روح وريحان
التصنيفات
- القرآن الكريم >> التفسير >> تفسير القرآن
الوصف المفصل
رَوحٌ وَرَيحَان
ِفي مَوضُوعَات القُرآن الكَرِيم
( طريقةٌ لتسهيلِ حِفظِ القُرآن عَن طَريقِ الإلمَام ِبمضمُونِ السُّوَرِ)
أَعــَــدَّتــــهُ
نُور مُحَمَّد مُؤَيَّد الجَندَلي
إجَازة في اللّغة العَربيَّة
قَالَ رسولُ الله صَلّى الله علَيهِ وسَلَّم
( ( خَيرُكُم مَن تعَلَّم َالقُرآنَ وَعَلَّمَهُ ))
رَوَاهُ البُخَارِيّ
الحمد لله رب العالمين ، وأشرف الصلاة وأتم التسليم ، على المبعوث رحمة للعالمين ، سيدنا محمد النبي الأمي ، وعلى آله وصحبه وسلم ،
أما بعد ..
فإن القرآن الكريم منبع علوم الشريعة وأهم أصولها ، وإليه يرجع المسلمون – مع سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم – في معرفة أحكام الدين الاعتقادية منها والفقهية ، وفي أمور السياسة والاقتصاد والأخلاق وغير ذلك .
وقد أنزل الله تعالى القرآن الكريم ليتلى ويُتدبر ويُعمل به ، كما قال تعالى : ( كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدّبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب (29) ( ] ص : 29 [
وقال تعالى : ( أفلا يتدبرون القرآن ) ] النساء : 82 ، محمد : 24 [
وقد رغّب نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم بقراءة وتدبر القرآن الكريم فقال : : ( اقرؤوا القرآن فإن الله تعالى لا يعذب قلباً وعى القرآن وإن هذا القرآن مأدبة الله فمن دخل فيه فهو آمن ومن أحب القرآن فليبشر ) رواه الدرامي بإسناده عن عبد الله بن مسعود ، وانطلاقا من الآيات الكريمة والحديث الشريف نرى معا ما للقرآن الكريم من أهمية عظيمة في الإسلام ، ونستشعر أيضا واجبنا تجاه تلاوته ، و تدبره والعمل به ، سيرا على خطى السلف الصالح الذين حفظوا لفظه وفهموا معناه واستقاموا على العمل به ، فترسخت معانيه ومبادئه في صدورهم ،وشغلوا به أوقاتهم فأعطاهم الله من فضله وواسع رحماته ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف : ( يقول الله سبحانه وتعالى من شغله القرآن وذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين وفضل كلام الله سبحانه وتعالى عن سائر الكلام كفضل الله تعالى على خلقه ) رواه الترمذي .
ولا يخفى على من سلك سبيل القرآن حفظا وتدبرا ، ما للمعاني من أهمية في رسوخ اللفظ في الأذهان ، ففي إدراكها تكتمل الرؤى ، وينطلق المرء إلى آفاق رحيبة ينهل فيها من كتاب الله .
وقد اكتنـزت كتب التفسير بأروع المعاني التي تسهّل العسير ، وتقرّب الصور ، وتبيّن المبهم ، لكن الكثير من المسلمين في هذا العصر انشغلوا عن الإلمام بمعاني القرآن الكريم رغم حاجتهم الماسة إليها ، إما لضيق الوقت أو لصعوبة تصفح المجلدات الكبيرة التي توسعت في هذا المجال ، أو لعدم توافرها في متناول الجميع .
ومن خلال اطلاعي على كتب التفسير المختلفة ، وأساليب حفظ القرآن الكريم المتنوعة ، أدركت أهمية المعنى وترابط الأفكار في السور في تسهيل وتيسير الحفظ ، حيث أن الإنسان يبقى في ذهنه التصور العام للآيات مهما تمادى به الزمن وإن لم يراجعها بإذن الله تعالى ، فعكفت على جمع الموضوعات الأساسية لكل سورة على حدة مستعينة بكتب التفاسير القيّمة ، وقمت بصياغتها بشكل متسلسل مترابط على شكل نقاط متتابعة وأفكار متكاملة ، تيسيرا على المسلم الباحث عن وسيلة مبسّطة تعينه على الإلمام بجوّ السورة العام في وقت مقتضب ، وكذلك لمساعدة طلاب حلقات القرآن الكريم على تثبيت حفظهم للسور بمراجعتهم لأهم موضوعاتها ومعانيها ، مما يعينهم على رسم هيكل أساسيّ يسيرون عليه في السور الطوال ، والإلمام بالمعاني الهامة في قصار السور و سورة الفاتحة
الطريقة التي انتهجتها في الكتاب:
- تحدثت في بداية كل سورة من السور عن جوها العام ، وأهم أهدافها ، بكلمات قلائل تعرّف القارئ بأهداف السورة على تنوعها من عقيدة أو تشريع أو عبادة .... إلى غير ذلك لربط الهدف الأساسي بالأفكار ، ولتهيئة القارئ ووضعه في جوّ السورة العام .
- راعيت تسلسل الأفكار في السور ككل ، وتناولت كل موضوع في السورة بالتبيان الموجز لمعانيها ، مبينة المغزى والغرض من إدراج هذه الأفكار في هذا المكان المحدد من السورة .
