×
كتاب مختصر يحتوي على قطوف من الشمائل المحمدية، حيث بين المصنف بعض أخلاق النبي - صلى الله عليه وسلم -، وآدابه، وتواضعه، وحلمه، وشجاعته، وكرمه ... إلخ من الأمور التي ينبغي أن يحرص كل مسلم أن يعرفها عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد حرصنا على توفير نسخة مصورة من الكتاب؛ حتى يسهل طباعتها ونشرها.

 قطوف من الشمائل المحمدية والأخلاق النبوية والآداب الإسلامية

إعداد

محمد جميل زينو الحَلَبي

رحمه الله تعالى


 المقدِّمة

إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.

وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

أما بعد فإني أقدم لإخواني القراء الكرام:

قطوفاً من الشمائل المحمدية، والأخلاق النبوية، والآداب الإسلامية ليطلعوا عليها، ويقتدوا بهذا الرسول الكريم e، في أخلاقه، وآدابه، وتواضعه، وحلمه، وشجاعته، وكرمه، وتوحيده لربه، ولا سيما نحن في عصر نحتاج فيه إلى نشر التوحيد والأخلاق اللذين انتصر بهما المسلمون، وانتشر الإسلام.

وما أحسنَ قول الشاعر:

وإنما الأمم الأخلاقُ ما بقيَت

فإن هُمُ ذهبت أخلاقُهم ذهبوا

والله أسأل أن ينفع بهذا الكتاب المسلمين، ويجعله خالصاً لوجهه الكريم.

محمد جميل زينو


مِن

الشَّمَائِل المُحَمَّدِيَّة

إنْ فاتَكُم أنْ تَرَوه بالعيون فما      

يَفوتُكم وصفُه هَذِي شمائلُهُ

مُكَمَّلُ الذاتِ في خَلْقٍ وفي خُلُقٍ

في صفاتٍ فلا تُحْصَى فضائلُهُ


 مَوْلدُ الرسول e:

1- قال الله تعالى: ﮋ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﮊ آل عمران: ١٦٤

2- وقال الله تعالى: ﮋ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﮊ الكهف: ١١٠

3- وسُئل رسول الله e عن صوم يوم الاثنين، قال: ((ذاك يوم وُلِدت فيه، وفيه بُعِثت، وفيه أُنزِل عليَّ القرآن)) رواه مسلم.

4- لقد وُلد الرسول e يوم الاثنين من شهر ربيع الأول في مكة المكرمة في دار معروفة بدار المولد عامَ الفيل، عام 571م، من أبوين معروفين، أبوه: عبدالله بن عبدالمطلب، وأمه: آمنة بنت وهب، سماه جده محمداً e، وقد مات أبوه قبل ولادته.

5- إن من واجب المسلمين أن يعرفوا قدر هذا الرسول الكريم، فيحكموا بالقرآن الذي أُنزل عليه، ويتخلقوا بأخلاقه، ويهتموا بالدعوة إلى التوحيد التي بدأ بها رسالته متمثلة في قوله تعالى: ﮋ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮊ الجن: ٢٠ .!!!

 اسم ونسب الرسول e:

1- قال الله تعالى: ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﮊ الفتح: ٢٩ .

2- وقال رسول الله e: ((لي خمسة أسماء: أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله به الكفر، وأنا الحاشر الذي يُحشر الناس على قدمي، وأنا العاقب الذي ليس بعده نبي)) متفق عليه، وقد سماه اللهُ: رؤوفاً رحيماً.

3- كان رسول الله e يُسمي لنا نفسه أسماء فقال: ((أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا المقفى، والحاشر، ونبي التوبة، ونبي الرحمة)) رواه مسلم. (المقفى: آخر الأنبياء).

4- وقال رسول الله e: ((ألا تعجبون كيف يصـرف الله عني شتم قريش ولعْنهم؟ يشتمون مذمماً، ويلعنون مذمماً، وأنا محمد)) رواه البخاري.

5- وقال رسول الله e: ((إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشاً من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم)) رواه مسلم.

6- وقال e: ((تسموا باسمي، ولا تكتنوا بكنيتي، فإنما أنا قاسم أقسم بينكم)) رواه مسلم.

!!!

 الرسول كأنك تراه e:

1- كان رسول الله e أحسن الناس وجهاً وأحسنهم خَلقاً، ليس بالطويل البائن ولا القصير، متفق عليه.

2- كان الرسول e أبيض مليح الوجه، رواه مسلم.

3- كان رسول الله e مربوعاً([1])، عريض ما بين المنكبين، كَثَّ اللحية، تعلوه حُمرة، جمّته إلى شحمة أذنيه، لقد رأيته في حُلّةٍ حمراء، ما رأيت أحسنَ منه. (كث اللحية: كثير الشعر، جمته: شعره) رواه البخاري.

4- كان رسول الله e ضخم الرأس واليدين والقدمين، حسن الوجه، لم أرَ قبله ولا بعده مثله، رواه البخاري.

5- كان وجهه مثل الشمس والقمر وكان مُستديراً، رواه مسلم.

6- كان رسول الله e إذا سُرّ استنـار وجهه، حتى كأن وجهه قطعة قمر، وكنا نعرف ذلك، متفق عليه.

7- كان الرسول e لا يضحك إلا تبسماً، وكنتَ إذا نظرتَ إليه قلتَ أكحلَ العينين وليس بأكحل، حسن رواه الترمذي.

8- وعن عائشة قالت: ما رأيت رسول الله e مستجمعاً قط ضاحكاً، حتى أرى منه لهواته، إنما كان ضحكه التبسم، (لهواته: أقصى حلقه) رواه البخاري.

9- وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: ((رأيت رسول الله e في ليلة إضحيانٍ، فجعلت أنظر إلى رسول الله e وإلى القمر، وعليه حلة حمراء، فإذا هو عندي أحسن من القمر)) (إضحيان: مضيئة مقمرة) أخرجه الترمذي وقال: حديث حسن غريب, وصحّحه الحاكم ووافقه الذهبي.

10- وما أحسن مَن قال في وصف الرسول e:

وأبيض يُستسقى الغمام بوجهه

ثمالُ اليتامى عصمةُ للأرامل

هذا الشعر من كلام أبي طالب أنشده ابن عمر وغيره لما أصاب المسلمين قحطٌ، فدعا لهم الرسول قائلاً: ((اللهم اسقِنا)) فنزل المطر (ثمال: مُطعم، عِصمة: مانع من ظلمهم) رواه البخاري.

والمعنى: أنَّ رسول الله e المنعوت بالبياض يسأله الناس أن يتوجه إلى الله بوجهه الكريم ودعائه أن يُنزل عليهم المطر، وذلك في حال حياته e، أما بعد مماته فقد توسل الخليفة عمر بالعباس أن يدعو لهم بنزول المطر ولم يتوسل بالرسصَرْول e.

وأنشد رجل من كنانة فقال:

لك الحمدُ والحمدُ ممن شكر دعا اللهَ خالقَه دعوةً فلم يكُ إلا كإلقاء الرداء وكان كما قال لـه عمُّه به الله يسقي صـوبَ الغمـام فمن يشكر الله يلق المزيد

سُقينا بوجه النبيّ المَطَرْ إليه وأشخصَ منه البَصَرْ وأسرعَ حتى رأينا الدُّرَرْ أبو طالب أبيض ذو غُرَرْ وهذا العيانُ لذاك الخبرْ ومَن يَكفر الله يلقَ الغِيَرْ

       (نقلاً من كتاب منال الطالب لابن الأثير ص 106)

!!!

 الرسول المبارك e :

الرسول وأبو بكر ومولاه ودليلهما يخرجون من مكة، ويمرون في طريقهم إلى المدينة على خيمتَي امرأة عجوز تسمى «أم معبد» كانت تجلس قرب الخيمة تسقي وتطعم، فيسألونها لحماً وتمراً ليشتروا منها فلم يجدوا عندها شيئاً، ينظر رسول الله e إلى شاة في جانب الخيمة بعد أن نفد زادهم وجاعوا.

الرسول: ماهذه الشاة يا أم معبد ؟

أم معبد: شاة خلفها الجهد عن الغنم.

الرسول: هل بها من لبن ؟

أم معبد: هي أجهد من ذلك (أضعف من ذلك)

الرسول: أتأذنين لي أن أحلبها ؟

أم معبد: بأبي و أمي إن رأيتَ بها حلباً فاحلبها.

الرسول e يدعو الشاة فيمسح بيده ضرعها ويسمي الله جل ثناؤه ويدعو لأم معبد في شاتها حتى فتحت الشاة رجليها ودرّت للحلب؛ فدعا بإناء كبير فحلب فيه حتى امتلأ, ثم سقى المرأة حتى رويت، وسقى أصحابه حتى رووا (أي شبعوا), ثم شرب آخرها, ثم حلب في الإناء مرة ثانية ثم تركه عندها، وبايعها وارتحلوا عنها.

وبعد قليل أتى زوج المرأة «أبو معبد» يسوق أعنزاً عجافاً يتمايلن من الضعف؛ فيرى أبو معبد اللبن !!.

أبو معبد متعجباً: من أين لك هذا اللبن يا أم معبد والشاء عازب حيالاً ولا حلوب في البيت ؟!!!

أم معبد: لا والله؛ إنه مرّ بنا رجل مبارك من حاله كذا وكذا.

أبو معبد: صِفِيه لي يا أم معبد.


أم معبد تصف الرسول e :

رأيتُ رجلاً ظاهرَ الوَضاءة, أبلجَ الوجهِ([2]), لم تُعِبْه نُحلة([3]), ولم تُزرِ به صُقلة([4]), وَسِيمٌ, قَسِيمٌ([5]), في عينيه دَعَجٌ([6]), وفي أشفاره وَطَفٌ([7]), وفي صوته صَهَلٌ([8]), وفي عنقه سَطَعٌ([9]), وفي لحيته كَثاثةٌ([10]), أزجّ, أقرَن([11]), إن صمتَ فعليه الوقار, و إن تكلم سما وعلاه البهاء, أجمل الناس وأبهاهم من بعيد, وأجلاهم وأحسنهم من قريب, حلو المنطق, فصلٌ؛ لا نَزْرٌ ولا هَذْرٌ([12]), كأن منطقه خرزاتُ نظمٍ يتحدّرْنَ, رَبعة؛ لا يَأْسَ من طولٍ ولا تقتحمُه عينٌ مِن قِصَرٍ([13]), غصنٌ بين غصنين، فهو أنضر الثلاثة منظراً وأحسنهم قدراً, له رفقاء يحفّون به، إن قالَ أنصتوا لقوله وإن أمرَ تبادروا لأمره, محشودٌ, محفودٌ([14]), لا عابسٌ ولا مفنَّدٌ([15]).

قال أبو معبد: هو والله صاحب قريش الذي ذُكر لنا من أمره ما ذُكر بمكة، ولقد هممت أن أصحبه، ولَأفعلنّ إن وجدتُ إلى ذلك سبيلاً، و أصبح صوتٌ بمكة عالياً يسمعون الصوت ولا يدرون من صاحبه وهو يقول:

جزَى اللهُ ربُّ الناس خيرَ جزائه هما نزلاها بالُهدى واهتدت به

رفيقين قالا خيمتَي أمَّ مَعبد فقد فاز مَن أمسى رفيق محمد

حديث حسن قوي, أخرجه الحاكم وصحّحه ووافقه الذهبي, قال ابن كثير: قصة أم معبد مشهورة مروية من طرق يشد بعضها بعضاً.

!!!


 من فضائل الرسول e:

1- قال الله تعالى: ﮋ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱﮊ الأحزاب: ٤٥ - ٤٧

2- ﮋ ﯧ ﯨ  ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﮊ الأحزاب: ٤٠

3- ﮋ ﮐ ﮑ ﮒ  ﮓ ﮔ  ﮊ الأنبياء: ١٠٧

4- وقال صلى الله عليه وسلم: ((أنا أكثر الأنبياء تبعاً يوم القيامة، وأنا أول من يقرع باب الجنة )) رواه مسلم.

5- وقال e: ((أنا أول شفيع في الجنة، لم يُصدق نبي من الأنبياء ما صدقت، وإن نبياً من الأنبياء ما صدقه من أمته إلا رجل واحد )) رواه مسلم.

6- وقال e: ((سألت ربي ثلاثاً، فأعطاني ثِنتين، ومنعني واحدة: سألت ربي أن لا يهلك أمتي بالسِّنة، فأعطانيها، وسألته أن لا يهلك أمتي بالغرق فأعطانيها، وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعَنِيها)) (السنة: القحط) رواه مسلم.

      وفي رواية: ((فسألته أن لا يُسلط عليهم عدواً من غيرهم فأعطانيها )) رواه الترمذي والنسائي وصحّح الألباني سنده.

7- وقال أنس بن مالك في حديث الإسراء، وفيه: ((والنبي e نائمة عيناه، ولا ينام قلبه )) رواه البخاري.

8- وقال رسول الله e: ((أنا سيد ولد آدم يوم القيام، وأول من تنشق عنه الأرض، وأول شافع ومشفع )) رواه مسلم.

9- وقال رسول الله e: ((فُضلت على الأنبياء بستٍّ: أُعطيت جوامع الكلم، ونُصرت بالرعب، وأُحلت لي الغنائم، وجُعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً، وأُرسلت إلى الخلق كافة، وخُتم بي النبيون)) رواه مسلم.

10- وقال رسول الله e: ((بُعِثت من خير قرون بني آدم قرناً فقرناً، حتى كنت من القرن الذي كنت منه)) رواه البخاري.

11- وقال رسول الله e: ((إن مَثَلي ومَثل الأنبياء قبلي، كمَثَل رجل بَنَى بنياناً فأحسنَه وأجملَه، إلا موضع لبنة من زاوية من زواياه، فجعل الناس يطوفون به ويعجبون لـه، ويقولون: هلا وُضعت هذه اللبنَة؟ قال: فأنا اللبنَة، وأنا خاتم النبيين)) رواه البخاري.

12- وقال رسول الله e: ((إني عند الله مكتوب خاتمُ النبيين، وإن آدم لمنجَدِل في طينته، وسأخبركم بأول أمري: دعوة إبراهيم، وبشارة عيسى، ورؤيا أمي التي رأت حين وضعتْني، وقد خرج لها نور أضاءت لها منه قصور الشام)) (لمُنجَدِل: مُلقى على الأرض)، صحّحه الحاكم ووافقه الذهبي وصحّحه الألباني في المشكاة.

13- ((جاء الملَك جبريل إلى رسول الله e في غار حراء فقال: ﴿إقرأ باسم ربك الذي خلق﴾ فرجع بها رسول الله e، يرجف فؤاده، فدخل على خديجة بنت خويلد وأخبرها الخبر: لقد خشيت على نفسي، فقالت خديجة: كلا والله ما يخزيك الله أبداً، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكَلّ([16])، وتُكسِب المعدوم، وتُقري الضيف، وتعين على نوائب الحق، فانطلقت به خديجة إلى ورقة بن نوفل، فقالت له خديجة، يا ابن عمِّ اسمعْ من ابن أخيك، فأخبرَه رسول الله e خبر ما رأى، فقال له ورقة: هذا الناموس([17]) الذي نزّل الله على موسى، يا ليتني فيها جَذَعاً، ليتني أكون حياً إذ يُخرجك قومك، فقال رسول الله e: أَوَ مخرجيّ هم؟ قال: نعم، لم يأتِ رجلٌ قط بمثل ما جئت به إلا عُودِي، وإن يدركني يومك أنصرك نصراً مؤزراً)) رواه البخاري.

!!!


 خاتم نبوّة الرسول e:

1- عن جابر بن سمرة قال: رأيت الخاتم بين كتفَي رسول الله e، غُدة حمراء مثل بيضة الحمامة يشبه جسده، رواه مسلم.

2- عن عبدالله بن سرجس قال: رأيت النبي e، ودخلت عليه، وأكلت من طعامه، وشربت من شرابه، ورأيت خاتم النبوة في نُغْض كتفه اليسرى، كأنه جُمع عليه خِيلان سود كأنهما ثآليل، رواه مسلم.

3- عن الجعد بن عبدالرحمن قال: سمعت السائب بن يزيد يقول: ذهبت بي خالتي إلى رسول الله e فقالت: يا رسول الله، إن ابن أختي وجع، فمسح رأسي ودعا لي بالبركة، ثم توضأ، فشربت من وَضوئه([18]) وقمت خلف ظهره، فنظرت إلى الخاتم بين كتفيه، فإذا هو مثل زر الحَجَلة([19])،متفق عليه.

!!!

 طيب رائحة النبي e:

1- عن أنس رضي الله عنه قال: كان رسول الله e أزهر اللون كأن عَرَقه اللؤلؤ، إذا مشا تكفّأ([20]) ، وما مسستُ ديباجاً ولا حريراً ألين من كفّ رسول الله e، ولا شممت مسكاً ولا عنبراً أطيب من رائحة النبي e، متفق عليه

2- عن أنس قال: دخل علينا النبي e فقالَ([21]) عندنا، فعَرقَ، فجاءت أمي بقارورة، فجعلت تسلُت العرق فيها، فاستيقظ النبي e، فقال: ((يا أم سُليم، ما هذا الذي تصنعين؟)) قالت: هذا عرقك نجعله طِيبَنا، وهو من أطيب الطِّيب، رواه مسلم.

3- كان e يُعرف بريح الطِّيب إذا أقبل، صحّحه الألباني.

4- أن النبي e  كان لا يردّ الطِّيب، رواه البخاري.

!!!

 صفة نوم الرسول e:

1- كان ينام أولَ الليل، ويُحيي آخرَه، متفق عليه.

2- كان النبي e إذا أوى إلى فراشه قال: ((باسمك اللهم أمـوت وأحيـا) وإذا استيقظ قال: ((الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور )) رواه مسلم.

