×
الشيعة بيان النشأة والمعتقد : مقالة مختصرة أقتبسها المؤلف - أثابه الله - من كتاب (تبصرة الموحدين بخيانات ومخططات الشيعة على الإسلام والمسلمين) لمؤلفه الشيخ السيد مراد سلامة - أثابه الله -، وهو كتاب جامع لما يتعلق بالشيعة وبيان انحرافهم الواضح الصريح عن الإسلام الذي جاء به سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام.

 الشيعة

 بيان النشأة والمعتقد

إعداد كل من

الدكتور :أحمد خضر حسنين الحسن         والشيخ  السيد مراد سلامة

بسم الله الرحمن الرحيم

المقدمة

 الحمد لله رب العالمين أحمده على جميع نعمته ، وأستعينه على ذكره وشكره وحسن عبادته ، وأستغفره استغفار من هو نادم على خطيئته ، وأستهديه هداية  أسلك بها الطريق إلى جنته ، وأعوذ به من شر نفسي ومن شر الشيطان ووسوسته ،  وأشهد أن لا اله إلا الله  وحده لاشريك  له ، شهادة أطمع أن أدخل بها في رحمته ، وأشهد أن سيدنا محمدا عبد الله ورسوله الداعي إلى رضوان الله وجنته،  صلى الله وسلم عليه  وعلى آله وجميع صحابته   وعلى من اهتدى بهديه واستن بسنته ودعا بدعوته .

أما بعد : فهذه كلمات مختصرة أقتبستها من كتاب (تبصرة الموحدين بخيانات ومخططات الشيعة على الإسلام والمسلمين ) لمؤلفه الشيخ  السيد مراد سلامة - جزاه الله خيراً - وهو  كتاب جامع لما يتعلق بالشيعة وبيان انحرافهم الواضح الصريح عن الإسلام الذي جاء به سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام فاختاروا لأنفسهم دينا مخالفا لدين الإسلام وطريقا مخالفا لسنة النبي عليه الصلاة والسلام ، كما أشار إلى عظيم خطرهم على المسلمين منذ ظهورهم إلى يومنا هذا .

ومن هنا احذر علماء الإسلام من الإصغاء إلى شيهاتهم واجتناب مداخلهم في الطعن في الصحابة الكرام رضي الله عنهم ، فقد كفَّر الشيعةُ عددا كبيرا من الصحابة الكرام كما أنهم انحرفوا في فهمهم للقرآن الكريم هذا عدا عما كان منهم من تحريفهم لسنة النبي عليه الصلاة والسلام .

وقد نقلت في هذه العجالة فصلين من الكتاب المذكور واختصرتهما على حسب ما يقتضيه المقام وهما :

الفصل الأول : تعريف الشيعة وتاريخ نشأتهم :

المبحث الأول : تعريف الشيعة .

المبحث الثاني : مراحل التشيع وأطواره .

المبحث الثالث : تعريف الرافضة .

الفصل الثاني : بيان مجمل اعتقادهم وانحرافهم :

المبحث الأول : عقيدة الشيعة في توحيد الربوبية .

المبحث الثاني : عقيدة الشيعة في توحيد الألوهية .

المبحث الثالث : عقيدة الشيعة في توحيد الأسماء والصفات .

هذا وأسأل الله أن ينفع بهذا الكتيب كل من اطلع عليه من المسلمين وأن يجزي كل من يعمل على نشره أو ترجمته خير الجزاء ،

 والحمد لله رب العالمين وصلى الله على النبي الأمي محمد وعلى آله وصحابته أجمعين .

أخوكم : أحمد خضر حسنين .

 الفصل الأول

 تعريف الشيعة وتاريخ نشأتهم

 المبحث الأول : تعريف الشيعة :  

يقول الجرجاني – رحمه الله -الشيعة: هم الذين شايعوا عليًّا، رضي الله عنه، قالوا: إنه الإمام بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، واعتقدوا أن الإمامة لا تخرج عنه وعن أولاده([1])