- استشهدت على كل موضوع بالآيات الكريمات التي تخصه في سور القرآن الكريم ، كل سورة على حدة ، عن طريق إدراج المقطع الأول من بداية كل آية تبتدئ الموضوع ونهاية كل آية تختتمه ، مراعية ترقيم آيات البدء والختام كي تتحدد بشكل دقيق وواضح ويسهل بعد ذلك الاطلاع عليها وحفظها .
- بالنسبة للفاتحة وقصار السور ، فقد توسعت في الحديث عن موضوعاتها ،وذلك لمساعدة طلاب حلقات القرآن من المبتدئين وصغار السن لفهمها فهما دقيقا وشاملا لا يقتصر على مجرد حفظ السورة لفظا فقط ، ولكن بالجمع بين اللفظ والمعنى فتتثبت في الذهن وتتوضح معانيها.
وقد استعنت بباقة من كتب التفسير وعلوم القرآن الكريم التي تطرقت لموضوعات السور ، وعملت جاهدة ألا يختل هيكل السورة بنقصان معنى من المعاني .
أرجو أن أكون بذلك قد خدمت كتاب الله ، وقدمت مرجعا نافعا ومفيدا لطلاب حلقات القرآن الكريم ، الباحثين عن مرجع مبسط ييسّر عليهم فهم المعاني وربط الأفكار ، فإن بلغت فذلك فضل من الله تعالى ، وإن قصرت فمن نفسي ، أسأل الله تعالى أن يتقبل عملي وينفعني به يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين .
نور محمد مؤيد الجندلي
سورة الفاتحة
وتسمى أم الكتاب لأنها مفتتحه ومبدؤه وكأن منها أصله ومنشأه .
سميت بالفاتحة لأنها مفتاح القرآن الكريم ، وقد اشتملت على كل معانيه ،
وتدور سورة الفاتحة حول ثلاثة محاور ، وهي المحاور العامة التي يدور حولها القرآن الكريم ككل :
العقيدة : (الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ {2} الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ {3} مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ {4} )
العبادة : ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ {5} )
منهج الحياة : (اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ {6} صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ {7})
لنتأمل معا كيف تترابط السورة وتتناسق من معنى إلى معنى ومن مقصد إلى مقصد ،
لقد افتتحت متوّجة باسم الله تعالى الإله المعبود المستحق لإفراده بالعبادة .
وانتقلت لحمده تعالى ، ( الحمد لله رب العالمين ) وهو الثناء على الله بصفات الكمال ، فله الحمد الكامل بجميع الوجوه ، وهو تعالى المنفرد بالخلق والتدبير لشؤون الخلق .
ثم انتقلت إلى الاستدلال بأن الاستعانة إنما هي به تعالى وحده وذلك بإضافة الاسم إلى لفظ الجلالة الجامع لصفات الكمال وبوصفه تعالى أنه (الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ {3}) ،
وأنه تعالى ( المالك ) الذي اتصف بصفة الملك الذي يتصرف بمماليكه بجميع أنواع التصرفات ، وأصناف الملك إلى يوم الدّين .( مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ {4})
وبينت الآيات وحدانيته تعالى في ألوهيته وربوبيته : (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ {5}) وفيها إثبات الحكم لله تعالى ونفيه عمّن سواه .
وانتقلت إلى بيان المطمح الأعلى للإنسان ، وأن هذا المطمح الأعلى هو الهداية إلى الصراط المستقيم : (اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ {6})
وختمت ببيان الطريق الصحيح والصراط الواضح الموصل إلى الله وهو صراط النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ، وليس طريق الضالين من اليهود والنصارى .
سورة البقرة
هي أطول سور القرآن على الإطلاق وهي من السور التي تعنى بجانب التشريع ، وتعالج النظم والقوانين التي يحتاجها المسلمون في حياتهم الاجتماعية .
ومن أهم أهدافها: استخلاف الإنسان في الأرض .
1- بدأت السورة بالحروف المقطعة ( الم ) تـنبيهاً على إعجاز القرآن الكريم ، وتحدياً للمشركين بأن يأتوا بمثله ، وتحدثت عن صفات المؤمنين المتقين مقارنة إياها بصفات الكافرين الجاحدين ، من قوله تعالى : (الم {1} ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ {2}) إلى قوله تعالى : (خَتَمَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ {7})
2- ثم تحدثت الآيات عن صفات المنافقين وبيان مدى زيغهم وضلالهم وبعدهم عن الحق عبر أمثلة قرآنية متعددة ، من قوله تعالى : ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ {8}) إلى قوله تعالى ( .. وَلَوْ شَاء اللّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّه عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ {20})
3- وبيّنت بعدها الدلائل والبراهين التي تدل على قدرة الله تعالى ووحدانيته ، مبرزة نعمة القرآن الكريم بأقوى بيان ، من قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ ... {21} إلى قوله تعالى : (وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ {25})
4- ردّ الله تعالى بعد ذلك في الآيات على شبهة الكفار في قولهم حول ذكره تعالى النمل والبعوض ، وقولهم بأن ذلك لا يليق بكتاب سماوي ،فبيّنت الآيات أنّ صغر الأشياء لا يقدح في فصاحة القرآن ولا في إعجازه مادام يشتمل على حكم بالغة وعظيمة ، ويمتنّ تعالى في الآيات على العباد بنعمة الخلق والإيجاد ،من قوله تعالى : (إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا.. {26}) إلى قوله تعالى : (...فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ {29})
5- أخبرنا الله تعالى في الآيات التالية عن بدء خلق الإنسان ، وتشريف آدم عليه السلام وتكريمه بجعله خليفة في الأرض ، ثم ذكر تعالى قصّة أمر الملائكة بالسجود لآدم ، وامتناع إبليس عن السجود .
