العزاء في ضوء السنة المطهرة
التصنيفات
المصادر
الوصف المفصل
المقدمة
إن الحمد للَّه، نحمده، ونستعينه،ونستغفره، ونعوذ باللَّه من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده اللَّه فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلاَّ اللَّه وحده لا شريك له، وأشهد انّ محمدّاً عبدُه ورسوله، صلّى اللَّه عليه، وعلى آله، وأصحابه، وأتباعه بإحسانٍ، وسلّم تسليماً كثيراً، أما بعد:
فهذه رسالة لطيفة مختصرة في «العزاء»، بيّنت فيها: مفهوم التعزية، وفضلها، وألفاظ التعزية وصفتها، ومدتها، والسنة في العزاء، والبدع والمنكرات التي تحصل من بعض الناس في العزاء، ومشروعية التلبينة للمحزون.
واللَّهَ أسأل أن يجعلها خالصة لوجهه الكريم، وأن يجعلها مباركة نافعة إلى يوم الدين، وأن ينفعني بها في حياتي، وبعد مماتي، وأن ينفع بها من انتهت إليه؛ فإنه خير مسؤول، وأكرم مأمول، وهو حسبنا ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلاَّ باللَّه العليّ العظيم، وصلَّى اللَّه وسلّم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد، وعلى آله، وأصحابه أجمعين.
الفقير إلى الله تعالى
سعيد بن علي بن وهفالقحطاني
حرر في يوم السبت الموافق 24/4 / 1433هـ.
التعزية
العزاء والتعزية لغة:يقال: تعزيتُ عنه: أي تصبَّرت، أصلها تعزَّزت، والاسم منه العزاء([1])، والتعزِّي: التأسِّي والتصبُّر عند المصيبة، وأن يقول: «إنا لله وإنا إليه راجعون»([2]).
والتعزية اصطلاحاً:التصبير على ما أصاب من المكروه([3])، والتعزية يُراعى فيها الأمور الآتية:
الأمر الأول: فضل تعزية المصاب،
جاء في ذلك فضل عظيم؛ لحديث عمرو بن حزم أن النبي ﷺ قال:«ما من مؤمن يعزي أخاه بمصيبة إلا كساه الله سبحانه من حلل الكرامة يوم القيامة»([4]).
وعن أنس بن مالك t عن النبي ﷺ قال: ((من عزّى أخاه المؤمن في مصيبة كساه الله حُلة خضراء يُحْبَرُ بها يوم القيامة)) قيل: يا رسول الله، ما يُحبرُ؟ قال: ((يغبط))([5]).
الأمر الثاني: ألفاظ التعزية،وصفتها،
يقوم المعزّي بتعزية المصاببما يسلّيه، ويصبّره، ويحمله على: الرضا، والصبر، واحتساب المصيبة عند الله تعالى، والثقة بالله سبحانه، وأنه لا يخلف الميعاد، ويكون ذلك بما تيسر من الترغيب في الأجر والثواب، والاحتساب من القرآن الكريم والسنة الصحيحة، أو بما تيسر من الكلام الذي يُخفِّف المصيبة، ويبرّد حرارتها([6]) على حسب نوع المصيبة وحال المصاب، من ذلك ما يأتي:
1 – ما قاله رسول الله ﷺ لابنته حينما كان ولدها في الغرغرة:((إن لله ما أخذ و[لله] ما أعطى،وكل شيء عنده إلى أجل مسمى، فلتصبر ولتحتسب))([7]).
