيد بن عقبة.

 وهناك حوالي أحدى عشر طريقا عن أبي معاوية كلها بين شديد الضعف

 وبين موضوع. حكم ابن الجوزي بوضعه - الموضوعات 1/351 موقف الحافظ ابن حجر في اللسان وقال في لسان الميزان - 6/301 142 يحيى بن بشار الكندي » أتى بخبر باطل«

 والخبر الباطل عند الحافظ ابن حجر هو رواية أنا مدينة العلم وعلي بابها.

 وفي ترجمة سعيد بن عقبة قال الحافظ عن روايته

 » أنا مدينة العلم« لعله اختلقه«. - لسان 3/47-48 513 جعفر بن محمد الفقيه أنكر على (مطين) الذي رواه

 وحكم عليه بالوضع قائلا » وهذا الحديث له طرق كثيرة في مستدرك الحاكم

 أقل أحوالها أن يكون للحديث أصل فلا ينبغي أن يطلق القول عليه بالوضع« (2/155). وإذا كان للحديث أصل فلا يكون صحيحا. فالضعيف له أصل. والموضوع مختلق مكذوب. 1342 اسماعيل بن محمد أبي هرون الجبريني الفلسطيني.

 قال ابن حبان » كان يسرق الحديث« وقد أورد حديثا مكذوبا وفيه

» أبو بكر وزيرك وخليفتك من بعدك« قال ابن الجوزي »

 إنما نقل قوله كذاب عن ابن طاهر«.

 فتأمل إنصاف أهل السنة. لو كانوا لا يبالون بصحة السند

 ومتحيزين لصححوا هذا السند - 1/482 1316 اسماعيل بن علي المثنى. وهو الموصوف بأنه الكذاب - 1/471 513 احمد بن عبد الله بن يزيد الهيثمي الموصوف بالكذاب الوضاع -1/211 574 أحمد بن سلمة كوفي حدث بجرجان عن أبي معاوية الضرير

 قال بن حبان كان يسرق الحديث. (1/190). موقف الحافظ منه في تهذيب التهذيب. )تهذيب 6/319) ترجمة عبد السلام بن صالح بن ايوب.

 نقل عن المروزي أن له أحاديث مناكير وذكر منها هذا الحديث.

قال الحافظ » هذا الذي ينكر عليه« - 6/320 (تهذيب 7/337) ترجمة علي بن ابي طالب روى الحافظ الحديث

 بصيغة التمريض قائلا (روي) (تهذيب 7/427) ترجمة عمر بن اسماعيل بن مجالد.

قال » قال أبو زرعة حديث أبي معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن بن عباس أنا مدينة العلم وعلي بابها كم من خلق قد افتضحوا فيه« .


 هند ودم حمزة

هند بنت عتبة بطلة في الجاهلية والإسلام وبريئة من دم حمزة رضى الله عنه

بسم الله الرحمن الرحيم - إنها هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس العبشمية القرشية . - إحدى نساء العرب اللاتي كان لهم شهر عالية قبل الإسلام وبعده ، وهي أم الخليفة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما. - كانت هند ذات صفات ترفع قدرها بين النساء من العرب ، ففيها فصاحة ، وجرأة ، وثقة ، وحزم ، ورأي. تقول الشعر وترسل الحكمة ، وكانت امرأة لها نفس وأنفة. زوجها أبوها من الفاكهة بن المغيرة المخزومي ، فولدت له أباناً ، ثم تركته. - وقالت لأبيها ذات يوم: إني امرأة قد ملكت أمري فلا تزوجني رجلاً حتى تعرضه علي. فقال لها: ذلك لك. ثم قال لها يوماً: إنه قد خطبك رجلان من قومك ، ولست مسمياً لك واحداً منهما حتى أصفه لك ، أما الأول : ففي الشرف والصميم ، والحسب الكريم ، تخالين به هوجاً من غفلته ، وذلك إسجاح من شيمته ، حسن الصحابة ، حسن الإجابة ، إن تابعته تابعك ، وإن ملت كان معك ، تقضين عليه في ماله ، وتكتفين برأيك في ضعفه ، وأما الآخر ففي الحسب الحسيب ، والرأي الأريب ، بدر أرومته ، وعز عشيرته ، يؤدب أهله ولا يؤدبونه ، إن اتبعوه أسهل بهم ، وإن جانبوه توعر بهم ، شديد الغيرة ، سريع الطيرة ، وشديد حجاب القبة ، إن جاع فغير منزور ، وإن نوزع فغير مقهور ، قد بينت لك حالهما. قالت: أما الأول فسيد مضياع لكريمته، مؤات لها فيما عسى إن لم تعصم أن تلين بعد إبائها ، وتضيع تحت جفائها ، إن جاءت له بولد أحمقت ، وإن أنجبت فعن خطأ ما أنجبت. اطو ذكر هذا عني فلا تسمه لي ، وأما الآخر فبعل الحرة الكريمة : إني لأخلاق هذا لوامقة ، وإني له لموافقة ، وإني آخذة بأدب البعل مع لزومي قبتي ، وقلة تلفتي ، وإن السليل بيني وبينه لحري أن يكون المدافع عن حريم عشيرته ، والذائد عن كتيبتها ، المحامي عن حقيقتها ، الزائن لأرومتها ، غير مواكل ولا زميّل عند ضعضعة الحوادث ، فمن هو ؟ قال : ذاك أبو سفيان بن حرب ، قالت : فزوجه ولا تلقني إليه إلقاء المتسلس السلس ، ولا تمسه سوم المواطس الضرس ، استخر الله في السماء يخر لك بعلمه في القضاء.

- وتزوجت هند من أبي سفيان بن حرب ، وكانت تحرص دوماً على محامد الفعال ، كما كانت ذات طموح واسع ، ففي ذات يوم رآها بعض الناس ومعها ابنها معاوية ، فتوسموا فيه النبوغ ، فقالوا لها عنه : إن عاش ساد قومه. فلم يعجبها هذا المديح فقالت في إباء وتطلع واسع : ثكلته إن لم يسد إلا قومه. - ولما كانت موقعة بدر الكبرى قتل في هذه العركة والد هند وعمها شيبة ، وأخوها الوليد بن عتبة ، فراحت ترثيهم مر الرثاء ، وفي عكاظ التقت مع الخنساء ، فسألتها من تبكين يا هند فأجابت : أبكي عميد الأبطحين كليهما ******* وحاميهما من كل باغ يريدها أبي عتبة الخيرات ويحك فاعلمي ******* وشيبة والحامي الذمار وليدها أولئك آل المجد من آل طالب ******* وفي العز منها حين ينمى عديدها - وفي يوم أحد كان لهند بنت عتبة دورها العسكري البارز، فقد خرجت مع المشركين من قريش ، وكان يقودهم زوجها أبو سفيان ، وراحت هند تحرض القرشيين على القتال ، وتزعمت فئة من النساء ، فرحن يضر بن الدفوف ، وهي ترتجز : نحن بنات طارق ******* نمشي على النمارق إن تقبلوا نعانق *******وإن تدبروا نفارق وتردد قولها: أيها بني عبد الدار ******* ويها حماة الأدبار ضرباً بكل بتار

- وفي هذه المعركة كانت هند بنت عتبة قد حرضت وحشي بن حرب على قتل حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه ، حيث وعدته بالحرية وكان عبداً لها إن هو قتل حمزة ، فكانت تؤجج في صدره نيران العدوان ، وتقول له : إيه أبا دسمة ، اشف واشتف. ولما قتل وحشي حمزة رضي الله عنه جاءت هند إلى حمزة وقد فارق الحياة ، فشقت بطنه ونزعت كبده ، ومضغتها ثم لفظتها وعلت صخرة مشرفة فصرخت بأعلى صوتها : نحن جزيناكم بيوم بدر ******* والحرب بعد الحرب ذات سعر ما كان عن عتبة لي من صبر ******* ولا أخي وعمه وبكري شفيت نفسي وقضيت نذري ******* شفيت وحشي غليل صدري فشكر وحشي على عمري ******* حتى ترم أعظمي في قبري

- وبقيت هند على الشرك حتى شرح الله تعالى صدرها للإسلام يوم فتح مكة ، حيث شاءت إرادة الله تعالى أن تنقلب بطلة الجاهلية إلى بطلة في ظل الإسلام ، ففي عشية ليلة الفتح ، فتح مكة ، عاد أبو سفيان بن حرب من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم مسلماً وهو يصيح : يا معشر قريش ألا إني قد أسلمت فأسلموا ، إن محمداً صلى الله عليه وسلم قد أتاكم بما لا قبل لكم به ، فمن دخل دار أبي سفيان فهو آمن. فقامت إليه هند فأخذت بشاربه وهي تردد: بئس طليعة القوم أنت يا أهل مكة اقتلوا الحميت الدسم الأحمس ، قبح من طليعة قوم ، فقال أبو سفيان : ويلكم لا تغرنكم هذه من أنفسكم ، فإنه قد جاءكم ما لا قبل لكم به ، فمن دخل دار أبي سفيان فهو آمن. فقالوا: قاتلك الله ، وما تغني عنا دارك. قال: ومن أغلق عليه بابه فهو آمن، ومن دخل المسجد فهو آمن. فتفرق الناس إلى دورهم وإلى المسجد.

- وفي اليوم الثاني لفتح مكة قالت هند لزوجها أبي سفيان: إنما أريد أن أتابع محمداً فخذني إليه. فقالت لها: قد رأيتك تكرهين هذا الحديث بالأمس. فقالت: إني والله لم أر أن الله قد عبد حق عبادته في هذا المسجد إلا في هذه الليلة ، والله إن باتوا إلا مصلين قياماً وركوعاً وسجوداً. فقال لها: فإنك قد فعلت ما فعلت ، فاذهبي برجل من قومك معك ، فذهبت إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه فذهب بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلمت وبايعت. - وتمضي الأيام ، وتزداد هند المسلمة ثقافة إيمانية ، حيث اشتركت في الجهاد مع زوجها أبي سفيان في غزوة اليرموك الشهيرة ، وأبلت فيها بلاء حسناً ، وكانت تحرض المسلمين على قتال الروم فتقول : عاجلوهم بسيوفكم يا معشر المسلمين. - وظلت هند بقية حياتها مسلمة مؤمنة مجاهدة حتى توفيت سنة أربع عشرة للهجرة. فرضي الله عنها وأرضاها ، وغفر لها ورحمها ، إنه على كل شيء قدير.

صور من سير الصحابيات ، لعبد الحميد السحيباني

اما الدليل على كونها بريئة من دم حمزة رضى الله عنه فهذا هو:

 1 - أخرج البخاري في صحيحه ( برقم 4072) و أحمد في مسنده (3/501) والبيهقي في الدلائل (3/241) و الطبري في تاريخه مختصراً (2/516-517 ) و ابن إسحاق بسند البخاري و حديثه ، أنظر ابن هشام (3/102-105) ، من حديث وحشي نفسه الذي رواه عنه جعفر بن عمرو بن أمية الضمري قال : خرجت مع عبيد الله بن عدي بن الخيار إلى الشام ، فلما قدمنا حمص قال لي عبيد الله : هل لك في وحشي نسأله عن قتل حمزة ؟ قلت : نعم ، و كان وحشي يسكن حمص ، قال : فسألنا عنه فقيل لنا : هو ذاك في ظل قصره كأنه حَميت – أي : زق كبير مملوء - ، قال فجئنا حتى وقفنا عليه بيسير فسلمنا ، فرد السلام ، قال : و عبيد الله متعجر بعمامته ما يرى وحشي إلا عينيه و رجليه ، فقال عبيد الله : يا وحشي أتعرفني ؟ قال : فنظر إليه ثم قال : لا والله ، إني أعلم أن عدي بن الخيار تزوج امرأة يقال لها أم قتال بنت أبي العيص ، فولدت له غلاماً بمكة فكنت أسترضع له – أي أطلب من يرضعه - ، فحملت ذلك الغلام مع أمه فناولتها إياه فلكأني أنظر إلى قدميك – زاد ابن إسحاق : و الله ما رأيتك منذ ناولتك أمك السعدية التي أرضعتك بذي طوى ، فإني ناولتكها وهي على بعيرها فأخذتك فلمعت لي قدمك حين رفعتك ، فما هي إلا أن وقفت عليّ فعرفتها ، قال الحافظ : و هذا يوضح قوله في رواية الباب (فكأني أنظر إلى قدميك) يعني أنه شبه قدميه بقدم الغلام الذي حمله فكأنه هو ، و بين الرؤيتين قريب من خمسين سنة ، فدل ذلك على ذكاء مفرط ومعرفة تامة بالقافة . الفتح (7/426) – قال : فكشف عبيد الله عن وجهه ثم قال : ألا تخبرنا بقتل حمزة ؟ قال : نعم ، إن حمزة قتل طعيمة بن عدي بن الخيار ، فقال لي مولاي جبير بن مطعم : إن قتلت حمزة بعمي فأنت حر ، قال : فلما أن خرج الناس عام عينين – وعينين جبل بحيال أحد بينه و بينه واد – خرجت مع الناس إلى القتال ، فلما اصطفوا للقتال خرج سباع فقال : هل من مبارز ؟ قال : فخرج إليه حمزة بن عبد المطلب ، فقال : يا سباع يا ابن أم أنمار مقطعة البظور ، أتحاد الله و رسوله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : ثم شد عليه ، فكان كأمس الذاهب – أي صيره عدماً و هي كناية عن قتله – قال : و كمنت لحمزة تحت صخرة ، فلما دنا مني رميته بحربتي فأضعها في ثنته – عانته ، و قيل ما بين السرة والعانة – حتى خرجت من بين وركيه ، قال : فكان ذاك العهد به ، فلما رجع الناس رجعت معهم ، فأقمت بمكة حتى فشا فيها الإسلام ، ثم خرجت إلى الطائف ، فأرسلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم رسلاً ، فقيل لي : إنه لا يهيّج الرسل ، قال : فخرجت معهم حتى قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما رآني قال : أنت وحشي ، قلت : نعم ، قال أنت قتلت حمزة ؟ قلت : قد كان من الأمر ما بلغك ، قال : فهل تستطيع أن تغيب وجهك عني ؟ - وفي رواية عند الهيثمي في المجمع ( 6/121) و الطبراني في الكبير ( 22/139) بإسناد حسن من حديث وحشي ، قال : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال لي : وحشي ؟ قلت : نعم ، قال : قتلت حمزة ؟ قلت : نعم ، و الحمد لله الذي أكرمه بيدي ولم يهني بيده ، فقالت له قريش – أي للنبي صلى الله عليه وسلم - : أتحبه و هو قاتل حمزة ؟ فقلت : يا رسول الله فاستغفر لي ، فتفل رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأرض ثلاثة ، ودفع في صدري ثلاثة و قال : وحشي أخرج فقاتل في سبيل الله كما قاتلت لتصد عن سبيل الله - . قال : فخرجت ، فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج مسيلمة الكذاب ، قلت : لأخرجن إلى مسيلمة لعلي أقتله فأكافئ به حمزة ، قال : فخرجت مع الناس ، فكان من أمره ما كان ، قال : فإذا رجل قائم في ثلمة جدار كأنه جمل أورق ثائر الرأس – أي لونه مثل الرماد من غبار الحرب - ، قال فرميته بحربتي ، فأضعها بين ثدييه حتى خرجت من بين كتفيه ، قال : ووثب رجل من الأنصار فضربه بالسيف على هامته ، قال : قال عبدالله بن الفضل : فأخبرني سليمان بن يسار أنه سمع عبد الله بن عمر قول : فقالت جارية على ظهر بيت : وا أمير المؤمنين قتله العبد الأسود . وهذا طرفا من الاحاديث الضعيفة التى احتج بها

 من نسب هذا الفعل اليها لا يصح منها شيئ: 1 - روى موسى بن عقبة ، أن وحشياً بقر عن كبد حمزة وحملها إلى هند بنت عتبة فلاكتها فلم تستطع أن تستسيغها . ذكره ابن كثير في البداية والنهاية (4/43) دون إسناد ، فهو ضعيف . 2 - وروى ابن إسحاق أن هنداً هي التي بقرت عن كبد حمزة ، و زاد أن هنداً اتخذت من آذان الرجال و أنفهم خدماً ( أي خلاخل ) و قلائد ، و أعطت خدمها و قلائدها و قرطتها وحشياً . ابن هشام (3/133) بإسناد منقطع موقوف على شيخه ابن كيسان ، فهي ضعيفة . 3 - و روى الواقدي أن وحشياً عندما قتل حمزة حمل كبده إلى مكة ليراها سيده جبير بن مطعم . المغازي (1/332) ، والواقدي متروك ، فروايته ضعيفة جداً . 4 - و ذكر الشامي أن الواقدي والمقريزي – في الإمتاع – رويا أن وحشياً شق بطن حمزة وأخرج كبده و جاء بها إلى هند فمضغتها ثم لفظتها ، ثم جاءت معه إلى حيث جثة حمزة ، فقطعت من كبده و جدعت أنفه و قطعت أذنيه ، ثم جعلت مَسَكَتين ومعضدين و خدمتين حتى قدمت بذلك مكة . سبل الهدى والرشاد (4/321) . و لعل رواية الواقدي و المقريزي التي أشار إليها الشامي تفيد الجمع بين روايتي ابن عقبة وابن إسحاق ، وتوافقهما في المضمون . و هي ضعيفة . وتبقى هنداً رضى الله عنها بريئة من هذا الفعل المشين ، و ذلك لضعف جميع طرق الروايات التى إتهمتها ببقر كبد حمزة والتمثيل بجثته

فرضى الله عن هند بنت عتبة واسكنها فسيح جناته


  زعم الرافضة أن الرسول ﷺ أفضل من الأئمة عندهم

 وللتأكد من أقوالهم سنرى هذه المقارنة من كتبهم بين فضائل الرسول صلى الله عليه وسلم وبين فضائل وكرامات الأئمة زعم الرافضة بأقوالهم أن الأئمة الأثني عشر أفضل من جميع الأنبياء إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم برغم من وجود آية في القرآن بقوله تعالى : آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ البقرة -285 على العموم لنصدق جدلا قولهم بذلك ، فهل بالفعل الرافضة يفضلون الرسول صلى الله عليه وسلم على الأئمة لنرى أحبتي في الله الفرق والمقارنة بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين الأئمة الأثني عشر وعلى رأسهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه عند الرافضة من كتبهم وأقوال علمائهم (1) النبي صلى الله عليه وسلم لم يعطى زوجة صالحة ، بينما علي أعطي فاطمة – الأنوار النعمانية (2) النبي صلى الله عليه وسلم لم يعط شجاعة كما أعطي علي – الأنوار النعمانية (3) لم يذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم أحيا الموتى ، أما الأئمة فإنهم أحيوا الموتى – كتاب الفضائل لشاذان بن جبرائيل باب إحياءه عليه السلام للميت 1/470 (4) لم يذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم تكلم في المهد ، بينما علي تكلم مباشرة بالشهادتين والوصية – بحار الأنوار – 35 / 14 (5) النبي صلى الله عليه وسلم ليس مترتب على طاعته دخول الجنة أو الخروج منها ، بينما علي يدخل الجنة من أطاعه وإن عصى الله ويدخل النار من عصاه وإن أطاع الله – مقدمة تفسير البرهان صفحة 23 (6) باب خيبر الذي يتعاون أربعون رجلا على شدّه يحمله علي في يد واحدة ويضرب الأرض بسيفه إلى أن يصل إلى الأرض السابعة – الأنوار النعمانية بينما النبي صلى الله عليه وسلم يجرح وتكسر رباعيته وكاد يقتل لولا أن الله حماه في غزوة أحد (7) لم يذكر أن ذكر النبي صلى الله عليه وسلم عبادة ، بينما علي ذكره عبادة - مناقب آل ابن أبي طالب – لأبن شهر آشوب 3 / 6 (8) لا يجوز الصراط يوم القيامة إلا من معه براءة من علي من النار ( أي بولاية علي ) بشارة المصطفى لشيعة المرتضى لمحمد بن علي الطبري ( الرافضي ) 5 / 145 (9) الملائكة يجعلون علي حكم بينهم ، بينما لا يجعلون النبي صلى الله عليه وسلم حكما بينهم _ الاختصاص للمفيد باب سجود الشمس لله 213 وقد علق عليه علي أكبر الغفاري طباعة مؤسسة الأعلمي بيروت (10) يخلق الله من نور وجه علي سبعين ألف ملك يستغفرون له ولمحبيه إلى يوم القيامة ، والنبي صلى الله عليه وسلم لم يذكر له ذلك – بحار الأنوار 23 / 320 (11) لم يذكر أن الملائكة كانوا خداما للنبي صلى الله عليه وسلم ، بينما هم خدام لعلي والأئمة – بحار الأنوار 26 / 335 (12) علي يطير في السحاب ، بينما النبي صلى الله عليه وسلم لم يذكر عنه ذلك مدينة المعاجز لهاشم البحراني 1 / 542 وأيضا المجلسي في بحاره 39/ 138 (13) الرعد والبرق من تدبير علي ومشيئته ، أما النبي صلى الله عليه وسلم فليس ذلك له – الاختصاص للمفيد 327 والبحار 27 / 33 (14) كل الأئمة تحمل بهم أمهاتهم من الجنب ويولدون من الفخذ ، بينما النبي صلى الله عليه وسلم تحمل به أمه في بطنها ويخرج من الفرج - البحار 51 /2 ، و أعلام الورى 394 ودلائل الإمامة 264 (15) لولا علي لما خلق الله الخلق حيث أن الله قال للقلم لما أمره أن يكتب ويا قلم فلولاه ما خلقت الخلق ما خلقته إلا لأجله – الوافي للفيض الكاشاني 2/ 224 (16) بول الأئمة وغائطهم ليس فيه استخباث ولا نتن ولا قذارة بل هما كالمسك الأذفر بل من شرب من بولهم ودمهم حرم الله عليه النار واستوجب دخول الجنة ، وليس للنبي صلى الله عليه وسلم هذه الكرامة – أنوار الولاية لآية الله الأخوند الكلبايكاني 440 (17) علي والأئمة عندهم خزائن الأرض ومفاتيحها ويخرجون سبائك الذهب من باطنها متى شاءوا ، بينما النبي صلى الله عليه وسلم ينام على الحصير حتى يطبع في جنبه ويموت ودرعه مرهون عند يهودي – الكافي 1 / 394،395 باب مولد جعفر بن محمد (18) علي حضر مع جميع الأنبياء في أزماتهم ونجاهم مما هم فيه ، بينما لم يكن معهم النبي صلى الله عليه وسلم - الأنوار النعمانية 1 / 31 (19) إذا أطال أحد من الناس صوته أمام علي فينظر له ويقول له أخسأ يتحول رأسه إلى رأس كلب ثم إذا تراجع هذا الإنسان وطلب العفو ليعيد له رأسه كما كان يقوم علي فيحرك شفتيه فيعود الرأس كما كان ، بينما النبي صلى الله عليه وسلم لم يذكر عنه ذلك – الثاقب في المناقب لعماد الدين محمد بن علي الطوسي 343 (20) علي يولد بداخل الكعبة ، بينما النبي صلى الله عليه وسلم لا يولد بداخلها – بشارة المصطفى لشيعة المرتضى لمحمد بن علي الطبري 1/8 كيفية ولادة علي في الكعبة (21) علي له خليفة من الجن المسلمين وهو جني وأسمه درجان بن مالك وهذا درجان يتصور بصورة ثعبان عظيم ، بينما النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن له خليفة على الجن – الفضائل لشاذان بن جبرائيل باب معافير أمير المؤمنين وفي رواية أخرى أسمه عمرو بن عثمان – مدينة المعاجز 1/ 52 لهاشم البحراني (22) جبريل يأتي بإبريق من ماء ويأمر النبي صلى الله عليه وسلم قائلا : إن الله يأمرك أن تصب الماء على يد علي ولا يسقط منه قطرة ، فيسأل علي النبي أين الماء الذي يسقط فيقول النبي إن الملائكة تتسابق على أخذ الماء الذي يقع من يدك فيغسلون به وجوههم ويتبركون به ، بينما النبي صلى الله عليه وسلم لم يذكر عنه ذلك- نفس المرجع السابق (23) علي لديه بساط ريح ، وذلك أن علي يحمل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهم أبو بكر وعمر وطلحة والزبير وأنس على بساط من ريح إلى أصحاب الكهف فيسلمون عليهم الصحابة فلا يجيبونهم ثم يسلم عليهم علي فيجيبوه وهذا في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم يقول لهم علي لِمَ لم تردوا السلام على أصحاب النبي ؟ فيقولون يا خليفة رسول الله ليس معنا أذن أن نرد إلا على نبي أو وصي نبي ، فقال علي لأصحابه أسمعتم يا أصحاب رسول الله ؟ قالوا نعم يا أمير المؤمنين عليك السلام ، فقال هيا نرجع لنلحق الصلاة مع الرسول في المدينة فلحقوها وقد فاتتهم ركعة – المصدر السابق 155 ( تنبيه إن لقب أمير المؤمنين لم يذكر إلا في عهد عمر بن الخطاب حيث كانوا يلقبونه يا خليفة خليفة رسول الله فقال لهم أفكلما جاء خليفة تسمونه يا خليفة خليفة خليفة رسول الله ، بل أنتم المؤمنون وأنا أميركم فلقب بأمير المؤمنين ( (24) الأئمة وعلى رأسهم علي هم لسان الله ووجه الله وعين الله وجنب الله ويد الله القادرة – الكافي 1/113 كتاب التوحيد ، بينما لم يذكر هذا للنبي صلى الله عليه وسلم (25) الدنيا والآخرة كلها للإمام يضعها حيث يشاء ويدفعها إلى من يشاء – الكافي 1/337 كتاب الحجة باب أن الأرض كلها للإمامة (26) الأئمة لا يجنبون ويولدون مختونين ونجواهم كريح المسك ( النجوة هو الفساء والضراط ) الكافي 1/319 كتاب الحجة وهذا أحبتي في الله غيض من فيض من تزكية الروافض للأئمة حتى أعطوهم صفات الله جل وعلا بل أعطوهم صفات أفضل من صفات الله بزعمهم حين يتهمون الله بالبداء وهو العلم بعد جهل والظهور بعد الخفاء أما الأئمة فيعلمون الغيب كله ما كان وما يكون إلى يوم القيامة فهل بعد ما ذكرنا من كتبهم ومصادرهم نصدق روايتهم بأن الرسول أفضل من الأئمة عندهم ؟؟؟؟؟؟؟


 عبد الله بن سبأ اليهودي

 الرد على إنكار الشيعة لمؤسس ملتهم عبد الله بن سبأ اليهودي

أولا لنذكر جانبا من هذا اليهودي ثم سنسرد لكم روايات الرافضة أنفسهم بإثبات وجوده

ابن سبأ حقيقة لا خيال 

المقدمة

 بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهد الله فهو المهتدي ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً. أما بعد:

فلقد اتفق المحدثون وأهل الجرح والتعديل والمؤرخون وأصحاب كتب الفرق والملل والنحل والطبقات والأدب، والكتب الخاصة في بعض فنون العلم على وجود شخصية خبيثة يهودية. تلك هي شخصية عبد الله بن سبأ الملقب بابن السوداء الذي قام بدور خطير. وبذر الشر المستطير بين المنافقين والشعوبيين ومن في نفسه أهواء وأغراض، أظهر الإسلام في عهد عثمان رضي الله عنه، وأظهر الصلاح والتقرب من علي رضي الله عنه ومحبته، وطاف بلاد المسلمين ليفتهم عن طاعة الأئمة، فبدأ بالحجاز ثم بالبصرة ثم الكوفة، ثم دخل دمشق فلم يقدر على ما يُريد عند أحد من أهل الشام. فأخرجوه فذهب إلى مصر واستقر بها، وأخذ يُراسل ويكاتب بعض المنافقين والحاقدين الناقمين على خليفة المسلمين، وجمع حوله الأعوان، ونظمهم وأخذ يبث بينهم معتقده الخبيث، وذر بهم على روح التمرد والإنكار حتى تجرؤوا على قتل ثالث الخلفاء وصهر المصطفى صلى الله عليه وسلم، جامع القرآن عثمان بن عفان، شهيد الدار رضي الله عنه وأرضاه. ولم يَرْعوْا حرمة حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبالوا بتلاوته للقرآن ولا الشهر الحرام.

ولم ينكر هذا من له حظْ من علم، ومسكة من عقل إلا في العصر الحاضر من هذا القرن، وهم نفرٌّ قليل ما بين مستشرق حاقد ومتابع لهم ومتقرب الزُلفى لمدارسهم وفكرهم من أبناء جلدتنا الذين يتكلمون بألسنتنا.

ومسلم جاهل أو منكر مكابر من بعض شيعة اليوم، وهؤلاء جميعاً جانبوا الحق الصريح وتمسكوا بأقوال متناقضة هي أوهى من بيت العنكبوت.

  لتحميل الكتاب انقر هنا...

الآن سنذكر من أثبت وجود هذا اليهودي من أقوال الرافضة

 1 - ورد في تاريخ الطبري (5/193) على لسان أبي مخنف – لوط بن يحيى – ( ت 157ه ) و هو يصف معقل بن قيس الرياحي والذي كلفه المغيرة بن شعبة والي معاوية على الكوفة بقتال المستورد بن علفة الخارجي و أصحابه ، فيصفه بأنه من السبئية المفترين الكذابين .

2 - الأصفهاني ( ت 283ه ) ذكره الدكتور أحمد الزغيبي في كتابه العنصرية اليهودية ( 2/528) .

3 - أورد الناشئ الأكبر ( ت 293ه ) في كتابه مسائل الإمامة ( ص 22-23 ) ما يلي : ( و فرقة زعموا أن علياً رضي الله عنه حي لم يمت ، و أنه لا يموت حتى يسوق العرب بعصاه ، و هؤلاء هم السبئية أصحاب عبد الله بن سبأ ، و كان عبد الله بن سبأ رجلاً من أهل صنعاء يهودياً .. و سكن المدائن .. ) .

4 – و نقل القمي ( ت 301ه ) في كتابه المقالات و الفرق ( ص 20 طهران 1963 م تحقيق الدكتور محمد جواد مشكور فيروي ) أن عبد الله بن سبأ أول من أظهر الطعن على أبي بكر و عمر و عثمان والصحابة ، و تبرأ منهم ، وادّعى أن علياً أمره بذلك . و ( أن السبئية قالوا للذي نعاه ( أي علي بن أبي طالب ) : كذبت ياعدو الله لو جئتنا والله بدماغه خربة فأقمت على قتله سبعين عدلاً ما صدقناك ولعلمنا أن لم يمت ولم يقتل وإن لا يموت حتى يسوق العرب بعصاه ويملك الأرض ثم مضوا …)

5 - و يتحدث النوبختي ( ت 310ه ) في كتابه فرق الشيعة ( ص 23 ) عن أخبار ابن سبأ فيذكر أنه لما بلغ ابن سبأ نعي علي بالمدائن ، قال للذي نعاه : كذبت لو جئتنا بدماغه في سبعين صرة و أقمت على قتله سبعين عدلاً لعلمنا أنه لم يمت و لم يقتل ، و لا يموت حتى يملك الأرض.

و يقول في ( ص 44 ) وحكى جماعة من أهل العلم من أصحاب علي عليه السلام أن عبدالله بن سبأ كان يهودياً فأسلم ووالى علياً عليه السلام وكان يقول وهو على يهوديته في يوشع بن نون وصي بعد موسى على نبينا وآله وعليهما السلام بالغلو فقال في إسلامه بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله في علي عليه السلام بمثل ذلك وهو أول من شهر القول بفرض إمامة علي عليه السلام وأظهر البراءة من أعدائه وكاشف مخالفيه. يقول النوبختي : فمن هنا قال من خالف الشيعة إن أصل الرفض مأخوذ من اليهود.

6 - و يقول أبو حاتم الرازي ( ت 322ه ) في كتابه الزينة في الكلمات الإسلامية ( ص 305 ) : ( أن عبد الله بن سبأ و من قال بقوله من السبئية كانوا يزعمون أن علياً هو الإله ، و أنه يحيي الموتى ، وادعوا غيبته بعد موته .

7 - و روى الكشي ( ت 340ه ) في الرجال ( ص 98-99) بسنده إلى أبي جعفر محمد الباقر قوله : أن عبد الله بن سبأ كان يدّعي النبوة ، و يزعم أن أمير المؤمنين – عليه السلام – هو الله ، تعالى عن ذلك علواً كبيراً . و هناك أقوال مشابه عن جعفر الصادق و علي بن الحسين تلعن فيها عبد الله بن سبأ في ( ص 70 ، 100 ) من نفس الكتاب .

و يروي الكشي في ( رجال الكشي ص 98 ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات كربلاء ) بسنده إلى أبي جعفر ( أن عبدالله بن سبأ كان يدعي النبوة وزعم أن أمير المؤمنين هو الله تعالى الله عن ذلك علواً كبيرا فبلغ ذلك أمير المؤمنين فدعاه وسأله فأقر بذلك وقال : نعم أنت هو وقد كان ألقي في روعي أنك أنت الله وأني نبي فقال له أمير المؤمنين : ويلك قد سخر منك الشيطان فارجع عن هذا ثكلتك أمك وتب فأبى فحبسه واستتابه ثلاثة أيام فلم يتب فأحرقه بالنار والصواب أنه نفاه بالمدائن …)

8 - و يذكر أبو جعفر الصدوق بن بابويه القمي ( ت 381ه ) في كتاب من لا يحضره الفقه ( 1/213) ، موقف ابن سبأ و هو يعترض على علي رضي الله عنه رفع اليدين إلى السماء أثناء الدعاء .

9 - و جاء عند الشيخ المفيد ( ت 413ه ) في كتاب شرح عقائد الصدور ( ص 257) ذكر الغلاة من المتظاهرين بالإسلام – يقصد السبئية – الذين نسبوا أمير المؤمنين علي والأئمة من ذريته إلى الألوهية والنبوة ، فحكم فيهم أمير المؤمنين بالقتل والتحريق بالنار .

10 - و قال أبو جعفر الطوسي ( ت 460ه ) في كتبه تهذيب الأحكام ( 2/322) أن ابن سبأ رجع إلى الكفر وأظهر الغلو .

11 - ابن شهر آشوب ( ت 588ه ) في مناقب آل أبي طالب (1/227-228 ) .

12 - و ذكر ابن أبي الحديد ( ت 655ه ) في شرح نهج البلاغة ( 2/99) ما نصه : ( فلما قتل أمير المؤمنين – عليه السلام – أظهر ابن سبأ مقالته ، و صارت له طائفة و فرقه يصدقونه و يتبعونه .

13 - و أشار الحسن بن علي الحلّي ( ت 726ه ) في كتابه الرجال (2/71) إلى ابن سبأ ضمن أصناف الضعفاء .

14 - و يرى ابن المرتضى ( ت 840ه ) – و هو من أئمة الشيعة الزيدية - ، أن أصل التشيع مرجعه إلى ابن سبأ ، لأنه أول من أحدث القول بالنص في الإمامة . تاج العروس لابن المرتضى ( ص 5 ، 6 ) .

15 - و يرى الأردبيلي ( ت 1100ه ) في كتاب جامع الرواة (1/485) أن ابن سبأ غال ملعون يزعم ألوهية علي و نبوته .

16 - المجلسي ( ت 1110ه ) في بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار (25/286-287 ) .

17 - يقول نعمة الله الجزائري ( ت 1112ه ) في كتابه الأنوار النعمانية ( 2/234) : ( قال عبد الله بن سبأ لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه أنت الإله حقاً فنفاه علي عليه السلام إلى المدائن و قيل إنه كان يهودياً فأسلم وكان في اليهودية يقول في يوشع بن نون و في موسى مثل ما قال في علي .

18 - طاهر العاملي ( ت 1138ه ) في مقدمة مرآة الأنوار و مشكاة الأسرار في تفسير القرآن (ص 62 ) .

19 - و عند المامقاني ( ت 1323ه ) في كتابه تنقيح المقال في أحوال الرجال (2/183) جاء ذكر ابن سبأ ضمن نقولات عدة ساقها المؤلف من مصادر شيعية متقدمة عليه .

20 - أما محمد حسين المظفري ( ت 1369ه ) و هو من الشيعة المعاصرين الذين لا ينكرون وجود ان سبأ وإن كان ينفي أن يكون للشيعة به أي اتصال . تاريخ الشيعة ( ص 10 ) .

21 - أما الخوانساري فقد جاء ذكر ابن سبأ عنده على لسان جعفر الصادق الذي لعن ابن سبأ لاتهامه بالكذب والتزوير . روضات الجنات (3/141) .

 هل بعد هذا تنكرون مؤسس ملتكم يا رافضة ؟


 إمامة الفاسق

أولا: لسنا نحن الذين نقبل إمامة الفاسق. إنما رسول الله صلى الله عليه وسلم. واقتدى به علي. وكتبكم تشهد بذلك فقال: » وإنه لا بد للناس من أمير بر أو فاجر يعمل في إمرته المؤمن . ويستمتع فيها الكافر. ويبلغ الله فيها الاجل. ويجمع به الفئ، ويقاتل به العدو. وتأمن به السبل. ويؤخذ به للضعيف من القوي حتى يستريح به بر ويستراح من فاجر (نهج البلاغة 92). ثانيا: وقد روت كتبكم أنه تولى ليس فقط الفاسق. بل تولى الجبت والطاغوت. وتنازل الحسن عنها لمن تصفونه بالفاسق الفاجر بل الكافر. فهلا اعترضتم على المعصومين قبل أن تعترضوا علينا؟ ثالثا: نعم إمامة الفاسق مباحة لكن عندما يختار النبي صلى الله عليه وسلم إماما فيختار الإمام الأمثل. واختياره الأمثل فضيلة وأيما فضيلة. رابعا: تقديم أبي بكر إماما ليصلي بالناس في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فضيلة احتج بها علي على أولوية أبي بكر في الإمامة. خامسا: وأبو بكر لم تثبت فضيلته لمجرد تقديمه للصلاة. وإنما لاقتران فضائل كثيرة غيرها مثل صحبته النبي صلى الله عليه وسلم في الغار. وكونه أحب الرجال إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم تأتي قرينة الصلاة.

علما أنه في كتاب الإحتجاج للطبرسي صفحة 308 يقول مهديكم : إنه لم يكن أحد من آبائي إلا وقد وقعت في عنقه بيعة لطاغية زمانه وإني أخرج حين أخرج ولا بيعة لأحد من الطواغيت في عنقي

الإدعاء بأن عائشة تبغض علي

  يقول التيجاني (( فلماذا كل هذه الكراهية وقد سجّل المؤرخون لها مواقف عدائية للإمام عليّ لا يمكن تفسيرها، فقد كانت راجعة من مكة عندما أعلموها في الطريق بأن عثماناً قتل ففرحت فرحاً شديداً ولكنَّها عندما علمت أن الناس قد بايعوا علياًّ غضبت وقالت: وددت أن السماء انطبقت على الأرض قبل أن يليها ابن أبي طالب وقالت ردّوني وبدأت تشعل نار الفتنة للثورة على علي الذي لا تريد ذكر اسمه كما سجّله المؤرخون عليها، أفلم تسمع أم المؤمنين قول الرسول (ص): ( بأن حبّ علي إيمان وبغضه نفاق ) حتى قال بعض الصحابة ( كنا لا نعرف المنافقين إلا ببغضهم لعلي )

 أولم تسمع أم المؤمنين قول النبي ( من كنت مولاه فعلي مولاه (... أنها لا شك سمعت كل ذلك ولكنها لا تحبه ولا تذكر اسمه بل إنها لما سمعت بموته سجدت شكراً لله ))(18)،

 فأقول:

 يقول التيجاني الرافضي بأن أم المؤمنين عائشة تكره أمير المؤمنين علي بن أبي طالب لأنه أشار على النبي صلى الله عليه وسلم بتطليقها؟!

 فأقول له إذا كانت عائشة تكره علياًّ فكيف نفسّر خروج الآلاف معها؟!

 فهل هناك سبب منطقي عند التيجاني يبين فيه سبب موافقة هؤلاء الناس لعائشة؟

 أم هؤلاء يكرهونه أيضاً؟ فإذا أجاب بنعم، فأسأله.. هل من سبب لهذا الكره؟

 فإن كان يملك جواباً فحيهلا، وإذا لم يملك لذلك جواباً فأُبشِّرُهُ أنه من أضل الناس!!

ثم يدعي التيجاني أن المؤرخين سجلوا على عائشة أنها لا تريد ذكر اسم علي،

 وأنا أسأله من هؤلاء المؤرخون؟

 فهل تستطيع أن تحددهم لنا حتى نعرف الصادق من الكاذب؟

 وما هي المراجع التي عوَّلت عليها؟

 ولكن الصحيح المعلوم أن عائشة ذكرت علي بملأ فمها،

 فعن شريح بن هانئ قال (( سألت عائشة عن المسح فقالت: إئت علياً فهو أعلم مني قال: فأتيت عليا فسألته عن المسح على الخفين قال: فقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا أن نمسح على الخفين يوماً وليلة، وللمسافر ثلاثاً ))(19)، كما أخرج مسلم بسنده إلى شريح بن هانئ قال ))أتيت عائشة أسألها عن المسح على الخفين فقالت: عليك بابن أبي طالب فسله ...ألخ (((20).

 ثم يذكر حديثان في فضل علي ويقول : أولم تسمع أم المؤمنين قول النبي : من كنت مولاه فعلي مولاه .. أنها لا شك سمعت كل ذلك ولكنها لا تحبه ولا تذكر اسمه بل أنها لما سمعت بموته سجدت لله شكراً!! ،

 فأقول:

أ لقد قلت بأن عائشة لا تبغض علياً ولكنها خالفته لا لشيء إنما للطلب بدم عثمان ولم تذهب لقتاله بل ذهبت من أجل الإصلاح بين الناس لذلك ذهبت تحت رغبة الناس في محاولة للإصلاح ويذكر ابن العماد في ) شذرات الذهب ) (( وحين وصل علي إلى البصرة، جاء إلى عائشة وقال لها: غفر الله لك، قالت: ولك، ما أردت إلا الإصلاح ))(21)، ويوضح ابن العربي ذلك بقوله (( وأما خروجها إلى حرب الجمل، فما خرجت لحرب ولكن تعلّق الناس بها وشكوا إليها ما صاروا إليه من عظيم الفتنة، وتهارج الناس ورجوا بركتها في الإصلاح، وطمعوا في الاستحياء منها إذا وقفت إلى الخلق، وظنّت هي ذلك فخرجت عاملة بقول الله تعالى { لا خير في كثير من نجواهم }...الآية، { وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما } ))(22)، ونقل ابن حبان (( أن عائشة كتبت إلى أبي موسى وهو والي الكوفة من قبل عليّ : إنه قد كان من أمر عثمان ما قد علمت، وقد خرجت مصلحة بين الناس، فمر من قبلكم بالقرار في منازلهم والرضا بالعافية حتى يأتيهم ما يحبّون من صلاح أمر المسلمين ))

 فهذا هو سبب خروج عائشة وليس بسبب بغضها لعلي فهذا من الكذب المكشوف الذي لا يستند إلى أي دليل صحيح.

أما قوله (( ... بل أنها لما سمعت بموته سجدت شكراًلله )) ثم يشير بالهامش إلى المراجع التي استقى منها ادعاؤه هذا وهي (( الطبري وابن الأثير والفتنة الكبرى وكل المؤرخين الذين أرخوا حوادث سنة أربعين للهجرة )) ،فرجعت إلى الطبري وابن الأثير في حوادث سنة أربعين فلم أر لهذه الدعوى أثراً فلله أبوه ما أكذبه!


 عائشة أذاعت سر رسول الله صلى الله عليه وسلم

 قالوا : إن عائشة أذاعت سر رسول الله – صلى الله عليه وسلم - ، قال تعالى { وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثاً فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَن بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ {3} }

الرد :

 - أولاً : قد ثبت في الصحيح أن المقصود في هذه الآية هما عائشة وحفصة أمهات المؤمنين رضي الله عنهن .

 - ففي صحيح البخاري :" عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشرب عسلا عند زينب بنت جحش، ويمكث عندها، فواطيت أنا وحفصة على: أيتنا دخل عليها فلتقل له: أكلت مغافير، إني أجد منك ريح مغافير، قال: (لا، ولكني كنت أشرب عسلا عند زينب بنت جحش، فلن أعود له، وقد حلفت، لا تخبري بذلك أحدا). "

- وفي رواية :" (بل شربت عسلا عند زينب بنت جحش، ولن أعود له) فنزلت: {يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك - إلى - إن تتوبا إلى الله} لعائشة وحفصة: إذ أسر النبي " .

- ثانياً :أهل السنة والجماعة لا يحاولون طمس الحقيقة بل هذه الحادثة مدوّن في أصح كتاب بعد كتاب الله في صحيح البخاري ، والحديث المُسَر هو تحريم رسول الله لجاريته مارية القبطية على نفسه ، أو امتناعه عن أكل العسل عند زوجته زينب بنت جحش رضي الله عنها .

- ثالثا: أما قولهم قوله تعالى { فقد صغت قلوبكما } يدل على كفر عائشة وحفصة – رضي الله عنهما - ، لأن قراءتهم " فقد زاغت قلوبكما " كما ذكرها النوري الطبرسي في فصل الخطاب ص 313 والبياضي في الصراط المستقيم 3/168 ، وقالوا الزيغ هو الكفر .

- وهذه الدعوى باطلة أيضاً لأن الزيغ الميل ، وهذا الميل متعلق بالغيره لا غير ، والزيغ والميل في هذه المسألة والغيرة بين الضرائر ليست زيغاً عن الإسلام إلى الكفر ، فالغيرة من جبلة النساء ولا مؤاخذة على الأمور الجبلية .

- وعائشة وحفصة رضي الله عنهما قد مال قلبيهما إلى محبة اجتناب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – جاريته ، وتحريمهما على نفسه أو مالت قلوبهما إلى تحريم الرسول – صلى الله عليه وسلم – لما كان مباحاً له كالعسل مثلاً .

- رابعاً :الغيرة بين أزواج النبي حاصلة في حياة النبي – صلى الله عليه وسلم – وكان يرى ذلك ويبتسم ويقرهن على هذا ، لأن هذا من طبائع النساء ،ولم يغضب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يغضب من غيرتهن ، كما في البخاري من حديث عن أنس قال: " كان النبي صلى الله عليه وسلم عند بعض نسائه، فأرسلت إحدى أمهات المؤمنين بصحفة فيها طعام، فضربت التي النبي صلى الله عليه وسلم في بيتها يد الخادم، فسقطت الصحفة فانفلقت، فجمع النبي صلى الله عليه وسلم فلق الصفحة ثم جعل يجمع فيها الطعام الذي كان في الصحفة، ويقول: (غارت أمكم) ثم حبس لخادم حتى أتي بصحفة من عند التي هو في بيتها، فدفع الصحفة الصحيحة إلى التي كسرت صحفتها، وأمسك المكسورة في بيت التي كسرت

 وكذلك غيرة سارة زوجة إبراهيم عليه السلام من هاجر عليهم السلام .

- خامساً : الله عز وجل دعاهما إلى التوبة بقوله { إن تتوبا إلى الله } ، فهما قد تابتا ورجعا إلى الله عز وجل ، وهذا عتاب من الله لهما كما عاتب الله نبيه وحبيبه وصفيه محمداً – صلى الله عليه وسلم – { يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضاة أزواجك } هل يقول قائل نأخذ بمفهوم المخالفة لمن فطرته منكوسة وأفهامه معكوسة ويقول بأن النبي – صلى الله عليه وسلم – لم يبتغي مرضات الله ، وإنما الله يربي نبيه ويربي أزواجه ويؤدبهم ويصطفيهم حتى يعلي قدرهم بين العالمين .

- وهذا نظير قوله تعالى (وَلَوْلاَ أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً * إِذاً لأَذَقْناكَ ضِعْفَ الحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لاَتَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيراً) ونظير قوله تعالى { يا أيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين } هل يقول عاقل بأن الرسول ليس من المتقين أو أنه كان يطيع الكافرين والمنافقين.

 وكقوله تعالى لنوح { إني أعظك أن تكون من الجاهلين } فهل كان نوح من الجاهلين .


 رد الشبهات عن عمرو بن العاص رضي الله عنه

 نشر في موقع شيعي اكاذيب عن سيدنا عمرو بن العاص رضي الله عنه

وهنا نرد على تلك الاكاذيب : حول ام سيدنا عمروبن العاص حول والد سيدنا عمرو بن العاص زعمهم ان علي بارز عمرو بن العاص فا تقاه بعورته زعموا ان سيدنا عمرو يهجو الرسول صلى الله عليه وسلم والرسول يلعنه نسبوا رواية ان فرقوا بين معاوية وعمرو اذا اجتمعوا === الرد على ماذكر حول ام سيدنا عمرو بن العاص رضي الله عنه اود ان امهد بمقدمة مختصرة

ثم اعود للرد على ما قيل حول ام سيدنا عمرو بن العاص رضي الله عنه لقد اتهم اليهود سيدنا عيسى عليه السلام بانه ابن زنا وكذلك اتهمت ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها حتى نزل القرآن بتبرئتها اذا حينما يذكر خبر مدسوس حول ام سيدنا عمرو بن العاص فقد اتهم من هو افضل منه كما سيدنا عيسى عليه السلام وامه مريم وامنا عائشة رضي الله عنها فيمكن عده من اكاذيب الاعداء للنيل من سيدنا عمرو بن العاص ولذلك نقول في ردنا ان عمرو من فرسان قريش وأبطالهم, ويعد أحد دهاة العرب ( ذوي الراي والبصيرة في الأمور ) . توفي في مصر وله من العمر 93 سنة ودفن في المقطم.

كانت أمه سبية تدعى سلمى بنت حرملة من بني عنزة, وتلقب ( النابغة ) وقد بيعت بسوق عكاظ ,فاشتراها الفاكه بن المغيرة, ثم اشتراها منه عبد الله بن جدعان ثم صارت إلى العاص بن وائل السهمي فولدت له ابنه عمرا, وتزوجت أمه أزواجا آخرين فكان لعمرو بن العاص أخوة من أمه هم عروة بن أثاثة العدوي، وعقبة بن نافع بن عبد القيس الفهري.

نقلت بتصرف من كتاب الاستيعاب في معرفة الاصحاب/ ابن عبد البر وكتاب أسد الغابة / ابن الاثير أما القول انها كانت بغيا فهذا افتراء اما المصدر الذي نقل منه هذا الخبر فهو كتاب شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد الذي نقله عن كتاب ربيع الابرار للزمخشري اقول ان كتاب (ربيع الابرار ) ليس كتاب مرجعيا للتاريخ بل الفه كاتبه لقصد التسلية واقتبس مما قاله الزمخشري عن كتابه (ربيع الأبرار) ( وهذا كتاب قصدت به اجمام خواطر الناظرين في الكشاف عن حقائق التنزيل، وترويح قلوبهم المتعبة باجالة الفكر في استخراج ودائع علمه وخباياه، والتنفيس عن أذهانهم المكدودة باستيضاح غوامضه وخفاياه، وأن تكون مطالعته ترفيها لمن مل، والنظر فيه أحماضا لمن اختل، فأخرجته لهم روضة مزهرة وحديقة مثمرة، متبرجة بزخارفها، مياسة برفارفها، وتمتع برايع زهرها، وتلهي بيانع ثمرها، وتقر العيون بآنق مرآها، وتفعم الأنوف بعبق رياها، وتلذ الأفواه بطيب جناها، وتستنصت الآذان إلى خرير مائها الفياض، وتطبي النفوس إلى برد ظلها الفضفاض، وتميل الأعطاف بغصونها ألاماليد، وطيورها المستملحة الأغاريد، نزهة المستأنس، ونهزة المقتبس، من خلا به استغنى عن كل جليس، ومن أنس به سلا عن كل أنيس. أين من طيب ندامه نديما مالك وعقيل، وأين من ذل غزله كثير عزة وجميل. أن أردت السمر فياله من سمير، وان طلبت الخبر فقد سقطت على خبير، وان بغيت العظات المبكية ففيه ما يشرق بالدمع أجفانك أو الملح المضحكة ففيه ما يفر بضاحكه أسنانك.) واضيف كما هو حال الشيعة ومحاولتهم الطعن في الصحابة رضوان الله عليهم فقد نشر في احد مواقع الشيعة اكاذيب عن سيدنا عمرو بن العاص رضي الله عنه نذكرهم ان عدد من امهات الائمة الذين يعدهم الشيعة من المعصومين كالانبياء هم ابناء جواري أو سبايا وهنا انقل من كتاب لاحد رجال الدين الشيعي ابوجعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي يلقبه الشيعة بالصدوق ( اكمال الدين واتمام النعمة ) قال الصدوق: - حدثنا محمد بن ابراهيم بن اسحق الطالقاني قال حدثنا الحسن بن اسماعيل قال حدثنا ابو عمرو سعيد بن محمد بن نصر القطان قال حدثنا عبد الله بن محمد السلمي قال حدثنا محمد بن عبد الرحمن قال حدثنا محمد بن سعيد بن محمد قال حدثنا العباس بن ابي عمرو عن صدقة بن ابي موسى عن ابي نضرة قال : - لما احتضر ابو جعفر محمد بن علي الباقر (ع) عند الوفاة دعا بابنه الصادق فعهد اليه عهدا فقال له اخوه زيد بن علي بن الحسين : لو امتثلت فيّ تمثال الحسن والحسين لرجوت ان لا تكون أتيت منكرا ، فقال : ياابا الحسن ان الامانات ليست بالتمثال ، ولا العهود بالرسوم وانما هي امور سابقة عن حجج الله تبارك وتعالى ، ثم دعا بجابر بن عبد الله فقال له : ياجابر حدثنا بما عاينت في الصحيفة ؟ فقال له جابر: نعم ياابا جعفر دخلت على مولاتي فاطمة لأهنئها بمولود الحسن فاذا هي صحيفة بيدها من درة بيضاء ، فقلت ياسيدة النسوان ما هذه الصحيفة التي اراها معك ؟ قالت فيها اسماء الأئمة من ولدي، فقلت لها : ناوليني لأنظر فيها ، قالت : ياجابر لولا النهي لكنت افعل لكنه نهي ان يمسها الا نبي او وصي نبي او اهل بيت نبي ، ولكنه مأذون لك ان تنظر الى باطنها من ظاهرها .. قال جابر : فقرأت فاذا فيها: ابو القاسم محمد بن عبد الله المصطفى امه آمنة بنت وهب .

ابو الحسن علي بن ابي طالب المرتضى امه فاطمة بنت اسد بن هاشم بن عبد مناف . ابو محمد الحسن بن علي البر . ابو عبد الله الحسين بن علي التقي امهما فاطمة بنت محمد . ابو محمد علي بن الحسين العدل امه شهربانويه بنت يزدجرد ابن شاهنشاه . ( سبية ) ابو جعفر محمد بن علي الباقر امه ام فروة بنت القاسم بن محمد بن ابي بكر . ابو ابراهيم موسى بن جعفر الثقة امه جارية اسمها حميدة .( أمه جارية) ابو الحسن علي بن موسى الرضا امه جارية اسمها نجمة ( أمه جارية) ابو جعفر محمد بن علي الزكي امه جارية اسمها خيزران . ( أمه جارية) ابو الحسن علي بن محمد الامين امه جارية اسمها سوسن ( أمه جارية) ابو محمد الحسن بن علي الرفيق امه جارية اسمها سمانة وتكنى بام الحسن ( أمه جارية) ابو القاسم محمد بن الحسن هو حجة الله على خلقه القائم امه جارية اسمها نرجس

 صلوات الله عليهم اجمعين . ( مهدي الشيعة الذين يدعون انه اختفى في سرداب الغيبة

 في سامراء ينسب لأم جارية) بن بابويه القمي الصدوق:اكمال الدين واتمام النعمة باب 27 ص 305 ما حكم هذه الجواري حسب العقيدة الشيعية؟

 (لن نظلمهم و لكن نتركهم لأنفسهم يظلمون) [ 26809 ] 4  وعنه ، عن محمد بن إسماعيل ، عن علي بن سليمان ، عن جعفر بن محمد بن إسماعيل بن الخطاب ، أنه كتب إليه يسأله عن ابن عم له كانت له جارية تخدمه وكان يطؤها ، فدخل يوما إلى منزله فأصاب معها رجلا تحدثه فاستراب بها فهدد الجارية ، فأقرت أن الرجل فجر بها ثم أنها حبلت فأتت بولد ، فكتب ( عليه السلام ) : إن كان الولد لك أو فيه مشابهة منك فلا تبعهما ، فإن ذلك لا يحل لك ، وإن كان الولد ليس منك ولا فيه مشابهة منك فبعه وبع أمه .

وسائل الشيعة /55  باب حكم من وطئ أمته ووطئها غيره في ذلك الطهر فحملت وولدت [ 26816 [ 1  محمد بن الحسن بإسناده عن محمد بن أحمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن معاوية بن عمار ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : إذا وطئ رجلان أو ثلاثة جارية في طهر واحد فولدت فادعوه جميعا ، أقرع الوالي بينهم ، فمن قرع كان الولد ولده ويرد قيمة الولد على صاحب الجارية ، قال : فإن اشترى رجل جارية وجاء رجل فاستحقها وقد ولدت من المشتري رد الجارية عليه

 وكان له ولدها بقيمته . وسائل الشيعة / 57  باب أن الشركاء في الجارية إذا وقعوا عليها في طهر واحد حكم بالقرعة في الحاق الولد مع رد باقي القيمة ========== الرد على القول ان والد عمرو بن العاص كان يقول ان سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم انه ابتر

 َكَانَتْ الْعَرَب تُسَمِّي مَنْ كَانَ لَهُ بَنُونَ وَبَنَات، ثُمَّ مَاتَ الْبَنُونَ وَبَقِيَ الْبَنَات :

أَبْتَر تفسير القرطبي تفسير ( ان شانئك هو الابتر )

اختلف الناقلون في تعيين الشانئ المذكور فقيل هو أبو جهل ، وقيل العاص بن وائل ، وقيل عقبة بن أبي معيط وقيل هو أبولهب وَقَالَ اِبْن عَبَّاس أَيْضًا وَعِكْرِمَة نَزَلَتْ فِي كَعْب بْن الْأَشْرَف وَجَمَاعَة مِنْ كُفَّار قُرَيْش .

و حتى لو ان أباه قال ذلك نتذكر الآية الكريمة قال تعالى (أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى (38) وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى (39) ) النجم === ( ان شانئك هو الابتر ) ورد بروايات ذكرها ابن كثير في تفسيره حول ( ان شانئك هو الابتر) انها نزلت بعدد من الاسماء من بينهم العاص بن وائل وهنا اورد ما نصه ادناه من تفسير ابن كثير شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ قَوْله تَعَالَى " إِنَّ شَانِئَك هُوَ الْأَبْتَر " أَيْ إِنَّ مُبْغِضك يَا مُحَمَّد وَمُبْغِض مَا جِئْت بِهِ مِنْ الْهُدَى وَالْحَقّ وَالْبُرْهَان السَّاطِع وَالنُّور الْمُبِين هُوَ الْأَبْتَر الْأَقَلّ الْأَذَلّ الْمُنْقَطِع ذِكْره قَالَ اِبْن عَبَّاس وَمُجَاهِد وَسَعِيد بْن جُبَيْر وَقَتَادَة نَزَلَتْ فِي الْعَاص بْن وَائِل وَقَالَ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق عَنْ يَزِيد بْن رُومَان قَالَ : كَانَ الْعَاص بْن وَائِل إِذَا ذُكِرَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول دَعُوهُ فَإِنَّهُ رَجُل أَبْتَر لَا عَقِب لَهُ فَإِذَا هَلَكَ اِنْقَطَعَ ذِكْره فَأَنْزَلَ اللَّه هَذِهِ السُّورَة وَقَالَ شِمْر بْن عَطِيَّة نَزَلَتْ فِي عُقْبَة بْن أَبِي مُعَيْط وَقَالَ اِبْن عَبَّاس أَيْضًا وَعِكْرِمَة نَزَلَتْ فِي كَعْب بْن الْأَشْرَف وَجَمَاعَة مِنْ كُفَّار قُرَيْش .

وَقَالَ الْبَزَّار حَدَّثَنَا زَيْد بْن يَحْيَى الْحَسَّانِيّ حَدَّثَنَا اِبْن أَبِي عَدِيّ عَنْ دَاوُدَ عَنْ عِكْرِمَة عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ : قَدِمَ كَعْب بْن الْأَشْرَف مَكَّة فَقَالَتْ لَهُ قُرَيْش أَنْتَ سَيِّدهمْ أَلَا تَرَى إِلَى هَذَا الصَّنْبَر الْمُنْبَتِر مِنْ قَوْمه ؟ يَزْعُم أَنَّهُ خَيْر مِنَّا وَنَحْنُ أَهْل الْحَجِيج وَأَهْل السَّدَانَة وَأَهْل السِّقَايَة فَقَالَ أَنْتُمْ خَيْر مِنْهُ قَالَ فَنَزَلَتْ " إِنَّ شَانِئَك هُوَ الْأَبْتَر" وَهَكَذَا رَوَاهُ الْبَزَّار وَهُوَ إِسْنَاد صَحِيح

وَعَنْ عَطَاء قَالَ نَزَلَتْ فِي أَبِي لَهَب وَذَلِكَ حِين مَاتَ اِبْن لِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَهَبَ أَبُو لَهَب إِلَى الْمُشْرِكِينَ فَقَالَ بُتِرَ مُحَمَّد اللَّيْلَة فَأَنْزَلَ اللَّه فِي ذَلِكَ " إِنَّ شَانِئَك هُوَ الْأَبْتَر " .

وَعَنْ اِبْن عَبَّاس نَزَلَتْ فِي أَبِي جَهْل وَعَنْهُ " إِنَّ شَانِئَك هُوَ الْأَبْتَر" يَعْنِي عَدُوّك وَهَذَا يَعُمّ جَمِيع مَنْ اِتَّصَفَ بِذَلِكَ مِمَّنْ ذُكِرَ وَغَيْرهمْ راجع تفسيرابن كثير / تفسير الطبري / تفسير القرطبي

========================

زعمهم ان علي بارز عمرو بن العاص فا تقاه بعورته

قال: وذكروا أن عمراً قال لمعاوية:،أتجبن عن علي، وتتهمني في نصيحتي إليك؟ والله لأبارزن علياً ولو مت ألف موتة في أول لقائه. فبارزه عمرو، فطعنه علي فصرعه، فاتقاه بعورته فانصرف عنه علي، وولى بوجهه دونه. وكان علي رضي الله عنه لم ينظر قط إلى عورة أحد، حياء وتكرما، وتنزهاً ما لا يحل ولا يجمل بمثله، كرم الله وجهه الإمامة والسياسة ابن قتيبة أنكر عدد من المحققين المعاصرين أن يكون كتاب (الامامة والسياسة) المنسوب لابن قتيبه من مؤلفاته قال الدكتور علي بن نفيع العلياني في كتابه )عقيدة ابن قتيبه) : ص90: (وبعد قراءتي لكتاب الامامة والسياسة قراءة فاحصة ترجّح عندي أن مؤلف الإمامة والسياسة رافضي خبيث أراد إدماج هذا الكتاب في كتب ابن قتيبة نقل بتصرف

قال الدكتور عدنان محمد ملحم (المؤرخون العرب والفتنة الكبرى) فقد ذكر ان جميع المصادر التي ذكرت مصنفات ابن قتيبة لم تذكر بان له كتاب الامامة والسياسة ومقارنة المصادر والروايات التي اعتمد عليها ابن قتيبة في مؤلفاته مع الاسانيد المتفرقة التي وردت في كتاب الامامة والسياسة تشير الي وجود تباين كبير بينهما مما يؤيد عدم صحة نسبة االكتاب اليه كما توجد اختلافات واضحة بين منهج واسلوب ابن قتيبة وصاحب الامامة والسياسة اذ ان ابن قتيبة "يهتم بالاسانيد والالفاظ المعلومة وينوّع مواضيع مؤلفاته، بعكس ما هو موجود في الكتاب المذكور، فهو يتساهل في الاسانيد

ويعتمد الاسناد الجمعي في رواياته" -ص54كتاب المؤرخون العرب والفتنة الكبرى الدكتور عدنان محمد ملحم وراجع كذلك ((كتاب الإمامة والسياسة في ميزان التحقيق العلمي)) للدكتور عبد الله عسيلان ========== زعموا ان سيدنا عمرو يهجو الرسول صلى الله عليه وسلم والرسول يلعنه ونسأل نريد نص الحديث الذي لعن به سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم مع السند وفي أي كتاب من كتب الاحاديث الستة

=========== نسبوا رواية ان فرقوا بين معاوية وعمرو اذا اجتمعوا

ونسأل نريد اين نص الحديث مع سنده وفي أي كتاب من كتب الاحاديث الستة ========== علينا ملاحظة ان بعض الرواة والكتب يوردون روايات كاذبة لكونهم شيعة من امثال : محمد بن السائب الكلبي وهو شيعي سبأي : قال أبو بكر بن خلاد الباهلي عن معتمر بن سليمان عن أبيه:

كان بالكوفة كذابان أحدهما الكلبي.

وقال عمرو بن الحصين عن معتمر بن سليمان عن ليث بن أبي سليم:

 بالكوفة كذابان: الكلبي والسدي يعني محمد بن مروان.

وقال عباس الدوري عن يحيى بن معين: ليس بشيء.

وقال معاوية بن صالح عن يحيى بن معين: ضعيف.

وقال أبو موسى محمد بن المثنى: ما سمعت يحيى ولا عبد الرحمن يحدثان عن سفيان عن الكلبي.

وقال البخاري: تركه يحيى بن سعيد وابن مهدي.

وقال عباس الدوري عن يحيى بن يعلى المحاربي: قيل لزائدة: ثلاثة لا تروي عنهم: ابن أبي ليلى وجابر الجعفي والكلبي قال: أما ابن أبي ليلى فبيني وبين آل ابن أبي ليلى حسن فلست أذكره وأما جابر الجعفي

 فكان والله كذاباً يؤمن بالرجعة وأما الكلبي فكنت أختلف إليه فسمعته يقول يوماً: مرضت مرضة فنسيت ما كنت أحفظ فأتيت آل محمد فتفلوا في في فحفظت ما كنت نسيت فقلت: والله لا أروي عنك شيئاً فتركته.

وقال الأصمعي عن أبي عوانة: سمعت الكلبي يتكلم بشيء من تكلم به كفر وقال مرة: لو تكلم به ثانية كفر فسألته عنه فجحده.

وقال عبد الواحد بن غياث عن ابن مهدي جلس إلينا أبو جزء على باب أبي عمرو بن العلاء فقال: أشهد أن الكلبي كافر قال: فحدثت بذلك يزيد بن زريع فقال: سمعته يقول: أشهد أنه كافر قال: فماذا زعم? قال: سمعته يقول: كان جبريل يوحي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقام النبي صلى الله عليه وسلم لحاجة وجلس علي فأوحى إلى علي قال يزيد: أنا لم أسمعه يقول هذا ولكني رأيته يضرب على صدره ويقول: أنا سبأي أنا سبأي!! قال: أبو جعفر العقيلي: هم صنف من الرافضة أصحاب عبد الله بن سبأ

. تهذيب الكمال في اسماء الرجال/ المزي الكلبي من رجال الشيعة وليس من رجال أهل السنه وهو من الكذابين المعروفين فلا حجه في طعنهم في سيدنا عمرو بن العاص رضي الله عنه ==

سبط ابن الجوزي شيعي رافضي يوسف بن قزغلي الواعظ المؤرخ شمس الدين أبو المظفر سبط بن الجوزي: روى عن جده وطائفة وألف كتاب مرآة الزمان فتراه يأتي فيه بمناكير الحكايات وما أظنه بثقة فيما ينقله بل يجنف ويجازف ثم إنه ترفض وله مؤلف في ذلك نسأل الله العافية مات سنة أربع وخمسين وستمائة بدمشق قال الشيخ محيي الدين السوسي لما بلغ جدي موت سبط بن الجوزي قال لا رحمه الله تعالى كان رافضيا قلت: كان بارعا في الوعظ مدرسا للحنفية انتهى. لسان الميزان / ابن حجر

==

نصر بن مزاحم صاحب كتاب وقعة صفين : وهو أحد كتب نصر بن مزاحم المنقري الكوفي المتوفى سنة 212ه، وله كتب أخرى أمثال: الغارات ، كتاب الجمل، مقتل حجر ابن عدي، مقتل الحسين بن علي (45) .

ونصر بن مزاحم هذا من أعلام الشيعة الغالين، قال فيه العقيلي:

 كان يذهب إلى التشيع وفي حديثه اضطراب وخطأ كثير، ثم ساق له نموذجا يمثل انحرافه في المرويات في تفسير قوله تعالى: (( والذي جاء بالصدق وصدق به )) " الآية 33: الزمر " . لوط بن يحيى " أبو مخنف " وهو من رواة المتقدمين ( ت 157 ه) والمكثرين حتى بلغت مروياته في تاريخ الطبري (585) رواية، وفي فترة مهمة من فترات التاريخ الإسلامي ابتدأت من وفاة الرسول حتى سقوط الدولة الأموية سنة 132 ه (45) . وهذا الراوي غارق في التشيع من شحمة أذنيه حتى أخمص قدميه ولهذا قال عنه ابن عدي: شيعي محترق اضافه لقصي

 وفوق هذا وذاك ما يهمنا هو قول النبي صلى الله عليه وسلم في سيدنا عمرو بن العاص رضي الله عنه

فضائل سيدنا عمرو بن العاص رضي الله عنه كما جاء في الحديث الشريف حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا حسن قال حدثنا ابن لهيعة قال حدثنا يزيد بن أبي حبيب قال أخبرني سويد بن قيس عن قيس بن شفي أن عمرو بن العاص قال:-قلت يا رسول الله أبايعك على أن تغفر لي ما تقدم من ذنبي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الإسلام يجب ما كان قبله وإن الهجرة تجب ما كان قبلها قال عمرو فوالله إن كنت لأشد الناس حياء من رسول الله صلى الله عليه وسلم فما ملأت عيني من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا راجعته بما أريد حتى لحق بالله عز وجل حياء منه. مسند الإمام أحمد

==

الشهادة من النبي صلى الله عليه وسلم لسيدنا عمرو بن العاص رضي الله عنه

 قال الرسول صلى الله عليه وسلم عنه: "أسلم الناس وآمن عمرو بن العاص"

 [رواه الإمام أحمد والترمذي]. موضع السيادة فلقد فرح رسول الله صلى الله عليه وسلم بقدوم سادتنا عمروبن العاص وخالد بن الوليد وعثمان بن طلحة رضي الله عنهم جميعا فلما رآهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال( رمتكم مكة بأفلاذ أكبادها ) اذن عمرو قائد من قادة مكة وسيد من سادتها وهومع رفيقيه خالد وعثمان خيرة الخيرة وافلاذ كبدها   الشهادة له من صالحي قريش ‏حدثنا ‏ ‏إسحق بن منصور ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏أبو أسامة ‏ ‏عن ‏ ‏نافع بن عمر الجمحي ‏ ‏عن ‏ ‏ابن أبي مليكة ‏ ‏قال قال ‏سمعت رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏‏يقول ‏ ‏إن ‏ ‏عمرو بن العاص ‏ ‏من صالحي قريش رواه الترمذي عن عمر بن العاص قال‏:


 آية التخيير

 يقول التيجاني الرافضي عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها

 ( وفي تظاهرها على النبي صلى الله عليه وسلم حتى هددها الله بالطلاق وأن يبدله ربه خيراً منها )

 وادعائه أن ابن عباس قال بيتين يذم بهما أم المؤمنين عائشة

 فأجيب:

أ - قلت غير مرّة أن كل إنسان غير معصوم في الواقع من الذنوب، بل معرّض للوقوع في الذنوب الكبيرة والصغيرة، خلا النبي صلى الله عليه وسلم فلو وقع أحد في الذنب، عائشة أو غيرها، فليس ذلك بمستغرب لأنه ليس لأحد العصمة من ذلك، فليس من المقبول ولا من المعقول أن يجعل التيجاني من ذنبٍ وقعت فيه عائشة وتابت منه من مساوئها، ويطعن عليها وكأنها جاءت أمراً إدّا،

 بالضبط عندما أراد عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه أن يتزوج بنت أبي جهل مع فاطمة فغضب النبي صلى الله عليه وسلم وقال في الحديث (( إن بني هاشم بن مغيرة استأذنوني في أن ينكحوا ابنتهم

علي بن أبي طالب، فلا آذن، ثم لاآذن، ثم لا آذن، إلا أن يريد بن أبي طالب أن يطلّق ابنتي وينكح ابنتهم...))،

وهذا كما ترى تهديد من النبي صلى الله عليه وسلم لعليّ بتطليق فاطمة، إن هو أقدم على ذلك، فليس من المعقول أن يجعل هذا الأمر من مطاعن ومساوىء عليّ! إلا من هو من أشد الناس جهلاً؟

 ب أما قوله أن الله هددها بالطلاق وأن يبدله أي محمد صلى الله عليه وسلم خيرٌ منها فغير صحيح فقد أخرج البخاري في صحيحه عن عمر رضي الله عنه قال : اجتمع نساء النبي صلى الله عليه وسلم

 في الغيرة عليه، فقلت لهن: عسى ربه إن طلّقكن أن يبدله أزواجاً خير منكن فنزلت هذه الآية

 فالآية كما هو ظاهر ليست تهديداً وإنما تخيير من الله لنبيه صلى الله عليه وسلم في التطليق لذلك سميت آية التخيير، إضافة إلى أنها لا تخص عائشة وحدها بل تشمل أيضاً بقية زوجاته، وعلى فرض أن الآية تخص عائشة وقد هدّدها الله بالطلاق فأقول هل في تهديد النبي صلى الله عليه وسلم لعلي بتطليق فاطمة ما يعتبر ذمّاً؟!

فإن كان كذلك فكل ما تُحَمِّله لعائشة من الطعن فسيصيب عليّ، وإن اعتبرت أن علي أخطأ مجرّد خطأ ورجع عنه وليس فيه ما يطعن عليه، فعائشة مثله تماماً فاختر ما شئت يا تيجاني!؟

   أما ادعاؤه على ابن عباس أنه قال عن أم المؤمنين بيتين من الشعر، فمع ركاكة هذين البيتين فينقضها ما قاله في حقها عند وفاتها، فقد أخرج أحمد في الفضائل عن ذكوان مولى عائشة (( أنه استأذن لابن عباس على عائشة وهي تموت وعندها إبن اخيها عبد الله بن عبد الرحمن فقال هذا ابن عباس يستأذن عليك وهو من خير بنيك، فقالت دعني من ابن عباس، ومن تزكيته فقال لها عبد الله بن عبد الرحمن أنه قارئ لكتاب الله فقيه في دين الله فأذني له ليسلم عليك وليودعك قالت فأذن له إن شئت قال فأذن له فدخل ابن عباس ثم سلم وجلس فقال أبشري يا أم المؤمنين فوالله ما بينك وبين أن يذهب عنك كل أذى ونصب أو قال وصب وتلقي الأحبة محمد وحزبه أو قال أصحابه إلا أن يفارق روحك جسدك، فقالت: وأيضاً، فقال ابن عباس: كنت أحب أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه ولم يكن ليحب إلا طيباً، وأنزل الله عز وجل براءتك من فوق سبع سماوات فليس في الأرض مسجد إلا يتلى فيه آناء الليل وآناء النهار، وسقطت قلادتك ليلة الأبواء فاحتبس النبي صلى الله عليه وسلم في المنزل والناس معه في ابتغائها أو قال في طلبها حتى أصبح القوم على غير ماء فانزل الله عز وجل { فتيمّموا صعيداً طيباً } الآية، فكان في ذلك رخصة للناس عامة في سبيلك، فوالله انك لمباركة، فقالت: دعني يا ابن عباس من هذا فوالله لوددت لو أني كنت نسيا منسيّا )

وفي مناقشته للخوارج الذين قاتلهم علي ابن أبي طالب رضي الله عنه احتج عليهم بقوله (( قلت: أي ابن عباس وأم قولكم: قاتل ولم يسب ولم يغنم. أفتسبون أمكم عائشة، وتستحلّون منها ما تستحلّون من غيرها، وهي أمكم؟ فإن قلتم إنا نستحل منها ما نستحلّ من غيرها، فقد كفرتم (!!)، ولأن قلتم ليست بأمنا، فقد كفرتم (!!!)، لأن الله تعالى يقول { النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم}.فأنتم تدورون بين ضلالتين، فأتوا منهما بمخرج. قلت: فخرجت من هذه؟ قالوا: نعم،... ))،

فهذه الروايات الصحيحة ترد هذه الرواية المجهولة المصدر

ولعلها من خزعبلات التيجاني.


 السفور والاختلاط في بيت أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه

إعداد - علي حشيش  حقيقة هذه القصة التي اشتهرت على ألسنة دعاة سفور المرأة واختلاطها بالأجانب واتخذوا منها دليلاً لترويج هذه الفتنة التي كشرت عن أنيابها في هذه الأيام كما يتخذها الرافضة مطعن في أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أولاً : متن القصة : القصة تتحدث عن قائد من قواد عمر اسمه سلمة بن قيس أرسل رجلاً من قومه برسالة إلى أمير المؤمنين ، قال الرجل: "فاتبعته (أي عمر) فدخل دارًا ثم دخل حجرة فاستأذنت وسلمت فأذن لي فدخلت عليه فإذا هو جالس على مسح (بساط) متكئ على وسادتين من أدم محشوتين ليفًا ، فنبذ إليَّ بإحداهما فجلست عليها ، وإذا بَهْوٌ في صُفة فيها بيت عليه سُتير ، فقال : يا أم كلثوم؛ غداءنا ، فأخرجت إليه خبزة بزيت في عُرْضها ملح لم يُدَق فقال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب : يا أم كلثوم ألا تخرجين إلينا تأكلين معنا من هذا قالت : إني أسمع عندك حس رجل قال : نعم ولا أراه من أهل البلد . قالت : لو أردتَّ أن أخرج إلى الرجال لكسوتني كما كسا ابن جعفر امرأته ، وكما كسا الزبير امرأته ، وكما كسا طلحة امرأته، قال : أو ما يكفيك أن يقال : أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب ، وامرأة أمير المؤمنين عمر؟ فقال : كُلّ فلو كانت راضية لأطعمتك أطيب من هذا". اه . ثانيًا : التخريج : القصة أخرجها ابن جرير الطبري في كتابه "تاريخ الأمم والملوك" (2-557، 558) وقال : حدثني عبد الله بن كثير العبدي ، قال : حدثنا جعفر بن عون ، قال : أخبرنا أبو جناب ، قال : حدثنا أبو المحجَّل الرِّديني عن مخلد البكري وعلقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة أن أمير المؤمنين .. القصة. ثالثًا : التحقيق : إسناد القصة مسلسل بالعلل : الأولى : في سند القصة أبو جناب الكلبي . 1- أورده الإمام ابن عدي في "الكامل في ضعفاء الرجال" (7-212، 59-2112) وقال : يحيى بن أبي حيَّة أبو جناب الكلبي كوفي ، واسم أبي حية حي ... وهو من جملة المتشيعين بالكوفة . ثم نقل عن عمرو بن علي أنه قال : "أبو جناب الكوفي واسمه يحيى بن أبي حية : متروك الحديث". 2- أورده الإمام ابن حبان في كتاب "المجروحين" (3-111- 112) وقال : أ- "يحيى بن أبي حية أبو جناب الكلبي: من أهل الكوفة ، وكان ممن يدلس على الثقات ما سمع من الضعفاء فالتزق به المناكير التي يرويها عن المشاهير ، فوهّاه يحيى بن سعيد القطان ، وحمل عليه أحمد بن حنبل حملاً شديدًا". ب- ثم قال : أخبرنا مكحول قال : سمعت جعفر بن أبان قال : قلت ليحيى بن معين : أبو جناب ؟ قال : ليس بشيء . 3- وأورده الإمام البخاري في كتابه "الضعفاء الصغير" ترجمة (295) وقال: "يحيى بن أبي حية أبو جناب الكلبي ، قال أبو نعيم: مات سنة خمسين ومائة ، وكان يحيى القطان يضعفه". 4- وأورده الإمام النسائي في كتابه "الضعفاء والمتروكين" ترجمة (640) وقال: "يحيى بن أبي حية ، أبو جناب الكلبي ، ضعيف ، كوفي" . 5- قال ابن أبي حاتم في كتابه "الجرح والتعديل" (9-138-587) : سألت أبي عن أبي جناب الكلبي فقلت : هو أحب إليك أو يحيى البكاء ؟ فقال : لا هذا ولا هذا . قلت : فإذا لم يكن في الباب غيرهما أيهما أكتب ؟ قال : لا تكتب منه شيئًا ، ليس بالقوي. قلت : هذه هي العلة الأولى . الثانية في سند القصة أيضًا أبو المحجل الرديني لا يعرف . الثالثة : وفي سند القصة أيضًا سليمان بن بُريدة لا تحتمل سنه الرواية عن عمر رضي الله عنه فإنه قد وُلد لثلاث سنين خلت من خلافة عمر ولم يذكر من حدثه بهذه القصة . لذلك قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (9-139) . قال يزيد بن هارون : كان أبو جناب يحدثنا عن عطاء والضحاك وابن بريدة فإذا وقفنا نقول : سمعت من فلان هذا الحديث ؟ فيقول : لم أسمعه منه إنما أخذت من أصحابنا. قلت : بهذه العلل تصبح القصة واهية لما في سندها من متروكين ومجهولين والانقطاع. فائدة : "إن دعاة السفور والاختلاط إذا وجدوا هذه القصة في "تاريخ الطبري" فرحوا بها ويجادلون بعزوها لابن جرير الطبري وهم يحسبون أن في العزو ثبوتًا للقصة ولكن هيهات ففرق بين التخريج والتحقيق كما بينا آنفًا . والطبري رحمه الله بين ذلك فقد صرح في مقدمة "التاريخ" (1-13) بأنه مجرد ناقل لما يسمعه من أخبار وحكايات يسندها إلى قائليها حيث قال : "فما يكن في كتابي هذا من خبر ذكرناه عن بعض الماضين ، مما يستنكره قائله أو يستشنعه سامعه من أجل أنه لم يعرف له وجهًا في الصحة ، ولا معنى في الحقيقة ، فليعلم أنه لم يؤت في ذلك من قِبلنا ، وإنما أتى من قبل بعض ناقليه إلينا، وأنَّا إنما أدينا ذلك على نحو ما أُدِّي إلينا". رابعًا : قول الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله حول هذه القصة : قال الشيخ رحمه الله في كتابه "مجموع فتاوى ومقالات متنوعة" (4-204- 205) : "الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين ، أما بعد : فقد اطلعت على القصة المنقولة من "تاريخ ابن جرير الطبري" - رحمه الله - عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه حيث قال ما نصه: "فاتبعته فدخل دارًا ثم دخل حجرة ..." القصة.

 وهذه القصة باطلة رواية ودراية : أما الرواية : فلأن مدارها على جماعة من الضعفاء وبعضهم متهم بالكذب وتنتهي القصة إلى مبهم لا يعرف من هو ولا تعرف حاله وهو الذي رواها عن عمر ، وبذلك يعلم بطلانها من حيث الرواية

أما من حيث الدراية فمن وجوه : 1- شذوذها ومخالفتها لما هو معلوم من سيرة عمر رضي الله عنه وشدته في الحجاب وغيرته العظيمة وحرصه على أن يحجب النبي صلى الله عليه وسلم نساءه حتى أنزل الله آية الحجاب . 2- مخالفتها لأحكام الإسلام التي لا تخفى على عمر ، ولا غيره من أهل العلم ، وقد دل القرآن والسنة النبوية على وجوب الاحتجاب وتحريم الاختلاط بين الرجال والنساء على وجه يسبب الفتنة ودواعيها . 3- ما في متنها من النكارة الشديدة التي تتضح لكل من تأملها ، وبكل حال فالقصة موضوعة على عمر بلا شك للتشويه على سمعته أو للدعوة إلى الفساد بسفور النساء للرجال الأجانب واختلاطهن بهم أو لمقاصد أخرى سيئة ، نسأل الله العافية . وللمشاركة في بيان الحق وإبطال الباطل رأيت تحرير هذه الكلمة الموجزة ليزداد القراء علمًا ببطلان هذه القصة ، وأنها في غاية السقوط للوجوه السالف ذكرها وغيرها ، والله المسئول أن يهدينا جميعًا إلى سواء السبيل وأن يعيذنا وسائر إخواننا من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا إنه سميع قريب وصلى الله وسلم على نبينا محمد" . اه.  


 شبهة حادثة عمر بن الخطاب مع عاتكة بنت زيد

 الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلّم وبارك على نبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين إلى يوم الدين ، أما بعد :

فقد رأيتُ في كتب الرافضة تشغيباً على روايةٍ في طبقاتِ ابن سعدٍ ، قد انتزعوها عن موضوعها وخلعوها من سياقها ، ورأوا أنهم قد وجدوا ممسكاً على خليفةِ رسولِ الله صلى الله عليه وآله وسلم - أبي زوجةِ النبي صلى الله عليه وآله وسلم حفصة ، و زوج أم كلثوم ابنة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكرم وجهه -

وعجبي من هؤلاء القومِ الذين يوردون هذه الرواية في مصنّفاتهم وكتبهم ، زعماً منهم أنها تقدحُ في هذا الرجل العظيم . ورغبةً منِّي في الإسهام في الدفاعِ عن صحابة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، أحببتُ أن أردَّ على هذه الشبهة ..  

الشبهة

جاء في الطبقات الكبرى لابن سعد 8 / 265 : أخبرنا عفان بن مسلم حدثنا حماد بن سلمة أخبرنا علي بن زيد أن عاتكة بنت زيد كانت تحت عبد الله بن أبي بكر فمات عنها واشترط عليها أن لا تزوج بعده فتبتلت وجعلت لا تزوج وجعل الرجال يخطبونها وجعلت تأبى فقال عمر لوليها اذكرني لها فذكره لها فأبت عمر أيضا فقال عمر زوجنيها فزوجه إياها فأتاها عمر فدخل عليها فعاركها حتى غلبها على نفسها فنكحها فلما فرغ قال أف أف أف أفف بها ثم خرج من عندها وتركها لا يأتيها فأرسلت إليه مولاة لها أن تعال فإني سأتهيأ لك" انظر : الغدير للأميني 10 / 38 ، زواج أم كلثوم للسيد علي الشهرستاني ص 55 ، ظلامة أم كلثوم للسيد جعفر مرتضى العاملي تحت فصل : مؤاخذات قوية . وبئس العلماء الذين لا يعرفون كيفية الاستدلال ، وبئس القوم الذي يتبعونهم !

الجوابُ عن هذه الشبهة

 الالوسي

نقول : الجواب عن هذه الشبهة لهُ مساران : الرواية و الدراية . من حيث الرواية : 1/ في سندها : علي بن زيد بن جدعان وهو : ضعيف سئل أحمد بن حنبل عنه ، فقال : ليس بشئ . و مرةً قال : ضعيف الحديث وقال العجلي : يكتب حديثه وليس بالقوي . وقد نقل المزي عدداً كثيراً من العلماء يضعّفونه ، وذكروا أنّه يقلب الأحاديث ، وأنَّه رفّاع . ( انظر : تهذيب الكمال للمزي 20/434 ) وقال ابن حبان البستي في كتابه ( المجروحين 2/103) : كان يهم في الأخبار ، و يخطئ في الآثار ، حتى كثر ذلك في حديثه ، وتبيّن فيها المناكير التي يرويها عن المشاهير ، فاستحق ترك الاحتجاج به .اه وقال الجوزجاني : واهي الحديث ضعيف ، لا يحتجّ بحديثه .اه (الشجرة في أحوال الرجال 194) و جاء في طبقات ابن سعد - نفس الكتاب الذي أخذ الرافضة منه الرواية - أن ابن سعدٍ قال عن زيد بن علي بن جدعان : وكان كثير الحديث ، و فيه ضعف ، و لا يحتجّ به . اه (طبقات ابن سعد 7/252) وقال العجلي في (الثقات 346) :علي بن زيد بن جدعان : يُكتب حديثه ، وليس بالقوي . اه قال ابن حجر العسقلاني في الإصابة 8/209 : وعلي بن زيد  أي ابن جدعان  متفق على سوء حفظه .اه وقال ابن كثير في البداية و النهاية الجزء الأول / صفحة : تكلم فيه غير واحد من الأئمة ، وهو منكر الحديث .اه وانظر أيضاً 6/234 [ انظر المصادر التي صرّحت في تضعيفه من غير المصادر المذكورة آنفاً ، من مثل :الجرح و التعديل لابن أبي حاتم 6/186 ، المغني في الضعفاء للذهبي 2/447 ، تقريب التهذيب ط: شعيب الأرناؤوط 3/ 43 ، تهذيب التهذيب 7/322 ، الضعفاء الكبير للعقيلي 3/229 ، سير أعلام النبلاء 5/206 ، الثقات للعجلي 346 ، ميزان الاعتدال 3/129 ، وغيرها [ 2/ أنَّ فيها : انقطاعاً فعليّ بن زيد بن جدعان لم يلقَ عاتكة بن زيد ، فيكون في الأثر انقطاعاً يمنع من الاحتجاج به و الاعتماد عليه . فعاتكة توفيت سنة إحدى و أربعين ( البداية و النهاية 8/26 ) و علي بن زيد بن جدعان توفي في عام 131 ه !!!! قال خليفة بن خيّاط في طبقاته ص369 : علي بن زيد .. مات في الطاعون سنة إحدى وثلاثين ومائة .اه وقال خليفة بن خياط في تأريخه ص298 : وفي سنة إحدى و ثلاثين ومائة ..... توفي في الطاعون علي بن زيد بن جدعان . اه وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء في ترجمة علي بن جدعان 5/206 : ولد - أظنّ- في دولة يزيد ... ومات سنة إحدى وثلاثين ومئة .اه ، وكذا في ( العبر في خبر من غبر 1/172 ) وقال ابن حبان في المجروحين 2/103: مات بعد سنة سبع وعشرين ومائة ، وقد قيل: إحدى و ثلاثين ومائة .اه وذكر المزي في تهذيب الكمال 20/444 : أنه توفي 129 ، وقيل 131 .اه وفي ميزان الاعتدال 3/129 : مات سنة إحدى و ثلاثين ومائة .اه وذكر ابن حجر في التقريب 3/43 أنه مات سنة 131 . اه والحادثة - لو صحّت - فقد كانت عام 12 ه ، إذ إن زواج عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- كان في عام 12ه (الاستيعاب 13/74 . بهامش الإصابة ، تاريخ الطبري 3/ 385 ، البداية و النهاية 6/353 ) فبين الحادثة -لو صحت - وبين مولد علي بن زيد بن جدعان تقريباً : 50سنة!!! وبين وفاةِ عاتكة وبين مولد علي بن جدعان قريباً من السنين العشر !! فأين اتّصال السند ! وأين من روى عنهم علي بن زيد ! ولذلك يقول ابن عساكر في تاريخ دمشق 1/358 : علي بن زيد بن جدعان يضعّفُ فيما رواه عن من أدركه ! فكيف بما رواه عن من لم يدركه ؟! .اه والعجيب - في خيانة الروافض - أنهم ينقلون هذه الرواية من كتاب : كنز العمال 13/633 (رقم 37607) للمتقي الهندي ، ويقول مؤلف الكتاب : وهو منقطع .اه فلم ينقلِ الرافضة كلام المتقي الهندي على سند هذه الرواية فأين الأمانة العلمية يا روافضنا اللئام ؟ من حيث الدراية ، وفهم الأثر : 1/ أن عاتكة بنت زيد - رضي الله عنها - هي : إحدى زوجات عمر بن الخطاب ، وذكر هذا من ترجم لعمر بن الخطاب -رضي الله عنه- ، وهذا لا ينكره أحد ! قال ابن عبدالبر في كتابه الاستيعاب (بهامش الإصابة 13/74) : وتزوّجها عمر بن الخطاب في سنة 12ه فأولم عليها و دعا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيهم علي بن أبي طالب .اه ومن الذين ذكروا أن عاتكة من زوجات عمر : تاريخ الطبري 3/199 ، البداية والنهاية 8/23 ، تأريخ الإسلام ص275 (القسم الخاص بالخلفاء الراشدين) ، الإصابة 13/33 ، مناقب عمر بن الخطاب لابن الجوزي 238 ، البلاذري في كتابه : الشيخان و ولديهما 260 ، الكامل في التاريخ 3/54 ( ومن المصادر الشيعية : بحار الأنوار 32/336 حيث قال: إن عاتكة كانت تحت عبدالله بن أبي بكر فخلف عليها عمر ثم الزبير .اه ) 2/ أن ذلكم الفعل ( وهو عراك عمر لعاتكة ) كان بعد عقد الزواج ، حيث قال في الأثر ( فزوّجه ) ، يعني أنه عارك زوجته ، وليست أجنبيّة عنه . ولكن كيف يَفهم الشعوبيّون فصيحَ لغةِ القرآن ؟ 3/ من أسباب رفض عاتكة أن يُدخل عليها تلك الليلة ( التي غالبها فيها عمر ) نستنبطه من آخر الأثر ، حيث قالت عاتكة لعمر بن الخطاب : (تعال فإني سأتهيأ لك) ، فالمسألة هي في التهيؤ والاستعداد الكامل لليلة العرس ، ولو كانت لا تريده لم تَدْعُه ، ولم تهيئ نفسها له والخوف من اليوم الأول من العرس و الرهبة منه ، موجود ومعروف عند جميع الناس . 4/ تأفف عمر بن الخطاب منها ، دليل -فقط- على ترهّب عاتكة من تلك الليلة . 5/ أن عاتكة بنت زيد ، كانت تحب عمر بن الخطاب ففي مصنّف عبدالرزّاق وابن أبي شيبة و موطأ مالك ( صفحة 326 ، وفي طبعة المنتقى للباجي 2/46) : أن عاتكة ابنة زيد بن عمرو بن نفيل امرأة عمر بن الخطاب ‏كَانَتْ ‏ ‏تُقَبِّلُ رَأْسَ ‏ ‏عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ‏ ‏وَهُوَ صَائِمٌ فَلَا ‏ ‏يَنْهَاهَا ‏ " وكذلك روى هذا الأثر : ابن سعد في الطبقات في نفس الموضع (8/365) ولكن ما حيلتنا في اللئام ؟ ومن ذلك أيضاً : أنه قد شرطت عليه عند عقد النكاح ألا يمنعها المسجد للصلاة فيه ، وكانت تقول بعد الزواج : لو منعتني لاستجبتُ ! هل رأيتم كيف محبة هذه الزوجة العابدة الصالحة لزوجها ! وكيف تطيعه ؟ [ جاء في موطأ مالك : وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِك عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ عَاتِكَةَ بِنْتِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ امْرَأَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَنَّهَا كَانَتْ تَسْتَأْذِنُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ إِلَى الْمَسْجِدِ فَيَسْكُتُ فَتَقُولُ وَاللَّهِ لَأَخْرُجَنَّ إِلَّا أَنْ تَمْنَعَنِي فَلَا يَمْنَعُهَا . كتاب النداء للصلاة ، باب خروج النساء للمساجد [ وأيضاً : أنها -رضي الله عنها- قد رثته عندما قتله المجوسي : أبو لؤلؤة -والذي تعظّمه الرافضة ، وتشهد قبره المسمى : ضريح بابا شجاع الدين- ، فقالت : عينيَّ جودي بعبرةٍ ونحيبِ ******** لا تملّي على الإمام النجيبِ فجعتني المنون بالفارس المُعلم يوم الهياج و التثويبِ قل لأهل الفراء ، و البؤس : موتوا ******** قد سقته المون كأس شَعُوبِ وقالت أيضاً ترثيه : منع الرقاد ، فعاد عيني عائدٌ ****** مما تضمّن قلبي المعمود أبكي أمير المؤمنين و دونه ******* للزائرين صفائحٌ و صعيد وقالت أيضاً : فجّعني فيروزُ فلا درَّ درّه ****** بأبيضَ تالٍ للقران منيب عطوفٍ على الأدنى ، غليظ على العدا ****** أخي ثقةٍ في النائبات مجيب متى ما يقل لا يكذب القول فعله ******* سريع إلى الخيرات غير قطوب [ انظر : الاستيعاب (بهامش الإصابة) 13/74 ، الكامل لابن الأثير 3/61 ، الشيخان للبلاذري 364 ، البداية و النهاية7/140[ 6/ ماهو سبب رفضها الأول لعمر بن الخطاب ؟ هو أنها كانت تحبُّ زوجها الأول : عبدالله بن أبي بكر ، وقد كان هو في المقابل متيّماً بها ، ويحبّها حبّاً شديداً ، فاتّفق معها - قبل و فاته - أنه لو مات : لاتتزوّج بعده ، وآلت هي - أي : حلفت - ألا تتزوّج بعده كذلك ،، ولذلك كانت تقول : فآليتُ لا تنفكُّ عيني حزينةً ***** عليكَ ، ولا ينفكُّ خديَ أغبرا فمن الطبيعي لو جاءها أحد -ومنهم عمر بن الخطاب- ألا تقبله . ولكنَّ عمر قد رغب بها ، فأعاد الكرة على وليّها ، فقبلت به . ولذلك جاءت الأخبار أن عائشة - أخت الزوج الأول : عبدالله - قد طلبت المال الذي قد أعطاه إيّاها شرطاً لكي لا تتزوّج بعده ( انظر مثلاً : الإصابة 13/33 ، البداية والنهاية 8/23 ) ومن المعروف في الشريعة أن المرء لو حلف على يمين فوجد غيرها أحسن منها ، فإنّه يكفّر عين يمينه السابقة ، ويأتِ الذي هو خير . كما ورد ذلك في صحيح مسلم ( كتاب الأيمان ، باب ندب من حلف يميناً فرآى غيرها خيراً منها حديث 1650 ) و موطأ مالك ( حديث 1034 ) وجامع الترمذي ( 1530 ) ( ومن المصادر الشيعية التي ذكرت الحديث : مستدرك الوسائل 16/53 ، عوالي اللآلي 3/445 ) ومعلومٌ أن الزواج خيرٌ من العزوبة و الانقطاع .. فما بالك بالزواج من ابن عمّها ؟ فضلاً عن كونه من أخيار الصحابة و مقدَّميهم ! 7/ اتّهام الشيعة لآل البيت بالاغتصاب والفاحشة فقد قالوا: إ ن زواج عمر بن الخطاب من السيدة : أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب ، كان اغتصاباً ، و رروا في ذلك حديثاً نسبوه لجعفر الصادق ، يقول فيه عن زواجهما : "ذاك فرجٌ غصبناه " [ الكافي 5/346 وقال المجلسي في شرحه على الكافي 20/42 قال : حديث حسن ، وسائل الشيعة 20/561 ، [ فكيف يُتَّهم علي بن أبي طالب بالدياثة ! والضعف و الخوف ! ويترك ابنته تغتصب من رجلٍ كافرٍ عندهم ! سبحانك ربي .. هذا بهتان عظيم ونحن - المسلمين - نبرأ إلى الله من هذه الأقوال المنسوبة ظلماً و زوراً و عدواناً على آل البيت.


 عمر يريد أن يكتب آية الرجم بيده لكنه يخشى الناس

 يقول الرافضي : عمر يريد أن يكتب آية الرجم بيده لكنه يخشى الناس... إقرأ التحريف في.كتاب الله المصدر كتاب صحيح البخاري 6328.  رد الشبهة الرواية كما وردت في صحيح البخاري :

فبعد ان قال الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه حديث طويل قال : ………………إن الله بعث ‏ ‏محمدا ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏بالحق وأنزل عليه الكتاب فكان مما أنزل الله آية الرجم فقرأناها وعقلناها ووعيناها رجم رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏ورجمنا بعده فأخشى إن طال بالناس زمان أن يقول قائل والله ما نجد آية الرجم في كتاب الله فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله والرجم في كتاب الله حق على من زنى إذا أحصن من الرجال والنساء إذا قامت البينة أو كان الحبل أو ‏ ‏الاعتراف ثم إنا كنا نقرأ فيما نقرأ من كتاب الله أن لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم أو إن كفرا بكم أن ترغبوا عن آبائكم ألا ثم إن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏لا ‏ ‏تطروني ‏ ‏كما ‏ ‏أطري ‏ ‏عيسى ابن مريم ‏ ‏وقولوا عبد الله ورسوله ......................

الجواب : تعليق ابن حجر العسقلاني :

ومناسبة إيراد عمر قصة الرجم والزجر عن الرغبة عن الآباء للقصة التي خطب بسببها وهي قول القائل : " لو مات عمر لبايعت فلانا " أنه أشار بقصة الرجم إلى زجر من يقول لا أعمل في الأحكام الشرعية إلا بما وجدته في القرآن وليس في القرآن تصريح باشتراط التشاور إذا مات الخليفة , بل إنما يؤخذ ذلك من جهة السنة كما أن الرجم ليس فيما يتلى من القرآن وهو مأخوذ من طريق السنة، وأما الزجر عن الرغبة عن الآباء فكأنه أشار إلى أن الخليفة يتنزل للرعية منزلة الأب فلا يجوز لهم أن يرغبوا إلى غيره بل يجب عليهم طاعته بشرطها كما تجب طاعة الأب، هذا الذي ظهر لي من المناسبة والعلم عند الله تعالى .

فهذا كلام ابن حجر موضحا ومفسرا للذين على قلوبهم ران وغلو .

كما هو واضح وجلي لكل من له بصيرة لو تمعن بالرواية جيدا يجد ان امير المؤمنين عمر لم يعتبر الاية من القران المحفوظ .

ولكن حكمها باقٍ . ولهذا قال امير المؤمنين انه لم يثبتها في المصحف لانها ليست من كتاب الله . وفي الدر المنثور في التفسير بالمأثور يورد الرواية بشكل افضل فيقول : واخرج احمد والنسائي عن عبد الرحمن بن عوف ان عمر بن الخطاب خطب الناس فسمعته يقول‏:‏ الا وان ناس يقولون‏:‏ ما بال الرجم‏.‏‏.‏‏!‏

 وفي كتاب الله الجلد، وقد رجم النبي صلى الله عليه وسلم، ورجمنا بعده ولولا ان يقول قائلون، ويتكلم متكلمون‏:‏ ان عمر زاد في كتاب الله ما ليس منه لاثبتها كما نزلت‏.‏  

فمن هذا يتضح جليا بان عمر امير المؤمنين لا يعتبرها اية من كتاب الله .  ونفيد في هذه المسألة أن كل آية موجودة في كتاب الله المجموع بين الدفتين يسمى قرآنا وما عداها لا يسمى قرآنا كالآيات المنسوخة والأحاديث القدسية وحتى كلام الله تعالى في الكتب السماوية السابقة لا تسمى قرآنا ، لذا قال عمر رضي الله عنه بأنها ليست آية من القرآن ولكنها تبقى كلام الله جل وعلا .

رمتني بدائها وانسلت

الغريب في الموضوع والامر ان اية الرجم ذكرت عند الشيعة الجعفرية في اصح واجل كتبهم وصححها علمائهم الكبار .

واليكم هذا الحديث في الكافي وصححه المجلسي : ح3- وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ يُونُسَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) الرَّجْمُ فِي الْقُرْآنِ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِذَا زَنَى الشَّيْخُ وَ الشَّيْخَةُ فَارْجُمُوهُمَا الْبَتَّةَ فَإِنَّهُمَا قَضَيَا الشَّهْوَةَ.


 أن عمر يخالف النبي صلى الله عليه وسلم

يقول التيجاني (( ومن أمعن النظر في مثل هذه الرواية فسيجدهم ينزلون أنفسهم فوق منزلته ويعتقدون بأنه يخطئ ويصيبون، بل إن هذا يستتبع تصحيح بعض المؤرخين لأفعال الصحابة حتى لو خالفت فعل النبي أو إظهار بعض الصحابة بمنزلة من العلم والتقوى أكثر من رسول الله (ص) كما حصل ذلك عندما حكموا بأن النبي أخطأ في قضية أسرى بدر وأصاب عمر بن الخطاب، ويروون في ذلك روايات مكذوبة بأنه (ص) قال: لو أصابنا الله بمصيبة لم يكن ينج منها إلا بن الخطاب )) أقول: 1 ثبت في الصحيح أن عمر قد وافقه ربه في عدة أمور فقد أخرج البخاري في صحيحه عن أنس قال (( قال عمر: وافقتُ ربي في ثلاث: فقُلتُ يا رسول الله، لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلّى فنزلت { واتخذوا من مقام إبراهيم مصلّى}.وآية الحجاب، قلت: يا رسول الله، لو أمرت نساءك أن يحتجبن، فإنه يكلِّمهن البرُّ والفاجر فنزلت آية الحجاب، واجتمع نساء النبي صلى الله عليه وسلم في الغيرة عليه فقلت لهنَّ: عسى ربه إن طلَّقكنَّ أن يُبدلَهُ أزواجاً خيراً منكُنَّ فنزلت هذه الآية ))(10)، وأخرجه البخاري في موضع آخر بلفظ (( قال عمر: وافقت ربي في ثلاث، أو وافقني ربي في ثلاث، قلت: يا رسول الله يدخل عليك البر والفاجر، فلو أمرت أمّهات المؤمنين بالحجاب، فأنزل الله آية الحجاب، قال: وبلغني معاتبة النبي صلى الله عليه وسلم بعض نسائه، فدخلتُ عليهن، قلت: إن انتهيتُنَّ أو ليبدِّلنّ الله رسوله صلى الله عليه وسلم خيراً منكن، حتى أتيت إحدى نسائه قالت: يا عمر، أما في رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يعظُ نساءه، حتى تعظهنّ أنت؟ فأنزل الله { عسى ربُهُ إن طلَّقكنّ أن يبدِّله أزواجاً خيراً منكنَّ مُسلِمات}.الآية ))(11)

أخرج مسلم في صحيحه عن ابن عمر قال (( قال عمر: وافقت ربي في ثلاث في مقام إبراهيم، وفي الحجاب، وفي أسارى بدر ))(12).

 وأخرج أيضاً عن عمر من حديث طويل ((... قال ابن عباس: فلما أسروا الأُسارى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر وعمر: ما ترون في هؤلاء الأُسارى؟ فقال أبو بكر يا نبي الله! هم بنوا العمّ والعشرة، أرى أن تأخذ منهم فدية، فتكون لنا قوة على الكفار فعسى الله ان يهديهم للإسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما ترى يا ابن الخطاب؟ قلت: لا والله يا رسول الله! ما أرى الذي رأى أبو بكر، ولكني أرى أن تمكّنا فنضرب أعناقهم، فمتُكّن علياً من عقيل فيضرب عنقه، وتُمكّني من فلان ( نسيباً لعمر ) فأضرب عنقه، فإن هؤلاء أئمة الكفر وصناديدها، فهوِي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال أبو بكر ولم يهْوَ ما قلتُ، فلما كان من الغد جئت فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر قاعدين يبكيان، قلت يارسول الله: أخبرني من أي شيء تبكي أنت وصاحبك، فإن وجدت بكاءً بكيت وإن لم أجد بكاءً تباكيتُ لبكائكما، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبكي للذي عرض عليّ أصحابك من أخذهم الفداء، لقد عرض عَليّ عذابهم أدنى من هذه الشجرة ( شجرة قريبة من نبي الله صلى الله عليه وسلم ) وأنزل الله عز وجل { ما كان لنبيٍ أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض إلى قوله فكلوا مما غنمتم حلالاً طيباً } ، فأحلّ الله الغنيمة لهم ))(13)

 وهذه الروايات كما ترى ثابته وصحيحة وإذا قال عنها التيجاني روايات مكذوبة فليُظهر ذلك بالدليل الواضح، لا بالجهل الفاضح والعقل الخرب، وهذه الروايات لا تعني أبداً أن بعض الصحابة عندهم من العلم والتقوى أكثر من رسول الله صلى الله عليه وسلم فالرسول يجتهد في بعض الأمور التي لم ينزل بها الوحي، بحسب المصلحة وليس كل ما يصدر عن النبي صلى الله عليه وسلم يعتبر وحياً كما صلّى على رأس المنافقين عبد الله بن أبي فقال له عمر(( يا رسول الله تصلّي عليه وقد نهاك ربك أن تصلي عليه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنما خيرني ربي فقال { استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة } وسأزيده على السبعين، قال: إنه منافق، قال: فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله { ولا تصلِّ على أحد منهم مات أبداً ولا تقم على قبره } ))(14)

 وهذا الأمر ثابت بالكتاب، كما هو واضح، وثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في سَوْقه الهدْي في حجة الوداع (( لو استقبلت من أمري ما استدبرت، ما أهديت، ولولا أن معي الهدْي لأحللت ))

(15) وأيضاً عندما رجع لرأي زوجتاه عائشة وحفصة عندما حلف أن لا يشرب عسلاً عند زينب بنت جحش فأنزل الله قوله { يا أيها النبي لم تحرّم ما أحل الله لك تبتغي مرضاتَ أَزواجك والله غفور رحيم } ( التحريم 1) فلو كان كل ما يقوم به عن طريق الوحي لما نزل القرآن يبين له هذه الأمور وليس أن يوافق الله في حادثة أو أكثر أحد الصحابة يُعتبر هذا إنقاص من قدر النبي صلى الله عليه وسلم أو أن بعض الصحابة يملكون علماً أكثر من النبي صلى الله عليه وسلم فلا يقول ذلك إلا من هو أجهل الناس بأفعال النبي صلى الله عليه وسلم وقد ثبت أن النبي كان يستشير أصحابه في كثير من الأمور التي لم ينزل بها الوحي كما في قضية الأسرى. 2 إذا كانت هذه الروايات باطلة فلماذا يحتجُّ بها إخوانك من الرافضة الأثني عشرية، فقد ردَّ الدكتور علاء الدين القزويني على الدكتور موسى الموسوي في كتابه ( الشيعة والتصحيح ) محتجاًّ عليه بحديث أنس فقال (( ولهذا جاء عن أنس بن مالك وهي رواية عمر الذي يقول فيه وافقت ربي في ثلاث أنه قال، قال عمر: بلغني بعض ما أذين رسول الله (ص) نساؤه، فدخلت عليهنّ، فجعلت أستقريهنّ وأعظهُن، فقلت فيما أقول: لتنتهينّ أو ليبدلنه الله خيراً منكنّ حتى أتيت على زينب فقالت: يا عمر ما كان في رسول الله (ص) ما يعظ نساءه حتى تعظنا أنت، فأنزل الله تعالى { عسى ربه إن طلّقكن ...} ))

(16) ثم يذكر عدة روايات أخرى عن عمر ويقول (( هذه جملة من روايات الصحاح ))(17) والغريب في هؤلاء الرافضة أنهم عندما يحتجّون على أهل السنة ببعض الأحاديث يحللونها، فمرة تكون عندهم صحيحة ولكنها قابلة في الوقت ذاته لكي تصبح ضعيفة، فإذا ظنوا أن فيها مدحاً لصحابي يحوّلونها إلى رواية ضعيفة تلقائياً، ولعل هذا الأمر هو الذي يفسّر كيف أن الحديث الذي يحتج به التيجاني على أهل السنة من كتبهم فيما يظنّه طعناً في صحابي يصبح صحيحاً، وأي حديث يظن أن فيه مدحاً لصحابي يتحول إلى حديث مكذوب وغير مقبول شرعاً وعقلاً! وحسب خبرتي فإني أرجع الفضل في هذا التّلون إلى معمل التحليل الحديثي التابع للمحلل التيجاني!؟ 3 يبدو أن التيجاني منزعج ومتأثر بهذا الضلال الذي ينفثه أهل السنة بين الناس (!) فإنهم يدّعون أن بعض أفعال الصحابة خير من فعل الرسول صلى الله عليه وسلم وأن بعضهم بمنزلةٍ من العلم والتقوى أكثر من الرسول صلى الله عليه وسلم ويحتج برواية لست أدري من أين أتى بها وهي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لو أصابنا الله بمصيبة لم يكن ينج منها إلا ابن الخطاب!؟ وبالطبع لم يعزوها لأي مصدر لأنها مكذوبة وباطلة متناً قبل البحث في سندها، فكيف يصيب الله نبيه صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام بمصيبة! وليس كذلك فقط فالمصيبة يقع بها النبي صلى الله عليه وسلم وجميع أصحابه أللهم إلا عمر !؟ فلا حول ولا قوة إلا بالله، ثم يقول التيجاني ( والعياذ بالله ) (( .. وكأن لسان حالهم يقول: لولا عمر لهلك النبي (والعياذ بالله )! من هذا الاعتقاد الفاسد المشين الذي لا قبح بعده، ولعمري أن الذي يعتقد هذا الاعتقاد هو بعيد عن الإسلام بعد المشرقين ويجب عليه أن يراجع عقله أو يطرد الشيطان من قلبه، قال الله تعالى { أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون } ))(18).

أقول: إذن هذا هو حكم التيجاني فيمن يعتقد ذلك الاعتقاد، وحتى أزيده هدايةً سأضطر لكي أكشف عن الذي يرفع بعض الصحابة عن منزلة النبي صلى الله عليه وسلم ويظهرهم بمنزلة من العلم والتقوى أكثر منه صلوات ربي وسلامه عليه، يورد ( الكليني ) وهو من كبار أئمتهم في كتابه ( الأصول من الكافي ) الذي يعتبر في منزلته كالبخاري عند أهل السنة على أن عليّ بن أبي طالب كان كثيراً ما يقول (( أنا قسيم الله بين الجنة والنار وأنا الفاروق الأكبر وأنا صاحب العصاء والميْسَم لقد أقرّت لي جميع الملائكة والروح والرسلُ ِبمثل ما أقرُّوا به لمحمد صلى الله عليه وسلم ولقد حُملتُ على مثلِ حمُولَته وهيَ حمُولةُ الرّب ولقد أُعطِيتُ خِصالاً ما سبقني إليها أحدٌ قبْلي، عُلِّمت المنايا والبلايا والأنساب وفصْل الخِطاب فلم يفُتْني ما سبقني ولم يَعْزُب عنَّي ما غاب عنَّي، ابشِّر بإذنِ الله وأُؤَدّي عنه، كل ذلك من الله مكّنني فيه بعِلْمه ))(19) ولم يكتفوا بذلك بل جعلوا ( أبناء ) عليّ أعظم من أنبياء الله!؟ فيورد إمامهم محمد فروخ الصفار في كتابه ( فضائل أهل البيت ) عن عبد الله بن الوليد قال (( قال لي أبو عبد الله (ع): أيّ شيء يقول الشيعة في عيسى وموسى وأمير المؤمنين (ع) قلت: يقولون: إن عيسى وموسى أفضل من أمير المؤمنين (ع) قال فقال: أيزعمون أنّ أمير المؤمنين (ع) قد علم ما علم رسول الله (ص) قلت نعم ولكن لا يقدّمون على أولو العزم من الرسل أحداً قال أبو عبد الله (ع) فخاصمهم بكتاب الله قال قلت: وفي أيّ موضع منه أخاصمهم قال: قال الله تعالى لموسى { وكتبنا له في الألواح من كلّ شيء علماً } إنه لم يكتب لموسى كلّ شيء، وقال الله تبارك وتعالى لعيسى { ولأبيّن لكم بعض الذي تخْتلفون فيه } وقال الله تعالى لمحمد (ص) { وجئنا بك على هؤلاء شهيداً ونزّلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء } ))(20) وعن أبي عبد الله وهو جعفر بن محمد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب!! قال (( إن الله خلق أولو العزم من الرسل وفضّلهم بالعلم، وأورثنا علمهم وفضّلهم، وفضّلنا عليهم في علمهم وعلم رسول الله (ص) ما لم يعلموا وعلّمنا علم الرسول (ص) وعلمهم ))(21)!!؟ وبعد ذلك لا يسعني إلا أن أتقدم بأحرّ التعازي للدكتور التيجاني على هدايته للباطل من كتاب ( بل ضللت ) للشيخ خالد العسقلاني في رده على التيجاني في كتابه ( ثم اهتديت )


 رد الشبهات عن الخليفة عثمان رضي الله عنه

 عثمان بن عفان ذو النورين، زوجتاه رقية وأم كلثوم، بنتا النبي صلى الله عليه وسلم ، وعديل عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه، وعنوان الجود والكرم، جهّز جيش العسرة، واشترى بئر رومة وجعله وقفاً للمسلمين، ولكنه لم يَسلم من هذا التيجاني الذي حاول أن يشوّه حقيقة التاريخ بالطعن في هذا الصحابي الجليل وهأنذا سوف أسرد شبهاته من كتابه مفنداً لها وذاباً عن حِبِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي بشره بالجنة فأقول وبالله التوفيق

 ادّعاء التيجاني بأن الصحابة أجمعوا على قتل عثمان والرد عليه في ذلك:

يقول هذا التيجاني (( وإذا ما سألت أحدهم كيف يقتل خليفة المسلمين سيدنا عثمان ذي النورين فسيجيبك بأن المصريين وهم كفرة جاؤوا وقتلوه وينهي الموضوع كله بجملتين، ولكن عندما وجدت الفرصة للبحث وقراءة التاريخ وجدت أن قتلة عثمان بالدرجة الأولى هم الصحابة أنفسهم وفي مقدمتهم أم المؤمنين عائشة التي كانت تنادي بقتله وإباحة دمه على رؤوس الأشهاد فكانت تقول ( اقتلوا نعثلاً فقد كفر ). كذلك نجد طلحة والزبير ومحمد بن أبي بكر وغيرهم من مشاهير الصحابة وقد حاصروه ومنعوه من شرب الماء ليجبروه على الاستقالة، ويحدثنا المؤرخون أن الصحابة هم الذين منعوا دفن جثته في مقابر المسلمين فدفن في ( حش كوكب ) بدون غسل ولا كفن، سبحان الله، كيف يقال أنه قتل مظلوماً وأن الذين قتلوه ليسوا مسلمين، وهذه القضية هي الأخرى كقضية فاطمة وأبي بكر، فأمّا أن يكون عثمان مظلوماً وعند ذلك نحكم على الصحابة الذين قتلوه أو شاركوا قتله بأنهم قتلة مجرمون لأنهم قتلوا خليفة المسلمين ظلماً وعدواناً وتتبعوا جنازته يحصبونها بالحجارة وأهانوه حياً وميتاً أو أن هؤلاء الصحابة استباحوا قتل عثمان لما اقترفه من أفعال تتنافى مع الإسلام كما جاء ذلك في كتب التاريخ، وليس هناك احتمال وسط إلا إذا كذّبنا التاريخ وأخذنا بالتمويه ( بأن المصريين وهم كفرة هم الذين قتلوه ) (!!) وفي كلا الاحتمالين نفيٌ قاطع لمقولة عدالة الصحابة أجمعين دون استثناء فإمّا أن يكون عثمان غير عادل أو يكون قتلته غير عدول وكلّهم من الصحابة وبذلك نبطل دعوانا. وتبقى دعوى شيعة أهل البيت قائلين بعدالة البعض منهم دون الآخر ))،

 أقول رداً على أكاذيبه:

 - 1 أمّا قوله أن قتلة عثمان بالدرجة الأولى هم الصحابة أنفسهم فهذا مما لا يشك عاقل في كذبه ورده فالصحابة رضوان الله عليهم لم يشاركوا في قتل عثمان،

ولم يرضوا بذلك أصلاً، بل على العكس من ذلك فإنهم مانعوا عنه ووقفوا بجانبه ولكنه رضي الله عنه خشي الفتنة فمنعهم من الدفاع عنه

 ولأنه كان يعلم أنه سيقتل مظلوماً كما أعلمه النبي صلى الله عليه وسلم فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنه ذكر الفتنة فقال (( يقتل فيها هذا مظلوماً )) يعني عثمان رضي الله عنه،

وأخرج البخاري في صحيحه عن أبي موسى الأشعري في جزء منه (( ... ثم جاء آخر يستأذن، فسكت هنيهة ثم قال: إئذن له وبشره بالجنة على بلوى ستصيبه، فإذا عثمان بن عفان )) ،

أقول لقد شارك خيار الصحابة في الدفاع عن عثمان وأعلنوا غضبهم لقتله فهذا علي يرفع يديه يدعوا على القتله فعن عبد الرحمن بن ليلى قال: رأيت علياً رافعاً حضينه يقول (( اللهم إني أبرأ إليك من دم عثمان )

 وعن عميرة بن سعد قال: (( كنا مع علي على شاطيء الفرات، فمرت سفينة مرفوع شراعها، فقال علي: يقول الله عز وجل { وله الجوار المنشآت في البحر كالاعلام } والذي أنشأها في بحر من بحاره ما قتلت عثمان ولا مالأت على قتله )

وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه )) أن علياًّ أرسل إلى عثمان: إنَّ معي خمسمائة ذراع، فأذن لي فأمنعك من القوم، فإنك تحدث شيئاً يستحلّ به دمك. قال أي عثمان جزيت خيراً، ما أحب أن يهراق دم في سببي ))،

 وحتى أولاد علي وأولاد الصحابة شاركوا في الدفاع عن عثمان فعن محمد بن سيرين قال (( انطلق الحسن والحسين وابن عمر وابن الزبير ومروان كلهم شاكي السلاح حتى دخلوا الدار، فقال عثمان: اعزم عليكم لما رجعتم فوضعتم أسلحتكم ولزمتم بيوتكم ((

وعن كنانة مولى صفية قال: (( شهدت مقتل عثمان، فأخرج من الدار أمامي أربعة من شبان قريش ملطخين بالدم، محمولين، كانوا يدرأون عن عثمان رضي الله عنه، الحسن بن علي، وعبد الله بن الزبير، ومحمد بن حاطب، ومروان بن حكم )

 وعن سلمة بن عبد الرحمن أن أبا قتادة الأنصاري ورجلاً آخر معه من الأنصار دخلا على عثمان وهو محصور فاستأذن في الحج فأذن لهما ثم قالا مع من تكون إن ظهر هؤلاء القوم؟ قال عليكم بالجماعة قالا أرأيت إن أصابك هؤلاء القوم وكانت الجماعة فيهم قال: الزموا الجماعة حيث كانت قال فخرجنا من عنده فلما بلغنا باب الدار لقينا الحسن بن علي داخلاً فرجعنا على أثر الحسن لننظر ما يريد فلما دخل الحسن عليه قال يا أمير المؤمنين إنا طوع يدك فمرني بما شئت فقال له عثمان يا ابن أخي ارجع فاجلس في بيتك حتى يأتي الله بأمره فلا حاجة لي في هراقة الدماء ))،

وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف عن عبد الله بن الزبير قال (( قلت لعثمان يوم الدار: اخرج فقاتلهم، فإن معك من قد نصر الله بأقل منه، والله قتالهم لحلال، قال: فأبى )

 وفي رواية أخرى لابن الزبير )) لقد أحل الله لك قتالهم، فقال عثمان: لا والله لا أقاتلهم أبداً ))،

 و (( وقد لبس ابن عمر درعه مرتين يوم الدار وتقلد سيفه حتى عزم عليه عثمان أن يخرج مخافة أن يقتل )

 وروي الخياط عن أبي هريرة رضي الله عنه قال (( قلت لعثمان: اليوم طاب الضرب معك، قال: اعزم عليك لتخرجن )

وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن سيرين قال )) جاء زيد بن ثابت إلى عثمان فقال: هذه الأنصار بالباب، قالوا: إن شئت أن نكون أنصار الله مرتين، قال: أما قتال فلا ))،

 وعن قيس بن أبي حازم ثقة قال (( سمعت سعيد بن زيد يقول: والله لو أن أحداً انقضّ فيما فعلتم في ابن عثمان كان محقوقاً أن ينقضّ )

وعن خالد بن الربيع العبسي قال (( سمعنا بوجع حذيفة، فركب إليه أبو مسعود الأنصاري رضي الله عنه في نفر أنا فيهم إلى المدائن، قال: ثم ذكر قتل عثمان، فقال: اللهم إني لم أشهد، ولم أقتل، ولم أرض ))

 وعن جندب بن عبد الله له صحبة )) أنه لقي حذيفة فذكر له أمير المؤمنين عثمان فقال: أما أنهم سيقتلونه! قال: قلت فأين هو؟ قال: في الجنة، قلت فأين قاتلوه؟ قال: في النار ))،

 وروى ابن كثير في البداية والنهاية عن أبي بكرة قال (( لأن أخرّ من السماء إلى الأرض أحبَّ إليَّ من أن أشرَك في قتل عثمان )

 وعن ابن عثمان النهدي ثقة (( قال أبو موسى الأشعري رضي الله عنه: إن قتل عثمان رضي الله عنه لو كان هدًى احتلبت به الأمة لبناً، ولكنه كان ضلالاً فاحتلبت به دماً )

 وعن كلثوم بن عامر تابعي ثقة (( عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: ما سرّني أني رميت عثمان بسهم أصاب أم أخطأ وأن لي مثل أحد ذهباً)

وروى ابن شبة بإسناد إلى ريطة مولاة أسامة بن زيد قالت (( بعثني أسامة إلى عثمان يقول: فإن أحببت نقبنا لك الدار وخرجت حتى تلحق بمأمنك يقاتل من أطاعك من عصاك )

 وأخرج البخاري عن حارثة بن النعمان شهد بدراً قال لعثمان وهو محصور )) إن شئت أن نقاتل دونك ))،

 وأخرج أحمد في فضائل الصحابة عن عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال (( لا تقتلوا عثمان فإنكم إن فعلتم لم تصلُّوا جميعاً أبداً ((

وروى ابن عساكر في تاريخه أن سمرة بن الجندب قال (( إن الإسلام كان في حصن حصين، وإنهم ثلموا في الإسلام ثلمة بقتلهم عثمان، وأنهم شرطوا شرطة، وإنهم لن يسدّوا ثلمتهم إلى يوم القيامة، وإن أهل المدينة كانت فيهم الخلافة فأخرجوها ولم تعد فيهم ))

 وعن نافع مولى ابن عمر أن ابن عمر قال (( لقيت ابن عباس وكان خليفة عثمان على موسم الحج عام قتل فأخبرته بقتله، فعظّم أمره وقال: والله إنه لمن الذين يأمرون بالقسط، فتمَنّيتُ أن أكون قتلت يومئذ ))

 وبعد هذا السرد لموقف الصحابة العظيم من مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه نعلم جيداً أنهم لم يشاركوا ولم يرضوا بقتل هذا الصحابي الجليل، ونعلم أيضاً الأمانة التي يتمتع بها هذا التيجاني المفتري عندما ادعى أنه درس التاريخ واكتشف أن قتلة عثمان هم الصحابة الكرام في الدرجة الأولى، هكذا! فأقول ألا لعنة الله على الكاذبين،

 وحتى لا يكون لهذا الدعي أي حجة أسوق بعض روايات الشيعة التي تثبت دفاع الصحابة عن عثمان في مقدمتهم علي بن أبي طالب وابنيه الحسن والحسين رضي الله عنهما حيث يقول المسعودي الشيعي في كتابه مروج الذهب ((... فلما بلغ علياً أنهم يريدون قتله بعث بابنيه الحسن والحسين مع مواليه بالسلاح إلى بابه لنصرته، وأمرهم أن يمنعوه منهم، وبعث الزبير ابنه عبد الله، وبعث طلحة ابنه محمداً، وأكثر أبناء الصحابة أرسلهم آباؤهم اقتداء بمن ذكرنا، فصدّوهم عن الدار ))

 ويقول ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة (( ... وقام بالكوفة نفر يحرضون الناس على نصر عثمان وأعانه أهل المدينة منهم عقبة بن عمر وعبد بن أبي أوفى وحنظلة الكاتب، وكل هؤلاء من الصحابة، ومن التابعين مسروق والأسود وشريح وغيرهم، وقام بالبصرة عمران بن حصين وأنس بن مالك وغيرهما من الصحابة، ومن التابعين كعب بن شور وهرم بن حيان وغيرهما، وقام بالشام ومصر جماعة من الصحابة والتابعين، وخرج عثمان يوم الجمعة فصلّى بالناس وقام على المنبر فقال: يا هؤلاء الله الله، فوالله إن أهل المدينة يعلمون أنكم ملعونون على لسان محمد صلى الله عليه وسلم فامحوا الخطأ بالصواب، فقام محمد بن سلمة الأنصاري، فقال نعم أنا أعلم ذلك فاقعده حكيم بن جبلة، وقام زيد بن ثابت فاقعده قتيرة بن وهب، وثار القوم فحصبوا الناس حتى أخرجوهم من المسجد، وحصبوا عثمان حتى صرع عن المنبر مغشياً عليه، فادخل داره واستقل نفر من أهل المدينة مع عثمان منهم سعد بن أبي وقاص، والحسن بن عليّ عليه السلام! وزيد بن ثابت، وأبو هريرة، فأرسل إليهم عثمان عزمت عليكم أن تنصرفوا فانصرفوا ))

-2 أما الذين خرجوا على عثمان وتآلبوا عليه وقتلوه فهم على قسمين:

 القسم الأول :أتباع عبد الله بن سبأ اليهودي الذي حاول إضلال الناس، فتنقّل في الحجاز والبصرة والكوفة ثم الشام فطرد منها، ثم أتى مصر فأقام بها ووضع لهم الرُجعة، وادعى أن الوصي بعد الرسول صلى الله عليه وسلم هو عليّ، فافتتن به بشر كثير من أهل مصر، ثم بث دعاته وكاتب من استُفْسِدَ من الأمصار وكاتبوه واتفقوا بالسر على ما أرادوا

 القسم الثاني : من الذين تمالئوا على عثمان وهم الأعراب وأوباش العرب وأُصُولُهم من أهل الردة في زمن أبي بكر، وهاهو عليّ يقول لطلحة والزبير عندما اشترطا إقامة الحدود في قاتلي عثمان (( يا إخوتاه، إني لست أجهل ما تعلمون، ولكني كيف أصنع بقوم يملكوننا ولا نملكهم! هاهم هؤلاء قد ثارت معهم عبدانكم، وثابت إليهم أعرابكم... ))

 وهذا ما يقرّه إمام الإمامية الاثني عشرية النوبختي حيث يقول ((وارتد قوم فرجعوا عن الإسلام ودعت بنو حنيفة إلى نبوّة مسيلمة وقد كان ادعى النبوة في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم فبعث أبو بكر إليهم الخيول عليها خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي فقاتلهم وقتل مسيلمة وقتل من قتل ورجع من رجع منهم إلى أبي بكر فسموا أهل الردة ولم يزل هؤلاء جميعاً على أمر واحد حتى نقموا على عثمان أموراً أحدثها وصاروا بين خاذل وقاتل إلا خاصة أهل بيته وقليلاً من غيرهم حتى قتل ))

 وكان الذي يتزعم الحملة على عثمان هم الذين جاؤو من مصر ويترأسهم الغافقي بن حرب العكبي الذين عُرفوا بالمصريين، ولكن التيجاني ينكر ذلك لأنه كما يدعي قرأ التاريخ! ولكن كتب التاريخ وغيرها، تجمع على أن قتلة عثمان هم المصريّون، راجع تاريخ الطبري ، وابن الأثير، والتمهيد والبيان، ومروج الذهب، والبداية والنهاية، وطبقات ابن سعد، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، والاستيعاب لابن عبد البر، والتاريخ الاسلامي، والفتوح لابن الأعثم .

وبعد ذلك أتساءل والقرّاء أي تاريخ قرأ التيجاني؟

 أعتقد أنه قرأ حقاً التاريخ ولكن ليس أي تاريخ، إنه تاريخ الحمقى والمغفّلين!!

- 3 ثم يدعي أنّ في مقدمة قتلة عثمان أم المؤمنين عائشة ( وفي مقدمتهم أم المؤمنين عائشة التي كانت تنادي بقتله واباحة دمه على رؤوس الأشهاد فكانت تقول ( اقتلوا نعثلاً فقد كفر ) ثم يعزو هذا القول بالهامش: إلى الطبري وابن الأثير والعقد الفريد ولسان العرب وتاج العروس، فأقول:

أ- هذه الرواية التي تزعم أن عائشة قالت ذلك مدارُها على نصر بن مزاحم قال فيه العقيلي (( كان يذهب إلى التشيع وفي حديثه اضطراب وخطأ كثير )

 وقال الذهبي (( رافضي جلد، تركوه وقال أبو خيثمة: كان كذاباً، وقال أبو حاتم: واهي الحديث، متروك، وقال الدارقطني: ضعيف ))،

وقال الجوزجاني: كان نصر زائفاً عن الحق مائلاً، وقال صالح بن محمد: نصر بن مزاحم روى عن الضعفاء أحاديث مناكير،

 وقال الحافظ أبي الفتح محمد بن الحسين: نصر بن مزاحم غال في مذهبه ))،

 وعلى ذلك فهذه الرواية لا يعول عليها ولا يلتفت إليها إضافة إلى مخالفتها للروايات الصحيحة الناقضة لها.

ب - الروايات الصحيحة الثابتة تظهر أن عائشة تألمت لمقتل عثمان ودعت على قاتليه، فعن مسروق تابعي ثقة قال (( قالت عائشة: تركتموه كالثوب النقي من الدنس، ثم قربتموه تذبحونه كما يذبح الكبش، قال مسروق: فقلت هذا عملك كتبت إلى الناس تأمرينهم بالخروج عليه، فقالت عائشة: والذي آمن به المؤمنون وكفر به الكافرون ما كتبت إليهم بسواد في بياض حتى جلست مجلسي هذا. قال الأعمش: فكانوا يرون أنه كتب على لسانها ))،

 وأخرج أحمد في فضائله عن عائشة أنها كانت تقول أي في مقتل عثمان (( ليتني كنت نسياً منسياً فأما الذي كان من شأن عثمان فوالله ما أحببت أن ينتهك من عثمان أمر قط إلا انتهك مني مثله حتى لو أحببت قتله قتلت .. )

 وروى ابن شبة عن طلق بن حُشَّان قال (( قلت لعائشة: فيم قتل أمير المؤمنين عثمان؟ قالت: قتل مظلوماً، لعن الله قتلته )

 وأخرج أحمد في الفضائل عن سالم بن أبي الجعد قال (( كنا مع ابن حنيفة في الشِّعب فسمع رجلاً ينتقص وعنده ابن عباس، فقال: يا بن عباس! هل سمعت أمير المؤمنين عشية سمع الضجة من قبل المربد فبعث فلان بن فلان فقال: اذهب فانظر ما هذا الصوت؟ فجاء فقال: هذه عائشة تلعن قتلة عثمان والناس يؤمِّنون فقال عليّ: وأنا ألعن قتلة عثمان في السهل والجبل، اللهم العن قتلة عثمان، اللهم العن قتلة عثمان في السهل والجبل، ثم أقبل ابن الحنيفة عليه وعلينا فقال: أما فيَّ وفي ابن عباس شاهدا عدل؟ قلنا؟ بلى! قال: قد كان هذا ))

ت - المعلوم عند جميع المؤرخين أن عائشة خرجت تطالب بدم عثمان فكيف يوفق بين موقفها هذا وقولها ( إقتلوا نعثلا فقد كفر )؟! إلا أن هذا القول كذب صريح عليها.

 - 4 وأما قوله ( كذلك نجد طلحة والزبير ومحمد بن أبي بكر وغيرهم من مشاهير الصحابة (!!) وقد حاصروه ومنعوه من شرب الماء ليجبروه على الاستقاله ). وجواباً على ذلك أقول:

أ - أما أن محمد بن أبي بكر من مشاهير الصحابة فهذا أمر ثابت لا يمكن إنكاره لأنه من أكثر المصاحبين للنبي صلى الله عليه وسلم إذ صاحبه ما يقرب الأربعة أشهر!؟ لأن النبي صلى الله عليه وسلم توفّي ولم يتم محمد بن أبي بكر من عمره أربعة أشهر!!!؟ فياله من صحابي مشهور؟!؟

ب - أما أن طلحة والزبير قد حاصرا عثمان ومنعوه من شرب الماء!؟ فهذا من المين الفاضح، فأين النقل الثابت؟ وما هو المصدر الذي استقى منه التيجاني كذبهُ هذا؟ وأنا أتحدّاه بأن يأتي بمصدر واحد يذكر مثل هذه الترّهات، ولكن بعداً له!

 ت - الروايات الصحيحة الثابتة تبين أن طلحة والزبير تألّما لقتل عثمان غاية الألم بل وحاولا الدفاع عنه فعن أبي حبيبة قال )) بعثني الزبير إلى عثمان وهو محصور، فدخلت عليه في يوم صائف وهو على كرسي، وعنده الحسن بن عليّ، وأبو هريرة، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن الزبير، فقلت: بعثني إليك الزبير بن العوام وهو يقرئك السلام ويقول لك: إني على طاعتي لم أبدّل ولم أنكث، فإن شئت دخلت الدار معك وكنت رجلاً من القوم، وإن شئت أقمت، فإنّ بني عمرو بن عوف وعدوني أن يصبحوا على بابي، ثم يمضون على ما آمرهم به. فلما سمع الرسالة قال: الله أكبر، الحمد لله الذي عصم أخي، أقرئه السلام ثم قل له: إن يدخل الدار لا يكن إلا رجلاً من القوم، ومكانك أحبّ إليّ، وعسى الله أن يدفع بك عنّي، فلما سمع الرسالة أبو هريرة قام فقال: ألا أخبركم ما سمعت أذناي من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قالوا: بلى، قال: أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: تكون بعدي فتن وأمور، فقلنا: فأين المنجى منها يا رسول الله؟ قال: إلى الأمين وحزبه، وأشار إلى عثمان بن عفان. فقام الناس فقالوا: قد أمكننا البصائر، فأذن لنا في الجهاد؟ فقال عثمان: أعزم على من كانت لي عليه طاعة ألا يقاتل ))

 وروى الداقطني في فضائل الصحابة (( أن عثمان أشرف على المسجد، فإذا طلحة جالس في شرق المسجد، قال: يا طلحة قال: لبيك قال: نشدتك بالله هل تعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من يشتري قطعة يزيدها في المسجد، فاشتريتها من مالي، قال طلحة: اللهم نعم، فقال: يا طلحة قال: لبيك، قال: نشدتك بالله هل تعلمني حملت في جيش العسرة على مائة؟ قال طلحة: اللهم نعم، ثم قال طلحة: اللهم لا أعلم عثمان إلا مظلوماً ))

ج - لا يختلف إثنان في أن طلحة والزبير كانا من أوائل المطالبين بدم عثمان، والاقتصاص من قاتليه، ولم يخرجا، إلا لهذا السبب، فليت شعري إن كانا من المحرضين على قتل عثمان، والمشاركين في حصاره فما معنى موقفهما ممن يريدون قتالهم وهم يشاركونهم في الجريمة؟!

 - 5 ثم يقول ( ويحدثنا المؤرخون أن الصحابة هم الذين منعوا دفن جثّته في مقابر المسلمين، فدفن في ( حش كوكب ) بدون غسل ولا كفن )!؟ وفي موضع آخر يقول ( وتحقق لدي ما قاله المؤرخون من أنه دفن بحش كوكب وهي أرض يهودية)

أ - يريد هذا التيجاني أن يصور الصحابة على أنهم مجموعة من الرعاع والهمج الذين يقتلون بعضهم بعضاً، بل ويمنعون خيرة الصحابة من أن يدفن مثل باقي المسلمين، فيضعونه في قبره دون غسل ولا تكفين!! وأنا لا أستغرب هذا القول من هذا المهتدي للضلال،

 لأنه لم يشعر قلبه يوماً بمحبّة صحابة النبي صلى الله عليه وسلم ، وأحبُّ أن أعلمه أن هذه الأفعال التي يريد إلصاقها بصحابة النبي صلى الله عليه وسلم هي أولى بطباعهم وأفعالهم، وكيف لا وهم أحفاد عبد الله بن سبأ اليهودي راعي الفتنة الأولى!

ب - أما ادعاؤه بأن الصحابة منعوا دفنه في مقابر المسلمين فدفن في حش كوكب وهي أرض يهودية فلا يدلّ إلا على جهله المطبق لأن حش كوكب ليست أرض يهودية، ولم تكن كذلك إطلاقاً، لأن حش بمعنى البستان، وقد اشتراه عثمان من كوكب وهو رجل من الأنصار وعندما توفي دفن في بستانه الذي اشتراه من ماله، فأي شيء في ذلك؟

ثم يضيف قائلاً (( وتحقق لدى ما قاله المؤرخون من أنه دفن بحش كوكب وهي أرض يهودية لأن المسلمين منعوا دفنه في بقيع رسول الله، ولمّا استولى معاوية بن أبي سفيان على الخلافة اشترى تلك الأرض من اليهود (!!!)


 إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه

 ما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم [ لا تحزن إن الله معنا[؟

  أليس أبو بكر داخلا فيها؟ أليس أبو بكر كان يخاف على نفسه؟

إن النبي كما أنه لم يخلف على فراشه جبناء

 فإنه لم يصطحب جبناء وإلا كان ذلك طعنا فيه. أليس النبي عندكم يعلم الغيب؟

 ثم أن حزن أبي بكر لم يكن على نفسه بل كان حزنه على الرسول صلى الله عليه وسلم والدليل أنه كان في الهجرة يمشي مرة أمامه يسوثق له الطريق ومرة خلفة يخشى عليه الطلب وأيضا حين دخل الغار قبل الرسول ليتأكد من أمان الغار وسد الحفر التي فيه حتى لدغ من دوابه وتفل رسول الله صلى الله عليه وسلم على مكان اللدغة فبرأت

 وهل كل من يحزن يكون جبانا ؟

قالت الملائكة لسيدنا لوط (لا تَخَفْ وَلَا تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ 33). فهل كان سيدنا لوط جبانا؟

 وقال جبريل لمريم (فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا 24).

 وقال تعالى للمؤمنين (وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) (آل عمران139).

هل معنى ذلك ولا تكونوا جبناء؟

لفظ (مع) تتعدد معانيه بحسب سياق النص.

(وهو معكم أينما كنتم) تفيد العلم أم النصر والتأييد؟

(واعلموا أن الله مع المتقين) تفيد العلم أم النصر والتأييد؟

 (إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلآئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرَّعْبَ) هل هذه المعية معية علم أم معية نصر وتأييد؟

فإذا كانت المعية معية النصر لا معية العلم ولا المصاحبة ثبت الثناء على أبي بكر. ولا يخالف في كون المعية هنا معية التأييد إلا جاهل أو مكابر جبار عنيد.

 وإذا لم نجد السكينة على أبي بكر في هذه الآية فإننا نجدها فيه وفي غيره في آيات أخر تثبت السكينة على كل أصحابه وليس فقط في أبي بكر.

قال تعالى [ لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً[ (الفتح:18).

 وقال تعالى [ إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً[ (الفتح:26).

 وقال تعالى [ ثُمَّ أَنَزلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَعذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ 26 ثُمَّ يَتُوبُ اللّهُ مِن بَعْدِ ذَلِكَ عَلَى مَن يَشَاء وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ 27].

وقد كان أبو بكر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس فقط في هجرته وإنما في غزواته وفي بيعة الشجرة.


 إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما

 زاغت ومالت عن الحق في حب ما كرهه النبي صلى الله عليه وسلم من اجتناب جاريته واجتناب العسل.. وكان عليه السلام يحب العسل والنساء.. أي إن تتوبا كان خيرا لكما إذ قد صغت قلوبكما (القرطبي18/124) وهذا الزيغ متعلق بالغيرة لا غير.

وهذا زيغ في هذه المسألة ليس زيغا عن الاسلام إلى الكفر.

والرسول لم يطلقهما بعدما علم ذلك منهما بل أقر زواجهما منه، وحاشاه أن يقر ببقائهما ولا يطلقهما إن كان الأمر يستحق ما ينفخ فيه الرافضة. لأنه يلزم من هذا الطعن بالنبوة وأن الرسول لم يطلق من تستحق الطلاق.

ولم يمنع الحق عمر أن يقول «هما عائشة وحفصة» وذلك عندما سئل عن معنى هذه الآية.

وإذا كانت عائشة وحفصة قد اتفقنا على مظاهرة كل منهما الأخرى فإن صالح المؤمنين هما أبو بكر وعمر فقد ظاهر أبو بكر وعمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ضد ابنتيهما بتوبيخ كل منهما ابنته على ذلك. وقد وردت الروايات في شرح الآية (وصالح المؤمنين) أي أبو بكر وعمر (تفسير الطبري)

وعائشة من أهل البيت ومع ذلك ليست معصومة. كما أن عليا خطب من لا يجوز أن يخطب مما أدى إلى غضب النبي صلى الله عليه وسلم.

سأل ابن عباس أمير المؤمنين عمر رضي الله عنهما عن هذه الآية قائلا : من المرأتان اللتان قال تعالى : ( إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما )

 فقال عمر : وا عجبا لك يا ابن عباس هما حفصة وعائشة ( ولم ينكر ذلك أو يتردد في قوله ) ثم ساق الحديث قائلا :

 كنا معشر قريش قوما نغلب النساء ، فلما قدمنا المدينة وجدنا قوما تغلبهم نساؤهم ، فطفق نساؤنا يتعلمن من نسائهم ،

قال : وكان منزلي في دار بني أمية بن زيد بالعوالي ، قال : فغضبت يوما عليّ امرأتي فإذا هي تراجعني ، فأنكرت أن تراجعني ،

فقالت : ما تنكر أن أراجعك ؟ فوالله إن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ليراجعنه ، وتهجره إحداهن اليوم إلى الليل،

قال : فانطلقت فدخلت على حفصة فقلت : أتراجعين رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟

قالت : نعم ، قلت : وتهجره إحداكن اليوم إلى الليل ؟ قالت : نعم

قلت : قد خاب من فعل ذلك منكن وخسر ، أفتأمن احداكن أن يغضب الله عليها لغضب رسوله ، فإذا هي قد هلكت ؟ لا تراجعي رسول الله ولا تسأليه شيئا ، وسليني من مالي ما بدا لك ، ولا يغرنك إن كانت جارتك هي أوسم وأحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منك ( يعني عائشة )

قال : وكان لي جار من الأنصار ، وكنا نتناوب النزول إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ينزل يوما وأنزل يوما ، فيأتيني بخبر الوحي وغيره ، وآتيه بمثل ذلك ،

قال : وكنا نتحدث أن غسان تُنعل الخيل لتغزونا ، فنزل صاحبي يوما ثم أتى عشاء فضرب بابي ثم ناداني ، فخرجت إليه

فقال : حدث أمر عظيم ، فقلت : وما ذاك ؟ أجاءت غسان ؟ ، قال : لا ، بل أعظم من ذلك وأطول ! طلق الرسول صلى الله عليه وسلم نساءه ،

فقلت : قد خابت حفصة وخسرت ، كنت أظن هذا كائنا ،

حتى إذا صليت الصبح شددت علي ثيابي ثم نزلت ، فدخلت على حفصة وهي تبكي ،

فقلت : أطلقكن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقالت : لا أدري ، هو هذا معتزل في هذه المشربة ، فأتيت غلاما له أسود فقلت استأذن لعمر ، فدخل الغلام ثم خرج إليّ

فقال : ذكرتك له فصمت ، فانطلقت حتى أتيت المنبر ، فإذا عنده رهط جلوس يبكي بعضهم ، فجلست قليلا ، ثم غلبني ما أجد ،

 فأتيت الغلام فقلت : استأذن لعمر ، فدخل ثم خرج فقال : ذكرتك له فصمت ،

فخرجت فجلست إلى المنبر ، ثم غلبني ما أجد فأتيت الغلام فقلت : استأذن لعمر ، فدخل ثم خرج إليّ فقال : قد ذكرتك له فصمت ،

فوليت مدبرا فإذا الغلام يدعوني فقال : ادخل ، قد أذن لك ، فدخلت فسلمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإذا هو متكئ على رمل حصير - ( قال الإمام أحمد وحدثنا يعقوب في حديث صالح : رمال حصير قد أثر في جنبه ) -

فقلت : أطلقت يا رسول الله نساءك ؟ فرفع رأسه إليّ وقال : لا

فقلت : الله أكبر ، لو رأيتنا يا رسول الله وكنا معشر قريش قوما نغلب النساء ، فلما قدمنا المدينه وجدنا قوما تغلبهم نساؤهم ، فطفق نساؤنا يتعلمن من نسائهم ،

 فغضبت يوما عليّ امرأتي فإذا هي تراجعني ، فأنكرت أن تراجعني ،

فقالت : ما تنكر أن أراجعك ؟ فوالله إن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ليراجعنه ، وتهجره إحداهن اليوم إلى الليل،

فقلت : قد خاب من فعل ذلك منكن وخسر ، أفتأمن احداكن أن يغضب الله عليها لغضب رسوله ، فإذا هي قد هلكت ؟

فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت : يا رسول الله فدخلت على حفصة فقلت : لا يغرنك أن كانت جارتك هي أوسم وأحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منك ، فتبسم أخرى

فقلت : أستأنسُ يا رسول الله ؟ قال نعم ، فجلستُ فرفعت رأسي في البيت ، فوالله ما رأيت في البيت شيئا يرد البصر إلا أهبة ثلاثة ،

فقلت : ادعُ الله يا رسول الله أن يوسع على أمتك ، فقد وسع على فارس والروم وهم لا يعبدون الله ،

فاستوى جالسا وقال : أفي شك أنت يا ابن الخطاب ؟ أولئك قوم عجلت لهم طيباتهم في الحياة الدنيا ،

فقلت : استغفر لي يا رسول الله

وكان أقسم ألا يدخل عليهن شهرا ، من شدة موجدته عليهن حتى عاتبه الله عز وجل .

وقد روى هذا الحديث البخاري ومسلم والترمذي والنسائي

وبهذا يتبين أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد وجد على نسائة وهذا أمر يحصل في كل بيت وأن الرسول صلى الله عليه وسلم بشرا يزعل ويرضى ويحب ويبغض ، وكذلك نساءه تصبهم الغيرة عليه صلى الله عليه وسلم ، وفي هذه الحادثة عاتبه الله عز وجل وجل وكذلك عاتب نساء الرسول صلى الله عليه وسلم


 ويبقى وجه ربك

 قبل أن نذكر لكم معنى الآية نود أن لا يفوتكم أن تفسير الآية عند الشيعة هم الأئمة فإنهم وجه الله.

 قال الصدوق « أي التوجه إلى الله» (من لا يحضره الفقيه1/334).

 لكن المحقق خالفه فقال بأن معنى وجه الله أي أنبياؤه وحججه» ثم تناقض الصدوق وقال بأن معناه النظر إلى الأنبياء والأئمة (عيون أخبار الرضى2/106 الاحتجاج للطبرسي2/190 بحار الأنوار4/3 و31 نور البراهين1/300 مسند الرضا لعزيز الله العطاردي1/19).

 وفي مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب « نحن وجه الله ونحن الآيات ونحن حدود الله» (مناقب آل أبي طالب3/63 مستدرك سفينة البحار10/253).

وعند المجلسي أيضا « نحن وجه الله» (بحار الأنوار24/192-196 تفسير القمي2/345).

 وعند المجلسي « ويبقى وجه ربك» أي وجه علي (بحار الأنوار39/88).

 وعند المجلسي « وجه الله أي دينه» (بحار الأنوار4/5).

 وعند المجلسي المتناقض « وجه الله» أي ذاته. (بحار الأنوار4/6).

 وعند المجلسي « ويبقى وجه ربك» أي ربك الظاهر بالأدلة ظهور الإنسان بوجهه» (6/323 87/232).

 وعند المجلسي « ويبقى وجه ربك» أي فثم التوجه إلى الله (بحار الأنوار83/206).

 وعند المازندراني وجه الله أي عنايته وقيوميته (شرح أصول الكافي3/125).

 وروى في مستدرك الوسائل حديث « الدنيا ملعونة ملعون من طلبها وأحبها» (مستدرك الوسائل12/38 مستدرك سفينة البحار3/355). مما يؤكد أنه فهم منها التوجه إلى الله بالعمل وعدم طلب الدنيا بعمل الآخرة. وهذا ما نقوله نحن.

 وعند الشيخ إبراهيم الأنصاري « إن الله سبحانه وتعالى هو الوجود المطلق بلا قيد... فجميع الكون هو وجه الله ومظهره» وهذا عنده معنى قوله تعالى ) كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام» (أولياء الله ص 1).

معناها عندنا

 ( بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن( (البقرة112).

 ( وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ( (النساء:125).

 ) وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ( (الأنعام:52).

 ) وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ( (الكهف:28).

 ) وَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ( (القصص:88).

 ) وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ( (لقمان:22).

 ( أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبّاً عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيّاً عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ( (الملك:22).

هل للوجه معنى واحدا أم معنيين؟

 معنى الوجه القصد والتوجه عند الشيعة. فقد قال علماؤكم أن الوجه على معنيين: الوجه المركب الذي فيه عينان.. والوجه بمعنى أول كل شيء وصدره كما قال تعالى ) وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ( (آل عمران:72).. والوجه القصد بالفعل من ذلك قوله تعالى ) ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله( وقال الفرزدق:

وأسلمت وجهي حين شدت ركائبي إلى آل مروان بنات المكارم

 أي جعلت قصدي وإرادتي لهم. وأنشد الفراء يقول:

 أستغفر الله ذنبا لهم محصيه رب العباد إليه الوجه والعمل

 ومنه قولهم في الصلاة: وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض. أي قصدت قصدي بصلاتي وعملي. ومنه قوله تعالى ) فأقم وجهك للدين القيم( .. والوجه الذهاب والجهة والناحية. (الأمالي3/46-47).

 وفسر قوله تعالى ) كل شيء هالك إلا وجهه( بمعنى أن كل فعل يتقرب به إلى غيره فهو هالك» (الأمالي3/50).

 وجمع الطبرسي بين الآيتين )كل شئ هالك إلا وجهه( وقوله تعالى ) ويبقى وجه ربك( أثناء تعليقه على حديث « الدنيا ملعونة ملعون ما فيها» (مكارم الأخلاق453).

 إذن فالوجه يأتي بمعنى القصد والتوجه

 ومعنى الآية ما أريد به وجهه كما قال تعالى (واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه). أي وجهة دعائهم إلى الله أي الإخلاص في دعائهم لله فقط. لا كما يفعل الشيعة بدعائهم يريدون وجه المخلوقات بدعائهم.

 العلماء فسروه بمعنى ما كان وجه العمل فيه إلى الله. مثل الآية الأخرى: كل شيء هالك إلا وجهه.

وقد قال لبيد الشاعر:

ألا كل ما خلا الله باطل

 لكن تفسير الشيعة فيه تصريح بأن عليا هو الله.

 فقالوا ) ويبقى وجه ربك( أي يبقى وجه علي


 قول الرافضة: أن عمر كان يشرب النبيذ والمسكر حتى عند وفاته

النبيذ كلمة مشتركة وأصلها ما ينبذ في الماء. وكانوا ينبذون ولا يبالون أتحول التمر أو العسل المنبوذ مع الماء إلى مسكر أم لا؟ النبيذ هو تمر يخلط بالماء فيصير طعمه عذبا.

 مثل ما يسمى اليوم بشراب الجلاب وهو تمر منبوذ في الماء. وقد نهى النبي عن النبيذ أول الأمر ثم أجازه بعدما نهى عن نبذ الماء في الدباء والمزفت والحنتم والنقير لأنها أوان يسرع فيها تحول التمر المنبوذ مع الماء الى مسكر. ففي صحيح مسلم «ونهيتكم عن النبيذ إلا في سقاء، فاشربوا في الأسقية كلها. ولا تشربوا مسكرا» يعني إلقاء التمر ونحوه في ماء الظروف.

 إلا في سقاء. أي إلا في قربة. إنما استثناها لأن السقاء يبرد الماء،

 فلا يشتد ما يقع فيه اشتداد ما في الظروف. وكانت الجارية تنبذ التمر في الماء للنبي فيشربه. وقد بوب مسلم هكذا (باب: إباحة النبيذ الذي لم يشتد ولم يصر مسكرا)

 وفيه عدة أحاديث: حدثنا عبيدالله بن معاذ العنبري. حدثنا أبي حدثنا شعبة عن يحيى بن عبيد، أبي عمر البهراني، قال: سمعت ابن عباس يقول: كان رسول الله ينتبذ له في أول الليل فيشربه إذا أصبح يومه ذلك والليلة التي تجيء والغد والليلة الأخرى والغد إلى العصر. فإن بقي شيء سقاه الخادم أو أمر به فصب.

· حدثنا محمد بن بشار. حدثنا محمد بن جعفر. حدثنا شعبة عن يحيى البهراني. قال: ذكروا النبيذ عند ابن عباس فقال «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينتبذ له في سقاء. قال شعبة: من ليلة الاثنين، فيشربه يوم آلاثنين والثلاثاء إلى العصر. فإن فضل منه شيء، سقاه الخادم أو صبه.

· وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب وإسحاق بن إبراهيم- واللفظ لأبي بكر وأبي كريب - (قال إسحاق: أخبرنا. وقال الآخران: حدثنا) أبو معاوية عن الأعمش، عن أبي عمر، عن ابن عباس. قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينقع له الزبيب. فيشربه اليوم والغد وبعد الغد إلى مساء الثالثة. ثم يأمر به فيسقى أو يهراق.

· وحدثنا إسحاق بن إبراهيم. أخبرنا جرير عن الأعمش، عن يحيى بن أبي عمر، عن ابن عباس. قال: . كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينبذ له الزبيب في السقاء. فيشربه يومه والغد وبعد الغد. فإذا كان مساء الثالثة شربه وسقاه. فإن فضل شيء أهراقه.

·وسؤالنا كيف يرضى علي بن أبي طالب أن يزوج ابنته أم كلثوم لشارب المسكر كما تزعمون يا رافضة ؟ وهل سألتم أنفسكم: هل يمكن لمن يعاني سكرات الموت أن يشرب المسكر؟

مما يدل على أنكم محرومون من الإنصاف.