وعرضت الآيات قصة نزول آدم عليه السلام وزوجه من الجنة للاعتبار وأخذ العظة ، من قوله تعالى : ( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً... {30}) إلى قوله تعالى ( ... وَالَّذِينَ كَفَرواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا أُولَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ {39})
6- تـناولت السورة بعد ذلك الحديث بإسهاب عن أهل الكتاب ، و بوجه خاص بني إسرائيل ( اليهود ) ، لأنهم كانوا مجاورين للمسلمين في المدينة ،فنبّهت إلى مكرهم وخبثهم وما تـنطوي عليه نفوسهم الشريرة من اللؤم والخبث والغدر و الخيانة ونقض العهود و المواثيق ، فيما يقرب من جزء كامل وذلك لكشف خديعتهم ، من قوله تعالى : (يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُواْ بِعَهْدِي... {40} إلى قوله تعالى : (تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ {141}
ويتضمن الحديث عن بني إسرائيل الموضوعات التالية :
أ) بدأت الآيات بدعوة بني إسرائيل إلى الإيمان بخاتم الأنبياء والرسل بأساليب وطرق مختلفة تتراوح بين الملاطفة والتوبيخ ، من قوله تعالى : ((يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ .. {40} ) إلى قوله تعالى (.. وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ {48})
ب) انـتقلت الآيات للحديث عن نعم الله تعالى على بني إسرائيل والتي تستدعي شكر الله عليها ، كما بينت لهم ألوان طغيانهم وجحودهم وكفرهم بالله وعصيانهم ، من قوله تعالى : (وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ... {49}) إلى قوله تعالى : ( ... فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ رِجْزاً مِّنَ السَّمَاء بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ {59})
جـ) وتحدّثت عن معجزة السُّقيا كآية بارزة وظاهرة لسيدنا موسى عليه السلام ، وبيّنت كفر بني إسرائيل وجحودهم رغم إتيانهم بالمعجزات والدلائل التي تدل على وجود الله تعالى . كما ذكّرتهم الآيات بما حل بالأمم السابقة من عذاب عقابا لهم على كفرهم وعنادهم ، وذلك تحذيرا لهم كي لا يزيغوا عن الحق مثلهم ، من قوله تعالى : (وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ.. {60}) إلى قوله تعالى : (فَجَعَلْنَاهَا نَكَالاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ {66})
د) تطرقت الآيات من خلال الحديث عن بني إسرائيل لقصة : "البقرة " لتبين مدى جحودهم وكفرهم بآيات الله تعالى ، وشبّهت قلوبهم بالحجارة ، محذرة لهم بأن الله تعالى رقيب عليهم وسيحاسبهم ، من قوله تعالى : (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً... {67}) إلى قوله تعالى : ( .... وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ {74})
هـ) ذكرت الآيات ببعض قبائح بني إسرائيل : من تحريفهم للكتب السماوية ونكرانهم لعذاب الله تعالى ، وبيّنت أن النار مصيرهم وأن الجنة مصير المؤمنين ، من قوله تعالى : (أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ.. {75})
إلى قوله تعالى : (وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أُولَـئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ {82} )
و ) تحدثت الآيات عن قبائح بني إسرائيل من نقضهم الميثاق ، واستباحتهم أموال الناس بالباطل ، وإخراجهم إخوانهم في الدين من ديارهم ، ومقابلتهم النعم بالإساءة ، وعبادتهم العجل ، وحرصهم على الحياة الدنيا ، ونبذهم كتب الله تعالى ،من قوله تعالى : (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً... {83}) إلى قوله تعالى : ( ... نَبَذَ فَرِيقٌ مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ كِتَابَ اللّهِ وَرَاء ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ {101})
ز) وتحدثت عن اتِّبَاعهم كتب الشياطين والسحرة ، ونسبتهم إياها لسليمان عليه السلام وهو منها بريء ، وتحدثت عن حسدهم للمسلمين وحقدهم عليهم وطعنهم في دين النصارى ، من قوله تعالى : (وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ... {102}) إلى قوله تعالى : ( ... وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ {123})
حـ) تطرقت الآيات لقصة إبراهيم عليه السلام و مآثره وبنائه للبيت الحرام ، أعقبها توبيخ شديد للمخالفين لملّته من اليهود ، من قوله تعالى : (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً... {124} ) إلى قوله تعالى : (تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ {134})
7- تحدثت الآيات أن الدين الحق هو التمسك بالإسلام دين جميع الأنبياء والمرسلين ، وتحدثت عن تحويل القبلة ومعاناة النبي صلى الله عليه وسلم الشديدة وحيرته في هذا الموقف وردة فعل اليهود تجاه تحويلها ، وعن الابتلاءات التي قد يبتلى فيها المؤمن في حياته ، من قوله تعالى : (وَقَالُواْ كُونُواْ هُوداً أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُواْ... {135}... إلى قوله تعالى : (وَلأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ {150} )