2 – يناسب أن يقال لمن فقد ولده ما ثبت في حديث قرة بن إياس،قال: كان نبي الله ﷺ إذا جلس يجلس إليه نفر من أصحابه، وفيهم رجل له ابن صغير يأتيه من خلف ظهره فيقعده بين يديه، فهلك فامتنع الرجل أن يحضر الحلْقة لذكر ابنه، فحزن عليه، ففقده النبي ﷺ فقال: «ما لي لا أرى فلاناً؟»قالوا: يا رسول الله بُنيَّه الذي رأيته هلك، فلقيه النبي ﷺ فسأله عن بُنيّهُ؟ فأخبره أنه هلك فعزَّاه عليه ثم قال:«يا فلان أيُّما كان أحبَّ إليك أن تمتَّع به عُمرك؟ أو لا تأتي غداً إلى باب من أبواب الجنة إلا وجدته قد سبقك إليه يفتحه لك؟»قال: يا نبي الله بل يسبقني إلى باب الجنة فيفتحها لي؛ لهو أحبُّ إليَّ، قال:«فذاك لك»([8]).
3 – مما يقال لمن فقد ولدين أو ثلاثة:ما ثبت من حديث بريدة بن الحصيب قال: كان رسول الله ﷺ يتعهد الأنصار ويعودهم، ويسأل عنهم فبلغه عن امرأة من الأنصار مات ابنها وليس لها غيره وأنها جزعت عليه جزعاً شديداً، فأتاها النبي ﷺ ومعه أصحابه، فلما بلغ باب المرأة، قيل للمرأة: إن نبي الله يريد أن يدخل يعزّيها، فدخل رسول الله ﷺ فقال: «أما إنه بلغني أنكِ جزعتِ على ابنك»، فأمرها بتقوى الله وبالصبر، فقالت: يا رسول الله [ما لي لا أجزع] وإني امرأة رقوبٌ لا أَلِدُ، ولم يكن لي غيره؟ فقال رسول الله ﷺ: «الرقوب: الذي يبقى ولدها»، ثم قال: «ما من امرئٍ أو امرأة مسلمة يموت لها ثلاثة أولاد [يحتسبهم] إلا أدخله الله بهم الجنة»، فقال عمر [وهو عن يمين النبي ﷺ] بأبي أنت وأمي واثنين؟ قال: «واثنين»([9])، وقد ثبت في هذا أحاديث كثيرة أن من مات له ثلاثة من الولد، أو اثنين، أو واحد، فصبر واحتسب إلا أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياهم([10]).
4 – قال النبي ﷺ حينما دخل على أم سلمة ل عقب موت أبي سلمة:«اللهم اغفر لأبي سلمة، وارفع درجته في المهديين، واخلفه في عقبه في الغابرين، واغفر لنا وله يا رب العالمين، وافسح له في قبره، ونوّر له فيه»([11]).
فمن السنة أن يقال بعد موت الميت وإسماعأهله بذلك: ((اللهم اغفر لفلان – ويذكر اسمه – وارفع درجته في المهديين، واخلفه في عقبه في الغابرين، واغفر لنا وله يا رب العالمين، وافسح له في قبره، ونوّر له فيه)).
5 – وقال النبي ﷺ في تعزيته عبد الله بن جعفر في أبيه:«اللهم اخلف جعفراً في أهله، وبارك لعبد الله في صفقة يمينه([12])» قالها ثلاث مرات([13]).
6 – ومما يبرّد حرارة المصيبة في التعزية في الأحباب على وجه العموم،سواء كان الميت من الأولاد، أو الآباء، أو الأمهات، أو الإخوة، أو الأخوات، أو الزوج، أو الزوجة، أو الحبيب المصافي والصديق المخلص، قول النبي ﷺ: «يقول اللَّه تعالى: ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة»([14]).
7 – ولو قال: «أعظم الله أجرك، وأحسن عزاءك، وغفر لميتك»فلا بأس بذلك([15]).
الأمر الثالث: التعزية لا تحدد بثلاثة أيام لا تتجاوزها،
بل متى رأى الفائدة في التعزية أتى بها، فقد ثبت عن النبي ﷺ أنه عزَّى بعد الثلاثة في حديث عبد الله بن جعفر ب([16]) فما دامت حرارة المصيبة قائمة فلا بأس بالتعزية، ولو بعد وقتٍ طويل، فالأمر فيه واسع وفيه مواساة لأهل الميت في مصابهم.