3- كان الرسول e إذا أخـذ مضجعه وضع كفه اليمنى تحت خده الأيمن، وقال: ((ربّ قِنِي عذابك يوم تبعث عبادك)) رواه الترمذي وقال: حسن صحيح.

4- كان رسول الله e إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفَّيه، فنفث فيهما وقرأ فيهما: ﴿قل هو الله أحد﴾ و ﴿قل أعوذ برب الفلق﴾ و ﴿قل أعوذ برب الناس﴾ ثم مسح بهما ما استطاع من جسده، يبدأ بهما رأسه ووجهه وما أقبل من جسده، يصنع ذلك ثلاث مرات، متفق عليه.

5- كانت وسادته التي ينام عليها بالليل من أَدَم (أي: جلد) حشوها من ليف، رواه أحمد.

6- كان فراش رسول الله e الذي ينام عليه من أَدَم (أي: جلد) حشوه ليف، رواه مسلم.

7- قالت عائشة: يا رسول الله، أتنام قبل أن تُوتِر؟ فقال: ((يا عائشة: إن عينيّ تنامان ولا ينام قلبي )) متفق عليه.


 قراءة الرسول وصلاته e:

1- قال الله تعالى: ﮋ ﭢ ﭣ  ﭤ ﮊ المزمل: ٤

2- كان لا يقرأ القرآن في أقل من ثلاثة (أيام) صحيح رواه ابن سعد.

3- كان يقطّع قراءته آية آية: ﴿الحمد لله رب العالمين﴾ ثم يقف، ﴿الرحمن الرحيم﴾ ثم يقف، صحيح رواه الترمذي.

4- كان e يقول: ((زَيِّنُوا القرآن بأصواتكم، فإن الصوت الحسن يزيد القرآن حسناً )) رواه أبو داوود.

5- كان يمدّ صوته بالقرآن مدّاً، رواه أحمد.

6- كان يقوم إذا سمع الصارخ (الديك) متفق عليه.

7- كان يصلي في نعليه، متفق عليه.

8- كان يعقد التسبيح بيمينه، صحيح رواه الترمذي وأبو داود.

9- كان إذا حزَبَه أمرٌ صَلَّى (حزبَه: كَرَبَه) حسن, رواه أحمد وأبو داوود.

10- كان إذا جلس في الصلاة وضع يديه على ركبتيه، ورفع إصبعه اليمنى التي تلي الإبهام فدعا بها، رواه مسلم في صفة الجلوس في الصلاة 5/80.

11- كان يُحرّك إصبعه اليمنى يدعو بها. صحيح رواه النسائي.

      (السبابة عند الجلوس في الصلاة)، ويقول: ((لَهِيَ أشدُّ على الشيطان من الحديد )) (يعني: السبّابة) حسن رواه أحمد.

12- كان يضع يده اليمنى على اليسرى على صدره (في الصلاة) رواه ابن خزيمة وغيره وحسّنه الترمذي، ذكره النووي في شرح مسلم، وضعّف حديث وضع اليد تحت السرّة.

13- إن الأئمة الأربعة أجمعت على قول: إذا صحَّ الحديث فهو مذهبي، فيكون التحريك ووضع اليد على الصدر في الصلاة من مذهبهم، وهو من سنن الصلاة.

14- لقد أخذ بسنّة تحريك الأصبع (السبابة) في الصلاة الإمامُ مالكٌ وغيرُه وبعضُ الشافعية رحمهم الله، كما في شرح المهذَّب للنووي (3/454)، ذكر ذلك محقق جامع الأصول 5/404 .

15- وقد بيَّن الرسول e الحِكمة من تحريكها في الحديث المذكور أعلاه، لأن تحريك الأصبع يشير إلى توحيد الله، وهذا التحريك أشد على الشيطان من ضرب الحديد؛ لأنه يكره التوحيد، فعلـى المسلم أن يتبع الرسول e ولا ينكر سنّته، فقد قال e: ((صلوا كما رأيتموني أصلي )) رواه البخاري.

!!!

 صوم النبي e:

1- قال e: ((مَن صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه)) متفق عليه.

2- قال e: ((مَن صام رمضان وأتبعه ستاً من شوال كان كصوم الدهر)) رواه مسلم.

3- وقال e: ((ثلاث من كل شهر، ورمضان إلى رمضان، فهذا صيام الدهر كله، صيام يوم عرفة ([22]) أحتسب على الله أن يكفّر السنة التي قبله، والسنة التي بعده، وصيام (يوم) عاشوراء([23]) أحتسب على الله أن يكفّر السنة التي قبله)) رواه مسلم.

4- وقال e: ((لئن بقيتُ إلى قابل لأصومنَّ التاسع))([24]) رواه مسلم.

5- سُئل رسول الله e عن صوم يوم الاثنين والخميس؟ قال: ((يومان تُعرَض فيهما الأعمال على رب العالمين، فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم)) رواه النسائي وحسّنه المنذري.

6- نهى رسول الله e عن صوم يوم الفطر والأضحى، متفق عليه.

7- ما رأيت رسول الله e استكمل صيام شهر قط، إلا شهر رمضان، متفق عليه.

!!!

 عبادة الرسول e:

1- قال الله تعالى: ﮋ ﭑ ﭒ    ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﮊ المزمل: ١ - ٢ .

2- قالت عائشة: ما كان رسول الله e يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة، يصلي أربعاً فلا تسأل عن حُسنِهِنَّ وطُولِهِنَّ، ثم يصلي أربعاً فلا تسأل عن حُسنِهِنَّ وطُولِهِنَّ ، ثم يصلي ثلاثاً، فقلت: أتنام قبل أن تُوتر؟ فقال: ((ياعائشة: إن عينيّ تنامان، ولا ينام قلبي)) متفق عليه.

3- عن الأسود بن يزيد قال: سألت عائشة رضي الله عنها عن صلاة رسول الله e بالليل، فقالت: كان ينام أول الليل، ثم يقوم، فإذا كان من السَّحَر أوترَ، ثم أتى فراشه، فإذا كان له حاجة ألمّ بأهله، فإذا سمع الأذان وثب، فإذا كان جُنباً أفاض عليه من الماء، وإلا توضأ وخرج إلى الصلاة، متفق عليه.

4- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله e، يقوم حتى تنتفخ قدماه، فيقال له: يا رسول الله تفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟! قال: ((أفلا أكونُ عبداً شكوراً)) متفق عليه.

5- قال رسول الله e: ((حُبِّبَ إليَّ مِن دُنياكم النساء والطِّيب، وجُعِلت قرةُ عيني في الصلاة)) صحيح رواه أحمد.

!!!


 صفة كلام الرسول e:

1- قال الله تعالى: ﮋ ﭑ ﭒ    ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ  ﭣ ﭤ ﮊ النجم: ١ - ٤

2- وقال e لعبد الله بن عمرو: ((اكتبْ؛ فوالذي نفسي بيده ما خرج مني إلا الحق)) حسن رواه أبو داوود.

3- قال رسول الله e: ((نُصرتُ بالرعب، وأُوتيت جوامع الكلم وجُعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً، فبينما أنا نائم أوتيت بمفاتح الأرض، فثُلّت في يدي)) رواه البخاري.

      قال أبو هريرة: ذهب رسول الله وأنتم تستخرجونها.

(جوامع الكلام: الكلام القليل ذو المعنى الكثير, ثُلّت في يدي: أي أُلقيت في يدي).

4- عن عائشة قالت: ما كان رسول الله e يسرد كسردكم هذا، ولكنه كان يتكلم بكلامٍ بَيّنٍ فَصْلٍ يحفظه مَن جلس إليه.

      (فصل: ظاهر) رواه مسلم.

5- كان يحدّث حديثاً لو عدّه العادّ لأحصاه، متفق عليه.

6- كان رسول الله e طويل الصمت، رواه أحمد.

7- كان e يُعيد الكلمة ثلاثاً لتُعقَل عنه، رواه البخاري.

      وفي رواية: حتى تُفهَم عنه، والمراد: الكلمة الصعبة التي تحتاج للإعادة.

8- كان النبي e يحب الجوامع من الدعاء، ويَدَع ما بين ذلك.

      (الجوامع: الكلام القليل ذو المعنى الكثير) صحيح رواه أحمد.

9- كان رسول الله e إذا خطب احمرَّت عيناه، وعلا صوته، واشتد غضبه، حتى كأنه مُنذِر جيش يقول: صبّحكم ومسّاكم، رواه مسلم

!!!

 صفة حوض الرسول e:

قال رسول الله e: ((حَوْضِي مسيرة شهر، ماؤه أبيض من اللبن، وريحه أطيب من المسك، وكيزانه كنجوم السماء، مَن شرب منه فلا يظمأ أبداً )) رواه البخاري، (كيزان: جمع كُوز, وهو الإبريق).

!!!


 من زهد الرسول e:

1- قال الله تعالى: ﮋ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ   ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ    ﮨ ﮩﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮊ طه: ١٣١

2-   وعن عمر بن الخطاب في حديث إيلاء([25]) رسول الله e من أزواجه ألا يدخل عليهنَّ شهراً، واعتزل عنهن في عُلية، فلما دخل عليه عمر في تلك العُلية، فإذا ليس فيها سوى صُبرة([26]) من قرظ([27]) وأُهبةٍ([28]) معلقة وصُبرة من شعير، وإذا هو مضطجعٌ على رمال حصير، وقد أثَّر في جنبه، فهَمَلَت عينا عمر، فقال: ((مالَك؟ )) قلتُ: يا رسول الله أنت صفوة الله من خلقه، وكسرى وقيصر فيما هما فيه، فجلس مُحمَرّاً وجهُه، فقال: ((أَوَ في شك يا ابن الخطاب؟ )) ثم قال: ((أولئك قومٌ عُجلت لهم طيباتهم في حياتهم الدنيا )) متفق عليه.      

وفي رواية مسلم: ((أما ترضى أن تكون لهم الدنيا، ولنا الآخرة؟)) فقلت: بلى يا رسول الله، قال: ((فاحمدِ الله عز وجل )).

3- وعن علقمة عن ابن مسعود قال: اضطجع رسول الله على حصير، فأثّر الحصير بجلده، فجعلت أمسحه وأقول: بأبي أنت وأمي، ألا آذنتنا فنبسط لك شيئاً يقيك منه تنام عليه؟ قال: ((مالي وللدنيا، ما أنا والدنيا إلا كراكبٍ استظلّ تحت شجرة ثم راح وتركها )) الترمذي وقال: حسن صحيح.

4- وقال رسول الله e: ((لو أن لي مثل أُحُد ذهباً ما سرّني أن تأتي عليّ ثلاث ليال وعندي منه شيء إلا شيء أرصده لدَيني)) رواه البخاري.

5- وعن عمرو بن الحارث رضي الله عنهما قال: ما ترك رسول الله e عند موته ديناراً ولا درهماً، ولا عبداً ولا أمَة ولا شيئاً، إلا بغلته البيضاء التي كان يركبها، وسلاحه، وأرضاً جعلها لابن السبيل صدقة، رواه البخاري.

!!!

 جوع الصحابة والرسول e:

يخرج رسول الله e ذات ليلة، فإذا هو بأبي بكر قاعد وعمر معه خارج بيوتهما.

الرسول e: ((ما أخرجَكما من بيوتكما هذه الساعة؟ )).

أبو بكر وعمر: الجوعُ يا رسول الله.

الرسول e: ((وأنا والذي نفسي بيده لَأخرجَني الذي أخرجكما)).

يأمرهم الرسول e أن يقوموا، فقاموا معه، فذهبوا إلى بيت رجل من الأنصار اسمه (أبو الهيثم مالك بن التيهان)، فلم يجدوه في بيته.

المرأة (تخاطب الرسول e): مرحباً وأهلاً.

الرسول e: ((أين فلان؟ )) (يعني أبا الهيثم).

المرأة: ذهب يستعذب لنا الماء (يأتي بالماء الحلو).

يأتي أبو الهيثم فينظر إلى رسول الله e وصاحبيه، ويلتزم النبي ويفديه بأبيه وأمه.

أبو الهيثم: الحمد لله، ما أحدٌ اليومَ أكرمُ أضيافاً مني.

ينطلق أبو الهيثم فيأتي بغصن نخيل فيه بُسر وتمر ورُطب. (أنواع التمر حين ينضج).

أبو الهيثم: كُلُوا من هذه.

ينطلق أبو الهيثم ومعه السكين ليذبح لهم شاة.

الرسول e: ((إياك والحَلوب)) (احذر الشاة ذات اللبن).

الرسـول e وصاحباه يأكلون التمر واللحم ويشربون الماء العذب، حتى شبعوا ورَوُوا.

الرسول e (لأبي بكر وعمر): ((والذي نفسي بيده لتُسأَلُنَّ عن هذا النعيم يوم القيامة، أخرجكم من بيوتكم الجوع، ثم لم ترجعوا حتى أصابكم هذا النعيم )) رواه مسلم ومالك والترمذي.

يستفاد من الحديث:

1- كان الرسول e، وصحابتـه يشتد به الجوع، فيخرجون من بيوتهم، لعلهم يجدون طعاماً.

2- لا بأس أن يذهب الرجل إلى تناول الطعام في بيت أحد أصحابه.

3-      التنبيه على فضل النعمة، وشكر خالقها، وعدم الاشتغال بها عن المُنعِم.

 4-    يجوز للرجل سؤال المرأة من وراء حجاب.

!!!

 عيش رسول الله e:

1- قال الله تعالى: ﮋ ﮒ ﮓ ﮔ ﮊ الضحى: ٨

      (أي: كنتَ فقيراً ذا عيال، فأغناك الله عمن سواه).

2- وعن عائشة أنها قالت: إن كنا - آلَ محمد - لَيمرّ بنا الهلال ما نوقد ناراً، إنما هما الأسودان، التمر والماء، إلا أنه كان حولنا أهل دور من الأنصار، يبعثون إلى رسول الله e بلبن منائحهم([29])، فيشرب ويسقينا من ذلك اللبن، متفق عليه.

3- وعن أنس قال: ما أعلم رسول الله e رأى رغيفاً مرققاً حتى لحق الله، ولا شاة سميطاً([30]) بعينه قط، رواه البخاري.

4- وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: لقد رأيت رسول الله e يتلوى من الجوع، ما يجد ما يملأ من الدقل بطنَه (الدقل: رديء التمر)، رواه مسلم.

5- وعن أنس رضي الله عنه أنه مشى إلى رسول الله e بخبز وإهالة سنخة([31])، ولقد رهن درعه عند يهودي فأخذ لأهلـه شعيراً، ولقد سمعته ذات يوم يقول: ((ما أمسى عند آل محمد صاع تمر، ولا صاع حب )) رواه البخاري.

6- كان يبيت الليالي المتتابعة طاوياً وأهله، ولا يجدون عشاء، وكان أكثر خبزهم الشعير، حسن رواه أحمد.

7- وعن عائشة رضي الله عنها قالت: ما شبع آل محمد e منذ قدموا المدينة – ثلاثة أيام تباعاً– من خبز بُرّ، حتى مضى لسبيله (أي مات) متفق عليه.

8- وقال رسول الله e: ((اللهم اجعل رزق آل محمد قوتاً )) (أي ما يسد الجوع) متفق عليه.

!!!

 بكاء الرسول e:

الحديث الأول: الرسول جالس مع عبدالله بن مسعود:

الرسول e: اقرأ عليّ.

ابن مسعود: أقرأ عليك، وعليك أُنزِل؟!

الرسول e: أحب أن أسمعه من غيري.

عبدالله بن مسعود يقرأ من سورة النساء حتى أتى إلى هذه الآية: ﮋ ﮇ ﮈ  ﮉ ﮊ ﮋ         ﮌ ﮍ    ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮊ النساء: ٤١

الرسول e: ((حسبُك الآن )).

يلتفت ابن مسعود إلى رسول الله e فإذا عيناه تذرفان.

(أي تدمعان) متفق عليه.

يستفاد من الحديث:

1- قول الرسول e للقارئ ((حسبُك الآن)) ولم يقل: صدق الله العظيم.

2- كان الرسول e يحب سماع القرآن من غيره.

3- أن الخشوع عند سماع القرآن يكون بالبكاء لا بالصياح.

الحديث الثاني: يدخل الصحابة مع رسول الله e على ولده إبراهيم وهو عند مرضعته، فيأخذه ويقبّله ويشمّه، ثم يدخل الصحابة عليه بعد ذلك، فيجدون إبراهيم يجود بنفسه (أي: يموت) فجعلت عينا رسول الله e تذرفان (تدمعان).

عبدالرحمن بن عوف: وأنت يا رسول الله (تبكي)؟!

الرسول e: ((إنها رحمة... إن العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يُرضي ربنا، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون )) متفق عليه.

يستفاد من الحديث:

1-   جواز البكاء على الميت بدون صراخ ولا نواح.

2- جواز الحزن على الميت مع الرضا بالقدر، مع تجنب الكلام الذي يدل على السخط.

!!!


 رؤيا الرسول e:

1- قال e: ((مَن رآني في المنام فقد رآني، فإن الشيطان لا يتمثل بي)) رواه البخاري.

2- وقال e: ((من رآني فقد رأى الحق، فإن الشيطان لا يتزيّى بي)) متفق عليه.

3- وقال e: ((مَن رآني في المنام فسيراني في اليقظة، ولا يتمثل الشيطان بي )) متفق عليه.

يستفاد من هذه الأحاديث:

1- أن رؤيا الرسول e ممكنة على الوجه الذي ورد في شمائله, من طوله، ولونه، وهيبته، ولحيته، وغير ذلك.