وفي بادئ الأمر لم يختص به أصحاب علي بن أبي طالب دون غيرهم، بل أطلق بمعناه هذا على كل من ناصر وشايع علياً ومعاوية - رضي الله عنهما - ودليل ذلك ما جاء في صحيفة التحكيم : هذا ما تقاضى عليه علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان وشيعتهما .. وأن علياً وشيعته رضوا بعبد الله بن قيس ، ورضي معاوية وشيعته بعمرو بن العاص .. مجموعة الوثائق السياسية محمد حميد الله،                    وجاء في تاريخ اليعقوبي أن معاوية قال لبسر بن أرطأة حين وجّهه إلى اليمن : امض حتّى تأتي صنعاء فإن لنا بها شيعة ..ثم تميّز به من فضّل إمامة علي بن أبي طالب وبنيه على الخليفة عثمان بن عفان ومن بعده من الأئمة ، مع تفضيلهم إمامة أبي بكر الصّدّيق وعمر بن الخطّاب - رضي الله عن الجميع - ، وفي وقتها لم يكن الخلاف دينياً ولا النزاع قبليّاً ، فكان أبناء علي - رضي الله عنهم - يفدون إلى الحكّام ويصلّون خلفهم ، ومع ذلك لم تتميّز به طائفة مخصوصة بأصول تخالف بها جماعة المسلمين ، إلاّ أنّ المفهوم تطوّر على أيدي بعض المتسترين بالإسلام من أمثال ابن سبأ اليهودي ، مؤجج نار الفتنة بين المسلمين ، وأصبح الاعتقاد بالنّص والوصيّة في الإمامة معيار التّمييز بين الشيعة وغيرهم من فرق الإسلام ، مع القول بعصمة الأئمة وغير ذلك من العقائد الباطلة ) ([2]) .

 المبحث الثاني : مراحل التشيع وأطواره:

1-المرحلة الأولى: كان التشيع عبارة عن حب علي - رضي الله عنه - وأهل البيت بدون انتقاص أحد من إخوانه صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

2-المرحلة الثانية: ثم تطور التشيع إلى الرفض وهو الغلو في علي - رضي الله عنه -وطائفة

من آل بيته والطعن في الصحابة - رضي الله عنهم - وتكفيرهم ، مع عقائد أخرى ليست من الإسلام في شيء ، كالتقية ، والإمامة ، والعصمة ، والرجعة ، والباطنية .

3-المرحلة الثالثة: تأليه علي بن أبي طالب والأئمة من بعده، والقول بالتناسخ، وغير ذلك من عقائد الكفر والإلحاد المتسترة بالتشيع والتي انتهت بعقائد الباطنية الفاسدة.

متى ظهر التشيع:

لقد ظهر الاختلاف والتفرق في المسلمين، بعد مقتل الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه، وكانت تلك الحادثة الأليمة، الشرارة الأولى للحروب الدامية التي اندلعت في الأمة الإسلامية ودارت رحاها على أبناءها، وتلاحق الشهداء من كلا الفريقين المتنازعين، إلى أن انتهت بتنازل الحسن بن علي سيد شباب أهل الجنة عن الخلافة لمعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما، حقنا للدماء وتوحيدا للكلمة، وأصلح الله به بين طائفتين عظيمتين من المسلمين، وكان هذا هو المصداق لقول الرسول الكريم، حين نظر إليه فقال: «إن ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين طائفتين عظيمتين من المسلمين»«[3]»

فتوحدت كلمة الأمة الإسلامية، واجتمع أمرها، وانطفأت الفتنة، وسمي ذلك العام بعام الجماعة سنة 32 للهجرة.

وقد ألقت مسألة الخلافة بظلالها على هذا الصراع، فكان في عمقه صراعا دينيا وإن كان ظاهره سياسيا، فلم يكن صراعا على السلطة بقدر ما كان صراعا على مبادئ الشريعة وحرصا على تطبيق ما يراه كل فريق من الفريقين، فكان معاوية يطالب بالثأر لعثمان بن عفان ابن عمه، ويعلن شعار الانتقام له من قتلته، والأخذ على يدي من اعتدى على حرمة الإسلام وخليفة المسلمين.

وكان علي بن أبي طالب رضي الله عنه يرى أن من الحكمة جمع الكلمة أولا، وأن يبايع معاوية وأهل الشام له كما بايع له المسلمون، ثم ينظر بعد ذلك في أمر قتلة عثمان ويأخذ بثأره، على حين اتفاق من الأمر، واجتماع من الكلمة.

وقد كادت الأمور أن تصلح بين الفئتين، لولا سعي فريق من الماكرين ممن دبروا لقتل عثمان، في إشعال الحرب وإيقاد نار الفتنة حتى لا يؤخذوا بجريرة فعلهم، ويحاسبوا على جريمتهم إذا ما استقرت الأمور.