قال شيخنا الإمام عبد العزيز بن عبد الله ابن باز /: ((العزاء ليس له أيام محدودة، بل يشرع من حين خروج الروح قبل الصلاة على الميت وبعدها، [وقبل الدفن وبعده]، وليس لغايته حد في الشرع المطهر، سواء كان ذلك ليلاً أو نهاراً، وسواء كان ذلك في البيت، أو في الطريق، أو في المسجد، أو في المقبرة، أو في غير ذلك من الأماكن))([17]).وقال /:((والمبادرة بها أفضل، وتجوز بعد ثلاث من موت الميت لعدم الدليل على التحديد))([18]).
وقال العلامة ابن عثيمين /: ((وقت التعزية من حين ما يموت الميت أو تحصل المصيبة إذا كانت التعزية بغير الموت إلى أن تُنسى المصيبة وتزول عن نفس المصاب؛ لأن المقصود بالتعزية ليست تهنئةً أو تحيةً، إنما المقصود بها تقويةُ المصاب على تحمّل هذه المصيبة واحتساب الأجر))([19]).
الأمر الرابع: السنة في العزاء أن يصنعأقرباء
أهل الميتأو جيرانهم طعاماً يشبعهم؛لحديث عبد الله بن جعفر t قال: لما جاء نعي جعفر حين قتل قال رسول الله ﷺ: «اصنعوا لآل جعفر طعاماً، فقد أتاهم ما يشغلهم»، أو: «أمر يشغلهم»([20]).
وعن أسماء بنت عميس ل قالت: ((لما أصيب جعفر رجع رسول الله ﷺ إلى أهله فقال: ((إن آل جعفر قد شُغِلُوا بشأن ميتهم، فاصنعوا لهم طعاماً)) قال عبد الله: فما زالت سنة حتى كان حديثاً فتُرِكَ))([21]).
قال الشافعي /: ((وأُحبُّ لجيران الميت أو ذي القرابة أن يعملوا لأهل الميت في يوم يموت وليلته طعاماً يشبعهم؛ فإن ذلك سنة، وذكر كريم، وهو من فعل أهل الخير قبلنا وبعدنا))([22]).
وقال الإمام ابن قدامة /: ((وجملته أنه يستحب إصلاح طعام لأهل الميت، يبعث به إليهم، إعانة لهم، وجبراً لقلوبهم؛ فإنهم ربما انشغلوا بمصيبتهم وبمن يأتي إليهم من إصلاح طعامٍ لأنفسهم))([23]).
ثم بيّن ابن قدامة /: أنها إذا دعت الحاجة لإصلاح أهل الميت للطعام جاز؛ فإنه ربما جاءهم من يحضر ميتهم من القرى والأماكن البعيدة ويبيت عندهم فلا يمكنهم أن لا يضيفوه([24]).
وقال /: ((وتستحب تعزية جميع أهل المصيبة كبارهم وصغارهم، ويخصُّ خيارهم، والمنظور إليه من بينهم، ليستنَّ به غيرُهُ، وذا الضعيف منهم عن تحمل المصيبة؛ لحاجته إليها))([25]).
وقال شيخنا الإمام عبد العزيز ابن باز /: ((... السنة التعزية لأهل المصاب من غير كيفية معينة ولا اجتماع معين... وإنما يشرع لكل مسلم بأن يعزي أخاه بعد خروج الروح في البيت، أو في الطريق، أو في المسجد، أو في المقبرة، سواء كانت التعزية قبل الصلاة أو بعدها، وإذا قابله شُرع له مصافحته والدعاء له بالدعاء المناسب... وإذا كان الميت مسلماً، دعا له بالمغفرة والرحمة، وهكذا النساء فيما بينهن يعزي بعضهن بعضاً، ويعزي الرجل المرأة، والمرأة الرجل، لكن من دون خلوة ولا مصافحة إذا كانت المرأة ليست محرماً له))([26]).