2- لقد ذكر المناوي في تفسير هذه الأحاديث أن الرؤيا الصحيحة: أن يراه بصورته الثابتة بالنقل الصحيح، فإن رآه بغيرها كطويل أو قصير أو شديد السمرة لم يكن رآه.

3- وذكر المناوي أن معنى قوله e: ((فسيراني في اليقظة)) رؤية خاصة بصفة القرب والشفاعة (يوم القيامة).

4- يدّعي بعض الصوفية: أنهم يرون الرسول e في الدنيا يقظة استناداً للحديث الثالث، وردَّ عليهم ابن حجر بقوله: «يلزم عليه أن هؤلاء صحابة، وبقاء الصحبة إلى يوم القيامة»، وهذا لا يقوله مسلم.

5- قرأت في أحد كتب الصوفية قوله: قال أبو المواهب الشاذلي قال لي رسول الله e: ...إلى آخر الحديث المكذوب، ولما سألت المؤلف عن هذا الشخص: هل هو صحابي؟ قال: لا، بل بينه وبين أبي الحسن الشاذلي خمسة مشايخ وقد رأى الرسول يقظة، قلت له: الصحابة لم يروا الرسول يقظة بعد موته، فلم يقتنع، فقلت في نفسي: هذا من الكذب على الرسول e الذي حذر منه بقوله: ((مَن كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار )) متفق عليه.

6- سُئـل شيخ الإسلام زكريا الأنصاري عن رجل زعم أنه رأى النبي e يأمر بشيء، فقال: يُكره، بل يحرم، ونصّ العلماء على أن الرؤيا لا يُؤخذ منها أحكام.

7- إن أكبر رد على من يدعي رؤية الرسول e يقظة بعد موته قوله تعالى: ﮋ ﯟ ﯠ  ﯡ ﯢ ﯣ  ﯤ ﮊ المؤمنون: ١٠٠ !!!

  وفاة رسول الله e:

1- قال الله تعالى: ﮋ ﯮ ﯯ ﯰ     ﯱ ﯲ ﯳﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸﮊ الأنبياء: ٣٤  

2- وقال e: ((إن الله عز وجل إذا أراد رحمة أمة من عباده قبض نبيّها قبلها، فجعله لها فرَطاً وسلفاً بين يديها، وإذا أراد هلكة أمة عذّبها ونبيّها حيّ، فأهلكها وهو ينظر، فأقرّ عينه بهلكتها حين كذبوه وعصوا أمره )) رواه مسلم.

 3-   وقال e: ((إن الله خيّر عبداً بين الدنيا وبين ما عند الله، فاختار ذلك العبد ما عند الله )) فبكى أبو بكر، رواه البخاري.

4- وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: آخر نظرة نظرتها إلى رسول الله e، كشف الستارة يوم الاثنين فنظرت إلى وجهه، كأنه ورقة مصحف، والناس خلف أبي بكر، فكاد الناس أن يضطربوا، فأشار إلى الناس: أن اثبتوا، وأبو بكر يؤمّهم، وألقى السجف (الستر) وتوفى رسول الله e، من آخر ذلك اليوم، متفق عليه.

5- وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قبضه الله، وإن رأسه لَبَيْنَ نحري وسحري (أرادت أنه مات في حضنها) رواه البخاري.

6- وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: لما وجد رسول الله e من كرب الموت ما وجد، قالت فاطمة رضي الله عنها: واكرباه، فقال النبي e: ((لا كرب على أبيك بعد اليوم، إنه قد حضر من أبيك ما ليس بتارك منه أحداً([32]) الموافاة يوم القيامة))([33])رواه البخاري.

7- وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: مكث النبي e بمكة ثلاث عشرة سنة يُوحى إليه، وبالمدينة عشراً، وتُوفي وهو ابن ثلاث وستين، رواه البخاري.

8- وعن عائشة رضي الله عنها قالت: إن رسول الله e مات وأبوبكر بالسُّنح (يعني بالعالية بالمدينة)، فقام عمر يقول: والله ما مات رسول الله, فجاء أبو بكر، فكشف عن رسـول الله e، فقبَّله، وقال: بأبي أنت، طِبت حياً وميتاً، والذي نفسي بيده لا يذيقنك الله الموتتين أبداً([34])، ثم خرج أبو بكر، فقال: أيها الحالف على رِسلك (أي: لا تعجل يا عمر)، فلما تكلم أبو بكر جلس عمر، فحمد الله أبو بكر وأثنى عليـه وقال: ألا مَن كان يعبد محمداً فإن محمد قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت، وقال: ﮋ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﮊ الزمر: ٣٠ ، وقال تعالى: ﮋ ﭳ ﭴ  ﭵ  ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ     ﮋ ﮌﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮊ آل عمران: ١٤٤

      قال: فنشج الناس (بكى الناس) رواه البخاري.

9- وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله e يقول وهو صحيحٌ (أي: سليمٌ مُعَافى): ((إنه لم يُقبض نبيّ حتى يرى مقعـده من الجنة، ثم يُخير بين الدنيا والآخرة )).

      قالت عائشة رضي الله عنها: لما نزل به – ورأسه على فخذي– غُشي عليه، ثم أفاق فأشخص بصره إلى السقف، ثم قال: ((اللهم الرفيق الأعلى) قلت: إذاً لا يختارنا، قالت: وعرفت أنه الحديث الذي كان يُحدثنا به وهو صحيح، متفق عليه.

10- والمعروف أن الرسول e تُوفي يوم الاثنين سنة 11 هجرية بعد أن بلّغ رسالته وأكمل الله به الدِّين.

!!!

من

الأخلاق النبوية

بَنيتَ لهم من الأخـــــلاق رُكنـــاً

فخــــانُوا الرُّكنَ فانهدمَ اضطرابا

وكان جَنَـــــــــــابُهم فيها مَهِيباً

ولَلأخــــــلاقُ أجـــدَرُ أن تُهــــابا

 من أخلاق الرسول e:

1-قال الله تعالى: ﮋ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞﭟ ﭠ ﭡ    ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﮊ آل عمران: ١٥٩

2-وقال الله تعالى: ﮋ ﮛ ﮜ   ﮝ ﮞ ﮊ القلم: ٤

3-كان e خلقه القرآن، رواه مسلم.

4-كان أبغض الخلق إليه الكذب، صحيح رواه البيهقي.

5-لم يكن رسول الله e فاحشاً ولا متفحشاً، وكان يقول: ((إن من خياركم أحسنَكم أخلاقاً )) متفق عليه.

6-وعن أنس قال: لم يكن رسول الله e فاحشاً ولا لعّاناً ولا سبّاباً، وكان يقول عند المَعتبة (المعاتبة): ((ماله تَرِبَتْ يمينه)(تربت يمينه: كلمة تقال عند التعجب) رواه البخاري.

7-كان رسول الله e أحسن الناس وجهاً، وأحسنهم خُلقاً، رواه البخاري.

8-وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قيل: يا رسول الله ادعُ على المشركين، قال: ((إني لم أُبعث لعّاناً، وإنما بُعثت رحمة )) رواه مسلم.

9-كان يتفاءل ولا يتطيَّر (يتشاءم)، ويُعجبه الاسم الحسن، رواه أحمد.

10-عن عمرو بن العاص قال: كان رسول الله يُقبِل بوجهه وحديثه عليّ، حتى ظننت أني خير القوم.

     عمرو بن العاص: يا رسول الله أنا خير أو أبو بكر؟

     الرسول e: ((أبو بكر)).

     عمرو بن العاص: يا رسول الله أنا خير أو عمر؟

     الرسول e: ((عمر)).

     عمرو بن العاص: يا رسول الله أنا خير أو عثمان؟.

     الرسول e: ((عثمان)).

     عمرو بن العاص: فلما سألت رسول الله صدَقَني، فَلَوددت أني لم أكن أسأله، رواه الترمذي.

11-وعن عطاء بن يسار قال: لقيت عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه، فقلت: أخبرني عن صفة رسول الله e في التوراة، فقال: أجل، والله إنه لموصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن: ﮋ ﭛ ﭜ ﭝ  ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﮊ الأحزاب: ٤٥, وحِرزاً للأميين، أنت عبدي ورسولي، سمّيتك المتوكّل، ليس بفظّ ولا غليظ، ولا سخّاب في الأسواق، ولا يدفع السيئة بالسيئة، ولكن يعفو ويصفح، ولن يقبضه الله حتى يُقيم به الملة والعوجاء، بأن يقولوا: لا إله إلا الله، ويفتح به أعيناً عُمياً , وآذاناً صُماً، وقلوباً غُلفاً، رواه البخاري.

12-وعن عائشة رضي الله عنه قالت: ما خُيِّرَ رسول الله e بين أمرين قط إلا اختار أيسرهما، ما لم يكن إثماً، فإن كان إثما كان أبعد الناس منه، وما انتقم رسول الله e لنفسه في شيء قط إلا أن تُنتهك حرمة الله، فينتقم لله بها، متفق عليه.

13-وعن عائشة رضي الله عنها قالت: ما ضرب رسول الله e شيئاً قط بيده، ولا امرأة ولا خادماً، إلا أن يجاهد في سبيل الله، وما نِيل منه شيء قط فينتقم من صاحبه، إلا أن يُنتهك شيء من محارم الله فينتقم لله. رواه مسلم.

14-وكان e إذا أتاه السائل أو صاحب الحاجة قال: ((اشفعوا تُؤجروا، ويقضي الله على لسان رسوله ما شاء)) متفق عليه.

15-وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان رسول الله e مِن أحسن الناس خُلُقاً، فأرسلني يوماً لحاجة، فقلت: والله لا أذهب، وفي نفسي أن أذهب لما أمرني به نبي الله e، فخرجت حتى أمرّ على صبيان وهم يلعبون في السوق، فإذا برسول الله e بقفاي من ورائي، فنظرت إليه وهو يضحك.

     الرسول e: ((يا أُنيس ذهبتَ حيث أمرتُك؟ )).

     أنس بن مالك: أنا أذهب يا رسول الله.

     قال أنس: والله لقد خدمته تسع سنين ما علمته قال لشيء صنعتُه: لِمَ فعلتَ كذا وكذا؟ ولا عاب عليّ شيئاً قط، والله ما قال لي: أفّ قط، رواه مسلم.

16-  أسرَ الصحابة سيداً اسمه «ثُمامة» وربطوه بسارية المسجد، فخرج إليه رسول الله e، فقال: ((ماذا عندك ثمامة؟)) فقال: عندي يا محمد خير؛ إن تَقتل تقتل ذا دم، وإن تُنعم تُنعم على شاكر، وإن كنتَ تريد المال فسَلْ تُعطَ منه ما شئت، فقال رسول الله e: ((أطلقوا ثمامة))، فانطلق ثمامة فاغتسل، ثم دخل المسجد فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، يا محمد: والله ما كان على الأرض وجه أبغض إليّ من وجهك، فقد أصبح وجهك أحب الوجوه كلها إليّ، وما كان من دين أبغض إليّ من دينك، فأصبح دينك أحب الدين كله إليّ، والله ما كان من بلد أبغض إليّ من بلدك، فأصبح بلدك أحب البلاد كلها إليّ، ولما قدم مكة قال له قائل: أصَبَوتَ؟

     قال: لا, ولكنْ أسلمتُ، متفق عليه واللفظ لمسلم باختصار.

!!!


 أحاديث في الأخلاق:

1- قال رسول الله e: ((إن من خِيارِكم أحاسنُكم أخلاقاً)) متفق عليه.

2- ((إن من أحبكم اليّ أحسنكم أخلاقاً )) رواه البخاري.

3- ((أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خُلقاً، وخياركم خياركم لنسائهم خُلقاً )) رواه الترمذي وقال: حسن صحيح.

4- ((إن لكل دين خُلقاً، وإن خُلق الإسلام الحياء )) حسن رواه ابن ماجه.

5- ((إن المؤمن لَيدرك بحسن خُلقه درجة الصائم القائم)) رواه أبو داوود.

6- ((إن من أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم أخلاقاً، وألطفهم بأهله)) رواه الترمذي وحسّنه

7- ((ما من شئ أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خُلق حسن، وإن اللهَ يبغضُ الفاحش البذيء)) أبو داوود والترمذي وقال: حسن صحيح.

8- ((إن من أحبكم إليّ وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً، وإن أبغضكم إليّ وأبعدكم مني مجلساً يوم القيامة الثرثارون، والمتشدقون والمتفيهقون، قالوا: يا رسول الله ما المتفيهقـون؟ قال: المتكبرون)) (الثرثارون: المُكثرون من الكلام تكلفاً، المتشدقون: المتكلمون تفاصحاً وتعظيماً لنطقهم) رواه الترمذي.

9- ((البِرُّ حُسن الخُلق )) رواه مسلم.

10- ((اتقِ الله حيثما كنت، وأتبعِ السيئة الحسنة تمحُها، وخالِقِ الناس بخلق حسن )) رواه الترمذي وحسّنه.

11- ((إنما بُعثت لأتمم صالح الأخلاق )) صحّحه الحاكم وورافقه الذهبي.

12- ((ألا أخبركم بمن يحرم على النار، أو بمن تحرم عليه النار؟ على كل قريب سهل لين)) رواه أحمد والترمذي وصحّحه الألباني بشواهده.

 13- ((أحب عباد الله إلى الله أحسنهم خلقاً )) رواه الحاكم وصحّحه الألباني.

14- ((أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً، المُوطَّؤُون أكنافاً، الذين يَألفون ويُؤلفون، ولا خير فيمن لا يَألف ولا يُؤلف)) رواه الطبري وحسّنه الألباني.

15- سُئل e عن أكثر ما يُدخل الناس الجنة، فقال: ((تقوى الله وحُسن الخُلق )) رواه الترمذي وهو صحيح بشواهده عند محقق جامع الأصول.

16- وقال e: ((المؤمن غَرٌّ كريم، والفاجر خبٌّ لئيم )) رواه أحمد وغيره وحسّنه الألباني.

17- ((المؤمنون هيّنون ليّنون كالجمل الأنِف؛ إنْ قِيدَ انقادَ، وإن أُنيخ استناخ )) رواه الترمذي وذكر الألباني في المشكاة أنه حسن لغيره.

18- ((المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم )) رواه أحمد وحسّنه الحافظ في الفتح.

19- ((ألا أنبئكم بخياركم؟ قالوا: بلى، قال: خياركم أطولكم أعماراً وأحسنكم أخلاقاً )) رواه أحمد, وقال الألباني: حسن لغيره.

20- ((أربعٌ إذا كنَّ فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا: صدق الحديث، وحفظ الأمانة، وحسن الخلق، وعفة مطعم )) رواه أحمد وغيره, وصحّحه الألباني في السلسلة.

21- ((إن الله لم يبعثني معنِّتاً ولا متعنِّتاً، ولكن بعثني مُعلماً وميسراً )) رواه مسلم. (المعنِّت: مَن يشق على الناس، المتعنِّت: طالب المشقة).

22- ((أنا زعيمُ بيتٍ في رَبَض الجنة لمن ترك المِراء وإن كان مُحقّاً، وبيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً، وبيت في أعلى الجنة لمن حسُنَ خُلقُه )) (ربض: أسفل، المِراء: الجدال) رواه أبو داوود وحسّنه الألباني في السلسلة وهو في رياض الصالحين.

!!!

 من دعاء الرسولe في الأخلاق:

1- ((اللهم اهدِني لأحسن الأعمال وأحسن الأخلاق، لا يهدي لأحسنها إلا أنت، وقِنِي سيئ الأعمال وسيئ الأخلاق، لا يقي سيئها إلا أنت)) رواه النسائي وصحّحه الأرناؤوط في جامع الأصول.

2- ((اللهم إني أعوذ بك من منكرات الأخلاق والأعمال والأهواء والأدواء)) رواه الترمذي وصحّحه الألباني.

3- ((اللهم ألِّف بين قلوبنا، وأصلح ذات بيننا)) رواه البخاري.

4- ((اللهم إنما أنا بشر، فأي المسلمين سبَبته أو لعنته فاجعلها له زكاة وأجراً)) رواه مسلم.

5- ((اللهم مَن وَلِـيَ من أمر أمتي شيئاً، فَشَقَّ عليهم فاشققْ عليه، ومن وَلِيَ من أمر أمتي شيئاً، فرفقَ بهم فارفقْ به)) رواه مسلم.

6- ((اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع)) رواه مسلم.

7- ((اللهم كما حسّنت خَلقي فأحسن خُلقي)) رواه أحمد وصحّحه الألباني في المشكاة رقم (5099).

!!!

 العفو عند الخصام:

1- عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رجلاً شتم أبا بكر، والنبي e جالس يتعجب ويبتسم، فلما أكثر رد عليه بعض قوله، فغضب النبي e وقام، فلحقه أبو بكر.

أبو بكر: يا رسول الله كان يشتمني وأنت جالس، فلما رددتُ عليه بعض قوله غضبتَ وقمتَ.

الرسول e: ((كان معك مَلَك يردُّ عليه، فلما رددتَ عليه وقع الشيطان (أي حضر)، يا أبا بكر: ثلاثٌ كلهنَّ حق: ما من عبد ظُلم بمَظلمة، فَيُغْضِي([35]) عنها لله عز وجل، إلا أعزَّ اللهُ بها نَصْرَهُ، وما فتح رجل باب عطية([36]) يريد بها صلة إلا زاده الله بها كثرة، وما فتح رجل باب مسألة([37]) يريد بها كثرة إلا زاده الله بها قلة)) رواه أحمد وحسّنه الألباني في المشكاة رقم (5102).

2- وقال e: ((المُسْتَبّان ما قالا فعلى البادئ ما لم يعْتَدِ المظلوم)) رواه مسلم.

