×
الأربعون في الأعمال الموجبة لدخول الجنة: هذه مجموعة عطِرة من الآيات البيِّنات التي تدلّ دلالةً واضحةً على أن دخولَ الجة يكون بالإيمان والعمل الصالح، وكذلك أحاديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - التي أُودِعَت في هذا الكُتيِّب تدلُّ دلالةً واضحةً أيضًا عن أن هناك أعمالاً صالحةً تُوجِبُ دخولَ الجنةِ، وليحرِص المُسلمُ الذي يريدُ نجاةَ نفسِهِ ومن يحبُّ على أن يتحلَّى بهذه الأعمال ويتَّصِف بها ويقوم بها على أكمل وجهٍ.

 الأربعون في الأعمال الموجبة لدخول الجنة

القسم العلمي بدار القاسم


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى دخول الجنات، أما بعد:

فإن دار الكرامة التي أعدها الله عز وجل لا تُنال بالأماني، ولا يحصل عليها البطالون، ولا يدخلها إلا المسلمون الذي عبدوا ربهم ولم يشركوا به شيئًا، واتبعوا رسولهم الكريم - صلى الله عليه وسلم - الذي لم يتوان لحظة في دعوتهم إلى رضوان الله وجنته.

ومما لا ريب فيه أن دخول الجنة مطلب عزيز وأمنيته غالية، يدعيها الكل، ويتطلع إليها الجميع، فهاهم اليهود والنصارى يزعمون أنهم من أهلها وقالوا: }لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ{ [البقرة: 111] وهذا يخالف ما أخبرنا به ربنا تبارك وتعالى وما أخبرنا به النبي - صلى الله عليه وسلم - بأنه لا يدخلها إلا من أسلم وجهه لله وهو محسن.

إن كثيرًا من الناس يظنون أن دخول الجنة يكون بكلمة: لا إله إلا الله، لا اقل ولا أكثر، فقط كلمة, من أجل ذلك ضيعوا العمل وتساهلوا في ارتكاب الموبقات المهلكات.

نعم, إن الله عز وجل لا يسأل عما يفعل وهو سبحانه الفعال لما يريد، ولا يحق لأحد من البشر مهما أوتي أن يتدخل بين الله وبين عباده؛ فيُدخِل من يشاء منهم الجنة, ويُدخِل من يشاء منهم النار والعياذ بالله، فمن يتألَ على الله يدخله الله النار، وقد يكون عذر هؤلاء أنهم سمعوا أحاديث فَهِمُوا منها ذلك؛ أن دخول الجنة يكفي فيه القول فقط، مثل أحاديث: «من كان آخر كلامه: لا إله إلا الله دخل الجنة» أو: «أن الله يُدخل أقوامًا الجنة ولم يعملوا خيرًا قط» فنقول لهم: هذا صحيح ولكن رويدًا, لابد من الفهم الدقيق وعدم التقدم بين يدي النصوص.

فإن من كان آخر كلامه: لا إله إلا الله, فقد ختم الله له بخاتمة حسنة وأراد الله به خيرًا وإن كانت سابقته غير ذلك, فهذا فضل الله يؤتيه من يشاء ومن يوفق إلى قولها في آخر حياته إلا القليل , نسأل الله عز وجل بمنه وكرمه أن يوفقنا إلى قولها عند الممات, كما أن الذين أدخلهم الله عز وجل الجنة ولم يعملوا خيرًا قط أولئك لم يكونوا مشركين، بل كانوا موحدين كما ثبت في الرواية الصحيحة أن فيها: «لم يعملوا خيرًا قط إلا التوحيد» فهذا الذي ينبغي فهمه والوقوف عليه.

إذن, لا يدخل الجنة إلا الموحدون الذين لم يشركوا بربهم شيئًا ولقد أخبرنا الله بذلك في كتابه وبين لنا رسوله الكريم في السنة, وأنه لابد من الإيمان والعمل الصالح؛ قال تعالى: }وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ{ [البقرة: 82] وقال سبحانه: }وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا{ [النساء: 124].