ومن هنا انقسم المسلمون إلى طائفتين عظيمتين –كما أشار إلى ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم-، طائفة ترى أحقية علي رضي الله عنه بالخلافة وترى نصرته والجهاد معه، إعزازا للدين وقياما بواجبهم تجاه إمام المسلمين، فسموا بشيعة علي، أي حزبه وأتباعه. وفريق يرى أن قتلة عثمان ما زالوا أحياء، لم تطلهم يد الشريعة، ولم ينالوا جزاء فعلتهم الشنيعة، فنهضوا مع معاوية رضي الله عنه وجاهدوا معه، نصرة للدين وانتقاما لذي النورين زوج ابنتي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

وآثر آخرون اعتزال هذه الفتنة ووضعَ السلاح، ولم يقاتلوا لا مع هؤلاء ولا مع هؤلاء، وكل مصيب في اجتهاده وإن كان الحق مع علي بن أبي طالب، بشهادة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، حين قال «تقتل عمار الفئة الباغية» وقد قتل رحمه الله في صف علي.

فبقي اسم الشيعة ملازما لأولئك الزمرة التي ناصرت علي بن أبي طالب وجاهدت معه، وكان أغلبهم من أهل العراق وإن كانوا قد خذلوه وعصوه ولم يقوموا بواجبهم حق قيام، حتى تذمر منهم، واشتهرت عنه أقوال كثيرة في ذمهم والتشكي من خذلانهم، خصوصا عندما رفضوا القتال، وطلبوا منه التحاكم إلى القرآن، حينما رفع جيش معاوية المصاحف لكي يتفادى الهزيمة التي كادت أن تلحقه وجيشه.

ولكن بدأت تظهر في جيش علي رضي الله عنه مقالة غريبة، فبعد أن دخل رجل من اليمن اسمه عبد الله بن سبأ إلى الكوفة، مدعيا انتقاله من اليهودية إلى الإسلام، أخذ بعض أتباع هذا الرجل يغلون في علي، ووصل الأمر إلى قال له بعضهم وهو على المنبر «أنت أنت»، فقال ويلكم من أنا؟ قالوا أنت ربنا -تعالى الله-فأمر بهم، فحفرت لهم حفر وألهبت فيها النيران، وعرضهم على تلك الحفر، وطلب منهم الرجوع ومن لم يرجع عن قوله ألقي فيها، فقالوا الآن تيقَّنا بأنك أنت الله، إذ لا يعذب بالنار إلا الله، وقال رضي الله عنه في ذلك:

فلما رأيت الأمر أمرا منكرا          أججت ناري ودعوت قنبرا

وقنبر غلامه الذي كلفه بهذا الأمر. «[4] »

ونفى علي رضي الله عنه عبد الله بن سبأ من الكوفة بعدما بلغه أنه ينتقص الشيخين أبا بكر وعمر، لكنه بقي ينشر أفكاره وسط شيعة علي، فأدخل بعض الأفكار اليهودية إلى الإسلام، مثل القول بوصاية علي لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم كوصاية موسى ليوشع بن نون، وكالقول بعقيدة البداء والرجعة، كما كان هذا الرجل أول من أظهر الطعن في صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله.«[5]»

ومن هنا بدأ التشيع يأخذ منحىً جديداً، فلم يعد التشيع مجرد اختلاف حول أحقية علي في الخلافة، أو تفضيله على عثمان، بل أصبح يحمل في طياته عقائد باطلة، كان لليهود يد مباشرة في إقحامها في العقيدة الإسلامية، كما هي وظيفتهم عبر التاريخ «يحرفون الكلم عن مواضعه».

 المبحث الثالث : تعريف الرافضة :

الرفض في اللغة هـو: الترك، يقال رفضت الشيء: أي تركته ([6])

والرافضة في الاصطلاح: هي إحدى الفرق المنتسبة للتشيع لآل البيت، مع البراءة من أبي بكر وعمر، وسائر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلا القليل منهم، وتكفيرهم لهم وسبهم إياهم.