دَلَّ الحديث على: جواز مجازاة من ابتدأ الإنسان بالأذية أو السبّ بمثله، وأن إثم ذلك عائد على البادئ، لأنه المتسبب لكل ما قاله المجيب، إلا أن يعتدي المجيب في أذيته بالكلام، فيختص به إثم عدوانه، لأنه إنما أذن له في مثل ما عُوقب به.

قال تعالى: ﮋ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗﯘ ﯙ ﯚ  ﯛ ﯜ ﮊ الشورى: ٤٠

وعدم المكافأة والصبر والاحتمال أفضل، كما مر في حديث أبي هريرة الأول.

3- وقال e: ((إن أبغض الرجال إلى الله الأَلَدّ الخَصِم)) متفق عليه.

ومعناه: أن الله يبغضُ من كان شديد المِرَاء الذي يحجّ صاحبه، وحقيقة المِراء: طعنك في كلام غيرك لإظهار خلل فيه، لغير غرض سوى تحقير قائله وإظهار مزيتك عليه. هذا شرح الصنعاني

!!!

 من تواضع الرسول e:

1- قال الله تعالى: ﮋ ﯱ ﯲ ﯳ ﮊ الحجر: ٨٨

2- عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان رسول الله e أحسن الناس خُلقاً، وكان لي أخ يقال له: أبو عُمير، وهـو فَطِيم، كان إذا جاءنا قال: ((يا أبا عُمير، ما فعل النُّغير؟)) لِنُغرٍ كان يلعبُ به (طائر يشبه العصفور) متفق عليه.

3- وعن الأسود بن يزيد النخعي رحمه الله قال: سألت عائشة رضي الله عنها: ما كان رسول الله e يصنع في بيته؟ قالت: يكون في مهنة([38]) أهله، فإذا حضرت الصلاة يتوضأ ويخرج للصلاة، متفق عليه.

4- وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: إن كانت الأمَة([39]) لتأخذ بيد رسول الله e، فتنطلق به حيث شاءت. رواه البخاري.

5- وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: ما كان شخص أحب إليهم من رسول الله e، وكانوا إذا رأوه لم يقوموا له، لما يعلمون من كراهيته لذلك، روه أحمد والترمذي بسند صحيح.

6- وقال رسول الله e: ((لا تُطروني كما أطرتِ النصارى عيسى ابن مريم، فإنما أنا عبد، فقولوا: عبدالله ورسوله)) رواه البخاري، (الإطراء: الزيادة في المدح).

7- كان يزور الأنصار ويُسلم على صبيانهم، ويمسح رؤوسهم، رواه النسائي.

8- كان لا يُسأل شيئاً إلا أعطاه، أوسكت، صحيح رواه الحاكم.

9- كان يأتي ضعفاء المسلمين ويزورهم، ويعود مرضاهم، ويشهد جنائزهم، صحيح رواه أبو يعلى.

10- كان يتخلف في المسير، فيُزجي الضعيف، ويُردف ويدعو لهم، صحيح أبو داوود (يزجي: يسوق الضعيف ليلحق بأهله).

11- كان يُكثر الذكر، ويقلّ اللغو، ويُطيل الصلاة، ويَقصر الخطبة، وكان لا يأنف ولا يستكبر أن يمشي مع الأرملة والمسكين والعبد حتى يقضي له حاجته، صحيح رواه النسائي.

12- كان يجلس على الأرض، ويأكل على الأرض، ويعتقل الشاة، ويجيب دعوة المملوك على خبز الشعير. صحيح رواه الطبراني.

 13- كان لا يُدفع عنه الناس ولا يُضربوا عنه، صحيح رواه الطبراني.

14- كان لا يرد الطيب. رواه البخاري.

15- كان يلاعب زينب بنت أم سلمة، ويقول: ((يا زُوَينب، يا زُوَينب)) مراراً. صحيح رواه الضياء.

16- عن جابر رضي الله عنه قال: أتاني رسول الله e وأبو بكر يمشيان. رواه البخاري.

17- وعن أنس أن رسول الله e: مر على صبيان يلعبون فسلّم عليهم. رواه مسلم.

18- وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله e يخصف نعله، ويخيط ثوبه، ويعمل في بيته كما يعمل أحدكم في بيته، وقالت: كان بشراً من البشر؛ يفلّي ثوبه، ويحلب شاته، ويخدم نفسه. رواه الترمذي وصحّحه الألباني.

19- وعن أنس قال: خدمت رسول الله e وأنا ابن ثمان سنين، فما لامني على شيء قط أُتي فيه (أي: أُهلك وأُتلف)، فإن لامني لائمٌ من أهله قال: ((دعوه، فإنه لو قُضي شيء كان)) رواه البيهقي وصحّحه الألباني.

!!!

 أحاديث في التواضع:

1-  قال e: ((إن الله أوحى إليّ أن تواضعوا، حتى لا يفخر أحد على أحد ولا يبغي أحد على أحد)) رواه مسلم.

2-  وقال e: ((ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزّاً، وما تواضع أحد لله إلا رفعه)) رواه مسلم.

3-  وقال e: ((لو دُعيت إلى كُراع أو ذراع لَأجبت، ولو أُهدي اليّ ذراع أو كراع لَقبلت)) رواه البخاري.

4-  وعن أنس رضي الله عنه قال: كانت ناقة رسول الله e (العَضباء) لا تُسبَق، أو لا تكاد تُسبَق، فجاء أعرابي على قَعُود له (جمل) فسبقَها، فشقَّ ذلك على المسلمين حتى عرفه، فقال رسول الله e: ((حقٌّ على الله أن لا يرتفع شيء من الدنيا إلا وضعَه)) رواه البخاري.

!!!

 عاقبة المتكبِّرين:

1- قال الله تعالى: ﮋ ﰁ  ﰂ ﰃ ﰄ ﰅﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ   ﰍ  ﰎ ﰏ ﰐ ﰑ ﰒ         ﰓ ﰔ ﰕ ﰖ ﮊ الإسراء: ٣٧ - ٣٨  

2- وقال تعالى: ﮋ ﯷ ﯸ   ﯹ ﯺ ﯻ  ﯼ ﯽ ﯾ    ﯿﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ        ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎﰏ ﰐ    ﰑ      ﰒ ﰓ ﰔ  ﮊ لقمان: ١٨ - ١٩  

3- وقال e: ((يقول الله عز وجل: العزّ إزاري، والكبرياء ردائي، فمَن نازعني شيئاً منهما عذّبته)) رواه مسلم.

المعنى: شُبِّهَ العزُّ والكبرياءُ بالإزار والرداء، لأن المتّصف بهما يشملانه، كما يشمل الإنسان الإزار والرداء، وأنه لا يشاركه في إزاره وردائه أحدٌ، فكذلك الله عز وجل: العز والكبرياء إزاره ورداؤه، فلا ينبغي أن يشركه فيهما أحد، فضربه مثلاً لذلك، ذكره ابن الأثير في جامع الأصول.

4-  وقال e: ((لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كِبْر، فقال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً ونعله حسنة، قال: إن الله جميل يحب الجمال، الكِبْر: بطر الحق، وغَمطُ الناس)). (بطر الحق: ردُّه تكبُّراً وتجبّراً، غمط الناس: احتقارهم).

وفي رواية: ((لا يدخل النارَ أحدٌ في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان، ولا يدخل الجنةَ أحدٌ في قلبه مثقال حبة خردل من كِبر)) رواه مسلم.

معنى الحديث:

1- بطر الحق: ردُّه تكبُّراً وتجبّراً، غمط الناس: احتقارهم.

2- ذكر الإمام النووي في شرح صحيح مسلم هذا الحديث: ((لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كِبر)) أي: لا يدخلها مع المتقين أولاً، حتى ينظر الله فيه، فإما أن يجازيه، وإما أن يعفو عنه.

3- وقوله: ((لا يدخل النارَ من كان في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان)) يعني به دخول تخليد وتأبيد.

4- وقـال e: ((يُحشَر المتكبّرون يوم القيامة أمثال الذَّر في صور الرجال، يغشاهم الذل من كل مكان، يُساقون إلى سجن جهنم يقال لـه: (بولس) تعلوهم نار الأنيار، يُسقون من عصارة أهل النار طينة الخبال)) (طينة الخبال: صديد أهل النار) رواه الترمذي وحسّنه، ووافقه محقق جامع الأصول.

5- وقال e: ((قد أذهب الله عنكم عِبّيّة الجاهلية وفخرها بالآباء، مؤمن تقي، وفاجر شقي، الناس بنو آدم، وآدم خُلِق من تراب)) (عِبّيّة الجاهلية: كِبرها) رواه الترمذي وحسَّنه.

6- وقال e: ((بينما رجل يمشي في حُلّة تعجبه نفسه، مرجِّل رأسه، يختال في مِشيته، إذ خسف الله به، فهو يتجلجل في الأرض إلى يوم القيامـة)) (مُرجِّل: أي مُسرِّح، يتجلجل: يغوص في الأرض) متفق عليه.

!!!


 من حِلم النبي e:

1- قال الله تعالى: ﮋ ﭵ ﭶ  ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﮊ

 الأعراف: ١٩٩

2- عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كنت أمشي مع النبي e، وعليه بُرد نجراني غليظ الحاشية، فأدركه أعرابي، فجبَذَه بردائه جبذة شديدة، حتى نظرت إلى صفحة عاتق رسول الله e قد أثّرت بها حاشية البُرد من شدة جبذته، قال: يا محمد، مُر لي من مال الله الذي عندك، فالتفت رسول الله e، ثم ضحك، ثم أمر له بعطاء، متفق عليه.

3- وعن ابن عباس: أن النبي e قال لأشجّ عبد القيس: ((إن فيك لَخصلتين يحبّهما الله: الحِلم والأناة)) رواه مسلم.

4- نزل النبي e تحت شجرة فعلّق بها سيفه، ثم نام، فاستيقظ وعنده رجل وهو لا يشعر به، فقال النبي e: ((إنَّ هـذا اخترط سيفي, فقال: مَن يمنعك؟ قلتُ: اللهُ، فشامَ السيفَ، فها هو ذا جالس)) ثم لم يعاقبه، متفق عليه واللفظ للبخاري مختصراً، (اخترط سيفي: سلّه من غمده، فشامَ السيفَ: أعاده لغمده).

!!!

 الغضب وعلاجه:

1- قال الله تعالى: ﮋ ﮎ ﮏ ﮐ           ﮑ    ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮊ الشورى: ٣٧  

2- وقال الله تعالى: ﮋ ﭞ ﭟ      ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﮊ آل عمران: ١٣٤

3- وعن عائشة قالت: ... وما انتقم رسول الله e لنفسه إلا أن تُنتهك حُرمة الله، فينتقم لله بها، متفق عليه.

وقال e: ((مَن كظم غيظاً وهو يقدر أن يُنفذه دعاه الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة، حتى يخيّره في أي الحُور شاء)) رواه الترمذي وأبوداود وقال الألباني في المشكاة: حسن.

4- وقال e: ((ليس الشديد بالصُّرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب)) متفق عليه.

5- جاء رجل إلى النبي e فقال: أوصِني ولا تكثر عليّ، لعلي أحفظ، فقال رسول الله e:(( لا تغضب)) رواه البخاري.

6- وعن سليمان بن صُرد قال: استبّ رجلان عند النبي e، ونحن عنده جلوس، وأحدهما يسب صاحبه مغضباً، قد احمرّ وجهه. قال النبي e: (( إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم)).

الصحابة للرجل: ألا تسمع ما يقول النبي e؟

الرجل الغاضب: إني لست بمجنون، متفق عليه.

7- وعن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: ﮋ ﮐ ﮑ  ﮒ ﮓ ﮔ       ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ         ﮚ ﮛ ﮊ فصلت: ٣٤  

      قال: الصبر عند الغضب، والعفو عند الإساءة، فإذا فعلوا عصمَهم الله، وخضع لهم عدوهم كأنه ولي حميم، رواه البخاري تعليقاً.

    8- وقال e: (( إن الغضب من الشيطان، وإن الشيطان خُلق من النار، وإنما تُطفأ النار بالماء، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ)) أخرجه أبو داود وحسّنه شعيب الأرناؤوط في شرح السنة.

9- وقال e: ((إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس، فإن ذهب عنه الغضب، وإلا فليضطجع)) رواه أبو داود وحسّن إسناده شعيب الأرناؤوط في شرح السنة.

!!!

 من معجزات الرسول e:

1-عن عبدالله بن مسعود قال: كنا نعدّ الآيات بركة، وأنتم تعدّونها تخويفاً، كنا مع رسول الله e في سفر، فقلَّ الماء:

الرسول e: (( اطلبوا إليَّ فضلة من ماء)).

الصحابة يجيئون بإناء فيه ماء قليل، فيُدخل الرسول e يده في الإناء.

الرسول e: (( حيّ على الطَّهور المبارك، والبركة من الله)).

ابن مسعود: لقد رأيت الماء ينبع من بين أصابع الرسول e، ولقد كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يُؤكل، رواه البخاري.

2- وعن عمران بن حصين قال: سرَى رسول الله e في سفر هو وأصحابه، فأصابهم عطش شديد، فأرسل النبي e رجلين من أصحابه، أحسبهما علياً والزبير، أو غيرهما:

الرسول e: ((إنكما ستجدان امرأة بمكان كذا وكذا، ومعها بعير عليه مزادتان، فأتِياني بها)).

الصحابيان يأتيان المرأة فيجدانها قد ركبت بين مزادتين على البعير (مزادتان: قِربتان من جلد).

الصحابيان للمرأة: أجيبي رسول الله e.

المرأة تسأل: ومن رسول الله؟ هذا الصابئ؟! (أي: التارك لدين آبائه).

الصحابيان: هو الذي تعنين، هو رسول الله حقاً.

تأتي المرأة إلى الرسول، فيأمر أن يُؤخذ من مزادتيها ويوضع في الإناء، ثم يقول في الماء ما شاء الله أن يقول، ثم أعاد الماء في المزادتين، ثم أمر بفتح المزادتين، ففُتحتا، ثم أمر الناس فملؤوا آنيتهم وأسقيتهم، فلم يَدَعوا (يتركوا) إناء ولا سِقاء إلا ملؤوه.

قال عمران: حتى كان يُخيل إليّ أنها لم تزدد إلا امتلاء.

يأمر الرسول e أن يُبسط ثوب المرأة، ثم أمر الصحابة أن يحضروا شيئاً من زادهم، حتى ملأ لها ثوبها.

الرسول e للمرأة: ((اذهبي؛ فإنّا لم نأخذ من مائك شيئاً، ولكن الله سقانا)).

تأخذ المرأة الزاد والمزادتين وتأتي أهلها.

المرأة لأهلها: جئتكم من عند أسحر الناس، أو إنه لرسول الله حقاً.

يأتي أهل ذلك الحِواء (الحي) إلى الرسول e، فيُسلموا كلهم، متفق عليه.

يستفاد من هذه المعجزة:

1- قد يُطلع الله رسوله على بعض المغيبات عندما يريد، ولذلك أخبر الرسول e أصحابه عن مكان المرأة التي تحمل الماء.

2- يلفت الرسول e نظر الصحابة إلى أن الماء المبارك الذي ينبع من بين أصابعه إنما بركته من الله وحده الذي خلق هذه المعجزة، وهذا حرص من الرسول e على توجيه أمته إلى التوحيد وتعلّقهم بالله وحده، ولذلك قال: ((البركة من الله)).

3- كان المشركون يقولون لمن أسلم: صابئ، أي: تارك دين آبائه الذين يدعون الأولياء من دون الله، ليصرفوا الناس عنه ويذمّونه، وفي عصرنا: مَن دعا إلى التوحيد وأمر بدعاء الله وحده وحذّر من دعاء غير الله من الأنبياء والأولياء، حسب أمر الله ورسوله قال الناس عنه: «وهّابي» ليصرفوا الناس عن دعوته، لأنه في نظرهم كالصابئ في نظر المشركين، وشاء الله أن تكون كلمة «وهابي» نسبة إلى «الوهاب» وهو اسم من أسماء الله الذي وُهب له التوحيد.

4- المكافأة على الإحسان: أمر الرسول e أن تُكافأ المرأة التي أعطتهم قليلاً من الماء، فمـلأ ثوبهـا زاداً بعد أن أعاد لها الماء، ولم ينقص منه شيء، وقال لها: ((ولكن الله سقانا)).

5- لقد تأثرت المرأة بهذه المعجزة والمعاملة الطيبة التي لقيتها من الرسول e وصحابته، فعادت إلى قومها تقول لهم: إنه لرسول الله حقاً، وتكون النتيجة أن يُسلم أهلها ومن معهم جميعاً.

6- بهذا الحرص على التوحيد، وبهذه الأخلاق الحسنة نصر الله المسلمين وانتشر الاسلام في المعمورة، ويوم ترك المسلمون التوحيد والأخلاق الفاضلة أصابهم الذل والهوان، ولا عزّ لهم إلا بالرجوع إلى التوحيد والأخلاق.

ﮋ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮊ الحج: ٤٠

!!!


 من صبر النبي e:

1- قال الله تعالى: ﮋ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ   ﯳﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆﮊ النحل: ١٢٧ - ١٢٨  

2- حديث متفق عليه:

عائشة للنبي e: هل أتى عليك يومٌ كان أشد من يوم أحد؟

الرسول e: (( لقد لقيت من قومك، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة، إذ عرضتُ نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال، فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي، فلم أستفق إلا وأنا بقَرن الثعالب([40])، فرفعت رأسي، فإذا أنا بسحابة قد أظلّتني، فنظرت فإذا فيها جبريل)).

جبريل «ينادي»: إن الله قد سمع قول قومك لك، وما ردوا عليك، وقد بعث إليك ملَك الجبال لتأمر بما شئت فيهم.