الأمر الخامس: البدع والمنكرات في العزاء كثيرة،
لكن من أكثرها ظهوراً في بعض المجتمعات ما يأتي:
1 – اجتماع أهل الميت خارج المنزل في أماكن واسعة،سواء كانت من الخيام الكبيرة المضاءة بالأنوار والمفروشة بالفرش؛ لاستقبال الناس فيها أو من قصور الأفراح المجهزة بالإضاءة والفرش، أو فرش الساحات الخالية أمام المنزل وإنارتها استعداداً لاستقبال المعزين، أو إنارة الشوارع وإحضار من يقرأ القرآن، وإعداد القهوة والشاي، وبعض العصيراتوالأطياب؛ لتقديمها للمعزين، وغير ذلك من المنكرات البدعية التي يجب على كل مسلم الابتعاد عنها والتزام السنة([27]). وإذا صنع الطعام للناس كان ذلك بدعة أخرى([28]).
2 – الاجتماع في منزل الميت للأكل والشرب وقراءة القرآن،ودعوة الناس لحضور الطعام المقدم، وربما بعض المعزّين يأتي بالأغنام، أو الإبل، أو البقر، بحجة تقديمها لهؤلاء المعزين، ولأهل البيت، ويدعو كل من قابله ممن يأتون للتعزية لحضور هذا الطعام، وهذا من البدع المنكرة؛ لحديث جرير بن عبد الله البجلي t قال: «كنَّا نَعُدُّ الاجتماع إلى أهل الميت وصنيعة الطعام بعد دفنه من النياحة». ولفظ ابن ماجه: «كنا نرى الاجتماع إلى أهل الميت، وصنعَةَ الطعام من النياحة»([29]).
قال شيخنا ابن باز /: ((والنياحة: هي رفع الصوت بالبكاء وهي محرمة، والميت يُعذب في قبره بما يناح عليه، كما صحت به السنة عن النبي ﷺ، أما البكاء فلا بأس به إذا كان بدمع العين فقط بدون نياحة))([30]).
وقوله: ((كنا نعدّ)) أو ((كنا نرى)) قال السندي /: ((هذا بمنزلة رواية إجماع الصحابة y، أو تقرير النبي ﷺ، وعلى الثاني فحكمه الرفع على التقديرين فهو حجة)). ثم قال: ((وبالجملة فهذا عكس الوارد أن يصنع الناس الطعام لأهل الميت، فاجتماع الناس في بيتهم حتى يتكلفوا لأجلهم الطعام قلب لذلك، وقد ذكر كثير من الفقهاء أن الضيافة لأهل الميت قلب للمعقول؛ لأن الضيافة حقها أن تكون للسرور لا للحزن))([31]).
وقال شيخنا ابن باز /: «الاجتماع في بيت الميت للأكل والشرب وقراءة القرآن بدعة... وإنما يؤتى أهل الميت للتعزية والدعاء والترحم على ميتهم، أما أن يجتمعوا لإقامة مأتم([32]) بقراءة خاصة، أو أدعية خاصة، أو غير ذلك، ولو كان هذا خيراً لسبقنا إليه سلفنا الصالح، فالرسول ﷺ ما فعله، فقد قُتِل جعفر بن أبي طالب، وعبد الله بن رواحة، وزيد بن حارثة y في معركة مؤتة فجاءه الخبر عليه الصلاة والسلام من الوحي بذلك فنعاهم للصحابة، وأخبرهم بموتهم، وترضَّى عنهم، ودعا لهم، ولم يتخذ لهم مأتماً. وكذلك الصحابة من بعده لم يفعلوا شيئاً من ذلك، فقد مات الصديق t ولم يتخذوا له مأتماً، وقتل عمر t وما جعلوا له مأتماً، ولا جمعوا الناسليقرؤوا القرآن،وقُتل عثمان بعد ذلك، وعلي، فما فعل الصحابة y لهما شيئاً من ذلك...))([33])([34]).