 عمر يجعل الطلاق الثلاث بطلقة واحدة  

بالنسبة لامضائه الطلاق الثلاث فعن ابن عباس قال (( كان الطلاق على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وسنتين من خلافة عمر، طلاق الثلاث واحدة، فقال عمر بن الخطاب: إن الناس قد استعجلوا في أمر قد كانت لهم فيه أناة فلو أمضيناه عليهم، فأمضاه عليهم )

 هذا الحديث يبين أن الرجل إذا طلّق امرأته ثلاثاً تقع طلقة واحدة، وظل الأمر على ذلك حتى جاءت خلافة عمر وفي السنتين الأولتين أبقى عمر الطلقة الواحد البائنة، ولكن عندما رأى تهاون الناس في التطليق وعبثهم فيه أراد أن يشدد عليهم في ذلك تأديباً وردعاً لهم فأوقع الطلاق ثلاثاً وهذا من اجتهاده وفقهه رضي الله عنه وقد وافقه الصحابة في زمانه على ذلك ولا شك أن علياً واحداً منهم 

 وليس ذلك تحليلاً لما حرم الله ورسوله فإنه لم ينسخ الحكم إنما جعله مرتبطاً بالعلة وهو أعلم بمراد النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك إضافةً إلى أنه الامام المسؤول عن رعيته أمام الله عز وجل،

 فيجب عليه أن يسوسهم ويرشدهم لما يصلحهم وأن يردهم للصواب إن تقاعسوا عن المطلوب أو قصّروا في الحقوق، وأن يعمل على ما يصلحهم وينفعهم، وعمر قد ثبت أنه من أفاضل الصحابة وأعلمهم بالدين، واجتهاده هذا اجتهاد سائغ، وعلى فرض أنه أخطأ فهذا من الخطأ الذي يرفع الله به المؤاخذة، وقد اعترف بفضله وعلمه خيار الصحابة،

 فقد روى الشعبي عن عليّ قال (( ما كنّا نبعد أن السكينة تنطق على لسان عمر ))

 وقال ابن مسعود (( كان عمر أعلمنا بكتاب الله، وأفقهنا في دين الله وأعرفنا بالله، والله لهو أبين من طريق الساعين، يعني أن هذا أمر بيّن يعرفه الناس ))

 وقال أيضاً (( لو أن علم عمر وُضع في كفّة ميزان ووضع علم أهل الأرض في كفّة لرجح عليهم وقال إني لأحسب تسعة أعشار العلم ذهب يوم ذهب عمر ))

 وقال مجاهد (( إذا اختلف الناس في شيء فانظروا ما صنع عمر فخذوا به ))

 وقال أبو عثمان النهدي (( إنما كان عمر ميزاناً لا يقول كذا ولا يقول كذا ((

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم (( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي )) ولا شك أن عمر خليفة راشدي ويقتدى به كما أمر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم

ولكن لعل التيجاني لن يقتنع بهذا الكلام، فسأضطر لكي أنقل من كتب الرافضة الاثني عشرية والمعتمدة لديهم رأي أهل البيت في عمر، يقول وصي القوم علي بن أبي طالب رضي الله عنه واصفاً زمن حكم عمر بقوله (( لله بلاء فلان فقد قوّم الأوَد وداوى العمَد، خلّف الفتنة وأقام السنّة، ذهب نقيَّ الثوب قليل العيب أصاب خيرها وسبق شرّها، أدّى إلى الله طاعته، واتقاه بحقّه، رحل وتركهم في طرقٍ متشعّبة، لا يهتدي فيها الضاّل ولا يستيقن المهتدي ))

وقال عنه أيضاً (( ووليهم والٍ فأقام واستقام حتى ضرب الدين بجرّانه ))

وفي كتاب ( الغارات ) لإمام القوم ابراهيم الثقفي يذكر أن علياً وصف ولاية عمر بقوله (( ... وتولى عمر الأمر وكان مرضيّ السيرة، ميمون النقيبة )

وعندما شاوره عمر في الخروج إلى غزو الروم قال له (( إنك متى تسر إلى هذا العدو بنفسك، فتَلْقَهُم بشخصك فتُنكب، لا تكن للمسلمين كانفة دون أقصى بلادهم، ليس بعدك مرجع يرجعون إليه، فابعث إليهم رجلاً محْرَباً، واحفز معه أهل البلاء والنصيحة، فإن أظهرك الله فذاك ما تحب، وإن تكن الأُخرى كنت ردءاً للناس ومثابة للمسلمين ))

 ويقول أمامهم الآخر محمد آل كاشف الغطاء في كتابه ( أصل الشيعة وأصولها )الذي ادعى التيجاني أنه تمتع بقراءته! ))وحين رأى ( أي عليّ بن أبي طالب ) أن الخليفتين أعني الخليفة الأول والثاني ) أي أبو بكر وعمر! ) بذلا أقصى الجهد في نشر كلمة التوحيد وتجهيز الجنود وتوسيع الفتوح ولم يستأثرا ولم يستبدا ( انظر؟! ) بايع وسالم ))

 لذلك زوّج علي ابنته أم كلثوم من عمر بن الخطاب، وليس ذلك وفقط بل وسمى أحد أولاده باسم عمر باعتراف الأربلي تدليلاً على حبه وتقديره للخليفة عمر بن الخطاب فهل بعد ذلك يشك أحد بأنّ الله وضع الحق على لسان عمر وقلبه؟!


  دفاع عن ابن تيمية في اتهامه بالطعن في خلافة علي

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد و صلى الله و سلم على رسول الله و على آله و أصحابه ومن اهتدى بهداه ، أما بعد :

فإننا نسمع بين الفينة و الأخرى أقوالاً ونقرأ مؤلفات و كتابات تنقل عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أقوالاً ظاهرها الطعن في خلافة علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، فلما بحثت أصول تلك الأقوال في كلامه رحمه الله وجدتها على أصناف :

1 - صنف من كذب على شيخ الإسلام و افترى عليه افتراءً واضحاً .

2 - و منهم من نقل عن شيخ الإسلام رحمه الله نقلاً محرفاً مبتوراً .

3 - ومنهم من نقل أقوالاً لابن تيمية رحمه الله ، و كان ابن تيمية قد ذكرها نقلاً عن غيره من باب رد الشبهة بالشبهة و من باب إلزام الخصوم .

4 - منها ما ذكره شيخ الإسلام رحمه الله في سياق الرد على الروافض لا في سياق التقرير والاعتقاد .

5 - ومنها ما كان ملتبساً غامضاً أخذه هؤلاء و فسروه كما يحبون ، و قدموا سوء الظن على حسن الظن .

و أنا هنا لا أريد مناقشة تلك الأقوال التي نقلها بعضهم بتحريف أو بتر ، أو بتجريدها من سياقها العام ؛ وإنما هدفي من هذا كله ، هو أن أبرز الأقوال التي قررها ابن تيمية رحمه الله في خلافة علي رضي الله عنه ، و ذَكَرَها في سياق التبني و التقرير و الاعتقاد ، والتي أغفلها الناقلون عنه لأسباب الله أعلم بها .

و لعل الذين ينقلون عن ابن تيمية رحمه الله تلك الأقوال التي ظاهرها الطعن في خلافة علي رضي الله عنه ، إنما يريدون الانتصار لأهوائهم المنحرفة ، فيذهبون إلى أقوال الشيخ رحمه الله و يخرجونها من سياقها أو يسيئون تفسيرها ، أو يبترونها ثم يستشهدون بها لخدمة آرائهم ، حالهم كحال الذين يستخدمون الأحاديث الموضوعة و ينسبونها للنبي صلى الله عليه وسلم .

و كان الهدف من هذه المقالة هي :

1 – إظهار الأقوال الصحيحة لشيخ الإسلام ابن تيمية ودفاعه عن خلافة علي رضي الله عنه .

2 - الدفاع عن شيخ الإسلام رحمه الله ضد من يتهمونه بالنصب ، مع غمطهم لمثل هذه الأقوال ، أو عدم معرفتهم بها ، و لا أظن منصفاً يعرف هذه الأقوال ثم يتهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بأنه من أعداء علي بن أبي طالب رضي الله عنه .

3 - الرد على من يحرف أقوال شيخ الإسلام رحمه الله أو يسوقها في سياق لا يريده ابن تيمية ولا يعنيه ، مثل كثير من المؤرخين المعاصرين الذين يوردون أقوالاً لشيخ الإسلام رحمه الله في ظاهرها الطعن في خلافة علي رضي الله عنه ، و يتركون الأقوال المحكمة في إثباتها و يتمسكون بتلك الأقوال المشتبهة أو التي كان سياقها سياق رد و ليس سياق تحرير و تقرير ؛ و هم بهذا العمل يظلمون الحقائق و يظلمون شيخ الإسلام شعروا أو لم يشعروا .

و مما ينبغي التنبيه عليه :

أن كثيراً مما انتقد على ابن تيمية رحمه الله إنما نقله عن غيره كابن حزم وابن بطة و ابن حامد الحنبلي و غيرهم ، فهو يورد الأقوال الضعيفة للرد على أقوال الشيعة الأكثر ضعفاً من باب رد الشبهة بالشبهة - كما ذكرت - ، و لكنه عندما يقرر و يذكر عقيدة أهل السنة و مذهبهم ، لا يذكر تلك الأقوال التي قد يفهم منها – بحق أو بباطل – تنقصاً و طعناً لخلافة علي رضي الله عنه .

و الحقيقة أنني وجدت لابن تيمية رحمه الله أقوالاً كثيرة ، أجزم بأنها تحمل في طياتها براءة كاملة لابن تيمية رحمه الله في دعوى أنه يطعن في خلافة علي رضي الله عنه ، و هي كثيرة جداً ، نذكر منها ما يلي :

1 - أورد شيخ الإسلام حديث سفينة ، فقال : عن سعيد بن جمهان عن سفينة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( خلافة النبوة ثلاثون سنة ، ثم يؤتي الله ملكه من يشاء ) أو قال : ( الملك ) ، قال سعيد قال لي سفينة : أمسك مدة أبي بكر سنتان ، و عمر عشر ، و عثمان اثنتا عشرة ، و عل كذا ، قال سعيد : قلت لسفينة : إن هؤلاء يزعمون أن علياً لم يكن بخليفة ، قال : كذبت أستاه بني الزرقاء ، يعني بني مروان . الحديث صحيح صححه أحمد و غيره من الأئمة . المنهاج (1/515 ) .

2 - و قال رحمه الله : و الصحيح الذي عليه الأئمة أن علياً رضي الله عنه من الخلفاء الراشدين بهذا الحديث – يقصد حديث سفينة - ، فزمان علي كان يسمي نفسه أمير المؤمنين والصحابة تسميه بذلك ، قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله : و من لم يربع بعلي رضي الله عنه في الخلافة فهو أضل من حمار أهله ، و مع هذا فلكل خليفة مرتبة . مجموع الفتاوى (4/479 ) .

3 - و قال رحمه الله : لكن اعتقاد خلافته وإمامته ثابت بالنص وما ثبت بالنص وجب اتباعه وإن كان بعض الأكابر تركه . مجموع الفتاوى (4/440 ) .

4 - و قال رحمه الله : و علي رضي الله عنه لم يقاتل أحداً على إمامة من قاتله ، ولا قاتل أحداً على إمامته نفسه ، ولا ادعى أحد قط في زمن خلافته أنه أحق بالإمامة منه ، لا عائشة ولا طلحة ولا الزبير ولا معاوية وأصحابه ، ولا الخوارج ، بل كل الأمة كانوا معترفين بفضل علي وسابقته بعد قتل عثمان ، و أنه لم يبق في الصحابة من يماثله في زمن خلافته . المنهاج (6/328) .

5 - و قال رحمه الله : وكذلك علي ، لم يتخاصم طائفتان في أن غيره أحق بالإمامة منه ، وإن كان بعض الناس كارهاً لولاية أحد من الأربعة فهذا لابد منه فإن من الناس من كان كارهاً لنبوة محمد صلى الله عليه وسلم ، فكيف لا يكون فيهم من يكره إمامة بعض الخلفاء . المنهاج (6/329) .

6 - و قال رحمه الله : و ليس في الصحابة بعدهم ( الخلفاء الثلاثة ) من هو أفضل من علي ، ولا تُنازع طائفة من المسلمين بعد خلافة عثمان في أنه ليس في جيش علي أفضل منه ، و لم تفضّل طائفة معروفة عليه طلحة و الزبير ، فضلاً أن يفضل عليه معاوية ، فإن قاتلوه مع ذلك لشبهة عرضت لهم فلم يكن القتال له لا على أن غيره أفضل منه ولا أنه الإمام دونه ولم يتسمَّ قط طلحة و الزبير باسم الإمارة ولا بايعهما أحد على ذلك . المنهاج (6/330) .

7 - وقال رحمه الله : و كان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، آخر الخلفاء الراشدين المهديين . مجموع الفتاوى (3/406 ) .

8 - وقال رحمه الله : لكن المنصوص عن أحمد تبديع من توقف في خلافة علي و قال : هو أضل من حمار أهله ، وأمر بهجرانه ، و نهى عن مناكحته ، ولم يتردد أحمد ولا أحد من أئمة السنة في أنه ليس غير علي أولى بالحق منه ولا شكوا في ذلك ، فتصويب أحدهما – علي أو من خالفه – لا بعينه تجويز لأن يكون غير علي أولى منه بالحق و هذا لا يقوله إلا مبتدع ضال فيه نوع من النصب و إن كان متأولاً . مجموع الفتاوى (4/438 ) .

9 - وقال رحمه الله : نصوص أحمد على أن الخلافة تمت بعلي كثيرة جداً . مجموع الفتاوى (35/26) .

10 - و قال رحمه الله : و جماهير أهل السنة متفقون على أن علياً أفضل من طلحة و الزبير فضلاً عن معاوية وغيره . المنهاج (4/358 ) .

11 - و قال رحمه الله عند الكلام على حديث ( ويح عمار تقتله الفئة الباغية ، يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار ) . حديث صحيح متفق عليه و اللفظ للبخاري .

قال : و هذا أيضاً يدل على صحة إمامة علي و وجوب طاعته و إن الداعي إلى طاعته داع إلى الجنة ، وأن الداعي إلى مقاتلته داع إلى النار ، و هو دليل على أنه لم يكن يجوز قتال علي ، و على هذا فمقاتله مخطئ وإن كان متأولاً أو باغ بلا تأويل و هو أصح القولين لأصحابنا ، و هو الحكم بتخطئة من قاتل علياً و هو مذهب الأئمة والفقهاء الذين فرعوا على ذلك قتال البغاة المتأولين . مجموع الفتاوى (4/437) .

12 - وقال رحمه الله : ثبت بالكتاب و السنة إجماع السلف على أنهم – علي و خالفوه – مؤمنون مسلمون و أن علي بن أبي طالب والذين معه كانوا أولى بالحق من الطائفة المقاتلة له .مجموع الفتاوى (4/ 433) .

13 - و قال رحمه الله : مع أن علياً كان أولى بالحق ممن فارقه ، و مع أن عماراً قتلته الفئة الباغية كما جاءت به النصوص ، فعلينا أن نؤمن بكل ما جاء من عند الله ، و نقر بالحق كله ، و لا يكون لنا هوى ولا نتكلم بغير علم ، بل نسلك سبيل العلم و العدل و ذلك هو اتباع الكتاب والسنة ، فأما من تمسك ببعض الحق دون بعض ، فهذا منشأ الفرقة والاختلاف . مجموع الفتاوى (4/450) .

14 - و قال رحمه الله : و يروى أن معاوية تأول أن الذي قتله – أي عمار بن ياسر – هو الذي جاء به – أي علي بن أبي طالب – دون مقاتليه ، وأن علياً رد هذا التأويل بقوله : فنحن إذاً قتلنا حمزة – يعني يوم أحد - ، و لا ريب أن ما قال علي هو الصواب . مجموع الفتاوى (35/77) .

15 - و قال رحمه الله : والخوارج المارقون الذين أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتالهم ، قاتلهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أحد الخلفاء الراشدين ، و اتفق على قتالهم أئمة الدين من الصحابة والتابعين و من بعدهم ولم يكفرهم علي بن أبي طالب و سعد بن أبي وقاص و غيرهما من الصحابة ، بل جعلوهم مسلمين مع قتالهم ولم يقاتلهم علي حتى سفكوا الدم الحرام وأغاروا على أموال المسلمين فقاتلهم لدفع ظلمهم و بغيهم ، لا لأنهم كفار و لهذا لم يسب حريمهم ولم يغنم أموالهم . مجموع الفتاوى (3/282) .

16 - و قال رحمه الله : و هؤلاء – أي الخوارج – لما خرجوا في خلافة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، قاتلهم هو و أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم بأمر النبي صلى الله عليه وسلم و تحضيضه على قتالهم و اتفق على قتالهم جميع أئمة الإسلام . مجموع الفتاوى (3/382) .

17 - و قال رحمه الله : و يقولون – أي أهل السنة – أن المسلمين لما افترقوا في خلافته فطائفة قاتلته ، و طائفة قاتلت معه ، كان هو وأصحابه أولى الطائفتين بالحق ، كما ثبت في الصحيحين – ثم ذكر حديث الخوارج ، إلى أن قال - : فهؤلاء هم الخوارج المارقون الذين مرقوا فقتلهم علي و أصحابه فعُلم أنهم كانوا أولى بالحق من معاوية رضي الله عنه و أصحابه . المنهاج (4/358 ) .

18 - و قال رحمه الله : و لم يسترب – أي يشك – أئمة السنة و علماء الحديث أن علياً أولى بالحق و أقرب إليه كما دل عليه النص . مجموع الفتاوى (4/438 ) .

19 - و قال رحمه الله : مع العلم بأن علياً وأصحابه هم أولى الطائفتين بالحق كما في حديث أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (تمرق مارقة على حين فرقة من المسلمين فيقتلهم أولى الطائفتين بالحق) و هذا في حرب الشام . مجموع الفتاوى (35/51 ) .

20 - و قال رحمه الله : و قد أخرجنا في الصحيحين عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( تمرق مارقة من الدين على حين فرقة من المسلمين يقتلهم أولى الطائفتين بالحق ) و هؤلاء المارقون هم الخوارج الحرورية الذين مرقوا لما حصلت الفرقة بين المسلمين في خلافة علي فقتلهم علي بن أبي طالب و أصحابه فدل هذا الحديث الصحيح على أن علي بن أبي طالب أولى بالحق من معاوية و أصحابه . الفرقان بين أولياء الرحمن و أولياء الشيطان ( ص 18 ) .

21 - و قال رحمه الله : و كان في جهال الفريقين – فريق علي ومعاوية – من يظن بعلي و عثمان ظنوناً كاذبة برأ الله منهما علياً وعثمان : كان يُظن بعلي أنه أمر بقتل عثمان ، و كان علي يحلف و هو البار الصادق بلا يمين أنه لم يقتله و لا رضي بقتله ولم يمالئ على قتله ، و هذا معلوم بلا ريب من علي رضي الله عنه . مجموع الفتاوى (35/73 ) .

و بعد ان بينت موقف شيخ الإسلام قدس الله روحه من علي بن ابي طالب رضي الله عنه، وأنه رحمه الله متبع منهج السلف في محبته، اعرض هنا ما نقله الشيخ سليمان بن صالح الخراشي في كتابه (شيخ الإسلام ابن تيمية لم يكن ناصبيا) عن الأسباب التي ادت بهم إلى اتهام ابن تيمية بالنصب.

فالشيخ رحمه الله يبين قول الرافضة وغلوهم في علي ابن ابي طالب وطعنهم في الصحابة، فيدحض قولهم بقول النواصب وقدحهم في علي رضي الله عنه، ثم يعرض قول اهل السنة والجماعة اهل الوسطية في هذا الخلاف، فينقل عنه قدس الله روحه الكلام مبتورا لأن من يطعن في الشيخ ينقل نقله عن النواصب ويعزيه للشيخ.

يقول الشيخ صالح الخراشي ص47؛ (وشيخ الإسلام امام سيل جارف من الغلو المكذوب في علي رضي الله عنه وأمام حمم متدفقه من الأكاذيب في سبيل الطعن في الصحابة – رضوان الله عليهم – فماذا يصنع؟

إن المتأمل لهذه الظروف التي عاشها شيخ الإسلام أمام هذا الكتاب يجد له خيارين: الخيار الأول؛ وهو المشهور عند العلماء وأصحاب التآليف؛ هو ان يقوم شيخ الإسلام بدفع الطعون عن الصحابة ببيان كذبها وأنها مختلفة، فكلما رمى الرافضي بشبهة أو طعن على صحابي قام شيخ الإسلام بردها أو برده بكل أقتدار لينفيه عن هذا الصحابي…)

وهو خيار جيد ومقبول لو كان الخصم غير الرافضي، أي لو كان الخصم ممن يحتكمون في خلافاتهم إلى النقل الصحيح أو العقل الصريح) والرافضة ليسوا كذلك بالطبع.

قال الخراشي ص48؛ (الخيار الثاني؛ وهو الذي اختاره شيخ الإسلام لأنه يراه مفعول فعال في مواجهة أكاذيب الروافض وغلوهم المستطير…) ثم قال(وهذا الخيار يرى أن أجدى طريقة لكف بأس الروافض هو مقابلة شبهاتهم بشبهات خصومهم من الخوارج والنواصب، أي مقابلة هذا الطرف بذاك الطرف المقابل له، ليخرج من بينهما الرأي الصحيح الوسط.

فكلما قال الرافضي شبهة أو طعنا في أحد الخلفاء الثلاثة – أبي بكر وعمر وعثمان – رضي الله عنهم – قابلها شيخ الإسلام بشبهة مشابهة للنواصب والخوارج في علي رضي الله عنه.

وهو لا يقصد بهذا تنقص علي – رضي الله عنه – والعياذ بالله، وإنما بقصد إحراج الروافض، وكفهم عن الإستمرار في تهجمهم على الصحابة، لأنه ما من شيء من الطعون التهم سيثبتونه على واحد من الصحابة إلا وسيثبت الخوارج والنواصب مماثلا له في علي رضي الله عنه.

وهذا يخرس ألسنة الروافض، لأنهم في النهاية سيضطرون إلى أن تضع حربهم على الصحابة أوزارها عندما يرون شبههم وأكاذيبهم تقابل بما يناقضها في علي – رضي الله عنه، فعندها سيبادرون إلى أن يختاروا السلم وعدم ترديد الشبهات حفاظا على مكانة علي أن يمسسها احد بسوء.

فهذه حيلة من شيخ الإسلام ضرب بها النواصب بالروافض ليسلم من شرهم جميعا، وهذا ما لم يفهمه أو تجاهل عنه من بادر باتهامه بتلك التهمة الظالمة.

وهنا أسرد مثالا اظنه كافي لبيان طريقة شيخ الإسلام في رده على الرافضه – خزاهم الله - كما نقله الشيخ الخراشي: قال شيخ الإسلام قدس الله روحه؛ (وهؤلاء الذين نصبوا العداوة لعلي ومن والاه، وهم الذين استحلوا قتله وجعلوه كافرا، وقتله أحد رؤوسهم (عبد الرحمن بن ملجم المرادي) فهؤلاء النواصب الخوارج المارقون إذا قالوا؛ إن عثمان وعلي أبن ابي طالب ومن معهما كانوا كفار مرتدين، فإن من حجة المسلمين عليهم ما تواتر من إيمان الصحابة، وما ثبت بالكتاب والسنة الصحيحة من مدح الله تعالى لهم، وثناء الله عليهم، ورضاه عنهم، وإخباره بأنهم من اهل الجنة، ونحو ذلك من النصوص، ومن لم يقبل هذه الحجج لم يمكنه أن يثبت إيمان علي بن أبي طالب وأمثاله.

فأنه لو قال هذا الناصبي للرافضي؛ إن عليا كان كافرا، أو فاسقا ظالما، وأنه قاتل على الملك؛ لطلب الرياسة؛ لا للدين، وأنه قتل من اهل الملة من أمة محمد صلى الله عليه وسلم؛ بالجمل وصفين وحروراء ألوفا مؤلفة، ولم يقاتل بعد النبي صلى الله عليه وسلم كافرا، ولا فتح مدينة، بل قاتل أهل القبلة، ونحو هذا الكلام – الذي تقوله النواصب المبغضون لعلي – رضي الله عنه – لم يمكن أن يجيب هؤلاء النواصب إلا اهل السنة والجماعة؛ الذين يحبون السابقين الأولين كلهم.

فيقولون لهم؛ أبو بكر، عمر، وعثمان، وطلحة، والزبير، ونحوهم، ثبت بالتواتر إيمانهم وهجرتهم وجهادهم، وثبت في القرآن ثناء الله عليهم، والرضى عنهم، وثبت بالأحاديث الصحيحة ثناء النبي صلى الله عليه وسلم عليهم خصوصا وعموما، كقوله في الحديث المستفيض عنه: (لو كنت متخذا من اهل الأرض خليلا لأتخذت ابا بكر خليلا)، وقوله: (إنه كان في الأمم قبلكم محدثون، فإن يكن في أمتي فعمر)، وقوله عن عثمان: (ألا يستحي ممن تستحي منه اللائكة)؟ وقوله في لعلي: (لأعطين الرآية رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، يفتح الله على يديه)، وقوله: (لكل نبي حواريون، وحواريي الزبير) وأمثال ذلك.

وأما الرافضي فلا يمكنه إقامة الحجة على من يبغض عليا من النواصب، كما يمكن ذلك أهل السنة، الذين يحبون الجميع)، انتهى كلام شيخ الإسلام قدس الله روحه ونور ضريحة، (مجموع الفتاوى (4/468 – 469))

والنقولات عن شيخ الإسلام كثيرة تلقم كل من يحاول إتهامه بالنصب حجرا، فرحمه الله رحمة واسعة وجمعه مع بقية اولياء الله والصديقين في جنة الفردوس الأعلى، وجمعنا وياكم مع شيخ الإسلام في دار النعيم الخالد.


 عثمان فر وتغيب ولم يبايع

 ابن عمر يشهد ببراءة عثمان مما اتهم به

‏عن ‏ ‏عثمان بن عبد الله بن موهب ‏ ‏أن رجلا من أهل ‏ ‏مصر ‏ ‏حج ‏ ‏البيت ‏ ‏فرأى قوما جلوسا فقال من هؤلاء قالوا ‏ ‏قريش ‏ ‏قال فمن هذا الشيخ قالوا ‏ ‏ابن عمر ‏ ‏فأتاه فقال إني سائلك عن شيء فحدثني ‏ ‏أنشدك ‏ ‏الله بحرمة هذا ‏ ‏البيت ‏ ‏أتعلم أن ‏ ‏عثمان ‏ ‏فر يوم ‏ ‏أحد ‏ ‏قال نعم قال أتعلم أنه تغيب عن بيعة الرضوان فلم يشهدها قال نعم قال أتعلم أنه تغيب يوم ‏ ‏بدر ‏ ‏فلم يشهد قال نعم قال الله أكبر فقال له ‏ ‏ابن عمر ‏ ‏تعال أبين لك ما سألت عنه أما فراره يوم ‏ ‏أحد ‏ ‏فأشهد أن الله قد عفا عنه وغفر له وأما تغيبه يوم ‏ ‏بدر ‏ ‏فإنه كانت عنده ‏ ‏أو تحته ‏ ‏ابنة رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فقال له رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏لك أجر رجل شهد ‏ ‏بدرا ‏ ‏وسهمه وأمره أن ‏ ‏يخلف ‏ ‏عليها وكانت ‏ ‏عليلة ‏ ‏وأما تغيبه عن بيعة الرضوان فلو كان أحد أعز ‏ ‏ببطن ‏ ‏مكة ‏ ‏من ‏ ‏عثمان ‏ ‏لبعثه رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏مكان ‏ ‏عثمان ‏ ‏بعث رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏عثمان ‏ ‏إلى ‏ ‏مكة ‏ ‏وكانت بيعة الرضوان بعد ما ذهب ‏ ‏عثمان ‏ ‏إلى ‏ ‏مكة ‏ ‏قال فقال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏بيده اليمنى هذه يد ‏ ‏عثمان ‏ ‏وضرب بها على يده فقال هذه ‏ ‏لعثمان ‏ ‏قال له اذهب بهذا الآن معك

رواه البخاري

 ونظير هذه الآية توبة الله على آدم عليه السلام‏.‏ وقوله عليه السلام‏:‏ ‏(‏فحج آدم موسى‏)‏ أي غلبه بالحجة؛ وذلك أن موسى عليه السلام أراد لوم آدم في إخراج نفسه وذريته من الجنة بسبب أكله من الشجرة؛ فقال له آدم‏:‏ ‏(‏أفتلومني على أمر قدره الله تعالى علي قبل أن أخلق بأربعين سنة تاب علي منه ومن تاب عليه فلا ذنب له ومن لا ذنب له لا يتوجه عليه لوم‏)‏‏

   الرد على شبهة حديث تعليم الغسل لأمنا عائشة رضي الله عنها

حدثنا ‏ ‏عبد الله بن محمد ‏ ‏قال حدثني ‏ ‏عبد الصمد ‏ ‏قال حدثني ‏ ‏شعبة

‏ ‏قال حدثني ‏ ‏أبو بكر بن حفص ‏ ‏قال

سمعت ‏ ‏أبا سلمة ‏ ‏يقول ‏ ‏دخلت أنا وأخو ‏ ‏عائشة ‏ ‏على ‏ ‏عائشة

فسألها أخوها عن غسل النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏

‏فدعت بإناء نحوا من صاع فاغتسلت وأفاضت على رأسها وبيننا وبينها حجاب

رواه البخارى- كتاب ابغسل- باب الغسل بالصاع و نحوه فقالوا كيف لأم المؤمنين ان تتكشف و تغتسل أمام الأغراب بهذه الطريقة؟ الجواب

أن الحضور فى هذا الحديث لم يكونا أجنبيين عن أم المؤمنين بل كانا من محارمها فالأول هو أخوها كما نصت الرواية صراحة و الثانى هو أبو سلمة و هى خالته من الرضاع أرضعته أختها أم كلثوم ، أما قوله أنها تكشفت أمامهما فهو باطل إذ نص الحديث على وجود حجاب بين أم المؤمنين و بينهما قال القاضي عياض : [ظاهره أنهما رأيا عملها في رأسها وأعالي جسدها مما يحل نظره للمحرم لأنها خالة أبي سلمة من الرضاع أرضعته أختها أم كلثوم وإنما سترت أسافل بدنها مما لا يحل للمحرم النظر إليه. قال : وإلا لم يكن لاغتسالها بحضرتهما معنى . وفي فعل عائشة دلالة على استحباب التعليم بالفعل لأنه أوقع في النفس ولما كان السؤال محتملا للكيفية والكمية ثبت لهما ما يدل على الأمرين معا : أما الكيفية فبالاقتصار على إفاضة الماء وأما الكمية فبالاكتفاء بالصاع .[ فلله در أم المؤمنين المعلمة الفاضلة التى حجبت عن محارمها ما لا تحجبه نساء النصارى عن الأجانب فى كنائس الكفر وما لا تحجبه الرافضيات بكلمة متعتك نفسي كيف لا و هي التى وصل بها حياؤها أن احتجبت عن عمر ابن الخطاب حتى بعد وفاته فقالت رضوان الله عليها: (كنت ادخل بيتى الذي فيه رسول الله صلى الله عليه وآله واني واضعة ثوبي واقول انما هو زوجي وابى فلما دفن عمر معهم فوالله ما دخلت الا وانا مشدودة علي ثيابي حياء من عمر رضى الله عنه) *رواه الحاكم فى المستدرك و قال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه *  


 إن هذا ( يعني علي ) أخي ووصيي وخليفتي من بعدي فاسمعوا له وأطيعوا

 هذا الحديث باطل متناً وسنداً: أما من ناحية السند: فمدار رواياته على ثلاثة، محمد بن اسحاق

وعبد الغفار بن القاسم وعبد الله بن عبد القدوس. أما محمد بن اسحاق: راوي الحديث فهو مختلف في صحته. وأما عبد الغفار بن القاسم:

 قال عنه الذهبي « أبو مريم الأنصاري رافضي، ليس بثقة،

 قال علي بن المديني: كان يضع الحديث، ويقال: كان من رؤوس الشيعة،

 وروى عباس بن يحيى: ليس بشيء،

 وقال البخاري: ليس بالقوي عندهم،

 وقال أحمد بن حنبل: كان أبو عبيدة إذا حدّثنا عن أبي مريم

 يضج الناس يقولون: لا نريده،

 وقال أحمد: كان أبو مريم يحدّث ببلايا في عثمان -ميزان الاعتدال 2/640. وقال عنه ابن حبّان « كان ممن يروي المثالب في عثمان بن عفان

 ويشرب الخمر حتى يسكر ومع ذلك يقلّب الأخبار ولا يجوز الاحتجاج به،

 تركه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين» -كتاب المجروحين لابن حبان ص143. وقال النسائي « متروك الحديث» -الضعفاء والمتروكين للنسائي ص210. وقال عنه ابن كثير « متروك كذّاب شيعي اتهمه علي بن المديني وغيره بوضع الحديث وضعّفه الأئمة رحمهم الله» -تفسير ابن كثير3/364. وأما عبد الله بن عبد القدوس:

قال عنه الذهبي « كوفي رافضي نزل الري، روى عن الأعمش وغيره،

 قال بن عدي: عامة ما يرويه في فضائل أهل البيت،

 قال يحيى: ليس بشيء رافضي خبيث،

 وقال النسائي وغيره: ليس بثقة،

 وقال الدارقطني: ضعيف،

 وقال أبومعمر: عبد الله بن عبد القدوس وكان خشبياً» -ميزان الاعتدال2/457.


 أَنت َيا علي تُبَيِّن لأمَّتِي مَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنْ بَعدِي

بسم الله الرحمن الرحيم

حديث

أَنتَ تُبَيِّن لأمَّتِي مَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنْ بَعدِي

 روي من حديث: أنس بن مالك ، وأبي ذر الغفاري ، وعبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه .

( أولاً: حديث أنس بن مالك ا)

روي عنه من طرق .

الطريق الأولى: الحسن البصري عنه .

أخرجها ابن الأعرابي في: المعجم [1[، وابن حبان في: المجروحين [2[، وأبو عبد الله الحاكم في: المستدرك [3[، والحافظ ابن عساكر في: تاريخه [4[، عن أبي نعيم ضرار بن صرد ، نا: المعتمر بن سليمان التيمي ، قال: سمعت: أبي يذكر عن الحسن ، عن أنس ا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي: أنت تُبَيِّن لأمَّتي ما اخْتَلفوا فيه مِنْ بَعدي.

قال أبو عبد الله الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه .

وتعقبه الحافظ الذهبي - : - قائلاً : بل هو فيما اعتقده من وضعِ ضرار ، قال ابن معين: كذَّاب

وقال في: تاريخ الإسلام هذا حديثٌ موضوعٌ [5[.

أقول: في إسناده عدة علل:

الأولى: أبو نعيم ضِرار بن صُرَد الطّحان .

قال البخاري: متروك الحديث [6[.

وقال الترمذي في: السنن [7[ ورأيْتُهُ يُضَعِّفُ ضرار بن صرد أي: البخاري .

وقال ابن معين: بالكوفة كذّابان: أبو نعيم النخعي ، وأبو نعيم ضرار بن صرد .

وفي : سؤالات ابن الجنيد قال: سمعت يحيى وذكر ضرار بن صرد ، فقال: ليس حديثه بشيء [8[.

وقال ابن أبي حاتم سمعت أبي يقول: ضرار بن صرد التيمي صاحب قرآن وفرائض صدوق ، يكتب حديثه ، ولا يحتج به ، روى حديثا عن معتمر ، عن أبيه ، عن الحسن ، عن أنس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضيلة لبعض الصحابة ينكرها أهل المعرفة بالحديث .

وقال النسائي: متروك الحديث [9[، وقال في موضع آخر: ليس بثقة [10[.

وقال الحسين بن محمد بن زياد القبّاني : تركوه [11[.

وقال ابن حبان: كان فقيهاً عالماً بالفرائض إلا أنه يروي المقلوبات عن الثقات حتى إذا سمعها من كان دخيلا في العلم شهد عليه بالجرح والوهن ، كان يحيى بن معين يكذبه ، وهو الذي روى عن المعتمر عن أبيه ، عن الحسن ، عن أنس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لعلي: أنت تبين لأمتي ما اختلفوا فيه من بعدي[12[.

وقال ابن عدي: وضرار بن صرد هذا من المعروفين بالكوفة ، وله أحاديث كثيرة وهو في جملة من ينسبون إلى التشيع بالكوفة [13[.

وقال الساجي: عنده مناكير [14[.

وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي عندهم [15[.

وقال ابن قانع: ضعيف يتشيع [16[ .

وقال أبو محمد ابن الأخضر في: مشيخة البغوي : ليس بالقوي [17[.

وتساهل الحافظ ابن حجر في: التقريب فقال: صدوق له أوهام وخطأ ورمي بالتشيع ، وكان عارفاً بالفرائض [18[.

والذي يبدو أن الرجل صدوق في نفسه كما قال أبو حاتم الرازي ، إلا أنه كان كثير الأوهام و الخطأ ، فوقع في حديثه المناكير حتى تركه الأئمة ، فكذبه ابن معين ، وقال فيه البخاري وغيره متروك الحديث ، وحديثه هذا مما أنكره أهل العلم والمعرفة بالحديث عليه ، فأنكره أبو حاتم الرازي ، وابن حبان رحمهما الله تعالى .

الثانية: لم يصرح سليمان التيمي والد المعتمر بالسماع من الحسن ، وقد قال الحافظ ابن حجر : وفي تاريخ البخاري عن يحيى بن سعيد ما روى عن الحسن وابن سيرين صالح إذا قال سمعت أو حدَّثنا [19[.

وقال الحافظ الذهبي: قيل إنه كان يدلس عن الحسن وغيره ما لم يسمعه [20[.

الثالثة: تدليس الحسن البصري ، قال الحافظ الذهبي: كان الحسن كثير التدليس ، فإذا قال في حديث عن فلان ضعف احتجاجه ، ولا سيما عمن قيل إنه لم يسمع منهم ، كأبي هريرة ونحوه ، فعدوا ما كان له عن أبي هريرة في جملة المنقطع [21[.

وقال أيضاً:... تدليس الحسن البصري فإنه كان يأخذ عن كل ضرب ثم يسقطهم كعلي بن زيد تلميذه [22[.

الطريق الثانية: بشير الغفاري عنه.

أخرجها الحافظ ابن عساكر في: تاريخ دمشق [23[، قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله ، أنا: أبو بكر الخطيب ، أنا: أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن عبيد الله النجار ، نا: محمد بن المظفر ، نا: إسحاق بن محمد بن مروان ، نا: أبي ، نا: الحسن بن محبوب ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي إسحاق ، عن بشير الغفاري ، عن أنس بن مالك ا، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي : أنت تغسلني وتواريني في لحدي ، وتبين لهم بعدي .

أقول: وهذا إسناد ضعيف جدًا ، فيه عدة علل :

الأولى: إسحاق بن محمد بن مروان القطان الغزَّال الكوفي .

قال الدارقطني: ( جعفر وإسحاق ابنا محمد بن مروان القطان الكوفي ، ليسا ممن يُحتج بحديثهما )[24[.

وقال أبو الحسين محمد الحَجَّاجي : كانوا يتكلمون فيه [25[.

وقال الخطيب البغدادي: كتب إليّ أبو طاهر محمد بن محمد بن الحسين المُعَدّل من الكوفة يُخبرني أن أبا الحسن محمد بن أحمد بن حماد بن سفيان الحافظ حدثهم ، قال: سنة ثماني عشرة وثلاث مئة ، فيها مات أبو العباس إسحاق بن محمد بن مَرْوان الغَزَّال ، يوم الخميس لأربع خَلَون من ربيع الأول ، وكان أكثر مقامه بالرَّقَّة ، ويَقدمُ إلى الكوفة في السنين ، وكان ليس يُحسِنُ يقرأ ولا يَكْتب ، وكان ابن سعيد – يعني: أبا العباس بن عقدة - يُخَرِّج له السماع من عنده ، زعم في كتاب أبيه ، فيلقيه منه في الإملاء ، ويقرأ عليه ، وقلت: لابن سعيد أشتهي أن أرى شيئاً من سماعه ، فكان يريني الشيء بعد عُسْر ، فالله أعلم ).[26[

الثانية: محمد بن مروان الغزَّال .

قال الدارقطني: شيخ من الشيعة حاطب ليل لا يكاد يحدث عن ثقة ، متروك[27[.

الثالثة: الحسن بن محبوب أبو علي مولى بَجِيلة.

قال الحافظ ابن حجر: روى عن جعفر الصادق ، والحسن بن صالح بن حَيّ ، وجعفر بن سالم ، وحَنَان بن سَدِير ، وصالح بن زرارة ، وعَبّاد بن صهيب في آخرين ، روى عنه: أحمد بن محمد بن عيسى ومعاوية بن حكيم ، ويونس بن علي العطار ، ومحمد بن سيرين ، وابن أبي الخطاب وآخرون ، ذكره الطوسي في رجال الشيعة [28[.

الرابعة: أبو حمزة الثمالي ، هو: ثابت بن أبي صفية الثُّمالي .

قال الحافظ ابن حجر: ضعيفٌ رافضيٌ[29[.

الخامسة: أبو إسحاق السبيعي ، مدلس وكان قد اختلط .

السادسة : بشير الغفاري ، لم أقف عليه ، وهو من شيوخ أبي إسحاق ، وأبو إسحاق السبيعي روى عن قوم لا يعرفون ، ولم ينتشر عنهم عند أهل العلم إلا ما حكى أبو إسحاق عنهم ، كما قال الجوزجاني  [30[

الطريق الثالثة: القاسم بن جندب ، عنه .

أخرجه أبو نعيم في: حلية الأولياء [31[، ومن طريقه الخوارزمي في: المناقب [32[، وابن عساكر في: تاريخه[33[، وابن الجوزي في: الموضوعات [34[.

 عن إبراهيم بن محمد بن ميمون ، ثنا: علي بن عابس ، عن الحارث بن حصيرة ، عن القاسم بن جندب ، عن أنس ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يا أنس اسكب لي وضوءا ) ، ثم قام فصلى ركعتين ، ثم قال: ( يا أنس أول من يدخل عليك من هذا الباب أمير المؤمنين ، وسيد المسلمين ، وقائد الغر المحجلين ، وخاتم الوصيين ) ، قال أنس: قلت اللهم اجعله رجلاً من الأنصار ، وكتمته ، إذ جاء علي ، فقال: ( من هذا يا أنس ؟ ) ، فقلت: علي ، فقام مستبشراً ، فاعتنقه ، ثم جعل يمسح عرق وجهه بوجهه ، ويمسح عرق علي بوجهه ، قال علي: يا رسول الله ، لقد رأيتك صنعت شيئاً ما صنعت بي من قبل ، قال: ( وما يمنعني وأنت تؤدى عني ، وتسمعهم صوتي ، وتبين لهم ما اختلفوا فيه بعدي ).

 قال أبو نعيم : ( رواه جابر الجعفي عن أبي الطفيل ، عن أنس نحوه ).

 أقول: هذا إسناد ضعيف جداً ، وهو معلول بثلاث علل:

الأولى: القاسم بن جندب ، لم أظفر به.

الثانية: علي بن عَابِس ، هو: الأسدي الكوفي ، قال الحافظ ابن حجر: ( ضعيف )[35[.

الثالثة: إبراهيم بن محمد بن ميمون ، بيض له ابن أبي حاتم  [36 وقال الحافظ الذهبي: ( إبراهيم بن محمد بن ميمون ، من أجلاد الشيعة ، روى عن علي بن عابس خبراً عجيباً ، روى عنه أبو شيبة بن أبي بكر وغيره )[37[.

وذكر الحافظ ابن حجر الخبر ، وهو حديث أنس هذا ، ثم قال: ( ونقلت من خط شيخنا أبي الفضل الحافظ أن هذا الرجل ليس بثقة )[38[.

 وقول أبي نعيم : ( رواه جابر الجعفي عن أبي الطفيل ، عن أنس نحوه ) ، لم أقف على هذه الرواية ، وفي إسنادها جابر الجعفي ، والكلام فيه معروف ، وقال الحافظ ابن حجر: ضعيفٌ رافضيٌ [39[.

( ثانياً: حديث أبي ذر الغفاري)

 أخرجه الديلمي في: ( مسند الفردوس )  [40 قال: أنبأنا أبي ، أنا: الميداني ، أنا: أبو محمد الحلاج ، أنا أبو الفضل محمد بن عبد الله ، ثنا: أحمد بن عبيد الثقفي ، ثنا: محمد بن علي بن خلف العطار ، ثنا: موسى بن جعفر بن إبراهيم بن محمد ، ثنا: عبد المهيمن بن العباس ، عن أبيه ، عن جده سهل بن سعد ، عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( علي باب علمي ، ومبين لأمتي ما أرسلت به من بعدي ).

أقول: هذا إسناد ضعيف جداً ، وهو معلول بعلل:

الأولى: عبد المهيمن بن العباس.

قال البخاري: ( عن أبيه ، منكر الحديث )[41[.

وقال أبو حاتم الرازي: ( منكر الحديث )[42[.

وقال النسائي: ( متروك الحديث )[43[.

وقال ابن حبان: (ينفرد عن أبيه بأشياء مناكير لا يتابع عليها من كثرة وهمه ، فلما فحش ذلك في روايته بطل الاحتجاج به )[44[.

وقال أبو نعيم: (عبد المهيمن بن عباس بن سهل عن آبائه ، أحاديث منكرة لا شيء )  [45[.

الثانية: موسى بن جعفر بن إبراهيم بن محمد الجعفري.

قال العقيلي: ( في حديثه نظر )  [46[.

وقد قال الحافظ ابن حجر : إنه تفرد عن الإمام مالك بخبرٍ منكرٍ جداً [47[.

الثالثة: محمد بن علي بن خلف العطار.

قال ابن عدي: وهو متهم إذا روى شيئاً من الفضائل ، وكان السلف يتهمونه بأنه يضع في فضائل أهل البيت ، وفي مثالب غيرهم [48[.

وأسند حديثاً منكراً من طريقه في ترجمة: حسين الأشقر ، ثم قال: ويرويه هذا الشيخ محمد بن علي بن خلف ، ومحمد بن علي هذا عنده من هذا الضرب عجائب ، وهو منكر الحديث ، والبلاء فيه عندي من محمد بن علي بن خلف[49[.

أقول: وإن كان حسين الأشقر قد تكلم فيه إلاَّ أن ابن عدي يرى محمد بن علي منكر الحديث ، وله عجائب ، ولهذا قال في آخر ترجمة الأشقر:

( والحسين الأشقر له غير هذا من الحديث ، وليس كل ما يروى عنه من الحديث فيه الإنكار يكون من قبله ، وربما كان من قبل من يروي عنه ، لأن جماعة من ضعفاء الكوفيين يحيلون بالروايات على حسين الأشقر ، على أن حسينا هذا في حديثه بعض ما فيه ).

وقال محمد بن منصور: ( كان محمد بن علي بن خلف ثقة مأموناً حسن العقل )[50[.

ومن المعلوم أن الجرح المفسر مقدم على التعديل ، والله أعلم.

وفي الإسناد أيضاً أبو محمد الحلاج ، وأبو الفضل محمد بن عبد الله ، وأحمد بن عبيد الثقفي ، لم أظفر بهم .

( ثالثاً: حديث عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن أبيه )

 أخرجه الموفق بن أحمد الخوارزمي في: المناقب [51[، قال: أنبأني مهذب الأئمة أبو المظفر عبد الملك بن علي بن محمد الهمداني  إجازةً ، أخبرني: محمد بن الحسين بن علي البزاز ، أخبرني: أبو منصور محمد بن علي بن عبد العزيز ، أخبرني: هلال بن محمد بن جعفر ، حدثني: أبو بكر محمد بن عمرو الحافظ ، حدثني: أبو الحسن علي بن موسى الخزاز  من كتابه ، حدثني: الحسن بن علي الهاشمي ، حدثني: إسماعيل بن أبان ، حدثني: أبو مريم ، عن ثوير بن أبي فاختة ، عن عبد الرحمان ابن أبي ليلى ، قال: قال أبي: دفع النبي صلى الله عليه وسلم الرايةَ يوم خيبر إلى علي بن أبي طالب ا ، ففتح اللهُ تعالى على يده ، وأوقفه يوم غدير خُمّ فأعلم الناس أنه: مولى كل مؤمن ومؤمنة ، وقال له: أنت مني وأنا منك وقال له: تقاتل على التأويل كما قاتلت على التنزيل ، وقال له : أنت مني بمنزلة هارون من موسى ، وقال له: أنا سلم لمن سالمت ، وحرب لمن حاربت ، وقال له: أنت العروة الوثقى ، وقال له: أنت تبين لهم ما اشتبه عليهم بعدي .... الحديث .

أقول: هذا إسناد ضعيف جداً ، فيه أبو مريم ، وهو: عبد الغفار بن القاسم متروك الحديث ، وثُوير بن أبي فاخِتَة ، أبو الجهم ، قال الحافظ ابن حجر: ضعيف ، رمي بالرفض [52[، وفيه أيضاً من لا أعرفه .

والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

كتبه

أبو عبد العزيز خليفة بن ارحمه الكواري

‏السبت‏، 12‏ جمادى الثانية‏، 1427

الحواشي: [1[ ( رقم: 2389 ).

[2[ ( 1 / 380 ) .

[3[ ( 3 / 122 ) .

[4[ ( 42 / 378 ) من طريقين: الأولى: من طريق ابن الأعرابي ، والثانية : من طريق المحاملي عن عبد الأعلى بن واصل ، عن ضرار بن صرد

[5[ تاريخ الإسلام – بشار - : ( 5 / 590 ).

[6[ الضعفاء الكبير للعقيلي : ( 2 / 222 ).

[7[ السنن : $ 3 / 191 ) .

[8[ ( رقم: 214 ) .

[9[ الضعفاء والمتروكين: $ رقم: 310 # .

[10[ تهذيب الكمال: ( 13 / 305 ) .

[11[ تهذيب الكمال: ( 13 / 305 ) .

[12[ المجروحين: ( 1 / 380 ).

[13[ الكامل: ( 3 / 101 ) .

[14[ التهذيب:

[15[ تهذيب الكمال: ( 13 / 305 ) .

[16[ التهذيب:

[17[ إكمال تهذيب الكمال لمغلطاي: ( 7 / 32 )

[18[ ( رقم: 2999 ) .

[19[ هكذا في تهذيب التهذيب: ( 4 / 177 ) ، وفي التاريخ الكبير للبخاري ( 4 / 21 ) ، والأوسط : ( 3 / 452 ) ، $ قلت # بدل من $ حدثنا # ، وهكذا في : $ مسند ابن الجعد # ( رقم: 1315 ) ، والله أعلم .

[20[ الميزان: ( 2 / 212 ).

[21[ الميزان: ( 1 / 527 ).

[22[ سير أعلام النبلاء: ( 4 / 473 ).

[23[ ( 42 / 386 ) .

[24[ سؤالات الحاكم للدارقطني : ( رقم: 70 ) ، تاريخ بغداد: ( 7 / 431 ) ، الإكمال لابن ماكولا : ( 6 / 393 ) .

[25[ تاريخ بغداد: ( 7 / 432 ) .

[26[ تاريخ بغداد: ( 7 / 432 ) .

[27[ سؤالات البرقاني: ( رقم: 458 ).

[28[ لسان الميزان: ( 2 / 248 ).

[29[ التقريب: ( رقم: 826 ).

[30[ الشجرة في أحوال الرجال : ( رقم: 107 )

[31[ ( 1 / 63 ).

[32[ ( رقم: 75 ) .

[33[ ( 42 / 386 ).

[34[ ( 2 / 151 ).

[35[ التقريب: ( 4791 ).

[36[ الجرح والتعديل: ( 2 / 128 ).

[37[ ميزان الاعتدال: ( 1 / 63 ).

[38[ لسان الميزان: ( 1 / 107 ).

[39[ التقريب: ( رقم: 886 ) .

[40[ نقلاً من كتاب: ( فتح الملك العلي بصحة حديث باب مدينة العلم علي ) ( ص: 21 ).

[41[ التاريخ الكبير: ( 6 / 137 ) ، والضعفاء: ( رقم: 243 )

[42[ الجرح والتعديل: ( 6 / 68 ).

[43[ الضعفاء والمتروكين: ( رقم: 386 ).

[44[ المجروحين: ( 2 / 149 ).

[45[ الضعفاء: ( رقم: 138 ).

[46[


كل الناس أفقه من عمر

يقول التيجاني الرافضي

( وهذا عمر بن الخطاب يقول : كل الناس أفقه من عمر حتى ربات الحجال )

 ويسأل عن آية من كتاب الله فينتهر السائل ويضربه بالدرة حتى يدميه ويقول { لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم }).

أقول

هذه الرواية ليست بهذا اللفظ بل روي عنه قوله ( كل أحد أفقه من عمر) ولا شك أن لهذا القول سبب ولكن التيجاني أخفاه ليوهم أن عمر يقول ذلك دون سبب، فالرواية بتمامها هي ما أخرجه سعيد بن منصور في سننه عن الشعبي قال (( خطب عمر بن الخطاب رضي الله عنه الناس، فحمد الله وأثنى عليه، وقال: ألا لا تغالوا في صداق النساء، فإنه لا يبلغني عن أحد ساق أكثر من شيء ساقه رسول الله صلى الله عليه وسلم أو سيق إليه إلا جعلت فضل ذلك في بيت المال، ثم نزل فعرضت له امرأة من قريش فقالت: يا أمير المؤمنين أكتاب الله أحق أن يتبع أم قولك؟ قال: بل كتاب الله عز وجل، فما ذلك؟ قالت: نهيت الناس آنفاً أن يغالوا في صداق النساء، والله عز وجل يقول في كتابه: { وءاتيتم إحداهن قِنطاراً فلا تأخذوا منه شيئاً } فقال عمر: ( كل أحد أفقه من عمر ) مرتين أو ثلاثاً، ثم رجع إلى المنبر فقال للناس: إني نهيتكم أن لا تغلوا في صداق النساء ألا فليفعل رجل في ماله ما بدا له )) ، قلت: هذه الرواية باطلة سنداً ومتناً، فأما من ناحية السند: ففيه علّتان، الأولى الانقطاع، قال البيهقي عقب روايته: ( هذا منقطع ) لأن الشعبي لم يدرك عمر، يقول ابن أبي الرازي في كتاب ( المراسيل ) (( سمعت أبي وأبا زُرعة يقولان: الشعبي عن عمر مرسل )) .

 والعلّة الثانية: أن في سنده مجالد وهو ابن سعيد، قال عنه البخاري : كان يحي القطان، وكان ابن مهدي لا يروي عنه عن الشعبي وقال النسائي : كوفي ضعيف وقال الجوزجاني : مجالد بن سعيد يضعّف حديثه وقال ابن عدي سألت أحمد بن حنبل عن مجالد فقال : ليس بشيء، يرفع حديثاً منكراً لا يرفعه الناس وقد احتمله الناس، وقال ابن عدي أيضاً: عامة ما يرويه غير محفوظ، وقال ابن معين: لا يحتج بحديثه وقال أيضاً: ضعيف واهي الحديث  وقال ابن حجر : ليس بالقوي، لقد تغير في آخر عمره  

وأما من ناحية المتن: ففيه نكارة وذلك للأسباب التالية:

 أ - أنه ثبت عن عمر صريحاً نهيه عن المغالاة في المهور بالسند الصحيح، فقد روى أبو داود عن أبي العجفاء السلمي قال ( خطبنا عمر فقال: ألا لا تغالوا بصُدْقِ النساء، فإنها لو كانت مكرمة في الدنيا،

 أو تقوى عند الله لكان أولاكم بها النبي صلى الله عليه وسلم إمرأة من نسائه، ولا أُصْدِقَتِ امرأة من بناته أكثر من ثنتي عشرة أوقية ) فهذا الحديث الصحيح يظهر نهي عمر عن المغالاة في المهور

 وهو يظهر بطلان الرواية الأخرى.

ب - مخالفتها لنصوص صحيحة صريحة في الحث على عدم المغالاة في المهور وتيسير أمر الصداق منها: ما أخرجه أبو داود في سننه عن عمر قال (( خير النكاح أيسره) وأيضاً ما أخرجه الحاكم وابن حبان في موارد الظمآن عن عائشة قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم (( من يُمن المرأة تسهيل أمرها وقِلّة صداقها ) وما أخرجه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة قال (( جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني تزوجت امرأة من الأنصار. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : هل نظرت إليها؟ فإن في عيون الأنصار شيئاً، قال: قد نظرت إليها، قال: على كم تزوجتها؟ قال: على أربعة أواق، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : على أربع أواق؟ كأنّما تنحتون الفضة من عرض هذا الجبل، ما عندنا ما نعطيك، ولكن عسى أن نبعثك في بعث تصيب منه ))، وغير هذه الأحاديث التي تحث على تقليل الصداق.

ت - هذه الآية التي استدلت بها المرأة { وآتيتم إحداهُنَّ قِنطاراً } معترضة بمفهومها على عمر في نهيه عن المغالات في مهور النساء، لا تنافي توجيه عمر، فغاية ما تدل عليه جواز دفع القادر على الصداق الكثير المنوه عنه بالآية بالقنطار لا تكليف العاجز ما لا يقدر عليه أو يستطيعه، بدليل إنكار النبي على الرجل المتزوج امرأة من الأنصار بأربع أواق صنيعهما لكون ذلك لا يتناسب وحالهما أو لكثرته، هذا فيما لو كانت الآية تدل على المغالاة في المهور.

 أما وأنها لا تدل على إباحة المغالاة في الصداق لأنه تمثيل على جهة المبالغة في الكثرة، قال القرطبي رحمه الله بعد أن حكى قول من أجاز المغالاة في المهور (( وقال قوم: لا تعطي الآية جواز المغالاة، لأن التمثيل بالقنطار إنما هو على جهة المبالغة، كأنه قال: وآتيتم هذا القدر العظيم الذي لا يؤتيه أحد،

 وهذا كقوله صلى الله عليه وسلم ( من بنى لله مسجداً ولو كمفحص قطاة بنى الله له بيتاً في الجنة)

 ومعلوم أنه لا يكون مسجداً كمفحص قطاة )) ، هذا من جهة وأما من جهة ثانية فما نقله أبو حيان عن الفخر الرازي أنه قال ( لا دلالة فيها على المغالاة لأن قوله تعالى { وآتيتم } لا يدل على جواز إيتاء القنطار، ولا يلزم من جعل الشيء شرطاً لشيء آخر كون ذلك الشرط في نفسه جائز الوقوع كقوله صلى الله عليه وسلم ( من قتل له قتيل فأهله بين خيرتين )، نستخلص مما سبق أن الآية الكريمة لا علاقة لها بإباحة غلاء المهور وأن نصها ومفهومها يفيدان أن الرجل القادر لو أحب إعطاء زوجته تطوعاً من نفسه فدفع إليها قنطاراً أو قناطير فهذا جائز، وهذا ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فقد قال (( ومن كان له يسار ووجد فأحب أن يعطي امرأته صداقاً كثيراً فلا بأس بذلك، كما قال تعالى { وآتيتم إحداهن قنطاراً فلا تأخذوا منه شيئاً} ))

 وبعد هذا البيان نخلص إلى بطلان هذا الحديث سنداً متناً، ونعلم مقدار فقه وعلم عمر!

 أما قوله أن عمر ضرب من سأله عن آية بالدرة حتى أدماه وقال (لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم ) والتي عزاها إلى سنن الدارمي وتفسير ابن كثير والدر المنثور، فقد بحثت عنها في هذه المصادر فلم أجد لها أثراً؟!؟ ولا يوجد لها أثر أصلاً، والحمد لله أن هذه الكتب موجودة في كل مكان وليست هي مخفية مثل كتب الرافضة، فليبحث فيها من يريد أن يعرف كيف تألف كتب ثلاث أرباعها كذباً محضاً!؟؟


 الرد على شبهة تمتع أسماء بنت أبي بكر متعة النساء

 الحمد لله وبعد : كثيرا ما يشيع الرافضة أن أسماء بنت أبي بكر الصديق تمتعة متعة النساء فأرسلت للشيخ الفاضل ) فيصل قزار الجاسم حفظه الله ( أستفسر فكتب لي ما يلي : بحث مختصر في حديث أسماء بنت أبي بكر في متعة النساء : الذي يقول الراوي فيه وهو مسلم القري ) دخلنا على أسماء رضي الله عنها فسألناها عن متعة النساء ، فقالت : فعلناها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ) والحديث مداره على شعبة عن مسلم القري عن أسماء رضي الله عنها وقد رواه عن شعبة أربعة واختلفوا عن شعبة في لفظه :  (1) فرواه أبو داود الطيالسي عن شعبة واختُلف عليه أ - فرواه يونس بن حبيب ومحمود بن غيلان عن أبي دواد عن شعبة به بلفظ ) متعة النساء) مسند الطيالسي 1/227 والنسائي 5/326 وأبي نعيم في مستخرجه 3/341 ب- ورواه عمرو بن علي الفلاس وعبدة بن عبد الله الصفار عن أبي داود عن شعبة به بلفظ ) فسألناها عن المتعة ( ليس فيه النساء - الطبراني في الكبير 24/103 وأبي نعيم في مستخرجه 3/341  (2) ورواه عبد الرحمن بن مهدي عن شعبة بلفظ ) فسألناها عن المتعة ( ليس فيه النساء - مسلم 2/909 وأبي نعيم في مستخرجه 3/341  (3) ورواه غندر عن شعبة به وقال شعبة فيه ) قال مسلم : لا أدري متعة الحج أم متعة النساء - ( مسلم 2/909  (4) ورواه روح بن عبادة عن شعبة به بلفظ ) متعة الحج ( وفيه قصة حيث قال مسلم القري : )سألت ابن عباس عن متعة الحج فرخص فيها ، وكان ابن الزبير ينهى عنها . فقال : هذه أم ابن الزبير تحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رخص فيها فادخلوا عليها فاسألوها . قال : فدخلنا عليها فإذا امرأة ضخمة عمياء ، فقالت : قد رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها ( مسلم 2/909 وأحمد 6/348 والطبراني في الكبير 24/77 وأبي نعيم في مستخرجه 3/341

وبهذا يتبين أن المحفوظ والراجح من لفظ الحديث هو متعة الحج لا متعة النساء لأمور : أولاً : أنه لم يذكر ) متعة النساء) إلا أبو داود الطيالسي وقد خالف فيه من هو أكثر عددا وأحفظ منه مثل غندر وعبد الرحمن بن مهدي وروح بن عبادة ، وهؤلاء تقدم روايتهم على رواية أبي داود لأنهم أكثر عدداً وأحفظ من أبي داود عموماً وفي شعبة خصوصاً وهذا بين لمن له أدنى اطلاع على طبقات الثقات . ثانياً : أن أبا دواد قد اختُلف عليه فلم يتفق الرواة عنه في ذكر متعة النساء ، والأرجح من الروايات عنه هو لفظ (المتعة) دون ذكر النساء ، لأمور :  (1) أن رواتها عنه أحفظ فعمرو بن علي الفلاس من الحفاظ الأثبات ومن شيوخ أصحاب الكتب الستة ، وكذلك عبدة الصفار ثقة روى له البخاري ، أما يونس بن حبيب فهو وإن كان ثقة ولكنه ليس بدرجة هذين ولم يرو له أحد من أصحاب الكتب الستة ومحمود بن غيلان ثقة إلا أن الأوليين أحفظ منه .  (2) أن لفظ المتعة هو اللفظ الموافق لرواية الجماعة عن شعبة فلذا لزم أن يقدم . ثالثاً : أن رواية روح بن عبادة فيها ذكر القصة وهي ذهابهم إلى ابن عباس رضي الله عنهما وسؤاله عن متعة الحج ثم إحالته لهم إلى أسماء رضي الله عنها ، وهذا يدل على حفظ راويها ، إذ هذا الأمر وهو ذكر القصة وتفصيل وقائع الحديث من طرق ترجيح الروايات عند الاختلاف. رابعاً : أن مسلم القري وهو الراوي عن أسماء قد شك في ذلك كما في رواية غندر عن شعبة عنه فقال ) لا أدري متعة النساء أم متعة الحج ( والمعلوم أن غندر من أوثق الرواة عن شعبة . خامساً : أنه من الممتنع أن يكون الحديث عن متعة النساء ، وقد ذكرت فيه أنها فعلتها ، لأن إباحة التمتع بالنساء كانت في غزاة الفتح على الصحيح أو في غزوة خيبر على قول ، ثم حرمت تحريماً أبدياً ، وأسماء رضي الله عنها كانت مزوجة إذ ذاك بالزبير بن العوام ، فإنها كانت أكبر من عائشة رضي الله عنها ، وقد تزوجت الزبير قبل الهجرة ، وهاجرت وهي حامل بابنها عبد الله ، وهو أول مولود في الإسلام ، ثم إن زوجها هو من أشد الصحابة غيرة كما هو معلوم عنه ، فكيف يقال بأنها تمتعت ، حاشاها من ذلك وهي الطاهرة المطهرة ، فإن إباحة المتعة إنما كانت في غزوة الفتح ، ولم يغادر النبي صلى الله عليه وسلم مكة حتى حرمها إلى يوم القيامة ، ولم تكن أسماء رضي الله عنها قد كانت من ضمن الجيش في غزوة الفتح ، فلم تشهد الفترة التي أبيحت فيها المتعة ولم تكن أصلاً لتسافر من غير محرم ، فهل يعقل أنها تمتعت مع وجود زوجها !! فالصحيح إذاً أن الحديث عن متعة الحج لا متعة النساء . والله أعلم


 الرد على رواية علي مني وأنا من علي

 استدلال الرافضة بحديث: «علي مني وأنا من علي ولا يؤدي عني إلا علي» والرد عليه بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وحده والصلاة على من لا نبي بعده محمد وعلى آله وصحبه . وبعد يدعي الرافضه هذا الحديث الشريف هو الآخر صريح في أن الإمام علياً هو الشخص الوحيد الذي أهله صاحب الرسالة ليؤدي عنه، وقد قاله عندما بعثه بسورة براءة يوم الحج الأكبر عوضاً عن أبي بكر، ورجع أبو بكر يبكي ويقول: يارسول الله أنزل فيّ شيء فقال: إن الله أمرني أن لا يؤدي عني إلا أنا أو علي.

الجواب قال فيه ابن كثير: «ضعيف الإسناد ومتنه فيه نكاره».(1) صدْر الحديث ثابت من وجه آخر وهو حديث البراء بن عازب في قصة تنازع علي وزيد وجعفر على كفالة ابنة حمزة وفيه أن النبي قال لعلي: «أنت مني وأنا منك» والحديث في الصحيحين(2) لكن ليس هذا من خصائص علي بل قال النبي مثل ذلك لغيره كما تقدم بيانه.‎  (1) تفسير ابن كثير 2/333، والبداية والنهاية 5/34. (2) تقدم تخريجه ص 493.  وأما قولهم: (لا يؤدي عني إلا علي) فمع عدم ثبوت سنده -كما تقدم- فهو معارض لأصل عظيم من أصول الدين وهو وجوب نشر العلم، والتبليغ عن الرسول في حق كل من سمع منه شيئاً من العلم أو بلغه عنه، من غير حصر في أحد كما دل على هذا حديث جبير بن مطعم المشهور أن النبي قام بالخيف من منى فقال: (نَضَّرَ الله امْرأً سمع مقالتي فبلغها فرب حامل فقه غير فقيه، وربّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه).(2) وفي الصحيحين من حديث أبي بكرة أن النبي خطبهم يوم النحر، ثم قال بعد أن ذكر تعظيم حرمة الدماء والأموال والأعراض (ليبلغ الشاهد الغائب، فإن الشاهد عسى أن يبلغ من هو أوعى منه)(3)، فرغّب النبي في هذا المشهد العظيم أمته أن تبلغ عنه،   (2) أخرجه الترمذي في: (كتاب العلم، باب ما جاء في الحث على تبليغ السماع) 5/33-34، وابن ماجه في: (المقدمة، باب من بلّغ علما) 1/85، وقد صححه الألباني في صحيح ابن ماجه 1/45. (3) أخرجه البخاري في: (كتاب العلم، باب قول النبي ليبلغ الشاهد الغائب)، فتح الباري 1/157،158، ح67، ومسلم: (كتاب القسامة، باب تغليظ تحريم الدماء) 3/1306، ح1679.  وتؤدي ما سمعت منه، وبين أن البلاغ عنه ليس من شرطه الفقه، بل متى ما حصل الضبط والحفظ جاز للسامع البلاغ، فكيف بكبار الصحابة الذين هم أهل العلم والفقه، وقدوة الناس في الدين، فهم أولى الناس بالبلاغ عنه، ولهذا بلغ أصحابه عنه الأحاديث، ونقلوا سنته للأمة في حياته،وبعدمماته،ولم يكن ذلك محصوراً في عدد معروف منهم، وإنما كان يبلغ عنه كل من سمع منه، ممن لا يحصي عددهم إلا الله، فكيف يتصور الرافضه بعد هذا أن يجعل النبي البلاغ عنه محصوراً في علي دون غيره من الصحابة!! إن هذا مما يأباه الدين ويرده الواقع. وما يذكره الرافضه من أن النبي بعث علياً يبلغ عنه سورة براءة عوضاً عن أبي بكر، ورجوع أبي بكر يبكي، ثم قول النبي له لا يؤدي عني إلا علي فكذب مردود بالروايات الصحيحة، والثابت أن النبي بعث علياً مؤيداً لأبي بكر، وقد كان تحت إمرة أبي بكر في الحج، فأمر أبو بكر من ينادي في الناس أيام الحج بما أمر به رسول الله وكان من بينهم علي وكان الجميع تحت إمرة أبي بكر. على ماروى البخاري من حديث أبي هريرة -- قال: (بعثني أبو بكر في تلك الحجة في مؤذنين يوم النحر، نؤذن بمنى ألا لا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان. قال حميد بن عبدالرحمن: ثم أردف رسول الله علياً فأمره أن يؤذن ببراءة. قال أبو هريرة: فأذن معنا علي في أهل منى يوم النحر لا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان).(1) فدل الحديث على بطلان دعوى الرافضه، وأن بعث النبي علياً إنما كان تأييداً لأبي بكر لابديلاً عنه، ولا أميراً عليه، بل كان أبوبكر هو أمير الحج، وعلي داخل تحت إمرته كغيره ممن حج مع أبي بكر من الصحابة. كما قرر هذا الأمر شيخ الإسلام ابن تيمية حيث قال في معرض رده على الرافضه في زعمهم رد النبي أبا بكر وبعث علي مكانه. «والجواب من وجوه: أحدها: أن هذا كذب باتفاق أهل العلم وبالتواتر العام، فإن النبي استعمل أبا بكر على الحج سنة تسع، لم يرده ولا رجع، بل هو الذي أقام للناس الحج ذلك العام، وعلي من جملة رعيته يصلي خلفه ويدفع بدفعه، ويأتمر بأمره كسائر من معه، وهذا من العلم المتواتر عند أهل العلم، لم يختلف فيه اثنان، في أن أبابكر هو الذي أقام الحج ذلك العام بأمرالنبي فكيف يقال: إنه أمره برده؟! ولكن أردفه بعلي لينبذ إلى المشركين عهدهم،لأن عادتهم كانت جارية أن لا يعقد العقود ولا يحلها الا المطاع أو رجل من أهل بيته   (1) أخرجه البخاري في: (كتاب الصلاة، باب ما يستر العورة)، فتح الباري 1/477، ح369.  فلم يكونوا يقبلون ذلك من كل أحد».(1) وبهذا يظهر لكم اخواني الكرام فساد حجة الرافضه في استدلالهم بالحديث المذكور على خلافة علي وأنه حديث ضعيف لا تقوم الحجة به وهو مع هذا منكر المتن معارض للأصول، كما أن المناسبة التي يزعموا أنها كانت سببه، وعلق الحديث بها تشهد ببطلان دعواهم إذ لم يرجع أبو بكر بعد تأمير النبي له على الحج، ولم يرده هو، بل حج بالناس، وبلغ عهد النبي ، وبعث من كان ينادي في الناس بذلك، وكان من بين هؤلاء المنادين علي الذي كان يأتمر بأمر أبي بكر في تنفيذ عهد رسول الله. وأسأل اللهَ التوفيقَ لما فيه رضاه، والفقهَ في دينه، والثباتَ على الحقّ إنَّه سَميعٌ مُجيبٌ، وصلَّى اللهُ وسلَّم وبارك على نبيِّنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.


 الرد على شبهة من قال الصلاة خير من النوم بدعة

مذهب أهل السنة والجماعة .. هو بأذن الله تعالى مذهب الفرقة الناجية .. وهو مذهب أهل السنة لأن أهله يتبعون سنة خاتم الأنبياء والرسل عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ومذهب أهل السنة والجماعة هو دين الله عز وجل الذي أرتضى لعباده .. وما عرفت أهله إلا محاربين للبدع والمبتدعين .. لا يحابون ولا يجاملون في ذلك أحداً كائن من كان مذهب أهل السنة والجماعة .. هو الدين الذي قال عنه الباري تبارك وتعالى : }الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا{ سورة المائدة من الآية 3 لذا (( الصلاة خير من النوم )) هي من ألفاظ الأذان ... وإليكم الأدلة : حدثنا عمر بن رافع ثنا عبد الله بن المبارك عن معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن بلال أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم يؤذنه بصلاة الفجر فقيل هو نائم فقال الصلاة خير من النوم الصلاة خير من النوم فأقرت في تأذين الفجر فثبت الأمر على ذلك قال الشيخ الألباني : صحيح المصدر: سنن ابن ماجة اسم المؤلف: ابن ماجة الكتاب الفقهي: كتاب الأذان والسنة فيها الباب الفقهي: باب السنة في الأذان الجزء: 1 الصفحة: 237 رقم الحديث: 716 ------------------------------ حدثنا مسدد ثنا الحرث بن عبيد عن محمد بن عبد الملك بن أبي محذورة عن أبيه عن جده قال قلت يا رسول الله علمني سنة الأذان قال فمسح مقدم رأسي وقال : تقول الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر ترفع بها صوتك ثم تقول أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمدا رسول الله أشهد أن محمدا رسول الله تخفض بها صوتك ثم ترفع صوتك بالشهادة أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمدا رسول الله أشهد أن محمدا رسول الله حي على الصلاة حي على الصلاة حي على الفلاح حي على الفلاح فإن كان صلاة الصبح قلت الصلاة خير من النوم الصلاة خير من النوم الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله قال الشيخ الألباني : صحيح المصدر: سنن أبي داود اسم المؤلف: أبو داود الكتاب الفقهي: كتاب الصلاة الباب الفقهي: باب كيف الأذان الجزء: 1 الصفحة: 136 رقم الحديث: 500 -------------------------------- حدثنا النفيلي ثنا إبراهيم بن إسماعيل بن عبد الملك بن أبي محذورة قال سمعت جدي عبد الملك بن أبي محذورة يذكر أنه سمع أبا محذورة يقول ألقى علي رسول الله صلى الله عليه وسلم الأذان حرفا حرفا الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمدا رسول الله أشهد أن محمدا رسول الله أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمدا رسول الله أشهد أن محمدا رسول الله حي على الصلاة حي على الصلاة حي على الفلاح حي على الفلاح قال وكان يقول في الفجر الصلاة خير من النوم قال الشيخ الألباني : صحيح المصدر: سنن أبي داود اسم المؤلف: أبو داود الكتاب الفقهي: كتاب الصلاة الباب الفقهي: باب كيف الأذان الجزء: 1 الصفحة: 137 رقم الحديث: 504 ------------------------------------ أخبرنا إبراهيم بن الحسن قال حدثنا حجاج عن بن جريج عن عثمان بن السائب قال أخبرني أبي وأم عبد الملك بن أبي محذورة عن أبي محذورة قال: لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من حنين خرجت عاشر عشرة من أهل مكة نطلبهم فسمعناهم يؤذنون بالصلاة فقمنا نؤذن نستهزئ بهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قد سمعت في هؤلاء تأذين إنسان حسن الصوت فأرسل إلينا فأذنا رجل رجل وكنت آخرهم فقال حين أذنت تعال فأجلسني بين يديه فمسح على ناصيتي وبرك علي ثلاث مرات ثم قال اذهب فأذن عند البيت الحرام قلت كيف يا رسول الله فعلمني كما تؤذنون الآن بها الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر أشهد أن لا إله الا الله أشهد أن لا إله الا الله أشهد أن محمدا رسول الله أشهد أن محمدا رسول الله أشهد أن لا إله الا الله أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمدا رسول الله أشهد أن محمدا رسول الله حي على الصلاة حي على الصلاة حي على الفلاح حي على الفلاح الصلاة خير من النوم الصلاة خير من النوم في الأولى من الصبح قال وعلمني الإقامة مرتين الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر أشهد أن لا إله الا الله أشهد أن لا إله الا الله أشهد أن محمدا رسول الله أشهد أن محمدا رسول الله حي على الصلاة حي على الصلاة حي على الفلاح حي على الفلاح قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله قال بن جريج أخبرني عثمان هذا الخبر كله عن أبيه وعن أم عبد الملك بن أبي محذورة أنهما سمعا ذلك من أبي محذورة قال الشيخ الألباني : صحيح المصدر: سنن النسائي اسم المؤلف: النسائي الكتاب الفقهي: كتاب الأذان الباب الفقهي: باب الأذان في السفر الجزء: 2 الصفحة: 7 رقم الحديث: 633 ----------------------------------------- أخبرنا سويد بن نصر قال أنبأنا عبد الله عن سفيان عن أبي جعفر عن أبي سلمان عن أبي محذورة قال كنت أؤذن لرسول الله صلى الله عليه وسلم وكنت أقول في أذان الفجر الأول حي على الفلاح الصلاة خير من النوم الصلاة خير من النوم الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله قال الشيخ الألباني : صحيح المصدر: سنن النسائي اسم المؤلف: النسائي الكتاب الفقهي: كتاب الأذان الباب الفقهي: باب التثويب في أذان الفجر الجزء: 2 الصفحة: 13 رقم الحديث: 647 ------------------------------------ أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال حدثنا مسدد بن مسرهد قال حدثنا الحارث بن عبيد عن محمد بن عبد الملك بن أبي محذورة عن أبيه عن جده قال قلت يا رسول الله صلى الله عليه وسلم علمني سنة الأذان قال فمسح مقدم رأسي وقال تقول الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر ورفع بها صوته ثم تقول أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمدا رسول الله أشهد أن محمدا رسول الله واخفض بها صوتك ثم ترفع صوتك بالشهادة أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمدا رسول الله مرتين وحي على الصلاة حي على الصلاة حي على الفلاح حي على الفلاح فإن كانت صلاة الصبح قلت الصلاة خير من النوم الصلاة خير من النوم الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله صححه ابن حبان قال الشيخ شعيب الأرناؤوط : حديث صحيح بطرقه المصدر: صحيح ابن حبان اسم المؤلف: ابن حبان الكتاب الفقهي: كتاب الصلاة الباب الفقهي: باب الأذان الجزء: 4 الصفحة: 578 رقم الحديث: 1682 والآن سؤالي :

لو كان عمر بن الخطاب)  الفاروق ) رضي الله عنه وأرضاه هو الذي أحدث  (الصلاة خير من النوم) فهل أعترض عليها أو ألغاها علي بن أبي طالب ( أبا السبطين ) رضي الله عنه وأرضاه ؟؟! والسؤال الأهم.... ما الخرج الشرعي لكم لوضع نداء (أشهد أن علياً ولي الله ... أشهد أن علياً وأولاده المعصومين حجج الله) في الأذان وكيف لكم أن تزيدوا شيئا على سنة رسول الله وهل الله ورسوله كانا قاصرين على وضع هذا النداء في الأذان حتى تضيفوه إلى النداء أو أن إضافاتكم مسألة فيها نظر ... وابتداع في دين الله عز وجل ؟؟؟


 الرد على شبهة - فرأيتماه كاذباً آثماً غادراً

 روى مسلم في صحيحه عن ‏ ‏الزهري ‏ ‏أنّ ‏ ‏مالك بن أوس ‏‏حدثه قال: أرسل إلي ‏ ‏عمر بن الخطاب ‏ ‏فجئته حين تعالى النهار قال فوجدته في بيته جالسا على سرير ‏ ‏مفضيا ‏ ‏إلى ‏ ‏رماله ‏ ‏متكئا على وسادة من ‏ ‏أدم ‏، ‏فقال لي : ‏يا ‏ ‏مال ‏، ‏إنه قد ‏ ‏دف ‏ ‏أهل أبيات من قومك وقد أمرت فيهم ‏ ‏برضخ ‏ ‏فخذه فاقسمه بينهم قال قلت لو أمرت بهذا غيري قال خذه ‏ ‏يا ‏ ‏مال ‏ ‏قال فجاء ‏ ‏يرفا ‏ ‏، فقال: هل لك يا أمير المؤمنين في ‏عثمان ‏ ‏وعبد الرحمن بن عوف ‏ ‏والزبير ‏ ‏وسعد ‏ ‏فقال ‏عمر: ‏نعم فأذن لهم فدخلوا ثم جاء فقال: هل لك في ‏‏عباس ‏ ‏وعلي ‏ ‏، قال: نعم ، فأذن لهما فقال عباس: يا أمير المؤمنين اقض بيني وبين هذا الكاذب الآثم الغادر الخائن ، فقال القوم أجل يا أمير المؤمنين فاقض بينهم وأرحهم ‏ ، ‏فقال ‏‏مالك بن أوس: ‏يخيل إلي أنهم قد كانوا قدموهم لذلك. فقال ‏عمر ‏: ‏أنشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض أتعلمون أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏لا نورث ما تركنا صدقة قالوا نعم ثم أقبل على ‏ ‏العباس ‏ ‏وعلي ‏‏فقال: أنشدكما بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض أتعلمان أنّ رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏قال: لا نورث ما تركناه صدقة ، قالا: نعم ، فقال عمر: ‏إنّ الله جل وعز كان خص رسوله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏بخاصة لم يخصص بها أحدا غيره قال ‏{‏ما ‏ ‏أفاء ‏ ‏الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول} ‏ما أدري هل قرأ الآية التي قبلها أم لا ‏ ‏، قال: فقسم رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏بينكم أموال ‏ ‏بني النضير ‏ ‏، فوالله ما ‏ ‏استأثر ‏ ‏عليكم ولا أخذها دونكم حتى بقي هذا المال فكان رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يأخذ منه نفقة سنة ثم يجعل ما بقي ‏ ‏أسوة المال ‏ ‏ثم قال أنشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض أتعلمون ذلك قالوا نعم ثم نشد ‏ ‏عباسا ‏ ‏وعليا ‏ ‏بمثل ما نشد به القوم أتعلمان ذلك قالا نعم قال فلما توفي رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏‏أبو بكر ‏: ‏أنا ولي رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏، ‏فجئتما تطلب ميراثك من ابن أخيك ويطلب هذا ميراث امرأته من أبيها ، فقال‏ ‏أبو بكر: ‏قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ (‏ما نورث ما تركناه صدقة ( فرأيتماه كاذباً آثماً غادراً خائناً والله يعلم إنه لصادق بار راشد تابع للحق ، ثم توفي ‏‏أبو بكر ‏‏وأنا ولي رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏‏وولي ‏‏أبي بكر ‏‏فرأيتماني كاذباً آثماً غادراً خائناً والله يعلم إني لصادق بار راشد تابع للحق ، فوليتها ثم جئتني أنت وهذا وأنتما جميع وأمركما واحد، فقلتما ادفعها إلينا ، فقلت: إن شئتم دفعتها إليكما على أن عليكما عهد الله أن تعملا فيها بالذي كان يعمل رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏فأخذتماها بذلك ، قال: أكذلك؟ قالا: نعم ، قال: ثم جئتماني لأقضي بينكما ، ولا والله لا أقضي بينكما بغير ذلك حتى تقوم الساعة فإن عجزتما عنها فرداها إلي. قال الشيعي الاثناعشري: دل الحديث على أنّ علياً عليه السلام كان يرى أبا بكر وعمر كاذبين خائنين غادرين. الجواب: القول بأن علياً كان يرى أبا بكر وعمر كاذبين آثمين خائنين غادرين، قول باطل بين البطلان، فاسد ظاهر الفساد، وذلك من وجوه: أولها: أن يقال: هذا الكلام إن كان محمولا على ظاهره فهو متقدم، وحكمه بأفضليتهما متأخر، وإذا تعذر الجمع بين قولي المجتهد اعتُمد المتأخر منهما، لأنه لا يجوز أن ننسب إلى أي كان قولا ثبت بالأسانيد الصحيحة تراجعه عنه، وقد يكون التراجع لأسباب كثيرة: منها اطلاعه على ما لم يكن يعلم من الأدلة، أو تبينه لخطإ ظنه، وفساد مناط حكمه، أو ظهور وجه في الاستنباط أقوى مما اعتمد عليه. فظهر أن الاستدلال بهذا الأثر من أبطل الباطل، والحمد لله رب العالمين. ثانيها: أن يقال: نحن لا نسلم بأن هذا الكلام محمول على ظاهره، بل هو وارد مورد الأخذ بأسوء ما يحتمل لزومه من الفعل، مبالغة في العتاب والزجر، كمن لم يسمع نصيحة صاحبه بعدم الدخول في أمر، ثم ندم بعد أن استبان له خسارة ذلك الأمر، وغبن تلك الصفقة، فقال له صاحبه: ألم أنصحك، فنبذت قولي ورأيتني كاذبا لا أريد لك الخير أحمق لا أفهم في أمور البيع؟ وإنما أخذه بأسوء ما يُحتمل لزمه من عمله مبالغة في التقريع والتوبيخ والزجر، وإلا فلا يلزم من مخالفة الصاحب لصاحبه أن يظن فيه ذلك. وهذا هو الذي حمل عليه كثير من العلماء ألفاظ هذا الحديث، لقوة هذا المحمل وعدم تكلفه. ثالثها: أن يقال: إنه محمول على سبيل المشاكلة، وهي ذكر الشيء بلفظ غيره لوقوعه في صحبته لنكتة، كما في قوله تعالى: (نسوا الله فنسيهم)، وقوله أيضا: (فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم)، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله لا يمل حتى تملوا)، وقوله: الشاعر الجاهلي في معلقته الشهيرة (ألا لا يجهلن أحد علينا فنجهل فوق جهل الجاهلينا(. ومما يدل على هذا ويقويه، أن عمر بن الخطاب سمى غضب علي والعباس عليه وعلى أبي بكر بنفس ما سب به العباس عليا من كونه كاذبا آثما خائنا غادرا، حرفا بحرف، لم ينقص، ولم يزد، والنكتة في ذلك تنبيههم إلى أن غضبهم هذا إنما هو ناشئ عن سوء فهم، أو اختلاف في الرأي، أو تسرع في الحكم، ولا يستدعي أن يترتب عليه كل هذا السب، وكل هذه الخصومات، وهو محمل قوي كما ترى. رابعها: أن يقال: أن ذلك محمول على ما يصدر من الإنسان في حالة الغضب مما لا يقره ساعة الرضى، وهذا كثير بين الناس، وكل واحد يعرف ذلك من نفسه، وهذا عندي أقوى المحامل، لما دلت عليه النصوص الشرعية من أن الغضب من الأبواب التي يدخل منها على ابن آدم من الشر ما الله به عليم، ولذلك وجدنا النبي صلى الله عليه وسلم يولي النهي عنه من العناية الشيء الكثير، فنهى أولا عن الغضب، وقال من طلب منه الوصية: لا تغضب، فعاوده مرات، كلُ ذلك يقول لا تغضب، قال الصحابي: (:ففكرت حين قال رسول الله ما قاله ، فإذا الغضب يجمع الشر كله(. وللدلالة على أنّ الغضب يؤثر تأثيرا بالغا في القدرة على التصور والحكم والتصرف، نذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم منع القاضي أن يقضي وهو غضبان، فقال: (لا يقضي القاضي وهو غضبان)، لأن الغضب يحجب العقل عن كمال الإدراك فيؤثر ذلك في الحكم، ولم يستثن من ذلك لا أبا بكر ولا عمر ولا عليا ولا غيرهما، فكل ابن آدم داخل تحت هذا حكم هذا الحديث، ولا يُؤمن عليه إن حكم ساعة الغضب من الجور والحيف، ولذلك جعل النبي صلى الله عليه وسلم (العدلَ في الرضى والغضب) من المنجيات وما ذلك إلا لكونه أعز من الكبريت الأحمر. ولذلك أيضا أمر النبي صلى الله عليه وسلم الغضبان بالسكوت فقال: (إذا غضبت فاسكت مرتين)، حتى أننا نجد الشارع ابطل طلاق الغضبان الذي وصل به الغضب إلى حالة الإغلاق التام بحيث لم يعد يشعر بما يقول، ودليل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (لا طلاق في إغلاق(. ولذلك أيضا أمر الغضبانَ بأن يجنح ما أمكن للسكون وعدم إصدار أي تصرف في هذه الحالة، فقال: (إذا غضب أحدكم و هو قائم فليجلس، و إلا فليضطجع)، لأن أي تصرف في حالة الغضب قد يؤدي إلى ما لا تحمد عقباه. بل إنّ الأنبياء المعصومين بعصمة الله تعالى لا يسلمون من شيء من ذلك، فهذا موسى كليم الله عليه الصلاة والسلام، لما غضب ألقى الألواح، وأخذ برأس نبي من الأنبياء ولحيته يجره إليه، ولو كان في حالة الرضى لما فعل ذلك، ولكن يعذر الإنسان بما يصدر منه في حالة الغضب بما لا يعذر به في حالة الرضى، وهذا متعارف عليه بين العوام فضلا عن العلماء، فإنهم يعذرون بعضهم البعض بما صدر منهم في حالة الغضب بما لا يعذرون ما صدر في حالة الرضى، ولذلك قرر أهل الحديث قاعدة نفيسة في بابها، فريدة من نوعها، تعصم المرء من الزلل في مثل هذه المواطن، وهي أن الأقران إذا عرف فضلهم، وتيقن صلاحهم، وشجر بينهم شيء من أمور هذه الدنيا، أو من عصبيات التمذهب المذموم، فإنه لا يؤبه بكلامهم في بعضهم البعض، ويُضرب عنه الصفح، ولا يلتفت إليه، ويقولون في ذلك: (كلام الأقران يطوى ولا يروى). فكيف يأتي آت بعد كل هذا ليجعل ما صدر من علي والعباس في حالة الغضب، إن صح حمل ألفاظ الأثر على ظاهرها، عقيدة محكمة تُرد إليها المتشابهات والمحتملات، وأصلا راسخا تَرجع إليه التفاصيل والتفريعات، ويُترك من أجل ذلك ما ثبت بالأسانيد الصحيحة، والطرق الكثيرة، من شهادة علي رضي الله عنه بأفضلية الشيخين فوق منبره، وتعليم ذلك لشيعته وأنصاره، وتهديد مخالفه بالعقاب الشديد، والعذاب الأليم؟؟؟ اللهم لا يفعل هذا عاقل سواء كان كافرا أو مسلما، فضلا عن عالم قرأ الكتاب والسنة، وفقه أحكام الشريعة المطهرة. فبطل ما يستدل به الرافضة، وظهر أنه ليس له أساس ينبني عليه، ولا أصل يرجع إليه، والحمد لله رب العالمين. خامسها: أن يقال: سلمنا بأن السباب الوارد في الأثر محمول على ظاهره، فينبغي ملاحظة أن العباس أيضا سب علياً بنفس ما سب به علي أبا بكر وعمر، وأنّ علياً سب العباس أيضاً ، كما في رواية شعيب ويونسَ: (فاستب علي وعباس)، وفي رواية عقيل عن بن شهاب: (استبا) كما قال الحافظ في الفتح، فإن نحن حملنا ألفاظ هذا الأثر على ظواهرها فسيلزم من ذلك الطعن في علي أضعاف ما يلزم من الطعن في أبي بكر وعمر، وذلك من وجوه: قال الناصبي: 1  إنّ علياً سب عمه، وعم النبي صلى الله عليه وسلم، وفي الحديث )عم الرجل صنو أبيه)، فمن سب عمه فكأنما سب أباه، فعلي قد بلغ من الفسق ما شاء الله، وذلك من جهتين: من جهة سبه لأبيه، ومن جهة سبه لأبي النبي صلى الله عليه وسلم. 2  ثم يقال: إنّ فيه من الأخلاق ما ينافي كمال الإيمان الواجب، ويُنقص منه، ألا وهو السب، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ليس المومن بالطعان، ولا اللعان، ولا الفاحش البذيء( 3  وأنه رجل سيء التقدير، قبيح التدبير، إذ ليس من شيم العقلاء ولا سجايا الحكماء أن يفضحوا أسرار بيوتهم، خاصة أسرار آل بيت النبي أمام الناس، حتى يصبح هذا الحديث على ألسنتهم، ويتحدثوا أنّ علياً والعباسَ قد طالت خصومتهما، ويتوسطوا لهما عند أعدى اعداء آل بيت محمد ليريح بعضهما من بعض، على مذهب أبي نواس: فداوني بالتي كانت هي الداء!!!!!! 4  وأنه قد بلغ من الجهل درجة يتنزه عنها صغار طلبة العلم، إذ جاء يطلب حكم قاض اجتمع فيه من الأمور القادحة في عدالته ما لم يجتمع لغيره، من الظلم، والإثم، والخيانة، والغدر، والشرط في القاضي أن يكون عدلاَ. 5  وأن فيه من البلادة والغباء ما يجعله أقل شأناً من عوام المسلمين بل من عوام الكفار ، ذلك أن أي عاقل، مسلماً كان أو كافرا، يعلم أن القاضي ما نصب إلا لتحقيق مصلحة عظيمة، وهي العدل بين الناس، وإنصاف المظلوم، ورد الحقوق إلى أهلها، فأي فائدة يستفيدها علي من مثوله بين يدي حاكم آثم ظالم خائن غادر؟ اللهم إلا شماتةَ الناس بعقله، وسخريتَهم من رأيه، وضياعَ حقوقه، وتلفَ مصالحه، وعَوْدَ ما يتأمله وبالا عليه. 6 وأنه ليس من القضاء والأمانة بحيث يجعل أقرب الناس إليه، وهو عمه، يرضى بحكمه في هذه المسألة، ويستغني به عن عرض القضية عند أعدا أعداء النبي وآل بيته. ولو ذهبنا ننظر في هذا الأثر بعقول الرافضة لما قصر بنا الأمر عن إخراج مجلد من مخازي علي وعم النبي صلى الله عليه وسلم - عياذاً بالله- . لكننا نبرأ إلى الله تعالى من الطعن في أصحاب رسول الله ، ونسأله تعالى العافية، وأن يحفظ علينا عقولنا، والحمد لله الذي عافانا مما ابتلى به كثيرا من خلقه، وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلا ً.


 شبهة أن حذيفة يعلم كل ما يكون

 يقول الرافضي كيف تستنكرون أن الأئمة يعلمون ما كان وما يكون وما هو كائن الى يوم القيامة

وحذيفة يعلم ذلك كما يروي مسلم: صحيح مسلم [ جزء 4 - صفحة 2216 [

24 - ( 2891 ) وحدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة وحدثني أبو بكر بن نافع حدثنا غندر حدثنا شعبة عن عدي بن ثابت عن عبدالله بن يزيد عن حذيفة أنه قال: أخبرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بما هو كائن إلى أن تقوم الساعة فما منه شيء إلا قد سألته إلا أني لم أسأله ما يخرج أهل المدينة من المدينة ؟ الرد: أقول حذيفة لم يقل انه يعلم كل ما هو كائن الى يوم القيامة والدليل أنه إستثنى فقال ((إلا أني لم أسأله ما يخرج أهل المدينة من المدينة ؟(( ثم إن حذيفة يتكلم عن أشراط الساعة التي ستحصل لا محالة والتي يعرفها رسول الله وهو الذي أخبره بها فقال حذيفة أخبرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بما هو كائن إلى أن تقوم الساعة فما منه شيء إلا قد سألته إلا أني لم أسأله ما يخرج أهل المدينة من المدينة ؟ والرسول يخبر حذيفة وليس حذيفه يعلم ذلك من نفسه ولا أوحي الى حذيفه

 كما عند الأمام في إعتقاد الرافضه ثم إن الرسول عليه الصلاة والسلام يوحى له فيخبر أصحابه بأشراط الساعة

 فالحديث في كتاب الفتن وأشراط السعة من صحيح مسلم أما حذيفة فلا يوحى له بل يخبره الرسول أما أئمة الشيعة فالشيعة تعتقد أن علمهم لدني (أي من عندياتهم) وأن الله يوحي لهم بعد موت النبي والعياذ بالله - بصائر الدرجات- محمد بن الحسن الصفار ص 147 : ( 6 ) باب في علم الائمة بما في المسوات والارض والجنة و النار وما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة - بصائر الدرجات- محمد بن الحسن الصفار ص 335 : ( 2 ) باب في الامام بانه ان شاء ان يعلم العلم علم - بصائر الدرجات- محمد بن الحسن الصفار ص 500 :  9 - باب في الائمة انهم يعرفون متى يموتون ويعلمون ذلك قبل ان ياتيهم الموت عليهم ع وبهذا يتبين كذب الرافضي والحمد لله رب العالمين


 الشهداء أحياء لذا يدعونهم من دون الله

 حين نتحاور مع الرافضي ونسأله لما تدعو القبور وهؤلاء أموات لم يستطيعوا دفع الضر عن أنفسهم

يقول إن الأئمة شهداء وهم أحياء عند ربهم ويسمعون دعاءنا ويشفعون لنا وغير هذا من الكلام الباطل

نقول

قال تعالى : { وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ }البقرة154

وقال في آية أخرى : { وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ }آل عمران169

نعم هم أحياء ولكن أين ؟ عند ربهم وليس عندنا

بل قال تعالى يُرزقون ولم يقل يَرزقون فلو كانوا هم من يَرزقون فلن نحاججكم في دعائهم والأولى دعاء من يرزقهم بما أنهم يُرزقون

ثم هل هم أحياء بمعنى أن زوجاتهم لم يتزوجن من بعدهم ولم يعتدن العدة لوفاتهم ؟ وهل تقسم ميراثهم أم لا ؟

فإن قلتم أن نساءهم قضين العدة على وفاتهم وأن أموالهم تقاسمها الورثة فهذا يعني أنهم أموات وليسوا بأحياء في الدنيا

إذاً كيف يسمعونكم حين تدعونهم من دون الله ؟

 قال الله تعالى على لسان عيسى عليه السلام : {مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ }المائدة117

وكلنا يعلم أن نبي الله عيسى لم يمت بل رفعه الله إليه وسينزل آخر الزمان وهاهو يقول وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم

وهل استطاع الأئمة أن يدفعوا الضر عن أنفسهم حتى يدفعوا الضر عنكم ويقضوا حوائجكم ؟

قال تعالى : {إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ }فاطر14

ثم هناك استفسار مهم

من من الأئمة الإثني عشر مات شهيدا في سبيل الله غير علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأيضا قيل أن الحسن مات مسموما والحسين استشهد على أيدي شيعته في كربلاء

هؤلاء الثلاثة فقط أما الذين بعدهم فلا أحد منهم مات مقتولا كي يكونوا شهداء

والسؤال الأهم :

هل الأئمة عباد لله أم لا ؟ وهل هم يتساوون مع الله أم هم دون الله ؟

فإن قلتم أنهم ليسوا عبادا لله وأنهم يتساوون مع الله فقد كفرتم وأشركتم وخرجتم من الملة

وإن قلتم أنهم عبادا لله وأنهم لا يتساوون معه بل هم دونه نقول لكم أقرأوا هذه الآية وأجيبوا على أنفسكم

{ أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِن دُونِي أَوْلِيَاء إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلاً }الكهف102

كتبه / علي الكعبي


 أسألك بحق السائلين

يستدل الرافضة والصوفية بجواز التوسل لأحاديث وردت ، منها: الحديث الأول

 عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه مرفوعاً: (( من خرج من بيته إلى الصلاة، فقال: اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك، وأسألك بحق ممشاي هذا، فإني لم أخرج أشراً ولا بطراً...أقبل الله عليه بوجهه)) رواه الإمام أحمد (321) وابن الجعد في مسنده (1299) وابن أبي شيبة في المصنف (625) وابن ماجه رقم (778) وغيرهم وهذا الحديث إسناده ضعيف لأنه من رواية عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري، وعطية ضعيف كما قال الإمام النووي في "الأذكار" وقال الذهبي في "الضعفاء" (881): مجمع على ضعفه. وقال الإمام أحمد: ضعيف الحديث وبلغني أن عطية كان يأتي (الكلبي) فيأخذ عنه التفسير وكان يكنيه بأبي سعيد !!!؟ فيقول: قال أبو سعيد ، يوهم أنه أبو سعيد الخدري. وقال الحافظ ابن حجر في كتابه التقريب: صدوق يخطىء كثيراً، كان شيعياً مدلساً. أورده الحافظ ابن حجر في كتابه "طبقات المدلسين" المرتبة الرابعة ، وقال: تابعي معروف، ضعيف الحفظ مشهور بالتدليس القبيح. والتدليس القبيح الذي أراده الحافظ ابن حجر ، هو تدليس الشيوخ ، وهذا النوع من التدليس لا يصلح معه التصريح بالسماع ، خاصة في مثل هذه الحالة ، حيث ثبت كما مر عن الإمام أحمد أن عطية العوفي له شيخ كذاب (الكلبي) يكنيه أبا سعيد ، وله أيضاً رواية عن الصحابي أبي سعيد ، فكان يدلس الرواية عن الأول بالرواية عن الثاني ، فحكم روايته بالسماع أو العنعنة عن من يسميه أبا سعيد لا يحتج بها ، مع ما فيه من ضعف.

الحديث الثاني

 حديث بلال رضي الله عنه أنه قال: كان رسول الله إذا خرج إلى الصلاة قال: بسم الله، آمنت بالله، توكلت على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله ، اللهم بحق السائلين عليك، وبحق مخرجي هذا، فإني لم أخرج أشراً ولا بطراً.. الحديث رواه ابن السني في كتابه "عمل اليوم والليلة" رقم: (82) من طريق الوازع بن نافع العقيلي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن جابر بن عبد الله عنه. قال الإمام النووي في "الأذكار": حديث ضعيف أحد رواته الوازع بن نافع العقيلي وهو متفق على ضعفه، وأنه منكر الحديث. وقال الحافظ ابن حجر بعد تخريجه: هذا حديث واه جداً، أخرجه الدارقطني في "الأفراد" من هذا الوجه وقال: تفرد به الوازع، وهو متفق على ضعفه وأنه منكر الحديث. والقول فيه أشد من ذلك، فقال ابن معين والنسائي: ليس بثقة، وقال أبو حاتم وجماعة، متروك الحديث، وقال الحاكم: يروي أحاديث موضوعة. وقال ابن عدي: أحاديثه كلها غير محفوظة. وقال البخاري: منكر هذا الحديث.

الحديث الثالث

 عن أبي أمامة قال: كان رسول الله إذا أصبح، وإذا أمسى دعا بهذا الدعاء: اللهم أنت أحق من ذكر، وأحق من عبد.. أسألك بنور وجهك الذي أشرقت له السماوات والأرض، وبكل حق هو لك، وبحق السائلين عليك... . قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/117): (رواه الطبراني، وفيه فضال بن جبير، وهو ضعيف مجمع على ضعفه). وقال في موضع آخر: (لا يحل الاحتجاج به) وقال ابن حبان عن فضال: شيخ يزعم أنه سمع أبا أمامة، يروي عنه ما ليس من حديثه. وقال أيضاً: لا يجوز الاحتجاج به بحال، يروي أحاديث لا أصل له. وقال ابن عدي في "الكامل" (25/13): أحاديثه كلها غير محفوظة. وقال عنه البيهقي في كتابه شعب الإيمان: فضال صاحب مناكير. وهذه الأحاديث مع كونها ضعيفة فهي لا تدل على التوسل بالمخلوقين أبداً، وإنما تعود إلى أحد أنواع التوسل المشروع ، وهو التوسل إلى الله تعالى بصفة من صفاته عز وجل، لأن فيها التوسل بحق السائلين على الله وبحق ممشى المصلين. فما هو حق السائلين على الله تعالى؟، لا شك أنه إجابة دعائهم، وإجابة الله دعاء عباده صفة من صفاته عز وجل، وكذلك حق ممشى المسلم إلى المسجد هو أن يغفر الله له، ويدخله الجنة ومغفرة الله تعالى ورحمته، وإدخاله بعض خلقه ممن يطيعه الجنة. كل ذلك صفات له تبارك وتعالى.


 تقدير عائشة لأنها أنكرت وصية علي

 يقول التيجاني (( وبعد كل هذا أتساءل كيف استحقت عائشة كل هذا هذا التقدير والاحترام

 من أهل السنة والجماعة، ألأنها زوج النبي، فزوجاته كثيرات وفيهن من هي أفضل من عائشة بتصريح النبي نفسه ويشير بالهامش إلى الترمذي والاستيعاب والإصابة ثم يقول ... أم لأنها ابنة أبي بكر! أم لأنها هي التي لعبت الدور الكبير في إنكار وصيّة النبي لعليّ حتى قالت عندما ذكروا عندها أن النبي أوصى لعلي: قالت من قاله لقد رأيت النبي (ص) وإني لمسندته إلى صدري فدعا بالطست فانحنت فمات فما شعرتُ فكيف أوصى إلى علي ))

 فأقول لهذا الشانئ:

 - 1 عائشة استحقّت كل هذا التقدير والاحترام وأكثر، من أهل السنة والجماعة لأنها زوجة النبي صلى الله عليه وسلم الطيب الذي اختارها لأن تكون زوجة له لأنها طيبة أيضاً والله سبحانه يقول

{ الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات، أولئك مبرّءون مما يقولون لهم مغفرة ورزق كريم } ( النور 26) قال (( مجاهد وعطاء وسعيد بن جبير والشعبي والحسن البصري وحبيب بن أبي ثابت والضحاك: نزلت في عائشة وأهل الإفك، واختاره بن جرير الطبري ))

وقوله { أولئك مبرءون مما يقولون } : أي هم بعداء عما يقوله أهل الإفك والعدوان ))

 وعندما يحاول التيجاني إثبات أن عائشة خبيثة ألا يعتبر هذا من أعظم المطاعن في النبي صلى الله عليه وسلم؟! فكيف لا والله يقول } الخبيثات للخبيثين...}!!؟

 ونقدرها لأنها أمنا في الإيمان فالله يقول { النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم، وأزواجه أمهاتهم ..} الأحزاب5 -

-2 أما قوله (( ألأنها زوج النبي، فزوجاته كثيرات وفيهن من هي أفضل من عائشة بتصريح النبي نفسه )) ثم يشير بالهامش إلى الترمذي والاستيعاب والإصابة...،

 فأقول فتحت سنن الترمذي على أبواب الفضائل -باب فضل عائشة

 فوجدت هذا الحديث عن (( عائشة قالت: كان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة، قالت: فاجتمع صواحباتي إلى أم سلمة فقلن: يا أم سلمة: إن الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة، وإنا نريد الخير، كما تريد عائشة، فقولي لرسول الله يأمر الناس يهدون إليه أين ما كان. فذكرت ذلك أم سلمة، فأعرض عنها، ثم عاد إليها فأعادت الكلام، فقالت: يا رسول الله إنّ صواحباتي قد ذكرن أن الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة فأمرِ الناس يهدون أين ما كنت، فلما كانت الثالثة قالت ذلك: قال: ( يا أم سلمة لا تُؤذيني في عائشة، فإنّهُ ما نزل علي الوَحيَ وأنا في لِحافِ امرأَةٍ منْكُنَّ غيرها ) ))،

 وعن عمرو بن العاص (( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استعمله على جيش ذات السلاسل، قال: فأتيته فقلت: ( يا رسول الله أي الناس أحب إليك؟ قال: عائشة، قلت: من الرجال؟ قال: أبوها )

، وعن أنس قال (( قيل يا رسول الله من أحب الناس إليك؟ قال: عائشة، قيل من الرجال؟ قال: أبوها )

وعن عبد الله بن زياد الأسدي قال (( سمعت عمار بن ياسر يقول: هي زوجته في الدنيا والآخرة يعني: عائشة ))،

وعن انس بن مالك (( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فضل عائشة على النساء، كَفَضلِ الثَّريدِ على سائِرِ الطَّعام )

 وعن عائشة قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنَّ جِبْرَائيلَ يَقْرَأ عَلَيْكِ السلام، فقلت: وعليه السلام ورحمة الله ))،

عن أبي موسى قال (( ما اشكل علينا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث قط، فسألنا عائشة، إلا وجدنا عندها منه علماً )

 عن موسى بن طلحة قال (( ما رأيت أحداً أفصح من عائشة ) ثم فتحت باب فضل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فوجدت هذا الحديث عن صفية بنت حيي قالت: (( دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد بلغني عن حفصة وعائشة كلام، فذكرت ذلك له، فقال )ألا قلتِ: وكيف تكونان خيرا منِّي، وزوجي محمد، وأبي هارون، وعمي موسى )وكأن الذي بلغها أنهم قالوا: نحن أكرم على رسول الله صلى الله عليه وسلم منها، وقالوا: نحن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وبنات عمه ))،

هذه هي الأحاديث الواردة في فضل عائشة وصفية

 فأقول:

 أ. لا شك أن عائشة أفضل نساء النبي صلى الله عليه وسلم لتضافر الأدلة الصريحة في ذلك والصحيحة من أصح كتب الحديث أمثال البخاري ومسلم.

ب. بالنسبة لحديث صفية فليس فيه ما يظهر أنها أفضل من عائشة أو حفصة لأن النبي صلى الله عليه وسلم حينما قال لها ما قال أراد إسترضائها في مقابل ما ذكرته عائشة وحفصة في حقها بخلاف الأحاديث الصريحة التي يؤكد فيها النبي صلى الله عليه وسلم فضل عائشة على جميع نسائه.

ت. أقول ذلك على فرض صحة حديث صفية ولكن الحديث ضعيف الإسناد ف((هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث هاشم الكوفي، وليس إسناده بذلك)

 وأما الاستيعاب فقد ذكر في ترجمتها نفس الحديث المذكور ولم يذكر غير ذلك وأما في ترجمة عائشة فقد ذكر في فضائلها الكثير فأثبت أنها من أعلم أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فيروى عن الزهري قوله (( لو جمع علم عائشة إلى علم جميع أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وعلم جميع النساء لكان علم عائشة أفضل )

ثم ساق في إثبات أنها أحب النساء وأفضلهن عند النبي صلى الله عليه وسلم حديث عمرو بن العاص، وحديث أنس اللذان سبقا قبل قليل.

 وأما الإصابة فكل الروايات التي ذكرها بالتغاضي عن صحتها لا يوجد بها حديث واحد فيه التصريح بتفضيل حفصة على عائشة إلا الحديث السابق  

- 3 أما قوله (( أما لأنها لعبت الدور الكبير في إنكار وصية النبي صلى الله عليه وسلم لعلي

 حتى قالت ثم ذكر الحديث ... الخ ))،

 فأقول:

أ لم تلعب عائشة رضي الله عنها الدور الكبير في إنكار وصية النبي صلى الله عليه وسلم كما يدعي هذا التيجاني فلو كان النبي صلى الله عليه وسلم أوصى لعلي حقاً لما كانت عائشة تستطيع الإنكار أمام الأمة، ولكنها قالت ما تعرفه هي حسب علمها وهو أن النبي مرض وتوفّي عندها ولم تسمع في هذه القضية منه أي شئ.

ب إذا أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يوصي، لا بد أن يذكر ذلك أمام الناس ولا يكتفي بذكره عند امرأته، والتيجاني يدعي أن الأدلة على أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى لعلي بالخلافة مستفيضة ومعلومة وقد ذكر بعضها في كتابه، وادعى أنها صريحة في استخلاف عليّ، فكيف يتهوّك فيقول أن عائشة لعبت الدور الكبير في إنكار الوصية لعلي؟!

فإذا كانت كل هذه الأدلة الظاهرة على إمامة عليّ كما تزعم ليست حجة في نظر أهل السنة فقول عائشة أحْرى أن يكون هو الحق.

 ج - عائشة رضي الله عنها الصدّيقة بنت الصديق لا يمكن أن تنكر وصية النبي صلى الله عليه وسلم لعليّ إن كان هذا حقاً، فهي الطيّبة زوجة الطيّب في الدنيا والآخرة، وهي خير زوجاته وأفضلهنّ وأحبهنّ للنبي صلى الله عليه وسلم وما استحقت هذه المنزلة إلا لأنها من خير نساء الأرض، فكيف نصدق التيجاني المتمرّس على خصلة الكذب الذي يأتي إلى الرواية الصادقة فيكّذبها، ويأتي إلى الرواية الكاذبة فيصدقها، ويتهم خير الناس بأنهم أشر الناس ويدعي على أضلّ الناس بأنهم أصحاب هداية،

 فكيف برجل هذا حاله، هل نصدقه ونكذّب خير نساء أمهات المؤمنين؟!


 ادعاء التيجاني على طلحة والزبير أنهما يشهدان الزور

يقول التيجاني (( ودعني من كل هذا فأنا لا أريد البحث عن تاريخ أم المؤمنين عائشة ولكن أريد الإستدلال على مخالفة كثير من الصحابة لمبادئ الإسلام وتخلّفهم عن أوامر رسول الله (ص)، ويكفيني من فتنة أم المؤمنين دليلاً واحداً أجمع عليه المؤرخون، قالوا لما جازت عائشة ماء الحوأب ونبحتها كلابها تذكرت تحذير زوجها رسول الله ونهيه إياها أن تكون هي صاحبة الجمل، فبكت وقالت ردّوني ردّوني. ولكن طلحة والزبير جاؤوها بخمسين رجلاً جعلوا لهم جعلاً، فأقسموا الله أن هذا ليس بماء الحوأب فواصلت مسيرها حتى البصرة، ويذكر المؤرخون أنها أوّل شهادة زور في الإسلام ثم يعزو هذا الخبر إلى الطبري وابن الأثير والمدائني وغيرهم من المؤرخين الذين أرخوا السنة ست وثلاثين ثم يقول... دلّونا أيها المسلمون يا أصحاب العقول النيّرة على حل لهذا الإشكال، أهؤلاء هم الصحابة الأجلاّء الذين نحكم نحن بعدالتهم ونجعلهم أفضل البشر بعد رسول الله (ص)! فيشهدون شهادة الزور التي عدّها رسول الله (ص) من الكبائر الموبقة التي تقود إلى النار ))

 فأقول:

  - 1 حل هذا الإشكال بسيط جداً لأننا لو فتحنا كتاب الطبري وابن الأثير لما وجدنا لهذا الخبر أثراً اللهم إلا هذه الرواية

(( فعن الزهري، قال: بلغني أنه لما بلغ طلحة والزبير منزل عليّ بذي قار انصرفوا إلى البصرة، فأخذوا على المنْكَدِر، فسمعت عائشة رضي الله عنها نُباح الكلاب، فقالت: أي ماء هذا؟ فقالوا: الحوأب، فقالت: إنا لله وإنا إليه راجعون، إني لهي، قد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وعنده نساؤه ( ليت شعري أيَّتكنّ تنبحها كلاب الحوأب ). فأرادت الرجوع، فأتاها عبد الله بن الزبير فزعم أنه قال: كذب من قال إنّ هذا الحوأب. ولم يزل حتى مضت )) ، والحمد لله أن الكتابين يملآن الأسواق، وليطّلع عليهما القارئ الذي يبحث عن الحق ليعلم إلى أي درجة وصلت بهذا التيجاني جرأة الكذب! ورواية الطبري وابن الأثير كما هو واضح لا تأتي على ذكر طلحة والزبير، وإنما عبد الله بن الزبير، وليس فيها شهادة زور، وحتى مقولة أنّ ابن الزبير: كّذب من قال إن هذا الحوأب، فجاءت بصيغة تمريضية، لأن الزهري قال ( فزعم أنه قال).

2- هذا الخبر الذي ينسبه التيجاني لطلحة والزبير خبرٌ باطل لسببين:

أ - مما لا شك فيه أن طلحة والزبير رضي الله عنهما المشهود لهما بالجنة من أصدق الناس وأعلاهما أخلاقاً، وأجلّ من أن يشهدا شهادة زور في أمرٍ كهذا!

ب - هذا الخبر المكذوب تعارضه رواية صحيحة في خبر الحوأب فعن قيس بن أبي حازم البجلي ثقة قال (( لما بلغت عائشة رضي الله عنها بعض ديار بني عامر نبحت عليها الكلاب فقالت: أي ماء هذا، قالوا الحوأب قالت: ما أظنني إلا راجعة فقال الزبير لا بعد تقدمي ويراك الناس ويصلح الله ذات بينهم قالت: ما أظنني إلا راجعة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كيف بإحداكن إذا نبحتها كلاب الحوأب )) ، ومع ذلك لا يستحي هذا المهتدي أن يقول يكفيني من فتنة أم المؤمنين دليلاً واحداً أجمع عليه المؤرخون!؟ لا أريد منك إثبات هذا الإجماع الخيالي!؟، ولكن أريد منك مصدراً واحداً يذكر فيه هذا الخبر المكذوب؟، وبعد ذلك أقول للتيجاني أعتقد أنني قد أرشدتك على حل لهذا الإشكال والحمد لله الكبير المتعال.


 معاوية يلبس الذهب والحرير، واستولى على الحكم بالقوة، ويولي ابنه يزيد

 من مطاعن التيجاني الرافضي في الخليفة معاوية رضي الله عنه

 من المسلم به أن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه كان من أبرز من قاتل علياً رضي الله عنه بشأن مقتل عثمان والذي مثل زعامة الجانب المقابل لعلي في معركة صفين فما كان من التيجاني إلا أن صب جام غضبه عليه واتهمه بالظلم والضلال وسوف أسوق ادعاءات التيجاني على هذا الصحابي مفنداً لها ومدافعاً عن كاتب الوحي الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم (( اللهم اجعله هادياً مهدياً واهد به((

يقول التيجاني (( أن عمر بن الخطاب الذي اشتهر بمحاسبة ولاته وعزلهم لمجرّد الشبهة نراه يلين مع معاوية بن أبي سفيان ولا يحاسبه أبداً وقد ولاّه أبو بكر وأقرّه عمر طيلة حياته ولم يعترض عليه حتى بالعتاب واللّوم، رغم كثرة الساعين الذين يشتكون من معاوية ويقولون له بأنّ معاوية يلبس الذهب والحرير اللذين حرمهما رسول الله على الرّجال، فكان عمر يجيبهم: دعوه فإنه كسرى العرب، واستمر معاوية في الولاية أكثر من عشرين عاماً لم يتعرّض له احد بالنقد ولا بالعزل ولمّا ولي عثمان خلافة المسلمين أضاف إليه ولايات أخرى مكّنته من الاستيلاء على الثروة الإسلامية وتعبئة الجيوش وأوباش العرب للقيام بالثورة على إمام الأمة والاستيلاء على الحكم بالقوة والغضب والتحكّم في رقاب المسلمين وارغامهم بالقوّة والقهر على بيعة ابنه الفاسق شارب الخمر يزيد وهذه قصّة أخرى طويلة بصدد تفصيلها في هذا الكتاب ))

 فأقول:

  - 1 يبدو أن التيجاني في كل ما يسوقه لا يستطيع أن يتخلى عن بعض الخصال التي يتمتع بها ومن ضمنها الجهل! فهو يدعي أن أبا بكر قد ولى معاوية فأقره عمر طيلة حياته! ولكن المعروف عند كل من درس سيرة الخلفاء أن أبا بكر قد ولى يزيد بن أبي سفيان الشام، وبقي واليا عليها في خلافة عمر وأقره عمر فلما توفي يزيد ولى أخاه معاوية بن أبي سفيان.

 - 2 أما أن عمر كان يلين مع معاوية ولا يحاسبه أبداً فما هو الدليل على ذلك؟ ومن أين يستقي هذا التيجاني هذه الإدعاءات؟ فهل من مصدر يرشدنا إليه وإلا فأقول له كما يقول الشاعر:

والدعاوي ما لم تقيموا عليها بينات أصحابها أدعياء!

ولكن الثابت يشهد بخلاف ذلك فقد أورد ابن كثير في البداية (( أن معاوية دخل على عمر وعليه حلة خضراء فنظر إليها الصحابة، فلما رأى ذلك عمر وثب إليه بالدرة فجعل يضربه بها، وجعل معاوية يقول: يا أمير المؤمنين الله الله في، فرجع عمر إلى مجلسه فقال له القوم: لم ضربته يا أمير المؤمنين؟ وما في قومك مثله؟ فقال: والله ما رأيت إلا خيراً، وما بلغني إلا خير، ولو بلغني غير ذلك لكان مني إليك غير ما رأيتم، ولكن رأيته وأشار بيده فأحببت أن أضع منه ما شمخ ))

 - 3 أما قوله (... رغم كثرة الساعين الذين يشتكون من معاوية ويقولون له بأن معاوية يلبس الذهب والحرير (!) اللذين حرمهما رسول الله على الرجال، فكان عمر يجيبهم: دعوه فإنه كسرى العرب )،

 فأقول:

 أ - أما قوله رغم كثرة الساعين الذين يشتكون من معاوية يكذبه الواقع والتاريخ فقد مكث معاوية أربعين عاماً يحكم أهل الشام وكانت علاقته بهم علاقة حب وولاية لدرجة أنهم أجابوه بقوة للأخذ بدم عثمان.

ب - أما أنّ عمر قد قال في معاوية بأنه كسرى العرب عندما علم بأنه يلبس الذهب والحرير! فأرجو من المؤلف أن يرشدنا إلى المصدر الذي استقى منه هذا الكذب، والغريب أن يضرب عمر معاوية للبسه حلّة خضراء مباحة، ويسكت عليه عندما يلبس الذهب والحرير المحرّم؟!

ت - أما الرواية عن عمر هو ما رواه ابن أبي الدنيا عن أبي عبد الرحمن المدني قال (( كان عمر بن الخطاب إذا رأى معاوية قال: هذا كسرى العرب ))

 - 4 ثم يقول ( واستمر معاوية في الولاية أكثر من عشرين عاماً لم يتعرض له أحد بالنقد ولا بالعزل ولما ولي عثمان خلافة المسلمين أضاف إليه ولايات أخرى مكنته من الإستيلاء على الثورة الإسلامية ...)

 فأقول:

 أ - ليس في تولية معاوية للشام أي مطعن في عمر أو عثمان فإنه قد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قد ولى أبوه أبو سفيان على نجران حتى توفي بل كان الكثير من أمراء النبي صلى الله عليه وسلم من بني أمية (( فإنه استعمل على مكة عتّاب بن أسيد بن أبي العاص بن أمية، واستعمل خالد بن سعيد بن العاص بن أمية على صدقات مَذْحج وصنعاء اليمن، ولم يزل عليها حتى مات النبي صلى الله عليه وسلم، واستعمل عمرو على تيماء وخيبر وقرى عرينة، وأبان بن سعيد بن العاص استعمله على البحرين برها وبحرها حين عزل العلاء بن الحضرمي، فلم يزل عليها حتى مات النبي صلى الله عليه وسلم وأرسله قبل ذلك أميراً على سرايا منها سرية إلى نجد ((

ب - وعندما ولي معاوية الشام كانت سياسته مع رعيته من أفضل السياسات وكانت رعيته تحبه ويحبُّهم (( قال قبيصة بن جابر: ما رأيت أحداً أعظم حلماً ولا أكثر سؤدداً ولا أبعد أناة ولا ألين مخرجاً، ولا أرحب باعاً بالمعروف من معاوية. وقال بعضهم: أسمع رجل معاوية كلاماً سيئاً شديداً، فقيل له لو سطوت عليه؟ فقال: إني لاستحي من الله أن يضيقَ حلمي عن ذنب أحد رعيتي. وفي رواية قال له رجل: يا أمير المؤمنين ما أحلمك؟ فقال: إني لأستحي أن يكون جرم أحد أعظم من حلمي )) ، لذلك استجابوا له عندما أراد المطالبة بدم عثمان وبايعوه على ذلك ووثقوا له أن يبذلوا في ذلك أنفسهم وأموالهم، أو يدركوابثأره أو ينفي الله أرواحهم قبل ذلك

ت - أما ادعاؤه على معاوية أنه استولى على الثورة الإسلامية وتعبئة الجيوش وأوباش العرب للقيام بالثورة على إمام الأمة والاستيلاء على الحكم بالقوة والغصب والتحكم في رقاب المسلمين فهذا من أكبر الكذب على معاوية فإنه ما أراد الحكم ولا اعترض على إمامة عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه بل طالب بتسليمه قتلة عثمان ثم يدخل في طاعته بعد ذلك، فقد أورد الذهبي في ( السير ( عن يعلى بن عبيد عن أبيه قال (( جاء بو مسلم الخولاني وناس معه إلى معاوية فقالوا له: أنت تنازع علياً أم أنت مثله؟ فقال معاوية: لا والله إني لأعلم أن علياً أفضل مني، وإنه لأحق بالأمر مني، ولكن ألستم تعلمون أنّ عثمان قتل مظلوما، وأنا ابن عمه، وإنما أطلب بدم عثمان، فأتوه فقولوا له فليدفع إليّ قتلة عثمان وأسلّم لهُ فأتوْا علياً فكلّموه بذلك فلم يدفعهم إليه )) ، طالما أكّد معاوية ذلك بقوله (( ما قاتلت علياً إلا في أمر عثمان )) ، وهذا هو ما يؤكده عليّ ومن مصادر الشيعة الاثني عشرية أنفسهم، فقد أورد الشريف الرضي في كتاب نهج البلاغة في خطبة لعليّ قوله )) وبدء أمرنا أنا التقينا والقوم من أهل الشام، والظاهر أن ربنا واحد ونبينا واحد، ودعوتنا في الإسلام واحدة، ولا نستزيدهم في الإيمان بالله والتصديق برسوله، ولا يستزيدوننا، الأمر واحد إلا ما اختلفنا فيه من دم عثمان ونحن منه براء )) ، فهذا عليّ يؤكد أن الخلاف بينه وبين معاوية هو مقتل عثمان وليس من أجل الخلافة أو التحكم في رقاب المسلمين كما يدعي التيجاني.

 - 5 أما قوله بأن معاوية أرغم المسلمين بالقوة والقهر على بيعة إبنه الفاسق شارب الخمر يزيد، فهذا من الكذب الظاهر فإن معاوية لم يرغم الناس على بيعة ابنه يزيد ولكنه عزم على الأخذ بعقد ولاية عهده ليزيد وتم له ذلك، فقد بايع الناس ليزيد بولاية العهد ولم يتخلّف إلا الحسين بن علي وعبد الله بن الزبير، وتوفيّ معاوية ولم يرغمهم على البيعة. أما أن يزيد فاسق شارب للخمر فهذا كذب أيضاً وندع محمد بن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه يجيب على هذا الادعاء لأنه أقام عند يزيد وهو أدرى به، قال ابن كثير في البداية (( لما رجع أهل المدينة من عند يزيد مشى عبد الله بن مطيع وأصحابه إلى محمد بن الحنفية فأرادوه على خلع يزيد فأبى عليهم، فقال ابن مطيع: إن يزيد يشرب الخمر ويترك الصلاة ويتعدّى حكم الكتاب. فقال لهم: ما رأيت منه ما تذكرون، وقد حضرته وأقمت عنده فرأيته مواضباً على الصلاة متحرياً للخير يسأل عن الفقه ملازماً للسنة، قالوا: فإن ذلك كان منه تصنّعاً لك. فقال: وما الذي خاف مني أو رجا حتى يظهر إليّ الخشوع؟ أفأطلعكم على ما تذكرون من شرب الخمر؟ فلئن كان أطلعكم على ذلك إنكم لشركاؤه، وإن لم يكن أطلعكم فما يحل لكم أن تشهدوا بما لم تعلموا. قالوا: إنه عندنا لحق وإن لم يكن رأيناه. فقال لهم أبى الله ذلك على أهل الشهادة، فقال { إلا من شهد بالحق وهم يعلمون } ولست من أمركم في شيء، قالوا: فلعلك تكره أن يتولى الأمر غيرك فنحن نولّيك أمرنا. قال: ما استحل القتال على ما تريدونني عليه تابعاً ولا متبوعاً، فقالوا: فقد قاتلت مع أبيك، قال: جيئوني بمثل أبي أقاتل على مثل ما قاتل عليه، فقالوا: فمر ابنيك أبا القاسم والقاسم بالقتال معنا، قال: لو أمرتهما قاتلت. قالوا: فقم معنا مقاماً نحض الناس فيه على القتال، قال: سبحان الله!! آمر الناس بما لا أفعله ولا أرضاه إذاً ما نصحت لله في عباده قالوا: إذاً نكرهك. قال: إذا آمر الناس بتقوى الله ولا يرضون المخلوق بسخط الخالق، وخرج إلى مكة ))


 معاوية حوّل الخلافة من الشورى إلى ملكية قيصرية

 يقول التيجاني (( كيف ينزّهونه وقد أخذ البيعة من الأمة بالقوة والقهر لنفسه أولاً ثم لابنه الفاسق يزيد من بعده وبدّل نظام الشورى بالملكية القيصرية ))

(( وبعد علي استولى معاوية على الخلافة فأبدلها قيصرية ملكية يتداولاها بنو أمية ومن بعدهم بنو العباس أبا عن جد ولم يكن هناك خليفة إلاّ بنص السابق عن اللاّحق أو بقوة السيف والسلاح والإستيلاء، فلم تكن هناك بيعة صحيحة في التاريخ الإسلامي من عهد الخلفاء وحتى عهد كمال أتاتورك الذي قضى على الخلافة الإسلامية إلا لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب ))

 (( كيف يحكمون باجتهاده وقد أخذ البيعة من الأمة بالقوة والقهر لنفسه ثم لابنه يزيد من بعده وحوّل نظام الشورى إلى الملكية القيصرية )

فأقول:

 1 - لم يأخذ معاوية الخلافة بالقوة والقهر وإنما سلمت له من قبل الحسن بن علي وذلك بعدما تم الصلح بينهما وذلك مصداقاً لقوله صلى الله عليه وسلم (( ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين)، فقد أخرج البخاري في صحيحه أن الحسن البصري قال (( استقبل والله الحسن بن عليّ معاوية بكتائب امثال الجبال، فقال عمرو بن العاص: إني لأرى كتائب لا تُوليّ حتى تقْتُل أقرنها، فقال له معاوية وكان والله خير الرجلين أي عمرو، إن ْقتلَ هؤلاء هؤلاء، وهؤلاء هؤلاء، من لي بأمور النّاس، من لي بنسائهم، من لي بضيعتهم، فبعث إليه رجلين من قريش، من بني عبد شمس عبد الرحمن بن سمُرة وعبد الله بن عامر بن كُريز، فقال: اذهبا إلى هذا الرجل، فاعرضا عليه وقولا له، واطلبا إليه. فأَتياهُ فدخلا عليه، فتكلَّما وقالا له فطلبا إليه، فقال الحسن بن عليّ: إنَّا بنو عبد المطلب قد أصبنا من هذا المال، وإنَّ هذه الأمة قد عاثت في دمائها. قالا: فإنه يعرض عليك كذا وكذا، ويطلب إليك ويسألُكُ، قال: فمن لي بهذا؟ قالا: نحن لك به، فما سألهما شيئاً إلا قالا: نحن لك به، فصالحة. فقال الحسن: ولقد سمعت أبا بكرة يقول: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر، والحسن بن عليّ إلى جنبه، وهو يُقبل على النّاس مرَّة وعليه أخرى، ويقول ( إنَّ ابني هذا سيدٌ، ولعلّ الله أن يُصلح به بين فِئتين من المسلمين)  

-2 أما بالنسبة لمبايعة ابنه يزيد فقد حرص معاوية على موافقة الناس، فعزم على أخذ البيعة لولاية العهد ليزيد، فشاور كبار الصحابة وسادات القوم وولاة الأمصار فجائت الموافقة منهم، وجاءته الوفود بالموافقة على بيعة يزيد وبايعه الكثير من الصحابة

 حتى قال الحافظ عبد الغني المقدسي ) خلافته صحيحة، بايعه ستون من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم ابن عمر)،

 وقد ثبت في صحيح البخاري أن ابن عمر بايع يزيد وعندما قامت عليه الفتنة من المدينة جمع أهله وحذّرهم من الخروج على يزيد، فعن نافع قال (( لمّا خلع أهل المدينة بن معاوية، جمع ابن عمر حشمه وولده، فقال: إني سمعت النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: يُنصب لكل غادر لواء يوم القيامة. وإنَّا قد بايعنا هذا الرجل على بيع الله ورسوله، وإني لا أعلم غدراً أعظم من أن يُبايع رجل على بيع الله ورسوله ثم يَنصُبُ له القتال، وإني لا أعلم أحداً منكم خَلَعَهُ، ولا تابع في هذا الأمر، إلا كانت الفيصل بيني وبينه )

 وقد خالف ابن الزبير والحسين هذه الموافقة ولا يقدح ذلك في البيعة إذ لا بد من مخالف لذلك، ومن هنا نعلم أن معاوية حرص على موافقة الأمة على بيعة يزيد، ولو أراد معاوية الاستبداد وأخْذ البيعة ليزيد بالقوة والقهر كما يدعي التيجاني لاكتفى ببيعة واحدة، وفرضها على الناس فرضاً، وهذا ما لم يفعله معاوية بل قد خالف من خالف ولم يتخذ معاوية سبيل القوة لارغامهم على البيعة.

 - 3 ولعل السبب الذي دفع معاوية لأخذ البيعة ليزيد، حتى يُبعد الخلاف ويجمع الكلمة في هذه المرحلة المتوتِّرة التي تعيشها الأمة، وكثرة المطالبين بالخلافة فرأى أنه بتوليته ليزيد صلاح للأمة وقطعاً لدابر الفتنة باتفاق أهل الحل والعقد عليه.

 - 4 لم يبتدع معاوية نظاماً جديداً للخلافة بتوريث ابنه يزيد، فقد سبقه إلى ذلك أبو بكر عندما عهد بالأمر لعمر بن الخطاب وقد عمد عمر إلى نفس الأمر فعهد بالولاية وحصرها بستة من الصحابة، أما إذا احتج التيجاني بأن الاستخلاف في عهد الشيخين لم يكن للأبناء أي ملكاً وراثياً فأقول له أن أول من فعل ذلك هو علي عندما عهد بالخلافة من بعده لابنه الحسن فقد ذكر الكليني في ( أصول الكافي) عن سليم بن قيس قال (( شهدت وصية أمير المؤمنين عليه السلام حين أوصى إلى ابنه الحسن عليه السلام وأشهد على وصيته الحُسين ومحمداً أي ابن الحنفية عليهما السلام وجميع ولده ورؤساء شيعته وأهل بيته ثم دفع إليه الكتاب والسلاح ... )).

 - 5 الرافضة الاثنا عشرية يعارضون في الأصل مبدأ الشورى ويدعون أن الولاية يجب أن ينص عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم بنص صريح، والتيجاني نفسه عارض خلافة أبي بكر وعمر وعثمان، فلماذا يتباكا هنا على نظام الشورى الذي يعارضه هو نفسه، ويعترض على معاوية بولاية العهد لابنه يزيد فهل لو جعلها شورى سيقبلها التيجاني وأخوته الرافضة؟! أم أن الأمر عندهم سيان! الجواب أنهم لن يقبلوها ولو كانت شورى من جميع المسلمين فلماذا هذه الإثارة الممجوجة والورع المكذوب من التيجاني على مبدأ الشورى وأغرب ما في الأمر اعتراض التيجاني أن يورث معاوية ابنه يزيد وراثة قيصرية ملكية! وما درى أن أعظم اعتقاد للرافضة الامامية هو اعتقاد الإمامية وراثية قيصرية ملكية في ولد علي بن أبي طالب بإستخلاف الأب للابن وهكذا فهل هي حلال لهم حرام على غيرهم؟!

وأخيراً أما ادعاءه أنه لم تكن هناك بيعة صحيحة في التاريخ الإسلامي من عهد الخلفاء وحتى عهد كمال أتاتورك (!!) الذي قضى على الخلافة الاسلامية إلا لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب

فأقول:

 هذا الكلام لا يقوله إلا من هو أقل الناس فهماً وأكثرهم جهلاً وأعماهم بصراً، فأقول للتيجاني على أي شيء استندت على قولك السقيم هذا وما هي شروط البيعة الصحيحة؟ إذا ادعيت أنه لا بد من إجماع الناس على البيعة، قلت: علي بن أبي طالب أبعد الخلفاء الثلاثة عن الإجماع فقد خالفه أضعاف من خالف الثلاثة وقامت الحروب بينه وبين معارضيه وتوفي قبل توحيد المسلمين على البيعة أما إذا قلت أن خلافة الثلاثة كانت بالقوة قلت: هذا من أكبر الكذب والتاريخ يشهد بذلك وأنت بنفسك قلت أن الخلافة كانت شورى حتى استبدلها معاوية بالقيصرية ولو قال معارضو علي بأنه أراد الخلافة بالقوة لكانت حجتهم أقوى من حجتك فإن علياً قاتل على خلافته حتى سقطت دماء الآلاف من المسلمين وإن ادعيت أن خلافة علي صحيحة لأنها ثابتة بالنص من الرسول صلى الله عليه وسلم فأقول: فهذا كذب أيضاً فكل الأدلة التي سقتها لا تفيد النص على علي ولو كان ذلك صحيحاً لما بايع علي الخلفاء الثلاثة إضافة إلى أن النصوص التي تبين أن الخليفة هو أبو بكر أقوى صحة وأظهر دليلاً على نصية الخلافة له فكل حجج التيجاني ظاهرة البطلان والعوار، والغريب حقاً أن التيجاني الذي ينفي وجود خلافة صحيحة إلا لعلي، يقر بالحق من حيث لا يدري فيقول، حتى عهد أتاتورك الذي قضى على الخلافة الاسلامية؟! فسبحان الله كيف يجري الحق على ألسنتهم في حق معاوية، وأظن أنني رددت على جميع الشبه التي ساقها التيجاني والحمد لله رب العالمين.


  ادعاء التيجاني على معاوية بأنه أمر بسبّ عليّ، وأنه ليس من كتبة الوحي

 يقول التيجاني (( وقد بحثت كثيراً عن الدوافع التي جعلت هؤلاء الصحابة يغيرون سنة رسول الله (ص)، واكتشفت أن الأمويين وأغلبهم من صحابة النبي وعلى رأسهم معاوية بن أبي سفيان ( كاتب الوحي ) كما يسمّونه كان يحمل الناس ويجبرهم على سبّ علي بن أبي طالب ولعنه من فوق منابر المساجد، كما ذكر ذلك المؤرخون، وقد أخرج مسلم في صحيحه في باب ( فضائل علي بن أبي طالب) مثل ذلك، وأمر عمّاله يعني معاوية في كل الأمصار باتخاذ ذلك اللعن سنّة يقولها الخطباء على المنابر )) ، ويقول في موضع آخر (( كيف يحكمون باجتهاده ويعطوه أجراً وقد حمل الناس على لعن علي واهل البيت ذرية المصطفى من فوق المنابر )) ، وفي موضع آخر يقول (( حمل الناس على لعن علي وأهل البيت ذرية المصطفى من فوق المنابر وأصبحت سنة متبعة لستين عاماً )) ، ويقول (( وكيف يسمّونه ( كاتب الوحي )... وقد نزل الوحي على رسول الله (ص) طيلة ثلاثة وعشرين عاماً، كان معاوية لأحد عشر عاماً منها مشركاً بالله... ولمّا أسلم بعد الفتح لم نعثر على رواية تقول بأنه سكن المدينة في حين أن الرسول (ص) لم يسكن مكة بعد الفتح..... فكيف تسنى لمعاوية كتابة الوحي يا ترى؟! )) ،

 فأقول:

 - 1 أما ان معاوية أمر بسبّ عليّ من على المنابر فكذب، ولا يوجد دليل صحيح ثابت بذلك، وسيرة معاوية واخلاقه تستبعد هذه الشبهة، أما ما يذكره بعض المؤرخين من ذلك فلا يلتفت إليه لأنهم بإيرادهم لهذا التقول لا يفرقون بين صحيحها وسقيمها، إضافة إلى أن أغلبهم من الشيعة، ولكن بعض المؤرخين رووا في كتبهم روايات فيها الصحيح والباطل، ولكنهم أُعْذروا عندما اسندوا هذه المرويات إلى رواتها لنستطيع الحكم عليها من حيث قبولها أو ردها، ومن هؤلاء الطبري الذي عاش تحت سطوة وتعاظم قوة الرافضة، الذي يقول في مقدمة تاريخه )) ولْيعلم الناظر في كتابنا هذا أنّ اعتمادي في كل ما أحضرت ذكره فيه مما اشترطت أني راسمه فيه، إنما هو على ما رويتُ من الأخبار التي أنا ذاكرها فيه، والآثار التي أنا مسندها إلى رواتها فيه، دون ما إدرك بحجج العقول، واستنبط بفكر النفوس، إلا اليسير القليل منه، إذ كان العلم بما كان من أخبار الماضين، وما هو كائن من أنباء الحادثين، غير واصل إلى من لم يشاهدهم ولم يدرك زمانهم، إلا بإخبار المخبرين ونقل الناقلين دون الاستخراج بالعقول، والاستنباط بفكَر النفوس. فما يكن في كتابي هذا من خبر ذكرناه عن بعض الماضين مما يستنكره قارئه، أو يستشنعه سامعه، من أجل أنه لم يعرف له وجهاً من الصحة، ولا معنى في الحقيقة فليعلم أنه لم يُؤتَ في ذلك من قِبَلنا، وإنما أُتي من قِبَل بعض ناقليه إلينا، وأناّ إنما أدينا ذلك على نحو ما أدِّيَ إلينا )) ، لذلك يجب على التيجاني عندما يحتج بالمؤرخين أن يذكر الرواية التي تبين أن معاوية أمر بلعن عليّ من على المنابر، ثم يرغي ويزبد بعد ذلك كما يشاء.

 - 2 أما قوله أن مسلم أخرج في صحيحه باب فضائل علي مثل ذلك فكذب أيضاً، فالرواية التي يقصدها هي ما رواه عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه قال (( أمر معاوية بن أبي سفيان سعداً فقال: ما منعك أن تسُبَّ أبا تراب؟ فقال: أمّا ذكرت ثلاثاً قالهنَّ له رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلن أسُبّهُ لأن تكون لي واحدة منهنَّ أحبُّ إليَّ من حُمر النَّعم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له خلّفه في مغازيه فقال له عليُّ: يا رسول الله، خلَّفْتني مع النساء والصبيان؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبوّة بعدي. وسمعته يقول يوم خيبر: لأُ عْطينَّ الراية رجلاً يحبُّ الله ورسوله ويحبُّه الله ورسوله، قال: فتطاولنا لها فقال: ادعوا لي علياً، فأُتي به أرْمَد فبصق في عَيْنه ودفع الراية إليه، ففتح الله عليه، ولمّا نزلت هذه الآية: { قل تعالوْا ندعُ أبْنائنا وأبْناءَكم ...}، دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علياً وفاطمة وحسناً وحُسيناً فقال: اللهم، هؤلاء أهلي ))

وهذا الحديث لا يفيد أن معاوية أمر سعداً بسبِّ عليّ، ولكنه كما هو ظاهر فإن معاوية أراد أن يستفسر عن المانع من سب عليّ، فأجابه سعداً عن السبب ولم نعلم أن معاوية عندما سمع رد سعد غضب منه ولا عاقبه، وسكوت معاوية هو تصويب لرأي سعد، ولو كان معاوية ظالماً يجبر الناس على سب عليّ كما يدّعي هذا التيجاني، لما سكت على سعد ولأجبره على سبّه، ولكن لم يحدث من ذلك شيءٌ فعلم أنه لم يؤمر بسبّه ولا رضي بذلك، ويقول النووي (( قول معاوية هذا، ليس فيه تصريح بأنه أمر سعداً بسبه، وإنما سأله عن السبب المانع له من السب، كأنه يقول هل امتنعت تورعاً أو خوفاً أو غير ذلك. فإن كان تورعاً وإجلالاً له عن السب، فأنت مصيب محسن، وإن كان غير ذلك، فله جواب آخر، ولعل سعداً قد كان في طائفة يسبّون، فلم يسب معهم، وعجز عن الإنكار وأنكر عليهم فسأله هذا السؤال. قالوا: ويحتمل تأويلاً آخر أن معناه ما منعك أن تخطئه في رأيه واجتهاده، وتظهر للناس حسن رأينا واجتهادنا وأنه أخطأ ))

 - 3 من الغرائب أنّ هذا التيجاني ينكر سبَّ عليّ ولم يتورّع هو والهداة عن سب خيرة الصحابة أبو بكر وعمر وعثمان! وكتبهم طافحة بذلك، ومنها كتاب التيجاني نفسه، لذلك لا بد لي من القول أن (( هؤلاء الرافضة، الذين يدّعون أنهم المؤمنون، إنما لهم الذل والصغار ضربت عليهم الذلة أينما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس ))

 - 4 أما أن معاوية من كتبة الوحي فامر ثابت، فقد أخرج مسلم في صحيحه عن ابن عباس أن أبا سفيان طلب من النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة مطالب (( فقال للنبي : يا نبي الله ثلاثٌ أعطينهن قال: نعم منها قال: معاوية، تجعله كاتباً بين يديك، قال: نعم ...)) ، وروى أحمد في المسند ومسلم عن ابن عباس قال (( كنت غلاماً أسعى مع الصبيان، قال: فالتفتُّ فإذا نبي الله صلى الله عليه وسلم خلفي مقبلاً، فقلت: ما جاء النبي صلى الله عليه وسلم إلاّ إليّ، قال: فسعيت حتى أختبيء وراء باب دارٍ قال: فلم أشعر حتى تناولني، قال: فأخذ بقفاي، فحطأني حطأةً، قال: اذهب فادع لي معاوية، وكان كاتبهُ، قال: فسعيتُ فقلت: أجِب نبي الله صلى الله عليه وسلم فإنه على حاجة )) ، فهذان الحديثان يثبتان أن معاوية كان من كتبة الوحي.

 - 5 أما قوله أن الوحي نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم طيلة ثلاثة وعشرين عاماً كان معاوية لأحد عشر عاماً منها مشركاً بالله!؟لقد قلت أن أبا سفيان طلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يجعل معاوية كاتباً له فقبل النبي صلى الله عليه وسلم بذلك وأصبح يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم مدة أربع سنوات كاملة فهل هذا أمر يصعب تصديقه؟!

ثم يهذي فيقول ( ولما أسلم بعد الفتح لم نعثر على رواية تقول بأنه سكن المدينة في حين أن الرسول (ص) لم يسكن مكة بعد الفتح )،

 أقول:

وهل الرواية السابقة لا تثبت أن معاوية سكن المدينة؟ وهل الرواية التي أخرجها الترمذي عن أبي مجلز قال: خرج معاوية فقام عبد الله بن الزبير، وابن صفوان حين رأوه فقال اجلسا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (( من سره أن يتمثّل له الرجال قياماً، فليتبوّأ مقعده من النار )) ، لا تثبت ذلك؟ ولكن يبدو أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر ابن عباس أن ينادي معاوية من مكة؟! وأنا لا أعتب على التيجاني بقوله ( لم نعثر على رواية ) لأنه لو بحث لوجدها، ولكن نسأل الله له الشفاء من عقدة الإنصاف!


 أنّ سبب قتل حجر بن عدي على يد معاوية استنكاره لسبّ عليّ  

يقول التيجاني (( ولمّا استاء لذلك بعض الصحابة واستنكر هذا الفعل أمر معاوية بقتلهم وحرقهم وقد قتل من مشاهير الصحابة حجر بن عدي الكندي واصحابه ودفن بعضهم أحياءً لأنهم امتنعوا عن لعن علي واستنكروه )) ويقول في موضع آخر (( كيف يحكمون بإجتهاده وقد قتل حجر بن عدي وأصحابه صبراً ودفنهم في مرج عذراء ببادية الشام لأنهم امتنعوا عن سب علي بن أبي طالب ))

 فأقول:

 - 1 اختلف الناس في صحبة حجر بن عدي ) المشهور )! فعدّه البخاري وآخرون من التابعين، وعده البعض الآخر من الصحابة.

- 2 لم يقتل معاوية حجراً لأنه امتنع عن سب عليّ، فهذا تخرّص واضح والذي ذكره المؤرخون في سبب مقتل حجر بن عدي هو أن زياد أمير الكوفة من قبل معاوية قد خطب خطبة أطال فيها فنادى حجر بن عدي الصلاة فمضى زياد في الخطبة فما كان من حجر إلا أن حصبه هو وأصحابه فكتب زياد إلى معاوية ما كان من حجر وعدّ ذلك من الفساد في الأرض وقد كان حجر يفعل مثل ذلك مع من تولّى الكوفة قبل زياد،

 فأمر أن يسرح إليه فلما جيء به إليه أمر بقتله، وسبب تشدد معاوية في قتل حجر هو محاولة حجر البغي على الجماعة وشق عصا المسلمين واعتبره من السعي بالفساد في الأرض،

 وخصوصاً في الكوفة التي خرج منها جزء من أصحاب الفتنة على عثمان فإن كان عثمان سمح بشيء من التسامح في مثل هذا القبيل الذي انتهى بمقتله، وجرّ على الأمة عظائم الفتن حتى كلّفها ذلك من الدماء أنهاراً، فإن معاوية أراد قطع دابر الفتنة من منبتها بقتل حجر، والغريب أن هذا التيجاني يصيح من أجل قتل حجر ولا يعترض على عليٍّ عندما قاتل الخارجين على خلافته في الجمل وصفين،

 والتي تسببت في مقتل خيار الصحابة إضافة إلى الآلاف من المسلمين،

مع أنّ السبب واحد وهو الخروج على سلطة الخليفة!!

----------------------------

كما يدعي التيجاني أنّ الحسن البصري طعن في معاوية

والرد عليه في ذلك:

 يقول التيجاني (( وقد أخرج أبو الأعلى المودودي في كتابه ( الخلافة والملك ) نقلا عن الحسن البصري قال: أربع خصال كن في معاوية لو لم تكن فيه إلا واحدة لكانت موبقة له:

(1) أخذه الأمر من غير مشورة وفيهم بقايا الصحابة ونور الفضيلة.

(2) إستخلافه بعده ابنه سكيراً خمّيراً يلبس الحرير ويضرب الطنابير.

(3) ادّعاؤه زياداً وقد قال رسول الله ) ص) الولد للفراش وللعاهر الحجر.

(4) قتله حجراً وأصحاب حجر فيا ويلا له من حجر ويا ويلا له من حجر وأصحاب حجر. ))

 - 1 هذه الرواية مدارها على أبي مخنف، وأبو مخنف هذا هو لوط بن يحى الأزدي الكوفي قال عنه الذهبي وابن حجر (( أخباري تالف لا يوثق به )) ، (( تركه أبو حاتم وغيره، وقال الدارقطني: ضعيف، وقال ابن معين: ليس بثقة، وقال مرة ليس بشيء، وقال ابن عدي: شيعي محترق )) ، وعده العقيلي من الضعفاء، وعلى ذلك فالخبر ساقط ولا حجة فيه.

 - 2 لو فرضنا صحة هذا الكلام عن الحسن، لما كان فيه أي مطعن في معاوية، فالادعاء بأن معاوية أخذ الامر من غير مشورة فباطل، لأن الحسن تنازل له عن الخلافة وقد بايعه جميع الناس ولم نعلم أن أحداً من الصحابة امتنع عن مبايعته، وأما استخلافه يزيد فقد تم بمبايعة الناس ومنهم عبد الله بن عمر، ولم يتخلّف إلا الحسين بن علي وعبد الله بن الزبير، وليس تخلّف من تخلف عن البيعة بناقض لها ولا يمثل أي مطعن في معاوية، أما أن يزيد خميراً يلبس الحريرالخ،

 فقد كذّبه ابن عليّ محمد بن الحنفية الذي أقام عند يزيد فوجده بخلاف ما يدعون، أما ادعاؤه زياداً بخلاف حديث النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال ( لعبد بن زمعة، هو لك الولد للفراش وللعاهر الحجر) باعتبار أنه قضى بكونه للفراش وباثبات النسب فباطل (( لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يثبت النسب، لأن عبداً ادعى سببين: أحدهما الأخوة، والثاني ولادة الفراش، فلو قال النبي صلى الله عليه وسلم هو أخوك، الولد للفراش لكان اثباتاً للحكم وذكراً للعلة، بيد أن النبي صلى الله عليه وسلم عدل عن الأخوة ولم يتعرض لها وأعرض عن النسب ولم يصرح به وإنما هو في الصحيح في لفظ ( هو أخوك ) وفي آخر ( هو لك ) معناه فأنت أعلم به بخلاف زياد فإن الحارث بن كلدة الذي ولد زياد على فراشه لم يدّعيه لنفسه ولا كان ينسب إليه فكل من ادعاه فهو له إلا أن يعارضه من هو أولى به منه فلم يكن على معاوية في ذلك مغمز بل فعل فيه الحق على مذهب الإمام مالك )) ،

 ومن رأى أن النسب لا يلحق بالوارث الواحد أنكر ذلك مثل الحسن على فرض صحة نسبة هذا الادعاء له فكيف إذا ظهر كذب هذه النسبة إليه، وعلى كل فالمسألة اجتهادية بين أهل السنة، وأما قتل حجر فقد ذكرت الأسباب التي دعت معاوية لذلك بما يغني عن الإعادة هنا

ومما سبق يتضح لدينا أن هذه المآخذ الأربعة على معاوية لا تمثل في حقيقتها أي مطعن به

 والحمد لله رب العالمين.


 معاوية سم الحسن والرد عليه في ذلك

 يقول التيجاني (( كيف يريدونه صحابياً عادلاً وقد دسّ السم للحسن بن علي سيد شباب أهل الجنّة وقتله )) ، ويقول (( كيف يحكمون بإجتهاده وقد دسّ السم للحسن بن علي سيد شباب أهل الجنة فقتله، ولعلهم يقولون: هذا أيضاً من اجتهاده فقد اجتهد وأخطأ!)).

فأقول: هذا الادعاء باطل وذلك لأسباب وهي:

أ - أنه لم يثبت ولا دليل صحيح عليه وإن كان عند التيجاني نقل ثابت عن عدل فليرشدنا إليه لا أن يتهم صحابيا دون أن يأتي ببينة على ادعائه.

ب - كان الناس في تلك المرحلة في حالة فتنة تتصارعهم الأهواء وكل فرقة تنسب للأخرى ما يذمها وإذا نقل لنا ذلك فيجب ألا نقبله إلا إذا نقل بعدل ثقة ضابط.  

ج - لقد نقل أن الذي سمّ الحسن غير معاوية فقيل هي زوجته وقيل أن أباها الأشعث بن قيس هو الذي أمرها بذلك وقيل معاوية وقيل ابنه يزيد وهذا التضارب بالذي سمّ الحسن يضعف هذه النقول لأنه يعزوها النقل الثابت بذلك، والتيجاني لم يعجبه من هؤلاء إلا الصحابي معاوية مع أنه أبعد هؤلاء عن هذه التهمة.  

ث - حجة التيجاني هذه تستسيغها العقول في حالة رفض الحسن الصلح مع معاوية ومقاتلته على الخلافة ولكن الحق أنّ الحسن صالح معاوية وسلّم له بالخلافة وبايعه، فعلى أي شيء يسمّ معاوية الحسن؟! ولهذه الأسباب أقول أن حجة التيجاني هذه خاوية على عروشها!

ثم أين علم الغيب الذي يعلمون به الأئمة وكيف لم يعلمه الحسن ويأكل من طعام مسموم فإن كان لم يعلم بأنه مسموم فهذا إسقاط لعصمته وإن قلتم بأنه يعلم وبرغم ذلك أكل فيكون قد أنتحر وقتل نفسه ( وهذا بلا شك طعن في الحسن رضي الله عنه )

 ولم لا يكون من دس له السم شيعته ألم يطلقوا عليه لقب مذل المؤمنين ؟ !!


 أبا هريرة يروي الأحاديث الكاذبة والموضوعة

 إدعاء التيجاني المهتدي للضلال بأن أبا هريرة يروي الأحاديث الكاذبة والموضوعة

أبو هريرة رضي الله عنه سيد الحفّاظ الأثبات صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم في حله وترحاله، اسمه: عبد الرحمن بن صخر، نقل عن النبيصلى الله عليه وسلم علماً كثيراً لم يسلم هو الآخر من لسان هذا الشانئ الذي اتهمه بالكذب على النبي صلى الله عليه وسلم بوضعه الأحاديث المكذوبة فضّ الله فاه وسوف أسوق شبهاته في حق هذا الصحابي الجليل وأفنّدها بإذن الله.