ملَك الجبال «يسلم على الرسول ويقول»: يا محمد إن الله قد سمع قول قومك لك، وأنا ملَك الجبال، وقد بعثني ربك إليك لتأمرني بأمرك، إن شئت أن أُطبق عليهم الأخشبين (جبلان بمكة).

الرسول e: ((بل أرجو أن يُخرج الله من أصلابهم من يعبـد الله وحده ولا يشرك به شيئاً)).

3-   حديث متفق عليه:

وعن ابن مسعود قال: قَسَم رسول الله e قَسَماً:

رجل يقول: ما أُريد بهذا وجه الله.

ابن مسعود يذكر كلام الرجل للرسول e: فيتمعّر وجهه (أي: يتغير).

الرسول e: ((يرحمُ اللهُ موسى، قد أوذي بما هو أشد من هذا فصبرَ)) متفق عليه.

4- حديث رواه مسلم:

الرسول e في غزوة أحد تُكسَر رباعيته، ويُشجّ رأسه، فجعل يسلت الدم عنه ويقول:

الرسول e: ((كيف يُفلح قوم شجَّوا نبيَّهم وكسروا رباعيته، وهو يدعوهم إلى الله؟))

 القرآن ينزل: ﮋ ﮧ ﮨ    ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﮊ آل عمران: ١٢٨  

5- عن خباب قال: شكونا إلى رسول الله e وهو متوسد بُردة له في ظل الكعبة، فقلنا: ألا تستنصر لنا؟ ألا تدعو لنا؟ فقال: ((قد كان مَن قبلكم يُؤخذ الرجل فيُحفر لـه في الأرض، ثم يُجاء بالمنشار فيُجعل فوق رأسه، ثم يُجعل بفرقتين ما يصرفه عن دينه، ويُمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه، ما يصرفه ذلك عن دينه، ولَيتمنَّ هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخشى إلا الله، ولكنكم تستعجلون)) رواه البخاري.

!!!

 مِن رِفق الرسول e:

1- قال الله تعالى: ﮋ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ  ﯙ ﯚ ﮊ التوبة: ١٢٨

الحديث الأول:

عن أنس رضي الله عنه قال: بينما نحن في المسجد مع رسول الله e إذ جاء أعرابي، فقام يبول في المسجد.

أصحاب الرسول «يصيحون به»: مه مه (أي: اتركْ).

الرسول e: ((لا تزرموه دعوه)) ( لا تقطعوا بوله).

يترك الصحابة الأعرابي يقضي بوله، ثم يدعو الرسول الأعرابي.

الرسول للأعرابي: (( إن المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول والقذر، إنما هي لذكر الله والصلاة وقراءة القرآن)).

الرسول e لأصحابه: ((إنما بُعثتم ميسّرين، ولم تُبعثوا معسّرين، صُبُّوا عليه دلواً من الماء)).

الأعرابي: اللهم ارحمْني ومحمداً، ولا ترحم معنا أحداً.

الرسول e: ((لقد تحجّرت واسعاً)) (أي: ضيّقت واسعاً) متفق عليه.

الحديث الثاني:

وعن معاوية بن الحكم السُّلمي رضي الله عنه قال: بينا أنا أصلي مع رسول الله e إذ عطس رجل من القوم (أي المصلّين)

معاوية للعاطس: يرحمك الله.

المصلّون ينظرون لي منكرين.

معاوية يخاطبهم: واثُكلَ أمّاه! ما شأنكم تنظرون إليّ؟!

المصلّون يضربون بأيديهم على أفخاذهم ليسكت، فسكت عندما رآهم يصمّتونه حتى انتهت الصلاة.

معاوية يمدح الرسول: بأبي هو وأمي: ما رأيـت معلماً قبله ولا بعده أحسن تعليماً منه، فوالله ما كَهَرَني، ولا ضربني، ولا شتمني (كهرَني: قهرَني).

الرسول e: ((إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، إنما هي التسبيح والتكبير وقراءة القرآن)).

معاوية: يا رسول الله، إني حديث عهد بجاهلية، وقد جاء الله بالإسلام، وإن منا رجالاً يأتون الكهان (الذي يدّعون علم الغيب).

الرسول e: ((فلا تأتِهم)).

معاوية: ومنا رجال يتطيّرون (يتشاءمون).              

الرسول e: ((ذاك شيء يجدونه في صدورهم، فلا يصدّنّهم)) (أي لا يمنعهم ذلك عن وجهتهم، فإن ذلك لا يؤثر نفعاً ولا ضراً) رواه مسلم.

الحديث الثالث:

وعن عائشة قالت: إن اليهود أتوا النبي e.

اليهود: السام عليك (الموت عليك).

الرسول e: ((وعليكم)).

عائشة: السام عليكم، ولعنَكم الله وغضبَ عليكم.

الرسول e: ((مهلاً يا عائشة، عليك بالرفق، وإياك والعنف والفحش)).

عائشة: أوَ لم تسمع ما قالوا؟

الرسول: ((أوَ لم تسمعي ما قُلت: رددتُ عليهم، فيُستجاب لي، ولا يُستجاب لهم فيّ)) رواه البخاري.

 وفي رواية لمسلم: ((لاتكوني فاحشة، فإن الله لا يحب الفحش والتفحش)).

!!!

 أحاديث الرِّفق:

1-  قال e: ((إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف وما لا يعطي على سواه)) رواه مسلم.

2-  وقال e لعائشة: ((عليك بالرفق، وإياك والعنف والفحش، إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانَه، ولا يُنزع من شيء إلا شانَه)) (أي عابَه) رواه مسلم.

3-  وقال e: ((يا عائشة ارفقي، فإن الله إذا أراد بأهل بيت خيراً أدخل عليهم الرفق)) صحيح رواه أحمد.

4-  وقال e: ((من يُحرم الرفق يُحرم الخير كله)) رواه مسلم.

5-  وقال e: ((مـن أُعطي حظه من الرفق فقد أُعطي حظه من الخير، ومن حُرم حظه من الرفق فقد حُرم حظه من الخير)) رواه أحمد والترمذي وحسّنه الأرناؤوط.

6-  كان رسول الله e إذا بعث أحداً من أصحابه في بعض أمره قال: ((بشِّرُوا ولا تنفِّروا، ويسِّروا ولا تعسِّروا)) متفق عليه.

7-  وقال e: ((إني لأدخل في الصلاة وأنا أريد أن أطيلها، فأسمع بكاء الصبي، فأتجوّز في صلاتي مما أعلم من شدة وَجْد أمه من بكائه)) متفق عليه (أتجوّز: لا أطيل، وَجْد أمه: حزن أمه).

!!!


 من شجاعة الرسول e:

1- قال الله تعالى: ﮋ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ   ﯓﯔ ﯕ ﯖ ﮊ النساء: ٨٤

2- كان رسول الله e أحسن الناس وجهاً، وكان أجود الناس، وكان أشجع الناس، ولقد فزع أهل المدينة ذات ليلة، فانطلق ناس من قِبل الصوت، فتلقاهم رسول الله e راجعاً، وقد سبقهم إلى الصوت، وفي رواية: وقد استبرأ الخبر وهو على فرس عُري لأبي طلحة، في عنقه السيف، وهو يقول: ((لن تُراعوا) قال: (( وجدناه بحراً، أو إنه لبحر) قال: وكان فرساً يُبطَّأ، (وجدناه بحراً: وجدنا الفرس سريعاً) متفق عليه.

3- جاء رجل إلى البراء، فقال: أكنتم ولّيتم يوم حنين يا أبا عُمارة؟ فقال: أشهد على نبي الله e ما ولّى، ولكنه انطلق أخفّاء من الناس، وحُسر إلى هذا الحي من هوازن، وهم قوم رماة، فرموهم برشق من نبل، كأنها رِجلٌ من جرادٍ، فانكشفوا، فأقبل القوم إلى رسول الله e وأبو سفيان بن الحارث يقود به بغلته، فنزل ودعا واستنصر، وهو يقول: ((أنا النبيّ لا كذب، أنا ابن عبدالمطلب، اللهم أنزِل نصرك)) متفق عليه.

4- قال البراء: كنا والله إذا احمرّ البأس نتّقي به، وإن الشجاع منا الذي يُحاذي به (يعني النبي e) رواه مسلم.

5- وعن علي رضي الله عنه قال: لقد رأيتني يوم بدر، ونحن نلوذ (أي نحتمي) بالنبي عليه السلام، وهو أقربنا إلى العدو، وكان من أشد الناس يومئذٍ بأساً، حسّن سنده محقق شرح السنة.

6- وعن جابر رضي الله عنه قال: إنا كنا نحفر، فعرضت كُدية شديدة (صخرة قوية) فجاؤوا إلى النبي e.

      الصحابة للرسول e: هذه كُدية عرضت لنا.

      الرسول e: ((أنا نازل)).

      يقوم الرسول وبطنه معصوب بحجر من الجوع، فيأخذ المعول فيضرب الصخرة، فتعود كثيباً أهيل (تراباً ناعماً) أصل القصة في البخاري ومسلم.

!!!

 الرحمة عند الرسول e:

1- قال الله تعالى: ﮋ ﮐ ﮑ ﮒ       ﮓ ﮔ     ﮊ الأنبياء: ١٠٧  

2- وقال e: ((بُعثت بالرحمة )) رواه مسلم.

3- وقال e: ((إنما أنا رحمة مهداة )) رواه الحاكم وصحّحه ووافقه الذهبي.

4- وقال e: ((لا يرحم اللهُ مَن لا يرحم الناس )) متفق عليه.

5- وقال e: ((لا تُنزع الرحمة إلا مِن شقيّ )) رواه الترمذي وغيره وحسّنه الأرناؤوط.

6- وقال e: ((الراحمون يرحمهم الرحمن تبارك وتعالى: ارحمُوا مَن في الأرض يرحمْكم مَن في السماء)) (أي: على السماء وهو الله) رواه أحمد وغيره.

7- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قبّل رسول الله e الحسن بن علـي، وعنـده الأقـرع بن حابس التميمي، فقال الأقرع: إنَّ لي عشرة من الولد ما قبّلتُ منهم أحداً، فنظر إليه رسول الله e، ثم قال: ((مَن لا يَرحم لا يُرحم )) متفق عليه.

8- وعن عائشة رضي الله عنها قالت: جاء أعرابي إلى رسول الله e فقال: إنكم تقبّلون الصبيان، ولا نُقبّلهم، فقال رسول الله e: ((أَوَ أَملكُ لك أن نزعَ اللهُ الرحمةَ من قلبك )) متفق عليه.

9- كان e رحيماً، لا يأتيه أحدٌ إلا وعدَه وأنجزَ له إن كان عنده، حديث حسن رواه البخاري في الأدب المفرد.

10- وعن أنس بن مالك قال: ما رأيت أحداً كان أرحم بالعيال من رسول الله e، رواه مسلم.  

!!!

 رحمة الرسول e بالحيوان:

1- وعن سهيل بن الحنظلية قال: مرّ رسول الله e ببعير قد لحق ظهره ببطنه، فقال: ((اتقوا الله في هذه البهائم المُعجَمة، فاركبُوها صالحة وكُلُوها صالحة))  أخرجه أبو داود وحسّن إسناده الأرناؤوط (المعجمة: التي لا تنطق).

2- وعن عبدالله، عن أبيه قال: كنا مع رسول الله e في سفر، فانطلق لحاجته، فرأينا «حُمّرة» معها فرخان، فأخذنا فرخَيها، فجاءت الحُمّرة فجعلت تُعرش، فلما جاء رسول الله e قال: ((مَن فجع هذه بولدها؟! ردّوا ولدها إليها ))، ورأى قرية نمل قد أحرقناها، فقـال: ((مَن أحرق هذه؟!)) قلنا: نحن، قال: ((لا ينبغي أن يُعذّب بالنار إلا ربُّ النار )) رواه أحمد وغيره وصحّح إسناده الأرناؤوط. (الحُمّرة: طائر يشبه العصفور، تُعرش: ترفرف).

3- كان e يُصغي للهرّة الإناء فتشرب، ثم يتوضأ بفضلها، (يُصغي: يُميل) صحيح رواه الطبراني.

4- وقال e: ((إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القِتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذِّبحة، ولْيحدّ أحدكم شفرته ولْيُرِح ذبيحته )) رواه مسلم.

5- وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: مرّ رسول الله e على رجلٍ واضعٍ رجله على صفحة شاة وهو يحدّ شفرته، وهي تلحظ إليه ببصرها، فقال: ((أتريد أن تُميتها موتتين؟ هلَّا حددتَ شفرتَك قبل أن تضجعها؟ )) (تلحظ: تنظر) رواه الحاكم وقال: صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي.

6- وقال e: ((عُذبت امرأة في هرّة سجنتْها حتى ماتت، فدخلت فيها النار، لا هي أطعمتها وسقتها إذ حبستها، ولا هي تركتها تأكل خشاش الأرض)) رواه البخاري. (خشاش الأرض: حشراتها ).

!!!

 من عَدل الرسول e:

1- قال الله تعالى: ﮋ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮊ النحل: ٩٠

2- وقال تعالى: ﮋ ﯹ ﯺ ﯻ ﮊ الشورى: ١٥  

3- وعن عائشة قالت: إن قريشاً أهمّهم شأن المرأة المخزومية التي سرقت، فقالوا: مَن يكلم فيها رسول الله e؟ فقالوا: ومن يجترئ عليه إلا أسامة بن زيد، حِبُّ رسول الله e.

فكلمه أسامة, فقال رسول الله: ((أتشفع في حدّ من حدود الله؟)) ثم قام فاختطب، ثم قال: (( إنما أهلك الذين قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، وايمُ الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها )).

ثم أمر بتلك المرأة التي سرقت فقُطعت يدها، قالت عائشة: فحسنت توبتها بعدُ وتزوجت، وكانت تأتي بعد ذلك فأرفع حاجتها إلى رسول الله e، متفق عليه.

!!!

 مِن كرم النبي  e:

1-كان رسول الله  eأجودَ الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في شهر رمضان حتى ينسلخ، فيأتيه جبريل، فيعرض عليه القرآن، فإذا لقيه جبريل كان رسول الله e أجود بالخير من الريح المرسلة، رواه البخاري.

2-وعن أنس رضي الله عنه: أن رسول الله e لم يُسأل شيئاً على الإسلام إلا أعطاه، قال: فأتاه رجلٌ، فأمر له بشاءٍ كثيرٍ بين جبلين مِن شاءِ الصدقة، قال: فرجع إلى قومه فقال: يا قوم أسلِمُوا؛ فإن محمداً يعطي عطاء مَن لا يخشى الفاقة، رواه مسلم (بشاءٍ: أي بغنمٍ).

3-وعن أنس: أن رجلاً سأل النبي e، فأعطاه غنماً بين جبلين، فأتى قومه فقال: أيْ قوم: أسلِمُوا فإن محمداً يعطي عطاء ما يخاف الفاقة، فإن الرجل ليجيء إلى رسول الله ما يريد إلا الدنيا، فما يمسي حتى يكون دينه أحب إليه وأعزّ عليه من الدنيا وما فيها، رواه مسلم.

4-وعن ابن شهاب قال: غزا رسول الله e غزوة الفتح (فتح مكة)، ثم خرج رسول الله e بمن معه من المسلمين، فاقتتلوا بحُنين، فنصر الله دينه والمسلمين، وأعطى رسول الله e يومئذ صفوان بن أمية مائة من النعم، ثم مائة، ثم مائة، قال ابن شهاب: حدثني سعيد بن المسيب أن صفوان قال: والله لقد أعطاني رسول الله e ما أعطاني، وإنه لأبغض الناس إليّ، فما برح يعطيني حتى إنه لأحبّ الناس إلي، رواه مسلم.

5-لما قفلَ رسول الله من غزوة حنين تبعَه الأعراب يسألونه، فألجؤوه إلى شجرة، فخُطفت رداؤُه وهو على راحلته، فقال: (( ردُّوا عليّ ردائي، أتخشون عليّ البخل؟ فوالله لو كان لي عدد هذه العِضَاة نَعَماً لَقسمته بينكم، ثم لاتجدوني بخيلاً ولا جباناً ولا كذّاباً)) رواه البخاري.

6-بايع الرسول e جابر بن عبد الله في جمل له كان قد كلّ في السفر، فباعه إياه بكذا درهماً، ولما جاء يتقاضاه الثمن أعطاه الثمن والجمل معاً، متفق عليه.

!!!

 الحياء عند الرسول e:

1- قال الله تعالى: ﮋ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ  ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ   ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮﮯ ﮰ  ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﮊ الأحزاب: ٥٣

2- كان e أشد حياء من العذراء في خِدرها، وكان إذا كره شيئاً عرفناه في وجهه، متفق عليه.

3- وقال e: ((الحياء من الإيمان )) و ((الحياء خير كله )) رواه مسلم.

4- وقال e: ((الحياء من الإيمان، والإيمان في الجنة، والبذاء من الجفاء والجفاء في النار )) (البذاء: الفحش) رواه الترمذي وغيره وقال: حسن صحيح.

5- وقال e: ((الحياء والإيمان قُرنا جميعاً، فإذا رُفع أحدهما رُفع الآخر )) رواه الحاكم والبيهقي وصحّحه الألباني.

6- وقال e: ((الحياء لا يأتي إلا بخير )) متفق عليه.

7- وقال e: ((الحياء والعِيّ شعبتان من الإيمان، والبذاء والبيان شعبتان من النفاق )) رواه أحمد وغيره، وصحّحه الذهبي والألباني (العِيّ: الابتعاد عن الكلام المهلك، البذاء: الكلام الفاحش، البيان: التعمّق في الكلام نفاقاً).

      (والمعنى: أن الحياء وقلة الكلام من شُعب الإيمان، والفحش والتشدّق في الكلام من شُعب النفاق).

