×
تعد حركة ((العصر الجديد)) من أخطر الدعوات الباطنية المعاصرة، وهي الجسر الذي يعبر عليه غيرها من الدعوات القديمة، فقد استبشر بتطبيقات هذه الحركة غلاة الصوفية وأصحاب الفكر الباطني في العالم الإسلامي، وهذه الحركة وتطبيقاتها موغلة في الخداع، ومبالغة في التلبيس، حتى انخدع بدعواتها من هو متعمق في العلوم الطبيعية، كما أسهم تبني عدد من كبار الإعلاميين، والمشاهير الغربيين، لمعتقدات الحركة، والترويج لها – في انتشار فكر الحركة ومبادئها، ولم تأت حركة ((العصر الجديد)) – في الواقع – بمذهب جديد، وإنما لفقت مذاهب ومعتقدات متنوعة وأسهمت ((حركة العصر الجديد)) في انتشار ما اصطلح على تسميته بالديانات الوثنية الحديثة، وهي صور حديثة ومطورة لديانات قديمة، بعثت في هيئة جديدة، ولقد تتابع التأليف في أوروبا وأمريكا عن الحركة ((العصر الجديد)) وعن تطبيقاتها المختلفة، ما بين مؤيد لها ومعارض، وتعالت أصوات الكنيسة في التحذير من مغبة التورط في دوامة تلك التطبيقات، كما حذر عقلاء الغرب وعلماؤهم من خطورة الخلط بين تلك المفاهيم الباطلة، والعلوم التجريبية الصحيحة، إلا أن هذا التحذير لم يصل بعد إلى العالم العربي والإسلامي –بل لا تزال الجهود قليلة في مدافعة هذا الخطر الداهم، ولما كان الخطر ذا تعلق ظاهر بالاعتقاد كان لزاما على أهل الاختصاص التصدي له، ومواجهته قبل أن تعم البلوى، ويستفحل انتشاره، ولات حين مندم، ومن هنا يأتي دور هذه الأطروحة.