أولاً: ادعاء التيجاني على أبي هريرة أنه يروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث موضوعة والرد عليه في ذلك:

 يقول التيجاني (( ولعل نصف الدين الثاني خصّوا به أبا هريرة الذي روى لهم ما يشتهون فقرّبوه وولّوه إمارة المدينة وبنوا له قصر العقيق بعدما كان معدماً، ولقّبوه براوية الإسلام. وبذلك سهل على بني أميّة أن يكون لهم دين كامل جديد ليس فيه من كتاب الله وسنّة رسوله إلا ما تهواه أنفسهم )

 ويقول ((... كذلك يروي فضائل أبي بكر كل من عمرو بن العاص وأبو هريرة )

 ويقول أيضاً (( ثم قرأت كتاب أبي هريرة لشرف الدين، وشيخ المضيرة للشيخ! محمود أبو رية وعرفت بأن الصحابة الذين غيروا بعد رسول الله قسمان، قسم غير الأحكام بما له من السلطة والقوة الحاكمة، وقسم غير الأحكام بوضع الأحاديث المكذوبة على رسول الله (ص) ))،

أقول رداً على كذبه:

  - 1 أما قوله أن أبا هريرة روى لبني أمية ما يشتهون فقربوه وولوه إمارة المدينة وبنو له قصر العقيق بعدما كان معدماً ولقبوه براوية الإسلام فكذب صريح لهذه الأسباب:

أ - لم يكن أبا هريرة مع أحد الجانبين في الفتنة بل كان من المعتزلين عنها ولم يقاتل مع أحد، وروى في الاعتزال أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل حديث النبي صلى الله عليه وسلم (( ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، ومن تشرّف لها تستشرفه، ومن وجد ملجأ أو معاذاً فليعذ به )

 وكان هذا أيضاً رأي كبار الصحابة.

ب - لم يكن أبا هريرة معدماً ولم تكن ولايته على المدينة بالأولى، ولكن ماذا نقول عن جاهل يعبث في التاريخ؟!

 فقد ولاهُ عمر في خلافته على البحرين وكان يملك المال فعن محمد بن سيرين (( أن عمر استعمل أبا هريرة على البحرين، فقدم بعشرة آلاف. فقال له عمر: استأثرت بهذه الاموال يا عدوّ الله وعدوَّ كتابه؟

 فقال أبو هريرة: فقلت: لست بعدو الله وعدو كتابه، ولكني عدوّ من عداهما.

 قال: فمن أين هي لك؟ قلت: خيلٌ نُتجتْ، وغلّةُ رقيق لي وأُعطيةٌ تتابعت. فنظروا، فوجده كما قال، فلما كان بعد ذلك، دعاه عمر ليوليه، فأبى.

فقال: تكرهُ العمل وقد طلب العمل من كان خيراً منك: يوسف عليه السلام، فقال: يوسف نبي ابن نبي ابن نبي وأنا أبو هريرة بن أميمة.

وأخشى ثلاثاً واثنتين، قال: فهلا قلت: خمساً؟ قال: أخشى أن أقول بغير علم، وأقضي بغير حلم، وأن يُضرب ظهري، وينتزع مالي، ويشتم عرضي)).

ت - سبب تولية الأمويين لأبي هريرة المدينة أنه كان من كبار الصحابة المتبقين في المدينة وغيرها ومن أعلامها الظاهرين خصوصاً إذا عرفنا أنه كان يقدَّم في الصلاة في أيام عليّ ومعاوية ولو جاء غير الأمويين لكان من المؤكد أن يولوه المدينة، فكان المرشّح لذلك، وكيف لا وقد رشحه من هو خير منهم وهو عمر.

ث - يحاول هذا الآبق أن يظهر أبا هريرة بمظهر الحريص على الدنيا وشهواتها، وفي صورة المداهن للأمراء الذي يكذب في سبيل الحصول على مصالحه الغريزية، فتباً له! فهل يقال عن أبي هريرة ذلك، وهو الذي يروي عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله (( ثلاثة لا ينظر الله إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم، أحدهم رجل بايع إماماً لا يبايعه إلا لدنيا، فإن أعطاه منها رضي، وإن لم يعطه منها سخط ))!

 وكيف يطلب وهو الذي يروي عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله (( لأن يحتطب أحدكم حزمة على ظهره خير له من أن يسأل أحداً فيعطيه أو يمنعه ((، ولا شك أن الذي هذه حاله لو رأى من الحاكم شيئاً منكراً أن يسكت عليه، هذا إن لم يحسّن منكره، فهل كان أبو هريرة كذلك؟ اخرج مسلم في صحيحه عن أبي زرعة قال )) دخلت مع أبي هريرة في دار مروان. فرأى فيها تصاوير فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قال الله عز وجل: ومن أظلم ممن ذهب يخلق خلقاً كخلقي؟ فليخلقوا ذرّة أو ليخلقوا حبّة او ليخلقوا شعيرة ))،

 وأخرج الحاكم في مستدركه عن أبي مريم مولى أبي هريرة قال (( مر أبو هريرة بمروان وهو يبني داره التي وسط المدينة قال: فجلست إليه والعمال يعملون، قال: ابنوا شديداً وآملوا بعيداً وموتوا قريباً، فقال مروان: إن أبا هريرة يحدث العمال فماذا تقول لهم يا أبا هريرة؟ قال: قلت ابنوا شديداً وآملوا بعيداً وموتوا قريباً. يا معشر قريش، ثلاث مرات اذكروا كيف كنتم أمس وكيف أصبحتم اليوم، تخدمون أرقاءكم فارس والروم، كلوا الخبز السميد واللحم السمين، لا يأكل بعضكم بعضاً، ولا تكادموا تكادم البراذين، كونوا اليوم صغاراً تكونوا غداً كباراً، والله لا يرتفع منكم رجل درجة إلا وضعه الله يوم القيامة ))

 فانظر أخي القارئ للحق الواضح ولا تلتفت إلى صاحب الكذب الفاضح والهوى القادح.

 - 2 أما ادعاء التيجاني أن أبا هريرة يروي ما يشتهي الناس، ويروي في فضائل الصحابة خصوصاً أبو بكر أحاديث موضوعة وازداد التيجاني تيقناً من ذلك، عندما قرأ كتاب أبي هريرة لشرف الدين ومحمود أبو رية فأقول داحضاً حجته المتهافتة ب:

أ - لقد اتفق الصحابة على فضل أبي هريرة وثقته وحفظه، وأنه من أكثرهم علماً بأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم فعن ابن عمر أنه قال لأبي هريرة (( يا أبا هريرة، أنت كنت ألزمنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأحفظنا لحديثه ))

 وقيل لابن عمر (( هل تنكر مما يحدث به أبو هريرة شيئاً ؟ فقال:لا، ولكنه اجترأ وجبنَّا )

 وعن أشعث بن سليم عن أبيه قال (( أتيت المدينة، فإذا أبو أيوب يحدث عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: وأنت صاحب رسول الله، قال: إنه قد سمع وأنا أحدث عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أحبُّ إليّ من أن أُحدّث عن النبي صلى الله عليه وسلم )) ،

 وعن معاوية بن أبي عياش الانصاري (( أنه كان جالساً مع ابن الزبير، فجاء محمد بن إياس بن البكير، فسأل عن رجل طلّق ثلاثاً قبل الدخول. فبعثه إلى أبي هريرة، وابن عباس وكانا عند عائشة فذْهب، فسألهما، فقال: ابن عباس لأبي هريرة: أفته يا أبا هريرة فقد جاءتك معضلة. فقال: الواحدة تُبينها، والثلاث تُحرِّمها، وقال ابن عباس مثله )) ،

 فهل يُتَّهمَ بالكذب من يوثّقه ابن عباس صاحب عليّ ويتأدب معه ويقول له أفتِ يا أباهريرة؟!

ب - والسبب في كثرة روايته عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه كان مرافقاً له في حلّه وترحاله، ولم يشغله عنه عمل ولا زوجة، إذ لم يكن يعمل ولم يتزوج، فكان يحرص على مرافقة النبي صلى الله عليه وسلم إلى أي مكان يذهب إليه سواءٌ إلى حج أو جهاد،

 فعن أبي أنس مالك بن أبي عامر قال (( جاء رجل إلى طلحة بن عبيد الله، فقال: يا أبا محمد، أرأيت هذا اليماني يعني أبا هريرة أهو أعلم بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم منكم؟ نسمع منه أشياء لا نسمعها منكم، أم هو يقول على رسول الله ما لم يقل؟ قال: أمّا أن يكون سمع ما لم نسمع، فلا أشُكُّ، سأحدثك عن ذلك: إنا كنا أهل بيوتات وغنم وعمل، كنّا نأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم طرفي النهار وكان مسكيناً، ضيْفاً على باب رسول الله، يدُه مع يدِه، فلا نشك أنه سمع ما لم نسمع، ولا تجد أحداً فيه خيرٌ يقول على رسول الله ما لم يقل )).

ت - إضافة إلى كثرة مرافقته للنبي صلى الله عليه وسلم التي جعلته أكثر الصحابة رواية للحديث فقد كان يمتاز بقوة حفظه وإتقانه وذلك بفضل تعليم النبي صلى الله عليه وسلم له،

 فقد روى البخاري عن الزهري قال (( أخبرني سعيد بن المسيب وأبو سلمة بن عبد الرحمن: أن أبا هريرة رضي الله عنه قال: إنكم تقولون: إن أبا هريرة يكثر الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتقولون: ما بال المهاجرين والأنصار لا يحدِّثون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثل حديث أبي هريرة، وإن إخوتي من المهاجرين كان يشغلهم صفْقٌ بالأسواق، وكنت ألزمُ رسول الله صلى الله عليه وسلم على ملءِ بطني فأشهد إذا غابوا، وأحفظ إذا نسوا، وكان يشغل إخوتي من الأنصار عمل أموالهم، وكُنتُ امرأً مسكيناً من مساكين الصفُّة، أعي حين ينسون وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث يحدِّثُه: إنه لن يبسطَ أحدٌ حتى أقْضي مقالتي هذه ثم يجمعَ إليه ثوبه إلا وعى ما أقول. فبسطْتُ نمِرةً عليّ حتى إذا قضى رسول الله مقالته جمعتُها إلى صدري، فما نسيتُ من مقالة رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك من شيء ))

ث - لا بد لي من أن أسوق رأي أحد الأئمة الاثني عشر في أبي هريرة ومدى ثقته عنده وهو الإمام الرابع زين العابدين علي بن الحسين فقد أورد شيخهم أبو الحسن الأربلي من كبار الأئمة الاثني عشر في كتابه ( كشف الغمة ) عن سعيد بن مرجانة أنه قال (( كنت يوماً عند علي بن الحسين فقلت: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أعتق رقبة مؤمنة أعتق الله تعالى بكل إرب منها إرباً منه من النار، حتى أنه ليعتق باليد اليد، والرجلِ الرجل وبالفرج الفرج، فقال علي عليه السلام: أنت سمعت هذا من أبي هريرة؟ فقال سعيد: نعم، فقال لغلام له: أفره غلمانه وكان عبد الله بن جعفر قد أعطاه بهذا الغلام ألف دينار فلم يبعه أنت حر لوجه الله ))!،

 هل رأيت أخي القارئ مدى صدق وأمانة أبي هريرة في نظر الإمام علي بن الحسين بحيث بادر إلى تنفيذ ما رواه أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم دون أي تردد! لذلك ليس بالمستغرب أن يوثّقه أحد كبار علماء الإمامية في الرجال، ويضعه من جملة الرجال الممدوحين فيقول ابن داود الحلي (( عبد الله أبو هريرة معروف، من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم )) ،

 وهذا أيضاً إبن بابويه القمي يستشهد به في كتابه ( الخصال ) في أكثر من موضع ولا يتعرض له محقق الكتاب علي أكبر غفاري بالقدح مع تعليقه على الكثير من الرجال في الكتاب، إضافة إلى أن الذي يروي عن أبي هريرة الكثير من الأحاديث هو زوج ابنته سعيد بن المسيب، أشهر تلاميذه، والذي روى عن أبي هريرة حديث تعليم النبي صلى الله عليه وسلم له حفظ الأحاديث، يقول عنه الكشي من كبار أئمتهم في الرجال ((... سعيد بن المسيب رباه أمير المؤمنين عليه السلام )) ،

 وروى أن أبا جعفر قال (( سمعت علي بن الحسين صلوات الله عليهما يقول: سعيد بن المسيب أعلم الناس بما تقدمه من الآثار وأفهمهم في زمانه )) ،

 فأقول للتيجاني المهتدي للضلال، إذا كان علي رباه (( أفلم يسمع رأيه بأبي هريرة وهو في حجره يربيه؟ وكيف يأذن له بأن يتزوج بابنة أكذب الناس وهو ولي أمره وحاضنه؟ )) ،

 وكيف يوثق علمه زين العابدين وهو من أخص تلاميذ أكذب الناس ووارثه؟! أجبنا يا صاحب الهداية المزعومة؟!

 -3 أما قوله (( كذلك يروي فضائل أبي بكر، كل من عمرو بن العاص وأبو هريرة وعروة وعكرمة، وهؤلاء كلهم يكشفهم التاريخ بأنهم كانوا متحاملين على الإمام علي وحاربوه إما بالسلاح أو بالدس واختلاق الفضائل لأعدائه وخصومه... ))

 فأقول:

أ - أما بالنسبة لعمرو بن العاص وقتاله لعليّ فهذا صحيح، ولكنه قاتله عندما بدأهم عليّ وجنده، ولم تكن مشاركته بسبب عداوته لعلي كلا، وإنما لاعتقاده انه يقاتل دفاعاً عن الحق وإبطالاً لباطل، وقد ذكرت الأسباب التي دعته ومعاوية وأصحابهما لقتال عليّ في مبحث معاوية بما يغني عن الإعادة هنا، أما أنه كان يختلق الفضائل لأعدائه فهذا صحيح فهو أحد رواة حديث ) عمار تقتله الفئة الباغية )! بل روى أيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (( إن قاتله وسالبه في النار )) وعندما اعتُرضَ عليه بأنه يقاتله (( فقيل لعمرو: فإنك هو ذا تُقاتله؟ قال: إنما قال: قاتله وسالبه )).

فانظر أخي القارئ إلى هذا الدس واختلاق الفضائل لأعداء علي!؟ ولكن تهمته الحقيقية الوحيدة أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم (( أي الناس أحب إليك قال: عائشة فقلت من الرجال فقال: أبوها، قلت: ثم من؟ قال: عمر بن الخطاب فعد رجالاً )) ، فهذا الحديث يكفي للطعن به!

ب - إما بالنسبة لأبي هريرة فإنه كان معتزلاً للفتنة بين علي ومعاوية، فليس هو في هذه الناحية متحاملاً ولكن التحامل يظهر بالدس واختلاف الفضائل لأعدائه من مثل ما رواه أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر (( لأعطينّ هذه الراية رجلاً يحب الله ورسوله يفتح الله على يديه ... فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب فأعطاه إياه ))

وليس هذا فقط فقد روى أيضاً عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (( من أحبهما فقد أحبني ومن أبغضهما فقد أبغضني يعني الحسن والحسين )) ؟

 وروى أيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (( اللهم إني أحبهما فأحبهما ))

 فمرحى بالهداية للضلال يا تيجاني.

ت - أما بالنسبة لعروة فلست أدري من يقصده التيجاني ولعل أقرب احتمال إلى أنه عروة بن الزبير لأنه لم يعرف رجل باسم عروة أشهر منه خصوصاً وأنه روى عن عائشة وابن عمر أحاديث في فضائل أبي بكر ولم يشارك عروة في الفتنة بين علي ومعاوية، إذ كان صغيراً لم يتجاوز العشر سنين لذلك يقول أحمد بن عبد الله العجلي: عروة بن الزبير تابعي ثقة، رجل صالح، لم يدخل في شيء من الفتن

ث - أما قوله وعكرمة فلا شك أنه يقصد عكرمة بن أبي جهل فلا يوجد أحد اسمه عكرمة غيره وقد استشهد رضي الله عنه سنة 13ه واختلفوا في المعركة التي استشهد فيها فقيل قتل في اليرموك وقيل يوم أجنادين لأنهما وقعتا في نفس العام وعلى ذلك فعكرمة توفي قبل دخول الفتن إلى الأمة بسنوات طويلة فلست أدري ما دخله، فيما نحن فيه ويبدو أن التيجاني يتمتع بمعلومات جيدة عن التاريخ الإسلامي ورجاله!

ج - أما قوله (( ولكن الله يقول { إنهم يكيدون كيداً، وأكيد كيداً فمهل الكافرين أمهلهم رويداً } )).

فأقول:

 الله أكبر على المجرمين المارقين الذين ينزلون على خير الناس آيات الكفار ويتهمونهم بالكفر والعياذ بالله وما دروا أن هذه الآيات أولى بهم وبأشياعهم، ولكن أقول يأبى الله إلا أن يكشفهم أمام الناس ويخرج ما تكنه صدورهم من حقد على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، فأقول لهذا التيجاني لأخوانه الرافضة { فسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون {.


 عمر لا يرى عصمة للرسول صلى الله عليه وسلم

 ردا على التيجاني الرافضي 

يقول (( ومن مواقف عمر المتعددة تجاه النبي وسنته نفهم بأنه ما كان يعتقد يوماً بعصمة الرسول بل كان يرى أنه بشر يخطئ ويصيب.

 ومن هنا جاءت الفكرة لعلماء أهل السنّة والجماعة بأن رسول الله معصوم في تبليغ القرآن فقط وما عدا ذلك فهو يخطيء كغيره من البشر ويستدلون على ذلك بأن عمر صوّب رأيه في العديد من القضايا )).

فأقول:

  -1 ألا لعنة الله على المجرمين المارقين الذين يتخذون من عقولهم الكسيحة وقلوبهم الخسيسة مدخلا للطعن بالنبي صلى الله عليه وسلم محتجين بأفعال صحابته رضوان الله عليهم وقد ذكرت في بداية كتابي أن طعن هذا الأفاك وإخوانه من الرافضة ما هو إلا غطاء للطعن في خير البرية صلوات الله وسلامه عليه وأي طعن أعظم من إتهام أقرب صحابته إليه بأنه لا يرى عصمته صلى الله عليه وسلم أليس هذا طعن صريح به بأبي هو وأمي.

 -2 روى البخاري في صحيحه عن الزهري: قال: أخْبَرني عليُّ بن حسين:

 أن حسين بن عليٍّ أخبره: أن عليَّ بن طالب أخبره:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طرقهُ وفاطمة بنت النبي عليه السلام ليلةً، فقال: ألا تُصلِّيان. فقُلت: يا رسول الله، أنْفُسنا بِيَدِ الله، فإذا شاءَ أن يَبعَثَنا بَعَثَنا، فانصرف حين قلنا ذلك ولَمْ يَرْجع إليّ شيئاً، ثمَّ سمعتُهُ وهو مولَّ يضربُ فخذهُ وهو يقول: وكان الإنسان أكثر شيءٍ جدلا )).

 فهل من موقف علي هذا تجاه النبي صلى الله عليه وسلم الذي رفض طلبه وأغضبه نفهم بأنه يرى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم معصوم بتبليغ القرآن فقط، وما عدا ذلك فهو يخطئ ويصيب كغيره من البشر، لذلك لم يُعر طلبه اهتماماً؟!

فما هو جواب التيجاني المهتدي للضلال؟!

 - 3 التيجاني يدّعي أن علماء أهل السنة يعتقدون أن النبي صلى الله عليه وسلم معصوم بتبليغ القرآن وفقط، وما عدا ذلك فلا عصمة له وأنا لا أريد من التيجاني إلا أن يأتي ولو بمصدر واحد لأهل السنة يقولون به مثل هذا القول المكذوب، وأنّا له ذلك، والمضحك هنا أن التيجاني لم ينتبه إلى أن أهل السنة لم يُسمَّوا بأهل السنة إلا لأنهم المتبعون لسنة النبي صلى الله عليه وسلم المقتفون لها فهنيئاً لهم!.


 التيجاني أن طلحة والزبير شاركا في حصار عثمان

 يقول التيجاني المهتدي للضلال أن طلحة والزبير قد حاصرا عثمان

 ومنعوه من شرب الماء!؟

 فهذا من المين الفاضح، فأين النقل الثابت؟

 وما هو المصدر الذي استقى منه التيجاني كذبهُ هذا؟

 وأنا أتحدّاه بأن يأتي بمصدر واحد يذكر مثل هذه الترّهات، ولكن بعداً له!

 الروايات الصحيحة الثابتة تبين أن طلحة والزبير تألّما لقتل عثمان غاية الألم

 بل وحاولا الدفاع عنه

 فعن أبي حبيبة قال )) بعثني الزبير إلى عثمان وهو محصور، فدخلت عليه في يوم صائف وهو على كرسي، وعنده الحسن بن عليّ، وأبو هريرة، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن الزبير، فقلت: بعثني إليك الزبير بن العوام وهو يقرئك السلام ويقول لك: إني على طاعتي لم أبدّل ولم أنكث، فإن شئت دخلت الدار معك وكنت رجلاً من القوم، وإن شئت أقمت، فإنّ بني عمرو بن عوف وعدوني أن يصبحوا على بابي، ثم يمضون على ما آمرهم به. فلما سمع الرسالة قال: الله أكبر، الحمد لله الذي عصم أخي، أقرئه السلام ثم قل له: إن يدخل الدار لا يكن إلا رجلاً من القوم، ومكانك أحبّ إليّ، وعسى الله أن يدفع بك عنّي، فلما سمع الرسالة أبو هريرة قام فقال: ألا أخبركم ما سمعت أذناي من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قالوا: بلى، قال: أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: تكون بعدي فتن وأمور، فقلنا: فأين المنجى منها يا رسول الله؟ قال: إلى الأمين وحزبه، وأشار إلى عثمان بن عفان. فقام الناس فقالوا: قد أمكننا البصائر، فأذن لنا في الجهاد؟ فقال عثمان: أعزم على من كانت لي عليه طاعة ألا يقاتل ))

 وروى الداقطني في فضائل الصحابة (( أن عثمان أشرف على المسجد، فإذا طلحة جالس في شرق المسجد، قال: يا طلحة قال: لبيك قال: نشدتك بالله هل تعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من يشتري قطعة يزيدها في المسجد، فاشتريتها من مالي، قال طلحة: اللهم نعم، فقال: يا طلحة قال: لبيك، قال: نشدتك بالله هل تعلمني حملت في جيش العسرة على مائة؟ قال طلحة: اللهم نعم، ثم قال طلحة: اللهم لا أعلم عثمان إلا مظلوماً ))

 ولا يختلف إثنان في أن طلحة والزبير كانا من أوائل المطالبين بدم عثمان، والاقتصاص من قاتليه، ولم يخرجا، إلا لهذا السبب، فليت شعري إن كانا من المحرضين على قتل عثمان، والمشاركين في حصاره فما معنى موقفهما ممن يريدون قتالهم وهم يشاركونهم في الجريمة؟!


 عمر بن الخطاب يجهل آية الكلالة

 يقول التيجاني الرافضي عن عمر بن بن الخطاب (( وقد سئل عن معنى الكلالة فلم يعلمها، أخرج الطبري في تفسيره عن عمر أنه قال: لئن أكون أعلم الكلالة أحبّ إليّ من أن يكون لي مثل قصور الشام، كما أخرج ابن ماجة في سننه عن عمر بن الخطاب قال: ثلاث لئن يكون رسول الله بيّنهنّ أحب إليّ من الدنيا وما فيها الكلالة والربا والخلافة )

 فأقول:

 -1 هذا من التدليس الرخيص على القارئ ولتوضيح ذلك أنقل ما أخرجه مسلم في صحيحه عن معدان بن أبي طلحة (( أن عمر بن الخطاب خطب يوم جمعةٍ فذكر نبي الله صلى الله عليه وسلم وذكر أبا بكر. ثم قال: إني لا أدَعُ بعدي شيئاً أهم عندي من الكلالة، ما راجعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في شيء ما راجعته في الكلالة، ما أغلظ لي في شيء ما أغلظ لي فيه، حتى طعن بإصبَعهِ في صدري، وقال: يا عمر ألا تكفيك آيةُ الصيف التي في آخر سورة النساء؟ وإني إن أعش أقْض فيها بقضية، يقض بها من يقرأ القرآن ومن لا يقرأ القرآن )

 ومن هذا الحديث نعلم أنّ عمر لم تكن عدم معرفته بالكلالة سببه قصوره في العلم بل لأن النبي صلى الله عليه وسلم أراد له وللصحابة الاعتناء بالاستنباط من النصوص، فأخفى النص الصريح بذلك واكتفى بإرشاده إلى الآية التي تكفيه للوصول لمعنى الكلالة

 كما في قوله ( ياعمر! ألا تكفيك أية الصيف التي في آخر سورة النساء )

 وهي قوله تعالى { يستفتونك قُل الله يُفْتيكم في الكَلالَة }

 ويقول النووي (( ولعل النبي صلى الله عليه وسلم أغلظ له لخوفه من اتكاله واتكال غيره على ما نص عليه صريحاً وتركهم الاستنباط من النصوص

 وقد قال الله تعالى { ولو ردوه إلى الرسول وإلى أُولي الأمْرِ منهم لعلِمه الذين يستَنْبِطونه منهُم }

 فالاعتناء بالاستنباط من آكد الواجبات المطلوبة لأن النصوص الصريحة لا تفي إلا بيسير من المسائل الحادثة، فإذا أهمل الاستنباط فات القضاء في معظم الأحكام النازلة أو في بعضها والله أعلم ))،

 وكان عمر يرى رأي أبي بكر في أن الكلالة من لا والد له ولا ولد وهذا ما اتفقت عليه جماهير العلماء ومن بعدهم وكان عليّ أيضاً يرى رأيهم، مما يدلل على عظيم علم عمر وفقهه، وكيف لا والرسول صلى الله عليه وسلم يقول (( إن الله وضع الحق على لسان عُمر يقول به ((.

 - 2 ذكر الطبري في تفسيره خمس عشرة أثراً عن عمر بن الخطاب في الكلالة منها حديث مسلم السالف الذكر، ولكن التيجاني لا يستطيع أن ينفكّ من عقدة الإنصاف المصاب بها فلا ترى عيناه إلا قول عمر: لئن أعلم الكلالة، أحب إليّ من أن يكون لي مثل جزية قصور الروم.

وليس قصور الشام كما نقل التيجاني فسبحان الله حتى مجرّد النقل لا يحْسِنه فكيف بالإنصاف؟  أما هذا الأثر إن صح فغاية ما فيه أن عمر أراد معرفة الكلالة من النبي صلى الله عليه وسلم لكي يكون حكمه موافقاً للصواب، ولا أن يخضع للاجتهاد فقط، وهذا من حرصه على معرفة الحق والصواب في هذه المسألة فهل هذا مما يذم عليه يا تيجاني؟!

 - 3 أما الخبر الذي أخرجه ابن ماجة في سننه عن عمر أنه قال: ثلاث لئن يكون رسول الله بينهن...الخ فهو منقطع لأن مرة بن شراحيل الهمداني لم يدرك عمر وضعّفه الألباني في ضعيف سنن ابن ماجة فلا يحتج به لضعفه.

عمر أمر بقتل من يخالف من الستة الذين أختارهم للشورى

 يقول التيجاني (( وكانت خلافة عثمان مهزلة تاريخية، وذلك أن عمر رشّح ستةً للخلافة وألزمهم أن يختاروا من بينهم واحداً وقال إذا اتفق أربعة وخالف إثنان فاقتلوهما وإذا انقسم الستة إلى فريقين ثلاثة في كل جهة فخذوا برأي الثلاثة الذين يقف معهم عبد الرحمن بن عوف. وإذا مضى وقت ولم يتّفق الستة فاقتلوهم، والقصة طويلة وعجيبة، والمهم أن عبد الرحمن بن عوف اختار علياً واشترط عليه أن يحكم فيهم بكتاب الله وسنة رسوله وسنة الشيخين أبي بكر وعمر فرفض عليّ هذا الشرط، وقَبِله عثمان فكان هو الخليفة، وخرج عليّ من البيعة وهو يعلم مسبقاً النتيجة وتحدث عن ذلك في خطبته المعروفة بالشقشقية )

 أقول:

 - 1 ما أكذب هذا التيجاني وما أشد تحامله فلماذا لم يشر إلى المصدر الذي يستقي منه كذبه؟!

 أليس لأنه أقل من أن ينظر إليه لتهافته وكذب رواته ولكن ماذا نقول لهؤلاء البشر فهم (( لفرط جهلهم وهواهم يقلبون الحقائق في المنقول والمعقول، فيأتون إلى الأمور التي وقعت وعُلم أنها وقعت، فيقولون: ما وقعت، وإلى أمور ما كانت ويُعلم أنها ما كانت، فيقولون: كانت، ويأتون إلى الأمور التي هي خير وصلاح، فيقولون: هي فساد، وإلى الأمور التي هي فساد، فيقولون: هي خير وصلاح، فليس لهم لا عقل ولا نقل، بل لهم نصيب من قوله { وقالوا لو كنّا نسمعُ أو نعقلُ ما كنّا في أصحاب السّعير } )).

  - 2 الحق الثابت في هذه القضية هو فيما أخرجه البخاري في صحيحه في الحديث الطويل عن عمرو بن ميمون في جزء منه ((... أوصِ يا أمير المؤمنين استخلِف، قال: ما أجدُ أحداً أحقّ بهذا الأمر من هؤلاء النّفر،أو الرهط، الذين تُوفّي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض، فسمَّي علياً وعثمان والزبير وطلحة وسعداً وعبد الرحمن، وقال: يشهدُكُم عبد الله بن عمر، وليس له من الأمر شيءٌ كهيئةِ التعْزِية فإن أصابت الإمْرَة سعداً فهو ذاك، وإلا فليستعن به أيُّكم ما أُمّر، فإني لم أعزلْه عن عجزِ ولا خيانَة. وقال: أُوصي الخليفة من بعدي، بالمهاجرين الأولين، أن يعرف لهم حقّهم ويحفظ لهم حُرمتهُم، وأوصيه بالأنصار خيراً، الذين تبوؤوا الدار والإيمان من قبلهم أن يُقبل من مُحسنهم، وأن يُعفى عن مسيئهم، وأُوصيه بأهل الأمصار خيراً، فإنهم ردْءُ الإسلام. وجُباة المال وغيظُ العدوِّ، وأن لا يؤخذ منهم إلا فضلُهُم عن رضاهمُْ، وأوصيه بالأعراب خيراً، فإنهم أصلُ العربِ ومادةُ الإسلام أن يُؤخذَ من حواشيِ أموالِهم ويُردَّ على فُقرائهم، أُوصيه بذمَّة الله تعالى، وذمَّة رسوله صلى الله عليه وسلم أن يُوفي لهم بعهدهم، وأن يقاتل من ورائهِم، ولا يُكلَّفوا إلا طاقَتَهم )) فعمر كما ترى جعل الأمر في هؤلاء الستة، الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راضٍ، أما أنه أمر بقتلهم أو قتل بعضهم فهذا أولى به أن يلحق في قصص ألف ليلة وليلة!؟

- 3 ولو فرضنا أن عمر أمر بقتلهم، فلا شك أن أمره هذا هو منع للفتن والافساد، فأتساءل هل الأمر بقتلهم يمنع الفتن أم يشعلها؟! وهل قتل الستة من خيار الأمة سيمر دون سلام؟! وهل سيقبل به المسلمون؟! ثم لو أمر عمر بالقتل كما يدعي التيجاني، لأَمَرَ بأن يتولّى الأمر أحد من الناس فهل أمر بذلك عمر؟! ومن هنا نعلم أنه لا يحتج بذلك ويصدقه ويكتبه إلا أشدّ الناس غباءً!!

 - 4 أما قوله أن عمر قال ( فخذوا برأي الثلاثة الذين يقف معهم عبد الرحمن بن عوف ) فهذا من الكذب أيضاً على عمر، فإنه جعل الأمر في هؤلاء الستة ليختاروا منهم واحداً ولم يأمر بأخذ رأي من يقف معهم عبد الرحمن بن عوف، ولكن الصحيح أن الستة هم الذين اختاروا عبد الرحمن بن عوف

ففي نفس الحديث الذي أخرجه البخاري يقول (( فلما فُرغ من دفنه اجتمع هؤلاء الرهط، فقال عبد الرحمن: اجعلوا أمركم إلى ثلاثة منكم، فقال الزبير: قد جعلتُ أمري إلى عليّ، فقال طلحة: قد جعلتُ أمري إلى عثمان، وقال سعد: قد جعلت أمري إلى عبد الرحمن بن عوف. فقال عبد الرحمن: أيُّكُما تبرَّأ من هذا الأمر، فنجعله إليه والله عليه والإسلام، لَيَنظُرنَّ أفضلهم في نفسه؟ فأُسكتَ الشيخان، فقال عبد الرحمن: أفَتَجعلوُنه إليَّ والله عليَّ أن لا آلو عن أفضلِكم؟ قالا: نعم، فأخذ بيد أحدهما فقال: لك قرابةٌ من رسول الله صلى الله عليه وسلم والقدم في الإسلام ما قد علمت، فالله عليك لئن أمَّرتُك لتعدلنّ ولئن أمَّرت عثمان لتسمعنّ ولتُطيعنّ، ثم خلا بالآخر فقال له مثل ذلك،

 فلما أخذ الميثاق قال: ارفع يدك يا عثمان، فبايعه، فبايع له علي، وولج أهل الدّار فبايَعوه )) وهنا تظهر براءة أمير المؤمنين عمر من جميع خزعبلات التيجاني والحمد لله رب العالمين.

موقع فيصل نور


نقاش عمر بن الخطاب وأسماء بنت عميس

 ردا على التيجاني الرافضي  يقول التيجاني (( ثم فتحت صحيح البخاري وفيه دخل عمر بن الخطاب على حفصة وعندها أسماء بنت عميس فقال حين رآها من هذه؟ قالت: أسماء بنت عميس، قال عمر: الحبشية هذه، البحرية هذه. قالت أسماء: نعم، قال: سبقناكم بالهجرة فنحن أحق برسول الله منكم. فغضبت وقالت كلا والله، كنتم مع رسول الله يطعم جائعكم ويعظ جاهلكم وكنّا في دار أو في أرض البعداء البغضاء بالحبشة وذلك في الله وفي رسوله وأيّم الله لا أطعم طعاماً ولا أشرب شراباً حتى أذكر رسول الله (ص)

 ونحن كنا نؤذى ونخاف وسأذكر ذلك للنبي اسأله والله لا أكذب ولا أزيغ ولا أزيد عليه، فلما جاء النبي (ص) قالت: يا نبي الله، عمر قال كذا وكذا. قال: فما قلت له، قالت: كذا وكذا. قال: ليس بأحق بي منكم وله ولأصحابه هجرة واحدة ولكم أنتم أهل السفينة هجرتان قالت فلقد رأيت أبا موسى وأصحاب السفينة يأتوني أرسالاً يسألونني عن هذا الحديث ما من الدنيا هم به أفرح ولا أعظم ما في أنفسهم مما قال لهم النبي (ص) ثم يقول  فقلت: إذا كان رسول الله (ص) هو أول من شك في أبي بكر ولم يشهد عليه لأنه لا يدري ماذا سوف يحدث من بعده، وإذا كان رسول الله (ص) لم يقر بتفضيل عمر بن الخطاب على أسماء بنت عميس بل فضّلها عليه، فمن حقي أن أشك وأن لا أفضّل أحداً حتى أتبين وأعرف الحقيقة ومن المعلوم أن هذين الحديثين يناقضان كل الأحاديث الواردة في فضل أبي بكر وعمر ويبطلانها، لأنهما أقرب للواقع المعقول من أحاديث الفضائل المزعومة ))،

 أقول:

- 1 والله لست أدري كيف يفهم هذا التيجاني وكيف يكتب، بحيث يجعل هذا الحديث يمثّل مطعناً لعمر؟!.. كل ما في الأمر أن الرسول صلى الله عليه وسلم فضّل أهل السفينة  وهم الذين هاجروا إلى الحبشة ثم إلى المدينة  على أصحاب الهجرة الواحدة من صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم ولكن تفضيلهم هذا ليس على الاطلاق بل من هذا الجانب فقط.

 - 2 أما قوله ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقر بتفضيل عمر بن الخطاب على أسماء بنت عميس بل فضّلها عليه ) جهلٌ مركّب لأن الرسول عندما أجاب أسماء قال ( ليس بأحق بي منكم وله ولأصحابه هجرة واحدة ولكم أنتم أهل السفينة هجرتان ) فقد جمعه مع أصحابه الذين هاجروا هجرة واحدة ولم يعنيه وحده، وعلى ذلك فأسماء خير من أصحاب الهجرة الأولى حسب الفهم المهترئ لهذا التيجاني، ولا شك أن هذا التفضيل سيطال علي بن أبي طالب رضي الله عنه لأنه من أصحاب الهجرة الأولى! ولكن الفهم الصحيح هو الذي أثبتناه من أن هذا التفضيل ليس على إطلاقه بل من هذه الحيثية فقط.

  - 3 أما قوله ( من المعلوم أن هذا الحديث يناقض كل الأحاديث الواردة في فضل عمر ويبطلها )

  فأقول:

 بالطبع معلوم، وكيف لايكون معلوماً أن جميع الأحاديث الواردة في فضل عمر باطلة وقد خرّجها التيجاني في معمله للتحليل الحديثي!!؟


 شبهة فضل صيام يوم عاشوراء غير صحيح

 إن من المؤسف له ان هناك من يثير شبهات لا معنى لها في هذا الوقت بزعم حرصه على وحدة المسلمين بينما هو بفعله هذا يثير الحزازات ويؤجج الخلافات ومن هذه الشبهات: 1 - الزعم بأن الاحاديث الواردة في الصحيحين البخاري ومسلم في فضل صيام عاشوراء غير صحيحة وانها موضوعة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم لانها وردت عن صحابة لم يكونوا متواجدين وقت دخول النبي صلى الله عليه وآله وسلم المدينة لانهم اسلموا متأخرين، ولان عاشوراء لم يكن معروفاً بهذا الاسم الا بعد مقتل الامام الحسين عليه السلام ولان يوم دخول النبي صلى الله عليه وآله وسلم المدينة كان في شهر ربيع الاول وليس في شهر محرم الحرام.. الخ. وردا على هذه الشبهات نقول بأن الصحابة كلهم عدول بالجملة، وان الصحابي اذا نقل رواية أو حدثاً لم يدركه فإنه يخبر عن صحابي آخر نقل له الحدث وبما ان الصحابي الآخر عدل فإننا نقبل هذا النقل ويكون صحيحاً وهو ما يعرف في علم الحديث ب «مراسيل الصحابة». اما ان اسم عاشوراء لم يكن معروفاً بهذا الاسم قبل مقتل الامام الحسين عليه السلام فهذا امر غريب فإن ماذكره ابن الاثير في تاريخه ان عاشوراء لم يكن معروفاً بهذا الاسم في الجاهلية وانما هو اسم اسلامي، فهذا ليس معناه انه لم يكن معروفاً قبل استشهاد الامام الحسين عليه السلام بل غايته انه ليس معروفاً قبل الاسلام واما كيف يصح الجمع بين صيام عاشوراء لما وجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم اليهود يصومونه وبين وقت هجرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم فالجواب ان نص الرواية يقول: «انه لما قدم المدينة وجدهم يصومون يوم عاشوراء» وليس في الرواية ان يوم قدومه وجدهم يصومونه..» فنص الحديث لا يفهم انه وجد اليهود يصومونه في نفس اليوم الذي دخل فيه المدينة ولا بعد يوم او شهر، بل هي تفيد التوسع البعدي وهذا واضح في لغة العرب بل حتى في كلام اهل الترحال مثل رحلة ابن بطوطة انه حينما يقدم بلداً يقول: «وحين قدومي ذلك البلد وجدتهم يفعلون كذا وكذا.. 2 - اما الزعم بأن صيام هذا اليوم فيه تشبه باليهود والنصارى والنبي صلى الله عليه وآله وسلم امرنا بمخالفتهم فالرد عليه سهل بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم تشبه بأخيه موسى عليه السلام وليس باليهود كما ثبت في البخاري ومسلم: «ان رسول الله لما سألهم عنه، فقالوا: يوم عظيم نجا الله فيه موسى وقومه واغرق فرعون وقومه فصامه موسى شكراً لله فنحن نصومه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله وسلم: «نحن احق واولى بموسى منكم فصامه». 3 - اما الزعم بأن الصيام في هذا اليوم هو من عمل الامويين الذين ارادوا ابعاد الناس عن الحزن في هذا اليوم وجعلوه يوم فرح وزينة واختضاب بالحناء ووضعوا في ذلك احاديث منكرة ضعيفة فهذا صحيح وهؤلاء طائفة يقال لهم الناصبة، ناصبوا العداء لاهل البيت لاغراض سياسية وغرضهم النكاية بأهل البيت عليهم السلام، وهذا امر منكر عظيم وخطر جسيم، الا ان عامة اهل السنة ينبذون هؤلاء ويحذرون منهم، ثم ان الصيام في هذا اليوم مناف للفرح واتخاذه عيداً، لان العيد لا يصام فيه فلا يوجد توافق بين الطائفتين. 4 - موقف اهل البيت عليهم السلام من صيام يوم عاشوراء: ان صيام يوم عاشوراء ليس هو مذهب اهل السنة وحدهم بل هو مذهب الشيعة ايضاً، وقد وردت روايات صوم عاشوراء من طرق الشيعة بأسانيد معتبرة، في حين جاءت الروايات الناهية عن صومه بأسانيد ضعيفة، وقد اكد ذلك الشيخ الحاج السيد محمد رضا الحسيني الحائري في كتابه تجاه الامة في اقامة العزاء على الحسين والائمة، صفحات 145،146،148 وطبع في قم بإيران 1413ه، وكذلك قال الفقيه الشيعي يوسف البحراني في انواع الصوم المندوب: ومنها صوم يوم عاشوراء على وجه الحزن «الحدائق الناضرة 339/13» وقال شيخ الفقهاء محمد النجفي: المذموم والمنهي عنه اتخاذه (عاشوراء) كما يتخذه المخالفون والتبرك به واظهار الفرح والسرور فيه لا ان المنهي عنه مطلق صومه وانه كالعيد وايام التشريق، وقال: وعلى كل حال فلا ريب في جواز صومه «جواهر الكلام 108/17». وصيام يوم عاشوراء مستحب عند كثير من الطوائف الاسلامية كما هو عند الزيدية، فقد قال الامام احمد المرتضى من علماء الزيدية: «ويوم عاشوراء يُندب صومه وهو يوم عاشر من شهر محرم لقوله صلى الله عليه وآله: عاشوراء يكفر سنة» شرح الازهار 55/.2 وها هي احاديث ائمة اهل البيت عليهم السلام متوافرة في الحض على صيام عاشوراء، فعلى سبيل المثال: عن ابي الحسن عليه السلام انه قال: «صام رسول الله صلى الله عليه وآله يوم عاشوراء.. تهذيب الاحكام 300/4- الاستبصار 134/2 - جامع احاديث الشيعة 475/9 الحدائق الناضرة 371/.13وعن جعفر عن ابيه عليهما السلام انه قال: «صيام يوم عاشوراء كفارة سنة» الوافي 13/7- وسائل الشيعة 337/7». اما الرواية التي يستشهد بها البعض والتي تقول: «من صامه )يوم عاشوراء) كان حظه من صيام ذلك اليوم حظ ابن مرجانه وآل زياد وكان حظهما النار»، وهي رواية عند الكافي فإن اسنادها لا يصح حتى عند الشيعة، وقال العلامة المجلسي في مرآة العقول: «ضعيف على المشهور» 362/.16 ختاماً: دعوة للوحدة الاسلامية والوطنية ان تذكر التضحيات الكبيرة التي قدمها الامام الحسين عليه السلام في سبيل الدفاع عن الدين لا يتناقض مع صيام هذا اليوم، بل العكس صحيح فإن طوائف المسلمين مجتمعة، كما رأينا، ترى استحباب صيام هذا اليوم، فما من شيء يجمع المسلمين اليوم مثل ان يصوموا جميعاً يوم عاشوراء ويتذكوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وصحابته رضوان الله عليهم الذين صاموا هذا اليوم ويتذكروا مصاب اهل البيت عليهم السلام في هذا اليوم العظيم، ولا بأس من اظهار الحزن المشروع الذي اشرنا اليه لاحقاً. فقد جاء عن امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام انه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اربعة لا تزال في امتي الى يوم القيامة، الفخر في الاحساب والطعن في الانساب والنياحة. بحار الانوار 451/.22 وقال صلى الله عليه وآله و سلم، في فتح مكة للنساء: «لا تلطمن خداً ولا تخمشن وجهاً، ولا تنتفن شعراً، ولا تشققن جيباً ولا تسودن ثوباً»

. الكافي

 527/.5

وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.


 بعض الأحاديث الضعيفة والموضوعة في فضائل آل البيت

 اسمي في القرآن والشمس وضحاها واسم علي والقمر إذا تلاها. واسم الحسن والحسين والنهار إذا جلاها واسم بني أمية والليل إذا يغشاها  قال الحافظ : قال بن الجوزي : هذا منكر جدا بل هو موضوع

 وفيه ثلاثة مجاهيل الحوضي وموسى وأبوه - لسان الميزان 5/329

  ***********

أعطيت في علي خمس خصال لم يعطها نبي يقضي ديني ويواري عورتي. وهو الذائد عن حوضي ولوائي معه يوم القيامة. وأما الخامسة فإني لا أخشى أن يكون زانيا بعد حصان ولا كافرا بعد إيمان». قال الحافظ : رواه العقيلي وإسناده لين - لسان الميزان 2/404

  *********** 

ألا ترضى يا علي إذا جمع الله الناس في صعيد واحد. أن أقوم عن يمين العرش وأنت عن يميني وتكسى ثوبين أبيضين؟ فلا داعي بخير إلا دعيت أيضا». قال الحافظ : رواه الأزدي في سنده تالف والخبر منكر - لسان الميزان2/404

  ***********

اللهم أقول كما قال أخي موسى - اللهم اجعل لي وزيرا من أهلي علي أخي أشدد به أزري وأشركه في أمري..

 وفي رواية - اللهم اشدد أزري بعلي أخي. ضعيف: لأجل علي بن عابس الأزرق الأسدي:

قال البخاري » ضعفه ابن معين (التاريخ الكبير6/2432)

 وقال » ليس بشيء« (التاريخ الصغير2/262).

 وقال أبو زرعة » منكر الحديث يحدث بمناكير كثيرة عن قوم ثقات«

 (سؤالات البرذعي ص429)

وقال النسائي » ضعيف« الضعفاء والمتروكون 452).

  ***********

اللهم إني أتقرب إليك بولاية علي

 موضوع. فيه متروكان متهمان بالكذب والوضع: الحسن بن علي بن زكريا بن صالح أبو سعيد العدوي

 والحكم بن ظهير الفزاري أبو محمد بن ليلى الكوفي

 الجرح والتعديل1: 2: 118 - تهذيب التهذيب2/428

  ***********

أنا سيد ولد آدم وعلي سيد العرب

.رواه الحاكم (3/124) صححه مع أنه قال

 » وفي إسناده عمر بن الحسن وأرجو أنه صدوق..

« وتعقبه الذهبي فقال: وضعه الحسين بن علوان وعمر بن موسى الوجيهي. قال الحافظ : وهو موضوع» (لسان الميزان4/290)

 مختصر استدراك الحاكم للحميد1357   ***********

أنا شجرة وفاطمة أصلها وعلي لقاحها والحسن والحسين ثمرها

موضوع. قال الحافظ « لعله وضعه ميناء -لسان الميزان4/77  ***********

أنا دار الحكمة وعلي بابها

. رواه الترمذي وأبو نعيم سكت عن قول الترمذي: هذا حديث غريب منكر..

ولا نعرف هذا الحديث عن واحد من الثقات عن شريك - (حديث رقم 3723).

وسكت عن سند الرواية عند ابي نعيم حيث أسنده عن الأصبغ بن نباتة

 وهو متروك الحديث كما قال أهل الجرح والتعديل.

 أورده الذهبي في الضعفاء.

قال الحافظ ابن حجر: هذا حديث غريب لا يعرف عن أحد من الثقات غير شريك.

وإسناده مضطرب. وقال ابن الجوزي: هذا حديث موضوع«

مشكاة المصابيح 3/1777

وحكم ابن الجوزي بأنه مكذوب (الموضوعات 1/349)

والسيوطي -اللآلئ المصنوعة 1/329-333   ***********

أنا قسيم النار

قال الحافظ : أورده العقيلي في الضعفاء وهو موضوع

 لسان الميزان3/247   *********** 

أنت أخي في الدنيا والآخرة

ضعيف كما صرح به الألباني - ضعيف الجامع1325   *********** 

أنت أول من آمن بي.وأول من يصافحني يوم القيامة

 وأنت صديقي الأكبر وأنت الفاروق تفرق بين الحق والباطل وأنت يعسوب المؤمنين. موضوع: حكم بوضعه الشوكاني (الفوائد المجموعة1082)

 وابن الجوزي في الموضوعات 1/344

قال الحافظ « هذا الإسناد واهي، ومحمد متهم،

وعباد من كبار الروافض وإن كان صدوقا في الحديث - مختصر زوائد البزار2/301  ***********

أنت بمنزلة الكعبة تؤتى ولا تأتي

موضوع: تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأحاديث الموضوعة (1/399)  ***********

أنت تبين لأمتي ما اختلفوا فيه بعدي

.رواه الحاكم في المستدرك (3/122)

 وفيه ضرار بن صرد أبو نعيم الطحان

: اتهمه الذهبي في تعقبه على تصحيح الحاكم له

 بأنه من وضع ضرار - الكشف الحثيث1/138

ونقل عن ابن معين أن ضرارا كذاب.

  ***********

أنت وارثي

الموضوعات لابن الجوزي 1/346  ***********

أنت ولي كل مؤمن بعدي.

صححه الحاكم وأقره الذهبي - المستدرك3/134

 ولم يقل أنت ولي أمر كل مؤمن بعدي.

والولاية هي المحبة والنصرة ومن هذا الباب علي ولي كل مؤمن.  ***********

أنت وليي في الدنيا والآخرة

هل صححه الالباني وانتقد ابن تيمية على تضعيفه؟ لقد وجدت ابن الجوزي قد حكم بوضعه. (الموضوعات)

مع أنه في فضائل عثمان وليس علي. وهو حجة على الشيعة فإنه يعني تمام المحبة لا الإمامة

 إذ لا يمكن أن يعني أنت إمامي في الدنيا والآخرة.

 *********** 

أنت وشيعتك في الجنة.

موضوع - اللآلئ المصنوعة للسيوطي1/379  ***********

أنت يا علي وشيعتك أولئك هم خير البرية

 تفسير الطبري12/657 فيه أبو الجارود: زياد بن المنذر الكوفي :

 قال عنه الحافظ ابن حجر » رافضي كذبه يحيى بن معين« (التقريب 2101)

 وفيه عيسى بن فرقد وهو الذي يروي عن الكذابين والمتروكين

 مثل جابر الجعفي (جامع الجرح والتعديل 1/122)

 الرافضي الذي كان يؤمن أن عليا هو دابة الأرض وأنه لم يمت

 وإنما هو في السحاب وسوف يرجع. وحكيم بن جبير (جمع الجرح والتعديل1/190)

كما حكاه عنه ابن ابي حاتم في الجرح والتعديل 6/284

 *********** 

إنك (أي يا علي) لأول من ينفض التراب عن رأسه يوم القيامة

.قال الحافظ : فيه عباد وهو من غلاة الرافضة،

 وعلي بن هاشم وهو شيعي - الإصابة4/129

  *********** 

أوحى الله إلي في علي ثلاثا: إنه سيد المؤمنين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين.

قال الحافظ : قال الحاكم في المناقب صحيح الإسناد.

قلت: بل هو ضعيف جدا ومنقطع أيضا» (إتحاف المهرة1/344).

وقد رد الذهبي هذا الحديث كما في تعليقه على الحديث (المستدرك3/139)

 قائلا بأن عمرو بن الحصين العقيلي وشيخه يحيى بن العلاء الرازي متروكان.

 بل صرح بأن الحديث موضوع.  ***********

أول من يدخل عليك.. أمير المؤمنين.. وخاتم الوصيين

.فيه إبراهيم بن محمد بن ميمون.

 قال الذهبي :هو من أجلاد الشيعة - لسان الميزان للحافظ العسقلاني1/107

*********** أولكم واردا على الحوض أولكم إسلاما علي بن أبي طالب

قال الحافظ «لم يتكلم عليه الحاكم. وسيف متروك -إتحاف المهرة11/338 ويعارضه ما حكاه في (موضح جمع الأوهام والتفريق2/363)

عن الفرات بن السائب قال سألت ميمون بن مهران

فقلت أكان علي أول الناس إسلاما أو أبو بكر فقال والله لقد آمن

أبو بكر بالنبي صلى الله عليه وسلم زمن بحيرا الراهب

 واختلف فيما بينه وبين خديجة حتى أنكحها إياه وذلك كان قبل أن يولد علي.

 *********** 

بخ بخ لك يا علي أصبحت مولانا ومولى كل مؤمن ومؤمنة

فيه علي بن زيد بن جدعان.

قال عنه الجوزجاني « واهي الحديث ضعيف»

«ضعيف» (الشجرة في أحوال الرجال ص194)

وقال الحافظ في التقريب 4734 قال ابن الجوزي في العلل المتناهية في الأحاديث الواهية (1/226)

» هذا حديث لا يجوز الاحتجاج به، ومن فوقه إلى أبي هريرة ضعفاء«.

 وفيه:شهر بن حوشب: متكلم فيه

. قال النسائي » ليس بالقوي« (الضعفاء والمتروكون294)

 وقال البزار » تكلم فيه جماعة من أهل العلم« (كشف الأستار490)

 وقال الدارقطني » ليس بالقوي« -سنن الدارقطني1/103 ضمرة بن ربيعة الفلسطيني: صدوق يهم قليلا - تقريب التهذيب 2986

  ***********

رأيت على باب الجنة مكتوبا لا إله إلا الله محمد رسول الله علي أخو رسول الله

موضوع. فيه أبو يعلى حمزة بن داود المؤدب.

 قال الدارقطني » ليس بشي« - ميزان الاعتدال1/607 وسليمان بن الربيع النهدي الكوفي: متروك.

 تركه الدارقطني والذهبي (ميزان الاعتدال2/207). وكادح بن رحمة الزاهد أبو رحمة.

 نسبه الحاكم وابن عدي ألة الكذب والوضع.

  ***********

سيكون من بعدي فتنة. فإذا كان ذلك فالزموا علي بن أبي طالب فإنه أول من آمن بي وأول من يصافحني يوم القيامة وهو الصديق الأكبر وهو فاروق هذه الأمة وهو يعسوب المؤمنين. والمال يعسوب المنافقين. قال الحافظ : فيه إسحاق بن بشر الأسدي أحد المتروكين - الإصابة4/171  ***********

صليت مع النبي قبل أن يصلي معه أحد - قول منسوب إلى علي

 إسناده ضعيف: فيه جابر بن يزيد الجعفي وسفيان بن وكيع. *********** 

علي أخي في الدنيا والآخرة

ضعيف أنظر ضعيف الجامع للألباني3801  ***********

علي أصلي وجعفر فرعي

.ضعيف. فيه مجاهيل وهم: عبد الله بن معاوية. مجهول الحال في الرواية.

 قال فيه ابن حزم « كان رديء الدين معطلا يصحب الدهرية». صالح بن معاوية: مجهول لم يترجموه. محمد بن إسماعيل بن جعفر. مجهول. ولذلك قال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/273) فيه من لم أعرفهم.  ***********

علي باب حطة ومن دخله كان آمنا

موضوع: فيه حسين الأشقر. قال البخاري : فيه نظر (التاريخ الكبير2/2862)

 وقال «عنده مناكير» (التاريخ الصغير2/319)

قال أبو زرعة «منكر الحديث»

 وقال الجوزجاني « غال شتام للخيرة» (ميزان الاعتدال1/531).

وقال النسائي «ليس بالقوي» (الضعفاء والمتروكون146)

 كذلك قالها الدارقطني (الضعفاء والمتروكون195)

وانظر سلسة الضعيفة للألباني 3913  ***********

علي بن أبي طالب يزهر في الجنة ككواكب الصبح

إسناده واه جدا كما قال الألباني (سلسلة الضعيفة3915)

 فيه يحيى بن الفاطمي وإبراهيم بن أبي يحيى وكلاهما متروكان

كما صرح ابن الجوزي في العلل المتناهية في الأحاديث الواهية (1/251)

ونقله عنه المناوي في - فيض القدير4/358  ***********

علي خير البشر فمن أبى فقط كفر

· موضوع: قال الحافظ ابن حجر : أخرجه ابن عدي من طرق كلها ضعيفة» -

تسديد القوس3/89 · فيه الحسن بن محمد أبي طاهر النسابة عن إسحاق الدَبَري.

 قال الذهبي: «هذا حديث منكر».

ووصف الذهبي هذا الحديث بأنه «باطل جلي - ميزان الاعتدال1/521 ت1943

وانظر لسان الميزان2/252

 وقال الخطيب البغدادي «هذا حديث منكر وليس بثابت 7/421

وحكم السيوطي بوضعه - اللآلئ المصنوعة 1/328

وابن الجوزي في الموضوعات 1/348 · وفي المغني في الضعفاء - ت1362

روى عن الحر بن سعيد النخعي عن شريك..

 قال في المغني «وهذا الحديث كذب» - المغني في الضعفاء1/155

  ***********

علي مني بمنزلة رأسي من بدني

.رواه الخطيب وقال : لم أكتبه إلا من هذا الوجه - تاريخ بغداد7/12 وسنده مظلم كما قال الشيخ الألباني (سلسلة الضعيفة 3913)

فإن مَن دون أسرائيل كلهم مجاهيل كما أشار إليه ابن الجوزي

 في العلل المتناهية في الأحاديث الواهية وذكر أن أبو بكر بن مردويه

 قد رواه من طريق حسين الأشقر (1/212).

قال البخاري : فيه نظر (التاريخ الكبير2/2862)

 وقال :عنده مناكير- (التاريخ الصغير2/319)

قال أبو زرعة : منكر الحديث

 وقال الجوزجاني : غال شتام للخيرة (ميزان الاعتدال1/531).

وقال النسائي «ليس بالقوي» (الضعفاء والمتروكون146)

كذلك قالها الدارقطني (الضعفاء والمتروكون195)

وانظر سلسة الضعيفة للألباني 3913 وفيه قيس بن الربيع وهو ضعيف أيضا.

 قال البخاري « كان وكيع يضعفه» (التاريخ الكبير7/704)

 بل قال البخاري «قيس بن الربيع لا أكتب حديثه ولا أروي عنه»

 (التاريخ الصغير2/172).

 وقال أبود داود «سمعت يحيى بن معين يقول: ليس بشيء»

سؤالات أبي داود3/117

  ***********

فاطمة وعلي وابناها

.أن النبي سئل عن الآية [ قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى[

 من هؤلاء الذين أمرك الله بمودتهم؟

 فقال: علي وفاطمة وابناهما

 وهذا الحديث ساقط الاسناد كما قال الحافط ابن حجر - فتح الباري 8/564

وقال ابن كثير : هذا إسناد ضعيف فيه متهم لا يعرف

عن شيعي محترق وهو حسين الأشقر- الشورى23 فيه حسين الأشقر وقيس بن الربيع وكلاهما ضعيف. وذكره السيوطي : في الدر المنثور (6/7) وقال: سنده ضعيف. ومعلوم أن الآية مكية بالاتفاق. (تفسير البغوي 4/119).

وعلي تزوج فاطمة بعد غزوة بدر. وولد الحسن في الثانية من الهجرة.

 فكيف تنزل الآية بمودة من لم يخلق بعد؟

 أهكذا خاطب الله قريشا أن تود من لم يكن قد خلق بعد؟ واذا كانت هذه الآية نصا على الإمامة فلماذا لم يطالب الشيعة

 بأن تكون فاطمة إمامة؟ ولماذا لم يطالبوا بأن يكون الأربعة:

علي وفاطمة والسبطان أئمة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ؟ روى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه سئل عن هذه الآية:

 فقال سعيد بن جبير: قربى آل محمد. فقال ابن عباس: عجلت.

إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن بطن من قريش إلا كان له فيهم قرابة

 فقال: إلا أن تصلوا ما بيني وبينكم من القرابة - البخاري رقم 4818 قال ابن تيمية : إنه قال: لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى.

ولم يقل إلا المودة للقربى ولا المودة لذوي القربى،

 فلو أراد المودة لذوي القربى لقال: (المودة لذوي القربى)

كما قال: [ واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذوي القربى[

وهكذا في غير موضع. فجميع ما في القرآن من التوصية

 بحقوق ذوي قربى النبي صلى الله عليه وسلم وذوي قرب الانسان

 إنما قيل فيها ذوي القربى، ولم يقل في القربى.

فلما ذكر هنا المصدر دون الإسم دل على أنه لم يرد ذوي القربى

منهاج السنة4/28

 ***********

 لكل نبي وصي ووارث وإن عليا وصيي

قال السيوطي : موضوع - اللآلئ المصنوعة 1/359

وقال الذهبي : هذا كذب - ميزان الاعتدال1/273

  ***********

 لمبارزة علي لعمرو بن ود يوم الخندق أفضل من أعمال أمتي

قال الحافظ : هذا خبر موضوع - إتحاف المهرة13/331  ***********

من أحب (سَرّهُ) أن يحيا حياتي ويموت موتتي. ويسكن جنة الخلد التي وعدني ربي عز وجل غرس قضبانها بيديه فليتول علي بن أبي طالب«. صححه الحاكم (3/128)

 وتعقبه الذهبي فيه القاسم متروك وشيخه ضعيف. وهو: يحي بن يعلى الأسلمي: قال الحافظ في التقريب (7677)

 شيعي ضعيف. لكنه أخطأ في ذكر اسم الأسلمي فسماه المحاربي

 واستغل عبد الحسين في المراجعات ذلك أبشع استغلال.  

***********

من سب عليا فقد سبني ومن سبني فقد سب الله

يحتج به الرافضة وهو يناقض ما رووه عن علي :

 من سبني فهو في حل من سبي - بحار الأنوار34/19  كما ادعوا أن معاوية كان يسب علي ويأمر بسبه

كيف رضي الحسن بتسليم الخلافة ذاك المنصب الإلهي الى من سب الله؟ الحديث منكر. رواه أحمد 6/323 والحاكم وصححه

 ولكن فيه اسحاق السبيعي كان اختلط، ولا يدري أحدث قبل الاختلاط أم لا.

والراجح الثاني بأن إسرائيل وهو ابن يونس ابن ابي اسحاق

 – حفيد السبيعي – إنما سمع منه متأخرا. وأبو اسحاق مدلس وحديثه مقبول ما دام لم يعنعن فاذا عنعن لم تقبل روايته. وفيه محمد بن سعد العوفي: ضعفه الخطيب والذهبي وقال الدار قطني لا بأس به.

 وفيه أبو عبدالله الجدلي: ثقة إلا أنه شيعي جلد وهذا الحديث في نصرة بدعته.

 ***********

ما أنزل الله يا أيها الذين آمنوا إلا وعلي أميرها وشريفها

فيه طعن في الصحابة واستثناء لعلي من ذلك. وراويه رأس في التشيع وهو علي بن بذيمة الجزري كما قاله العقيلي مع انه صالح الحديث

ضعفاء العقيلي3/227 وانظر المغني في الضعفاء2/497

وأهل الجرح والتعديل يقبلون مثل هذا ما لم يرو ما يؤيد بدعته. وفيه زكريا بن يحيى الكسائي: قال النسائي »متروك الحديث ضعيف« (الضعفاء211)

 كذا قاله الدارقطني - الضعفاء والمتروكون240 ورواه الطبراني في الكبير 11/246 وفيه عيسى بن راشد مجهول

 وخبره منكر كما قاله البخاري وخبره منكر

ونقله عنه الذهبي في ميزان الاعتدال (6566-6464)

 ولسان الميزان ترجمة رقم 1204 يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون. يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم.

وهل هذه الآيات أميرها علي أيضا ؟؟؟

 ***********

 ما صب الله في صدري شيئا الا صببته في صدر علي

الحديث (في صدر أبي بكر) وهو موضوع مع ذلك.

 الموضوعات1/131 التنكيت والافادة 42 الفوائد المجموعة 1056 أسنى المطالب 1262

  ***********

 محبك محبي ومحبي محب لله ومبغضك مبغضي ومبغضي مبغض لله

قال الحافظ : رواه ابن عدي وهو باطل - لسان الميزان2/109 قال الهيثمي :فيه عبد الملك الطويل، وثقه ابن حبان وضعفه الأزدي - مجمع الزوائد9/132 قال ابن عدي : هذا الحديث بهذا الإسناد باطل - الكامل في الضعفاء5/126

  *********** 

قسمت الحكمة فجعل في علي تسعة أجزاء وفي الناس جزء واحد

قال الذهبي : بأن هذا الخبر كذب (ميزان الاعتدال3/227).

 وقال ابن الجوزي : في - العلل المتناهية1/241 قال الحافظ : هذا كذب.. تفرد به العتبي - لسان الميزان 1/254

 *********** كان عمر يتعوذ من معضلة ليس لها أبا الحسن.

إسناده ضعيف. فيه: مؤمل بن إسماعيل، أبي عبد الرحمن العدوي.

 صدوق كثير الخطأ (الكاشف2/309 ترجمة5747)

 وقال البخاري : منكر الحديث - من تكلم فيه 1/183 ترجمة347 قال الحافظ في التقريب : صدوق سيء الحفظ - ترجمة7029   


 روايات أخرى ضعيفة وموضوعة

 ولا تصلوا عليّ الصلاة البتراء

لا وجود له في الكتب الصحيحة المعتمدة عندنا.

 ***********

إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه

موضوع. فيه أبو سعيد عباد بن يعقوب الأسدي الكوفي.

 وهو مختلق رواية أن عبد الله بن مسعود قرأ قوله تعالى هكذا

 « وكفى الله المؤمنين القتال بعلي» - ميزان الاعتدال2/380

 *********** أرسل ملك الموت إلى موسى فلما جاءه صكه ففقأ عينه

رواه مسلم في الفضائل (2372) وقد استنكره الروافض

مع أنه مروي في كتبهم كما في لآلئ الأخبار للتويسركاني ص91 وصححه الكاشاني.

 ***********

 أشهد عليهم… ولكن لا أدري ما تحدثون بعدي

قال الحافظ ابن عبد البر «هذا الحديث مرسل وإسناده منقطع» (التمهيد21/221).

 ومع ذلك فالحديث عام لا سبيل إلى التعيين فيه بأحد

كما هو حال الرافضة الذين يريدون من الحديث تعيينه في أبي بكر خاصة

 وخواص الصحابة عامة.

 ***********

حديث الأعمي الضرير

رواية أحمد (4/138) ليست من طريق ابن وهب

 وليس فيها حكاية صاحب الحاجة مع عثمان بن عفان. دخل أعرابي المسجد " فقال: بأبي أنت جئتك مثقلا بالذنوب.

قال الحافظ ابن عبد الهادي: إن هذا خبر منكر موضوع.

وإسناده ظلمات بعضها فوق بعض. فيه: الهيثم بن عدي: قال البخاري (ليس بثقة كان يكذب)

 قال ابو داود (كذاب)

 وقال النسائي وغيره (متروك الحديث( قال ابن المديني (هو أوثق من الواقدي ولا أرضاه في شيء( لسان الميزان 6/251 ترجمة 7977. - ميزان الاعتدال 4/324 ترجمة 9311 أحمد بن بن محمد بن الهيثم عن أبيه

لا وجود له من بين المترجم لهم من الرواة المعروفين. أبو صادق: وهو غير متحقق الاسم. فمنهم من ضبط اسمه بأسلم أو مسلم بن يزيد.

ومنهم من ضبطه باسم عبد الله بن ناجذ.

 وحديثه عن علي مرسل. يعني لم يتحقق من روايته عن علي. - التقريب رقم 8167

 *********** 

حفظت عن رسول الله وعائين من العلم -وهو قول أبو هريرة

 أخفى عنهم إمارة الصبيان ورأس الستين وهو زمن خلافة يزيد

 فاستجاب الله له ومات قبل خلافة يزيد بسنة.

 وأراد أبو هريرة قطع أهل الجور رأسه إذا سمعوا عيبه لفعلهم وتضليله لسعيهم.

فالوعاء الذي لم يبثه هي الأحاديث التي تبين أسماء أمراء السوء وأحوالهم وزمنهم

(فتح الباري 1/216). وكان يمشي في السوق ويقول:

 اللهم لا تدركني سنة ستين ولا إمارة الصبيان - فتح الباري13/10  علي أخفى عن الصحابة القرآن. وأقسم أنهم لن يروا كتاب الله بعد يومهم هذا.

 فأي إخفاء أعظم: إخفاء تفاصيل إمراء السوء أم إخفاء القرآن؟

 ***********

رأيت ربي جعدا أمرد عليه حلة خضراء

 مثل هذا الحديث لا يوجد في كتب الحديث وإنما في كتب نقد الرواة

كميزان الاعتدال -2/593 وفي هذا الكتاب ينقد الذهبي الكثير من الرواة الوضاعين

والكذابين فهو ليس كتابا في الحديث كالبخاري ومسلم فتأمل!!! وهذه الرواية مروية من طريق حماد بن سلمة وهو ثقة ولكن قال ابن الثلجي

« سمعت عباد بن صهيب يقول إن حمادا كان لا يحفظ

 وكانوا يقولون إنها (الروايات العجيبة حول بعض الصفات الالهية)

 قد دست في كتبه. وقد قيل إن أبن أبي العوجاء كان ربيبه

فكان يدس في كتبه» - ميزان الاعتدال1/592  وآفة الرواية ليس حمادا وإنما إبراهيم بن أبي سويد

قال الحافظ ابن حجر العسقلاني « هو إبراهيم بن الفضل الذراع» -تهذيب التهذيب1/127 قال البخاري «منكر الحديث - التاريخ الكبير1/989

 وقال النسائي «متروك الحديث (الضعفاء والمتروكون ص4)

وقاله الدارقطني في العلل وفي -الضعفاء والمتروكون ص1

 ***********

رأيت ربي في صورة شاب أمرد دونه ستر من لؤلؤ 

هذا الحديث موجود في كتب نقد الرواة (ميزان الاعتدال1/594)

لا في كتب الحديث كالبخاري ومسلم. فيه النضر بن سلمة شاذان المروزي: كان يفتعل الحديث ولم يكن بصدوق

. وكان إسماعيل بن أبى أويس يذكره بذكر سوء

وقال عبد العزيز الأويسي وإسماعيل بن أبى أويس إن شاذان

 أخذ كتبنا فنسخها ولم يعارض بها ولم يسمع منا وذكراه بالسوء» . ***********

عبد الرحمن بن عديس - زعموا أنه قاتل عثمان

الاستيعاب: كان الامير على الجيش الذي قدم من مصر الذين حاصروه وقتلوه.

 ولم يقل أحد أنه كان هو قاتل عثمان -وانظر الاستيعاب 1445

والجرح والتعديل5/248 تاريخ الاسلام3/319 الاعلام 3:316

تبصير المنتبه3/10029 بقي بن مخلد916 المعرفة والتاريخ3/358.

*********** علماء أمتي أفضل من أنبياء بني اسرائيل 

.لم يرد الحديث بلفظ أفضل وإنما بلفظ

» علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل« وهو موضوع - سلسلة الضعيفة 466 قال المناوي في (فيض القدير ص16) » الحديث متكلم فيه«

والصحيح من قول النبي صلى الله عليه وسلم العلماء أمناء الرسل. قال الشيخ عبد الرحمن الحوت البيروتي » موضوع لا أصل له.

كما قاله غير واحد من الحفاظ ويذكره كثير من العلماء في كتبهم

غفلة عن قول الحفاظ« - أسنى المطالب 278 *********** 

فلا تقدموهما فتهلكوا ولا تقصروا عنهما فتهلكوا ولا تعلموهما فإنهم أعلم منكم.

رواه الهيثمي في مجمع الزوائد5/195 و9/164) وقال فيه حكيم بن جبير وهو ضعيف. فيه حكيم بن جبير الأسدي الكوفي:

قال البخاري «كان شعبة يتكلم فيه» - التاريخ الكبير3/65 والصغير2/19)

 وقال يعقوب بن سفيان «كان مغال في التشيع

وقال: قيل عنه هو مذموم ورافضي من الغالية في الرفض» - المعرفة3/99

 ***********

فضائل مكذوبة لأبي بكروالصحابة  تسبيح الحصى في يد أبي بكر

العلل المتناهية لابن الجوزي باب فضائل أبي بكر1/201  ***********

 قول النبي عن أبي بكر وعمر وعثمان «هؤلاء أولياء الخلافة بعدي»

 قال ابن الجوزي هذا حديث لا يصح

فيه محمد بن الفضل ليس بشيء قالوا عنه كذاب - العلل المتناهية /205

***********

 حب اليهودي أبي بكر لأن أبا بكر مذكور في التوراة

الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة331-

***********  إن الله يتجلى في الآخرة للناس عامة ولأبي بكر خاصة

الفوائد المجموعة 330 باب فضائل أبي بكر - اللالئ المصنوعة1/286-

***********  قول جبريل للنبي عن أبي بكر « إنه وزيرك في حياتك وخليفتك بعد موتك»

 الفوائد المجموعة332 -

***********  أن السماء ارتجت لما تمنى النبي أن يكون عليا خليفته

 وسمع قائلا يقول له قل قد شاء الله أن يكون الخليفة أبو بكر من بعدك

الفوائد المجموعة335 -

*********** · تفاخر الجنة والنار «أن الله زين الجنة بأبي بكر وعمر» 

 الموضوعات1/323 باب فضائل أبي بكر وعمر

 قال ابن الجوزي موضوع وفيه أبان وهو متروك

قال شعبة لأن أزني أحب إلي من أن أحدث عنه

***********  أن مبغض أبي بكر وعمر هم يهود هذه الأمة

قال أبو بكر الخطيب هذا الحديث كذب موضوع - الموضوعات1/324 -

***********  إن في السماء ثمانين ألف ملك يستغفرون لمن أحب أبا بكر وعمر

 الموضوعات1/327 - موضوع رواه العقيلي في الضعفاء (363)

عن القاسم بن يزيد بن عبد الله بن قسيط عن أبيه عن عطاء

 عن ابن عباس. صرح الذهبي بكذبه وأقره الحافظ في اللسان

سلسلة الضعيفة رقم3524  ***********

القرآن ألف ألف وسبعة وعشرون ألف حرف

أورده الخوئي في البيان متهما أهل السنة بالطعن في القرآن البيان 202

 ولكن هذه رواية مكذوبة على عمر رضي الله عنه

ضعيف الجامع 4137 - وسلسلة الضعيفة رقم4073 رواه الطبراني في معجمه الأوسط (6/361)

 وقال « تفرد به حفص بن ميسرة. وقد أورده الذهبي في الميزان

 في ترجمة محمد بن عبيد بن آدم بن أبي إياس العسقلاني

 فقال « تفرد بخبر باطل» (6/251) ثم ساق هذا.

 وأقره الحافظ بن حجر على ذلك في لسان الميزان - 5/276  ***********

القرآن له ظاهر وباطن

هذا لا أصل له لا يوجد في شيء من كتب الحديث. بل هو من كلام الزنادقة. رب قائل أن يقول عن شيء حرمه الله: هذا حرام ظاهرا لكنه حلال باطنا. هذا من أقوى الأدلة على بطلان مذهب الزنادقة الباطنية

من شيعة وصوفية وعلى وجوب الأخذ بظواهر القرآن. الله جعل قرآنه حجة على خلقه فقال:

 وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه.  ***********

كتب عثمان بن عفان عهد الخليفة من بعد أبي بكر

فأمره أن لا يسمي أحدا وترك اسم الرجل فأغمي على أبي بكر إغماءة

 فأخذ عثمان العهد فكتب فيه اسم عمر، قال: فأفاق أبو بكر فقال أرنا العهد،

 فإذا فيه اسم عمر، فقال: من كتب هذا؟ فقال عثمان: أنا فقال: رحمك الله وجزاك،

 لو كتبت نفسك لكنت لذلك أهلا»

(رواه اللالكائي في شرح أصول السنة مجلد4/ج7ص1324 ح رقم2521)

من طريقين الأول فيه زيد بن أسلم وهذا سند منقطع

 لأن زيد بن أسلم كان يرسل كما صرح به الحافظ ابن حجر (تقريب التهذيب رقم2117)

 كذلك الشيخ الألباني

 إزالة الدهش37 وانظر كتاب معجم أسامي الرواة الذين ترجم لهم الألباني2/73


 أيتكن تنبح عليها كلاب الحوأب

عن قيس بن أبي حازم أن عائشة لما نزلت على الحوأب سمعت نباح الكلاب فقالت ما أظنني إلا راجعة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول « أيتكن ينبح عليها كلاب الحوأب؟

 فقال لها الزبير ترجعين عسى الله أن يصلح بك بين الناس رواه أحمد وأبو يعلى والبزار ورجال أحمد رجال الصحيح.

 وعن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لنسائه : ليت شعري أيتكن صاحبة الجمل الأدبب تخرج فينبحها كلاب الحوأب يقتل عن يمينها وعن يسارها قتلى كثير ثم تنجو بعد ما كادت رواه البزار ورجاله ثقات» - مجمع الزوائد 7/234  الحديث صحيح كما بين الألباني ولكنه نبه على رواية «فشهد طلحة والزبير أنه ليس هذا ماء الحوأب.. فكانت أول شهادة زور في الإسلام» - سلسلة الصحيحة1/227 عند حديث رقم475  وقد عاتب الشيخ الألباني القاضي ابن العربي نكارته للحديث غير أنه وافقه

 في كذب شهادة الزور المزعومة.  وأوضح خروج عائشة كان خطأ ولكن ليس فيه معصية للحديث. فإن الحديث يشير إلى أنها سوف تكون في مكان تقع فيه فتن ويموت فيه كثير من الناس فلما قفلت عائدة ذكرها طلحة والزبير بأهمية موقفها لتحقيق الصلح الذي كان يطمع الناس في حصوله ببركتها وتقدير الناس لها.

 وهي مع ذلك مخطئة رضي الله عنها. وإذا كنا نرى مواقف عاتب الله عليها أنبياءه فتوقع الخطأ ممن هو دون النبي أولى،

 فموسى قتل نفسا ونسي ما عاهد به الخضر. وذا النون ذهب مغاضبا.

 ثم هذا لا ينقص شيئا من فضائلها بل هو في ذاته فتنة للمحرومين

من الانصاف والعقل والدين.

 ولذلك قال عمار بن ياسر « والله إني لأعلم أنها زوجة نبيكم في الدنيا والآخرة

 ولكن الله ابتلاكم بها ليعلم إياه تطيعون أم هي» - رواه البخاري.  ثم روى الألباني روايات تؤكد أن عبد الله بن الزبير كان معها وهو محرم لها.

 روى إسماعيل بن علية عن أبي سفيان بن العلاء المازني عن ابن أبي عتيق قال

 قالت عائشة إذا مر ابن عمر فأرونيه فلما مر بها قيل لها هذا ابن عمر فقالت

 يا أبا عبد الرحمن ما منعك أن تنهاني عن مسيري ؟

 قال رأيت رجلا قد غلب عليك يعني ابن الزبير»

 سير أعلام النبلاء2/93 و3/211 نصب الراية للزيلعي4/69


 إن لله جنودا من عسل

زعموا أن معاوية كان يدس السم لمخالفيه فيقتلهم ثم يقول )إن لله جنودا من عسل( ورد في (مصنف عبد الرزاق 5/462 والتاريخ الكبير 7/211 للبخاري وتهذيب الكمال لابن عدي27/129) أن عمرو بن العاص قالها لما بلغهما مقتل الأشتر مسموما من غير أن يرد في هذين المصدرين أن معاوية هو الذي دس له السم كما يدعي التيجاني. وفي سير أعلام النبلاء (4/35) أن عمرو لما سمع بموت الأشتر سر لذلك

 وقال «إن لله جنودا من عسل». وفي تهذيب الكمال (27/129) أن الذي دس له السم هو عبد لعثمان. وفي تاريخ الطبري (2/528) أن المسلمين عامة هم الذين قالوا أن لله جنودا من عسل لما علموا بموت الأشتر ولم يعين من الذي قال ذلك.


 أن قردة زنت

الصحابي أخبر عما رأى في وقت جاهليته فإن لا حرج من القول بأن هذا ما ظنه لا سيما أنه في رواية رآى قردا وقردة مع بعضهما فجاء قرد آخر وأخذها منه فاجتمع عليها القردة الآخرون ورجموهما. فهذه صورة الحكاية ظنها رجما للزنى. وهو لم يأخذ هذا حكاية عن النبي صلى الله عليه وسلم ولو أخبر بها النبي صلى الله عليه وسلموصح السند عنه قبلناه.

فإننا صدقناه فيما هو أعظم من ذلك. · إن صحت هذه الحادثة فتبين أن القردة أطهر من الرافضة القائلين بإعارة الفروج الذي هو مذهب الخنازير. فقد روى الطوسي عن محمدعن ابي جعفر قال : قلت الرجل يحل لاخيه فرج ؟ قال : نعم لاباس به له مااحل له منها (كتاب الستبصار3/136). ذكر والطوسي في الاستبصار 3/141 «عن أبي الحسن الطارئ أنه سأل أبا عبد الله عن عارية الفرج فقال لا بأس به».


 مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح  

مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح . من ركب فيها نجا ومن تخلف عنها غرق. رواه الطبراني في الكبير (3/37) والهيثمي (9:168)

 في اسناده عبد الله بن داهر والحسن بن ابي جعفر وهما متروكان.

وقاله الهيثمي. وهو مروي من ثلاث طرق عن ابي ذر: الطريق الاول: فيه المفضل بن صالح الأسدي أبو جميلة. الطريق الثاني: عند الطبراني وفيه عبد الله بن داهر. قال الهيثمي متروك. الطريق الثالث: عند الطبراني وفيه الحسن بن ابي جعفر. قال الهيثمي متروك. هذه سفينة غارقة مخالفة للاخلاص لله. لأن الله أخبر أنه ينجي من يخلصون له في الدعاء إذا كانوا في الفلك لينجيهم فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون. الاستغاثة بالأموات من دون الحي الذي لا يموت. والاعتقاد بالطواف حول القبور

 وأكل الطين واعتقاد أن التراب شفاء من كل داء والقفز في عاشوراء مع الضرب

هذا سفينة القراصنة لا سفينة نوح.

الدين يقوم بالاخلاص والتوحيد. القرآن عندكم لم يصح لأن فيه تحريف مجمع عليه بين علماء الشيعة

 كما قرر نعمة الله الجزائري. وكتبكم ليس فيها صحاح. فكيف تسير السفينة؟


 هل تعود الروح للميت ليرد السلام ؟

 ورد حديثين بهذا الشأن وسنبين عللهما بإذن الله تعالى :

الأول :

ما من رجل يمر بقبر الرجل فيسلم عليه الا رد الله روحه حتى يرد عليه السلام فيه عبد الله بن أبي زياد بن سليمان بن سمعان:

 قال الحافظ في (التقريب 3326) »متروك اتهمه أبو داود بالكذب«. وفيه محمد بن قدامة الجوهري: قال الحافظ في (التقريب 6234) » فيه لين«.  

***********

الثاني

ما من عبد يمر بقبر رجل كان يعرفه في الدنيا فسلم عليه إلا عرفه ورد عليه السلام». ضعيف جدا. رواه الخطيب البغدادي في تاريخه (6/137)

 والذهبي في سير أعلام النبلاء (12/590) عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة. فإن فيه: عبد الرحمن بن زيد: متروك.

 قال البخاري « لا يصح حديثه» - التاريخ الكبير1/618 و5/263

 وقال البخاري أيضا « ضعفه علي جدا»

(التاريخ الكبير5/922 وانظر التاريخ الصغير2/229)

 وفي ترتيب علل الترمذي « لا أروي عنه» - ترتيب علل الترمذي ورقة17).

 وذكره أبو زرعة الرازي في أسامي الضعفاء 184.

 وسئل أحمد بن حنبل عن أسامة بن زيد « أسامة وأخوه عبد الرحمن متقاربان ضعيفان وأخوهما عبد الله ثقة» (المعرفة والتاريخ1/430).

وقال الترمذي « ضعيف في الحديث ضعفه أحمد بن حنبل وعلي بن المديني وغيرهما من أهل الحديث وهو كثير الغلط» (جامع الترمذي حديث رقم632).

 وكذلك ضعفه النسائي (الضعفاء والمتروكون337).

 وقال البزار «أجمع أهل العلم على تضعيف أخباره - كشف الأستار194). وقد توبع عليه ولكن في الطريق من لا يحتج به فرواه ابن أبي الدنيا في كتاب القبور :

حدثنا محمد بن قدامة الجوهري ثنا معن بن عيسى القزاز أخبرنا هشام بن سعد:

ثنا زيد بن أسلم عن أبي هريرة..

وهذا إسناد منقطع فإن زيدا لم يدرك أبا هريرة.

قال الترمذي «لا نعرف لزيد بن أسلم سماعا من أبي هريرة»

 - جامع الترمذي رقم 3846 وأما سبب الضعف فهو من محمد بن قدامة الجوهري

 قال أبو داود «ليس بشيء»

 وأورده الذهبي في الضعفاء وقال « وقد وهم الخطيب وغيره في خلط ترجمته بترجمة محمد بن قدامة بن أعين المصيصي الثقة وأكد ذلك الحافظ في التقريب رقم6234 وللحديث شاهد أسنده الحافظ ابن عبد البر في شرحه على الموطأ

عن عبيد الله بن محمد عن فاطمة بن الريان المخزومي قالت:

 أخبرنا الربيع بن سليمان المؤذن صاحب الشافعي:

 أخبرنا بشر بن بكر عن الأوزاعي عن عطاء عن عبيد بن عمير

 عن ابن عباس قال: قال رسول الله ﷺ ..» وذكر الحديث. قال الألباني « وهذا إسناد غريب. الربيع بن سليمان فما فوقه ثقات معروفون من رجال التهذيب وأما من دونهما فلم أعرفهما. لا شيخ ابن عبد البر ولا المملية: فاطمة بنت الريان. وظني أنها تفردت بل شذت بروايتها الحديث عن الربيع بن سليمان بهذا الإسناد الصحيح له عن ابن عباس. فإن المحفوظ عنه إنما هو بالإسناد الأول… ومن هذا التحقيق يتبين أن قول عبد الحق الإشبيلي في أحكامه (80/1) « إسناده صحيح» غير صحيح وإن تبعه العراقي في تخريج الإحياء (4/419) وأقره المناوي. -أنظر سلسلة الضعيفة للألباني9/473


 قرآننا ومصحف فاطمة

عبد الرحمن محمد سعيد دمشقية

 بقي الرافضة يصرون لقرون على أن مصحف فاطمة ليس قرآنا.

ولكن تخطئة مراجع الرافضة لبعض الآيات القرآن ثم تقرير أن الصحيح

 ما ورد النص فيه من مصحف فاطمة: يعني تفضيل مصحف فاطمة على القرآن الكريم

 واعتبار مصحف فاطمة مهيمنا على القرآن.

فما ورد في القرآن تجب مقارنته بمصحف فاطمة حتى يتحقق منه إن كان فيه خطأ أم لا. والآن لنورد الأمثلة على ذلك. لقد أورد المحرف الكليني لفظ (مصحف فاطمة تحت باب (أنه لم يجمع القرآن كله إلا الأئمة). (الكافي 1/178 كتاب الحجة – باب أنه لم يجمع القرآن كله إلا الأئمة) راوياً عن جعفر الصادق رضي الله عنه أنه قال:« وإن عندنا لمصحف فاطمة، والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد » (الكافي 1/184 كتاب الحجة : باب فيه ذكر الصحيفة والجفر والجامعة ومصحف فاطمة). مما يؤكد أن القوم يتكلمون عن مصحف فاطمة كبديل

عن المصحف الذي جمعه الصحابة.

ولا تنفع هذه التقية التي يزعمون فيها أن كلمة مصحف فاطمة

 « لا تعني بالضرورة قرآنا بل إنه كتاب يحتوي على مصاحف» (الانتصار1/362). ولزيادة التأكيد على أنهم يعنون بذلك قرآن فاطمة

. فقد روى الكليني عن جعفر الصادق أنه قرأ- هذه الآية هكذا: سأل سائل بعذاب واقع للكافرين ( بولاية علي ) ليس له دافع من الله ذي المعارج

 فقيل له: إنا لا نقرؤها هكذا، فقال: هكذا والله نزل بها جبرئيل على محمد ( صلى الله عليه وآله ) وهكذا هو والله مثبت في مصحف فاطمة» (الكافي8/57-58 بحار الأنوار(بحار الأنوار35/324 و37/176 التفسير الصافي للكاشاني5/224 تفسير نور الثقلين2/531 و5/412 مدينة المعاجز لهاشم البحراني2/266). لاحظ هذه الرواية كيف دفع الصادق الاعتراض عليه

 بأن هذه الرواية في مصحف فاطمة.

أليس هذا تفضيلا لمصحف فاطمة على القرآن الذي بين أيدينا؟؟؟  

وروى المجلسي أيضا أنه قرأ قوله تعالى ( يا ويلتى ليتني لم اتخذ فلانا خليلا ) وإنما هي في مصحف فاطمة يا ويلتي ليتني لم اتخذ الثاني خليلا» (بحار الأنوار - العلامة المجلسي30/245). فهذا يؤكد أن المصحف المقصود عند الرافضة هو القرآن لا مجرد صحيفة. عن سالم بن سلمة قال: قرأ رجل على أبي عبد الله وأنا أستمع حروفا من القرآن

 ليس على ما يقرؤها الناس. فقال أبو عبد الله: كف عن هذه القراءة .

إقرأ كما يقرأ الناس حتى يقوم القائم، فإذا قام القائم قرأ كتاب الله عز وجل على حده.

وأخرج المصحف الذي كتبه علي. وقال:

 أخرجه علي إلى الناس حين فرغ منه وكتبه فقال لهم:

 هذا كتاب الله عز وجل كما أنزله الله على محمد صلى الله عليه وسلم.

 وقد جمعته من اللوحين. فقالوا: هوذا عندنا مصحف جماع فيه القرآن لا حاجة لنا فيه.

فقال: أما والله ما ترونه بعد يومكم هذا أبدا.

 إنما كان علي أن أخبركم حين جمعته لتقرؤوه«

 (الكافي 2/463 كتاب فضل القرآن بدون باب وسائل الشيعة6/162 الحدائق الناضرة8/100 مستند الشيعة5/74 للمحقق النراقي).

عن عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان عن بعض أصحابه

 عن أبي الحسن عليه السلام قال قلت له :

 جعلت فداك إنا نسمع الآيات من القرآن ليس هي عندنا

 كما نسمعها ، ولا نحسن أن نقرأها كما بلغنا عندكم. فهل نأثم؟

وينافح الشيعة عن هذه الطامة بقولهم بأن العديد من الصحابة كانت عندهم مصاحف

 كمصحف عائشة ومصحف عبد الله بن مسعود..

 فلماذا تنكرون على فاطمة أن يكون عندها مصحف. والجواب: أن العبارة واضحة في إجراء المقارنة بين مصحفنا وبين مصحفهم.

 ونحن لا نستنكر أن يكون لفاطمة مصحفا،

 وإنما نستنكر أن يقال بأن قرآننا يخالف قرآنها تماما.

وأن في القرآن آيات فيها أخطاء يجب أن تعرض على مصحف فاطمة. فما ورد في مصحف فاطمة فهو الصحيح. وما خالفه من القرآن فهو الخطأ. والآن أجيبونا: أليس مصحف فاطمة قرآن مهيمن على القرآن الذي جمعه الصحابة؟

الجواب عندكم.


 هل كان معاوية يرى أنه أفضل من علي رضي الله عنهما ولهذا نازعه الخلافة ؟!

( ذكر يحيى بن سليمان الجعفي –أحد شيوخ البخاري- في (كتاب صفين) من تأليفه - بسند جيد - عن أبي مسلم الخولاني أنه قال لمعاوية: "أنت تنازع علياً في الخلافة أو أنت مثله ؟ قال: لا، وإني لأعلم أنه أفضل مني وأحق بالأمر، ولكن ألستم تعلمون أن عثمان قُتل مظلوماً وأنا ابن عمه ووليه أطلب بدمه؟ فأتوا علياً فقولوا له يدفع لنا قتلة عثمان، فأتَوْه فكلّموه فقال: يدخل في البيعة ويحاكمهم إلي". (الخلافة الراشدة والدلة الأموية، د.يحيى اليحيى، ص 525-526).

يقول الدكتور محمد أمحزون: "شاع بين الناس قديماً وحديثاً أن الخلاف بين علي ومعاوية رضي الله عنهما، كان سببه طمع معاوية في الخلافة، وأن خروج هذا الأخير على علي وامتناعه عن بيعته كان بسبب عزله عن ولاية الشام، فقد جاء في كتاب (الإمامة والسياسة) -المنسوب زورًا- لابن قتيبة الدينوري، رواية تذكر أن معاوية ادّعى الخلافة، وذلك من خلال الرواية التي ورد فيها ما قاله ابن الكواء لأبي موسى الأشعري رضي الله عنه: "اعلم أن معاوية طليق الإسلام، وأن أباه رأس الأحزاب،

 وأنه ادّعى الخلافة من غير مشورة، فإن صدقك فقد حلّ خلعه، وإن كذبك فقد حرم عليك كلامه".

وجاء في تاريخ الإمام الطبري عن سيف أن المغيرة بن شعبة جاء إلى عليّ وأشار عليه أن يقرّ معاوية في عمله، حتى إذا ضمن طاعته استبدله بغيره أو أبقاه، وأورد رواية أخرى من طريق الواقدي على نسق الرواية السابقة، لكن زاد فيها: أن علياً قال لابن عباس: سر إلى الشام فقد ولّيتكَهَا، وأن ابن عباس لم يوافقه على ذلك، وأشار عليه أن يكتب إلى معاوية يمنّيه ويعده -أي بالولاية-، فرفض علي بقوله: "والله لا كان هذا أبداً".

ونقل الحافظ الذهبي أن معاوية قال لجرير بن عبد الله رضي الله عنهما:

"اكتب إلى عليّ أن يجعل لي الشام، وأنا أبايع له".

لكن الصحيح أن الخلاف بين عليّ ومعاوية رضي الله عنهما، كان حول مدى وجوب بيعة معاوية وأصحابه لعلي قبل توقيع القصاص على قتلة عثمان أو بعده، وليس هذا من أمر الخلافة في شيء.

فقد كان رأي معاوية رضي الله عنه ومن حوله من أهل الشام أن يقتص علي رضي الله عنه من قتلة عثمان ثم يدخلون بعد ذلك في البيعة، وقد تحدد موقفهم منذ اللحظة التي حمل فيها النعمان بن بشير رضي الله عنه قميص عثمان،وهو ملطّخ بدمائه، ومعه أصابع نائلة -زوجة عثمان-، فوضع القميص على المنبر في الشام ليراه الناس والأصابع معلقة في كم القميص، وندب معاوية الناس للأخذ بثأر عثمان والقصاص من قتلته، وقد قام مع معاوية جماعة من الصحابة في هذا الشأن.

ويروي الإمام الطبري أن معاوية أرسل رسولاً إلى علي بن أبي طالب، فلمّا دخل عليه واستأمن لنفسه قال: "لقد تركت ورائي ستين ألف شيخ يبكون على قميص عثمان، وهو منصوب لهم، وقد ألبسوه منبر دمشق، قال علي: مني يطلبون دم عثمان! ثم قال: اللهم إني أبرأ إليك من دم عثمان، نجا والله قتلة عثمان إلا أن يشاء الله".

وحين عسكر علي رضي الله عنه بصفين سلك مع أهل الشام نفس الأسلوب الذي سلكه مع أهل الجمل، فأرسل وفداً إلى معاوية فيهم بشير بن أبي مسعود الأنصاري الذي بدأ بالحديث فقال لمعاوية: "أدعوك إلى تقوى ربك وإجابة ابن عمك إلى ما يدعوك إليه من الحق، فإنه أسلم في دينك وخير لك في عاقبة أمرك، فقال معاوية: ويطلّ دم عثمان؟ لا والرحمن لا أفعل ذلك أبداً....".

وروى ابن مزاحم في كتابه: "وقعة صفين" أن أبا مسلم الخولاني قال لمعاوية: يا معاوية ! قد بلغنا أنك تهمّ بمحاربة علي بن أبي طالب، فكيف تناوئه وليست لك سابقته؟! فقال معاوية: لست أدّعي أني مثله في الفضل، ولكن هل تعلمون أن عثمان قُتل مظلوماً قالوا: نعم، قال: فليدفع لنا قتلته حتى نسلم له هذا الأمر.

وذكر القاضي ابن العربي أن سبب القتال بين أهل الشام وأهل العراق يرجع إلى تباين المواقف بينهما: "فهؤلاء -أي أهل العراق- يدعون إلى علي بالبيعة وتأليف الكلمة على الإمام، وهؤلاء -أي أهل الشام- يدعون إلى التمكين من قتلة عثمان ويقولون: لا نبايع من يؤوي القتلة".

ويقول إمام الحرمين الجويني في "لمع الأدلة" إن معاوية وإن قاتل علياً، فإنه لا ينكر إمامته ولا يدّعيها لنفسه، وإنما كان يطلب قتلة عثمان ظاناً منه أنه مصيب، وكان مخطئاً.

أما شيخ الإسلام ابن تيمية فيقول بأن معاوية لم يدّع الخلافة ولم يبايع له بها حتى قُتل علي،

 فلم يقاتل على أنه خليفة، ولا أنه يستحقها، وكان يقرّ بذلك لم يسأله.

ويورد ابن كثير روايتين في هذا الموضوع: الأولى: عن ابن ديزيل بإسناده إلى أبي الدرداء وأبي أمامة رضي الله عنهما، أنهما دخلا على معاوية فقالا له: يا معاوية! علام تقاتل هذا الرجل؟ فوالله إنه أقدم منك ومن أبيك إسلاماً، وأقرب منك إلى رسول الله صلى الله عليه سلم وأحق بهذا الأمر منك،

 فقال: أقاتله على دم عثمان، وأنه آوى قتلة عثمان، فاذهبا إليه، فقولا: فليقدنا من قتلة عثمان، ثم أنا أول من أبايعه من أهل الشام".

وفي رواية ابن أعثم: "ولكني أقاتله حتى يدفع إليَّ قتلة عثمان، فإذا فعل ذلك كنت أنا رجلاً من المسلمين أدخل فيما دخل فيه الناس".

أما الرواية الثانية فتذكر أن علياً بعث إلى معاوية يدعوه إلى بيعته وأعطاه كتاباً بذلك، فاستشار معاوية عمرو بن العاص ورؤوس أهل الشام، فكان أن أبوا أن يبايعوا حتى يقتل قتلة عثمان أو يسلمهم إليهم.

وروى الحافظ الذهبي عن يعلى بن عبيد عن أبيه أنه قال: قال أبو مسلم الخولاني وجماعة لمعاوية: "أنت تنازع علياً؟ هل أنت مثله؟ فقال: لا، والله إني لأعلم أن علياً أفضل مني وأحق بالأمر، ولكن ألستم تعلمون أن عثمان قُتل مظلوماً، وأنا ابن عمه، وأنا أطلب بدمه؟ فأتوا علياً فقولوا له: فليدفع إليّ قتلة عثمان وأسلم له ...".

ويقول ابن حجر في (الإصابة): "ثم قام معاوية في أهل الشام، وكان أميرها لعثمان ولعمر من قبله، فدعا إلى الطلب بدم عثمان...".

ويقول الهيثمي: "ومن اعتقاد أهل السنة والجماعة أن ما جرى بين معاوية وعلي رضي الله عنهما من الحروب، فلم يكن لمنازعة معاوية لعلي في الخلافة للإجماع على أحقيّتها لعلي... فلم تهج الفتنة بسببها، وإنما هاجت بسبب أن معاوية ومن معه طلبوا من علي تسليم قتلة عثمان إليهم لكون معاوية ابن عمه، فامتنع علي...".

وهكذا تتضافر الروايات وتشير إلى أن معاوية رضي الله عنه خرج للمطالبة بدم عثمان، وأنه صرح بدخوله في طاعة علي رضي الله عنه إذا أقيم الحدّ على قتلة عثمان، ولو افترض أنه اتخذ قضية القصاص والثأر لعثمان ذريعة لقتال علي طمعاً في السلطان، فماذا سيحدث لو تمكن علي من إقامة الحدّ على قتلة عثمان.

حتماً ستكون النتيجة خضوع معاوية لعلي ومبايعته له، لأنه التزم بذلك في موقفه من تلك الفتنة، كما أن كل من حارب معه كانوا يقاتلون على أساس إقامة الحد على قتلة عثمان، على أن معاوية إذا كان يخفي في نفسه شيئاً آخر لم يعلن عنه، سيكون هذا الموقف بالتالي مغامرة، ولا يمكن أن يقدم عليه إذا كان ذا أطماع.

إن معاوية رضي الله عنه كان من كتّاب الوحي، ومن أفاضل الصحابة، وأصدقهم لهجة، وأكثرهم حلماً، فكيف يُعتقد أن يقاتل الخليفة الشرعي ويهرق دماء المسلمين من أجل مُلْك زائل، وهو القائل: "والله لا أخير بين أمرين، بين الله وبين غيره إلا اخترت الله على ما سواه".

 وقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال فيه: « اللهم اجعله هادياً مهدياً واهد به »، وقال: « اللهم علّمه الكتاب وقِه العذاب ».

أما وجه الخطأ في موقفه من مقتل عثمان رضي الله عنه فيظهر في رفضه أن يبايع لعلي رضي الله عنه قبل مبادرته إلى الاقتصاص من قتلة عثمان، بل ويلتمس منه أن يمكّنه منهم، مع العلم أن الطالب للدم لا يصح أن يحكم، بل يدخل في الطاعة، ويرفع دعواه إلى الحاكم، ويطلب الحق عنده.

ويمكن القول إن معاوية رضي الله عنه كان مجتهداً متأولاً يغلب على ظنه أن الحق معه، فقد قام خطيباً في أهل الشام بعد أن جمعهم وذكّرهم أنه ولي عثمان -ابن عمه- وقد قُتل مظلوماً، وقرأ عليهم الآية الكريمة { وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا } [الإسراء:33، ثم قال: أنا أحب أن تعلموني ذات أنفسكم في قتل عثمان، فقام أهل الشام جميعهم وأجابوا إلى الطلب بدم عثمان، وبايعوه على ذلك، وأعطوه العهود والمواثيق على أن يبذلوا أنفسهم وأموالهم حتى يدركوا ثأرهم أو يفني الله أرواحهم.

وهذا الخطأ في التأويل يبرهن عليه ما قاله عمار بن ياسر رضي الله عنه في موقعة صفين، فعن زياد بن الحارث -له صحبة- قال: كنت إلى جنب عمار بن ياسر بصفين، وركبتي تمس ركبته، فقال رجل: كفر أهل الشام، فقال عمار: "لا تقولوا ذلك، نبينا ونبيهم واحد، وقبلتنا وقبلتهم واحدة، ولكنهم قوم مفتونون جاروا عن الحق، علينا أن نقاتلهم حتى يرجعوا إليه".

 (تحقيق مواقف الصحابة في الفتنة، د محمد أمحزون، 2/143-152، وانظر للزيادة: مرويات خلافة معاوية في تاريخ الطبري، للدكتور خالد الغيث، ص 35-40).

قلتُ: ومما يوهن هذا الباطل أن معاوية رضي الله عنه لم يعلن خلافته إلا بعد وفاة علي رضي الله عنه. (انظر: تاريخ خليفة بن خياط ، ص 192).


 استنكار عبد الحسين حديث مسرف كافر غُفِر له

  في(ص173) أورد عبد الحسين حديث:" مسرف كافر غفر له": أخرج مسلم عن مَعْمَرٌ قَالَ: قَالَ لِيَ الزُّهْرِيُّ: ألا أُحَدِّثُكَ بِحَدِيثَيْنِ عَجِيبَيْنِ قَالَ الزُّهْرِيُّ أَخْبَرَنِي حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ(ص) قَالَ: أَسْرَفَ رَجُلٌ عَلَى نَفْسِهِ فَلَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ أَوْصَى بَنِيهِ فَقَال:َ إِذَا أَنَا مُتُّ فَأَحْرِقُونِي ثُمَّ اسْحَقُونِي ثُمَّ اذْرُونِي فِي الرِّيحِ فِي الْبَحْرِ فَوَاللَّهِ لَئِنْ قَدَرَ عَلَيَّ رَبِّي لَيُعَذِّبُنِي عَذَابًا مَا عَذَّبَهُ بِهِ أَحَدً فَفَعَلُوا ذَلِكَ بِهِ فَقَالَ الله للأرْضِ أَدِّي مَا أَخَذْتِ فَإِذَا هُوَ قَائِمٌ فَقَالَ لَهُ: مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ؟ فَقَالَ خَشْيَتُكَ يَا رَبِّ أَوْ قَالَ مَخَافَتُكَ فَغَفَرَ لَهُ بِذَلِكَ .

ذكرنا فيما سبق كيف أن الزانية( الشيعية) قد غفر ذنبها بمجرد أن أوقدت نارأً تحت جدر الحسين !!! ، وذلك الكافر( الكسرى المجوسي) الكافر بالله تعالى وبرسوله، وإنه قد نجا من النار بسبب تمسكه بالولاية !الباطلة . وذلك الشيعي الذي كان يلوط بالصبيان فقد نجا من النار أيضاً بسبب تمسكه بالولاية ! كل ذلك عند عبد الحسين مقبول غير مرفوض، ولكن إذا صدر رواية من أبي هريرة رضي الله عنه أنكر وأخذ يشكك في رواياته .

وإليك هذه الرواية الذي روى إمامك المعصوم قريب مثل هذا الحديث أيضاً .

ففي "الأنوار النعمانية" لنعمة الله الجزائري(4/276 ) قال :" روى الصدوق بإسناده إلى مولانا الامام زين العابدين علي بن الحسين(ع) قال كان في بني اسرائيل رجل ينبش القبور فاعتل جار له فخاف الموت فبعث إلى النباش فقال كيف جواري لك ؟ قال أحسن جوار قال فإن لي إليك جاجة . قال قضيت حاجتك، قا ل فاخرج إليه كفنين فقال أحبّ أن تأخذ أحبهما إليك وإذا دفنت فلا تنبشني ، فامتنع النباش من ذلك وأبى أن يأخذه فقال له الرجل أحب أن تأخذه فلم يزل به حتى أخذ أحبهما إليه ومات الرجل فلما دفن قال النباش هذا قد دفن فما علمه بأني تركت كفنه أو أخذته لأخذنه، فأتى قبره فنبشه فسمع صايحاً يقول ويصيح به لاتفعل ففزع النباش من ذلك فتركه وترك ما كان عليه ، وقال لولده أي أب كنت لكم ؟ قالوا نعم الأب كنت لنا ، قال فإن لي إليكم حاجة قالوا قل ماشئت فانا سنصير إليه ان شاء الله تعالى ، قال فأحب إذا أنا مت أن تأخذوني فتحرقوني بالنار فإذا صرت رمادا فدقوني ثم تعمدوا بي ريحاً عاصفاً فذروا نصفي في البر ونصفي في البحر ، قالوا فلما ما ت فعل به ولده ما أوصاهم به فلما ذرّوه قال الله جل جلاله للبر اجمع ما فيك وقال للبحر اجمع ما فيك فإذا الرجل قائم بين يدي الله تعالى فقال له عز وجل: ما حملك على ما أوصيت به ولدك أن بفعلوه بك ؟ قال حملني على ذلك وعزتك خوفك ، فقال الله جل جلاله فأني سأرضى خصومك وقد أمنت خوفك وغفرت لك .


 استنكار عبد الحسين حديث بأن النبي ﷺ كان جنباً

 في (ص175-176) أورد عبد الحسين أحاديث أخرى مستنكراً على أبي هريرة رضي الله عنه على حد زعمه قال: ( ومن سخافات هذا الرجل قوله :" أُقِيمَتِ الصَّلاةُ وَعُدِّلَتِ الصُّفُوفُ قِيَامًا فَخَرَجَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ (ص) فَلَمَّا قَامَ فِي مُصلاّهُ ذَكَرَ أَنَّهُ جُنُبٌ .

ثم أخذ يصول ويجول يشكك في الحديث قائلاً:( نبرأ إلى الله منه وممن يجيز على رسول الله(ص) الذي كان في جميع أوقاته على طهور وكان الوضوء على الوضوء عنده نوراً على نور وأنبياء الله كافة منزهون عن مضمونه معصومون عما هو دون مما لا يليق بالصديقين وصالحي المؤمنين ) .

قلت: أولاّ : في الحديث فوائد منها:جواز النسيان على الأنبياء في أمر العبادة لأجل التشريع .

ثانياً : قد روى إمامك الذي تعتقد فيه العصمة ! أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلي والحسن والحسين رضي الله عنهم لهم أن يجنبوا في المسجد !

ففي التهذيب عن محمد بن حمران عن أبي عبدالله(ع) قال: سألته عن الجنب يجلس في المسجد ؟ قال: لا، ولكن يمر فيه إلا المسجد الحرام ومسجد المدينة قال: وروى أصحابنا أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: لا ينام في مسجدي أحد ولا يجنب فيه أحد وقال: إن الله أوحى إليّ أن اتخذ مسجداً طهوراً لا يحل لأحد أن يجنب فيه إلاّ أنا وعلي الحسن والحسين .

بل ذكروا أن علياً رضي الله عنه صلّى بالناس وهو على جنابة !!

فعن عبدالرحمن بن العرزمي عن أبيه عن أبي عبدالله(ع) قال صلّى علي(ع) بالناس على غير طهر وكانت الظهر ثم دخل فخرج مناديه أن أميرالمؤمنين (ع) صلّى بالناس على غير طهر فأعيدوا وليبلغ الشاهد الغائب .

فلماذا أيها الجاهل لا تنكر على رواتك الذين يزعمون مثل هذه الخرافات والسخافات ! وهل تتبرا إلى الله منهم ؟

، ولكن التفضيل من جهات آخر لا تحصى ) .


 استنكار عبد الحسين حديث لن يدخل أحداً عمله الجنة إلا برحمة الله

 في(ص (176) وحديثه: لَنْ يُدْخِلَ أَحَدًا عَمَلُهُ الْجَنَّةَ قَالُوا وَلا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَال:َلا ولا أَنَا .

ثم أخذ يصول ويجول كعادته قائلا :( يضرب بهذا الحديث عرض الحائط لمخالفته كتاب الله عزوجل في كثير من آياته ، وحسبك منها: { إن هذا كان لكم جزاء وكان سعيكم مشكورا } .

قلت : قد أثبت جمع من مفسرين الشيعة ومنهم شيخك الطبرسي في تفسيره، والفيض الكاشاني في تفسيره ،وعبد علي الحويزي في تفسيره ، والميرزا محمد المشهدي في تفسيره، وعبد الله شبر في تفسيره وغيرهم نقلاً عن مجمع البيان: في قوله الله تعالى:

{ مَن يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ} [ الأنعام /16].

قال المجلسي في شرح تفسير هذه الآية ما نصه:( ويحتمل أن يكون معنى الآية أنه لا يصرف العذاب عند أحد إلابرحمة الله كما روي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم : والذي نفسي بيده ما من الناس أحد يدخل الجنة بعمله قالوا: ولا أنت يا رسول الله قال: ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته منه وفضل ...) .

فما رأيك أيها المؤلف بالذين أثبتوا هذا الحديث وهم علمائك ؟!


 استنكار عبد الحسين حديث أن النبي ﷺ كان يرعى الغنم

 في(ص176) قال عبد الحسين وحديثه:في أنه مَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِيًّ إِلا رَعَى الْغَنَمَ .

ثم أخذ يصول ويجول كعادته قائلا :( وهذا في البعد إلى حد السقوط ) .

قلت: إن كان هذا الحديث في البعد إلى حد السقوط كما تتدعي ، فمعنى هذا " أيها الجاهل " إنك تتهم إمامك المعصوم وثقة إسلامك بذلك !

ففي " البحار"( 6/226 رواية28)نقلاً عن الكافي: باسناده عن جابر: قال أبو جعفر(ع): قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : إني كنت انظر إلى الإبل والغنم وأنا أرعاها وليس من نبي إلا وقد رعى الغنم ... الحديث .

وقال الباقر(ع) :قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : إني كنت أنظر إلى الإبل والغنم وأنا أرعها وليس من نبي إلاّ وقد رعى الغنم وكنت أنظر إليها قبل النبوة... .

فلم كل هذا الهجوم والطعن في أحاديث أبي هريرة رضي الله عنه، وقد رواه أهل البيت ؟!


 استنكار عبد الحسين حديث ختن إبراهيم عليه السلام بالقدوم بعد الثمانين

 في(ص 177) قال عبد الحسين: ومثله حديثه: في أن إِبْرَاهِيمُ (ع) قد وَاخْتَتَنَ بِالْقَدُومِ بَعْدَ ثَمَانِينَ سَنَةً من عمره .

قلت: الجواب من وجهين:

أولاً: قال الملهب: ليس اختنان إبراهيم عليه السلام بعد ثمانين مما يوجب عليها مثل فعله، إذ عامة من يموت من الناس لا يبلغ الثمانين، وإنما اختتن وقت أوحى الله إليه بذلك وأمره به .

والثاني: و هذا الحديث رواه إمامك المعصوم .

ففي "قصص الأنبياء " لنعمة الله الجزائري (ص 113 ): باسناد عن الكاظم (ع) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أول من قاتل في سبيل الله ابراهيم الخليل (ع) حيث أسرت الروم ولوطا (ع) فنفر ابراهيم (ع) واستنقذه من أيدهم ، وأول من اختتن ابراهيم بالقدوم على رأس ثمانين سنة .

فلماذا هذا الإنكار على أبي هريرة رضي الله عنه ؟!


 استنكارعبد الحسين حديث عُمْر آدم عليه السلام

 في(ص 177 قال عبد الحسين وحديثه: إذ خلق الله آدم فمسح ظهره فسقط من ظهره كل نسمة هو خالقها الى يوم القيامة أمثال الذر ثم جعل بين عيني كل إنسان منهم وبيصاً - أي بريقاً - من نور ثم عرضهم على آدم فقال آدم فقال آدم من هؤلاء يا رب؟ قال: ذريتك فرأى آدم رجلا أعجبه وبيص ما بي عينيه فقال يارب؟ من هذا؟ قال هذا ابنك داود،قال آدم: كم جعلت له من العمر ؟ قال: ستين سنة ، قال: يا رب زده من عمري أربعين سنة حتى يكون عمره مائة سنة ، فقال الله عزوجل : إذن يكتب ويختم فلا يبدل فلما انقضى عمر آدم جاءه ملك الموت لقبض روحه قال آدم : أو لم يبق من عمري أربعون سنة قال له ملك الموت أولم تجعلها لابنك داود ؟ قال فجحد فجحدت ذريته! -الحديث- .

قلت: هذا الحديث قد رواه إمامك المعصوم الذي وافق أبو هريرة رضي الله عنه أيضاً.

ففي تفسير العياشي في حديث طويل - عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر(ع) قال إن الله تبارك وتعالى: فمسح على ظهر آدم ثم صرخ بذريته وهم ذر قال فخرجوا كما يخرج النحل من كورها فاجتمعوا فقال يا آدم هؤلاء ذريتك أخرجتهم من ظهرك لآخذ عليهم الميثاق -إلى أن قال - قال أبو جعفر (ع) ثم عرض الله على آدم أسماء الأنبياء وأعمارهم . قال فمر آدم باسم داود النبي (ع) فاذا عمره أربعون سنة فقال يا رب ما أقل عمر داود وأكثر عمري ؟! يارب إن أنا زدت داود من عمري ثلاثين سنة فانفذ ذلك له وأثبتها له عندك وأطرحها من عمري ، قال ثبت الله لداود من عمره ثلاثين سنة ولم يكن له عند الله مثبتا ومحى من عمر آدم ثلاثين سنة وكانت له عندالله مثبتا فقال أبوجعفر (ع) فذلك قولى: { يَمْحُو اللهُ مَا يَشَآءُ يُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَبِ} قال: يمحو الله ماكان عنده مثبتا لآدم وأثبته لداود ما لم يكن عنده مثبتا قال فلما دنى عمر آدم هبط عليه ملك الموت ليقبض روحه ، فقال له آدم يا ملك الموت قد بقى من عمري ثلاثون سنة ، وقال له ملك الموت ألم تجعلها لابنك داود النبي واطرحتها من عمرك حيث عرض الله عليك أسماء الأنبياء من ذريتك وعرض عليك أعمارهم وأنت يومئذ بوادي الروحاء ؟ فقال آدم يا ملك الموت ما أذكر هذا ، فقال له ملك الموت يا آدم لا تجهل ألم تسأل الله أن أثبتها لداود ويمحوها من عمرك فاثبتها لداود في الزبور ومحاها من عمرك من الذكر ؟ قال فقال آدم فاحذر الكتاب حتى أعلم ذلك قال أبوجعفر (ع) وكان آدم صادقاً لم يذكر ولم يجهل جود الألفاظ قال أبوجعفر (ع) فمن ذلك اليوم أمر الله العباد أن يكتبوا بينهم إذا تداينوا وتعاملوا إلى أجل مسمى لنسيان آدم وجحود ما جعل على نفسه .

قال المجلسي في "البحار"(14/10):( أقول قد مضت الأخبار في ذلك في أبواب قصص آدم عليه السلام وفي بعضها أنه زاد في عمر داود عليه ستين سنة تمام المائة ، وهو أوفق بسائر الأخبار، والله أعلم ) .


  استنكار واستغراب عبد الحسين حديث احتجاج آدم و موسى

 في(ص177) قال: ومثله حديثه:" عن آدم وموسى مثلهما يتحاجان".

ثم كعادته أخذ يشكك في الحديث النبوي قائلاً:( على كيفية تدل أنهما كانا من القدرية، وقدى ظهرفيها آدم على موسى فحجه إلى كثير مما لا يليق بالأنبياء ،و يجب تنزيههم عنه ) .

وإليك أيها القارئ تمام هذا الحديث الذي أخرجه البخاري عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِالرَّحْمَنِ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم : احْتَجَّ آدَمُ وَمُوسَى فَقَالَ لَهُ مُوسَى أَنْتَ آدَمُ الَّذِي أَخْرَجَتْكَ خَطِيئَتُكَ مِنَ الْجَنَّةِ فَقَالَ لَهُ آدَمُ أَنْتَ مُوسَى الَّذِي اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِرِسَالاتِهِ وَبِكَلامِهِ ثُمَّ تَلُومُنِي عَلَى أَمْرٍ قُدِّرَ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ أُخْلَقَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى مَرَّتَيْنِ .

قلت: روى هذا الحديث أئمة أهل البيت رضي الله عنهم .

ففي تفسير القمي بإسناده عن ابن عمير عن ابن مسكان عن أبي عبدالله(ع) قال: أن موسى (ع) سأل ربه أن يجمع بينه وبين آدم (ع) فجمع ، فقال له موسى : يا أبت ألم يخلقك الله بيده ، ونفخ فيك من روحه ، وأسجد لك ملائكته ،وأمرك أن لا تأكل من الشجرة ؟ فلم عصيته ؟ قال : يا موسى بكم وجدت خطيئتي قبل خلقي في التوراة ؟ قال : بثلاثين سنة ، قال : فهو ذلك ، قال الامام الصادق(ع) فحج آدم موسى (ع) .

وقال المجلسي في بيان الحديث ما لفظه:( وجدان الخطيئة قبل الخلق إما في عالم الأرواح بأن يكون روح موسى (ع) اطلع على ذلك في اللوح ، أو أنه وجد في التوراة أن تقدير خطيئة آدم (ع) كان قبل خلقه بثلاثين سنة ، ويدل على الأخير ما سيأتي في خبر مسعدة ، وقوله (ع):( فحجّ) أي غلب عليه في الحجة وهذا يرجع الى القضاء القدر ) .

وقال عبد الصاحب في كتابه الأنبياء (ص 28-29) في تعليقه على هذه الرواية ما نصه: ( والذي يفهم من جواب موسى لآدم (ع) من أن الخطيئة كائنة ومقدرة من قبل خلق آدم ومن عالم الذر ، قلت خلق الأرواح قبل وجوده بألفي عام وهي المسئلة التي هي معركة الآراء وقد هلك فيها ناس كثير لسوء فهمهم وتأملهم وعدم تعقلهم الحقيقة فيها ،وهي مسألة قضاء الله وقدره لمخلوقه قبل وجوده ).

فماذا يقول عبد الحسين ما رواه إمامه وما أثبته مشائخه في شرح الحديث؟ !!


 استغراب عبد الحسين حديث مشي العلاء الحضرمي على البحر مع جنوده

 في (ص 178) قال عبد الحسين:( وما أكثر حديثه في خوارق النواميس الطبيعية، وحسبك منها( مضافاً إلى ما سمعته آنفا - حديثان نجعلها خاتمة هذا الفصل.

أحدهما: حديثه إذ كان - فيما زعم- مع العلا بن الحضرمي لما بعث في أربعة آلاف إلى البحرين فانطلقوا حتى أتوا على خليج من البحر ما خاضه قبلهم أحد ولا يخوضه بعدهم أحد !) .

قال أبو هريرة: أخد العلا بعنان فرسه فسار على وجه الماء وسار الجيش وراءه قال: فوالله ما ابتل لنا قدم ولا خف ولا حافر ؟؟ الحديث ) .

قلت: وهذا الحديث موضوع باتفاق أهل العلم، ولا يحتج به عند المحدّثين .

بل أراد عبد الحسين أن يشفي غليله من أحاديث أبي هريرة رضي الله عنه سواء اًكانت أحاديث صحيحة أو ضعفية أو موضوعة ...

وإن كنت تريد خوارق النواميس الطبيعية وما أكثر ما ادعيتم لأئمتكم،وأنهم أفضل من الأنبياء والملائكة !!

وإليك ما رواه علمائك في ذلك، لقد ألف أحدهم ويُدعى "هاشم البحراني" كتاباً مستقلاً في معاجز الأئمة الاثنى عشر ! وسمّاه " مدينة معاجز"!!

وذكر هاشم البحراني في كتابه المذكور(1/430 رواية 290): الباب السبعون ومائة " اليهودي الذي عبر الماء على مرطة باسم أمير المؤمنين(ع) ونظر(ع) إلى الماء فجمد !!

البرسي: قال: روى صاحب عيون أخبار الرضا(ع) قال: إن أمير المؤمنين(ع) مرّ في طريق فسايره خيبريُّ فمرّ بوادٍ قد سال، فركب الخيبري مربطة، وعبر على الماء!!، ثم نادى أمير المؤمنين(ع): يا هذا لو عرفت ما عرفت لجزت كما جزت، فقال له أمير المؤمنين (ع) مكانك، ثم أومأ بيده إلى الماء فجمد!! ومرّ عليه فلما رأي الخيبري ذلك

أكب على قدميه وقال له: يا فتى ما قلت حتى حوّلت الماء حجراً ؟!! فقال له أمير المؤمنين (ع) : فما قلت أنت حتى عبرت على الماء ؟!! فقال الخيبري: أنا دعوت الله باسم العظيم .... .

وفي (2/11 رواية 356): " ارتفاعه (ع)- أي الإمام - في الهواء " !!

البرسي: قال: روى صاحب المنتخب أن علياً(ع) مرّ إلى حصن ذات السلاسل، فدعا بسيفه ودرقته، وترك الترس تحت قدميه والسيف تحت ركبته، ثم ارتفع في الهواء! ثم نزل على الحائط وضرب السلاسل ضربة .... .

وفي (ص 11-12 رواية 357) " اتباعه (ع) الطير الذي أخذ خفّه " !!

فعن أبي جميلة، عن أبي عبد الله(ع) قال: نزع علي(ع) خفّه بليلٍ ليتوضأ، فبعث الله طائراً فأخذ أحد الخفّين فجعل علي (ع) يتبع الطير وهو يطير!! حتى أضاء له الصبح ثم ألقى الخفّ ...

وفي (5/10 رواية 1422): " صنع فيلاً من طين فركبه(ع) فطار به إلى مكّة ".

قال: حدثنا شاذان بن عمر قال: حدثنا مرة بن قبيصة بن عبد الحميد قال: قال لي جابر بن يزيد الجعفي: رأيت مولاي الباقر(ع) وقد صنع فيلاً من طين فركبه وطار في الهواء حتى ذهب إلى مكة ورجع عليه، فلم أصدق ذلك منه حتى رأيت الباقر(ع) فقلت له : أخبرني جابر عنك بكذا وكذا ؟ فصنع فركب وحملني معه إلى مكة وردّني.

وفي(6/158 رواية 1916):" إخراج الفارسين من حافّة بحرٍ من تحت الأرض"

فعن أبي بصير، قالك كنت عند أبي عبد الله(ع) وعنده رجل من أهل خراسان، وهو يكلّمه بكلام لم أفهمه، ثم رجعا إلى شيئ فهمته، فسمعت أبا عبد الله(ع) يقول، وركض أبو عبد الله(ع) رجله الأرض، فإذا بحر تحت الأرض، على حافته فارسان قد وضعا أذقانها على قرابيس سروجها . فقال أبو عبد الله(ع) هؤلاء من أنصار القائم .

(ص 159-160 رواية 1917 ) " خبر انفلاق البحر " .

فعن داود الرقّي، قال: جاء إلى أبي عبد الله(ع) فقال له: ما بلغ من علمكم؟ قال: ما بلغ من سؤالكم - إلى أن قال- فأخذ بيد الرجل ، ثم انطلق حتى أتى شاطئ البحر، فقال: أيها العبد المطيع لربّه أظهر ما فيك فانفلق البحرعن آخر ما فيه وظهر ماء أشدّ بياضاً من اللبن، وأحلى من العسل،وأطيب رائحة من المسك ...قال: ثم رفع رأسه فرأى في الهواء خيلاً مسرّجة ملجمة ولها أجنحة، فقلت: يا با عبد الله، ما هذه الخيل ؟ فقال: هذه خيل القائم !!

و(ص201 رواية 1945):" صعوده (ع) إلى السماء، و نزوله بالحربة "

فعن إبراهيم بن الأسود، قال: رأيت موسى بن جعفر(ع) صعد إلى السماء ونزل ومعه حربة من نور ...

وفي (3/232 رواية 851) " علوّه (ع) في الهواء وغيبوبته في السماء "

وعن جابر قال: رأيت الحسن بن علي وقد علا في الهواء وغاب في السماء فأقام بها ثلاثاً ثم نزل بعد الثلاث وعليه السكينة والوقار ...

وفي(5/513 رواية 1029):" أنه (ع) اُعطي ما اُعطي النبيّون من إحياء الموتى وإبراء الأكمة والأبرص والمشي على الماء " !!!

" ارتفع الإمام إلى السماء حتى سدّ الإفق "

وفي كتاب" حياة الإمام العسكري" (ص361): - قال الراوي- حدّث نفسه أن يرى برهاناً من الإمام العسكري، فإذا الإمام إرتفع نحو السماء حتى سدّ الأفق!!

ونكتفي أمثال هذه المعاجز المزعومة التي لا معنى لها .

وما أكثر حديث الأئمة!! في (خوارق النواميس الطبيعية ) ؟‍‍!! فلماذا لم ينكر المؤلف هذه الأحاديث المزعومة كما أنكر على أحاديث أبي هريرة رضي الله عنه ؟


 استنكار عبد الحسين حديث النهي عن المشي بالخف الواحد

 في (ص197) قال عبد الحسين: ومنها: أنه روى حديثاً في النهي عن المشي بالمخف الواحد فبلغ عائشة ذلك فمشت بخف واحد وقالت لأخالفنّ أبا هريرة.

قلت: فإن هذا الحديث أيضاً احتج به النظام ليطعن في أبي هريرة ، وردّ ابن قتيبة عليه افتراءه . وقد ذكر أبو القاسم البلخي هذا الحديث عن عائشة رضي الله عنها : أنها دخلت في خفها حسكة فمشت في خف واحدة وقالت : لأحنّثن أبا هريرة . . إنه يقول لا يمشي في نعل واحدة ولا خف واحدة .

ثم إن أبا هريرة لم ينفرد بالحديث . فقد روى هذا الحديث أئمة أهل البيت رضي الله عنهم .

ففي" البحار" ( 76/328 - 329 باب جوامع مناهي النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومتفرقاتها): بإسناده عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن أميرالمؤمنين(ع) نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الأكل عن الجنابة - إلى أن قال - ونهى أن يمشي الرجل في فرد نعل أو يتنعّل وهو قائم ..

وفي(80/191 كتاب الطهارة باب آداب الخلاء) عن أبي بصير عن الباقر(ع) قال: لا تشرب وأنت قائم .... ولا تمش في نعل واحدة فإن الشيطان أسرع ما يكون إلى الإنسان إلى بعض هذه الأحوال ..."

فما رأي عبد الحسين في هذه الروايات التي وردت من طريق أهل البيت رضي الله عنهم ؟!


  استنكار عبد الحسين حديث إنما الطيرة في المرأة والدابّة

 في (ص 197) قال عبد الحسين : ومنها: أن رجلين دخلا على عائشة فقالا: أن أبا هريرة يحدث عن رسول الله(ص) أنه قال: إنما الطيرة في المرأة والدابة فطارت عائشة شغفاً ثم قال:كذب والذي أنزل القرآن على أبي القاسم من حدث بهذا عن رسول الله(ص) ؟ الحديث .

قلت: لماذا يستغرب عبد الحسين ما يرويه أبو هريرة رضي الله عنه ؟! ولا يستغرب ولا يتعجب ما يرويه الأئمة تلك الأحاديث الموافقة والمتفقة لأحاديث أبي هريرة رضي الله عنه ؟ !!

ولماذا هذا الإنكار من عبد الحسين لأبي هريرة رضي الله عنه ولا ينكر على أئمته ؟ !!

فعن خالد بن نجيح عن أبي عبدالله(ع) قال: تذاكروا الشؤم عنده، فقال: الشؤم في ثلاثة : في المرأة والدابة الدار ، فأما شؤم المرأة فكثرة مهرها وعقوق زوجها ، أما الدابة فسوء خلقها ومنعها ظهرها ، وأما الدار فضيق ساحتها وشر جيرانها وكثرة عيوبها .


  استنكار عبد الحسين حديث إذا استيقظ أحداً من النوم فليغسل يده

 في (ص 197) قال عبد الحسين : ومنها: أنه روى عن النبي(ص) أنه قال: متى استيقظ أحدكم من نومه فليغسل يده قبل أن يضعها في الإناء فإن أحدكم لا يدري أين باتت يده ؟ فانكرت عائشة عليه فلم تأخذ به وقالت: كيف نصنع بالمهراس .

قلت : وهذا الحديث رواه قومك ، فقد أخرج فخرك المجلسي في "بحاره" (80/333 ): فقد عقد في كتاب الطهارة باباً سماه " سنن الوضوء وآدابه " أثبت فيه هذا الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه الذي أنكرته يا مفتري !!

وأيضاً لم ينفرد أبا هريرة بهذا الحديث ، بل رواه ووافقه أئمة أهل البيت رضي الله عنهم !

وفي " البحار"( 80/333- كتاب الطهارة باب سنن الوضوء وآدابه):

عن أبي بصير عن عبد الكريم بن عتبة قال: سألته عن رجل يستيقظ من نومه ولم يبل يدخل يده في الإناء قبل أن يغسلها قال: لا ، لأنه لا يدري أين باتت يده فيغسلها.


 استنكار عبد الحسين حديث من صاحب الكلب انتقص أجره كل يوم قيراط

 في (ص 198): قال عبد الحسين: ومنها: "ومثله ما في صحيح مسلم أيضاً عن أبي هريرة مرفوعاً : من اتخذكلباً الا كلب ماشية أو صيد أو زرع انتقص من أجره كل يوم قيراط ، فذكر لابن عمر قول أبي هريرة هذا فقال: يرحم الله أبا هريرة كان صاحب زرع - يتهمه يزيادة كلب الزرع ايثاراً لمصلحته - وقد اتهمه بهذا أيضاً سالم بن عبدالله بن عمر في حديث اخرجه مسلم أيضاً ".

قلت : ويكفي أن نختصر على أباطيل عبد الحسين وتدليساته حول روايات أبو هريرة رضي الله عنه ، نذكر روايات أهل البيت الصادقين الذي يثق فيهم ولا يشك في كذبهم!!

ففي " الكافي"( 6/552- باب الكلاب): فعن زرارة عن أبي عبد الله(ع) قال: ما من أحد يتخذ كلباً إلا نقص في كل يوم من عمل صاحبه قيراط .

وفي "عوالي اللئالي"(1/ 143- 144 ): قال : من اقتنى كلباً إلاضارباً، أوكلب زرع نقص من أجره كل يوم قيراطان .

فما رأي عبد الحسين في أحاديث أئمته ولعله اقتنع ؟!!


 استنكار عبد الحسين حديث من اتبع جنازة فله من الأجر قيراط

 في (ص 199) قال عبد الحسين: ومنها: أن ابن عمر سمعه يحدث:" بأن من اتبع جنازة فله قيراط من الأجر" فقال أكثر علينا أبو هريرة ولم يصدقه حتى بعث إلى عائشة يسألها عن ذلك فروت له فصدّق حينئذ والحديث في هذا ثابت .

قلت: لا أدري هل عبد الحسين بالفعل يجهل أحاديث أهل البيت ؟! أم يريد الطعن والتشكيك في راوية الاسلام أبو هريرة رضي الله عنه ، ويزرع الحقد والبغض في قلوب المؤمنين ؟ لماذا الإنكار على أبي هريرة وأئمة أهل البيت قد رووا هذا الحديث ؟!!

ففي " فروع الكافي" (3/173 ): عن أبي بصير قال: سمعت أبا جعفر(ع) يقول: من مشى مع جنازة حتى يصلّى عليها ثم رجع كان له قيراط من الأجر، فإذا مشى معها حتى تدفن كان له قيراطان ،والقيراط مثل جبل أحد .

وفي(3/173 ) عن الاصبغ بن نباته قال: قال أميرالمؤمنين (ع) :من تبع جنازة كتب الله من الأجر له أربع قراريط: قيراط باتباعه ،وقيراط للصلاة عليها ، وقيرطا بالانتظار حتى يفرغ من دفنها ،وقيراط للتعزية


 استنكار عبد الحسين حديث من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه

 في (ص 199) قال عبد الحسين كعادته ما نصه: " وكذلك فعل عامر بن شريح بن هاني إذ سمع أبا هريرة يحدث: بأن من أحب القاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه " فلم يصدق أبا هريرة بذلك حتى سأل عائشة فرته له وفاهمته المرادى منه والحديث في ذلك ثابت أيضاً .

قال عبد الحسين في تعليقه ما نصه:( ولو أردنا استقصاء الموارد التي ردّ فيها السلف حديث أبي هريرة وأنكروا فيها عليه لطال بنا الكلام، وهذا القدر كاف لما أردناه والحمد لله ) .

قلت: الحمد الله الذي وفقني لتخريج كتابي هذا المتواضع والذي كتبته بعجالة شديدة ، رغم إني حذفت كثيراً من الشروح وغير ذلك عندما رأيت أن الكتاب أخذ يزداد و يطول ، فاضطررت إلى إختصاره ، وعلى كل حال فقد فصّلنا وبيّنا بالأدلة والبراهين من أقوال الصادقين أهل البيت رضي الله عنهم حسب زعمهم ، فكان هدفي هو الاستدلال من رواياتهم.

وأما قول عبد الحسين:( ولو أردنا استقصاء الموارد التي ردّ فيها السلف حديث أبي هريرة وأنكروا فيها عليه لطال بنا الكلام ... ).

أقول: هذه الاتهامات الصادرة من عبد الحسين لأبي هريرة رضي الله عنه كلّها باطلة لا أساس لها من الصحة من أولها إلى آخرها ، لأن الروايات التي اسردناها كلّها موافقة لروايات أهل البيت رضي الله عنهم ، وكما أن علمائكم استشهدوا واستدلوا بها وأثبتوها في مصادرهم .

أقول: وقد ورد هذا الحديث في أصح وأحسن كتاب وهو " الكافي " كما ادعيت في مراجعاتك (ص390): ( وأحسن ما جمع منها - أي من الأصول الأربعمائة - الكتب الأربعة التي هي مرجع الإمامية في أصولهم وفروعهم من الصدر الأول إلى هذا الزمان وهي : الكافي .... وهي متواترة ومضامينها مقطوع بصحتها والكافي أقدمها وأعظمها وأحسنها وأتقنها ...) .

فعن عبد الصمد بن بشير، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله(ع) قال: قلت: أصلحك الله من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن أبغض لقاء الله أبغض الله لقاءه؟ قال: نعم. قلت: فوالله إنا لنكره الموت، فقال: ليس ذلك حيث تذهب إنما ذلك عند المعاينة إذا رأى ما يحب فليس شيئ أحب إليه من أن يتقدم والله تعالى يحب لقاءه وهو يحب لقاء الله حينئذ وإذا رأى ما يكره فليس شيئ أبغض إليه من لقاء الله والله يبغض لقاءه .

وكذلك روي عن الإمام السجاد رحمه الله تعالى هذا الحديث: "هذا ما ورد من قوله عزوجل من أحب لقاء الله أحب الله لقائه، ومن كره لقاء الله كره الله لقائه ، لأن هذا كما جاء في الروايات إنما هو حال الموت ...) .

وما بعد الحق إلا الضلال .


  أن الرسول صلى الله عليه وسلم يتساهل في حدود الله

قال في كتابه فسئلوا أهل الذكر (ص272)تحت عنوان النبي ! يتنازل في أحكام الله حسبما يريد قال : عن أبي هريرة قال: بينما نحن جلوس عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذ جاءه رجل فقال يا رسول الله هلكت قال: ما لك قال: وقعت على امرأتي وأنا صائم فقال صلى الله عليه وآله وسلم :هل تجد رقبة تعتقها قال: لا قال: فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين قال: لا فقال: فهل تجد إطعام ستين مسكيناً قال: لا قال فمكث النبي صلى الله عليه وآله وسلم فبينا نحن على ذلك أتي النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعرق فيها تمر والعرق المكتل قال أين السائل فقال: أنا قال خذها فتصدق به فقال: الرجل أعلى أفقر مني يا رسول الله فوالله ما بين لابتيها يريد الحرتين أهل بيت أفقر من أهل بيتي فضحك النبي حتى بدت أنيابه ثم قال أطعمه أهلك .

ثم علق التجاني قائلاً: ( أنظر كيف تصبح أحكام الله وحدود الله التي رسمها لعباده من تحرير رقبة على الموسرين والذين لا يقدرون على تحرير رقبة فما عليهم إلا اطعام ستين مسكيناً وإذا تعذر وكان فقيراً فما عليه إلا بالصوم وهو كفّارة الفقراء الذين لا يجدون أموالا كافية لتحرير أو لإطعام المساكين ولكن هذه الرواية تتعدى حدود الله التي رسمها لعباده ويكفي أن يقول هذا الجاني كلمة يضحك لها الرسول حتى تبدو أنيابه فيتساهل في حكم الله ويبيح له أن يأخذ الصدقة لأهل بيته، وهل هناك أكبر من هذه الفرية على الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم فيصبح الجاني مجازا على ذنبه الذي تعمده بدلا من العقوبة وهل هناك تشجيعاً أكبر من هذا لأهل المعاصي والفسقة الذين سيتشبثون بمثل هذه الروايات المكذوبة ويرقصون لها، وبمثل هذه الرويات أصبح دين الله وأحكامه لعباً وهزؤا وأصبح الزاني يفتخر بارتكابه الفاحشة ويتغنى باسم الزاني في الأعراس والمحافل كما أصبح المفطر في شهر الصيام يتحدى الصائمين ).

قلت :لا أدري كيف اهتدى هذا الدكتور إلى مذهب جديد وهو الشيعة !! ولا يعلم أن هذا الحديث يرويه أئمته الذين يعتقد فيهم العصمة؟

فسوف أخرج لك تلك الروايات الثابتة من طرق علي والباقر والصادق من بطون كتب الحديث و مذهبك الجديد .

ففي" البحار"( 96/282رواية 13 -كتاب الصوم باب ما يوجب الكفارة وأحكامها -): روينا عن علي (ع) أنه قال : أتى رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في شهر رمضان فقال: يا رسول الله إني قد هلكت، قال: وما ذاك؟ قال: باشرت أهلي فغلبتني شهوتي حتى وصلت قال: هل تجد عتقاً ؟ قال: لا والله، وما ملكت مملوكا قط قال: فصم شهرين قال: والله ما أطيق عليّ الصوم قال: فانطلق فاطعم ستين مسكينا قال: والله ما أقوى عليه قال: فأمر له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بخمسة عشر صاعاً وقال: اذهب فاطعم ستين مسكيناً لكل مسكين مدّ، قال: يا رسول الله والذي بعثك ما بين لابتيها من بيت أحوج منّا، قال: فانطلق فكله أنت وأهلك .

وفي (ص96/279رواية 2): عن عبد المؤمن الأنصاري عن أبي جعفر(ع) قال: إن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: هلكت هلكت، فقال: وما أهلكك؟ قال: أتيت امرأتي في شهر رمضان وأنا صائم فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم أعتق رقبة فقال: لا أجد قال: فصم شهرين متتابعين فقال: لا أطيق فقال: تصدق على ستين مسكيناً قال: لا أجد قال: فأتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعرق أو مكتل فيه خمسة عشر صاعا من تمر فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : خذها وتصدق بها فقال: والذي بعثك بالحق بينا ما بين لابتيها أهل بيت أحوج إليه منا فقال: خذه وكله أنت وأهلك فإنه كفّارة لك .

وفي(ص281 رواية 9):عن جميل بن دراج عن أبي عبدالله (ع) أنه سئل عن رجل أفطر يوما من شهر رمضان متعمداً فقال : إن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال : هلكت يا رسول الله ! فقال : ومالك ؟ فقال : النار يا رسول الله فقال: وما لك؟ فقال: إني وقعت بأهلي في رمضان قال: تصدق واستغفر الله فقال الرجل: فوالذي عظم حقك .

وقال ابن أبي عمير: فوالذي بعثك بالحق - ما تركت في البيت شيئاً قليلا ولا كثيراً

قال: فدخل رجل من الناس بمكتل تمر فيه عشرون صاعا يكون عشرة أصوع بصاعنا هذا هنا فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خذ هذا التمر فتصدق فقال: يا رسول الله على من أتصدق به وقد أخبرتك أنه ليس في بيتي قليل ولا كثير فقال: خذه واطعمه عيالك واستغفر الله .

فلماذا لا تنكر على المعصومين ! وتسألهم: “كيف تصبح أحكام الله وحدود الله التي رسمها لعباده من تحرير رقبة على الموسرين والذين لا يقدرون على تحرير رقبة فما عليهم إلا اطعام ستين مسكيناً ...” ، أيها المدلس المفترى .

ولماذا لا تنكر عليهم حينما يفترون على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما يفتري أبو هريرة حسب ادعائك يا دكتور ؟!

هكذا اتضح للقارئ مدى جهل و مفتريات التيجاني بمذهبه الجديد!!

وقد يئس هذا ( الضال)!! أن يأتي بشيئ جديد، وقد حاول هو الآخر أن يشكك ويطعن في صحيح البخاري ومسلم في بعض أحاديث ، سواءاً كان الرواي أبو هريرة أو غيره من الصحابة . ويريدون أن يقولون لأهل السنة بأن مذهبكم باطل ومذهب أهل البيت هو الحق، هذا هو مرادهم وقصدهم . ولكن تبين أن ما رواه أبو هريرة هو ما رواه أهل البيت !! فتبين أنكم على خلاف ذلك.


  استنكار التيجاني حديث تخفيف خمسين صلاة إلى خمس صلوات

 من مفتريات هذا الدكتور المفتري!! أنه أخذ يشكك وينكر ويطعن في أصح حديث والمتفق عليه بين الفريقين ، وهو حديث تخفيف خمسين صلاة إلى خمس صلوات .

و إليك أيها القارئ ما قاله هذا الدكتور المهتدي!!! عن هذا الحديث ما نصه:

( وأخرج البخاري في صحيحه قصة عجيبة وغريبة تحكي معراج النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولقاءه مع ربه ، وفيها يقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، ثم فرضت عليّ خمسون صلاة فأقبلت حتى جئت موسى ، فقال: ما صنعت؟ قلت: فرضت عليّ خمسون صلاة . قال: أنا أعلم بالناس منك عالجت بني اسرائيل أشد المعالجة وإن أمتك لا تطيق، فارجع إلى ربك فسله،

فرجعت فسألته فجعلها أربعين ، ثم مثله، ثم ثلاثين ثم مثله فجعل عشرين، ثم مثله فجعل عشراً، فأتيت موسى فقال: مثله فجعلها خمساً، فأتيت موسى فقال: ما صنعت؟ قلت جعلها خمساً فقال مثله، قلت فسلمت فنودي إني قد أمضيت فريضتي وخففت عن عبادي وأجزي الحسنة عشراً .

وفي رواية أخرى نقلها البخاري أيضاً، وبعد مراجعة محمد ربه عديد المرات وبعد فرض الخمس صلوات، طلب موسى من محمد أن يراجع ربه للتخفيف لأن أمته لا تطيق حتى الخمس صلوات ، ولكن محمد أجابه: قد استحييت من ربي .

نعم اقرأ وأعجب من هذه العقائد التي يقول بها علماء السنة والجماعة، ومع ذلك فهم يشنعون على الشيعة أتباع أئمة أهل البيت في القول بالبداء .

وهم في هذه القصة يعتقدون بأن الله سبحانه فرض على محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأمته خمسين صلاة، ثم بدا له بعد مراجعة محمد إياه أن يجعلها أربعين،ثم بدا له بعد مراجعة ثانية أن جعلها ثلاثين، ثم بدا له بعد مراجعة ثالثة أن جعلها عشرين ثم بدا له بعد مراجعة رابعة أن جعلها عشراً، ثم بدا له بعد مراجعة خامسة أن جعلها خمساً.

ومن يدري لولا استحياء محمد من ربه لجعلها واحدة، أو لأسقطها تماماً .

استغفر الله العلي العظيم من هذا القول الشنيع! ولست أشنع عليهم من أجل القول بالبداء ...) .

و يواصل التيجاني قائلاً:( ولكن تشنيعي أنا لهذه القصة بالذات وهي - مساومة محمد صلى الله عليه وآله وسلم ربه في فرض الصلوات - لما فيها من نسبة الجهل إلى الله عزوجل ومن انتقاص لشخصية أعظم إنسان عرفه تاريخ البشرية، وهو نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم إذ تقول الرواية بأن موسى قال لمحمد: أنا أعلم بالناس منك. وتجعل هذا الرواية الفضل والمزية لموسى الذي لولاه لما خفف الله عن أمة محمد .

ولست أدري كيف يعلم موسى بأن أمة محمد لا تطيق حتى خمس صلوات في حين أن الله لا يعلم ذلك ويكلف عباده بما لا يطيقون فيفرض عليهم خمسين صلاة؟!

وهل تتصوّر معي أخي القارئ كيف تكون خمسين صلاة في اليوم الواحد فلا شغل ولا عمل ، ولا دراسة ولا طلب الرزق ولا سعي ولا مسئوولية، فيصبح الإنسان كالملائكة مكلف بالصلاة والعبادة، وما عليك إلا بعملية حسابية بسيطة لتعرف عدم صحة هذه الرواية ، فإذا ضربت عشر دقائق - وهو الوقت المعقول لإداء فريضة واحدة للصلاة الجماعة- في الخمسين فسيكون الوقت المفروض بمقدار عشر ساعات، وماعليك إلا بالصبر، أو أنك ترفض هذا الدين الذي يكلف أتباعه فوق ما يتحملون ويفرض عليهم ما لا يطيقون، ولعل أهل الكتاب من يهود ونصارى عذرهم مقبول في التمرد على موسى وعيسى ولكن أي عذر يبقى لهم في اتباع محمد الذي وضع عنهم اصرهم والأغلال التي كانت عليهم ، فإذا كان أهل السنة والجماعة يشنعون على الشيعة قولهم بالبداء، وأن الله سبحانه يبدو له فيغير ويبدل كيف يشاء فلماذا لا يشنعون على أنفسهم في قولهم بأن الله سبحانه يبدو له فيغير ويبدل الحكم خمس مرّات في فريضة واحدة وفي ليلة واحدة وهي ليلة المعراج ...) .

قلت: سبحان الله ما مدى جهل هذا الدكتور!! يحتج على فرض خمسين صلاة في اليوم والليلة، ولا يحتج على أئمته أنهم كانوا يصلّون في اليوم والليلة ألف صلاة !!

فهذا الحر العاملي بوّب في كتابه "الوسائل"(3/71) كتاب الصلاة " باب استحباب صلاة ألف ركعة في كل يوم وليلة بل كل يوم وكل ليلة إن أمكن" وفيه تسعة أحاديث عن أئمة أهل البيت فراجع .

وأيضاً (5/176)" باب استحباب صلاة ألف ركعة في كل يوم وليلة بل في كل يوم وفي كل ليلة من شهر رمضان وغيره مع القدرة " وفيه حديث .

وإليك أيها القارئ حديث من هذه الأحاديث :

ففي "البحار"( 82/310ح16 ): عن أبي جعفر الباقر(ع) قال: والله إن كان علي (ع) ليأكل أكلة العبد -إلى أن قال- وكان يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة .

وفي (41/15ح6 و82/309 ح10 ): وعنه أنه قال: كان علي بن الحسين يصلّي في اليوم والليلة ألف ركعة كما كان يفعل أمير المؤمنين ..

فانظر إلى جهل هذا الدكتور( المهتدي)!!

ثم أن الزمان لا يتسع لألف ركعة لمن ولى أمر المسلمين مع سياسة الناس وأهله، إلا أن تكون صلاته نقراً كنقر الغراب ، وهي صلاة المنافقين التي نزّه الله عنها علياًt

ثم لماذا هذا الاستنكار أيها الجاهل من خمسين صلاة ، مع أن هذا من صفات الشيعة !!

فقد روى صدوقهم عن أبي بصير قال: قال الصادق(ع): شيعتنا أهل الورع - إلى أن قال - وأهل الزهد والعبادة أصحاب إحدى وخمسين ركعة في اليوم والليلة!!! .

بل أن مجموع النوافل مع الفرائض عند الشيعة هو 51 ركعة !!

قال ميرزا حسن الحائري في كتابه" أحكام الشيعة" (1/172) في باب" النوافل اليومية": ( وأما النوافل اليومية فمجموعها ضعف مجموعة فرائضها، فهي 34 ركعة .

وهل التيجاني اطلع على علم الغيب حتى يحكم في كيفية فرض خمسين صلاة؟!!

وإليك أيها القارئ عملية حسابية في ألف ركعة، وعلى سبيل المثال، فلو ضربنا دقيقتين لركعة واحدة يكون ألفين دقيقة، وألفين دقيقة تقسيم ستون دقيقة يساوي ثلاثة وثلاثون ساعة، ما يقارب يومين ونصف يوم !! فمتى كان للإمام وقت لكي يصلّي الفرائض الخمس في أوقاتها ؟!! ومتى يشتغل ؟!! ومتى يعلّم ؟!! ....الخ .

وصدق الله العظيم في حق هؤلاء { خَتَمَ اللهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَ عَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَوَةٌ } [ البقرة/7].

وأما قوله :( إن أهل السنة في هذه القصة يعتقدون بأن الله سبحانه فرض على محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأمته خمسين صلاة، ثم بدا له بعد مراجعة......) .

قلت: لقد مَلئت مصادر الشيعة الفقهية والحديثية والتفاسير أمثال هذه الروايات .

وعدّ علماء الشيعة هذا معجزة من معجزات النبي صلى الله عليه وآله وسلم .

وإليك أيها القارئ المتأمل روايات من يعتقد فيهم العصمة من الخطأ والنسيان!!

فقد أخرج هذا الحديث ابن بابويه القمي( الصدوق) في كتابه” العلل” (ص132ح1) " باب112- العلة التي من أجلها لم يسأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم ربه عزوجل التخفيف عن أمته من خمسين صلاة حتى سأله موسى والعلة التي من أجلها لم يسأل التخفيف عنهم من خمس صلوات "

عن الحسين بن علوان بن عمرو بن خالد عن زيد بن علي(ع) قال: سألت أبي سيد العابدين(ع) فقلت له يا أبة أخبرني عن جدّنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما عرج به إلى السماء أمره ربه عزوجل بخمسين صلاة كيف لم يساله التخفيف عن أمته حتى قال له موسى بن عمران ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف فإن أمتك لا تطيق ذلك فقال يا بني أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان لا يقترح على ربه عزوجل ولا يراجعه في شيئ يأمره به فلما سأله موسى (ع) ذلك فكان شفيعاً لأمته إليه لم يجز له رد شفاعة أخيه موسى فرجع إلى ربه فسأله التخفيف إلى أن ردّها إلى خمس صلوات قال: قلت له يا أبه فلم لا يرجع إلى ربه عزوجل ويسأله التخفيف عن خمس صلوات وقد سأله موسى(ع) أن يرجع إلى ربه ويسأله التخفيف؟ فقال له : يا بني أراد صلى الله عليه وآله وسلم أن يحصل لأمته التخفيف مع أجر خمسين صلاة يقول الله عزوجل { من جاء بالحسنة فله عشرة أمثالها } ...

فهذا إقرار من الإمام بأن هذا التخفيف رحمة من الله تعالى ولطفه بعبادة المؤمنين.

فلماذا هذا الجهل أيها الجاهل ؟

قال التويسركاني في تعليقه على الرواية في كتابه " اللئالي"( 4/22 -23 باب في سبب صيرورة الصلاة خمساً والخمس تكتب خمسين) ما نصه: ( أقول: والوجه أن من جاء من هذه الأمة المرحومة بالحسنة فله عشر أمثالها وقد مرّ حديث مبسوط ... وما يدل على سهولة أمر التوبة لهذه الأمة وصعوبتها على الأمم الماضية مضافاً إلى ما مرّ فيه ... ومما يشعر بفضل التوبة أن الله جعل صاحب اليمين أميراً على صاحب الشمال مما دلّ أن مطلق الحسنة من هذه الأمة يكتب لعامله عشراً ) .

ونكتفي بعد بهذه الفتوى لسماحة فقيههم آية الله العظمى الميرزا الشيخ جواد التبريزي في كتاب" صراط النجاة في أجوبة الاستفتاءات"(3/423 سؤال 1233): (قال السائل: ما رأيكم في الرواية التي يذكرها القمي في تفسيره، عن أبيه،عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (ع) التي يذكر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في انحداره ليلة المعراج مرّ على الكليم عليه السلام فسأله عما فرض الله تعالى على أمته، فأجابه خمسون صلاة فقال: إن أمتك لا تقدر عليها فأرجع إلى ربك ... فرجع إلى ربه حتى بلغ سدرة المنتهى .... الرواية . هل هي معتبرة من جهة الدلالة أم لا ؟

قال سماحتهم التبريزي:( الرواية بحسب السند لا بأس بها، فقد رواها الصدوق في "الفقيه" أيضاً وقد رود في بعض الروايات، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم طلب من ربّه تخفيف الصلاة عن الأمة، فخففها الله سبحانه إلى عشر ركعات، ثم أضاف إليها النبي صلى الله عليه وآله وسلم سبع ركعات، وطلبه هذا الأمر من ربّه فهو لإشفاقه على الأمة، وأجاب ربّه إليه صلى الله عليه وآله وسلم فهو كرامة له..)

فماذا رأي الدكتور! في هذه الروايات وهذه الفتوى ؟! وهل يستطيع أن يطعن ويتهم حديث أئمة أهل البيت كما اتهم وطعن في صحيح البخاري وفي هذا الحديث الصحيح ؟!!

وهكذا يتبين لنا أن التيجاني قليل العلم بالحديث ورجاله ، وبضاعته فيه بضاعة مزجاة ، فلا تعجب أيها القاريء منه بعد هذه الضلالة.


   رضاعة الكبير

الرد على شبهة الرافضة والنصارى حول إرضاع المرأة للرجل الكبير بسم الله الرحمن الرحيم طعونات الشيعة الإثنا عشرية في أحاديث أهل السنة لا تنتهي. لكننا أمام حديث كثر الكلام فيه وتهويله حتى كثرت التشنيع به على أهل السنة.‏ وهو عن سالم الذي كان ولداً صغيراً نشأ عند آل أبي حذيفة كإبن لهم. لكن عندما كبر الولد بدأت المشكلة تحدث، إذ صار حذيفة يغار من دخول سالم على بيته وفيه زوجه سهلة. فهذا سبب سؤالها للنبي صلى الله عليه وسلم، حيث أن سالم مضطر للدخول عليهم لأنه يعيش معهم. نص الحديث:

أخرج مسلم في صحيحه (2\1076) عن عائشة قالت: جاءت سهلة بنت سهيل إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) فقالت: «يا رسول الله، إني أرى في وجه أبي حذيفة من دخول ‏سالم وهو حليفه». فقال النبي (صلى الله عليه وسلم): «أرضعيه». قالت: «وكيف أُرضِعُهُ وهو رَجُلٌ كبير؟». فتبسّم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وقال: «قد عَلِمْتُ أنه رجُلٌ كبير».... فأرضعته فذهب الذي في نفس أبي حذيفة.‏ موضع الشبهة:

يقول الشيعي: كيف أرضعت سهلة بنت سهيل ذلك الرجل؟ وهل يجوز لها أن تكشف عورتها أو ترضعه؟

الجواب:‏

نقول: الحديث ذَكَرَ الرّضاعة، ولم يَذكر مباشرتها الرجل بالرضاعة أو مصّ الثدي أصلاً! بل قامت سهلة بنت سهيل بوضع اللبن في الإناء وسقيه له. قال الإمام ‏ابن عبد البر في التمهيد (8\257): «هكذا إرضاع الكبير كما ذكر: يحلب له اللبن ويسقاه. وأما أن تلقمه المرأة ثديها –كما تصنع بالطفل– فلا. لأن ذلك لا ‏يَحِلُّ عند جماعة العلماء. وقد أجمع فقهاء الأمصار على التحريم بما يشربه الغلام الرضيع من لبن المرأة، وإن لم يمصه من ثديها. وإنما اختلفوا في السعوط به وفي ‏الحقنة والوجور وفي حين يصنع له منه، بما لا حاجة بنا إلى ذكره هاهنا».‏ وقال ابن حجر في الفتح (9\148): «التغذية بلبن المرضعة يحرِّم، سواء كان بشرب أم بأكل، بأيِّ صفةٍ كان، حتى الوجور والسعوط والثرد والطبخ، وغير ذلك إذا ما وقع ذلك بالشرط المذكور من العدد، لأن ذلك يطرد الجوع». الوجور هو صب اللبن في الفم، والثرد هو خلط اللبن بالخبز. فمن الواضح أن العلماء مجمعون على أنه لا يجوز بحال أن يرى ويمس ثدي المرأة من الرجال غير زوجها. وإلا فإن التعسف والقول بالرضاعة المباشرة فيه نكارة ‏شديدة. ذلك أن حذيفة يغار من دخوله على زوجه. فكيف يأمرها النبي بأمرٍ يغار منه المرء أشد من غيرته من الدخول، ألا وهو الرضاعة؟! هذا إذا افترضنا أن ‏الرضاعة لا بد أن تكون من الثدي مباشرة.‏ وإلى هذا تشير روايةٌ أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى (8\271): «أخبرنا محمد بن عمر حدثنا محمد بن عبد الله بن أخي الزهري عن أبيه قال: كانت ‏سهلة تحلب في مسعط أو إناءٍ قدر رضعة، فيشربه سالمٌ في كل يومٍ حتى مضت خمسة أيام. فكان بعد ذلك يدخل عليها وهي حاسِرٌ رأسها، رُخصة من رسول ‏اللّه (ص) لسهلة بنت سهيل». وأخرج عبد الرازق في مصنفه (7\458): عن ابن جريج قال: سمعت عطاء يُسأل، قال له رجل: «سقتني امرأة من لبنها بعدما كنت رجلاً كبيراً، أأنكحها؟». قال: «لا». قلت: «وذلك رأيك؟». قال: «نعم. كانت عائشة تأمر بذلك بنات أخيها». ويتضح من هذين الأثرين أن تناول الكبار اللبن كان من إناء، كما وضح كيفيته الأثر الأول، وكما هو واضح من لفظة "سقتني" في الثاني. وبهذا تزول الشبهة. فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض.