الأمر السادس: مشروعية التلبينة للمحزون؛
لحديث عائشةلأنها كانت تأمر بالتلبينة للمريض، والمحزون على الهالك، وكانت تقول: إني سمعت رسول الله ﷺ يقول: «التلبينة تُجِمُّ فؤاد المريض، وتذهبُ ببعض الحزن». وفي لفظ: «أنها كانت إذا مات الميت من أهلها فاجتمع لذلك النساء ثم تفرقن – إلا أهلها وخاصتها – أمرت ببرمة من تلبينة فطبخت ثم صنع ثريد فصبت التلبينة عليها، ثم قالت: كلن منها، فإني سمعت رسول الله ﷺ يقول: «التلبينةمَجمَّةٌ لفؤاد المريض، تذهب ببعض الحزن»([35]).
قال الحافظ ابن حجر /: ((التَّلْبِيْنَة: طعام يُتخذ من دقيق أو نخالة وربما جعل فيها عسل، سميت بذلك لشبهها باللبن في البياض والرقة، والنافع منه ما كان رقيقاً نضيجاً لا غليظاً نيئاً... وقوله: ((مَجَمَّة: أي مكان الاستراحة)) ورويت بضم الميم [مُجمَّةٌ] أي مريحة، والجِمام: الراحة، ((والثريد: الخبز بمرق اللحم وقد يكون معه اللحم))([36]).
وقال ابن الأثير /: ((التلبينة والتلبين: حساءٌ يُعمل من دقيق أو نُخالة وربما جُعل معه عسل سميت به تشبيهاً باللبن لبياضها ورقتها))([37]).
وقال الحافظ /: ((التلبينة:حساء كالحريرة يتخذ من دقيق أو نخالة سميت بذلك لشبهها باللبن في البياض))([38]).
وصلى اللّه وسلم على نبينا محمد، وعلى آله، وأصحابه، وأتباعه، بإحسان إلى يوم الدين.
([1]) لسان العرب لابن منظور، 5/377 .
([2]) النهاية في غريب الحديث لابن الأثير، 3/223 .
([3]) انظر: معجم لغة الفقهاء، لمحمد روَّاس، ص280 .
([4]) ابن ماجه، كتاب الجنائز، باب ما جاء في ثواب من عزى مصاباً، برقم 1600، وحسنه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه، 2/45. وأخرجه أيضاً أحمد، 1/201، وانظر: إرواء الغليل، 3/217. وجاء من حديث ابن مسعود يرفعه: ((من عزَّى مصاباً فله مثل أجره)) [الترمذي، برقم 1073، وابن ماجه، برقم 1602] وضعفه الشوكاني في نيل الأوطار، 2/787،والألباني ذكر له طرقاً كثيرة ثم ضعفه، انظر: إرواء الغليل،3/219-220،وأحكام الجنائز للألباني، وفضل الله على عباده أوسع.
([5]) قال الألباني: ((أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد، 7/397، قال: وله شاهد عن طلحة بن عبيد الله بن كريز مقطوعاً أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف، 4/164، وهو حديث حسن بمجموع الطريقين كما بينته في إرواء الغليل، رقم 764)) [أحكام الجنائز للألباني، ص206].
([6]) قد ذكرت جملة من الآيات والأحاديث التي تبرّد حرارة المصيبة في رسالة لطيفة بعنوان: ((تبريد حرارة المصيبة عند فقد الأحباب)).
([7]) مسلم، كتاب الجنائز، باب البكاء على الميت، برقم 923. يقول الحافظ ابن حجر في فتحالباري، 3/ 156: «أرسَلَتبِنتُالنَّبِيّﷺ»؛هِيَزَينَبُكَماوقَعَفِيرِوايَةأَبِيمُعاوِيَةعَنعاصِمالمَذكُورفِيمُصَنَّفابنأَبِيشَيبَة».