8- وعن يعلى بن أمية قال: إن رسول الله e رأى رجلاً يغتسل بالبراز (أي بالفضاء)، فصعد المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: ((إن الله حييّ ستِّير، يحب الحياء والتستّر، فإذا اغتسل أحدكم فلْيستترْ )) رواه أحمد وغيره، وحسّن إسناده الألباني في المشكاة.

9- وقال e: ((إن لكل دين خُلقاً، وإن خُلق الإسلام الحياء )) حسن رواه ابن ماجه.

10- وقال e: ((إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستحِ فاصنعْ ما شئت )) رواه البخاري.

11- وقال e: (( الإيمان بِضعٌ وسبعون، أو بضعٌ وستون شعبة، فأفضلها قول: لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان )) رواه مسلم.

12- وعن سالم بن عبدالله، عن أبيه قال: مرّ رسول الله e برجل وهو يعاتب أخاه في الحياء، يقول: إنه ليستحي، يعني كأنه يقول: قد أضرّ بك الحياء، فقال رسول الله e: (( دَعْه فإن الحياء من الإيمان )) متفق عليه.

13- وعن أنس قال: قال رسول الله e: (( ما كان الفحش في شيء قط إلا شانَه، ولا كان الحياء في شيء إلا زانَه )) رواه الترمذي وغيره، وقال محقق شرح السنة: إسناده صحيح، (شانَه: عابَه) .

!!!

من

الآداب الإسلامية

دِيـــنٌ يُشيَّـــد آيــةً في آيـــةٍ   

لَبِنَـاتُه السُّـوراتُ والأضـواءُ

الحقُّ فيه هو الأسـاسُ وكيف لا   

واللهُ مُنزِلُه هـــــدىً وضياءُ

أمّا حديثُك للعقــــول فمَشْرَعٌ   

والعِلمُ والحِكَمُ الغوالي المـاءُ


 من آداب الرسول :

1- كان إذا أتى بابَ قومٍ لم يستقبل الباب من تلقاء وجهه، ولكن من ركنه الأيمن أو الأيسر، ويقول: ((السلام عليكم، السلام عليكم )) صحيح رواه أحمد.

2- كان إذا بعث أحداً من أصحابه في بعض أمره قال: ((بشّروا ولا تنفّروا، ويسّروا ولا تعسّروا )) صحيح رواه أبو داود.

3- كان يقبل الهدية ويُثيب عليها، رواه البخاري.

4- كان يُغير الاسم القبيح، صحيح رواه البخاري.

5- كان إذا دخل على مريض يعوده قال: (( لا بأس طهور إن شاء الله )) رواه البخاري.

6- كان إذا شرب تنفّس ثلاثاً، ويقول: ((هو أهنأ وأمرأ وأبرأ)) صحيح رواه ابن ماجه.

7- كان إذا مشى مشى أصحابه أمامه، وتركوا ظهره للملائكة، صحيح رواه ابن ماجه.

8- كان لا يصافح النساء في البيعة. «ولا في غيرها» حسن رواه أحمد.

9- كـان يجعل يمينَه لأكله وشربه ووضوئه وثيابه وأخذه وعطائه، وشمالَه لما سوى ذلك، صحيح رواه أحمد.

10- كان إذا طلع على أحد من أهل بيته كذبَ كذبة لم يزل مُعرضاً عنه، حتى يُحدِث توبة، صحيح رواه أحمد.

11- وعن عائشة رضي الله عنها، قالت: استأذن على النبي e رجلٌ، فقال: ((ائذنوا له، فبئس ابن العشيرة، أو بئس أخو العشيرة))، فلما دخل ألانَ له الكلام، فقلت له: يا رسول الله، قلت ما قلت ثم ألنت له في القول؟! فقال: ((إن شرّ الناس منزلة عند الله مَن تركَه، أو وَدَعَه الناس اتقاء فحشه)) رواه البخاري في كتاب الأدب.

(وقد اعتبر العلماء قول النبي e فيه وهو غائب، وإلانته لـه القول وهو حاضر من باب المداراة والتأليف ليُسلِمَ قومُه).

!!!


 مِن هَدْيِ الرسول e:

1- كان إذا أتاه الأمر يسرُّه قال: ((الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ) وإذا أتاه الأمر يكرهه قال: ((الحمد لله على كل حال )) صحيح رواه الحاكم.

2- كان إذا اشتكى نفثَ على نفسه بالمعوذات ومسح عنه بيده، متفق عليه.

3- كان إذا جاءه أمرٌ يسرّ به خرّ ساجداً شكراً لله، صحيح رواه أبو داود.

4- كان إذا خاف قوماً قال: ((اللهم إنا نجعلك في نحورهم، ونعوذ بك من شرورهم )) صحيح رواه أحمد.

5- كان إذا راعَه شيء قال: (( الله ربي، الله ربي، لا شريك له)) صحيح رواه النسائي.

6- كان إذ كربَه أمرٌ قال: ((يا حي يا قيوم، برحمتك أستغيث))

حسن رواه الترمذي.

7- كان يتعوّذ من الجان وعين الإنسان، حتى نزلت المعوذتان، فلما نزلت أخذ بهما وترك ما سواهما، صحيح رواه الترمذي.

8- كان يتعوّذ من جَهْد البَلاء، ودَرَك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء، متفق عليه.

9- كان يخطب بـ «قاف» يوم الجمعة (أي يقرأ سورة «ق») رواه أبو داود بسند صحيح.

10- كان إذا غزا قال: ((اللهم أنت عضدي، وأنت نصيري، بك أحول، وبك أصول، وبك أقاتل )) صحيح رواه أحمد.

11- كان لا يقوم من مجلسه إلا قال: ((سبحانك اللهم ربي وبحمدك، لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك ) وقال: ((لا يقولن أحد حيث يقوم من مجلسه إلا غُفر له ما كان منه في ذلك المجلس )) صحيح رواه الحاكم.

12- كان ينهانا عن كثير من الإرفاه (أي: التنعُّم).

      كان رسول الله e يأمرنا أن نحتفي أحياناً (نحتفي: نمشي حفاة) رواه أبو داود وصحّحه الألباني في المشكاة.

13- كان أكثر دعوة يدعو بها يقول: ((اللهم آتِنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقِنَا عذاب النار )) رواه مسلم. !!!

 من مزاح الرسول :

1- عن أنس قال: إن كان النبي e لَيخالطنا، حتى يقول لأخ لي صغير: ((يا أبا عُمير ما فعل النُّغير ))، كان له نُغير يلعب فمات (النُّغير: طائر يشبه العصفور، أحمر المنقار) متفق عليه.

2- وعن أبي هريرة قال: يا رسول الله، إنك تداعبنا، قال: ((إني لا أقول إلا حقاً )) (صدقاً) حسن رواه الترمذي.

3- وعن أنس: أن رجلاً استحمل رسول الله e، فقال: ((إني حاملك على ولد ناقة)) فقال: وما أصنع بولد ناقة؟ فقال رسول الله e: ((وهل تلدُ الإبلَ إلا النوقُ )) (استحمل: أي طلب منه أن يحمله على دابة) رواه أبو داود والترمذي بإسناد صحيح.

4- وعن أنس أن النبي e قال له: ((يا ذا الأذنين )) رواه الترمذي وحسّنه الألباني.

5- وعن أنس: أن رجلاً من أهل البادية كان اسمه زاهر بن حرام، وكان يُهدي للنبي e مـن البادية، فيُجهزه رسول الله e إذا أراد أن يخرج، فقال النبي e: ((إن زاهراً باديتنا، ونحن حاضروه ))، وكان النبي e يحبه، وكان دميماً، فأتى النبيُّ e يوماً وهو يبيع متاعه، فاحتضنه من خلفه ولا يُبصره.

زاهر بن حرام: أرسِلْني, مَن هذا ؟

يلتفت زاهر فيرى النبي e، فيجعل يُلزق ظهره بصدر النبي e حين عرفه.

النبي e للناس: (( مَن يشتري العبد؟))

زاهر بن حرام للرسول: إذاً والله تجدني كاسداً.

الرسول e: (( لكن عند الله لستَ بكاسد، أو قال: لكن عند الله أنت غالٍ)).

(المِزاح بكسر الميم: الانبساط مع الغير من غير تنقيص أو تحقير لـه، والمزاح المنهي عنه هو الذي فيه كذب أو إفراط ويداوم عليه، فإنه يورث كثرة الضحك وقسوة القلب، ويورث الأحقاد، ويسقط المهابة والوقار).

ذكره الزعبي محقِّق الشمائل المحمدية

!!!

 الشِّعر الذي تمثل به الرسول e:

1- قال الله تعالى: ﮋ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﮊ يس: ٦٩

2- عن شريح قال: قلت لعائشة: هل كان رسول الله e يتمثل بشيء من الشعر؟ قالت: كان يتمثل من شعر ابن رواحة، قالت: وربما قال: ويأتيك بالأخبار من لم تزود. (هذا الشعر لطرفة من معلقته) رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.

3- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله e: (( إن أصدق كلمة قالها الشاعر كلمة لبيد: ألا كلُّ شيء ما خلا الله باطل،  وكاد أمية بن أبي الصلت أن يُسلم )) متفق عليه, قال ذلك الرسول e عندما سمع شعره.

4- وعن جندب بن سفيان البجلي قال: أصاب حَجَرٌ إصبعَ رسول الله e فدَميتْ، فقال:

((هل أنتِ إلا أصبع دَميتِ وفي سبيل الله ما لَقيتِ ))

(هذا الشعر لابن رواحة) متفق عليه.

5- عن البراء بن عازب قال: قال له رجلٌ: أفررتم عن رسول الله e يا أبا عمارة؟ فقال: لا والله, ما ولّى رسول الله e، ولكن ولّى سرعــانُ النـاس، تلقتْهم هوازن بالنبل، ورسول الله e على بغلته، وأبو سفيان بن الحارث بن عبدالمطلب آخذٌ بلجامها، ورسول الله e يقول:

((أنا النبي لا أكذب، أنا ابن عبد المطلب )) متفق عليه.

6- وعن البراء قال: كان رسول الله e ينقل التراب يوم الخندق حتى اغبرّ بطنه، يقول:

واللهِ لولا اللهُ ما اهتدَيْنا  فأَنزِلَنْ سكينةً علينا والمشـركون قد بَغَوا علينا

ولا تصدّقنا ولا صلَّيْنا وثبِّتِ الأقدامَ إن لاقَيْنا إذا أرادوا فتنة أبَيْنا

يرفع بها صوته: ((أبَيْنا أبَيْنا)) متفق عليه.

7- وعن أنس قال: جعل المهاجرون والأنصار يحفرون الخندق، وينقلون التراب وهم يقولون:

نحن الذيـن بايَعُـوا محمـدا

علــى الجهـاد ما بقينا أبدا

 يقول النبي e وهو يجيبهم:

((اللهم لا عيشَ إلا عيشُ الآخرَه فاغفِرْ للأنصارِ والمهاجرَه)) متفق عليه

!!!

 حسان يمدح الرسول e:

أغرّ([41]) عليه للنبوة خاتم وضمَّ الإلهُ اسمَ النبي إلى اسمه وشق لـه من اسمه ليجله نبي أتانا بعد يأس وفترة فأمسى سراجاً مستنيراً وهادياً وأنذرَنا ناراً وبشـّر جنة وأنت إلهَ الخلقِ ربّي وخالقي تعاليتَ ربَّ الناس عن قول مَن دعا لك الخلقُ والنّعماءُ والأمرُ كلّه بطيبةَ رسمٌ للرسول ومَعهدٌ عرفتُ بها رَسمَ الرسولِ وعهدَه أعني الرسول فإن الله فضّله فينا الرسولُ وفينـــا الحق نتبعه

من الله مشهودٌ يلوح ويَشهدُ إذ قال في الخمس المؤذنُ أشهــــدُ فـذو العـرشِ محمـودٌ وهذا محمّدُ من الرسل والأوثان في الأرض تُعبدُ يلوحُ كما لاحَ الصَّقيلُ المهنّدُ وعلّمنا الإسلامَ فاللهَ نَحمَدُ لذلـك ما عمـــّرت في الناس أشهدُ سواك إلهاً أنت أعلى وأمجدُ فإياك نَستهدي وإياك نَعبدُ منيرٌ وقد تعفو الرسومُ وتهمدُ وقبراً به واراه الترابُ وملحدُ على البرية بالتقوى وبالجودِ حتى الممات ونصـرٌ غيـرُ محــدودِ

من ديوان حسان بن ثابت رضي الله عنه

!!!

 لباس الرجل المسلم:

1- قال الله تعالى: ﮋ ﯖ ﯗ   ﮊ المدثر: ٤

      (اغسلْها بالماء، وطهّر نفسك من الذنوب والمعاصي).

2- عن أم سلمة قالت: كان أحب الثياب إلى رسول الله e القميص، رواه الترمذي وحسّنه (القميص: ثوب طويل إلى نصف ساقيه».

3- وعن ابن عمر أن رسول الله e قال: ((لا ينظر الله يوم القيامة إلى مَن جرّ ثوبَه خُيلاء )) متفق عليه. (الخيلاء: الكِبر والعُجب).

4- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله e: ((ما أسفل من الكعبين من الإزار في النار )) رواه البخاري.

5- وعن ابن عمر قال: كان رسول الله e إذا اعتمّ سَدَلَ عمامته بين كتفيه، رواه الترمذي وحسّنه.

6- وعن سالم، عن أبيه، عن النبي e قال: ((الإسبال في الإزار والقميص والعمامة، مَن جرّ منها شيئاً خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة )) رواه أبو داود والنسائي وصحّح إسناده الألباني.

7- وعن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله e يقول: (( إزرة المؤمن إلى أنصاف ساقيه، لا جناح عليه فيما بينه وبين الكعبين، ما أسفل من ذلك ففي النار، قال ذلك ثلاث مرات، ولا ينظر الله يوم القيامة إلى مَن جرّ إزاره بَطَراً )) (أي تكبّراً) رواه أبو داود وابن ماجه وصحّح إسناده الألباني.

8- وعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: مررت على رسول الله e وفـي إزاري استرخاء، فقال: (( يا عبد الله، ارفع إزارك))، فرفعته، ثم قال: ((زِدْ))، فزدتُ، فما زلت أتحرّاها بعدُ، فقال بعض القوم: إلى أين؟ قال: إلى أنصاف الساقين، رواه مسلم.

9- وعن سمرة بن جندب أن النبي e قال: ((البَسُوا الثياب البِيض، فإنها أطهر وأطيب، وكفّنوا فيها موتاكم )) رواه أحمد وغيره وإسناده صحيح.

10- وقال e: ((مَن لبس ثوب شهرة في الدنيا ألبسَه الله ثوب مذلة يوم القيامة )) رواه أحمد وحسّنه الألباني.

11- وقال e: ((كلوا واشربوا وتصدقوا والبسوا في غير إسراف ولا مَخيَلَة )) صحيح رواه أحمد.

      (أي: اجتنب الإسراف والتكبر في الأكل واللبس).

الخلاصة:

1- ذكر الإمام النووي بعد ذكر أحاديث اللبس ما خلاصته:

      أن الإسبال يكون في الإزار والقميص والعمامة والثوب، وأنه لا يجوز إسباله تحت الكعبيـن إن كان للخيلاء، فإن كان لغيرها فهو مكروه، فالمستحب إلى نصف الساقين، والجائز بلا كراهية إلى الكعبين، فما نزل عن الكعبين فهو ممنوع.

2- وقد ذكر ابن حجر في الفتح رأيه، وهو عدم الجواز في اللباس تحت الكعبين، فقال: وقد نقل القاضي عياض الإجماع على أن المنع في حق الرجال دون النساء (أي: تطويل اللباس تحت الكعبين).

      ثم قال ابن حجر: والحاصل أن للرجال حالين: حال استحباب: وهو أن يقتصر بالإزار على نصف الساق، وحال جواز: وهو إلى الكعبين.

      ومفهوم كلامه: أن إطالة الإزار مثل الثوب والسروال والبنطال تحت الكعبين غير جائز.

3- وعن عبد الله بن عمرو: أن رسول الله e رأى عليه ثوبين مُعصفرَين، فقال: ((إن هذه من ثياب الكفار فلا تلبسهما )) رواه مسلم.

يستفاد من الحديث:

1- لا يجوز للمسلم أن يلبس ثياب الكفار، وأن يتزيّن بزيّهم؛ لقوله e: ((من تشبَّه بقوم فهو منهم )) صحيح رواه أبو داود.

لقد انتشر في كثير من البلاد الإسلامية التشبه بالكفار كلباس البنطال الضيق الذي يسمونه (كوبوي، أو شارلستون وغيرهما)، وسمعت أحد العلماء يجيب شاباً عن سؤاله على لباس البنطال الضيق، فقال: حرام؛ لأنه يجسّم العورة، وفيه تشبّهٌ بالكفار.

2- أما لباس الرأس فهو شعار الأمم، وقد تشبه بعض المسلمين فلبسوا البرنيطة، وتسمى: القبّعة، وقد فُرضت على الجنود فألبسوهم القبعة التي يلبسها الكفار، ويلبسها بعض الأغنياء وبعض العمال بحجة ستر الرأس من الشمس، ولو ستروا الرأس بقلنسوة أو عمامـة أو منديل لكان أصحّ لرؤوسهم، وأبعد عن التشبه بالكفار، وشاع هذا التشبه حتى أصبح الناس لا يشعرون أنه فيه مخالفة شرعية، فإنا لله وإنا إليه راجعون، فكيـف نحارب الكفار ونحن نتشبه بهم في لباسهم وعاداتهم؟ وكان الواجب أن نقلدهم في الأمور النافعة كصنع الطائرة والدبابة والمدفع، وغير ذلك مما يساعد على الدفاع عن ديننا وأرضنا.