قال الإمام أحمد -رحمه الله تعالى-: «والرافضة: هم الذين يتبرؤن من أصحاب محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ويسبونهم وينتقصونهم». ([7])

وقال عبد الله بن أحمد -رحمهما الله تعالى-: «سألت أبي من الرافضة؟ فقال: الذين يشتمون -أو يسبون- أبا بكر وعمر -رضي الله عنهما-». ([8])

وقال الإمام أبوالقاسم التيمي الملقب (بقوام السنة) في تعريفهم: «وهم الذين يشتمون أبا بكر وعمر -رضي الله عنهما-ورضي عن محبهمـــــا». ([9])

وقد انفردت الرافضة من بين الفرق المنتسبة للإسلام بمسبة الشيخين أبي بكر وعمر، دون غيرها من الفرق الأخرى، وهذا من عظم خذلانهم.

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى-: «فأبوبكر وعمر أبغضتهما الرافضة ولعنتهما، دون غيرهم من الطوائف». ([10])

وقد جاء في كتب الرافضة ما يشهد لهذا: وهو جعلهم محبة الشيخين وتوليهما من عدمها هي الفارق بينهم وبين غيرهم ممن يطلقون عليهم (النواصب) فقد روى الدرازي عن محمد بن علي بن موسى قال: «كتبت إلى علي بن محمد عليه السلام ([11]) عن الناصب هل يحتاج في امتحانه إلى أكثر من تقديمه الجبت والطاغوت واعتقاد إمامتهما؟ فرجع الجواب من كان على هذا فهو ناصـــب». ([12])

 الفصل الثاني

 بيان مجمل اعتقادهم وانحرافهم

اعلم علمني الله وإياك أن عقيدة الشيعة من أخطر العقائد الطاعنة في الله في ملائكته وأنبيائه وكذا أوليائه من الصحابة الكرام الغرر .

 المبحث الأول : عقيدة الشيعة في توحيد الربوبية:

 أولاً: اعتقاد الشيعة بأن الرب هو الإمام:

حيث تعتقد الشيعة بأن الرب هو الإمام الذي يسكن الأرض، كما جاء في كتابهم (مرآة الأنوار ومشكاة الأسرار) [ صفحة 59] أن علياً – كما يفترون عليه – قال: (أنا رب الأرض الذي يسكن الأرض به)، وكقول إمامهم العياشي في تفسيره [2/353] لقول الله تعالى: ( ولا يشرك بعبادة ربه أحدا): قال العياشي: (يعني التسليم لعلي رضي الله عنه، ولا يشرك معه في الخلافة من ليس له ذلك، ولا هو من أهله) انتهى كلامه.

فانظر إلى ذلك الغلو الذي بلغ بهم حد اتخاذه ربا و معبودا من دون الله تعالى

 ثانياً: اعتقاد الشيعة بأن الدنيا والآخرة بيد الإمام:

إمامهم الكليني في كتابه (الكافي) [1/407-410] باباً بعنوان: (باب أن الأرض كلها للإمام) جاء فيه عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: (أما علمتَ أن الدنيا والآخرة، للإمام يضعها حيث يشاء ويدفعها إلى من يشاء) انتهى كلامه.  

عياذا بالله من الكفر بعد الإيمان و من الزيغ بعد الهداية فالله تعالى {إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (128) الأعراف} و هم يجعلونها لعلي – رضي الله عنه – و هو من ذك براء

 ثالثاً: إسناد الحوادث الكونية لأئمتهم:

كما تُسند الشيعة الحوادث الكونية التي لا يتصرف فيها إلا الله تعالى، إلى أئمتهم، فكل ما يجري في هذا الكون من رعدٍ وبرقٍ وغير ذلك، فأمره إلى أئمتهم كما ذكر ذلك إمامهم المجلسي، في كتابه (بحار الأنوار) [27/33]: (عن سماعَة بن مهران قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام، فأرعدت السماءُ وأبرقت، فقال أبو عبد الله عليه السلام: أما إنه ما كان من هذا الرعد ومن هذا البرق فإنه من أمر صاحبكم، قلت: من صاحبنا؟ قال: أمير المؤمنين عليه السلام).

 رابعاً: اعتقاد الشيعة أن أئمتهم يعلمون الغيب:

وكذلك تعتقد الشيعة إخواني في الله، بأن أئمتهم يعلمون الغيب حيث أقر هذه العقيدة، شيخهم الكليني، إذ بوب في كتابه الكافي (1/258) باباً بعنوان: (باب أن الأئمة عليهم السلام يعلمون متى يموتون، وأنهم لا يموتون إلا باختيار منهم)، وكذلك بوب في كتابه الكافي (1/260) باباً بعنوان: (باب أن الأئمة عليهم السلام يعلمون علم ما كان، وما يكون، وأنه لا يخفى عليهم شيء)، وكذلك روى إمامهم المجلسي في كتابه بحار الأنوار [26/27-28] عن الصادق عليه السلام كذباً وزوراً أنه قال: (والله لقد أُعطينا علمُ الأولين والآخرين، فقال له رجل من أصحابه: جُعلت فداك أعندكم علم الغيب؟ فقال له: ويحك إني لأعلم ما في أصلاب الرجال وأرحام النساء).