([8]) النسائي، كتاب الجنائز، باب من صبر واحتسب، برقم 1870، 1871،بلفظ: «مَالِيلَاأَرَىفُلَانًاقَالُوايَارَسُولَاللَّهِ،بُنَيُّهُالَّذِيرَأَيْتَهُهَلَكَ،فَلَقِيَهُالنَّبِيُّﷺ،فَسَأَلَهُعَنْبُنَيِّهِ،فَأَخْبَرَهُأَنَّهُهَلَكَ،فَعَزَّاهُعَلَيْهِ،ثُمَّقَالَ:«يَافُلَانُأَيُّمَاكَانَأَحَبُّإِلَيْكَأَنْتَمَتَّعَبِهِعُمُرَكَ،أَوْلَاتَأْتِيغَدًاإِلَىبَابٍمِنْأَبْوَابِالْجَنَّةِإِلَّاوَجَدْتَهُقَدْسَبَقَكَإِلَيْهِيَفْتَحُهُلَكَ؟»قَالَ:يَانَبِيَّاللَّهِ،بَلْيَسْبِقُنِيإِلَىبَابِالْجَنَّةِفَيَفْتَحُهَالِي،لَهُوَأَحَبُّإِلَيَّ،قَالَ:«فَذَاكَلَكَ»، وكتاب الجنائز في التعزية، برقم 2088، و2090 بلفظ: «أَنَّرَجُلًاأَتَىالنَّبِيَّﷺ،وَمَعَهُابْنٌلَهُفَقَالَلَهُ:«أَتُحِبُّهُ؟»فَقَالَ:أَحَبَّكَاللَّهُكَمَاأُحِبُّهُ،فَمَاتَ،فَفَقَدَهُفَسَأَلَعَنْهُ،فَقَالَ:«مَايَسُرُّكَأَنْلَاتَأْتِيَبَابًامِنْأَبْوَابِالْجَنَّةِإِلَّاوَجَدْتَهُعِنْدَهُيَسْعَىيَفْتَحُلَكَ»،وصححه الألباني،في صحيح الترغيب والترهيب، برقم 2007.
([9]) البزار،برقم 857،والحاكم، 1/384، وصححه، وصححه الألباني في أحكام الجنائز، ص208، وقد ثبت في هذا المعنى أحاديث صحيحة ذكرتها في تبريد حرارة المصيبة.
([10]) انظر:صحيح البخاري،رقم 101، 1249 ، 1381 ،7310، ومسلم،برقم 2608، 2632، 2633، 2636.
([11]) مسلم، كتاب الجنائز، باب في إغماض الميت والدعاء له إذا حُضر، برقم 920، ولفظه: «عن أم سلمة ل،قَالَتْ: دَخَلَرَسُولُﷺعَلَىأَبِيسَلَمَةَوَقَدْشَقَّبَصَرُهُ،فَأَغْمَضَهُ،ثُمَّقَالَ: «إِنَّالرُّوحَإِذَاقُبِضَتَبِعَهُالْبَصَرُ»،فَضَجَّنَاسٌمِنْأَهْلِهِ،فَقَالَ: «لاَتَدْعُواعَلَىأَنْفُسِكُمْإِلاَّبِخَيْرٍ؛فَإِنَّالْمَلاَئِكَةَيُؤَمِّنُونَعَلَىمَاتَقُولُونَ»،ثُمَّقَالَ: «اللَّهُمَّاغْفِرْلأَبِيسَلَمَةَ،وَارْفَعْدَرَجَتَهُفِيالْمَهْدِيِّينَ،وَاخْلُفْهُفِيعَقِبِهِفِيالْغَابِرِينَ،وَاغْفِرْلَنَاوَلَهُيَارَبَّالْعَالَمِينَ،وَافْسَحْلَهُفِيقَبْرِهِ،وَنَوِّرْلَهُفِيهِ».