أيضا

أولا: الحديث الاول الذي نذكره و الذي احل فيه النبي رضاعة الكبير هو حديث سهلة بنت سهيل زوجة ابي حذيفة بن عتبة 1- كيف تتم رضاعة الكبير؟؟ وهل يري بذلك عورة المرأة ؟؟ الاجابة علي هذا السؤال

 نقول ان مباشرته للمرأة غير وارد و انما يتم حلب اللبن و يشربه دون ان يري عورتها، وما ثبت بخصوص رضاعة سالم و هو كبير من قبل التي ربته سهلة بنت سهيل هو انها حلبت لبنها في وعاء وأعطته ليشرب من الوعاء و هذا ثابت في طبقات ابن سعد ترجمة سهلة بنت سهيل 2- لماذا جاء الاسلام برضاعة الكبير؟؟؟ الناظر لحديث سهلة سيعرف لماذا ؟ لان سهلة نفسها تقول ان سالم كان يدخل عليهم ( اي انه كان ابنها بالتبني ) فلما حرّم الاسلام هذا التبني كان لابد من مرحلة انتقاليه كذلك سهلة هي التي قامت بتربية سالم فكان عندها مثل ولدها و عز عليها فراقه 3- هل معني ذلك ان الامر كان خاصا بسهلة ؟؟ انقسمت الارآء علي ثلاث : منهم من رأي ان الامر كان خاص بسهلة فقط منهم من راي ان الامر كان لمن كان له مثل حالها و للراي الاول و الثاني ذهبت ام سلمة و سائر زوجات النبي منهم من راي ان الامر مطلق ( و الي هذا ذهبت ام المؤمنين عائشة ( 4- هل تحل رضاعة الكبير الان ؟؟؟ لا تحل و الدليل انها لا تحل بعد الحولين ما قاله : علي ابن ابي طالب ابن عباس ابن مسعود جابر ابن عمر ابي هريرة ام سلمة سعيد بن المسيب عطاء الشافعي مالك ( رغم انه اخرج الحديث في الموطأ) احمد اسحاق الثوري اما ابو حنيفة فخالف و رده تلامذته ( ابو يوسف و محمد ) و علي رأي ابو يوسف و محمد الذي هو التحريم يدور مذهب الاحناف . فهل معني ذلك ان عائشة ام المؤمنين رضي الله عنها كانت تدعو لامر حرام؟؟!! نقول بالطبع لا و لكن حدث نسخ لهذا الامر و الكل اجمع في الثلاثة اراء المذكورة آنفا ان هذا الامر بتحليل رضاعة الكبير كان لفترة عارضة الا السيدة عائشة فاذا اثبتنا ان السيدة عائشة نفسها اعترفت بهذا النسخ فلا مجال اذن لحجج الشيعة كيف نثبت ذلك؟؟ نقول اثبات ذلك عقلا و نقلا هو من البخاري فقد بوّب البخاري رحمة الله عليه بابا اسمه

ثانيا : باب من قال لا رضاعة بعد الحولين هل اسم الباب واضح؟؟؟ 1- لماذا لا تجوز الرضاعة بعد الحولين؟؟؟ لان النبي صلي اله عليه و سلم قال ( انما الرضاعة من المجاعة ) اي ان الرضاعة التي تحيب هي ما كانت في فترة ضغر الطفل كي يكون هذا اللبن سبب في بناء لحمه فتكون المرضعة قد انبتت من لبنها لحم الطفل كما الام تنبت من رحمها لحم الطفل فتكون المرضعة كالام في هذا الحين . 2- هل لهذا الدليل شواهد ام انه مجرد استنتاج ؟؟؟ الشاهد من حديث ابن مسعود حين قال ( لا رضاع الا ما شد العظم و انبت اللحم ) و من حديث ام سلمة ( لا يحرم من الرضاع الا ما فتق الامعاء ) . 3- هل جزم احد ان هذا الحديث ناسخ للحديث الذي قبله ؟؟ نعم و منهم المحب الطبري في الاحكام . 4- و لكن كيف تستدل ان عائشة رضي الله عنها قد علمت بهذا النسخ ؟؟؟ اقول لان بمنتهي البساطة هذا الحديث هو من رواية عائشة رضي الله عنها و اليكم الحديث : اخرج البخاري بسنده عن عائشة رضي الله عنها ان النبي دخل عليها و عندها رجل فكانما قد تغير وجهه فقالت انه اخي فقال انظرن ما اخوانكن انما الرضاعة من المجاعة فان قال الشيعة ان ربما المراد بذلك الامر هو ( عدد الرضعات و ليس السن ) لاجبناهم ان هذا يستحيل فان احاديث اعداد الرضعات التي تحرم التي روتها هي عائشة رضي الله عنها و هي تعلمها جيدا كذلك لفظ الحديث لا يدل علي العدد و انما يدل علي السن ( انما الرضاعة من المجاعة ) اي في السن الذي يكون سد الجوع فيه هو اللبن الذي يرضعه الرضيع كذلك بوّب البخاري الحديث كما ذكرنا في باب من قال انه لا تجوز الرضاعة بعد الحولين . السؤال الاخير للشيعة : و ما يدريك ان هذا الحديث هو الذي نسخ الذي قبله و لم لا يكون العكس؟؟ اي لم لا يكون هذا الحديث هو الاول و حديث سهلة هو الناسخ ؟؟؟ نقول هذا من فرط الغباء ان يظن الشيعة كذلك و ذلك لان الاصل في الرضاعة كان التحريم فلابد ان يأتي حديث يحلل ذلك التحريم و هو حديث سهلة ثم اذا كان نسخ يكون بعد حديث سهلة لا قبله . و هذا ما نفهمه من الحديث ان عائشة رضي الله عنها كانت تظن بجوازه فنبهها النبي صلي الله عليه و سلم الي نسخه و علي هذا فاننا نقول ان الاجماع من امهات المؤمنين و الصحابة رضي الله عنهم و التابعيين و الائمة ان رضاعة الكبير منسوخة و انها ما احلها الله الا رحمة بالامة في امر احتجاب النساء عن ابنائهم الذين قاموا بتربيتهم لما نزل امر النهي عن التبني ثم نسخت . كتبه الأخ / دربالا

 =====================

 الآن نأتي لروايات الرافضة في هذه المسألة

1

قوله عليه السلام:" لا رضاع بعد فطام" حمله بعض الأصحاب على أن المراد بعد المدة التي يجوز ترك الفطام بينها، أي الحولين فيكون ردا على بعض العامة، حيث ذهب إلى أن الرضاع بعد الحولين، بل في الكبير البالغ ينشر الحرمة، لما رواه عائشة" قالت: جاءت سهل بنت سهيل إلى رسول الله صلى الله عليه و آله فقالت: يا رسول الله و الله إني لأرى في وجه أبي حذيفة- و هو زوجها- عن دخول سالم مولى أبي حذيفة شيئا قالت: فقال رسول الله صلى الله عليه و آله: أرضعيه فقالت: إنه ذو لحية فقال: أرضعيه يذهب ما في وجه أبي حذيفة". قال عياض: المعتبر في الرضاع وصول اللبن إلى الجوف و لو بصبه في الحلق، و لعل رضاع سالم كان هكذا إذ لا يجوز للأجنبي رؤية الثدي و لا مسه ببعض الأعضاء، و أكثر العامة لم يعملوا بهذا الخبر و طرحوه و بعض آخر حملوه على قضية مخصوصة بسالم.

قال العلامة المجلسي معلقا عليه: حسن. أي حسنه المجلسي

 مرآة العقول ج 20 / ص 214

عن ابن عيينة ، عن عبد الرحمان بن القاسم ، عن أبيه ، عن عايشة قالت : جاءت سهلة بنت سهيل بن عمر ، إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : انى أرى في وجه أبي حذيفة من دخول سالم علي فقال : ارضعيه قالت : أرضعه وهو رجل ؟ فضحك ، ثم قال : ألست أعلم أنه رجل كبير. - عوالي اللئالي - ابن أبي جمهور الأحسائي - ج 1 - ص 73

 2- في مسائل عدد الرضعات

 عن محمد بن أحمد بن يحيى ، عن أبي جعفر ، عن أبي الجوزاء ، عن الحسين بن علوان ، عن عمرو بن خالد ، عن زيد بن عليّ ، عن آبائه ، عن علي ( عليهم السلام ( قال : الرضعة الواحدة كالمائة رضعة لا تحل له أبدا . وسائل الشيعة

وعنه ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن علي بن مهزيار ، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) ، انه كتب اليه يسأله عما يحرم من الرضاع ؟ فكتب ( عليه السلام ) : قليله وكثيره حرام . وسائل الشيعة

3- إثبات أن الرضاع ليست مجرد تلقم الثدي

محمد بن علي بن الحسين قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : وجور الصبي بمنزلة الرضاع  الوجور : الدواء يصب في الفم وسائل الشيعة

 والآن لنرى هل رضاع الكبير هو المشكلة أم رضاع رجل لرجل !!!!!

  محمد بن يحيى ، عن سعد بن عبد الله ، عن إبراهيم بن محمد الثقفي ، عن علي بن المعلى ، عن أخيه محمد ، عن درست بن أبي منصور ، عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : لما ولد النبي صلى الله عليه وآله مكث أياما ليس له لبن ، فألقاه أبو طالب على ثدي نفسه ، فأنزل الله فيه لبنا فرضع منه أياما حتى وقع أبو طالب على حليمة السعدية فدفعه إليها . ( الكافي ج 1 - ص 448 )

محمد بن يحيى ، عن علي بن إسماعيل ، عن محمد بن عمر والزيات ، عن رجل من أصحابنا ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إن جبرئيل عليه السلام نزل على محمد صلى الله عليه وآله فقال له : يا محمد إن الله يبشرك بمولود يولد من فاطمة ، تقتله أمتك من بعدك ، فقال : يا جبرئيل وعلى ربي السلام لا حاجة لي في مولود يولد من فاطمة ، تقتله أمتي من بعدي ، فعرج ثم هبط عليه السلام فقال له مثل ذلك ، فقال : يا جبرئيل وعلى ربي السلام لا حاجة لي في مولود تقتله أمتي من بعدي ، فعرج جبرئيل عليه السلام إلى السماء ثم هبط فقال : يا محمد إن ربك يقرئك السلام ويبشرك بأنه جاعل في ذريته الإمامة والولاية والوصية ، فقال : قد رضيت ثم أرسل إلى فاطمة أن الله يبشرني بمولود يولد لك ، تقتله أمتي من بعدي فأرسلت إليه لا حاجة لي في مولود [ مني [ ، تقتله أمتك من بعدك ، فأرسل إليها أن الله قد جعل في ذريته الإمامة والولاية والوصية فأرسلت إليه إن قد رضيت ، ف " حملته كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأصلح لي في ذريتي " فلولا أنه قال : أصلح لي في ذريتي لكانت ذريته كلهم أئمة . ولم يرضع الحسين من فاطمة عليها السلام ولا من أنثى ، كان يؤتى به النبي فيضع إبهامه في فيه فيمص منها ما يكفيها اليومين والثلاث ، فنبت لحم الحسين عليه السلام من لحم رسول الله ودمه ولم يولد لستة أشهر إلا عيسى ابن مريم عليه السلام والحسين بن علي عليهما السلام . وفي رواية أخرى ، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام أن النبي صلى الله عليه وآله كان يؤتى به الحسين فيلقمه لسانه فيمصه فيجزئ به ولم يرتضع من أنثى . ( الكافي ج 1 - ص 464 – 465

عن أبي جعفر ع قال:أتى رسولَ الله صلى الله عليه رجل فقال:إن أَبَوَيَّ عُمِّرا وإن أبي مضى وبقيت أمي فبلغ بها الكبر حتى صرت أمضغ لها كما يُمضغ للصبي وأُوسِّدها كما يُوسَّد الصبي وعلّقتها في مِكْتَلْ أحركها فيه لتنام،ثم بلغ من أمرها إلى أن كانت تريد مني الحاجة فلا ندري أي شيء هو فلما رأيت ذلك سألت الله عز وجل أن ينبت عليّ ثدياً يجري فيه اللبن حتى أُرضعها قال:ثم كشف عن صدره فإذا ثديٌ ثم عصره فخرج منه اللبن ثم قال :هو ذا أرضعتها كما كانت ترضعني قال:فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم !! رواه النوري في مستدرك الوسائل(15/ 199-200)،ورواه علي بن الحسن الطبرسي في مشكاة الأنوار ص 161

رواه الكليني: - الكافي - الشيخ الكليني ج 1 ص 448 : ( أبواب التاريخ ) ( باب ) * ( مولد النبي صلى الله عليه وآله ووفاته ) * 27 - محمد بن يحيى ، عن سعد بن عبد الله ، عن إبراهيم بن محمد الثقفي ، عن علي بن المعلى ، عن أخيه محمد ، عن درست بن أبي منصور ، عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : لما ولد النبي صلى الله عليه وآله مكث أياما ليس له لبن ، فألقاه أبو طالب على ثدي نفسه ، فأنزل الله فيه لبنا فرضع منه أياما حتى وقع أبو طالب على حليمة السعدية فدفعه إليها .(إنتهى)

إبن شهر آشوب علامتهم نقلها في كتابه (مناقب آل ابي طالب) في فصل : في منشه صلى الله عليه وآله .. - مناقب آل ابي طالب - ابن شهر آشوب ج 1 ص 31 :

فصل : في منشه صلى الله عليه وآله ابانة بن بطة قال : ولد النبي صلى الله عليه وآله مختونا مسرورا فحكى ذلك عنده جده عبد المطلب فقال : ليكونن لابني هذا شان . كافي الكليني ، الصادق ( ع ) : لما ولد النبي صلى الله عليه وآله مكث اياما ليس له لبن فألقاه أبو طالب على ثدي نفسه فأنزل الله فيه لبنا فرضع منه اياما حتى وقع أبو طالب على حليمة فدفعه إليها .

السيد الهاشمي البحراني في كتابه (حلية الأبرار) - حلية الأبرار - السيد هاشم البحراني ج 1 ص 28 : الباب الثاني في مولده الشريف صلى الله عليه وآله.

وعنه ، عن محمد بن يحيى عن سعد بن عبد الله ، عن إبراهيم بن محمد الثقفي ، عن علي بن المعلي ، عن أخيه محمد ، عن / صفحة 29 / درست بن أبي منصور ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : لما ولد النبي صلى الله عليه وآله ، مكث أياما ليس له لبن ، فألقاه أبو طالب على ثدي نفسه ، فأنزل الله فيه لبنا ، فرضع منه أياما حتى وقع أبو طالب على حليمة السعدية فدفعه إليها . بل رواه محمد باقر المجلسي علامتهم في كتابه بحار الأنوار.. - بحار الأنوار - العلامة المجلسي ج 15 ص 340 :

محمد بن يحيى ، عن سعد بن عبد الله ، عن إبراهيم بن محمد الثقفي ، عن علي بن المعلى ، عن أخيه محمد ، عن درست بن أبي منصور ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : لما ولد النبي صلى الله عليه وآله مكث أياما " ليس له لبن ، فألقاه أبو طالب على ثدي نفسه ، فأنزل الله فيه لبنا " فرضع منه أياما " حتى وقع أبو طالب على حليمة السعدية فدفعه إليها . ورواها ايضا في - بحار الأنوار - العلامة المجلسي ج 35 ص 136 :

محمد بن يحيى ، عن سعد بن عبد الله ، عن إبراهيم بن محمد الثقفي ، عن علي ابن المعلى ، عن أخيه محمد ، عن درست ، عن البطائني ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : لما ولد النبي صلى الله عليه واله مكث أياما ليس له لبن فألقاه أبو طالب على ثدي نفسه فأنزل الله فيه لبنا فرضع منه أياما حتى وقع أبو طالب على حليمة السعدية ، فدفعه إليها . - مستدرك سفينة البحار - الشيخ علي النمازي ج 6 ص 555 :

الكافي : عن الصادق ( عليه السلام ) : لما ولد النبي ( صلى الله عليه وآله ) مكث أياما ليس له لبن ، فألقاه أبو طالب على ثدي نفسه ، فأنزل الله فيه لبنا فرضع منه أياما ، حتى وقع أبو طالب على حليمة السعدية ، فدفعه إليها .

ما نقول إلا صلاااااااااااااااااااااااوات


 يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء

هل ورد أثر ابن عباس بهذا اللفظ ؟

الحمد لله وبعد ؛ نسمع ونقرأ أثرا لابن عباس رضي الله عنهما بلفظ : " يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء أقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتقولون : قال أبو بكر وعمر ؟ " وحقيقة بعد البحث عن لفظ هذا الأثر بهذا السياق في كتب السنة لا وجود له . وقد أورده شيخ الإسلام في الفتاوى (20/215 ، 26/50 ، 281) ، والإمام ابن القيم في " إعلام الموقعين " (2/238) ، و" الزاد " (2/195) ، و" الصواعق المرسلة " (3/1063) ، والشيخ محمد بن عبد الوهاب في كتاب " التوحيد " " باب من أطاع العلماء والأمراء في تحريم ما أحل الله ، وتحليل ما حرم الله فقد اتخذهم أربابا " بهذا اللفظ من غير ذكر المصدر له ، أو حتى إسناده . فما هو اللفظ الصحيح لهذا الأثر ؟ عن ‏‏ابن عباس ‏‏قال :‏ تمتع النبي ‏صلى الله عليه وسلم ‏فقال ‏عروة بن الزبير :‏ ‏نهى ‏ ‏أبو بكر ‏‏وعمر ‏عن المتعة ، فقال ‏‏ابن عباس ‏ : ‏ما يقول ‏عرية ؟‏ ‏قال : يقول : نهى ‏‏أبو بكر ‏‏وعمر ‏عن المتعة ، فقال ‏‏ابن عباس :‏‏ أراهم سيهلكون ، أقول : قال النبي ‏‏صلى الله عليه وسلم ،‏ ‏ويقول نهى ‏‏أبو بكر ‏‏وعمر . رواه أحمد (1/337) ، وابن عبد البر في " جامع بيان العلم وفضله " (2378) ، والخطيب في " الفقيه والمتفقه " (379) من طريق ‏شريك ، عن ‏‏الأعمش ‏، ‏عن ‏‏الفضيل بن عمرو ‏قال :‏ ‏أراه عن ‏‏سعيد بن جبير ‏ ‏، عن ‏‏ابن عباس به . وإسناده ضعيف ، فيه شريك بن عبد الله قال الحافظ في " التقريب " : صدوق يخطىء كثيرا . قال عروة لابن عباس : ألا تتقي الله ترخص في المتعة ؟! فقال ابن عباس : سل أمك يا عرية ، فقال عروة : أما أبو بكر وعمر فلم يفعلا ، فقال ابن عباس : والله ما أراكم منتهين حتى يعذبكم الله ، أحدثكم عن رسول الله ، وتحدثونا عن ابي بكر وعمر ، فقال عروة : لهما أعلم بسنة رسول الله ، وأتبع لها منك . أورده ابن عبد البر في " جامع بيان العلم وفضله " (2377) ، وابن القيم في " الزاد " (2/206) من طريق عبد الرزاق حدثنا معمر عن أيوب قال : قال عروة به . وصحح إسناده محققا " زاد المعاد " . ورواه الخطيب بسنده في " الفقيه والمتفقه " (380) بنحو الرواية السابقة ، وأورده ابن القيم في " الزاد " (2/206 - 207) كلاهما من طريق حماد بن زيد ، عن أيوب ، عن ابن أبي مليكة أن عروة بن الزبير به . وقال محققا " الزاد " : " وإسناده صحيح " . ورواه الطبراني في " الأوسط " ( 1718 – مجمع البحرين ) عن عروة بن الزبير أنه أتى ابن عباس فقال : يا ابن عباس طالما أضللت الناس ! قال : وما ذاك يا عرية ؟ قال : الرجل يخرج محرما بحج أو بعمرة فإذا طاف زعمت أنه قد حل فقد كان أبو بكر وعمر ينهيان عن ذلك ؟ فقال : أهما - ويحك - آثر عندك أم ما في كتاب الله وما سن رسول الله صلى الله عليه وسلم في أصحابه وفي أمته ؟ فقال عروة : هما كانا أعلم بكتاب الله وما سن رسول الله صلى الله عليه وسلم مني ومنك قال ابن أبي مليكة : فخصمه عروة . قال الهيثمي في " المجمع " (3/234) : رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن . فائدة : قال الحافظ ابن حجر في " الفتح " (8/220) : يا عرية : وهو بالتصغير ، وأصله عريوة فاجتمع حرفا علة فأبدلت الواو ياء ثم أدغمت في الأخرى .ا.ه. فائدة أخرى : علق الخطيب البغدادي في " الفقيه والمتفقه " (1/378) على كلام عروة بن الزبير : قلت : قد كان أبو بكر وعمر على ما وصفهما به عروة إلا أنه لا ينبغي أن يقلد أحد في ترك ما ثبتت به سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .ا.ه. وعلق الذهبي في " السير " (15/243) في إيجاد العذر لعروة بن الزبير : قلت : ما قصد عروة معارضة النبي صلى الله عليه وسلم بهما ، بل رأى أنهما ما نهيا عن المتعة إلا وقد اطلعا على ناسخ .ا.ه. تنبيه على لفظ أثر ابن عباس ( يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء) وصحته أشتهر لفظ أثر ابن عباس (يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماءأقول لكم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقولون قال أبو بكر وعمر) وقد ذكره بهذا اللفظ ابن القيم في زاد المعاد (2/195) وذكره الشيخ محمد بن عبدالوهاب في كتاب التوحيد باب من أطاع العلماء والأمراء في تحريم ما أحل الله وتحليل ما حرم الله فقد اتخذهم أربابا من دون الله وهذا اللفظ لم يوجد في كتب السنة كما سبق وقد ورد بلفظين ( أراكم ستهلكون اقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقولون قال أبو بكر وعمر) كما عند أحمد (1/337) ولفظ 0 والله ما أراكم منتهين حتى يعذبكم الله أحدثكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتحدثونا عن أبي بكر وعمر ) ينظر زاد المعاد (2/206) وقد نبه صالح العصيمي إلى ذلك في كتابه الدر النضيد في تخريج كتاب التوحيد ص 129 أثرٌ لابنِ عباسٍ لا وجود له بهذا اللفظِ في كتبِ السنة اشتهر أثرٌ لابنِ عباسٍ - رضي اللهُ عنهما - نصهُ : '' يُوشِكُ أَنْ تَنْزِلَ عَلَيْكُمْ حِجَارَةٌ مِنْ السَّمَاءِ''، أَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَتَقُولُونَ : قَالَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ ؟ '' ، وبعد البحثِ في المصادرِ المعتبرةِ تبين أنه لا وجود له بهذا اللفظِ ، وقد أوردهُ شيخُ الإسلامِ في '' الفتاوى '' (20/215 ، 26/50 ، 281) ، والإمامُ ابنُ القيمِ في '' إعلامِ الموقعين '' (2/238) ، و'' الزاد '' (2/195) ، و'' الصواعق المرسلة '' (3/1063) ، والشيخُ محمدُ بنُ عبدِ الوهاب في كتابِ '' التوحيد '' '' باب من أطاع العلماء والأمراء في تحريم ما أحل الله ، وتحليل ما حرم الله فقد اتخذهم أرباباً '' بهذا اللفظ من غير ذكر المصدر له ، أو حتى إسناده ، ولكن ما هو اللفظُ الصحيحُ لأثرِ ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما ؟ ‏1 - عَنِ ‏‏ابْنِ عَبَّاسٍ ‏‏قَالَ :‏ تَمَتَّعَ النَّبِيُّ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏فَقَالَ ‏عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ:‏ ‏نَهَى ‏ ‏أَبُو بَكْرٍ ‏‏وَعُمَرُ ‏عَنْ الْمُتْعَةِ، فَقَالَ ‏‏ابْنُ عَبَّاسٍ: ‏مَا يَقُولُ ‏عُرَيَّةُ ؟‏ ‏قَالَ: يَقُولُ: نَهَى ‏‏أَبُو بَكْرٍ ‏‏وَعُمَرُ ‏عَنْ الْمُتْعَةِ، فَقَالَ ‏‏ابْنُ عَبَّاسٍ:‏‏ أُرَاهُمْ سَيَهْلِكُونَ، أَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ ‏‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،‏ ‏وَيَقُولُ نَهَى ‏‏أَبُو بَكْرٍ ‏‏وَعُمَرُ . رواه أحمد (1/337) ، وابن عبد البر في '' جامع بيان العلم وفضله '' (2378) ، والخطيب في '' الفقيه والمتفقه '' (379) من طريق ‏شَرِيكٍ، عَنِ ‏‏الْأَعْمَشِ ‏، ‏عَنِ ‏‏الْفُضَيْلِ بْنِ عَمْرٍو ‏قَالَ :‏ ‏أُرَاهُ عَنْ ‏‏سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ‏‏، عَنِ ‏‏ابْنِ عَبَّاسٍ به . وإسناده ضعيف ، فيه شريك بن عبد الله قال الحافظ في '' التقريب '' : صدوق يخطىء كثيراً . 2 - قال عروة لابن عباس : ألا تتقي الله ترخص في المتعة ؟! فقال ابن عباس : سل أمك يا عُرَيَّةُ، فقال عروة : أما أبو بكر وعمر فلم يفعلا، فقال ابن عباس: والله ما أراكم منتهين حتى يعذبكم الله، أحدثكم عن رسول الله، وتحدثونا عن ابي بكر وعمر، فقال عروة: لهما أعلم بسنة رسول الله ، وأتبع لها منك. أورده ابن عبد البر في '' جامع بيان العلم وفضله '' (2377) ، وابن القيم في '' الزاد '' (2/206) من طريق عبد الرزاق حدثنا معمر عن أيوب قال : قال عروة به . وصحح إسناده محققا '' زاد المعاد '' . ورواه الخطيب بسنده في '' الفقيه والمتفقه '' (380) بنحو الرواية السابقة ، وأورده ابن القيم في '' الزاد '' (2/206 - 207) كلاهما من طريق حماد بن زيد ، عن أيوب ، عن ابن أبي مليكة أن عروة بن الزبير به . وقال محققا '' الزاد '' : '' وإسناده صحيح '' . ورواه الطبراني في '' الأوسط '' ( 1718 - مجمع البحرين ) عن عروة بن الزبير أنه أتى ابن عباس فقال : يا ابن عباس طالما أضللت الناس ! قال : وما ذاك يا عريَّة ؟ قال : الرجل يخرج محرماً بحج أو بعمرة فإذا طاف زعمت أنه قد حل فقد كان أبو بكر وعمر ينهيان عن ذلك ؟ فقال : أهما - ويحك - آثر عندك أم ما في كتاب الله وما سن رسول الله صلى الله عليه وسلم في أصحابه وفي أمته ؟ فقال عروة : هما كانا أعلم بكتاب الله وما سن رسول الله صلى الله عليه وسلم مني ومنك قال ابن أبي مليكة : فخصمه عروة . قال الهيثمي في '' المجمع '' (3/234) : رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن . فائدةٌ : قال الحافظ ابن حجر في '' الفتح '' (8/220) : يَا عُرَيَّة : وَهُوَ بِالتَّصْغِيرِ ، وَأَصْله عُرَيْوَة فَاجْتَمَعَ حَرْفَا عِلَّة فَأُبْدِلَتْ الْوَاو يَاء ثُمَّ أُدْغِمَتْ فِي الْأُخْرَى .ا.ه. فائدةٌ أخرى : علق الخطيب البغدادي في '' الفقيه والمتفقه '' (1/378) على كلام عروة بن الزبير : قلتُ : قد كان أبو بكر وعمرُ على ما وصفهما به عروة إلا أنه لا ينبغي أن يُقَلَّدَ أحدٌ في ترك ما ثبتت به سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .ا.ه. وعلق الذهبي في '' السير '' (15/243) في إيجاد العذر لعروة بن الزبير : '' قُلْتُ : مَا قصد عُرْوَة مُعَارَضَةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهِمَا ، بَلْ رَأَى أَنَّهُمَا مَا نهيَا عَنِ المُتْعَة إِلاَّ وَقَدِ اطّلَعَا عَلَى نَاسِخ '' .ا.ه.  


  على بن أبى طالب وأئمة آل البيت يأمرون بتقصير الثوب والشيعة يسخرون

 بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد : كثيرا ما سمعنا الاثناعشرية يسخرون وينكرون على اهل السنة تقصير الثياب واعفاء اللحى كما هو المعهود عنهم يرددون بلا وعى ولا يدركون الكثير مما ورد فى كتبهم و كما قال شيخ الاسلام عليه رحمة الله تعالى الرافضة لا عقل لهم ولا نقل... وهذه مجموعة من الروايات وردت فى اصح الكتب عند القوم ( الكافى ) تثبت ان علي بن ابي طالب رضى الله عنه كان يلبس ازارا فوق الكعبين والى منتصف الساق وان ائمتهم شددوا على ان لايتعدى الازار الكعبين الكافي : المجلد السادس باب تَشْمِيرِ الثِّيَابِ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) فِي قَوْلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى وَ ثِيابَكَ فَطَهِّرْ قَالَ فَشَمِّرْ . الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَائِذٍ عَنْ أَبِي خَدِيجَةَ عَنْ مُعَلَّى بْنِ خُنَيْسٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) قَالَ إِنَّ عَلِيّاً ( عليه السلام ) كَانَ عِنْدَكُمْ فَأَتَى بَنِي دِيوَانٍ وَ اشْتَرَى ثَلَاثَةَ أَثْوَابٍ بِدِينَارٍ الْقَمِيصَ إِلَى فَوْقِ الْكَعْبِ وَ الْإِزَارَ إِلَى نِصْفِ السَّاقِ وَ الرِّدَاءَ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ إِلَى ثَدْيَيْهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ إِلَى أَلْيَتَيْهِ ثُمَّ رَفَعَ يَدَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَلَمْ يَزَلْ يَحْمَدُ اللَّهَ عَلَى مَا كَسَاهُ حَتَّى دَخَلَ مَنْزِلَهُ ثُمَّ قَالَ هَذَا اللِّبَاسُ الَّذِي يَنْبَغِي لِلْمُسْلِمِينَ أَنْ يَلْبَسُوهُ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) وَ لَكِنْ لَا يَقْدِرُونَ أَنْ يَلْبَسُوا هَذَا الْيَوْمَ وَ لَوْ فَعَلْنَاهُ لَقَالُوا مَجْنُونٌ وَ لَقَالُوا مُرَاءٍ وَ اللَّهُ تَعَالَى يَقُولُ وَ ثِيابَكَ فَطَهِّرْ قَالَ وَ ثِيَابَكَ ارْفَعْهَا وَ لَا تَجُرَّهَا وَ إِذَا قَامَ قَائِمُنَا كَانَ هَذَا اللِّبَاسَ . عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ يُونُسَ بْنِ يَعْقُوبَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْقُوبَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هِلَالٍ قَالَ أَمَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) أَنْ أَشْتَرِيَ لَهُ إِزَاراً فَقُلْتُ لَهُ إِنِّي لَسْتُ أُصِيبُ إِلَّا وَاسِعاً قَالَ اقْطَعْ مِنْهُ وَ كُفَّهُ قَالَ ثُمَّ قَالَ إِنَّ أَبِي قَالَ وَ مَا جَاوَزَ الْكَعْبَيْنِ فَفِي النَّارِ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ( عليه السلام ) أَنَّ النَّبِيَّ ( صلى الله عليه وآله ) أَوْصَى رَجُلًا مِنْ بَنِي تَمِيمٍ فَقَالَ لَهُ إِيَّاكَ وَ إِسْبَالَ الْإِزَارِ وَ الْقَمِيصِ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنَ الْمَخِيلَةِ وَ اللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمَخِيلَةَ . - عَنْهُ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسَى عَنْ سَمَاعَةَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) قَالَ فِي الرَّجُلِ يَجُرُّ ثَوْبَهُ قَالَ إِنِّي لَأَكْرَهُ أَنْ يَتَشَبَّهَ بِالنِّسَاءِ الان قد اتضح للجميع من هم الذين يقتدون بآل البيت رضوان الله عليهم ومن هم اذناب للمجوس!!


  غضب فاطمة على علي رضى الله عنهما

 بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين إصطفى ثم أما بعد: طالما سمعنا الامامية الاثناعشرية يتشدقون بلا وعى ولا فهم بمسالة غضب السيدة فاطمة رضى الله عنها على الصديق ابى بكر رضى الله عنه وارضاه وبصرف النظر عن اسباب غضبها رضى الله عنها او كون غضبها يحمل على محمل الطعن فى ابى بكر رضى الله عنه ام لا فقد ثبت صحيح البخارى رحمه الله تعالى حدثنا ‏ ‏سعيد بن محمد الجرمي ‏ ‏حدثنا ‏ ‏يعقوب بن إبراهيم ‏ ‏حدثنا ‏ ‏أبي ‏ ‏أن ‏ ‏الوليد بن كثير ‏ ‏حدثه عن ‏ ‏محمد بن عمرو بن حلحلة الدؤلي ‏ ‏حدثه أن ‏ ‏ابن شهاب ‏ ‏حدثه أن ‏ ‏علي بن حسين ‏ ‏حدثه ‏ (‏أنهم حين قدموا ‏ ‏المدينة ‏ ‏من عند ‏ ‏يزيد بن معاوية ‏ ‏مقتل ‏ ‏حسين بن علي ‏ ‏رحمة الله عليه لقيه ‏ ‏المسور بن مخرمة ‏ ‏فقال له هل لك إلي من حاجة تأمرني بها فقلت له لا فقال له فهل أنت معطي سيف رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فإني أخاف أن يغلبك القوم عليه وايم الله لئن أعطيتنيه لا يخلص إليهم أبدا حتى تبلغ نفسي إن ‏ ‏علي بن أبي طالب ‏ ‏خطب ‏ ‏ابنة ‏ ‏أبي جهل ‏ ‏على ‏ ‏فاطمة ‏ ‏عليها السلام ‏ ‏فسمعت رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يخطب الناس في ذلك على منبره هذا ‏ ‏وأنا يومئذ محتلم ‏ ‏فقال ‏ ‏إن ‏ ‏فاطمة ‏ ‏مني وأنا أتخوف أن تفتن في دينها ثم ذكر ‏ ‏صهرا ‏ ‏له من ‏ ‏بني عبد شمس ‏ ‏فأثنى عليه في مصاهرته إياه قال حدثني فصدقني ووعدني فوفى لي وإني لست أحرم حلالا ولا أحل حراما ولكن والله لا تجتمع ‏ ‏بنت رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏وبنت عدو الله ‏ ‏أبدا) وقد ثبت فى كتب الإمامية ما يماثل هذه الرواية روى ابن بابويه القمي الملقب بالصدوق في كتابه عن أبي عبدالله ( جعفر الصادق ) أنه سئل : هل تشيع الجنازة بنار ويمشى معها بمجمرة أو قنديل أو غير ذلك مما يضاء به ؟ قال : فتغير لون أبي عبد الله (ع) من ذلك واستوى جالسا ثم قال : إنه جاء شقي من الأشقياء إلى فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لها : أما علمت علياً قد خطب بنت أبي جهل فقالت : حقاً ما تقول ؟ فقال : حقاً ما أقول ثلاث مرات . فدخلها من الغيرة ما لا تملك نفسها وذلك أن الله تبارك تعالى كتب على النساء غيرة وكتب على الرجال جهاداً وجعل للمحتسبة الصابرة منهن من الأجر ما جعل للمرابط المهاجر في سبيل الله . قال : فاشتد غم فاطمة من ذلك وبقيت متفكرة حتى أمست وجاء الليل حملت الحسن على عاتقها الأيمن والحسين على عاتقها الأيسر وأخذت بيد أم كلثوم اليسرى بيدها اليمنى ، ثم تحولت إلى حجرة أبيها فجاء عليّ فدخل حجرته فلم ير فاطمة فاشتد لذلك غمه وعظم عليه ولم يعلم القصة ما هي ، فاستحيى أن يدعوها من منزل أبيها فخرج إلى المسجد يصلي فيه ما شاء الله ، ثم جمع شيئاً من كثيب المسجد واتكأ عليه ، فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم ما بفاطمة من الحزن أفاض عليها الماء ثم لبس ثوبه ودخل المسجد فلم يزل يصلي بين راكع وساجد ، وكلما صلى ركعتين دعا الله أن يذهب ما بفاطمة من الحزن والغم ، وذلك أنه خرج من عندها وهي تتقلب وتتنفس الصعداء فلما رآها النبي صلى الله عليه وسلم أنها لا يهنيها النوم وليس لها قرار قال لها : قومي يا بُنية فقامت ، فحمل النبي صلى الله عليه وسلم الحسن وحملت فاطمة الحسين وأخذت بيد أم كلثوم فانتهى إلى علي (ع) وهو نائم فوضع النبي صلى الله عليه وسلم رجله على عليّ فغمزه وقال : قم أبا تراب !! فكم ساكن أزعجته !! ادع لي أبا بكر من داره ، وعمر من مجلسه ، وطلحة ، فخرج عليّ فاستخرجهما من منازلهما واجتمعوا عند رسول الله صلى الله عليه . فقال رسول الله عليه وسلم : يا عليّ !! أما علمت أن فاطمة بضعة مني أنا منها ، فمن آذاها فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله ، ومن آذاها بعد موتي كان كمن آذاها في حياتي ، ومن آذاها في حياتي كان كمن آذاها بعد موتي . انظر علل الشرائع لابن بابويه القمي ص 185 ، 186 مطبعة النجف ، أيضا أورد الرواية المجلسي في كتابه ( جلاء العيون ) وغضبت عليه ( مرة أخرى ) حينما رأت رأسه في حجر جارية أُهديت له من قبل أخيه . وها هو النص : يروي القمي والمجلسي عن أبي ذر أنه قال : كنت أنا وجعفر بن أبي طالب مهاجرين إلى بلاد الحبشة ، فأُهديت لجعفر جارية قيمتها أربعة آلاف درهم ، فلما قدمنا المدينة أهداها لعلي (ع) تخدمه ، فجعلها عليّ في منزل فاطمة ، فدخلت فاطمة عليها السلام يوماً فنظرت إلى رأس عليّ عليه السلام في حجر الجارية ، فقالت : يا أبا الحسن !! فعلتها ؟؟ فقال : والله يا بنت محمد ما فعلت شيئاً ، فما الذي تريدين ؟ قالت : تأذن لي في المسير إلى منزل أبي رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقال لها : قد أذنت لك ، فتجلببت بجلبابها ، وأرادت النبي صلى الله عليه وسلم . انظر علل الشرائع للقمي ص 163 وأيضاً بحار الأنوار ص 43 ، 44 باب (كيفية معاشرتها مع عليّ ) وغضبت عليه ( مرة ثالثة ) كما ثبت فى كتب القوم ( إن فاطمة رضي الله عنها لما طالبت فدك من أبي بكر امتنع أبو بكر أن يعطيها إيّاها فرجعت فاطمة عليها السلام وقد جرعها من الغيظ ما لم يوصف ومرضت ، وغضبت على عليّ لامتناعه عن مناصرته ومساعدته إيّاها وقالت : يا ابن أبي طالب !! اشتملت مشيمة الجنين وقعدت حجرة الظنين بعد ما أهلكت شجعان الدهر وقاتلتهم ، والآن غلبت من هؤلاء المخنثين ، فهذا هو ابن أبي قحافة يأخذ مني فدك التي وهبها لي أبي جبراً وظلماً ويخاصمني ويحاججني ، ولا ينصرني أحد فليس لي ناصر ولا معين وليس لي شافع ولا وكيل ، فذهبت غاضبة ورجعت حزينة أذللت نفسي تأتي الذئاب وتذهب ولا تتحرك ، يا ليتني متّ قبل هذا وكنت نسياً منسياً إنما أشكو إلى أبي وأختصم إلى ربي ) انظر كتاب حق اليقين للمجلسي بحث فدك ص 203 ، 204 ، ومثله في كتاب الأمالي للطوسي ص 295 هنا نقول : ان كان فى الرواية وعيداً لاحقاً بفاعله أليس من باب اولى أن يلحق هذا الوعيد بعلي بن أبي طالب رضى الله عنه والتى ثبتت الرواية فى حقه ؟؟!! وإن لم يترتب عليها وعيداً لاحقاً بفاعله ألا يكون أبو بكر رضى الله عنه أبعد عن الوعيد من عليّ رضي الله عنهما ..؟؟!!! اضف الى كل ما ذكر ان المجلسي والطوسي والأربلي وغيرهم قد ذكروا بعض الوقائع التى وقعت بين علي وفاطمة رضي الله عنهما سببت إيذاءها ثم غضبها على عليّ رضي الله عنه فما هو راى الامامية فى ورود بل تضافر مثل هذه الروايات وهل سيوقعون على على رضى الله عنه نفس الحكم الذى اوقعوه على ابى بكر رضى الله عنه وارضاه ام سيكون الكيل بمكيالين؟؟!! نسال الله لنا وللجميع الهداية والرشاد


 القول بأن نسخ التلاوة من مخترعات أهل السنة ؟

 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين هكذا ادعي الخوئي وغيره من علماء الشيعة المعاصرين! ادعوا أنّ قول أهل السنة بنسخ التلاوة هو قول بالتحريف ، واستنكروا نسخ التلاوة جداً ، بل راح بعضهم يستهزأ بهذا الحكم الشرعي كالمدعو المفيد في شبكة هجر والإصلاح. لكن يبقى السؤال (هل القول بوقوع (نسخ التلاوة) من مخترعات أهل السنة؟) أقول بعد (بسم الله الرحمن الرحيم): هذه الأدلة الدامغة على جرم من ينكر (نسخ التلاوة) ويدّعي أنه من منفردات أهل السنة. يقول القطب الراوندي في كتابه ( فقه القرآن) ج1 ص204: ( والنسخ في الشرع على ثلاثة أقسام: نسخ الحكم دون اللفظ ، ونسخ اللفظ دون الحكم ، ونسخهما معاً). ويقول العلامة الحلي في كتابه (قواعد الأحكام) ج1 ص210 : ( فروع أ : الكافر المجنب يجب عليه الغسل ، وشرط صحته الاسلام ، ولا يسقط بإسلامه ولا عن المرتد ، ولو ارتد المسلم بعد غسله لم يبطل ، ب : يحرم مس المنسوخ حكمه خاصة ، دون المنسوخ تلاوته خاصة ). ويقول الشيخ الطوسي في كتابه ( التبيان) ج 1 ص 394 : ( واختلفوا في كيفية النسخ على أربعة اوجه : - قال قوم : يجوز نسخ الحكم والتلاوة من غير افراد واحد منهما عن الآخر . - وقال آخرون : يجوز نسخ الحكم دون التلاوة . - وقال آخرون : يجوز نسخ القرآن من اللوح المحفوظ ، كما ينسخ الكتاب من كتاب قبله . - وقالت فرقة رابعة : يجوز نسخ التلاوة وحدها ، والحكم وحده ، ونسخهما معا - وهو الصحيح - وقد دللنا على ذلك ، وافسدنا سائر الاقسام في العدة في اصول الفقه .) ويقول العلامة الحلي في كتابه ( مبادئ الوصول) ص 181 : (البحث الرابع " في : ما يجوز نسخه " يجوز : نسخ الشئ إلى غير بدل ، كالصدقة أمام المناجاة وإلى ما هو أثقل ونسخ التلاوة دون الحكم ، وبالعكس). ويقول المحقق الحلي في كتابه ( معارج الأصول) ص 170 : (المسألة السادسة : نسخ الحكم دون التلاوة جائز ، وواقع ، كنسخ الاعتداد بالحول ، وكنسخ الامساك في البيوت . كذلك نسخ التلاوة مع بقاء الحكم جائز ، وقيل : واقع ، كما يقال انه كان في القرآن زيادة نسخت ، وهذا و ( ان لم يكن ) ( 3 ) معلوما ، فانه يجوز . لا يقال : لو نسخ الحكم ( لما ) بقى في التلاوة فائدة ، فانه من الجائز أن يشتمل على مصلحة تقتضي ابقائها ، وأما بطلان دلالتها فلا نسلم ، فان الدلالة باقية على الحكم ، نعم لا يجب العمل به). ويقول العلامة الحلي في كتابه ( منتهى المطلب) - الطبعة القديمة- ج1 ص77 :، ج2 ص156 : ( الثاني عشر: المنسوخ حكمه خاصة يحرم مسه لانه حرمة القرآن والمنسوخ تلاوته لا يجوز مسه وإن بقى حكمه لخروجه عن كونه قرآنا). ويقول أيضاً في الكتاب ذاته - الطبعة الجديدة- ج2 ص223 : (أما المنسوخ حكمه وتلاوته ، أو المنسوخ تلاوته ، فالوجه أنه يجوز لهما مسهما ، لأن التحريم تابع للاسم قد خرجا بالنسخ عنه فيبقى على الأصل). ويقول في كتابه (تحرير الأحكام) - الطبعة القديمة- ج 1 ص 11 : (لا يجوز للمحدث مس كتابة القران ويجوز لمس هامشه فلا فرق بين المنسوخ حكمه وغيره اما المنسوخ تلاوته فيجوز لمسه ط من دام به السلس يتوضأ لكل صلوة ومن به البطن إذا تجدد حدثه في الصلوة ) ويقول أيضاً في الكتاب ذاته - الطبعة الجديدة- ج 1 ص 83 : (الثامن : لا يجوز للمحدث مس كتابة القرآن ، ويجوز لمس هامشه ، ولا فرق بين المنسوخ حكمه وغيره ، أما المنسوخ تلاوته فيجوز لمسه). ويقول ابن العلامة في كتابه ( إيضاح الفوائد) ج 1 ص 48 : ( ( الأول ) الكافر المجنب يجب عليه الغسل ، وشرط صحته الاسلام ، ولا يسقط بإسلامه ، ولا عن المرتد ولو ارتد المسلم بعد غسله لم يبطل ، ( الثاني ) يحرم مس المنسوخ حكمه خاصة ، دون المنسوخ تلاوته خاصة ). ويقول المحقق الكركي في كتابه ( جامع المقاصد) ج 1 ص 270 : (فروع : أ : الكافر المجنب يجب عليه الغسل ، وشرط صحته الاسلام ، ولا يسقط بإسلامه ، ولا عن المرتد . ولو ارتد المسلم بعد غسله لم يبطل . ب : يحرم مس المنسوخ حكمه خاصة دون المنسوخ تلاوته خاصة ، فأما المنسوخ حكمه وتلاوته ، كما روي عن عائشة ، أنه كان في القرآن عشر رضعات محرمات فنسخت ، فلا يحرم مسه ، وكذا المنسوخ تلاوته دون حكمه ، كآية الشيخ والشيخة ، وهي : الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالا من الله والله عزير حكيم ، فإن حكمها باق وهو وجوب الرجم إذا كانا محصنين . ويوشك أن يكون بعض ما روي من قراءة ابن مسعود من هذا النوع ، وإنما لم يحرم مس هذين لأن تحريم المس تابع للاسم ، وقد خرجا بنسخ التلاوة عنه ، فيبقى على الأصل . وأما المنسوخ حكمه دون تلاوته فكثير ، مثل آية الصدقة ، وآية وجوب ثبات عشرين لمائتين ونحو ذلك ). ويقول الشهيد الثاني في كتابه (روض الجنان) ص 50 : (ولا يخفى إن التحريم من باب خطاب الشرع المختص بالمكلف فلا يمنع الصبى منه لعدم التكليف نعم يستحب للولى منعه تمرينا ولا فرق بين المنسوخ حكمه منه وغيره دون المنسوخ تلاوته ولا يلحق بالقرآن الكتب الدينية كالحديث أو شئ مكتوب عليه اسم الله تعالى ولو كان على درهم أو دينار أو غيرهما ولا فرق بين المنسوخ حكمه منه وغيره دون المنسوخ تلاوته ولا يلحق بالقرآن الكتب الدينية كالحديث أو شئ مكتوب عليه اسم الله تعالى ). ويقول السيد المرتضى في كتابه (الذريعة) ج 1 ص 428 -429 (فصل في جواز نسخ الحكم دون التلاوة ونسخ التلاوة دونه اعلم أن الحكم والتلاوة عبادتان يتبعان المصلحة ، فجائز دخول النسخ فيهما معا ، وفي كل واحدة دون الاخرى ، بحسب ما تقتضيه المصلحة . ومثال نسخ الحكم دون التلاوة ونسخ الاعتداد بالحول ، وتقديم الصدقة أمام المناجاة . ومثال نسخ التلاوة دون الحكم غير مقطوع به ، لانه من جهة خبر الآحاد ، وهو ما روى أن من جملة القرآن ( والشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما ألبتة ) فنسخت تلاوة ذلك . ومثال نسخ الحكم والتلاوة معا موجود - أيضا - في أخبار الآحاد ، وهو ما روي عن عايشة أنها قالت: ( كان فيما أنزل الله - سبحانه- (عشر رضعات يحرمن) فنسخ بخمس ، وأن ذلك كان يتلى .) ويقول المحقق الخوانساري في كتابه (مشارق الشموس) ج 1 ص 15 : (الخامس: المنسوخ تلاوته من القرآن دون حكمه غير داخل في حكمه ظاهر أو العكس بالعكس). ويقول أيضاً في الكتاب ذاته ج 1 ص 166: - (( ويجوز مس الكتب المنسوخة ) للاصل وعدم معارض ( وما نسخ تلاوته ) من القرآن للاصل أيضا وعدم صدق القرآن عليه عرفاً). ويقول الفاضل الهندي في كتابه (كشف اللثام) الطبعة الجديدة- ج 2 ص 42 : ( ب : يحرم ) عليه ( مس المنسوخ حكمه خاصة ) أي دون تلاوته لبقاء قرآنيته ( دون المنسوخ ) حكمه وتلاوته ، أو ( تلاوته خاصة ) لخروجه عنها). ويقول السيد محمد جواد العاملي في كتابه (مفتاح الكرامة) ج 3 ص 96 : (الثاني : يحرم مس المنسوخ حكمه خاصة دون المنسوخ تلاوته خاصة ). ويقول المحقق البحراني في موسوعته (الحدائق الناضرة) ج 2 ص 125: - ( الخامس ) - الظاهر شمول التحريم لما نسخ حكمه دون تلاوته ، لبقاء الحرمة من جهة التلاوة ، وصدق المصحف والقرآن والكتاب عليه ، بخلاف ما نسخت تلاوته وان بقي حكمه ، فانه لا يحرم مسه ، لعدم الصدق . ولا اعرف خلافا في ذلك. ويقول المحقق النراقي في كتابه (مستند الشيعة) ج 2 ص 219: - ب: لا تحريم في مس غير القرآن من الكتب المنسوخة ، والتفسير ، والحديث ، وأسماء الحجج ، ولا ما نسخ تلاوته من القرآن ! للأصل . دون نسخ حكمه دون تلاوته. ويقول الشيخ الطوسي في كتابه (عدة الأصول) - الطبعة القديمة- ج 3 ص 36 -37 تحت باب (فصل في ذكر جواز نسخ الحكم دون التلاوة ونسخ التلاوة دون الحكم ) ما نصه (جميع ما ذكرناه جائز دخول النسخ فيه لان التلاوة إذا كانت عبادة والحكم عبادة اخرى جاز وقوع النسخ في احديهما مع بقاء الاخر كما يصح ذلك في كل عبادتين وإذا ثبت ذلك جاز نسخ التلاوة دون الحكم والحكم دون التلاوة فان قيل كيف يجوز نسخ الحكم مع بقاء التلاوة وهل ذلك الا نقض لكون التلاوة دلالة على الحكم لانها إذا كانت دلالة على الحكم فينبغي أن يكون دلالة ما دامت ثابتة والا كان نقضا على ما بيناه قيل له ليس ذلك نقضا لكونها دلالة لانها انما تدل على الحكم ما دام الحكم مصلحة واما إذا تغير حال الحكم وخرج من كونه مصلحة إلى غيره لم يكن التلاوة دلالة عليه وليس لهم أن يقولوا لا فايدة في بقاء التلاوة إذا ارتفع الحكم وذلك انه لا يمتنع ان يتعلق المصلحة بنفس التلاوة وان لم يقتض الحكم وإذا لم يمتنع ذلك جاز بقائها مع ارتفاع الحكم وليس لهم ان يقولوا ان هذا المذهب يؤدى إلى انه يجوز أن يفعل جنس الكلام بمجرد المصلحة دون الافادة وذلك مما تابونه لانا انما نمنع في الموضع الذي اشاروا إليه إذا اخلا الكلام من فايدة اصلا وليس كك بقاء التلاوة مع ارتفاع الكلام لانها افادة في الابتداء تعلق الحكم بها و قصد بها ذلك وانما تغيرت المصلحة في المستقبل في الحكم فنسخ وبقى التلاوة لما فيها من المصلحة وذلك يخالف ما سأل السائل عنه واما نسخ التلاوة مع بقاء الحكم فلا شبهة فيه لما قلناه من جواز تعلق المصلحة بالحكم دون التلاوة وليس لهم أن يقولوا ان الحكم قد ثبت بها فلا يجوز مع زوال التلاوة بقائه وذلك ان التلاوة دلالة على الحكم فليس في عدم الدلالة عدم المدلول عليه الا ترى ان انشقاق القمر ومجرى الشجرة دال على نبوة نبينا ولا يوجب عدمهما خروجه ( ع ) من كونه نبيا صلى الله عليه وآله كك القول في التلاوة والحكم ويفارق ذلك الحكم العلم الذي يوجب عدمه خروج العلم من كونه عالما لان العلم موجب لا انه دال واما جواز النسخ فيهما فلا شبهة ايضا فيه لجواز تغير المصلحة فيما وقد ورد النسخ بجميع ما قلناه لان الله تعالى نسخ اعتداد الحول بتربص اربعة اشهر وعشر أو نسخ التصدق قبل المناجات ونسخ ثبات الواحد للعشرة وان كانت التلاوة باقية في جميع ذلك وقد نسخ ابقاء التلاوة وبقى الحكم على ما روى من اية الرجم من قوله الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالا من الله ، وان كان ذلك مما انزله الله والحكم باق بلا خلاف وكك روى تتابع صيام كفارة اليمين في قرائة عبدالله بن مسعود لانه قد نسخ التلاوة والحكم باق عند من يقول بذلك واما نسخهما معا فمثل ما روى عن عايشة انها قالت كان فيما انزله تعالى عشرة رصعات يحرمن ثم نسخت بخمس فجرت بنسخة تلاوة وحكما وانما ذكرنا هذه المواضع على جهة المثال ولو لم يقع شئ منها لما اخل بجواز ما ذكرناه وصحته لان الذي اجاز ذلك ما قدمناه من الدليل وذلك كاف في هذا الباب ) ويقول محمد رضا الأنصاري القمي في هامش كتاب عدة الأصول(ط.ج) - للشيخ الطوسي ج2 ص501 (النسخ في الأخبار إما أن يكون لنسخ أصل الخبر أو لنسخ ودلوله وفائدته : أما الأول : أما أن يختص النسخ بتلاوته أو يتعلق بتكليفنا بذلك الخبر ، بأن نكون قد كلفنا أن نخبر بشئ فينسخ عنا التكليف ووكل واحد من الأمرين جائز بين الاصوليين القائلين بجواز النسخ ، لأن نسخ التلاوة مطلقا أو نسخ تكليف الأخبار يعدان من الأحكام الشرعية ، فجاز أن يكون مصلحة في وقت فيثبته الشارع ومفسدة في آخر فينسخه ، وهذا مما لا خلاف فيه وقد اتفق الجميع على إمكان ثبوته ونسخه ، إنما الخلاف في أنه هل يجوز أن ينسخ تكلفنا بالأخبار عما لا يتغير بتكليفنا بالأخبار بنقيضه أم لا ؟ ) الخلاصة: من السهل عليك أن تُطلق الكلام هكذا في الهواء وتفتري وتستهزأ لكن من المستحيل أن ينقلب باطلك حقاً ، وهذه دلائل أهل السنة واضحة للعيان لمن أراد الحق وأراد أن يفتح عينيه لها.


 أن الصحابة يخالفون الرسول في صلح الحديبية

 أولا الرد على التيجاني في موقفه من الصحابة في صلح الحديبية:

يقول التيجاني ((مجمل القصة أن رسول الله (ص) خرج في السنة السادسة للهجرة يريد العمرة مع ألف و أربعمائة من أصحابه فأمرهم أن يضعوا سيوفهم في القرب، وأحرم هو وأصحابه بذي الحليفة و قلدوا الهدي ليعلم قريش أنه إنما جاء زائرا معتمرا و ليس محاربا، و لكن قريشا بكبريائها خافت أن يسمع بأن محمداً دخل عنوة الى مكة و كسر شوكتها فبعثوا اليه بوفد يرأسه سهيل بن عمرو بن عبد ود العامري وطلبوا منه أن يرجع في هذه المرة من حيث أتى على أن يتركوا له مكة في العام القادم ثلاثة أيام، وقد اشترطوا عليه شروطاً قاسية قبلها رسول الله لاقتضاء المصلحة التي أوحى إليه ربه عزوجل، ولكن بعض الصحابة لم يعجبهم هذا التصرف من النبي وعارضوه في ذلك معارضة شديدة وجاءه عمر بن الخطاب فقال: ألست نبي الله حقاً؟ قال: بلى، قال عمر: ألسنا على الحق وعدونا على الباطل؟ قال: بلى، قال عمر: فلم نعطي الدنية في ديننا إذاً؟ قال رسول الله (ص): إني رسول الله ولست أعصيه وهو ناصري، قال عمر:أولست كنت تحدثنا أنا سنأتي البيت فنطوف به؟ قال: بلى، فأخبرتك أنا نأتيه العام؟ قال عمر: لا، قال: فإنك آتيه ومطوف به، ثم أتى عمر بن الخطاب إلى أبي بكر فقال: يا أبابكر أليس هذا نبي الله حقاً؟ قال: بلى، ثم سأله نفس الأسئلة التي سألها رسول الله، وأجابه أبو بكر بنفس الأجوبة قائلاً له: أيها الرجل إنه لرسول الله وليس يعصي ربه وهو ناصره، فاستمسك بغرزه، ولما فرغ رسول الله من كتاب الصلح قال لأصحابه: قوموا فانحروا ثم احلقوا، فوالله ما قام منهم رجل حتى قال ذلك ثلاث مرات، فلما لم يمتثل لأمره منهم أحد، فدخل خباءه ثم خرج فلم يكلم أحداً منهم بشيء حتى نحر بدنة بيده، ودعا حالقه فحلق رأسه، فلما رأى أصحابه ذلك قاموا فنحروا وجعل بعضهم يحلق بعضاً حتى كاد بعضهم يقتل بعض، .. هذه مجمل قصة الصلح في الحديبية وهي من الأحداث المتفق عليها عند الشيعة والسنة وقد ذكرها المؤرخون وأصحاب السير كالطبري وابن الأثير وابن سعد وغيرهم كالبخاري ومسلم، وأنا لي هنا وقفة، فلا يمكن لي أن أقرأ مثل هذا ولا أتأثر ولا أعجب من تصرف هؤلاء الصحابة تجاه نبيهم، وهل يقبل عاقل قول القائلين بأن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يمتثلون أوامر رسول الله ( ص ) وينفذونها، فهذه الحادثة تكذبهم وتقطع عليهم مايرومون، هل يتصور عاقل بأن هذا التصرف في مواجهة النبي هو أمر هين، أو مقبول، أو معذور قال تعالى { فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليما } ))(2)

قلت رداً عليه:

1 يبدو أن هذا التيجاني قد أجمل الرواية كثيراً حيث أخفى الجزء الهام منها مما يدل على سوء خبيئته ومدى تجنيه على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد جاء في جزء من حديث صلح الحديبية المستشهد به قول عروة بن مسعود لقومه (( .....فإن هذا قد عرض عليكم خطة رشد اقبلوها ودعوني آته. قالوا ائته، فأتاه، فجعل يكلم النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم نحواً من قوله لبديل. فقال عروة عند ذلك: أى محمد، أرأيت إن استأصلت أمر قومك، فإني والله لا أرى وجوهاً، وإني لأرى أشواباً من الناس خليقاً أن يفروا ويَدَعُوكَ، فقال له أبو بكر: امصص بظرَ اللات، أنحن نفر عنه وندعه؟ فقال: من ذا؟ قالوا: أبو بكر، قال: أما والذي نفسي بيده، لولا يدٌ كانت لك عندي لم أجزك بها لأجبتك، قال وجعل يكلم النبي صلى الله عليه وسلم، فكلما تكلم كلمة أخذ بلحيته، والمغيرة بن شعبة قائم على رأس النبي صلى الله عليه وسلم ومعه السيف وعليه المغفر، فكلما أهوى عروة بيده إلى لحية النبي صلى الله عليه وسلم ضرب يده بنعل السيف وقال له: أخِّر يدك عن لحية رسول الله صلى الله عليه وسلم فرفع عروة رأسه فقال: من هذا؟ قال: المغيرة بن شعبة، فقال: أي غدر، ألست أسعى في غدرتك؟ وكان المغيرة صحب قوماً في الجاهلية فقتلهم وأخذ أموالهم ثم جاء فأسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أما الإسلام فأقبل وأما المال فلست منه في شيء، ثم إن عروة جعل يرمق أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بعينيه، قال: فوالله ما تنخم(3) رسول الله صلى الله عليه وسلم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده، وإذا أمرهم ابتدروا أمره (!!)، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه، وإذا تكلموا خفضوا أصواتهم عنده، وما يحدون إليه النظر تعظيماً له، فرجع إلى أصحابه فقال: أي قوم والله لقد وفدت على الملوك، ووفدت على قيصر وكسرى والنجاشي، والله إن رأيت مليكاً قط يعظمه أصحابه كما يعظم أصحاب محمدٍ صلى الله عليه وسلم محمداً (!!) والله إن تنخم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده، وإذا أمرهم ابتدروا أمره، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه، وإذا تكلموا خفضوا أصواتهم عنده، وما يحدون إليه النظر تعظيماً له ))(4) فهؤلاء هم الصحابة المعظِّمون لنبيهم صلى الله عليه وسلم يشهادة رجل من المشركين..... سبحان الله أرأيت أخي القارئ إلى هذا التيجاني المنصف والأمين كيف يخفي هذا الجزء الهام من الحديث، وأنا في الحقيقة أعذره في ذلك لأنه بإيراده لهذا الجزء سيهدم كلامه من أوله إلى آخره إذ كيف يتوافق ما جاء في الحديث مع تهويلاته؟!

2 لم يعارض الصحابة النبي صلى الله عليه وسلم معارضة شديدة كما يدعي التيجاني ولا يظهر في الحديث ما يدل على أنهم أرادوا مخالفة نبيهم صلى الله عليه وسلم ولكنهم فعلوا ما فعلوه حباً لدينهم وعقيدتهم وحنقاً على الكافرين، وظنوا كما يظن أي إنسان تعتريه الأعراض البشرية أن ما جاء في المعاهدة التي أبرمت من الشروط ما يعتبر إجحافاً في حق المسلمين وهذا ما كان ظاهراً وجلياً في هذه المعاهدة، وليسوا هم معصومون ويوحى إليهم مثل نبيهم صلى الله عليه وسلم، ثم كيف يخالف الصحابة نبيهم ولا يمتثلون أمره ثم ينزل فيهم قوله تعالى { لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحاً قريباً } ( الفتح 18) فهذه الآية نزلت في صلح الحديبية، فكيف يخبر الذي يعلم السر وأخفى برضاه عن الصحابة لعلمه ما في قلوبهم من الصدق والوفاء والسمع والطاعة ويبشرهم بالفتح القريب ثم يأتي هذا ( المتشيع للهدى )! ليشكك في نيات الصحابة تجاه نبيهم صلى الله عليه وسلم؟ فلا أقول له إلا كما قال الصديق امصص بظر اللات !؟؟(5).

3 وحتى تكون الصورة أكثر وضوحاً لدى القارئ سأنقل رواية مسلم في صلح الحديبية،  وقد عزى التيجاني نفسه إليها في هامش كتابه  وهي رواية أخرى غير رواية البخاري والتي توضح مَن مِنَ الصحابة بالتحديد الذي خالف أمر النبي صلى الله عليه وسلم ورفض الإذعان لأمره فقد أخرج مسلم عن البراء بن عازب قوله (( لما أحصر النبي صلى الله عليه وسلم عند البيت صالحه أهل مكة على أن يدخلها فيقيم بها ثلاثا. ولا يدخلها إلا بجلبان السلاح، السيف وقرابه، ولا يخرج معه من أهلها، ولايمنع أحدا يمكث بها ممن كان معه. قال لعلي ( أي ابن أبي طالب ) أكتب الشروط بيننا. بسم الله الرحمن الرحيم. هذا ما قضى عليه محمد رسول الله، فقال له المشركون: لو نعلم أنك رسول الله تابعناك، ولكن أكتب: محمد بن عبد الله، فأمر عليا أن يمحاها. فقال علي: لا والله لا أمحاها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أرني مكانها، فأراه مكانها فمحاها. وكتب: ابن عبد الله فأقام بها ثلاثة أيام ...))(6) وإذا أردت أن أستخدم عقلية هذا التيجاني وتفكيره وإنصافه المزعوم فسأقول أنا لي هنا وقفة فلا يمكن لي أن أقرأ مثل هذا ولا أتأثر ولا أعجب من تصرف هذا الصحابي، وهل يقبل عاقل قول القائل بأن هذا الصحابي كان يمتثل أمر النبي صلى الله عليه وسلم وينفذه، فهذه الحادثة تكذبه وتقطع عليه مايروم، فهل يظن نفسه أكثر حرصا من النبي صلى الله عليه وسلم حتى دفعه بأبي هو وأمي أن يمحي الكلمة بيده الشريفة ويكتبها بنفسه، فلا أظن أن عاقلا يقول بأن هذا التصرف في مواجهة النبي صلى الله عليه وسلم هو أمر هين أومقبول أو معذور ... فهذه هي العقلية التي يكتب بها هذا التيجاني التي تفتح الباب لكل (جاهل ) ليحمل كل فعل لصحابي مع النبي صلى الله عليه وسلم على أنه مخالفة له وعدم امتثال لأمره وسوء تصرف...الخ، ولا نكلف أنفسنا الرجوع لأقوال أهل العلم من شُراح الأحاديث، فأقول لهذا التيجاني هل تقبل هذا التفسير لفعل علي بن أبي طالب رضي الله عنه تجاه النبي صلى الله عليه وسلم ؟ فإن قبلت بذلك فعليك أن تحكم على عليٍ بما حكمت به على بقية الصحابة، وإن لم يعجبك هذا التعليل فقد حكمت على قولك بحق الصحابة الكرام بالبطلان فتصبح قد رددت على عقلك بنفسك والحمد لله رب العالمين.

ثم يقول (( فهل سلّم عمر بن الخطاب هنا ولم يجد في نفسه حرجاً مما قضى الرسول ( ص )؟! أم كان في موقفه تردد فيما أمر النبي؟ وخصوصاً في قوله أولست نبي الله حقاً؟ أولست كنت تحدثنا؟ إلى آخره، وهل سلم بعد ما أجابه رسول الله بتلك الأجوبة المقنعة، كلا لم يقتنع بجوابه وذهب يسأل أبابكر نفس الأسئلة، وهل سلم بعدما أجابه أبوبكر ونصحه أن يلزم غرز النبي، لا أدري إذا كان سلم بذلك، أو اقتنع بجواب النبي أو بجواب أبي بكر(!!)، وإلا لماذا تراه يقول عن نفسه فعملت لذلك أعمالاً... فالله وحده ورسوله يعلم ما هي الأعمال التي عملها عمر، ولا أدري سبب تخلف البقية الباقية من الحاضرين بعد ذلك إذ قال لهم رسول الله: قوموا فانحروا ثم احلقوا، فلم يستمع إلى أمره أحد منهم حتى كررها عليهم ثلاث مرات بدون جدوى، سبحان الله أنا لا أصدق ما أقرأ، وهل يصل الأمر بالصحابة لهذا الحد في التعامل مع أمر الرسول، ولو كانت هذه القصة مروية من طريق الشيعة وحدهم لعددت ما قالوا افتراء على الصحابة الكرام، ولكن القصة بلغت من الصحة والشهرة أن تناقلها كل المحدثين من أهل السنة والجماعة أيضا، وبما أنني ألزمت نفسي توثيق ما اتفقوا عليه فلا أراني إلا مسلما ومتحيراً: ماذا عساني أن أقول؟ وبماذا أعتذر عن هؤلاء الصحابة الذين قضوا مع رسول الله قرابة عشرين عاماً من البعثة إلى يوم الحديبية، وهم يشاهدون المعجزات وأنوار النبوة؟ والقرآن يعلمهم ليلاً نهاراً كيف يتأدبون مع حضرة الرسول وكيف يكلموه، حتى هددهم الله بإحباط أعمالهم إن رفعوا أصواتهم فوق صوته ))(7). أقول:

1 مما شك فيه أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه سلَّم بما أخبره النبي صلى الله عليه وسلم ولكنه أبدى شيئاً من الإعترض على شروط الاتفاق لأن الشبهة لم تنكشف له بوضوح، خصوصاً إذا عرفنا أنهوجه أسئلته تلك للنبي صلى الله عليه وسلم ومن بعده أبي بكر بعدما اشترط المشركون على النبي صلى الله عليه وسلم شروطاً قاسيةً منها أنه من جاء مسلماً يجب أن يرد إليهم ففي الحديث (( ....فقال سهيل: وعلى أنه لا يأتيك منا رجل  وإن كان على دينك  إلا رددته إلينا، قال المسلمون: سبحان الله!! كيف يرد إلى المشركين وقد جاء مسلماً؟! فبينما هم كذلك إذ دخل أبو جندل بن سهيل بن عمرو يرسف في قيوده وقد خرج من أسفل مكة حتى رمى بنفسه بين أظهر المسلمين، فقال سهيل: هذا يا محمد أول من أقاضيك عليه أن ترده إليّ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إنا لم نقض الكتب بعد قال: فوالله إذاً لم أصالحك على شيء أبداً، قال النبي صلى الله عليه وسلم:فأجزه لي، قال ماأنا بمجيزه لك، قال: بلى فافعل، قال ما أنا بفاعل، قال مكرز: بل قد أجزناه لك، قال أبوجندل: أي معشر المسلمين، أرد إلى المشركين وقد جئت مسلماً؟ ألا ترون ما قد لقيت؟ وكان قد عذب عذاباً شديداً في الله، قال فقال عمر بن الخطاب فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم .... الخ )) ثم سأل أسئلته تلك فلهذا كان وقع الأمر على عمر بن الخطاب بل وعلى أغلب الصحابة شديداً، ثم وإذا أضفنا إلى ذلك أن عمر سأل النبي صلى الله عليه وسلم بقوله ( أوليس كنت تحدثنا أنا سنأتي البيت فنطوف به......الخ ) وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد أخبر أنه رأى في منامه أنه يعتمر ويدخل هو وأصحابه البيت فلما رأوا تأخير ذلك شق عليهم(8)، لهذا وتلك سأل عمر النبي صلى الله عليه وسلم فكان ذلك منه حرصاً على إذلال المشركين وحرصاً على نصرة الدين وأسئلته واضحة بهذا الشأن، ولم يكن ذلك شكاً بالطبع فقد وقع في رواية ابن اسحاق (( أن أبابكر لما قال له: الزم غرزه فإنه رسول الله، قال عمر وأنا أشهد أنه رسول الله ))(9) لذلك يقول الإمام إبن حجر العسقلاني (( والذي يظهر أنه توقف منه ليقف على الحكمة في القصة وتنكشف عنه الشبهة ونظيره قصته في الصلاة على عبد الله بن أبي، وإن كان في الأولى لم يطابق اجتهاده الحكم بخلاف الثانية وهي هذه القصة، وإنما عمل الأعمال(10) المذكورة لهذه، وإلا فجميع ماصدر منه كان معذوراً فيه بل هو مأجور لأنه مجتهد فيه ))(11) والذي يؤكد أن عمر توقف في ذلك ليعلم الحكمة وتنجلي له الشبهة هو ما وقع في رواية مسلم في قصة الحديبية عند سؤال عمر للنبي صلى الله عليه وسلم تلكم الأسئلة قول الراوي ((....فنزل القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالفتح، فأرسل إلى عمر فأقرأه إياه، فقال: يا رسول الله أو فتح هو؟! قال: نعم فطابت نفسه ورجع ))(12) وفي سورة الفتح نزل قوله تعالى { لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحاً قريباً } وروى أحمد في مسنده عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( لن يدخل النار رجل شهد بدراً والحديبية ))(13) فقد أخبر الله برضاه عن المؤمنين المبايعين للنبي صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة وشهد لهم بالجنة.. لماذا؟ لأنه علم صفاء ظواهرهم وبواطنهم، ولا شك أن عمر بن الخطاب من أوائلهم، فإذا كان الله سبحانه علام الغيوب يخبر عن صفاء قلوب الصحابة ثم يأتي هذا الرويبض المهتدي! ليطعن في قلوب الصحابة ألا يكون هذا طعناً بالدين؟!

2 أما قوله أن عمر قال (( فعملت لذلك أعمالاً )) وقوله (( والله وحده ورسوله يعلم ما هي الأعمال التي عملها عمر )) فهذا إن دل على شيء فإنما يدل على عظيم جهله، فقد ورد عن عمر التصريح بقوله ( أعمالاً ) ففي رواية ابن إسحاق (( وكان عمر يقول ما زلت أتصدق وأصوم وأصلي وأعتق من الذي صنعت يومئذ، مخافة كلامي الذي تكلمت به . وعند الواقدي من حديث ابن عباس: قال عمر: لقد أعتقت بسبب ذلك رقاباً، وصمت دهراً ))(14) وذلك ليكفر عما بدر منه من التوقف في الامتثال للأمر من أوله وهذا أيضاً من اجتهاده رضي الله عنه وفي هذا دلالة واضحة على ورعه وتقواه وانابته للحق وأنه ما أراد إلا إظهار العزة للمسلمين وإذلال المشركين كما هو واضح من سياق الحديث.

3 بالنسبة لقوله ( ولا أدري سبب تخلف البقية الباقية من الحاضرين بعد ذلك إذ قال لهم رسول الله قوموا فانحروا ثم احلقوا....الخ )

فأقول لهذا التيجاني لقد أوضحت في الحديث الذي رواه مسلم بأن علياً كان من جملة الصحابة الحاضرين في صلح الحديبية وكان من المعارضين لشروط الاتفاقية على رأي عمر بن الخطاب، وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قال لهم قوموا فانحروا فلم يقم منهم أحد، فلا شك أن علياً أيضاً كان واحداً منهم ولم يمتثل لأمره صلوات الله وسلامه عليه، وأنت تقول ( ماذا عساني أن أقول؟ وبماذا أعتذر عن هؤلاء الصحابة الذين قضوا مع رسول الله قرابة عشرين عاماً....) ويبدو أنه قد غاب عنك أن علياً واحداً من هؤلاء الصحابة، فإذا استطعت أن تعتذر عن علي في هذه الحادثة فأعتقد أن هذا يُعد اعتذار يشمل بقية الصحابة، وإذا لم تستطع أن تجد عذراً لعليٍ فالطعن الذي وجهته للصحابة موجه له يقيناً، وهنا لا يسعني إلا أن أقول إعتذر عن عقلك خير لك!!

4 أما بالنسبة لعدم امتثال الصحابة لأمر النبي صلى الله عليه وسلم يعود لعدة أمور بينها ابن حجر بقوله (( قيل كأنهم توقفوا لاحتمال أن يكون الأمر بذلك للندب أو لرجاء نزول الوحي بإبطال الصلح المذكور، أو تخصيصه بالإذن بدخولهم مكة ذلك العام لإتمام نسكهم، وسوغ لهم ذلك لأنه كان زمان وقوع النسخ، ويحتمل أن يكونوا ألهتهم صورة الحال فإستغرقوا في الفكر لما لحقهم من الذل عند أنفسهم مع ظهور قوتهم واقتدارهم في اعتقادهم على بلوغ غرضهم وقضاء نسكهم بالقهر والغلبة أو أخروا الامتثال لاعتقادهم أن الأمر المطلق لا يقتضي الفور، ويحتمل مجموع هذه الأمور لمجموعهم وليس فيه حجة لمن أثبت أن الأمر للفور ولا لمن نفاه ولا لمن قال إن الأمر للوجوب لا للندب، لما يطرق القصة من الاحتمال ))(15) (( ونظير هذا ما وقع لهم في غزوة الفتح من أمره لهم بالفطر في رمضان، فلما استمروا على الامتناع تناول القدح فشرب فلما رأوه شرب شربوا ))(16) فهذه هي الاحتمالات التي يضعها العلماء ليعتذروا عن الصحابة الكرام أما الجهلاء فأول ما يطرق عقولهم هو حمل أفعال الصحابة على أسوء المحامل وأسخفها في الوقت ذاته وذلك لما تكنه صدورهم من الحقد والكراهية فنعوذ بالله ممن أصمه الله وأعمى بصيرته.

ثم يهذي فيقول (( ويدفعني إلى الاحتمال بأن عمر بن الخطاب هو الذي أثار بقية الحاضرين ودفعهم إلى التردد والتخلّف عن أمر الرسول  زيادة على اعترافه بأنه عمل لذلك أعمالاً لم يشأ ذكرها  ما يردده ( هو ) في موارد أخرى قائلاً: مازلت أصوم واتصدق واعتق مخافة كلامي الذي تكلمت به.....إلى آخر ما هو مأثور عنه في هذه القضية مما يشعرنا بأن عمر نفسه كان يدرك بعد الموقف الذي وقفه ذلك اليوم، إنها قصة عجيبة وغريبة ولكنها حقيقية ))(17)

1 هذا من الدس الرخيص على الصحابي الجليل عمر بن الخطاب رضي الله عنه، إذ كيف علم أن عمر هو الذي أثار بقية الحاضرين للتخلف والتردد عن أمر الرسول صلى الله عليه وسلم؟ فهل يعلم ما في قلب عمر أم أوحي إليه بذلك؟! فلا يدل ذلك إلا على تحامل هذا الرافضي على عمر، ثم على أي شيء استند هذا الدعي في تقوله على عمر؟ فهل في الحديث ما يدل على ذلك؟! فإذا كان فيه ما يدل على ذلك وهيهات فليرينا إياه بدلاً من إلقاء الكلام جزافاً على خير الناس.

2 ألا يدل هذا الكلام أيضاً على أنه طعن في بقية الصحابة لأنهم بزعمه تخلفوا عن الرسول صلى الله عليه وسلم إلى رأي عمر! وعلي بن أبي طالب من جملتهم بالطبع! أرأيت أخي القارئ كيف يمهد هذا الرافضي (المهتدي) لقرائه ويستدرجهم من حيث لم يحتسبوا رويداً للطعن في مجموع الصحابة العظام ليصل بهم إلى تقبل اعتقاد الرافضة بأن الصحابة ارتدوا إلا ثلاثة أو سبعة!؟ ولست أدري كيف لم ينتبه هذا الرافضي إلى أنه يطعن في إمامه الأول علي بن أبي طالب رضي الله عنه لأنه من الصحابة المترددين عن أمر النبي صلى الله عليه وسلم.

3 أما قوله ( زيادة على اعترافه بأنه عمل لذلك أعمالاً لم يشأ ذكرها ) ثم قوله (ما يردده هو في موارد أخرى قائلاً: ما زلت أصوم وأتصدق...الخ ) فلست أدري حقاً هل يعني هذا الرجل ما يكتب؟! فكيف يعمل أعمالاً لم يشأ ذكرها ثم يردد (هو) في موارد أخرى أنه فعل كذا كذا، فهو هنا يريد أن يوهم القارئ أن هناك أعمالاً أخرى غير التي ذكرت قد أخفاها عمر، فيبدو أن لهذا التيجاني حاسة ثامنة قد استطاع من خلالها اكتشاف ما عجز عنه المحققون والشراح، ثم ماذا تعني بقولك (موارد أخرى )؟ أليست هذه روايات أخرى لهذا الحديث؟ فما الذي يجعلك تتمسك برواية البخاري التي يقول عمر فيها ( فعملت لذلك أعمالاً ) وتشكك في الروايات الأخرى والتي توضح هذه الأعمال مع أن المتكلم في جميع هذه الروايات هو عمر نفسه! فلماذا يعترف على نفسه بأنه عمل أعمالاً لم يشأ ذكرها؟!

4 أما قولك إلى آخر ما هو مأثور عنه في هذه القضية..فما هو المأثور عنه في هذه القضية؟ فإذا كنت تأتي لقول عمر الصريح الواضح فتجعله متشابهاً، فكيف بك لو وجدت ما يدين عمر فلأسرعت لتزيينه في كتابك (الهادي)! ولكنك لم تجد فأوهمت ذلك وهذا إغلال منك في هذه الحادثة.


 أن القرآن يذم الصحابة

 يقول التيجاني (المهتدي حسب زعمه ) في بداية هذا المبحث (( قبل كل شيء لا بد لي أن أذكر بأن الله سبحانه وتعالى قد مدح في كتابه العزيز في العديد من المواقع صحابة رسول الله الذين أحبوا الرسول واتبعوه وأطاعوه في غير مطمع وفي غير معارضة ولا استعلاء ولا استكبار، بل ابتغاء مرضاة الله ورسوله، أولئك رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه، وهذا القسم من الصحابة الذين عرف المسلمون قدرهم من خلال مواقفهم وأفعالهم معه (ص) فأحبوهم وأجلوهم وعظموا قدرهم وترضوا عنهم كلما ذكروهم. وبحثي لا يتعلق بهذا القسم من الصحابة الذي هم محط الإحترام والتقدير من السنة والشيعة، كما لا يتعلق بالقسم الذي اشتهر بالنفاق والذين هم معرضون للعن المسلمين جميعاً من السنة والشيعة، ولكن بحثي يتعلق بهذا القسم من الصحابة الذين أختلف فيهم المسلمون(!!) ونزل القرآن بتوبيخهم وتهديدهم في بعض المواقع، والذين حذرهم رسول الله (ص) في العديد من المناسبات أوحذر منهم، نعم( الخلاف ) القائم بين الشيعة والسنة هو في هذا القسم من الصحابة....))(1).

هنا يحاول التيجاني أن يبرز السنة والشيعة على أنهم متفقون على أن من الصحابة من هم محل اتفاق وأن هناك قسم محل اتفاق أيضاً وهم المنافقون ولكن الخلاف بين السنة والشيعة هو في القسم الثالث من الصحابة! ونسي أو تناسى أنه ذكر أن أهل السنة لا يقسمون الصحابة إلى أقسام أصلاً بل يعدون صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم عدول وهذه القضية عندهم من أصول الدين التي لا يجوز الخلاف فيها فادعاء التيجاني بأن الخلاف بين السنة والشيعة في أقسام الصحابة تخرص واضح وفاضح منه، أما المنافقون فهم ليسو عندهم بحال من جملة الصحابة، ولكنه هنا أبى إلا أن يجعل من الصحابة ثلاثة أقسام والغريب أن مما يؤكده التيجاني خلال بحثه المعمق أنه يرجع إلى مصادر الطرفين ولكنه هنا أقحم رأى الشيعة في تقسيم الصحابة واتخذه مرتكزاً ليلوي أعناق نصوص القرآن ويفسرها بما يوافق هواه وأهمل تماماً قول أهل السنة في الصحابة فمرحى بالإنصاف!؟

أولاً: استدلاله بالآية الأولى على ذم الصحابة والرد عليه في ذلك:

يستدل التيجاني فيما يسميها ( آية الانقلاب ): قال تعالى في كتابه العزيز { وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئاً وسيجزي الله الشاكرين } فهذه الآية الكريمة صريحة وجلية في أن الصحابة سينقلبون على أعقابهم بعد وفاة الرسول مباشرة ولا يثبت منهم إلا القليل كما دلت على ذلك الآية في تعبير الله عنهم: أي عن الثابتين الذين لا ينقلبون بالشاكرين، فالشاكرون لا يكونون إلا قلة قليلة كما دل على ذلك قوله سبحانه وتعالى { وقليل من عبادي الشكور } وكما دلت عليه أيضاً الأحاديث النبوية الشريفة التي فسرت هذا الانقلاب، والتي سوف نذكر البعض منها ....))(2) وللرد عليه أقول:

1 يجب على المفسر لكتاب الله أن يلم بأصول التفسير كأسباب النزول والناسخ والمنسوخ والخاص والعام وغيره ليكون تفسيره حسب أصول التفسير، يقول الزركشي في كتابه ( البرهان ) (( التفسير في الإصطلاح: هو علم نزول الآية وسورتها وأقاصيصها والإشارات النازلة فيها، ثم ترتيب مكيها ومدنيها، ومحكمها ومتشابهها، وناسخها ومنسوخها، وخاصها وعامها، ومطلقها ومقيدها، ومجملها ومفسرها، وزاد فيها قوم فقالوا: علم حلالها وحرامها، ووعدها ووعيدها، وأمرها ونهيها، وعبرها وأمثالها ))(3) وأما الناقل لتفسير آية من الكتاب فيجب أن يرجع إلى أقوال أهل العلم بالتفسير وإلا لما كان لتفسيره أى مصداقية، والتيجاني لم يلتزم بتفسيره من الناحيتين فلا هو من أهل العلم بالتفسير ولا هو اعتمد على علماء التفسير ومن كانت هذه حاله فلا بد أن يأتي تفسيره سوفسطائي!؟ وهذا هو شأن أهل الأهواء.

2 وأما بالنسبة لسبب نزول الآية فقد ذكر المفسرون أنها بسبب انهزام المسلمين يوم أحد حين صاح الشيطان: قد قتل محمد فقال بعض المنافقين قد قتل محمد فأعطوهم بأيديكم فإنما هم إخوانكم وقال بعض الصحابة: إن كان محمد قد قتل ألا تمضون على مامضى عليه نبيكم حتى تلحقوا به فأنزل الله تعالى في ذلك {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل...}(4) وقد اعترف أحد كبار علماء الإمامية الاثني عشرية بأن هذا هو سبب نزول الآية(5)، وعلى ذلك فمعنى الآية ((هو معاتبة الله لأصحاب محمد على ما كان منهم من الهلع والجزع حين قيل لهم بأحد إن محمداً قتل ))(6) (( فلو مات محمد أو قتل لاينبغي لهم أن يصرفهم ذلك عن دينه وما جاء به، فكل نفس ذائقة الموت، وما بعث محمد صلى الله عليه وسلم ليخلد لا هو ولا هم بل ليموتوا على الإسلام والتوحيد فإن الموت لا بد منه، سواء مات رسول الله صلى الله عليه وسلم أو بقي ))(7) فقوله (( أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم، أي: كيف ترتدون وتتركون دينه إذا مات أو قتل مع علمكم أن الرسل تخلو ويتمسك أتباعهم بدينهم وإن فقدوا بموت أو قتل ))(8) وقوله (( ومن ينقلب على عقبيه أي: بإدباره عن القتال أو بارتداده عن الإسلام  فلن يضر الله شيئاً  من الضرر وإنما يضر نفسه  وسيجزي الله الشاكرين  أي الذين صبروا وقاتلوا واستشهدوا لأنهم بذلك شكروا نعمة الله عليهم بالإسلام ))(9).

3 هذه الآية تعتبر أعظم دليل على عظمة أبي بكر وشجاعته وثباته وذلك عندما صدع بهذه الآية يوم وفاة النبي صلى الله عليه وسلم (( وثبوته في ذلك الموطن، وثبوته في أمر الردة، وذلك أن رسول الله لما قبض وشاع موته هاج المنافقون وتكلموا وهموا بالاجتماع والمكاشفة أوقع الله تعالى في نفس عمر رضي الله عنه أن النبي لم يقبض فقام بخطبته المشهورة المخوفة للمنافقين برجوع النبي عليه السلام ففتَّ ذلك في أعضاد المنافقين وتفرقت كلمتهم ثم جاء أبو بكر بعد أن نظر إلى النبي عليه السلام فسمع كلام عمر فقال له: اسكت، فاستمر في كلامه فتشهد أبو بكر فأصغى الناس إليه فقال: أما بعد فإنه من كان يعبد الله تعالى فإن الله حي لا يموت ومن كان يعبد محمداً فإن محمد قد مات، وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وتلا الآية كلها فبكى الناس ولم يبق أحد إلا قرأ الآية كأن الناس ما سمعوها قبل ذلك اليوم، قالت عائشة رضي الله عنها في البخاري: فنفع الله بخطبة عمر ثم بخطبة أبي بكر.... فهذا من المواطن التي ظهر فيها شكر أبي بكر وشكر الناس بسببه ))(10).

4 من هنا نعلم أن قول التيجاني ( المهتدي ) (( هذه الآية صريحة وجلية (هكذا!) في أن الصحابة سينقلبون على أعقابهم بعد وفاة الرسول مباشرةً )) لا يدل إلا على عظيم جهله بأصول التفسير وبأقوال المفسرين، وإلا فليخط لنا تفسيراً واحداً أو ليأتنا بعالم واحد يفسر هذه الآية كما فسرها هو وإذا فسرت الآية حسب عقليته لأصبح المعنى أن الله سبحانه وتعالى يبشر صحابة نبيه صلى الله عليه وسلم ( بكل وضوح ) أنهم سينقلبون في المستقبل القريب!!؟ فهو يجزم بحدوث انقلاب أكثر الصحابة والنبي صلى الله عليه وسلم لما يتوفاه الله بعد، وليس هذا فقط بل ويؤكد أنهم سينقلبون بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم مباشرةً!!! وأنا لا أستغرب هذا الهراء من مثل هذا وأمثاله لأن كتب التفسير لدى الرافضة قد حشيت بأقاصيص فيها من السفاهة والسخافة ما يجعلها تصلح لإضحاك الأطفال، فضلاً من أن تسمى كتب تفاسير لكتاب العزيز الغفار، وبما أن التيجاني أيضاً قد جزم بأن أكثر الصحابة سينقلبون بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم مباشرةً فلابد أن يوضح من هم الصحابة المنقلبون ومن هم الصحابة الثابتون وإلا اختلط الأمر على الأمة فلم يُعْرَفِ الصحابي من المنقلب على عقبه وخصوصاً أنه ذكر أن الشيعة يقسمون الصحابة الى ثلاثة أقسام منهم قسم من الصحابة مرضي عنهم وقسم اختلف فيهم المسلمون! ولا يُعتقد أبداً أن القرآن يبهم هذه القصية الخطيرة ليتلقفها السفهاء ويتلاعبوا بها فيضعوا صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم على رقعة الشطرنج فيلفظوا من أرادوا ويبقوا من شاءوا، ولا أظن أن التيجاني يستطيع أن يقول بأن الصحابة الثابتين هم الثلاثة أو السبعة(*) الذين تعترف بهم الرافضة وتترضىَّ عنهم لأنه سوف يصطدم بالنصوص التي تثبت أن أبا بكر وعمر لم ينقلبوا كما أثبتُّ قبل قليل بالإضافة إلى الصحابة سعد بن أبي وقاص الذي اندقت سية قوسه وطلحة بن عبيد الله الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم في وقعة أحد ( أوجب طلحة ) وقتادة بن النعمان حين أصيبت عينه فردَّها له النبي صلى الله عليه وسلم فعادت كأحسن مما كانت وذلك كله في غزوة أحد التي قد انقلبوا فيها وقد أثبت ذلك الطبرسي في تفسيره ( مجمع البيان في تفسير القرآن )(11) وهؤلاء جميعاً ليسو من ضمن القسم المعظم عند أهل الرفض فما هو جواب التيجاني المهتدي وإخوانه الرافضينا؟! بالإضافة إلى أن عدم تحديد الصحابة من المنقلبين سيفتح المجال للطعن بالقرآن الكريم لأنه في عدة مواضع يمدح الصحابة ويشهد لهم بالايمان وصلاح الظواهر والبواطن، وفي مواضع أخرى يذم الصحابة ويبشر بارتدادهم عن الدين وهذا هو عين ما يسعى إليه الرافضة الاثنا عشرية وتشهد على ذلك مراجعهم الأصلية، والحق الذي يجب أن يعرفه كل مسلم هو أن الصحابة إنما هم بشر يخطئون وتقع منهم الزلات والهنات ولكنهم أهل عدل وصدق شهد لهم القرآن الكريم في غير ما موضع كما في قوله تعالى { والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم } ( التوبة 100) فهذه بشارة الله سبحانه لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا أن يبشرهم بالارتداد والانقلاب عن الدين كما يدعي المهتدي،...وكقول النبي صلى الله عليه وسلم (( لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه ))(12) فالصحابة كلهم عدول بالنص المنقول والمنطق المعقول.

5 يجب على المفسر لآية أن يربطها بالآيات التي قبلها والتي بعدها لأن تمام التفسير ووضوحه مرتبط بذلك والآية التي استشهد بها التيجاني هي من ضمن غزوة أحد والأخطاء التي وقعت فيها والسورة بصدد عتاب الله للمؤمنين لما حدث لهم في هذه الغزوة وذلك أن الله أنكر عليهم أنهم بمجرد الايمان سيدخلهم الجنة دون الجهاد والابتلاء والتمحيص فقال تعالى { أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين ولقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقوه فقد رأيتموه وأنتم تنظرون } ( آل عمران 142  143) ثم ذكر بعدها مباشرة قوله { وما محمد إلا رسول...} استمرار بعتابهم على ماكان منهم في تلك الغزوة ثم ذكرهم بالآيات التي بعدها أن هناك من الأنبياء من قاتل معه الصالحون فما وهنوا وما ضعفوا وماذلوا كما حدث من بعضكم وفي الآية التي بعدها أثبت الله لصحابة نبيه صلى الله عليه وسلم الإيمان وحذرهم من طاعة الكافرين بقوله تعالى { ياأيها الذين آمنوا إن تطيعوا الذين كفروا يردوكم على أعقابكم فتنقلبوا خاسرين } ( آل عمران 149) وبعد عتابهم ذكر الله بعد آيات أنه عفا عمن تولى يوم القتال بسبب بعض ذنبه بقوله { إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم إن الله غفور حليم } ( آل عمران 155) ثم يذكر الله سبحانه أن المؤمنين قد استجابوا للرسول صلى الله عليه وسلم من بعد ما أصابهم القرح في غزوة أحد لملاحقة أبي سفيان إلى حمراء الأسد فقال تعالى { الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل (فانقلبوا ) بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو الفضل العظيم } ( آل عمران 172  174) ولا شك أن هؤلاء الموصوفون بهذه الصفات وهذا المديح هم الصحابة المنقلبون بنعمة من الله وفضل فكيف يدعي التيجاني أن الله يبشر صحابة نبيه صلى الله عليه وسلم بالارتداد والانقلاب بناءاً على تفسيره الممسوخ؟!

ثم يقول التيجاني (( ولا يمكن تفسير الآية الكريمة بطليحة وسجاح والأسود العنسي، وذلك حفاظاً على كرامة الصحابة، فهؤلاء قد انقلبوا وارتدوا عن الإسلام وادعوا النبوة في حياته (ص) وقد حاربهم رسول الله وانتصر عليهم ))(13)!!؟ سبحان الله ما هذه المجازفة الجهولة؟! آلرسول صلى الله عليه وسلم يقاتل المرتدين وينتصر عليهم كيف ومتى؟! لقد ظهر مسيلمة والأسود العنسي عند قرب وفاة النبي صلى الله عليه وسلم والعنسي فقط هلك قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ، وأما طليحة وسجاح فقد ارتدا بعد وفاته صلى الله عليه وسلم وذلك باتفاق أهل النقل جميعاً وقد قاتل ( سيف الله المسلول ) خالد بن الوليد طليحة في معركة ( البزاخة ) وهزمه ففر إلى الشام ولكنه ما لبث أن عاد إلى حظيرة الاسلام مرة أخرى وحسن إسلامه، ثم ظهرت المرأة المتنبئة سجاح بنت الحارث وكان على رأس من اتبعها مالك بن نويرة وقد خالفها جمع من بني تميم فدار بينهم قتال ثم سارت سجاح بجيشها إلى اليمامة بعد هزيمتها من أوس بن خزيمة والتقت مسيلمة فتزوجها وعادت إلى مقرها الأول العراق وأما مسيلمة الكذاب فقد هزمه خالد بن الوليد ومعاونيه عكرمة بن أبي جهل وشرحبيل بن حسنة في معركة اليمامة الشهيرة أو عقرباء شر هزيمة، ولكن هذا التيجاني الذي يجهل التاريخ والسيرة يدعي بأن النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي هزم المرتدين! وكل ذلك حتى يظهر أن المرتدين بعد النبي صلى الله عليه وسلم هم الصحابة وليس هؤلاء، فوالله لو كان الجهل بقرة لذبحتها!!... وبالنسبة لقول التيجاني بأن مالك بن نويرة وأتباعه منعوا الزكاة تريثاً منهم لأنهم علموا أن النبي صلى الله عليه وسلم قد نص على مبايعة علي بن أبي طالب رضي الله عنه بغدير خُم(14) بالخلافة كما بايعه أبو بكر نفسه!؟ ولكن مالك بن نويرة وأتباعه فوجئوا بأن الخليفة المبايع هو أبو بكر لذلك توقفوا عن دفع الزكاة....فأقول للتيجاني الذي يعتذرعن المرتدين بسفاهات الرافضة ويتحامل على صحابة النبي صلى الله عليه وسلم بخزعبلات الشيعة خير له أن يقصّ هذه القصص المضحكة على غير أهل السنة لأنها أقل من أن يرد عليها وأرجو منه أيضاً أن يأتينا بمصدر واحد يثبت به هذا الهراء كما هي عادته بالاحتجاج بالمصادر والمراجع، وبالنسبة لقضية مالك بن نويرة فسيأتي تفصيلها في مبحث خالد بن الوليد(15).

ثانياً استدلاله بالآية الثانية على ذم الصحابة والرد عليه في ذلك:

يستدل التيجاني فيما يسميها ( آية الجهاد ) بقوله (( قال تعالى { ياأيها الذين آمنوا مالكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل، إلا تنفروا يعذبكم عذاباً أليماً ويستبدل قوماً غيركم ولا تضروه شيئاً والله على كل شيء قدير } هاتان الآيتان صريحتان أيضاً في أن الصحابة تثاقلوا عن الجهاد واختاروا الركون إلى الحياة الدنيا رغم علمهم بأنها متاع قليل، حتى استوجبوا توبيخ الله سبحانه وتهديده إياهم بالعذاب الأليم، وبإستبدالهم بغيرهم من المؤمنين الصادقين ))(1).

1 اتفق المفسرون بأن هذه الآية نزلت في الحض على غزوة تبوك، وذلك بعد فتح مكة وبعد رجوعه صلى الله عليه وسلم من الطائف وحنين وقد أمروا بالنفير بالصيف حيث فرقت النخل وطابت الثمار وكان من عادة النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد غزوة ورّى بغيرها حتى كانت هذه الغزوة في حر شديد وسفر بعيد وعقبات كثيرة وعدو غفير فشق عليهم الخروج فأنزل الله هذه الآيات تحضهم على الجهاد وترهبهم من التثاقل عنه(2)، وقد أقر بذلك الطبرسي في تفسيره مجمع البيان(3) وعلى ذلك فمعنى الآية (( حث من الله جل ثناؤه المؤمنين به من أصحاب رسوله صلى الله عليه وسلم على غزو الروم، وذلك في غزوة رسول الله صلى الله عليه وسلم تبوك ))(4) ولا شك (( أن هذا التثاقل لم يصدر من الكل، إذ من البعيد أن يطبقوا جميعاً على التباطؤ والتثاقل وإنما هو باب نسبة ما يقع من البعض إلى الكل، وهو كثير شائع ))(5) بالإضافة إلى أن الذين تثاقلوا عن الجهاد لا رغبة عن الجهاد ولكن لما رأوه من طيب الثمار وبعد المشقة في هذه الغزوة لذلك نزلت هذه الآيات تعاتبهم وتحضهم على الجهاد، ومعلوم أن الصحابة بشر يعتريهم ما يعتري أي إنسان من الكسل وغيره ولذلك نزل القرآن في كثير من المواطن يعلم الصحابة ويوجههم ويحضهم ويرهبهم ليجعل منهم خير أمة أخرجت للناس.

وهذا الأمر معلوم لمن تدبر القرآن فنزلت الآيات التي تبدأ ب ( يا أيها الذين آمنوا) تسع وثمانون مرة وهي كلها للتعليم والتوجيه مثل قوله تعالى { يأيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص ..} و { يأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام.. } و {يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم .. } و { يأيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم.. } و { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا.. } و {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته.. } و { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة.. } و { يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا الذين كفروا .. } و { يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود .. } و { يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى.. } و { يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان .. } و { يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول .. } و { يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم .. } الخ ، لذلك يقول ابن مسعود: إذا سمعت الله يقول { يا أيها الذين آمنوا } فأوعها سمعك فإنه خيرٌ يؤمر به أو شر ينهى عنه(*) فالسياق القرآني جاء لتعليم الصحابة الخير أو نهيهم عن الشر ولكن يبدوا أن عقدة العصمة التي أنزلها الرافضة على أئمتهم جعلتهم يعتقدون أن أي خطأ أو تقصير يصدر عن الصحابة يعتبر قدحاً بهم فنسأل الله العصمة من عقدة ( العصمة ).

أما بالنسبة لقوله تعالى { إلا تنفروا يعذبكم عذاباً أليماً .. } فهذا فيه توعد من الله تعالى لمن ترك الجهاد وقال ابن عباس: ( استنفر رسول الله صلى الله عليه وسلم حيا من العرب فتثاقلوا عنه فأمسك الله عنهم القطر فكان عذابهم )(6) ومعلوم أن الصحابة رضوان الله عليهم قد خرجوا مع نبيهم صلى الله عليه وسلم إلى غزوة تبوك ولم يمسهم من عذاب الله شيء ، وأحب أن أبشر التيجاني أن أحداً ممن يقصدهم بالتثاقل والركون إلى الدنيا ليس ضمنهم أبو بكر أو عمر أو عثمان فأما أبو بكر فقد جاء بجميع ماله إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليجهز الجيش ولم يبق لأهله إلا الله ورسوله(7)، بالإضافة الى أن الله سبحانه أثبت له الصحبة لنبيه صلى الله عليه وسلم فذكر بالآية التي تلي الآية التي نحن بصددها مباشرة { إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغارإذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا... } لذلك قال الحسين بن الفضل: من قال إن أبا بكر لم يكن صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو كافر لإنكاره نص القرآن وقال الشعبي: عاتب الله عز وجل أهل الأرض جميعا في هذه الآية غير أبي بكر الصديق رضي الله عنه(8) وأما عمر فقد جاء بنصف ماله للنبي صلى الله عليه وسلم وجاء عثمان بألف دينار فنثرها في حجر النبي صلى الله عليه وسلم وجهز جيش العسرة فقال النبي صلى الله عليه وسلم (( ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم مرتين ))(9) وأما عبد الرحمن بن عوف فقد صلى النبي صلى الله عليه وسلم خلفه في غزوة تبوك(10) ثم جاء البكاؤون وهم السبعة الذين أنزل الله تعالى فيهم قوله { ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزناً ألا يجدواما ينفقون } ( التوبة 92) وتخلف عن الغزوة نفر من المسلمين من غير شك ولاارتياب منهم كعب بن مالك وهلال بن أمية ومرارة بن الربيع وهم الثلاثة الذين تخلفوا عن الغزوة وتخلف أيضاً أبو خيثمة وأبوذر ثم لحقا بالجيش الذي كان تعداده ثلاثون ألفاً ثم تاب الله تعالى بعد ذلك عن الثلاثة المتخلفين عن الغزوة فقال تعالى { لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب الله عليهم إنه بهم رؤوف رحيم } ( التوبة 117) فهذا ثناء مبارك


 أن الرسول صلى الله عليه وسلم يذم الصحابة

 أولاً  استدلاله على أن حديث الحوض يذم الصحابة والرد عليه في ذلك:

يقول التيجاني: (( قال رسول الله ( ص ): ( بينما أنا قائم فإذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال، هلّم، فقلت الى أين؟ فقال: إلى النار والله، قلت ما شأنهم؟ قال: إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقري، فلا أرى يخلص منهم إلا مثل همل النعم ) وقال ( ص ): (( إني فرطكم على الحوض من مرّ عليَّ شرب ومن شرب لم يظمأ أبداً، ليردنّ على أقوام أعرفهم ويعرفونني ثم يحال بيني وبينهم فأقول: أصحابي، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول: سحقاً سحقاً لمن غيّر بعدي ) فالمتمعن في هذه الأحاديث العديدة التي أخرجها علماء أهل السنة في صحاحهم ومسانيدهم، لا يتطرق إليه الشك في أن أكثر الصحابة قد بدلواوغيّروا بل ارتدوا على أدبارهم بعده ( ص ) إلا القليل الذي عبر عنه بهمل النعم، ولا يمكن بأي حال من الأحوال حمل هذه الأحاديث على القسم الثالث وهم المنافقون، لأن النص يقول: فأقول أصحابي ))(9)

وللرد على تُرهَّاته نقول وبالله التوفيق:

أولاً بالنسبة لهذين الحديثين اللذين ذكرهما التيجاني لم يردا في صحيح البخاري ومسلم بهذا اللفظ، فالحديث الأول لم يورده التيجاني كاملاً بالإضافة لتحريفه له وهذا ليس غريباً على من شبَّ على التحريف والكذب والتناقض فالرواية التي في البخاري عن أبي هريرة (!) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال بينما أنا ( نائم ) فإذا بزُمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل بيني وبينهم فقال هلمَّ، فقلت أين؟ قال: إلى النار والله، قلت وما شأنهم؟ قال: إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقري. ثم إذا زُمرة، حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال: هلمّ، قلت أين؟ قال: إلى النار . قلت: ما شأنهم؟ قال إنهم ارتدوا بعدَك على أدبارهم القهقري، فلا أراه يخلص منهم إلا مثل همل النعم ))(10). فانظر كيف حرّف كلمة (نائم)(11) واستبدلها بكلمة ( قائم ) وتأمل!.. بالإضافة إلى أن هذا الحديث لم يروه مسلمٌ في صحيحه فتنبه!

ثانياً أقول نعم أخرج مثل هذه الأحاديث أهل السنة في صحاحهم، ولكن هل ترى رجعت لأقوال أهل السنة في شروحهم لهذه الأحاديث أم كما هي عادتك تفسر حسب هواك ومبتغاك، ولكي يظهر الحق لكل طالبٍ له نسوق أقوال أهل السنة فيمن عناهم الحديث.

ثالثاً إختلف العلماء في حقيقة الردة المذكورة في الحديث، فعن قبيسة قال: ( هم الذين ارتدوا على عهد أبي بكر يعني حتى قتلوا وماتوا على الكفر، وقال الخطابي: لم يرتد من الصحابة أحد وإنما ارتد قومٌ من جفاة الأعراب ممن لا نصرة له في الدين وذلك لا يوجب قدحاً في الصحابة المشهورين، (( وقال ابن التين: يحتمل أن يكون المنافقون أو المرتكبين للكبائر ))(12)، وقال ابن حجر في الفتح (( قيل هم قومٌ من جفاة الأعراب دخلوا في الإسلام رغبةً ورهبةً ))(13) وقال الإمام النووي: (( هذا مم إختلف العلماء به على أقوال فقيل أنهم المنافقون المرتدون وقيل أن المراد بهم من كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ثم إرتد بعده ))(14) وقال بعض أهل العلم أنهم من أهل البدع والأهواء فقال ابن حجر في الفتح (( قيل هم أصحاب الكبائر والبدع الذين ماتوا على الإسلام ))(15) وقال النووي (( أن المراد به أصحاب المعاصي والكبائر الذين ماتوا على التوحيد وأصحاب البدع الذين لم يخرجوا ببدعتهم عن الإسلام ))(16) وقال الإمام الحافظ أبو عمر بن عبد البر (( كل من أحدث في الدين فهو من المطرودين عن الحوض كالخوارج والروافض وسائر أصحاب الأهواء ))(17) وقال أبو اسحاق الشاطبي (( الأظهر أنهم من الداخلين في غمار هذه الأمة، لأجل ما دلّ على ذلك فيهم، وهو الغرة والتحجيل، لأن ذلك لا يكون لأهل الكفر المحض، كان كفرهم أصلاً أو ارتداداً، لقوله ( قد بدلوا بعدك )، ولو كان الكفر لقال: قد كفروا بعدك، وأقرب ما يحمل عليه تبديل السنة وهو واقع على أهل البدع، ومن قال إنه النفاق، فذلك غير خارج عن مقصودنا لأن أهل النفاق إنما أخذوا الشريعة تقية لا تعبداً، فوضعوها في غير موضعها وهو عين الابتداع ))(18) وعلى ذلك فالمراد بالمرتدين في الحديث يشمل الصنفين المرتدين والمنافقين، بالإضافة لأهل الأهواء والمبتدعة وبذلك يتبين لنا أن الصحابة الكرام ليسوا ممن عنوا بالحديث ولكن إذا أبى هذا المهتدي إلا أن يناطح الحق ويركب رأسه فأضطر ولا بد من أن آتي بأقوال شيعته فيمن عناهم الحديث حتى يظهر الحق من الباطل ويأبى الله إلا ان يُجْري الحق على ألسنتهم يقول الفضل الطبرسي ( وهو من أكابر علماء الشيعة ) في تفسيره ( مجمع البيان ) عند تفسير قوله تعالى { فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم } ...اختلف فيمن عنوا به على أقوال فذكر أربعة أقوال وذكر في آخرها أنهم أهل البدع والأهواء من هذه الأمة ثم استدل على ذلك من حديث ( الارتداد ) فقال (( ورابعها أنهم أهل البدع والأهواء من هذه الأمة عن علي (ع) ومثله عن قتادة أنهم الذين كفروا بالارتداد، ويروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال والذي نفسي بيده ليردن على الحوض ممن صحبني أقوام حتي إذا رأيتهم اختلجوا دوني فلأقولن أصحابي أصحابي أصحابي فيقال إنك لا تدري ما أحدثوا بعد إيمانهم ارتدوا على أعقابهم القهقري، ذكره الثعلبي في تفسيره فقال أبو أمامة الباهلي: هم الخوارج ويروي عن النبي أنهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية...))(19) فهذا هو تفسير الطبرسي لهذا الحديث أنهم الأهواء كالخوارج ونحوهم وهذا هو عين تفسير أهل السنة لهذه الآية وهذا الحديث(20)، ولم يشر ولو مجرد إشارة إلى أنهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، وهذا الكاشاني ( من كبار مفسري الاثني عشرية ) عند تفسيره للآية السابقة يستدل من خلال هذا الحديث على أنهم من أهل الأهواء فيقول (( في المجمع عن أمير المؤمنين (ع) هم أهل البدع والأهواء والآراء الباطلة من هذه الأمة وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: والذي نفسي بيده ليردن على الحوض ممن صحبني حتى إذا رأيتهم اختلجوا دوني فلأقولن أصحابي أصحابي فيقال لي إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك انهم ارتدوا على أعقابهم القهقري، ذكره الثعلبي في تفسيره ))(21) فهذا هو قول الشيعة فيمن عنوا بالحديث ولن يستطيع التيجاني مهما حاول تحريف قول شيعته على أنهم الصحابة لأنهم لم يشيروا أدنى إشارة إلى اتهام الصحابة وخير دليل على ذلك أنهم طعنوا في الصحابة في غير ما موضع من تفاسيرهم  راجع تفسير الصافي للكاشاني  وأنزلوا عليهم الكثير من الآيات التي ليس لهم بها صلة لامن قريب ولا من بعيد، إلا هذه الآية لتكون حجة عليهم لا لهم ولله الحمد والمنة، ومن هنا نعلم أن الحديث لا يشملهم، فالصحابة لا مرتدين ولا مبتدعين متبعين للهوى وحتى أزيل الشك من القلوب وأقطعه باليقين ليزداد الذين آمنوا من أهل السنة بالحق إيماناً ويزداد الذين ضلوا من أهل التشيع والرفض بالباطل ضلالاً، وطمعاً في هداية من يريد منهم الحق واْتّباعه أسوق أقوال الشيعة الاثني عشرية في أن الصحابة الكرام معصومون من الارتداد ومطهرون من الابتداع، أما أنهم معصومون من الارتداد فقد ذكر ذلك وصي القوم علي بن أبي طالب رضي الله عنه في غير ما موضع(22) ومن أوثق مصادر القوم بالإضافة إلى كبار أئمتهم من أولاد علي فهذا الإمام المعصوم عند الرافضة الاثني عشرية(*) يذكر أصحاب محمد عليه الصلاة والسلام ويدعو لهم في صلاته بالرحمة والمغفرة لنصرتهم سيد الخلق في نشر دعوة التوحيد وتبليغ رسالة الله إلى خلقه فيقول (( ..... فذكرهم منك بمغفرة ورضوان اللهم وأصحاب محمد خاصة، الذين أحسنوا الصحبة، والذين أبلوا البلاء الحسن في نصره، وكانفوه وأسرعوا إلى وفادته، وسابقوا إلى دعوته، واستجابوا له حيث أسمعهم حجة رسالته، وفارقوا الأزواج والأولاد في إظهار كلمته وقاتلوا الآباء والأبناء في تثبيت نبوته وانتصروا به، ومن كانوا منطوين على محبته يرجون تجارةً لن تبور في مودته، والذين هجرتهم العشائر إذ تعلقوا بعروته وانتفت منهم القرابات إذ سكنوا في ظل قرابته، فلا تنس لهم اللهم ما تركوا لك وفيك وأرضهم من رضوانك وبما حاشوا الخلق عليك وكانوا مع رسولك دعاةً لك وإليك، واشكرهم على هجرهم فيك ديار قومهم وخروجهم من سعة المعاش إلى ضيقه ومن كثَّرت في اعتزاز دينك من مظلومهم اللهم وأوصل إلى التابعين لهم بإحسان الذين يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان خير جزائك، الذين قصدوا سمتهم، وتحرَّوا جهتهم، ومضوا على شاكلتهم لم يثنهم ريبٌ في بصيرتهم، ولم يختلجهم شك في قفوِ آثارهم والإئتمام بهداية منارهم مُكانفين ومُؤازرين لهم يدينون بدينهم، ويهتدون بهديهم، يَتَّفقون عليهم، ولا يتهمونهم فيما أدوا إليهم اللهم وصلِّ على التابعين من يومنا هذا إلى يوم الدين وعلى أزواجهم وعلى ذُرِّياتهم وعلى من أطاعك منهم صلاةً تعصمهم بها من معصيتك وتفسح لهم في رياض جنَّتك وتمنعهم بها من كيد الشيطان ... ))(23)! ويروي ثقتهم ( الكليني ) وهو من كبار أئمتهم في كتابه ( الأصول من الكافي )  وهو أحد الكتب الأربعة التي تعتبر مرجع الإمامية في أصول مذهبهم وفروعه(24)  (( عن منصور بن حازم قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ما بالي أسألك عن المسألة فتجيبني فيها بالجواب ثم يجيئك غيري فتجيبه فيها بجواب آخر؟ فقال: إنا نجيب الناس على الزيادة والنقصان، قال: قلتُ: فأخبرني عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقوا على محمد أم كذبوا؟ قال: بل صدقوا، قال: قلت فما بالهم اختلفوا؟ فقال: أما تعلم أن الرجل كان يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيسأله عن المسألة فيجيبه فيها بالجواب ثم يجيبه بعد ذلك ما ينسخ ذلك الجواب فنسخت الأحاديث بعضها بعضاً ))(25) وهذا الإمام الحسن العسكري والذي يمثل عند الاثني عشرية الإمام الحادي عشر يقول في تفسيره عندما سأل موسى ربه بضع أسئلة منها (( هل في صحابة الأنبياء أكرم عندك من صحابتي قال الله عزوجل: يا موسى أما علمت أنّ فضل صحابة محمد على جميع صحابة المرسلين كفضل آل محمد على جميع آل النبيين وكفضل محمد على جميع المرسلين ))(26) ويقول أيضاً (( وإن رجلاً من خيار أصحاب محمد لو وزن به جميع صحابة المرسلين لرجح بهم ))(*) وبعد هذا البيان يتبين لدينا أن الصحابة الكرام معصومون عن الارتداد والانقلاب وأما أنهم سالمون من الأهواء والبدع فقد ذكر القمي  وهو من كبار أئمتهم  في كتابه ( الخصال ) عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله (ع) قال (( كان أصحاب رسول الله وآله اثني عشر ألفاً، ثمانية آلاف من المدينة وألفان من مكة وألفان من الطلقاء ولم ير فيهم قدري ولا مرجيء ولاحروري ( الخوارج ) ولا معتزلي ولا صاحب رأي، كانوا يبكون الليل والنهار ويقول: اقبض أرواحنا من قبل أن نأكل خبز الخمير ))(27) ومن هنا يتبين لدينا أن الصحابة الكرام سالمون من الابتداع فهذه هي أقوال كبار أئمتهم وهذه كتبهم تنطق بالحق فماذا بعد الحق إلا الضلال يا تيجاني؟!

4 أما استدلال التيجاني بالحديث في قوله ( أصحابي ) على أنهم صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم فغير مسلم لأنه يجب الجمع بين روايات الحديث بعضها مع بعض حتى يتسنى لنا معرفة المراد من قوله ( أصحابي ) من الحديث، (( أما بالنسبة للصحبة فإنها إسم جنس ليس له حد في الشرع ولا في اللغة، والعرف فيها مختلف والنبي صلى الله عليه وسلم لم يقيد الصحبة بقيد ولا قدّرها بقدْرٍ بل علّق الحكم بمطلقها ولا مطلق لها إلا الرؤية ))(28) ومما لا يختلف عليه اثنان أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى في حياته المنافقين والذين ارتدوا بعده وأنهم رأوه وهذا ما يرجّح أن المذكورين هم أهل الإرتداد والنفاق، فقد روى أحمد والطبراني بسند حسن من حديث أبي بكرة رفعه (( ليردن عليّ الحوض رجالٌ ممن صحبني ورآني))(29) بالإضافة إلى أنه ذكرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بصيغة التصغير فقد روى أنس بن مالك فيما أخرجه البخاري ومسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (( ليردن عليّ الحوض ممن صاحبني حتى إذا رأيتهم ورفعوا إليّ اختلجوا دوني فلأقولنّ أى ربي أُصَيْحابي أُصَيْحابي فَلَيقالنّ لي: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ))(30) بالإضافة إلى أنه قد جاء في بعض الروايات ( أنهم من أمتي ) ومرة ( رجال منكم ) ومرة ( زمرة ) فلا يصح أن يحمل المعنى على نص واحد فقط هو في حد ذاته ليس دليلاً على ذم الصحابة فبات ظاهراً لدينا أن الأمر لا يعدو ان يكون من خزعبلات الرافضة.

5 أما قوله في الحديث أنه عرفهم ليس بالضرورة أنه عرفهم بأعيانهم بل بمميزات خاصة كما يوضحها الحديث الذي أخرجه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (( ترد عليَّ أمتي الحوض وأنا أذود الناس عنه كما يذود الرجل إبل الرجل عن إبله، قالوا: يا نبي الله أتعرفنا؟ قال: نعم لكم سيما ليست لأحد غيركم تردون عليّ غراً محجلين من آثار الوضوء. وليُصدَّن عني طائفة منكم فلا يصلون، فأقول: يارب هؤلاء من أصحابي فيجبني ملك فيقول: وهل تدري ما أحدثوا بعدك؟))(31) فهذا الحديث يفيد أن أهل الأهواء والنفاق يحشرون بالغرة والتحجيل وقوله ( منكم ) الميم ميم الجمع وهذا يعني أنهم يحشرون جميعاً بنفس سيما المؤمنين كما في حديث الصراط في قوله صلى الله عليه وسلم ((....وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها.. ))(32) فدل على أنهم يحشرون مع المؤمنين، والذي أرجحه أن المقصود بالحديث هم المنافقون لأنه أقرب الأقوال إلى الحق والذي يتوافق مع سياق الحديث.

وبعد هذا البيان نقول لايمكن بحال حمل هذه الروايات على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم من المهاجرين والأنصار وأولهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي والزبير وطلحة ومعاوية رضي الله عنهم أجمعين وذلك لعدة أسباب، أولاً: أن النبي صلى الله عليه وسلم قد ترضىَّ عن صحابته ودافع عنهم وقال (( خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يجيئ قوم تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته ))(33) وفي هذا الحديث أثبت الخيرية لقرن الصحابة وأخرج مسلم في صحيحة عن أبي بردة عن أبيه في جزءٍ من الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم رفع رأسه إلى السماء فقال (( النجوم أمنة السماء فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد، وأنا أمنة لأصحابي فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون، وأصحابي أمنة لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون ))(34) قال النووي في شرحه لمسلم ((  وأصحابي أمنة لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون  معناه من ظهور البدع والحوادث في الدين والفتن فيه، وطلوع قرن الشيطان وظهور الروم وغيرهم عليهم، وانتهاك مكة والمدينة وغير ذلك، وهذه من معجزاته صلى الله عليه وسلم ))(35) بالإضافة إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم قد بشر أصحابه بالجنة، فعن عبد الرحمن بن عوف قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعليٌّ في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، وسعد بن أبي وقاص في الجنة، وسعيد بن زيد في الجنة، وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة ))(36) وأخرج أحمد في مسنده عن جابر بن عبد الله مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال (( لن يدخل النار رجل شهد بدراً والحديبية ))(37) وتوفي صلى الله عليه وسلم وهو عن صحابته راضٍ(38) بالإضافة إلى أنه لم يثبت أن أحداً من المهاجرين والأنصار قد ارتد، قال الإمام عبد القادر البغدادي في كتابه ( الفَرْق بين الفِرق ) (( أجمع أهل السنة على أن الذين ارتدوا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم من كندة، وحنيفة،وفزارة، وبني أسد وبني بكر بن وائل لم يكونوا من الأنصار ولا من المهاجرين قبل فتح مكة وإنما أطلق الشرع اسم المهاجرين على من هاجر إلى النبي صلى الله عليه وسلم قبل فتح مكة وأولئك بحمد الله ومنه درجوا على الدين القويم والصراط المستقيم ))(39) فكيف يستقيم هذا الأمر مع قول التيجاني أن أكثر الصحابة ارتدوا إلا القليل منهم فأتساءل هل الرسول صلى الله عليه وسلم يتناقض مع نفسه ويقول للصحابي أنت في الجنة ثم يجده ممن ارتد عن الحوض!؟ أليس هذا طعن صريح بالنبي بأبي هو وأمي صلوات الله وسلامه عليه فلا شك إذن أن النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أن أصحابه لم يرتدوا بعده فقد أخرج الطبراني بسند جيد من حديث أبي الدرداء (( فقلت يا رسول الله ادع الله أن لا يجعلني منهم، قال: لست منهم ))(40) بالإضافة إلى أن الحديث الأول الذي حرفه التيجاني بقوله ( بينما أنا قائم ) والصحيح قوله ( بينما أنا نائم ) الذي يثبت أنه رأى في منامه في الدنيا ما سيقع له في الآخرة فلو كان الصحابة هم الذين سيرتدون لذكر ذلك .....فهل يقول من يعرف المعقول أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم حال أصحابه كحال أبي الدرداء فلعله سيجده مع المرتدين!؟ فلا أعتقد أن أحداً يقول مثل هذا القول إلا أمثال التيجاني ( المهتدي ) إذاً لا يقول النبي صلى الله عليه وسلم لمن هو أعظم وأقرب وأحب إليه كمثل أبي بكر الذي قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم (( أنت عتيق الله من النار ))(41) وعمر الذي قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم (( دخلت الجنة فإذا أنا بقصر من ذهب فقلت لمن هذا القصر؟ قالوا: لشاب من قريش فظننت أني أنا هو فقلت: ومن هو؟ قالوا: عمر بن الخطاب ))(42) وعثمان الذي قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم (( عثمان في الجنة ))(43) ولست أدري لعل راوي حديث الإنقلاب وهو الصحابي الجليل أبو هريرة  والذي روى الحديث بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم  سيجد نفسه أحد المرتدين المدفوعين عن الحوض!! بالإضافة لثمانين صحابياً شاركوا أبا هريرة في رواية الحديث.

6 أما إذا لم يعترف هذا التيجاني بهذه الحقيقة فيكون لزاماً عليه أن يحدد من هم الصحابةالذين يشملهم الحديث فإن لم يكن هناك من جواب فلا بد أذن من أن يسري هذا المعنى على الصحابة المرضيين عندهم(*) فسيشمل الحديث دون شكٍّ علياً بن أبي طالب والحسن والحسينَ وعمارَ بن ياسر وأبا ذرٍّ الغفاري وسلمان الفارسي والمقداد بن الأسود وخزيمة بن ثابت وأبي بن كعب(44) ولن يستطيع إستثناء هؤلاء الصحابة الكرام إلا بدليل ثابت فإن قال أن هناك أحاديث تثني على هؤلاء الصحابة وتثبت أنهم من أهل الجنة أقول وكذا الصحابة الذين تحاول إدخالهم فيمن يرتد عن الحوض أن هناك عشرات الأدلة من الكتاب والسنة تثبت رضا الله سبحانه ورسوله صلى الله عليه وسلم عنهم وتثني عليهم غاية الثناء وأنهم هم المؤمنون حقاًّ وتثبت بالدليل القاطع أنهم من أهل الجنة فما هو جواب التيجاني المهتدي!؟.

7 أما قوله ( إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ) فمن المسلَّم به أن الصحابة الكرام لم يبدلوا أو يحدثوا في دين الله شيئاً بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وقد أورد السيد محمد صديق حسن القنوجي البخاري رحمه الله في كتابه ( الدين الخالص ): (( أن رافضياًّ سأل سنيًّا:ما تقول في حق الصحابة؟ فأجابة: أقول فيهم ما قال الله تعالى في كتابه، عني به قوله هذا ( رضي الله عنهم ورضوا عنه ). فقال ( أي الرافضي ): إنهم بدلوا بعد النبي صلى الله عليه وسلم فقال السني: إن الله يقول: { وما بدلوا تبديلا } ونحن لا نقول بإله يخبر بشيء ولا يعلم أنه يتغير بعد ذلك ))(45) أما إذا ادعى هذا التيجاني المهتدي أنهم أحدثوا الكثير مثل عدم قبولهم بولاية أهل البيت وتحريف القرآن فسيأتي بإذن الله في ثنايا هذا الكتاب ما يفند هذه الدعاوى جملة وتفصيلاً.

8 أما قول هذا التيجاني ( أن أكثر الصحابة قد بدلوا وغيروا بل ارتدوا على أدبارهم بعده (ص) إلا القليل الذي عبر عنهم بهمل النعم ). هذا القول يدل على جهل هذا الرافضي بمعنى الحديث فهو كحاطب ليل يجمع ما يظن أنه طعنٌ في الصحابة ولكن أقول له بعداً، فقوله صلى الله عليه وسلم ( بهمل النعم ) يعني من هؤلاء الذين دنوا من الحوض وكادوا يردونه فصدوا عنه(46) وليس كل من ورد الحوض. وجاء في رواية أخرى بلفظ ( رهط ) فعن أبي هريرة أنه كان يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( يرد علي يوم القيامة ( رهط ) من أصحابي فيجلون عن الحوض فأقول: يارب أصحابي. فيقول: أنك لا علم لك بما أحدثوا بعدك، إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقري ))(47) والرهط


 أن الصحابة يذم بعضهم بعضاً

  استدلاله بحديث أبي سعيد الخدري والرد عليه في ذلك:

يقول التيجاني (( عن أبي سعيد الخدري قال: كان رسول الله (ص) يخرج يوم الفطر والأضحى إلى المصلى فأول شيء يبدأ فيه الصلاة ثم ينصرف فيقوم مقابل الناس، والناس جلوس على صفوفهم فيعظهم ويوصيهم ويأمرهم فإن كان يريد أن يقطع بحثاً قطعه أو يأمر بشيء أمر به ثم ينصرف، قال أبوسعيد فلم يزل الناس على ذلك حتى خرجت مع مروان وهو أمير المدينة في أضحى أو فطر فلما أتيناً المصلى إذا منبر بناه كثير بن الصلت فإذا مروان يريد أن يرتقيه قبل أن يصلي فجبذت بثوبه فجبذني فارتفع فخطب قبل أن يصلي فقلت له غيرتم والله، فقال: أبا سعيد قد ذهب ما تعلم. فقلت: ما أعلم والله خير مما لاأعلم، فقال إن الناس لم يكونوا يجلسون لنا بعد الصلاة فجعلتها قبل الصلاة. وقد بحثت كثيراً عن الدوافع التي جعلت هؤلاء الصحابة يغيرون سنة رسول الله (ص)...))(1) وللرد على ذلك أقول:

1 بالنسبة لمروان فقد عده الذهبي من التابعين(2) وليس من الصحابة وقيل اختلف في صحبته أي أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم، فقد توفي النبي صلى الله عليه وسلم ولما يبلغ الحلم إذ كان عمره عشر السنين فمن الحماقة إذن أن يحمل فعل الواحد من التابعين على ثاقل الصحابة ويضع عنواناً صارخاً ( شهادتهم على أنفسهم بتغيير سنة النبي صلى الله عليه وسلم ) والهاء والميم في ( أنفسهم ) تفيد الجمع، فيفهم من ذلك أن جميع الصحابة مشتركون بتغيير سنة النبي صلى الله عليه وسلم فهل توجد حماقة أشد من ذلك؟!

ولاشك أنه بقوله هذا لن يستثني الصحابة المرضيين عندهم كعلي بن أبي طالب وأبوذر وعمار بن ياسر...الخ فهل يستطيع استثناءهم من المجموع؟! وحتى تتضح الصورة أكثر ويظهر تجنيِّ هذا التيجاني على الصحابة أسوق الحديث الذي جاء في الباب بعد الحديث الذي استشهد به هذا الرافضي بباب واحد فعن ابن عباس قال (( شهدت العيد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم، فكلهم يصلّون قبل الخطبة ))(3)

2 أقول وعلى فرض وقوع ما يظن أنه مخالفة للسنة من الصحابة فلا يعد هذا قدحاً بهم لأنهم ليسوا معصومين، ومن الممكن ان يصدر من أحدهم ما يخالف السنة باجتهاده من دون أن يتعمد ذلك فإذا عرف الحق سارع للتمسك به، قال الشافعي: ..وأخبرني من لا أتهم عن ابن أبي ذئب قال: أخبرني مخلد بن خفاف قال: ابتعت غلاماً فاستغللته ثم ظهرت منه على عيب فخاصمت فيه إلى عمر بن عبد العزيز فقضى لي برده وقضى عليّ برد غلته فأتيت عروة فأخبرته، فقال: أروح إليه العشية فأخبره أن عائشة أخبرتني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم (( قضى في مثل هذا أن الخراج بالضمان )) فعجلت إلى عمر فأخبرته بما أخبرني به عروة عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر: فما أيسر هذا عليّ من قضاء قضيته، اللهم إنك تعلم أني لم أرد فيه إلا الحق، فبلغتني فيه سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرد قضاء عمر وأنفذ سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فراح إليه عروة فقضى لي أن آخذ الخراج من الذي قضى به علي له ))(4)، وكان زيد بن ثابت لا يرى للحائض أن تنفر حتى تطوف طواف الوداع، وتناظر في ذلك هو وعبد الله بن عباس، فقال له ابن عباس: إما لا فسل فلانه الأنصارية، هل أمرها بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجع زيد يضحك ويقول: ما أراك إلا قد صدقت، ذكره البخاري في صحيحه بنحوه ))(5) فصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم من أكثر الناس تعظيماً واتباعاً لأوامر النبي صلى الله عليه وسلم0

3 وأما بالنسبة لفعل مروان فقد فعل ذلك باجتهاد منه ولكن أبا سعيد أعترض لأنه حمل فعل الرسول صلى الله عليه وسلم على التعيين وحمله مروان على الأولوية لذلك اعتذر عن ترك الأولى بما ذكره من تغير حال الناس فرأى أن المحافظة على أصل السنة  وهو إسماع الخطبة  أولى من المحافظة على هيئة فيها ليست من شرطها(6) ومع ذلك فقد حضر أبوسعيد الخطبة ولم ينصرف بخلاف الأولى اتباعاً للإمام.

4 قد ثبت أن علياً قد أفتى بخلاف السنة كإفتائه بأن المتوفى زوجها تعتد أبعد الأجلين مع أن سنة النبي صلى الله عليه وسلم الثابته عنه الموافقة لكتاب الله تقتضي بأنها تحل بوضع الحمل ومثل إفتائه بأن المفوضة يسقط مهرها بالموت وقد أفتى ابن مسعود وغيره بأن لها مهر نسائها كما رواه الأشجعيون عن النبي صلى الله عليه وسلم في بروع بنت واشق(7) فلا يعني هذا أن علياً بن أبي طالب قد غير سنة النبي صلى الله عليه وسلم لأنه من الممكن أن الحديث لم يبلغه، نقول ذلك مع الفارق بين فعل مروان الذي يسوغ فيه الإجتهاد لأنه لم يخالف فيه شرطاً من شروط الصلاة وإفتاء علي المخالف لفعل النبي صلى الله عليه وسلم .

5 إني والله لأعجب من هؤلاء الرافضة الذين يعترضون على فعل الواحد من التابعين له ما يسوغه ولا يكون في نفوسهم غضاضة من رفض سنة الرسو ل صلى الله عليه وسلم جملةً وتفصيلاً وأخذها على أحسن الأحوال للطعن في الصحابة وذلك لضحالة تفكيرهم أو للتشكيك في الدين وذلك لسوء خبثهم وجعلهم السنة محكورة في قول علي وأولاده فأقول لكم يا من تبكون على السنة كذباً، هل علي وأولاده وحدهم هم الذين علموا السنة وبقية الصحابة الذين رافقوا النبي صلى الله عليه وسلم في حله وترحاله ودعوته وجهاده في حياته وحتى مماته قد جهلوا السنة ولم يعلموا منها شيئاً؟! فهنيئاً اتباعكم للسنة المكذوبة.


  أن الصحابة يتنافسون على الدنيا

 إستدلاله على تنافس الصحابة على الدنيا

 بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم والرد عليه في ذلك:

يقول التيجاني (( قال (ص): ( إني فرط لكم وأنا شهيد عليكم وإني والله لأنظر إلى حوضي الآن وإني أعطيت مفاتيح خزائن الأرض ( أو مفاتيح الأرض ) وإني والله ما أخاف عليكم ان تشركوا بعدي ولكن أخاف عليكم أن تتنافسوا فيها ). صدق رسول الله (ص)، فقد تنافسوا على الدنيا حتى سلت سيوفهم وتحاربوا وكفر بعضهم بعضا، وقد كان بعض هؤلاء الصحابة المشهورين يكنز الذهب والفضة، ويحدثنا المؤرخون كالمسعودي في مروج الذهب والطبري وغيرهم أن ثروة الزبير وحده بلغت خمسين ألف دينار وألف فرس وألف عبد وضياعاً كثيرة في البصرة وفي الكوفة وفي مصر وغيرها. كما بلغت غلّة طلحة من العراق وحده كل يوم ألف دينار، وقيل أكثر من ذلك. وكان لعبد الرحمن بن عوف مائة فرس، وله ألف بعير وعشرة آلاف شاة، وبلغ ربع ثمن ماله الذي قسم على زوجاته بعد وفاته أربعة وثمانين ألفاً. وترك عثمان بن عفان يوم مات مائة وخمسين ألف دينار عدا المواشي والأراضي والضياع مما لا يحصى وترك زيد بن ثابت من الذهب والفضة ما كان يكسر بالفؤوس حتى مجلت أيدي الناس، ما عدا الأموال والضياع بقيمة مائة ألف دينار. هذه بعض الأمثلة البسيطة وفي التاريخ شواهد كثيرة لا نريد الدخول في بحثها الآن ونكتفي بهذا القدر للدلالة على صدق الحديث وأنهم حليت الدنيا في أعينهم وراقهم بهرجها ))(49).

1 لست أدري والله ما دخل هذا الحديث في أن جمعاً من الصحابة يمتلكون مالاً أو متاعاً فالحديث يخبر أنّ هذه الأمة سوف تمتلك خزائن الأرض وأنه سوف يقع التنافس في الدنيا وهذه من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم فإنه قد وقع ما أخبر به ولكن الحديث لا ينطبق على هؤلاء الصحابة لأن الصحابة لم يمتلكوا خزائن الأرض بعد، بالإضافة إلى أن القتال الذي وقع بينهم لم يكن من أجل التنافس على حطام الدنيا ولكن الفتنة التي وقعت بسبب مقتل عثمان هي التي أدت لذلك مع أنهم لم يكونوا يريدون القتال، وعلى العموم فكل من الفريقين مأجور على إجتهاده وسوف يأتي زيادة توضيح لهذه المسألة في مباحث هذا الكتاب.

2 هذا التيجاني يحشد من الأدلة التي يظن بجهله أنها تسيء للصحابة وما درى أنه باستدلاله بها يتناقض مع نفسه تمام التناقض فبينما هو يدَّعي في المبحث السابق أن أكثر الصحابة قد إرتدوا على أدبارهم القهقري يستشهد هنا بهذا الحديث الذي يفيد صراحة أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يخشى على أصحابة من الإرتداد ولكنه يخاف عليهم أن يتنافسوا فيها فكيف يوفِّق بين هذا التخبط الذي يتمتع به التيجاني، بالإضافة إلى أنه باستشهاده بهذا الحديث يطعن في علي بن أبي طالب وأصحابه لأن الحديث جاء بصيغة الجمع أي أن التنافس على الدنيا يشمل الطرفين وقد أكد ذلك التيجاني نفسه بقوله ( صدق رسول الله ( ص ) فقد تنافسوا على الدنيا حتى سُلّت سيوفهم وتحاربوا وكفر بعضهم بعضاً ) ومن المسلم به أن القتال الذي وقع بين جيش طلحة والزبير كان مع جيش علي بن أبي طالب وعلى هذا تصبح التخطئة لكلا الطرفين ويقتضي أيضاً  حسب فهم هذا التيجاني  أن علياً تنافس من أجل الإمارة والسلطة.

3 يقول هذا الرافضي ( كان بعض هؤلاء الصحابة المشهورين ( هكذا ) يكنز الذهب والفضة ) فأقول للتيجاني أين دعواك على هذا الادعاء ومن أي المصادر المعتمدة جئت بهذا الزعم وما دخل الثروة التي يمتلكها أحد الصحابة ممن يكنز الذهب والفضة، فسبحان الله على هذا الجهل المرّقع!

4 لاشك أن غنى هؤلاء الصحابة ليس فيه ما يدعو إلى الذم أو التجريح فسيرة هؤلاء الصحابة الكرام تثبت أنهم من خيار الصحابة، فعثمان بن عفان ثالث الخلفاء ومن أقرب الناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم ومن أجودهم وأكرمهم فعن عبد الرحمن بن سمرة قال: جاء عثمان إلى النبي صلى الله عليه وسلم بألف دينار حين جهز جيش العسرة فنثرها في حجره. قال عبد الرحمن: فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقلبها في حجره ويقول: (( ما ضرّ عثمان ما عمل بعد اليوم ))(50) وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم (( من يحفر بئر رومة فله الجنة فحفرها عثمان))(51) وكل ذلك من ماله طاعة لله ورسوله، وأما طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه فقد بشره النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة(52) وكان من المجاهدين في سبيل الله ودافع عن النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة أحد حتى شلّت يده وعن الزبير قال: كان على رسول الله صلى الله عليه وسلم درعان فنهض إلى الصخرة فلم يستطع فأقعد تحته طلحة فصعد النبي صلى الله عليه وسلم حتى استوى على الصخرة قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول (( أوجب طلحة ))(53) وكان رضي الله عنه يخشى أن يبيت وقد جمع مالاً فعن طلحة بن يحيى قال (( حدثتني سعدى بنت عوف المرّية قالت: دخلت على طلحة يوماً وهو خاثر(54) فقلت: مالك؟ لعل رابك من أهلك شيء؟ قال: لا والله ونعم حَليلةُ المسلم أنت ولكن مالٌ عندي قد غَمَّني . فقلت: ما يغمك؟ عليك بقومك. قال: يا غلام ادع لي قومي، فقسمه فيهم.فسألت الخازن: كم أعطى؟ قال: أربعة مئة ألف ))(55) ، وعن الحسن البصري أن طلحة بن عبيد الله باع أرضاً له بسبع مئة ألف فبات أرقاً من مخافة ذلك المال حتى أصبح وفرّقه(56) وأما الزبير بن العوام فقد بشره النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة(57) وكان حوارى(58) النبي صلى الله عليه وسلم فعن علي بن أبي طالب (!) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( إن لكل نبي حوارياً وإن حوارىَّ الزبير بن العوام ))(59) ومن فرط حبه للمال وحرصه على أن يكنز سواري كسرى من الذهب والفضة! فقد وصى ابنه عبد الله بن الزبير على سداد دينه وهو على شفا الموت فقد أخرج البخاري في صحيحه عن عبدالله بن الزبير قال: (( لما وقف الزبير يوم الجمل دعاني فقمت إلى جنبه. فقال: يا بُنيَّ إنه لا يقتل اليوم إلا ظالم أو مظلوم وإني لا أراني إلا سأقتل اليوم مظلوماً، وإن من أكبر همي لَدَيْني أَفترى يبقي ديننا من مالنا شيئاً؟ فقال: يا بني بِعْ ما لنا فاقض ديني وأوصي بالثلثُ، وثلثه لبنيه  يعني بني عبد الله بن الزبير  يقول ثلث الثلث فإن فَضَل من مالنا فضلٌ بعد قضاء الدين فثلثه لولدك. قال هشامٌ: وكان بعض ولد عبد الله قد وازى بعض بني الزبير، حبيب وعبّاد، وله يومئذ تسعة بنين وتسع بنات. قال عبد الله: فجعل يوصيني بدينه ويقول: يا بنيّ إن عجزت عنه في شيء فاستعن عليه مولاي. قال: فوالله ما دريتُ ما أراد حتى قلتُ: يا أبت من مولاك؟ قال: الله، قال: فوالله ما وقعتُ في كربةٍ من دينه إلا قلتُ: يا مولى الزبير اقض عنه دينه فيقضيه، فقُتل الزبير رضي الله عنه ولم يدع ديناراً ولا درهماً إلا أرضين، منها الغابة وإحدى عشرة داراً بالمدينة، ودارين بالبصرة، وداراً بالكوفة، وداراً بمصر...))(60) وهذا عبد الرحمن بن عوف الصحابي الجليل الذي بشره النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة(61) وله فضيلة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم خلفه(62) بالإضافة إلى إحسانه إلى أزواج النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته فعن عائشة أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقول (( إن أمركنّ لمِما يهمني بعدي، ولن يصبر عليكن إلا الصابرون ) ثم تقول عائشة: فسقى الله أباك من سلسبيل الجنة تريد عبد الرحمن بن عوف وقد كان وصل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم بمال بيعت بأربعين ألفاً ))(63) وعن أبي سلمة: (( أن عبد الرحمن بن عوف أوصى بحديقة لأمهات المؤمنين بيعت بأربعمائة ألف ))(64) فهذا هو عبد الرحمن بن عوف الذي يدعي التيجاني أنه ممن يكنز الذهب والفضة!؟ وأما الصحابي زيد بن ثابت فهو أحد الأربعة الذين جمعوا القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فعن أنس بن مالك قال: جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة كلهم من الأنصار أبي بن كعب ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت وأبو زيد ...))(65) أخرج البخاري في صحيحه عن البراء قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم (( ادع لي زيداً وقل له يجيء بالكتف والدواة. قال:فقال: اكتب { لا يستوي القاعدون }... ))(66) وهو أحد الذين إنتدبهم أبو بكر الصديق لجمع القرآن في عهده(67) وقال عنه النبي صلى الله عليه وسلم (( أفرض أمتي زيد بن ثابت ))(68) فهؤلاء هم الصحابة الذي لم يجد هذا التيجاني المهتدي إلا أن يشفي غليله في الطعن بهم وهم الذين شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم بالصدق والعدالة والرضا والجنة!؟ فهل هذا هو التوقير الذي يكنه الروافض لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!

4 وأما استشهاده برجلٍ ليس من أهل السنة كالمسعودي فهو مجروح عندهم فقد ترجم له ابن حجر في ( لسان الميزان ) بقوله (( وكتبه طافحة بأنه كان شيعياً معتزلياً..))(69) وقال شيخ الإسلام ابن تيمية عن كتابه مروج الذهب (( وفي تاريخ المسعودي من الأكاذيب ما لا يحصيه إلا الله تعالى ))(70) فاحتجاج التيجاني بالمسعودي ليس حجة علينا، وحتى أدلل على أن المسعودي من الشيعة وليس من أهل السنة فقد ذكره إمام الشيعة الاثني عشرية القمي في كتابه ( الكنى والألقاب ) وقال عنه (( شيخ المؤرخين وعمادهم أبو الحسن علي بن الحسين بن علي المسعودي الهذلي...ذكره العلامة (ره ) في القسم الأول من (صه) وقال: له كتاب في الإمامة وغيرها، ومنها كتاب إثبات الوصية لعلي بن أبي طالب وهو صاحب مروج الذهب... قال العلامة المجلسي في مقدمة البحار: والمسعودي عده (جش )  أي النجاشي  في فهرسته من رواة الشيعة ))(71).

5 ومع أن التيجاني استدل من كتاب المروج على ما يظن أنه يدين عثمان فقد ترك مالا يستطيع المسعودي كتمانه حين قال (( وكان عثمان في نهاية الجود والكرم والسماحة والبذل في القريب والبعيد فسلك عماله وكثير من أهل عصره طريقته وتأسوا به في فعله ))(72) ولكنه الحقد الدفين والتدليس المهين إضافةً إلى أن التيجاني يقوِّل عن المسعودي ما لم يقله حينما ادعى على الصحابي الجليل عبد الرحمن بن عوف أنه قسم ثمن ماله البالغ أربعاً وثمانين ألفاً على زوجاته ويعزوه لكتابه المروج ولم أجده في المصدر المذكور، فماذا نقول عن هذا الموتور؟!

وأخيراً  يقول التيجاني في نهاية هذيانه ( هذه بعض الأمثلة البسيطة وفي التاريخ شواهد كثيرة لا نريد الدخول في بحثها الآن ونكتفي بهذا القدر ...) فأقول لهذا الدعي الكذاب أرجو منك الدخول في بحث الشواهد لنرى والقراء مزيداً من الهذيان والكذب.


 أن الصحابة غيروا في الصلاة

يقول التيجاني (( قال أنس بن مالك ما عرفت شيئاً مما كان على عهد النبي (ص) قبل الصلاة، قال أليس ضيعتم ما ضيعتم فيها. وقال الزهري دخلت على أنس بن مالك بدمشق وهو يبكي فقلت ما يبكيك فقال: لا أعرف شيئاً مما أدركت إلا هذه الصلاة وقد ضيعت. وحتى لا يتوهم أحد أن التابعين هم الذين غيروا ما غيروا بعد تلك الفتن والحروب، أود ان أذكر بأن أول من غير سنة الرسول في الصلاة هو خليفة المسلمين عثمان بن عفان وكذلك أم المؤمنين عائشة، فقد أخرج الشيخان البخاري ومسلم في صحيحيهما: أن رسول الله (ص) صلى بمنى ركعتين وأبوبكر بعده وعمر بعد أبي بكر وعثمان صدراً من خلافته ثم أن عثمان صلى بعد أربعاً. كما اخرج مسلم في صحيحه قال الزهري قلت لعروة ما بال عائشة تتم الصلاة في السفر؟ قال أنها تأولت كما تأول عثمان ))(1)

1 لقد خلط هذا التيجاني بين حديثين وجعلهما حديثاً واحداً فالحديث الأول رواه مهدي عن غيلان عن أنس قال (( ما أعرف شيئاً مما كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم قيل: الصلاة، قال: أليس صنعتم ما صنعتم فيها ))(2)

والحديث الثاني عن عثمان بن أبي روّاد أخي عبد العزيز قال: (( سمعت الزهري يقول: دخلت على أنس بن مالك بدمشق وهو يبكي فقلت: ما يبكيك؟ فقال: لا أعرف شيئاً مما أدركت إلا هذه الصلاة وهذه الصلاة قد ضيعت ))(3)

2 أما بالنسبة لحديث أنس بن مالك الأول فإنه قصد من قوله ( أليس صنعتم ما صنعتم فيها ) أنهم يؤخرونها حتى يخرج وقتها وقد كان هذا في زمن الحجاج وليس زمن الصحابة كما زعم، والذي خاطب أنس في هذا الحديث يقال له أبو رافع ذكره أحمد بن حنبل في روايته لهذا الحديث عن عثمان بن سعد عن أنس فذكر نحوه (( فقال أبو رافع: يا أبا حمزة ولاالصلاة؟ فقال له أنس: قد علمتم ما صنع الحجاج في الصلاة ))(4) وروى بن سعد في الطبقات سبب قول أنس هذا القول فأخرج في ترجمة أنس من طريق عبد الرحمن بن العريان الحارثي سمعت ثابتاً البناني قال (( كنا مع أنس بن مالك فأخّر الحجاج الصلاة فقام أنس يريد أن يكلمه فنهاه إخوانه شفقةً عليه منه، فخرج فركب دابته فقال في مسيرة ذلك: والله ما أعرف شيئاً مما كنا عليه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا شهادة أن لا إله إلا الله فقال رجل: فالصلاة يا أبا حمزة؟ فقال: قد جعلتم الظهر عند المغرب، أفتلك كانت صلاة النبي صلى الله عليه وسلم ؟ وأخرجه ابن أبي عمر في مسنده من طريق حماد بن ثابت مختصراً ))(5)

3 أما حديث أنس الآخرالذي رواه الزهري فكان في إمارة الحجاج على العراق أيضاً، وقد قدم أنس لدمشق لكي يشكوا الحجاج للخليفة وهو إذ ذاك الوليد بن عبد الملك، أما المراد بقول أنس (( لا أعرف شيئاً مما أدركت إلا هذه الصلاة وقد ضيعت )) أي بتأخيرها عن وقتها فقد صح أن الحجاج وأميره الوليد وغيرهما كانوا يؤخرون الصلاة عن وقتها لما رواه عبدالرزاق عن أبي جريح عن عطاء قال (( أخَّر الوليد الجمعة حتى أمسى فجئت وصليت الظهر قبل أن أجلس ثم صليت العصر وأنا جالس إيماء وهو يخطب ))(6) وما رواه أبو نعيم شيخ البخاري في كتاب الصلاة من طريق أبي بكربن عتبة قال (( صليت إلى جنب أبي جحيفة فمسّى الحجاج بالصلاة فقام أبو جحيفة فصلى، ومن طريق ابن عمر أنه كان يصلي مع الحجاج فلما أخّر الصلاة ترك أن يشهدها معه ))(7)، وأما إطلاق أنس فلا يفهم منه أن هذا موجوداً في جميع بلاد الإسلام بل هو محمول على ما شاهده من أمراء الشام والبصرةخاصة، وإلا فإنه قدم المدينة فقال: ما أنكرت شيئاً إلا انكم لا تقيمون الصفوف والسبب فيه أنه قدم المدينة وعمر بن عبد العزيز أميرها حينئذ ))(8).

4 أما قوله عن عثمان وعائشة في أنهما غيّرا في الصلاة فأقول: الصلاة المقصودة هناهي في باب السفر هل تقصر أم تتم وهذا الأمر فيه خلاف بين أهل العلم لمن له أدنى إلمام بالفقه وقد روي الخلاف بين الصحابة أيضاً في ذلك فروي عن عثمان وسعد بن أبي وقاص وابن مسعود وابن عمر وعائشة رضي الله عنهم الإتمام في السفر وهو قول جمهور الصحابة والتابعين بل قد روي عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتم في السفر ويقصر وسأل ابن عباس رجلٌ فقال: كنت أتم الصلاة في السفر فلم يأمره بالإعادة(9) وقد جاءت السنة الدالة على أن القصر رخصة في السفر وليس عزيمة لقوله تعالى { فليس عليكم جناحٌ أن تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا } ( النساء  101) فقد أخرج مسلمٌ في صحيحه عن يعلى بن أمية قال (( قلت لعمر بن الخطاب: ليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا  فقد أمن الناس فقال: عجبتُ مما عجبتَ منه، فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك. فقال: صدقة تصدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته ))(10) واحتج الشافعي على عدم الوجوب بأن المسافر إذا دخل في صلاة المقيم صلّى أربعاً بالاتفاق ولو كان فرضه القصر لم يأتم مسافر بمقيم(11) وأما إذا احتج هذا التيجاني بقول ابن مسعود بالحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم عن عبد الرحمن بن زيد قال (( صلّى بنا عثمان بن عفان رضي الله عنه بمنىً أربع ركعات، فقيل ذلك لعبد الله بن مسعود رضي الله عنه فاسترجع ثم قال: صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنى ركعتين وصليت مع أبي بكر رضي الله عنه ركعتين وصليت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه بمنى ركعتين فليت حظي من أربع ركعات ركعتان متقبّلتان ))(12) فأما قول ابن مسعود ( فليت حظي من أربع ركعات ركعتان متقبِّلتان ) ف( من ) هنا للبدلية مثل قوله تعالى { أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة } وهذا يدل على أنه كان يرى الإتمام جائزاً وإلا لما كان له حظ من الأربع ولا من غيرها فإنها تكون فاسدة كلها وإنما استرجع ابن مسعود لما وقع عنده من مخالفة الأولى ويؤيده ما روى أبو داود (( أن ابن مسعود صلى أربعاً فقيل له (( عبت على عثمان ثم صليت أربعاً. فقال: الخلاف شر ))(13) (( وفي رواية البيهقي ( إني لأكره الخلاف ) ولأحمد من حديث أبي ذر مثل الأول، وهذا يدل على أنه لم يكن يعتقد أن القصر واجب كما قال الحنيفية ووافقهم القاضي اسماعيل من المالكية وهي رواية عن مالك وعن أحمد. قال ابن قدامة: المشهور عن أحمد أنه على الاختيار والقصر عنده أفضل وهو قول جمهور الأصحاب والتابعين ))(14) وأما إذا استدل أيضاً بحديث عائشة رضي الله عنها حينما قالت ( الصلاة أول ما فرضت ركعتين.....) الحديث، وقول عائشة ( فرضت ) أي قدرت وأدل دليل على تعيين تأويل حديث عائشة هذا كونها كانت تتم في السفر(15).

5 ومن هنا نعلم أن القصر في السفر هو رخصة من الله والإنسان مخير بين الأخذ به أو تركه كسائر الرخص ونعلم أيضاً ضحالة تفكير هذا التيجاني الذي زعم أن الصحابة غيّروا في الصلاة فليت شعري كأن الصحابة غيروا صلاة الصبح فصلّوها أربعا! أو قصروا صلاة المغرب فجعلوها ركعة!!؟ وكأنه لم يكن في يوم من الأيام من أهل السنة وهذا أقرب إلى اعتقادي لأن أي سني يعرف هذه القضية الفقهية يقيناً ويعلم أن الصحابي لم يكن ليخالف فعل الرسول صلى الله عليه وسلم في أمرٍ فيه عزيمة فضلاً عن زوجته.