وقال عز وجل: }وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ{ [العنكبوت: 58] وقال تعالى: }إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُوا إِلَى رَبِّهِمْ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ{ [هود: 23] وقال سبحانه: }الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ{ [النحل: 32] وقال تعالى: }إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا{ [مريم: 60].

وقال سبحانه: }وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ{ [الزمر: 74] وقال عز وجل: }وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ{ [الزخرف: 72] وقال عز وجل: }تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا{ [مريم: 63] وقال سبحانه: }أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ{ [الأحقاف: 14].

فهذه مجموعة عطرة من الآيات البينات التي تدل دلالة واضحة على أن دخول الجنة يكون بالإيمان والعمل الصالح وكذلك أحاديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - التي أودعتها هذا الكتيب تدل دلالة واضحة أيضًا عن أن هناك أعمالاً صالحة توجب دخول الجنة، وليحرص المسلم الذي يريد نجاة نفسه ومن يحب على أن يتحلى بهذه الأعمال ويتصف بها ويقوم بها على أكمل وجه, عسى الله عز وجل أن يمن علينا جميعًا بدخول الجنة والنجاة من النار.

ولقد دل النقل الصحيح والفعل الصريح والفطرة على أن الله عز وجل لا يسوي بين من عمل صالحًا وبين من عمل سيئًا، فقال سبحانه: }قُلْ لَا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ{ [المائدة: 100].

وقال تعالى: }أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ{ [السجدة: 18] وقال عز وجل: }لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ{ [الحشر: 20].

وليعلم المسلم أن أفضل الأعمال على الإطلاق والتي يتقرب بها العبد إلى مولاه هو توحيده سبحانه وتعالى وعدم الإشراك به، فهو رأس الأعمال الصالحة و أس الأعمال الفاضلة التي تكون سببًا لدخول الجنة، كما أن قراءة القرآن والعمل بما فيه والائتمار بأوامره والانتهاء عن نواهيه يكون سببًا لدخول الجنة والنجاة من النار، فمن جعل القرآن أمامه قاده إلى الجنة، كما أن الأذكار موجب من موجبات دخول الجنات؛ فقد ثبت أن التسبيح والتهليل والتحميد والتكبير يغرس بكل واحدة شجرة في الجنة وكذلك الوضوء والصلاة من موجبات دخول الجنات، فمن صلى في كل يوم ثنتي عشرة ركعة نافلة من غير الفريضة, بنى الله له بيتًا في الجنة, وكذلك كثرة السجود تكون سببًا لمرافقة النبي - صلى الله عليه وسلم - في الجنة, كما أخبر بذلك الصحابي الذي سأله مرافقته في الجنة فقال له: «أَعِنِّي على نفسك بكثرة السُّجُودِ» كما أن الصدقات والصيام من الأعمال الموجبة لدخول الجنة، فمن كان من أهل الصدقة, دخل الجنة من باب الصدقة, ومن كان أهل الصيام, دخل الجنة من باب الريان.

أما الحج, فمن حج ولم يرفث ولم يفسق فليس له جزاء إلا الجنة وكذلك الجهاد, فمن جاهد في سبيل الله لا يريد بذلك إلا إعلاء كلمة الله عز وجل, فيضمن الله عز وجل إن أماته دخول الجنة، أما حسن الخلق والرفق والسماحة وسلامة الصدر, كل ذلك من موجبات دخول الجنات وكذلك كافل اليتيم ومن يرحم الناس بل الحيوان يكون ذلك سببًا في دخول الجنة؛ فها هو الرجل الذي سقى الكلب, فشكر الله له وأدخله الله الجنة وكذلك من يُنَحِّي الأذى عن طريق المسلمين حتَّى لا يؤذيهم فيكون سببًا لدخول الجنة، ومن يربي ابنتيه أو أختيه تربية حسنة ويقوم على رعايتهن وحفظهن يكون سببًا لدخول الجنة، أما بر الوالدين فهذا الفضل العميم والخير الكثير فإن الوالد أوسط أبواب الجنة، والجنة تحت أقدام الأمهات, فكيف يليق بعاقل أن يضيع هذا الخير الذي بين يديه وفي بيته؛ أمه وأباه.