([12]) الصفق: هو صفقالأكفعندالبيعوالشراء...وأعطاهصفقةيمينه،...وخصاليمينلأنالبيعوالبيعةبهايقع. انظر: النهايةفيغريب الحديثوالأثر،2/ 376، مادة (سفق).
([13]) أحمد، برقم 1750، والحاكم، 3/298، قال الألباني في أحكام الجنائز، ص209: ((بإسناد صحيح على شرط مسلم)).
([14]) البخاري، كتاب الرقاق، باب العمل الذي يبتغي به وجه اللَّه، برقم 6424.
([15]) انظر: الأذكار للإمام النووي، ص126 .
([16]) أحمد، برقم 1750، [تحقيق أحمد شاكر]، والحاكم، 3/298، وصحح الألباني إسناده وساقه مطولاً في أحكام الجنائز، ص209.
([17]) مجموع فتاوى ابن باز، 13/379، وما بين المعقوفين من 13/380 .
([18]) المرجع السابق، 13/380 .
([19]) مجموع رسائل ابن عثيمين، 17/340 .
([20]) ابن ماجه، بلفظه، كتاب الجنائز، باب ما جاء في الطعام يبعث إلى أهل الميت، برقم 1610، وأبو داود، كتاب الجنائز، باب صنعة الطعام لأهل الميت، برقم 3132، والترمذي كتاب الجنائز، باب ما جاء في الطعام يصنع لأهل الميت، برقم 998، وأحمد، برقم 1754 ،1/175، والحاكم، 1/372، والبيهقي، 4/61، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي، وحسنه الألباني في صحيح السنن، وفي أحكام الجنائز، ص211 .
([21]) ابن ماجه، كتاب الجنائز، باب ما جاء في الطعام يبعث لأهل الميت، برقم 1611، وحسنه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه، 2/47 .
([22]) كتاب الأم، 1/247 .
([23]) المغني لابن قدامة، 3/496 .
([24]) المغني، 3/397 .
([25]) المرجع السابق، 3/485 .
([26]) مجموع فتاوى ابن باز، 13/382 .
([27]) انظر: مجموع فتاوى الشيخ ابن باز، 13/371-424 .
([28]) قال الإمام ابن القيم في زاد المعاد:((وكان من هديه ﷺ تعزية أهل الميت،ولم يكن من هديه أن يجتمع للعزاء ويقرأ له القرآن،لا عند قبره ولا غيره،وكل هذا بدعة حادثة مكروهة))،زاد المعاد، 1/527 .
([29]) أخرج اللفظ الأول الإمام أحمد في المسند، برقم 6905، واللفظ الثاني لابن ماجه، كتاب الجنائز، باب ما جاء في النهي عن الاجتماع إلى أهل الميت وصنعة الطعام، برقم 1612،وصححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه،2/48،وفي أحكام الجنائز، ص210 .
([30]) مجموع فتاوى ابن باز، 13/384.
([31]) حاشية السندي على سنن ابن ماجه، 2/275 .
([32]) مأتم: جمع مآتمه، مجتمع الناس في حزن أو فرح، والمقصود: اجتماع الناس للتعزية بميت. معجم لغة الفقهاء، مادة ((مأتم)).
([33]) مجموع فتاوى ابن باز، 13/383-384 .
([34]) وانظر كثيراً من البدع في أحكام الجنائز للألباني، ص220 .
([35]) متفق عليه: البخاري، كتاب الأطعمة، باب التلبينة، برقم 5417، وكتاب الطب، باب التلبينة للمريض، برقم 5689، و5690، ومسلم.
([36]) فتح الباري، 9/550، 551 .
([37]) النهاية في غريب الحديث، 4/229، وفتح الباري، 10/146.
([38]) هدي الساري مقدمة فتح البارين لابن حجر، ص182 .