6 ونأتي الآن إلى تأويل عثمان وعائشة رضي الله عنهما فقد ذكر بعض أهل العلم (( أنهما كانا يريان أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما قصر لأنه أخذ بالأيسر على ذلك لأمته فأخذا على أنفسهما بالشدة ))(16) ، وعن الزهري قال (( أن عثمان بن عفان أتم الصلاة بمنى من أجل الأعراب، لأنهم كثروا عامئذٍ فصلى بالناس أربعاً ليعلمهم أن الصلاة أربع ))(17) وقال ابن حجر في الفتح (( أن سبب إتمام عثمان أنه كان يرى القصر مختصاً بمن كان شاخصاً سائراً، وأما من أقام في مكان في أثناء سفره فله حكم المقيم فيتم ))(18) ثم قال ابن حجر (( ولا مانع عندي أن يكون هذا أصل سبب الإتمام، وليس بمعارض للوجه الذي اخترته بل يقويه من حيث أن حالة الإقامة في أثناء السفر أقرب إلى قياس الإقامة المطلقة عليها بخلاف السائر وهذا ما أدى إليه اجتهاد عثمان ))(19)، (( وأما عائشة فقد جاء عنها سبب الإتمام صريحاً، وهو فيما أخرجه البيهقي من طريق هشام بن عروة عن أبيه ( أنها كانت تصلي في السفر أربعاً فقيل لها: لو صليت ركعتين. فقالت: يا ابن أختي إنه لا يشق عليّ ) إسناده صحيح وهو دالٌ على أنها تأولت أن القصر رخصة، وأن الإتمام لمن لا يشق عليه أفضل ))(20)

أخيراً  أقول أن قول هذا الرافضي ( وحتى لا يتوهم أن التابعين هم الذين غيروا...الخ ) في إشارة لحديث أنس يظهر دليلاً آخر على تدليس هذا ( الرويبض ) المشين فما دخل رواية أنس بن مالك بما روي عن عثمان وعائشة فالرواية الأولى وضحنا فيها أن التغيير من فعل الحجاج وليس من الصحابة، وأما فعل عثمان وعائشة فقد وضحناه في الفقرة السابقة وبات لدينا أن شيئاً واحداً هو الذي تغير ألا وهو عقل التيجاني؟!


 أن الصحابة يشهدون على أنفسهم

 يقول التيجاني (( روى أنس بن مالك أن رسول الله (ص) قال للأنصار: إنكم سترون بعدي أثرة شديدة فاصبروا حتى تلقوا الله ورسوله على الحوض. قال أنس فلم نصبر.

وعن العلاء بن المسيب عن أبيه قال: لقيت البراء بن عازب رضي الله عنه فقلت طوبى لك صحبت النبي (ص) وبايعته تحت الشجرة، فقال:يا ابن أخي إنك لا تدري ما أحدثنا بعده. وإذا كان هذا الصحابي من السابقين الأولين الذين بايعوا النبي (ص) تحت الشجرة، ورضي عنهم وعلم ما في قلوبهم فأثابهم فتحاً قريباً، يشهد على نفسه وعلى أصحابه بأنهم أحدثوا بعد النبي وهذه الشهادة هي مصداق ما أخبر به (ص) وتنبأ به من أنّ أصحابه سيحدثون بعده ويرتدون على أدبارهم فهل يمكن لعاقل بعد هذا أن يصدق بعدالة الصحابة كلهم أجمعين ( أكتعين أبصعين ) على ما يقول به أهل السنة والجماعة، والذي يقول هذا القول فإنه يخالف العقل والنقل (!!!) ولا يبقي للباحث أي مقاييس فكرية يعتمدها للوصول إلى الحقيقة ))(1) ، فأقول:

1 لم أجد هذه الرواية التي ذكرها التيجاني بهذا السياق بل وجدت الرواية هذه، عن الزهري قال: أخبرني أنس بن مالك (( أناساً من الأنصار قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، حين أفاء الله على رسوله صلى الله عليه وسلم من أموال هوازن ما أفاء، فطفق يعطي رجالاً من قريش المائَةَ من الإِبلِ، فقالوا: يغفرُ الله لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم ، يعطي قريشاً ويدعنا، وسيوفنا تقطرُ من دمائهم. قال أنس: فحُدِّثَ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمقالتهم، فأَرسلَ إلى الأنصار فجمعهم في قُبَّة من أدم، ولم يدع معهم أحداً غيرهم، فلمَّا اجتمعوا جاءهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ( ما كان حديث بلغني عنكم ). قال لهم فُقهاؤُهم: أمَّا ذَوُو آرائِنَا يا رسول الله فلم يقولوا شيئاً، وأمَّا أُناسٌ مِنَّا حديثةٌ أسنانهم، فقالوا: يغفر الله لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، يعطي قريشاً، ويترك الأنصار، وسيوفنا تقطر من دماءهم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( إني أعطي رجالاً حديثٌ عهدهم بكُفرٍ، أما ترْضوْنَ أنْ يذهب الناس بالأموال، وترجعوا إلى

رحالكم برسول الله صلى الله عليه وسلم ، فواللهِ ما تنقلبون به خيرٌ مما ينقلبون بهِ ). قالوا: بلى يا رسول الله قدْ رضينا، فقال لهمْ: ( إنكم ستَروْن بعدى أثرةً شديدةً فاصبروا حتى تلْقَوا الله تعالى ورسوله على الحوض ). قال أنس: فلم نصبر ))(2)

2 هذا الحديث كما هو ظاهر من فضائل الأنصار ويظهر حب رسول الله صلى الله عليه وسلم للأنصار وكيف لا وهو قائل: (( الأنصار لا يُحِبُّهم إلا مُؤْمن، ولا يبغضهم إلا منافق، فمن أحبهم أحبه الله، ومن أبغضهم أبغضه الله ))(3) . ويقول: (( آية الإيمان حب الأنصار وآية النفاق بغض الأنصار ))(4)،وفي هذا الحديث يقول (( أما ترضون أن يذهب الناس بالأموال وترجعوا إلى رحالكم برسول الله صلى الله عليه وسلم )) فهل يقول ذلك إلا لخير الناس.

3 وقول أنس ( فلم نصبر ) لا يعدو أن يكون رأيه هو فلا يقبل أن يجعل حجة على جميع الصحابة ولعله أخطأ في قوله، لذلك لم يلتفت لهذه الزيادة أي من شراح الحديث.

4 لا يجوز شرعاً وعقلاً أن يحمل قول واحد من الصحابة لا يفهم منه القدح أصلاً لترد به آيات محكمة وكثيرة في مدح الصحابة عموماً ومدح الأنصار خاصة.

5 وقول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث ((... فاصبروا حتى تلقوا الله ورسوله صلى الله عليه وسلم على الحوض )) فلا يفهم منه أنهم إن لم يصبروا فلن يلقوا الله ورسوله صلى الله عليه وسلم على الحوض؟! و ( حتى ) بمنزلة ( إلى ) في إنتهاء الغاية مكانية كانت أو زمانية ولم يستخدم أداة الشرط فيقول ( إن ) صبرتم ستلقوني على الحوض حتى يجعل التيجاني قول أنس دليل على إحداثهم وانقلابهم على فرض التسليم بصحة وجهة نظر أنس، هذا إذا ما أضفنا إلى أن الحديث في الأصل مدح للأنصار وقول النبي صلى الله عليه وسلم هو الحجة وليس قول أنس.

6 ولعل انس ذكر ذلك بسبب موقف قومه من الخلافة ومحاولة منازعتهم للمهاجرين في بداية الأمر ولعل الذي يؤكد ذلك ما رواه أنس عن أسيد بن حضير، أن رجلاً من الأنصار خلا برسول الله صلى الله عليه وسلم . فقال: ألا تستعملني كما استعملت فلاناً؟ فقال (( إنكم ستلقون بعدي أثرة. فاصبروا حتي تلقوني على الحوض ))(5) خصوصاً إذا عرفنا أن ( الأثرة ) هي: الاستئثار والاختصاص بأمور الدنيا(6).

7 أما بالنسبة لقول الصحابي البراء بن عازب ( إنك لا تدري ما أحدثنا بعده ) فهو ( يشير إلى ما وقع لهم من الحروب وغيرها فخاف غائلة ذلك، وذلك من كمال فضله )(7) ومن المعلوم أن عليا بن أبي طالب كان أحد المشاركين في هذه الحروب فلا بد أن يشمله الخطاب على حد فهم التيجاني فيكون ممن أحدث بعد النبي صلى الله عليه وسلم ، ولكن الحق الذي يجب أن يقال أن هذين الحديثين لا يمكن أن يردّا مجموع الأدلة القرآنية والحديثية في مدح الصحابة والرضا عنهم من الله سبحانه ورسوله صلى الله عليه وسلم ووقوعهم في الأخطاء لا ينفي فضلهم وطهارتهم الظاهرية والباطنية فاحتجاج التيجاني بمثل هذه الأقوال على الطعن في عموم الصحابة مثله كمثل من يصد صاروخاً بترس؟!


  أن اختلاف الصحابة هو الذي حرم الأمة العصمة وأدى إلى تفرقها وتمزقها

 قال المؤلف ص89-90: «والمشكل الأساسي في كل ذلك هو الصحابة، فهم الذين اختلفوا في أن يكتب لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك الكتاب، الذي يعصمهم من الضلالة إلى قيام الساعة، واختلافهم هذا هو الذي حرم الأمة الإسلامية من هذه الفضيلة، ورماها في الضلالة، حتى انقسمت وتفرقت وتنازعت وفشلت وذهبت ريحها، وهم الذين اختلفوا في الخلافة، فتوزعوا بين حزب حاكم، وحزب معارض، وسبب ذلك تخلف الأمة، وانقسامها إلى: شيعة علي، وشيعة معاوية، وهم الذين اختلفوا في تفسير كتاب الله، وأحاديث رسوله صلى الله عليه وسلم فكانت المذاهب والفرق والملل والنحل، ونشأت من ذلك المدارس الكلامية والفكرية المختلفة، وبرزت فلسفات متنوعة أملتها دوافع سياسية محضة، تتصل بطموحات الهيمنة على السلطة والحكم.

 فالمسلمون لم ينقسموا ولم يختلفوا في شئ لولا الصحابة، وكل خلاف نشأ وينشأ إنما يعود إلى اختلافهم في الصحابة».

 قلت: قوله فهم الذين اختلفوا في أن يكتب لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك الكتاب، الذي يعصمهم من الضلالة إلى قيام الساعة، وأن هذا

الاختلاف هو الذي حرم الأمة من هذه الفضيلة.

 يشير بذلك إلى ما رواه الشيخان من حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: (لما اشتد بالنبيﷺ وجعه، قال: ائتوني بكتاب أكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده، قال عمر: إن النبي صلى الله عليه وسلم غلبه الوجع، وعندنا كتاب الله حسبنا، فاختلفوا، وكثر اللغط، قال: قوموا عني ولا ينبغي عندي التنازع).(1)

 وقد ذكره الرافضي بنصه في موضع آخر سيأتي قريباً مستدلاً به على طعنه في الصحابة، ولذا أؤجل الرد عليه في ذلك، وتوجيه الحديث إلى موطنه الذي ذكره فيه، وأقتصر الآن في الرد على الشبهة التي أثارها هنا، وهو زعمه أن اختلافهم هذا هو الذي حرم الأمة الإسلامية من العصمة ورماها في الضلالة والتفرق إلى قيام الساعة.

 والجواب على هذا: إن قوله هذا باطل، وهو يعني أن الرسولﷺ قد ترك تبليغ أمته ما فيه عصمتها من الضلال، ولم يبلغ شرع ربه لمجرد اختلاف أصحابه عنده حتى مات على ذلك، وأنه بهذا مخالف لأمر ربه في قوله: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما

(1) أخرجه البخاري في: (كتاب العلم، باب كتابة العلم) فتح الباري 1/208،

 ح114. ومسلم: (كتاب الوصية، باب ترك الوصية لمن ليس له شئ يوصي فيه) 3/1259.

بلغت رسالته والله يعصمك من الناس}.‎‎(1)

 وإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم مبرأً من ذلك ومنزهاً بتزكية ربه له في قوله: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عَنِتُّم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم}(2)

 فوصفه بالحرص على أمته: أي على هدايتهم، ووصول النفع الدنيوي والأخروي لهم، ذكره ابن كثير في تفسيره(3):

 وإذا كان هذا الأمر معلوماً بالاضطرار من دين الإسلام عند الخاص والعام، لايشك فيه من في قلبه أدنى مثقال ذرة من إيمان، أن هذا الرسول الكريم قد بلغ كل ما أُمر به، وكان أحرص ما يكون على أمته، بما هو متواتر من جهاده وتضحيته، وأخباره الدالة على ذلك، علمنا علماً يقينياً لا يشوبه أدنى شك، أنه لو كان الأمر كما يذكر هذا الرافضي من الوصف لهذا الكتاب من أن به عصمة الأمة من الضلال في دينها، ورفع الفرقة والاختلاف فيما بينها، إلى أن تقوم الساعة، لما ساغ في دين ولا عقل أن يؤخر رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابته إلى ذلك الوقت الضيق، ولو أخره ما كان  

(1) سورة المائدة 67.

(2) سورة التوبة 128.

(3) انظر تفسير ابن كثير 2/404.

ليتركه لمجرد اختلاف أصحابه عنده(1) وقد ثبت من سيرته أنه لربما راجعوه أحياناً في بعض المسائل مجتهدين، فما كان يترك أمر ربه لقولهم، كمراجعة بعضهم له في فسخ الحج إلى عمرة في حق من لم يسق الهدي، وذلك في حجة الوداع، وكذلك مراجعة بعضهم له يوم الحديبية، وفي تأمير أسامة(2) ، فهل يتصور بعد هذا أن يترك أمر ربه فيما هو أعظم من هذا لخلافهم، ولو قدر أنه تركه في ذلك الوقت لتنازعهم عنده لمصلحة رآها فما الذي يمنعه من أنه يكتبه بعد ذلك، وقد ثبت أنه عاش بعد ذلك عدة أيام فقد كانت وفاته -عليه الصلاة والسلام- يوم الإثنين على ما جاء مصرحاً به في رواية أنس في الصحيحين(3) وحادثة الكتاب يوم الخميس بالاتفاق.

 فإن أبى الرافضي إلا جدالاً، وقال: خشي أن لا يقبلوه منه، ويعارضوه فيه، كما تنازعوا عنده أول مرة، قلنا: لا يضره ذلك وإنما عليه البلاغ كما قال تعالى: {من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن  

(1) ذكر هذا الوجه من الردّ الدهلوي. انظر: مختصر التحفة الاثني عشرية ص251.

(2) انظر: الأحاديث في ذلك من صحيح البخاري مع الفتح 3/606، ح1785، 8/587، ح4844، 8/152، ح4468،4469.

(3) انظر: صحيح البخاري مع الفتح 8/143، ح4448، وصحيح مسلم 1/315، ح419.

تولى فما أرسلناك عليهم حفيظاً}.(1)

 فإذا ثبت هذا باتفاق السنة والرافضة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكتب ذلك الكتاب حتى مات، علمنا أنه ليس من الدين الذي أمر بتبليغه، ولا على ما يصفه هذا الرافضي من المبالغة لاستحالة ذلك على الرسول صلى الله عليه وسلم.

 ولِمَا دل عليه القرآن من أن الله قد أكمل له ولأمته الدين، فأنزل عليه قبل ذلك في حجة الوداع: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً}.(2)

 وكما أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك في قوله: (إني تركتكم على مثل البيضاء، ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك).(3)

 فإذا تقرر بطلان ما يدعي هذا الرافضي من أن الأمة وقعت في الضلالة، وحرمت العصمة بسبب عدم كتابة الرسول صلى الله عليه وسلم لهم ذلك الكتاب لاختلاف الصحابة عنده:

(1) سورة النساء 80.

(2) المائدة 3.

(3) أخرجه أحمد في المسند 4/126، ضمن حديث العرباض بن سارية في موعظة النبي صلى الله عليه وسلم وكذا ابن ماجه في سننه 1/16، وقد صحح الحديث الألباني بمجموع طرقه في ظلال الجنة. انظر: ظلال الجنة مع كتاب السنة لابن أبي عاصم ص26.

 فليعلم بعد هذا أن الذي أراده الرسول صلى الله عليه وسلم من كتابة ذلك الكتاب هو أن يكتب لهم كتاباً يبين فيه فيمن تكون الخلافة من بعده كما ذكر ذلك العلماء.

 قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: «ولم تكن كتابة الكتاب مما أوجبه الله عليه أن يكتبه أو يبلغه في ذلك الوقت، إذ لو كان كذلك لما تركﷺ ما أمره الله به، لكن ذلك مما رآه مصلحة لدفع النزاع في خلافة أبي بكر، ورأى أن الخلاف لابد أن يقع».(1)

 وقال في موضع آخر: «وأما قصة الكتاب الذي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد أن يكتبه، فقد جاء مبيناً كما في الصحيحين عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه: (ادعى لي أباك وأخاك حتى أكتب كتاباً، فإني أخاف أن يتمنى متمن، ويقول قائل: أنا أولى، ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر)(2) ....

 [إلى أن قال بعد ذكر روايات الحديث[: والنبيﷺ قد عزم على أن يكتب الكتاب الذي ذكره لعائشة، فلما رأى أن الشك قد وقع، علم أن الكتاب لا يرفع الشك، فلم يبق فيه فائدة، وعلم أن الله يجمعهم على ما عزم عليه كما قال: (ويأبى الله والمؤمنون إلا  

(1) منهاج السنة 6/316.

(2) أخرجه مسلم في صحيحه: :(كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل أبي بكر) 4/1857، ح2387.

أبا بكر)».‎‎‎(1)

 وأما قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث: (لن تضلوا بعدي) فيقول الدهلوي في توجيهه: «فإن قيل: لو لم يكن ما يكتب أمراً دينياً فلم قال: (لن تضلوا بعدي؟) قلنا: للضلال معان، والمراد به ههنا عدم الخطأ في تدبير الملك، وهو إخراج المشركين من جزيرة العرب، وإجازة الوفد بنحو ما كان يجيزه، وتجهيز جيش أسامة منه، لا الضلالة والغواية عن الدين».(2)

 وأما قوله: «وهم الذين اختلفوا في الخلافة فتوزعوا بين حزب حاكم وحزب معارض، وسبب ذلك تخلف الأمة وانقسامها إلى شيعة علي وشيعة معاوية...»

 فالجواب على هذا: أن الخلاف بين الصحابة في عهد علي لم يكن في الخلافة، فإن الذين اختلفوا مع علي هم: طلحة، والزبير، وعائشة، ومعاوية ، ولم يكن هؤلاء ينازعونه في الخلافة بل لم يَدَّعِ أحد لامن هؤلاء ولا من غيرهم، أنه أولى بالخلافة بعد مقتل عثمان من علي؛ لأنه أفضل من بقي، وقد كانوا يقرون له بالفضل، وإنما أصل الخلاف بين هؤلاء الصحابة  

(1) منهاج السنة 6/23،25.

(2) مختصر التحفة الاثني عشرية ص251.

المذكورين وعلي هو في المطالبة بدم عثمان وقتل قتلته، فقد كانوا يرون تعجيل ذلك والمبادرة بالاقتصاص منهم، وقد كان علي لا ينازعهم في أن عثمان قُتل مظلوماً، وعلى وجوب الاقتصاص من قتلته، وإنما كان يرى تأجيل ذلك حتى تهدأ الأوضاع ويستتب له الأمر، لأن قتلة عثمان كثير وقد تفرقوا في الأمصار كما كانت طائفة كبيرة منهم في المدينة بين الصحابة.

 ومع هذا كله فإن اختلافهم -رضي الله عنهم- لم يصل بهم إلى الطعن في الدين، واتهام بعض لبعض، وإنما كان كل فريق يرى لمخالفه مكانته في الفضل والصحبة ويرى أنه مجتهد في رأيه، وإن كان يخطئه فيه.

 فههنا ثلاث مسائل مقررة عند أهل العلم والتحقيق من أهل السنة، يندفع بها ما يثيره هؤلاء المغرضون من شبه، حول الفتنة التي حصلت في زمن الصحابة في خلافة علي وهي:

 المسألة الأولى: أن الخلاف الذي حصل بينهم لم يكن حول الخلافة، ولم ينازع علياً أحد من مخالفيه فيها، ولم يَدَّعِ أحد منهم على الإطلاق أنه أولى بالخلافة من علي.

 المسألة الثانية: أن الخلاف بينهم إنما هو في تعجيل قتل قتلة عثمان أو تأخيره، مع اتفاقهم على وجوب تنفيذ ذلك.

 المسألة الثالثة: أنهم مع اختلافهم لم يتهم بعضهم بعضاً في الدين، وإنما يرى كل فريق منهم أن مخالفه مجتهد متأول، يعترف له

بالفضل في الإسلام، والصحبة لرسول صلى الله عليه وسلم.

 وهذه مسائل عظيمة، دلت عليها الأخبار الصحيحة. وفيها توضيح لحقيقة الخلاف بين الصحابة وتبرئة لساحتهم من كل مايرميهم به الرافضة والزنادقة، وهي أصل كبير في الرد على هؤلاء ينبغي لطالب العلم أن يتعلمها بأدلتها، وإليك أيها القارئ بسط الأدلة على تقريرها:

 المسألة الأولى: أن الخلاف الذي حصل بينهم لم يكن في الخلافة، ولم ينازع علياً أحد من مخالفيه فيها، ولم يدع أحد منهم أنه أولى بها من علي .

 ومن أقوى الأدلة، وأكبر الشواهد على هذا: اجتماع الصحابة على مبايعته بالخلافة بعد مقتل عثمان بما فيهم طلحة والزبير -رضي الله عنهما-، وقد دلت على ذلك الروايات الصحيحة المنقولة عنهم في ذلك.

 منها مارواه الطبري في تاريخه بسنده إلى محمد بن الحنفية، قال: «كنت مع أبي حين قتل عثمان فقام فدخل منزله، فأتاه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: إن هذا الرجل قد قتل ولابد للناس من إمام، ولا نجد اليوم أحداً أحق بهذا الأمر منك، لا أقدم سابقة، ولا أقرب من رسول اللهﷺ، فقال: لا تفعلوا، فإني أكون وزيراً، خيرٌ من أن أكون أميراً، فقالوا: لا والله ما نحن بفاعلين حتى نبايعك، قال: ففي المسجد فإن بيعتي لا تكون خَفِيّاً ولا تكون إلا عن رضا المسلمين.

 قال سالم بن الجعد، فقال عبدالله بن عباس: فلقد كرهت أن يأتي المسجد مخافة أن يُشْغب عليه، وأبى هو إلا المسجد، فلما دخل دخل المهاجرون والأنصار فبايعوه ثم بايعه الناس».(1)

 وعن أبي بشير العابدي قال: «كنت بالمدينة حين قتل عثمان واجتمع المهاجرون والأنصار فيهم طلحة والزبير فأتوا علياً، فقالوا: يا أبا الحسن هلم نبايعك، فقال: لا حاجة لي في أمركم أنا معكم، فمن اخترتم فقد رضيت به، فاختاروا والله، فقالوا: ما نختار غيرك....»(2) الخ الرواية، وفيها تمام البيعة لعلي.

 والروايات في هذا كثيرة ذكر بعضها ابن جرير في تأريخه(3) وهي دالة على مبايعة الصحابة لعلي واتفاقهم على بيعته بما فيهم طلحة والزبير، كما جاء مصرحاً به في الرواية السابقة.

(1) تاريخ الطبري 4/427.

(2) تاريخ الطبري 4/427-428.

(3) انظر: تاريخ الطبري 4/427-429، وقد قام بجمع هذه الروايات ودرسها الدكتور محمد أمحزون في كتابه القيم: (تحقيق مواقف الصحابة في الفتنة 20/59-75.

 وأما ما جاء في بعض الروايات من أن طلحة، والزبير بايعا مكرهين فهذا لا يثبت بنقل صحيح، والروايات الصحيحة على خلافه.

 فقد روى الطبري عن عوف بن أبي جميلة قال: «أما أنا فأشهد أني سمعت محمد بن سيرين، يقول: إن علياً جاء فقال لطلحة: ابسط يدك ياطلحة لأبايعك. فقال طلحة: أنت أحق، وأنت أمير المؤمنين، فابسط يدك، فبسط علي يده فبايعه».‎‎(1)

 وعن عبد خير الخَيْوانيّ أنه قام إلى أبي موسى فقال: «يا أبا موسى، هل كان هذان الرجلان -يعني طلحة والزبير- ممن بايع علياً قال: نعم...».‎‎‎(2)

 كما نص على بطلان ما يُدَّعَى من أنهما بايعا مكرهين، الإمام المحقق ابن العربي وذكر أن هذا مما لا يليق بهما، ولا بعلي قال -رحمه الله-: «فإن قيل بايعا مكرهين [أي طلحة والزبير[، قلنا: حاشا لله أن يكرها، لهما ولمن بايعهما، ولو كانا مكرهين ما أثر ذلك، لأن واحداً أو اثنين تنعقد البيعة بهما وتتم، ومن بايع بعد ذلك فهو لازم له، وهو مكره على ذلك شرعاً، ولو لم يبايعا ما أثر ذلك  

(1) تاريخ الطبري 4/434.

(2) المصدر نفسه 4/486.

فيهما، ولا في بيعة الإمام.

 وأما من قال يد شلاء وأمر لا يتم(1)، فذلك ظن من القائل أن طلحة أول من بايع ولم يكن كذلك.

 فإن قيل فقد قال طلحة: (بايعت واللُّجّ علي قَفَيّ) قلنا: اخترع هذا الحديث من أراد أن يجعل في (القفا) لغة (قفى)، كما يجعل في (الهوى) (هوي)، وتلك لغة هذيل لا قريش(2)، فكانت كذبة لم تدبر.

 وأما قولهم: (يد شلاء) لو صح فلا متعلق لهم فيه، فإن يداً شُلّت في وقاية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يتم لها كل أمر، ويتوقى بها من كل مكروه، وقد تم الأمر على وجهه، ونفذ القدر بعد ذلك على حكمه».‏(3)

(1) إشارة إلى ما جاء في بعض الروايات: أن أول من بايع علياً طلحة -رضي الله عنهما- وكان بيده اليمنى شلل، لما وقى بها رسول اللهﷺ يوم أحد، فقال رجل في القوم: أول يد بايعت أمير المؤمنين شلاء لا يتم هذا الأمر. انظر: تاريخ الطبري 4/435، والبداية والنهاية لابن كثير 7/237.

(2) وقيل هي: لغة طيّ. ذكره ابن الأثير في النهاية 4/94 وكذلك: اللُّجّ ليس من لغة قريش بل من لغة طيّ، قال ابن الأثير: «هو بالضّم: السيف بلغة طيّ» النهاية 4/234، وقيل هو السيف أيضاً بلغة هذيل وطوائف من اليمن. انظر لسان العرب 2/354.

(3) العواصم من القواصم ص148-149.

 وكذلك معاوية فقد ثبت بالروايات الصحيحة أن خلافه مع علي كان في قتل قتلة عثمان ولم ينازعه في الخلافة بل كان يقر له بذلك.

 فعن أبي مسلم الخولاني أنه جاء وأناس معه إلى معاوية وقالوا: «أنت تنازع علياً أم أنت مثله؟ فقال: لا والله إني لأعلم أنه أفضل مني وأحق بالأمر مني، ولكن ألستم تعلمون أن عثمان قُتل مظلوماً، وأنا ابن عمه والطالب بدمه فأتوه، فقولوا له فليدفع إليّ قتلة عثمان وأسلم له، فأتوا علياً فكلموه فلم يدفعهم إليه(1)».(2)

 ويروى ابن كثير من طرق ابن ديزيل بسنده إلى أبي الدرداء وأبي أمامة -رضي الله عنهما- «أنهما دخلا على معاوية فقالا له: يا معاوية علام تقاتل هذا الرجل؟ فو الله إنه أقدم منك ومن أبيك إسلاماً، وأقرب منك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحق بهذا الأمر منك، فقال: أقاتله على دم عثمان، وإنه آوى قتلته، فاذهبا إليه فقولا له:  

(1) سبب ذلك أن علياً طلب من معاوية أن يدخل في البيعة ويحاكمهم إليه فأبى معاوية -رضي الله عنهما- جميعاً. انظر: البداية والنهاية 7/265، وتحقيق مواقف الصحابة في الفتنة لمحمد أمحزون 2/147.

(2) أخرجه ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق 16/356ب،  وأورده الذهبي في سير أعلام النبلاء 3/140، وقال محققوا الكتاب: رجاله ثقات.

فليقدنا من قتلة عثمان ثم أنا أول من أبايعه من أهل الشام».(1)

 والروايات في هذا كثيرة مشهورة بين العلماء(2) وهي دالة على عدم منازعة معاوية لعلي -رضي الله عنهما- في الخلافة ولهذا نص المحققون من أهل العلم على هذه المسألة وقرروها.

 يقول إمام الحرمين الجويني: «إن معاوية وإن قاتل علياً فإنه لا ينكر إمامته، ولا يدعيها لنفسه، وإنما كان يطلب قتلة عثمان ظاناً منه أنه مصيب وكان مخطئاً».(3)

 ويقول ابن حجر الهيتمي: «ومن اعتقاد أهل السنة والجماعة أن ما جرى بين علي ومعاوية -رضي الله عنهما- من الحروب فلم يكن لمنازعة معاوية لعلي في الخلافة للإجماع على أحقيتها لعلي كما مر فلم تهج الفتنة بسببها، وإنما هاجت بسبب أن معاوية ومن معه طلبوا من علي تسليم قتلة عثمان إليهم، لكون معاوية ابن عمه فامتنع علي».(4)

(1) البداية والنهاية 7/270.

(2) انظر: البداية والنهاية لابن كثير 7/268-270، وقد جمع هذه الروايات الدكتور محمد أمحزون في كتابه: (تحقيق مواقف الصحابة في الفتنة) 2/146-150.

(3) لمعة الأدلة في عقائد أهل السنة والجماعة ص115.

(4) الصواعق المحرقة ص 216.

 ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: «ومعاوية لم يدَّعِ الخلافة، ولم يبايع له بها حين قاتل علياً، ولم يقاتل على أنه خليفة، ولا أنه يستحق الخلافة ويقرون له بذلك، وقد كان معاوية يقر بذلك لمن سأله عنه... وكل فرقة من المتشيعين(1) مقرة مع ذلك بأنه ليس معاوية كفأ لعلي بالخلافة، ولا يجوز أن يكون خليفة مع إمكان استخلاف علي فإن فضل علي وسابقيته وعلمه ودينه وشجاعته وسائر فضائله: كانت عندهم ظاهرة معروفة».‏(2)

 فثبت بهذا أنه لم ينازع علياً أحدٌ في الخلافة لامن الذين خالفوه ولا من غيرهم، وبهذا يبطل ما ادعا هذا الرافضي من أن الصحابة تنازعوا في الخلافة، وترتب على ذلك تفرق الأمة وانقسامها.

 المسألة الثانية: أن الخلاف بين علي ومخالفيه إنما هو في تقديم الاقتصاص من قتلة عثمان أو تأخيره مع اتفاقهم على وجوب تنفيذه.

(1) أي من المتشيعين لعثمان أو علي -رضي الله عنهما-، وقد كان المطالبون بدم عثمان -t- قد انضموا إلى معاوية ومع هذا ما كانوا يفضلونه على علي -y- أجمعين.

(2) مجموع الفتاوى 35/72-73.

 وهذه المسألة مقررة أيضاً عند أهل العلم من أهل السنة بما ثبت في ذلك من الأخبار، والآثار الدالة على أن علياً لا ينازع مخالفيه في وجوب الاقتصاص من قتلة عثمان، وإنما كان يرى تأجيل ذلك حتى يستتب له الأمر. وذلك أن قتلة عثمان كانوا قد تمكنوا من المدينة، ثم قام في أمرهم من الأعراب وبعض


  أن الصحابة ردوا نص (الغدير) وأبعدوا علياً عن الخلافة

قال الرافضي ص198 «من فكرة الاجتهاد واستعمال الرأي مقابل النصوص نشأت و تكونت مجموعة من الصحابة، وعلى رأسهم عمر بن الخطاب، وقد رأيناهم يوم الرزية كيف ساندوا وعضدوا رأي عمر مقابل النص الصريح.

 ومن ذلك أيضاً نستنتج أن هؤلاء لم يقبلوا يوماً نصوص الغدير، التي نصب بها النبيﷺ علياً خليفة له على المسلمين...

 ولما ولي الإمام علي أمور المسلمين وجد صعوبة كبيرة، في إرجاع الناس إلى السنة النبوية الشريفة وحظيرة القرآن، وحاول جهده أن يزيل البدع التي أُدخلت في الدين، ولكن بعضهم صاح واسنة عمراه...».

 قلت: تقدم الرد عليه مفصلاً في مسألتي: (كتابة الكتاب) و(دعوى النص على خلافة علي يوم الغدير) بما اظهر الله به زيغه وضلاله.(1) وإنما أشير هنا لتناقضه في مسألة النص على الخلافة فهاهنا 

(1) انظر ص 276 ومابعدها و ص 463 ومابعدها.

أن عمر لم يقبل النص على الوصية -المزعومة لعلي- يوم الغدير، ورفض ذلك النص ورده، بينما نجده في موضع آخر من هذا الكتاب يقول ما نصه: «والباحث في هذا الموضوع إذا تجرد للحقيقة، فإنه سيجد النص على علي بن أبي طالب واضحاً جلياً كقولهﷺ: (من كنت مولاه فهذا علي مولاه) قال ذلك بعدما انصرف من حجة الوداع، فعقد لعلي موكب للتهنئة، حتى إن أبا بكر نفسه وعمر، كانا من جماعة المهنئين للإمام يقولون: بخ بخ لك يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة».(1)

 قلت: ما أقصر حبال الكذب!! وقديماً قالوا: (ومن آفة الكذاب نسيان كذبه).

 وقال أبو حاتم: (إن من آفة الكذب أن يكون صاحبه نسياً، فإذا كان كذلك كان كالمنادي على نفسه بالخزي في كل لحظة وطرفة).

 وقال نصر بن علي الجهضمي: (إن الله أعاننا على الكذابين بالنسيان).(2)

 وهذا الرافضي لما اتخذ الكذب مطية له في تقرير معتقده الفاسد 

(1) ثم اهتديت ص161.

(2) أورد هذه الأقوال ابن حبان في روضة العقلاء ص52-53.

وقع في هذا، وأظهر الله أمره، وكشف ستره، فبينما هو يقرر في سياق حديثه عن النص على الوصية المزعومة لعلي: إن الصحابة عقدوا لعلي يوم الغدير موكباً مشهوداً للتهنئة بالوصية، وكان في مقدمة المهنئين المبارِكِين: أبو بكر وعمر، اللذان كانا يرددان عبارة (بخ بخ لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولى كل مؤمن ومؤمنة) نجده بعد هذا بصفحات ينسى هذا كله، فيقرر أن هؤلاء الصحابة لم يقبلوا يوم الغدير، ولا في يوم من الأيام النص على علي بالخلافة، بل وقفوا من ذلك موقف المعارض المعاند، وفي مقدمة هؤلاء عمر بن الخطاب، فلعنة الله على الكذابين الظالمين.

 وأما قوله: إن علياً وجد صعوبة كبيرة في إرجاع الناس إلى السنة... الخ كلامه.

 فكلام باطل من أصله: فإن البدع لم تظهر في عهد الشيخين، بل كان الناس طيلة عهدهما على السنة، لم يعرفوا البدع، ولم تعرف البدع إليهم طريقاً، وكان أمر الدين فيهم ظاهراً وقوياً، والسنة عزيزة مشهورة. وكذلك عهد عثمان -t- فإنه وإن بدأت بوادر البدع تظهر في آخره، إلا أنه لم يعرف في الناس بدعة ظاهرة، بل كانت السنة هي السائدة، والخير هو المنتشر، وأهل الإسلام في عز واجتماع، وأهل الشر في ذل وصغار، وأما عهد علي -t- فقد كثرت فيه الفتن، وظهرت فيه البدع، حيث خرج الخوارج، وفشى التشيع، وافترقت الأمة، وسفكت فيه الدماء المسلمة المؤمنة، فضعف بذلك أهل الخير، وقوي أهل الشر وتسلطوا على الناس، حتى إن علياً -t- كان يقول في قتلة عثمان: (القوم يملكوننا ولا نملكهم)(1) وهذا أمر يعلمه كل من له أدنى اطلاع على التأريخ ولا ينكره أحد من المسلمين، لا من أهل السنة، ولا من أهل البدع، لكن مع التجرد والإنصاف.

 وأما عند غلبة الهوى، وتمكن الجهل، فتختلف المقاييس، وتنعكس المفاهيم، وتتغير الحقائق، كما هو حال هذا الرجل، فإنه يتخبط في الأمر تخبطاً عجيباً، فنراه أحياناً يقرر أن علياً -t- عندما تولى أمر الأمة قد طبق السنة، ونبذ البدع، يقول في كتابه الشيعة هم أهل السنة: «أضف إلى ذلك أن الإمام علياً عندما تولى الخلافة بادر بإرجاع الناس إلى السنة النبوية، وأول شيء فعله هو توزيع بيت المال».(2)

 ويقول مؤكداً هذا في موضع آخر من الكتاب نفسه: «ومع ذلك فإن أمير المؤمنين علياً لم يجبر الناس على البيعة بالقوة والإكراه، كما فعل الخلفاء من قبله، ولكن تقيد -سلام الله عليه- بأحكام  

(1) تقدم تخريجه ص 241.

(2) الشيعة هم أهل السنة ص189.

القرآن والسنة، ولم يغير ولم يبدل أبداً....

 إلى قوله: هنيئاً لك يا ابن أبي طالب، يامن أحييت القرآن والسنة، بعدما أماتها غيرك».(1)

 فهذا ما قرره المؤلف هنا لكنه في موضع آخر ينقض كلامه هذا رأساً على عقب.

 فيقول في الكتاب نفسه: «وإذا كان علي بن أبي طالب -u- هو المعارض الوحيد، الذي حاول بكل جهوده في أيام خلافته إرجاع الناس للسنة النبوية: بأقواله، وأفعاله، وقضائه، ولكن بدون جدوى لأنهم شغلوه بالحروب الطاحنة».(2)

 ويقول أيضاً في معرض حديثه عن علي -t- في كتابه: (لأكون مع الصادقين): «وقضى خلافته في حروب دامية، فُرِضت عليه فرضاً من الناكثين، والفاسقين، والمارقين، ولم يخرج منها إلا باستشهاده سلام الله عليه وهو يتحسر على أمة محمد».(3)

 ونحن لا نعلم أي القولين نصدّق؟! القول بأن علياً -t- أعاد الناس للسنة، وأنفذ أحكام القرآن في رعيته، فنهنئه بذلك كما فعل  

(1) الشيعة هم أهل السنة ص198.

(2) المرجع نفسه ص260.

(3) لأكون مع الصدقين ص81.

المؤلف في أحد قوليه، أم أنه بحسب قوله الآخر: لم يستطع أن يعيد الناس للسنة، بسبب الحروب الطاحنة، التي لم يخرج منها إلا باستشهاده فنتحسر عليه، كما تحسر هو على أمة محمدﷺ؟!

 وهذا السؤال في هذا مطروح على (السماوي) لعله أن يمدّ الأمة بإجابة عاجلة وسريعة تحدد موقفها من هذه المسألة الحساسة، وتخرجها من هذا الاضطراب الذي أوقعها فيه، ولا بأس أن يستعين في هذا بمن شاء من تلاميذ أهل السنة في المراحل الأولى من التعليم ليطلعوه على مادرسوه من سيرة الخليفة الراشد علي بن أبي طالب، فيحل هذا الإشكال، ويستفيد منهم في هذا المجال، كما استفاد من قبل من صبيان الحوزة العلمية في (النجف الأشرف) كما صرح بذلك في بداية كتابه.(1)

 وبهذا ختام الرد على الرافضي في كتابه الأول: (ثم اهتديت) أسأل الله الكريم أن يجعله خالصاً لوجهه، وقربة إلى مرضاته، وأن يغفر لي ما حصل فيه من خطأ أو زلل، وأن ينفع به المسلمين، ويدحض به شبه المحرفين المبدلين.

 وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

(1) انظر: كتاب ثم اهتديت ص53-54.


  أن علياً أولى من أبي بكر بالاتباع

 يقول التيجاني تحت عنوان علي أولى بالاتباع ومن الأسباب التي دعتني للاستبصار وترك سنة الآباء والأجداد، الموازنة العقلية والنقلية بين عليّ بن أبي طالب وأبي بكر. وكما ذكرت في الأبواب السابقة من هذا البحث إني أعتمد على الإجماع الذي يوافق عليه أهل السنة والشيعة. وقد فتشّت في كتب الفريقين فلم أجد إجماعاً إلاّ على عليّ بن أبي طالب فقد أجمع على إمامته الشيعة والسنة في ما ورد من نصوص ثبتتها مصادر الطرفين، بينما لا يقول بإمامة أبي بكر إلا فريق من المسلمين وقد كنّا ذكرنا ما قاله عمر عن بيعة أبي بكر أقول:

1 يبدو أن الجهل تجاوز بالتيجاني درجات! فإذا كان أهل السنة والجماعة قد أجمعوا مع الشيعة على إمامة عليّ فيما ورد من نصوص على زعمه، فلماذا سوّد كل هذه الصفحات لإثبات إمامة عليّ؟ وما هو الخلاف بين الطرفين إذا كانوا متفقين على إمامة عليّ؟! وكيف يحصل الإجماع على عليّ والتاريخ يشهد أن الإجماع قد ثبت على إمامة أبي بكر بل لا يوجد أصلاً إجماع على إمامة عليّ لا من مصادر السنة ولا من مصادر الشيعة الرافضة ، مع ما يكتنف دين الرافضة من تناقض وكذب وخرافات، ثم أقول لهذا المهتدي إذا كان عندك مصدر واحد من مصادر أهل السنة يجمع على إمامة عليّ بن أبي طالب، فأرجو أن تفحمنا وتدلنا عليه، وإن لم تستطع ذلك فاعلم أنك من أصحاب الكذب الرخيص.

2 ثم يقول بينما لا يقول بإمامة أبي بكر إلا فريق من المسلمين قلت: ومع ذلك أصبح الخليفة الأول ودانت له جموع المسلمين راضين به، منقادين له؟! وأما بالنسبة لقول عمر عن البيعة فقد بينّاه سابقاً.

ثم يقول بما أنّ الكثير من الفضائل والمناقب التي يذكرها الشيعة في علي بن أبي طالب لها سند ووجود حقيقي وثابت في كتب أهل السنة المعتمدة عندهم، ومن عدة طرق لا يتطّرق إليها الشك أقول:

1 سنرى بإذن الله وسيرى القارئ الروايات التي يحتج بها الرافضة ويتطلع على أسانيدها وعلى مدى صحتها ليعلم القول الثابت من التقول الزائف.

2 أما أنها مروية من عدة طرق لا يتطرق إليها الشك فهذا عجب من القول لأنه يعني أنها متواترة فهل كل الأحاديث التي رُوِيَت في علي وصلت إلى درجة التواتر؟ سنرى ذلك! أقول ذلك مع أنني لو حلفت بين الركن والمقام أن هذا التيجاني يهرف بما لا يعرف ويجهل أبسط أصول علم الحديث لن أحنث؟!

ثم يتابع فيقول فقد يروي الحديث في فضائل الإمام علي جمع غفير من الصحابة، حتى قال أحمد بن حنبل : ما جاء لأحد من أصحاب رسول الله ص من الفضائل كما جاء لعلي بن أبي طالب. وقال القاضي إسماعيل والنسائي وأبو علي النيسابوري : لم يرد في حقّ أحد من الصحابة بالأسانيد الحسان ما جاء في علي ، قلت:

1 ليس المقصود كثرة الروايات في فضائل علي، بل كثرة الرواة وبتالي كثرة المسانيد، بمعنى أن الرواة أكثروا الرواية في مناقب علي الصحيح منها والمكذوب وأصبح للرواية الواحدة أسانيد كثيرة، كرواية من كنت مولاه فعلي مولاه فلها طرق كثيرة جداً مع أنها رواية واحدة، وسبب ذلك يرجع إلى تأخر وفاة علي وما جرى في وقته من الأحداث والفتن العظيمة، وكثرة الطعون التي تعرض لها لذلك يقول ابن حجر قال أحمد وإسماعيل القاضي والنسائي وأبو علي النيسابوري لم يرد في حق أحد من الصحابة بالأسانيد الجياد أكثر مما جاء في علي وكأن السبب في ذلك أنه تأخر، ووقع الاختلاف في زمانه وخروج من خرج عليه، فكان ذلك سبباً لانتشار مناقبه من كثرة من كان بينها من الصحابة رداً على من خالفه .

2 إضافة إلى ما سبق فليس كل ما روي في فضائل علي فهو صحيح، يقول الذهبي في تلخيص الموضوعات: لم يرو لأحد من الصحابة في الفضائل أكثر مما روي لعلي رضي الله عنه، وهي على ثلاثة أقسام: صحاح وحسان، وقسم ضعاف، وفيها كثرة، وقسم موضوعات وهي كثيرة إلى الغاية ولعل بعضها ضلال وزندقة أه، فليس كل ما روي في فضائل علي صحيح، بل قد وضع الكذّابون في فضائله الشيء الكثير، وهذا ما يؤكده الإمامية فيقول ابن أبي الحديد الشيعي إن أصل الأكاذيب في أحاديث الفضائل كان من جهة الشيعة !، فانهم وضعوا في مبدأ الأمر أحاديث مختلقة في صاحبهم حملهم على وضعها عداوة خصومهم ، ويقر بذلك الكشي حين يورد في كتابه رجال الكشي عن أبي مسكان عمن حدثه من أصحابنا عن أبي عبد الله ع قال: سمعته يقول لعن الله المغيرة بن سعيد إنه كان يكذب على أبي فأذاقه الله حر الحديد ، وأورد عن يونس قال وافيت العراق فوجدت بها قطعة من أصحاب أبي جعفر ع ووجدت أصحاب أبي عبد الله متوافرين، فسمعت منهم وأخذت كتبهم فعرضتها من بعد على أبي الحسن الرضا ع فأنكر منها أحاديث كثيرة أن يكون من أحاديث أبي عبد الله ع وقال لي: إن أبا الخطاب كذب على أبي عبد الله ع لعن الله أبا الخطاب، وكذلك أصحاب أبي الخطاب يدسون هذه الأحاديث إلى يومنا هذا في كتب أصحاب أبي عبد الله ع ، فهل يشك شاك بعد ذلك بأن الكثير من فضائل علي كذب من جهة من يزعمون أنهم من شيعته! ومن كتبكم نحاججكم.

3 يحاول التيجاني إيهام القارئ أن الإمام أحمد يرى أفضلية علي على أبي بكر وعمر، ولكن الحقيقة أن الإمام أحمد يرى أن أفضل هذه الأمة بعد نبيها هو أبو بكر وعمر يقول الإمام عبد الله بن أحمد بن حنبل سمعت أبي يقول: أما التفضيل فأقول: أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي وقال سألت أبي رحمه الله عن التفضيل بين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضوان الله عليهم، فقال: أبو بكر وعمر وعثمان وعلي الرابع من الخلفاء، قلت لأبي: إن قوماً يقولون إنه ليس بخليفة قال: هذا قول سوء ردئ وفي مسائل ابن هانئ قال سمعت أبا عبد الله يقول في التفضيل: أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ولو أن رجلاً قال علي لم أعنفه ، ثم سأله ابنه عن الخلافة سألت أبي عن الأئمة فقال: أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي في الخلفاء فهذا هو قول أحمد في التفضيل والخلافة.

ثم يقول أما بالنسبة لأبي بكر فقد فتّشت أيضاً في كتب الفريقين فلم أجد له في كتب أهل السنة والجماعة القائلين بتفضيله ما يوازي أو يعادل فضائل الإمام عليّ ، أقول:

أما تفتيش التيجاني فلا يعتمد عليه لأنني واثق وثوق الشمس أنه غير منصف مهما ادّعى الإنصاف، إضافةً إلى أنه لا يفرّق بين الحديث المتواتر والحديث الموضوع!! ثم إنني لست أدري لماذا يناقض الدكتور التيجاني نفسه مرّات ومرّات، فهو قد ذكر قبل قليل قوله فقد أجمع على إمامته أي عليّ الشيعة والسنة في ما ورد من نصوص أثبتتها مصادرالطرفين إنظر؟ بينما لا يقول بإمامة أبي بكر إلا فريق من المسلمين هل نظرت أخي القارئ؟! ثم انظره هنا ماذا يقول أما بالنسبة لأبي بكر فقد فتشت أيضاً في كتب الفرقين فلم أجد له في كتب أهل السنة والجماعة القائلين بتفضيله !؟ وتفضيل أهل السنة له يعني إمامته ما يوازي أو يعادل فضائل عليّ فأقول للتيجاني أي الفريقين تختار؟ أهل السنة الذين أجمعوا على خلافة عليّ؟! أم أهل السنة القائلين بتفضيل أبي بكر؟؟ لذلك أود أن أقدم لك نصيحة غالية، أرجوا منك أن تأخذها مأخذ الإعتبار وهي عندما تقوم بطبع هذا الكتاب مرة أخرى الرجاء أن تصحح تخصصك فتكتب على الغلاف ثم اهتديت... تأليف الدكتور محمد التيجاني السماوي... دكتوراة في علم المتناقضات؟!

ثم يقول ورغم أن أبا بكر كان هو الخليفة الأول وله من النفوذ ما قد عرفنا ورغم أنَّ الدولة الأموية كانت تجعل عطاءً خاصاً ورشوة لكل من يروي في حق أبي بكر وعمر وعثمان ورغم أنَّها اختلقت لأبي بكر من الفضائل والمناقب الكثير مما سُوّدت بها صفحات الكتب، مع ذلك فلم يبلغ معشار عشر حقائق الإمام عليّ وفضائله . أقول:

ألا لعنة الله على الكاذبين، فكيف عرف هذا الشانئ الكذاب أن الدولة الأموية كانت تجعل عطاءً خاصاً ورشوة لمن يروي في حق أبي بكر وعمر وعثمان، ولماذا لم تُحَلْ أكاذيبه هذه المرة إلى الطبري والكامل وغيرها من كتب التاريخ حتى يثبت صحة ما يقول أم يريد أن يدلل على حقده وتجنيه على العظماء باختلاق الأكاذيب التي لا تنطلي على الأطفال فضلاً على الكبار، ثم ألا يعلم، أن الذي روى الأحاديث في فضائل عليّ بزعمه هم الصحابة أيضاً؟‍‍ فقوله هذا طعن مبطن للصحابة الكبار من رواة الأحاديث في أنهم يروون الأحاديث المكذوبة على النبي صلى الله عليه وسلم فهل القرآن الذي جاءنا عن طريق الصحابة هو مكذوب أيضاً؟ والقرآن الذي جاءنا عن طريق أولاد ابن سبأ اليهودي هو المحفوظ؟ فقاتل الله الرافضة ومن شايعهم في طعنهم على خير القرون ممن صحبوا النبي صلى الله عليه وسلم فأي طعن في نبيّنا أكثر من ذلك؟ فأصحابه ظالمون مغتصبون منافقون جبناء وهنا كذابون مرتشون يختلقون الكذب على من صحبوه من أجل بعض العطاءات والرشاوي!! ورحم الله الإمام مالك حين قال هؤلاء طعنوا في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما طعنوا في أصحابه ليقول القائل رجل سوء كان له أصحاب سوء ولو كان رجلاً صالحاً لكان له أصحاب صالحون .

 فلِينظرمن يريد الحق إلى ما يدعيه هؤلاء الرافضة ليستنتج من ذلك حقيقتهم وأنهم لا يعدون إلا أن يكونوا من أولاد عبد الله بن سبأ اليهودي الذين لا يريدون إلا تدمير الإسلام وأهله فيدعون بالكذب والزور حب آل البيت الكرام وهم منهم براء كبراءة الذئب من دم يوسف.

ثم يضيف هذا المهترئ فيقول أضف إلى ذلك أنّك إذا حلّلت الأحاديث المروية في فضائل أبي بكر وجدتها لا تتماشى مع ما سجّله له التاريخ من أعمال تناقض ما قيل فيه ولا يقبلها عقل ولا شرع !

انظر أخي القارئ إلى من لا عقل له ولا فقه يريد أن يخالف الأصول المعلومة... يريد أن يحلل الأحاديث المروية في فضائل أبي بكر لا أن يبحث في سندها أو متنها بل يريد أن يحللها بماذا؟ بعقله أو قُل بتجرده وإنصافه، فيحلل أحاديث فضائل أبي بكر، وهو يقول الأحاديث. وليس حديثاً واحداً وأل تفيد الاستغراق أي كل أحاديث فضائل أبي بكر، فأتساءل يا ترى هل يريد أن يغرسها في التربة القابلة للزراعة ليرى هل ستنمو أم لا ليعلم مدى صحتها أو لعله سيقوم بنقعها في محلول الكذب ويضع عليها ثاني أكسيد الدجل؟! لينظر ماذا يكتشف.

ثم يقول وقد تقدم شرح ذلك في حديث لو وزن إيمان أبي بكر بإيمان أمتي لرجح إيمان أبي بكر ولو كان يعلم رسول الله أن أبا بكر على هذه الدرجة من الإيمان ما كان ليؤّمر عليه أسامة بن زيد ولا ليمتنع من الشهادة له كما شهد على شهداء أحد وقال له إني لا أدري ماذا تحدث من بعدي حتى بكى أبو بكر 1.

أقول: لقد أجبت عن هذه الحجج في غير ما موضع من هذا الكتاب فلتراجع. مع الإشارة إلى أنه لم يشرح الأحاديث كما يزعم هنا بل يحلل! ويحرم؟، إضافة لتحريفه المتكرر للحديث فهنا يقول وقال له إني لا أدري ما تحدث بعدي مع أن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول لا أدري ما تحدثون بعدي بصيغة الجمع، ولكن أقول الطبع يغلب التطبع!

ثم يقول ولا أن يُرسل خلفه علي بن أبي طالب ليأخذ منه سورة براءة فيمنعه من تبليغها 1.

أقول: هذا من الكذب الرخيص لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يمنع أبا بكر من تبليغها كما يزعم هذا التيجاني ولم يذكر في أي حديث مثل ذلك، ومعلوم بالتواتر أن النبي صلى الله عليه وسلم أمّر أبا بكر على الحج عام تسع فقد أخرج الطبري وإسحق في مسنده النسائي والدارمي كلاهما عنه وصححه ابن خزيمة وابن حبان من طريق ابن جريج حدثني عبد الله بن عثمان بن خثيم عن أبي الزبير عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم حين رجع من عمرة الجعرانة بعث أبا بكر على الحج، فأقبلنا معه حتى إذا كدنا بالعرج ثوّب الصبح، فسمع رغوة ناقة النبي صلى الله عليه وسلم ، فإذا علي عليها، فقال له: أمير أو رسول؟ فقال: بل أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم ببراءة أقرؤها على الناس، فقدمنا مكة، فلما كان قبل يوم التروية بيوم قدم أبو بكر فخطب الناس بمناسكهم، حتى إذا فرغ قام عليّ فقرأ على الناس براءة حتى ختمها، ثم كان يوم النحر كذلك، ثم يوم النفر كذلك 20.

فكان أبو بكر ينادي: أن لا يحج بعد العام المشرك ولا يطوف بالبيت عريان، ويأمر أصحابه بذلك ويعضده ما أخرجه البخاري عن أبي هريرة قال بعثني أبو بكر رضي الله عنه في تلك الحَجَّة في المؤذنين بعثهم يوم النحر يؤذنون بمنىَ أن لا يحُجَّ بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان. قال حميدٌ: ثمَّ أردفَ النبي صلى الله عليه وسلم بعليّ بنأبي طالب فأمرهُ أن يؤذن ببراءة . قال أبو هريرة فأذن معنا عليٌّ في أهل منىَ يوم النَّحر ببراءة، وأن لا يحجَّ بعد العام مشركٌ ولا يطوف بالبيت عريان21 أقول:

وأما إرداف عليّ فلأنه لا يبلّغ هذا الأمر إلا النبي أو أحد من أهل بيته، لما أخرجه الطبراني عن أبي رافع في جزء منه فأتاه فقال إنه لن يؤديها عنك إلا أنت أو رجل منك 22، فإرسال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي كان لهذا السبب وليس لمنع أبي بكر وهو الذي استخلفه على الحج وكان علي من جملة أصحابه.

أما قوله ولا أن يقول يوم إعطاء الراية في خيبر: لأعطين رايتي غداً رجلاً يحب الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله كرّاراً ليس فرّاراً امتحن الله قلبه بالإيمان، فأعطاهاإلى عليّ ولم يعطها إليه 23 ثم يعزو الرواية إلى صحيح مسلم.

أقول: لم أجد هذا الحديث بهذا اللفظ في مسلم، وإنما الذي ورد في صحيح مسلم هو ما رواه أبو هريرة ! أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر لأعطيّن هذه الراية رجلاً يُحبُ الله ورسوله. يفتح الله على يده. قال عمر بن الخطاب: ما أحببت الإمارة إلا يومئذٍ، قال: فتساورت لها رجاء أن أُدعى لها، قال: فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليّ بن أبي طالب فأعطاه إياها.وقال: امش ولا تلتفت حتى يفتح الله عليك. قال: فسار عليٌّ ثم وقف ولم يلتفت فصرخ: يا رسول الله، على ماذا أقاتل الناس؟ قال: قاتلهم حتى يشهدوا أنْ لا إله إلا الله وأنّ محمد رسول الله، فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا منك دماءهم وأموالهم، إلا بحقّها، وحسابهم على الله 24 ففي هذا الحديث الإخبار عن فضائل عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه، وليس في الحديث تنقيص لأبي بكر البتّه، ولم تكن الراية مع أبي بكر حتى يعطيها لعلي ولا يعطيها لأبي بكر، وليس من المعقول أنْ يُخصّ أبا بكر وحده بالفضل دون جميع الصحابة ويحوز كل الإمتيازات وبقية الصحابة لا فضل لهم، حتى لو أعطيت فضيلة لأحد غيره أصبحت هذه مذمّة له!؟ وقول النبي صلى الله عليه وسلم لأعطين الراية رجلاً يفتح الله على يديه يحب الله ورسوله لاشك أن هذا من فضائل عليّ، ولكن لا يقول عاقل أن هذا مختص بعلي وحده أي لأنه يحب الله ورسوله وحده ولا يشاركه أحد من الصحابة في ذلك، بل ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم شهد لعبد الله بن حمار وقد جاء ليحد على شربه للخمر أكثر من مرة، فقال رجل من القوم: اللهم العنه، ما أكثر ما يؤتى به، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تلعنوه، فولله ما علمت إلا أنه يُحب الله ورسوله 25 فهل يقول عاقل أنها تختص به؟ ومعلوم أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كُثر، فليس من المقبول أن توكل جميع الأمور والمدائح والفضائل والأسبقية لصحابي واحد، بل كل صحابي من المقربين، له منزلة عند النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا شك أنّ من شهد الله ورسوله له بالصحبة أنه يحب الله ورسوله، فبطل الاحتجاج بهذا الحديث على أفضلية عليّ على أبي بكر، ولا أنسى أن أذكّر التيجاني أنّ راوي الحديث هو الصحابي الجليل أبو هريرة الذي تتهمه بأنه يختلق ويدسّ الأحاديث في فضائل أبي بكر ومن المتحاملين على الإمام عليّ، فكيف توفّق بين إيراده لهذا الحديث العظيم في فضل عليّ وادعائك المشحون بالكذب والتحامل على خير الخلق؟!

أما قوله ولو علم الله أنّ أبا بكر على هذه الدرجة من الإيمان وأنّ إيمانه يفوق أمة محمد بأسرها فلم يكن الله ليهدده بإحباط عمله عندما رفع صوته فوق صوت النبي 26، قلت:

هذه الآية نزلت لتأديب المسلمين عامة وللصحابة بالأخص، في كيفية معاملتهم مع نبي المرحمة صلى الله عليه وسلم وتوقيره وتبجيله، والآية عامة اللفظ إلا أن يأتي ما يخصصها، فكيف يقول هذا التيجاني أن الله سبحانه يهدده هكذا بإحباط عمله، وقد ذُكِرَ أنّ سبب نزول الآية أكثر من سبب منها أن أبا بكر وعمر تماريا فنزلت هذه الآيات وابتدأت ب{ يا أيها الذين آمنوا...} ومن هنا نعلم أن نزول هذه الآية هي لتربية الصحابة وتعليمهم وتنبيههم لهذا الأمر بالقرآن، ليكونوا خير الناس بصحبة نبيهم صلى الله عليه وسلم وليست تختص بأبي بكر وحده، فقد روى مسلم أنها نزلت في ثابت بن قيس فعن أنس بن مالك أنه قال لما نزلت هذه الآية: يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي، إلى آخر الآية. جلس ثابت بن قيس وقال: أنا من أهل النار، واحتبس عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم سعد بن معاذ فقال: يا أبا عمرو، ما شأن ثابت؟ أَشتكى؟ قال سعد: إنه لجاري، وما علمت له بشكوى، قال: فأتاه سعد فذكر له قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال ثابت: أُنزلت هذه الآية ولقد علمتم أني من أرفعكم صوتاً على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأنا من أهل النار فذكر ذلك سعد للنبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بل هو من أهل الجنة 27 فكيف بأبي بكر الذي بشره النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة مرات ومرات، والذي كان من أول المستجيبين والمتأدبين مع هذا الأمر الإلهي، فقد أخرج الحاكم في المستدرك موصولاً وابن مردويه من طريق بن شهاب عن أبي بكر قال لما نزلت لا ترفعوا أصواتكم.. الآية، قال أبي بكر: قلت يا رسول الله آليت أن لا أكلمك إلا كأخي السرار 2 وخلاصة القول أن أبا بكر الصديق ليس معصوماً بل يخطئ ويصيب، وينبّه على خطئه، فالقرآن يؤدبه، والنبي صلى الله عليه وسلم يربّيه، وهذا مدح له وليس قدح به هذا لمن يفهم.

ثم يكرر ما سبق الجواب عليه ثم يقول .. وأنه لم يكن أحرق الفجاءة السلمي 2، أقول: عجباً والله من هؤلاء الزعانف الذين يحتجون بما هو حجة عليهم لا لهم فالإحراق بالنار عن عليّ أشهر وأظهر منه عن أبي بكر، وأنه قد ثبت في الصحيح أن علياً أُتي بقوم زنادقة من غلاة الشيعة، فحرّقهم بالنار، فبلغ ذلك ابن عباس، فقال: لو كنت أنا لم أحرّقهم بالنار، لنهْي النبي صلى الله عليه وسلم أن يُعذّب بعذاب الله، ولضربت أعناقهم، لقول النبي صلى الله عليه وسلم من بدل دينه فاقتلوه فبلغ ذلك علياً، فقال: ويح أبن أم الفضل ما أسقطه على الهنات. فعليّ حرّق جماعة بالنار، فإن كان ما فعله أبو بكر منكراً، ففعل عليّ أنكر منه، وإن كان فعل عليّ مما لا يُنْكر مثله على الأئمة، فأبو بكر أولى أن لا ينكر عليه 30.

أما قوله وأنه يوم السقيفة كان قذف الأمر في عنق أحد الرجلين عمر أو أبي عبيدة 31. قلت:

هذه الحجة المردودة أجاب عليها الحافظ ابن حجر في كتابه فتح الباري بما يغني عن الرد فقال وقد استشكل قول أبي بكر هذا مع معرفته بأنه الأحق بالخلافة بقرينة تقديمه للصلاة وغير ذلك، والجواب أنه استحيى أن يزكي نفسه فيقول مثلا رضيت لكم نفسي، وانضم إلى ذلك أنه علم أنّ كلا منهما لا يقبل ذلك، وقد أفصَح عمر بذلك في القصة، وأبو عبيدة بطريق الأولى لأنه دون عمر في الفضل باتفاق أهل السنة، ويكفي أبا بكر كونه جعل الاختيار في ذلك لنفسه فلم ينكر ذلك عليه أحد، ففيه إيماء إلى أنه الأحق، فظهر أنه ليس في كلامه تصريح بتخلية من الأمر32، وقال في موضع آخر وتمسّك بعض الشيعة بقول أبي بكر قد رضيت لكم أحد هذين الرجلين بأنه لم يكن يعتقد وجوب إمامته ولا استحقاقه للخلافة، والجواب من أوجه: أحدهما ان ذلك كان تواضعاً منه، والثاني لتجويزه إمامة المفضول مع وجود الفاضل، وإن كان من الحق له فله أن يتبرع لغيره، الثالث أنه علم أن كلا منهما لا يرضى أن يتقدمه فأراد بذلك الإشارة إلى أنه لو قدر أنه لا يدخل في ذلك لكان الأمر منحصراً فيهما، ومن ثم لمّا حضره الموت استخلف عمر لكون أبي عبيدة كان إذ ذاك غائباً في جهاد أهل الشام متشاغلا بفتحها، وقد دلّ قول عمر لأن أُقدم فتُضرب عنقي ألخ على صحة الإحتمال المذكور 33.

ثم يقول فالذي هو على هذه الدرجة من الإيمان ويرجح إيمانه على إيمان كل الأمة لا يندم في آخر لحظات حياته على ما فعله مع فاطمة وعلى حرقه الفجاءة السلمي وعلى توليه الخلافة، كما لا يتمنى أن لا يكون من البشر ويكون شعرة أو بعرة، أفيعادل إيمان


 أن أبا بكر خالف سنة النبي ﷺ في قتاله لمانعى الزكاة

 يقول التيجاني والحادثة الثانية التي وقعت لأبي بكر في أول أيام خلافته وسجّلها المؤرخون من أهل السنة والجماعة اختلف فيها مع أقرب الناس إليه وهو عمر بن الخطاب تلك الحادثة التي تتلخّص في قراره بمحاربة مانعي الزكاة وقتلهم ! فكان عمر يعارضه ويقول له لا تقاتلهم لأني سمعت رسول الله ص يقول: امرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله محمد رسول الله، فمن قالها عصم مني ماله ودمه وحسابه على الله . وهذا نص أخرجه مسلم في صحيحه جاء فيه: أن رسول الله ص أعطى الراية إلى علي يوم خيبر فقال علي: يا رسول الله على ماذا أقاتلهم؟ فقال ص قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله محمد رسول الله، فإن فعلوا ذلك فقد منعوا منك دماءهم وأموالهم إلاّ بحقها وحسابهم على الله ولكن أبا بكر لم يقتنع بهذا الحديث وقال: والله لأقاتلنّ من فرّق بين الصلاة والزكاة فإن الزكاة حقّ المال، أو قال: والله لو منعوني عقالاً كانوا يؤدونه إلى رسول الله لقاتلتهم على منعه واقتنع عمر بن الخطاب بعد ذلك وقال: ما إن رأيت أبا بكر مصمّماً على ذلك حتى شرح الله صدري، ولست أدري كيف يشرح الله صدور قوم بمخالفتهم سنّة نبيّهم! .

1 إن قرار أبا بكر في قتال مانعي الزكاة هو الحق الموافق للكتاب والسنة، وما اتفقت عليه الأمة وفي هذا يقول الله سبحان { فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم } التوبة 5 وقوله تعالى { فإن تابوا وأقاموا الصلاة وءاتوا الزكاة فإخوانكم في الدين ونفصّل الآيات لقوم يعلموم } التوبة فبيّن الله سبحانه في هاتين الآيتين أن شروط التوبة والدخول في الإسلام يلزم منها إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وعدم التفريق بينهما لذلك قال عبد الله بن مسعود أمرتم بإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، ومن لم يزك فلا صلاة له، وعن بن عباس { فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة }، قال: حرّمت هذه الآية دماء أهل القبلة ، ويقتضي ذلك أنهم إذا أخلّوا بأداء الصلاة أو إيتاء الزكاة فإنه يباح قتالهم حتى يعودوا إلى أدائها كاملة، وهذا ما فعله الخليفة الأول أبو بكر الصديق رضي الله عنه مع مانعي الزكاة لذلك قال ابن كثير معلقاً على هذه الآية ولهذا اعتمد الصديق رضي الله عنه في قتال مانعي الزكاة على هذه الآية الكريمة وأمثالها حيث حرمت قتالهم بشرط هذه الأفعال وهي الدخول في الإسلام والقيام بأداء واجباته، ونبه بأعلاها على أدناها فإن أشرف أركان الإسلام بعد الشهادتين الصلاة التي هي حق الله عز وجل وبعدها أداء الزكاة التي هي نفع متعد إلى الفقراء والمحاويج وهي أشرف الأفعال المتعلقة بالمخلوقين، ولهذا كثيراً ما يقرن الله بين الصلاة والزكاة ، وقال عبد الرحمن بن زيد افترضت الصلاة والزكاة جميعاً لم يفرّق بينهما، وقرأ { فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين }، وأبا أن يقبل الصلاة إلا بالزكاة، وقال: رحم الله أبا بكر، ما كان أفقهه .

2 أما السنة فقد أخرج البخاري ومسلم في صحيحهما عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأنّ محمداً رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقّ الإسلام، وحسابهم على الله ، فهذا الحديث الصحيح يظهر بوضوح أن عصمة الدم والمال لا تتحقق إلا بتحقيق الإيمان، والإيمان الحقيقي لا يتحقق إلا بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة، وإذا منع الناس الزكاة وجب هنا القتال من أجل أخذها من المطالب بها إلى مستحقيها، وهذا فعله أبو بكر الصديق.

3 يبدوا أن التيجاني لا يعلم من المذهب الاثني عشري الذي هُدي إليه إلا اسمه، فالرافضة الاثني عشرية يثبتون في كتبهم أنّ الزكاة مثل الصلاة تماماً ومن المُسّلم به أنّ تارك الصلاة يقتل بلا خلاف فجعل الزكاة مثل الصلاة يبين أن حكمهما واحد وهذا ما اعترف به الرافضة فقد أورد إمامهم والذين يصفونه بالمحقق المحدث المتبحر محمد الحر العاملي في كتابه وسائل الشيعة عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام قالا: فرض الله الزكاة مع الصلاة ، وعن أبي جعفر عليه السلام قال: إن الله تبارك وتعالى قرن الزكاة بالصلاة فقال: { أقيموا الصلاة وآتوا الزكاة } فمن أقام الصلاة ولم يؤت الزكاة لم يقم الصلاة ، فهل يريد التيجاني أكثر من ذلك؟! لا بأس! وهذا إمام القوم والذين يصفونه برئيس المحدثين يروي في كتابه من لا يحضره الفقيه وهو أحد الكتب الأربعة التي تمثل مرجع الإمامية في الفروع والأصول عن أبي عبد الله عليه السلام: من منع قيراطاً من الزكاة فليس بمؤمن ولا مسلم وهو قول الله عز وجل: { حتى إذا جاء أحدهم الموت قال ربّ ارجعون لعلي أعمل صالحاً فيما تركت } . وفي رواية أخرى لاتقبل له صلاة وعن أبي جعفر عليه السلام قال بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله في المسجد إذ قال: قم يا فلان قم يا فلان قم يا فلان حتى أخرج خمسة نفر فقال: اخرجوا من مسجدنا لا تصلّوا فيه وأنتم لا تزكون ، وعن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال من منع قيراطاً من الزكاة فليمت إن شاء يهوديّاً أو نصرانيّاً ولا يكتفي بذلك بل يبيح قتله صراحة فيورد عن أبّان بن تغلب عنه عليه السلام أنه قال دمان في الإسلام حلال من الله تبارك وتعالى لا يقضي فيهما أحد حتى يبعث الله عز وجل قائمنا أهل البيت فإذا بعث الله عز وجل قائمنا أهل البيت حكم فيهما بحكم الله عز وجل، الزاني المحصن يرجمه، ومانع الزكاة يضرب عنقه !، فكيف إذن يعترض هذا التيجاني على أبي بكر قتاله لمانعي الزكاة حتى يعطوها وليس قتلهم بالطبع ولا يكون في نفسه غضاضة من أن تُضرب عنق مانع الزكاة على يد القائم الخيالي؟!! هكذا، فكبّر أربعاً على هدايتك أيها التيجاني!!

4 أما بالنسبة لاعتراض عمر بن الخطاب في البداية على أبي بكر فلأن الأمر قد استشكل عليه فقال كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أُمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فمن قال لا إله إلا الله عصم مني ماله ودمه ونفسه إلا بحقه وحسابه على الله فاستدل على العموم وبظاهر الكلام ولم ينظر في آخره وهو بحقه فردّ عليه أبا بكر بأنّه سيقاتل من فرّق بين الصلاة والزكاة، فإن الزكاة حق المال فجعل الزكاة كالصلاة، ومعلوم أن قتال تارك الصلاة مما أجمع عليه الصحابة، والصلاة وحدها كافية لرد ما توّهمه عمر من الحديث الذي احتجّ به، والذي يعضّد ويقوّي قول أبو بكر هذا، هو الحديث الذي رواه ابن عمر والذي جاء في آخره إلا بحق الإسلام واستيفاء الحق المتضمن لعصمة الدم والمال هي الأمور المذكورة بالحديث، ولمّا تبين ذلك لعمر وظهر له صواب قول أبي بكر تابعه على قتال القوم فقال فوالله ما هو إلا أن رأيت الله قد شرح صدر أبي بكر للقتال فعرفت أنه الحق ، بما ظهر له من الأدلة والحجج المقامة على أنّ ما ذهب إليه أبو بكر هو الحق.

5 وبالنسبة لحديث علي يوم خيبر فيرد عليه بنفس الرد على حديث عمر ويرده أيضاً بأن تارك الصلاة مما أجمع الصحابة على قتاله فالحديث عام وتخصة الأحاديث الأخرى، على أن قوله صلى الله عليه وسلم لعلي إلا بحقها فمن حقها كما بيّنت إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة.

6 لعلّ أحداً يتساءل كيف لم يعرف عمر بن الخطاب بحديث ابن عمر؟ نقول إن في اعتراض عمر ليدلل أنه لم يحفظ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كل ما رواه ابن عمر وغيره من الرواة، ولعل ابن عمر وأبا هريرة سمعا هذه الزيادات في مجلس آخر ولو أن عمر سمع بهذا الحديث لما خالف أبا بكر الصديق واحتج بالحديث الآخر لذلك يقول ابن حجر وفي القصة دليل على أن السنة قد تخفى على بعض أكابر الصحابة ويتطلع عليها آحادهم، ولهذا لا يلتفت إلى الآراء ولو قويت مع وجود سنة تخالفها، ولا يقال كيف خفى ذا على فلان؟ ، فإذا عرفنا ما سبق نعلم أن قول هذا التيجاني أن أبا بكر لم يقتنع بهذا الحديث من مجازفاته التافهه وجهله البارد! ونعلم أيضاً أنّ قوله ولست أدري كيف يشرح الله صدور قومٍ بمخالفتهم سنة نبيهم يظهر كيف أثّرت شهادة الدكتوراة بعلم الفلسفة على كتاباته، وحملته على الطعن بخير القرون وحملة القرآن اعتماداً على استنباطاته الكسيحة!!

ثم يهذي فيقول وهذا التأويل، منهم لتبرير قتال المسلمين الذين حرّم الله قتلهم إذ قال في كتابه العزيز { يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبيّنوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤْمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرة كذلك كنتم من قبل فمنّ الله عليكم فتبيّنوا إن الله كان بما تعملون خبيرا . قلت:

يأبى هذا التيجاني إلا أن يضيف الأدلة تلو الأدلة على إثبات جهله، فهو لا يرجع لسبب نزول الآية أو إلى أقوال المفسرين، بل يريد أن يثبت الجهل الذي تلفّع به فأصبح كالسفّود الذي لا ينفك عن صاحبه! وأمّا بالنسبة لهذه الآية فقد أخرج البخاري في صحيحه سبب نزولها فعن ابن عباس رضي الله عنهما { ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمناً } قال ابن عباس: كان رجل في غنيمة له، فلحقه المسلمون، فقال: السلام عليكم، فقتلوه وأخذوا غنيمته، فأنزل الله في ذلك إلى قوله { تبتغون عرض الحياة الدنيا } تلك الغنيمة ، فبالله ما دخل قضية أبي بكر وعمر بهذه الآية فهما لم يختلفا على تكفير مانعي الزكاة وإنما اختلفا على جواز قتالهم، والقتال غير القتل، ومانعو الزكاة بغاة وجب أخذ الزكاة منهم بالقوة، وأبو بكر أجاز قتالهم لا قتلهم ولم يقل هؤلاء كفارٌ كأمثال مسيلمة الكذاب والأسود العنسي الذين قاتلهم الصديق أيضاً واعتبرهم كفّاراً وسبى ذراريهم وساعده في ذلك أكثر الصحابة واستولد علي بن أبي طالب جارية من سبي بني حنيفة، فولدت له محمد الذي يدعى ابن الحنيفية، فأبو بكر أجاز قتال مانعي الزكاة لا لأنهم كفار بل لأنهم أخلّوا بحق من حقوق الإسلام، ولم نعلم أن أبا بكر قاتل من جاءه مسلماً مستسلماً ذاعناً للحق، ولم يقاتل أبو بكر مانعي الزكاة لعرض الدنيا بل قاتلهم للحفاظ على شمولية هذا الدين، فكيف يستشهد هذا التيجاني بهذه الآية على قضية أبي بكر مع مانعي الزكاة؟! فما عساني إلا أن أدعو فأقول اللهم احفظ دينك من الرويبضة!!

ثم يتقدم خطوات في هذيانه فيقول على أن هؤلاء الذين منعوا إعطاء أبي بكر زكاتهم لم ينكروا وجوبها ولكنهم تأخروا ليتبينوا الأمر ويقول الشيعة إن هؤلاء فوجئوا بخلافة أبي بكر وفيهم من حضر مع رسول الله حجة الوداع وسمع منه النص على عليّ بن أبي طالب فتريّثوا حتى يفهموا الحقيقة، ولكن أبا بكر أراد إسكاتهم عن تلك الحقيقة وبما أنني لا أستدل ولا أحتج بما يقوله الشيعة !! سأترك هذه القضية لمن يهمّه الأمر ليبحث فيها .

فأقول له متسائلاً ألا يهمك هذا الأمر؟ فلماذا لم تبحث فيه؟! أليس لأنه أدنى من أن يلتفت إليه! ولماذا ذكرته في كتابك مستدلاً به؟ ومن أين جئت بهذا الادعاء الذي يقول بأن مانعي الزكاة تأخروا في دفعها ليتبينوا الأمر ولأنهم فوجئوا هكذا بخلافة أبي بكر إلى آخر هذا المين، وأنا واثق من أنك جئت بهذه الرواية من كتاب إكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس !!!

ثم يقول على أنّني لا يفوتني أن أسجّل هنا أن صاحب الرسالة ص وقعت له في حياته قصة ثعلبة الذي طلب منه أن يدعوا له بالغنى وألحّ في ذلك وعاهد الله أنّه يتصدق ودعا له رسول الله وأغناه الله من فضله وضاقت عليه المدينة وأرجاؤها من كثرة إبله وغنمه حتى ابتعد ولم يعد يحضر صلاة الجمعة، ولمّا أرسل إليه رسول الله ص العاملين على الزكاة رفض أن يعطيهم شيئاً منها قائلاً إنّما هذه جزية أو أخت الجزية، ولم يقاتله رسول الله ولا أمر بقتاله وأنزل فيه قوله {ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصّدّقن ولنكوننّ من الصالحين، فلمّا آتاهم الله من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون } وجاء ثعلبة بعد نزول الآية وهو يبكي وطلب من رسول الله قبول زكاته وامتنع الرسول حسب ما تقول الرواية، فإذا كان أبو بكر وعمر يتّبعان سنة الرسول فلماذا هذه المخالفة وإباحة دماء المسلمين الأبرياء لمجرّد منع الزكاة على أنّ المعتذرين لأبي بكر والذين يريدون تصحيح خطئه بتأويله بأنّ الزكاة هي حق المال، لا يبقى لهم ولا له عذر بعد قصة ثعلبة الذي أنكر الزكاة واعتبرها جزية، ومن يدري لعلّ أبا بكر أقنع صاحبه عمر بوجوب قتل من منعوه الزكاة أن تسري دعوتهم في البلاد الإسلاميةلإحياء نصوص الغدير التي نصّبت عليّاً للخلافة، ولذلك شرح الله صدر عمر بن الخطاب لقتالهم وهو الذي هدّد بقتل المتخلّفين في بيت فاطمة وحرقهم بالنار من أجل أخذ البيعة لصاحبه .

قلت: هذه الرواية التي احتج بها التيجاني ناقصة، فقد أخفى منها الجزء المتبقّي وهو أن ثعلبة قد أتى أبا بكر رضي الله عنه حين استخلف، فقال: قد علمت منزلتي من رسول الله صلى الله عليه وسلم وموضعي من الأنصار فاقبل صدقتي، فقال أبو بكر: لم يقبلها رسول الله منك، أنا أقبلها؟ فقُبِض أبو بكر رضي الله عنه ولم يقبلها، فلما ولي عمر أتاه، فقال: يا أمير المؤمنين، اقبل صدقتي، فقال: لم يقبلها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أبو بكر، أنا أقبلها؟ فقُبِض ولم يقبلها، ثم ولي عثمان رضي الله عنه فأتاه فسأله أن يقبل صدقته فقال: لم يقبلها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أبو بكر ولا عمر أنا أقبلها؟ وهلك ثعلبة في خلافة عثمان رضي الله عنه 1 ولست أدري لماذا أخفى هذه الرواية، فلعلّه اعتقد أن فيه مدحاً للخلفاء الثلاثة، ولكني أبشرّه بأن هذه الرواية ساقطة سنداً ومتناً ولا تقوم مقام الاستدلال، فمن ناحية السند فمدار الرواية على عليّ بن يزيد الألهاني وعمرو بن عبيد أبو عثمان البصري وهما مجروحان، فعلي بن يزيد قال عنه ابن حجر ضعيف 1 وقال البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي: ليس بثقة، وقال أبو زُرعة: ليس بقوي، وقال الدارقطني: متروك 20 وقال يحي بن معين: علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة هي ضعاف كلها، وقال يعقوب: واهي الحديث كثير المنكرات، وقال الحاكم: ذاهب الحديث 21 وأما عمرو بن عبيد قال عنه ابن معين: لا يكتب حديثه، وقال النسائي: متروك الحديث، وقال أيوب ويونس: يكذب 22 وعن أحمد بن حنبل: ليس بأهل أن يحدث عنه، وعن يحي بن معين: ليس بشيء، وقال عمرو بن علي: متروك الحديث صاحب بدعة، وقال حاتم: متروك الحديث23 فهذه هي منزلة الحديث من ناحية السند وهي أوضح من أن أعلّق عليها بالإضافة لتضعيف العلماء لهذه الرواية فقد ضعّفها ابن حزم والبيهقي وابن الأثير والقرطبي والذهبي والهيثمي وابن حجر والسيوطي وغيرهم.

وأما من ناحية المتن فهي باطلة أيضاً وذلك للأسباب التالية:

أ مخالفة القصة للقرآن الكريم فمن أصول الشريعة التي قررها الله في كتابه وعلى لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم أن التائب لو بلغت ذنوبه عنان السماء ثم تاب، تاب الله عليه، قال جل شأنه { إنما التوبةُ على الله للذين يعملون السُّوء بجَهالةٍ ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوبُ الله عليهم وكان الله عليماً حكيماً، وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تُبتُ الآن ولا الذين َيموتون وهم كفّار أولئك اعتدنا لهم عذاباً أليماً } النساء 1 ودليل ذلك أيضاً قول الرسول صلى الله عليه وسلم إن الله تعالى يقبل توبة العبد ما لم يغرغر 24 وهو بيان لقوله تعالى { وليست التوبة ...إذا حضر أحدهم الموت قال إني تُبت الآن } فالآية استثنت هذه الحالة فقط وأنها لا تقبل التوبة، وهذا دليل خطاب يدل على ان غير هذه الحالة تقبل فيها التوبة وهو ما قبل الموت، والقصة تؤكد أن ثعلبة تاب توبة نصوحاً فجاء يعرض صدقته على الرسول صلى الله عليه وسلم وأكد توبته مراراً فجاء أبا بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم لكنهم رفضوا قبول توبته، وأخبروه أن الله لم يقبل توبته وهذا خلاف ما تقدّم من النصوص القاطعة التي لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا خلفها، والتي تقرر { وهو الذي يقبلُ التّوبةَ عن عباده ويعفو عن السيئات } الشورى 25 ، فإن قيل: أن ثعلبة منافق. قلت: حتى المنافقين فقد فتح الله لهم باب التوبة على مصراعيه قال الشاكر العليم { إنّ المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولنْ تجِد لهم نَصيراً إلا الذين تابوا وأَصلحوا واعتَصموا بالله وأخْلصوا دينهم لله فأُولئك مع المؤمنين وسوْفَ يُؤْتِ الله المؤمنين أجراً عظيماً، ما يفعلُ الله بِعذابكُم إن شكَرْتم وآمنْتُم وكان الله شاكراً عليماً } النساء 5 7 ، وقال الغفور الرحيم مخبراً عن المنافقين { ... فإنْ يَتوبوا يك خيراً لهم } التوبة 74 ، والقصة تنمّي في قلوب العصاة الذين جهلوا فاقترفوا بعض الذنوب واجترحوا السيئات صفة القنوط واليأس من رحمة الله، تلك الصفة التي لا يحبها الله ورسوله الذي بشّر الناس أنهم لو أتوا إليه بقُراب الأرض خطايا، واستغفروا الله لغفر لهم ولو لم يستغفروا لاستبدلهم الله بأناس يخطئون فيستغفرون فيغفر لهم، قال صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى: يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي. يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عَنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أُبالي، يا ابن آدم إنك لو اتيتني بقُراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة 25 وقال صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم 2627.

ب أمر آخر يدحض هذه القصة ويردها، ويزيد في وجوب استبعادها، والذود عن عرض صاحبها ودينه، هو أن ثعلبة بن حاطب رضي الله عنه لا تُعلم له سنة وفاة على الحقيقة، وقد اختلف في سنة وفاته على أقوال عديدة. فأصحاب هذه القصة جعلوه متوفًى في خلافة عثمان رضي الله عنه، وهذا القول مردود من حيث السند لأنه والقصة أتى بإسناد واحد واه! وقيل إنه استشهد في أحد، وقيل إنه استشهد في غزوة خيبر، والقول الثاني ذكره ابن عبد البر وابن حجر. وسواء كان استشهاده في أحد أو خيبر، فالرجل توفي في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم عند بعضهم وهو معارض للقصة القائلة بأنه هلك في خلافة عثمان، وما دام الاحتمال وارداً مع القصة، وهو ضعيف الإسناد لا يعتمد عليه، فإنه يتعين علينا المصير إلى الاحتمال الثاني أو الثالث، إذ لم يذكر غيرهما وهما ينسفان القصة نسفاً، ويقتلعان جذورها. أو التوقف في هذا الصدد إذ لم يتبين لنا ورود خبر صحيح بأحد هذين القولين، أو بهما.

ت إن أبا بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم لا يستطيعون أن يمنعوا أحداً من عبادة يريد أداءها، وإلا كانوا صادين عن سبيل الله وحاشاهم بل إننا لنعجب من هذا، وأبو بكر رضي الله عنه قد حارب مانعي الزكاة، واعتبرهم مرتدين* عن دين الله تعالى وقال والله لو منعوني عقالاً كانوا يؤدونه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم عليه ، فكيف ينسجم قتاله لمانعي الزكاة، مع منعه لمريد اخراج الزكاة من ذلك؟ ثم ألم يكن بإمكان ثعلبة أن يخرج زكاة ماله على فقراء المنطقة التي كان يعيش فيها؟ ولعل هذا هو السر في عدم ذكر التيجاني لبقية القصة لأنها تصطدم مع ادّعاءاته.

ث إنّ المعروف من أحكام الإسلا


  موقف التيجاني من أبي بكر في قضية خالد بن الوليد

  موقف التيجاني من خالد بن الوليد والرد عليه في ذلك:

يقول التيجاني أما الحادثة الثالثة التي وقعت لأبي بكر في أول خلافته واختلف فيها عمر بن الخطاب وقد تأوّل فيها النصوص القرآنية والنبوية: تلك هي قصّة خالد بن الوليد الذي قتل مالك بن نويرة صبراً ونزا على زوجته فدخل بها في نفس الليلة. وكان عمر يقول لخالد: يا عدوّ الله قتلت امرءاً مسلماً ثم نزوت على امرأته، والله لأرجمنّك بالأحجار، ولكن أبا بكر دافع عنه وقال هبه يا عمر، تأوّل فأخطأ فأرفع لسانك عن خالد ، وهذه فضيحةٌ أخرى سجّلها التاريخ لصحابي من الأكابر!! إذا ذكرناه، ذكرناه بكل احترام وقداسة، بل ولقبناه ب سيف الله المسلول !! ماذا عساني أن أقول في صحابي يفعل مثل تلك الأفعال يقتل مالك بن نويرة الصحابي الجليل !!! سيد بني تميم وسيد يربوع وهو مضرب الأمثال في الفتوة والكرم والشجاعة. وقد حدّث المؤرخون أن خالداً غدر بمالك وأصحابه وبعد أن وضعوا السّلاح وصلّوا جماعة أوثقوهم بالحبال وفيهم ليلى بنت المنهال زوجة مالك وكانت من أشهر نساء العرب بالجمال ويقال أنه لم ير أجمل منها وفتن خالد بجمالها، وقال له مالك: يا خالد ابعثنا إلى أبي بكر فيكون هو الذي يحكم فينا، وتدخّل عبد الله بن عمر وأبو قتادة الأنصاري وألحّا على خالد أن يبعثهم إلى أبي بكر فرفض خالد وقال: لا أقالني الله إن لم أقتله فالتفت مالك إلى زوجته ليلى وقال لخالد: هذه التي قتلتني، فأمر خالد بضرب عنقه وقبض على ليلى زوجته ودخل فيها في تلك الليلة أقول وبالله التوفيق:

1 لا بد أن يلاحظ القارئ قبل البدء في سرد الردود على هذا الشانئ الكذاب كيف يدّعي الإنصاف والعدل وهما في براءة منه، وسيرى مدى تحامله وحنقه على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومدى تحامله على الصحابي الجليل خالد بن الوليد هازم فلول الفرس وكاسر أنوفهم، حيث لا يذكر إلا الرواية المكذوبة والتي لا يلتفت إليها ويحتج بها إلاّ إخوانه من الرافضة، ويتجاهل الروايات التي أوردتها كل كتب التاريخالمعروفة وهي التي طالما يحتج بها علينا عندما يعتقد أنها تخدم مبتغاه ويتجاهلها حينما لا يجد فيها بغيته للنيل من أهل السنة ولكن خاب ظنه.

2 الروايتان اللتان ذكرهما المؤرخون واللتان أخفاهما هذا التيجاني وتتحدثان عن خبر مقتل مالك بن نويرة هما:

الرواية الأولى ... ولما قدم خالد البطاح بث السرايا وأمرهم بداعية الإسلام وأنْ يأتوا بكل من لم يجب وإن امتنع أنْ يقتلوه. وكان قد أوصاهم أبو بكر أن يؤذّنوا إذا نزلوا منزلاً فإن أذّن القوم فكفوا عنهم وإن لم يؤذنوا فاقتلوا وانهبوا وإن أجابوكم إلى داعية الإسلام فسائلوهم عن الزكاة، فإن أقروا فاقبلوا منهم وإن أبوا فقاتلوهم قال فجاءته الخيل بمالك بن نويرة في نفر معه من بني ثعلبة بن يربوع فاختلفت السرية فيهم. وكان فيهم أبو قتادة فكان فيمن شهد أنهم قد أذنوا وأقاموا وصلّوا فلما اختلفوا أمر بهم فحبسوا في ليلة باردة لا يقوم لها شيء فأمر خالد منادياً فنادى دافئوا أسراكم وهي في لغة كنانة القتل فظن القوم أنه أراد القتل ولم يرد إلا الدفْء فقتلوهم فقتل ضرار بن الأزور مالكاً، وسمع خالد الواعية فخرج وقد فرغوا منهم. فقال: إذا أراد الله أمراً أصابه

وأما الرواية الثانية أن خالداً استدعى مالك بن نويرة فأنّبه على ما صدر منه من متابعة سجاح، وعلى منعه الزكاة وقال: ألم تعلم أنها قرينة الصلاة؟ فقال مالك: إن صاحبكم يزعم ذلك، فقال: أهو صاحبنا وليس بصاحبك؟ يا ضرار اضرب عنقه، فضربت عنقه .

3 أما الرواية التي اعتمدها التيجاني والتي تدّعي أن خالداً أراد قتل مالك بن نويرة بسبب زوجته فلم يعيروها اهتمامهم لنكارتها وشذوذها، والتي عزاها التيجاني بالهامش على المراجع التالية تاريخ أبي الفداء، وتاريخ اليعقوبي وتاريخ ابن السحنة ووفيات الأعيان ، فبمجرّد مراجعة بعض هذه المراجع يتضح لكل باحث عن الحق إسلال هذا التيجاني في النقل، فلو راجعنا كتاب وفيات الأعيان لابن خلكان في خبر مقتل مالك لوجدناه يورد القصة بخلاف ما أوردها التيجاني ، فإبن خلكان أورد القصة على النحو التالي ... ولما خرج خالد بن الوليد رضي الله عنه لقتالهم في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه نزل على مالك وهو مقدم قومه بني يربوع وقد أخذ زكاتهم وتصرّف فيها، فكلمه خالد في معناها، فقال مالك: أني آتي بالصلاة دون الزكاة، فقال له خالد: أما علمت أن الصلاة والزكاة معاً لا تقبل واحدة دون أخرى، فقال مالك: قد كان صاحبك يقول ذلك، قال خالد: وما تراه لك صاحباً؟ والله لقد هممت أن أضرب عنقك، ثم تجاولا في الكلام طويلاً فقال له خالد: إني قاتلك، قال، أو بذلك أمرك صاحبك؟ قال: وهذه بعد تلك؟ والله لأقتلنك.وكان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما وأبو قتادة الأنصاري رضي الله عنه حاضرين فكلما خالداً في أمره، فكره كلامهما، فقال مالك: يا خالد، ابعثنا إلى أبي بكر فيكون هو الذي يحكم فينا، فقد بعثت إليه غيرنا ممن جُرْمه أكبر من جرمنا، فقال خالد: لا أقالني الله إن أقلتك، وتقدّم إلى ضرار بن الأزور الأسدي بضرب عنقه، فالتفت مالك إلى زوجته أم متمم وقال لخالد: هذه التي قتلتني، وكانت في غاية الجمال فقال له خالد: بل الله قتلك برجوعك عن الإسلام، فقال مالك أنا على الإسلام، فقال خالد: يا ضرار اضرب عنقه، فضرب عنقه ، فقارن أخي القارئ هذه الرواية بما أورده هذا التيجاني لتعرف مدى التدليس الذي يتمتع به هذا التيجاني المهتدي، وهو يقول بأمر زواج خالد بليلى زوجة مالك وقبض على ليلى زوجته ودخل بها في تلك الليلة ويعزوها لكتاب وفيات الأعيان، ولكن عندما نرجع للكتاب نجده يقول وقبض خالد امرأته، فقيل إنه اشتراها من الفيئ وتزوج بها، وقيل إنها اعتدت بثلاث حيض ثم خطبها إلى نفسه فأجابته !؟ فهل يوجد كذب واغلال أشد من ذلك والكتاب يملأ الأسواق ولينظره من يريد الحق ليعرف كيف أصبح الكذب من السهولة بمكان بحيث تُؤلّف كتبٌ بالكامل مملوءة بالكذب والدجل ولا يستحي مؤلفوها من أن يعنونوها بالهداية والتقوى ومع الصادقين؟ ثم يكمل ابن خلكان القصة ويقول في نهايتها هكذا سرد هذه الواقعة وثيمة المذكور والواقدي في كتابيهما والعهدة عليهما ! أي لم أسردها مستوثقاً بها بل نقلتها كما جاءت في كتابيهما فأي طعن في الرواية يرجع عليهما. وبالنسبة لتاريخ اليعقوبي فإنه أورد القصة بأسلوب مهين فقال وكتب إلى خالد بن الوليد أن ينكفئ إلى مالك بن نويرة اليربوعي، فسار إليهم وقيل إنه كان ندأهم، فأتاه مالك بن نويرة يناظره، واتبعته امرأته، فلّما رآها أعجبته فقال: والله لا نلت ما في مثابتك حتى أقتلك فنظر مالكاً فضرب عنقه، وتزوج امرأته ! فإذا أضفنا لذلك الكذب والتخرُّس الذي يتمتع به الرافضة، مع نكارة وتلفيق هذه الرواية وآثار التحريف فيها مع معارضتها للروايات الأخرى ومصادمتها لتاريخ هذا البطل المسلم لأصبح الحق واضحاً، وحتى ينقضي عجب القارئ لهذا الكلام المكذوب والمخالف أيضاً لكذب التيجاني، فلا بد أن أُظهر من هو اليعقوبي؟ فاليعقوبي أخو التيجاني من حيث المنبع والاتجاه، فهو رافضي إثنا عشريٌّ ففي كتابه هذا يعرض تاريخ الدولة الإسلامية من وجهة نظر الشيعة الإمامية فهو لا يعترف بالخلافة إلا لعلي بن أبي طالب وأبنائه حسب تسلسل الأئمة عند الشيعة ويسمي علي بالوصي. وعندما أرّخ لخلافة أبي بكر وعمر وعثمان لم يُضِفْ عليهم لقب الخلافة وإنما قال تولى الأمر فلان.. ثم لم يترك واحداً منهم دون أن يطعن فيه، وكذلك كبار الصحابة فقد ذكر عن عائشة رضي الله عنها أخباراً سيِّئة وكذلك عن خالد بن الوليد ! وعمرو بن العاص ومعاوية بن أبي سفيان. وعرض خبر السقيفة عرضاً مشيناً، ادعى فيه أنه قد حصلت مؤامرة على سلب الخلافة من علي بن أبي طالب الذي هو الوصيُّ في نظره، وبلغ به الغلو إلى أن ذكر أن قول الله تعالى { اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا } قد نزلت على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه يوم النفر، وطريقته في سياق الاتهامات هي طريقة قومه من أهل التشيع والرفض وهي إما اختلاق الخبر بالكلية أو التزيد في الخبر والإضافة عليه أو عرضه في غير سياقه ومحله حتى يتحرّف معناه، ومن هنا نعلم أن خالداً قتل مالك بن نويرة معتقداً أنه مرتدٌ ولا يؤمن بوجوب الزكاة كما في الرواية التي ذكرتها كتب التاريخ، إضافة لبعض المصادر السابقة الذكر التي عزا إليها التيجاني إذا تجاهلنا آثار الوضع عليها وتحريفها إلى جعل خالد يريد قتل مالك من أجل زوجته وتصبح اتهامات التيجاني لخالد وما بناه عليها لا وزن لها.

4 أما ادعاؤه أن عمر قال لخالد: يا عدوَّ الله قتلت امرءاً مسلماً ثم نزوت على امرأته، والله لأرجمنَّك بالأحجار. ويعزوها إلى تاريخ الطبري وأبي الفداء واليعقوبي والإصابة ، فهذا من المين الواضح، فبمجرد مراجعة تاريخ اليعقوبي والإصابة فلا تجد لهذه الجملة أثراً؟! وأما تاريخ الطبري فقد أوردها ضمن رواية ضعيفة لا يحتج بها مدارها على ابن حميد ومحمد بن اسحاق، فمحمد بن اسحاق مختلف في صحتهوابن حميد هو محمد بن حميد بن حيان الرازي ضعيف، قال عنه يعقوب السدوسي: كثير المناكير، وقال البخاري: حديثه فيه نظر، وقال النسائي: ليس بثقة، وقال الجوزجاني: رديء المذهب غير ثقة ، وضعّفه ابن حجر في التقريب، فهذه الرواية ضعيفة الإسناد لا يحتج بها، وحتى من ناحية المتن فباطلة أيضاً لأنها تقول إن أبا بكر استقدم خالداً. فلما قدم المدينة دخل المسجد في هيئة القائد الظافر. فقام إليه عمر ونزع أسهمه وحطّمها وقال له تلك الكلمة المتوعّدة بقاصمة الظهر قتلت رجلاً مسلماً ثم نزوت على امرأته، والله لأرجمنك بالأحجار وبطل الإسلام خالد لا يكلمه. يظن أن رأي أبي بكر مثله فأقول إذا كان عمر بن الخطاب يعرف رأي أبي بكر في هذه القضية كما هو مذكور في الرواية قبل أن يقدم خالد عليهما، لأنهما تجاولا في القضية، واشتد عمر على خالد، فنهْنَههُ أبو بكر وقال له: ارفع لسانك عن خالد، وقرظ خالداً وزكاه بما زكاه به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إن خالداً سيف سلّه الله على الكافرين فلا أشيمه فكيف ساغ لعمر بن الخطاب بعد هذا أن يصنع بخالد هذا الصنيع مخالفاً رأي الخليفة؟ قد يقول قائل: إن عمر بن الخطاب ذلك الرجل الشديد في الدين، الذي يقف مع رأيه غير متخاذل لرأي أحد، قلنا: وأين ذهبت تلك الشدة بعد أن قابل خالد أبا بكر وأفضى إليه بحقيقة الأمر كما وقع وكما قدره هو ومن معه من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرج على عمر يتوعده بهذه الكلمة الساخرة: هلم إليّ يا ابن أم شملة؟ أكانت في تلك الصورة الهزيلة التي تختم بها الرواية فصولها. فعرف عمر أن أبا بكر قد رضي عنه، فلم يكلمه ودخل بيته وهذه المعرفة عند عمر قبل أن يلقى خالداً وينزع أسهمه ويحطّمها، ولكن الرواة ينسون أو يغفلون؟ أم إن عمر غير رأيه وعرف أن خالداً بريء مما قذف به ؟! ولو فرضنا جدلاً أن عمر قد أشار بقتله فيقال: غاية هذا أن تكون مسألة اجتهاد، كان رأي أبي بكر فيها أن لا يَقْتُل خالداً، وكان رأي عمر فيها قتله، وليس عمر بأعلم من أبي بكر: لا عند السنة ولا عند الشيعة، ولا يجب على أبي بكر ترك رأيه لرأي عمر، ولم يظهر بدليل شرعي أن قول عمر هو الراجح، فكيف يجوز أن يَجْعَل مثل هذا عيباً لأبي بكر إلا من هو من أقل الناس علماً وديناً؟ .

5 أما قوله وهذه فضيحة أخرى سجلها التاريخ لصحابي من الأكابر، إذا ذكرناه، ذكرناه بكل احترام وقداسة بل ولقبناه ب سيف الله المسلول

عجباً؟ من يسمع كلام هذا المنصف يظن أنه يتكلم عن رأس المنافقين ويدل أيضاً على عظيم فرحه لأنه أوجد خطأً بزعمه على صحابي من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم بل ويعتب علينا لأننا نذكره باحترام وقداسة!! وكأن لسان حاله يقول لا احترام ولا تقدير لصحابي من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم ، أما لقب سيف الله المسلول فالذي لقبه بذلك هو إمام الخلق محمد صلى الله عليه وسلم كما ثبت في صحيح البخاري عن أنس رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم نعى زيداً وجعفراً وابن رواحة للنَّاس قبل أن يأتيهم خبرهم، فقال أخذ الراية زيدٌ فأُصيبَ، ثمَّ أخذها جعفرٌ فأُصيب، ثمَّ أخذ بن رواحة فأُصيبَ . وعيناه تذرفانِ: حتى أخذها سيفٌ من سيوف الله، حتى فتح الله عليهم ، وأخرج الترمذي عن أبي هريرة قال نزلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلاً فجعل يمرون، فيقول رسول الله: يا أبا هريرة من هذا؟ فأقول: فلان، فيقول: نعم عبد الله فلان، ويمر فيقول: من هذا يا أبا هريرة فأقول: فلان، فيقول بئس عبد الله، حتى مر خالد بن الوليد، فقلت هذا خالد بن الوليد يا رسول الله. قال: نِعْمَ عبد الله خالد، سيف من سيوف الله ، فماذا يصنع التيجاني بهذه الأحاديث لا شك أنه سيحللها كما هي عادته لأنها تخالف المنطق والمعقول وسيقول بكل سرور حديث باطل قطعاً!!

6 أما قوله بأن مالك بن نويرة صحابي جليل فهذا الذي لا يقره الواقع والتاريخ فالمؤرخون أثبتوا أن مالك كان قد ارتدَّ بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكن يؤدي الزكاةوفرق الصدقات بين قومه، وعندما جيء به لخالد وجادله بأمر الزكاة قال له: قد كان صاحبكم يزعم ذلك!؟ ومعنى قوله ذلك أنه لم يقر بالزكاة هذا أولاً وثانياً ذكر النبي صلى الله عليه وسلم بقوله صاحبكم وهذا هو قول المشركين الذين لم يقروا بنوة محمد صلى الله عليه وسلم وعدم الإقرار وحده بالزكاة كافياً لقتله وهذه الرواية ذكرها جميع المؤرخين بما في ذلك الأصفهاني في الأغاني وابن خلكان بخلاف اليعقوبي الرافضي المعروف بالكذب فكيف يقال بعد ذلك أن مالكاً صحابيٌّ جليل؟ ... بل قد ذكر المؤرخون دليلاً آخر على موت مالك مرتداً فقالوا التقى عمر بن الخطاب متمم بن نويرة أخو مالك، واستنشد عمر متمماً بعض ما رثى به أخاه، وأنشده متمم قصيدته التي فيها:

وكنا كندمانَيْ جذيمة حقبة من الدهر حتى قيل لن يتصدعا * فلما تفرقنا كأني ومالكاً لطول اجتماع لم نبت ليلة معاً

فلما سمع عمر ذلك قال: هذا والله التأبين ولوددت أني أحسن الشعر فأرثي أخي زيداً بمثل ما رثيت أخاك. قال متمم: لو أن أخي مات على ما مات عليه أخوك ما رثيته، فسر عمر رضي الله عنه لمقالة متمم وقال: ما عزاني أحد عن أخي بمثل ما عزاني به متمم ، وجاء في سياق آخر قول متمم صريحاً فقال يا أمير المؤمنين إن أخاك مات مؤمناً ومات أخي مرتدا فقال عمر رضي الله عنه ما عزاني أحد عن أخي بأحسن مما عزيتني به عنه 1، فهل يوجد أوضح من ذلك دليلاً على ردة مالك؟!

7 أما عن زواجه بامرأة مالك وادعاء التيجاني أنه دخل بها في نفس الليلة فهذا خلاف الحق فقد ذكر ابن كثير أن خالداً اصطفى امرأة مالك ولما حلت بَنَا بها1 وذكر الطبري زواج خالد بقوله ... وتزوج خالد أم تميم ابنة المنهال، وتركها لينقضي طُهرها 20، وفي الكامل وتزوج خالد أم تميم امرأة مالك 21، ولم يقل كما يدعي التيجاني أنه دخل بها في نفس الليلة بل تزوجها لما حلت وإلا لذكر ابن الأثير ذلك، ويقول ابن خلكان الذي استشهد به التيجاني وقبض خالد امرأته، فقيل أنه اشتراها من الفيء وتزوج بها، وقيل أنها اعتدت بثلاث حيض ثم خطبها إلى نفسه فأجابته 22!؟، فأتساءل والقراء من أين عرفت أن خالداً دخل بامرأة مالك في نفس الليلة؟! فهل من جواب يا أيها التيجاني المهتدي؟! فإذا كان خالد قد تزوج امرأة مالك بعدما استبرأت من حيضتها فهل هذا مما يذم عليه؟!

ثم يكابر فيقول ماذا عساني أن أقول في هؤلاء الصحابة الذين يستبيحون حرمات الله ويقتلون النفوس المسلمة من أجل هوى النفس ويستبيحون الفروج التي حرّمها الله، ففي الإسلام لا تنكح المرأة المتوفي زوجها إلا بعد العدّة التي حددها الله في كتابه العزيز، ولكنّ خالداً اتخذ إلهه هواه فتردّى 23 أقول:

1 ألا لعنة الله على المنافقين المكابرين الفاسدة سرائرهم الذين يطعنون بخير الناس، ولا حجة لديهم إلا الباطل والتحامل الذي لا يدل إلا على الحقد الدفين على هذا الدين العظيم، وذلك بالطعن بصحابة النبي صلى الله عليه وسلم الحاملين للكتاب والحافظين للسنة والذّابين عن هذا الدين، والقادة المجاهدين في سبيل رب العالمين، حتى يسهل تدمير هذا الدين بالكلية من نفوس المسلمين ولكن بطل السحر يا تيجاني.

2 لا شك أن صحابة النبي صلى الله عليه وسلم لا يستبيحون حرمات الله ويقتلون النفوس المسلمة من أجل هوى النفس فهذا ادعاءٌ يعوزه الدليل والبرهان وقد أوضحت قبل قليل عذر خالد بما يغني عن الاعادة وأما أنهم يستبيحون الفروج التي حرمها الله فهذا لا يقوله إلا من تعفن قلبه وأغلق فؤاده فقد أظهرت من مصادر التيجاني نفسها أن خالداً دخل بامرأة مالك بالحلال وبرضاها أيضاً ولكن التيجاني اتخذ تشيعه هواه فتردى!

ويتتابع التيجاني في عمايته فيقول وأي قيمة للعدة عنده بعد أن قتل زوجها صبراً وظلماً وقتل قومه أيضاً وهم مسلمون بشهادة عبد الله بن عمر وأبي قتادة الذي غضب غضباً شديداً مما فعله خالد وانصرف راجعاً إلى المدينة وأقسم أن لا يكون أبداً في لواءٍ عليه خالد بن الوليد ثم يعزوها إلى تاريخ الطبري، وتاريخ اليعقوبي وتاريخ أبي الفداء والإصابة 24 فأقول:

1 هذه الرواية التي يعزوها التيجاني للطبري هي نفس الرواية التي تدعي أن عمر هدد خالداً برجمه بالأحجار، وقد ذكرت أنها رواية ضعيفة25.

2 لم أجد لهذه الرواية أثراً في الإصابة ولكن يبدو أن تكثير المراجع أمر ذا أهمية لكي تثبت الكذبة.

3 أما رأي أبو قتادة فهذا مارآه وهو خلاف ما تأوله خالد في شأن مالك ولا يضير خالد أن لا يسير أبو قتادة معه في غزواته لأنه أعتقد أنه فعل الصواب، وإذا كان فعل أبو قتادة صحيحاً فلماذالم يفعل ذلك ابن عمر الذي اكتفى بإبداء رأيه ثم سار مع الجيش؟! فهذا لا يدل إلا على فقهه رضي الله عنه وعلمه أن خالداً ومن وافقوه على قتل مالك لا يصدرون عن هوى وأنهم إن أخطأوا فقد تأولوا26، وأنا أريد أن أسأل المنصف التيجاني لماذا أيّد موقف أبو قتادة ضد خالد؟ وحكم على فعله بالبطلان؟! مع أن كلاهما قد تأول الأمر بحسب ما ظنّه، ولماذا مثلاً لم يقف في صف ضرار بن الأزور الذي قتل مالكاً، معتقداً ردّته موافقاً لخالد فهل يريد أخبارنا أن ضرار قتل مالكاً لهوى في نفسه، وأنه وقف مع أبي قتادة منافحاً عن الحق؟! فأقول للتيجاني كفاك ثم كفاك إحراجاً للصحابة بإنصافك!!

ثم يستشهد بكلامٍ ممجوج لحسين هيكل في كتابه الصديق أبو بكر الذي يغرقه بالروايات ولا يفرّق بين صحيحها وسقيمها، ثم يهذي بقوله وهل لنا أن نسأل الأستاذ هيكل وأمثاله من علمائنا الذين يراوغون حفاظاً على كرامة الصحابة ، هل لنا أن نسألهم، لماذا لم يقم أبو بكر الحد على خالد؟ وإذا كان عمر كما يقول هيكل مثال العدل الصارم فلماذا اكتفى بعزله عن قيادة الجيش ولم يقم عليه الحد الشرعي حتى لا يكون ذلك أسوأ مثل يضرب للمسلمين في احترام كتاب الله كما ذكر؟ وهل احترموا كتاب الله وأقاموا حدود الله؟ كلا إنها السياسة وما أدراك ما السياسة! تصنع الأعاجيب وتقلّب الحقائق وتضرب بالنصوص القرآنية عرض الجدار 27، فأقول:

لقد بينت فيما سبق أن خالد قتل مالك لأنه رآه مرتداً وقد ذكرت الأسباب التي دعت خالد لاعتقاد ذلك وهي أسباب في نظري تظهر بوضوح ردة مالك، وعلى العموم غاية ما يقال في هذه الحادثة أن خالداً إن أخطأ في قتل مالك فيكون متأولاً وهذا لا يجيز قتل خالد وهذه القضية مثلها رواية أسامة بن زيد لما قتل الرجل الذي قال: لا إله إلا الله. وقال له النبي صلى الله عليه وسلم : يا أسامة: أقتلته بعد أن قال: لا إله إلا الله؟ يا أسامة أقتلته بعد أن قال: لا إله إلا الله؟ يا أسامة أقتلته بعد أن قال لا إله إلا الله؟ فأنكر عليه قتله، ولم يوجب عليه قَوَداً ولا دية ولا كفَّارة. وقد روى محمد بن جرير الطبري وغيره عن ابن عباس وقتادة أن هذه الآية: قوله تعالى { ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمناً } النساء 4 نزلت في شأن مرداس، رجل من غطفان، بعث النبي صلى الله عليه وسلم جيشاً إلى قومه ، عليهم غالب الليثي،


  الرد على الجاني علي الميلاني

في طعنه في أسانيد روايات صلاة أبي بكر الصديق رضي الله عنه في الناس في حياة النبي صلى الله عليه وسلم

بقلم : ماجد بن إبراهيم الصقعبي

بسم الله الرحمن الرحيم

قال الميلاني في بداية رسالته : ( لقد بحثت عن الخبر من أهم نواحيه ، وسبرت ما قيل فيه ، وتوصلت على ضوء ذلك إلى واقع الحال ... وحق المقال ....

فإلى أهل التحقيق والفضل ... هذا البحث غير المسبوق ولا المطروق من قبل ، أرجو أن ينظروا فيه بعين الإنصاف ... بعيداً عن التعصب والاعتساف ... وما توفيقي إلا بالله ) ، وكنا نود والله أن يكون الميلاني صادقاً في كلامه لنرى هل نحن على صواب أم لا ؟؟؟ ولكن يعلم الله أنه هو أبعد الناس عن الإنصاف ، وأقربهم إلى التعصب والاعتساف ، وفيما يأتي أكبر دليل ، وأصدق شاهد ، وأوضح برهان .

ثم إن من القواعد المتفق عليها عند علماء الجرح والتعديل عند عرض الروايات أن يؤخذ رأي الفريق الذي تم أخذ الرواية من كتبه عند الحكم عليها ، فمثلاً عندما يأتي أحدنا بحديث من كتاب الكافي للكليني ، لا بد أن يحكم على الرواية بالاستناد على أقوال علماء الشيعة ، وكذلك الحال إذا استشهد أحدنا بحديث من صحيح البخاري ، فلا بد أن نأخذ بأقوال علماء أهل السنة والجماعة في الحكم على الرواة ، أما من أراد أن يحكم على رواة الأحاديث في كتب السنة بآراء علماء الشيعة ، فهذا لا بد له أن يرضى – أيضاً - بآراء علماء أهل السنة والجماعة في حكمهم على رواة الشيعة ،

 لأن معظم رواة الشيعة غير مقبولي الرواية عند علماء أهل السنة والجماعة ، وكذلك فإن معظم رواة أهل السنة والجماعة غير مقبولي الرواية عند علماء الشيعة ، إذاً فلا بد من الحكم على كل فريق بكتبه وبأقوال علمائه .

والملاحظ في الرسالة المذكورة أن المؤلف الميلاني قد ضرب بهذه القاعدة عرض الحائط !! حيث حكم على عبدالله بن عمر ، وعائشة ، وأبي موسى الأشعري ، وأنس بن مالك ، وأبي بردة بن أبي موسى ، وعروة بن الزبير ، وأبي وائل ، رضوان الله عليهم بحكم لم يكن في محله ، حيث اعتمد في طعنه على مرويات في كتب الشيعة ، أو في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد الشيعي المعتزلي ، وعلى ذلك ؛ فلا أقل من المقابلة بالمثل ، وهي إسقاط جميع الروايات التي وردت في كتب الشيعة برمتها ،

 لأن رواتها مطعون فيهم عند أهل السنة والجماعة ، وهكذا وبكل سهولة يكون المذهب الشيعي قد انهار إلى أبد الآبدين ، ولم أكن أتصور أن مسألة الرد ستكون بهذه السهولة !!!

في بداية الرسالة ذكر المؤلف الروايات التي ذكرت في الكتب الستة عن هذا الخبر بالإضافة إلى مسند الإمام أحمد ، والطريف اللطيف الذي يدل على تبحر هذا الناقد في كتب الحديث وعلومه هو إدراجه موطأ الإمام مالك في الكتب الستة ‍‍‍‍‍!!

 فاقرأ وتعجب ، إضافة إلى أن إدراجة للموطأ قد أوقعه في مأزق كبير جداً ، يأتي في محله إن شاء الله تعالى .

ثم إن المؤلف المتتبع قد أغفل بعض الأسانيد التي جاءت تذكر هذا الخبر ، ولكن ولله الحمد فرواية واحدة من الروايات التي ذكرها تغنينا عن تتبع باقي الأسانيد التي لم يذكرها أوالنظر فيها ، لأن أسانيد الخبر لا يرقى إليها الشك بأي حال من الأحوال ، ولنحكم بما اختاره هو من روايات ، ولنعرض عما أغفله من الروايات التي وردت في صحيح البخاري ومسلم وغيرهما .

ولنبدأ الآن معه في نقده للأسانيد التي ذكرها ، وهي مرتبة حسب الرواة كالتالي . ( ملاحظة : ذكرت جميع الأسانيد بالعنعنة للاختصار ) .

1) أحاديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه :

البخاري : عن إسحاق بن نصر ، عن حسين ، عن زائدة ، عن عبدالملك بن عمير ، عن أبي بردة ، عن أبي موسى .

مسلم : عن أبي بكر بن أبي شيبة ، عن حسين بن علي ، عن زائدة ، عن عبدالملك بن عمير ، عن أبي بردة ، عن أبي موسى .

الإمام أحمد : عبدالله ، عن أبيه ، عن حسين بن علي ، عن زائدة ، عن عبدالملك ابن عمير ، عن أبي بردة بن أبي موسى ، عن أبي موسى .

قال في نقده لهذه الأسانيد ما يلي :

( إنه مرسل ، نص عليه ابن حجر وقال : يحتمل أن يكون تلقاه عن عائشة ) ، وأحال إلى مصدره وهو فتح الباري ، ولكن لنلق نظرة على ما قاله ابن حجر عن هذا الإسناد ، حيث قال : ( قوله عن أبيه عن عائشة كذا رواه جماعة عن مالك موصولا وهو في أكثر نسخ الموطأ مرسلا ليس فيه عائشة ... والظاهر أن حديث أبى موسى من مراسيل الصحابة ويحتمل أن يكون تلقاه عن عائشة أو بلال ) .

فهنا ذكر ابن حجر أن أكثر نسخ الموطأ ليس فيه ذكر لعائشة رضي الله عنها ، ومن باب التنازل مع الخصوم : فحتى لو كان الحديث من مراسيل أبي موسى الأشعري رضي الله عنه ؛ فإنه نقل إما عن عائشة ، أو عن بلال رضي الله عنهما ، ومع ذلك تذكر عائشة فقط لحاجة في نفس يعقوب ، ومع ذلك كله ، ومن باب التنازل مع الخصوم إلى آخر درجة ؛ فحتى لو كان الحديث مرسلاً عن عائشة ؛ فهذا ليس بقادح فيه على الإطلاق ، لأن الصحابة كلهم عدول ، فنقل بعضهم عن بعض دون التصريح ليس فيه حرج ، وهذا كثير شائع .

ثم قال في طعنه بأبي بردة رحمه الله : (وهذا الرجل فاسق أثيم ، له ضلع في قتل حجر بن عدي ، حيث شهد عليه  في جماعة شهادة زور أدت إلى شهادته ) .

وكنا نتمنى من هذا المحقق بالإضافة إلى تحقيقه وطعنه لما تواتر من الأخبار ؛ أن يقوم بتحقيق الشاذ منها أيضاً ، وأن يفرغ نفسه قليلاً لها ، ولكن العقول المنكوسة قد أعيت الأطباء ، وبالرجوع إلى

 تاريخ الطبري رحمه الله نجد أن مدار هذه الروايات التي تطعن في أبي بردة رحمه الله يدور على أبي مخنف يحيى بن لوط الشيعي المحترق ، وقد قال عنه يحيى بن معين :

 ليس بثقة ، وقال أبو حاتم : متروك الحديث ، وقال الدارقطني :

 أخباري ضعيف !!! فهنيئاً مريئاً له هذا الإسناد .

وأما الخبر الثاني الذي ذكره فهو : ( وروي أيضاً أنه قال لأبي الغادية  قاتل عمار ابن ياسر رضي الله تعالى عنه  : أ أنت قتلت عمار بن ياسر؟ قال : نعم . قال : فناولني يدك . فقبلها وقال : لا تمسك النار أبداً ! ) ، وقد أحال المرجع إلى شرح النهج لابن أبي الحديد الشيعي ، وقد رواه ابن أبي الحديد الشيعي بإسناد منقطع عن عبدالرحمن المسعودي عن ابن عياش المنتوف ، وابن عياش لم أجد له ترجمة ، والمسعودي إن كان هو المؤرخ المشهور فهو ساقط في مقام الاحتجاج لتشيعه المغالي .

ثم انظروا في محصلة الأمر لهذا الميلاني المائل عن الحق :

 يحتج بالمنقطع المبتور من الروايات ، وبخزعبلات يحيى بن لوط الفاسق الأثيم لتضعيف أبي بردة رحمه الله تعالى الثقة الثبت ، والذي قال فيه علماء الجرح والتعديل وصيارفة الحديث والنقل : ( الإمام الفقيه الثبت ... وكان من أئمة الاجتهاد ...

قال ابن سعد كان ثقة كثير الحديث وقال العجلي كوفي تابعي ثقة ) .

 ( راجع الترجمة في سير أعلام النبلاء ) ، فياللعجب !!

ثم ذكر تضعيف عبدالملك بن عمير بقوله :

( وهو« مدلّس » و« مضطرب الحديث جداً » فما ذكره عن هؤلاء الأعلام صحيح إلى حد كبير ،

 وإن كان قد ابتلع تتمة كلام هؤلاء الأعلام ، وهو أن عبدالملك بن عمير رحمه الله إنما تغير حفظه في آخر حياته ، حيث عاش 103 سنين ، ولا يستغرب أن يتغير حفظ من بلغ هذا العمر ، ولكن هل معنى ذلك أن نرمي بجميع رواياته في البحر ؟! بالطبع لا ، وإنما يتم التفريق بين ما رواه كبار تلامذته، وما رواه صغارهم ، وعلى هذا فروايات قدماء أصحابه عنه صحيحة موثقة ، أما روايات الأصاغر عنه فلا ، والراوي عن عبدالملك بن عمير هنا هو زائدة بن قدامة رحمه الله ، وهو من كبار أتباع التابعين كما نص عليه ابن حجر في تهذيب التهذيب الذي قام الميلاني بالرجوع إليه لقراءة الترجمة ، ومعنى كونه من كبار أتباع التابعين أنه في الطبقة التي تلي عبدالملك بن عمير بقليل ، لأن عبدالملك بن عمير من طبقة صغار التابعين ، بل كان زائدة من كبار أصحاب عبدالملك بن عمير ، وممن رووا له الكثير من الروايات ، وممن لازموه فترة طويلة قبل اختلاطه ، ولذلك فرواية زائدة عن عبدالملك بن عمير لا غبار عليها .

إضافة إلى ما سبق ؛ فكان من الأمانة العلمية والإنصاف ذكر من وثّق عبدالملك بن عمير ، وإليك ما قاله العلماء في عبدالملك بن عمير ، فقد وثقه العجلي وابن معين والنسائي وابن نمير ، وقال ابن مهدي : كان الثوري يعجب من حفظ عبدالملك ، وقال أحمد بن حنبل : مضطرب الحديث تختلف عليه الحفاظ ، وقال ابن البرقي عن ابن معين : ثقة إلا أنه أخطأ في حديث أو حديثين ، وقال ابن حجر : احتج به الجماعة ( أي أصحاب الكتب الستة ) ، وأخرج له الشيخان من رواية القدماء عنه في الاحتجاج ، ومن رواية بعض المتأخرين عنه في المتابعات ، وإنما عيب عليه أنه تغير حفظه لكبر سنه لأنه عاش مائة وثلاث سنين ، ولم يذكره ابن عدي في الكامل ، ولا ابن حبان ……

 فواضح مما سبق أن التضعيف إنما كان لسوء حفظه في آخر حياته ، أما رواية القدماء عنه ( ومنهم زائدة بن قدامة ) فهي مقبولة ، وقائمة في مقام الاحتجاج .

أما بالنسبة لتهمة التدليس ؛ فيبدو أن حجة الإسلام في الحديث السيد الميلاني بحاجة لتوضيح معنى التدليس عند المحدثين .

فالتدليس هو : أن يروي الراوي عمن لقيه ما لم يسمعه منه ، أو عمن عاصره ولم يلقه موهماً أنه سمع منه ، أو أن يصف من روى عنه يصفة لا تبين من هو ؟ وينتفي التدليس تماماً إذا صرح الثقة بتحديث شيخه له ، حتى وإن كان من كبار المدلسين إن كان صدوقاً ، فضلاً عن أن يكون دلَّس مرة أو مرتين لخطأ ورد عنه ، والملاحظ أن تهمة التدليس ليس لها أي مقام هنا ، لأن عبدالملك بن عمير رحمه الله صرح بتحديث أبي بردة رحمه الله له ، وعلى هذا فجميع الطعون في عبدالملك بن عمير ساقطة لا اعتبار لها .

ثم يواصل هراءه الذي لا ينتهي بقوله : ( وعبدالملك  هذا  هو الذي ذبح عبدالله بن يقطر أو قيس بن مسهر الصيداوي ، وهو رسول الإمام الحسين عليه السلام إلى أهل الكوفة ، فانه لما رمي بأمر ابن زياد من فوق القصر وبه رمق ؛ أتاه عبدالملك بن عميرفذبحه ، فلما عيب ذلك عليه قال : « إنما أردت أن أريحه ! » ) .

فنقول لهذا المائلاني : إن الرواية التي احتججت ساقطة باطلة ، وما أعجب الرافضة في معارضتهم للمتواتر من الأحاديث بالباطل منها ، ومع أن ابن كثير رحمه الله قد ذكر هذه الحادثة في كتابه البداية والنهاية ( جزء 8 ص 168 )

 إلا أنها ساقطة أيضاً لأنها من روايات أبي مخنف يحيى بن لوط هذا أولاً .

ثانياً : وهي الطامة التي ما بعدها من طامة : أن الشخص الذي قتل قيس بن مسهر هو عبدالملك بن عمير البجلي ، أما الراوي الذي نحن بصدده ، فهو عبدالملك بن عمير القرشي ويقال اللخمي ويقال الكوفي ويعرف بالقبطي ، ولكن إطلاقاً لا يعرف بالبجلي !!! وهذه هي قمة النزاهة الشيعية المشهورة.

ثم يجترئ هذا الميلاني بالطعن على أبي موسى الأشعري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حيث يقول عنه : ( ثم الكلام في أبي موسى الأشعري نفسه ، فإنه من أشهر أعداء مولانا الإمام أمير المؤمنين عليه السلام ، فقد كان يوم الجمل يقعد بأهل الكوفة عن الجهاد مع الإمام علي عليه السلام ، وفي صفين هو الذي خلع الإمام عليه السلام عن الخلافة ، وقد بلغ به الحال أن كان الإمام عليه السلام يلعنه في قنوته مع معاوية وجماعة من أتباعه ) .

أقول رداً على هذا الجاهل : إن الحكم على أبي موسى الأشعري من كتب الشيعة خاضع لما ذكرناه سابقاً من أن ذلك يستلزم رضا الشيعة بنقد رواياتهم من وجهة نظر أهل السنة والجماعة ، وهذا ما لا يرضاه الشيعة على الإطلاق ، وأبو موسى الأشعري صحابي ، والصحابة كما ذكرنا مراراً وتكراراً كلهم عدول عند أهل السنة والجماعة ، أما الاستشهاد على عداء أبي موسى الأشعري رضي الله عنه

 لعلي بن أبي طالب في نهيه الناس عن القتال ، فهذا كاتهام النصارى للمسلمين ببغض عيسى بن مريم عليهما السلام لأنهم ينهون الناس عن اعتقاد الألوهية فيه !!!!!!

وقد كان الزمان زمان فتنة ، والقاعد في الفتنة خير من الماشي ، والماشي خير من الساعي ، ففعل أبي موسى الأشعري رضي الله عنه هو عين الصواب ، وقد وردت الروايات الكثيرة في اعتزال الفتن عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فلماذا يُلام أبو موسى رضي الله عنه لاتباعه أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟؟!! وأعجب من ذلك كله أن يوكل علي بن أبي طالب عنه في مسألة التحكيم رجلاً يضمر له العداء والبغض ويكون من أشهر المنحرفين عنه ، ومن المثبطين عنه في موقعة الجمل !!!!! فهل كان علي بن أبي طالب أحمقاً إلى هذه الدرجة أن يوكل رجلاً يضمر له كل هذا العداء والبغض ؟؟!!! ومهما قيل في الأسباب التي دعته إلى توكيل أبي موسى ، وأنه قد أكره على ذلك !!!

فهل كان علي رضي الله عنه متساهلاً في أمر الإمامة والأمة بأن يوكل في تحديد مصيرها رجلاً هذه صفته فيما يزعم الشيعة ؟؟؟!!!

 ثم أين شجاعة علي بن أبي طالب في الحق ؟؟!!

 وأين طاعة شيعته وأتباعه له ؟؟!!! إذا كان هذا هو حال الرعيل الأول من الشيعة في مخالفتهم لأئمتهم ؛ فما بالكم بمن وراءهم ؟؟؟!!!

وأما ما روي أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه كان يلعن أبا موسى الأشعري ومعاوية رضي الله عنهما في صلاته فإن هذا مردود من وجهين : الأول : أن الروايات خالية من الأسانيد ، ونحن هنا في مقام نقاش علمي ، وكل رواية لا تحمل إسناداً ثابتاً فإنما هي كالهباء المنثور ، ليس لها أي وزن أو قيمة،

وأما الثاني : فقد كان علي بن أبي طالب رضي الله عنه ينهى أهل العراق عن لعن أهل الشام ، ويقول لهم : إني أكره لكم أن تكونوا لعانين ، وهذا هو المتوقع من علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، ثم لماذا يلعن رجلاً هو الذي وكله عن نفسه بنفسه ؟؟؟!!!

ثم إن أبا موسى الأشعري رضي الله عنه قد روى بعض الروايات في مدح أهل البيت ، فمن ذلك ما رواه ابن ماجة : ( عن أبي موسى الأشعري قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب فأقبل حسن وحسين عليهما قميصان أحمران يعثران ويقومان فنزل النبي صلى الله عليه وسلم فأخذهما فوضعهما في حجره فقال صدق الله ورسوله " إنما أموالكم وأولادكم فتنة " رأيت هذين فلم أصبر ثم أخذ في خطبته ) . قال الشيخ الألباني : صحيح .

فجميع الطرق الثلاثة التي وردت عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه صحيحة لا غبار عليها ، والعاقل المنصف يكتفي بهذه الروايات ، وحسبه بها ، ولكن للمزيد من الإفحام في الرد على هذا المعاجز نكمل النظر في بقية الأسانيد ، وإن كانت بما سبق من الأسانيد قد قامت في مقام الاحتجاج ، إلا أننا ننظر في البقية من باب زيادة الطرق الصحيحة ، ومن باب الشواهد والمتابعات .

2) أحاديث عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما :

البخاري : عن يحيى بن سليمان ، عن ابن وهب ، عن يونس ، عن ابن شهاب ، عن حمزة بن عبدالله عن أبيه .

مسلم : عن محمد بن رافع وعبد بن حميد - واللفظ لابن رافع  عن عبدالرزاق عن معمر عن الزهري عن حمزة عن عبدالله بن عمر عن عائشة ذكر أن مدار الحديثين على رواية الزهري ، واتهم الزهري

 بعدة اتهامات منها قوله : ( محمد بن شهاب الزهري وهو رجل مجروح عند يحيى بن معين ، وعبدالحق الدهلوي ) .

 وترجم ليحيى بن معين رحمه الله في الحاشية ما يلي :

 ( هو من شيوخ البخاري ومسلم ، ومن أئمة الجرح والتعديل ، اتفقوا على أنه أعلم أئمة الحديث بصحيحه وسقيمه .

 توفي سنة 302 ه . ترجم له في : تذكرة الحفاظ 2|429 وغيرها ) !!

فلا أزيد على أن أقول : إن حال هذا المؤلف الجاهل يدعو والله إلى الرثاء ، لأن الإمام الزهري قد أطبق العلماء على رسوخه في الحديث ، وعلى وثاقته ، وعلى قوة حفظه التي تضرب بها الأمثال ، ولكن المؤلف كعادة كُتّاب الشيعة يقرؤون كيفما يشاؤون ، دون تمييز أو تدقيق أو تمحيص ، تماماً كجامع القمامة عند دخوله إلى الحديقة ، لا يرى فيها إلا القاذورات ، لأن الإمام الزهري رحمه الله هو :

محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب الزهرى القرشي أبو بكر ، وهو ثقة بالاتفاق ، وقد وثقه : عمر بن عبد العزيز ، ومالك بن أنس ، ويحيى بن معين !! ويحيى بن سعيد القطان ، ومكحول ، وقتادة ، وأيوب ، وعمرو بن دينار ، وأبو بكر الهذلى ، ومعمر ، وعلي بن المديني ، وأبو زرعة ، وابن سعد ، وأبو الزناد ، وصالح بن كيسان ، والليث ، وعبدالرحمن بن إسحاق ، والنسائي ، وعراك بن مالك ، وبقية علماء الإسلام ، بل قال عنه ابن حجر رحمه الله في تقريب التهذيب :

 الفقيه الحافظ ، متفق على جلالته وإتقانه وثبته !!!!

ولم يرد عن يحيى بن معين تضعيف له !!!!!!

 بل إن مجرد التفكير في الطعن فيه يعتبر خطيئة لا تغتفر !!!

 وإنما فضل ابن معين الأعمش على الزهري ، مع أن الزهري أحفظ من الأعمش ، وهذا كل ما في الأمر .

ثم يواصل طعونه في الزهري رحمه الله بقوله :

 ( وكان من أشهر المنحرفين عن أمير الؤمنين عليه السلام ) !!! ، وقال أيضاً : ( قال ابن أبي الحديد : « وكان الزهري من المنحرفين عنه ، وروى جرير بن عبدالحميد عن محمد بن شيبة قال :

شهدت مسجد المدينة ، فإذا الزهري وعروة ابن الزبير جالسان يذكران علياً فنالا منه . فبلغ ذلك علي بن الحسين فجاء حتى وقف عليهما فقال : أما أنت يا عروة ، فإن أبي حاكم أباك إلى الله فحكم لأبي على أبيك ، وأما أنت يا زهري ، فلو كنت بمكة لأريتُك كير أبيك ) ، والرد عليه تماماً كالرد على ما سبق من الهراء ، وهو أن روايات ابن أبي الحديد الشيعي ليست حجة على رواة أهل السنة والجماعة ، فضلاً عن أنها ساقطة سنداً لانقطاعها .

ثم يواصل ويقول عن الزهري : ( ومن الرواة عن عمر بن سعد اللعين ) !!!

وأقول : بالنسبة لرواية الزهري رحمه الله عن عمر بن سعد ، فأين هي هذه الروايات ، وأين عثر عليها هذا الميلاني ؟؟!!

لقد ذكر الذهبي أنه أرسل عنه ، وهذا يعني أنه لم يرو عنه مباشرة ، ويبدو أن الأمر قد التبس على هذا الميلاني المسكين ؛ حيث روى الزهري عن عامر بن سعد !! وليس عمر بن سعد قاتل الحسين !! ثم أين هي هذه الروايات حتى يحكم عليها أهل السنة والجماعة ؟ وإذا كانت وثاقة الراوي تعتمد على وثاقة من روى عنه ؛ فلماذا


  درأ عمر حد الزنا عن المغيرة بن شعبة

 أن عمر درأ حد الزنا عن المغيرة بن شعبة مع ثبوته بالبينة وهي اربعة رجال ، ولقن الرابع كلمة تدرأ الحد فقد قال له لما جاء للشهادة : أرى وجه رجل لا يفضح الله به رجلاً من المسلمين .

والجواب أن درء الحد إنما يكون بعد ثبوته ، ولم يثبت لعدم شهادة الرابع كما ينبغي ، وتلقينه الشاهد كذب وبهتان من أهل العدوان ، إذ قد يثبت في التواريخ المعتبرة كتاريخ البخاري وابن الأثير وغيرهما أنه لما جاء الرابع وهو زياد ابن ابيه قالوا له : أتشهد كأصحابك ؟ قال : أعلم هذا القدر ، إني رأيت مجلساً ونفساً حثيثاً وأنتهازاً ورأيته مستبطنها 0 أى مخفيها تحت بطنه – ورجلين كأنهما أذنا حمار ، فقال عمر : هل رأيت كالميل في المكحلة ؟ قال : لا . وقد وقع ذلك بمحضر الأمير وغيره من الصحابة . فأين التلقين يا أرباب الزور المفترين ؟ ولفظ (( أرى وجه رجل لا يفضح الله به رجلاً من المسلمين )) إنما قاله المغيرة في ذلك الحين كما هو حال الخصم مع الشهود ، ولا سيما إذا كان يترتب عليه حكم موجب لهلاكه . على ان عمر لو درأ الحد لكان فعله لفعل المعصوم ، فقد روى ابن بابويه في ( الفقيه ) أن ردلاً جاء إلى أمير المؤمنين u وأقر بالسرقة إقراراً موجباً للقطع ، فلم يقطع يده ، والله تعالى الهادي .


  شبهة حول حروب الردة والفتوحات الإسلامية

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، ثم أما بعد :-

سألني أحد الإخوة الأفاضل منذ فترة طويلة سؤال يقول : هل ثبت أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قد استعان بالمرتدين بعد أن رجعوا إلى الإسلام في الفتوحات الإسلامية .

فأحببت أن أعيد نشر هذا السؤال بالإجابة لتعم الفائدة .. و بالأخص للذين لم يطلعوا على الرد من قبل .. إن موضوع حروب الردة و ما نتج عنها .. و ما تلاها من فتوحات إسلامية ، جعلت بعض المستشرقين يطعنون في هذه الفتوحات و يقولون : إن الذين شاركوا في هذه الفتوحات هم في الأصل كفار قد ارتدوا عن الإسلام ، و حتى بعد أن حاربهم أبو بكر و أعادهم إلى الإسلام فإن الإيمان لم يتغلغل بعد في قلوبهم مرة أخرى .. و هكذا ..

و موضوع حروب الردة و الفتوحات الإسلامية موضوع مهم ، و قد وقع فيه كثير من الكتاب والمؤلفين واتهموا أقواماً – يدخل من ضمنهم الصحابة بلا شك - بالردة معتمدين على لفظ التعميم : ( وقد ارتدت العرب جميعاً ، ولم يبقى سوى مكة والمدينة وبعض المناطق بينهما ) ، أو قول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها كما عند ابن أبي شيبة في المصنف (14/572) : ( لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتدت العرب قاطبة واشرأب النفاق ) .

ثم تأتي هذه الشبهة من المستشرقين : ( أنه طالما قد ارتد كل العرب ما عدا مكة و الطائف و المدينة فلا بد أن جيوش الفتوحات كان فيها الكثير من المرتدين ) ، و إذا قلنا لهم : أنهم أسلموا ، قالوا : ( إما إن إسلامهم سطحي لأنهم جديدون به ، بل مكرهون عليه ) ، و إما يقولون : ( أنهم لم ينضموا للإسلام بالأصل فالحرب كانت لإجبارهم على الزكاة و بالتالي فلا دليل على أنهم قد دخلوا للإسلام ) !

و للرد على هذه الشبهة نقوم أولاً بإبطال زعمهم بأن جميع العرب قد ارتدوا ، فإن بطلت هذه الشبهة بطلت شبهتهم الأخرى التي تعتبر نتاجاً لها ، فإن بطلت الشبهة الأولى و نتيجتها ، لا يكون بعدها مجال للقول بأن المرتدين شاركوا في حركة الفتوحات الإسلامية .

وكنت قد كتبت منذ فترة طويلة ، بحث مصغر حول موضوع ردة القبائل العربية ، تناولت فيه و بنظرة شمولية و سريعة ، جانباً هاماً من جوانب فتنة الردة التي حدثت في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، إثر وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ، و هذا الجانب هو :-

1 - من هم الذين ثبتوا على الإسلام في هذه الفتنة ؟

2 - و هل ارتد كل العرب كما يقول بعض الكتّاب ؟

3 - أم ارتد معظمهم كما يقول البعض الآخر ؟

و تبرز هذه النظرة ، حقائق تاريخية هامة مستخلصة من بعض المصادر و المراجع المعتمدة في تاريخ هذه الفترة ، حيث تدل على أن القبائل و الزعماء و الأفراد المسلمين خارج المدينة و مكة و الطائف ، لم يرتدوا جميعاً أو معظمهم كما حاول أن يفهمنا بعض الكتّاب .

و إن هذه النظرة سوف تصحح مفاهيم بعض الذين تناولوا هذه الفتنة بشيء من التعميم ، أو عدم الدقة و الموضوعية أو النظرة الجزئية ، بل إن مثل هذا التناول من جانب بعض الكتّاب المسلمين ، يدخلهم في محظور شرعي و هو اتهام بعض الصحابة بالردة ، و وصف خير القرون بأنه قرن فتنة شملت معظم المسلمين ، و من بينهم الصحابة رضي الله عنهم ، و في هذا مخالفة لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ) . أخرجه : البخاري (3650) و مسلم رقم (6424) .

ثم إن مثل هذا المنهج في تناول تاريخ هذه الفترة يعطي لأعداء ديننا من مستشرقين وملاحدة ومن سار على نهجهم ، الحجج التي يطعنون بها في الإسلام ، و بأنه كان ضعيفاً ، وأن دخول الناس فيه كان شكلياً وكان رهبة لا رغبة ولا عن اعتقاد .

فالباحث لا ينكر وجود المنافقين في المجتمع الإسلامي ، داخل المدينة و خارجها كما هو مبسوط في القرآن الكريم ، و خاصة سورة المنافقين و التوبة حتى إنه عرفت الأخيرة بالفاضحة أو الكاشفة ، هم الذين نزل فيهم قول الله تعالى{ و ممن حولكم من الأعراب منافقون و من أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم …}

التوبة/101

حيث إن هؤلاء المنافقين كانوا يستغلون أي ظرف يرونه مواتياً لإثارة الفتن ، فقد خرج الأسود العنسي ، على الرسول صلى الله عليه وسلم بعد حجة الوداع في العام العاشر الهجري ، كما جاء في الصحيح . انظر : البخاري مع الفتح (7/693 ) ، ولم يعرف أنه كان مسلماً حتى يقال إنه ارتد عن الإسلام ، و كذلك مسيلمة الكذاب ، الذي قال : إن جعل لي محمد الأمر من بعده تبعته . البخاري مع الفتح (7/690 ) ، و كذلك سجاح التميمية ، كانت نصرانية و لم تدخل الإسلام أصلاً . انظر : البداية و النهاية (6/320 ) .

أما أحداث هذه الفتنة التي وقعت فإنها لم تحظ من قبل الباحثين أو المؤرخين المحدثين بدراسة منفردة ، تلقي الضوء ساطعاً على موقف الجماعة الإسلامية التي ثبتت في هذه الفتنة ، و دور قادتها و أفرادها في قمعها ، و التمسك بدينهم حتى كانوا كالقابضين على الجمر .

و كان من حقائق هذه الفتنة أنها لم تكن شاملة لكل الناس ، بل إن هناك قبائل و قادات و جماعات وأفراد تمسكوا بدينهم في كل منطقة من المناطق التي ظهرت فيها الردة ، و إذا أريد لهذه الحقيقة أن تكون جلية فلابد من الاعتماد على المصادر الأساسية التي اهتمت بهذه الفتنة ، أما المراجع الحديثة فقد تناولت هذه الحركة ، لكن تناولها كان فيه بعض القصور و شيء من عدم الدقة ، و الأمثلة على ذلك كثيرة أكتفي بإيراد بعض الآراء ، و التي سأتناول الرد عليها أثناء سرد أحداث الردة في بعض المناطق ، و أنا حين أذكر هذه الأمثلة ليس هدفي تجريح أو انتقاص مؤلفيها ، و لكنني أشعر بالواجب علي أن أذكر و أورد آراء هؤلاء الأساتذة ، من باب قوله تعالى{ إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات و الهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم اللاعنون ، إلا الذين تابوا و أصلحوا و بينوا فأولئك أتوب عليهم و أنا التواب الرحيم }

البقرة/159-160

، و أعتقد أن ما أورده هؤلاء الأساتذة لا يعدوا أن يكون اجتهاداً يحتمل الخطأ و الصواب ، و إذا وقع الأول فلا أشك لحظة واحدة في حسن قصدهم ، و لكن أياً كانت الحقيقة فهدفي هو الوصول إليها عبر مناقشة علمية أمينة .

و سأحاول في السطور التالية إن شاء الله تسليط الأضواء ساطعة بقدر الإمكان لرؤية الحقيقة الكاملة والشاملة قدر المستطاع ، و في ذلك رد كاف على من كتب في هذا الموضوع دون أن يمحص أو يغوص في بطون المصادر ، وكذلك هو رد على المستشرقين حين يتهمون المسلمين الفاتحين بأنهم كانوا مجبرين على الجهاد وأن من جاهد معهم كان من المرتدين .

إن أول حقيقة يستخلصها القارئ هي أنني لم أجد ما يدل على أن القبائل و الزعماء و الأفراد المسلمين قد ارتدوا جميعاً ، كما ذكر أولئك النفر .

أخرج البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه : ( لما توفي رسول الله و كان أبو بكر رضي الله عنه ، كفر من كفر من العرب ، فقال عمر رضي الله عنه : كيف تقاتل الناس و قد قال رسول الله ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ، فمن قالها فقد عصم مني ماله و نفسه إلا بحقه و حسابه على الله ) فقال : والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة و الزكاة ، فإن الزكاة حق المال والله لو منعوني عناقاً كانوا يؤدونه إلى رسول الله، لقاتلتهم على منعها . قال عمر رضي الله عنه : فوالله ما هو إلا أن شرح الله صدر أبي بكر رضي الله عنه فعرفت أنه الحق ) . البخاري مع الفتح (3/308) .

لم يقتصر انتشار الإسلام على أهل المدينة فحسب ، بل قام بعض المسلمين من خارج مكة بتبليغ الدعوة إلى قبائلهم ، كما فعل أبو ذر الغفاري والطفيل بن عمر الدوسي رضي الله عنهما ، ولما قامت دولة الإسلام بالمدينة اهتم الرسول صلى الله عليه وسلم بإرسال الدعاة إلى البوادي لدعوة القبائل رغم الأخطار التي كانت تحدق بالوفود ، كما حدث في الرجيع و بئر معونة ، و لما كان عام صلح الحديبية وجه الرسول صلى الله عليه وسلم الرسائل إلى ملوك وأمراء العالم في ذلك الوقت ، ثم كان فتح مكة عام ( 8ه ) ، و تبعه دخول الطائف عام ( 9ه ) ، و قد شكل هذا المحور مركز الثقل الإسلامي في حروب الردة .

ولعل ثبات أهل المدينة ومكة والطائف بأكملهما على الإسلام يعود إلى أن سكان هذه المدن الثلاثة نالوا حظاً من التربية الإسلامية والتوجيهات النبوية أكثر من سواهم ، وتعرفوا على تعاليم الإسلام عن كثب ، وتفقهوا في الدين .

وترجع عوامل الردة في المناطق الأخرى ، إلى عدم تغلغل الإيمان في القلوب لتأخر إسلامهم و بسبب قصر الزمن الذي تم فيه تبليغ الدعوة ، و طبيعة الأعراب المتسمة بالجفاء مع ضعف المستوى الثقافي ، مما جر إلى ضعف فقه تعاليم الدين وخاصة بالنسبة للزكاة التي اعتبرها البعض ضريبة مهينة ، واستثقلوا الصلاة والعبادات الأخرى ، كما أن العصبية القبلية لازالت عميقة في تلك البلاد النائية و وسط نجد ، حيث ترى القبائل أنها أضخم عدداً و عدة من قريش وبالتالي فهي أولى بالزعامة ، وعلى الأقل لم تكن ترضى بالخضوع لحكم قريش .

و قد اعتمدت الدولة الإسلامية على سند قوي من القبائل و الأفراد الذين ثبتوا على الإسلام ، في قمع الردة ، فقد اعتمدت على أهل المدينة ومكة والطائف وما حولها من قبائل ، و من ثبت في قبيلته في مراكز الردة – كما سيأتي – ، في تجهيز الجيوش للقضاء على المرتدين .

ممن ثبت في الحجاز :-

ثبت المكيون و الثقفيون و المدنيون ، و قد اتفق المؤرخون على ذلك ، حيث كانوا سنداً و عوناً بعد الله عز وجل للدولة الإسلامية في قمع المرتدين أمثال قبائل غطفان و ذبيان ، غير أن بعض القبائل المقيمة بين مكة و المدينة و الطائف ، قد ثبتت على إسلامها أمثال مُزينة و غِفار و جُهينة و بَليّ و بعض أشجع و أسلم ، و ثقيف ، و عبس و طوائف من بني سليم ، و طيء و هُذيل و أهل السرّاة و بجيلة و خثعم . انظر حروب الردة للكلاعي (ص41-42) و تاريخ الطبري (3/242) ، حيث أن النبي صلى الله عليه وسلم قد بعث كعب بن مالك الأنصاري إلى أسلم و غفار و مزينة و جُهينة ، فعندما بلغهم خبر وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم أدّوا صدقاتهم إلى الخليفة أبي بكر رضي الله عنه ، وكذلك فعل بنو كلب ، إذ بعثوا بصدقاتهم مع بشير بن سفيان الكعبي . و بعثت أشجع صدقاتها مع مسعود بن رخيلة الأشجعي . فاستعان رضي الله عنه بذلك كله على قتال المرتدين . و بعث أبو بكر الصديق إليهم يأمرهم بجهاد أهل الردة ، فاستجابوا له ، و حتى قبيلتي أسد و غطفان لم تكن جميعها مع طليحة الأسدي ، في ردته ، بل كان منها جماعة ثبتوا على الإسلام . حروب الردة للكلاعي (ص67) و كتاب الفتوح لابن أعثم (1/12 ) .

و قد زعم د. عبد المنعم ماجد : أن قبائل شمالي الحجاز مثل ، جذام و كلب و قضاعة و عذرة و بلي ، ارتدت عن الإسلام مثل غيرها من قبائل الجزيرة ، هذا ما قاله في كتابه الذي يُعد من المراجع الهامة و الأساسية في بعض الجامعات العربية و الإسلامية ، حتى إنه طبع عدة مرات . انظر كتابه : التاريخ السياسي للدولة العربية (ص146، 158-159) ، و هو كتاب فيه طامات و أوابد و خزعبلات ، انظر : كتب حذر منها العلماء (2/117) .

و هناك علي إبراهيم حسن الذي يقول : إنه لم يبق مخلصاً للإسلام و مطيعاً لأبي بكر رضي الله عنه إلا سكان المدينة و مكة و الطائف ، و ذكر أن غطفان و من حولها انضمت إلى طليحة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم . انظر كتابه : التاريخ الإسلامي العام - الجاهلية - الدولة العربية - الدولة العباسية (ص219-221) .

و الثالث هو د. السيد عبدالعزيز سالم الذي كتب : (فقد ارتدت العرب و اشرأبت اليهودية و النصرانية و نجم النفاق و صار المسلمون كالغنم المطيرة في الليلة الشاتية لفقد نبيهم صلى الله عليه وسلم حتى جمعهم الله على أبي بكر …) . و حينها لم يكن صورة موقف بعض المسلمين في المناطق البعيدة واضحة . و عند حديثه عن موقف أبي بكر من الردة يذكر أن عامة العرب و خاصّتهم قد ارتدت باستثناء قريش و ثقيف . و في معرض حديثه عن ردة طليحة ، يقول بأن أسد و غطفان و طيء و كنانة قد انضمت جميعها إليه . انظر كتابه : تاريخ الدولة العربية - تاريخ العرب منذ عصر الجاهلية حتى سقوط الدولة الأموية (ص433 ، 442) . وهذا الذي كتبه الدكتور ، أثر لعائشة رضي الله عنها ذكره ابن خياط في تاريخه بلفظ قريب من هذا (ص102) ، و ساقه ابن هشام بدون إسناد (4/235) ، و ابن أبي شيبة في المصنف (14/572) ، و لكن عائشة رضي الله عنها تعني بقولها هذا : بعض العرب القريبين من المدينة ، و الذين هاجموا المدينة عند وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم .

و يذكر د. محمد أسعد طلس ، أن بني طيء و غطفان وأسد قد خرجوا عن الإسلام بالمرة و ارتدوا و تابعوا المتنبئ طليحة الأسدي . انظر كتابه : الخلفاء الراشدون : أبو بكر و عمر و عثمان و علي (ص20) .

و زاد الشيخ علي الطنطاوي ، على ما قالوا و أيده ؛ حيث يقول : و في ذلك الظرف .. كانت الردة وانتقص أمر الناس فاستشرى النفاق في المدينة ، و رفع المنافقون رؤوسهم التي كان الرسول صلى الله عليه وسلم قد أذلها بالحق ، و جعلت الأخبار تصل إلى المدينة تباعاً بأن العرب ارتدوا قبيلة بعد قبيلة ، وانتشرت الردة انتشار النار في الهشيم ، حتى لم يبق في الجزيرة كلها إلا ثلاثة مساجد لم تصل إلى أهلها الردة و هي ؛ مكة والمدينة والبحرين . انظر كتابه : أبو بكر الصديق ( ص13 ) .

و يقول السيد حسن بريغش : (…و بلغت الردة حداً غطت فيه وجه الجزيرة العربية ما عدا مكة و المدينة ؛ و ارتدت أسد و غطفان و طيء و عليهم طليحة الأسدي ، و ارتدت الأعراب و القبائل حول المدينة من بني عبس و بني مرة و ذبيان و بني كنانة ، و يؤكد ما يقوله عندما يشير في مكان آخر إلى أن الجزيرة العربية قد ارتدت كلها بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم . انظر كتابه : ظاهرة الردة في المجتمع الإسلامي الأول (ص100-101 ، 119) .

و يضيف محمد حسين هيكل أن العرب كلها قد ارتدت عن الإسلام ، و أن الأرض تضرمت ناراً في شبه الجزيرة العربية . انظر كتابه : الصديق أبو بكر (ص71 ) .

و كذلك د. جمال الدين سرور ، الذي يقرر أن القبائل العربية قد انتفضت قبيل وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم و زاد خطبها على إثر وفاته . انظر كتابه : الحياة السياسية في الدولة العربية الإسلامية خلال القرنين الأول و الثاني بعد الهجرة ( ص 19-20) .

هذا ما قاله هؤلاء الأساتذة عن فتنة الردة ، فيما يتعلق بالجانب الذي يتناوله هذا المبحث .

أما فيمن ثبت من القبائل فقد كان لضرار بن الأزور - (ت13ه) انظر ترجمته في الإصابة (3/481-483 ) و التاريخ الكبير(4/338-339 ) - ، الدور الفعال في ثبات قبيلته ؛ إذ كتب إلى أهل الصلاح من بني أسد يدعوهم إلى التمسك بالإسلام .

و ممن ثبت على الإسلام في هذه المنطقة من بني عامر بن ربيعة ، أبو حرب ربيعة بن خويلد العقيلي - انظر نسبه و خبره في : الإصابة (2/463) و أسد الغابة (2/210) - ، الذي وقف في وجه قومه و ذكّرهم بإعانتهم لعامر بن الطفيل في قتل المسلمين يوم بئر معونة - إشارة إلى مأساة بئر معونة التي قتل فيها مشركو نجد نحو سبعين من الصحابة عرفوا بالقرّاء ، انظر خبرهم في البخاري مع الفتح (7/437-438) -، لكنهم لم يستجيبوا له .

و ممن لم يرتد كذلك من بني عامر ، أسرة علقمة بن علاثة بن عوف الأحوص بن جعفر - كان من المؤلفة قلوبهم ، كما جاء في الاستيعاب (3/126) ، ثم أسلم و هاجر و بايع ، كما جاء في الطبقات(1/272 ، 311) - .

و من المرجح أن قرّة بن هبيرة أحد سادات بني عامر بن صعصعة ،لم يرتد عن الإسلام ؛ لأنه قام في قومه خطيباً محذراً لهم و مخوفاً من خالد بن الوليد رضي الله عنه ، و طلب منهم تقوى الله و الرجوع إلى دينه ، انظر : كتاب الفتوح لابن أعثم (1/16) و حروب الردة (ص83-88) . و في حواره مع الصدّيق رضي الله عنه عندما مثل أمامه ما يدل على عدم ردته ، و برر موقفه السلبي من المرتدين ، و عدم إعانته للمسلمين بأنه كان له مال و ولد ، فتخوّف من سلب ذلك منه إن هو عارض المرتدين ، و لهذا عفا عنه الصديق رضي الله عنه . انظر : الإصابة (5/438-439) .