8- خاطبت الآيات المؤمنين ، وذكرتهم بنعمة الله تعالى عليهم ببعثة خاتم المرسلين صلى الله عليه وسلم ، ودعتهم لشكر الله تعالى والاستعانة بالصبر والصلاة على كافة الابتلاءات ، من قوله تعالى : (كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ... {151}إلى قوله تعالى : ( ... أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ {157})
9- بيّنت الآيات أهمية الصفا والمروة ، وأنهما من شعائر الله تعالى ومن واجب المسلمين تعظيم شعائره تعالى ، ثم نبهت لوجوب نشر العلم وعدم كتمانه ، من قوله تعالى : ( إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ.. {158}) إلى قوله تعالى : (وَإِلَـهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ {163})
10- ذكرت الآيات أدلة القدرة والوحدانية على وجود الله ، داعية لشكره تعالى على نعمائه ،وتحدثت عن المشركين الذين يحبون شركائهم كحب الله وعن حالهم يوم القيامة ، ودعت للأكل من الحلال الطيب ، ونهت عن كتمان العلم ، من قوله تعالى : (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ .... {164} ) إلى قوله تعالى : ( ...وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ {176})
11- انتقلت السورة إلى الحديث عن جانب الأحكام التشريعية الفرعية فتحدثت عن :
(1) أهمية البر والتقوى ، وانتقلت منه إلى حكم القصاص ، و حكم الوصية للوالدين والأقربين ، ثم أحكام الصيام وتحدثت عن أهمية الأهلّة في المواقيت ، قال تعالى: (لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ... {177})إلى قوله : (وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ {195})
(2) كذلك تحدثت عن القتال وضوابطه في الأشهر الحرم والمسجد الحرام ، وعن أحكام الحج والعمرة : من قوله تعالى : ( وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ ... {196}إلى قوله : (وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ {203})
12-وبينت السورة وجود فريقين اثنين : فريق الضلالة وفريق الهدى محذّرةً من اتباع الضلالة ، وأنه لا بد من تنازع الخير والشر، لينتصر الخير في النهاية ، من قوله تعالى : ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ {204}) إلى قوله تعالى (....وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ {215} )
13- ثم تطرقت الآيات لأحكام الجهاد في سبيل الله ردعاً للطغيان ومحاربة له ، من قوله تعالى : (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ ... {216}) إلى قوله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أُوْلَـئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللّه ِوالله غفور رحيم{218 })
14- تحدثت عن ضرورة إصلاح المجتمع الداخلي ، وعن الأمراض الاجتماعية التي تنخر جسم الأمة، ثم انـنتقلت إلى شئون الأسرة فبينت حكم الخمر ، وأحكام النفقة ،و أحوال اليتامى ، وحكم نكاح المشركين والمشركات ،وأحكام المحيض ، وأحكام حنث اليمين :
من قوله تعالى : ( يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ.{219}) إلى قوله تعالى : وَلاَ تَجْعَلُواْ اللّهَ عُرْضَةً لِّأَيْمَانِكُمْ أَن تَبَرُّواْ وَتَتَّقُواْ وَتُصْلِحُواْ بَيْنَ النَّاسِ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ {225}
15- استمرت الآيات تبين الأحكام الشرعية للمسلمين ، فتحدثت عن أحكام الطلاق ، والرضاع ، وإذا حضر الإنسان الموت ، وأحكام الخِطبة ، من قوله تعالى : (لِّلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِن نِّسَآئِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَآؤُوا فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ {226}) إلى قوله تعالى : (وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ {237})
16- تابعت الآيات تأمر بالمحافظة على الصلوات ووجوب القنوت فيها لله رب العالمين ، مبيّنة بعض الأحكام عند الوصية ، وقدرة الله تعالى على الإحياء ، وتابعت بدعوة للقتال في سبيل الله أعقبتها دعوة للإنفاق في سبيل الله ، من قوله تعالى : (حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ {238} ) إلى قوله تعالى : (مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً وَاللّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ {245})
17- بيّنت أحكام الجهاد وضربت الأمثلة بالأمم السابقة كيف جاهدت لنصرة الحق مع الاستشهاد بقصة اصطفاء طالوت على بني إسرائيل ، وعن تفضيل داود عليه السلام عليهم بالملك والنبوة، كما تحدثت عن تفضيل بعض الأنبياء على بعض ورغم ذلك فقد جاءوا جميعاً بدعوة واحدة هي الإيمان بالله تعالى وحده ، من قوله تعالى : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُواْ لِنَبِيٍّ لَّهُم{246}ُ) ، إلى قوله تعالى : ( .... مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ {254})
18- انتقلت الآيات إلى آية عظيمة هي (آية الكرسي ) ، والتي هي من أعظم آيات القرآن الكريم ، لما تحتويه من معاني التوحيد والعظمة للباري سبحانه وتعالى .