وكذلك عيادة المرضى وزيارتهم في الله وزيارة الإخوان من أجل الله عز وجل من غير أرحام بينهم ولا مصالح دنيوية, فلا يرضى الله لهم ثوابًا أقل من دخول الجنة، وكذلك الصبر على البلاء والرضا بالقضاء, فليس له جزاء إلى الجنة؛ فمن مات ولده فصبر واحتسب وحمد ربه بني له بيت في الجنة وسمي بيت الحمد.

ومن فقد بصره, فصبر واحتسب لم يرضَ الله له ثوابًا غير الجنة وأبدله الله نعيمًا لا ينفذ, إن الخصال الموجبة لدخول الجنات لا تعد ولا تحصى؛ من أجل ذلك اقتصرنا في هذه العجالة على ذكر أربعين موجبًا من موجبات دخول الجنات؛ لعلنا نتحلى بها ونعمل بما فيها؛ لعل رحمة ربنا أن تشملنا وندخل في عباده الصالحين، وأسأل الله بمنه وكرمه أن يجزل لنا العطاء وألا يحرمنا الخير والأجر وقد ثبت أن الدال على الخير كفاعله، فإن حرمت أجر العمل, فلا أحرم أجر الدلالة على الخير والسعيد من وفقه الله عز وجل وأسأل سبحانه أن يختم لنا بخاتمة حسنة طيبة نسعد بها سعادة لا شقاء بعدها أبدًا, وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

1- عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: أتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - رجلٌ، فقال: يا رسول الله! ما الموجبتان؟ فقال: «من مات لا يشرك بالله شيئًا دخل الجنة، ومن مات لا يشرك بالله شيئًا دخل الجنة، ومن مات يشرك بالله شيئًا دخل النار»([1]).

2- وعن عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، والجنة حق, والنار حق أدخله الله الجنة على ما كان من العمل»([2]).

3- وعن أبي أيوب - رضي الله عنه - قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: دلني على عمل أعمله، يدنيني من الجنة، ويباعدني من النار قال: «تعبد الله لا تشرك به شيئًا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصل ذا رحمك» فلما أدبر، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن تمسك بما أمر به دخل الجنة»([3]).

4- وعن أبي أمامة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة مكتوبة، لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت»([4]).

5- وعن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «سورة من القرآن ما هي إلا ثلاثون آية، خاصمت عن صاحبها حتى أدخلته الجنة، وهي سورة تبارك»([5]).

6- وعن جابر - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «القرآن شافع مشفع، وماحل مصدق، ومن جعله أمامه قاده إلى الجنة، ومن جعله خلفه ساقه إلى النار»([6]).

7- وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد، اعتزل الشيطان يبكي، يقول: يا ويله» وفي رواية: «يا ويلي، أُمر ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة، وأمرت بالسجود فأبيت، فلي النار»([7]).

8- وعن عقبة بن عامر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ما منكم من مسلم يتوضَّأ فيبلغ أو فيسبغ الوضوء، ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية، يدخل من أيها شاء»([8]).

9- وعن شداد بن أوس - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «سيد الاستغفار أن يقول: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليَّن وأبوء لك بذنبي، فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت. من قالها من النهار موقنًا ها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة»([9]).

10- وعن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «خصلتان أو خلتان لا يحافظ عليهما عبد مسلم إلا دخل الجنة، هما يسير، ومن يعمل بهما قليل، يسبح في دبر كل صلاة عشرًا ويحمد عشرًا، ويكبر عشرًا، فذلك خمسون ومائة باللسان، وألف وخمس مائة في الميزان، ويكبر أربعًا وثلاثين إذا أخذ مضجعه، ويحمد ثلاثًا وثلاثين، ويسبح ثلاثًا وثلاثين، فذلك مائة باللسان وألف في الميزان».

فلقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعقدها بيده، قالوا: يا رسول الله: كيف هما يسير ومن يعمل بها قليل؟! قال: «يأتي أحدكم – يعني الشيطان – في منامه، فَيُنوِّمُهُ قبل أن يقوله، ويأتيه في صلاته فيذكره حاجة قبل أن يقوله»([10]).

11- وعن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من دخل السوق فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيى ويميت وهو حي لا يموت، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير، كتب الله له ألف ألف حسنة، ومحا عنه ألف ألف سيئة، وبنى له بيتًا في الجنة»([11]).

12- وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهل الله له به طريقًا في الجنة»([12]).

13- وعن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من توضأ فأحسن الوضوء، ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله, اللهم اجعلني من التوابين، واجعلني من المتطهرين, فتحت له ثمانية أبواب الجنة، يدخل من أيها شاء»([13]).

14- وعن ابن عمر - رضي الله عنهما - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «من أذن ثنتي عشرة سنة وجبت له الجنة، وكتب له بتأذينه في كل يوم ستون حسنة، وبكل إقامة ثلاثون حسنة»([14]).

15- وعن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من صلى البردين دخل الجنة»([15]).

16- وعن عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «خمس صلوات كتبهن الله على العباد، فمن جاء بهن لم يضيع منهن شيئًا استخفافًا بحقهن، كان له عند الله عهد أن يدخله الجنة، ومن لم يأت بهن فليس له عند الله عهد، إن شاء عذبه، وإن شاء أدخله الجنة»([16]).

17- وعن عقبة بن عامر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ما من مسلم يتوضأ فيُحْسِنُ وُضُوءَهُ، ثم يقوم, فيصلي ركعتين، مُقْبِلٌ عليهما بقلبه ووجهه، إلا وجبت له الجنة»([17]).

18- وعن أم حبيبة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «ما من عبد مسلم يصلي لله كل يوم ثنتي عشرة ركعة تطوعًا غير فريضة، إلا بنى الله له بيتًا في الجنة» أو «إلا بُني له بيت في الجنة»([18]).

19- وعن عبد الله بن سلام - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «يا أيها الناس أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصِلُوا الأرحام، وصَلُّوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام»([19]).

20- وعن سهل بن سعد - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن في الجنة بابًا، يقال له: الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، يقال: أين الصائمون؟ فيقومون، لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أُغلق، فلم يدخل منه أحد»([20]).

21- وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من أصبح منكم اليوم صائمًا؟» قال أبو بكر - رضي الله عنه -: أنا، قال: «فمن تبع منكم اليوم جنازة؟» قال أبو بكر - رضي الله عنه -: أنا، قال: «فمن أطعم منكم اليوم مسكينًا؟» قال أبو بكر - رضي الله عنه -: أنا، قال: «فمن عاد منكم اليوم مريضًا؟» قال أبو بكر - رضي الله عنه -: أنا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنة»([21]).

22- وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبور ليس له جزاء إلى الجنة»([22]).

23- وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «مثل المجاهد في سبيل الله والله أعلم بمن يجاهد في سبيله كمثل الصائم القائم، وَتَوَكَّلَ الله للمجاهد في سبيله بأن يتوفاه أن يدخله الجنة أو يرجعه سالمًا مع أجر أو غنيمة»([23]).

24- وعن حذيفة بن اليمان - رضي الله عنهما - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إن رجلاً كان فيمن كان قبلكم أتاه الملك ليقبض روحه، فقيل له: هل عملت من خير؟ قال: ما أعلم، قيل له: انظر، قال: ما أعلم شيئًا غير أني كنت أبايع الناس في الدنيا وأجازيهم، فأُنظر الموسِرَ، وأتجاوز عن المعْسِرَ، فأدخله الله الجنة»([24]).

25- وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إن رجلاً رأى كلبًا يأكل الثرى من العطش، فأخذ الرجل خفه، فجعل يغرف له به حتى أرواه، فشكر الله له، فأدخله الجنة»([25]).