!!!

 لباس المرأة المسلمة:

1- قال الله تعالى: ﮋ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ  ﮥ ﮦ ﮧﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﮊ الأحزاب: ٥٩

2- قال رسول الله e: ((مَن جرّ ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة) فقالت أم سلمة: فكيـف يصنـع النساء بذيولهن؟ قال: يُرخينَ شبراً))، قالت: إذاً تنكشف أقدامهن، قال: (( فيُرخينَ ذراعاً لا يَزدْنَ عليه )) رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.

يستفاد من الآية والحديث:

1- أن لباس المرأة يجب أن يكون عريضاً وطويلاً يغطي القدمين، بعكس الرجال الذين أمرهم الرسول e أن يقصروا الثياب إلى نصف الساق ولا يزيدوا عن الكعبين.

وفي عصرنا انعكس الأمر؛ فأصبح الرجال يطيلون ثيابهم أسفل الكعبين، ويتعرضون لدخـول النـار، وأصبح النساء يقصّرن إلى الركبة أو ما فوقها، ويتعرضن بهذا العمل إلى حرمانهن من دخول الجنة، كما أخبر بذلك رسول الله e بقوله: ((ونساء كاسيات عاريات، مميلات مائلات، رؤوسهن كأسنمة البُخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدْنَ ريحها، وإن ريحها لَيوجد من مسيرة كذا وكذا )) رواه مسلم.

(والمعنى: أن المرأة التي تكشف ساقها أو شيئاً من جسمها، وتتمايل في مشيتها، ورأسها مرتفع بشعرها كأنه سنام جمل لا تدخل الجنة حتى تلقى جزاءها).

2- إذا كان قدم المرأة لا يجوز كشفها، فوجهها بالأولى، لأنها تُعرف به، وفيه الفتنة أكثر، وسفور المرأة تقليد للكفار والأجانب وتشبّه بهم، وفي الحديث: ((من تشبه بقوم فهو منهم)) صحيح رواه أبو داود.

وليتنا قلدناهم في المخترعات النافعة كصنع الغواصات وغيرها مما يفيدنا، ولكن كما قال الشاعر:

قلّدوا الغربيَّ لكن بالفجور

وعن الُّبّ استعاضوا بالقشورِ

       3-المسؤول هو الأب والزوج والأخ، وكل راعٍ يقوم على النساء، قال e: ((كلكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته)) متفق عليه.

!!!

 لبس الذهب والخاتم:

1- عن أنس رضي الله عنه قال: إن النبي e اتخذ خاتماً من فضة، ونقش فيه: محمد رسول الله، رواه البخاري ومسلم.

2- وعن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله e نهى عن خاتم الذهب، متفق عليه.

3- وعن عبد الله بن عباس: أن رسول الله e رأى خاتماً من ذهب في يد رجل، فنزعه وطرحه، وقال: ((يعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيطرحها في يده))، فقيل للرجل بعدما ذهب رسول الله e: خذْ خاتمك انتفعْ به، قال: لا والله، لا آخذه أبداً وقد طرحه رسول الله e، رواه مسلم.

4- وعن علي بن أبي طالب قال: نهاني رسول الله e أن ألبس خاتمي في هذه أو في التي تليها، وأشار إلى الوسطى والتي تليها، رواه مسلم. وفي رواية النسائي: نهاني رسول الله e عن الخاتم في السبابة والوسطى.

5- وقال e: ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يلبس حريراً ولا ذهباً )) أخرجه الحاكم وصحّحه ووافقه الذهبي

6- وقال e عن الذهب والحرير: ((هذان حرامٌ على ذكور أمتي، حلٌّ لإناثها )) رواه أبو داود والنسائي وصحّحه الألباني بشواهده.

      (المراد الحرير الأصلي المستخرج من دودة القز، لا الحرير الاصطناعي الموجود الآن).

7- وعن عبدالله بن عمر: أن النبي e رأى على بعض أصحابه خاتماً من ذهب، فأعرض عنه، واتخذ خاتماً من حديد، فقال: (( هذا شر، هذا حلية أهل النار))، فألقاه، فاتخذ خاتماً من وَرِق (فضة)، فسكت عنه، رواه أحمد، وصحّحه الألباني بشواهده في كتاب آداب الزفاف.

7-   وقال e: ((مَن لبس الذهب من أمتي، فمات وهو يلبسه حرّم الله عليه ذهب الجنة )) رواه أحمد بسند صحيح.

يستفاد من الأحاديث:

1- أن الذهب محرم على الرجال، حلال للنساء، والمسلم هو الذي يستسلم لأوامر الله ورسوله.

2- إذا لبس الرجل خاتم الذهب للزواج الذي يسمونه (خاتم الخطبة) فهو حرام من الكبائر؛ لأنه خالف أوامر دينه، وقلّد الكفار والنصارى الذين ابتدعوا خاتم الخطبة، ومن تشبه بقوم فهو منهم، وفي لبس خاتم الذهب تشبه بالنساء، وفي الحديث: ((لعنَ النبيُّ المتشبّهين من الرجال بالنساء)) رواه البخاري.

3- يباح للرجال خاتم الفضة، ما لم يكن للخطبة؛ تجنّباً لمشابهة الكفرة.

!!!

 الزينة في اللباس:

1-   قال الله تعالى: ﮋ ﯖ ﯗ   ﮊ المدثر: ٤

      ذكر ابن كثير في تفسير هذه الآية ما خلاصته: اغسلْها، وطهّرْ نفسك من الذنوب والمعاصي وغيرها.

2- وقال الله تعالى: ﮋ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ   ﭘ ﮊ الأعراف: ٣١

ذكر ابن كثير في تفسير هذه الآية: عن ابن عباس قال: كان رجالٌ يطوفون بالبيت عراةً، فأمرهم الله بالزينة، والزينة: اللباس، وهو ما يواري السَّوءَة وما سوى ذلك من جيد البزّ والمتاع، فأُمروا أن يأخذوا زينتهم عند كل مسجد.

ثم قال ابن كثير بعد ذلك: «ولهذه الآية وما ورد في معناها من السّنّة يُستحب التجمل عند الصلاة، ولا سيما يوم الجمعة ويوم العيد، والطِّيب لأنه من الزينة، والسواك لأنه تمام ذلك، ومن أفضل اللباس البياض».

3- وقال e: ((البسوا الثياب البيض، فإنها أطهر وأطيب، وكفّنوا فيها موتاكم )) رواه أحمد وغيره وإسناده صحيح عند المحدثين، رواه مسلم.

4- وعن البراء بن عازب قال: كان رسول الله e مربوعاً، وقد رأيته في حلة حمراء ما رأيت شيئاً قط أحسن منه، متفق عليه.

5- وقال e: ((لا يدخل الجنة مَن كان في قلبه مثقال حبة من كِبر) فقال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً ونعله حسنة، قال: (( إن الله جميل يحب الجمال: الكِبر بَطَر الحق، وغَمط الناس )) (أي: ردّ الحق واحتقار الناس) رواه مسلم.

6- وعن أبي الأحوص، عن أبيه رضي الله عنه قال: أتيت النبي e وعليّ ثوب دون (رديء).

الرسول e: ((ألك مالٌ؟ ))

الرجل: نعم.

الرسول e: ((من أي المال؟ ))

الرجل: من الإبل والبقر والغنم والخيل والرقيق.

الرسول e: ((فإذا آتاك الله مالاً فلْيُرَ أثرُ نعمة الله عليك وكرامته )) رواه أحمد وإسناده صحيح كما جاء في حاشية جامع الأصول.

7- وقال e: ((مَن أنعمَ الله عليه نعمة فإن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده )) رواه أحمد وصحّحه الألباني في المشكاة.

!!!

 الزينة للصلاة والناس:

1- قال e: ((ما على أحدكم إن وجد، أو ما على أحدكم إن وجدتم أن يتخذ ثوبَين ليوم الجمعة، سوى ثوبَي مهنته)) أبو داود وقال محقق جامع الأصول: إسناده صحيح.

2- وعن جابر رضي الله عنه قال: خرجنا مع رسول الله e في غزوة بني أنمار، قال: فبينما أنا تحت شجرة إذا رسول الله e:

جابر: يا رسول الله، هلُمّ إلى الظل.

الرسول e يأتي ويُسلّم وينزل، فيأتي جابر بصغار القثّاء ويُقربه إلى الرسول e.

الرسول e: ((من أين لكم هذا؟))

جابر: خرجنا به من المدينة.

يخرج راعٍ لجابر وعليه بُردان قد أخلقا (بليَا وتلفَا)، فنظر إليه رسول الله e.

الرسول e: (( أمَا له ثوبان غير هذين؟ ))

جابر: بلى، له ثوبان في العيبة كسوتُه إياهما.

الرسول e: (( فادعُه فليلبسهما)).

يأتي الراعي ويلبس الثوبين ويذهب.

الرسول e: (( ما له؟ - ضرب الله عنقه – أليس هذا خيراً؟))

الراعي يسمع كلام رسول الله e.

الراعي يتفاءل: في سبيل الله يا رسول الله.

الرسول e: (( في سبيل الله)).

الرجل يُقتل في سبيل الله.

 رواه الإمام مالك والحاكم وقال محقق جامع الأصول: إسناده حسن.

!!!

 النظافة من الإسلام:

1- عن جابر بن عبد الله قال: أتانا رسول الله e زائراً في منزلنا، فرأى رجلاً شعثاً قد تفرق شعره، فقال: (( أما كان يجد هذا ما يُسكن به شعره؟!)) ورأى رجلاً آخر وعليه ثياب وسخة، فقال: (( أما كان هذا يجد ماء يغسل به ثوبه؟!)) رواه أحمد وغيره، وصحّحه الحاكم ووافقه الذهبي.

2- وقال e: (( مَن كان له شَعرٌ فلْيُكرمْه )) رواه أبو داود وحسّنه الحافظ في الفتح.

3- وقال e: ((عشرةٌ من الفِطرة: قصّ الشارب، وإعفاء اللحية، والسواك، واستنشاق الماء، وقصّ الأظافر، وغسل البراجم (عقد الأصابع)، ونتف الإبط، وحلق العانة، وانتقاصُ الماء (يعني الاستنجاء)، والمضمضة )) رواه مسلم.

4- وقال e: ((خمسٌ من الفِطرة: الخِتان، والاستحداد (حلق العانة)، وتقليم الأظافر، ونتف الإبط، وقص الشارب )) متفق عليه.

5- وقال e: ((لولا أن أشقّ على أمتي – أو على الناس – لأمرتهم بالسوالك عند كل صلاة)) متفق عليه.

6-   وقال e: (( السّواكُ مَطهرة للفم مَرضاة للرَّبِّ)) رواه النسائي وغيره، وصحّحه النووي وغيره.

!!!

 من آداب السلام:

1- قال الله تعالى: ﮋ ﯿ ﰀ ﰁ       ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﮊ النساء: ٨٦

2- وقال e: ((أولى الناس بالله مَن بدأهم بالسلام )) رواه أبو داود وأحمد وسنده صحيح.

3-وعن عبدالله بن عمرو: أن رجلاً سأل رسول الله e: أي الإسلام خير؟ قال: ((تُطعم الطعام، وتقرأ السلام على مَن عرفت ومَن لم تعرف )) متفق عليه.

4-وقال e: ((والذي نفسي بيده، لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابّوا، أوَلا أدلّكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشُوا السلام بينكم )) رواه مسلم.

5-وقال e: ((يُسَلم الراكب على الماشي، والماشي على القاعد، والقليل على الكثير )) متفق عليه.

6-وعن أنس رضي الله عنه قال: إن رسول الله e مرّ على صبيان، فسَلّم عليهم، متفق عليه.

7-وقال رسول الله e: ((إذا سَلّم عليكم أهل الكتاب فقولوا: وعليكم )) متفق عليه.

8-وعن عمران بن حصين: أن رجلاً جاء إلى النبي e فقال: السلام عليكم، فردّ عليه ثم جلس، فقال النبي e ((عشر) ثم جاء آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله، فردّ عليه فجلس، فقال: ((عشرون) ثم جاء آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فردّ عليه فجلس، فقال ((ثلاثون)) (أي: حسنة) رواه الترمذي و أبو داود وحسّنه الألباني وغيره.

9- وقال e: ((إذا دخلتم بيتاً فسلِّموا على أهله، وإذا خرجتم فأودعوا أهله بسلام )) رواه البيهقي وحسّنه الألباني وغيره.

10- وقال e: ((يا بُنيّ: إذا دخلتَ على أهلك فسلّمْ؛ يكون بركة عليك وعلى أهلك )) رواه الترمذي وقال الألباني في المشكاة: حسن بطرقه.

11- وقال e: ((مَن بدأ بالكلام قبل السلام فلا تجيبوه )) رواه في الحلية وحسّنه الألباني في السلسلة.

12- وقال e: ((إذا لقي أحدكم أخاه فليُسلّم عليه، فإن حالت بينهما شجرةٌ أو جدارٌ أو حجر، ثم لقيه فليُسلم عليه )) رواه أبو داود وقال الألباني: إسناده صحيح.

13- وقال e: ((يُجزئ عن الجماعة إذا مرّوا أن يُسلم أحدهم، ويُجزئ عن الجلوس أن يردّ أحدهم )) رواه أبو داود وقال الألباني: إسناده حسن.

14- وعن جابر أنه قال: إن رسول الله e بعثني لحاجة، ثم أدركته وهو يسير، (قال قتيبة: يُصلي)، فسلمت عليه، فأشار إليّ، فلما فرغ دعاني، فقال: ((إنك سلمتَ آنفاً وأنا أصلي )).

      وهو مُوجّه حينئذٍ قِبل المشرق (أي: موجّه راحلته نحو الشرق) رواه مسلم.

15- وعن ابن عمر قال: قلت لبلال: كيف رأيت النبي e يرد عليهم حين يسلمون عليه وهو يصلي؟ قال: يقول هكذا، وبسط كفَّه، رواه أبو داود والترمذي وصحّحه.

والحديث دليل على أنه إذا سَلم أحدٌ على المصلي ردّ عليه السلام بإشارة دون النطق.

والسلام على القارئ والذاكر والمدرّس وعند دخول المسجد جائز من باب أولى.

!!!

 المصافحة لا التقبيل:

1- عن أبي الخطاب قتادة قال: قلت لأنس: أكانت المصافحة في أصحاب الرسول e؟ قال نعم، رواه البخاري.

2- وقال e: ((ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غُفر لهما قبل أن يتفرقا )) رواه أبو داود وغيره، وهو حديث حسن بشواهده كما قال محقق رياض الصالحين.

3- وقال e: ((يقدم عليكم غداً أقوامٌ هم أرقّ قلوباً للإسلام منكم)) (يعني أهل اليمن)، فقدمَ الأشعريون، فيهم أبو موسى الأشعري، فلما دنَوا من المدينة جعلوا يرتجزون ويقولون:

غداً نَلقى الأحبَه

محمداً وصحبَه

فلما قدموا تصافحوا، فكانوا هم أول مَن أحدثَ المصافحة، أخرجه أحمد، وقال المنذري: إسناده صحيح على شرط مسلم.

4- وقال e: ((إن المؤمن إذا لقيَ المؤمنَ فسلّم عليه، وأخذ بيده فصافحَه تناثرت خطاياهما، كما يتناثر ورق الشجر )) ذكره المنذري في الترغيب وقال: لا أعلم في رواته مجروحاً.

5- وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رجل: يا رسول الله، الرجل منا يلقى أخاه أو صديقه، أينحني له؟ قال: ((لا) قال: أفيلتزمه ويُقبله؟ قال: ((لا) قال: فيأخذ بيده ويصافحه؟ قال: ((نعم )) رواه الترمذي وقال: حديث حسن، ووافقه محقق رياض الصالحين.

      وكان أصحاب رسول الله e يتعانقون إذا قدموا من سفر، وأما تقبيل اليد ففي الباب أحاديث وآثار كثيرة يدل مجموعها على ثبوت ذلك عن رسول الله e، فنرى جواز تقبيل يد العالم إذا لم يمدّ يده متكبراً، ولا يكون على سبيل التبرّك، ولا يتخذ التقبيل عادة، ولا يُعطل المصافحة، ولا تُوضع على الجبهة. نقلاً من سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني باختصار.

!!!

لا أصافح النساء:

1- وقال e: ((إني لا أصافح النساء، إنما قولي لمائة امرأة كقولي لامرأة واحدة )) رواه الترمذي وقال: حسن صحيح.

2- وقالت عائشة: لا والله ما مسّت يدُه يدَ امرأة قط في المبايعة، وما بايعهن إلا بقوله: ((قد بايعتك على ذلك)) رواه البخاري.

3- وقال e: ((لَأن يُطعَن في رأس أحدكم بمِخيَط من حديد خيرٌ له من أن يمسّ امرأة لا تحل له )) رواه الطبراني، وصحّحه الألباني في السلسلة.

!!!

  آداب العطاس والتثاؤب:

1- قال رسول الله e: ((إن الله يحب العطاس ويكره التثاؤب، فإذا عطسَ أحدكم وحمدَ الله كان حقاً على كل مسلم سمعه أن يقول له: يرحمك الله، فأما التثاؤب فإنما هو من الشيطان، فإذا تثاءب أحدكم فليردّه ما استطاع، فإن أحدكم إذا تثاءب ضحك منه الشيطان )) رواه البخاري. وفي رواية لمسلم: ((فإن أحدكم إذا قال: ها, ضحك الشيطان منه)).

2- وقال e: ((إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله، وليقل له أخوه أو صاحبه: يرحمك الله، فإذا قال له: يرحمك الله، فليقل: يهديكم الله ويصلح بالكم )) رواه البخاري.