ثم بينت الآيات أن لا إكراه في الدين فالحق واضح والإثم على من عرف الحق ثم تركه ، وقارنت بين المؤمنين والكافرين ، مبيّنة أن الله تعالى يتولى المؤمنين بولايته الخاصة ، وأن مردّ الكافرين إلى عذاب الله ، من قوله تعالى : (اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ .... {255}) إلى قوله تعالى : ( ... أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ {257})
19- ذكرت السورة قصصا ثلاثا : الأولى في بيان إثبات الخالق الحكيم ، والثانية والثالثة في إثبات الحشر والبعث بعد الفناء وذلك لأخذ العظة والاعتبار ، من قوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رِبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ... {258}) إلى قوله تعالى : ( ... ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ {260})
20- بيّنت الآيات ضرورة الصدقة والإنفاق في سبيل الله مشجّعة على الصدقات ، من قوله تعالى : (مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ.{261}.. إلى قوله تعالى : (الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ {274})
21- حذّرت الآيات من جريمة الربا التي تهدد كيان المجتمع وتقوض بنيانه ، وحملت حملة عنيفة شديدة على المرابين ،من قوله تعالى ( الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ... {275}) إلى قوله تعالى : ( وَاتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ {281} )
22- انتقلت الآيات إلى أطول آية في القرآن الكريم ألا وهي ( آية الدّين ) وذكرت السورة الأحكام الخاصة به ، أتبعتها آية مكملة لها لأحكام الدين في أحوال السفر ، من قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ... {282} إلى قوله تعالى : ( ... وَلاَ تَكْتُمُواْ الشَّهَادَةَ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ {283})
23- ختمت السورة بتمجيد الله تعالى وبيان قدرته وشمول علمه وإحاطته بما في النفوس ، وتحدثت عن إيمان الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنين بالله تعالى وطاعتهم له ، وختمت بتوجيه المسلمين إلى التوبة و الإنابة ، والتضرع إلى الله تعالى برفع الأغلال و الآصار ،وطلب النصرة على الكفار ، والدعاء لما فيه سعادة الدارين.
وهكذا بدأت السورة بأوصاف المؤمنين ، وختمت بدعاء المؤمنين ليتناسق البدء مع الختام و يلتئم شمل السورة أفضل التـئام ، من قوله تعالى : ( لِّلَّهِ ما فِي السَّمَاواتِ وَمَا فِي الأَرْضِ ... {284} إلى قوله تعالى : ( ...فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ {286}) .
سورة آل عمران
اشتملت هذه السورة على ركنين هامين هما : ركن العقيدة و إقامة الأدلة و البراهين على وحدانية الله جل وعلا، وركن التشريع وخاصة ما يتعلق بالمغازي و الجهاد في سبيل الله .
1- جاءت الآيات الكريمة في بدايتها لإثبات الوحدانية و النبوة و إثبات صدق القرآن الكريم ، و الرد على الشبهات التي يثيرها أهل الكتاب حول الإسلام و حول القرآن الكريم ، كما تحدثت عن المؤمنين ودعائهم لله تعالى أن يثبتهم على الإيمان ، من قوله تعالى: ( الم {1} اللّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ {2} نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ {3} ) إلى قوله : ( رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ {9} )
2- تحدثت عن الكافرين ، وبيّنت أن سبب كفرهم هو اغترارهم بكثرة المال والبنين ،وضربت الأمثال بغزوة بدر حين انتصر المسلمين على الكافرين رغم قلتهم ، و أعقبت ذلك بالحديث عن شهوات الدنيا وأن ما عند الله خير للأبرار ، من قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُم... {10} ) إلى قوله تعالى : (الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِـتـِينَ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ {17})
3- بيّنت الآيات أن دلائل الإيمان ظاهرة ، وأن الإسلام هو الدين الحق وذكرت ضلالات أهل الكتاب واختلافهم في دينهم تحذيرا من الوقوع في مثل غيّهم وضلالهم ،من قوله تعالى : (شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ.. {18}) إلى قوله تعالى : ( ... وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ {25})
4- لما ذكرت الآيات دلائل التوحيد وصحة دين الإسلام ، أعقبته بذكر البشائر التي تدل على قرب نصر الله للإسلام والمسلمين، وأمر من الله لرسوله بالدعاء والابتهال لله تعالى أن يعز جند الحق وينصر دينه المبين ، من قوله تعالى : (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء... {26}) إلى قوله تعالى : (قُلْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ فإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ {32})
5- بيّنت الآيات علو درجات الرسل وشرف مناصبهم ، فبدأت بآدم عليه السلام ثم انتقلت إلى نوح ثم آل إبراهيم وآل عمران عليهم السلام ، وأعقبت ذلك بذكر ثلاث قصص : قصة ولادة مريم ،وقصة ولادة يحيى ، وقصة ولادة عيسى عليهم السلام ومعجزات عيسى الباهرة ، وكلها دلائل تدل على قدرة الله تعالى ، من قوله تعالى : ( إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ {33}) إلى قوله تعالى : (فَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ {63})