و مما يدل على ثبوت بعض بني عامر و بعض هوازن على الإسلام ، ما جاء في خبر الفجاءة السلمي كما تقول رواية عند الطبري ، من أنه شنّ غارة على كل مسلم في سليم و عامر و هوازن ، فبلغ ذلك أبا بكر فأرسل إلى طريفة بن حاجز ، يأمره أن يجمع له و أن يسير إليه . تاريخ الطبري (3/264) و كذلك ، تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس ، للديار بكري (2/202) و الاستيعاب (2/776) و أسد الغابة (3/75) ، و الإصابة (3/518-519 ) .

و ثبتت جماعة من بني ذُبيان ، و كان ذلك سبباً في تعرضهم لفتك المرتدين ، ولذلك أقسم أبو بكر أن يقتل من كل قبيلة بمن قتلوا من المسلمين و زيادة . انظر : البداية و النهاية (6/313) و الكامل (2/345) و الطبري (3/246) .

و ثبت كذلك جماعات من بني سليم ، و لذلك فإنه عندما ولي أبو بكر ، كتب إلى معن بن حاجز فاستعمله على هؤلاء الذين ثبتوا ، و قد قام فيهم قياماً حسناً و ذكرهم بسنة الموت لكل الناس و منهم الرسل و الأنبياء و قرأ عليهم آيات من القرآن في هذا الشأن ، فاجتمع إليه خلق كثير ، و عندما وجه أبو بكر خالد بن الوليد إلى الضاحية - هي المنطقة شرقي خيبر إلى تخوم الغربية لمنطقة اليمامة ، و فيها تفجرت فتنة طليحة الأسدي - ، كتب إلى معن بأن يلحق بخالد هو و من معه من المسلمين و طلب منه أن يستعمل على عمله طريفة بن حاجز ، و ممن ثبت على الإسلام جماعات من بني كلب ، على رأسهم امرؤ القيس بن الأصبغ الكلبي - كان من عمّال النبي صلى الله عليه وسلم أرسله عاملاً إلى كلب - ، و قد كتب إليه أبو بكر طالباً منه السير بمن معه إلى وديعة الكلبي الذي ارتد ، و ثبتت في هذه المنطقة جماعات من بني القين على رأسهم عمرو بن الحكم عامل النبي صلى الله عليه وسلم ، فكتب إليه الصديق أن يسير إلى زُميل و معاوية الوائلي زعيمي الردة في ناحيته لقمع ردتهما ، و ثبتت كذلك جماعة من قضاعة . انظر خبرهم جميعاً عند الطبري (3/243) .

و ثبت معاذ بن يزيد بن الصعق العامري من هوازن ، حيث كان له في قومه شأن كبير ؛ فلما عزم قومه على الردة جمعهم و خطب فيهم خطبة طويلة يحثهم فيها على الرجوع إلى الإسلام ، و يقبح لهم الردة و يحذرهم من غضب الله ، فلما لم يقبلوا منه ارتحل بأهله و بمن أطاعه من قومه . و قد أكد هذه الحقيقة غير واحد من المؤرخين ، منهم ابن حجر ، و ابن عبد البر . الإصابة (6/301-302) .

خبر ردة طيء …

أما طيء فإن خبر ردتها و إسلامها يحتاج إلى وقفة قصيرة ، فقد زعم بعض الكتاب أن طيء قد ارتدت و ساندت طليحة الأسدي ، فقد قال الشيخ محمد الخضري بك في كتابه : إتمام الوفاء في سير الخلفاء (ص22) : إن العرب ما لبثت بعد أن علمت بموت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ارتدت ، و لم يبق أحد متمسكاً بدينه منهم إلا قريش ، و ثقيفاً بالطائف و قليلاً من غيرهم ، و أن طيء و أسد و من تبعهم من غطفان قد ارتدوا و تابعوا طليحة الأسدي .

و ما ذكرت قبل قليل من أمثلة أخرى تؤيد هذا الرأي ، لكن الحقيقة هي أن عدي بن حاتم الطائي ، لم يتردد في ثباته على الإسلام الذي تمكن من نفسه ، فعندما بلغه خبر وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم و كانت بحوزته إبل عظيمة اجتمعت له من صدقات قومه ، فراودوه في أن يردها إليهم متعللين بوفاة النبي صلى الله عليه وسلم و بردّة بعض جيرانهم من أسد و غطفان ، لكنه وقف منهم موقفاً


  نزول الربّ كل ليلة إلى سماء الدنيا

 استنكر الرافضة نزول الله جل وعلا كل ليلة في الثلث الأخير من الليل - الحديث

وردا عليهم ستكون الروايات من كتبهم المعتمدة ومن علمائهم

اثبات حديث النزول من طريق أهل البيت :

أخرج الصدوق في توحيده في حديث احتجاج الصادق على الثنوية والزناقة بإسناده عن هشام بن الحكم في حديث الزنديق الذي أتى أبا عبدالله (ع) - قال : سأله عن قوله: { الرحمن على العرش استوى } قال أبو عبدالله (ع): بذلك وصف نفسه ، وكذلك هو مستول على العرش بائن من خلقه من غير أن يكون العرش حاملاً له ، و لا أن يكون العرش حاوياً له ، ولا أن العرش محتاز له ، ولكنّا نقول: هوحامل العرش ، وممسك العرش ، ونقول من ذلك ما قال: { وسع كرسيه السموات والأرض } فثبتنا من العرش والكرسي ما ثبته ، ونفينا أن يكون العرش أو الكرسي حاوياً له وأن يكون عزوجل إلى مكان أو إلى شيئ مما خلق بل خلقه محتاجون إليه

قال السائل : فما الفرق بين أن ترفعوا أيديكم إلى السماء وبين أن تخفضوها نحو الأرض ؟ قال أبو عبدالله (ع): ذلك في علمه وإحاطته وقدرته سواء ، ولكنه عزوجل أمر أولياءه وعباده برفع أيديهم إلى السماء نحو العرش لأنه جعله معدن الرزق فثبتنا ما ثبته القرآن والأخبار عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم حين قال: ارفعوا أيديكم إلى الله عزوجل وهذا يجمع عليه فرق الأمة كله . قال السائل : فتقول: أنه ينزل إلى السماء الدنيا؟ قال أبوعبدالله (ع): نقول : ذلك لأن الرويات قد صحت به والأخبار ، قال السائل : فاذا نزل أليس قد حال عن العرش وحووله عن العرش صفة حدثت، قال أبوعبدالله (ع) ليس ذلك منه ما على يوجد من االمخلوقين الذي تنتقل باختلاف الحال عليه والملالة والسأمة وناقلة ينقله ويحوله من حال الى حال بل هو تبارك وتعالى لا يحدث عليه الحال ولا يجري عليه الحدوث فلا يكون نزوله كنزول المخلوق الذي متى تنحى عن مكان الى مكان خلا منه المكان الأول ، ولكنه ينزل إلى السماء الدنيا بغير معاناة وحركة فيكون كما هو في السماء السابعة على العرش كذلك هو في السماء الدنيا ، إنما يكشف عن عظمته ويرى أولياءه نفسه حيث شاء ويكشف ماشاء من قدرته،ومنظره في القرب والبعد سواء .

و أخرج الكليني في كافيه من كتاب التوحيد بإسناده عن محمد بن عيسى قال: كتبت الى أبي الحسن على بن محمد (ع): ياسيدي قد روي لنا أن الله في موضع دون موضع على العرش استوى ، وأنه ينزل كل ليلة في النصف الأخير من الليل إلى السماء الدنيا ، وروي أنه ينزل عشية عرفة ثم يرجع إلى موضعه ، فقال بعض مواليك في ذلك: إذا كان في موضع دون موضع ، فقد يلاقيه الهواء ،ويتكيف عليه والهواء جسم رقيق يتكيف على كل شيئ بقدره ، فكيف يتكيف عليه جل ثناؤه على هذا المثال ؟ فوقع (ع): علم ذلك عنده وهو المقدر له بما هو أحسن تقديرا وأعلم أنه إذا كان في السماء الدنيا فهو كما هو على العرش الأشياء كلها له سواء علما وقدرة وملكا وإحاطه .

قال مصحح ومعلق الكافي السيد علي أكبر الغفاري في تعليقه على هذا الحديث ما نصه : ( قوله (ع): علم ذلك عنده أي علم كيفية نزوله عنده سبحانه وليس عليكم معرفة ذلك ) .

وهذا جيد يدل أن مذهب الإمام هو عدم التأويل وهو مذهب السلف رحمهم الله تعالى . نعم هذا هو مذهب أهل البيت في صفات الله إثبات دون تكييف ولا تمثيل ولا تأويل ولاتعطيل ، قال أبوعبدالله (ض): نقول : ذلك لأن الرويات قد صحت به والأخبار كما سبق ذكره .

نعود يا أخي القارئ في ذكر الروايات من طريق أهل البيت رضي الله عنهم الموافقة لحديث أبي هريرة رضي الله عنه .

فعن جابر الجعفي قال : سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: إن الله تبارك وتعالى ينزل في الثلث الباقي من الليل إلى السماء الدنيا ، فينادي هل من تائب يتوب عليه ؟ وهل من مستغفر يستغفر فأغفر له ؟ وهل من داع يدعوني فأفك عنه ؟ وهل من مقتور يدعوني فأبسط له ؟ وهل من مظلوم ينصرني فأنصره .

وأثبت حديث النزول المتواتر شيخهم المحقق المتتبّع محمد بن علي الاحسائي المعروف بابن أبي جمهور في كتابه "عوالي اللئالي" الفصل السابع (1/119 رواية 44): حديث:" إن الله تعالى ينزل إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل، وينزل عشية عرفة إلى أهل عرفة، و ينزل ليلة النصف من شعبان " .

وقال محدثهم محسن الكاشاني ما نصه:( الأول: أن يترصد لدعائه الأوقات الشريفة كيوم عرفة من السنة ،وشهر رمضان من الشهور، ويوم الجمعة من الأسبوع، ووقت السحر من ساعات الليل ، قال الله تعالى: { وبالأسحار هم يستغفرون } ولقوله:( ينزل الله كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الأخير فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له) .

وقال أيضاً في موضع آخر:( وسئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " أي الليل أفضل ؟ فقال: نصف الليل الغابر" يعني الباقي ، ومن آخر الليل وردت الأخبار بإهتزاز العرش وانتشار الرّياح من جنات عدن ونزول الجبّار إلى السماء الدنيا وغيرها من الأخبار).

ذكرأيضاً في حديث آخر بقوله :( ينزل الله تعالى في كل ليلة إلى السماء الدنيا فيقول: هل من داع فأستجيب له).

وإليك هذه الرواية من طرق الشيعة أن الله تعالى ينزل إلى الأرض على جمل ..

ومارواه زيد النرسي في كتابه، عن عبدالله بن سنان قال: سمعت أباعبدالله(ع) يقول : إن الله ينزل في يوم عرفه في أول الزوال إلى الأرض على جمل أفرق يصال بفخذيه أهل عرفات يميناً وشمالا ، فلا يزال كذلك حتى إذا كان عند المغرب ويقر الناس وكل الله ملكين بحيال المازمين يناديان عند المضيق الذي رأيت : يارب سلّم سلّم ، والرّب يصعد إلى السماء ويقول جل جلاله : آمين آمين رب العالمين ، فلذلك لا تكاد ترى صريعاً ولا كبيراً .

وعن سليمان بن خالد، عن أبي عبدالله قال سمعته يقول : إن الأعمال تعرض كل خميس على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فإذا كان يوم عرفة هبط الرب تبارك وتعالى .

عن عطاء عن أبي جعفر عن أبيه عن آبائه عن علي(ع) عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حديث طويل قال فيه: قال: ثم أن الله أوحى إلى جبرئيل بعد ذلك أن أهبط إلى آدم وحواء فنحهما عن مواضع قواعد بيتي لأني أريد أن أهبط في ظلال من ملائكتي إلى أرضي فارفع أركان بيتي لملائكتي ولخلقي من ولد آدم ... قال ثم أن جبرئيل أتاهما فأنزلهما من المروة وأخبرهما أن الجبار تبارك وتعالى قد هبط إلى الأرض فرفع قواعد البيت الحرام بحجر من الصفا وحجر من المروة وحجر من طور سينا وحجر من جبل السلام .. .

عن جابر قال قال أبوجعفر(ع) في قوله تعالى: { فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ والْمَلَيكَةُ وَقُضِيَ الأمْرُ} قال: ينزل في سبع قباب من نور ولايعلم في أيها هو حين ينزل في ظهر الكوفة فهذا حين ينزل .

وعن جابرين يزيد الجعفي قال: قال أبو جعفر محمد بن علي الباقر(ع) يا جابر كان الله ولا شيئ غيره ولا معلوم ولا مجهول فأول ما ابتدء من خلق خلقه أن خلق محمداً وخلقنا أهل البيت معه من نور عظمته - إلى أن قال - ثم أن الله هبط إلى الأرض في ظلل من الغمام و الملائكة وهبط أنوارنا أهل البيت معه وأوقفنا نوراً صفوفاً بين يديه نسبحه في أرضه كما سبحنا في سمائه " .

وتفسير " البرهان" ( 3 / 146 ) عن يونس بن ظبيان، عن أبي عبدالله (ع)، قال إذا كان ليلة الجمعة هبط الرب تبارك وتعالى إلى سماء الدنيا فإذا طلع الفجر كان على العرش فوق البيت المعمور .

وعن سليمان بن خالد ،عن أبي عبدالله (ع) قال سمعته يقول: أن الأعمال تعرض كل خميس على رسول الله فاذا كان يوم عرفة هبط الرب تبارك وتعالى وهو قول الله تبارك وتعالى: { وَقدِمنَا إِلَى ما عَمِلُواْ مِنْ عَمِلٍ فَجَلْنَهُ هَبآءً مّنْثُورًا } .

و عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر(ع) قال : أن الله تبارك وتعالى هبط إلى الأرض في ظل من الملائكة على آدم بوادي يقال له الروحاء وهو واد بين الطائف ومكة .

وعن أبان عن أبي عبدالله(ع) قال: إن للجمعة حقاً وحرمة فإياك أن تضيع أو تقصر شيئ من عبادة الله والتقرب إليه بالعمل الصالح وترك المحارم كلها فإن الله يضاعف فيه الحسنات ،ويمحو فيه السيئات ويرفع فيها الدرجات قال: وذكر أن يومه مثل ليلته فإن استطعت أن تحييها بالصلاة والدعاء فافعل فإن ربك ينزل من أول ليلة الجمعة إلى سماء الدنيا فيضاعف فيه الحسنات ويمحو فيه السيئات فإن الله واسع كريم .

قال محقق الكتاب الحجة السيد حسن الخرسان ما نصه:( قوله فإن ربك ينزل من أول ليلة الجمعة . يحتمل أن يكون من باب التعليل يكون المراد نزول ملائكة الرحمة ، أو المراد بنزوله تعالى : نزول للملائكة ورحتمه مجازا ويمكن أن يكون المراد نزوله من عرش العظمة إلى مقام العطف على العباد ) .

وفي تفسير "البرهان" أيضاً عن عبدالكريم بن عمرو الخثمعي، قال سمعت أباعبدالله (ع) يقول : إن ابليس قال أنظرني إلى يوم يبعثون فأبى الله ذلك عليه ، فقال يوم الوقت المعلوم وهو آخر كرة يكرها أمير المؤمنين (ع) - إلى أن قال - فكأني أنظر إلى أصحاب أمير المؤمنين(ع) قد رجعوا إلى خلفهم القهقري مائة قدم ، وكأني أنظر اليهم قد وقعت بعض أرجلهم في الفرات فعند ذلك يهبط الجبار عزوجل في ظل من الغمام والملائكة وقضي الأمر ورسول الله أمامه بيده حربة من نور

وعن معاوية بن عمّار، عن أبي عبد الله(ع) قال: قال علي بن الحسين(ع): أما علمت أنه إذا كان عشيّة عرفة برز الله في ملائكته إلى سماء الدنيا، ثم يقول: انظروا إلى عبادي أتوني شعثاً غبراً أرسلت إليهم رسولاً من وراء وراء فسألوني ودعوني .

نزول الربّ وزيارته تعالى لقبور الأئمة !! وغير ذلك :

 روى شيخهم العالم العلاّم ميرزا محمد تقي الملّقب بحجة الاسلام هذه الرواية نقلا من مدينة المعاجز عن دلائل الطبري : قال أخبرني أبو الحسين محمد بن هارون عن أبيه عن أبي علي محمد بن همام عن أحمد بن الحسين المعروف بابن أبي القاسم عن أبيه عن الحسين بن علي عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر قال: قال أبو عبدالله (ع) لما منع الحسين(ع) وأصحابه الماء نادى فيهم من كان ظمآن فليجئ فأتاه رجل رجل فيجعل أبهامه في راحة واحدهم فلم يزل يشرب الرجل حتى ارتووا فقال بعضهم والله لقد شربت شرابا ما شربه أحد من العالمين في دار الدنيا فلما قاتلوا الحسين(ع) فكان في اليوم الثالث عند المغرب أعقد الحسين رجلا رجلا منهم يسميهم بأسماء آبائهم فيجيبه الرجل بعد الرجل فيقعد من حوله ثم يدعو بالمائدة فيطعمهم ويأكل معهم من طعام الجنة ويسقيهم من شرابها ثم قال أبو عبدالله (ع) والله لقد رآهم عدة من الكوفيين ولقد كرّر عليهم لو عقلوا قال ثم خرجوا لرسلهم فعاد كل واحد منهم إلى بلادهم ثم أتى لجبال رضوي فلا يبقى أحد من المؤمنين إلاّ أتاه وهو على سرير من نور قد حفّ به ابراهيم وموسى وعيسى ! وجميع الانبياء ! ومن ورائهم المؤمنون ومن ورائهم الملائكة ينظرون ما يقول الحسين(ع) قل فهم بهذه الحال إلى أن يقوم القائم و إذا قام القائم(ع) وافو فيها بينهم الحسين(ع) حتى يأتي كربلاء فلا يبقى أحد سماوي ولا أرضي من المؤمنين إلاّ حفّوا بالحسين(ع) حتى أن الله تعالى يزور!! الحسين(ع) ويصافحه !! ويقعد معه !! على سرير!! يا مفضل هذه والله الرفعة التي ليس فوقها شيئ لا لورائها مطلب .

ثم قال في تعليقه على الرواية ما نصه: ( يقول محمد تقي الشريف مصنف هذا الكتاب هذا الحديث من الأحاديث المستصعبة!! التي لا يحتملها إلاّ ملك مقرب أو نبي مرسل أو مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان )!!! .

قال هذا الحجة في موضع آخر:( وأما المعصوم (ع) فهذا المقام حاصل له مساوقا لبدء خلقه فليس بين الله وبين حجته حجاب في حال من الأحوال كما مرّ صريح الحديث في ذلك في القسم الأول من الكتاب نعم أنهم (ع) يلبسوا بعض العوارض بالعرض في هذه الدار الفانية ليطيق الخلق رؤيتهم فيتمكنوا من تكميلهم و هو أحد الأسرار!! في بكائهم واستغفارهم إلى الله تعالى من غير ذنب لحق ذواتهم فافهم فإذا خلعوا هذا اللباس العرضي وانتقلوا إلى الدار الباقية خلص لهم ذلك المقام يزورهم الرب تعالى !! ويصافحهم!! ويقعدون معه!! على سرير واحد !! لاتحاد حكم العبودية مع حكم الربوبية ) .

عن صفوان الجمال قال: قال لي أبو عبدالله (عليه السلام) : هل لك في قبر الحسين (عليه السلام)؟ قلت: وتزوره جعلت فداك؟ قال: وكيف لا أزوره والله يزوره كل ليلة جمعة يهبط مع الملائكة إليه والانبياء والاوصياء، ومحمد أفضل الانبياء (2)، قلت: جعلت فداك فنزوره في كل جمعة (3) ندرك زيارة الرب، قال: نعم يا صفوان، الزم ذلك يكتب لك زيارة قبر الحسين (عليه السلام) وذلك تفضيل وذلك تفضيل.  كامل الزيارات: 183. (1) في المصدر: عن أحمد بن إدريس. (2) في المصدر زيادة: في الجنة. (3) في المصدر زيادة: (عليه السلام). 2  كامل الزيارات: 112. وسائل الشيعة الجزء الرابع عشر 57  باب تأكد استحباب زيارة الحسين (عليه السلام) كل ليلة جمعة وكل يوم جمعة (479)(482)  

 عن عبد الله بن سنان قال سمعت ابا عبد الله (ع) يقول ان الله ينزل في يوم عرفة في اول الزوال إلى الارض على جمل افرق يصال بفخديه اهل عرفات يمينا وشمالا ولا يزال كذلك حتى إذا كان عند المغرب ونفر الناس وكل الله ملكين بجبال المازمين يناديان عند المضيق الذي رأيت يا رب سلم سلم والرب يصعد إلى السماء ويقول جل جلاله امين امين يا رب العالمين فلذلك لاتكاد ترى صريعا ولاكسيرا كتاب الأُصول الستة عشر اصل زيد النّرسي ص54

كامل الزيارات لإبن قولويه القمي وبحار الأنوار للمجلسي وهذا نصها من كتاب كامل الزيارات كامل الزيارات- جعفر بن محمد بن قولويه ص 141 : [ 166 [ 1 - حدثني ابي رحمه الله ، عن سعد بن عبد الله ، عن محمد بن عيسى بن عبيد اليقطيني ، عن محمد بن سنان ، عن ابي سعيد القماط ، عن ابن ابي يعفور ، عن ابي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال : / صفحة 142 / بينما رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في منزل فاطمة ( عليها السلام ) والحسين في حجره إذ بكى وخر ساجدا ثم قال : يا فاطمة يا بنت محمد ان العلي الاعلى تراءى لي في بيتك هذا في ساعتي هذه في أحسن صورة وأهيا هيئة ، وقال لي : يا محمد أتحب الحسين ( عليه السلام ) ، فقلت : نعم قرة عيني وريحانتي وثمرة فؤادي وجلدة ما بين عيني ، فقال لي : يا محمد - ووضع يده على رأس الحسين ( عليه السلام ) - بورك من مولود عليه بركاتي وصلواتي ورحمتي ورضواني ، ولعنتي وسخطي وعذابي وخزيي ونكالي على من قتله وناصبه وناواه ونازعه ، اما انه سيد الشهداء من الاولين والاخرين في الدنيا والاخرة - وذكر الحديث .  

 كامل الزيارات- جعفر بن محمد بن قولويه ص 89 : [ 90 [ 1 - حدثني ابي ومحمد بن يعقوب ، عن محمد بن يحيى العطار ، عن حمدان بن سليمان النيشابوري ، عن عبد الله بن محمد اليماني ، عن منيع بن الحجاج ، عن يونس ، عن ابي وهب البصري ، قال : دخلت المدينة فأتيت ابا عبد الله ( عليه السلام ) ، فقلت : جعلت فداك اتيتك ولم ازر قبر امير المؤمنين ( عليه السلام ) ، قال : بئس ما صنعت ، لولا انك من شيعتنا ما نظرت اليك ، الا تزور من يزوره الله تعالى مع الملائكة ، ويزوره الانبياء ويزروه المؤمنين ، قلت : جعلت فداك ما علمت ذلك ، قال : فاعلم ان امير المؤمنين ( عليه السلام ) افضل عند الله من الائمة كلهم وله ثواب اعمالهم ، وعلى قدر اعمالهم فضلوا .

أما قول الرافضة بأن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله

 نزل عن منبره مثل نزول الله جل وعلا

قولهم : بأن الشيخ ابن تيمية مثّل لنزول الله إلى سماء الدنيا بنزوله درجة من درج المنبر الذي كان يخطب عليه يوم الجمعة، وأن هذه الواقعة حضرها ابن بطوطة بنفسه ورآها وسجلها

فنقول

 إن هذا كذب ، وللرد على هذه الفرية انظر ما كتبه العلامة بهجة البيطار في حياة ابن تيمية رداً على ابن بطوطة . فابن تيمية لم يمثّل لنزول الله إلى سماء الدنيا بنزوله درجة من درج المنبر

 ،ولكن إمامك المعصوم هو الذي مثّل كيفية جلوس الرب!

وإليك هذه الروايات

عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عمن ذكر ، عن أبي حمزة الثمالي قال : رأيت علي بن الحسين ( عليهما السلام ) قاعدا واضعا إحدى رجليه على فخذه ، فقلت : إن الناس يكرهون هذه الجلسة ويقولون : إنها جلسة الرب ، فقال : إني انما جلست هذه الجلسة للملالة ، والرب لا يمل ولا تأخذه سنة ولا نوم . الاصول من الكافي - الجزء الثاني تأليف: ثقة الاسلام ابي جعفر محمد بن يعقوب بن اسحاق الكليني الرازي رحمه الله المتوفى سنة 328 / 329 ه‍ - كتاب العشرة - باب الجلوس ص 662    وعن أبي عبدالله الأشعري ، عن ( معلى بن محمد ، عن الوشاء ) ، عن حماد بن عثمان قال : جلس أبو عبدالله ( عليه السلام ) متوركا رجله اليمنى على فخذه اليسرى ، فقال له رجل : جعلت فداك ، هذه جلسة مكروهة ، فقال : لا ، إنما هو شيء قالته اليهود لما ان فرغ الله عز وجل من خلق السموات والارض ، واستوى على العرش ، جلس هذه الجلسة ليستريح ، فأنزل الله عزّ وجّل : ( الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم ) وبقي أبو عبدالله ( عليه السلام ) متوركا كما هو . الاصول من الكافي - الجزء الثاني تأليف: ثقة الاسلام ابي جعفر محمد بن يعقوب بن اسحاق الكليني الرازي رحمه الله المتوفى سنة 328 / 329 - كتاب العشرة - باب الجلوس ص 662  وسائل الشيعة -الجزء الثاني عشر - كتاب الحج  باب مايستحب من كيفية الجلوس وما يكره منها - ص 104-128  عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عمن ذكره، عن الثمالي قال: رأيت علي بن الحسين (عليه السلام) قاعدا واضعا إحدى رجليه على فخذه، فقلت: إن الناس يكرهون هذه الجلسة ويقولون: إنها جلسة الرب، فقال: إني إنما جلست هذه الجلسة للملالة، والرب لا يمل ولا تأخذه سنة ولانوم . بحار الانوار - الجزء 42 باب مكارم أخلاقه وعلمه، واقرار المخالف والمؤالف بفضله وحسن خلقه وخلقه وصوته وعبادته صلوات الله وسلامه عليه 56 - ص 108

 أفبعد هذا تفترون يا رافضة ؟


  تقليد الأئمة عند أهل السنة

 المراد من هذه الشبهة أنه: لا يجب تقليد ولا أحد من الأئمة الأربعة، لأنه لا يجب تقليدهم إلا بدليل من الكتاب أو السنة، ولا يوجد دليل فيهما على وجوب تقليدهم.

فنقول: لا يمكن أن تكون القضية هي المنع من تقليد المذكورين خاصة لأنه يقتضي أن يرد النهي عن تقليدهم خاصة، وهو لم يرد بالاتفاق.

 فلا بد من ورود النهي عن تقليدهم بلفظ يعمهم.

ولا نجد لفظاً يعم الأئمة المذكورين غير لفظ العلماء، فإن رفضته فأتنا بلفظ يجمعهم ورد النهي به عن وجوب اتباعهم لننظر فيه.

 وإن قبلته فلا بد لكي يتم لك مرادك أن يرد النهي عن مطلق التقليد، أو عن تقليد العلماء مطلقاً، أو يرد الأمر بوجوب تقليد علماء مخصوصين حصراً.

 لنا القول ببطلان الثلاثة. أما الثالث وهو وجوب تقليد علماء مخصوصين فباطل بالاتفاق، لأننا لا نجد عليه دليلاً ولأنك عقدت فصلاً كاملاً في إثبات النهي عن التقليد وإيجاب الأخذ من القرآن والسنة مباشرة من كل إنسان.

 وأما الأول ففي إبطال الثاني غنية عن إبطاله، لأن إبطاله يستلزم إبطال الأول.

فاعلم أنك إذا كنت تريد منع الوجوب من تقليد معيّنين فلا أحد من أهل السنة يقول بوجوب تقليد واحد بعينه من العلماء، لا على المجتهد ولا على العاميّ.

 أما المجتهد فلأنه لا يجوز له التقليد عندنا، وأما العامي فلأن له أن يقلد أي عالم –أي مجتهد- موثوق بعلمه بصرف النظر عن مذهبه.

هذا في العمليات. أما في العقائد فأهل السنة يحرمون التقليد، ويوجبون على العينية معرفة أدلتها ولو إجمالاً.

 وبذلك سقط استدلالك علينا بالمنع من وجوب تقليد أحد على التعيين، لأنا لا نقول به لا في أصول الدين ولا في فروعه.

واعلم أننا لا نسلم عدم وجود دليل في الكتاب أو السنة يوجب تقليد العلماء.

فإن العامي مطالب بالرجوع فيما يعرض له من مهمات دينه إلى العلماء وجوباً ولا على التعيين، والدليل من القرآن الكريم قوله تعالى: )فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ( ، و)وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ(.

 ومنه يؤخذ انتفاء (النهي عن تقليد العلماء مطلقاً) المستلزم لانتفاء النهي عن مطلق التقليد. ويؤخذ منه جواز تقليد أئمة الفقه الأربعة، لدخولهم في عموم العلماء. فيصير الأخذ عن العلماء واجباً على غير العالم، وممن يجوز الأخذ عنه أحد الأئمة الأربعة لكونهم علماء.

ثم نقول: إن بلاد المسلمين من أهل السنة ليس فيها إلا أربعة مذاهب فقهية معتبرة هي الحنفي والمالكي والشافعي والحنبلي، ولا وجود لمذهب مأصل مقعد متكامل في جميع أبواب الفقه غيرها بالاستقراء. فإن عرض للعامي شيء يستدعي السؤال فمن يستفتي؟ إنه لن يجد أحداً يفتيه إلا على أحد هذه المذاهب.

 فإن كان معنى كلامك أن على أهل السنة أن يعتبروا المذهب الجعفري أو غيره من مذاهب الإمامية ويستفتون سادتهم كما يرجعون إلى مشايخ المذاهب الأربعة، فذلك مما لا يتصور حصوله.

 وإن يوافق أهل التقريب على ذلك يوماً لكن عليهم أن يشترطوا عليكم المثل إن كان لهم بقية من الكرامة، وسيفاجأون عندها أن الشيعة لن يرضوا بذلك حتى يلج الجمل في سمّ الخياط، لأنهم لا يجيزون اتباع أهل السنة والتعبد بمذهبهم إلا تقية، ولا يحبون موافقتهم في شيء.

وأخيراً فإن الكاتب تذرع بانتفاء دليل يوجب التقليد لأنه لا يستطيع أن يقيم الدليل على عدم جواز التقليد. فمقصده في النهاية الوصول إلى وجوب تقليد الأئمة من آل البيت حصراً. وقد سبق بيان فساده لعدم تعينهم وذلك لفقد الدليل على طريقة تعيينهم عند الإمامية، وفساد حجة وجوب اتباعهم. ولكن نفي جواز أو وجوب مطلق التقليد مما لا يفيدك في الاستدلال على وجوب تقليد الأئمة من آل البيت، فالمنع من وجوب تقليد العلماء مطلقاً منع من تقليدهم.

 أما ادعاء وجوب تقليدهم لدليل آخر كعصمتهم ولكونهم مصدراً من مصادر التشريع.

فقد بان فساده مما مضى. وفي رأيي أن الإمامية لم يكونوا بحاجة لإثبات العصمة لأئمتهم إذا كان مرادهم أن يوجبوا على الناس اتباعهم والولاء لهم والائتمام بهم، وكان يكفيهم لو أتوا بأدلة شرعية

 تجعل منهم الأئمة والقدوة. فتأمل.

قولهم: (نهي الأئمة عن تقليدهم). واحتجّ له بما يلي:

 1- قول أبي حنيفة : "لا يحل لأحد أن يأخذ بقولنا، ما لم يعرف من أين أخذناه".

2- قول الشوكاني: "وهذا هو تصريح بمنع التقليد، لأن من علم بالدليل فهو مجتهد مطالب بالحجة، لا مقلد فإنّه الذي يقبل القول ولا يطالِب بحجّة".

3- قول الإمام أبي حنيفة: "قولنا هذا رأي، وهو أحسن ما قدرنا عليه، فمن جاءنا بأحسن من قولنا فهو أولى بالصواب منا".

4- قيل لأبي حنيفة : "يا أبا حنيفة، هذا الذي تفتي به هو الحق الذي لا شكّ فيه".

فقال: "لا أدري لعله الباطل الذي لا شكّ فيه".

5- قال زفر: "كنا نختلف إلى أبي حنيفة ومعنا أبو يوسف ومحمد بن الحسن، فكنّا نكتب عنه، فقال يوماً: ويحك يعقوب! لا تكتب كل ما تسمعه منّي.

 فإنّي قد أرى الرأي اليوم فأتركه غداً، وأرى الرأي غداً فأتركه بعد غد".

6- قول الإمام مالك : "إنما أنا بشر مثلكم أخطئ وأصيب، فانظروا في رأيي، فكلّ ما وافق الكتاب والسنّة فخذوه، وكل ما لم يوافق الكتاب والسنة فاتركوه".

7- قال ابن حزم معلقاً على كلام الإمام: "فهذا مالك ينهى عن تقليده، وكذلك أبو حنيفة، وكذلك الشافعي". وقال الشوكاني: "ولا يخفى أن هذا تصريح من مالك بالمنع من تقليده".

8- قول مالك: "إن نظنّ إلاّ ظنّاً وما نحن بمستيقنين".

9- قول مالك: "ليس كل ما قال رجل قولاً –وإن كان له فضل- يتبع عليه، يقول الله عز وجل: )الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ(.

10- قال القعنبي: "دخلت على مالك في مرضه الذي مات فيه فسلمت عليه فرأيته يبكي، فقلت: ما الذي يبكيك؟ فقال لي: "يا ابن قعنب ومالي لا أبكي، ومن أحق بالبكاء مني، لودّدت أني ضُربت سوطاً وقد كانت لي السمعة فيما سبقت إليه، وليتني لم أفت بالرأي".

11- روي أن مالكاً أفتي في طلاق البتّة – أي الطلاق الذي لا رجعة فيه - أنها ثلاث، فنظر إلى أشهب قد كتبها، فقال: امحها، أنا كلما قلت قولاً جعلتموه قرآناً. ما يدريك لعلي سأرجع عنها غداً فأقول هي واحدة".

12- قول الشافعي: "ما قلت وكان النبي صلى الله عليه وسلم، قال بخلاف قولي، فما صحّ من حديث النبي صلى الله عليه وسلم أولى، ولا تقلدوني".

13- لا يقلّد أحد دون رسول الله صلى الله عليه وسلم،.14- قال الشافعي للمزني: "يا إبراهيم، لا تقلدني في كل ما أقول، وانظر في ذلك لنفسك فإنه دين".

15- قال الشافعي: "لقد ألفت هذه الكتب ولم آلُ جهداً، ولا بدَّ أن يوجد فيها خطأ. لأنّ الله تعالى يقول: )وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا(. فما وجدتم في كتبي هذه مما يخالف الكتاب والسنة فقد رجعت عنه".

16- قول أحمد: "لا تقلدني، ولا تقلد مالكاً، ولا الشافعي، ولا الأوزاعي، ولا الثوريّ وخذ من حيث أخذوا"

17- قال أبو داود: "قلت لأحمد: الأوزاعي أتبع أم مالكاً؟ قال: "لا تقلد دينك أحداً من هؤلاء، ما جاء عن النبي فخذ به".

18- قول أحمد: "من قلة فقه الرجل أن يقلد دينه الرجال".

19- ذكر لأحمد بن حنبل قول مالك وترك ما سواه، فقال: "لا يلتفت إلا إلى الحديث. قومٌ يفتنون هكذا يتقلدون قول رجل ولا يبالون بالحديث".

20- قول سحنون من تلاميذ مالك: "ما أدري ما هذا الرأي الذي سفكت به الدماء، واستحلت به الفروج، واستحقت به الحقوق".

21- قول ابن عبد البر: "إنه لا خلاف بين أهل الأعصار في فساد التقليد"، قال خليفات: "وبعد أن أورد آيات من القرآن في ذم التقليد قال ابن عبد البر:": "وهذا كله نفي للتقليد وإبطال لمن فهمه وهدي لرشده".

22- قول الباقلاني: "من قلّد فلا يقلد إلا الحيّ، ولا يجوز تقليد الميت".

23- قال السيوطي: "ما زال السلف والخلف يأمرون بالاجتهاد ويحضون عليه وينهون عن التقليد ويذمونه ويكرهونه، وقد صنف في ذم التقليد المزني وابن حزم وابن عبد البر وأبي شامة وابن قيم الجوزية وصاحب البحر المحيط".

24- قوله: "كان ابن دقيق العيد الذي يعد مجدد القرن السابع الهجري يرى حرمة التقليد، ولم يستطع التصريح بذلك إلا عند وفاته "روى المؤرخ الأدفوي عن شيخه الإمام ابن دقيق العيد أنه طلب منه ورقة، وكتبها في مرض موته، وجعلها تحت فراشه، فلما مات أخرجوها، فإذا هي في تحريم التقليد مطلقاً".

25- قوله: "قال الشيخ الأكبر ابن العربي، أي محي الدين بن عربي صاحب كتاب الفتوحات المكية: والتقليد في دين الله لا يجوز عندنا، لا تقليد حيّ ولا ميت" اه.

26- قول الشوكاني: "فنصوص أئمة المذاهب الأربعة في المنع من التقليد، وفي تقديم النص على آرائهم وآراء غيرهم لا تخفى على عارف من أتباعهم وغيرهم، وأيضاً العلماء إنما أرشدوا غيرهم إلى ترك تقليدهم ونهوا عن ذلك، فإنه صح عنهم المنع من التقليد".

27- قول ابن الجوزي: "اعلم أن المقلد على غير ثقة فيما قلد فيه، وفي التقليد إبطال منفعة العقل لأنه خُلق للتدبر".

28- قول السيد سابق: "وكان الأئمة الأربعة ينهون عن تقليدهم ويقولون: لا يجوز لأحد أن يقول قولنا من غير أن يعرف دليلنا، وصرحوا أن مذهبهم هو الحديث الصحيح".

29- قول سالم البهنساوي: "الأصل في الإسلام أن يأخذ المسلم الحكم الشرعي من الكتاب والسنة، لأنه لا عصمة لأحد حتى تصبح أقواله وأفعاله شرعاً من الله لا تحتمل مخالفة. وأقوال أبي حنيفة،

ومالك والشافعي وغيرهم ليست ملزمة بذاتها، بل بما استندت إليه من الكتاب والسنة النبوية، نص على ذلك هؤلاء الأئمة الأربعة". اه

وكان الكاتب قبل البدء بإيراد ما مضى من الأقوال، قد قال: (من أكبر الإشكالات التي تعرض لنا نهي الأئمة الأربعة عن تقليدهم). اه.

 فنقول إن هذا النهي الوارد فيما عرض الكاتب من أقوالهم لا يشكل علينا، لأنه موجه من جهة معناه أو المخاطب به. فإن كان مرادك بعرضها مجرد استشكالها بأنك لا تجد لها محملاً فسنحل لك الإشكال.

 وإن كان المراد منه بيان عدم وجوب تقليد معينين فقد انتهينا منه.

 وإن كان المراد أن التقليد منهي عنه شرعاً نهياً يفيد التحريم أو الكراهة فهذا غير صحيح على إطلاقه. لأن ذلك يقتضي أن يكون كل إنسان مجتهداً لكي يتحلل من مخالفة الشرع بتقليده الآخرين. فهو تكليف للناس بما لا يطيقون الذي تمنعه أنت بنص القرآن الكريم، وكذلك فهو مخالف لقول الله تعالى: )وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ(. فأخبر أن النفير على بعضهم دون بعض.

واعلم أن هنالك قدراً من العلم الشرعي لا يعذر أحد بالجهل به، ويستوي في وجوب معرفته العالم والعاميّ، كالعقائد الإجمالية، ووجوب الصلاة والصيام، وحرمة الزنا والقتل والسرقة وشرب الخمر مما هو معلوم من الدين بالضرورة، وموجود في الغالب نصاً في كتاب الله، ويعرفه المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها ويتناقلونه ولا يتنازعون فيه.

والقدر الزائد عن هذه المعرفة إما أن يكون حكمه الندب أو فرض الكفاية في أشد أحواله أو التردد بينهما بحسب الحال. ومن ذلك عرفنا استحالة أن يمنع الأئمة من تقليدهم مطلقاً. ولئن سلم انحصار دلالة أقوالهم المنقولة على النهي عن تقليدهم، ولا يسلم، فلا بد من حملها على البعض دون البعض، أو صرفه إلى معاني أخرى كالحض على تحصيل العلوم وإتقان آلات الاجتهاد، أو حمل التقليد المنهي عنه على ذلك النوع المذموم الذي يصاحبه عمى البصيرة والتعصب.

والحقيقة، أن قدراً كبيراً من الإشكال ينحلّ لو أن الكاتب أتعب نفسه وقرأ باب (فساد التقليد) كاملاً من كتاب جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر حيث نقل بعض النصوص من هناك. ولا نريد أن نحيله إلى عدد كبير من كتب علماء أهل السنة حيث بحث التقليد، وإنما نكتفي بإحالته

 إلى كتاب ابن عبد البر نفسه الذي كان يقرأ فيه وينقل عنه.

 فلو فعل لوجد ابن عبد البر بعد أن ذم التقليد والمقلدين وشنع عليهم –حتى قال لا فرق بين بهيمة تقاد، وإنسان يقلد- يقول: "وهذا كله لغير العامة؛ فإن العامة لا بدّ لها من تقليد علمائها عند النازلة بها، لأنها لا تتبين موقع الحجة، ولا تصل بعدم الفهم إلى علم ذلك؛ لأن العلم درجات لا سبيل منها إلى أعلاها إلى بنيل أسفلها، وهذا هو الحائل بين العامة وبين طلب الحجة والله أعلم.

 ولم تختلف العلماء أن العامة عليها تقليد علمائها وأنهم المرادون بقول الله تعالى )فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ(.

 وأجمعوا على أن العامة لا يجوز لها الاجتهاد والفتيا، وذلك –والله أعلم- لجهلها بالمعاني التي فيها يجوز التحليل والتحريم والقول في العلم). اه[1[[1[

فأقول: هل انعقد إجماع العلماء على حرمة اجتهاد العامة ووجوب تقليدها لعلمائها عند النازلة بها كما نقله ابن عبد البر دون اعتبار رأي الأئمة الأربعة؟!

 فكيف يدّعى بعد ذلك أنهم لا يجيزون التقليد مطلقاً.

ومع ذلك فإنا نجيب عن (1) بأن قول أبي حنيفة خاص بالمتأهلين للاجتهاد.

 ويحتمل أن يؤول إن أريد به العامة على المعرفة بالجملة، أي بأن يثق السائل بأن مفتيه متفقه في الدين لا يأتي بشيء من عنده بل من دليل معتبر.

 وأجيب عن (2) بكلام ابن عبد البر وبأن الشوكاني قسم الناس إلى مجتهد ومقلد، وعرف المقلد بأنه الذي يقبل القول ولا يطالب بحجة فإن كان يعني أن المقلد بهذا التعريف عاص فيلزم منه وقوع السواد الأعظم من المسلمين في الحرام وهو خطأ كبير، وإلا وجب حمل كلامه على المجتهدين لا العامة.

وأجيب عن (3) بأنه لا دلالة فيه على النهي عن التقليد، بل هو دال على تواضعه وورعه رحمه الله تعالى.

 وعن (4) بما أجبنا به عن (3)، وبأنه يفتي أناساً فلو كان ينهى الناس عن التقليد لنهاهم عن سؤاله. وأجيب عن (5)، و(6) بمثله فلا يلزم من منهما وجوب ترك التقليد، وبأن قوله لا تكتب كل ما تسمعه نهي عن كتابة الكل لا البعض، فيؤخذ منه جواز كتابة البعض، فإن كان خليفات قد فهم

 من الكتابة التقليد، فهذه إجازة لنوع التقليد.

على أننا لا نسلم ذلك ونرى أن نهيه عن الكتابة عنه من شدة ورعه، لأنه يعلم أنه بشر يخطئ ويصيب، فكلما قل النقل عنه قل احتمال أن يتبعه الناس في مسائل قد يكون فيها مخطئاً، وبمثله نجيب عن ما ورد في (10)، إذ قوله ليتني ... إلخ ليس ندماً على ما فعل، واعترافاً منه بأنه أمضى ثمانين حولاً يجتهد ويفتي ثم عند موته أدرك كم كان متجرئاً على الله ولا بد له من الرجوع عن سيّء

 ما كان يفعل ليلقى الله تائباً من هذا الذنب العظيم، فإن هذا ومثله مما تنسبه السلفية للأشعري والغزالي والرازي وغيرهم من علمائنا، أقول إن هذا مما ترفضه غرائز البهائم لا عقول البشر.

 ويؤخذ من كلامه حثه لطلابه على الاجتهاد وعلى متابعته والنظر في كلامه وعرضه على الكتاب والسنة لتنقيحه ونقده. ويؤخذ منه جواز الأخذ عنه فيما وافق الكتاب والسنة. لا يقال ما أورده الشوكاني في القول المفيد من أن الأخذ منه على وفق الكتاب والسنة ليس أخذاً منه بل منهما؛ لأنا نقول: الكتاب والسنة ليسا كتاباً مفتوحاً يتناول المار منهما ما يحتاج ويمضي، بل المراد ما قيّسه الإمام من الفروع على أصول مقررة في الشريعة مما يخفى على العامة وكثير من الحذاق، وإلا لو كان حكماً متقرراً في الشرع ومنصوصاً عليه كيف جاز أن نسمي ما أخذ عن مالك وغيره من الأئمة فقهاً، وهذا معلوم من تعريف الفقه بأنه العلم بالأحكام الشرعية العملية من طريق الاجتهاد لا النص القاطع. وأجيب عن (7) بكفاية ما مضى بحثه من توضيح محامل النهي. وعن (8) بعدم دلالته على النهي.

وبأنّ مبنى الاجتهاد مظنة الحق فيما حكم به الحاكم، كما هو مبين في أصول الفقه.

 ولو كان المستدل بهذا ممن يقرأ ويفهم لعلم أنه لا عيب في عدم قطع المجتهد بصحة اجتهاده، ولا عيب في ظنية أدلته. بل العيب كل العيب فيمن يبني أصلاً من أصول الدين على أدلة غاية أمرها أنها ظنية بل هي وهمية، كما هو حالكم في الإمامة والإمام الثاني عشر كما سنذكره في موضعه.

 وإن كان الكاتب يعيب على أهل السنة ابتناء فقهم على غلبة الظن، فليأتنا بفقه الشيعة المنبني على اليقين! إن فقه الشيعة مبني على الظن أيضاً بنصهم وبدليل اختلاف مجتهديهم ومراجعهم، وانظر لما يقوله محدث الشيعة الكبير الحر العاملي عن مراجعهم ومجتهديهم، يقول: "تراهم يختلفون في المسألة الواحدة على عشرين قولاً أو ثلاثين أو أزيد، بل لو شئت أقول: لم تبق مسألة فرعية لم يختلفوا فيها أو في بعض متعلقاتها". اه[2[[2[وهذه شهادة من أكابر الأئمة عندهم وهو علم الهدى الشريف المرتضى يقول: "فإن معظم الفقه وجمهوره بل جميعه لا يخلو مستنده ممن يذهب مذهب الواقفة ... وإلى غلاة وخطابية ومخمسة وأصحاب حلول كفلان وفلان ومن لا يحصى كثرة، وإلى قمي مشبه مجبر، وإن القمّيّين كلهم من غير استثناء لأحد منهم إلا أبا جعفر بن بابويه رحمة الله عليه بالأمس

 كانوا مشبهة مجبرة وكتبهم وتصانيفهم تشهد بذلك وتنطق به، فليت شعري أي رواية تخلص وتسلم من أن يكون في أصلها وفرعها واقف أو غال أو قمي مشبه مجبر". اه[3[[3[

واعلم أن الكاتب يشير بكلامه إلى أن أخذهم للأحكام إنما هو عن أئمة معصومين لا يرقى إليهم الشك؛ ونسي أن ذلك منقول عنهم بأخبار آحاد لا تفيد سوى الظن.

 هذا إن سلم أن لهم منهجاً في الحديث. فتأمل.

وأجيب عن (9) بأنه مسلّم وغايته النهي عن التقليد على غير بصيرة.

 وعن (17) بأن كلام أحمد لأبي داوود وهو المجمع على اجتهاده، والتقليد في حق المجتهد غير جائز بالاتفاق. وعن (22) أني راجعت كلام ابن حزم في الإحكام فإن صح نقله عن القاضي الباقلاني فلا يسلم للقاضي


 إلقام الحجر لمن طعن في نسب عمر

بسم الله الرحمن الرحيم هذا هو نسب امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه الحقيقي وليس الذي يفتريه الرافضه فهم معروفين بالكذب والحقد على امير المؤمني عمر رضي الله عنه

إلقام الحجر لمن طعن في نسب عمر -1 أولا : اسمه ونسبه : هو عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبدالعزى بن رياح بن عبدالله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي القرشي العدوي . أبو حفص ( 1 ) ثانيا : اسم أمه ونسبها : هي حنتمه بنت هاشم بن المغيره بن عبدالله بن عمر بن مخزوم . وقيل حنتمه بنت هشام بن المغيره فعلى هذا تكون أخت أبي جهل وعلى الأول تكون أبنت عمه. قال أبو عمر ومن قال ذالك يعني بنت هشام فقد اخطأ ولو كانت كذلك لكانت أخت أبي جهل والحارث ابني هشام وليسا كذلك إنما هي أبنت عمهما لأنه هاشماَ وهشاما ابني المغيره أخوان . فهاشم والد حنتمه وهشام والد الحارث وأبي جهل وكان يقال لهاشم جد عمر( ذو الرمحين ) . وقال أبن منده : أم عمر أخت أبي جهل قال أبو نعيم : هي بنت هشام أخت أبي جهل وأبو جهل خاله . ورواه عن ابن إسحاق . وقال الزبير : حنتما بنت هاشم فهي أبنت عم أبي جهل كما قال أبو عمر وكان لهاشم أولاد فلم يعقبوا . ( 2) أما أم حنتمه : فهي الشفاء بنت عبد قيس بن عدي بن سعد بن سهم بن عمرو بن هصيص وقد كان لهاشم بن المغيره ولد فلم يعقبوا . ( 3 ) ثالثاَ : اسم الخطاب ونسبه : هو الخطاب بن نفيل بن عبدا لعزى بن رياح بن عبدالله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي القرشي العدوي . أمه حيه بنت جابر بن أبي حبيب الفهميه . وولد نفيل بن عبدالعزى : الخطاب بن نفيل, وعبد نهم ( 4) لا بقيه له قتل في الفجار، وأمهما : حيه بنت جابر بن أبي حبيب، بن فهم و أخوهما لأمهما : زيد بن عمر بن نفيل . ( 5 ) قلت : هذا هو نسب أميرالمؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه الصحيح و ليس الذي يرويه الرافضة في كتبهم لان الرافضة معروفين بالكذب و الزندقة وحقدهم على أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه . 1- يلتقي نسب أمير المؤمنين مع الرسول صلى الله عليه وسلم في كعب 2- أسد ألغابه ج 4 ص 137- 138 3- نسب قريش ص 301 4- عبد نهم اسم رجل وهو أخو الخطاب 5- نسب قريش ص 347 إلقام الحجر لمن طعن في نسب عمر -2 أما الأحاديث التي رواها المجلسي في بحار الأنوار في الجزء ( 31 ) صفحه ( 203 ) باب نسب عمر وولادته ووفاته وبعض نوادر أحواله وما جرى بينه وبين أمير المؤمنين صلوات الله عليه رقم ( 26 ) : الحديث الأول الذي رواه قال : 1- تفسير القمي : قال علي بن إبراهيم : ثم حرم الله عز وجل نكاح الزواني فقال : ( الزاني لا ينكح إلا زانيه أو مشركه والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك حرم ذلك على المؤمنين ) ( 1 ) وهو رد على من يستحل التمتع بالزواني والتزويج بهن وهن المشهورات المعروفات بذلك في الدنيا لا يقدر الرجل على تحصينهن . و نزلت هذه الآية في نساء مكة كن مستعلنات بالزنا : ساره و حنتمه ( 2 ) و الرباب كن يغنين بهجاء رسول الله فحرم الله نكاحهن وجرت بعدهن في النساء من أمثالهن . ( 3 ) أقول عندما رجعت إلى المصدر الذي أشار إليه ( تفسير القمي ) وجدت هذا السند هكذا ( وفي رواية أبي الجار ود عن أبي جعفر ع ) ( 4 ) ثم ذكر نفس الحديث السابق وانظر ماذا قال علماء الرافضة عن أبي الجار ود : أ- قال الكشي في رجاله : حكي أن أبا الجار ود سمي سرحوب ونسبت إليه السرحوبيه من الزيديه وسماه بذلك أبو جعفر ع وذكر إن سرحوبا اسم شيطان أعمى يسكن البحر وكان أبو الجار ود مكفوفا أعمى، أعمى القلب . وذكر بعض الأحاديث التي تدل على أن أبي الجار ود فاسق أعمى البصر والقلب ( 5 ) ب- وقال العلامة الحلي : زياد بن المنذرأبو الجارود الهمداني بالدال المهملة الخارقي بالخاء المعجمه بعدها ألف وراء مهملة و قاف و قيل الحرقي بالحاء المضمومة المهملة والراء والقاف الكوفي الأعمى التابعي زيدي المذهب واليه تنسب الجاروديه ___ 1- سورة النور آيه ( 3 ) 2- ويقصد حنتمه أم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه 3- بحار الأنوار ج 31 ص 203 4- تفسير القمي ج2 ص 95- 96 5- رجال الكشي ص 229 إلقام الحجر لمن طعن في نسب عمر -3 من الزيديه كان من أصحاب أبي جعفر عليه السلام روي عن الصادق عليه السلام وتغير لما خرج زيد ( رض ) وروي عن زيد وقال ابن الغضائري حديثه في حديث أصحابنا اكثر منه في الزيديه و أصحابنا يكرهون ما رواه محمد بن سنان عنه ويعتمدون ما رواه محمد بن بكر الارجني وقال الكشي زياد بن المنذر أبو الجار ود الأعمى السرحوب بالسين المهملة المضمومة والراء والحاء المهملة والباء المنقطع تحتها نقطه واحده بعد الواو مذموم ولا سبه في ذمه ويسمى سرحوبا باسم شيطان أعمى يسكن البحر . ( 1 ) قلت : فيتبين لكل قارئ منصف إن هذا الحديث ضعيف لا يحتج به لان الأمام المعصوم عند الرافضة وهو أبي جعفر قد طعن في راوي الحديث وهو أبو الجارود السرحوب . 2- الحديث الثاني وقال المجلسي : وقال العلامة نور الله ضريحه في كتاب كشف الحق وصاحب كتاب إلزام النواصب : روى الكلبي وهو من رجال أهل السنه ( 2 ) في كتاب المثالب قال : كانت صهاك أمه حبشيه لهاشم بن عبد مناف فوقع عليها نفيل بن هاشم ثم وقع عليها عبد العزى بن رياح فجاءت بنفيل جد عمر بن الخطاب. وقال الفضل بن روزبهان الشهرستاني في شرح بعد القدح في صحة النقل : إن أنكحت الجاهلية على ما ذكره أرباب التواريخ على أربعة اوجه : منها : أن يقع جماعه على أمراه ثم إن ولد منها ولد يحكم فيه القائف أو تصدق المرأة وربما كان هذه من أنكحت الجاهلية . و أورد عليه شارح الشرح : بأنه لو صح ما تحقق زنا في الجاهلية . لماعد مثل ذلك في المثالب وكان كل من وقع على أمراه كان ذلك نكاحا منه عليها ولم يسمع من أحد إن من انكحة الجاهلية كون أمراه واحده في يوم واحد أو شهر واحد في نكاح جماعه من الناس . ( 3 ) قلت : أما كلام الفضل بن روزبهان الشهرستاني، فهو صحيح ولكن ليس موضوعنا انكحة الجاهلية بل نسب عمر بن الخطاب رضي الله عنه ___ 1- رجال العلامة الحلي ص 223 2- وهذا كذب لان الكلبي ليس من رجال أهل السنه كما سيأتي ص 12 3- بحار الأنوار ج 31 ص 203 - 204 إلقام الحجر لمن طعن في نسب عمر -4 والرواية التي أوردها صاحب كتاب كشف الحق الذي لا يعرف الحق مردودة عليه لأنه كذب وقال إن الكلبي من رجال أهل ألسنه وهذا كذب كما سوف نبين فيما بعد . ( 1 ) ثم عاد المجلسي للكذب من جديد ويحاول أن يوهم القراء بكذبه وقال : ثم إن الخطاب على ما ذكره ابن عبد البر في الاستيعاب : ابن نفيل بن عبدالعزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب القرشي وأمه حنتمه بنت هاشم بن المغيره بن عبد الله بن عمر بن مخزوم قال وقالت طائفة في أم عمر : حنتمه بنت هشام بن المغيره ومن قال ذلك فقد اخطأ ولو كانت كذلك لكانت أخت أبي جهل بن هشام والحارث بن هشام بن المغيره وليس كذلك وإنما هي بنت عمه لان هشام بن المغيره والحارث بن هشام بن المغيره إخوان لهاشم والد حنتمه أم عمر وهشام والد الحارث وأبي جهل . ( 2 ) قلت : هذا كذب لان المجلسي ذكر إن ابن عبدالبر ذكر في الاستيعاب قال : ( ثم إن الخطاب على ما ذكره ابن عبدالبر في الاستيعاب ابن نفيل ....الخ ) هذا الكذب يتضح لكل قارئ عندما يرجع إلى كتاب الاستيعاب وقال الآتي : عمر بن الخطاب بن نفيل ...الخ . ثم ذكر نفس الكلام السابق . وهو حاول أن يبين إن اسم أم الخطاب مثل اسم أم عمر وهذا كذب لان المجلسي اسقط اسم عمر من ترجمة ابن عبد البر في الاستيعاب . ( 3 ) أما الذي أورده المجلسي عن محمد بن شهراشوب وقال : وحكى بعض لصحابنا عن محمد بن شهراشوب وغيره : إن صهاك كانت أمه حبشيه لعبد المطلب و كانت ترعى له الإبل فوقع عليها نفيل فجاءت بالخطاب . ثم إن الخطاب لما بلغ الحلم رغب في صهاك فوقع عليها فجاءت بابنه فلفتها في خرقه من صوف ورمتها خوفا من مولاها في الطريق . فرآها هاشم بن المغيره مرمية فأخذها ورباها وسماها حنتمه فلما بلغت رآها الخطاب يوما ___ 1- راجع ص 14 - 15 2- بحار الأنوار ج 31 ص 204 3- الاستيعاب ج ص إلقام الحجر لمن طعن في نسب عمر -5 فرغب فيها وخطبها من هاشم فانكحها إياه فجاءت بعمر بن الخطاب فكان أبا وجدا و خالا لعمر وكانت حنتمه أما وأختا وعمه له فتدبر . ( 1 ) أقول : إن محمد بن شهراشوب من علماء الرافضة ولم يحدد المجلسي من أين نقل عن ابن شهراشوب هذا الكلام ولا نعلم هل هذا الخبر من كذب المجلسي أو من الأخبار الضعيفة كالعادة . وقال صاحب كتاب الكنى والألقاب عباس القمي : ابن شهراشوب : رشيد الدين ابوجعفر محمد بن علي بن شهراشوب السروري المازندراني فخر الشيعة ومروج الشريعة محيي آثار المناقب والفضائل والبحر المتلاطم الزخار ... الخ . ( 2 ) 3- الحديث الثالث : قال : وجدت في كتاب عقد الدرر لبعض الأصحاب بإسناده عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن ابن الزيات عن الصادق ع انه قال : كانت صهاك جاريه لعبد المطلب وكانت ذات عجز وكانت ترعى الإبل وكانت حبشيه وكانت تميل إلى النكاح فنظر إليها نفيل جد عمر فهواها وعشقها في مرعى الإبل فوقع عليها فحملت منه بالخطاب فلما أدرك البلوغ نظر إلى أمه صهاك فأعجبه عجزها فوثب عليها فحملت منه بحنتمه فلما ولدتها خافت من أهلها فجعلتها في صوف وألقتها بين اشحام مكة فوجدها هشام بن المغيره بن الوليد فحملها إلى منزله ورباها وسماها بالحنتمه و كانت شيمة العرب انه من ربى يتيما يتخذه ولدا فلما بلغت حنتمه نظر إليها الخطاب فمال إليها وخطبها من هشام فتزوجها فأولد منها عمر فكان الخطاب أباه وجده وخاله وكانت حنتمه أمه وأخته وعمته، وينسب إلى الصادق ( ع ) في هذا المعنى : من جده خاله ووالده وأمه أخته وعمته اجدر أن يبغض الولي وان ينكر يوم الغدير بيعته. ( 3 ) ___ 1- بحار الأنوار ج 31 ص 204 2- الكنى والألقاب ج 1 ص 321- 322 3-بحار الأنوار ج 31 ص 304 - 205 إلقام الحجر لمن طعن في نسب عمر -6 قلت : وهذا الحديث ضعيف لا يحتج فيه لان فيه علتين : الأولى : إن أبا حنتمه ليس هشام ولكنه هاشم . الثانية : ورجعت إلى المصدرالذي أشار إليه المجلسي الكذاب (عقد الدرر ) ووجدت إن المجلسي حرف يحيى بن محبوب ووضع الحسن بن محبوب بدلا عنه لان الحسن بن محبوب ثقة و أما يحيى بن محبوب فهو مجهول . أما ما ذكره المجلسي عن ابن أبي الحديد فقال : قال ابن أبي الحديد في شرح قوله عليه السلام " لم يسهم فيه عاهر ولا ضرب فيه فاجر " في الكلام رمز إلى جماعه من أصحابه في أنسابهم طعن وكما يقال : إن آل سعد بن أبي وقاص ليسوا من زهره بن كلاب وانهم من بني عذره من قحطان وكما يقال : إن آل الزبير بن العوام من ارض مصر من القبط، وليسوا من بني أسد بن عبد العزى . ( 1 ) ثم قال : قال شيخنا أبو عثمان في كتاب مفاخرات قريش : بلغ عمر بن الخطاب إن أناسا من رواة الأشعار حملت الآثار يقصبون الناس ويثلبونهم في أسلافهم فقام على المنبر فقال : إياكم وذكر العيوب والبحث عن الأصول فلو قلت : لا يخرج القوم من هذه الأبواب إلا من لا وصمه فيه لم يخرج منكم أحد . فقال رجل من قريش نكره أن نذكره فقال : إذا كنت أنا وأنت يا أمير المؤمنين نخرج فقال : كذبت بل كان يقال لك يا قين بن قين اقعد . قلت: الرجل الذي قام هو المهاجر بن خالد بن الوليد بن المغيره المخزومي وكان عمر يبغض أباه خالدا ولان المهاجر كان علوي الرأي جدا وكان أخوه عبد الرحمن مع معاوية وكان المهاجر مع علي يوم الجمل وفقئت ذلك اليوم عينه لكن الكلام الذي بلغ عمر بلغه من المهاجر.وكان الوليد بن المغيره مع جلالته في قريش وكونه ريحانة قريش ويسمى العدل ويسمى الوحيد حدادا يصنع الدروع بيده ذكر ذلك فيه ابن قتيبه في كتاب المعارف . وروى أبو الحسن المدائني هذا الخبر في كتاب أمهات الخلفاء وقال انه ___ 1- وهذا كذب ليس عليه دليل إلقام الحجر لمن طعن في نسب عمر -7 روي عنه جعفر بن محمد عليه السلام في المدينه فقال : لا تلمه يا أبن أخي انه أشفق أن يحدج بقصة نفيل بن عبدالعزى وصهاك أمة الزبير بن عبد المطلب ثم قال : رحم الله عمر فانه لم يعدو السنه وتلا " إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب اليم " ( 1 ) انتهى . بيان : قال الجوهري : حدجه بذنب غيره رماه به انظر كيف بين عليه السلام رداءة نسب عمر وسبب مبالغته في النهي عن التعرض للأنساب ثم مدحه تقيه . ( 2 ) و أقول : إن ابن أبي الحديد هذا معتزلي شيعي وقال عنه القمي : عز الدين عبد الحميد بن محمد بن محمد بن الحسين بن أبي الحديد المدائني الفاضل الأديب المؤرخ الحكيم الشاعر شارح نهج البلاغة الكرمه وصاحب القصائد السبع المشهورة كان مذهبه الاعتزال كما شهد لنفسه في إحدى قصائده في مدح أمير المؤمنين ( ع ) بقوله : ورأيت دين الاعتزال وإنني . . . . أهوى لاجلك كل من يتشيع وذكره الالوسي في مختصر التحفه الاثنى عشريه فقال : الفرق الرابعة الشيعة الغلاة : هم عبارة عن القائلين بألوهية الأمير علي كرم الله وجهه، ونحوه من الهذيان . قال الجد روح الله روحه : وعندي إن ابن أبي الحديد في بعض عباراته  وكان يتلون تلون الحرباء وكان من هذه الفرقة، وكم له في قصائده السبع الشهيرة من هذيان، كقوله يمدح الأمير كرم الله تعالى وجهه : ألا إنما الإسلام لولا حسامه . . . . كعفطة عنز أو قلامة ظافر .( 3 ) وقوله : يجل عن الأعراض والاين والمتى . . . . ويكبرعن تشبيهه بالعناصر.( 4 ) وقال أيضا : تقليت أخلاق الربوبيه التي . . . . عذرت بها من شك انك مربوب .( 5 ) ___ 1- سورة النور آيه ( 11 ) 2- بحار الأنوار ج 31 ص 206 3- ولاحظ كيف يدعي إن الإسلام لولى حسام علي رضي الله عنه لكان كعفطة عنز والعياذ بالله 4- ولاحظ كيف يصف علي رضي الله عنه بصفات الله تعالى 5- وهنا يقول يعذر من شك إن علي رضي الله عنه مربوب إلقام الحجر لمن طعن في نسب عمر -8 ومنه سرق الطوفي الرافضي قوله في أبي بكر وعلي رضوان الله وسلامه عليهما : كم بين من شك في خلافته . . . . وبين من قيل انه الله . ( 1 ) قلت : فلا حجه في كلام ابن أبي الحديد لأنه من غلاة الشيعة الذين يألهون علي بن أبي طالب رضي الله عنه ويحقدون على أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه . 4- الحديث الرابع قال المجلسي : وما أومى إليه من قصة أمة الزبير، هو ما رواه الكليني طيب الله تربته في روضة الكافي عن الحسين عن احمد بن هلال عن زرعة عن سماعه قال : تعرض رجل من ولد عمر بن الخطاب بجاريه رجل عقيلي فقالت له : إن هذا العمري قد آذاني، فقال لها عديه وادخليه الدهليز، فأدخلته، فشد عليه فقتله و ألقاه فالطريق. فاجتمع البكريون والعمريون والعثمانيون، وقالوا : ما لصاحبنا كفو ولن نقتل به إلا جعفر بن محمد، وما قتل صاحبنا غيره، وكان أبو عبد الله (ع) قد مضى نحو قبا، فلقيته وقد اجتمع القوم عليه، فقال : دعهم، قال : فلما جاءوا وراءه وثبوا عليه، وقالوا : ما قتل صاحبنا أحد غيرك، وما نقتل به أحد غيرك ! فقال : لتكلمني منكم جماعه، فاعتزل قوم منهم، فاخذ بأيديهم فادخلهم المسجد، فخرجوا وهم يقولون شيخنا أبو عبد الله جعفر بن محمد، معاذ الله أن يكون مثله يفعل هذا، ولا يأمر به، فانصرفوا . قال : فمضيت معه فقلت : جعلت فداك ما كان اقرب رضاهم من سخطهم؟! قال : نعم دعوتهم فقلت : امسكوا وإلا أخرجت الصحيفة ! فقلت : ما هذه الصحيفة جعلني الله فداك ؟ فقال : أم الخطاب كانت أمة للزبير بن عبد المطلب، فسطر بها نفيل فاحبها، فطلب الزبير فخرج هاربا إلى الطائف . فخرج الزبير خلفه فبصرت به ثقيف، فقالوا له : يا أبا عبد الله ما تعمل هاهنا ؟ قال : جاريتي سطر بها نفيل، فهرب منه إلى الشام . وخرج الزبير ___ 1- ويقصد في من شك في خلافته هو أبو بكر الصديق رضي الله عنه ويقصد من قيل انه الله بعلي بن أبي طالب رضي الله عنه إلقام الحجر لمن طعن في نسب عمر -9 في تجاره له إلى الشام فدخل على ملك الدومه فقال له : يا أبا عبد الله لي إليك حاجه، قال : وما حاجتك أيها الملك ؟ فقال : رجل من اهلك قد أخذت ولده، فاحب أن ترده عليه، قال : ليظهر لي حتى اعرفه، فلما أن كان من الغد دخل على الملك فلما رآه الملك ضحك، فقال : ما يضحكك أيها الملك : ما أظن هذا الرجل ولدته عربيه، لما رآك قد دخلت لم يملك أسته إن جعل يضرط ! فقال : الملك إذا صرت إلى مكة قضيت حاجتك . فلما قدم الزبير تحمل عليه ببطون قريش كلها، أن يدفع إليه ابنه، فأبى ثم تحمل عليه بعبد المطلب فقال : ما بيني وبينه عمل، أما علمتم ما فعل في ابني فلان ولكن امضوا انتم إليه . فقصدوه وكلموه، فقال لهم الزبير : إن الشيطان له دوله وان ابن هذا ابن الشيطان، وليس آمن أن يترأس علينا، ولكن ادخلوه من باب المسجد على أن احمي له حديد واخط في وجهه خطوطا، وكتب عليه وعلى ابنه ألا يتصدر في مجلس، ولا تأمر على أولادنا ولا يضرب معنا بسهم. قال : ففعلوا وخط وجهه بالحديد، وكتب عليه الكتاب، فذلك الكتاب عندنا، فقلت لهم : إذا أمسكتم وإلا أخرجت الكتاب ففيه فضيحتكم، فامسكوا . وتوفى مولى لرسول الله صلى الله عليه وسلم لم يخلف وأرثا وخاصم فيه ولد العباس أبا عبد الله عليه السلام . وكان هاشم بن عبد الملك قد حج في تلك السنه فجلس لهم، فقال : داود بن علي : الولاء لنا وقال أبو عبد الله بل الولاء لي، فقال داود بن علي إن أباك قاتل معاوية, فقال : والله لأطوقنك غدا أطواق الحمام فقال له داود بن علي : كلامك هذا أهون علي من بعرة وادي الأزرق . فقال : أما انه واد ليس لك ولا لأبيك فيه حق، قال فقال هشام : إذا كان غدا جلست لكم . فلما أن كان من الغد خرج أبو عبد الله ومعه كتاب في كرباسه وجلس لهم هشام . فوضع أبو عبد الله الكتاب بين يديه فلما قراه قال : ادعوا لي الجندل الخزاعي وعكاشة الضميري وكانا شيخين قد أدركا الجاهلية فرمى الكتاب ___ إلقام الحجر لمن طعن في نسب عمر -10 إليهما فقال : تعرفون هذه الخطوط؟ قالا : نعم خط العاص بن أميه وقال هشام : يا أبا عبد الله أرى خطوط أجدادي عندكم ؟ فقال : نعم قال : قضيت. بالولاء لك قال فخرج وهو يقول : إن عادت العقرب عدنا لها . . . . وكانت النعل لها حاضرة قال قلت : ما هذا الكتاب جعلت فداك ؟ قال : فان نثيله كانت أمة لأم الزبير ولأبي طالب وعبد الله فأخذها عبد المطلب فأولدها فلان فقال له الزبير : هذه الجارية ورثناها من أمنا وابنك هذا عبد لنا فتحمل عليه ببطون قريش . قال فقال : أجبتك على خله على أن لا يتصدر ابنك هذا في مجلس ولا يضرب معنا بسهم فكتب عليه كتابا واشهد عليه فهو هذا الكتاب . ( 1 ) قلت : هذا الحديث ضعيف فيه احمد بن هلال الكرخي العبرتائي وذكره : 1- ابن داود في رجاله فقال : احمد بن هلال ابن جعفر . العبرتائي بالعين المهملة المفتوحة والباء المفردة المفتوحة والراء الساكنة والتاء المثناه فوق والمد . منسوب إلى عبرتا قريه بناحية اسكاف ( كش ) صالح الرواية يعرف منها وينكر وقد روى فيه ذموم كثيره من سيدنا أبي محمد العسكري عليه السلام ( كش ) مذموم ملعون ( ست ) غال متهم في دينه ( غض ) أرى التوقف في حديثه إلا فيما رواه عن الحسن بن محبوب من كتاب المشيخة و محمد بن أبي عمير من نوادره وقد سمع هذين الكتابين منه جله أصحابنا و اعتمدوه فيها ولد سنة ثمانين ومائه ومات سنه سبع وستين ومائتين . ( 2 ) وذكره في كتابه أيضا في، فصل فيمن وردة فيه اللعنه . ( 3 )


 سقيفة بني ساعدة

سنة 11 هـ

سقيفة بني ساعدة, أشبه بديوان أو مجلس كان يجتمع فيها الأنصار وغيرهم في المدينة, وقد ارتبط اسم السقيفة بوفاة الرسول صلى الله عليه وسلم, سنة 11ه حيث تم فيها مبايعة أبي بكر الصديق رضي الله عنه خليفة للمسلمين, وعصم الله الأمة بهذا الاجتماع الذي تبادل فيه المسلمون آراءهم حول الخلافة, فأدلى الأنصار بدلوهم, والمهاجرون كذلك.

ويروي الإمام البخاري في صحيحه في كتاب فضائل الصحابة (حديث رقم 3668) خبر السقيفة واختيار خليفة المسلمين فيقول رحمه الله: حدثنا إسماعيل بن عبد الله حدثنا سليمان بن بلال عن هشام بن عروة قال: أخبرني عروة بن الزّبير عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: "إن رسول الله لما مات اجتمعت الأنصار إلى سعد بن عبادة في سقيفة بني ساعدة فقالوا: منا أمير, ومنكم أمير, فذهب إليهم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة,فذهب عمر يتكلم فأسكته أبو بكر, وكان عمر يقول:والله ما أردت بذلك إلا أني قد هيّأت كلاماً قد أعجبني خشيت ألا يبلغه أبو بكر, ثم تكلم أبو بكر فتكلم أبلغ الناس, فقال في كلامه: نحن الأمراء وأنتم الوزراء.

 فقال حباب بن المنذر: لا والله لا نفعل, منا أمير ومنكم أمير. فقال أبو بكر: لا, ولكنا الأمراء وأنتم الوزراء, هم أوسط العرب داراً –يقصد قريشاً- وأعزهم أحساباً, بايعوا عمر أو أبا عبيدة. فقال عمر: بل نبايعك أنت, فأنت سيدنا وخيرنا وأحبنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ عمر بيده وبايعه الناس".

لم يرق لأعداء الإسلام أن يروا المسلمين وقد توحدت كلمتهم فصوّروا اجتماع المسلمين في السقيفة بأنه اغتصاب للخلافة ومؤامرة على آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وعلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه خاصة, وقالوا بأن غياب علي والعباس رضي الله عنهما كان بسبب رفضهم خلافة أبي بكر,

 علماً بأن تغيب علي وعمّه العباس عن الاجتماع كان لانشغالهم بتغسيل النبي صلى الله عليه وسلم إضافة إلى الزبير بن العوام, وقد شاركوا المسلمين بيعتهم واختيارهم هذا فيما بعد.

وقد أطلق أعداء الإسلام لأنفسهم العنان بما رووه إذ ادّعوا أن البيعة لأبي بكر تمت بتخويف وتهديد من عمر بن الخطاب والمهاجرين, في الوقت الذي لم يكن يتواجد فيه من المهاجرين في السقيفة إلا ثلاثة هم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة, فكيف يمكن لشخص أو اثنين أن يرهبوا مجموع الأنصار وهم أهل قوة وشدة.

كما أن هؤلاء ادّعوا أن الأنصار توعّدوا قريشاً والمهاجرين بالحرب والقتال, وأن المهاجرين لفّقوا حديث (الأئمة من قريش) لتكون لهم الزعامة بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم, وهذه كلها أمور لا تصح, فإضافة إلى رواتها الوضّاعين الذين ردّ رواياتهم أئمة الجرح والتعديل, فإنها تتناقض مع عدالة الصحابة وما عرف عنهم من الإيثار والتقوى والعزوف عن الدنيا وملذاتها, فقد كان عموم الأنصار يرون أن قريشاً والمهاجرين أحق بالخلافة, كما أن الأنصار كانوا يعرفون مكانة أبي بكر الصديق رضي الله عنه, وأنه أفضل الأمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم.

وكذلك كان حال سيد الأنصار سعد بن عبادة رضي الله عنه عندما ذكّره أبو بكر بمكانة قريش قائلاً: ولقد علمت يا سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وأنت قاعد: قريش ولاة هذا الأمر فبرّ الناس تبعاً لبرّهم, وفاجرهم تبع لفاجرهم, قال سعد: صدقت نحن الوزراء وأنتم الأمراء.

 (مسند الإمام أحمد 1/18 بتحقيق العلامة أحمد شاكر).

هكذا كانت مبايعة أبي بكر بيعة عامة, اشترك فيها المهاجرون والأنصار ومنهم آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم, وقد ارتضى هؤلاء جميعا خلافة أبي بكر, وأما الاختلاف الذي حدث في بادىء الأمر فلا يعدو اختلاف وجهات نظر, سرعان ما تبدد, وتوحدت الأمة خلف أبي بكر.

وقد عصم الله الأمة بهذا الحدث, وسدد خطاها, فسرعان ما انطلقت إلى مهامها ورسالتها على عكس ما يشيعه الحاقدون من أن حادثة السقيفة سببت شرخاً في الأمة, بل إن هذه البيعة كانت هي السبب في تماسك المسلمين ووحدتهم وانطلاقهم للجهاد والدعوة, والدليل ما قام به أبو بكر بعد ذلك أن أنفذجيش أسامة إلى تخوم الشام, وقد حقق الله على أيديهم نصراً,كما أن أبا بكر شرح الله صدره لمقاتلة المرتدين, وتوحد الصحابة خلفه في ذلكوهو الأمر الذي حفظ الله به الإسلام.

للاستزادة:

 1- العواصم من القواصم – الإمام أبو بكر بن العربي بتحقيق العلامة محب الدين الخطيب ص37.

2- الإنصاف فيما وقع في تاريخ العصر الراشدي من الخلاف – د. حامد الخليفة ص105.

3- حقبة من التاريخ – الشيخ عثمان الخميس ص17.


 شرعية زواج المسيار

 يجب أن يعرف الرافضي ماهو زواج المسيار قبل أن يقذفه كشبهة لأهل السنة والجماعة

إن زواج المسيار زواج شرعي موثق ودائم وله شروط منها تنازل المرأة عن حق السكن والنفقة ولكن حين تلد هذه المرأة طفلا من زوجها يجب على الزوج النفقة على هذا المولود وله حق السكن وزواج المسيار بشرعيته يختلف عن زواج المتعة المحرم ففيه عقد وشهود وموافقة ولي الزوجة وإذا مات الزوج وهي على ذمته ترثه

وقد جوّز هذا الزواج الرافضة أيضا وإليكم هذه الأقوال :

حقيقة زواج المسيار؟ ومشروعية المتعة

قدم له: العلامة الشيخ نجم الدين الطبسي

تأليف: محمد علي الحسيني البقاعي

تقديم:

الحمد لله ربّ العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.

أما بعد: فقد أطلعني السيد محمد علي الحسيني حفظه الله تعالى على كتابه الموقر (حقيقة زواج المسيار ومشروعية المتعة) فطالعته واستفدت منه والحق أنه على اختصاره وصغر حجمه كتاب قيم يحتوي على دراسة شاملة للموضوعين، شكر الله سعيه وسدد الله خطاه، وكثّر الله أمثاله في الحوزات العلمية.

ثم إنه حفظه الله طلب مني كتابة بعض الشيء مما يتعلق بالموضوع فأقول  وبكل تواضع  تلبية لطلبه:

إن زواج المسيار معناه: الزيارة السريعة، وعند العرف: هو الزواج الشرعي الدائم، غير أن الزوجة تتنازل عن حق القسم والنفقة ورعاية العدل بينها وبين الزوجة الاولى  إن كانت  وغيرها من حقوقها.

وهذا التنازل يتم عبر اشتراط من الزوج في العقد واتفاق بينهما على الاسقاط، أو خارج العقد.

والظاهر إن هذا هو مصداق من مصاديق الزواج التام بأركانه وشروطه  حتى حضور الشاهدين  على ما يعتبره أهل السنة فنقول: بما أن هناك فروقاً بين الحق والحكم، منها: إن الحق قابل للإسقاط سواء بنحو شرط الفعل أو شرط النتيجة، بخلاف الحكم فهو غير قابل لذلك.

وبما أن رعاية القسم، إنما هو من حقوقها على الزوج، وكذلك رعاية العدل والنفقة، فيجوز للزوجة اسقاطها في العقد أو خارجه  إلاّ ان يشترط عليها أن تهبها لغيرها او يصالحها على أن لا تأخذ الإرث  كما صرح بعض فقهائنا بذلك.

ثم لو اشترط اسقاط حكم من الأحكام كاشتراط عدم التوارث فهو مبني على أن الشرط الفاسد مفسد أم لا.

أما عند أهل السنة: فقد اختلفوا في التنازل بنحو الاشتراط في متن العقد أو خارجه فعند الجمهور صحة العقد  إذا كان الشرط خارجه  فلها حينئذٍ العمل بمقتضى الشرط، أو ردّه, ثم خالف في ذلك ابن حزم الظاهري.

وأما الإشتراط في العقد: ففيه اقوال  عندهم  فعن الظاهرية والشافعي  في نقل  بطلان العقد والشرط، وعن الثوري والحنابلة  في رواية  ومذهب الشافعية: صحة العقد وبطلان الشرط.

وعن الأحناف والحنابلة  في رواية  والاوزاعي: صحة العقد والشرط معاً.

http://www.hashem.150m.com/zaw.htm 

وهذه فتوى

 وهذا تفصيل للفروق


  دعوى تكفير من شهد الشهادتين والرد عليها

 أولا لنعلم أن الشهادتين إثنتان فقط أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله فمن أين أتى الرافضة بالشهادة الثالثة والرابعة

طبعا الشهادة الثالثة عند الرافضة ( وأشهد أن عليا ولي الله ) أما الرابعة والتي جاءت مؤخرا في آذان الرافضة الصفويين ( وأشهد أن الخميني حجة الله ) هذه وحدها تريد تفصيلا في مشاركة مستقلة

إن للشهادتين شروط لا تخفى على أهل السنة والجماعة فهي ليست قول باللسان فقط ولبيان شروط ومستلزمات الشهادتين سأدرج لكم أقول العلماء بهذه المسألة ثم نستعرض سويا كيف يكفر الرافضة كل من خالفهم في معتقدهم الفاسد

الشهادتان معناهما وما تستلزمه كل منهما

ذكر العلماء لكلمة الإخلاص سبعة شروط نظمها بعضهم بقوله:  

علم يقين وإخلاص وصدقك مع ******* محبة وانقياد والقبول لها

وهذه الشروط مأخوذة بالاستقراء والتتبع للأدلة من الكتاب والسنة، وقد أضاف بعضهم إليها شرطا ثامنا، ونظمه بقوله

وزيد ثامنها الكفران منك بما ******* سوى الإله من الأنداد قد ألها

وأخذ هذا الشرط من قوله -صلى الله عليه وسلم- : من قال لا إله إلا الله، وكفر بما يعبد من دون الله؛ حرم ماله ودمه - رواه مسلم

 وذكره الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في كتاب التوحيد، ثم قال بعده: وهذا من أعظم ما يبين معنى لا إله إلا الله، فإنه لم يجعل التلفظ بها عاصما للدم والمال، بل ولا معرفة معناها مع لفظها، بل ولا الإقرار بذلك، بل ولا كونه لا يدعو إلا الله وحده لا شريك له، بل لا يحرم ماله ودمه حتى يضيف إلى ذلك الكفر بما يعبد من دون الله، فإن شك أو تردد لم يحرم ماله ودمه.. إلخ؛

 ومعنى هذا الشرط أن يعتقد بطلان عبادة من سوى الله، وأن كل من صرف شيئا من خالص حق الله لغيره فهو ضال مشرك، وان كل المعبودات سوى الله من قبور وقباب وبقاع وغيرها نشأت من جهل المشركين وخرافاتهم، فمن أقرهم على ذلك أو تردد في صوابهم أو شك في بطلان ما هم عليه فليس بموحد، ولو قال لا إله إلا الله، ولو لم يعبد غير الله.

ومع ذلك فإن الشروط السبعة هي المشهورة في كتب أئمة الدعوة -رحمهم الله- فنذكر عليها بعض الأدلة للتوضيح.

(فأولها): العلم ودليله قوله تعالى: فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ . وروى مسلم عن عثمان -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من مات وهو يعلم أن لا إله إلا الله دخل الجنة . والمراد العلم الحقيقي بمدلول الشهادتين وما تستلزمه كل منهما من العمل، وضد العلم الجهل، وهو الذي أوقع المشركين من هذه الأمة في مخالفة معناها، حيث جهلوا معنى الإله، ومدلول النفي والإثبات، وفاتهم أن القصد من هذه الكلمة معناها، وهو الذي خالفه المشركون العالمون بما تدل عليه، حيث قالوا: أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا وقالوا: أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ .

(وثانيها): اليقين وضده الشك والتوقف أو مجرد الظن والريب، والمعنى أن من أتى بالشهادتين فلا بد أن يوقن بقلبه، ويعتقد صحة ما يقوله، من أحقية إلهية الله تعالى، وصحة نبوة محمد -صلى الله عليه وسلم- وبطلان إلهية غير الله بأي نوع من التأله، وبطلان قول كل من ادعى النبوة بعد محمد -صلى الله عليه وسلم- فإن شك في صحة معناها، او توقف في بطلان عبادة غير الله لم تنفعه هاتان الشهادتان؛ ودليل هذا الشرط ما رواه مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال في الشهادتين: لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما إلا دخل الجنة ، وفي الصحيح عنه أيضا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال له:من لقيت من وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنا بها قلبه فبشره بالجنة ، وقد مدح الله -تعالى- المؤمنين بقوله: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وذم المنافقين بقوله: وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ . وقد روي عن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: الصبر نصف الإيمان، واليقين الإيمان كله ، ولا شك أن من كان موقنا بمعنى الشهادتين فإن جوارحه تنبعث لعبادة الرب وحده، ولطاعة الرسول عليه الصلاة والسلام.

(وثالثها): القبول المنافي للرد، فإن هناك من يعلم معنى الشهادتين، ويوقن بمدلولهما، ولكنه يردهما كبرا وحسدا، وهذه حالة علماء اليهود والنصارى فقد شهدوا بإلهية الله وحده، وعرفوا محمدا -صلى الله عليه وسلم- كما يعرفون أبناءهم، ومع ذلك لم يقبلوه: حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ . وهكذا كان المشركون يعرفون معنى لا إله إلا الله وصدق محمد -صلى الله عليه وسلم- ولكنهم يستكبرون عن قبوله، كما قال -تعالى- إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ وقال -تعالى- فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ .

(ورابعها): الانقياد، ولعل الفرق بينه وبين القبول أن الانقياد هو الاتباع بالأفعال، والقبول إظهار صحة معنى ذلك بالقول، ويلزم منهما جميعا الاتباع، ولكن الانقياد هو الاستسلام والإذعان، وعدم التعقب لشيء من أحكام الله، وقال الله -تعالى- وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ . وقال -تعالى- وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وقال -تعالى- وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى . فهذا هو الانقياد لله -تعالى- بعبادته وحده، فأما الانقياد للنبي -صلى الله عليه وسلم- بقبول سنته، واتباع ما جاء به والرضى بحكمه، فقد ذكره الله -تعالى- بقوله: فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا . فاشترط في صحة إيمانهم أن يسلموا تسليما لحكمه، أي ينقادوا ويذعنوا لما جاء به من ربه.

(وخامسها ): الصدق وضده الكذب، وقد ورد اشتراط ذلك في الحديث الصحيح عنه -صلى الله عليه وسلم- من قال لا إله إلا الله صادقا من قلبه دخل الجنة ، فأما من قالها بلسانه، وأنكر مدلولها بقلبه؛ فإنها لا تنجيه، كما حكى الله عن المنافقين أنهم قالوا: نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وقال -تعالى- وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ . وهكذا كذبهم بقوله -تعالى- وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ .

(وسادسها): الإخلاص وضده الشرك، قال الله -تعالى- فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وقال -تعالى- قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ وقال: قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي . وفي الصحيح عن أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: أسعد الناس بشفاعتي من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه ، وهو معنى قوله -صلى الله عليه وسلم- في حديث عتبان فإن الله حرم على النار من قال لا إله إلأ الله يبتغي بذلك وجه الله . فالإخلاص أن تكون العبادة لله وحده، دون أن يصرف منها شيء لغيره، لا ملك مقرب ولا نبي مرسل، وكذا الإخلاص في اتباع محمد -صلى الله عليه وسلم- بالاقتصار على سنته، وتحكيمه، وترك البدع والمخالفات، وكذا ترك التحاكم إلى ما وضع البشر من قوانين وعادات ابتكروها، وهي مصادمة للشريعة، فإن من رضيها أو حكم بها لم يكن من المخلصين.

(وسابعها ): المحبة المنافية لضدها من الكراهية والبغضاء، فيجب على العبد محبة الله، ومحبة رسوله، ومحبة كل ما يحبه من الأعمال والأقوال، ومحبة أوليائه وأهل طاعته؛ فهذه المحبة متى كانت صحيحة ظهرت آثارها على البدن، فترى العبد الصادق يطيع الله، ويتبع رسوله -صلى الله عليه وسلم- ويعبد الله حق عبادته، ويتلذذ بطاعته، ويسارع إلى كل ما يحبه مولاه من الأقوال والأعمال، وتراه يحذر المعاصي ويبتعد عنها، ويمقت أهلها ويبغضهم، ولو كانت تلك المعاصي محبوبة للنفس ولذيذة في العادة لعلمه بأن النار حفت بالشهوات، والجنة حفت بالمكاره، فمتى كان كذلك فهو صادق المحبة؛ ولهذا سئل ذو النون المصري -رحمه الله- متى أحب ربي؟ فقال: إذا كان ما يبغضه أمر عندك من الصبر . ويقول بعضهم : من ادعى محبة الله ولم يوافقه فدعواه باطلة، وقد شرط الله لعلامة محبته اتباع النبي -صلى الله عليه وسلم- في قوله -تعالى- قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ .

وقد سبق أن ذكرنا بعض الأدلة على محبة النبي -صلى الله عليه وسلم- وما تستلزمه من الأعمال، فكذلك محبة الله تعالى.

وهذا موقع العلامة بن جبرين حفظه الله الشهادتان معناهما وما تستلزمه كل منهما

http://www.ibn-jebreen.com/book.php?cat=1&book=72&toc=4672

عرفنا مما سبق شروط الشهادتين فهل الرافضة يقومون بهذه الشروط ؟

إنا نراهم يدعون غير الله في أمور لا يستطيعها المخلوق كالرزق والشفاء وغيرها كما أنهم يسجدون للقبور وقد وضحنا ذلك في عقائدهم بالصور والوثائق من أمهات كتبهم المعتمدة عندهم

والآن لنرى كيف يكفر الرافضة كل من خالفهم سواء نطق بالشهادتين أم لم ينطق وأظنهم يكفرون من نطق بالشهادتين قبل من لم ينطق بهما

جاء في كتاب روضة الكافي ج 8 ص 246 للكليني ما نصه روي عن أبي جعفر قال: كان الناس أهل ردة بعد النبي صلى الله عليه وآله إلا ثلاثة المقداد بن الأسود وسلمان الفارسي وأبو ذر الغفاري جاء في كتاب بحار الأنوار للمجلسي "جزء28 ص 199"باب كفر المخالفين والنصاب وما يناسب ذلك عن أبي علي الخراساني عن مولى لعلي بن الحسين قال : كنت معه في بعض خلواته فقلت : إن لي عليك حقاً ألا تخبرني عن هذين الرجلين : عن أبي بكر وعمر؟ فقال : كافران ، كافر من أحبهما. وجاء أيضاً في نفس الكتاب "جزء 8 ص 301"باب النار عن أبي بصير قال : يؤتى بجهنم لها سبعة أبواب ، بابها الأول للظالم وهو زريق ، وبابها الثاني لحبتر والثالث للثالث ، والرابع لمعاوية والخامس لعبدالملك والسادس لعسكر بن هوسر ، والباب السابع لأبي سلامة ، فهم أبواب لمن أتبعهم بيان : الزريق كناية عن أبي بكر ، والحبتر هو عمر إلى أن قال ويحتمل أن يكون عسكر كناية عن عائشة سب ولعن وتكفير ورمي بأقذر الاتهامات وما سلم منهم من أحد ، فهذا عثمان بن عفان الذي زوجه النبي صلى الله عليه وسلم بنتيه والذي أنزل الله في شئنه (أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ) (الزمر : 9 ) في كتاب ( الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم ) قال مؤلفه الفاجر أبومحمد العاملي عن عثمان رضي الله عنه في الجزء الثالث ص30 ( انه أتى بالمرأة لتحد فقاربها ثم أمر برجمها ) قال الكلبي في كتاب المثالب : كان عثمان ممن يُلعب به ويتخنث وكان يضرب بالدف .

ثم أورد أيضاً في نفس الجزء اتهاما بالزنا ص 165 لحبيبة رسول الله عائشة رضي الله عنها قالوا : برأها الله في قوله " أولئك مبرؤون مما يقولون " قلنا : ذلك تنزيه لنبينا عن الزنا لا لها كما أجمع المفسرون إلى أن قال في نفس الصفحة ... وقد أخبر الله عن امرأتي نوح ولوط أنهما لم يغنيا عنهما من الله شيئا وكان ذلك تعريضاً من الله لعائشة وحفصة   ولا تعتقد أخي القارئ أن مسألة لعن الصحابة عندهم فقط جائزة ولكن هي مما يتقربون به إلى الله ، بل ويتخيرون الأماكن والأوقات الأنسب للعن الصحابة !! أنظر لهذا التنبيه الذي جاء في كتاب ( لئالى الأخبار ) الجزء الرابع ص93 تنبيه: أعلم أن أشرف الأمكنة والأوقات والحالات وأنسبها لللعن عليهم ، إذا كنت في المبال فقل عند كل واحد من التخلية والإستبراء والتطهير مراراً بفراغ من البال ، اللهم ألعن عمر ثم أبابكر وعمر ثم عثمان وعمر ثم معاوية وعمر ثم يزيد وعمر ثم ابن زياد وعمر ثم بن سعد وعمر ثم شمر أو عمر ثم عسكرهم وعمر ، اللهم ألعن عايشة وحفصة وهند وأم الحكم وألعن من رضي بأفعالهم إلى يوم القيامة.  ولكي لا يظن ظان أن سب ولعن وتكفير الصحابة رضوان الله عليهم جميعاً كان فقط في ماضي الرافضة أما في هذا الزمن تركوا هذه الأقوال نورد لك أخي القارئ بعض الدلائل في زمننا المعاصر لكي تتأكد أن هذا دينهم ما بقوا ولم يتغير خلفهم عن سلفهم. في كتاب ( عقد الدرر ) للعلامة ياسين الصواف يعتبر الكاتب يوم ذكرى مقتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه عيداً لهم ويأمرهم بالفرح والابتهاج في ذلك اليوم بعد أن وصف عمر بكلمات شنيعة  

كيف يكفر الرافضة بعضهم البعض

في مسائل يعدها البعض عندهم من المسلمات بل من ضرورات التشيع

ولكن هذا ليس بغريب على قوم بلغ فيهم الهوى والضلال مبلغاً كبيراً وتمادوا في غيهم وانحرافهم إلى أن وصلوا إلى ما لم تحمد عقباه !! روى الكليني عن أبي الحسن ( الإمام موسى الكاظم وهو المعصوم السابع عند القوم ) أنه قال : ( لو ميزت شيعتي لما وجدتهم إلا مرتدين ) . الروضة من الكافي ( 8 / 228 ) . فهذا هو كلام الإمام موسى الكاظم في شيعته فتنبه يا من لك عقل تفكر به !! والآن سوف نذكر بعض المسائل التي كفر فيها بعض علماء الرافضة من يعتقدها . الحلقة الأولى : تكفير بعض علماء الرافضة من قال بعدم سهو الأنبياء والأئمة : - معتقد الرافضة في سهو الأنبياء والأئمة : يعتقد أكثر علماء الرافضة أن الأنبياء والأئمة معصومين من السهو والغفلة والنسيان والخطأ وبعضهم ينقل الإجماع على ذلك - وفي ذلك نظر - في حين أنا نجد من قول بعض معصوميهم أن القائل بهذا القول يستحق اللعنة وكذلك بعض علمائهم بل منهم من يكفر من يقول بهذا القول !! وإليكم رواية من الروايات التي تدل على أنهم يقولون بأن الأئمة يعلمون الغيب : روى المجلسي في بحار الأنوار عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن أحمد بن عمر عن أبي بصير قال : دخلت على أبي عبدالله ( ع ) قال فقلت له : إني أسألك جعلت فداك عن مسألة ليس هاهنا أحد يسمع كلامي .. ثم ذكر الرواية إلى أن قال : ( قال ثم سكت ( أي أبو عبدالله ) ثم قال : إن عندنا لعلم ما كان وما هو كائن إلى أن تقوم الساعة قال : قلت : جعلت فداك هذا هو والله العلم ، قال : إنه لعلم وما هو بذاك ، قال : قلت : جعلت فداك فأي شيء هو العلم ، قال : ما يحدث بالليل والنهار الأمر بعد الأمر والشيء بعد الشيء إلى يوم القيامة) بحار الأنوار للمجلسي ( 26 / 38 ) رواية ( 70 ) باب ( 1 ) . · بعض القائلين بعدم سهو الأنبياء والأئمة : 1 / المفيد ( ت 413 ه ) أبو عبدالله محمد بن محمد بن النعمان الذي قالوا فيه ( انتهت إليه رئاسة الإمامية في وقته ) . قال المفيد : ( إن الأئمة معصومون كعصمة الأنبياء ، ولا تجوز عليهم صغيرة إلا ما قدم ذكر جوازه على الأنبياء ، ولا ينسون شيئاً من الأحكام ) . مع الشيعة الإمامية لمؤلفه جعفر السبحاني ص 57 . 2 / الطوسي ( ت 460 ه ) شيخ الطائفة صاحب كتابي ( التهذيب ) و ( الاستبصار ) وهما من الكتب الأربعة التي عليها مدار روايات الرافضة : أبي جعفر محمد بن الحسين بن علي الطوسي ، انظر كلامه في عقائده مسألة 30 و 38 كما نقله كتاب مع الشيعة ص 40 ، 42 حيث قال : المسألة 30 : ( جميع الأنبياء كانوا معصومين مطهرين عن العيوب والذنوب كلها ، وعن السهو والنسيان في الأفعال والأقوال من أول الأعمار إلى اللحد .. ) . المسألة 38 : ( يجب أن يكون الأئمة معصومين مطهرين من الذنوب كلها ، صغيرة وكبيرة عمداً وسهواً ومن السهو في الأفعال والأقوال ، بدليل أنه لو فعلوا المعصية لسقط محلهم من القلوب ، وارتفع الوثوق ، وكيف يهدون بالضالين المضلين ، ولا معصوم غير الأئمة الاثني عشر إجماعاً ، فثبت إمامتهم . ) 3 / ابن مطهر الحلي ( ت 726 ه ) الملقب بالعلامة جمال الدين أبو منصور الحسن بن يوسف بن علي بن المطهر وقيل الحسين . حيث قال في منهاج الكرامة في الإمامة : ( ذهبت الإمامية إلى أن الله عدل حكيم لا يفعل قبيحاً ولا يخل بواجب وأن أفعاله إنما تقع لغرض صحيح وحكمة ، وأنه لا يفعل الظلم ولا العبث ، وأنه رءوف بالعباد يفعل ما هو الأصلح لهم والأنفع ، وأنه تعالى كلفهم تخييراً لا إجباراً ، ووعدهم الثواب وتوعدهم بالعقاب على لسان أنبيائه ورسله المعصومين بحيث لا يجوز عليهم الخطأ ولا النسيان ولا المعاصي ) انظر منهاج السنة لابن تيمية ( 1 / 123 ، 124 ) . وقال في موضع آخر : ( وأن الأنبياء معصومون عن الخطأ والسهو والمعصية صغيرها وكبيرها من أول العمر إلى آخره وإلا لم يبق وثوق بما يبلغونه فانتفت فائدة البعثة ولزم التنفير عنهم . وأن الأئمة معصومون كالأنبياء في ذلك كما تقدم ) . منهاج السنة لابن تيمية ( 2 / 99 ) . 4 / المجلسي ( ت 1111 ه ) : محمد باقر بن محمد تقي بن المقصود الملقب بالمجلسي الذي قالوا فيه ( شيخ الإسلام والمسلمين العلامة المحقق المدقق ) . وقد نقل الإجماع على عصمة الأئمة بقوله : ( اعلم أن الإمامية اتفقوا على عصمة الأئمة عليهم السلام من الذنوب صغيرها وكبيرها فلا يقع منهم ذنب أصلاً لا عمداً ولا نسياناً ولا لخطأ في التأويل ولا للإسهاء من الله سبحانه ) . بحار الأنوار للمجلسي ( 25 / 209 ) رواية ( 23 ) باب ( 6 ) . 5 / كاشف الغطاء ( ت 1373 ه ) : محمد الحسين بن علي بن محمد رضايان آل كاشف الغطاء قالوا فيه : ( من كبار رجال الإسلام المعاصرين ، ومن أشهر مشاهير علماء الشيعة ) قال : ( ولكن الشيعة الإمامية زادوا ركناً خامساً وهو الاعتقاد بالإمامة يعني أن يعتقد أن الإمامة منصب إلهي كالنبوة … والإمامة متسلسلة في اثني عشر كل سابق ينص على اللاحق ويشترطون أن يكون معصوماً كالنبي عن الخطأ والخطيئة وإلا لزالت الثقة به ) . أصول الشيعة وأصولها لكاشف الغطاء ص 98 . 6 / محمد رضا المظفر ( ت 1383 ه ) : الشيخ محمد رضا بن الشيخ محمد بن الشيخ عبدالله آل مظفر النجفي ، قالوا فيه : ( من أفاضل أهل العلم وأشرف أهل الفضل ) . قال هذا الرجل الذي هو من أفاضلهم : ( نعتقد أن الإمام كالنبي يجب أن يكون معصوماً من جميع الرذائل والفواحش ما ظهر منها وما بطن من سن الطفولة إلى الموت عمداً أو سهواً كما يجب أن يكون معصوماً من السهو والخطأ والنسيان ) . عقائد الإمامية لمحمد رضا المظفر ص 95 . نقلا من حوار هادئ بين السنة والشيعة لعبدالله الجنيد ص 30 . 7 / الخميني الهالك الملقب بالإمام : وهو سيدهم آغا روح الله !! بن السيد مصطفى الخميني: ( ت 1989 م ) . قال في الحكومة الإسلامية : ( نحن نعتقد أن المنصب الذي منحه الأئمة ( ع ) للفقهاء لا يزال محفوظاً لهم ، لأن الأئمة الذين لا تتصور فيهم السهو أو الغفلة ونعتقد فيهم الإحاطة بكل ما فيه مصلحة للمسلمين كانوا على علم بأن هذا المنصب لا يزول عن الفقهاء من بعدهم بمجرد وفاتهم ) . الحومة الإسلامية ص 91 . 8 / محمد جواد مغنية : حيث قال بعد أن بين معنى العصمة ما نصه : ( والشيعة الإمامية يشترطون العصمة بهذا المعنى في الإمام تماماً كما هي شرط في النبي ) . الشيعة في الميزان ص 38 . ثم سرد أقوال أئمتهم المتقدمين في اشتراط العصمة مؤيداً لها ، ومستدلاً لها بالأدلة العقلية . 9 / محمد التيجاني السماوي : حيث قال : ( أما الشيعة استناداً إلى أئمة أهل البيت فهم ينزهون الأنبياء عن هذه الترهات وخصوصاً نبينا محمداً ويقولون بأنه منزه عن الذنوب والخطايا والمعاصي صغيرة كانت أو كبيرة وهو معصوم عن الخطأ والنسيان والسهو والسحر ) . مع الصادقين ص 30 . نقلاً من كتاب ( كشف الجاني محمد التيجاني ) ص 83 . 10 / السبحاني : حيث عنون لهذه المسألة بقوله : ( الدليل على لزوم عصمة الإمام بعد النبي صلى الله عليه وسلم ) . ثم سرد الأدلة التي تدل في نظره على عصمة الأئمة . انظر مع الشيعة الإمامية ص 60 . وبعد أن أشغلناكم بذكر هذه النقول


  قولهم أن أبو طالب مات على الإسلام

 يطعن الكثير من الشيعة في روايات كفر أبي طالب التي في الصحيحين, وهذا الطعن مردود إذ مبني على التعصب والهوى المذهبي ، وعلى عدم الأمانة العلمية وإذا اجتمع التعصب وعدم الأمانة في النقد أصبح البحث أو النقد مردودا لا قيمة له .. وهذه كتبهم تشهد بذلك, ففي تفسير القمي : علي بن إبراهيم في تفسيره قوله تعالى: { إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} [ القصص : 56 [ ، قال: نزلت في أبي طالب فإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول: يا عم قل لا إله إلا الله أنفعك بها يوم القيامة ، فيقول يابن أخي أنا أعلم بنفسي فلما مات شهد العباس بن عبد المطلب عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه تكلم بها عند الموت ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أما أنا فلم أسمعها منه وأرجوا انفعه يوم القيامة .. تفسير القمي (( 2 / 142 )(( القصص ص: 56 )) والبرهان (( 3 / 230 )) . وقال فضل الله الراوندي (الشيعي) في كتابه " نوادر الراوندي " (ص10): ( قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أهون أهل النار عذاباً عمي أخرجه من أصل الجحيم حتى أبلغ به الضحضاح عليه نعلان من نار يغلى منهما دماغه ). وقال المجلسي نقلاً عن ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة: اختلف الناس في إسلام أبي طالب فقال الإمامية والزيدية: ما مات إلا مسلماً وقال بعض شيوخنا المعتزلة بذلك منهم : الشيخ أبو القاسم البلخي وأبو جعفر الإسكافي وغيرهما، وقال أكثر الناس من أهل الحديث والعامة ومن شيوخنا البصريين وغيرهم: مات على دين قومه ويرون في ذلك حديثاً مشهوراً : إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال عند موته: قل يا عم كلمة أشهد لك بها غداً عند الله تعالى، فقال: لولا أن تقول العرب أن أبا طالب جزع عند الموت لأقررت بها عينك، وروي إنه قال: أنا على دين الأشياخ ! وقيل: إنه قال: أنا على دين عبد المطلب وقيل غير ذلك . وروى كثير من المحدثين أن قوله تعالى:{ مَا كَانَ لِلنَّبِىّ وَالَّذِينَ ءَامَنُوا أَن يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُوْلىِ قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَبُ الْجَحِيم وَ مَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَهِيم لأَبِيهِ إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبِيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لّلّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ} [ التوبة : 113-114[، أنزلت في أبي طالب لأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم استغفر له بعد موته . ورووا أن قوله تعالى:{ إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} نزلت في أبي طالب . ورووا أن علياً(ع) جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم! بعد موت أبي طالب فقال له: إن عمك الضال قد قضى فما الذي تأمرني فيه ؟ واحتجوا به لم ينقل أحد عنه أنه رآه يصلي، والصلاة هي المفرقة بين المسلم والكافر، وأن علياً وجعفرا لم يأخذا من تركته شيئا . ورروا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: إن الله قد وعدني بتخفيف عذابه لما صنع في حقي وإنه في ضحضاح من نار . ورووا عنه أيضاً إنه قيل له: لو استغفرت لأبيك وأمك فقال: لو استغفرت لهما لاستغفرت لأبي طالب فإنه صنع إليّ ما لم يصنعا ،و أن عبد الله وآمنة وأبا طالب في حجرة من حجرات جهنم . انظر كل ذلك في البحار (( 35 / 155 )) . قلت: والأدهى والأمر إنهم لم يفعلوا ذلك في آباء الأنبياء كآزر الذي ذكره القرآن بأنه كافر، بينما عقيدة القوم زعمت بأنه ليس كافر وأن الآية نزلت في عمه !! كما إنهم يستدلون ببعض الروايات في كتب السنة تدل كما يزعمون على إيمان أبي طالب : الشبهة الأولى : يحتج الشيعة برواية إبن إسحاق : ( قال ابن إسحاق حدثني العباسُ بن عبد الله بن معبد عن بعض أهله عن ابن عباس ... إلي أن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي عم قلها  أي كلمة التوحيد  استحل لك بها الشفاعة يوم القيامة، فأجابه أبو طالب: يا ابن أخي، والله  لولا مخافة السبة عليك وعلى بني أبيك من بعدي، وأن تظن قريش أنني إنما قلتها فزعا من الموت، لقلتها، ولا أقولها إلا لأسرك بها ، فلما تقارب الموت من أبي طالب، نظر العباس إليه فوجده يحرك شفتيه، فأصغى إليه بأذنيه ثم قال: يا ابن أخي لقد قال أخي الكلمة التي أمرته أن يقولها، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لم أسمع ) . السيرة النبوية لابن هشام (( 2 / 28 )) نقول : إسناده فيه مجاهيل فالسند مبهماً لا يعرف حاله وهو قوله عن بعض أهله وهذا إبهام في الاسم والحال، ومثله يتوقف فيه لو انفرد.. عباس بن عبد الله بن معبد بن عباس ثقة لكنه لم يذكر من حديثه عن ابن عباس ومن طريقه رواه الحاكم في المستدرك (( 2 / 432 )) من طريق عباس بن عبد الله بن معبد عن أبيه عن ابن عباس. ومن طريق الحاكم رواه البيهقي في الدلائل (( 2 / 346 )) عن عباس بن معبد عن بعض أهله عن ابن عباس . ( تنبيه ) : في سؤال العباس عن حال أبي طالب ما يدل على ضعف ما أخرجه ابن إسحاق من حديث ابن عباس بسند فيه من لك يسم " أن أبا طالب لما تقارب منه الموت بعد أن عرض عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يقول لا إله إلا الله فأبى, قال فنظر العباس إليه وهو يحرك شفتيه فأصغى إليه فقال : يا ابن أخي, والله لقد قال أخي الكلمة التي أمرته أن يقولها " وهذا الحديث لو كان طريقه صحيحاً لعارضه هذا الحديث الذي هو أصح منه فضلاً عن أنه لا يصح. وروى أبو داود والنسائي وابن خزيمة وابن الجارود من حديث علي قال : " لما مات أبو طالب قلت : يا رسول الله إن عمك الشيخ الضال قد مات, قال : اذهب فواره. قلت : إنه مات مشركاً, فقال اذهب فواره " الحديث .. ووقفت على جزء جمعه بعض أهل الرفض أكثر فيه من الأحاديث الواهية الدالة على إسلام أبي طالب ولا يثبت من ذلك شيء . والحديث رواه البيهقي في الدلائل (( 2 / 346 )) وقال : " هذا إسناد منقطع ولم يكن أسلم العباس في ذلك الوقت " . الشبهة الثانية : هي حديث رواه القاضي عياض في كتاب الشفاء (( 1 / 183 )) : ( أن أبا طالب كان يرى بطلان عقيدة قومه من مبعث محمد صلى الله عليه وآله وسلم بالإسلام، فقد ثبت  كما سبقت الإشارة  أنه كان من المتألهين الحنفاء، الذين لم يهيموا بصنم قط، ولم يسجدوا لوثن أبدا، كما كان على ذلك أبوه عبد المطلب تماما ) . نقول : أن هذا ليس دليل على إيمان أبي طالب, فقد روي أن الأخنس بن شُريق التقى بأبي جهل بن هشام فقال له : يا أبا الحكم أخبرني عن محمد أصادقٌ هو أم كاذب ؟ فإنه ليس عندنا أحدٌ غيرنا فقال أبو جهل : والله إن محمداً لصادق وما كذب قط, ولكن إذا ذهب بنو قصيّ باللواء والسقاية والحجابة والنبوة فماذا يكون لسائر قريش ؟ فأنزل الله تعالى { قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون فإنهم لا يكذبونك } [الأنعام : 33].. تفسير الرازي الكبير (( 12 / 205 )) وصفوة التفاسير (( 1 / 383 )) . الشبهة الثالثة : كيف يكون كافراً من نصر النبي صلى الله عليه وسلم وحماه وذاد عنه ودفع أذى الكفارعن ابن أخيه ، وفعل أموراً عجز عنها الكثيرون ، فهل تتجرأ أن تقول عليه هذه المقولة الشنيعة ، مع العلم أنه كان على دين الحنيفية ، دين إبراهيم ! وقال في حقه النبي صلى الله عليه وسلم : ( والله ما نالت مني قريش ما أكرهه حتى مات أبوطالب ) . نقول : أعمال أبي طالب مذكورة ومعلومة في التاريخ ، والرجل لا يُعد من أهل الإسلام إلا بنطق الشهادتين للدلالة على ما في القلب من إقرار وتصديق . الشبهة الرابعة : كيف يكون عم النبي صلى الله عليه وسلم كافراً ؟! نقول : وماذا يضر المرء إن كفر أهله أو أحد أبنائه أو إحدى زوجاته ، والله يقول : { وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى } [القصص : 56[ ، وهؤلاء الأنبياء وهم صفوة الخلق حصل لهم مثل هذه الأمور ، ولم يقدح ذلك في سيرتهمِ ، أو أن يحط من قدرهم والله سبحانه يقول : { إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْببْتَ وَلَكِنّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ } [فاطر : 18[, فهذا الأمر ينبغي علينا أن لا نستنكر وقوعه ، لأنه قد وقع للأنبياء السابقين فنوح أحد أبنائه وأيضاً زوجته في النار لكفرهما ، وهذا إبراهيم والده كافر ، وامرأة لوط في النار ، وعم المصطفى صلى اللّه عليه وسلم أنزلت بسببه سورة ندعو عليه بها وأنه في النار ، فالأمر بيد الله سبحانه يهدي مَنْ يشاء ويضل مَن يشاء . الشبهة الخامسة : كيف يشفع النبي صلى الله عليه وسلم لمشرك, مع أن الشفاعة للمؤمنين فقط دون المشركين ؟؟ نقول : إن للرسول صلى الله عليه وسلم شفاعة عامة، وهي شفاعته العظمى، وهي على قسمين: ‏شفاعته لأمته، وشفاعة لآحاد الناس، وشفاعته العظمى، هي المقام المحمود، والذي قال ‏عنه: { عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً } [الإسراء : 79[ وذلك حين يبلغ الكرب ‏والغم بأهل المحشر ما لا يطيقون، فيقول بعضهم ألا تنظرون من يشفع لكم عند ربكم ‏فيأتون آدم فيعتذر وهكذا نوح وإبراهيم وموسى وعيسى حتى يأتون إلى نبينا محمد صلى ‏الله عليه وسلم، فيشفع لجميع الناس، أولهم وآخرهم، وبرهم وفاجرهم، ليخرجوا من ذلك ‏الكرب والهول، إلى عرض الأعمال على الله والمحاسبة كما في الصحيحين من حديث أبي ‏هريرة فشفاعته العظمى ليست مقصورة على المؤمنين، ولا على أمته.‏ أما شفاعته الخاصة لأمته فهي نائلة كل من مات من أمته لا يشرك بالله شيئاً، ففي ‏الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لكل ‏نبي دعوة مستجابة فتعجل كل نبي دعوته وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة ‏فهي نائلة إن شاء الله تعالى من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئاً"‏ ومن شفاعته الخاصة ببعض الأفراد شفاعته لعمه أبي طالب، ففي الصحيحين عن أبي ‏سعيد الخدري أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم وذكر عنده عمه فقال: "لعله تنفعه ‏شفاعتي يوم القيامة فيجعل في ضحضاح من النار يبلغ كعبيه يغلي منه دماغه"‏ . وقد أستشكل قوله صلى الله عليه وسلم " لعله تنفعه شفاعتي" مع قوله تعالى عن ‏المشركين: { فما تنفعهم شفاعة الشافعين } [المدثر : 48[ وللجمع بينهما طريقان الأول: ‏أن يقال: إن الشفاعة ممنوعة لكل كافر بهذه الآية، الطريقة الثانية: أن يقال إن المراد ‏بكونهم لا تنفعهم شفاعة الشافعين: هو أنهم لا يخرجون بها من النار وليس المراد أنهم لا ‏يخفف عنهم، وخص أبو طالب بالشافعة لثبوت الحديث الصحيح الذي خصص العموم، ‏قال ابن حجر في فتح الباري ( وأجيب بأنه- يعني أبا طالب- خص ولذلك عدوه من ‏خصائص النبي صلى الله عليه وسلم، وقيل معنى المنفعة في الآية يخالف معنى المنفعة في ‏الحديث، والمراد بها في الآية الإخراج من النار، وفي الحديث المنفعة بالتحقيق، وبهذا جزم ‏القرطبي وقال البيهقي في البعث، صحت الرواية في شأن أبي طالب، فلا معنى للإنكار من ‏حيث صحة الرواية، ووجهته عندي أن الشفاعة في الكفار قد امتنعت لوجود الخبر ‏الصادق في أنه لايشفع فيهم أحد وهو عام في حق كل كافر، فيجوز أن يخص منه من ‏ثبت الخبر بتخصيصه الشبهة السادسة : هي استدلالهم ببعض أشعار أبي طالب والتي تفيد أنه مقّر بوجود الله وكل هذا يدل على إيمانه . نقول : أن هذا الكلام ذكره الله تعالى حكاية عن المشركين, فهذا توحيد الربوبية وهو اعتقاد العبد أن الله تعالى هو الرب المنفرد بالخلق والرزق والملك التدبير وانه المحيي المميت النافع الضار المنفرد بإجابة الدعاء عند الأضطرار الذي له الأمر كله وبيده الخير وكله القادر على ما يشاء ليس له في ذلك شريك ويدخل في ذلك الأيمان ب ( القدر ) وهذا التوحيد لا يكفي العبد في حصول الإسلام بل لابد أن يأتي بلازمة من توحيد الألهيه لأن الله تعالى حكى عن المشركين أنهم مقرون بهذا مقرون بهذا التوحيد لله وحده قال تعالى: { قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون } [يونس : 32[ وقال تعالى { ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله } [الزخرف : 88[ وقال { ولئن سألتهم من نزل من السماء ماء فأحيا به الأرض من بعد موتها ليقولن الله } [العنكبوت : 64[ فهم كانوا يعلمون أن جميع ذلك لله وحده ولم يكونوا بذلك مسلمين بل قال تعالى عنهم { وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون } [يوسف : 107[ فأيمانهم عنهم هو توحيد الربوبية وأما شركهم وكفرهم فدعاؤهم غير الله تعلى وسؤالهم لأصناهم وتوجههم لهم بالذبح والنذر والتعظيم وزعمهم وغير ذلك من الشركيات وهذا التوحيد لم يذهب إلي نقضيه طائفة معروفه من بني آدم بل القلوب مفطوره على الإقرار به أعظم من كونها مفطوره على الإقرار بغيره . الشبهة السابعة : روي من طريق محمد بن زكريا الغلابي عن العباس بن بكار عن أبي بكر الهذلي عن الكلبي عن أبي صالح عن بن عباس قال جاء أبو بكر بأبي قحافة وهو شيخ قد عمى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا تركت الشيخ حتى آتيه قال أردت أن يأجره الله والذي بعثك بالحق لأنا كنت أشد فرحا بإسلام أبي طالب مني بإسلام أبي ألتمس بذلك قرة عينك .. الرياض النضرة (( 1 / 397 )) . نقول : أن إسناد هذه الرواية واهي, وفيه العباس بن بكار قال الدارقطني : كذاب، وقال العقيلي : الغالب على حديثه الوهْم والمناكير .. انظر ميزان الاعتدال ترجمة رقم (( 2 293 )) . الشبهة الثامنة : وهي بعض الأحاديث الواهية التي يتعلق بها القوم في زعم أن أبا طالب مات مؤمن ونقول : قد ذكرها ابن حجر في الإصابة حيث قال : ومن طريق إسحاق بن عيسى الهاشمي عن أبيه سمعت المهاجر مولى بني نفيل يقول سمعت أبا رافع يقول سمعت أبا طالب يقول سمعت بن أخي محمد بن عبدالله يقول إن ربه بعثه بصلة الأرحام وأن يعبدالله وحده لا يعبد معه غيره ومحمد الصدوق الأمين ومن طريق بن المبارك عن صفوان بن عمرو عن أبي عامر الهوزني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج معارضا جنازة أبي طالب وهو يقول وصلتك رحم ومن طريق عبدالله بن ضميرة عن أبيه عن علي أنه لما أسلم قال له أبو طالب الزم بن عمك ومن طريق أبي عبيدة معمر بن المثنى عن رؤبة بن العجاج عن أبيه عن عمران بن حصين أن أبا طالب قال لجعفر بن أبي طالب لما أسلم قبل جناح بن عمك فصلى جعفر مع النبي صلى الله عليه وسلم ومن طريق محمد بن زكريا الغلابي عن العباس بن بكار عن أبي بكر الهذلي عن الكلبي عن أبي صالح عن بن عباس قال جاء أبو بكر بأبي قحافة وهو شيخ قد عمى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا تركت الشيخ حتى آتيه قال أردت أن يأجره الله والذي بعثك بالحق لأنا كنت أشد فرحا بإسلام أبي طالب مني بإسلام أبي ألتمس بذلك قرة عينك وأسانيد هذه الأحاديث واهية .. الإصابة في تمييز الصحابة (( 4 / 113-116 )) . الشبهة التاسعة : ما هي الفائدة من البحث في هل أبا طالب مات مؤمن أو كافر ؟؟ نقول : يجب معرفة هؤلاء هل هم ماتوا على إيمان أو على كفر، وخصوصاً من عاصر منهم النبي صلى الله عليه وسلم وكان قريب له، فبهذا الحكم تُبنى أحكام شرعية أخرى، فمثلاً لا يجوز أن يكون في سند الرواية أو الحديث شخص غير مسلم، فكيف سنأخذ بالأحاديث ونحن لا نعلم هل هؤلاء الذين نقلوا لنا الحديث مؤمنون أو مشركون ؟! وكذلك لا يجوز أن نطلق على كافر ( رضي الله عنه ) أو ( رحمه الله ) أو أشباه ذلك، ولهذا لزم علينا البحث في التاريخ عن كل ذلك . الشبهة العاشرة : كيف يكون كافراً وهناك أحاديث عند الشيعة تقول أنه مات مؤمناً ؟؟ نقول : على فرض صحة تلك الأحاديث فإن الشيعة ليس لديهم حديث إلا وله ما يعارضه ويناقضه، وهاك أقوال علماء الشيعة أنفسهم في ذلك : فيقول السيد دلدار علي اللكهنوي الشيعي الاثنا عشري في أساس الأصول (ص51 ط لكهنو الهند) : إن الأحاديث المأثورة عن الأئمة مختلفة جداً لا يكاد يوجد حديث إلا وفي مقابل ما ينافيه ولا يتفق خبر إلا وبإزائه ما يضاده حتى صار ذلك سبباً لرجوع بعض الناقضين عن اعتقاد الحس..". ويقول عالمهم ومحققهم وحكيمهم ومدققهم وشيخهم حسين بن شهاب الدين الكركي في كتابه "هداية الأبرار إلى طريق الأئمة الأطهار" (ص164 الطبعة الأولى 1396ه) :


  نقد عقيدة العصمة

جاء في بحار الأنوار ج25 ص350 حيث قيل للإمام الرضا وهو الإمام الثامن من الأئمة المعصومين عند الشيعة ( إن في الكوفة قوماً يزعمون أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يقع عليه السهو في صلاته ، فقال : كذبوا – لعنهم الله – إن الذي لا يسهو هو الله الذي لا إله إلا هو ). فتأمل يا رعاك الله رد الإمام الرضا الذي يدل على أن هذا القول إنما ظهر متأخراً عن عصر الأئمة .

[ 10375 [ 1  محمد بن علي بن الحسين بإسناده عن زرارة بن أعين قال : قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : كان الذي فرض الله تعالى على العباد عشر ركعات وفيهن القراءة وليس فيهن وهم ، يعني سهوا ، فزاد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) سبعا وفيهن الوهم وليس فيهن قراءة ، فمن شك في الاوليين أعاد حتى يحفظ ويكون على يقين ، ومن شك في الاخيرتين عمل بالوهم .  الفقيه 128 | 605 ، أورده عن الكليني في الحديث 12 من الباب 13 من أبواب اعداد [ 10376 [ 2  ورواه ابن أدريس في آخر ( السرائر ) نقلا من كتاب حريز بن عبدالله ، عن زرارة ، وزاد : وإنما فرض الله كل صلاة ركعتين ، وزاد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) سبعا وفيهن الوهم وليس فيهن قراءة . مستطرفات السرائر : 74 | 18 [ 10383 [ 9  وعن علي بن محمد ، عن بعض أصحابنا ، عن علي بن الحكم ، عن ربيع بن محمد المسلي ، عن عبدالله بن سليمان ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : لما عرج برسول الله ( صلى الله عليه وآله ) نزل بالصلاة عشر ركعات ، ركعتين ركعتين ، فلما ولد الحسن والحسين ( عليهما السلام ) زاد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) سبع ركعات  إلى أن قال  وإنما يجب السهو فيما زاد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فمن شك في أصل الفرض الركعتين الاولتين استقبل صلاته . 9 الكافي 3 : 487 | 2 ، أورده بتمامه في الحديث 14 من الباب 13 ، وأورد قطعة منه في الحديث 6 من الباب 21 من أبواب اعداد الفرائض . [ 10415 [ 2  محمد بن الحسن بإسناده عن سعد بن عبدالله ، عن محمد بن الحسين ، عن جعفر بن بشير ، عن الحارث بن المغيرة النصري قال : قلت لابي عبدالله ( عليه السلام ) : إنا صلينا المغرب فسها الامام فسلم في الركعتين ، فأعدنا الصلاة ؟ فقال : ولم أعدتم ؟ أليس قد انصرف رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في ركعتين فأتم بركعتين ؟ ألا أتممتم ؟ ! (2) الفقيه 1 : 230 | 1020 . [ 10417 [ 4  وعنه ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين ، عن فضالة ، عن سيف بن عميرة ، عن أبي بكر الحضرمي قال : صليت بأصحابي المغرب ، فلما أن صليت ركعتين سلمت ، فقال بعضهم : إنما صليت ركعتين ، فأعدت فأخبرت أبا عبدالله ( عليه السلام ) فقال : لعلك أعدت ؟ فقلت : نعم ، فضحك ثم قال : إنما كان يجزيك أن تقوم فتركع ركعة ، إن رسول الله ( صلى الله عليه واله ) سها فسلم في ركعتين ، ثم ذكر حديث ذي الشمالين فقال : ثم قام فأضاف إليها ركعتين . 4  التهذيب 2 : 180 | 724 ، والاستبصار 1 : 370 | 1409 . ورواه الكليني فى الكافي 3 : 351 | 3 . عن الحسين بن محمد ، عن عبدالله بن عامر ، عن علي بن مهزيار ، عن فضالة ، مثله إلى قوله : فتركع ركعة . [ 10420 [ 7  وبإسناده عن الحسين بن سعيد ، عن ابن أبي عمير ، عن جميل قال : سألت أبا عبدالله ( عليه السلام ) عن رجل صلى ركعتين ثم قام ؟ قال : يستقبل ، قلت : فما يروي الناس ؟ فذكر حديث ذي الشمالين فقال : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لم يبرح من مكانه ، ولو برح استقبل . 7  التهذيب 2 : 345 | 1434 . [ 10423 [ 10  وعنه ، عن فضالة ، عن حسين ، عن سماعة ، عن أبي بصير قال : سألت أبا عبدالله ( عليه السلام ) عن رجل صلى ركعتين ثم قام فذهب في حاجته ، قال : يستقبل الصلاة ، قلت : فما بال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لم يستقبل حين صلى ركعتين ؟ فقال : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لم ينتقل من موضعه . 10  التهذيب 2 : 346 | 1435 . [ 10424 [ 11  وعنه ، عن الحسن ، عن زرعة ، عن سماعة ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : من حفظ سهوه فأتمه فليس عليه سجدتا السهو ، فان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) صلى بالناس الظهر ركعتين ثم سها ، فقال له ذو الشمالين : يا رسول الله ، أنزل في الصلاة شيء ؟ فقال : وما ذاك ؟ قال : إنما صليت ركعتين ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أتقولون مثل قوله ؟ فقالوا : نعم ، فقام فأتم بهم الصلاة ، وسجد سجدتي السهو ، قال : قلت أرأيت من صلى ركعتين وظن أنها أربع فسلم وانصرف ثم ذكر بعد ما ذهب أنه إنما صلى ركعتين ؟ قال : يستقبل الصلاة من أولها ، قال : قلت : فما بال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لم يستقبل الصلاة ، وإنما أتم لهم ما بقي من صلاته ؟ فقال : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لن يبرح من مجلسه ، فان كان لم يبرح من مجلسه فليتم ما نقص من صلاته إذا كان قد حفظ الركعتين الاولتين . 11  التهذيب 2 : 346 | 1438 ، والاستبصار 1 : 369 | 1405 ، أورد صدره أيضا في الحديث 4 من الباب 23 من هذه الابواب . ورواه الكليني فى الكافي 3 : 355 | 1 . عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن عثمان بن عيسى ، عن سماعة بن مهران ، مثله . [ 10428 [ 15  وعنه ، عن موسى بن عمر بن يزيد ، عن ابن سنان ، عن أبي سعيد القماط ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام )  في حديث  قال : إنما هو بمنزلة رجل سها فانصرف في ركعة أو ركعتين أو ثلاث من المكتوبة ، فانما عليه أن يبني على صلاته ، ثم ذكر سهو النبي ( صلى الله عليه وآله ) .15  التهذيب 2 : 355 | 1468 ، وأورده بتمامه في الحديث 11 من الباب 1 من أبواب القواطع . [ 10429 [ 16  وبإسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن علي بن النعمان ، عن سعيد الاعرج قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول : صلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ثم سلم في ركعتين فسأله من خلفه : يا رسول الله ، أحدث في الصلاة شيء ؟ فقال : وما ذلك ؟ قال : إنما صليت ركعتين ، فقال : أكذلك يا ذا اليدين ؟ وكان يدعى ذو الشمالين ، فقال : نعم ، فبنى على صلاته فأتم الصلاة أربعا  إلى أن قال  وسجد سجدتين لمكان الكلام التهذيب 2 : 345 | 1433 . ورواه الكليني عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، مثله الكافي 3 : 357 | 6 . [ 10430 [ 17  وعنه ، عن الحسن بن علي بن فضال ، عن أبي جميلة ، عن زيد الشحام قال : سألته عن رجل صلى العصر ست ركعات ، أو خمس ركعات ؟ قال : إن استيقن أنه صلى خمسا أو ستا فليعد  إلى أن قال  وإن هو استيقن أنه صلى ركعتين أو ثلاث ثم انصرف فتكلم فلا يعلم أنه لم يتم الصلاة فانما عليه أن يتم الصلاة ما بقي منها ، فان نبي الله ( صلى الله عليه وآله ) صلى بالناس ركعتين ثم نسي حتى انصرف ، فقال له ذو الشمالين : يا رسول الله ، أحدث في الصلاة شيء ؟ فقال : أيها الناس أصدق ذو الشمالين ؟ فقالوا : نعم ، لم تصل إلا ركعتين ، فأقام فأتم ما بقي من صلاته . 17  التهذيب 2 : 352 | 1461 ، أورد صدره في الحديث 5 من الباب 14 وقطعة منه في الحديث 3 من الباب 19 من هذه الابواب [ 10516 [ 9  محمد بن الحسن بإسناده عن سعد ، عن أبي الجوزاء ، عن الحسين بن علوان ، عن عمرو بن خالد ، عن زيد بن علي ، عن آبائه ، عن علي ( عليهم السلام ) قال : صلى بنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الظهر خمس ركعات ثم انفتل ، فقال له القوم : يا رسول الله ، هل زيد في الصلاة شيء ؟ قال : وما ذاك ؟ قال : صليت بنا خمس ركعات ، قال : فاستقبل القبلة وكبر وهو جالس ثم سجد سجدتين ليس فيهما قراءة ولا ركوع ثم سلم ، وكان يقول : هما المرغمتان . 9  التهذيب 2 : 349 | 1449 ، والاستبصار 1 : 377 | 1432 . [ 10569 [ 5  وعن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن عثمان بن عيسى ، عن سماعة بن مهران قال : سألته عن رجل نسي أن يصلي الصبح حتى طلعت الشمس ؟ قال : يصليها حين يذكرها ، فإن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) رقد عن صلاة الفجر حتى طلعت الشمس ثم صلاّها حين استيقظ ، ولكنه تنحى عن مكانه ذلك ثم صلى .5  الكافي 3 : 294 | 8 ، وأورده في الحديث 1 من الباب 5 من هذه الابواب . [ 10570 [ 6  محمد بن علي بن الحسين بإسناده في ( التوحيد ) : عن علي بن أحمد بن عبدالله ، عن أبيه ، عن جده أحمد بن أبي عبدالله ، عن علي بن الحكم ، عن أبان الاحمر ، عن حمزة بن الطيار ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام )  في حديث  قال : إن الله أمر بالصلاة والصوم فنام رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عن الصلاة ، فقال : أنا انيمك وأنا اوقظك ( فاذا قمت ) (1) فصل ليعلموا إذا أصابهم ذلك كيف يصنعون ، ليس كما يقولون : إذا نام عنها هلك ، وكذلك الصيام أنا امرضك وأنا اصحك فاذا شفيتك فاقضه . 6  التوحيد : 413 | 10 . (1) في المصدر : فاذهب . ورواه الكليني عن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن علي بن الحكم ، مثله (2) .(2) الكافي 1 : 126 | 4 . [ 10575 [ 2  وبإسناده عن الحسن بن محبوب ، عن الرباطي ، عن سعيد الاعرج قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول : إن الله أنام رسوله ( صلى الله عليه وآله ) عن صلاة الفجر حتى طلعت الشمس ، ثم قام فبدأ فصلى الركعتين [ اللتين [ (1) قبل الفجر ثم صلى الفجر ، الحديث .الفقيه 1 : 233 | 1031 . [ 10620 [ 1  محمد بن يعقوب ، عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن عثمان بن عيسى ، عن سماعة بن مهران قال : سألته عن رجل نسي أن يصلي الصبح حتى طلعت الشمس ؟ قال : يصليها حين يذكرها ، فان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) رقد عن صلاة الفجر حتى طلعت الشمس ثم صلاها حين استيقظ ، ولكنه تنحى عن مكانه ذلك ثم صلى . الكافي 3 : 294 | 8 ، أورده في الحديث 5 من الباب 1 من هذه الابواب

" يقول عالمهم ابن بابويه إن الغلاة والمفوضة – لعنهم الله – ينكرون سهو النبي –صلى الله عليه وآله وسلم – يقولون : لو جاز أن يسهو في الصلاة لجاز أن يسهو في التبليغ لأن الصلاة فريضة كما أن التبليغ فريضة … وليس سهو النبي صلى الله عليه وآله وسلم كسهونا لأن سهوه من الله عز وجل وإنما أسهاه ليعلم أنه بشر مخلوق فلا يتخذ رباً معبوداً دونه ، وليعلم الناس بسهوه حكم السهو . وكان شيخنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد يقول :أول درجة في الغلو نفي السهو عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم . من كتاب من لا يحضره الفقيه ج1ص 234 وعن فقه الرضا : ... وكنت يوماً عن العالم عليه السلام ورجل سأله عن رجل سها فسلم فري الركعتين من المكتوبة ثم ذكر أنه لم يتم صلاته قال فليتمها وليسجد سجدتي السهو وقال عليه السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صلى يوماً الظهر فسلم في الركعتين فقال ذو اليدين يا رسول الله أمرت بتقصير الصلاة أم نسيت ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للقوم صدق ذو اليدين ؟ فقالوا نعم يا رسول لم تصل إلا ركعتين فقام فصلى إليها ركعتين فقام فصلى إليها ركعتين ثم سلم وسجد سجدتي السهو (3) . فقه الإمام الرضا ص 120 ، تحقيق مؤسسة آل البيت ( ع ) ، ط 1 ، 1406 ه

محمد بن علي بن محبوب عن احمد عن الحسين عن فضالة عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبدالله عليه السلام قال: اغتسل أبي من الجنابة فقيل له قد بقيت لمعة من ظهرك لم يصبها الماء فقال له ما كان عليك لو سكت ثم مسح تلك اللمعة بيده. تهذيب الاحكام في شرح المقنعة للشيخ المفيد رضوان الله عليه تأليف شيخ الطائفة ابي جعفر محمد بن الحسن الطوسى قدر المتوفى 460 ه الجزء الاول 17- باب الاغسال وكيفية الغسل من الجنابة [366[[373[ [2103[ 1  محمد بن يعقوب ، عن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد ، عن فضالة ، عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : اغتسل أبي من الجنابة فقيل له : قد أبقيت لمعة في ظهرك لم يصبها الماء ، فقال له : ما كان عليك لوسكت ؟! ثم مسح تلك اللمعة بيده(1). الكافي 3 : 45 | 15. كتاب وسائل الشيعة ج 2  باب عدم وجوب اعلام الغير بخلل في الغسل ، وحكم من نسي بعض العضو أو شك فيه ص 241  260 (1108) 1 محمد بن علي بن محبوب عن احمد عن الحسين عن فضالة عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبدالله عليه السلام قال: اغتسل أبي من الجنابة فقيل له قد بقيت لمعة من ظهرك لم يصبها الماء فقال له: ما كان عليك لو سكت ثم مسح تلك اللمعة بيده.تهذيب الاحكام في شرح المقنعة للشيخ المفيد رضوان الله عليه تأليف - شيخ الطائفة ابي جعفر محمد بن الحسن الطوسى قدر المتوفى 460 ه الجزء الاول 17باب الاغسال وكيفية الغسل من الجنابة [366[[373[- 15 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله (ع) قال: اغتسل أبي من الجنابة فقيل له: قد أبقيت لمعة في ظهرك لم يصبها الماء، فقال له: ما كان عليك لو سكت، ثم مسح تلك اللمعة بيده.(1) الفروع من الكافي - الجزء الثالث تأليف: ثقة الاسلام ابي جعفر محمد بن يعقوب بن اسحاق الكليني الرازي رحمه الله المتوفى سنة 328 / 329 ه مع تعليقات نافعة مأخوذة من عدة شروح باب صفة الغسل والوضوء قبله وبعده والرجل يغتسل في مكان غير طيب وما يقال عند الغسل وتحويل الخاتم عند الغسل [44[[46[

1 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن ربعي بن عبدالله عن أبي عبدالله عليه السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله يسلم على النساء ويرددن عليه السلام وكان أمير المؤمنين عليه السلام يسلم على النساء وكان يكره أن يسلم على الشابة منهن و يقول: أتخوف أن تعجبني صوتها فيدخل علي أكثر مما أطلب من الاجر. الاصول من الكافي - الجزء الثاني - كتاب العشرة - باب التسليم على النساء تأليف: ثقة الاسلام ابي جعفر محمد بن يعقوب بن اسحاق الكليني الرازي رحمه الله المتوفى سنة 328 / 329 ه مع تعليقات نافعة مأخوذة من عدة شروح وسائل الشيعة ج 20 ص 228  ص 247 16 كا : علي ، عن أبيه ، عن حماد بن عيسى ، عن ربعي بن عبدالله ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : كان رسول الله صلى الله عليه وآله يسلم على النساء ويرددن عليه السلام ، و كان أميرالمؤمنين عليه السلام يسلم على النساء وكان يكره أن يسلم على الشابة منهن ، و يقول : أتخوف أن تعجبني صوتها فيدخل علي أكثر مما أطلب من الاجر . بحار الانوار : ج40 باب 98 : زهده وتقواه وورعه عليه السلام [331[[340[ كشف الغمة : 49 و 50 . [ 15685 [ 1  محمد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن حماد بن عيسى ، عن ربعي بن عبدالله ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يسلم على النساء ويرددن عليه السلام ، وكان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يسلم على النساء وكان يكره أن يسلم على الشابة منهن ، ويقول : أتخوف أن يعجبني صوتها ، فيدخل علي أكثر مما أطلب من الأجر . 1 الكافي 2 : 473 | 1 . كتاب وسائل الشيعة ج 12 48  باب جواز تسليم الرجل على النساء ، وكراهته على الشابة ، وجواز ردهن عليه ص 54  78

[ 14647 [ 4  وبإسناده عن محمد بن علي بن محبوب ، عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن معاوية بن عمار ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، وعنه ، عن محمد بن الحسين ، وعلي بن السندي والعباس كلهم ، عن صفوان ، عن معاوية بن عمار ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أقام بالمدينة عشر سنين لم يحج ، ثم أنزل الله عليه ( وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ) (1) فأمر الموذنين أن يؤذنوا بأعلى أصواتهم بأن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يحج من (2) عامه هذا ، فعلم به من حضر المدينة وأهل العوالي والاعراب ، فاجتمعوا فحج (3) رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) ، وإنما كانوا تابعين ينتظرون ما يؤمرون به فيتبعونه ، أو يصنع شيئا فيصنعونه ، فخرج رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في أربع بقين من ذي القعدة ، فلما انتهى إلى ذي الحليفة فزالت الشمس اغتسل ، ثم خرج حتى أتى المسجد الذي عند الشجرة فصلّى فيه الظهر ، وعزم (4) بالحج مفردا ، وخرج حتى انتهى إلى البيداء عند الميل الاول فصف الناس له سماطين ، فلبّى بالحج مفردا ، وساق الهدي ستا وستين بدنة أو أربعا وستين ، حتى انتهى إلى مكة في سلخ أربع من ذي الحجة فطاف بالبيت سبعة أشواط ، وصلى ركعتين خلف مقام إبراهيم ، ثم عاد إلى الحجر فاستلمه ، وقد كان استلمه في أول طوافه ثم قال : إن الصفا والمروة من شعائر الله فابدأ بما بدء الله به ، وإن المسلمين كانوا يظنون أن السعي بين الصفا والمروة شيء صنعه المشركون ، فانزل الله تعالى : ( إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ) (5) ثم أتى الصفا فصعد عليه فاستقبل الركن اليماني فحمد الله وأثنى عليه ودعا مقدار ما تقرأ سورة البقرة مترسلا ، ثم انحدر إلى المروة فوقف عليها كما وقف على الصفا (6) حتى فرغ من سعيه ، ثم أتى جبرئيل وهو على المروة فأمره أن يأمر الناس أن يحلوا إلا سائق هدي ، فقال رجل : أنحل ولم نفرغ من مناسكنا ؟ فقال : نعم ، فلما وقف رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بالمروة بعد فراغه من السعي أقبل على الناس بوجهه فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : إن هذا جبرئيل  وأومأ بيده إلى خلفه  يأمرني أن آمر من لم يسق هديا أن يحل ولو استقبلت من أمري مثل الذي استدبرت لصنعت مثل ما أمرتكم ، ولكني سقت الهدي ، ولا ينبغي لسائق الهدي أن يحل حتى يبلغ الهدي محله ، قال : فقال له رجل من القوم : لنخرجن حجاجا وشعورنا (7) تقطر ؟ فقال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أما إنك لن تؤمن بعدها أبدا ، فقال له سراقة بن مالك بن جشعم (8) الكناني : يا رسول الله ، علمنا ديننا كأنما (9) خلقنا اليوم ، فهذا الذي أمرتنا به لعامنا هذا أم لما يستقبل ؟ فقال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : بل هو للابد إلى يوم القيامة ، ثم شبك أصابعه بعضها إلى بعض وقال : دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة ، وقدم علي ( عليه السلام ) من اليمن على رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وهو بمكة ، فدخل على فاطمة ( عليها السلام ) وهي قد أحلت فوجد ريحا طيبة ، ووجد عليها ثيابا مصبوغة ، فقال : ما هذا يا فاطمة ؟ فقالت : أمرنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فخرج علي ( عليه السلام ) إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) مستفتيا ومحرشا على فاطمة ( عليها السلام ) فقال : يا رسول الله إني رأيت فاطمة قد أحلت ، عليها (10) ثياب مصبوغة ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أنا أمرت الناس بذلك ، وأنت ياعلي ، بما أهللت ؟ قال : قلت : يا رسول الله : إهلالا كاهلال النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) ، فقال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : كن على إحرامك مثلي ، وأنت شريكي في هديي ، قال : فنزل رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بمكة بالبطحاء هو وأصحابه ، ولم ينزل الدور ، فلما كان يوم التروية عند زوال الشمس أمر الناس أن يغتسلوا ويهلوا بالحج ، وهو قول الله الذي أنزله على نبيه : ( فاتّبعوا ملة إبراهيم ) (11) فخرج النبي ( صلى الله عليه وآله ) وأصحابه مهلين بالحج حتى أتوا منى فصلى الظهر والعصر والمغرب والعشاء الاخرة والفجر ، ثم غدا والناس معه ، فكانت قريش تفيض من المزدلفة وهي جمع ويمنعون الناس أن يفيضوا منها ، فأقبل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وقريش ترجو أن يكون إفاضته من حيث كانوا يفيضون ، فأنزل الله على نبيه ( صلى الله عليه وآله ) ( ثم افيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله ) (12) يعني إبراهيم وإسماعيل وإسحاق في إفاضتهم منها ومن كان بعدهم ، فلما رأت قريش أن قبة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قد مضت كأنه دخل في أنفسهم شيء للذى كانوا يرجون من الافاضة من مكانهم حتى انتهوا إلى نمرة وهي بطن عرنة بحيال الاراك فضربت قبته ، وضرب الناس أخبيتهم عندها ، فلما زالت الشمس خرج رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ومعه قريش (13) وقد اغتسل وقطع التلبية حتى وقف بالمسجد ، فوعظ الناس وأمرهم ونهاهم ، ثم صلى الظهر والعصر بأذان واحد وإقامتين ، ثم مضى إلى الموقف فوقف به فجعل الناس يبتدرون أخفاف ناقته يقفون إلى جنبها فنحاها ، ففعلوا مثل ذلك ، فقال : أيها الناس ، إنه ليس موضع أخفاف ناقتي بالموقف ، ولكن هذا كله موقف ، وأومأ بيده إلى الموقف ، فتفرق الناس وفعل مثل ذلك بمزدلفة ، فوقف حتى وقع القرص قرص الشمس ، ثم أفاض وأمر الناس بالدعة حتى إذا انتهى إلى المزدلفة وهي المشعر الحرام فصلى المغرب والعشاء الاخرة بأذان واحد وإقامتين ، ثم أقام حتى صلى فيها الفجر وعجل ضعفاء بني هاشم بالليل ، وأمرهم أن لا يرموا الجمرة جمرة العقبة حتى تطلع الشمس ، فلما أضاء له النهار أفاض حتى انتهى إلى منى فرمى جمرة العقبة ، وكان الهدي الذي جاء به رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أربعا


  زعمهم بأن يزيد أمر بقتل الحسين

موضوع يطرح كثيرا حول مقتل الحسين رضي الله عنه وهنا بعض الردود التي نسال الله سبحانه ان ينفع بها ====== هل بايع سيدنا الحسن والحسين ابن عمومتهم سيدنا معاوية رضي الله عنهم ؟ السؤال نعم ام لا فاذا كان نعم فهل انت افهم من المعصوم فكيف تدعي موالاته وتخطا فعله فهذا خدش بعصمته بالنسبة للفتنة التي حدثت بين سيد نا الحسين رضي الله عنه ويزيد وقانا الله شرها ومقتل الحسين ليس مسؤل عنه يزيد فلو قلنا ان يزيد كان مسؤلا عن مقتل الحسين فاذا لحملنا سيدنا علي كذلك مسؤلية مقتل الزبير بن العوام التي امه صفية بنت عبدالمطلب عمة النبي صلى الله عليه وسلم فقد قتله عمروبن جرموز وكان مع سيدنا علي هنا انقل حوار من كتاب الامام علي قدوة واسوة / للمدرسي تبين ان سيدنا علي لم يامر بن جرموز بقتل الزبير ( قال طلحة : أَلَّبت الناس على عثمان . فقال علي : " يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ويعلمون أن الله هو الحق المبين . يا طلحة تطلب بدم عثمان ؟ فلعن الله قتلة عثمان ، يا طلحة جئت بعرس رسول الله (ص) تقاتل بها ، وخبَّأت عرسك ، أما بايعتني ؟ " 68 . ثم ذكَّر الإمام (ع) الزبير ببعض المواقف مع رسول الله (ص) ، فاعتزل المعركة ، ولما اعتزل الزبير الحرب وتوجه تلقاء المدينة ، تبعه ابن جرموز فغدر به ، وعاد بسيفه ولامة حربه إلى الإمام (ع) فأخذ الإمام يقلِّب السيف ويقول : " سيف طالما كشف به الكرب عن وجه رسول الله (ص) " ! . فقال ابن جرموز : الجائزة يا أمير المؤمنين ، فقال : إني سمعت رسول الله (ص) يقول : " بشر قاتل ابن صفيه ( الزبير ) بالنار " ! . ثم خرج ابن جرموز على عليِّ مع أهل النهروان فقتله معهم فيمن قتل 69 . ابن جرموز قتل الزبير ليس بامر من سيدنا علي ==

وكذلك الحسين لم يقتل بامر من يزيد بل ان يزيد بن معاوية لم يكن يريد قتل الحسين هذا كما ورد في كتبكم على لسان الامام علي بن الحسن رضي الله عنه كتاب الاحتجاج احتجاج علي بن الحسين زين العابدين على يزيد بن معاوية لما ادخل عليه روت ثقات الرواة ثم قال له علي بن الحسين عليه السلام: يا يزيد بلغني انك تريد قتلي، فان كنت لابد قاتلي، فوجه مع هؤلاء النسوة من يؤديهن إلى حرم رسول الله صلى الله عليه وآله. فقال له يزيد لعنه الله: لا يؤديهن غيرك، لعن الله ابن مرجانة، فو الله ما امرته بقتل أبيك، ولو كنت متوليا لقتاله ما قتلته، ثم احسن جائزته وحمله والنساء إلى المدينة فاذا يزيد لم يامر ولم يريد مقتل الحسين مثلما لم يامر ولم يريد سيدنا علي مقتل الزبير فالذي قتل الزبير عمرو بن جرموز شيعي والذي قتل الحسين شيعي شمر بن ذي الجوشن وشبث بن ربعي شيعي ايضا بل الشيعة سبب البلاء فقد كاتبوا الحسين للقدوم اليهم ثم خذلوا الحسين =

وما روي عن خذلان الشيعة للحسين أخرج (الحسين) إلى الناس كتاباً فيه : «أمّا بعد : فقد أتانا خبر فظيع ، قتل مسلم بن عقيل وهانئ بن عروة وعبدالله بن يقطر، وقد خذلنا شيعتنا، فمن أحبّ منكم الانصراف فلينصرف في غير حرجِ ، فليس عليه ذمام » . اعلام الورى دعاء الامام الحسين رضي الله عنه على الشيعة الامام الحسين عليهم التي تلاحقهم وتصيبهم لقد دعا الامام الحسين رضي الله عنه على شيعته قائلاً : " اللهم إن متعتهم إلى حين ففرقهم فرقاً ( أي شيعاً وأحزاباً ) واجعلهم طرائق قددا ، و لا ترض الولاة عنهم أبدا ، فإنهم دعونا لينصرونا ، ثم عدوا علينا فقتلونا " { الإرشاد للمفيد 241 ، إعلام الورى للطبرسي 949، كشف الغمة == قاتل الحسين شمر بن ذي الجوشن الشيعي شمر بن ذي الجوشن  واسمه شرحبيل  بن قرط الضبابي الكلابي، أبو السابغة، من كبار قتلة ومبغضي الحسين عليه السّلام، كان في أول أمره من ذوي الرّئاسة في هوازن موصوفاً بالشجاعة وشهد يوم صفين مع عليّ عليه السّلام، سمعه أبو إسحاق السبيعي يقول بعد الصلاة: اللهمّ إنك تعلم أني شريف فاغفر لي!!! فقال له: كيف يغفر الله لك وقد أعنت على قتل ابن رسول الله ؟! فقال: ويحك كيف نصنع، إن أُمراءنا هؤلاء أمرونا بأمرٍ فلم نخالفهم! ولو خالفناهم كنّا شرّاً من هذه الحُمر. ثمّ أنه لمّا قام المختار طلب الشمر، فخرج من الكوفة وسار إلى الكلتانية  قرية من قرى خوزستان  ففَجَأه جمع من رجال المختار، فبرز لهم الشمر قبل أن يتمكّن من لبس ثيابه فطاعنهم قليلاً وتمكّن منه أبو عَمرة فقتله وأُلقيت جثته للكلاب. الكامل في التاريخ 92:4، ميزان الاعتدال 449:1، لسان الميزان 152:3، جمهرة الأنساب 72، سفينة البحار 714: الأعلام 175:3  176 ابن الأثير 4 / 55 - البداية والنهاية 7 / 270 === هنا شعر لاحد الشيعة الخونة الذين قتلوا الحسين رضي الله عنه و قال زحر بن قيس الشيعي فصلى الإلاه على احمد رسول المليك تمام النعم‏ رسول نبي و من بعده‏ خليفتنا القائم المدعم‏ عنيت عليا وصي النبي‏ يجالد عنه غواة الامم و زحر هذا شهد مع علي (ع) الجمل و صفين كما شهد صفين معه شبث بن ربعي و شمر بن ذي الجوشن الضبابي ثم حاربوا الحسين عليه السلام يوم كربلاء فكانت لهم خاتمة سوء نعوذ بالله من سوء الخاتمة. و في رحاب ائمة اهل ‏البيت(ع) ج 1 ص 9 السيد محسن الامين الحسيني العاملي --- شبث بن ربعي 5687 - شبث ( شيث ) بن ربعي كاتب الحسين ( عليه السلام ) ، وطلب منه القدوم إلى الكوفة وكان من المحاربين ، ولقد خاطبه الحسين ( عليه السلام ) يوم عاشوراء فنادى : يا شبث بن ربعي ، ويا حجار بن أبجر ، ويا قيس بن الاشعث ، ويا يزيد بن الحارث ، ألم تكتبوا لي أن أينعت الثمار واخضر الجناب ، وإنما تقدم على جند لك مجندة . . إلخ ، ذكره الشيخ المفيد في الارشاد في أواسط ( فصل وكان خروج مسلم ابن عقيل - رحمة الله عليه - بالكوفة يوم الثلاثاء ) . == واضيف ان شبث من الذين ثاروا على الخليفة عثمان بن عفان == زينب وتحميلها الشيعة ما حدث خطبة زينب بنت علي بن ابي طالب يقول الامام زين العابدين عليه السلام ان هؤلاء يبكون علينا فمن قتلنا غيرهم خطبة زينب بنت علي بن ابي طالب بحضرة أهل الكوفة... في ذلك اليوم تقريعا لهم وتأنيبا عن حذيم بن شريك الاسدي(2) قال لما اتي علي بن الحسين زين العابدين بالنسوة من كربلاء، وكان مريضا، واذا نساء اهل الكوفة ينتدبن مشققات الجيوب، والرجال معهن يبكون. فقال زين العابدين عليه السلام - بصوت ضئيل وقد نهكته العلة -: ان هؤلاء يبكون علينا فمن قتلنا غيرهم، فاومت زينب بنت علي بن أبي طالب عليهما السلام إلى الناس بالسكوت. قال حذيم الاسدي: لم اروالله خفرة قط انطق منها، كأنها تنطق وتفرغ على لسان علي عليه السلام، وقد اشارت إلى الناس بان انصتوا فارتدت الانفاس وسكنت الاجراس، ثم قالت - بعد حمد الله تعالى والصلاة على رسوله صلى الله عليه وآله - اما بعد يا اهل الكوفة يا اهل الختل(3) والغدر، والخذل ! ! الا فلا رقأت العبرة(4) ولا هدأت الزفرة، انما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوة انكاثا(1) تتخذون ايمانكم دخلا بينكم(2) هل فيكم الا الصلف(3) والعجب، والشنف(4) والكذب، وملق الاماء وغمز الاعداء(5) او كمرعى على دمنة(6) او كفضة على ملحودة(7) الا بئس ما قدمت لكم انفسكم ان سخط الله عليكم وفي العذاب انتم خالدون، اتبكون اخي؟ ! اجل والله فابكوا فانكم احرى بالبكاء فابكوا كثيرا، واضحكوا قليلا، فقد ابليتم بعارها، ومنيتم بشنارها(8) ولن ترحضوا ابدا(9) وانى ترحضون قتل سليل خاتم النبوة ومعدن الرسالة، وسيد شباب اهل الجنة، وملاذ حربكم، ومعاذ حزبكم ومقر سلمكم، واسى كلمكم(10) ومفزع نازلتكم، والمرجع اليه عند مقاتلتكم ومدرة حججكم(11) ومنار محجتكم، الاساء ما قدمت لكم انفسكم، وساء ما تزرون ليوم بعثكم، فتعسا تعسا ! ونكسا نكسا ! لقد خاب السعي، وتبت الايدي، وخسرت الصفة، وبؤتم بغضب من الله، وضربت عليكم الذلة والمسكنة، اتدرون ويلكم اي كبد لمحمد صلى الله عليه وآله فرثتم؟ ! واي عهد نكثتم؟ ! واي كريمة له ابرزتم؟ ! واي حرمة له هتكتم؟ ! واي دم له سفكتم؟ ! لقد جئتم شيئا ادا تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الارض وتخر الجبال هدا ! لقد جئتم بها شوهاء صلعاء، عنقاء، سوداء، فقماء خرقاء(12) كطلاع الارض، او ملا السماء(13) ___________________________________ (1) اى: حلته واقسدته بعد ابرام. (2) اى: خيانة وخديعة. (3) الصلف: الذى يمتح بما ليس عنده. (4) الشنف: البعض بغير حق. (5) الغمز: الطعن والعيب. (6) الدمنة: المزبلة. (7) الفضة: الجص. والملحودة: القبر. (8) الشنار: العار. (9) اى لن تغسلوها. (10) اى: دواء جرحكم. (11) المدرة زعيم القوم ولسانهم المتكلم عنهم. (12) الشوهاء: القبيحة. والفقهاء اذا كانت ثناياها العليا إلى الخارج فلا تقع على السفلى. والخرقاء: الحمقاء. (13) طلاع الارض: ملؤها. دعاء الامام الحسين رضي الله عنه على الشيعة الامام الحسين عليهم التي تلاحقهم وتصيبهم لقد دعا الامام الحسين رضي الله عنه على شيعته قائلاً : " اللهم إن متعتهم إلى حين ففرقهم فرقاً ( أي شيعاً وأحزاباً ) واجعلهم طرائق قددا ، و لا ترض الولاة عنهم أبدا ، فإنهم دعونا لينصرونا ، ثم عدوا علينا فقتلونا " { الإرشاد للمفيد 241 ، إعلام الورى للطبرسي 949، كشف الغمة --- المزيد الإمام علي بن الحسين زين العابدين رحمه الله وموقفه من الشيعة: وأما علي بن الحسين الملقب بزين العابدين فأبان عوارهم وأظهر عارهم وكشف من حقيقتهم فقال : إن اليهود أحبوا عزيراً حتى قالوا فيه ما قالوا، فلا عزير منهم ولا هم من عزير، وإن النصارى أحبوا عيسى حتى قالوا فيه ما قالوا فلا عيسى منهم ولا هم من عيسى، وأنا على سنة من ذلك، إن قوماً من شيعتنا سيحبونا حتى يقولوا فينا ما قالت اليهود في عزير وما قالت النصارى في عيسى، فلا هم منا ولا نحن منهم . هذا، وشيعته خذلوه وتركوه، ولم يبقى منهم إلا الخمسة كالرواية التي رويناها قبل، وأيضاً ما رواه فضل بن شاذان ["رجال الكشي" ص107]. أو ثلاثة كما ذكر جعفر بن الباقر أنه قال : ارتد الناس بعد قتل الحسين (ع) إلا ثلثه، أبو خالد الكابلي ويحيى بن أم الطويل وجبير بن مطعم - وروى يونس بن حمزة مثله وزاد فيه : وجابر بن عبد الله الأنصاري" ["رجال الكشي" ص113]. (الإمام الباقر وابنه الصادق رحمهما الله ويأسهما من الشيعة): وأما محمد الباقر فكان يائساً من الشيعة إلى حد حتى قال : لو كان الناس كلهم لنا شيعة لكان ثلثه أرباعهم لنا شكاكاً والربع الآخر أحمق" ["رجال الكشي" ص179]. ويشير جعفر أنه لم يكن لأبيه الباقر مخلصون من الشيعة إلا أربعة أو خمسة كما روى : إذا أراد الله بهم سوء صرف بهم عنهم السوء، هم نجوم شيعتى أحياءاً وأمواتاً، يحيون ذكر أبي، بهم يكشف الله كل بدعة، ينفون عن هذا الدين انتحال المبطلين وتأيول الغالين . ثم بكى فقلت : من هم؟ فقال : من عليهم صلوات الله عليهم ورحمته أحياء وأمواتاً بريد العجلي وزرارة وأبو بصير ومحمد بن مسلم" ["رجال الكشي" ص124]. وأما الباقر فكان لا يعتمد حتى ولا على هؤلاء، فكما روي عن هشام بن سالم عن زرارة أنه قال : سألت أبا جعفر عن جوائز العمال؟ فقال : لا بأس به، ثم قال : إنما أراد زرارة أن يبلغ هشاماً إني أحرم أعمال السلطان" ["رجال الكشي" ص140]. ثم وكيف كان هؤلاء ؟ فأعرفهم عن جعفر أيضاً، ولقد روى مسمع أنه سمع أبا عبد الله يقول : لعن الله بريداً، لعن الله زرارة" ["رجال الكشي" ص134]. وأما أبو بصير فقالوا : إن الكلاب كان تشغر في وجه أبي بصير" ["رجال الكشي ص155]. وأما جعفر بن الباقر فإنه أظهر شكواه عن شيعته بقوله حيث خاطب : أما والله لو أجد منكم ثلاثة مؤمنين يكتمون حديثي ما استحللت أن أكتمهم حديثاً" ["الأصول من الكافي" ج1 ص496 ط الهند]. ولأجل ذلك قال له أحد مريديه عبد الله بن يعفور كما رواه بنفسه : "قلت لأبي عبد الله عليه السلام : إني أخالط الناس فيكثر عجبي من أقوام لا يتولونكم ويتولون فلاناً وفلاناً لهم أمانة وصدق ووفاء، وأقوام يتولونكم ليس لهم تلك الأمانة ولا الوفاء ولا الصدق" ["الأصول من الكافي" ج1 ص375 ط طهران]. وفوق ذلك شكاكاً في القوم كله، ولأجل ذلك لم يكن يفتيهم إلا بفتاوى مختلفة حتى لا يفضوها إلى الأعداء والمخالفين كما مر بيانه مفصلاً. وإنه كان كثيراً ما يقول : ما وجدت أحداً يقبل وصيتي ويطيع أمري إلا عبد الله بن يعفور" ["رجال الكشي" ص213]. ومرة خاطب شيعته فقال : ما لكم وللناس قد حملتم الناس عليّ؟ إني والله ما وجدت أحداً يطيعني ويأخذ بقولي إلا رجلاً واحداً عبد الله بن يعفور، فإني أمرته وأوصيته بوصية فأتبع أمري وأخذ بقولي" ["الأصول من الكافي" ص215]. (الإمام موسى الكاظم ووصفه للشيعة) وأما ابنه موسى فإنه وصفهم بوصف لا يعرف وصف جامع ومانع لبيان الحقيقة مثله، وبه نتم الكلام، فإنه قال لو ميزت شيعتي لم أجدهم إلا واصفة، ولو امتحنتهم لما وجدتهم إلا مرتدين، ولو تمحصتهم لما خلص من الأف واحد، ولو غربلتهم غربلة لم يبقى منهم إلا ما كان لي، إنهم طالما اتكؤوا على الأرائك، فقالوا : نحن شيعة علي" ["الروضة من الكافي" ج8 ص228]. فهؤلاء هم أهل بيت علي رضي الله عنه وهذه هي أقوالهم وآراءهم في الذين يدعون أنهم شيعتهم، أتباعهم ومحبوهم وهم يكبّون عليهم الويلات، ويكيلون عليهم اللعنات، ويظهرون للناس حقيقتهم وما يكنون في صدورهم تجاههم، وما أكثر لعناتهم عليهم والبراءة منهم، ولكننا اكتفينا بهذا القدر لأنها كافية لمن أراد التبصر والهداية كما أننا بيّنّا الحقيقة ما يكنه الشيعة لأهل بيت علي رضي الله عنه ولأهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم من كتب القوم أنفسهم، ووضعنا النقاط على الحروف، فهل من عاقل يتعقل؟ وهل من بصير يتبصر؟ إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، والله أسأل أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه، وهو الهادي إلى سواء السبيل وعليه نتوكل وإليه ننيب.