3- وقال e: ((إذا عطس أحدكم، فحمدَ الله فشمّتوه ([42])، وإن لم يحمد الله فلا تشمّتوه )) رواه مسلم.

4- وقال e: (( إذا تثاءب أحدكم فليمسكْ يده على فمه، فإن الشيطان يدخل )) رواه مسلم.

5- وكـان e إذا عطسَ غطّى وجهه بيده أو ثوبه، وغضَّ بها صوته، رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.

6- وقال e: ((شمِّتْ أخاك ثلاثاً، فإن زاد فشمّتْه وإن شئت فلا)) رواه أبو داود الترمذي وقال الألباني: حديث حسن لغيره.

 7-وعن نافع: أن رجلاً عطس إلى جنب ابن عمر، فقال: الحمد الله والسلام على رسول الله e، فقال ابن عمر: وأنا أقول: الحمد لله والسلام على رسول الله، وليس هكذا؛ علمنا رسول الله e أن نقول: الحمد لله على كل حال، رواه الترمذي وقال الألباني: حديث حسن.

      يفيد هذا الحديث أن التقيد بتعاليم الرسول e أولى.

!!!


غيِّروا الشيب واجتنبوا السواد:

1- قال الله تعالى: ﮋ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ  ﮦ ﮧ ﮊ الحشر:٧

2- وقال e: ((جزّوا الشوارب، وأعفوا اللِّحى، خالِفُوا المجوس)) رواه مسلم.

3- وقال e: ((إن اليهود والنصارى لا يصبغون، فخالِفُوهم )) رواه البخاري.

4- وعن جابر رضي الله عنه قال: أُتِيَ بأبي قُحافة يوم الفتح ولحيته ورأسه كالثغامة بياضـاً، فقال رسول الله e: ((غيِّروا هذا بشيء، واجتنبوا السواد )) رواه مسلم.

5- وقال e: (( يكون قومٌ في آخر الزمان يخضبون بهذا السواد كحواصل الحمام، لا يجدون ريح الجنة )) (أي: مع السابقين)، رواه أبو داود والنسائي، وقال الألباني في المشكاة: صحيح.

6- وعن ابن عمر: أن النبي e كان يلبس النعال السِّبْتيّة([43]) ويُصفر لحيته بالوَرْس([44]) والزعفران، وكان ابن عمر يفعل ذلك، رواه النسائي وصحّحه الألباني في المشكاة.

7- وعن ابن عباس قال: مرّ على النبي e رجلٌ قد خضب بالحنّاء، فقال: ((ما أحسن هذا) قال: فمرّ آخر قد خضب بالحنّاء والكتم، فقال: ((وهذا أحسن من هذا))، ثم مرّ آخر قد خضب بالصفرة، فقال: ((هذا أحسن من هذا كله)) رواه أبو داود، وقال الألباني في المشكاة: إسناده جيد.

8- وقال e: ((غيِّروا الشيب، ولا تشبّهوا باليهود )) أخرجه النسائي وقال محقق جامع الأصول: صحيح بشواهده.

9- وعن عثمان بن عبدالله بن موهب قال: دخلت على أم سلمة، فأخرجت إلينا شَعراً من شعر النبي e مخضوباً.

      وفي رواية أخرى: أن أم سلمة زوج النبي e أرته شعر رسول الله e أحمر، رواه البخاري.

10- خرج رسول الله e على مشيخة من الأنصار بيض لحاهم، فقال: ((يا معشر الأنصار حمّروا أو صفّروا، وخالفوا أهل الكتاب)) رواه أحمد وحسّنه الحافظ في الفتح.

11- وقد نُقل عن الإمام أحمد - رحمه الله - أنه يجب، وعنه: يجب ولو مرة، وعنه: لا أحب لأحد ترك الخضب ويتشبه بأهل الكتاب، وفي السواد عنه كالشافعية روايتان؛ المشهورة: يُكره، وقيل يَحرم، ويتأكد المنع لمن دلّس به (أي: غشّ) ذكره في فتح الباري 10/355.

!!!

 واجبنا نحو الرسول e:

إنَّ للرسول e حقوقاً وواجبات إذا أداها المسلم نفعه الله به، وأسعده بشفاعته، وأكرمه بورود حوضه، وسقاه من ماء كوثره:

1- محبته e أكثر من النفس والأهل والمال والولد.

2- طاعته في كل ما أمر به من دعاء الله وحده، والاستعانة به، والصدق والأمانة، وحسن الخلق، وغير ذلك مما جاء في القرآن وأحاديثه الصحيحة.

3- التحذير من الشِّرك الذي حذّر منه الرسول e: وهو صرف العبادة لغير الله، كدعاء الأنبياء والأولياء وطلب المدد والعون منهم، فقد قال e: ((من مات وهو يدعو من دون الله ندّاً دخل النار)) (النِّدّ: المِثْل والشريك) رواه البخاري.

4- أن نؤمن بما أخبر به القرآن والرسول e من الصفات، كعلوّ الله على عرشه، تحقيقاً لقوله تعالى: ﮋ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮊ الأعلى: ١ ، وقوله e: ((إن الله كتب كتاباً فهو عنده فوق العرش )), وأن الله مع عباده بسمعه وبصره وعلمه؛ لقوله تعالى: ﮋ ﯝ ﯞ ﯟﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﮊ طه: ٤٦

5- إن من واجب المسلمين أن يشكروا الله على بعثة ومولد الرسول الكريم e، فيتمسكوا بسُنّته، ومنها صيام يوم الاثنين الذي سئل عن صومه، فقال: ((ذاك يوم وُلدت فيه، وفيه بُعثت، وعليّ أُنزل )) (أي القرآن) رواه مسلم.

6- أما الاحتفال بيوم مولده e الذي أحدثه المتأخرون، فلم يعرفه الرسول والصحابة والتابعون، ولو كان في الاحتفال خيراً لَسبقونا إليه وأرشدنا إليه الرسول e كما أرشدنا في الحديث السابق إلى صوم يوم الاثنين الذي وُلد فيه، علماً بأن الرسول e مات يوم الاثنين؛ فليس الفرح بأولى من الحزن على موته e.

7- إن الأموال التي تُنفق في الاحتفالات لو أُنفقت في بيان شمائل الرسول e وسيرته وأخلاقه وأدبه وتواضعه ومعجزاته وأحاديثه، ودعوته للتوحيد التي بدأ بها رسالته وغيرها من الأمور النافعة، لو فعل ذلك المسلمون لَنصرَهم الله كما نصرَ رسولَه e.

7-   إن المحـبّ الصادق للرسول e يهمّه اتباع أوامره، والعمل بسُنّته، والحكم بقرآنه والإكثار من الصلاة عليه e.

!!!

 التحلّي بأخلاق الرسول e:

إذا كنتَ محبّاً صادقاً لرسول الله e فتخلّقْ بأخلاقه:

1- اتركِ الفحش، وهو كل ما قبح وساء من قول أو فعل.

2- اخفضْ صوتك واغضضْ منه إذا نطقت، وخاصة في المجتمعات العامة، كالأسواق والمساجد والحفلات وغيرها، ما لم تكن خطيباً أو واعظاً.

3- ادفعِ السيئة التي قد تصيبك من أحد بالحسنة؛ بأن تعفو عن المسيئ فلا تؤاخذه، وتصفح عنه بأن لا تعاقبه ولا تهجره.

4- ترك التأنيب والتعنيف لخادمك أو زميلك أو ولدك أو تلميذك أو زوجتك إذا أخطؤوا أو قصروا.

5- لا تُقصّر في واجبك، ولا تبخسْ حق غيرك، حتى لا تضطره إلى أن يقول لك: لِمَ فعلت كذا...؟ أو لِمَ لمْ لا تفعل كذا ؟ لائماً عليك، أو عاتباً عليك.

6- اترك الضحك إلا قليلاً، وليكن جلّ ضَحِكك التبسم.

7- لا تتأخر عن قضاء حاجة الضعيف والمسكين والمرأة، والمشي معهم في غير تكبّر ولا استنكاف.

8- مساعدة أهل البيت على شؤون البيت، ولو كان حلب شاة أو طهي طعام أو غيره.

9- البسْ أحسن الثياب التي عندك، لاسيما وقت الصلاة والأعياد والحفلات.

10- لا تتكبر عن الأكل على الأرض، وأكل ما وُجد من الطعام، والاكتفاء بقليل الطعام.

11- العمل ومشاركة العاملين، ولو بحفر الأرض ونقل التراب، والسرور بذلك إظهاراً لعدم التكبّر.

12- عدم الرضا بالمدح الزائد والإطراء المُبالَغ فيه، والاكتفاء بما هو ثابت للعبد، وبما قام به من صفات الحق والفضل والخير.

13- لا تنطق ببذاء ولا جفاء ولا كلام فاحش، ولو مازحاً.

14- لا تقل سوءاً ولا تفعله.

15- لا تواجه أحداً من إخوانك بمكروه.

16- لازم سلامة النطق وحلو الكلام([45]).

17- لا تُكثر المزاح، ولا تقل إلا الصدق.

18- ارحم الإنسان والحيوان حتى يرحمك الله.

19- احذر البخل؛ فهو مكروه من الله والناس.

20- نمْ باكراً، واستيقظ للعبادة والاجتهاد والعمل.

21- لا تتأخر عن صلاة الجماعة في المسجد.

22- احذر الغضب وما ينتج عنه، وإذا غضبت فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم.

23- الزم الصمت، ولا تكثر الكلام؛ فهو مسجّل عليك.

24- اقرأ القرآن بفهم وتدبر، واسمعه من غيرك، واعمل به.

25- لا ترد الطِّيب واستعمله دائماً، لاسيما عند الصلاة.

26- استعمل السواك فهو مفيد جداً، لاسيما عند الصلاة.

27- كن شجاعاً، وقل الحق ولو على نفسك.

28- اقبل النصيحة من كل إنسان، واحذر ردّها.

29- اعدل بين زوجاتك وأولادك وفي كل أعمالك.

30- اصبر على أذى الناس وسامحْهم، حتى يسامحك الله.

31- أحبّ للناس ما تحب لنفسك.          

32- أكثر من السلام عند الدخول والخروج واللقاء وفي الأسواق.

33- تقيد بلفظ السلام الوارد في السّنّة، وهو: ((السلام عليكم ورحمة الله وبركاته) ولا يُغني عنه كلمة: صباح الخير، ومساء الخير، أو أهلاً ومرحباً، ويمكن قولها بعد السلام.

34- كنْ نظيفاً في مظهرك ولباسك.

35- غيّر شيبك بالأصفر أو الأحمر، واحذر السواد امتثالاً لأمر الرسول e.

36- تمسك بسنن الرسول e، حتى تدخل في قوله: ((إن مِن ورائكم أيام الصبر، للمُتمسك فيهن بما أنتم عليه أجرُ خمسين منكم) قالوا: يا نبي الله أو منهم؟ قال: ((بل منكم)) أخرجه ابن نصر في السنة، وصحّحه الألباني بشواهده.

37- اللهم ارزقنا العمل بكتابك وسُنّة نبيّك، وارزقنا حبَّه واتباعه وشفاعته e يوم القيامة.

!!!

 مكارم أخلاق الرسول e:

منها وما يتعشّق الكُبَراءُ دِيناً يضـيء بنوره الآناءُ يُغرَى بهن ويُولَع الكُرماءُ وفعلتَ ما لا تفعل الأنواءُ لا يستهين بعَفوك الجُهلاءُ هذان في الدنيا هُما الرُّحماءُ في الحق لا ضِغنٌ ولا بغضاءُ ورضا الكثير تحلّم ورياءُ تَعْرُو النَّدِيَّ وللقلوب بكاءُ جاء الخصومَ من السماء قضاءُ فجميعُ عهدِك ذمّة ووفاءُ بالحق مِن مِلَلِ الهُدى غَرّاءُ نادى بها الحكماءُ والعقلاءُ والناسُ تحت لوائها أكفاءُ والأمرُ شورى والحقوقُ قضاءُ فالكلُّ في حق الحياة سواءُ ما لم يَنلْ في رُومة الفقهاءُ  حادٍ وحنّتْ بالفلا وَجناءُ

يا مَن لـه الأخلاق ما تَهوى العُلا لو لــم تُقـِـمْ دِيناً لقامتْ وحدَها زانتْك في الخلق العظيم شمائلٌ وإذا سَخوتَ بلغتَ بالجُود المَدَى وإذا عفوتَ فقادراً ومقدّراً فإذا رحمت فأنت أمٌّ أو أبٌ وإذا غضبتَ فإنما هي غَضبةٌ وإذا رضيتَ ففي مرضاته وإذا خطبتَ فللمنابر هزّةٌ وإذا قضيتَ فلا ارتيابَ كأنما وإذا أخذتَ العهدَ أو أعطيتَه بك يا ابنَ عبدالله قامت سمحةٌ بُنيتْ على التوحيد وهي حقيقة الله فوق الخلق فيها وحدَه والدِّينُ يُسـرٌ والخلافة بيعة أنصفتَ أهلَ الفقر من أهل الغنى ظلموا شريعتك التي نِلْنا بها صلى عليك الله ما صَحِبَ الدُّجَى

          من ديوان الشاعر أحمد شوقي


 حسان يُدافِعُ عن الرسول e:

تُثير النَّقع موعدها كَدَاءُ على أكتافها الأَسَلُ الظِّماءُ تلطّمهنّ بالخُمُر النساءُ وكان الفتحُ وانكشفَ الغطاءُ يُعزّ الله فيه مَن يشاءُ ورُوحُ القُدس ليس لـه كِفاءُ يقول الحقَّ إن نفع البلاءُ فقلتم لا نقومُ ولا نشاءُ فأنت مجوَّفٌ نَخِبٌ هواءُ وعبدُ الدارِ سادتُها الإماءُ وعند الله في ذاك الجزاءُ فشـرُّكما لخيركما الفداءُ ويمدحه وينصـره سواءُ لعِرض محمد منكم فداءُ وبحري لا تُكدّره الدِّلاءُ([46])

عَدِمْنا خيلَنا إن لم تَرَوها يُبارينَ الأسنّة مُصعِداتٍ تظلّ جيادنا متمطّراتٍ فإما تُعرِضوا عنا اعتَمرْنا وإلا فاصبِرُوا لجِلاد يومٍ وجبريلٌ أمينُ الله فينا وقال الله قد أرسلتُ عبداً شهدت به فقُومُوا صدّقوه ألا أبلغْ أبا سفيان عني بأن سيوفَنا تركتْك عبداً هجوتَ محمداً فأجبتُ عنه أتهجوه وليستَ بكُفءٍ فمَن يهجو رسولَ الله منكم فإن أبي ووالدَه وعِرضي لساني صارمٌ لا عيبَ فيه

!!!



([1]) مربوعاً: ليس بالطويل ولا القصير.

([2]) مشرق الوجه، مضيئه.

([3]) نحول الجسم.

([4]) تريد أنه ليس بناحل ولا منتفخ.

([5]) حسن وضيء.

([6]) سواد.

([7]) طويل شعر العين.

([8]) بُحة وحسن.

([9]) طول.

([10]) كثرة الشعر.

([11]) حاجباه طويلان ومقوسان ومتصلان.

([12]) كلامه بيّن وسط، ليس بالقليل ولا بالكثير.

([13]) ربعة ليس بالطويل البائن ولا بالقصير.

([14]) عنده جماعة من أصحابه يطيعونه.

([15]) غير عابس الوجه، وكلامه خالٍ من الخرافة.

([16]) الكل: اليتيم.

([17]) الناموس: صاحب السر وهو جبريل عليه السلام.

([18]) وَضوئه: الماء الذي توضأ به.

([19]) زر الحجلة: بيضة حجل الطير.

([20]) تكفّأ: مال إلى أمامه ليرفع رِجله من الأرض بكلّيته.

([21]) فقال عندنا: أي نام عندنا وقت القيلولة.

([22]) الواقف بعرفة لا يصومه.

([23]) العاشر من المحرم.

([24]) التاسع من محرم.

([25]) إيلاء: حُلِف.

([26]) صبرة: ما جمع من طعام أو غيره.

([27]) قرظ: ورق السلم يدبغ به.

([28]) أهبة: قربة من جلد.

([29]) النوق أو الأغنام.

([30]) سميطاً: مشوية.

([31]) دهن متغير الرائحة يُؤتدم به.

([32]) أي: نزل بأبيك الموت، فهو أمر عام لكل واحد، والمصيبة إذا عمّت هانت.

([33]) أي: الملاقاة حاصلة يوم القيامة.

([34]) أشار بذلك إلى الرد على من زعم أنه سيحيا وفي النهاية سيموت.

([35]) يعفو عنها.

([36]) أي: باب صدقة يعطيها لغيره.

([37]) أي: يسأل الناس المال.

([38]) حوائج أهله وخدمتهم.

([39]) الجارية يذهب معها الرسول e ليحل لها مشكلاتها.

([40]) جبل بين الطائف ومكة.

([41]) أغرّ: أي أبيض.

([42]) قولوا له: يرحمك الله.

([43]) السِّبتية: نعال من جلد.

([44]) الورس: نبت أصفر.

([45]) هذه الفقرات مأخوذة بتصرف من كتاب (العلم والعلماء) للشيخ أبي بكر الجزائري المدرّس في المدينة المنورة.

([46]) النقع: غبار الحرب، كداء: موضع بأعلى مكة، مصعدات: مسرعات في الصعود، الأسل: الرماح الجيدة، متمطرات: متحفزات، الفتح: فتح مكة، الجلاد: المصابرة في القتال، روح القدس: جبريل، نفع البلاء: نفع الاختبار ونفعت الذكرى، مجوَّف: فارغ، نخب: جبان، هواء: فارغ، عبد الدار: أخو عبد مناف وحسان يهجو بني عبد الدار لأن الرسول e من بني عبد مناف.