6- دعت الآيات أهل الكتاب للتوحيد ، وتحدثت بعدها عن قبائح أهل الكتاب وأوصاف اليهود وقبائحهم ، عندما حرفوا التوراة واستحلوا أموال الناس بالباطل ، وجاء ضمن الرد إشارات وتقريعات لليهود وبيان لمصيرهم وعذاب الله تعالى لهم ، وتحذير للمؤمنين من دسائسهم ، من قوله تعالى : (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ... {64}) إلى قوله تعالى : (وَلاَ يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُواْ الْمَلاَئِكَةَ وَالنِّبِيِّيْنَ أَرْبَاباً أَيَأْمُرُكُم بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ {80})
7- بينت بعثة الله تعالى للرسل الكرام لدعوة الناس إلى الحق ، وأن دعوة الأنبياء كلها واحدة ، محذرة من الزيغ والانحراف عن دعوة الله مرغبة بالتوبة والإنفاق في سبيل الله ،ثم انتقلت للحديث عن الطعام الذي أحل لبني إسرائيل محذرة من افتراء الكذب على الله تعالى من قوله تعالى : (وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ .... {81}) إلى قوله تعالى : (فَمَنِ افْتَرَىَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ مِن بَعْدِ ذَلِكَ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ {94} )
8- دعت الآيات لاتّباع دعوة إبراهيم عليه السلام وتحدثت عن بيت الله الحرام ووجوب الحج إليه ، ثم جاء العتاب لأهل الكتاب لكفرهم وصدودهم عن الحق ،كما دعت الآيات للاعتصام بحبل الله تعالى ، من قوله تعالى : (قُلْ صَدَقَ اللّهُ فَاتَّبِعُواْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ {95}) إلى قوله تعالى : (... وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ {103})
9- دعت الآيات المؤمنين للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وذكرت ما حلّ باليهود بسبب بغيهم ، ونهت عن اتخاذ أعداء الدين أولياء من دون الله ، من قوله تعالى : (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ.. {104}) إلى قوله تعالى : ( .. وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ {120})
10- تحدثت الآيات بعدها عن الغزوات ، وبالتحديد غزوة أحد ، وتضمنت الآيات دعوة للمسارعة إلى مغفرة الله وجنة عرضها السماوات والأرض كما بينت صفات المتقين ، من قوله تعالى : (وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ {121}) إلى قوله تعالى : (هَـذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ {138})
11- بينت الآيات أهمية الجهاد وأنه اختبار للمؤمنين ، داعية إياهم للقوة وعدم الاستسلام والوهن ، محذرة إياهم من اتخاذ الكافرين أولياء مبينة مصير الكافرين ، من قوله تعالى : (وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ {139}) إلى قوله تعالى : (وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ {151})
12- تابعت الآيات تتحدث عن غزوة أحد وما أصاب المؤمنين من غم ، وتلطف الله تعالى بهم ، وشنّعت بالمنافقين الذين كان همهم هزيمة المسلمين وفضحتهم وبينت أهدافهم ، وبينت أن النصر بيد الله تعالى وحده وأن الناس درجات عنده على حسب أعمالهم ، من قوله تعالى : (وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُم بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ ... {152}) إلى قوله تعالى : (هُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ اللّهِ واللّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ {163})
13- تحدثت الآيات عن امتنان الله تعالى على عباده ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم نبيا لهم ورسولا من أنفسهم ، وبينت أن المصائب هي اختبار للإيمان في القلوب ليظهر المؤمن وتتكشف حقيقة المنافق ، ثم بينت مصير المتقين وحالهم وسعادتهم في الجنة ، وعذاب الكافرين في النار ، من قوله تعالى : (لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً ... {164}) إلى قوله تعالى : (... وَلِلّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ {180})
14- تحدثت عن دسائس اليهود ومؤامراتهم الخبيثة في محاربة الدعوة الإسلامية وحذرت منهم ومن مكرهم ، من قوله تعالى : (لَّقَدْ سَمِعَ اللّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاء سَنَكْتُبُ مَا قَالُواْ.. {181}) إلى قوله تعالى : (وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللّهُ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ {189})
15- ختمت بآيات التفكر والتدبر في ملكوت السماوات و الأرض وما فيهما من إتقان و إبداع وعجائب و أسرار تدل على وجود الخالق الحكيم ، وقد ختمت بذكر الجهاد و المجاهدين في تلك الوصية الفذة الجامعة التي بها يتحقق الخير ويعظم النصر و يتم الفلاح و النجاح ، من قوله تعالى : ( وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللّهُ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ {189} إلى قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ {200} ) .
سورة النسـاء
هي سورة مليئة بالأحكام الشرعية التي تنظم الشئون الداخلية والخارجية للمسلمين ، أتت سورة النسـاء لتتحدث عن نماذج للمستضعفين في المجتمع ، ولتتحدث عن أمور هامة تخص المرأة والبيت والأسرة والدولة والمجتمع ، لكن معظم الأحكام فيها بحثت موضوع
( النساء) ولذلك سميت بهذا الاسم .
1- افتتح الله تعالى سورة النساء بخطاب الناس جميعا ودعوتهم للإيمان بالله وحده .