من قتل الحسين : أهم أهل السنة ؟ أم معاوية ؟ أم يزيد بن معاوية ؟ أم من ؟

إن الحقيقة المفاجئة أننا نجد العديد من كتب الشيعة تقرر وتؤكد أن شيعة الحسين هم الذين قتلوا الحسين . فقد قال السيد محسن الأمين " بايع الحسين عشرون ألفاً من أهل العراق ، غدروا به وخرجوا عليه وبيعته في أعناقهم وقتلوه " { أعيان الشيعة 34:1 }. وكانو تعساً الحسين يناديهم قبل أن يقتلوه : " ألم تكتبوا إلي أن قد أينعت الثمار ، و أنما تقدم على جند مجندة؟ تباً لكم أيها الجماعة حين على استصرختمونا والهين ، فشحذتم علينا سيفاً كان بأيدينا ، وحششتم ناراً أضرمناها على عدوكم وعدونا ، فأصبحتم ألباً أوليائكم و سحقاً ، و يداً على أعدائكم . استسرعتم إلى بيعتنا كطيرة الذباب ، و تهافتم إلينا كتهافت الفراش ثم نقضتموها سفهاً ، بعداً لطواغيت هذه الأمة " { الاحتجاج للطبرسي }. ثم ناداهم الحر بن يزيد ، أحد أصحاب الحسين وهو واقف في كربلاء فقال لهم " أدعوتم هذا العبد الصالح ، حتى إذا جاءكم أسلمتموه ، ثم عدوتم عليه لتقتلوه فصار كالأسير في أيديكم ؟ لا سقاكم الله يوم الظمأ "{ الإرشاد للمفيد 234 ، إعلام الورى بأعلام الهدى 242}. وهنا دعا الحسين على شيعته قائلاً : " اللهم إن متعتهم إلى حين ففرقهم فرقاً ( أي شيعاً وأحزاباً ) واجعلهم طرائق قددا ، و لا ترض الولاة عنهم أبدا ، فإنهم دعونا لينصرونا ، ثم عدوا علينا فقتلونا " { الإرشاد للمفيد 241 ، إعلام الورى للطبرسي 949، كشف الغمة 18:2و38 } . ويذكر المؤرخ الشيعي اليعقوبي في تاريخه أنه لما دخل علي بن الحسين الكوفة رأى نساءها يبكين ويصرخن فقال : " هؤلاء يبكين علينا فمن قتلنا ؟ " أي من قتلنا غيرهم { تاريخ اليعقوبي 235:1

ولما تنازل الحسن لمعاوية وصالحه ، نادى شيعة الحسين الذين قتلوا الحسين وغدروا به قائلاً :" ياأهل الكوفة : ذهلت نفسي عنكم لثلاث : مقتلكم لأبي ، وسلبكم ثقلي ، وطعنكم في بطني و إني قد بايعت معاوية فاسمعوا و أطيعوا ، فطعنه رجل من بني أسد في فخذه فشقه حتى بلغ العظم { كشف الغمة540، الإرشاد للمفيد190، الفصول المهمة 162، مروج الذهب للمسعودي 431:1} . فهذه كتب الشيعة بأرقام صفحاتها تبين بجلاء أن الذين زعموا تشييع الحسين ونصرته هم أنفسهم الذين قتلوه ثم ذرفوا عليه الدموع ، وتظاهروا بالبكاء ، ولايزالون يمشون في جنازة من قتلوه إلى يومنا هذا ، ولو كان هذا البكاء يعكس شدة المحبة لأهل البيت فلماذا لايكون البكاء من باب أولى على حمزة عم النبي صلى الله عليه وسلم ، فإن الفظاعة التي قتل بها لا تقل عن الطريقة التي ارتكبت في حق الحسين رضي الله عنه حيث بقر بطن حمزة واستؤصلت كبده ، فلماذا لايقيمون لموته مأتماً سنوياً يلطمون فيه وجوههم ويمزقون ثيابهم ، ويضربون أنفسهم بالسيوف والخناجر ؟ أليس هذا من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ؟ بل لماذا لايكون هذا البكاء على موت النبي صلى الله عليه وسلم ؟! فإن المصيبة بموته تفوق كل شيء ؟ أم أن الحسين أفضل من جده لأنه تزوج ابنة كسرى الفارسية؟


  استنكار عبد الحسين حديث خلق الله آدم على صورته

 أولاً : ففي(ص59) أورد عبد الحسين حديث "خلق الله آدم على صورته": أخرج الشيخان البخاري ومسلم من طريق عَبْدُالرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ هَمَّامٍ بن منبه قال: هذا ما حدّثنا به أَبو هُرَيْرَةَ عَنِ رسول الله(ص) قَال:َ خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ طُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا، وزاد أحمد من طريق سعيد بن المسيب عن أبي هريرة مرفوعاً : في سبعة أذرع عرضاً قال: فَلَمَّا خَلَقَهُ قَالَ اذْهَبْ فَسَلِّمْ عَلَى أُولَئِكَ النَّفَرِ مِنَ الْمَلَائِكَةِ جُلُوسٌ فَاسْتَمِعْ مَا يُحَيُّونَكَ فَإِنَّهَا تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ قَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ فَقَالُوا السَّلَامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ، فَزَادُوهُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ فَكُلُّ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ آدَمَ وطوله ستون ذراعاً ، فَلَمْ يَزَلِ الْخَلْقُ يَنْقُصُ بَعْدُ حَتَّى الآنَ .

وأخذ المؤلف يصول ويجول ويشكك في هذا الحديث النبوي الشريف قائلا:(وهذا مما لا يجوز على رسول الله(ص) ولا على غيره من الأنبياء ولا على أوصيائهم (ع). ولعل أبا هريرة إنما أخذه عن اليهود بواسطة صديقه كعب الأحبار أو غيره ، فإن مضمون هذا الحديث إنما هو عين الفقرة السابعة والعشرين من الاصحاح الأول من اصحاحات التكوين من كتاب اليهود - العهد القديم - وإليك نصها بعين لفظه قال: فخلق الله الانسان على صورته، على صورة الله خلقه ذكرا وانثى خلقهم .

تقدس الله عن الصورة والكيفية والشبيه ، وتعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا ... ومرة رواه بلفظ : إذا ضرب أحدكم فليجتنب الوجه ولا يقل : قبح الله وجهك ووجه من أشبه وجهك فإن الله خلق آدم على صورته).

قلت : ونختصر لرد على مفتريات وأباطيل عبد الحسين، إن هذا الحديث رواه قومك بطرقهم الخاصة عن من يعتقدون فيهم العصمة المطلقة، ونحن لا يسعنا إلا كشف تدليسه..يزعم أنه بالغ في الفحص وأغرق في التنقيب عن أحاديث أبي هريرة حتى أسفر وجه الحق وظهر صبح اليقين ، فلم يجد إلا الأنكار عليه ، سبحان الله ما أتقاه ! .

لقد أثبت صحة هذا الحديث الخميني في كتابه "زبدة الأربعين حديثاً" (ص264) الحديث الثامن والثلاثون بعنوان " أن الله خلق آدم على صورته" والذي أورد من طريق أهل البيت حجج الله على خلقه حسب اعتقادهم، وإليك نص الحديث:

فعن محمد بن مسلم قال: سألت أبا جعفر(ع) عما يروون أن الله عزوجل خلق آدم على صورته فقال: هي صورة محدثة مخلوقة ، اصطفاها الله واختارها على سائر الصور المختلفة فأضافها إلى نفسه كما أضاف الكعبة إلى نفسه والروح إلى نفسه فقال تعالى: { بيتي } وقال: { ونفخت فيه من روحي}، ثم قال الخميني: ( وهذا الحديث من الأحاديث المشهورة بين السنة والشيعة، ويستشهد به دائماً، وقد أيّد الإمام الباقر(ع) صدروه وتولّى بيان المقصود منه ) .

وقد علق شيخهم محمد الكراجكي في "كنز الفوائد تحت عنوان " تأويل الخبر" ما نصه: ( إن سأل سائل ، فقال: ما معنى الخبر المروي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: إن الله تعالى خلق آدم على صورته ، أوليس ظاهر هذا الخبر يقتضي التشبيه له تعالى بخلقه ، فإن لم يكن على ظاهره ، فما تأويله ؟ : الجواب: قلنا : أحد الأجوبة عن هذا أن تكون الهاء عائدة إلى الله تعالى ، والمعنى أنه خلق على الصورة التي أختارها ، وقد يضاف الشيئ إلى مختاره . ومنها أن تكون الهاء عائدة إلى آدم ، ويكون المراد أن الله تعالى خلقه على صورته التي شوهد عليها ، لم ينتقل إليها عن غيرها كتنقل أولاده الذي يكون أحدهم نطفة ثم علقة مضغة ،ويخلق خلقا من بعد خلق ، ويولد طفلا صغيرا ثم يصير غلاما ثم شابا كهلا ، ولم يكن آدم (ع) كذلك ، بل خلق على صورته التي مات عليها .

و منها ما رواه الزهري عن الحسن قال مرّ النبي برجل من الأنصار وهو يضرب وجه الغلام له ويقول : قبح الله وجهك ووجه من تشبهه ، فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم : بئسما قلت ، إن الله خلق آدم على صورته ، يعني صورة المضروب . وهذه أجوبة صحيحة والحمد لله) .

فهل " عبد الحسين " أعلم من الخميني ؟! أم من الشيخ الكراجكي ؟! أم يريد أن يعلم الخميني و الشيخ الكراجكي وأمثاله علم الحديث ؟!! .

وقال شيخهم المحقق السيد هاشم الحسيني معلق كتاب التوحيد عند شرحه لهذا الحديث ما نصه:( هذا الكلام وجوه محتملة : فان الضمير إما يرجع إلى الله تعالى فالمعنى ما ذكره الإمام (ع) هنا على أن يكون الاضافة تشريفية كما في نظائرها أو المعنى أنه تعالى خلق آدم على صفته في مرتبة الامكان وجملة قابلا للتخلق باخلاقه ومكرما بالخلافة الاليهة ، وإما يرجع إلى آدم (ع) فالمعنى أنه تعالى خلق جوهر ذات آدم على صورته من دون دخل الملك المصور للأجنة في الأرحام كما لا دخل لغيره في تجهيز ذاته و ذات غيره أو المعنى أنه تعالى خلق آدم على صورته هذه من ابتداء أمره ولم يكن لجوهر جسمه انتقال من صورة إلى صورة كالصورة المنوية إلى العلقة إلى غيرهما ، أو المعنى أنه تعالى خلق آدم على صورته التي قبض عليها ولم يتغير وجهه وجسمه من بدئه إلى آخر عمره ، وإما يرجع إلى رجل يسبه رجل آخر كما فسر به في الحديث العاشر والحادي عشر من الباب الثاني عشر فراجع ) .

و أخرج الصدوق بإسناده عن أبي الورد بن ثمامة عن علي (ع) قال: سمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم رجلا يقول لرجل : قبح الله وجهك ووجه من يشبهك ، فقال: مه، لا تقل هذا ، فإن الله خلق آدم على صورته .

قال الصدوق في شرح الحديث ما نصه: ( تركت المشبهة من هذا الحديث أوّله و قالوا: إن الله خلق آدم على صورته ، فضلوا في معناه وأضلوا ) .

مسكين( عبد الحسين ) كم مرة يستعمل التقية والكذب والدجل فلا يفلح أبداً! يقول تقية أن :( أبا هريرة إنما أخذه عن اليهود بواسطة صديقه كعب الأحبار أو غيره ، فإن مضمون هذا الحديث إنما هو عين الفقرة السابعة والعشرين من الاصحاح الأول من اصحاحات التكوين من كتاب اليهود ) .

فهل الخميني والأئمة من أهل البيت أخذوا عن اليهود بواسطة كعب الأحبار؟!! أو غيره ؟! نعوذ بالله من هذا الاثم والبهتان .

أربعة فطاحل يروون الحديث ويأبى " عبد الحسين " إلا أن يتحامل على أبي هريرة رضي الله عنه دحضاً للحق ونصرة للباطل!ولكن هل يستحي" آية الكذب والدجل " ؟! بالطبع لا ، فيقول دجلا : ( على أن أبا هريرة قد تطور في هذا الحديث كما هي عادته فتارة رواه كما سمعت ، وتارة رواه بلفظ : إذا قاتل أحدكم أخاه فليجتنب الوجه فإن الله خلق آدم على صورته،ومرة رواه بلفظ: إذا ضرب أحدكم فليجتنب الوجه ولا يقل: قبح الله وجهك ووجه من أشبه وجهك فإن الله خلق آدم على صورته ) .

فاستمع إلى هذه الرواية الذي أخرج الصدوق بإسناده عن الحسين بن خالد ، قال: قلت للرضا(ع): يا ابن رسول الله إن الناس يروون أن رسول الله قال: إن الله خلق آدم على صورته ، فقال: قاتلهم الله ، لقد حذفوا أول الحديث ، إن رسول الله مرّ برجلين يتسابان ، فسمع أحدهما يقول لصاحبه ، قبح الله وجهك ووجه من يشبهك ، فقال: يا عبدالله لا تقل هذا لأخيك ، فإن الله عزوجل خلق آدم على صورته.

فلماذا يا عبد الحسين لم تنكر على أئمتك في روايتهم لهذا الحديث بعينه؟!!

ولماذا لم تنكر على رواتك كمحمد بن مسلم والحسين بن خالد، وأبي الورد بن ثمامة وغيرهم ، تزعم أنك بالغت في الفحص وأغرقت في التنقيب عن أحاديث أبي هريرة حتى أسفر وجه الحق وظهر صبح اليقين ، فلم تجد إلا الإنكار عليه !! ، أليس هذا من الكذب والدليس على المسلمين ؟! .

ومن هنا تدرك أيها القاري مدى تدليسه وكذبه، وما لفقه من تهم باطلة ، فهو يعلم موضع هذه الأحاديث وأقوال علماء الحديث عنده ، لأنه يعتبر من كبار مجتهدي الشيعة، ومن وصل إلى درجة الاجتهاد عندهم لابد وأن قرأ كل الكتب،ككتب علم الكلام والحديث والتفسير والرجال والنحو ، و...، وإلا لما لقب " بآية الله " عندهم ، ولكن هذا" الآية " يريد فقط أن ينتقم من أبي هريرة ويشفي غليله وحقده الأسود ، ولو أدى ذلك إلى الطعن في أئمته المعصومين، وعلمائه ، فهو يظن أن كل الناس مغفلين ! مثله ، لا يقرأون ولا يريدون أن يجهدوا أنفسهم عناء البحث والتنقيب .

وأما قوله تحت عنوان تنبيهان :( أنه إذا كان طول آدم ستين ذراعاً يجب مع تناسب أعضائه أن يكون عرضه سبعة عشر ذراعاً وسبع الذراع ، وإذا كان عرضه سبعة أذرع يجب أن يكون طوله أربعة وعشرين ذراعاً ونصف الذراع لأن عرض الانسان مع استواء خلقه بقدر سبعي طوله فما بال أبي هريرة يقول طوله ستون ذراعاً في سبعة أذرع عرضاً ؟ فهل كان آدم غير متناسب في خلقته مشوهاً في تركيبه ؟ كلا!

بل قال الله تعالى وهو أصدق القائلين { لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَنَ فىِ أَحْسَنِ تَقْوِيم } .

قلت: إن هذا الحديث قد رواه ثقتك الكليني في كافيه الذي تقول أنه أفضل وأتقن الكتب الأربعة عن أئمتك الذي تعتقد فيهم العصمة وبأنهم أفضل من الأنبياء!!

ففي روضة الكافي(ص 195 ح 308) بإسناده عن علي بن ابراهيم ، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب ، عن مقاتل بن سليمان قال سألت أبا عبدالله (ع) كم كان طول آدم عليه السلام حين هبط به إلى الأرض وكم كان طول حواء ؟ قال وجدنا في كتاب علي بن أبي طالب (ع) إن الله عزوجل لما أهبط آدم وزجته حواء عليها السلام إلى الأرض كانت رجلاه بثنية الصفا ورأسه دون أفق وإنه شكا إلى الله ما يصيبه من حر الشمس فأوحى الله عزوجل إلى جبريل عليه السلام إن آدم قد شكا ما يصيبه من حر الشمس فأغمزه وصير طوله سبعين ذراعاً بذراعه وأغمز حواء غمزة فيصير طولها خمسة وثلاثين ذراعاً بذراعها .

فهذا إمامك المعصوم يقول :" إن رجلي آدم كانت بثنية الصفا ورأسه دون الأفق ! بل يقول: إنه شكا إلى الله ما يصيبه من حر الشمس .. فأغمزه وصير طوله سبعين ذراعاً ! ، فهل كان آدم غير متناسب في خلقته مشوهاً في تركيبه ؟

إن علماءك عدّوا هذا الحديث من مشكلات الأخبار !! .

قال نعمة الله الجزائري في قصص الأنبياء (ص35) ما نصه: ( أقول هذا الحديث عده المتأخرون من مشكلات الأخبار من وجهين .... ) .

ثم بين الجزائري هذين الوجهين، فراجعهما .

كما أن السيد عبدالله شبر قد شرح هذا الحديث الشريف في كتابه " مصابيح الأنوار(1/405) في حل مشكلات الأخبار" من عشرة وجوه ، فراجعها إن شئت .

كما أن المجلسي في مرآته (26/171- 177 ) شرح هذا الحديث من عدة وجوه، قال:( إعلم إن هذا الخبر من المعضلات التي حيرت أفهام الناظرين والعويصات التي رجعت عنها بالخيبة أحلام الكاملين والقاصرين )


 من سره أن يحيا حياتي ويموت مماتي

 قال الرافضي ص191 - حديث من سره أن يحيا حياتي.

 قال رسول الله صلى الله عليه وآله : (من سره أن يحيا حياتي، ويموت مماتي، ويسكن جنة عدن غرسها ربي، فليوال علياً من بعدي، وليوال وليه، وليقتد بأهل بيتي من بعدي، فإنهم عترتي خلقوا من طينتي، ورزقوا فهمي وعلمي، فويل للمكذبين بفضلهم من أمتي، القاطعين فيهم صلتي لا أنالهم الله شفاعتي).

 وهذا الحديث هو كما نرى من الأحاديث الصحيحة، التي لا تقبل التأويل، ولا تترك للمسلم أي اختيار، بل تقطع عليه كل حجة، وإذا لم يوال علياً، ويقتد بأهل البيت عترة رسول الله صلى الله عليه وآله، فهو محروم من شفاعة جدهم رسول الله، وتجدر الإشارة هنا: بأنه خلال البحث الذي قمت به شككت في البدء في صحة هذا الحديث، واستعظمته لما فيه من تهديد ووعيد لمن كان على خلاف مع علي وأهل البيت، وخصوصاً أن هذا الحديث لا يقبل التأويل، وخفت الوطأة عندما قرأت في كتاب الإصابة لابن حجر العسقلاني بعدما أخرج الحديث قوله: «قلت في إسناده يحيى بن يعلي المحاربي وهوواه» وأزال ابن حجر بهذا القول بعض الإشكال الذي علق بذهني إذ تصورت أن

يحيى بن يعلي المحاربي هو واضع الحديث، وهو ليس بثقة، ولكن الله سبحانه وتعالى أراد أن يوقفني على الحقيقة بكاملها، وقرأت يوماً كتاب: (مناقشات عقائدية في مقالات إبراهيم الجبهان)

 وأوقفني هذا الكتاب على جلية الحال إذ تبين أن يحيى بن يعلي المحاربي هو من الثقات الذين اعتمدهم الشيخان مسلم والبخاري، وتتبعت بنفسي فوجدت البخاري يخرج له أحاديث في باب غزوة الحديبية من جزئه الثالث في صفحة عدد 31، كما أخرج له مسلم في صحيحه في باب الحدود من جزئه الخامس في صفحة عدد 119...

 وعرفت بعد ذلك أن بعض علمائنا يحاولون جهدهم تغطية الحقيقة، لئلا ينكشف أمر الصحابة والخلفاء الذين كانوا أمراءهم وقدوتهم».

الجواب

 أن ما ادعاه من صحة الحديث فكذب، والمرجع في الحكم على الأحاديث بالصحة أو الضعف هم جهابذة هذا العلم من أهل السنة والجماعة، أهل الصدق والورع، لا هذا الرافضي الجاهل الأفاك وهذا الحديث قد حكم العلماء بضعفه بل بوضعه.

 قال ابن منده: «لا يصح».1

 وقال الذهبي في التلخيص معلقاً على كلام الحاكم في حكمه  

(1) نقله عن ابن منده الحافظ ابن حجر في الإصابة 4/35.

بصحة الحديث: «أنى له الصحة، والقاسم بن أبي شيبة متروك وشيخه ضعيف، واللفظ ركيك، فهو إلى الوضع أقرب».1

 كما حكم العلامة محمد ناصر الدين الألباني على الحديث بالوضع في سلسلة الأحاديث الضعيفة(2)، وبهذا يظهر كذب المؤلف في ادعائه صحة الحديث عند أهل السنة.

 وأما ادعاء الرافضي بأن يحيى بن يعلي المحاربي قد روى هذا الحديث، وأن ابن حجر ضعفه ليرد الحديث، ويخفي الحقيقة، مع أن يحيى بن يعلي المحاربي هو من رجال الشيخين، وأخرجا له عدة أحاديث في الصحيحين.

 فهذا من أعظم الكذب والتلبيس، فإن هذا الحديث لم يرد في سنده: يحيى بن يعلي المحاربي، وإنما روي من طريق: يحيى بن يعلي الأسلمي كما أخرجه الحاكم، وكذا رواه أبو نعيم في الحلية، والهيثمي في مجمع الزوائد من طريقه(3)، ويحيى الأسلمي: ضعيف كما صرح بذلك النقاد.

(1) التلخيص مع المستدرك 3/139.

(2) 2/294-299.

(3) انظر: المستدرك للحاكم 3/139، ح4642، وحلية الأولياء لأبي نعيم 4/349، ومجمع الزوائد 9/108.

 قال يحيى بن معين: «ابن يعلي الأسلمي ليس بشيء».(1)

 قال البخاري: «مضطرب الحديث».(2)

 وهذا بخلاف يحيى بن يعلي المحاربي فهو ثقة.(3)

 فظهر بهذا ضعف الحديث، وافتراء المؤلف في رميه لابن حجر بالتزوير وقلب الحقائق، وهو بريء من كل ذلك -رحمه الله رحمة واسعة- ومثله منزه عن هذه التهم، وإنما الذي حصل أنه قال في كتاب الاصابة بعد أن ذكر الحديث بسنده: «قلت في اسناده يحيى بن يعلي المحاربي وهو واه»(4)، فلفظة: (المحاربي) وهم من ابن حجر، أوتصحيف من النساخ، والمقصود قطعاً هو (الأسلمي) وذلك لعدة أمور:

 الأول: أن المحاربي لم يرد أصلاً في سند الحديث.

 الثاني: أن ابن حجر قال: قلت: في سنده فلان فتبين أنه أراد راوي الحديث وهو الأسلمي لا المحاربي.

 الثالث: التشابه الكبير بين الرجلين في الإسم حيث إن كلاً

(1) الكامل في الضعفاء لابن عدي 7/2688.

(2) المصدر نفسه

(3) انظر: ميزان الاعتدال للذهبي 4/415.

(4) الإصابة 4/35.

منهما: يحيى بن يعلي وهذا سبب قوي في حصول مثل هذا الخطأ.

 الرابع: أن الحكم الذي ذكره ابن حجر في نقد الراوي مناسب لما ذكره العلماء في يحيى الأسلمي على ما تقدم نقل كلامهم فيه، مما يدل على أنه هو المراد في كلام ابن حجر.

 الخامس: أن ابن حجر نفسه صرح بتوثيق المحاربي، وتضعيف الأسلمي في التقريب(1) مما يقطع بأن ماوقع في الإصابة وهم أو خطأ من النساخ.

 وهذا كله مما يدل على براءة ابن حجر -رحمه الله- مما رماه به هذا الرافضي، ومثل هذا الخطأ يحصل كثيراً في كلام أهل العلم، إما بسبب وهم للعالم، أو بسبب خطأ من النساخ، ولا يضر العالم في شيء. لكن هذا الرافضي يحمله الهوى والكذب، على اتهام هذا الإمام بما قال، وهذه طريقة الرافضة في الانتصار لمعتقدهم الفاسد، أنهم لا يتورعون عن الكذب والتزوير، ورمي الناس بالظلم في سبيل تقرير ما يريدون، وأشد من هذا تطاولهم على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم بالتحريف والتغيير، والإنكار الصريح لمدلولات نصوصهما فأي خير يرجى منهم بعد هذا، وأي ثقة تبقى في نقلهم وأخبارهم.

(1) انظر: تقريب التهذيب ص598


  منع أم المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب أن يدفن عند جده

أقول للرافضة هذا الحديث في كتبكم ضعيف وبعد بيان بطلانه إن شاء الله سأذكر قصة دفن الحسن بن علي رضي الله عنه وكيف استأذن أم المؤمنين فرضيت رضي الله عنها ومكان دفنه إن شاء الله أقول أولا الحديث في كتب الرافضة : في الكافي لمعرفة القصة كاملة وكم هي سخيفة عندهم عليك بالرابط http://www.al-shia.com/html/ara/book...afi-1/131.html باب الاشارة والنص على الحسين بن علي عليهما السلام (( 1 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن بكر بن صالح [قال الكليني[ وعدة من أصحابنا، عن ابن زياد، عن محمد بن سليمان الديلمي، عن هارون بن الجهم، عن محمد ابن مسلم قال سمعت ابا جفعر عليه السلام يقول: لما حضر الحسن بن علي عليهما السلام الوفاة قال للحسين عليه السلام: يا أخي إني اوصيك بوصية فاحفظها، إذا أنا مت فهيئني ثم وجهني إلى رسول الله صلى الله عليه .......... فقالت نحوا ابنكم عن بيتي، فإنه لا يدفن في بيتي ويهتك على رسول الله حجابه، ........)) قال المجلسي في مرآة العقول ج3 ص304 الحديث الأول : ضعيف . (( 3 - وبهذا الاسناد، عن سهل، عن محمد بن سليمان، عن هارون بن الجهم، عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: لما احتضر الحسن بن علي عليهما السلام قال للحسين: يا أخي إني اوصيك بوصية فاحفظها، فإذا أنا مت فهيئني ثم وجهني إلى رسول الله صلى الله عليه السلم لاحدث به عهدا ثم اصرفني إلى امي فاطمة عليها السلام ثم ردني فادفني بالبقيع،........... فلما اوقف على قبر رسول الله صلى الله عليه وآله بلغ عائشة الخبر وقيل لها: إنهم قد أقبلوا الحسن بن علي ليدفن مع رسول الله فخرجت مبادرة على بغل بسرج - فكانت أول امرأة ركبت في الاسلام سرجا - فوقفت وقالت: نحوا ابنكم عن بيتي، فإنه لا يدفن فيه شئ ولا يهتك على رسول الله حجابه، ..........)) قال المجلسي في مرآة العقول ج3 ص313 الحديث الثالث ضعيف .  

قال الطوسي في الأمالي :  حدثنا محمد بن محمد ، قال : حدثنا أبو الحسن علي بن بلال المهلبي ، قال : حدثنا مزاحم بن عبد الوارث بن عباد البصري بمصر ، قال : حدثنا محمد بن زكريا الغلابي ، قال : حدثنا العباس بن بكار ، قال : حدثنا أبو بكر الهذلي ، عن عكرمة ، عن ابن عباس . قال الغلابي : وحدثنا أحمد بن محمد الواسطي ، قال : حدثنا محمد بن صالح ابن النطاح ومحمد بن الصلت الواسطي ، قالا : حدثنا عمر بن يونس اليمامي ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس . قال : وحدثنا أبو عيسى عبيد الله بن الفضل الطائي ، قال : حدثنا الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) ، قال : حدثني محمد بن سلام الكوفي ، قال : حدثنا أحمد بن محمد الواسطي ، قال : حدثنا محمد بن صالح ، ومحمد بن الصلت ، قالا : حدثنا عمر بن يونس اليمامي ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس ، قال : دخل الحسين بن علي ( عليهما السلام ) على أخيه الحسن بن علي ( عليهما السلام ) في مرضه الذي توفي فيه ، فقال له : كيف تجدك يا أخي ؟ ........

 أقول لدينا هنا عدة أسانيد ولنأخذها واحدا واحدا

الأول :  المهلبي ، قال : حدثنا مزاحم بن عبد الوارث بن عباد البصري بمصر ، قال : حدثنا محمد بن زكريا الغلابي ، قال : حدثنا العباس بن بكار ، قال : حدثنا أبو بكر الهذلي ، عن عكرمة ، عن ابن عباس  

لدينا هنا عدة مشاكل :

1- مزاحم بن عبدالوارث بن عباد البصري . قال فيه ( حسين الأستاذ ولي و علي أكبر غفاري )

محققا الأمالي في الهامش : ( لم نعثر على عنوان مزاحم بن عبدالوارث في كتب الرجال )!!!!! نشر دار المفيد بيروت صفحة ( 105 ) وقال علي النمازي الشاهرودي في كتابه مستدركات علم الرجال ج 7 تحت رقم ( 14849 ) ( مزاحم بن عبدالوارث بن عباد البصري لم يذكروه ) فالرجل لا يعرفه علماء الرافضة فهو مجهول لديهم مجهول حال ومجهول عين . المشكلة الثانية 2- العباس بن بكار . جاء في زبدة المقال من معجم الرجال لبسام مرتضي [ وهو ملخص لمعجم الخوئي [لعباس بن بكار ( مجهول ) ج 1 ص 563 وجاء في المفيد من معجم رجال الحديث ( لمحمد الجواهري ) برقم ( 6172 - 6162 - 6163 ) العباس بن بكار الضبي ( مجهول ) وذكره علي النمازي الشاهرودي بالأسم في كتاب مستدركات علم الرجال فالرجل لا يعرف . ولم ينص على توثيقه أحد فهو مجهول . وفيه أبو بكر الهذلي أيضا ولكن ما سبق يكفي لنسف الإسناد الأول . هذا الرافضة الذين يتعلقون بالأكاذيب وتستمر الغارة السنية لدك أكاذيب الرافضة والتي اتخذوها دينا بعد نسف السند الأول في كتاب الطوسي أنتقل للسند التالي قال الطوسي في أماليه  

حدثنا محمد بن محمد ، قال : حدثنا أبو الحسن علي بن بلال المهلبي ، قال : حدثنا مزاحم بن عبد الوارث بن عباد البصري بمصر ، قال : حدثنا محمد بن زكريا الغلابي ، قال : حدثنا العباس بن بكار ، قال : حدثنا أبو بكر الهذلي ، عن عكرمة ، عن ابن عباس . قال الغلابي : وحدثنا أحمد بن محمد الواسطي ، قال : حدثنا محمد بن صالح ابن النطاح ومحمد بن الصلت الواسطي ، قالا : حدثنا عمر بن يونس اليمامي ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس . قال : وحدثنا أبو عيسى عبيد الله بن الفضل الطائي ، قال : حدثنا الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) ، قال : حدثني محمد بن سلام الكوفي ، قال : حدثنا أحمد بن محمد الواسطي ، قال : حدثنا محمد بن صالح ، ومحمد بن الصلت ، قالا : حدثنا عمر بن يونس اليمامي ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس ، قال : دخل الحسين بن علي ( عليهما السلام ) على أخيه الحسن بن علي ( عليهما السلام ) في مرضه الذي توفي فيه ، فقال له : كيف تجدك يا أخي ؟ ........

فالأول أنتهى والآن الثاني :

قال الغلابي : وحدثنا أحمد بن محمد الواسطي ، قال : حدثنا محمد بن صالح ابن النطاح ومحمد بن الصلت الواسطي ، قالا : حدثنا عمر بن يونس اليمامي ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس

 أقول في هذا السند الغلابي والإسناد قبل الغلابي فيه : مزاحم بن عبد الوارث بن عباد البصري وهو المجهول الذي سبق ذكره وهو في كل السلسة ولكن لمزيد تحطيم للرافضة أقول في السند أيضا : 1- (( محمد بن الصلت )) في زبدة المقال : ( مجهول ) ج 2 ص 324. وفيه 2- (( محمد بن صالح بن النطاح )) أقول لم أجد له أثر في كتب رجال الرافضة فإن وجده الرافضة فليتحفونا به وعلى هذا فهو مجهول الحال حتى يتبين لنا وجوده ومن نص على توثيقه . وفيه أيضا . 3- (( عمر بن يونس اليمامي )) قال الشاهرودي (( لم يذكروه )) فهو مجهول الحال لم يوثقه أحد ج 6 برقم ( 11152 ) فالسند كله مجاهيل لا ذكر لهم ولا حس ولا خبر ثم أنتقل للسند الثالث : وهو عن طريق الغلابي أيضا و كما مر في الإسناد الأول أن شيوخ الغلابي في السند مجاهيل ولكن لكي تقر عيون الرافضة أقول هذا سندكم الثالث والأخير ولا عزاء لكم :

قال : وحدثنا أبو عيسى عبيد الله بن الفضل الطائي ، قال : حدثنا الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) ، قال : حدثني محمد بن سلام الكوفي ، قال : حدثنا أحمد بن محمدالواسطي ، قال : حدثنا محمد بن صالح ، ومحمد بن الصلت ، قالا : حدثنا عمر بن يونس اليمامي ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس ، قال : دخل الحسين بن علي ( عليهما السلام ) على أخيه الحسن بن علي ( عليهما السلام ) في مرضه الذي توفي فيه ، فقال له : كيف تجدك يا أخي ؟ ........

ففيه أيضا : 1- (( عبيد الله بن الفضل )) في زبدة المقال (( مجهول )) ج 1 ص 665 وفيه 2- (( الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب )) قال الشاهرودي (( لم يذكروه )) ج 3 برقم 4502 فعلى هذا هو مجهول . 3- (( محمد بن سلام الكوفي )) ذكره الشاهرودي في المستدركات ولم يذكر أن أحدا نص على توثيقه ج 7 برقم 13437 وقال الطوسي من أصحاب جعفر الصادق [ 4111 [ وهذا كما هو معلوم ليس توثيق . وأختم بقول محمد الجواهري في كتابه (( المفيد من معجم رجال الحديث )) (( محمد بن سلام البكري مولاهم الكوفي من أصحاب الصادق ( ع ) مجهول )) 10881 - 10854 - 10859 وفيه 4- حدثنا محمد بن صالح ، ومحمد بن الصلت ، قالا : حدثنا عمر بن يونس اليمامي . مر معنا أنهم مجاهيل . والآن أين الرافضة هل تلعنون زوجة النبي صلي الله عليه وسلم بسبب هذه الأكاذيب التي تسمعونها ليل نهار؟؟؟

وهنا أطلب من أي رافضي أن يأتي بسند صحيح غير ما مر ظلمات لكي نعرف حقيقة ما حصل وهل هو أسطورة رافضية أم حقيقة واقعية  و يستمر الموضوع فبعد نسف أكاذيب الرافضة أريد عرض ما قاله الألوسي رحمه الله في تفسيره عن هذه الخرافة الرافضية قال رحمه الله : (( ولهم في هذا الباب أكاذيب لا يعول عليها ولا يلتفت أريب إليها منها أن عائشة رضي الله تعالى عنها أذنت للحسن رضي الله تعالى عنه حين أستأذنها في الدفن في الحجرة المباركة ثم ندمت بعد وفاته رضي الله تعالى عنه وركبت على بغلة لها وأتت المسجد ومنعت الدفن ورمت السهام على جنازته الشريفة الطاهرة وأدعت الميراث وأنشأ إبن عباس رضي الله تعالى عنهما يقول : تجملت تبغلت ** وإن عشت تفيلت لك التسع من الثمن ** فيف الكل ملكت وركاكة هذ الشعر تنادي بكذب نسبته إلى ذلك الحبر رضي الله تعالى عنه وليت شعري أي حاجة لها إلى الركوب ومسكنها كان تلك الحجرة المباركة فلو كانت بصدد المنع لأغلقت بابها ثم إنها رضي الله تعالى عنها كيف يظن بها ولها من العقل الحظ الأوفر بالنسبة إلى سائر أخواتها أمهات المؤمنين ))اهـ . وهذا كاف لبيان سخف قول الرافضة وما فيه من خفة عقل والآن سننتقل للقسم الآخر من الموضوع وهو حقيقة مرة للرافضة في {{ أذن أم المؤمنين للحسن بن علي بالدفن عند النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه }} {{وأنها آثرته على نفسها عن طيب نفس }} جاء في أسد الغابة [ جزء 1 - صفحة 261 [ في سياق الكلام عن الإمام الحسن بن علي رضي الله عنه . ( ولما حضرته الوفاة أرسل إلى عائشة يطلب منها أن يدفن مع النبي صلى الله عليه وسلم فلقد كنت طلبت منها فأجابت إلى ذلك فلعلها تستحي مني فإن أذنت فادفني في بيتها وما أظن القوم يعني بني أمية إلا سيمنعونك فإن فعلوا فلا تراجعهم في ذلك وادفني في بقيع الغرقد فلما توفي جاء الحسين إلى عائشة في ذلك فقالت : نعم وكرامة )

وفي تاريخ دمشق [ جزء 13 - صفحة 289 [ ( أن حسن بن علي بن أبي طالب أصابه بطن فلما عرف بنفسه الموت أرسل إلى عائشة زوج النبي ( صلى الله عليه وسلم ) أن تأذن له أن يدفن مع النبي ( صلى الله عليه وسلم ) في بيتها فقالت نعم بقي موضع قبر واحد قد كنت احب أن ادفن فيه وأنا اؤثرك به ) وفي الاستيعاب [ جزء 1 - صفحة 115 [ (وقد كانت أباحت له عائشة أن يدفن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتها وكان سألها ذلك في مرضه وقد كنت طلبت إلى عائشة إذا مت أن تأذن لي فأدفن في بيتها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت نعم وإني لا أدري لعلها كان ذلك منها حياء فإذا أنا مت فاطلب ذلك إليها فإن طابت نفسها فادفني في بيتها .......... فلما مات الحسن أتى الحسين عائشة فطلب ذلك إليها فقالت نعم وكرامة ) و سأذكر بعد ذلك ما الذي حصل وأين دفن الحسن رضي الله عنه وأين دفنت أم المؤمنين رضي الله عنهم جميعا  

بعد أن تبين أن أم المؤمنين رضي الله عنها لم تمانع من دفن الحسن بن علي رضي الله عنه في بيتها عند جده صلي الله عليه وسلم ننتقل لما حصل بعد موت الحسن : توفي الحسن و اختلف في سبب وفاته هل مات مسموما أم لم يمت منه الله أعلم بهذا .

جاء في تاريخ دمشق : [ جزء 13 - صفحة 289 [ (( أن حسن بن علي بن أبي طالب أصابه بطن فلما عرف بنفسه الموت أرسل إلى عائشة زوج النبي ( صلى الله عليه وسلم ) أن تأذن له أن يدفن مع النبي ( صلى الله عليه وسلم ) في بيتها فقالت نعم بقي موضع قبر واحد قد كنت احب أن ادفن فيه وأنا اؤثرك به فلما سمعت بنو أمية ذلك لبسوا السلاح فاستلأموا بها وكان الذي قام بذلك مروان بن الحكم فقال والله لا يدفن عثمان بن عفان بالبقيع ويدفن حسن مع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ولبست بنو هاشم السلاح وهموا بالقتال وبلغ ذلك الحسن بن علي فأرسل إلى بني هاشم فقال لهم رسوله يقول لكم الحسن إذا بلغ الأمر هذا فلا حاجة لي به ادفنوني إلى جنب أمي فاطمة بالبقيع فدفن إلى جنب فاطمة ابنة رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) )) قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في الفتح : [ جزء 13 - صفحة 308 (( وذكر بن سعد من طرق ان الحسن بن علي أوصى اخاه ان يدفنه عندهم ان لم يقع بذلك فتنة فصده عن ذلك بنو أمية فدفن بالبقيع )) البداية والنهاية [ جزء 8 - صفحة 44 [ ( عن أبى عتيق قال سمعت جابر عبد الله يقول شهدنا حسن بن على يوم مات وكادت الفتنة تقع بين الحسين بن على ومروان بن الحكم وكان الحسن قد عهد إلى أخيه أن يدفن مع رسول الله فان خاف أن يكون فى ذلك قتال أو شر فليدفن بالبقيع فأبى .............قال جابر فكلمت يومئذ حسين بن على فقلت يا أبا عبد الله اتق الله ولا تثر فتنة فان أخاك كان لا يحب ما ترى فادفنه بالبقيع مع أمه ففعل .................وقد روى الواقدى عن أبى هريرة نحوا من هذا وفى رواية أن الحسن بعث يستأذن عائشة فى ذلك فأذنت له فلما مات لبس الحسين السلاح وتسلح بنو أمية وقالوا لا ندعه يدفن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أيدفن عثمان بالبقيع ويدفن الحسن بن على فى الحجرة !! )) من الذي أقتع الحسين رضي الله عنه بترك القتال ؟؟ جاء في البداية والنهاية [ جزء 8 - صفحة 44 [ (( فلما خاف الناس وقوع الفتنة أشار سعد بن أبى وقاص وأبو هريرة وجابر وابن عمر على الحسين أن لايقاتل فامتثل ودفن أخاه قريبا من قبر أمه بالبقيع رضى الله عنه ............. [ أن أبا هريرة [ قائما على مسجد رسول الله يوم مات الحسن بن على وهو ينادى بأعلا صوته يا أيها الناس مات اليوم حب رسول الله فابكوا وقد اجتمع الناس لجنازته حتى ما كان البقيع يسع أحدا من الزحام وقد بكاه الرجال والنساء سبعا )) . وفي الاستيعاب [ جزء 1 - صفحة 116 [ (( بلغ ذلك أبا هريرة فقال والله ما هو إلا ظلم يمنع الحسن أن يدفن مع أبيه والله إنه لابن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم انطلق إلى الحسين فكلمه وناشده الله وقال له أليس قد قال أخوك إن خفت أن يكون قتال فردوني إلى مقبرة المسلمين فلم يزل به حتى فعل وحمله إلى البقيع فلم يشهده يومئذ من بني أمية إلا سعيد بن العاص )) وصف قبر الحسن ومكانه حمل الحسن بن علي للبقيع بعد أن كادت تنشب الفتنة

جاء في تاريخ دمشق [ جزء 13 - صفحة 290 [ (( فدفن في المقبرة إلى جنب فاطمة قال فائد واخبرني مولاي ومن شئت من اهلي ممن مضى منهم أن قبر فاطمة مواجه الخوخة التي في دار نبيه ابن وهب وطريق الناس بين قبر فاطمة وبين خوخة نبيه قال اظن الطريق سبع اذرع قال فائد وقال لي منقذ الحفار أن في المقبرة قبرين متطابقين بالحجارة قبر حسن بن علي وقبر عائشة زوج النبي ( صلى الله عليه وسلم ) فنحن لا نحركهما قال فائد وقال لي منقذ الحفار أن في المقبرة قبرين متطابقين بالحجارة قبر حسن بن علي وقبر عائشة زوج النبي ( صلى الله عليه وسلم ) فنحن لا نحركهما )) متى توفي الحسن بن علي سيد شباب أهل الجنة ؟؟ الاستيعاب [ جزء 1 - صفحة 115 [ ((ومات الحسن بن علي رضي الله عنهما بالمدينة واختلف في وقت وفاته فقيل مات سنة تسع وأربعين وقيل بل مات في ربيع الأول من سنة خمسين بعد ما مضى من إمارة معاوية عشر سنين وقيل بل مات سنة إحدى وخمسين ودفن ببقيع الغرقد وصلى عليه سعيد بن العاص وكان أميرا بالمدينة قدمه الحسين للصلاة على أخيه وقال لولا أنها سنة ما قدمتك )) وهنا سؤال إن كان الحسن لم يدفن في بيت أم المؤمنين فهل دفنت فيه أم المؤمنين ؟؟؟ سيأتي ذكر ذلك في الخاتمة إن شاء الله و للحديث خاتمة بالفوائد من هذه الحادثة ستأتي إن شاء الله

 بعد أن دفن الحسن رضي الله عنه بقرب أمه فاطمة الزهراء بالبقيع بقي المكان الذي كان قد وهب له خاليا فلماذا لم تدفن فيه أم المؤمنين ؟ روى البخاري والطبراني في الكبير وغيرهم عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها : ( أنها أوصت عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما لا تدفني معهم وادفني مع صواحبي بالبقيع لا أزكى به أبدا ) البخاري باب : ( باب ما جاء في قبر النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر رضي الله عنهما ) قال الحافظ في فتح الباري - ابن حجر [ جزء 13 - صفحة 307 [ ( أكره ان أزكى ) بفتح الكاف الثقيلة على البناء للمجهول أي ان يثني علي أحد بما ليس في بل بمجرد كوني مدفونة عنده دون سائر نسائه فيظن اني خصصت بذلك من دونهن لمعنى في ليس فيهن وهذا منها في غاية التواضع ) وجاء عند الحاكم المستدرك [ جزء 4 - صفحة 7 [ قالت عائشة رضي عنها : ( و كانت تحدث نفسها أن تدفن في بيتها مع رسول الله صلى الله عليه و سلم و أبي بكر فقالت : إني أحدثت بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم حدثا أدفنوني مع أزواجه فدفنت بالبقيع ) هذا حديث صحيح على شرط الشيخين و لم يخرجاه تعليق الذهبي قي التلخيص : على شرط البخاري ومسلم أقول إن كانت قد أحدثت حدثا فهذا النص دليل توبة منها رضي الله عنها وتواضعها وإقرارها بعدم فعل الأولى إن كان قد وقع منها و أنها توابة رجاعة للخير والحق رضي الله عنها . قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : مجموع الفتاوى [ جزء 27 - صفحة 419 [ ( ولما إحتضرت عائشة رضى الله عنها أوصت أن تدفن مع صواحباتها بالبقيع ولا تدفن هناك فعلت هذا تواضعا أن تزكى به ). وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله : فتح الباري - ابن حجر [ جزء 13 - صفحة 308 [ ( قال بن بطال عن المهلب انما كرهت عائشة ان تدفن معهم خشية ان يظن أحد انها أفضل الصحابة بعد النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه ) متى توفيت أم المؤمنين ومن نزل قبرها رضي الله عنها ومن صلى عليها ؟ قال ابن عبدالبر رحمه الله في الاستيعاب [ جزء 1 - صفحة 609 [ ( وتوفيت عائشة سنة سبع وخمسين وذكره المدايني عن سفيان بن عيينة عن هشام بن عروة عن أبيه وقال خليفة بن خياط وقد قيل : إنها توفيت سنة ثمان وخمسين ليلة الثلاثاء لسبع عشرة ليلة خلت من رمضان أمرت أن تدفن ليلا فدفنت بعد الوتر بالبقيع وصلى عليها أبو هريرة ونزل في قبرها خمسة : عبد الله وعروة ابنا الزبير والقاسم بن محمد وعبد الله ابن محمد بن أبي بكر وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر فالله أعلم ذكر ذلك صالح بن الوجيه والزبير وجماعة من أهل السير والخبر) الوافي في الوفيات [ جزء 1 - صفحة 2326 [ ( وتوفيت رضي الله عنها سنة سبع وخمسين من الهجرة وقيل ثمان وخمسين وأمرت أن تدفن ليلاً فدفنت بعد الوتر بالبقيع وصلى عليها أبو هريرة ونزل في قبرها خمسة : عبد الله وعروة ابنا الزبير والقاسم بن محمد وعبد الله بن محمد بن أبي بكر وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر ) وجاء عند الحاكم المستدرك [ جزء 4 - صفحة 5 [ ( ماتت عائشة ليلة السابع عشرة من رمضان بعد الوتر فأمرت أن تدفن من ليلتها و اجتمع الأنصار و حضروا فلم تر ليلة أكثر ناسا منها نزل أهل العوالي فدفنت بالبقيع . قال ابن عمر : فحدثني ابن جريج عن نافع قال : شهدت أبا هريرة صلى على عائشة رضي الله عنها بالبقيع و ابن عمر في الناس لا ينكره و كان مروان اعتمر تلك السنة فاستخلف أبا هريرة ) اللهم أرحم أم المؤمنين والحسن وأجمعنا معهم تحت ظل عرشك يوم لا ظل إلا ظلك اللهم آمين  

وبعد هذه الجولة سأحاول أخذ العبر والدروس المستفادة من هذه القصة و أتمنى من جميع إخواني المشاركة واستنتاج الفوائد مما سبق ذكره . يمكن أن نستفيد ما يلي : 1- أن الأصل عند الرافضة بالاستدلال وبناء المواقف من الشخصيات الإسلامية إنما يقوم في الأساس على القصص المكذوبة فيستدلون بها مع علمهم بأنها مكذوبة كحال هذه القصة . 2- [ عكس السابق [ أن أهل السنة والجماعة لا يستدلون إلا بما ثبت لديهم وتسالم عليه أهل التأريخ وخصوصا إن كان في باب أخذ المواقف ممن لهم قدم صدق في دين الله تعالى . 3- من الفوائد بطلان قصة منع أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها للحسن بأن يدفن بجوار جده . 4- ومنها صفاء قلب أم المؤمنين للحسن بن علي و فرحها بان يكون بقرب جده ودل على ذلك قولها لما طلبها الإذن (( نعم وكرامة )) . 5- أن إذن أم المؤمنين لم يكن مجاملة للحسن في حال حياته كما يظن البعض بل إنها أنفذت وعدها بالرضى حتى بعد وفاة الحسن رضي الله عنه مما


 الرد على شبهة سبّ الصحابة

 قال الله تعالى :لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم

فهنا يشهد الله وكفي به شاهدا شهد برضوانه عليهم وكانوا قرابة 1400 صحابي. والسؤال هو هل الله عز وجل يشهد برضوانه على من سيكفر في المستقبل بعد وفاة نبيه صلى الله عليه وسلم؟! نحن نقول بالطبع لا و الروافض يقولون بأن رضاه ليس دليلا على رضاه عنهم كلهم وإنما المؤمنون الذين بايعوا منهم وليس كل من بايع والدليل حديث : لا ترجعوا بعدي كفارا.. وكذلك الملائكة تذودهم عن الحوض فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابي أصحابي فتقول الملائكة لا تدري ما أحدثوا بعدك، وهذا دليل على أنهم ألصق الناس به

 فهنا نحن نقول الرد من وجوه:

الوجه الأول: أنكم لم تقولوا لنا من المقصود بأصحابي أصحابي؟ نريد أسماءً في حديث صحيح صريح من عندنا لأن هذا الحديث الذي ذكرتموه من عندنا فلا يحق لكم أن تفسروه إلا بما عندنا أو بكلام علمائنا المعتبرون.

الوجه الثاني: إن قلتم لنا أصحابه الذي كفروا بعده بدليل تعميم هذا الحديث هم كأبي بكر و عمر و عثمان و الزبير و طلحة و و و فأقول لك وأين علي بن أبي طالب والسبطين وأبي ذر وسلمان و المقداد؟! لماذا لم يشملهم تعميم هذا الحديث؟! فإن قلتم لنا و لكن هم عندكم أبرار بأحاديث ثبتت عندكم من كتب السنة فنقول لك و كذلك ثبت عندنا أن أبو بكر و عمر و عثمان أعلى قدرا و برا من أبي الحسن و غيره رضى الله عنهم أجمعين.

الوجه الثالث وهو الذي سيعيدنا لموضوع الآية: أنتم تستشهدون بحديث :لا ترجعوا بعدي كفارا، والذي يرجع للكفر لا بد أنه كان مسلما في السابق بدليل أنكم تعترفون من كتبكم أنه لم يبقى بعد وفاه الرسول صلى الله عليه وسلم مسلما إلا القليل كسلمان و أبي ذر و المقداد والعجيب أنكم لم تذكروا اسم عمار بن ياسر في أحاديث مع من ثبت على الإسلام بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ولم تذكروا السبطين وفاطمة فهل أنتم تخرجونهم ممن بقى على إسلامه!؟ وهذا ليس موضوعنا.

والشاهد أنكم لا تقولون أن آية الرضوان نزلت فقط لإثبات رضوان الله عن المقداد وأبي ذر وسلمان وعلي. ولكن الشيعة تقول أن الآية تشمل أيضا الذين آمنوا بدون المنافقين ولكن مع الأسف الشديد كفر الجميع من الذين نزلت الآية فيهم حتى من كان مؤمنا بخلاف المقداد وأبي ذر وسلمان وعلي الذين ثبتوا ودليلهم الحديث :لا ترجعوا بعدي كفارا

وهذا عدوان على الله وتجرأ على الخالق وعظمته وكماله من كل نقص لأن الله أخبر أنه رضي عنهم وشهد بذلك وجعله قرآناً يتلى إلى يومنا هذا تشهد الآيات برضوانه عنهم وأنتم تقولون كفروا فنقول لكم وهل يشهد الله برضاه عن أناس رغم أنه يعلم أنهم سيكفرون في المستقبل ويكونون أعدى أعدائه بعد وفاة نبيه؟! وهل يشهد الله برضاه في الحاضر عن ألد أعدائه في المستقبل؟!

والله إلى الآن وأنا أسأل الشيعة ولا مجيب بجواب نعم أم لا. أقول لأحدهم لو كنت رئيسا لدولة وأعطاك الله قدرة علم المستقبل ثم أنت علمت أن وزرائك سيخونونك وسيكونون أعدى أعدائك بعد عشرة سنوات هل ستقف على الملأ وتجمع الناس وتكتب مرسوما يقرئه الجميع وتسمعهم أنت بصوتك قائلا إني أشهدكم أني راض عن وزيراي وسأرفع من قدرهما عندي وسأكافئهما بأموال وقصور؟! هل ستفعل هذا!؟ والله لا يقول نعم إلا سفيه ذو غباء مخل بالعقل لأنه سيعينهم على تسلطهم عليه ويبني لهم قوة ستهلكه.

ولذلك كان فرعون يقتل أبناء بني إسرائيل لكي لا يأتي الرجل الذي سيقضي على ملكه منهم ولكن حفظ الله موسى وجعله ينشأ في بيت عدوه قال تعالى :فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِين ، وقال تعالى على لسان فرعون لموسى :قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِن عُمُرِكَ سِنِينَ

بربكم يا شيعة هل لو كان فرعون يعلم أن هذا المولود الذي التقطه سيكون له عدوا وحزنا وسببا لزوال ملكه وهلاكه هل سيربيه ويسمنه ويغذيه حتى يشتد عوده ليرى سبب هلاكه يكبر أمام عينه يوما بعد يوم!؟ هو كان يقتل أبناء بني إسرائيل رجاء أن يكون موسى عليه السلام من القتلى ليستريح منه. لو كان فرعون يعلم بأمر موسى وهو طفل لأغرقه في اليم ولما تركهم يلتقطونه ولربما قطعه إربا إربا ليتأكد من أمر هلاكه.

فكيف يشهد الله برضاه عن أعداء المستقبل له ولرسوله صلى الله عليه وسلم و لوصيه كما تزعمون؟! أما فرعون فلا يعلم أمر مستقبل موسى عليه السلام لأنه بشر ولكن الله هو رب البشر الذي يعلم السر وأخفي ويعلم كل تفاصيل المستقبل فكيف تجيزون أنه يفعل شيئا تنزهون أنفسكم عنه؟! أما تستحون!؟

ثم إن الله عز وجل يستحيل أن يشهد برضاه عن من يسكون في المستقبل من الكفرة أصحاب النار لأن شهادة الله برضاه عنهم هي نفسها شهادته لهم بالجنة وهي شهادة وإعجاز بأنه يستحيل أن يكفر منهم أحد بعد تلك الشهادة ويستحيل أن يموتوا إلا على ملة الإسلام وكما قيل وبضدها تتميز الأشياء

نرى أن الله عز وجل أخبر بأن عم الرسول صلى الله عليه وسلم أبي لهب سيدخل النار هو وزوجته والملاحظ أنه وزوجته لم يموتا إلا على الكفر وهذا إعجاز من الله لأن الله أخبر أن لهم النار وهذه شهادة سخطه عليهما وشهادته لا تتبدل ولم يحصل أن طمع الرسول في إسلامهما بل يأس بعد هذه السورة من إسلامهم رغم أن غيره من الكفار أسلم كعمر أبن الخطاب رضي الله عنه الذي قال عنه المسلمون في يأسهم من إسلامه لو أسلم حما رعمر لما أسلم عمر ولكن حصل وأسلم لأن الله هو الذي يرى القلوب وأحوالها والناس لا ترى إلا الظاهر.

وكذلك تعب نوح عليه السلام من دعوة قومه ولبث فيهم 950 سنة ويالها من مدة ولكنه بقي يدعوهم إلى أن أنزل الله عليه وحيا فيه إعجاز :وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ، إخبار فيه إعجاز بأنه يستحيل أن يؤمنوا بعد هذا الوحي لأنه لو آمن واحد منهم بعد ذلك الوحي لكان الله يقول خلاف ما أخبر في المستقبل وهذا لا يحصل البتة فالله خالق المستقبل وهو أعلم أنه لن يكون إلا ما أخبر به تماما. والسؤال هنا هل استمر نوح عليه السلام يدعو قومه بعد أن أوحى الله إليه أنهم لن يؤمنوا به؟ الجواب لا بل تركهم وبدأ يصنع السفينة والدليل قوله تعالى :وَ يَصْنَعُ الْفُلْكَ وَ كُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُون * فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ ، سبحان الله ماذا جرى لنوح عليه السلام!؟ لماذا تغير عن ما عهده قومه منه؟! كان يدعوا قومه ليلا ونهارا ويسر لهم في الدعوة ويجهر وفعل كل ما استطاعه معهم حرصا على إسلامهم ولكن بعد خبر الوحي المعجز علم أنهم لن يسلموا فتركهم وأصبح يسخر من سخرهم الذي سيأتي عليهم بالماء من كل مكان وبعدها نار تلظى وتم أمر وحي الله المعجز تماما كما أخبر لأنهم ماتوا على الكفر ولم يسلموا قال تعالى أغرقوا فأدخلوا نارا ، فالله شهد بسخطه عليهم في كونهم لن يؤمنوا به وختم الله لهم بخاتمة سوء نعوذ بالله منها.

فإن قال قائل أنت أخطأت لأن نوح عليه السلام لم يتوقف عن الدعوة والدليل قوله تعالى :و هِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ و نَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَ كَانَ فِي مَعْزِلٍ يَابُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَ لَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ

فأقول هو هنا لا يدعو أبنه للإسلام وإنما ظنه مسلما فأمره أن يركب معهم لينجو من الغرق و الدليل على ظن نوح عليه السلام أن ابنه كان مسلما غير كافر قوله :وَ نَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَ إِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِين ، فماذا كان جواب الله له؟ أخبره الله بما في قلب ابنه من الكفر الذي لم يعلمه نوح عليه السلام ولكن الله يعلم ما تخفي الصدور فقال :قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنْ الْجَاهِلِين، فقال نوح عليه السلام :قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنْ الْخَاسِرِين ، فهنا استغفر نوح عن هذا السؤال لأنه كان يدعو لكافر وهو لا يعلم فلو علم نوح أن ابنه كافر لما دعاه لسفينة النجاة أصلا.

وهنا نقول لماذا لم يخبر الله نبيه عن أعدائه الملتصقين به كما يزعم الروافض كالصديق والفاروق وذو النورين وغيرهم على وجه التعيين كما عين الله ابن نوح لنوح عليه السلام وعين الله أبو لهب وعين الله زوجته وعين الله رأس المنافقين في حياته حتى بعد دفنه وقال تعالى ناهيا رسوله :و لا تصلي على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم كافرون

لماذا لم يشهد الله برضوانه على رأس المنافقين كما


 الرد الكبير على أباطيل شريط (( رد الشبهات ))

لقد قام بعض الرافضة بعمل شريط يمثل فيه أحدهم دور السني والأخر دور الرافضي، وقد دار في هذا الحوار الكثير من الأكاذيب والتلبيسات، والتي لا يكاد يخلوا منها أي عمل رافضي، ونبدأ بعون الله تعالى هذه الردود .

(1) قوله أن المسلمين افترقوا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم . نقول أن هذا من الكذب الواضح، والذي يريد أن يبدأ به موضوعه المتهالك، فقد أختلف الصحابة في من هو الخليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم كما اختلفوا في أشياء أخرى عديدة، ولكن كان دينهم ومذهبهم وطريقتهم واحدة وليست متضاربة كما هو الحال الآن بين المسلمين الأصليين والذين هم أهل السنة وبين غيرهم ممن خرج وأنحرف عن الإسلام كالرافضة بفرقها والخوارج بفرقهم وغير ذلك، ففرقة الرافضة مثلاً لم تظهر إلا بعد ( 25 ) من وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك بعد أن أعلن أبن سبأ اليهودي اليمني الذي اتخذ من الإسلام ومحبة أهل البيت ستاراً له عن عقيدته الخبيثة، لذلك يقول إمامهم المتكلم الحسن بن موسى النوبختي في كتابه الحجة عند الإمامية ( فرق الشيعة ) (( وحكى جماعة من أصحاب علي عليه السلام أن عبد الله بن سبأ كان يهودياً فأسلم ووالى علياً عليه السلام وكان يقول وهو على يهوديته في يوشع بن نون بعد موسى عليه السلام بهذه المقالة فقال في إسلامه بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وآله في علي عليه السلام بمثل ذلك وهو أول من شهر القول بفرض إمامة علي عليه السلام وأظهر البرآءة من أعدائه وكاشَفَ مخالفيه فمن هناك قال من خالف الشيعة أن أصل الرفض مأخوذ من اليهودية !!!! )) فرق الشيعة ص (22). بل ونجد أن الإمام عليّ يؤكد على حقيقة أنه هو والصحابة على مذهب واحد حيث قال : ((وبدء أمرنا أنا التقينا والقوم من أهل الشام، والظاهر أن ربنا واحد ونبينا واحد، ودعوتنا في الإسلام واحدة، ولا نستزيدهم في الإيمان بالله والتصديق برسوله، ولا يستزيدوننا، الأمر واحد إلا ما اختلفنا فيه من دم عثمان ونحن منه براء )) نهج البلاغة ج3 ص (648). (2) قوله حزن النبي صلى الله عليه وسلم على الحسين . نقول إن الحزن والبكاء شيء، والنياحة والتي هي بكاء مع صوت والتطبير وشق الرؤوس بالفؤوس، وضرب الوجه بالسلاسل والموس واللطم وشق الجيوب ولبس السواد شيء آخر، فلم يجرأ الرافضة ولو كذباً كعادتهم أن يرووا حديثاً واحداً على النبي صلى الله عليه وسلم بأنه كان يفعل هذه الأمور أو أمر بها والعياذ بالله، بل لم يأت حديث عن أئمتهم يأمرهم بذلك كما روي عنهم بعكس هذا، ثم كيف يقيسون الحزن والبكاء بهذه الأشياء مع أنه قياس فاسد ؟؟! بالإضافة إلى أن القياس أصلاً محرم وباطل في مذهبهم ؟؟! وهذا شيخهم محمد بن الحسين بن بابويه القمي الملقب عند الشيعة بالصدوق قال: من ألفاظ رسول الله صلى الله عليه وآله التي لم يسبق إليها: " النياحة من عمل الجاهلية " رواه الصدوق في من لا يحضره الفقيه 4/271 – 272 كما رواه الحر العاملي في وسائل الشيعة 2/915، ويوسف البحراني في الحدائق الناضرة 4/167 والحاج حسين البروجردي في جامع أحاديث الشيعة 3/488. (3) قوله نزول آية ( إنما وليكم ) في علي بن أبي طالب . فنقول أن الروايات التي رويت في هذا الباب كلها من الأكاذيب فمنها : أن الواو ليست واو الحال إذ لو كان كذلك لكان لا يسوغ أن يتولى إلا مَن أعطى الزكاة في حال الركوع فلا يتولى سائر الصحابة والقرابة . ومنها : أنَّ المدح إنما يكون بعمل واجبٍ أو مستحبٍ ، وإيتاء الزكاة في نفس الصلاة ليس واجباً ولا مستحباً باتفاق علماء الملة ، فإن في الصلاة شغلاً . ومنها : أنه لو كان إيتاؤها في الصلاة حسناً لم يكن فرقٌ بين حال الركوع وغير حال الركوع ، بل إيتاؤها في القيام والقعود أمكن . ومنها : أن "عليّاً" لم يكن عليه زكاةٌ على عهد النبي صلى الله عليه وسلم . ومنها : أنه لم يكن له أيضا خاتمٌ ولا كانوا يلبسون الخواتم حتى كتب النبي صلى الله عليه وسلم كتاباً إلى كسرى فقيل له إنهم لا يقبلون كتاباً إلا مختوماً فاتخذ خاتماً مِن ورِق ونقش فيها (محمَّدٌ رسولُ الله). ومنها : أنَّ إيتاءَ غيرِ الخاتم في الزكاة خيرٌ مِن إيتاء الخاتم فإنَّ أكثر الفقهاء يقولون لا يجزئ إخراج الخاتم في الزكاة . ومنها : أن هذا الحديث فيه أنه أعطاه السائل ، والمدح في الزكاة أنْ يخرجها ابتداءً ، ويخرجها على الفور لا ينتظر أن يسأله سائلٌ . ومنها : أنَّ الكلام في سياق النهي عن موالاة الكفار والأمر بموالاة المؤمنين كما يدل عليه سياق الكلام . (4) قوله بأن أصحاب الكتب الستة أجمعوا على نزول الآية في عليّ . يقول الإمام ابن كثير في تفسيره لهذه الآية الكريمة وبعد أن ذكر بعض أحاديث التي تذكر أن علياً تصدق بخاتمه قال : (( وليس يصح شيء منها بالكلية لضعف أسانيدها وجهالة رجالها )) تفسير ابن كثير ج 2 ص ( 598 ) فهذا قول أمام من كبار المفسرين يعرض أسانيد تلك الروايات ويفندها، وهذا دليل قاطع على عدم وجود ذلك الإجماع المزعوم . (5) قوله بأن هناك صحاح ستة . يقول الإمام الألباني : (( فمن الخطأ أيضاً إطلاق بعض المتأخرين على الكتب الستة : "الصحاح الستة"، أي الصحيحين والسنن الأربعة، لأن أصحاب السنن لم يلتزموا الصحة، ومنهم الترمذي، وهو ما بينه علماء المصطلح كابن الصلاح، وابن كثير، والعراقي وغيرهم، ولهذا قال السيوطي في " ألفيته ص 17" : يروي أبو داود أقوى ما وجد ثم الضعيف حيث غيره فقد والنسائي من لم يكونوا اتفقوا تركا له، والآخرون ألحقوا بالخمسة ابن ماجة، قيل : ومن ماز بهم فإن وهن تساهل الذي عليه أطلقا صحيحة والدرامي والمنتقي " . ضعيف سنن الترمذي ص ( 22 ) . (6) قوله ( وأنذر عشيرتك الأقربين ) نزلت في عليّ . نقول أن هذا من الكذب الذي تعود عليه القوم، ففي الحديث أن بني عبد المطلب ( هم يومئذ أربعون رجلاً يزيدون رجلاً أو ينقصونه) والتاريخ يشهد أنهم لم يبلغوا العشرين رجلاً فضلاً عن الأربعين! كما إن هذه الرواية معارضة برواية أخرى اتفق أهل الحديث على صحّتها وثبوتها والتي رواها البخاري وسلم، والرافضة طالما ادعوا النص الصريح على خلافة عليّ وأنه هو الوصي والمستحق الوحيد لهذا المنصب، وهذا الحديث يدحض مزاعمهم، ففي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا قومه لنصرته وأن من يقبل نصرته فسيصبح أخوه ووصيه وخليفته من بعده ولم يخص عليّ بذلك بل وأعرض عنه ثلاث مرات، ثم كيف يقول النبي صلى الله عليه وسلم لقومٍ رفضوا مؤازرته ونصرته بل وحاربوه، هذا خليفتي فاسمعوا له وأطيعوا؟! هم أنفسهم لم يطيعوا النبي المرسل فهل سيطيعون صبياً صغيراً ؟! كما أن الحديث ضعيف ففيه عبد الغفار بن القاسم قال عنه الذهبي (( أبو مريم الأنصاري رافضي، ليس بثقة )) ميزان الاعتدال للذهبي ج2 ص (640). (7) قوله ( والنجم إذا هوى ) نزلت في عليّ . نقول أنه لم تأت رواية واحدة صحيحة السند في ذلك، وحسبك الاضطراب حتى في كتب الرافضة في وقت نزول النجم ، ففي رواية : مع طلوع الفجر ، وفي رواية : بعد طلوع الفجر ، وفي رواية : أن وقت نزوله ضحوة حتى غلب على ضوء الشمس . وأيضا الاضطراب بين كون القصة في أوائل العهد المكي ، وبين كونها في المدينة بعد الهجرة . وبعيدا عن هذا كله فمن المعلوم حتى لدى الصغير أن النجم عبارة عن كتلة مستديرة من غازات شديدة الحرارة وأن هناك فرقا بين الكواكب والنجوم ، حيث إن النجوم ذات إضاءة ذاتية ، بينما الكواكب تعكس ضوء النجوم ، ولا ينبغي أن يكون النازل في أو على دار علي رضي الله عنه والذي غلب ضوءه ضوء الدنيا ، أو الشمس ، لا ينبغي أن يكون كوكبا كما في بعض الروايات السابقة ، لأنه كتلة حجرية غير مضيئة ، إنما المضيء هو النجم ، ولو افترضنا أن أصغر نجم هو بحجم الأرض ، فأين يكون دار علي في مكة أو المدينة من ذلك . فضلا عن أن النجوم والكواكب لا تزول عن مستقرها ومداراتها ، وإنما قيل بانفصال شهب من الكواكب تكون رجوما للشياطين ، وليست فضيلة أو كرامة لأحد . بل ذهب بعضهم إلى التهكم بهذه الرواية قائلا: إن أصغر النجوم هو أكبر من الأرض ..فكيف يعقل استيعاب دار علي لنجم لا تستوعبه الأرض بأكملها . الأخبار الدخيلة ، للتستري ، 217 الموضوعات في الآثار والأخبار ، لهاشم معروف ، 151 (8) قوله ( أن الله بعث لكم طالوت ملكاً ) تعبر عن حال المسلمين . نقول لا أدري كيف يشبه هذا الرافضي الصحابة الكرام الذين قال الله تعالى فيهم (( كنتم خير أمة أخرجت للناس )) وقوله (( رضي الله عنهم ورضوا عنه )) ببني إسرائيل الذين قال تعالى فيهم (( لعن الذين كفروا من بني إسرائيل )) وقوله (( ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة )) وقد جعل منهم القردة والخنازير !! فحتى ولو كان الصحابة كبني إسرائيل فلا يجوز لكم القياس لأنه ممنوع في دينكم، فكيف إذن بقياس فاسد بني شر الخلق وخير الخلق !!؟ (9) قوله إن الإمامة منصب ألهي . نقول كيف يكون منصب ألهي وعلي بن أبي طالب نفسه يقول : (( دعوني والتمسوا غيري ؟؟! )) نهج البلاغة ج 1 ص ( 181 ) بل وقال أيضاً : (( وإن تركتموني فأنا كأحدكم ولعلي أسمعكم وأطوعكم لمن وليتموه أمركم، وأنا لكم وزيرا خير لكم مني أمير !!! )) نهج البلاغة ج 1 ص ( 182 ) . أما استدلالهم بالآية الكريمة : (( إني جاعلك للناس إماما )) البقرة : 124 فنقول كيف تفسرون إذن قوله تعالى (( وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت )) فهل الله تعالى جعل عبادة الطاغوت منصب ألهي ؟؟! أو قوله تعالى ((وجعلنا قلوبهم قاسية )) فهل قسوة القلوب أمر ألهي !؟ ألا قبح الله الجهل ! ثم إذا كان معنى "الإتيان" أي النبوة فكيف تفسير قوله تعالى { سل بني إسرائيل كم أتيناهم من آية بينة } البقرة : 11 وقوله : { واتل عليهم نبا الذي أتيناه آياتنا فانسلخ منها } الأعراف : 175 فهذا يعني أن بني إسرائيل الملعونين أخوة القردة والخنازير أصبحوا أنبياء بمقياسكم العجيب !! وإذا كان "الاصطفاء" يعني النبوة فكيف تفسر قوله : ( إن الله اصطفى آدم ونوحا وال إبراهيم وال عمران على العالمين ) آل عمران : 33 وبعد ذلك قال ( فقد أتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وأتيناهم ملكا عظيما * فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه وكفى بجهنم سعيرا ) النساء : 54 - 55 فهذا يعني أن هناك من الأنبياء من آمن ومنهم من صد عنه أي كفر !! ويقول ( ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير ) فاطر : 32 .. وهذه الآيات لو أنزلنا على الأنبياء أو الأئمة فلأتضح لنا أن منهم ظالم ومنهم مقتصد ومن سابق !!؟؟ فهل يقول بذلك عاقل ؟؟! (10) قوله أن المقصود ( وأمرهم شورى بينهم ) هي في الأمور الدنيوية . نقول أن هذه الآية جاءت مخاطبة للنبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه، وكان الأمر بأن يشاورهم في الأمور الدنيوية كالحروب مثلاً، فهذا لا خلاف فيه إطلاقاً، فلا يمكن أن يكون التشاور في أمور الدين !! كأن يقول صلى الله عليه وسلم : ما رأيكم هل نجعل صلاة الظهر أربعة ركعات أم ستة ؟؟! أو يقول : ما هو الأنسب لكم أن تصوموا شهر رمضان أم شعبان !!؟ ولكن هناك شيء يجب التنبه عليه وهو أن الرافضة جعلوا من منصب الخلافة أمراً دينياً وليس دنيوياً !! ولنترك الإمام علي يرد عليهم من أصح كتبهم وهو نهج البلاغة حيث يقول : (( وإنَّما الشورى للمهاجرين والأنصار، فإنِ اجتمعوا على رجُلٍ، وسَمُّوْهُ إماماً، كانَ ذلك لله رِضي، فإن خرج من أمرِهِم خارجٌ بِطَعْنٍ، أو بِدعةٍ، رَدُّوه إلى ما خَرَجَ منه، فإنْ أبَى قاتلوهُ على اتِّباعهِ غير سبيل المؤمنين، وولَّاه الله ما تولَّى )) نهج البلاغة ص ( 137 ) فقد أثبت الإمام علي أن الإمامة هي منصب دنيوي ومن يقوم باختيار صاحبه هم الناس أنفسهم والذين كانوا في ذاك الوقت هم المهاجرين والأنصار .

(11) قوله إن الإمامة امتداد للنبوة . نقول أن دين الله تعالى قد أكتمل، ودليل ذلك قوله تعالى (( اليوم أكملت لكم دينكم )) فما هي الحاجة للإمام بعد ذلك ؟؟! وإن كان القصد من هذا الامتداد أن الإمام يأتِ هو أيضاً بتشريع وينزل الوحي على الإمام، فهذا كفر بواح، بل إن لم يكن هذا هو الكفر فلا نعلم أن في الوجود أي كفر !! فهذا هو عين قول القاديانية الذين قالوا بوجود أنبياء بعد محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، ولكن الاختلاف فقط في اللفظ !! فأولئك يقولون أنه نبي والرافضة يقولون أنه إمام !! ثم أين هو هذا الأمام الذي لابد من وجوده هاديا ومبشرا ومرشدا للبشرية ؟؟! وما هي الحكمة من اختفاءه لأكثر من ألف سنة ؟! ولماذا لا يخرج ويهدي الناس ويقوم بمباشرة أعماله !!؟ وهل من المعقول أن يكون مرشد النصارى يباشر أعماله في حين مرشد المسلمين مختبئ في سردابه ؟؟! وإذا كان الأمر مقتصر على الإرشاد فما الفرق بينه وبين العلماء ؟! فوالله لست أدري كيف يبقى البعض يؤمن بعقيدة تخالف النقول وتهين العقول؟! (12) قوله أن حديث الغدير يعني الإمامة . وقوفه في الحر الذي لا يطاق ليس دليلاً على أن علياً خليفة، فهذا لا يحتج به إلا مفلس ولعل هذه الحجة تقبل عقلاً في حال جمع النبي صلى الله عليه وسلم الناس وأمرهم بالذهاب لغدير خُم ثم ذكر لهم الحديث، ولكنه عندما قال ما قال كان عائداً من حجة الوداع وفي الطريق عند الغدير ذكر موالاة عليّ فلو كان يقصد بالموالاة الإمامة لذكرها في حجة الوداع التي خطبهم فيها بأهم ما يجب أن يعرفوه، وكان يقول ألا هل بلّغت، اللهم فاشهد، ولكن لما لم يكن هذا بلاغاً للناس فلم يذكره، ولتأكيد مقصد النبي صلى الله عليه وسلم بموالاة عليّ على أنها الحب والنصرة هو ما رواه احمد في الفضائل عن ابن بريدة عن أبيه قال (( بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم واستعمل علينا علياً، فلما رجعنا سأَلنا: كيف رأيتم صحبة صاحبكم؟ فإما شكوته أنا إما شكاه غيري فرفعت رأسي وكنت رجلاً من مكة، وإذا وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم قد احمرّ فقال: من كنت وليه فعليّ وليه )) خصائص أمير المؤمنين برقم (77) وأحمد في الفضائل برقم (947) وقال المحققان: صحيح. ومن هنا نعلم أن المولاة المقصودة هي الحب والنصرة. (13) قوله أن الإمام مسلم أخرج حديث الغدير في صحيحه . نقول أن هذا من الكذب الذي تعود عليه القوم، فقد أخرج مسلم في حديث رقم ( 2408 ) ونصه : وأنا تارك فيكم ثقلين : أوّلهما كتاب الله فيه الهدى والنور ، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به . فحثّ على كتاب الله ورغّب فيه . ثم قال : وأهل بيتي . أذكّركم الله في أهل بيتي ، أذكّركم الله في أهل بيتي ، أذكّركم الله في أهل بيتي . فقال له حصين : ومن أهل بيته يا زيد ؟ أليس نساؤه من أهل بيته ؟ قال : نساؤه من أهل بيته ، ولكنْ أهل بيته من حرم الصّدقة بعده . قال : ومن هم ؟ قال : هم آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس . قال : كلّ هؤلاء حرم الصدقة ؟ قال : نعم . )) وليس في هذا الحديث أي دليل على التمسك وأتباع أهل البيت، إنما فيه الحث على برهم ومعرفة حقهم، فالحث على الأخذ والتمسك بالقرآن الكريم دونما سواه . (14) قوله أن نزول آية ( يا أيها النبي بلغ ) كان بعد حادثة الغدير . يقول الرافضة أن تعيين علي بن أبي طالب كان من تمام الدين إذ لم يتفرق الناس حتى نزل قوله تعالى { اليوم أكملت لكم دينكم } ، و ساقوا على ذلك أحاديث ضعيفة رواها مطر الوراق و هو ضعيف . تقريب التهذيب (2/256) ، وبالإضافة إلى ضعف الأسانيد فإن هذه الروايات تخالف الأحاديث الصحاح التي أثبتت أن الآية { اليوم أكملت لكم دينكم } نزلت في حجة الوداع . راجع البخاري (5/285) . أما عن الآية الكريمة فيقول العلماء : أنها نزلت في حجة الوداع لتبين للناس أن الله سبحانه وتعالى أكمل لهم دينهم فإفرادهم بالبلد الحرام وإجلاء المشركين جامع البيان للطبري (4/51 ) . فعلم أنه لم يكن في غدير خم أمرٌ بشرع نزل إذ ذاك ، لا في حق علي ولا في غيره ، أما النسبة لحادثة الغدير فقد كانت بعد حجة الوداع و بالتحديد يوم الثامن عشر من ذي الحجة . انظر السيرة النبوية في ضوء المصادر الأصلية لمهدي رزق ( ص 678 ). كما روي الحديث في صحيح مسلم كذلك . و بما أنها حدثت بعد حجة الوداع فالأهمية تكمن في أن الرسول صلى الله عليه وسلم لو أراد أن يبلغ بشرع جديد أو بالوصية لعلي ، لفعل ذلك في أثناء الحج وفي يوم عرفة لاجتماع الناس ولم يؤجله إلى بعد الحج ، كما أن ميقات أهل المدينة هو ذا الحليفة ، والحجفة تقع على بعد أميال كثيرة من الميقات والغدير يقع في الجحفة ، و ليس هناك أي شيء يستدل به الرافضة ليتمسكوا به كدليل لهم ، فإن الحج قد انتهى و الوفود قد انطلقت إلى بلادها ومن بقي من أهل المدينة هم الذين سافروا مع النبي صلى الله عليه وسلم فلو أراد الرسول صلى الله عليه وسلم أن يحدث الناس بهذا الخبر فإنه لم يؤجله إلى نهاية الحج ، و لو أنه أراد فعلاً أن يبلغ هذا الأمر لفعل في الموسم لأن الناس كانوا يأخذون عنه صلى الله عليه وسلم مناسكهم ، فكانت فرصة كبيرة ليبلغ هذه الوصية . (15) قوله أن تلك القصة ذكرها كل المفسرين ! نقول ليس هذا بغريب عن من يقول إلهي ومعبودي هو الكذب !! فلو فتحنا تفسير الطبري والقرطبي والجلالين وابن الجوزي ومجاهد والصنعاني والثوري والتي تُعد من أشهر تفاسير المسلمين لما وجدنا فيها حرفاً من ذلك !! إنما فقط ذكرها ابن كثير في تفسيره وقال : (( عن أبي سعيد الخدري أنها نزلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم غدير خم حين قال لعلي " من كنت مولاه فعلي مولاه " ثم رواه عن أبي هريرة وفيه أنه اليوم الثامن عشر من ذي الحجة يعني مرجعه - عليه السلام - من حجة الوداع ولا يصح لا هذا ولا هذا بل الصواب الذي لا شك فيه ولا مرية أنها أنزلت يوم عرفة وكان يوم جمعة !! )) تفسير ابن كثير ج 2 ص ( 15 ) فمرحى بالصدق !! وقديماً قيل في الأمثال : أكذب من رافضي !! (16) قوله ( سأل سائل بعذاب واقع ) نزلت في من أنكر ولاية عليّ . نقول هذه القصة المكذوبة ذكرها الثعلبي في تفسيره ومنها نقلها بقية المفسرين، وسوف نبين حال الثعلبي هذا وتفسيره التالف بعد قليل بإذن الله، أجمع الناس كلهم علي أن ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم بغدير خم كان مرجعه من حجة، والنبي صلى الله عليه وسلم لم يرجع إلى مكة بعد ذلك بل رجع من حجة الوداع إلى المدينة وفي هذا الحديث يذكر انه بعد أن قال هذا بغدير خم و شاع في البلاد جاءه الحارث وهو بالأبطح والأبطح بمكة فهذا لم يعلم متى كانت قصة غدير خم (!!)كما أن هذا الرجل لا يُعرف في الصحابة (!!) وأيضا فان هذه السورة مكية نزلت بمكة قبل الهجرة فهذه نزلت قبل غدير خم قبل بعشر سنين أو أكثر من ذلك فكيف تكون نزلت بعده !!؟ و أيضا قوله { وإذ قالوا اللهم أن كان هذا هو الحق من عندك } في سورة الأنفال و قد نزلت عقيب بدر بالاتفاق قبل غدير خم بسنين كثيرة وأهل التفسير متفقون على أنها نزلت بسبب ما قاله المشركون للنبي صلى الله عليه سلم قبل الهجرة كأبي جهل و أمثاله وأن الله ذكر نبيه بما كانوا يقولونه بقوله { وإذ قالوا الله أن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء } أي اذكر قولهم كقوله { وإذ قال ربك للملائكة } أو قوله { وإذ غدوت من أهلك } و نحو ذلك يأمره بان يذكر كل ما تقدم فدل على أن هذا القول كان قبل نزول هذه السورة . (17) قوله " أنت مني بمنزلة هارون من موسى " تعني خلافة عليّ . أن لقول النبي صلى الله عليه وسلم سبب وهو أنه استخلف علياً في غزوة تبوك، وهي الغزوة التي لم يأذن لأحد في التخلف عنها فقال المنافقون إنما استخلفه لأنه يبغضه، كما جاء في خصائص أمير المؤمنين للنسائي برقم (43) وقال المحقق: إسناده صحيح، ولهذا خرج عليّ إلى النبي وقال ما قال، فأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يطيب قلب عليّ وأبان له أن الاستخلاف لا يوجب نقصاً له، لأن موسى استخلف هارون على قومه فكيف يعدّ ذلك نقصاً، فرضي علي بذلك ( فقال: رضيت رضيت ) كما جاء في رواية ابن المسيب عند أحمد راجع الفتح ج7 ص (92) فكان قول النبي صلى الله عليه وسلم هذا لترضية عليّ ليس إلا. ومعنى ذلك أن عليّ لو لم يعترض على النبي صلى الله عليه وسلم لما خصه بذلك، الثابت في السيرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستخلف في كل مرة يغزو أو يسافر فيها ولكنه لم يقل لأحد ممن استخلفه أنه منه بمنزلة هارون من موسى، وسبب ذلك أن كل من استخلفه لم يظن أن في استخلافه نوع نقص، فلم يحتج أن يقول له هذه الجملة . (18) استدلاله بآية براءة في إمامة علي . نقول أنه كان من دأب العرب إذا كان بينهم مقاولة في نقض وإبرام وصلح ونبذ عهد أن لا يؤدي ذلك السيد أو من يليه من ذوي قرابته


 هل الخلافة نص أم شورى ؟ شبهات وردود 

إخواني احببت في هذه الفتنرة المقبلة ان اذكر بعض الشبهات التي يثيرها الرافضة في الانترنت واذكر الرد عليها سواء كان الرد من قبلي ام من قبل احد المجاهدين المجتهدين في هذا المجال القصد من ذلك هو جمع اجوبة جاهزة وموجودة للاستفادة منها متى ما طرح الرافضة هذه الشبه واذكر اول هذه الشبه وهي : هل الخلافة نص ام شورى ؟؟؟ المسألة فيها خلاف بين اهل السنة وهذا راجع الى الادلة: فمنهم من قال بوجود بعض الادلة التي يفهم منها النص على خلافة ابي بكر الصديق بعد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم واذكر هنا بعضا منها : الرواية الاولى: وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: "مرض النبي صلى الله عليه وسلم فاشتد مرضه، فقال: [مروا أبا بكر فليصل بالناس[، قالت عائشة: يا رسول الله، إنه رجل رقيق، إذا قام مقامك لم يستطع أن يصلي بالناس، فقال: [مري أبا بكر فليصل بالناس[، فعادت، فقال: [مري أبا بكر فليصل بالناس، فإنكن صواحب يوسف[، فأتاه الرسول، فصلى بالناس في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم". (أخرجه البخاري ومسلم). الرواية الثانية : وعن عبدالله بن زمعة رضي الله عنه قال: "لما استعز بالنبي صلى الله عليه وسلم –وأنا عنده في نفر من الناس- دعاه بلال إلى الصلاة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [مروا أبا بكر يصلي بالناس[، قال فخرجنا، فإذا عمر في الناس، وكان أبو بكر غائباً، فقلت: يا عمر، قم فصل للناس، فتقدم فكبر، فلما سمع النبي صلى الله عليه وسلم صوته -وكان عمر رجلاً مجهراً- قال: [فأين أبو بكر؟ يأبى الله ذلك والمسلمون، يأبى الله ذلك والمسلمون، يأبى الله ذلك والمسلمون[، فبعث إلى أبي بكر، فجاء بعد أن صلى عمر تلك الصلاة، فصلى بالناس". زاد في رواية قال: "لما أن سمع النبي صلى الله عليه وسلم صوت عمر (قال ابن زمعة)، خرج النبي صلى الله عليه وسلم حتى أطلع رأسه من حجرته، ثم قال: [لا، لا، لا، ليصل بالناس ابن أبي قحافة].. يقول ذلك مغضباً" أخرجه أبو داود وهو حديث حسن. التعليق على هذا الحيدث : وفي هذا الحديث من الفوائد ما يلي: 1) اختيار الرسول صلى الله عليه وسلم أبا بكر ليصلي بالناس دليل على إمامته، لأن الصلاة أشرف عمل للمسلمين، وإمامتها مهمة الإمام والقائد، ولذلك كان لا يؤم الجيش إلا القائد، فتقديم الرسول لأبي بكر ليصلي بالناس من أعظم الأدلة أنه قد ارتضاه بل عينه إماماً للناس في كل الشئون لأن الصلاة هي العنوان وهي أعظم شئون المسلمين. وكذلك أن اختيار الرسول صلى الله عليه وسلم لأبي بكر ليصلي بالناس أعظم دليل على تقديمه وتزكيته لتولي أمور المسلمين والقيام بالأمر من بعده. كما استدل بذلك الصحابة وقالوا "رضيه رسول الله لديننا، أفلا نرضاه لدنيانا". وذلك أن الصلاة هي أعظم أعمال الإسلام بعد الشهادتين والإيمان، وهي أعظم أعمال الخلفاء والولاة كما قال تعالى: {الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة، وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر} فبدأ بالصلاة أولاً حتى يشعرنا أنها أعظم أعمال الدين وأعظم أفعال ولاة الأمور، واختيار الرسول صلى الله عليه وسلم لأبي بكر ليؤم الناس في مرض موته أصرح الدلالات على أن الرسول صلى الله عليه وسلم اختار الصديق لإمامة المسلمين وخلافة النبوة. 2) إصرار الرسول صلى الله عليه وسلم على تولية أبي بكر يدل على أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن ليدع أهم الأمور وهي إمامة المسلمين دون أن يرشد إليها ويبينها وفي تولية الصديق الإمامة أتم البيان. الرواية الثالثة : روى البخاري بإسناده عن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه قال: أتت امرأة النبي صلى الله عليه وسلم فأمرها أن ترجع إليه، قالت أرأيت إن جئت ولم أجدك، كأنها تقول الموت، قال عليه الصلاة والسلام: [إن لم تجديني فأتي أبا بكر]. وهذه شهادة من الرسول صلى الله عليه وسلم وخبر صادق منه، ودلالة من دلائل نبوته وصدقه صلى الله عليه وسلم أن الذي سيرجع إليه بعد وفاته صلى الله عليه وسلم إنما هو الصديق رضي الله عنه، فأي شهادة أبلغ من هذه وأصرح للدلالة على أن المرجع بعد الرسول صلى الله عليه وسلم إنما هو أبو بكر رضي الله عنه. الرواية الرابعة : روى الإمام البخاري بإسناده عن الزهري، قال أخبرني ابن المسيب سمع أبا هريرة رضي الله عنه، قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: [بينا أنا نائم رأيتني على قليب عليها دلو، فنزعت منها ما شاء الله، ثم أخذها ابن أبي قحافة فنزع بها ذنوبا أو ذنوبين وفي نزعه ضعف والله يغفر له ضعفه، ثم استحالت غربا فأخذها ابن الخطاب فلم أر عبقريا من الناس ينزع نزع عمر حتى ضرب الناس بعطن]. إن الخلافة بعد الرسول إنما تكون لأبي بكر ثم عمر وإن خلافة الصديق تكون قصيرة ثم تأتي خلافة الفاروق حيث يفيض المال وتعظم الفتوح وتستحيل دولة الإسلام إلى دولة عظمى، حتى يضرب الناس بعطن.. (والعطن) هو مرقد الإبل وهذه كناية وإشارة إلى استقرار الأمة وكثرة عددها وقيام سوقها. الرواية الخامسة : اخرج الامام مسلم في صحيحه انه قال صلى الله عليه واله وسلم في اوائل مرضه وهو عند السيدة عائشة (( ادعي لي اباك واخاك حتى اكتب كتابا فإني اخاف ان يتمنى متمن ويقول قائل ويابى الله والمؤمنون إلا ابابكر)) . وهنا قال بعض علماء الحديث ان النبي عليه الصلاة والسلام اراد ان ينص على اسامي الخلفاء بعده حتى لايقع بينهم الاختلاف . خلاصة القول : ان هذه الاحاديث يوجد فيها اشارات واضحة على ان الخليفة بعد رسول الله عليه الصلاة والسلام هو ابوبكررضي الله عنه اما قول الذين ذهبوا الى ان الخلافة شورى فهولاء استندوا على قول الله تعالى (( وامرهم شورى بينهم)) وكذلك استندوا على واقعة السقيفة وما تم فيها بين الصحابة . هذه هي المسالة بكل بساطة وليس فيها تعارض ابدا ، وانما التعارض الكبير هو موجود عند الشيعة الاثني عشرية إذ انهم يدعون العصمة وعدم التناقض للأئمة الاثني عشر وانهم جميعا منصوص عليهم من الله تعالى ولكننا نجد في الواقع التناقض من بعض الائمة المعصومين ، فنجد علي رضي الله عنه قاتل معاوية رضي الله عنه ثم ياتي ابنه الحسن رضي الله عنه ويتنازل عن الامامة  المنصوص عليها من الله تعالى  لرجل ((كافر)) عند الرافضة مع انه كان تحت يده قرابة العشرين الف مقاتل ثم نجد كذلك التناقض في فعل الامام المعصوم الحسين رضي الله عنه حين خرج على يزيد بن معاويه ولم يكن تحت يده إلا بضعة وسبعون رجلا مقاتل فقط . ماهذا التنتاقض ؟؟؟ والكل معصوم ؟؟؟؟؟ فان قال الرافضي انه لم يكن هناك أي نص واضيح على أبو بكر ولو كان هناك نص واضح لما قال عمر أنها كانت فلتة وقى الله شرها فالجواب : اولا : ليس هناك نص صريح من النبي صلى الله عليه واله وسلم على خلافة ابي بكر الصديق رضي الله عنه . ثانيا : مقولة عمر رضي الله عنه ((فلته وقى الله شرها )) : نجد ان الرافضة هنا دائما ياخذون من الروايات ما يروق لهم القصد منها التدليس على القاريء بينما نجد لوان الرافضة نقلوا لنا الرواية كاملة بشرحها لبطلت شبهتهم من الاساس . و هنا انقل العبارة كاملة ثم اذكر شرحها ليتبين المقصود منها : اولا هذه العبارة وردت في صحيح البخاري كتاب الحدود باب رجم الحبلى من الزنا إذا أحصنت وانقل هنا العبارة كاملة : ((ثُمَّ إِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّ قَائِلًا مِنْكُمْ يَقُولُ وَاللَّهِ لَوْ قَدْ مَاتَ ‏ ‏عُمَرُ ‏ ‏بَايَعْتُ ‏ ‏فُلَانًا ‏ ‏فَلَا ‏ ‏يَغْتَرَّنَّ ‏ ‏امْرُؤٌ أَنْ يَقُولَ إِنَّمَا كَانَتْ بَيْعَةُ ‏ ‏أَبِي بَكْرٍ ‏ ‏فَلْتَةً وَتَمَّتْ أَلَا وَإِنَّهَا قَدْ كَانَتْ كَذَلِكَ وَلَكِنَّ اللَّهَ وَقَى شَرَّهَا وَلَيْسَ مِنْكُمْ مَنْ تُقْطَعُ الْأَعْنَاقُ إِلَيْهِ مِثْلُ ‏ ‏أَبِي بَكْرٍ )). واذكر الان الشرح : قال شارح البخاري الحافظ ابن حجر رحمه الله : (( قوْله ( أَلَا وَإِنَّهَا ) ‏ ‏أَيْ بَيْعَة أَبِي بَكْر . ‏ ‏قَوْله ( قَدْ كَانَتْ كَذَلِكَ ) ‏ ‏أَيْ فَلْتَة، وَصَرَّحَ بِذَلِكَ فِي رِوَايَة إِسْحَاق بْن عِيسَى عَنْ مَالِك، حَكَى ثَعْلَب عَنْ اِبْن الْأَعْرَابِيّ وَأَخْرَجَهُ سَيْف فِي الْفُتُوح بِسَنَدِهِ عَنْ سَالِم بْن عَبْد اللَّه بْن عُمَر نَحْوه قَالَ : الْفَلْتَة اللَّيْلَة الَّتِي يُشَكّ فِيهَا هَلْ هِيَ مِنْ رَجَب أَوْ شَعْبَان وَهَلْ مِنْ الْمُحَرَّم أَوْ صَفَر، كَانَ الْعَرَب لَا يُشْهِرُونَ السِّلَاح فِي الْأَشْهُر الْحُرُم فَكَانَ مَنْ لَهُ ثَأْر تَرَبَّصَ فَإِذَا جَاءَتْ تِلْكَ اللَّيْلَة اِنْتَهَزَ الْفُرْصَة مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَحَقَّق اِنْسِلَاخ الشَّهْر فَيَتَمَكَّن مِمَّنْ يُرِيد إِيقَاع الشَّرّ بِهِ وَهُوَ آمِنٌ فَيَتَرَتَّب عَلَى ذَلِكَ الشَّرّ الْكَثِير، فَشَبَّهَ عُمَر الْحَيَاة النَّبَوِيَّة بِالشَّهْرِ الْحَرَام وَالْفَلْتَة بِمَا وَقَعَ مِنْ أَهْل الرِّدَّة وَوَقَى اللَّه شَرَّ ذَلِكَ بِبَيْعَةِ أَبِي بَكْر لِمَا وَقَعَ مِنْهُ مِنْ النُّهُوض فِي قِتَالهمْ وَإِخْمَاد شَوْكَتهمْ، كَذَا قَالَ وَالْأَوْلَى أَنْ يُقَال : الْجَامِع بَيْنهمَا اِنْتِهَاز الْفُرْصَة، لَكِنْ كَانَ يَنْشَأ عَنْ أَخْذ الثَّأْر الشَّرّ الْكَثِير فَوَقَى اللَّه الْمُسْلِمِينَ شَرَّ ذَلِكَ فَلَمْ يَنْشَأ عَنْ بَيْعَة أَبِي بَكْر شَرٌّ بَلْ أَطَاعَهُ النَّاس كُلّهمْ مَنْ حَضَرَ الْبَيْعَة وَمَنْ غَابَ عَنْهَا . وَفِي قَوْله " وَقَى اللَّه شَرَّهَا " إِيمَاء إِلَى التَّحْذِير مِنْ الْوُقُوع فِي مِثْل ذَلِكَ حَيْثُ لَا يُؤْمَن مِنْ وُقُوع الشَّرّ وَالِاخْتِلَاف . ‏ ‏قَوْله ( وَلَكِنَّ اللَّه وَقَى شَرّهَا ) ‏ ‏أَيْ وَقَاهُمْ مَا فِي الْعَجَلَة غَالِبًا مِنْ الشَّرّ، لِأَنَّ مِنْ الْعَادَة أَنَّ مَنْ لَمْ يَطَّلِع عَلَى الْحِكْمَة فِي الشَّيْء الَّذِي يَفْعَل بَغْتَة لَا يَرْضَاهُ، وَقَدْ بَيَّنَ عُمَر سَبَب إِسْرَاعهمْ بِبَيْعَةِ أَبِي بَكْر لِمَا خَشَوْا أَنْ يُبَايِع، الْأَنْصَارُ سَعْد بْن عُبَادَةَ، قَالَ أَبُو عُبَيْدَة : عَاجَلُوا بِبَيْعَةِ أَبِي بَكْر خِيفَة اِنْتِشَار الْأَمْر وَأَنْ يَتَعَلَّق بِهِ مَنْ لَا يَسْتَحِقّهُ فَيَقَع الشَّرّ . وَقَالَ الدَّاوُدِيّ : مَعْنَى قَوْله " كَانَتْ فَلْتَة " أَنَّهَا وَقَعَتْ مِنْ غَيْر مَشُورَة مَعَ جَمِيع مَنْ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يُشَاوَر، وَأَنْكَرَ هَذِهِ الْكَرَابِيسِيّ صَاحِبُ الشَّافِعِيّ وَقَالَ : بَلْ الْمُرَاد أَنَّ أَبَا بَكْر وَمَنْ مَعَهُ تَفَلَّتُوا فِي ذَهَابهمْ إِلَى الْأَنْصَار فَبَايَعُوا أَبَا بَكْر بِحَضْرَتِهِمْ، وَفِيهِمْ مَنْ لَا يَعْرِف مَا يَجِب عَلَيْهِ مِنْ بَيْعَته فَقَالَ : مِنَّا أَمِير وَمِنْكُمْ أَمِير، فَالْمُرَاد بِالْفَلْتَةِ مَا وَقَعَ مِنْ مُخَالَفَة الْأَنْصَار وَمَا أَرَادُوهُ مِنْ مُبَايَعَة سَعْد بْن عُبَادَةَ وَقَالَ اِبْن حِبَّان : مَعْنَى قَوْله " كَانَتْ فَلْتَة " أَنَّ اِبْتِدَاءَهَا كَانَ عَنْ غَيْر مَلَأ كَثِير، وَالشَّيْء إِذَا كَانَ كَذَلِكَ يُقَال لَهُ الْفَلْتَة فَيُتَوَقَّع فِيهِ مَا لَعَلَّهُ يَحْدُث مِنْ الشَّرّ بِمُخَالَفَةِ مَنْ يُخَالِف فِي ذَلِكَ عَادَة، فَكَفَى اللَّه الْمُسْلِمِينَ الشَّرّ الْمُتَوَقَّع فِي ذَلِكَ عَادَة، لَا أَنَّ بَيْعَة أَبِي بَكْر كَانَ فِيهَا شَرٌّ . ‏ ‏قَوْله ( وَلَيْسَ فِيكُمْ مَنْ تُقْطَع الْأَعْنَاقُ إِلَيْهِ مِثْل أَبِي بَكْر ) ‏ ‏قَالَ الْخَطَّابِيُّ : يُرِيد أَنَّ السَّابِق مِنْكُمْ الَّذِي لَا يُلْحَق فِي الْفَضْل لَا يَصِل إِلَى مَنْزِلَة أَبِي بَكْر، فَلَا يَطْمَع أَحَد أَنْ يَقَع لَهُ مِثْل مَا وَقَعَ لِأَبِي بَكْر مِنْ الْمُبَايَعَة لَهُ أَوَّلًا فِي الْمَلَأ الْيَسِير ثُمَّ اِجْتِمَاع النَّاس عَلَيْهِ وَعَدَم اِخْتِلَافهمْ عَلَيْهِ لِمَا تَحَقَّقُوا مِنْ اِسْتِحْقَاقه فَلَمْ يَحْتَاجُوا فِي أَمْره إِلَى نَظَر وَلَا إِلَى مُشَاوَرَة أُخْرَى، وَلَيْسَ غَيْره فِي ذَلِكَ مِثْله . اِنْتَهَى مُلَخَّصًا . وَفِيهِ إِشَارَة إِلَى التَّحْذِير مِنْ الْمُسَارَعَة إِلَى مِثْل ذَلِكَ حَيْثُ لَا يَكُون هُنَاكَ مِثْل أَبِي بَكْر لِمَا اِجْتَمَعَ فِيهِ مِنْ الصِّفَات الْمَحْمُودَة مِنْ قِيَامه فِي أَمْر اللَّه، وَلِين جَانِبه لِلْمُسْلِمِينَ، وَحُسْن خُلُقه، وَمَعْرِفَته بِالسِّيَاسَةِ، وَوَرَعه التَّامّ مِمَّنْ لَا يُوجَد فِيهِ مِثْل صِفَاته لَا يُؤْمَن مِنْ مُبَايَعَته عَنْ غَيْر مَشُورَة الِاخْتِلَافُ الَّذِي يَنْشَأ عَنْهُ الشَّرّ، وَعَبَّرَ بِقَوْلِهِ " تُقْطَع الْأَعْنَاق " لِكَوْنِ النَّاظِر إِلَى السَّابِق تَمْتَدّ عُنُقُهُ لِيَنْظُر، فَإِذَا لَمْ يَحْصُل مَقْصُوده مِنْ سَبْق مَنْ يُرِيد سَبْقه قِيلَ اِنْقَطَعَتْ عُنُقه، أَوْ لِأَنَّ الْمُتَسَابِقَيْنِ تَمْتَدّ إِلَى رُؤْيَتهمَا الْأَعْنَاق حَتَّى يَغِيب السَّابِق عَنْ النَّظَر، فَعَبَّرَ عَنْ اِمْتِنَاع نَظَره بِانْقِطَاعِ عُنُقه . وَقَالَ اِبْن التِّين : هُوَ مَثَل، يُقَال لِلْفَرَسِ الْجَوَاد تَقَطَّعَتْ أَعْنَاق الْخَيْل دُون لَحَاقه، وَوَقَعَ فِي رِوَايَة أَبِي مَعْشَر الْمَذْكُورَة " وَمِنْ أَيْنَ لَنَا مِثْل أَبِي بَكْر تُمَدّ أَعْنَاقُنَا إِلَيْهِ " . ‏)) وقال صاحب التحفة الاثني عشرية الالوسي رحمه الله تعالى : (( هذا الكلام صدر من عمر في زجر رجل كان يقول : ان مات عمر ابايع فلانا وحدي او مع اخر كما كان في مبايعة ابي بكر ثم استقر الامر عليها ، فمعنى كلام الفاروق في رده القول ان بيعة رجلين شخصا من غير تأمل سابق ومراجعة اهل الحل والعقد ليست صحيحة وبيعة ابي بكر وان كانت فجأة بسبب مناقشة الانصار وعدم وجود فرصة للمشورة فقد حلت محلها وصادفت اهلها للدائل الدالة على ذلك والقرائن القائمة على ماهنالك كإمامة الصلاة ونحوها وهذا معنى (وقى الله شرها) فلايقاس غيره بها وفي اخر هذه الرواية التي رواها الشيعة(وايكم مثل ابي بكر) اي في الافضلية والخيرية وعدم الاحتياج الى المشورة )) . انتهى كلامه . الان اخواني اتضح ما المقصود (( بكلمة فلته وقى الله شرها )) بقي نقطة واحدة وهي انها حين يقول الرافضي بأن الخلافة انما هي نص من الله تعالى وليست شورى فاننا نقول له : طالما ان الخلافة ليست شورى ولا بيد احد فإننا فنجد علي رضي الله عنه قاتل معاوية رضي الله عنه ثم ياتي ابنه الحسن رضي الله عنه ويتنازل عن الامامة  المنصوص عليها من الله تعالى  لرجل ((كافر)) عند الرافضة مع انه كان تحت يده قرابة العشرين الف مقاتل ثم نجد كذلك التناقض في فعل الامام المعصوم الحسين رضي الله عنه حين خرج على يزيد بن معاويه ولم يكن تحت يده إلا بضعة وسبعون رجلا مقاتل فقط . ماهذا التنتاقض ؟؟؟ والكل معصوم ؟؟؟؟؟ والنص واحد على إمام من الله تعالى بالخلافة ؟؟؟ ملاحظة : هذا البحث مجهود فردي قد يعتريه النقص فلذلك من كان لديه اضافة او تعقيب فيلذكره وله الدعاء


  من هم أهل البيت؟

قال الله تعالى { يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفًا {32} وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا {33} وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا {34} } وعن أم المؤمنين عائشة قالت: خرج النبي صلى الله عليه وآله وسلم غداة وعليه مرط مرحّل من شعر أسود فجاء الحسن بن علي فأدخله ثم جاء الحسين فدخل معه ثم جاءت فاطمة فأدخلها ثم جاء علي فأدخله ثم قال: { إنما يريد الله أن يُذهب عنكم الرجس أهل البيت ويُطهّركم تطهيراً }.

التعليق: 1- آية التطهير إنما نزلت في نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما قال الله تبارك وتعالى { يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولاً معروفاً وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله أن يُذهب عنكم الرجس أهل البيت ويُطهّركم تطهيراً واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة إنّ الله كان لطيفاً خبيراً} فالذي يراعي سياق هذه الآيات يوقن أنها في نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم خاصة ، بل من يدقق في الآيات سيجد بنفسه أنّ قوله تعالى { وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله أن يُذهب عنكم الرجس أهل البيت ويُطهّركم تطهيراً } آية واحدة والخطاب فيها كما هو واضح موجه لنساء النبي.

و لعل هذا يدعونا إلى التساؤل: إذا كان الأمر كذلك فلم لم يعبّر عنهن بنون النسوة بدلاً من (ميم) الجماعة؟ غير أنّ ما يمكن أن يقوله المرء هنا أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو رأس أهل بيته وهو داخل بلا شك في الآية مع نساءه كما قال تعالى في إبراهيم عليه السلام { أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ رَحْمَتُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ } مع أنّ الخطاب لإمرأة إبراهيم عليه السلام ولكنه لما دخل إبراهيم عليه السلام وزوجته في مسمى أهل البيت عبّر عنهم جميعاً ب ( ميم ) الجماعة في قوله تعالى { رحمة الله وبركاته عليكم } تغليباً ، بل إنّ إطلاق تسمية ( أهل ) على الزوجة وارد في قوله تعالى عن موسى عليه السلام { فلما قضى موسى الأجل وسار بأهله } مع أنه لم يكن مع موسى عليه سوى زوجته ، فما العجب في أن تعني الآية نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتستخدم في حقهن (ميم ) الجماعة؟!!

2- مما يؤكد أنّ الآية لم تنزل في أصحاب الكساء رضوان الله تعالى عليهم بل في نساء النبي خاصة حديث الكساء نفسه ، ذلك أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله في حديث الكساء دعا لأصحاب الكساء بأن يذهب الله عنهم الرجس بقوله ( اللهم هؤلاء أهل بيتي ، اللهم أذهب عنهم الرجس ) فإذا كانت الآية نزلت فيهم وقد أخبر الله فيها بإذهاب الرجس فما الداعي لدعاء كهذا من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟!! وإنما أراد رسول الله من دعاءه هذا أن يضم الله عز وجل أصحاب الكساء وهم من أهل بيته بلا ريب إلى نساءه اللاتي نزلت فيهن الآية في المعنى الذي تضمنته الآية وهو إرادة التطهير ورفع الرجس.

إنّ أهل السنة يقولون بأنّ الله عز وجل أذهب الرجس عن أصحاب الكساء لحديث الكساء لا لورود آية التطهير التي إن جاز الاستدلال بها على أحد فعلى أمهات المؤمنين اللاتي هن نساء النبي صلوات الله عليه وأهل بيته.

3- معنى أهل البيت يتعدى نساء النبي صلوات الله عليه ويتعدى الإمام علي والسيدة فاطمة وإلامامين الحسن والحسين إلى غيرهم كما في حديث زيد بن الأرقم الذي سئل فيه ( نساؤه من أهل بيته؟ قال: نساؤه من أهل بيته ولكن أهل بيته الذين حُرموا الصدقة وهم آل علي وآل جعفر وآل عقيل وآل العباس ) فمفهوم أهل البيت يتضمن أيضاً آل عباس وابن عبد المطلب وآل عقيل بن أبي طالب وآل جعفر بن أبي طالب بدليل حديث زيد بن الأرقم، ويدخل في مسمى أهل البيت أيضاً آل الحارث بن عبد المطلب لقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لربيعة بن الحارث والعباس بن عبد المطلب ( إنّ الصدقة لا تنبغي لآل محمد ، إنما هي أوساخ الناس )

4- الاستدلال بالآية على عصمة أصحاب الكساء لا يخلو من العجب لأمر بديهي يعرفه كل أحد وهو أنّ حديث الكساء يذكر السيدة فاطمة رضوان الله عليها كأحد الأطراف الذين نزلت فيهم الآية ، والإمامية يقولون بأنّ الله عز وجل أضفى على الأئمة صفة العصمة لاحتياج المهمة المناطة بهم لذلك وهي إمامة الناس وتحكيم شرع الله ، والسؤال : إذا كان الأمر كذلك فهل السيدة فاطمة نبية أو من الأئمة لكي تُضفى عليها صفة العصمة؟!! وما الغاية التي لأجلها أُضفيت عليه العصمة؟ هل كل من يحبه الله أو كل من له مقام عنده الله يُعطى العصمة ؟!! إنّ الله عز وجل لمّا أضفى صفة العصمة على الأنبياء أضفاها عليهم لأنهم مبلغو الوحي وأمن الرسالة السماوية، و لو أننا قبلنا عصمة الأئمة دون أن نناقشها، فإنّ ما لا يمكن تقبله لا عقلاً ولا شرعاً أن يتصف بالعصمة من ليس بنبي و لا حتى إمام!!

5- لمّا كانت الآية نازلة في نساء النبي ( أمهات المؤمنين ) و في إرادة تطهيرهن، جمع النبي عليه الصلاة أصحاب الكساء وهم من خواص أهل البيت ، ليدعو لهم بأن ينالهم التطهير الذي نال أمهات المؤمنين قائلاً (اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي ، أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً) طالباً من الله عز وجل أن ينالهم هذا الفضل وهو بلا شك أهل له ، فحرصت أم سلمة بعد أن رأت رسول الله قد جمع علياً وفاطمة والحسن والحسين أن تكون معهم وتنال بركة دعاء النبي عليه الصلاة والسلام وكان ذلك قبل أن يدعو النبي عليه الصلاة وأن يقرأ الآية موضحاً سبب طلبه لهم ، فقالت أم سلمة ( وأنا معهم يا رسول الله ) ، قال : ( إنك على خير ) و في رواية أخرى قال ( إنك الى خير أنت من أزواج النبي ) إذ لا حاجة لأم سلمة في أن يدعو لها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأن يُذهب الله عنها الرجس طالما أن الآية نزلت فيها وفي باقي نساء النبي عليه الصلاة والسلام ، وهذا من أبرز الدلائل على كون الآية نازلة فيها لا في أصحاب الكساء الذي حرص النبي عليه الصلاة والسلام على الدعاء لهم ولو كانت الآية نازلة فيهم لما جمعهم الرسول عليه الصلاة والسلام وقال ما قال. نذكر أن الآية لم تنزل في بيت ام سلمة بل نزلت في بيت عائشة (انظر الى الرواية المروية عن عائشة في مسلم وهي التي يستدل بها الشيعة)، ثم بعد نزولها و في فترة لاحقة جاء الرسول الى بيت ام سلمة ثم دعا علي و فاطمة و الحسن و الحسين و غطاهم بالكساء و دعا لهم.

6- قوله تعالى{ ويطهركم تطهيراً } ليس فيه إخبار بذهاب الرجس بل فيه أمر لمن نزلت فيهم الآية بالتزام طاعته لكي يحصل لهن التطهير ، لأنّ الله عز وجل يريد تطهيرهن ، وسياق الكلام الموجه لنساء النبي صلوات الله وسلامه عليه كان يتضمن توجيهاً إلهياً إليهن بفعل أمور واجتناب أخرى وبين الله عز وجل أنه يريد منهن التزام هذه التوجيهات ليذهب عنهم الرجس بمقتضى أمره لهم ، وبامتثالهم لأمر الله وحفظه لوصاياه يحصل التطهير ، وهذا النمط من الخطاب استخدم الله عز وجل في آخرين كما في قوله تعالى للمؤمنين { ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم } وقوله تعالى { يريد الله ليبين لكم ويهديكم } وقوله تعالى { يريد الله أن يخفف عنكم } فالإرادة هنا متضمنة للأمر والمحبة والرضا لا أنها حصلت فعلاً ، ولو كان الأمر كذلك لتطهر كل من أراد الله طهارته ، وأبسط مثال يوضح ذلك هو أنّ الله عز وجل يريد على سبيل المثال للبشر كلهم أن يدخلوا الجنة وهذه الإرادة هي إرادة محبة ، وهناك إرادة له سبحانه كونية قدرية في هذا الشأن وهي أنه سيكون من البشر مؤمن وكافر وأنّ ما كل البشر سيدخل الجنة ، لأنّ الله سبحانه وتعالى العادل أعطى البشر الحرية في عمل الخير والشر لكي يحصل العدل بمجازاته ، ولو كان الإنسان مجبوراً على الخير فقط لما كان من العدل مجازاته أصلاً لأنه لو أراد الشر ما وجد إلى ذلك سبيلاً، فإرادة الله إدخال البشر كلهم إرادة محبة ولكنه ما من الواجب تحققها لأنّ الله نفسه لم يوجب حدوثها.

7- إنّ مضمون حديث الكساء أنّ النبي صلى الله عليه وآله دعا لهم بأن يُذهب الله عنهم الرجس ويطهرهم تطهيراً ، وغاية ذلك أنّ يكون دعا لهم بأن يكونوا من المتقين الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم ، واجتناب الرجس واجب على المؤمنين ، فإنّ الله عز وجل يريد تطهير كل المؤمنين وليس أهل البيت فقط ، وإن كان أهل البيت هم أولى الناس وأحقهم بالتطهير. يقول الله تعالى { ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم } ويقول { خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها } وقال تعالى { إنّ الله يحب التوابين ويحب المتطهرين } ، فكما أخبر الله عز وجل بأنه يريد تطهير أهل البيت أخبر كذلك بأنه يريد تطهير المؤمنين كذلك ، فإن كان في إرادة التطهير وقوع للعصمة لحصل هذا للمؤمنين الذين نصت الآيات على إرادة الله عز وجل تطهيرهم.

8- التطهير الوارد في الآية لا يعني العصمة بل التنزه عن الفواحش وهو استخدام شائع في القرآن الكريم كما قال تعالى { خذ من أموالهم صدقة تطهرهم و تزكيهم بها } وما من أحد يقول بأنها قصدت بالتطهير هنا العصمة بل التنزه من الفواحش ، وكذلك في قوله تعالى { و ثيابك فطهّر} وغيرها من الآيات ، وبالجملة لفظ ( الرجس ) أصله ( القذر )، يُطلق و يُراد به الشرك كما في قوله تعالى { فاجتنبوا الرجس من الأوثان } ، ويُطلق ويُراد به الخبائث المحرّمة كالمطعومات والمشروبات كقوله تعالى { قل لا أجد فيما أُوحي إليّ محرماً على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دماً مسفوحاً أو لحم خنزير فإنه رجس أو فسق } وقوله { إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان } ولم يثبت أن استخدم القرآن لفظ ( الرجس ) بمعنى مطلق الذنب بحيث يكون في إذهاب الرجس عن أحد إثبات لعصمته.

9- مما يؤكد أنّ الآية لا تنص على وقوع التطهير بل على إرادة التطهير وأنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حرص على أن يلحق أصحاب الكساء ما لحق زوجاته أمهات المؤمنين اللاتي نزلت فيهن الآية وفي إرادة تطهيرهن ما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من أنه كان إذا خرج إلى الصلاة يمر بباب علي وفاطمة ويقول: الصلاة يا أهل البيت { إنما يريد الله أن يُذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيراً } مذكّراً إياهم بالآية وحاضاً علياً على الخروج لصلاة الجماعة ، إذ بالمحافظة على الفرائض وبطاعة الله يحصل التطهير.

10- على فرض أنّ الآية نزلت في أصحاب الكساء لا في نساء النبي عليه الصلاة والسلام ، فإنّ التطهير الذي جاءت به الآية واقع لغيرهم أيضاً بنص القرآن كما قال تعالى عن المؤمنين { ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم } وغيرها من الآيات ، ولو كان في معنى إرادة التطهير معنى العصمة لوجب القول بعصمة جميع المؤمنين لنص الآية على إرادة الله تطهيرهم ، وهذا ما لا يقوله لا السنة والشيعة ، فكيف تطبق نظرية التطهير على أناس دون آخرين؟!! أليس في المسألة نوع من المزاجية وليس المنهجية العلمية.

و العجيب في علماء الشيعة أنهم يتمسكون بالآية ويصرفونها إلى أصحاب الكساء ثم يصرفون معناها من إرادة التطهير إلى إثبات عصمة أصحاب الكساء ثم يتناسون في الوقت نفسه آيات أخرى نزلت في إرادة الله عز وجل لتطهير الصحابة بل هم بالمقابل يقدحون فيهم ويقولون بانقلابهم على أعقابهم مع أنّ الله عز وجل نص على إرادة تطهريهم بنص الآية ، مفارقات عجيبة يُحار فيها العقل ولا تجد لها إلا إجابة واحدة ، إنه التعصب وما يفعله في أصحابه.

11- إذهاب الرجس لا يدل على معنى الإمامة ، ونحن بصدد البحث عن دليل على الإمامة ، فإن قيل بأنّ من مستلزمات الإمامة العصمة وأنّ من كان معصوماً وجبت إمامته ، قيل : وماذا تقول في السيدة فاطمة الزهراء التي هي أحد أصحاب الكساء؟ أتستطيع تطبيق نفس المبدأ عليها وبالتالي القول بأنها أحد الأئمة؟!! فإن قال: لا، قيل: قال الله تعالى { أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض } فإما أن تطبق ما تدّعية مائة بالمائة أو تقر ببطلانه ، لكن التشبت بالدليل بما يوافق الهوى و طرح ما يخالفه ما هو في الحقيقة إلا تلاعب بالقرآن الكريم ، و ما أرى من يسلك هذا الطريق يطلب الحق و هو يدّعي ما يدّعيه و يجره التعصب إلى الإصرار على الخطأ في فهم كتاب الله.

المزيد عن آية التطهير و حديث الكساء

بسم الله الرحمن الرحيم. لقد دأب أهل الضلال عندما يعجزون عن إيجاد أدلة تؤيد باطلهم و ضلالتهم على التشويش على المسلمين واستخدام أسلوب الذين في قلوبهم مرض بأتباع المتشابه من الآيات والأحاديث واقتطاع ما يناسب ظلالتهم أو تفسيرها بما يتناسب مع أهوائهم ، وقد قال الله تعالى فيمن هذا حاله ( فأما الذين في قلوبهم مرض فيتبعون ماتشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا). ولمّا عجز أهل الضلال عن الأتيان بدليلٍ يثبت اقتصار لفظ أهل البيت على ( علي وفاطمة والحسن والحسين ) وإخراج زوجات النبي صلى الله عليه وسلم من هذا اللفظ عمدوا إلى أخذ دليلٍ صحيح يذكر (( أن النبي صلى الله عليه وسلم جللَ علي وفاطمة والحسن والحسين بكساء ، وقال اللهم هؤلاء أهل بيتي فقالت أم سلمه وأنا قال انت على مكانك أنت على خير )) وما ورد عن عائشة أنها قالت بحديث نحو ذلك عند مسلم. و لا شك أن الله يعمي عن الحق أقوامًا و يهدي إليه أخرين ولأن الدين والأحكام لا يؤخذ منها جزء ويترك جزء كما فعل الرافضة بالاستدلال بهذا الدليل و رفض غيره مما هو أصرح وأوضح وتفسير الأيات تفسيرا لايتناسب مع سياقها، وجب ايضاح الحق لأن الحق اذا اتضح يمحو الباطل و قد قال الله تعالى : ( كذلك يضرب الله الحق والباطل فأما الزبد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض )

وأما الأدلة على أن أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم منهم أزواجه: أولاً: قال الله تعالى : ( يا نساء النبي لستن كأحد من الناس إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولاً معروفا ، وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وأتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) ، فبالله عليكم لمن الخطاب في هذه الآية لأمي وأمك لأختي وأختك أم للحسن والحسين إن الخطاب في هذه الآيات لنساء النبي صلى الله عليه وسلم ، ولولا أن النبي صلى الله عليه وسلم قد وضح بالأدلة التي من السنة أن عليًا وفاطمة والحسن والحسين هم أيضا من أهل بيته حرصا منه على ان يشملهم هذا الفضل العظيم فأدخلهم مع أهل بيته لاقتصر المقصود بلفظ أهل البيت في الأيه على نسائه فقط لكن الأدله أثبتت دخول غيرهم معهم ، وقد يقول قائل أن قوله تعالي (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) نزل مستقلا عن الأيه فالجواب عنه من وجوه:

أولاً: أن الكثير من الأيات وبعض أجزاء الأيات على هذا النحو تنزل في أوقات مختلفة ويأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بوضعها في المكان المناسب ليكون قرأنا يتلى الى يوم القيامه ويفهم على ماأثبته الله ورسوله فيه في النهايه والرسول صلى الله عليه وسلم اثبت هذه الأيه على هذا النحو ولا شك أن الرسول أعلم بكتاب ربه ولوكان المعني على غير المراد الذي يفهمه من يقرا القرأن لجعله في موضع مستقل منعا للإلتباس وكان وضعه في موضع يجعل فيه لبسا خطأ (يبراء الله ورسوله منه ) وإنما قال بهذا أهل الضلال وحجتهم في ذلك ينكرها حتى العقلاء منهم و لو أخذنا الأيات مجزاءه لما استقام في كتاب الله معنى.

ثانيا : ان قوله تعالى(إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) ليس أيه مستقله بل جزء من أيه والأيه كامله هي (وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وأتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) (33) سورة الأحزاب

ثالثا : من أراد أن يفصل معنى الأيه ويجعل جزأها لخطاب قوم والجزء الأخر لخطاب آخرين ويناقظ المعنى الواضح ويفسر الأيه بغير مراد الله منها يحتاج الى دليل وهذا مالا يوجد عليه دليل بل الدليل خلافه لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد نزول الأيه دعا عليًا وفاطمة والحسن والحسين وجللهم بالكساء ودعا لهم حرصا منه على ان يشملهم هذا الفضل العظيم وليبين أن الأيه تشملهم أيضا لأن المتبادر للذهن منها أنها لنساءه خاصه و لو(و لو ألغينا عقولنا) و قلنا أن الأيه يقصد بها علي و فاطمه والحسن والحسين فقط لما كان لفعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم أي فائده لتوضيح أمر واضح و أصبح فعله من العبث

قال ابن كثير عن الآية:

نص في دخول أزواج النبي صلى الله عليه وسلم في أهل البيت ههنا لأنهن سبب نزول هذه الآية وسبب النزول داخل فيه قولا واحدا إما وحده على قول أو مع غيره على الصحيح وروى ابن جرير عن عكرمة أنه كان ينادي في السوق إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا نزلت في نساء النبي صلى الله عليه وسلم خاصة وهكذا روى ابن أبي حاتم قال حدثنا علي بن حرب الموصلي حدثنا زيد بن الحباب حدثنا حسين بن واقد عن يزيد النحوي عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنها في قوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت قال نزلت في نساء النبي صلى الله عليه وسلم خاصة

وقال عكرمة من شاء باهلته أنها نزلت في شأن نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم

فإن كان المراد أنهن كن سبب النزول دون غيرهن فصحيح وإن أريد أنهن المراد فقط دون غيرهن ففي هذا نظر فإنه قد وردت أحاديث تدل على أن المراد أعم من ذلك

(( تأمل كيف ينتصر أهل السنه للحق وبيان أن الأيه لاتقتصر على نساء النبي فقط وإنما تشملهم وغيرهم))

وقال القرطبي بعد أن ذكر الأيه : قال الزجاج : قيل يراد به نساء النبي صلى الله عليه وسلم وقيل : يراد به نساؤه وأهله الذين هم أهل بيته على مايأتي بيانه بعد

ثم قال : فيه ثلاث مسائل :

الأولى قوله تعالى : واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة هذه الألفاظ تعطي أن أهل البيت نساؤه وقد أختلف أهل العلم في أهل البيت من هم فقال عطاء وعكرمة وابن عباس : هم زوجاته خاصة لا رجل معهن وذهبوا إلى أن البيت أريد به مساكن النبي صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى : واذكرن ما يتلى في بيوتكن وقالت فرقة منهم الكلبي : هم علي وفاطمة والحسن والحسين خاصة وفي هذا أحاديث عن النبي عليه السلام واحتجوا بقوله تعالى : ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم بالميم ولو كان للنساء خاصة لكان عنكن ويطهركن إلا أنه على الصحيح خرج على لفظ الأهل كما يقول الرجل لصاحبه : كيف أهلك أي امرأتك ونساؤك فيقول : هم بخير قال الله تعالى : أتعجبين من أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت والذي يظهر من الآية أنها عامة في جميع أهل البيت من الأزواج وغيرهم وإنما قال : ويطهركم لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليا وحسنا وحسينا كان فيهم وإذا اجتمع المذكر والمؤنث غلب المذكر فاقتضت الآية أن الزوجات من أهل البيت لأن الآية فيهن والمخاطبة لهن يدل عليه سياق الكلام والله أعلم أما أن أم سلمة قالت : نزلت هذه الآية في بيتي فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فدخل معهم تحت كساء خيبري وقال : هؤلاء أهل بيتي وقرأ الآية وقال : اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا فقالت أم سلمة : وأنا معهم يا رسول الله قال : أنت على مكانك وأنت على خير أخرجه الترمذي وغيره وقال : هذا حديث غريب وقال القشيري : وقالت أم سلمة أدخلت رأسي في الكساء وقلت : أنا منهم يا رسول الله قال : نعم

وقال الثعلبي : هم بنو هاشم فهذا يدل على أن البيت يراد به بيت النسب فيكون العباس وأعمامه وبنو أعمامه منهم وروي نحوه عن زيد بن أرقم رضي الله عنهم أجمعين وعلى قول الكلبي يكون قوله : واذكرن ابتداء مخاطبة الله تعالى أي مخاطبة أمر الله عز وجل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم على جهة الموعظة وتعديد النعمة بذكر مايتلى في بيوتهن من آيات الله تعالى والحكمة قال أهل العلم بالتأويل : آيات الله القرآن والحكمة السنة والصحيح أن قوله : واذكرن منسوق على ماقبله وقال عنكم لقوله أهل فالأهل مذكر فسماهن وإن كن إناثا باسم التذكير فلذلك صار عنكم ولا اعتبار بقول الكلبي وأشباهه فإنه توجد له أشياء في هذا التفسير ما لو كان في زمن السلف الصالح لمنعوه من ذلك وحجروا عليه فالآيات كلها من قوله : يا أيها النبي قل لأزواجك إلى قوله إن الله كان لطيفا خبيرا منسوق بعضها على بعض فكيف صار في الوسط كلاما منفصلا لغيرهن ! وإنما هذا شيء جرى في الأخبار أن النبي عليه السلام لما نزلت عليه هذه الآية دعا عليا وفاطمة والحسن والحسين فعمد النبي صلى الله عليه وسلم إلى كساء فلفها عليهم ثم ألوى بيده إلى السماء فقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا فهذه دعوة من النبي صلى الله عليه وسلم لهم بعد نزول الآية أحب أن يدخلهم في الآية التي خوطب بها الأزواج فذهب الكلبي ومن وافقه فصيرها لهم خاصة وهي دعوة لهم خارجة من التنزيل

ولأن أهل السنة والجماعة لا يأخذون ببعض الأدلة دون بعض فقط احتجوا بحديث أم سلمة وحديث عائشة على أن عليًا وفاطمة والحسن والحسين هم أيضًا من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم كما أزواجه وردوا قول من قال أن المقصود بأهل بيت النبي هم أزواجه فقط ، خاصة أن لفظة أهل البيت تعني من يعولهم رب البيت ممن هم فيه ،(((وتأملو اخوتي الفرق بين أهل السنه وأهل البدعة وكيف ينتصر أهل السنه للحق في اظهار أن أهل البيت يشمل أيضا عليا وفاطمة والحسن والحسين وأن الايه وان ذكرت النساء فقط فقد أبانت السنه شمولها لغيرهم وكيف أن أهل الضلال يسعون جاهدين لطمس الحق الواضح في الأيات الكريمة فيخرجون المخاطب بالأيات وهم نساء النبي ويقصرون الأيه على منلم يخاطب بها )))

ثانياً: يقول الله تعالى على لسان الملائكه عن إبراهيم وزوجته : ( قالوا اتعجبين من أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد ) فهل أهل بيت إبراهيم هم أولاده الذين لم يأتوا بعد أو زوج ابنته أم أن الله سبحانه وجه الخطاب لزوجة إبراهيم فعلم أن من أهل البيت زوجة إبراهيم ،

ثالثاً: لا شك أن القرآن عربيٌ فصيح ، وأنزل على قومٍ عرب يفهمون عباراته وحينما قال الله أهل البيت علموا أن أهل البيت هم أزواجه صلى الله عليه وسلم لأن كلمة أهل البيت في اللغة العربية تطلق ويراد بها من يعولهم رب البيت ممن هم فيه ،و لم يفهم أحد من الصحابه أن الأيه يقصد بها غير نساء النبي ولذلك روى ابن جرير عن عكرمة أنه كان ينادي في السوق إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا نزلت في نساء النبي صلى الله عليه وسلم خاصة وهكذا روى ابن أبي حاتم قال حدثنا علي بن حرب الموصلي حدثنا زيد بن الحباب حدثنا حسين بن واقد عن يزيد النحوي عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنها في قوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت قال نزلت في نساء النبي صلى الله عليه وسلم خاصة

وقال عكرمة من شاء باهلته أنها نزلت في شأن نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم

وأما حديث أم سلمة فهو دليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم حرص وأراد أن يبين أن علياً وفاطمة والحسن والحسين من أهل بيته لئلا يُفهم أن الآية تقتصر على زوجاته فقط وكان النبي صلى الله عليه وسلم حريصا على أن يشمل الفضل العظيم الذي خص الله به نسائه أن يشمل عليا وفاطمة وابنيها الحسن والحسين لمكانتهم من النبي

قال القرطبي بعد أن ذكر الحديث :

فهذه دعوة من النبي صلى الله عليه وسلم لهم بعد نزول الآية أحب أن يدخلهم في الآية التي خوطب بها الأزواج فذهب الكلبي ومن وافقه فصيرها لهم خاصة وهي دعوة لهم خارجة من التنزيل

ولذلك لما قالت أم سلمة وأنا يارسول الله قال انك الى خير اي قد ذكرك الله في الأيه صريحة فأنت الى خير.

ثم ان الروايات الاخرى للحديث تفسر معناه ففي روايه أخرى - لم يذكرها الرافضة -( انك الى خير أنت من أزواج النبي ) فلا يحتاج الأمر الى ايضاح لأن الأية صريحة في بيان أن أزواج النبي من أهل البيت

ونص الروايه ( قال ابن جرير حدثنا أبو كريب حدثنا الحسن بن عطية حدثنا فضيل بن مرزق عن عطية عن أبي سعيد عن أم سلمة رضي الله عنها قالت إن هذه الآية نزلت في بيتي إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا قالت وأنا جالسة في باب البيت فقلت يا رسول الله ألست من أهل البيت فقال صلى الله عليه وسلم إنك إلى خير أنت من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت وفي البيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم )

وفي روايه قال أنت على مكانك أنت على خير

ونص الروايه ( ان أم سلمة قالت : نزلت هذه الآية في بيتي فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فدخل معهم تحت كساء خيبري وقال : هؤلاء أهل بيتي وقرأ الآية وقال : اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا فقالت أم سلمة : وأنا معهم يا رسول الله قال : أنت على مكانك وأنت على خير ) فأخبرها أنها على مكانها الذي جعلها الله عليه في الأيه فلا يحتاج الأمر الى أصرح من الأيه وانما الذي يحتاج الى بيان أن يدخل في الأيه على وفاطمة وأبنائهما

وفي روايه أخرى - لم يذكرها الرافضه أيضا - (قال وأنت)

ونص الروايه : ( قال الإمام أحمد 6/296 حدثنا محمد بن جعفر حدثنا عوف عن أبي المعدل عن عطية الطفاوي عن أبيه قال إن أم سلمة رضي الله عنها حدثته قالت بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي يوما إذا قالت الخادم إن فاطمة وعليا رضي الله عنهما بالسدة قالت فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم قومي فتنحي عن أهل بيتي قالت فقمت فتنحيت في البيت قريبا فدخل علي وفاطمة ومعهما الحسن والحسين رضي الله عنهم وهما صبيان صغيران فأخذ الصبيين فوضعهما في حجره فقبلهما واعتنق عليا رضي الله عنه بأحدى يديه وفاطمة رضي الله عنها باليد الأخرى وقبل فاطمة وقبل عليا وأغدق عليهم خميصة سوداء وقال اللهم إليك لا إلى النار أنا وأهل بيتي قالت فقلت وأنا يا رسول الله قال صلى الله عليه وسلم وأنت) ..... وتأمل حرص النبي على أزواجه وغيرته حيث أمر أم سلمه أن تتنحى حيث كان علي رضي الله عنه معهم فأمرها بالتنحي وتامل تأويلات الرافضه فهل كانو يريدون من النبي صلى الله عليه وسلم أن يدخل زوجته مع علي رضي الله عنه في الكساء وهوه أشد حياء وأحرص على اتباع أمر الله الذي قال للمؤمنين ( واذا سألتموهن متاعا فاسئلوهن من وراء حجاب )

وفي روايه أخرى قال أنت من أهلى

ونص الروايه ( عن أبي كريب عن وكيع عن عبد الحميد بن بهرام عن شهر بن حوشب عن أم سلمة رضي الله عنها بنحوه طريق أخرى قال ابن جرير حدثنا أبو كريب حدثنا خالد بن مخلد حدثني موسى بن يعقوب حدثني هاشم بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص وعن عبد الله بن وهب بن زمعة قال أخبرتني أم سلمة رضي الله عنها قالت إن رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع عليا وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم ثم أدخلهم تحت ثوبه ثم جأر إلى الله عز وجل ثم قال هؤلاء أهل بيتي قالت أم سلمة رضي الله عنها يا رسول الله أدخلني معهم فقال صلى الله عليه وسلم أنت من أهلي

وأما مرواه مسلم (برقم 2424) عن أبي بكر ابن أبي شيبة عن محمد بن بشر به طريق أخرى قال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا سريج بن يونس أبو الحارث حدثنا محمد بن يزيد عن العوام يعني ابن حوشب رضي الله عنه عن ابن عم له قال دخلت مع أبي على عائشة رضي الله عنها فسألتها عن علي رضي الله عنه فقالت رضي الله عنه الله عنها تسألني عن رجل كان من أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت تحته ابنته وأحب الناس إليه لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا عليا وفاطمة وحسنا وحسينا رضي الله عنهم فألقى عليهم ثوبا فقال اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا قالت فدنوت منهم فقلت يا رسول الله وأنا من أهل بيتك فقال صلى الله عليه وسلم تنحي فإنك على خير ) فإن الجواب فيه واضح من أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرد من عائشة أن تدخل معهم في الغطاء وعلي فيه وأخبرها النبي أنها على خير لماذكره الله في الأيه صريحا في أنها من أهل البيت وانما رحمة من رسول الله ورغبة في أن يدخل عليا وفاطمة وابنائهما في الفضل العظيم الذي ذكره الله لنسائه فذكرهم حتى يشملهم الله بذلك الفضل فيدخلو في أهل بيته

حديث آخر وقال مسلم في صحيحه(برقم 2408) حدثني زهير بن حرب وشجاع بن مخلد جميعا عن ابن علية قال زهير حدثنا إسماعيل بن إبراهيم حدثني أبو حيان حدثني يزيد بن حبان قال انطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمر بن سلمة إلى زيد بن أرقم رضي الله عنه فلما جلسنا إليه قال له حصين لقد لقيت يازيد خيرا كثيرا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمعت حديثه وغزوت معه وصليت خلفه لقد لقيت يازيد خيرا كثيرا حدثنا يازيد ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا ابن أخي والله لقد كبرت سني وقدم عهدي ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله صلى الله عليه وسلم فما حدثتكم فاقبلوا ومالا فلا تكلفوا فيه ثم قال قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما خطيبا بماء يدعى خمسا بين مكة والمدينة فحمد الله تعالى وأثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال أما بعد ألا أيها الناس فأنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيب وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله تعالى فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به فحث على كتاب الله عز وجل ورغب فيه ثم قال وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي ثلاثا فقال له حصين ومن أهل بيته يا زيد أليس نساؤه من أهل بيته قال نساؤه من أهل بيته ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده قال ومن هم قال هم آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس رضي الله عنهم قال كل هؤلاء حرم الصدقة بعده قال نعم ) وتأمل قول الصحابي جوابا زيد على السؤال بقوله ((نساؤه من أهل بيته)) ثم عقب بان أهل بيته لايقتصر عليهن بل ان من أهل بيته من ذكرهم

قال بن كثير بعد أن ذكر الروايات المختلفه للأحاديث :

(وجمعا أيضا بين القرآن والأحاديث المتقدمة إن صحت فإن في بعض أسانيدها نظرا والله أعلم ثم الذي لا يشك فيه تدبر القرآن أن نساء النبي صلى الله عليه وسلم داخلات في قوله تعالى إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا فإن سياق الكلام معهن ولهذا قال تعالى بعد هذا كلهواذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة أي واعملن بما ينزل الله تبارك وتعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم في بيوتكن من الكتاب والسنة قاله قتادة وغير واحد واذكرن هذه النعمة التي خصصتن بها من بين الناس أن الوحي ينزل في بيوتكن دون سائر الناس وعائشة الصديقة بنت الصديق رضي الله عنهما أولاهن بهذه النعمة وأحظاهن بهذه الغنيمة وأخصهن من هذه الرحمة العميمة فإنه لم ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي في فراش امرأة سواها كما نص على ذلك صلوات الله وسلامه عليه خ3775 قال بعض العلماء رحمه الله لأنه لم يتزوج بكرا سواها ولم ينم معها رجل في فراشها سواه صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنها فناسب أن تخصص بهذه المزية وأن تفرد بهذه المرتبة العلية ولكن إذا كان أزواجه من أهل بيته فقرابته أحق بهذه التسمية كما تقدم في الحديث وأهل بيتي أحق وهذا يشبه ما ثبت في صحيح مسلم 1398 أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما سئل عن المسجد الذي أسس على التقوى من أول يوم فقال هو مسجدي هذا فهذا من هذا القبيل فإن الآية إنما نزلت في مسجد قباء كما ورد في الأحاديث الأخر ولكن إذا كان ذاك أسس على التقوى من أول يوم فمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أولى بتسميته بذلك والله أعلم)


  كذبهم بزعمهم ليس كل سني ناصبي عندهم

مفهوم الناصب عند الشيعة

 حفلت أكثر كتب الشيعة على رموز ومصطلحات وكنى وألقاب لا يستطيع أحد معرفتها دون التمرس في قراءة كتب الشيعة وأن أكثر أهل السنة من المعاصرين يجهلون معانيها .

نجد أن كثيرا من ذلك في وردت في كتبهم والقارىء الذي لا خلفيه له فيها لا يدرك ذلك ولتقريب ذلك إلى فهم القارىء الكريم نورد أمثلة ليكون على بصيرة من أمرها فمثلا ورد في كتبهم الأول والثاني والثالث وحبتر وزريق وغير ذلك من الكنايات . فإذا وردت بصيغة الذم فالمقصود بالأول : الصديق رضوان الله عليه . والثاني والثالث : عمر وعثمان رضي الله عنهما لمما. وحبتر: أبا بكر وزريق: عمر رضي الله عنهما . والأمثلة كثيرة ولكن نخشى الاستطراد .

 وكلمة " الناصب " أو " النواصب " ترددت كثيرا في كتبهم ولكن قليل من يعرف المقصود منها . ولأهمية هذه الكلمة في رسالتنا هذه حيث لا يمكن أن نفهم موقف الشيعة منا دون الوقوف على معنى " النواصب ".

 النوصب متعارف عند أهل السنة بأنها تعني : الذين يبغضون عليا رضوان الله عليه وأهل بيته ويلعنونهم . لكن هذه الكلمة تعني عند الشيعة : أهل السنة الذين يتولون أبا بكر وعمر وبقية الصحابة 1رضوان الله عليهم أجمعين .

أننا لا نتقول على الشيعة ولا نتهمهم بما هم منه براء وخير سبيل لفهم ذلك التعرف على ذلك المصطلح من كتب الشيعة لا من كتب خصومهم .

 وتأكيدا لما سبق نورد بعض أقوال علمائهم المعتمدين في بيان معنى "النوصب" لئلا نتهمهم بعدم الموضوعية وبعدها نعلق عليها بما يناسب المقام .

حسين الدرازي وتحقيق الناصب

يقول في كتابه " المحاسن النفسانية في أجوبة المسائل الخراسانية " ص145 "وما بعدها :

وأما تحقيق الناصب فقد كثر فيه والقال والقيل واتسع فيه المجال والتعرض للأقوال . وما يرد عليما . وما يثبتها ليس هذا محله بعدما عرفت كفر مطلق المخالف لا فا أدراك بالناصب الذي جاء فيه الآيات والروايات أنه المشك والكافر. بل ما من آية من كتاب الله فيها ذكر المشرك إلا كان هو المراد منها والمعنى بها .

وأما معناه الذي دلت عليه الأخبار فهو ما قدمنا . هو تقديم غير علي عليه السلام على ما رواه ابن إدريس في مستطرفات السائر نقلا عن كتاب الرجال بالإسناد إلى محمد بن علي بن موسى قال: كتبت إليه - يعنى علي بن محمد عليه السلام : عن الناصب هل يحتاج في امتحانه إلى أكثر من تقديمه الجبت (1) والطاغوت (2) واعتقاد إمامتهما ؟ فرجع الجواب من كان على هذا فهو ناصب .

وما في شرح نهج البلاغة للرواندي عن النبي (ص ) أنه سئل عن الناصب بعده قال: من يقدم على علي يغيره .

وأما تفسيره بمن أظهر العداوة لأهل البيت -كما عليه أكثر علمائنا المتأخرين - فما لم يقهم عليه دليل .

بل في الأخبار ما ينفيه . ففي عقاب الأعمال والعلل وصفات الشيعة بأسانيد إلى عبد الله بن سنان والمعلى بن خنيس عن أبي عبد الله عليه السلام قال : ليس الناصب من نصب لنا أهل لأنك لا تجد أحدا يقول : أنا أبغض محمدا وآل محمد ولكن الناصب من نصب لكم وهو يعلم! أنكم تتولوننا وأنكم من شيعتنا . و ظهروه في نفي ما اعتمدوه واضح .

نعم بما يترائي المخالفة بين هذه الأخبار. وبين خبري السرائر وشرح النهج لأن هذه باشتراط العداوة إلى شيعتهم . والاكتفاء في تينك الروايتين مجرد تقديم الغير عليه عليه السلام . والذي ظهر لنا أنه لا منافاة بينهما لقيام الأدلة من العامة ولخاصة على التلازم بين ذلك التقديم ، ونصب العداوة لشيعهم .

وبالجملة أن من تأول (3) أحوالهم واطلع على بعض صفاتهم وطريقتهم في المعاشرة ظهر له ما قلناه .

فإنكار المكابرة لما اقتضت العادة به . بل أخبارهم عليهم السلام تنادي بأن الناصب هو ما يقال له عندهم سنيا .

ففي حسنة بن أذينة المروية في الكافي والعلل عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال ما تروى هذه الناصبة ؟ فقلت : جعلت فداك فيماذا ؟ فقال : في أذانهم وركوعهم وسجودهم . . ..الحديث .

ولا كلام في أن المراد بالناصبة فيه هم أهل التسنن الذين قالوا : أن الأذان رآه أبي بن كعب في النوم .

فظهر لك أن النزاع والخلاف بين القائلين بهذه المذاهب الثلاثة أعني مجرد التقديم ونصب العداوة لشيعتهم . كما اعتمد محمد أمين في لفوائد المدنية . ونصب العداوة لهم عليم السلام . كما هو أخيار المشهور خلاف لفضي لما عرفت من التلازم بينهما .

وقد صرح بهذا جماعة من المتأخرين منهم : السيد المحقق السيد نور الدين أبي الحسين الموسوي في الفوائد المكية . وأختاره شيخنا المنصف العلامة الشيخ يوسف في الشهاب الثاقب . وهو المنقول عن الخواجة نصير الدين (4) وكفاك شاهدا على قوته التئام الأخبار به وشهادة العادة كما يظهر من أحوالهم .

وحيث أن هذا المقام ليس مقام تحقيق معناه .وإنما ذكرناه استطرادا اقتصرنا على ما ذكر في التحقيق . وإلا فالبحث واسع المجال..ا. ه

أبو الحسن العاملي وتحقيق معنى الناصب

 قال في مقدمة تفسيره " مرآة الأنوار ومشكاة الأسرار " ص 308 باب " النون من البطون والتأويلات " (5) .

الناصبة: في الصحاح نصبت الشيء أن أقمته ، ونصب لفلان أي عاداه وقد ورد في سورة الغاشية قوله تعالى (( عاملة ناصبة )) وسنذكر إن شاء الله هناك ما يدل على تأويل الناصبة بأعداء علي عليه السلام وكذلك من عاده وبمن نصب غيره من ولاة الأمر فعلى هذا كله أعداء الأئمة ناصبة بالمعنيين وهو ظاهر.

وكذلك الحق أن كل من نصب غير الأئمة فهو في الحقيقة ممن نصب العداوة للأئمة وناصبة بالمعنيين أيضا وأن أدعى المحبة لهم إدعاء .

وقد روى الشيخ في أماليه بسند صحيح عن صالح بن ميثم التمار عن أبيه رضي الله عنه : أن أمير المؤمنين عليه السلام قال في آخر حديث له طويل: لم يحبنا من يحب مبغضنا أن ذلك لا يجتمع في قل واحد ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه يحب بهذا قوما ويحب الآخر عدوهم . إلى أن قال عليه السلام: فليمتحن قلبه فإن وجد فيه حب من ألب علينا فليعلم أن الله عدوه وجبريل وميكائيل والله عدو الكافرين .

وفي الفقيه بسند لا يقصر عن الصحيح أن إسماعيل بن جابر قال لأبي جعفر عليه السلام: رجل يحب أيمر المؤمنين عليه السلام ولا يتبرء من عدوه ويقول هو أحب إليّ ممن خالفه قال: هذا مخلط وهو عدو .

وفي العلل ومعاني الأخبار عن معلى بن خنيس عن الصادق (ع) قال: ليس الناصب من نصب لها أهل البيت لأنك لا تجد رجلا يقول: أنا أبغض محمدا وآل محمد ولكن الناصب لكم وهو يعلم أنكم تتولونا وأنكم من شيعتنا .

ويؤيد قول الباقر(ع): من نصب لك أنت أنت لا ينصب لك إلا على هذا الدين كما كان ينصب للنبي 000 الحديث .

وقد نقل في مستطرفات السرائر من مكاتبات محمد بن علي بن عيسى أبا الحسن الثالث (ع) قال: كتبت إليه أسأله عن الناصب هل أحتاج في امتحانه إلى أكثر من تقديم الجبت والطاغوت واعتقاد إمامتهما ؟ فرجع الجواب: من كان على هذا فهو ناصب ..ا ه

= أبي الحسن الشريف الذي يعبر عنه في الجواهر بجدي العلامة لا لعبد اللطيف الكازراني الذي لم يتولد بعد، إلى الله المشتكى وهي المستعان . انتهى .