 المبحث الثاني  :عقيدة الشيعة في توحيد الألوهية

 أولاً: اعتقاد الشيعة بأن أئمتهم الواسطة بين الله وبين خلقه:

فتعتقد الشيعة الإمامية بأن أئمتهم الإثنا عشر هم الواسطة بين الله وبين خلقه، حيث قال إمامهم المجلسي في كتابه بحار الأنوار [23/97] عن أئمتهم ما نصه: (فإنهم حُجب الرب، والوسائط بينه وبين الخلق) , وكما بوب شيخهم المجلسي في كتابه المذكور آنفاً باباً بعنوان (باب أن الناس لا يهتدون إلا بهم، وأنهم الوسائل بين الخلق وبين الله، وأنه لا يدخل الجنة إلا من عرفهم).

 ثانياً: استغاثة الشيعة الإمامية بقبور أئمتهم:

حيث تستغيث الشيعة الإمامية بأئمتهم في الأمور التي لا يقدر عليها إلا الله تعالى، وأن أئمتهم، الشفاء الأكبر والدواء الأعظم، لمن استشفى بهم كما قال المجلسي في كتابه بحار الأنوار [94/29] المطبوع بدار إحياء التراث العربي في بيروت ما نصه: (إذا كان لك حاجة إلى الله عز وجل فاكتب رقعة على بركة الله، واطرحها على قبرٍ من قبور الأئمة إن شئت، أو فشدها واختمها، واعجن طيناً نظيفاً واجعلها فيه، واطرحها في نهرٍ جارٍ، أو بئرٍ عميقة، أو غديرَ ماء، فإنها تصل إلى السيد عليه السلام، وهو يتولى قضاء حاجتك بنفسه).

 ثالثاً: اعتقاد الشيعة الإمامية بأن أئمتهم لهم حق التحليل والتحريم في شرع الله تعالى:

وكذلك يعتقد الشيعة الإمامية بأن أئمتهم لهم حق التحريم والتحليل والتشريع حيث ذكر إمامهم الكليني في أصول الكافي [1/441] والمجلسي في بحار الأنوار [25/340] ما نصه: (خلق أي الله محمداً وعلياً وفاطمة، فمكثوا الف دهرٍ، ثم خلق جميع الأشياء، فأشهدهم خلقها، وأجرى طاعتهم عليها، وفوض أمورهم إليها، فهم يحلون ما يشاءون ويحرمون ما يشاءون) انتهى كلامهم.

 رابعاً: عبادة الشيعة الإمامية لقبور أئمتهم والذبح والنذر عندها:

كذلك إخواني في الله فإن الشيعة الإمامية، يعبدون قبور أئمتهم، فيذبحون عندها، وينذرون لها، ويحلفون بها، ويطلبون منها حاجاتَهم وحوائجَهم، فيستغيثون بها، ويستعينون فيها، كما يسجدون ويركعون عندها وينذرون الأموال لهذه الأضرحة والمشاهد، حتى بلغ الأمر أن لكل قبر وضريح في إيران، رقماً خاصاً به في البنوك، تجتمع فيه النذور والتبرعات.

 خامساً: اعتقاد الشيعة الإمامية أن قبر الحسين شفاء من كل داء:

وتعتقد الشيعة أيضاً أن قبر الحسين بن علي شفاء من كل داء فقد ذكر شيخهم المجلسي قرابةً من ثلاثٍ وثمانين رواية في كتابه بحار الأنوار عن تربة الحسين وفضائلها وأحكامها وآدابها، ومنها قوله: (قال أبو عبد الله: حنكوا أولادكم بتربة الحسين فإنه أمان) وقال أيضاً: (ثم يقوم ويتعلق بالضريح ويقول: (يا مولاي يا ابن رسول الله إني آخذ من تربتك بإذنك اللهم فاجعلها شفاء من كل داء، وعزاً من كل ذل، وأمناً من كل خوف، وغنى من كل فقر) انتهى ما جاء في كتاب بحار الأنوار للمجلسي.