ثم انتقلت الآيات لتوصي بالأيتام والنساء خيراً ، وذكرت حق الأقارب وأحكام المواريث ، من قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا.. {1}) إلى قوله تعالى : (وَمَن يَعْصِ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَاراً خَالِداً فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ {14} )
2- بيّنت الحدود المتوجب إقامتها على كل من الرجال والنساء إن ارتكبوا الفاحشة ، وحذرت من عادات الجاهلية في ظلم النساء ، وأكل مهورهن ، وعدم معاملتهن المعاملة الحسنة ،وأعقبت ذلك بذكر المحرمات من النساء اللواتي لا يجوز الزواج بهن ، من قوله تعالى : (وَاللاَّتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِن نسائكم فَاسْتَشْهِدُواْ عَلَيْهِنَّ أَرْبَعةً مِّنكُمْ... {15}) إلى قوله تعالى : ( إِن تَجْتَنِبُواْ كبائر مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيماً {31})
3- نهت عن تمني ما خصّ الله به كلا من الجنسين على الآخر لأنه ذلك سبب للحسد والبغضاء ، وذكرت الآيات حقوق كل من الزوجين على الآخر، وأرشدت إلى الخطوات التي ينبغي التدرج بها في حالة النشوز والعصيان ،كما حثت بعدها على الإنفاق في سبيل الله ، من قوله تعالى : (وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ اللّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ... {32}) ، إلى قوله تعالى : (يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَعَصَوُاْ الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الأَرْضُ وَلاَ يَكْتُمُونَ اللّهَ حَدِيثاً {42})
4- انتقلت للنهي عن الصلاة بعد شرب الخمر ، وبينت نواقض الوضوء ، وضرورة التيمم في حالة عدم وجود الماء ، ثم انتقلت لتبين تحريف اليهود للكتب السماوية ، ودعت للإيمان بالله من قبل أن يحل العذاب على الكافرين كما حل بالأمم السابقة كما بينت أحوال الكفار في الآخرة وتمنيهم لو تسوى بهم الأرض ، كما بينت عقائد أهل الكتاب الزائغة ، من قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى.... فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَفُوّاً غَفُوراً {43}) ، إلى قوله تعالى : ( .. لَّهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِـلاًّ ظَلِيلاً {57})
5- وجّهت المؤمنين لطريق السعادة بطاعة الله ورسوله ، وأداء الأمانة والحكم بالعدل ثم ذكرت صفات المنافقين التي ينبغي الحذر منها ، من قوله تعالى : (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا.. {58}) إلى قوله تعالى : (ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللّهِ وَكَفَى بِاللّهِ عَلِيماً {70})
6- من الإصلاح الداخلي انتقلت إلى الاستعداد للأمن الخارجي الذي يحفظ على الأمة استقرارها وهدوءها ، فأمرت بأخذ العدة لمكافحة الأعداء ، وبينت حال المتخلفين عن الجهاد المثبطين للعزائم من المنافقين محذرة المؤمنين من شرهم ، من قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُمْ فَانفِرُواْ ثُبَاتٍ أَوِ انفِرُواْ جَمِيعاً {71}) ، إلى قوله تعالى : (اللّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ حَدِيثاً {87})
7- أعقبت الحديث بذكر نوع آخر من المنافقين وهم : المظهرون إسلامهم ولم يهاجروا مع كفرهم ، حيث وقع بين الصحابة رضوان الله عليهم في قتالهم اشتباه فجاءت الآيات لتدفع ذلك الاشتباه وتحذر منهم ، ثم ذكرت حكم القتل الخطأ والقتل العمد وذكرت مراتب المجاهدين ومنازلهم الرفيعة في الآخرة ، من قوله تعالى : (فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللّهُ أَرْكَسَهُم بِمَا كَسَبُواْ... {88}) إلى قوله تعالى : (دَرَجَاتٍ مِّنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللّهُ غَفُوراً رَّحِيماً {96})
8- ذكرت عقاب القاعدين عن الجهاد الذين سكنوا في بلاد الكفر ، ثم رغبت في الهجرة من دار الكفر إلى دار الإيمان ، وما يترتب عليها من سعة وأجر ، وبيّنت كيفية صلاة المسافر وطريقة صلاة الخوف .
ثم أتبعت ذلك بمثال رائع للعدالة بإنصاف يهودي اتهم ظلماً بالسرقة وإدانة من تآمروا عليه ، من قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ.. {97}) إلى قوله تعالى : (...وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً {113})
9- تطرقت الآيات لموضوع النجوى وأنها لا تخفى على الله تعالى ، وأن مخالفة رسول الله صلى الله عليه وسلم جرم عظيم ،ثم حذرت ثانية من ظلم النساء في ميراثهن ومهورهن ، وذكرت النشوز وطرق الإصلاح بين الزوجين ، من قوله تعالى : (لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ.. {114}) ، إلى قوله تعالى : (مَّن كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا فَعِندَ اللّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَكَانَ اللّهُ سَمِيعاً بَصِيراً {134})
10- أمر الله تعالى في الآيات بالعدل التام في جميع الأحكام ، ودعت الآيات لأداء الشهادة على الوجه الأكمل وأعقبت ذلك ذكر أوصاف المنافقين المخزية ومالهم من عقاب وعذاب أليم ، من قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ... {135}) إلى قوله تعالى : (مَّا يَفْعَلُ اللّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ وَكَانَ اللّهُ شَاكِراً عَلِيماً {147})
11- ذكرت الآيات أنه تعالى لا يحب إظهار القبائح إلا في حق من زاد ضرّه ، ثم تحدث عن اليهود وموقفهم من رسل الله الكرام وعدّد جرائمهم الشنيعة ، من قوله تعالى : (لاَّ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ وَكَانَ اللّهُ سَمِيعاً عَلِيماً {148}) إلى قوله تعالى : ( ... وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أُوْلَـئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْراً عَظِيماً {162})
12- ذكرت أن الإيمان بجميع الرسل شرط لصحة الإيمان وأنه تعالى أرسل سائر الرسل مبشرين ومنذرين ، ثم دعت النصارى إلى عدم الغلو في شأن المسيح باعتقادهم فيه فهو ليس ابن الله كما يزعمون ، ثم ختمت بآية الكلالة التي تدعو لرعاية حقوق الورثة من الأقرباء ، من قوله تعالى : (إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ... {163} ) إلى قوله تعالى : ( ... يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ أَن تَضِلُّواْ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ {176}
سورة المائدة
تناولت السورة موضوع التشريع بإسهاب ، إلى جانب موضوع العقيدة وقصص أهل الكتاب ، وفيها التوصية بأهمية الوفاء بالعقود والمواثيق بكل أنواعها .