26- وعن سهل بن سعد - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا» وأشار بأصبعيه: السبابة والوسطى وفرج بينهما([26]).

27- وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «لقد رأيت رجلاً يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق، كانت تؤذي الناس»([27]).

28- وعن سهل بن سعد - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من يضمن لي ما بين لحييه، وما بين رجليه، أضمن له الجنة»([28]).

29- وعن أبي الدرداء - رضي الله عنه - قال: قال رجل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: دلني على عمل يدخلني الجنة، قال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا تغضب ولك الجنة»([29]).

30- وعن أبي الدرداء - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «الوالد أَوْسَطُ أبواب الجنة، فإن شئت فَأضِعْ ذلك الباب أو احفظه»([30]).

31- وعن معاوية بن جاهمة - رضي الله عنهما - أن جاهمة جاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول: الله أردت الغزو وجئتك استشيرك؟ فقال: «هل لك من أم؟» قال: نعم، فقال: «الزمها، فإن الجنة عند رجلها»([31]).

32- وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «يقول الله تعالى: ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا، ثم احتسبه إلا الجنة»([32]).

33- وعن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذا مات ولد العبد قال الله لملائكته: قبضتم ولد عبدي؟ فيقولون: نعم، فيقول: قبضتم ثمرة فؤاده؟ فيقولون: نعم، فيقول: ماذا قال عبدي؟ فيقولون: حمدك واسْتَرْجَعَ، فيقول الله: ابنوا لعبدي بيتًا في الجنة، وسموه: بيت الحمد»([33]).

34- وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا صلَّت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحصنت فرجها، وأطاعت بعلها، قيل لها: ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت»([34]).

35- وعن ثوبان - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من مات وهو بريء من الكبر والغُلُول والدَّيْن دخل الجنة»([35]).

36- وعن عمر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «عليكم بالجماعة، وإياكم والفرقة، فإن الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد، من أراد بحبوبة الجنة, فليلزم الجماعة»([36]).

37- وعن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، وليأت إلى الناس الذي يُحب أن يُؤتى إليه»([37]).

38- وعن عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «اضمنوا لي ستًا من أنفسكم أضمن لكم الجنة: اصدقوا إذا حدثتم، وأوفوا إذا وعدتم، وأدوا إذا اؤتمنتم، واحفظوا فروجكم، وغضوا أبصاركم، وكفوا أيديكم»([38]).

39- وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من عاد مريضًا أو زار أخًا له في الله، ناداه مناد: أن طبت وطاب ممشاك، وتبوَّأت من الجنة منزلاً»([39]).

40- وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن أكثر ما يدخل الناس الجنة، فقال: «تقوى الله وحسن الخلق» وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار، فقال: «الفَم والفَرْج»([40]).



([1]) أخرجه مسلم (رقم (93).

([2]) أخرجه البخاري (رقم 3435) ومسلم (رقم 28).

([3]) أخرجه مسلم (رقم 13).

([4]) أخرجه النسائي في سننه الكبرى (رقم 9848) وصححه المنذري في الترغيب والترهيب وصححه الألباني في صحيح الجامع (رقم 6464).

([5]) أخرجه الطبراني في الأوسط والضياء المقدسي في الأحاديث المختارة وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (7/127): رواه الطبراني في الصغير والأوسط ورجاله رجال الصحيح. وحسنه الألباني في صحيح الجامع (رقم 3644).

([6]) أخرجه ابن حبان (رقم 167) والطبراني في الكبير (9/132 رقم 8655)، (10/198 رقم 10450) والبيهقي في شعب الإيمان (رقم 2010) وصححه الألباني في صحيح الجامع (رقم 4443).

([7]) أخرجه مسلم (رقم: 81).

([8]) أخرجه مسلم (رقم: 234).

([9]) أخرجه البخاري (رقم 6306).

([10]) أخرجه أبو داود (رقم (5065) والنسائي (رقم (1347) والترمذي (رقم 3410) وقال: حديث حسن صحيح. وصححه الألباني في صحيح الجامع (رقم (3230).