كما أفتى الخميني لأتباعه ومريديه بأن يأكلوا من تربة الحسين للاستشفاء بها حيث أنه يرى لها فضيلة لا تلحق بها أي تربة حتى تربة قبر النبي صلى الله عليه وسلم، حيث قال في كتابه تحرير الوسيلة 2/164 ما نصه: (يُستثنى من الطين، طين قبر سيدنا أبي عبد الله الحسين عليه السلام للاستشفاء ولا يجوز أكله بغيره، ولا أكل ما زاد عن قدر الحمصة المتوسطة، ولا يلحق به طين غير قبره، حتى قبر النبي صلى الله عليه وسلم والأئمة عليهم السلام) انتهى كلام الخميني.

بل قد غلت الشيعة الإمامية في الحسين بن علي رضي الله عنهما، حتى أنك ترى ثلاجات الماء التي يضعونها للشرب في شوارع وطرقات دولتهم إيران، قد كُتب عليها (بنو شيد بنام حسين) أي (اشرب باسم الحسين) عياذاً بالله تعالى من هذا الشرك.

 المبحث الثالث : عقيدة الشيعة في توحيد الأسماء والصفات

 أولاً: الشيعة ينفون صفات الله تعالى:

فإن الشيعة الإثنا عشرية هم نفاة في صفات الله تعالى، ولذا فقد نفوا عن الله تعالى صفاته فقالوا: ليس لله سمع ولا بصر، وليس له وجه ولا يد، ولا هو داخل العالم ولا خارجه، ووافقوا بذلك شيوخهم من المعتزلة، بل الصقوا أسماء الله تعالى وصفاته، بأئمتهم كما روى إمامهم الكليني في الأصول من الكافي [1/143] قوله: قال جعفر بن محمد (ع) في قوله تعالى (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها): نحن والله الأسماء الحسنى يعني الأئمة، التي لا يقبل الله من عباده عملاً إلا بمعرفتنا.

 ثانياً: اعتقاد الشيعة بأن القرآن مخلوق:

وكذلك فإن الشيعة الإثنا عشرية وافقوا الجهمية بأن القرآن مخلوق، فقد عقد شيخهم المجلسي في كتابه بحار الأنوار، في كتاب القرآن باباً بعنوان: (باب أن القرآن مخلوق) ذكر فيه إحدى عشر رواية على هذا المعتقد الفاسد، وهو كفر صريح قد أجمع عليه أهل القبلة والملة والدين.

 ثالثاً: إنكار الشيعة رؤية الله يوم القيامة:

وكذلك نفت الشيعة رؤية الله يوم القيامة، وقد ذكر ذلك شيخهم ابن بابويه في كتابه التوحيد، وجمعها المجلسي في كتابه بحار الأنوار، على أن الله تعالى لا يُرى يوم القيامة، فوافقوا بذلك الجهمية والمعتزلة والخوارج.



[1] - التعريفات - (1 / 42

[2] - الموسوعة الميسّرة .. جـ 2 . ص 1094.

[3] صحيح البخاري كتاب الفتن ج8 ص86

[4] - انظر الرواية بكاملها في تاريخ الإسلام للذهبي ج3ص643

«[5]»  للاستزادة انظر المصادر الشيعية التالية: المقالات والفرق لسعد بن عبد الله القمي «ص:21».. وفرق الشيعة للنوبختي «ص:44».. واختيار معرفة الرجال للطوسي «ص:108-109».. وتنقيح المقال للمامقاني «2/184».. من لا يحضره الفقيه «1/229».. الأنوار النعمانية «2/234».

[6] - انظر القاموس المحيط للفيروزأبادي 2/332، ومقاييس اللغة لابن فارس     2/422.

[7] - طبقات الحنابلة لابن أبي يعلي 1/33.

[8] -) أخرجه الخلال في السنة رقم (777) وقال المحقق: إسناده صحيح.

[9] - الحجة في بيان المحجة 2/478.

[10] - مجموع الفتاوى 4/435.

[11] - هو: أبو الحسن علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضا، ويعرف بالعسكري، وهو أحد الأئمة الاثني عشر عند الإمامية، كانت ولادته سنة أربع عشرة، وقيل: ثلاث عشرة ومائتين، ووفاته سنة أربع وخمسين ومائتين.انظر: وفيات الأعيان 3/272.

[12] - المحاسن النفسانية: لمحمد آل عصفور الدرازي ص145