واعترف أنن في الطبعة الأولى من كتابي " الشيعة وتحريف القرآن " نسبت هذه المقدمة إلى الكازراني بدلا من العاملي اعتمادا على كتاب الشيخ الذهبي رحمه الله تعالى " التفسير والمفسرون " ضمن الفضل الثاني من الكتاب " علماء الشيعة وتحريف القرآن ط ولكن في الطبعات الثانية والثالثة والرابعة من الكتاب أثبت بأنها من تأليف العاملي لا الكازراني لذا وجب التنبيه والله يهدي إلى سواء السبيل .

نعمة الله الجزائري وتعريف الناصب

 قال في كتابه " الأنوار النعمانية " 2/206-207 :

وأما الناصبي وأحواله وأحكامه فهو مما يتم ببيان أمرين : الأول في بيان معنى الناصب الذي ورد في الأخبار أنه نجس وأنه شر من اليهودي والنصراني والمجوسي وأنه كافر نجس بإجماع علماء الإمامية رضوان الله عليهم .

فالذي ذهب إليه أكثر الأصحاب هو أن المراد به: من نصب العداوة لآل بيت محمد صلى لله عليه وآله وسلم وتظاهر ببغضهم كما هو الموجود في الخوارج وبعض ما وراء النهر ورتبوا الأحكام في باب الطهارة والنجاسة والكفر والإيمان وجواز النكاح وعدمه على الناصبي بهذا المعنى .

وقد تفطن شيخنا الشهيد الثاني قدس الله روحه من الإطلاع على غرائب الأخبار فذهب إلى أن الناصبي : هو الذي نصب العداوة لشيعة أهل البيت عليهم السلام وتظاهر بالوقوع فيهم .

كما هو حال أكثر مخالفينا في هذا الأعصار في كل الأمصار. وعلى هذا فلا يخرج من النصب سوى المستضعفين منهم والمقلدين والبلة والنساء ونحو ذلك وهذا المعنى هو الأولى .

ويدل عليه ما رواه الصدوق في كتاب " علل الشرائع " بإسناد معتبر عن الصادق عليه السلام قال :

ليس الناصب من نصب لنا أهل البيت، لأنك لا تجد رجلا يقول: أنا أبغض محمدا وآل محمد، ولكن الناصب من نصب كلم وهو يعلم أنكم تتولونا وأنكم من شيعتنا. وفي معناه أخبار كثيرة .

وقد روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم :

أن من علامة النواصب تقديم غير علي عليه .

وهذه خاصة شاملة لا خاصة ويمكن أجاعها أيضا إلى الأول بأن يكون المراد تقديم غيره عليه على وجه الاعتقاد والجزم ، وليخرج المقلدون والستضعفون، فإن تقديمهم غيره لعيه إنما نشأ من تقليد علمائهم وآبائهم وأسلافهم. وإلا فليس لهم إلى الإطلاع والجزم بهذا سبيل .

ويؤيد هذا المعنى أن الأئمة عليهم السلام وخواصهم أطلقوا لفظ الناصبي على أبي حنيفة وأمثاله. مع أن أبا حنيفة لم يكن ممن نصب العداوة لأهل البيت عليهم السلام بل كان له انقطاع إليهم . وكان يظهر لهم التودد، نعم كان يخالف آرائهم ويقول : قال علي وأنا أقول : ومن هذا يقول قول السيد المرتضى ,اين إدريس قدس الله روحهما وبعض مشايخنا المعاصرين بنجاسة المخالفين كلهم. نظرا لإطلاق الكفر والشرك عليهم في كتاب والسنة فيتناولهم هذا اللفظ حيث يطلق ، ولأنك قد تحققت أن أكثرهم نواصب بهذا المعنى 000 ا ه .

فالنواصب عند الشيعة هم أهل السنة وقد نص على ذلك صراحة حسين الدرازي

وأيضا من قدّم على علي رضي الله عنه غيره أي يمعنى كل من فضّل الخلفاء الثلاثة الراشدين : أبا بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم واعتقد إمامتهم وتفضيلهم عليه .

وكل من رزقه الله تعالى وأنعم عليه بحبهم فهو ناصب عند الشيعة الذين أخذوا لعن خيار رجالات الإسلام دينا لا يصبح الشيعي شيعيا إلا بذلك .

وعليه فإن كلمة " الناصب " النواصب" تشمل كافة أهل السنة فينبغي قراءة كلام علماء الشيعة حول مفهوم معنى الناصب عند الشيعة لأن ذلك مفتاح التعرف على حقيقة موقفهم تجاهنا ولهذا التعريف أهمية كبيرة فأرجو استيعاب هذا المعنى .


 قصة غدير خم .. دراسة نقدية تحليلية

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، ثم أما بعد :-

تلبية لرغبة أحد الإخوة الأفاضل في كتابة موضوع يتحدث عن حادثة الغدير أو بالأحرى قصة غدير خُم ، والتي يتخذها الرافضة أساساً يعتمدون عليه في تشيعهم من جهة و في أحقية علي بالخلافة من جهة أخرى ، فأعطوا لهذه الحادثة من الأهمية ما لم يعطوه لغيرها من عصر النبوة ، حيث ألف أحد الروافض وهو عبد الحسين الأميني النجفي كتاباً طبع في أحد عشر مجلداً عن هذه الحادثة باسم

الغدير في الكتاب و السنة و الأدب

، كتبت هذا البحث المصغر .. والله من وراء القصد ..

بداية وقبل أن أبدأ أود أن انبه على شيء مهم وهو أنه الواجب علينا أن لا نصدق الرافضة في كل ما يقولون و كل ما يثيرون من شبه ، فهم قوم بهت .. قد طمس الله بصيرتهم كما طمس أبصارهم ، يستدلون بالأحداث الصحيحة و بالوقائع الثابتة لكن في غير مواضعها ، و لأغراض كثير يعلمها من عرفهم عن قرب أو حاورهم .. و قصة الغدير هذه هي إحدى الوسائل التي يستغلها الرافضة في الدس والتزييف ، و قد استخدم هؤلاء ، وسائل التالية للترويج لبدعتهم و لتشويه هذا التاريخ ، منها :-

1- الاختلاق و الكذب .

2- اختلاق الزيادة على الحادثة أو النقصان منها بقصد التشويه .

3- التأويل الباطل للأحداث .

4- إبراز المثالب و إخفاء المحاسن .

5- صناعة الأشعار لتأييد حوادث تاريخية .

6- وضع الكتب و الرسائل المزيفة .

7- وضع الخبر في غير سياقه حتى ينحرف عن معناه و مقصده . و للزيادة في معرفة هذه الوسائل أنظر : منهج كتابة التاريخ الإسلامي محمد بن صامل (ص557) . غَديرُ خُم هو : موضع بين مكة و المدينة ، و هو واد عند الجحفة به غدير ، يقع شرق رابغ بما يقرب من (26) كيلاً ، و يسمونه اليوم الغربة ، و خم اسم رجل صباغ نسب إليه الغدير ، والغدير هو : مستنقع من ماء المطر . انظر : معجم البلدان (2/389) و على طريق الهجرة لعاتق البلادي ( ص 61 ) .

والآن نأتي إلى الأحداث التي سبقت هذه الحادثة ، لنتعرف جذور القصة ..

أرسل النبي صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب خلف خالد بن الوليد إلى اليمن ليخمّس الغنائم و يقبض الخُمس ، كما قال البخاري ، انظر : الفتح (8/65 ) ، فلما خمّس علي الغنائم ، كانت في الغنائم وصيفة هي أفضل ما في السبي ، فصارت في الخُمس ، ثم إن علياً خرج و رأسه مغطى وقد اغتسل ، فسألوه عن ذلك ، فأخبرهم أن الوصيفة التي كانت في السبي صارت له فتسرى بها ، فكره البعض ذلك منه ، وقدم بريدة بن الحصيب بكتاب خالد إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، و كان ممن يبغض علياً فصدق على كتاب خالد الذي تضمن ما فعله علي ، فسأله النبي صلى الله عليه وسلم : يا بريدة أتبغض علياً ؟ فقال : نعم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لا تبغضه فإنه له في الخُمس أكثر من ذلك . ذكره الإمام أحمد في المسند (5/350 ) قال الهيثمي رجاله رجال الصحيح غير عبد الجليل بن عطية و هو ثقة وقد صرح بالسماع وفيه لين . مجمع الزوائد (9/127) ، وقال ابن حجر في تقريب التهذيب عنه : صدوق يهم . ترجمة رقم (3747) و قال ابن حبان في الثقات (8/421) : يعتبر حديثه عند بيان السماع في خبره إذا رواه عن الثقات ، و كان دونه ثبت . قلت : وهذا منها ، وأخرجه البخاري في الصحيح مختصراً في كتاب المغازي . انظر الفتح (8/66 ) .

فلما كانت حجة الوداع ، رجع علي من اليمن ليدرك الحج مع النبي صلى الله عليه وسلم ، وساق معه الهدي ، ذكر مسلم في صحيحه برقم (1281) ، وقد تعجل علي ليلقى الرسول صلى الله عليه وسلم بمكة ، واستخلف رجلاً من أصحابه على الجند ، فكسا ذلك الرجل الجند حللاً من البز الذي كان مع علي ، فلما دنا الجيش من مكة خرج علي ليلقاهم ، فإذا عليهم الحلل ، فقال لنائبه : ويلك ما هذا ؟! قال : كسوت القوم ليتجملوا به إذا قدموا في الناس ، قال : ويلك ، انزع قبل أن تنتهي بهم إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ، فنزع الحلل و ردها إلى البز ، فأظهر الجيش شكواه لما صنع بهم علي . ذكره ابن هشام في السيرة (4/603) و قال ابن كثير : هذا السياق أقرب من سياق البيهقي – الدلائل (5/398) - ، رغم أنه قال عن رواية البيهقي : هذا إسناد جيد على شرط النسائي . انظر : البداية والنهاية (5/95 ) و إسناد ابن هشام هو : قال محمد بن إسحاق و حدثني يحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن يزيد بن طلحة بن يزيد بن ركانة ، قال : .. ، و هكذا نقله ابن كثير أيضاً ، والصحيح هو : يزيد بن طلحة عن يزيد بن ركانة . انظر : الجرح و التعديل (9/273 ) .

كما وأن أصحاب علي رضي الله عنه طلبوا منه أن يركبوا و يريحوا على إبل الصدقة بحجة أن بإبلهم خللاً و ضعفاً ، فأبى عليهم ذلك وقال : ( إنما لكم منها سهم كما للمسلمين ) ، فعندما ذهب إلى الحج سأل أصحابه خليفته ما كان علي منعهم إياه ، فوافق على ذلك ، فلما جاء عل عرف أن الإبل قد ركبت ن فذم خليفته ولامه ، و عد بعض أصحاب علي ذلك منه غلظة وتضييقاً ، فشكاه أبو سعيد الخدري إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فوافق الرسول صلى الله عليه وسلم على هذا المسلك من علي ، فندم أبو سعيد على شكواه ، وقال : ( .. والله لا أذكره بسوء أبداً سراً ولا علانية ) . انظر : البيهقي في الدلائل (5/398-399) مطولاً ، وأحمد في المسند (3/86) مختصراً ، وأورد ابن كثير في البداية (5/120) رواية البيهقي وقال عنها : وهذا إسناد جيد على شرط النسائي ولم يروه أحد من أصحاب الكتب الستة .

فلما اشتكى الناس علياً قام رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيباً فقال : أيها الناس ، لا تشكوا علياً ، فوالله إنه لأخشن في ذات الله – أو في سبيل الله – من أن يُشتكى . انظر : السيرة النبوية لابن هشام (4/603) ومسند الإمام أحمد (3/86 ) وإسناده حسن .

و قد ذكر أن هذه الخطبة كانت في غدير خُم أثناء عودة النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة ، و مما قاله النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الخطبة : من كنت مولاه فعلي مولاه . المسند (5/419) و فضائل الصحابة للإمام أحمد (2/572) و إسناده صحيح ، و المعجم الكبير للطبراني (4/173-174) و قال الهيثمي في المجمع (9/104) : رواه أحمد و الطبراني و رجال أحمد ثقات . قلت : فيه حنش بن الحارث بن لقيط النخعي ، قال عنه ابن حجر في التقريب ترجمة رقم (1575) : لا بأس به ، وقال الألباني رحمه الله : هذا إسناد جيد رجاله ثقات . انظر : السلسلة الصحيحة (4/340 ) .

و في رواية كما عند مسلم عن زيد بن أرقم قال : قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيباً بماء يدعى خما ، بين مكة و المدينة . فقال : أما بعد أيها الناس إنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيب ربي ، و إني تارك فيكم ثقلين ، أولهما كتاب الله فيه الهدى و النور ، فخذوا بكتاب الله و استمسكوا به ، فحث على كتاب الله و رغّب فيه ، ثم قال و أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ، قالها ثلاثاً . صحيح مسلم (رقم 6175) .

و في رواية بعد أن حمد الله وأثنى عليه : يا أيها الناس إنه لم يبعث نبي قط إلا عاش نصف ما عاش الذي قبله ، وإني أوشك أن أُدعى فأُجيب ، وإني تارك فيكم ما لن تضلوا بعده كتاب الله ، ثم قام وأخذ بيد علي رضي الله عنه فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه . المعجم الكبير للطبراني (5/171-172 ) و قال الألباني رحمه الله : رجاله ثقات . السلسلة الصحيحة (4/335) .

و قد ورد خبر غدير خُم في زيادات عبد الله على مسند الإمام أحمد عن زيد بن أرقم قال : نزلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بواد يقال له وادي خم ، فأمر بالصلاة فصلاها بهجير ، قال : فخطبنا و ظُلل لرسول الله صلى الله عليه وسلم بثوب على شجرة سمرة من الشمس ، فقال : ألستم تعلمون ، ألستم تشهدون إني أولى بكل مؤمن من نفسه ؟ قالوا : بلى ، قال : فمن كنت مولاه فإن علياً مولاه ، اللهم عاد من عاداه ووال من والاه . المسند (4/372) والمعجم الكبير للطبراني (5/202 ) وقال الهيثمي في المجمع (9/104 ) : و فيه ميمون أبو عبد الله البصري وثقه ابن حبان ، و ضعفه جماعة ، و بقية رجاله ثقات . و قال محقق سير أعلام النبلاء (14/207) إسناده صحيح ، قال ابن حجر في التقريب ترجمة رقم (7051) عن ميمون : ضعيف ، من الرابعة . ورواه الإمام أحمد في فضائل الصحابة (2/563-596) و إسناده صحيح كما قال المحقق ، وابن ماجة في السنن )1/43) و الحاكم في المستدرك (3/110 ) والترمذي في السنن (5/297) و ابن أبي شيبة في المسند كما ذكره ابن حجر في المطالب العالية (4/60 ) وابن أبي عاصم في السنة (2/604-607) و الدولابي في الكنى والأسماء (2/61) و النسائي في الخصائص (ص 72) ، و ابن شيبة في المصنف (12/67-68) و البزار في كشف الأستار (3/190-191) ، ورواه ابن كثير في البداية (5/235) من عدة طرق ، قال في إحداها : ( تفرد به النسائي من هذا الوجه ، قال شيخنا أبو عبد الله الذهبي : وهذا حديث صحيح ) ، وقال في أخرى (5/235) : من رواية أحمد : و هذا إسناد جيد ورجاله ثقات على شرط السنن . النظر البداية والنهاية (5/234-240 ) عن مناقشة روايات هذا الحديث . وقد جمع طرقه العلامة الألباني رحمه الله في الصحيحة (4/330) .

قلت : وأول الحديث متواتر ، أعني قوله صلى الله عليه وسلم : ( من كنت مولاه فعلي مولاه ) ، أما قوله : ( اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ) فزيادة قوية الإسناد . انظر : البداية والنهاية (5/514) و قطف الأزهار المتناثرة في الأحاديث المتواترة للسيوطي ( ص 277) .

و نلاحظ أن خبر غدير خم قد نقله عدد من الرواة الشيعة ، فقد ورد من طريق حبة العرني . انظر : الكامل في ضعفاء الرجال (6/2222) و قد رواه عنه سلمة بن كهيل و نقله ابن عقدة من طريق حبة بإسناد ضعيف جداً . انظر : الإصابة في تمييز الصحابة (1/372) .

و من طريق سليمان بن قرم ، انظر : الكامل في ضعفاء الرجال (3/1106-1107) .

و من طريق سلمة بن كهيل . انظر : فضائل الصحابة (2/613) و الكامل في ضعفاء الرجال (6/2222) و المستدرك للحاكم (3/109-110) .

و من طريق علي بن زيد بن جدعان . انظر : مسند الإمام أحمد (4/281) و سنن ابن ماجة (1/43) .

ومن طريق يزيد بن أبي زياد . انظر : مسند الإمام أحمد (1/119) و مسند أبي يعلى (1/428) وتاريخ بغداد (14/236) .

ومن طريق فطر بن خليفة . انظر : مسند الإمام أحمد (4/370) و فضائل الصحابة (2/682) و خصائص علي (ص 113) و الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان (9/42) .

و من طريق جعفر بن سليمان الضبعي . انظر : الجامع الصحيح (5/632) و قال الترمذي : هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث جعفر بن سليمان ، و انظر المستدرك (3/110 ) .

ومن طريق عبد الرزاق . انظر : مصنف عبد الرزاق (15/225) مختصراً ، و فضال الصحابة (592) لكنه لم ينص على ذكر غدير خم . والآن نأتي إلى تحليل الأحاديث ..

قلت : لهذه الأحاديث سبب يظهر به معناه ، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أرسل علياً إلى اليمن قبل خروجه من المدينة لحجة الوداع ، وفي سفره هذا حصلت عدة أمور وجد أصحاب علي في أنفسهم عليه ، منها : كان فيما غنم المسلمون جارية جميلة ، ولما قسم علي الغنيمة وقعت في سهمه ، فتسرى بها ، فأنكر عليه أصحابه .

وأيضاً : أن علياً رضي الله عنه لما أحس بدنو الحج استخلف على أصحابه رجلاً ، و سبقهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم بمكة ، و عمد الرجل وكسا كل واحد من أصحابه حلة من الثياب التي كانت مع علي ، و لما دنا الجيش و خرج علي ليلقاهم فإذا عليهم حلل ن فانتزعها منهم فأظهر الجيش شكواه .

و أيضاً : أن أصحاب علي رضي الله عنه عندما رأوا أن في إبلهم ضعفاً ، طلبوا منه أن يركبوا إبل الصدقة و يريحوا إبلهم ، فأبى ذلك ، و لما ذهب علي للحج أعطاهم ذلك من استخلفه عليهم ، و عندما لقيهم علي ورأى خللاً في إبل الصدقة لامه على فعله هذا .

و بسبب هذه الأمور كثر القيل والقال في علي واشتهر الكلام فيه في الحجيج و بالأخص بين أهل المدينة ، ولم يرد الرسول صلى الله عليه وسلم أن يفعل ذلك أثناء موسم الحج ، لأن الحادثة رغم انتشارها بقيت محدودة في أهل المدينة ، كما أنه لم يؤخره حتى يصل المدينة حتى لا يُمكن للمنافقين من استغلال مثل هذه الحادثة في مكائدهم ، و بعد فراغه صلى الله عليه وسلم من الحج ، وأثناء عودته إلى المدينة ، قام في الناس خطيباً فبرأ ساحة علي و رفع من قدره و نبه على فضله و نوه بشأنه ، ليزيل ما وقر في نفوس كثير من الناس و بالأخص من كان معه في اليمن ، وأخذوا عليه بعض الأمور ، بسبب ما جرى له من أصحابه . انظر البداية النهاية (5/104-105 ) . و أضواء على دراسة السيرة صالح الشامي (ص 113-114 ) .

و مما يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد من خطبته هذه بيان فضل علي للذين لم يعرفوا فضله ، أنه عندما قام عنده بريدة بن الحصيب يتنقص من علي – وكان قد رأى من علي جفوة - ، تغير وجه النبي صلى الله عليه وسلم وقال : يا بريدة ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم .. الحديث .

وأما ما يستدل به الشيعة بهذه الواقعة على إثبات خلافة علي فقد أجاب عنه الإمام ابن تيمية في منهاج السنة (4/84-85) فقال : ليس في هذا الحديث يقصد حديث الغدير – ما يدل على أنه نص على خلافة علي ، إذ لم يرد به الخلافة أصلاً ، و ليس في اللفظ ما يدل عليه ، ولو كان المراد به الخلافة لوجب أن يبلغ مثل هذا الأمر العظيم بلاغاً بيناً .. الخ . و لفظ مسلم يدل على أن الذي أمرنا بالتمسك به و جعل المتمسك به لا يضل ، هو كتاب الله . و جاء في غير هذا الحديث عن جابر في حجة الوداع لما خطب يوم عرفة و قال : و قد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به كتاب الله . صحيح مسلم (رقم 2941) .

وقال الإمام أبو نعيم الأصبهاني في تثبيت الإمامة ( ص 55 ) : هذه فضيلة بينة لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه ، ومعناه : من كان النبي صلى الله عليه وسلم مولاه فعلي ولمؤمنون مواليه ، دليل ذلك قول الله تبارك و تعالى {والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض } وقال { والذين كفروا بعضهم أولياء بعض } والولي والموالى في كلام العرب واحد ، والدليل عليه قوله تبارك وتعالى { ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم } أي لا ولي لهم وهم بيده و هو مولاهم ، وإنما أراد لا ولي لهم ، وقال { فإن الله هو مولاه و جبريل و صالح المؤمنين } و قال الله { الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور } و قال : { و من يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون } ، وإنما هذه منقبة من النبي صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه ، وحث على محبته و ترغيب في ولايته لما ظهر من ميل المنافقين عليه و بغضهم له . أه .

و قال البيهقي في الاعتقاد ( ص 354 ) : وأما حديث الموالاة فليس فيه نص على ولاية علي بعده ، فقد ذكرنا من طريقه في كتاب الفضائل ما دل على مقصود النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك ، و هو أنه لما بعثه إلى اليمن ، كثرت الشكاة منه ، وأظهروا بغضه ، فأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يذكر اختصاصه به و محبته إياه ، و يحثهم بذلك على محبته و موالاته و ترك معاداته ، فقال : ( من كنت وليه فعلي وليه ) و في بعض الروايات ( من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ) والمارد به ولاء الإسلام و مودته ، وعلى المسلمين أن يوالي بعضهم بعضاً لا يعادي بعضهم بعضاً ، و هو في معنى ما ثبت عن علي رضي الله عنه أنه قال : ( والذي فلق الحبة و برأ النسمة إنه لعهد النبي الأمي صلى الله عليه وسلم إلي أنه لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلى منافق ) . أه .

و قال الإمام ابن كثير في البداية و النهاية (7/225) : و أما ما يفتريه كثير من جهلة الشيعة و القصاص الأغبياء من أنه أوصى _ يقصد النبي صلى الله عليه وسلم – إلى علي بالخلافة فكذب و بهت و افتراء عظيم ، يلزم منه خطأ كبير من تخوين الصحابة و ممالأتهم بعده على ترك تنفيذ وصيته و إيصالها إلى من أوصى إليه و صرفهم إياها إلى غيره لا لمعنى و لا لسبب .

و قد شكك الإمام ابن تيمية في صحة الحديث الذي ورد في خبر غدير خم ( من كنت مولاه فعلي مولاه ) وأما باقي النص ( اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ) فقد كذبه . انظر : مجموع الفتاوى (4/417- 418 ) ، لكنه في رده على الرافضي أشار إلى أن الحديث ليس فيه إشارة إلى الخلافة كما تدعي الشيعة عند احتجاجهم بمثل هذا الحديث . انظر : منهاج السنة (7/319-320) .

و قد جمع الإمام الطبري رحمه الله طرق حديث غدير خم في أربعة أجزاء كما قال الذهبي في تذكرة الحفاظ (2/713) : رأيت شطره فبهرني سعة رواياته ، وجزمت بوقوع ذلك .

و قد كان لتصحيح الإمام الطبري لحديث الغدير الأثر الأكبر في اتهامه بالرفض ، فقد استغل أعداؤه تصحيحه للحديث المذكور فقاموا يقذفونه بالتهم مستخدمين سلاح التشهير به والنيل من عقيدته ، يقول الحافظ ابن حجر رحمه الله في بيان أسباب اتهامه بالرفض : ( وإنما نبذ بالتشيع لأنه صحح حديث غدير خم ) لسان الميزان (5/100) .

قلت : و الإمام الطبري رحمه الله ليس الوحيد الذي صحح هذا الحديث ، بل إن كثيراً من علماء أهل السنة صححوه كما مر معنا ..

وعلاوة على ذلك فإن الإمام الطبري رحمه الله خالف الشيعة في النتائج التي رتبوها على هذا الحديث مخالفة كبيرة تتلخص فيما يلي :-

فالشيعة قد قالوا بأن حديث غدير خم نص على تعيين الرسول صلى الله عليه وسلم لعلي خليفة من بعده ، وأميناً للوحي ، وأخذ البيعة له بإمرة المؤمنين يوم الغدير . انظر : عقائد الإمامية لعلي رضا المظفر ( ص 60-61 ) .

و ذكروا كذلك أن تعيين علي بن أبي طالب كان من تمام الدين إذ لم يتفرق الناس حتى نزل قوله تعالى { اليوم أكملت لكم دينكم } ، و ساقوا على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم حديثاً : ( الله أكبر على تمام الدين و رضا الرب برسالتي ، و بالولاية لعلي من بعدي ) . انظر : الدر المنثور للسيوطي (2/259) و قال : أخرجه ابن مردوية وابن عساكر بسند ضعيف لما نصب رسول الله صلى الله عليه وسلم علياً – أي خليفة – يوم غدير خم فنادى له بالولاية هبط جبريل عليه بهذه الآية { اليوم أكملت لكم دينكم } . أه . وأخرج الخطيب البغدادي قريباً منه في تاريخ بغداد (8/296) ، و فيه مطر الوراق و هو ضعيف . انظر : تقريب التهذيب (2/256) ، وبالإضافة إلى ضعف الأسانيد فإن هذه الروايات تخالف الأحاديث الصحاح التي أثبتت أن الآية { اليوم أكملت لكم دينكم } نزلت في حجة الوداع . البخاري (5/285) .

وأما الإمام الطبري فقد خالف الشيعة في النتائج التي رتبوها على هذا الحديث مخالفة جذرية ، فقد أثبت أن أحق الناس بالخلافة بعد النبي صلى الله عليه وسلم وأولاهم بالإمامة أبو بكر الصديق ثم عمر بن الخطاب ثم عثمان بن عفان ثم علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين ، وأن ترتيبهم في الفضل كترتيبهم في الإمامة . انظر صريح


  ‏إِنَّما‏ ‏فاطمة بضعة‏‏ منِّي يؤذيني ما آذاها

 كثيراً ما يقوم الرافضة بالكذب حتى على أنفسهم وكثيراً كثيراً ما يستخدموا الإفتراض الباطل لإثبات حق مُدعى .. لا يلبث هذا الحق أن يتهاوى أمام سُلطان الحق ونوره .. مما يستخدمه الرافضة عليهم من الله ما يستحقون في ثلم أحد الشيخين أو كلاهما رضي الله عنهما وأرضاهما حديث النبي صلى الله عليه وسلم : ( ‏إِنَّمَا ‏ ‏فَاطِمَةُ ‏‏ بَضْعَةٌ ‏‏ مِنِّي يُؤْذِينِي مَا آذَاهَا ) وهنا سأقوم بجمع الحديث من مضانه لنخلص في إكمال المسألة وبيانها على حقيقتها ومن ثم نخرج بنتيجة لازمة لا يسع أي رافضي إنكارها .... الأول : ‏حدثنا ‏ ‏أبو الوليد ‏ ‏حدثنا ‏ ‏ابن عيينة ‏ ‏عن ‏ ‏عمرو بن دينار ‏ ‏عن ‏ ‏ابن أبي مليكة ‏ ‏عن ‏ ‏المسور بن مخرمة ‏ ‏رضي الله عنهما ‏‏أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ( ‏فَاطِمَةُ ‏‏ بِضْعَةٌ مِنِّي فَمَنْ أَغْضَبَهَا أَغْضَبَنِي ) صحيح البخاري / مناقب فاطمة عليها السلام / وأيضاً مناقب قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنقبة الثاني : ‏حدثنا ‏ ‏أبو اليمان ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏شعيب ‏ ‏عن ‏ ‏الزهري ‏ ‏قال حدثني ‏ ‏علي بن حسين ‏ ‏أن ‏ ‏المسور بن مخرمة ‏ ‏قال ‏: ‏إن ‏ ‏عليا ‏ ‏خطب ‏ ‏بنت ‏ ‏أبي جهل ‏ ‏فسمعت بذلك ‏ ‏فاطمة ‏ ‏فأتت رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فقالت يزعم قومك أنك لا تغضب لبناتك وهذا ‏ ‏علي ‏ ‏ناكح بنت ‏ ‏أبي جهل ‏ ‏فقام رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فسمعته حين تشهد يقول : ( ‏أَمَّا بَعْدُ أَنْكَحْتُ ‏ ‏أَبَا الْعَاصِ بْنَ الرَّبِيعِ ‏ ‏فَحَدَّثَنِي وَصَدَقَنِي وَإِنَّ ‏ ‏فَاطِمَةَ ‏‏ بَضْعَةٌ مِنِّي وَإِنِّي أَكْرَهُ أَنْ يَسُوءَهَا وَاللَّهِ لَا تَجْتَمِعُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏وَبِنْتُ عَدُوِّ اللَّهِ عِنْدَ رَجُلٍ وَاحِدٍ فَتَرَكَ ) فترك ‏ ‏علي ‏ ‏الخطبة ‏. ‏وزاد ‏ ‏محمد بن عمرو بن حلحلة ‏ ‏عن ‏ ‏ابن شهاب ‏ ‏عن ‏ ‏علي بن الحسين ‏ ‏عن ‏ ‏مسور ‏ ‏سمعت النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏وذكر صهرا له من ‏ ‏بني عبد شمس ‏ ‏فأثنى عليه في مصاهرته إياه فأحسن قال حدثني فصدقني ووعدني فوفى لي . صحيح البخاري / المناقب / ذكر أصهار النبي صلى الله عليه وسلم منهم أبو العاص . الثالث : ‏حدثنا ‏ ‏قتيبة ‏ ‏حدثنا ‏ ‏الليث ‏ ‏عن ‏ ‏ابن أبي مليكة ‏ ‏عن ‏ ‏المسور بن مخرمة ‏ ‏قال سمعت رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يقول وهو على المنبر : ( إِنَّ ‏ ‏بَنِي هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ‏ ‏اسْتَأْذَنُوا فِي أَنْ يُنْكِحُوا ‏ ‏ابْنَتَهُمْ ‏ ‏عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ ‏ ‏فَلَا آذَنُ ثُمَّ لَا آذَنُ ثُمَّ لَا آذَنُ إِلَّا أَنْ يُرِيدَ ‏ ‏ابْنُ أَبِي طَالِبٍ ‏ ‏أَنْ يُطَلِّقَ ابْنَتِي وَيَنْكِحَ ابْنَتَهُمْ ‏ ‏فَإِنَّمَا هِيَ بَضْعَةٌ مِنِّي ‏ ‏يُرِيبُنِي ‏ ‏مَا أَرَابَهَا وَيُؤْذِينِي مَا آذَاهَا ) هكذا قال . صحيح البخاري / النكاح / ذب الرجل عن ابنته في الغيرة والإنصاف الرابع : ‏حدثني ‏ ‏أبو معمر إسمعيل بن إبراهيم الهذلي ‏ ‏حدثنا ‏ ‏سفيان ‏ ‏عن ‏ ‏عمرو ‏ ‏عن ‏ ‏ابن أبي مليكة ‏ ‏عن ‏ ‏المسور بن مخرمة ‏ ‏قال ‏ ‏قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم : ( ‏إِنَّمَا ‏ ‏فَاطِمَةُ ‏‏ بَضْعَةٌ ‏‏ مِنِّي يُؤْذِينِي مَا آذَاهَا ) صحيح مسلم / فضائل الصحابة / فضائل فاطمة بنت النبي عليها الصلاة والسلام الخامس : ‏حدثنا ‏ ‏أحمد بن عبد الله بن يونس ‏ ‏وقتيبة بن سعيد ‏ ‏كلاهما ‏ ‏عن ‏ ‏الليث بن سعد ‏ ‏قال ‏ ‏ابن يونس ‏ ‏حدثنا ‏ ‏ليث ‏ ‏حدثنا ‏ ‏عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة القرشي التيمي ‏ ‏أن ‏ ‏المسور بن مخرمة ‏ ‏حدثه ‏ ‏أنه سمع رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏على المنبر وهو يقول : ( ‏إِنَّ ‏ ‏بَنِي هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ‏ ‏اسْتَأْذَنُونِي أَنْ يُنْكِحُوا ‏ ‏ابْنَتَهُمْ ‏ ‏عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ ‏ ‏فَلَا آذَنُ لَهُمْ ثُمَّ لَا آذَنُ لَهُمْ ثُمَّ لَا آذَنُ لَهُمْ إِلَّا أَنْ يُحِبَّ ‏ ‏ابْنُ أَبِي طَالِبٍ ‏ ‏أَنْ يُطَلِّقَ ابْنَتِي وَيَنْكِحَ ‏ ‏ابْنَتَهُمْ ‏ ‏فَإِنَّمَا ابْنَتِي ‏‏ بَضْعَةٌ ‏‏ مِنِّي ‏ ‏يَرِيبُنِي ‏ ‏مَا رَابَهَا ‏ ‏وَيُؤْذِينِي مَا آذَاهَا ) صحيح مسلم / فضائل الصحابة / فضائل فاطمة بنت النبي عليها الصلاة والسلام السادس : ‏حدثنا ‏ ‏أحمد بن منيع ‏ ‏حدثنا ‏ ‏إسمعيل ابن علية ‏ ‏عن ‏ ‏أيوب ‏ ‏عن ‏ ‏ابن أبي مليكة ‏ ‏عن ‏ ‏عبد الله بن الزبير ‏‏أن ‏ ‏عليا ‏ ‏ذكر بنت ‏ ‏أبي جهل ‏ ‏فبلغ ذلك النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فقال ‏: ( ‏إِنَّمَا ‏ ‏فَاطِمَةُ ‏‏ بَضْعَةٌ ‏‏ مِنِّي يُؤْذِينِي مَا آذَاهَا ‏ ‏وَيُنْصِبُنِي مَا أَنْصَبَهَا ) ‏قال ‏ ‏أبو عيسى ‏ ‏هذا ‏ ‏حديث حسن صحيح ‏ ‏هكذا قال ‏ ‏أيوب ‏ ‏عن ‏ ‏ابن أبي مليكة ‏ ‏عن ‏ ‏ابن الزبير ‏ ‏وقال غير واحد عن ‏ ‏ابن أبي مليكة ‏ ‏عن ‏ ‏المسور بن مخرمة ‏ ‏ويحتمل أن يكون ‏ ‏ابن أبي مليكة ‏ ‏روى عنهما جميعا سنن الترمذي / المناقب عن رسول الله / ما جاء في فضل فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم السابع : ‏حدثنا ‏ ‏قتيبة ‏ ‏حدثنا ‏ ‏الليث ‏ ‏عن ‏ ‏ابن أبي مليكة ‏ ‏عن ‏ ‏المسور بن مخرمة ‏ ‏قال ‏ ‏سمعت النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يقول وهو على المنبر ‏ : ( ‏إِنَّ بَنِي ‏ ‏هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ‏ ‏اسْتَأْذَنُونِي فِي أَنْ يُنْكِحُوا ‏ ‏ابْنَتَهُمْ ‏ ‏عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ ‏ ‏فَلَا آذَنُ ثُمَّ لَا آذَنُ ثُمَّ لَا آذَنُ إِلَّا أَنْ يُرِيدَ ‏ ‏ابْنُ أَبِي طَالِبٍ ‏ ‏أَنْ يُطَلِّقَ ابْنَتِي وَيَنْكِحَ ابْنَتَهُمْ فَإِنَّهَا ‏‏ بَضْعَةٌ ‏‏ مِنِّي ‏ ‏يَرِيبُنِي ‏ ‏مَا ‏ ‏رَابَهَا ‏ ‏وَيُؤْذِينِي مَا آذَاهَا ) ‏ ‏قال ‏ ‏أبو عيسى ‏ ‏هذا ‏ ‏حديث حسن صحيح ‏ ‏وقد رواه ‏ ‏عمرو بن دينار ‏ ‏عن ‏ ‏ابن أبي مليكة ‏ ‏عن ‏ ‏المسور بن مخرمة ‏ ‏نحو هذا ‏ سنن الترمذي / المناقب عن رسول الله / ما جاء في فضل فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم الثامن : ‏حدثنا ‏ ‏أحمد بن يونس ‏ ‏وقتيبة بن سعيد ‏ ‏المعنى ‏ ‏قال ‏ ‏أحمد ‏ ‏حدثنا ‏ ‏الليث ‏ ‏حدثني ‏ ‏عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة القرشي التيمي ‏ ‏أن ‏ ‏المسور بن مخرمة ‏ ‏حدثه ‏‏أنه سمع رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏على المنبر يقول : ( إِنَّ ‏ ‏بَنِي هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ‏ ‏اسْتَأْذَنُونِي أَنْ يُنْكِحُوا ‏ ‏ابْنَتَهُمْ ‏ ‏مِنْ ‏ ‏عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ‏ ‏فَلَا آذَنُ ثُمَّ لَا آذَنُ ثُمَّ لَا آذَنُ إِلَّا أَنْ يُرِيدَ ‏ ‏ابْنُ أَبِي طَالِبٍ ‏ ‏أَنْ يُطَلِّقَ ابْنَتِي وَيَنْكِحَ ‏ ‏ابْنَتَهُمْ ‏ ‏فَإِنَّمَا ابْنَتِي ‏‏ بَضْعَةٌ ‏‏ مِنِّي ‏ ‏يُرِيبُنِي ‏ ‏مَا ‏ ‏أَرَابَهَا ‏ ‏وَيُؤْذِينِي مَا آذَاهَا ) سنن أبي داود / النكاح / ما يكره أن يجمع بينهن من النساء التاسع : ‏حدثنا ‏ ‏محمد بن يحيى ‏ ‏حدثنا ‏ ‏أبو اليمان ‏ ‏أنبأنا ‏ ‏شعيب ‏ ‏عن ‏ ‏الزهري ‏ ‏أخبرني ‏ ‏علي بن الحسين ‏ ‏أن ‏ ‏المسور بن مخرمة ‏ ‏أخبره ‏‏أن ‏ ‏علي بن أبي طالب ‏ ‏خطب بنت ‏ ‏أبي جهل ‏ ‏وعنده ‏ ‏فاطمة بنت النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فلما سمعت بذلك ‏ ‏فاطمة ‏ ‏أتت النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فقالت إن قومك يتحدثون أنك لا تغضب لبناتك وهذا ‏ ‏علي ‏ ‏ناكحا ابنة ‏ ‏أبي جهل ‏ ‏قال ‏ ‏المسور ‏ ‏فقام النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فسمعته حين تشهد ثم قال ‏: ( ‏ ‏أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي قَدْ أَنْكَحْتُ ‏ ‏أَبَا الْعَاصِ بْنَ الرَّبِيعِ ‏ ‏فَحَدَّثَنِي فَصَدَقَنِي وَإِنَّ ‏ ‏فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ ‏‏ بَضْعَةٌ ‏‏ مِنِّي وَأَنَا أَكْرَهُ أَنْ تَفْتِنُوهَا وَإِنَّهَا وَاللَّهِ لَا تَجْتَمِعُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ وَبِنْتُ عَدُوِّ اللَّهِ عِنْدَ رَجُلٍ وَاحِدٍ أَبَدًا ) قال فنزل ‏ ‏علي ‏ ‏عن الخطبة ‏ سنن ابن ماجه / النكاح / الغيرة العاشر : ‏حدثنا ‏ ‏عيسى بن حماد المصري ‏ ‏حدثنا ‏ ‏الليث بن سعد ‏ ‏عن ‏ ‏عبد الله بن أبي مليكة ‏ ‏عن ‏ ‏المسور بن مخرمة ‏ ‏قال ‏سمعت رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏وهو على المنبر يقول ‏ : ( ‏إِنَّ ‏ ‏بَنِي هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ‏ ‏اسْتَأْذَنُونِي أَنْ يُنْكِحُوا ‏ ‏ابْنَتَهُمْ ‏ ‏عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ ‏ ‏فَلَا آذَنُ لَهُمْ ثُمَّ لَا آذَنُ لَهُمْ ثُمَّ لَا آذَنُ لَهُمْ إِلَّا أَنْ يُرِيدَ ‏ ‏عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ‏ ‏أَنْ يُطَلِّقَ ‏ ‏ابْنَتِي ‏ ‏وَيَنْكِحَ ‏ ‏ابْنَتَهُمْ ‏ ‏فَإِنَّمَا هِيَ ‏‏ بَضْعَةٌ ‏‏ مِنِّي ‏ ‏يَرِيبُنِي ‏ ‏مَا ‏ ‏رَابَهَا ‏ ‏وَيُؤْذِينِي مَا آذَاهَا ) سنن ابن ماجه / النكاح / الغيرة الحادي عشر : ‏حدثنا ‏ ‏إسماعيل بن إبراهيم ‏ ‏قال أخبرنا ‏ ‏أيوب ‏ ‏عن ‏ ‏عبد الله بن أبي مليكة ‏ ‏عن ‏ ‏عبد الله بن الزبير ‏أن ‏ ‏عليا ‏ ‏ذكر ‏ ‏ابنة أبي جهل ‏ ‏فبلغ ذلك النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فقال ‏ : ( ‏أَنَّ ‏ ‏عَلِيًّا ‏ ‏ذَكَرَ ‏ ‏ابْنَةَ أَبِي جَهْلٍ ‏ ‏فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏فَقَالَ ‏ ‏إِنَّمَا ‏ ‏فَاطِمَةُ ‏‏ بِضْعَةٌ ‏‏ مِنِّي يُؤْذِينِي مَا آذَاهَا ‏ ‏وَيُنْصِبُنِي مَا أَنْصَبَهَا ) مسند الإمام أحمد / أول مسند المدنيين رضي الله عنهم أجمعين / حديث عبد الله بن الزبير بن العوام رضي الله تعالى الثاني عشر : ‏حدثنا ‏ ‏وهب بن جرير ‏ ‏حدثنا ‏ ‏أبي ‏ ‏قال سمعت ‏ ‏النعمان ‏ ‏يحدث عن ‏ ‏الزهري ‏ ‏عن ‏ ‏علي بن حسين ‏ ‏عن ‏ ‏المسور بن مخرمة ‏‏أن ‏ ‏عليا ‏ ‏خطب ‏ ‏ابنة أبي جهل ‏ ‏فوعد بالنكاح فأتت ‏ ‏فاطمة ‏ ‏إلى النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فقالت إن قومك يتحدثون أنك لا تغضب لبناتك وأن ‏ ‏عليا ‏ ‏قد خطب ‏ ‏ابنة أبي جهل ‏ ‏فقام النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فحمد الله وأثنى عليه وقال : ( إِنَّمَا ‏ ‏فَاطِمَةُ ‏‏ بَضْعَةٌ مِنِّي وَأَنَا أَكْرَهُ أَنْ ‏ ‏تَفْتِنُوهَا ‏ ‏وَذَكَرَ ‏ ‏أَبَا الْعَاصِ بْنَ الرَّبِيعِ ‏ ‏فَأَكْثَرَ عَلَيْهِ الثَّنَاءَ وَقَالَ ‏ ‏لَا يُجْمَعُ بَيْنَ ابْنَةِ نَبِيِّ اللَّهِ وَبِنْتِ عَدُوِّ اللَّهِ ) فرفض ‏ ‏على ‏ ‏ذلك مسند الإمام أحمد / أول مسند الكوفيين / حديث المسور بن مخرمة الزهري ومروان بن الحكم رضي الله عنهما الثالث عشر : ‏حدثنا ‏ ‏يعقوب يعني ابن إبراهيم ‏ ‏حدثنا ‏ ‏أبي ‏ ‏عن ‏ ‏الوليد بن كثير ‏ ‏حدثني ‏ ‏محمد بن عمرو بن حلحلة الدؤلي ‏ ‏أن ‏ ‏ابن شهاب ‏ ‏حدثه أن ‏ ‏علي بن الحسين ‏ ‏حدثه ‏‏أنهم حين قدموا ‏ ‏المدينة ‏ ‏من عند ‏ ‏يزيد بن معاوية ‏ ‏مقتل ‏ ‏حسين بن علي ‏ ‏لقيه ‏ ‏المسور بن مخرمة ‏ ‏فقال هل لك إلي من حاجة تأمرني بها قال فقلت له لا قال له هل أنت معطي سيف رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فإني أخاف أن يغلبك القوم عليه وأيم الله لئن أعطيتنيه لا يخلص إليه أبدا حتى تبلغ نفسي إن ‏ ‏علي بن أبي طالب ‏ ‏خطب ‏ ‏ابنة أبي جهل ‏ ‏على ‏ ‏فاطمة ‏ ‏فسمعت رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏وهو يخطب الناس في ذلك على منبره هذا وأنا يومئذ ‏ ‏محتلم ‏ ‏فقال : ( إِنَّ ‏ ‏فَاطِمَةَ ‏‏ بَضْعَةٌ مِنِّي وَأَنَا أَتَخَوَّفُ أَنْ ‏ ‏تُفْتَنَ ‏ ‏فِي دِينِهَا ) قال ثم ذكر ‏ ‏صهرا ‏ ‏له من ‏ ‏بني عبد شمس ‏ ‏فأثنى عليه في ‏ ‏مصاهرته ‏ ‏إياه فأحسن قال : ( حَدَّثَنِي فَصَدَقَنِي وَوَعَدَنِي فَوَفَى لِي وَإِنِّي لَسْتُ أُحَرِّمُ حَلَالًا وَلَا أُحِلُّ حَرَامًا وَلَكِنْ وَاللَّهِ ‏ ‏لَا تَجْتَمِعُ ابْنَةُ رَسُولِ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏وَابْنَةُ عَدُوِّ اللَّهِ مَكَانًا وَاحِدًا أَبَدًا ) مسند الإمام أحمد / أول مسند الكوفيين / حديث المسور بن مخرمة الزهري ومروان بن الحكم رضي الله عنهما الرابع عشر : ‏حدثنا ‏ ‏أبو اليمان ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏شعيب ‏ ‏عن ‏ ‏الزهري ‏ ‏أخبرني ‏ ‏علي بن حسين ‏ ‏أن ‏ ‏المسور بن مخرمة ‏ ‏أخبره ‏‏أن ‏ ‏علي بن أبي طالب ‏ ‏خطب ‏ ‏ابنة أبي جهل ‏ ‏وعنده ‏ ‏فاطمة ابنة النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فلما سمعت بذلك ‏ ‏فاطمة ‏ ‏أتت النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فقالت له إن قومك يتحدثون أنك لا تغضب لبناتك وهذا ‏ ‏علي ‏ ‏ناكح ‏ ‏ابنة أبي جهل ‏ ‏قال ‏ ‏المسور ‏ ‏فقام النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فسمعته حين تشهد ثم قال : ( أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي أَنْكَحْتُ ‏ ‏أَبَا الْعَاصِ بْنَ الرَّبِيعِ ‏ ‏فَحَدَّثَنِي فَصَدَقَنِي وَإِنَّ ‏ ‏فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ ‏‏ بَضْعَةٌ مِنِّي وَأَنَا أَكْرَهُ أَنْ ‏ ‏تَفْتِنُوهَا ‏ ‏وَإِنَّهَا وَاللَّهِ ‏ ‏لَا تَجْتَمِعُ ابْنَةُ رَسُولِ اللَّهِ وَابْنَةُ عَدُوِّ اللَّهِ عِنْدَ رَجُلٍ وَاحِدٍ أَبَدًا ) قال فترك ‏ ‏علي ‏ ‏الخطبة مسند الإمام أحمد / أول مسند الكوفيين / حديث المسور بن مخرمة الزهري ومروان بن الحكم رضي الله عنهما الخامس عشر : ‏حدثنا ‏ ‏هاشم بن القاسم ‏ ‏حدثنا ‏ ‏الليث يعني ابن سعد ‏ ‏قال حدثني ‏ ‏عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة ‏ ‏عن ‏ ‏المسور بن مخرمة ‏ ‏قال ‏ ‏سمعت رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏وهو على المنبر يقول : ( إِنَّ ‏ ‏بَنِي هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ‏ ‏اسْتَأْذَنُونِي فِي أَنْ يُنْكِحُوا ‏ ‏ابْنَتَهُمْ ‏ ‏عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ ‏ ‏فَلَا آذَنُ لَهُمْ ثُمَّ قَالَ ‏ ‏لَا آذَنُ ثُمَّ قَالَ لَا آذَنُ فَإِنَّمَا ابْنَتِي ‏‏ بَضْعَةٌ ‏‏ مِنِّي ‏ ‏يُرِيبُنِي ‏ ‏مَا ‏ ‏أَرَابَهَا ‏ ‏وَيُؤْذِينِي مَا آذَاهَا ) مسند الإمام أحمد / أول مسند الكوفيين / حديث المسور بن مخرمة الزهري ومروان بن الحكم رضي الله عنهما هذه الأحاديث بمجموعها .. لم يأتي ذكر أحد الشيخين أبي بكر الصديق و الفاروق عمر رضي الله عنهما .. وبالتالي لم يكونا أغضبا فاطمة رضي الله عنها وأرضاها بشيء قل أو كثر ولم يبعث النبي صلى الله عليه وسلم منهما ( الشيخين رضي الله عنهما ) ليقول صلى الله عليه وسلم : ( ‏إِنَّمَا ‏ ‏فَاطِمَةُ ‏‏ بَضْعَةٌ ‏‏ مِنِّي يُؤْذِينِي مَا آذَاهَا ) .. فإذاً كل ما يستدل به الرافضة المجوس في هذا الباب يُصبح باطلاً ومردوداً عليهم .. وليس ذا فقط بل يلزمهم تأكيداً أن ما قالوه في حق الشيخين رضي الله عنهما يلزم نزوله في حق على رضي الله عنه وأرضاه .. إذ الذي بعث النبي صلى الله عليه وسلم على قوله ( ‏إِنَّمَا ‏ ‏فَاطِمَةُ ‏‏ بَضْعَةٌ ‏‏ مِنِّي يُؤْذِينِي مَا آذَاهَا ) هو ماكان النية عليه في تزوج علي رضي الله عنه من غير فاطمة رضي الله عنه وأرضاها ...

ومن طرق الشيعة

عن سعد، عن الحسن بن عرفة، عن وكيع، عن محمد بن إسرائيل، عن أبي صالح، عن أبي ذر رحمة الله عليه قال: كنت أنا وجعفر بن أبي طالب مهاجرين إلى بلاد الحبشة (1) فاهديت لجعفر جارية قيمتها أربعة آلاف درهم، فلما قدمنا المدينة أهداها لعلي (عليه السلام) تخدمه، فجعلها علي في منزل فاطمة. فدخلت فاطمة (عليها السلام) يوما فنظرت إلى رأس علي (عليه السلام) في حجر الجارية فقالت: يا أبا الحسن فعلتها، فقال: لا والله يا بنت محمد ما فعلت شيئا فما الذي تريدين؟ قالت تأذن لي في المصير إلى منزل أبي رسول الله (صلى الله عليه واله) فقال لها: قد أذنت لك. فتجللت بجلالها، وتبرقعت ببرقعها، وأرادت النبي (صلى الله عليه واله) فهبط جبرئيل (عليه السلام)، فقال: يا محمد إن الله يقرئك السلام ويقول لك: إن هذه فاطمة قد أقبلت تشكو عليا فلا تقبل منها في علي شيئا، فدخلت فاطمة فقال لها رسول الله (صلى الله عليه واله): جئت تشكين عليا، قالت: إي ورب الكعبة، فقال لها: ارجعي إليه فقولي له: ر غم أنفي لرضاك. فرجعت إلى علي (عليه السلام) فقالت له: يا أبا الحسن رغم أنفي لرضاك - تقولها ثلاثا - فقال لها علي شكوتني إلى خليلي وحبيبي رسول الله (صلى الله عليه واله)، واسوأتاه من رسول الله (صلى الله عليه واله)، اشهد الله يا فاطمة أن الجارية حرة لوجه الله، وأن الاربع مائة درهم التي فضلت من عطائي صدقة على فقراء أهل المدينة. ثم تلبس وانتعل وأراد النبي (صلى الله عليه واله)، فهبط جبرئيل (عليه السلام) فقال: يامحمد إن الله يقرئك السلام، ويقول لك: قل لعلي: قد أعطيتك الجنة بعتقك الجارية في رضى فاطمة، والنار بالاربعمائة درهم التي تصدقت بها، فأدخل الجنة من شئت برحمتي، وأخرج من النار من شئت بعفوي، فعندها قال علي (عليه السلام): أنا قسيم الله بين الجنة والنار. * (هامش) * (1) لايعرف لابى ذر هجرة إلى حبشة. (*) علل الشرائع للقمي ص 163 بحار الأنوار ص 43 ، 44 باب (كيفية معاشرتها مع عليّ )

دخل الحسن بن علي على جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يتعثر بذيله فأسرّ إلى النبي عليه الصلاة والسلام سراً فرأيته وقد تغير لونه ثم قام النبي عليه الصلاة والسلام حتى أتى منزل فاطمة … ثم جاء علي فأخذ النبي صلى الله عليه وآله وسلم بيده ثم هزها إليه هزاً خفيفاً ثم قال: يا أبا الحسن إياك وغضب فاطمة فإنّ الملائكة تغضب لغضبها وترضى لرضاها) بحار الأنوار 43/42

القمي الملقب بالصدوق في كتابه عن أبي عبدالله ( جعفر الصادق ) أنه سئل : هل تشيع الجنازة بنار ويمشى معها بمجمرة أو قنديل أو غير ذلك مما يضاء به ؟ قال : فتغير لون أبي عبد الله (ع) من ذلك واستوى جالسا ثم قال : إنه جاء شقي من الأشقياء إلى فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لها : أما علمت علياً قد خطب بنت أبي جهل فقالت : حقاً ما تقول ؟ فقال : حقاً ما أقول ثلاث مرات . فدخلها من الغيرة ما لا تملك نفسها وذلك أن الله تبارك تعالى كتب على النساء غيرة وكتب على الرجال جهاداً وجعل للمحتسبة الصابرة منهن من الأجر ما جعل للمرابط المهاجر في سبيل الله .

قال : فاشتد غم فاطمة من ذلك وبقيت متفكرة حتى أمست وجاء الليل حملت الحسن على عاتقها الأيمن والحسين على عاتقها الأيسر وأخذت بيد أم كلثوم اليسرى بيدها اليمنى ، ثم تحولت إلى حجرة أبيها فجاء عليّ فدخل حجرته فلم ير فاطمة فاشتد لذلك غمه وعظم عليه ولم يعلم القصة ما هي ، فاستحيى أن يدعوها من منزل أبيها فخرج إلى المسجد يصلي فيه ما شاء الله ، ثم جمع شيئاً من كثيب المسجد واتكأ عليه ، فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم ما بفاطمة من الحزن أفاض عليها الماء ثم لبس ثوبه ودخل المسجد فلم يزل يصلي بين راكع وساجد ، وكلما صلى ركعتين دعا الله أ، يذهب ما بفاطمة من الحزن والغم ، وذلك أنه خرج من عندها وهي تتقلب وتتنفس الصعداء فلما رآها النبي صلى الله عليه وسلم أنها لا يهنيها النوم وليس لها قرار قال لها : قومي يا بُنية فقامت ، فحمل النبي صلى الله عليه وسلم الحسن وحملت فاطمة الحسين وأخذت بيد أم كلثوم فانتهى إلى علي (ع) وهو نائم فوضع النبي صلى الله عليه وسلم رجله على عليّ فغمزه وقال : قم أبا تراب !! فكم ساكن أزعجته !! ادع لي أبا بكر من داره ، وعمر من مجلسه ، وطلحة ، فخرج عليّ فاستخرجهما من منازلهما واجتمعوا عند رسول الله صلى الله عليه . فقال رسول الله عليه وسلم : يا عليّ !! أما علمت أن فاطمة بضعة مني أنا منها ، فمن آذاها فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله ، ومن آذاها بعد موتي كان كمن آذاها في حياتي ، ومن آذاها في حياتي كان كمن آذاها بعد موتي . علل الشرائع لابن بابويه القمي ص 185 ، 186 مطبعة النجف ، أيضا أورد الرواية المجلسي في كتابه ( جلاء العيون )

وقال العلاّمة المجلسي فى تعليقه على الروايات : الاخبار المشتملة على منازعتهما ماءوّلة بما يرجع الى ضرب من المصلحة ؛ لظهور فضلهما على الناس ، او غير ذلك ممّا خفي علينا جهته .بحارالانوار 43 / 146 اقول : ونسى هذا المسكين او تناسى انهم معصومين وبالتالى اقراره بالخلاف يعنى ان احدهم على خطا والاخر على صواب او كلاهما على خطا !! فاذا اقر ان على اغضب فاطمة رضى الله عنهم فيعنى انه اغضب الله وبالتالى اخطا ( معصوم ويخطئ )!! وان اصر على ان يبرر النزاعات فقد اسقط العصمة عنهما !!


 هل أصحاب الكساء والأئمة معصومون عن الخطأ ؟

  وسنورد الان باذن الله روايات تؤكد ان الزهراء اغضبت الرسول عليه الصلاة والسلام بل وخالفت سنته بل و ترد امر الله هى وزوجها رضى الله عنهما

  [ 27432 [ 10 في ( العلل ) وفي ( معاني الاخبار ) : عن أحمد بن الحسن القطان ، عن الحسن بن علي السكري ، عن محمد بن زكريا الجوهري ، عن العباس بن بكار ، عن عباد بن كثير وأبي بكر الهذلي ، عن أبي الزبير ، عن جابر قال : لما حملت فاطمة بالحسن فولدت وكان النبي ( صلى الله عليه وآله ) أمرهم أن يلفوه في خرقة بيضاء ، فلفوه في صفراء وقالت فاطمة : يا علي سمه ، فقال : ما كنت لاسبق باسمه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وجاء النبي ( صلى الله عليه وآله ) فأخذه وقبله وأدخل لسانه في فيه ، فجعل الحسن ( عليه السلام ) يمصه ثم قال لهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ألم أتقدم إليكم أن تلفوه في خرقة بيضاء ، فدعا بخرقة بيضاء فلفه فيها ورمى بالصفراء ، وأذن في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى  إلى أن قال :  وسماه الحسن ، فلما ولدت الحسين جاء النبي ( صلى الله عليه وآله ) ففعل به كما فعل بالحسن  إلى أن قال :  فسماه الحسين . علل الشرائع : 138 | 7 ، ومعاني الاخبار : 57 | 6 . وسائل الشيعة ج 21 36  باب استحباب تحنيك المولود بالتمر وماء الفرات وتربة قبر الحسين ( عليه السلام ) والا فبماء السماء ، وجملة من أحكام الاولاد ( 409 )( 411 ) [ 27435 [ 13  وفي ( العلل ) وفي ( الامالي ) بالاسناد السابق وغيره ، عن العباس بن بكار ، عن حرب بن ميمون ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن زيد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين ( عليه السلام ) ، أن فاطمة لما ولدت الحسين ( عليه السلام ) جاء ( صلى الله عليه وآله ) فاخرج إليه في خرقة صفراء فقال : ألم أنهكم أن تلفوه في خرقه صفراء ، ثم رمى بها وأخذ خرقة بيضاء فلفه فيها  إلى أن قال :  فسمّاه : الحسن ، الحديث . علل الشرائع : 137 | 5 ، وأمالي الصدوق : 116 | 3 . وسائل الشيعة ج 21 36  باب استحباب تحنيك المولود بالتمر وماء الفرات وتربة قبر الحسين ( عليه السلام ) والا فبماء السماء ، وجملة من أحكام الاولاد ( 409 )( 411 )  محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الوشاء، والحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن أحمد بن عائذ، عن أبي خديجة، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: لما حملت فاطمة عليها السلام بالحسين جاء جبرئيل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال: إن فاطمة عليها السلام ستلد غلاما تقتله أمتك من بعدك، فلما حملت فاطمة بالحسين عليه السلام كرهت حمله وحين وضعته كرهت وضعه، ثم قال أبوعبدالله عليه السلام: لم تر في الدنيا ام تلد غلاما تكرهه ولكنها كرهته لما علمت أنه سيقتل، قال: وفيه نزلت هذه الآية " ووصينا الانسان بوالديه حسنا حملته امه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا(1) ". الاصول من الكافي — الجزء الاول تأليف: ثقة الاسلام ابي جعفر محمد بن يعقوب بن اسحاق الكليني الرازي رحمه الله [كتاب الحجة[ باب مولد الحسين بن على عليهما السلام [464[[466[  عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن الوشاء ، عن أحمد بن عائذ عن سالم بن مكرم ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : لما حملت فاطمة بالحسين عليه السلام جاء جبرئيل إلى رسول الله فقال : إن فاطمة ستلد ولدا تقتله امتك من بعدك ، فلما حملت فاطمة الحسين كرهت حمله وحين وضعته كرهت وضعه ثم قال أبوعبدالله عله السلام : هل رأيتم في الدنيا اما تلد غلاما فتكرهه ولكنها كرهته لانها علمت أنه سيقتل قال : وفيه نزلت هذه الآية " ووصينا الانسان بوالديه حسنا حملته امه كرها و وضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا " ( 1 ) . بيان : قوله عليه السلام " لما حملت " لعل المعنى قرب حملها أو المراد بقوله " جاء جبرئيل " مجيئه قبل ذلك أو بقوله حملت ثانيا شعرت به ولعله على هذا التأويل الباء في قوله بوالديه للسببية ، وحسنا مفعول وصينا وفي بعض القراءات حسنا بالتحريك فهو صفة لمصدر محذوف أي إيصاء حسنا ، فعلى هذا يحتمل أن يكون المراد بقوله " وصينا " جعلناه وصيا قال في مجمع البيان : قرأ أهل الكوفة إحسانا والباقون حسنا وروى عن علي عليه السلام وأبي عبدالرحمان السلمي حسنا بفتح الحاء والسين انتهى . والوالدان رسول الله وأمير المؤمنين كما في سائر الاخبار ويحتمل الظاهر أيضا . 232 ) ( 1 ) الاحقاف : 15 والحديث في كامل الزيارات ص 55 و 56 . بحار الانوار : 44 باب 30 : اخبار الله تعالى أنبياءه ونبينا صلى الله عليه وآله بشهادته [231[[240[  عن سعد ، عن محمد بن حماد ، عن أخيه أحمد ، عن محمد بن عبدالله ، عن أبيه قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : أتى جبرئيل رسول الله فقال له : السلام عليك يا محمد ألا أبشرك بغلام تقتله امتك من بعدك ؟ فقال : لا حاجة لي فيه [ قال : فانقض إلى السماء ثم عاد إليه الثانية فقال مثل ذلك فقال : لا حاجة لي فيه فانعرج إلى السماء ثم انقض عليه الثالثة فقال له مثل ذلك فقال : لا حاجة لي فيه [ ( 2 ) فقال : إن ربك جاعل الوصية في عقبه فقال : نعم . ثم قام رسول الله فدخل على فاطمة فقال لها : إن جبرئيل أتاني فبشرني بغلام تقتله امتي من بعدي فقالت : لا حاجة لي فيه ، فقال لها : إن ربي جاعل الوصية في عقبه فقالت : نعم ، إذن . قال : فأنزل الله تبارك وتعالى عند ذلك هذه الآية فيه " حملته امه كرها ووضعته كرها " لموضع إعلام جبرئيل إياها بقتله ، فحملته كرها بأنه مقتول ، و وضعته كرها لانه مقتول بحار الانوار : 44 باب 30 : اخبار الله تعالى أنبياءه ونبينا صلى الله عليه وآله بشهادته [231[[240[  الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي ، عن جعفر بن محمد بن جعفر العلوي ، عن محمد بن علي بن خلف ، عن حسن بن صالح بن أبي الاسود ، عن أبي معشر ، عن محمد بن قيس قال : كان النبي صلى الله عليه واله إذا قدم من سفر بدأ بفاطمة عليها السلام فدخل عليها فأطال عندها المكث فخرج مرة في سفر فصنعت فاطمة عليها السلام مسكتين من ورق وقلادة وقرطين ( 1 ) وسترا لباب البيت لقدوم أبيها وزوجها عليهما السلام فلما قدم رسول الله صلى الله عليه واله دخل عليها فوقف أصحابه على الباب لا يدرون يقفون أو ينصرفون لطول مكثه عندها فخرج عليهم رسول الله صلى الله عليه واله وقد عرف الغضب في وجهه حتى جلس عند المنبر فظنت فاطمة عليها السلام أنه إنما فعل ذلك رسول الله صلى الله عليه واله لما رأى من المسكتين والقلادة والقرطين والستر ، فنزعت قلادتها وقرطيها ومسكتيها : ونزعت الستر ، فبعثت به إلى رسول الله صلى الله عليه واله وقالت للرسول : قل له : تقرأ عليك ابنتك السلام وتقول : اجعل هذا في سبيل الله ، فلما أتاه قال : فعلت فداها أبوها ثلاث مرات ليست الدنيا من محمد ولا من آل محمد ولو كانت الدنيا تعدل عند الله من الخير جناح بعوضة ما أسقى فيها كافرا شربة ماء ثم قام فدخل عليها . بحار الانوار : 43 باب 3 : مناقبها وفضائلها وبعض أحوالها ومعجزاتها صلوات الله عليها [ 11 [[ 20 [  ابن إدريس ، عن أبيه ، عن ابن عيسى ، عن محمد بن يحيى الخزاز عن موسى بن إسماعيل ، عن أبيه ، عن موسى بن جعفر ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال علي عليه السلام : إن رسول الله صلى الله عليه واله دخل على ابنته فاطمة عليها السلام وإذا في عنقها قلادة فأعرض عنها فقطعتها ورمت بها ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه واله : أنت مني يا فاطمة ثم جاء سائل فناولته القلادة ثم قال رسول الله صلى الله عليه واله : اشتد غضب الله وغضبي على من أهرق دمي وآذاني في عترتي . كشف : عن موسى بن جعفر عليه السلام مثله بحار الانوار : 43 باب 3 : مناقبها وفضائلها وبعض أحوالها ومعجزاتها صلوات الله عليها [ 21 [[ 30 [  صح : عن الرضا ، عن آبائه ، عن علي بن الحسين عليهم السلام قال : حدثتني * أسماء بنت عميس قالت : كنت عند فاطمة جدتك إذ دخل رسول الله صلى الله عليه واله وفي عنقها قلادة من ذهب كان علي بن أبي طالب عليه السلام اشتراها له من فيئ له فقال النبي صلى الله عليه واله : لا يغرنك الناس أن يقولوا بنت محمد وعليك لباس الجبابرة فقطعتها وباعتها واشترت بها رقبة فأعتقتها فسر رسول الله صلى الله عليه واله بذلك . بحار الانوار : 43 باب 3 : مناقبها وفضائلها وبعض أحوالها ومعجزاتها صلوات الله عليها [ 21 [[ 30 [

742/11  حدثنا احمد بن زياد بن جعفر الهمداني (رحمه اللّه ), قال : حدثنا عمرابن سهل بن اسماعيل الدينوري، قال : حدثنا زيد بن اسماعيل الصائغ، قال : حدثنامعاوية بن هشام، عن سفيان، عن عبد الملك بن عمير, عن خالد بن ربعي، قال : ان امير المؤمنين (عليه السلام ) دخل مكة في بعض حوائجه، فوجد اعرابيا متعلقا باستارالكعبة وهو يقول : يا صاحب البيت، البيت بيتك، والضيف ضيفك، ولكل ضيف من ضيفه قرى ((1348))، فاجعل قراي منك الليلة المغفرة فقال امير المؤمنين (عليه السلام )لاصحابه : اماتسمعون كلام الاعرابي ؟ قالوا: نعم فقال : اللّه اكرم من ان يرد ضيفه . قال : فلما كان الليلة الثانية وجده متعلقا بذلك الركن وهو يقول : يا عزيزا في عزك، فلا اعز منك في عزك، اعزني بعز عزك، في عز لا يعلم احد كيف هو, اتوجه اليك، واتوسل اليك، بحق محمد وآل محمد عليك، اعطني ما لا يعطيني احدغيرك، واصرف عني ما لا يصرفه احد غيرك قال : فقال امير المؤمنين (عليه السلام )لاصحابه : هذا واللّه الاسم الاكبر بالسريانية، اخبرني به حبيبي رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله ), ساله الجنة فاعطاه، وساله صرف النار وقد صرفها عنه . قال : فلما كان الليلة الثالثة وجده وهو متعلق بذلك الركن وهو يقول : يا من لايحويه مكان، ولا يخلو منه مكان، بلا كيفية كان، ارزق الاعرابي اربعة آلاف درهم ,قال : فتقدم اليه امير المؤمنين (عليه السلام ) فقال : يا اعرابي، سالت ربك القرى فقراك ,وسالته الجنة فاعطاك، وسالته ان يصرف عنك النار وقد صرفها عنك، وفي هذه الليلة تساله اربعة آلاف درهم علي بن ابي طالب قال الاعرابي : انت واللّه بغيتي، وبك انزلت حاجتي قال : سل يا اعرابي قال : اريد الف درهم للصداق، والف درهم اقضي به ديني، والف درهم اشتري به دارا, والف درهم اتعيش منه قال : انصفت يا اعرابي، فاذا خرجت من مكة فسل عن داري بمدينة الرسول (صلى اللّه عليه وآله ). فاقام الاعرابي بمكة اسبوعا, وخرج في طلب امير المؤمنين (عليه السلام ) الى مدينة الرسول (صلى اللّه عليه وآله ), ونادى : من يدلني على دار امير المؤمنين علي (عليه السلام )؟ فقال الحسين بن علي (عليهما السلام ) من بين الصبيان : انا ادلك على دارامير المؤمنين، وانا ابنه الحسين بن علي فقال الاعرابي : من ابوك ؟ قال : اميرالمؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام ) قال : من امك ؟ قال : فاطمة الزهرا سيدة نساء العالمين قال : من جدك ؟ قال : رسول اللّه محمد بن عبداللّه بن عبد المطلب قال : من جدتك ؟ قال : خديجة بنت خويلد قال : من اخوك ؟ قال : ابو محمد الحسن بن علي قال : قد اخذت الدنيا بطرفيها, امش الى امير المؤمنين، وقل له ان الاعرابي صاحب الضمان بمكة على الباب . قال : فدخل الحسين بن علي (عليهما السلام ) فقال : يا ابه، اعرابي بالباب، يزعم ا نه صاحب الضمان بمكة قال : فقال : يا فاطمة، عندك شي ياكله الاعرابي ؟ قالت : اللهم لا. قال : فتلبس امير المؤمنين (عليه السلام ) وخرج، وقال : ادعوا لي ابا عبداللّه سلمان الفارسي قال فدخل اليه سلمان الفارسي (رحمة اللّه عليه ), فقال : يا ابا عبداللّه، اعرض الحديقة التي غرسها رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله ) لي على التجار قال : فدخل سلمان الى السوق، وعرض الحديقة فباعها باثني عشر الف درهم، واحضر المال، واحضرالاعرابي، فاعطاه اربعة آلاف درهم واربعين درهما نفقة . ووقع الخبر الى سؤال المدينة فاجتمعوا, ومضى رجل من الانصار الى فاطمة (عليها السلام ), فاخبرها بذلك، فقالت : آجرك اللّه في ممشاك فجلس علي (عليه السلام ) والدراهم مصبوبة بين يديه، حتى اجتمع اليه اصحابه، فقبض قبضة قبضة، وجعل يعطي رجلا رجلا, حتى لم يبق معه درهم واحد. فلما اتى المنزل قالت له فاطمة (عليها السلام ): يا بن عم، بعت الحائط الذي غرسه لك والدي ؟ قال : نعم، بخير منه عاجلا وآجلا قالت : فاين الثمن ؟ قال : دفعته الى اعين استحييت ان اذلها بذل المسالة قبل ان تسالني قالت فاطمة : انا جائعة، وابناي جائعان، ولا اشك الا وانك مثلنا في الجوع، لم يكن لنا منه درهم يحكم بيني وبينك ابي فهبط جبرئيل (عليه السلام ) على رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله ) فقال : يا محمدالسلام يقرئك السلام ويقول : اقرا عليا مني السلام وقل لفاطمة : ليس لك ان تضربي على يديه ولا تلزمي بثوبه .فلما اتى رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله ) منزل علي (عليه السلام ) وجد فاطمة ملازمة لعلي (عليه السلام ), فقال لها: يا بنية، ما لك ملازمة لعلي ؟ قالت : يا ابه، باع الحائط الذي غرسته له باثني عشر الف درهم ولم يحبس لنا منه درهما نشتري به طعاما فقال : يابنية، ان جبرئيل يقرئني من ربي السلام، ويقول : اقرئ عليا من ربه السلام، وامرني ان اقول لك : ليس لك ان تضربي على يديه قالت فاطمة (عليها السلام ): فاني استغفر اللّه ,ولا اعود ابدا.قالت فاطمة (عليها السلام ): فخرج ابي (عليه السلام ) في ناحية وزوجي علي في ناحية ,فما لبث ان اتى ابي (صلى اللّه عليه وآله ) ومعه سبعة دراهم سود هجرية، فقال : يا فاطمة ,اين ابن عمي ؟ فقلت له : خرج فقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله ): هاك هذه الدراهم، فاذاجا ابن عمي فقولي له يبتاع لكم بها طعاما فما لبثت الا يسيرا حتى جاء علي (عليه السلام ), فقال : رجع ابن عمي، فاني اجد رائحة طيبة ؟ قالت : نعم، وقد دفع الي شيئا تبتاع لنا به طعاما قال علي (عليه السلام ): هاتيه فدفعت اليه سبعة دراهم سودهجرية، فقال : بسم اللّه والحمد للّه كثيرا طيبا, وهذا من رزق اللّه عز وجل . ثم قال : يا حسن، قم معي، فاتيا السوق، فاذا هما برجل واقف وهو يقول : من يقرض الملي الوفي ؟ قال : يا بني، تعطيه ((1349)) ؟ قال : اي واللّه يا ابه فاعطاه علي (عليه السلام ) الدراهم، فقال الحسن : يا ابتاه، اعطيته الدراهم كلها؟ قال : نعم يا بني ,ان الذي يعطي القليل قادر على ان يعطي الكثير . المصدر: الامالي( مجموعه الاحاديث) الامالي ....... للشيخ الصدوق ابي جعفر محمد بن علي بن الحسين ابن موسى بن بابويه القمي . المتوفى 381 ه. تحقيق . قسم الدراسات الاسلامية  مؤسسة البعثة . مركز الطباعة والنشر في مؤسسة البعثة .

 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الوشاء، والحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن أحمد بن عائذ، عن أبي خديجة، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: لما حملت فاطمة عليها السلام بالحسين جاء جبرئيل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال: إن فاطمة عليها السلام ستلد غلاما تقتله أمتك من بعدك، فلما حملت فاطمة بالحسين عليه السلام كرهت حمله وحين وضعته كرهت وضعه، ثم قال أبوعبدالله عليه السلام: لم تر في الدنيا ام تلد غلاما تكرهه ولكنها كرهته لما علمت أنه سيقتل، قال: وفيه نزلت هذه الآية " ووصينا الانسان بوالديه حسنا حملته امه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا(1) ". الاصول من الكافي — الجزء الاول تأليف: ثقة الاسلام ابي جعفر محمد بن يعقوب بن اسحاق الكليني الرازي رحمه الله [كتاب الحجة[ باب مولد الحسين بن على عليهما السلام [464[[466[  محمد بن يحيى، عن علي بن إسماعيل، عن محمد بن عمر والزيات، عن رجل من أصحابنا، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: إن جبرئيل عليه السلام نزل على محمد صلى الله عليه وآله فقال له: يا محمد إن الله يبشرك بمولود يولد من فاطمة، تقتله امتك من بعدك، فقال: يا جبرئيل وعلى ربي السلام لا حاجة لي في مولود يولد من فاطمة، تقتله امتي من بعدي، فعرج ثم هبط عليه السلام فقال له مثل ذلك، فقال: يا جبرئيل وعلى ربي السلام لا حاجة لي في مولود تقتله امتي من بعدي، فعرج جبرئيل عليه السلام إلى السماء ثم هبط فقال: يا محمد إن ربك يقرئك السلام ويبشرك بأنه جاعل في ذريته الامامة والولاية والوصية، فقال: قد رضيت ثم أرسل إلى فاطمة أن الله يبشرني بمولود يولد لك، تقتله أمتي من بعدي فارسلت إليه لا حاجة لي في مولود [مني[، تقتله امتك من بعدك، فأرسل إليها أن الله قد جعل في ذريته الامامة والولاية والوصية فارسلت إليه إن قد رضيت، ف " حملته كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأصلح لي في ذريتى " فلولا أنه قال: أصلح لي في ذريتي لكانت ذريته كلهم أئمة.ولم يرضع الحسين من فاطمة عليها السلام ولا من انثى، كان يؤتى به النبي فيضع إبهامه في فيه فيمص منها ما يكفيها اليومين والثلاث، فنبت لحم الحسين عليه السلام من لحم رسول الله ودمه(1) ولم يولد لستة أشهر إلا عيسى ابن مريم عليه السلام والحسين بن علي عليهما السلام. (1) لسيدنا العلامة الحجة السيد شرف الدين الجبل عاملى اعلى الله مقامه الشريف في هذا الخبر وامثاله نظر راجع اجوبة موسى جار الله ففيه فوائد جمة. الاصول من الكافي — الجزء الاول تأليف: ثقة الاسلام ابي جعفر محمد بن يعقوب بن اسحاق الكليني الرازي رحمه الله [كتاب الحجة[ باب مولد الحسين بن على عليهما السلام [464[[466[ في الكافي عن الصادق عليه السلام قال لما حملت فاطمة عليهما السلام جاء جبرئيل عليه السلام إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال إن فاطمة عليهما السلام ستلد غلاما تقتله امتك من بعدك فلما حملت فاطمة بالحسين عليهما السلام كرهت حمله وحين وضعته كرهت وضعه ثم قال لم تر في الدنيا ام تلد غلاما تكرهه ولكنها كرهته لما علمت أنه سيقتل قال وفيه نزلت هذه الاية وفي رواية اخرى ثم هبط جبرئيل فقال يا محمد إن ربك يقرؤك السلام ويبشرك بأنه جاعل في ذريته الامامة والولاية والوصية فقال إني رضيت ثم بشر فاطمة بذلك فرضيت قال فلولا أنه قال اصلح لى في ذريتي لكانت ذريته كلهم أئمة قال ولم يرضع الحسين عليه السلام من فاطمة ولا من انثى وكان يؤتى به النبي صلى الله عليه وآله فيضع ابهامه في فيه فيمص منها ما يكفيه اليومين والثلاثه فنبت لحم الحسين عليه السلام من لحم رسول الله صلى الله عليه وآله ودمه ولم يولد لستة أشهر إلا عيسى بن مريم عليهما السلام والحسين عليه السلام . وفي العلل عنه عليه السلام ما يقرب منها وزاد القمي ونقص .  

 حمزة بن القاسم، قال: حدثنا بكر بن عبدالله بن حبيب، قال: حدثنا تميم بن بهلول قال: حدثنا علي بن حسان الواسطي، عن عبدالرحمان بن كثير الهاشمي، قال: قلت لابي عبدالله عليه السلام: جعلت فداك، من أين جاء لولد الحسين عليه السلام الفضل على ولد الحسن عليه السلام، وهما يجريان في شرع واحد؟ فقال: لا أراكم تأخذون به، ان جبرئيل عليه السلام نزل على محمد صلى الله عليه وآله - وما ولد الحسين عليه السلام بعد فقال: يولد لك غلام تقتله أمتك من بعدك ! فقال: يا جبرئيل، لا حاجة لي فيه. فخاطبه ثلاثا، ثم دعا عليا عليه السلام، فقال له: ان جبرئيل عليه السلام يخبرني عن الله تعالى أنه يولد لك غلام تقتله أمتك من بعدك، (فقلت: لا حاجة لي فيه) فقال علي عليه السلام: لا حاجة لي فيه يا رسول الله، فخاطب عليا ثلاثا، ثم قال: إنه يكون فيه وفي ولده الامامة (26) والوراثة والخزانة. فأرسل إلى فاطمة عليها السلام: ان الله يبشرك بغلام تقتله أمتي من بعدي ! قالت فاطمة عليها السلام: لا حاجة لي فيه. فخاطبها فيه ثلاثا، ثم أرسل اليها: لابد من أن يكون، ويكون فيه الامامة (27) والوراثة والخزانة.فقالت له: رضيت عن الله. فعلقت وحملت بالحسين عليه السلام، فحملته ستة أشهر، ثم وضعته، ولم يعش مولود - قط - لستة أشهر غير الحسين عليه السلام، وعيسى بن مريم، فكفلته أم سلمة. وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يأتيه في كل يوم فيضع لسانه في فم الحسين، فيمصه حتى يروى، فأنبت الله لحمه من لحم رسول الله صلى الله عليه وآله، ولم يرضع من فاطمة عليها السلام ولا من غيرها لبنا قط. فأنزل الله تعالى فيه: " وحمله وفصاله ثلاثون شهرا حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي، وأن أعمل صالحا ترضاه وأصلح في ذريتي".(28)فلو قال: " أصلح لي ذريتي " (29) لكانوا كلهم أئمة، ولكن خص هكذا (30). 30 - رواه الصدوق في العلل (ج 1 ص 205) عن أحمد بن الحسن، عن أحمد بن يحيى


 أن اختلاف الأئمة الأربعة يدل على مخالفتهم للقرآن والسنة

 يقول التيجاني (وبما أن المذاهب الأربعة فيها اختلاف كثير فليست من عند الله ولا من عند رسوله لأن الرسول لا يناقض القرآن)،

 أقول: لا أريد الدفاع عن الأئمة الأربعة رحمهم الله، وإظهار سبب إختلافاتهم الفقهية هنا، ولكني أريد التعليق على قوله أن اختلافات الأئمة يدل على أنها ليست من عند الله وعند رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ؟؟

 فأقول للتيجاني إذا كان الأمر كذلك فسأضطر لنقل كلام شيخ الطائفة الاثني عشرية أبو جعفر الطوسي، والذي يثبت فيه أن الاختلاف في مذهب الاثني عشرية فاق اختلاف الأئمة الأربعة أنفسهم

 فيقول في كتابه (عدة الأصول) ما نصّه (... وقد ذكرت ما ورد عنهم أي الأئمة عليهم السلام من الأحاديث المختلفة التي تختص بالفقه في كتابي المعروف بالاستبصار، وفي كتابي تهذيب الأحكام ما يزيد على خمسة آلاف حديث، وذكرت في أكثرها اختلاف الطائفة في العمل بها، وذلك أشهر من أن يخفى حتى أنك لو تأملت اختلافهم في الأحكام وجدته يزيد على اختلاف أبي حنيفة والشافعي ومالك)!!؟

 فأهنئ التيجاني لإتباعه مذهب ليس من عند الله ولا من عند رسوله صلى الله عليه وآله وسلم حسب فهمه المتفلسف للإختلاف الفقهي.

وأخيراً الرد عليه في مبحث (هدى الحق): يذكر التيجاني في هذا المبحث قصة طويلة ملخصها أن عشيرتان تكتشفان أن أحد أفرادها تزوج امرأة من العشيرة الأخرى قد أرضعتهما مرضعة واحدة؟ فأحدث ذلك الأمر صدمة، وبحث الأهالي عن حلٍّ لهذه المصيبة، فذهبوا إلى الكثير من الفقهاء الذين أفتوهم بحرمة هذا الزواج حتى وقعوا على (العلاّمة) التيجاني، الذي حل هذا الاشكال بفتوى لعليّ بن أبي طالب زعم فيها أن علياً يحرّم الزواج إذا بلغت الرضاعة خمس عشرة رضعة!؟

 وبعدها تعرض لمحاكمة القضاة بسبب هذه الفتوى، ثم أظهر لهم الأدلة على صدق دعواه من كتب الشيعة، ومن كتب السنة أيضاً! فحل هذه المعضلة، وخرج منها ظافراً منتصراً، ودون الخوض في صدق هذه القصة أو كذبها، أقول:

1 اختلف فقهاء أهل السنة في عدد الرضعات التي تحرّم ذلك فقالت طائفة، التحريم بخمس رضعات وهو قول الشافعي ورواية عن أحمد وفتوى عائشة وعبد الله بن الزبير واسحاق وابن مسعود وعطاء وطاووس، وقسم حرّم قليل الرضاع وكثيره ولم يفرّق بينهما، وهو قول عليّ بن أبي طالب (!) وابن عباس وابن المسيب والحسن ومكحول والزهري وقتادة والحكم وحماد ومالك والأوزاعي والثوري والليث، وقسم يرى التحريم إلا بثلاث رضعات وهو وقل أبو ثور وأبو عبيد وداود ورواية عن وغيرهم، والصحيح إن شاء الله أنه لا يحرم الرضاع إلا فوق خمس رضعات لما ثبت في الصحيح عن عائشة أنها قالت (كان فيما أنزل من القرآن: عشر رضعات معلومات يُحِّرمنَ، ثم نُسخْنَ بخمس معلومات، فتُوُفِّيَ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهُنَّ فيما يُقرأُ من القرآن)(3).

2 أما ادعاؤه أن الإمام مالك يفتي بما يلائم أهواء السلطة الحاكمة فهذا كذب فلم يأت بدليل واحد على ذلك وأنّى له ذلك، ولو قلد أحد الإمام مالك فلا يعتبر هذا قدح فيه لأنه لم يأمر أحداً بتقليده وثبت عنه أنه قال (إنما أنا بشر أخطئ وأصيب، فانظروا في رأيي، فكل ما وافق الكتاب والسنة فخذوه، وكل ما لم يوافق الكتاب والسنة فاتركوه).

3 أما ادعاؤه أن علياً يحرم الزواج إذا بلغت الرضاعة خمس عشرة رضعة فكذب على عليِّ، لأن الثابت أن علياً يري أن قليل الرضاع مثل كثيره في التحريم، وهذا القول الشاذ لم يقل به احد من أهل العلم إطلاقاً، ولكن الرافضة الاثني عشرية تخبّطوا في هذا تخبّطاً عجيباً، فيروي الطوسي في كتابه (تهذيب الأحكام) وهو أحد الكتب الأربعة التي تمثل أصول وفروع مذهب الاثني عشرية روايات متناقضة فيروي جواز العشر رضعات، فعن عبيد بن زرارة قال (قلت لأبي عبد الله (ع): إنا أهل بيت كثير، فربما كان الفرح والحزن يجتمع فيه الرجال والنساء، فربما استحيت المرأة أن تكشف رأسها عند الرجل الذي بينها وبينه الرضاع، وربما استحيا الرجل أن ينظر إلى ذلك، فما الذي يحرم من الرضاع؟ فقال: ما أنبت اللحم والدم، فقلت: فما الذي يُنبت اللحم والدم؟ فقال: كان يقال: عشرُ رضعات، قلت: فهل يحرم بعشر رضعات؟ فقال: دع ذا، وقال: ما يحرم من النسب فهو يحرم من الرضاع)، ويروى عن أبي عبد الله (ع) قال (لا يحرم من الرضاع إلا ما شد العظم وأنبت اللحم، فأما الرضعة والرضعتان والثلاث حتى بلغ عشراً إذا كنَّ متفرقات فلا بأس)، ثم يروي أن العشر لا تحرم، بل الخمس عشر لا تحرم أيضاً، فعن أبي عبد الله قال (سمعته يقول: عشر رضعات لا تحرم)، ويروى عن عمر بن يزيد قال (سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: خمس عشرة رضعة لا تحرم)، ثم يحاول الطوسي التوفيق بين هذه الروايات المتضاربة، فيقول (فهذه الأخبار كلّها وما في معناها، محمولة على أنه إذا كانت الرضعات متفرقات، فأما إذا كانت متوالية فإنها تحرم، وقد تضمن ذلك الخبر الذي قدمناه وهو خبر هارون بن مسلم، عن أبي عبد الله (ع) وهو قوله لمّا ذكر العشر رضعات قال: لا بأس به إذا كنّ متفرقات، فدلّ على أنها كانت متوالية فإنها تحرّم)، فشيخ الطائفة يقرر أن العشر رضعات المتواليات تحرِّم والتيجاني يقرر أن الخمس عشرة رضعة مشبعات ومتواليات تحرِّم فانظر إلى هذا التضارب والتناقض!؟

4 أما قوله أنه فتح البخاري وفيه عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يحرم من الرضعات إلا خمسة فما فوق فكذب لأن البخاري لم يرو مثل هذه الرواية إنما الذي روى مثلها هو مسلم وقد ذكر الحديث في الفقرة السابقة.

5 لقد استشهد التيجاني على صحة زواج الرجل والمرأة في هذه القضية من كتب أهل السنة كمسلم وابن رشد وفتاوي شلتوت، والتي اعتمدها القضاة، فلست أدري ما هي الحجة لشيعته في هذه الحادثة.

6 لا أكاد أصدق أنّ كل هؤلاء العلماء والقضاة لم يعرف واحداً منهم أن الأدلة الصحيحة تظهر أن دون الخمس رضعات لا تحرّم الزواج، وعلى كل حال فإن كان هناك جهل يعتري كل هؤلاء الناس! فالسبب بسيط وهو ابتعادهم عن منهج أهل السنة والجماعة الذي يوجب اتباع الكتاب والسنة، وليس التقليد المذموم، وهو المنهج الذي استدل به التيجاني على صدق دعواه عندما استشهد بسنة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، فأي عيب أو قدح يصيب أهل السنة بعد ذلك؟!


 أسماء مؤلفين وأسماء كتب يزعمون أنها لأهل السنة

 على بن الحسين المسعودي صاحب كتاب: مروج الذهب اعتراف الشيعة بأنه شيعي وليس من أهل السنة: يقول السيد بحر العلوم في كتابه الفوائد الرجالية ج 4 ص 150 : (ومنهم الشيخ الفاضل الشيعي على بن الحسين ابن علي المسعودي مصنف كتاب مروج الذهب). ويقول النجاشي في رجاله ص 254 : (علي بن الحسين بن علي المسعودي أبو الحسن ، الهذلي له كتاب المقالات في أصول الديانات ، كتاب الزلف ، كتاب الاستبصار ، كتاب سر الحياة ، كتاب نشر الاسرار ، كتاب الصفوة في الامامة ، كتاب الهداية إلى تحقيق الولاية ، كتاب المعالي في الدرجات ، والابانة في أصول الديانات ، رسالة إثبات الوصية لعلي بن أبي طالب عليه السلام ، رسالة إلى ابن صعوة المصيصي ، أخبار الزمان من الامم الماضية والاحوال الخالية ، كتاب مروج الذهب ومعادن الجوهر ، كتاب الفهرست ويقول العلامة الشيعي الحلي في كتابه (خلاصة الأقوال) ص 186 : (40 - علي بن الحسين بن علي المسعودي ، أبو الحسن الهذلي ، له كتب في الامامة وغيرها ، منها كتاب في اثبات الوصية لعلي بن ابي طالب ( عليه السلام ) ، وهو صاحب كتاب مروج الذهب) . ويقول ابن داوود الحلي في رجاله ص 137 : (على بن الحسين بن على : المسعودي أبو الحسن لم له كتاب " إثبات الوصية لعلى عليه السلام وهو صاحب " مروج الذهب " ). ويقول التفرشي في كتابه (نقد الرجال) ج 3 ص 252 : ( علي بن الحسين بن علي : المسعودي ، أبو الحسن الهذلي ، له كتب ، منها : كتاب إثبات الوصية لعلي ابن أبي طالب عليه السلام ، وكتاب مروج الذهب ). ويقول الحر العاملي في كتابه (أمل الآمل) ج 2 ص 180 : ( علي بن الحسين بن علي المسعودي ، أبو الحسن الهذلي . له كتب في الامامة وغيرها ، منها كتاب في إثبات الوصية لعلي بن أبي طالب عليه السلام ، وهو صاحب مروج الذهب - قاله العلامة . وذكره النجاشي وقال : له كتاب المقالات في أصول الديانات ، كتاب الزلف ، كتاب الاستبصار ، كتاب نشر الحياة ، كتاب نشر الاسرار كتاب الصفوة في الامامة ، كتاب الهداية إلى تحقيق الولاية ، وكتاب المعالي والدرجات والابانة في أصول الديانات ، ورسالة في إثبات الامامة لعلي ابن أبي طالب عليه السلام ، ورسالة إلى ابن صعوة المصيصي ، أخبار الزمان من الامم الماضية والاخبار الخالية، مروج الذهب ومعادن الجوهر ، كتاب الفهرست . وبقي هذا الرجل إلى سنة 333 - انتهى . وقال الشهيد في حواشي الخلاصة : ذكر المسعودي في مروج الذهب أن له كتابا اسمه الانتصار ، وكتابا اسمه الاستبصار ، وكتاب آخر أكبر من مروج الذهب اسمه الاوسط ، وكتاب المقالات في أصول الديانات ، وكتاب القضاء والتجارب ، وكتاب النصرة ، وكتاب مزاهر الاخبار وطرائف الآثار ، وكتاب حدائق الازهار في أخبار آل محمد صلوات الله عليه وآله ، وكتاب الواجب في الاحكام اللوازب ) انتهى . ويقول السيد علي البروجردي في كتابه (طرائف المقال) ج 1 ص 177 : 953 - علي بن الحسين بن علي المسعودي أبو الحسن الهذلي ، له كتب في الامامة وغيرها منها كتاب في اثبات الوصية لعلي بن أبي طالب عليه السلام وهو صاحب مروج الذهب " صه " بقي الى سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة " جش " . ويقول إسماعيل باشا البغدادي في كتابه (هدية العارفين) ج 1 ص 679 : (المسعودي - على بن الحسين بن على الهذلى البغدادي أبو الحسن المسعودي المورخ نزيل مصر الاديب كان يتشيع توفى بمصر سنة 346 له من الكتب اثبات الوصية . اخبار الامم من العرب والعجم . اخبار الخوارج . اخبار الزمان ومن اباده الحدثان في التاريخ . الامانة في اصول الديانة الاوسط في التاريخ . بشرى الابرار . بشرى الحيوة . البيان في اسماء الائمة . التنبيه والاشراف . حدائق الاذهان في اخبار بيت النبي صلعم . خزائن الملك وسر العالمين . ذخائر العلوم وما كان في سالف الدهر . راحة الارواح في اخبار الملوك والامم . الرسائل والاستذكار لما مر في سالف الاعصار . سر الحياة . عجائب الدنيا . كتاب الاستبصار . كتاب الانتصار . كتاب الزلف . كتاب الصفرة . كتاب القضايا في التجارب . كتاب المعالى في الدرجات والابانة في اصول الديانات . كتاب الواجب في الاحكام اللوازب . / صفحة 680 / مروج الذهب ومعادن الجوهر في التاريخ مطبوع في مجلدات . مزاهر الاخبار وطرائف الآثار . المسالك والممالك . المقالات في اصول الديانات . الهداية إلى تحقيق الولاية ). ويقول آقا بزرگ الطهراني في موسوعته الذريعة إلى تصانيف الشيعة ج 1 ص 110 : ( 536 : إثبات الوصية لعلي بن أبي طالب عليه السلام ) للشيخ أبي الحسن علي بن الحسين بن علي المسعودي الهذلي من ولد ابن مسعود الصحابي وهو صاحب مروج الذهب وغيره المتوفى سنة 346 فيه إثبات أن الارض لا تخلو من حجة وذكر كيفية إتصال الحجج من الانبياء من لدن آدم على نبينا وآله وعليه السلام إلى خاتمهم نبينا صلى الله عليه وآله وكذلك الاوصياء إلى قائمهم عليهم السلام وفي أواخره يقول إن للحجة عليه السلام إلى هذا الوقت خمسة وسبعين سنة وثمانية أشهر وهو شهر ربيع الاول سنة 332 ( أوله الحمد لله رب العالمين الخ ) وأول رواياته في تعداد جنود العقل والجهل ، وعبر عنه النجاشي باثبات الامامة لعلي بن ابي طالب عليه السلام ويسميه العلامة المجلسي في البحار عند النقل عنه بكتاب الوصية بحذف المضاف طبع سنة 1320 بمباشرة أمير الشعراء ميرزا محمد صادق بن محمد حسين بن محمد صادق بن ميرزا معصوم بن ميرزا عيسى المدعو بميرزا بزرك ( الذي كان وزير السلطان فتح علي شاه القاجاري ) الحسيني الفراهاني الطهراني واستنسخه وصححه على نسخة شيخ العراقين الشيخ عبد الحسين الطهراني بكربلاء ). اليعقوبي صاحب التاريخ شيعي أيضاً قال آقا بزرگ الطهراني في كتابه الذريعة إلى تصانيف الشيعة ج 3 ص 296 : ( 1104 : تاريخ اليعقوبي ) للمؤرخ الرحالة أحمد بن أبي يعقوب اسحاق بن جعفر بن وهب بن واضح الكاتب العباسي المكنى بابن واضح والمعروف باليعقوبي المتوفى سنة 284 صاحب كتاب البلدان المطبوع في ليدن قبلا وفي النجف سنة 1357 وتاريخه كبير في جزءين / صفحة 297 / أولهما تاريخ ما قبل الاسلام والثاني فيما بعد الاسلام إلى خلافة المعتمد العباسي سنة 252 طبع الجزءان في ليدن سنة 1883 م كما في معجم المطبوعات وفيه أن ابن واضح شيعي المذهب ، وفي " اكتفاء القنوع " ان اليعقوبي كان يميل في غرضه إلى التشيع دون السنية .

الكنجي الشافعي ليس شافعياً بل كان رافضياً ذكر المحقق الشيخ مهدي حمد الفتلاوي(( شيعي )) نبدة عن حياة الكنجي الشافعي، في كتاب ((البيان في أخبار صاحب الزمان) و إليكم ملخص ما يقوله المحقق : لم نقف على ترجمة كاملة لحياة الحافظ الكنجي الشافعي، فقد تجاهله أكثر المؤرخين المعاصرين له، أمثال ابن خلكان في (وفيات الأعيان) و أبي شامة في (الذيل على الروضتين)، و اليونيني (مرآة الزمان)، و الذهبي في (تذكرة الحفاظ) و يقول : (وخلاصة ما جاء في هذه الكتب في ترجمته أنه : الحافظ أبو عبد الله فخر الدين محمد بن يوسف بن محمد النوفلي القريشي الكنجي الشافعي نزيل دمشق، و أنه مات فيها مقتولا في سنة 658 ه داخل الجامع الأموي، بسبب ميله إلى الشيعة، و لم تذكر هذه الكتب شيئا عن تاريخ ولادته). و كان في سنة (647ه) يجلس بالمشهد الشريف بالحصباء في مدينة الموصل، لإعطاء الدروس و المواعظ، و يحضر درسه هذا عدد كبير من الناس، و كان يحدثهم في فضائل أهل البيت(ع)، و ذلك على عهد الأمير بدر الدين لؤلؤ . و في هذه السنة حصل السبب الداعي لتأليف كتابيه كتاب ((كفاية الطالب في مناقب علي ابن أبي طالب(ع) )) و كتاب (( البيان في أخبار صاحب الزمان)) ذكر المؤرخون أن الحافظ الكنجي قتل عام 658، في الجامع الاموي بدمشق، على يد عوام الناس المتحاملين عليه من أهل الشام بسبب ميله إلى الشيعة، وأضاف بعضهم مبررا آخر لقتله، بحجة تعامله مع التتار و قبوله بتنصيبهم له على أموال الغائبين من أهل بلاده و كتاباه الشهيران ((كفاية الطالب لمناقب علي ابن أبي طالب)) و ((البيان في أخبار صاحب الزمان)) وثيقتان تاريخيتان يشهدان له على مدى حبه لأهل بيت النبوة (بالشكل الرافضي طبعاً !) ومما وجدته من كلام الحافظ ابن كثير عن الكنجي هذا الكلام الهام: (فكان اجتماعهم على عين جالوت يوم الجمعة الخامس والعشرين من رمضان فاقتتلوا قتالا عظيما فكانت النصرة ولله الحمد للاسلام وأهله فهزمهم المسلمون هزيمة هائلة وقتل أمير المغول كتبغانوين وجماعة من بيته وقد قيل إن الذي قتل كتبغانوين الامير جمال الدين آقوش الشمسي واتبعهم الجيش الاسلامي يقتلونهم في كل موضع وقد قاتل الملك المنصور صاحب حماه مع الملك المظفر قتالا شديدا وكذلك الامير فارس الدين أقطاي المستعرب وكان أتابك العسكر وقد أسر من جماعة كتبغانوين الملك السعيد بن العزيز بن العادل فأمر المظفر بضرب عنقه وأستأمن الاشرف صاحب حمص وكان مع التتار وقد جعله هولاكوخان نائبا على الشام كله فأمنه الملك المظفر ورد إليه حمص وكذلك رد حماه إلى المنصور وزاده المعرة وغيرها وأطلق سلمية للامير شرف الدين عيسى بن مهنا بن مانع امير العرب واتبع الامير بيبرس البندقداري وجماعة من الشجعان التتار يقتلونهم في كل مكان إلى ان وصلوا خلفهم إلى حلب وهرب من بدمشق منهم يوم الاحد السابع والعشرين من رمضان فتبعهم المسلمون من دمشق يقتلون فيهم ويستفكون الاسارى من أيديهم وجاءت بذلك البشارة ولله الحمد على جبره إياهم بلطفه فجاوبتها دق البشائر من القلعة وفرح المؤمنون بنصر الله فرحا شديدا وأيد الله الاسلام وأهله تأييدا وكبت الله النصارى واليهود والمنافقين وظهر دين الله وهم كارهون فتبادر عند ذلك المسلمون إلى كنيسة النصارى التي خرج منها الصليب فانتبهوا ما فيها وأحرقوها وألقوا النار فيما حولها فاحترق دور كثيرة إلى النصارى وملأ الله بيوتهم وقوبرهم نارا وأحرق بعض كنيسة اليعاقبة وهمت طائفة بنهب اليهود فقيل لهم إنه لم يكن منهم من الطغيان كما كان من عبدة الصلبان وقتلت العامة وسط الجامع شيخا رافضيا كان مصانعا للتتار على أموال الناس يقال له الفخر محمد بن يوسف بن محمد الكنجي كان خبيث الطوية مشرقيا ممالئا لهم على أموال المسلمين قبحه الله وقتلوا جماعة مثله من المنافقين فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين ) انتهى كلامه رحمه اللهابن أبي الحديد ليس من أهل السنة وإنما كان شيعياً غالياً ثم صار معتزلياً قال صاحب روضات الجنات 5/19 (طبعة الدار الإسلامية في بيروت سنة 1411ه) في ترجمةابن أبي الحديد : الشيخ الكامل الأديب المؤرخ عز الدين عبد الحميد بن أبي الحسين ... ابن أبي الحديد المدائني الحكيم الأصولي المعتزلي المعروف بابن أبي الحديد: صاحب (شرح نهج البلاغة) المشهور، هو من أكابر الفضلاء المتتبعين، وأعاظم النبلاء المتبحرين، مواليا لأهل بيت العصمة والطهارة، وإن كان في زي أهل السنة والجماعة ، منصفا غاية الإنصاف في المحاكمة بين الفريقين...) وقال القمي في كتابه الكنى والألقاب 1/185: (( ولد في المدائن وكان الغالب على أهل المدائن التشيع و التطرف والمغالاة فسار في دربهم وتقيل مذهبهم و نظم العقائد المعروفة بالعلويات السبع على طريقتهم وفيها غالي و تشيع وذهب الإسراف في كثير من الأبيات كل مذهب ..(ثم ذكر القمي بعض الأبيات التى قالهاً غالياً ).. ثم خف الى بغداد وجنح الى الاعتزال واصبح كما يقول صاحب نسخة السحر معتزلياً جاهزيا في اكثر شرحه بعد ان كان شيعياً غالياً . وتوفي في بغداد سنة 655 ، يروى آية الله الحلي عن أبيه عنه )).

الحاكم الحسكاني مؤلف " شواهد التنزيل" شيعي لكنه ليس رافضياً ،

 وقد نسبه الرافضة إليهم ولا يُسلّم لهم بذلك قال آقا بزرالطهراني في كتابه الذريعة إلى تصانيف الشيعة ج 4 ص 194 : (الحاكم الحسكاني مؤلف " شواهد التنزيل " " وهو الشيخ الحاكم أبو القاسم عبيد الله بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن حسكان القرشى العامري النيسابوري المنسوب إلى جده حسكان كغضبان كما ترجمه كذلك الذهبي في تذكرة الحفاظ ( ج 3 - ص 390 ) وذكر أنه الحاكم المعروف بابن الحداد من ذرية عبد الله بن عامر الذى افتتح خراسان زمن عثمان ، وذكر أنه كان معمرا عالى الاسناد صنف وجمع وحدث عن جده وعن أبى عبد الله الحاكم بن البيع النيسابوري ( المتوفى 405 ) إلى أن قال وقد اكثر عنه عبد الغافر بن اسماعيل الفارسى ( المولود 451 والمتوفى 529 ) وذكره في تاريخه لكنه لم اجد فيه وفاته ، / صفحة 195 / وقد توفى بعد تسعين وأربعماية ، ووجدت له مجلسا يدل على تشيعه).

سليمان بن إبراهيم القندوزي الحنفي ، المتوفى سنة : 1294 هجرية

صاحب كتاب (ينابيع المودة) من يتأمل كتابه يعلم أنّ مؤلفه شيعي إثني عشري وإن لم يصرّح علماء الشيعة بذلك لكن آغا بزرك طهراني عدّ كتابه هذا من مصنفات الشيعة في كتابه (الذريعة إلى تصانيف الشيعة 25/290 ) ولعل من مظاهر كونه من الشيعة الإثني عشرية ما ذكره في كتابه ينابيع المودة 1/239 عن جعفر الصادق عن آبائه عليهم السلام قال: كان على عليه السلام يرى مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قبل الرسالة الضوء ويسمع الصوت ، وقال له: لولا أني خاتم الأنبياء لكنت شريكاً في النبوة ، فإن لم تكن نبياً فإنك وصي نبي ووارثه ، بل أنت سيد الأوصياء وإمام الأتقياء. وروى عن جابر قال : قال رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) : " أنا سيد النبيين و علي سيد الوصيين ، و إن أوصيائي بعدي إثنا عشر أولهم علي و أخرهم القائم المهدي ". ( ينابيع المودة 3 / 104 ) وعن جابر بن عبد الله أيضاً قوله : قال رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) : " يا جابر إن أوصيائي و أئمة المسلمين من بعدي أولهم علي ، ثم الحسن ، ثم الحسين ، ثم علي بن الحسين ، ثم محمد بن علي المعروف بالباقر  ستدركه يا جابر ، فإذا لقيته فأقرأه مني السلام  ثم جعفر بن محمد ، ثم موسى بن جعفر ، ثم علي بن موسى ، ثم محمد بن علي ، ثم علي بن محمد ، ثم الحسن بن علي ، ثم القائم ، اسمه اسمي و كنيته كنيتي ، محمد بن الحسن بن علي ذاك الذي يفتح الله تبارك و تعالى على يديه مشارق الأرض ومغاربها ، ذاك الذي يغيب عن أوليائه غيبة لا يثبت على القول بإمامته إلا من إمتحن الله قلبه للإيمان " ( ينابيع المودة : 2 / 593 ، طبعة المطبعة الحيدرية ، النجف / العراق ). فإنّ من يروي مثل هذه الروايات لا يمكن أن يكون سنياً بحال من الأحوال ولو ادّعى ذلك.

الحاكم

أبو عبد الله الحاكم كان فارسياً نشأ في بلاد الفرس أيضاً في بيئة متشيعة. قال عنه الذهبي في سير أعلام النبلاء (17\168): «وكان يميل إلى التشيع». وقال أبو إسماعيل عبد الله بن محمد الهروي عن أبي عبد الله الحاكم: «ثقةٌ في الحديث، رافضيٌّ خبيث». وقال عنه ابن طاهر: «كان شديد التعصب للشيعة في الباطن. وكان يظهر التسنن في وعن أهل بيته. يتظاهر بذلك ولاtالتقديم والخلافة. وكان منحرفاً غالياً عن معاوية يعتذر منه». قال شيخ الإسلام في الفتاوى الكبرى (1\97): «إن أهل العلم متفقون على أن الحاكم فيه من التساهل والتسامح في باب التصحيح. حتى أن تصحيحه دون تصحيح الترمذي والدارقطني وأمثالهما (وهما من المتساهلين) بلا نزاع. فكيف بتصحيح البخاري ومسلم؟ بل تصحيحه دون تصحيح أبي بكر بن خزيمة وأبي حاتم بن حبان البستي وأمثالهما (وهما من أشد المتساهلين من المتقدمين). بل تصحيح الحافظ أبي عبد الله محمد بن عبد الواحد المقدسي في مُختارته، خيرٌ من تصحيح الحاكم. فكتابه في هذا الباب خيرٌ من كتاب الحاكم بلا ريب عند من يعرف الحديث. وتحسين الترمذي أحياناً (رغم تساهله الشديد) يكون مثل تصحيحه أو أرجح. وكثيراً ما يُصَحِّحِ الحاكمُ أحاديثَ يُجْزَمُ بأنها موضوعة لا أصل لها». وقال ابن القيم في "الفروسية" (ص245): «وأما تصحيح الحاكم فكما قال القائل:‏ فأصبحتُ من ليلى –الغداةَ– كقابضٍ * على الماء خانته فروجُ الأصابع‏ ‏ولا يعبأ الحفاظ أطِبّاء عِلَل الحديث بتصحيح الحاكم شيئاً، ولا يرفعون به رأساً البَتّة. بل لا يعدِلُ تصحيحه ولا ‏يدلّ على حُسنِ الحديث. بل يصحّح أشياء موضوعة بلا شك عند أهل العلم بالحديث. وإن كان من لا علم له ‏بالحديث لا يعرف ذلك، فليس بمعيارٍ على سنة رسول الله، ولا يعبأ أهل الحديث به شيئاً. والحاكم نفسه يصحّح ‏أحاديثَ جماعةٍ، وقد أخبر في كتاب "المدخل" له أن لا يحتج بهم، وأطلق الكذب على بعضهم هذا». انتهى.‏ غفلة الحاكم قال الذهبي عن الحاكم في "ميزان الاعتدال" (6\216): «إمامٌ صدوق، لكنه يصحّح في مُستدرَكِهِ أحاديثَ ‏ساقطة، ويُكثِرُ من ذلك. فما أدري، هل خفِيَت عليه؟ فما هو ممّن يَجهل ذلك. وإن عَلِمَ، فهذه خيانةٌ عظيمة. ثُم ‏هو شيعيٌّ مشهورٌ بذلك، من غير تَعَرّضٍ للشيخين...».‏ وذكر ذلك ابن حجر في لسان الميزان (5\232) ثم قال: «قيل في الاعتذار عنه: أنه عند تصنيفه للمُستدرَك، كان ‏في أواخِر عمره. وذَكر بعضهم أنه حصل له تغيّر وغفلة في آخر عمره. ويدلّ على ذلك أنه ذَكر جماعةً في كتاب ‏‏"الضعفاء" له، وقطع بترك الرواية عنهم، ومنع من الاحتجاج بهم. ثم أخرج أحاديث بعضهم في "مستدركه"، ‏وصحّحها! من ذلك أنه: أخرج حديثا لعبد الرحمن بن زيد بن أسلم. وكان قد ذكره في الضعفاء فقال أنه: "روى ‏عن أبيه أحاديث موضوعة، لا تخفى على من تأملها –من أهل الصنعة– أن الحِملَ فيها عليه". وقال في آخر ‏الكتاب: "فهؤلاء الذين ذكرتهم في هذا الكتاب، ثبَتَ عندي صِدقهُم لأنني لا أستحلّ الجّرحَ إلا مبيّناً، ولا أُجيزُه ‏تقليداً. والذي أختارُ لطالبِ العِلمِ أن لا يَكتُبَ حديثَ هؤلاءِ أصلاً"!!».‏ قلت: و عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ضعيفٌ جداً، حتى قال عنه ابن الجوزي: «أجمعوا على ضعفه». وقد روى له ‏الحاكم عن أبيه! وكذلك كان يصحّح في مستدركه أحاديثاً كان قد حكم عليها بالضعف من قبل. قال إبراهيم بن ‏محمد الأرموي: «جمع الحاكم أحاديث وزعم أنها صِحاحُ على شرط البخاري ومسلم، منها: حديث الطير و "من ‏كنت مولاه فعلي مولاه". فأنكرها عليه أصحاب الحديث، فلم يلتفتوا إلى قوله». ثم ذكر الذهبي في تذكرة الحفاظ ‏‏(3\1042) أن الحاكم سُئِل عن حديث الطير فقال: «لا يصح. ولو صَحّ لما كان أحد أفضل من علي بعد النبي ‏?‎‏». قال الذهبي: «ثم تغيّر رأي الحاكم، وأخرج حديث الطير في "مُستدركه". ولا ريب أن في "المستدرَك" ‏أحاديث كثيرة ليست على شرط الصحة. بل فيه أحاديث موضوعة شَانَ "المستدرك" بإخراجها فيه». قلت: ولا ‏نعلم إن وصل التشيع بالحاكم لتفضيل علي على سائر الصحابة بعد تصحيحه لحديث الطير.‏ لكن التخليط الأوضح من ذلك هو الأحاديث الكثيرة التي نفى وجودها في "الصحيحين" أو في أحدهما، وهي منهما ‏أو في أحدهما. وقد بلغت في "المستدرك" قدراً كبيراً. وهذه غفلةٌ شديدة. بل تجده في الحديث الواحد يذكر تخريج ‏صاحب الصحيح له، ثم ينفي ذلك في موضعٍ آخر من نفس الكتاب. ومثاله ما قال في حديث ابن الشخير مرفوعاً ‏‏"يقول ابن آدم مالي مالي...". قال الحاكم: المستدرك على الصحيحين (2\582): «مسلم قد أخرجه من حديث ‏شعبة عن قتادة مختصَراً». قلت: بل أخرجه بتمامه #2958 من حديث همام عن قتادة. ثم أورده الحاكم بنفس ‏اللفظ في موضعٍ آخر (4\358)، وقال: «هذا حديثٌ صحيحُ الإسناد، ولم يُخرِجاه».‏ على أية هذا فلا يعني هذا حصول تحريف في إسنادٍ أو متنٍ، لأن رواية الحاكم كانت من أصوله المكتوبة لا من ‏حفظه. وإنما شاخ وجاوز الثمانين فأصابته غفلة، فسبب هذا الخلل في أحكامه على الحديث. عدا أن غالب ‏‏"المستدرك" هو مسودة مات الحاكم قبل أن يكمله. مع النتبه إلى أن الحاكم كان أصلاً متساهلاً في كل حياته، ‏فكيف بعد أن أصابته الغفلة ولم يحرّر مسودته؟ قال المعلمي في التنكيل (2\472): «هذا وذِكْرُهُم للحاكم بالتساهل، إنما ‏يخصّونه بالمستدرك. فكتبه في الجرح والتعديل لم يغمزه أحدٌ بشيءٍ مما فيها، فيما أعلم. ‏وبهذا يتبين أن التشبّث بما وقع له في المستدرك وبكلامهم فيه لأجله، إن كان لا يجاب ‏التروي في أحكامه التي في المستدرك فهو وجيه. وإن كان للقدح في روايته أو في أحكامه ‏في غير المستدرك في الجرح والتعديل ونحوه، فلا وجه لذلك. بل حاله في ذلك كحال غيره ‏من الأئمة العارفين: إن وقع له خطأ فهو نادرٌ كما يقع لغيره. والحكم في ذلك بإطراح ما ‏قام الدليل على أنه أخطأ فيه وقبول ما عداه، والله الموفق».‏ فالخلاصة أننا نصحح ضبط الحاكم للأسانيد، ولكننا نرفض أحكامه على الأحاديث في "المستدرك" كليّةً، ونعتبر ‏بغيرها خارج "المستدرك".‏

ابن أبي الحديد ليس من أهل السنة وإنما كان شيعياً غالياً ثم صار معتزلياً قال صاحب


  استدلالهم بفرية الرحالة إبن بطوطة على شيخ الإسلام إبن تيمية

 استدلال الرافضي

هكذا سكت العلماء عن العقائد المنحرفة بقوة السلطان فوجد ابن تيمية مجاله ليتحدث كيف يشاء وقد نقل لنا شاهد عيان اعتقاد ابن تيمية في الله وهو ذلك الرحالة الشهير ابن بطوطة فصادف أن حضر يوما درس ابن تيمية في المسجد الأموي، قال : وكنت إذ ذاك بدمشق فحضرت يوم الجمعة وهو يعظ الناس على منبر الجامع ويذكرهم فكان من جملة كلامه أن قال : إن الله ينزل إلى السماء الدنيا كنزولي هذا ونزل درجة من المنبر . فعارضه فقيه مالكي يعرف بابن الزهراء وأنكر عليه ماتكلم به، فقامت العامة إلى هذا الفقيه وضربوه بالأيدي والنعال ضربا كثيرا حتى سقطت عمامته وظهر على رأسه شاشية حرير، فأنكروا عليه لباسها واحتملوه إلى دار عز الدين بن مسلم قاضي الحنابلة فأمر بسجنه وعزره بعد ذلك . - رحلة ابن بطوطة ص95

الجواب

رحلة ابن بطوطة إنشاء أدبي لا تعدل في الميزان العلمي جناح بعوضة.لكن المفلس يتعلق بأي شيء، وهو يتوقع أن الناس عقولهم كعقله.  

 أن ابن بطوطة لم يسمع من ابن تيمية ولم يره يخطب إذ كان وصوله إلى دمشق يوم الخميس التاسع عشر من شهر رمضان المبارك عام ستة وعشرين وسبعمائة (726) ه وكان سجن شيخ الإسلام في قلعة دمشق أوائل شهر شعبان من ذلك العام ولبث فيه إلى أن توفاه الله تعالى ليلة الإثنين لعشرين من ذي القعدة عام ثمانية وعشرين وسبعمائة هجرية فكيف رآه ابن بطوطة يعظ على منبر الجامع وهو إذ ذاك في السجن.

 لم يكن شيخ الإسلام ابن تيمية يعظ الناس على منبر الجامع وإنما كان يجلس على كرسى، قال الحافظ الذهبى عنه: وقد اشتهر أمره وبعد صيته في العالم وأخذ في تفسير الكتاب العزيز أيام الجمع على كرسى من حفظه.

 أن هذا الذي ذكره ابن بطوطة يخالف ما ذكره الشيخ في جميع كتبه من أنه يجب إثبات علو الله وصفاته إثباتا بلا تشبيه وتنزيهها عن مشابهة صفات الخلوقين تنزيها بلا تعطيل، وهذا الذي ذكره ابن بطوطة تشبيه ينهى عنه شيخ الإسلام ويحذر منه غاية التحذير.

 لشيخ الإسلام ابن تيمية في موضوع النزول كتاب مستقل اسمه شرح حديث النزول وهو مطبوع ومتداول وليس فيه ما ذكره ابن بطوطة، بل فيه ما يرد عليه ويبطله من أصله والحمد لله رب.أريتم كيف يكون الكذب والتغافل عن الحق..؟؟ تترك كتب الشيخ ويتمسك برواية متهالكة لا يدرى ما أصلها.. هذا هو التحقيق العلمي الذي أفحمتم به أهل السنة ...!!!!؟؟؟؟

------------------

ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل..أولئك هم الغافلون


 قولهم في البغض بين الصحابة وآل البيت

 وذلك مقتضاه أن آل البيت يبغضون الصحابة وأن الصحابه يبغضون آل البيت

قد يشعر الكثير بالصدمة عندما يطلعون على حقيقة ظلت مخفية عن البعض وهي وجود ابن لعلي وابن للحسين اسم كل منهما أبو بكر وعمر !!! فقد ذكرت المصادر الشيعية أن ممن ماتوا مع الحسين : أبو بكر بن علي أخو الحسين . وكذلك أبو بكر بن الحسين(1). يقول المجلسي كان عمر بن الحسين بن علي بن أبي طالب ممن استشهد مع الحسين في كربلاء)(2) وخالفه في ذلك الأصفهاني فقال بأن عمر بن الحسين لم يقتل وإنما كان أسيرا)(3)

أما أسماء بعض أهل البيت فهي : (أ) الخليفة علي رضي الله عنه: فقد سمى بعض أولاده بأبي بكر وعمر وعثمان(4) (ب) الحسنان رضي الله عنهما: فقد سمى كل واحد منهم أولاده بأبي بكروعمر.(5) (ج) موسى بن جعفر -رحمه الله -: سمى ولده بأبي بكر وابنته بعائشة.(6) (د) زين العابدين - رضي الله عنه -: قد سمى ابنته بعائشة.(7) (ه) علي بن محمد الهادي : سمى ابنته بعائشة.(8) وهذا ان دل فإنما يدل على محبة أهل البيت (ع) لأصحاب الرسول (ص). و أما زعم الرافضة بأن هذه مجرد تسميات فنقول و لماذا لا يسمون أولادهم أبو جهل و أبو سفيان و وحشي و عبد الرحمن بن ملجم و يزيد و الحجاج و زياد و فرعون و هامان؟ ثم لماذا لا يقتدي الرافضة بأهل البيت فيسمو أبنائهم بأبي بكر و عمر و عثمان؟!

يقول جعفر الصادق لإمرأة سألته عن أبي بكر وعمر : أأتولهما!! فقال : توليهما. فقالت : فأقول لربي إذا لقيته إنك أمرتني بولايتهما؟؟ فقالها : نعم .(9)

وتعجب رجل من أصحاب الباقر حين وصف الباقر أبا بكر بالصديق!! فقال الرجل : أتصفه بذلك ؟؟؟!!!! فقال الباقر: نعم الصديق فمن لم يقل له الصديق فلا صدق الله له قولا في الآخرة.(10)

فما رأي الشيعة بأبي بكر الصديق؟

*************المرجع والتوثيق ************** (1) جلاء العيون :المجلسي -ص 582 كشف الغمة : الأربيلي - ج2 ص 64 مقاتل الطالبيين : الأصفهاني - ص 87و142 التنبيه والإشراف : المسعودي - ص 263 (2) جلاء العيون :ص 582 (3) مقاتل الطالبيين : ص 119 (4)إعلام الورى : الطبرسي - ص 203 الإرشاد : للمفيد - ص 186 تاريخ اليعقوبي : ج 2 ص 213 جلاء العيون : ص182 كشف الغمة : ج2 ص 64 مقاتل الطالبيين : ص 142 (5)اعلام الورى :ص 213 جلاء العيون : 582 مقاتل الطالبيين :78 و119 تاريخ اليعقوبي : ص 228 التنبيه :ص 263 (6) كشف الغمة : ج2 ص 90 و217 مقاتل الطالبيين : ص 561 (7) كشف الغمة : ج2 ص 334 الفصول المهمة : ص 283 (8) نفسه (9)روضة الكافي : ج8 ص 101 (10) كشف الغمة :ج 2 ص 174

------------------------------------

أقوال السلف الصالح وعلماء أهل السنة في آل البيت

تواتر النقل عن أئمة السلف وأهل العلم جيلاً بعد جيل ، على اختلاف أزمانهم وبلدانهم بوجوب محبة أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإكرامهم والعناية بهم ، وحفظ وصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيهم ، ونصّوا على ذلك في أصولهم المعتمدة ، ولعلّ كثرة المصنفات التي ألفها أهل السنة في فضائلهم ومناقبهم أكبر دليل على ذلك. وإليك طائفة من أقوالهم في ذلك: قول خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي بكر الصدّيق رضي الله عنه - تاريخ 13ه روى الشيخان في صحيحيهما عنه رضي الله عنه أنه قال: والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أحبُ إليّ أن أصل من قرابتي قول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه - تاريخ 23 ه روى ابن سعد في الطبقات 4/22 عن عمر بن الخطاب أنه قال للعباس رضي الله عنهما: والله ! لإسلامك يوم أسلمت كان أحب إليّ من إسلام الخطاب -يعني والده - لو أسلم ، لأنّ إسلامك كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من إسلام الخطاب قول زيد بن ثابت رضي الله عنه - تاريخ 42 ه عن الشعبي قال: صلى زيد بن ثابت رضي الله عنه على جنازة ، ثم قُرّبت له بغلته ليركبها ، فجاء ابن عباس رضي الله عنهما فأخذ بركابه ، فقال زيد: خل عنه يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فقال: هكذا نفعل بالعلماء والكبراء. قال ابن عبد البر: وزاد بعضهم في هذا الحديث: أنّ زيد بن ثابت كافأ ابن عباس على أخذه بركابه أن قبّل يده وقال: هكذا أُمرنا أن نفعل بأهل بيت نبينا صلى الله عليه وسلم

 قال: وهذه الزيادة من أهل العلم من ينكرها قول معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه - تاريخ 60 ه أورد الحافظ ابن كثير في كتابه البداية والنهاية: أنّ الحسن بن علي دخل عليه في مجلسه ، فقال له معاوية: مرحباً وأهلاً بابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وأمر له بثلاثمائة ألف. وأورد أيضاً أنّ الحسن والحسين رضي الله عنهما وفدا على معاوية رضي الله عنه فأجازهما بمائتي ألف ، وقال لهما: ما أجاز بهما أحدٌ قبلي ، فقال الحسين: ولم تعط أحداً أفضل منا. قول ابن عباس رضي الله عنهما - تاريخ 68 ه قال رزين بن عبيد: كنت عند ابن عباس رضي الله عنهما فأتى زين العابدين علي بن الحسين ، فقال له ابن عباس: مرحباً بالحبيب ابن الحبيب

أقوال علماء أهل السنة - قول أبي جعفر أحمد بن محمد الطحاوي - تاريخ 321 ه قال رحمه الله في عقيدته المشهورة (العقيدة الطحاوية): ونحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ولا نُفرط في حب أحد منهم ، ولا نتبرأ من أحد منهم ، ونُبغض من يُبغضهم ، وبغير الحق يذكرهم ، ولا نذكرهم إلا بخير وقال أيضاً: ومن أحسن القول في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأزواجه الطاهرات من كل دنس ، وذرياته المقدّسين من كل رجس ، فقد برئ من النفاق - قول الإمام الحسن بن علي البربهاري - تاريخ 329 ه قال في (شرح السنة): واعرف لبني هاشم فضلهم ، لقرابتهم من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وتعرف فضل قريش والعرب ، وجميع الأفخاذ ، فاعرف قدرهم وحقوقهم في الإسلام ، ومولى القوم منهم ، وتعرف لسائر الناس حقهم في الإسلام ، واعرف فضل الأنصار ووصية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيهم ، وآل الرسول فلا تنساهم ، واعرف فضلهم وكراماتهم - قول أبي بكر محمد بن الحسين الآجري - تاريخ 360 ه قال في كتاب (الشريعة): واجبٌ على كل مؤمن ومؤمنة محبة أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، بنو هاشم: علي بن أبي طالب وولده وذريته ، وفاطمة وولدها وذريتها ، والحسن والحسين وأولادهما وذريتهما ، وجعفر الطيار وولده وذريته ، وحمزة وولده ، والعباس وولده وذريته رضي الله عنهم ، هؤلاء أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، واجب على المسلمين محبتهم وإكرامهم واحتمالهم وحسن مداراتهم والصبر عليهم والدعاء لهم - قول الإمام عبد الله بن محمد الأندلسي القحطاني - تاريخ 387 ه قال رحمه الله في النونية: واحفظ لأهل البيت واجب حقهم واعرف علياً أيما عرفان لا تنتقصه ولا تزد في قدره فعليه تصلى النار طائفتان إحداهما لا ترتضيه خليفة وتنصه الأخرى إلهاً ثاني - قول الموفق ابن قدامة المقدسي - تاريخ 620 ه

قال في لمعة الاعتقاد: ومن السنة الترضي عن أزواج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أمهات المؤمنين المطهرات المبرءات من كل سوء ، أفضلهم خديجة بنت خويلد ، وعائشة الصدّيقة بنت الصدّيق التي برأها الله في كتابه ، زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الدنيا والآخرة ، فمن قذفها بما برأها الله منه فهو كافر بالله العظيم - أقوال شيخ الإسلام ابن تيمية - تاريخ 728 ه قال في العقيدة الواسطية: ويحبون أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويتولونهم ، ويحفظون فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حيث قال يوم غدير خم: أُذكّركم الله في أهل بيتي ، وقال للعباس عمه وقد اشتكى إليه أنّ بعض قريش يجفو بني هاشم فقال: والذي نفسي بيده لا يؤمنون حتى يحبوكم لله ولقرابتي ، وقال: إنّ الله اصطفى بني إسماعيل ، واصطفى من بني إسماعيل كنانة ، واصطفى من كنانة قريشاً ، واصطفى من قريش بني هاشم ، واصطفاني من بني هاشم وقال رحمه الله : ولا ريب أنّ لآل محمد صلى الله عليه وآله وسلم حقاً على الأمة لا يشركهم فيه غيرهم ، ويستحقون من زيادة المحبة والموالاة ما لا يستحقه سائر بطون قريش ، كما أنّ قريشاً يستحقون المحبة والموالاة ما لا يستحقه غير قريش من القبائل - قول الحافظ ابن كثير - تاريخ 774 ه قال في التفسير: ( ولا ننكر الوصاة بأهل البيت ، والأمر بالإحسان إليهم واحترامهم وإكرامهم ، فإنهم من ذرية طاهرة من أشرف بيت وُجد على وجه الأرض فخراً وحسباً ونسباً ، ولا سيما إذا كانوا متّبعين للسنة النبوية الصحيحة الواضحة الجلية ، كما كان عليه سلفهم كالعباس وبنيه ، وعلي وأهل ذريته رضي الله عنهم أجمعين). - قول محمد بن إبراهيم الوزير اليماني - تاريخ 840 ه وقد دلت النصوص الجمة المتواترة على وجوب محبتهم وموالاتهم ، وأن يكون معهم ، ففي الصحيح: لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ، ولا تؤمنوا حتى تحابوا ، وفيه (المرء مع من أحب) ، ومما يخص أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قول الله تعالى {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً} ، فيجب لذلك حبهم وتعظيمهم وتوقيرهم واحترامهم والاعتراف بمناقبهم ، فإنهم أهل آيات المباهلة والمودة والتطهير ، وأهل المناقب الجمّة والفضل الشهير - قول العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي - تاريخ 1376 ه قال في كتابه التنبيهات اللطيفة : فمحبة أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم واجبة من وجوه ، منها: أولاً: لإسلامهم وفضلهم وسوابقهم. ومنها: لما يتميّزوا به من قرب النبي صلى الله عليه وآله وسلم واتصالهم بنسبه. ومنها: لما حثّ عليه ورغّب فيه - قول الشيخ حافظ بن أحمد الحكمي - تاريخ 1377 ه قال رحمه الله في سلم الوصول : وأهل بيت المصطفى الأطهار وتابعيه السادة الأخيار فكلهم في مُحكم القرآن أثنى عليهم خالق الأكوان - قول الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين - رحمه الله قال في شرح العقيدة الواسطية: ومن أصول أهل السنة والجماعة أنهم يحبون آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يحبونهم للإيمان ، وللقرابة من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا يكرهونهم أبداً

من أقوال عُلماء السُنة في فضل آل البيت-عليهم السلام 1-من نونية أبي محمد عبدالله بن محمد السلفي-رحمه الله-: حبُ الصحابة والقرابةِ سُنَّةٌ .... ألقى بها ربي إذا أحياني .... يقول ناقل هذا البيت السلفي: وهذا بخلاف النواصب-هداهم الله للحق-الذين نصبوا آل البيت عليهم السلام العداء.. أو الرافضة-هداهم الله للحق-الذين نصبوا الصحابة رضوان الله عليهم العداء. فأهل السنة يعتقدون كما بُين بأن حب آل البيت والصحابة فرض،لا يستقيم إسلام أحد إلا بحبهم،ورفض من يرفضهم من الناصبة والرافضة ومن حام حولهم.. وهذا قول السنة بخلاف إدعاءات الرافضة 2- يُعلقُ العلامة الفقيه محمد بن صالح العثيمين-رحمه الله على هذا الكلام بكلام طويل ختمه بقوله في التعليقات على العقيدة الواسطية: والذين ضلوا في أهل البيت طائفتان الأولى: الروافض حيث غلو فيهم وأنزلوهم فوق منزلتهم حتى ادعى بعضهم أن علياً إله الثانية: النواصب وهم الخوارج الذين نصبوا العداوة لآل البيت وآذوهم بالقول والفعل 3- قال الإمام الشافعي-رحمه الله يا أهل بيت رسول الله حُبكم ..... فرضٌ من الله في القرآنِ أنزله يكفيكم من عظيم الفخر أنكم ..... من لم يصل عليكم لا صلاة له

4- يقول شيخ الإسلام أحمد بن عبدالحليم بن تيمية رحمه الله تعالى في عقيدته الواسطية تحت باب مكانة أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم عند أهل السنة والجماعة "ويحبون أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتولَّونهم ويحفظون فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال يوم غدير خم: ((أذكّركُم الله في أهل بيتي)) وقال أيضاً للعباس عمه،وقد اشتكى إليه أن بعض قريش يجفو بني هاشم فقال: ((والذي نفسي بيده لا يؤمنون حتى يحبوكم لله ولقرابتي)) وقال: إن الله اصطفى بني إسماعيل واصطفى من بني إسماعيل كنانة واصطفى من كنانة قريشاً واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم 5- يقول الشيخ صالح الفوزان-حفظه الله- في شرحه لكلام شيخ الإسلام السابق بين الشيخ رحمه الله في هذا مكانة أهل البيت عند أهل السنة والجماعة وأنهم يُحبون أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأهل البيت هم آل النبي صلى الله عليه وسلم الذين حُرِّمتْ عليهم الصدقة وهم آل علي وآل جعفر وآل عقيل وآل العباس وبنو الحارث بن عبدالمطلب وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم وبناته من أهل بيته كما قال تعالى: إنما يُريد الله ليُذهِبَ عنكم الرِّجسَ أهلَ البيت فأهل السنة يحبونهم ويحترمونهم ويكرمونهم؛لأن ذلك من احترام النبي صلى الله عليه وسلم وإكرامه ولأن الله ورسوله أمر بذلك،قال تعالى: {قل لا أسألُكم عليه أجراً إلا المودَّة في القُرْبى}،وجاءت نصوص من السنة بذلك،منها ما ذكر الشيخ. وذلك إذا كانوا متبعين للسنة مستقيمين على المِلّة،كما كان عليه سلفهم كالعباس وبنيه،وعليٍّ وبنيه.أما من خالف السنة ولم يَستقِم على الدين فإنه لا تجوز محبته ولو كان من أهل البيت..........إلخ 6- قال العلامة الفقيه عبدالرحمن بن ناصر السعدي- رحمه الله فمحبة أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم واجبة من وجوه: منها أولاً:لإسلامهم وفضلهم وسوابقهم. ومنها لما يتميزوا به من قرب النبي صلى الله عليه وسلم واتصالهم بنسبه. ومنها لما حث عليه ورغب فيه. ولما في ذلك من علامة محبة الرسول صلى الله عليه وسلم

7- يقول الشيخ صالح الفوزان-حفظه الله- في وسطية أهلي السنة في آل البيت والصحابة بين الرافضة والنواصب "موقف أهل السنة والجماعة من الصحابة وأهل البيت،وأنه موقف الاعتدال والوسط بين الإفراط والتفريط والغلو والجفاء

يتولون جميع المؤمنين لا سيما السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار،والذين اتبعوه بإحسان. ويتولون أهل البيت،ويعرفون قدر الصحابة وفضلهم ومنزلتهم،ويرعون حقوق أهل البيت التي شرعها الله لهم ويتبرءون من طريقة الروافض الذين يسبّون الصحابة ويطعنون فيهم،ويغلون في حق علي بن أبي طالب وأهل البيت

ومن طريقة النواصب الذين ينصبون العداوة لأهل البيت ويكفرونهم ويطعنون فيهم 8- قال العلامة السعدي-رحمه الله وأول من سمى الروافض بهذا اللقب زيد بن علي الذي خرج في أوائل دولة بني العباس وبايعه كثير من الشيعة،ولما ناظروه في أبي بكر وعمر وطلبوا منه أن يتبرأ منهما فأبى رحمه الله تفرقوا عنه،فقال:رفضتموني،فمن يومئذ قيل لهم: "الرافضة" وكانوا فرقاً كثيرة،منهم الغالية ومنهم من هم دون ذلك،وفرقهم معروفة وأما النواصب فهم الذين نصبوا العداوة والأذية لأهل بيت النبي صلى لله عليه وسلم وكان لهم وجود في صدر هذه الأمة لأسباب وأمور سياسية معروفة،ومن زمن طويل ليس هم وجود والحمد لله".

قلتُ: ولا أعلم هل اختفوا النواصب- وإن كانوا قد خفت بريقهم سنين عديده- أم مازال لهم بقايا في عُمان وغيرها،ولو وثق صلة الخوارج بالنواصب لكان هذا أجدى والله أعلم.

هذه الكُتب بعض ما وقفت عليه وأذكُرُهُ الآن؛وإلى فإن كُتبَ أهلِ السُنةِ في هذا البابِ كثيرة،وأُخبرتُ بأن هُناك رسالة لدرجة الدكتوراه في الجامعة الإسلامية مخطُوطةٌ سهل الله نشرها كانت عن حق أهل البيت وذكر كثيراً من المصادر لأهل السُنةِ في هذا الموضوع الهام. كما أن كُتبَ العقيدةِ ولابد تطرقت لحقوق أهل البيت. وما يميز أهل السنة في هذا الباب وسطيتهم بين الرافضة والناصبة،فالرافضة غلو في حق أهل البيت إلى أن حدا ببعهم تنزيل بعض صفات الله عز وجل وصرف بعض حقوقه لآل البيت عليهم السلام... وبين الناصبية أو الناصبة الذين ناصبوا آل البيت العداء وأشهر الناصبة عدو آل البيت وعدو أهل السُنة الذي قتل علماء السنة الحجاج بن يوسف الثقفي عليه من الله ما يستحق. وبعد عرض بعض الكُتب والأبواب سأقف بك أخي الحبيب مع أحدها،وهو هام جداً،لقاضي القطيف شيخنا السيد صالح بن عبدالله الدرويش نفع الله به." قال أحد أعلام السُنة القاضي عياض-رحمه الله-: "سب آل بيته وأزواجه وأصحابه وتنقصهم حرام ملعون فاعله". أفرد الإمام البخاري-رحمه الله-في صحيحه الكتاب الثاني والستون أبواباً لذكر فضائل ومناقب آل البيت،منها على سبيل المثال. "باب مناقب علي بن أبي طالب القرشي الهاشمي أبا الحسن رضي الله عنه" "باب مناقب جعفر بن أبي طالب الهاشمي رضي الله عنه". "باب مناقب قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم". باب منقبة فاطمة عليها السلام بنت النبي صلى الله عليه وسلم". "باب فضل عائشة رضي الله عنها". هذا غيض من فيض في صحيح الإمام البخاري-رحمه الله-. أما الإمام مسلم-رحمه الله- فقد أفرد في كتابه الصحيح في الجزء الخامس والعشرين منه في كتابه الرابع والأربعين أبواباً منها: "فضائل الحسن والحُسين رضي الله عنهما". "فضائل أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم". "فضائل فاطمة بنت النبي عليها الصلاة والسلام". "من فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه". "فضائل عبدالله بن جعفر رضي الله عنه". "فضائل عائشة رضي الله عنها" . هذا غيض من فيض في ذِكرِ مناقب آل بيت النبي عليه السلام. ومعلوم أن الكتابين السابقين هُما العُمدة عندنا مع القرآن في عقيدتنا .. أما الإمام البزار-رحمه الله فقد ألف جُزءً مستقلاً سماه "فضائل أهل البيت". وقد أفرد الإمام الترمذي-رحمه الله أبواباً في جامعِهِ في المناقب،أبواباً عديدة في ذِكرِ فضائل آل البيت عليهم السلام،منها: "باب مناقب علي بن أبي طالب رضي الله عنه،ولهُ كُنيَتان أبو تراب وأبو الحسن". "باب قول الأنصار:كُنا نعرف المُنافقين ببغضهم علي بن أبي طالب". وغيرها من الأبواب الكثيرة في ذِكرِ فضائل علي عليه السلام. "باب مناقب أبي الفضل عُمُ النبي صلى الله عليه وسلم وهو العباس بن عبدالمُطلب رضي الله عنه". "باب مناقب


  هل الغروب يتحقق بغياب قرص الشمس أم لا ؟

 الاعتداد بالغروب عند السنة والشيعة – هل هو بسقوط القرص أم بذهاب الشفق؟

يختلف المسلمون بشتى طوائفهم مع الشيعة الإمامية في عد قضايا عقدية وفقهية ، ولعل من أبرز القضايا الفقهية التي خالف فيها الشيعة الإمامية جمهور المسلمين قضية الاعتداد بغروب الشمس هل هو بالاعتداد بغياب القرص أم الشفق الأحمر ، وأدى ذلك إلى مخالفتهم المسلمين في موعد أذان المغرب وإفطار الصائم ، والعجب أنّ القضية لا تقف عند هذا الحد ، بل ذهب علماء الشيعة وعامتهم إلى التشنيع على أهل السنة وكأنّ أهل السنة يفطرون في رمضان قبل موعد الغروب أو يأذنون لصلاة المغرب قبل موعدها !

الحقيقة الظاهرة التي لا تخفى على أحد أنّ العبرة بالقول بغروب الشمس إنما يكون بغياب قرص الشمس وعدم القدرة على رؤيته لا بالشفق الأحمر الذي هو امتداد لأشعة الشمس إلا أننا لا نناقش هذه القضية من خلال هذا الإطار بل من خلال النصوص الشرعية الحاكمة.

أما القضية عند أهل السنة فهي معروفة في السنة النبوية وفي أقوال العلماء ، لكننا سنشير الى النصوص الشيعية بياناً لحقيقة ربما تخفى عن الكثيرين !قول النبي عليه الصلاة والسلام كما ذكرته كتب الشيعة

عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( إذا غاب القرص أفطر الصائم ودخل وقت الصلاة ) فضائل الأشهر الثلاثة ( كتاب فضائل شهر رمضان ) حديث رقم 76 ص94

رأي أئمة أهل البيت عليهم السلام

روي عن أحدهما عليهما السلام أنه سئل عن وقت الغروب ، فقال: إذا غاب كرسيها ، قلت : وما كرسيها ؟ ، قال: قرصها فقلنا متى يغيب قرصها؟ ، قال: إذا نظرت إليه فلم تره ) جامع أحاديث الشيعة ج4 ص175 رواية 22 ومثلها رواية داوود بن خرقد

وما روي عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصلي المغرب ويصلي معه حي من الأنصار يقال لهم بنو سلمة ، منازلهم على نصف ميل فيصلون معه ثم ينصرفون إلى منازلهم وهم يرون مواضع سهامهم ) جامع أحاديث الشيعة ج4 ص175 رواية 23في المستدرك عن أبي عبد الله عليه السلام ( في حديث ) قال: كان عليه السلام يصلي المغرب عند سقوط القرص قبل أن تظهر النجوم. جامع أحاديث الشيعة ج4 ص4 ، ص173

وعن بكر بن محمد الأزدي قال ( سئله أبو بصير ( أي سأل أبي عبد الله ) وأنا جالس عنده عن الحور العين … ثم سئلته عن وقت العشاء الآخرة قال: إذا غاب الشفق ، قال وآية الشفق الحمرة ، قال: وقال بيده هكذا ) قرب الاسناد ص18 وعنه عن صفوان الجمال عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له إنّ معي شبه الكرش المنثور فأؤخر صلاة المغرب حتى عند غيبوبة الشفق ثم أصليها جميعاً يكون ذلك أرفق بي؟ فقال: إذا غاب القرص فصل المغرب فإنما أنت وما لك لله عز وجل ) قرب الاسناد ص61

القول بالاعتداد بذهاب الشفق هو قول أبو الخطاب الملعون على لسان أئمة أهل البيت !

رغم أنّ الشيعة الإمامية يدعون أنهم أتباع أهل البيت إلا أنّهم لا يتبعون أهل البيت في قولهم بتحقق الغروب بغياب قرص الشمس ، وإنما يتبعون أبو الخطاب الغالي الملعون على لسان أئمة أهل البيت ، وهذه حقيقة سطرتها كتب الشيعة !

في الفقيه عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ملعون ملعون من أخر المغرب طلب فضلها ، وقيل له إنّ أهل العراق يؤخرون المغرب حتى تشتبك النجوم ، فقال: هذا من عمل عدو الله أبي الخطاب ) جامع المدارك في شرح المختصر النافع ج1 ص250

وعن الرضا عليه السلام قال: ( إنّ أبا الخطاب كان أفسد عامة أهل الكوفة وكانوا يصلون المغرب حتى يغيب الشفق وإنما ذلك للمسافر والخائف ولصاحب الحاجة )

من هذا كله يتبين ان الشيعة الامامية لا تعتد بما هو عليه اهل البيت في الحقيقة بل تتبع أهل الأهواء والمنحرفين امثال ابو الخطاب


  استنكار عبد الحسين حديث لطم نبي الله موسى عين ملك الموت

في (ص76) أورد عبد الحسين حديث:" لطم موسى عين ملك الموت": أخرج الشيخان في صحيحيهما بالاسناد إلى أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: جاء مَلَكُ الْمَوْتِ إِلَى مُوسَى(ع) فقال له: أجب ربك . قال: فلطم موسى عين ملك الموت ففقأها ، قال: فرجع الملك إلى الله تعالى فقال: إنك أَرْسَلْتَنِي إِلَى عَبْدٍ لا يُرِيدُ الْمَوْتَ ففقأ عيني قَالَ فَرَدَّ اللَّهُ إِلَيْهِ عَيْنَهُ وَقَالَ ارْجِعْ إِلَيْهِ فَقُلْ لَهُ الحياة تريد فإن كنت تريد الحياة فَضَعُ يَدَك على مَتْنِ ثَوْرٍ فما توارت بيدك من شَعْرَةٍ فإنك تعيش بها سَنَةٌ الحديث .

ثم أخذ يصول ويجول كعادته في القاء الشبة على هذا الحديث وبشكك فيه، نذكر ما قاله بإختصار قائلا :( وأنت ترى ما فيه مما لا يجوز على الله تعالى ولا على أنبيائه ولا على ملائكته ، أيليق بالحق تبارك وتعالى أن يصطفي من عباده من يبطش عند الغضب بطش الجبارين ؟؟.... .ويكره الموت كراهة الجاهلين ...) ؟

قلت: إن هذا الحديث قد أجاب عنه أهل العلم من قبل ، فالمؤلف الفطن !! لم يأت بشيء جديد .قال ابن حجر :( أن الله لم يبعث ملك الموت لموسى وهو يريد قبض روحه حينئذ ،وإنما بعثه إليه اختيارا وإنما لطم موسى ملك الموت لأنه رأى آدمياً دخل داره بغير إذنه ولم يعلم أنه ملك الموت ، ....وقد جاءت الملائكة إلى ابراهيم وإلى لوط في صورة آدميين فلم يعرفهم ابتداء ، ولو عرفهم ابراهيم لما قدم لهم المأكول ولوعرفهم لوط لما خاف عليهم من قومه.

و قال بعض أهل العلم : ثبت بالكتاب والسنة أن الملائكة يتمثلون في صور الرجال ، وقد يراهم كذلك بعض الأنبياء فيظنهم من بني آدم كما في قصتهم مع إبراهيم ومع لوط عليه السلام ، اقرأ من سورة هود الآيات 69-80 ، وقال عزوجل في مريم عليها السلام { فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا } [مريم /17].

وفي السنة أشياء من ذلك وأشهرها ما في حديث السؤال عن الإيمان والإسلام والإحسان ، فمن كان جاحداً لهذا كله أو مرتاباً فيه فليس كلامنا معه ، ومن كان مصدقاً علم أنه لا مانع أن يتمثل ملك الموت رجلا ويأتي إلى موسى فلا يعرفه موسى.

وإليك بعض روايات أهل البيت التي تدل بأن ملك الموت ، بل سائر الملائكة كانوا يأتون الأنبياء على صورة بشر، وليست على صورة الحقيقية ، لأن البشر بما فيهم الأنبياء لا يطيقون رؤية الملائكة على الصورة الحقيقية .

ففي " اللئالي" ( 1/91 في سلوك موسى): عن الصادق (ع)، قال: إن ملك الموت أتى موسى بن عمران ، فسلّم عليه، فقال: من أنت ؟ قال: أنا ملك الموت، قال: ما حاجتك ؟ قال له: جئت أقبض روحك من لسانك، قال كيف وقد تكلمت به ربي ؟ قال فمن يدك فقال له موسى: كيف وقد حملت بهما التورية ؟ فقال: من رجليك، فقال له وكيف وقد وطأت بهما طور سيناء ! قال: وعدّ أشياء غير هذا ، قال: فقال له ملك الموت : فإني أمرت أن أتركك حتى تكون أنت الذي تريد ذلك، فمكث موسى ما شاء الله، ثم مرّ برجل وهو يحفر قبراً فقال له موسى: ألا أعينك على حفر هذا القبر؟ فقال له الرجل: بلى. قال: فأعانه حتى حفر القبر ولحد اللحد وأراد الرجل أن يضطجع في اللحد لينظر كيف هو؟ فقال موسى عليه السلام: أنا اضطجع فيه، فاضطجع موسى فرأى مكانه من الجنة، فقال: يا رب اقبضني إليك فقبض ملك الموت روحه ودفته في القبر واستوى عليه التراب قال: وكان الذي يحفر القبر ملك بصورة آدمي ، فلذلك لا يعرف قبر موسى .

وفي "لئالى " ( 1/96 باب في سلوك إبراهيم عليه السلام ):( وقد روى أنه سئل الله أن لا يميته إلاّ إذا سأل فلما استكمل أيامه التي قدرت له خرج فرأى ملكاً على صورة شيخ فان كبير قد أعجزه الضعف، وظهر عليه الخوف لعابه يجري على لحيته، وطعامه وشرابه يجران من سبيله على غير اختياره ، فقال له يا شيخ كم عمرك؟ فأخبره بعمر يزيد على عمر ابراهيم عليه السلام بسنة فاسترجع فقال: أنا أصير بعد سنة إلى هذا الحال، فسئل الموت) .

وعن الرضا(ع) عن أبيه إن سليمان بن داود (ع) قال ذات يوم لأصحابه: إن الله تعالى وهب ملكاً لا ينبغي لأحد من بعدي سخر لي الريح والانس والجن والطير والوحوش وعلمني منطق الطير، .. إذا نظر إلى الشاب حسن والوجه واللباس قدخرج

عليه من بعض زوايا قصره ، فلما بصر به سليمان قال له : من أدخل إلى هذا القصر ؟

وقد أردت أن أخلو فيه اليوم فباذن من دخلت ؟ قال الشاب أدخلني هذا القصر ربه وباذنه دخلت فقال: ربه أحق به مني فمن أنت ؟ قال: أنا ملك الموت قال: وفيما جئت ؟ قال: جئت لأقبض روحك قال: امض لما أمرت به فهذا يوم سروري" .

وعن الصادق(ع) أن الخاتم الذي تصدق به أميرالمؤمنين(ع) وزن حلقته أربعة مثاقيل فضة ووزن فصه خمسة مثاقيل وهي ياقوته حمراء قيمته خراج الشام ستمأة حمل فضة وأربعة أحمال من الذهب وهو لطوق بن حبران قتله أميرالمؤمنين (ع) وأخذ الخاتم من اصبعه وأتى به إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم من جملة الغنائم فاعطاه النبي فجعله في اصبعه .

وفي " اللئالي " أيضاً (3/26): وروى في بعض الأخبار أن ذلك السائل كان ملكا أرسله الله في صورة رجل سائل إلى مسجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ....

وعن ابن شهاب أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سئل جبرئيل أن يترأى له في صورته، فقال جبريل إنك لم تطق ذلك ، قال: إني أحب أن تفعل ، فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المصلّى في ليلة مقمرة فأتاه جبرئيل في صورته ، فغشى على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين رآه ثم أفاق وجبرائيل سنده واضع احدى يديه على صدره والأخرى بين كتفيه فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ما كنت أرى شيئاً ممن خلق الله هكذا فقال جبرئيل: لو رأيت اسرافيل الحديث وقال بعض ما رآه أحد من الأنبياء في صورته غير محمد مرة في السماء ومرة في الأرض .

و بإسناده عن زيد الشحام عن أبي عبدالله (ع) قال: إن ابراهيم عليه السلام كان أبا أضياف فكان إذا لم يكونوا عنده خرج يطلبهم وأغلق بابه وأخذ المفاتيح يطلب الأضياف وإنه رجع إلى داره فإذا هو برجل أو شبه رجل في الدار فقال: يا عبدالله بإذن من دخلت هذه الدار؟ قال: دخلتها بإذن ربها - يردد ذلك ثلاث مرات - فعرف ابراهيم عليه السلام إنه جبريل فحمد الله ثم قال: أرسلني ربك .. الحديث .

ومن ذلك ما أورده ومحدثهم محسن الكاشاني في كتابه " المحجة" (7/305) هذه الرواية : ".. ورآى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صورة جبريل بالأبطح فصعق " .

وفي كتاب " نفس الرحمن" للنوري (454) :" أن ملكاً من الملائكة كان على صورة ثعبان" .

حديث لطم نبي الله موسى عليه السلام لملك الموت في كتب الشيعة :

ثم إن حديث لطم موسى عليه السلام لملك الموت ، قد رواه علاّمتكم في مصادرهم ، فهذا نعمة الله الجزائري أثبت في كتابه، ومحمد نبي التويسيركاني أثبته في كتابه باب " في سلوك موسى عليه السلام قال ما نصه: (في سلوك موسى عليه السلام في دار الدنيا وزهدها فيها، وفي قصة لطمه ملك الموت حين أراد قبض روحه، واحتياله له في قبضها ....

وقد كان موسى عليه السلام أشدّ الأنبياء كراهة للموت ، قد روى إنه لم جاء ملك الموت، ليقبض روحه، فلطمه فأعور، فقال يارب إنك أرسلتني إلى عبد لا يحب الموت، فأوحى الله إليه أن ضع يدك على متن ثور ولك بكل شعرة دارتها يدك سنة ، فقال: ثم ماذا ؟ فقال الموت، فقال الموتة ، فقال أنته إلى أمر ربك ( ) .

وقال محدثهم الكبير محسن الكاشاني نقلا من كلام علي بن عيسى الأربلي ما نصه: ( أن الطباع البشرية مجبولة على كراهة الموت مطبوعة عن النفور منه، محبة للحياة ومائلة إليها حتّى أن الأنبياء عليهم السلام على شرف مقاديرهم وعظم أخطارهم ومكانتهم من الله ومنازلهم من محال قدسه وعلمهم بما تؤول إليه أحوالهم وتنتهي إليه أمورهم أحبّوا الحياة وما لوا إليها وكرهوا الموت ونفروا منه ،وقصة آدم عليه السلام مع طول عمره وامداد أيام حياته مع داود مشهورة ، وكذلك حكاية موسى عليه السلام مع ملك الموت!! وكذلك ابراهيم عليه السلام .

فأين أنت يا أشباه العلماء من هؤلاء العلماء ؟! ، بل قد جاء في خبر مشهور على ما رواه المجلسي في بحاره عن محمد بن سنان عن مفضل بن عمر عن جعفر الصادق في خبر طويل قال المجلسي في شرحه : ( أقول لعله أشارة إلى ما ذكره جماعة من المؤرخين أن ملكاً من الملائكة بخت نصر لطمة ومسخه وصار في الوحش في صورة أسد وهو مع ذلك يعقل ما يفعله الانسان ثم رده الله تعالى صورة الانس ... ( ) .

لطم جبريل البراق !!

وقبل أن أختتم هذا الفصل لسائل أن يسأل قد علمنا ما في قصة لطمه ملك الموت حين أراد قبض روحه، واحتياله له في قبضها وقد كان موسى عليه السلام أشدّ الأنبياء كراهة للموت ، ولكن لم نفهم حكمة ضرب البراق ، وإليك روايات القوم !! .

فعن هشام بن سالم ، عن أبي عبدالله (ع): قال جاء جيريل وميكائيل واسرافيل بالبراق إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأخذ واحد بالجام وواحد بالركاب وسوي الآخر عليه ثيابه فتضعضعت البراق فلطمها قال لها اسكني يا براق فما ركبك نبي قبله ولا يركبك بعده

مثله قال فرقت به ورفعته ارتفاعاً ليس الكثير ومعه جبريل يريه الآيات .. ( ).

وعن عبدالرحمن بن غنم ، قال جاء جبريل الى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بدابة دون البغل وفوق الحمار رجلاها أطول من يديها خطوها مد البصر فلما أراد أن يركب أمتنعت ، فقال جبريل انه محمد فتواضعت حتى لصقت بالارض قال فركب ... ( ) .

ثم لا أدري كم مرّة سقط النبي صلى الله عليه وآله وسلم من البراق، نسأل الله السلامة في العقل والبعد عن التهور والجهل !! . لعل عبد الحسين اقتنع ما رواه أئمة أهل البيت ، إن كان لا يعجبه ما رواه أبا هريرة رضي الله عنه .