([11]) أخرجه الترمذي (رقم 3428-3429) وصححه الحاكم (1/538-539) وحسنه المنذري في الترغيب والترهيب (3/5) وحسنه الألباني في صحيح الجامع (رقم 6231).

([12]) أخرجه مسلم (رقم (2699).

([13]) أخرجه مسلم (رقم 234) والترمذي (رقم 55) واللفظ له.

([14]) أخرجه ابن ماجه (رقم 728) والبيهقي في سننه الكبرى (1/433) والطبراني في الكبير (رقم (345) وفي الأوسط (رقم (8728) والحاكم (1/205) وصححه ووافقه الذهبي. وصححه الألباني في صحيح الجامع (رقم (6002).

([15]) أخرجه البخاري (رقم 574) ومسلم (رقم 635).

([16]) أخرجه أبو داود (رقم (1420) وابن ماجه (رقم (1401) وابن حبان (رقم 1729) وأحمد (5/315) والبيهقي (1/361) وصححه الألباني في صحيح الجامع (رقم 3243).

([17]) أخرجه مسلم (رقم 234).

([18]) أخرجه مسلم (رقم 728).

([19]) أخرجه الترمذي (رقم (2485) وابن ماجه (3251) وقال الترمذي: هذا حديث صحيح، وصححه الألباني في صحيح الجامع (رقم (7865).

([20]) أخرجه البخاري (رقم (1896) ومسلم (رقم (1152).

([21]) أخرجه مسلم (رقم 1028).

([22]) أخرجه البخاري (رقم 1773) ومسلم (رقم 1349).

([23]) أخرجه البخاري (رقم 2787) ومسلم (رقم 1876).

([24]) أخرجه البخاري (رقم 3451) ومسلم (رقم 1560).

([25]) أخرجه البخاري (رقم 173).

([26]) أخرجه البخاري (رقم 5304).

([27]) أخرجه مسلم (رقم 1914).

([28]) أخرجه البخاري (رقم (6474)ز

([29]) أخرجه الطبراني في الأوسط (رقم (2374) وأبو يعلي في المسند (رقم (1593) وقال المنذري في الترغيب والترهيب (3/277): رواه الطبراني بإسنادين أحدهما صحيح، وصححه الألباني في صحيح الجامع (رقم 7374).

([30]) أخرجه الترمذي (رقم 1900) وابن حبان (رقم 2023) والحاكم (4/152) وصححوه، وصححه الألباني في صحيح الجامع (رقم 7145).

([31]) أخرجه أحمد (3/429) والحاكم (4/151) وصححه ووافقه الذهبي، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (رقم 2604).

([32]) أخرجه البخاري (رقم 6424).

([33]) أخرجه الترمذي (رقم (1021) وحسنه، وصححه ابن حبان كما في موارد الظمآن (رقم 726) وحسنه الألباني في صحيح الجامع (رقم 795).

([34]) أخرجه ابن حبان وصححه كما في موارد الظمآن (رقم 1296) وصححه الألباني في صحيح الجامع (رقم 660).

([35]) أخرجه الترمذي (رقم 1572) وابن ماجه (رقم 2412) وابن حبان في صحيحه (رقم 198) والحاكم (2/26) وصححه ووافقه الذهبي. وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي.

([36]) أخرجه الترمذي (رقم (2165) وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب.

([37]) أخرجه مسلم (رقم 1844).

([38]) أخرجه أحمد (5/323) وابن حبان في صحيحه (رقم 271) والحاكم (4/358-359) وصححه وحسنه الألباني في صحيح الجامع (رقم 1018).

([39]) أخرجه الترمذي (رقم 2008) وقال: هذا حديث حسن غريب، وحسنه الألباني في صحيح سنن الترمذي.

([40]) أخرجه الترمذي (رقم 2004) وقال: هذا حديث صحيح غريب، وحسنه الألباني في صحيح سنن الترمذي.