1- ابتدأت السورة بالحديث عن بعض الأحكام الشرعيّة وأهمها : أحكام العقود والذبائح والصيد والوضوء ، وأمرت بالاستقامة والعدل وذلك لبيان الحلال والحرام ، مذكرة بنعم الله تعالى الجليلة على عباده بالهداية إلى الإسلام ودفع الشرور عنهم ،من قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُم بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ .. {1} ) إلى قوله تعالى : ( ... وَاتَّقُواْ اللّهَ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ {11})
2- أعقبت ذلك ببيان الميثاق الذي أخذه الله تعالى على أهل الكتاب ونقضهم إياه ، ومعاقبة الله تعالى لهم بتسليط بعضهم على بعض ، وفي الآيات دعوة إلى الاهتداء بنور القرآن الكريم ،من قوله تعالى : (وَلَقَدْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيـباً ... {12}) إلى قوله تعالى : ( .. فَقَدْ جَاءكُم بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ {19})
3- ذكرت الآيات تمرد بني إسرائيل وعصيانهم لأمر الله لهم بالقتال في سبيله ،وعقابه تعالى لهم بجعلهم يتيهون في الأرض أربعين سنة ، من قوله تعالى : (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنبِيَاء... {20}) إلى قوله تعالى : (فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ {26})
4- ثم ذكرت قصّة ابني آدم قابيل وهابيل ، وعصيان ( قابيل ) وقتله النفس البريئة التي حرمها الله بغير الحقّ ، أعقبتها ببيان عاقبة الإفساد في الأرض ، وفتح باب التوبة للتائبين وبيّنت الآيات عقاب الضالين ، كما بيّنت حدّ السرقة وأنه تعالى غفار لكل من آمن وتاب ، من قوله تعالى : (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ... {27}) إلى قوله تعالى : ( .. يُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ {40})
5- أعقبت ذلك بذكر أمر المنافقين و اليهود في حسدهم للنبي صلى الله عليه وسلم وتربصهم به وبأصحابه الدوائر، وبيَّنت الآيات أن الله تعالى سيعصم رسوله من شرّهم وينجيه من مكرهم ، ثم ذكرت ما أنزل الله من أحكام نورانية في شريعة التوراة والإنجيل والقرآن الكريم فكلها كتب سماوية فيها حكم الله تعالى وقد نسخها القرآن الكريم وجاء الأمر الإلهي باتِّباع أوامر الله تعالى فيه ، من قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ ... {41}) إلى قوله تعالى : (أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يـَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْمـاً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ{50})
6- حذَّرت الآيات من موالاة اليهود والنصارى ، وعدّدت جرائم اليهود وما اتهموا به الذات الإلهية المقدسة من شنيع الأقوال وقبيح الفعال ، من قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ.. {51}) إلى قوله تعالى : ( ... مِّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَاء مَا يَعْمَلُونَ {66})
7- بيّنت أمر الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم بتبليغ الدعوة ووعده له بالحفظ والنصرة ، ثم بيّنت تحريف أهل الكتاب لكتبهم السماوية وكفرهم بالرسل الذين أرسلوا من الله إليهم ، واعتقادهم بألوهية عيسى عليه السلام ، وبيّنت سخطه تعالى على أهل الكتاب ، فقد كانوا لا يتناهون عن المنكر فيما بينهم ، ويتخذون الكافرين أولياء ، فكانت عاقبتهم الخلود في نار جهنم ، من قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ.. {67}) إلى قوله تعالى : (وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِالله والنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاء وَلَـكِنَّ كَثِيراً مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ {81})
8- ذكرت الآيات عداوة اليهود الشديدة للمسلمين ، وبيّنت أن النصارى ألين عريكة من اليهود في التعامل مع المسلمين ، ثم عادت إلى الأحكام الشرعية فذكرت منها : كفّارة اليمين ، وتحريم الخمر والميسر ، وجزاء قتل الصيد في حالة الإحرام ، من قوله تعالى : (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ.. {82}) إلى قوله تعالى : (أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعاً لَّكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُماً وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِيَ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ {96})
9- ذكرت الآيات أن الله تعالى قد جعل الكعبة قياماً للناس ، وأنّه ركز في القلوب تعظيمها .
وجاء في الآيات نهي الناس عن السؤال عن أشياء إن بدت لهم ساءتهم كحال آباءهم في الجنة أم في النار .
كما جاء في الآيات ذمٌّ للمشركين حين أحلّوا ما حرم الله تعالى .
وتضمنت الآيات دعوة لإصلاح النفس وتهذيبها ، من قوله تعالى : (جَعَلَ اللّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَاماً لِّلنَّاسِ.. {97}) إلى قوله تعالى : (إِلَى اللّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ {105})
10- ذكرت أهمية الوصيّة عند دنو الأجل وأمر الناس بتقوى الله ، من قوله تعالى : (يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ {106}) إلى قوله تعالى : ( ذَلِكَ أَدْنَى أَن يَأْتُواْ بِالشَّهَادَةِ عَلَى وَجْهِهَا أَوْ يَخَافُواْ أَن تُرَدَّ أَيْمَانٌ بَعْدَ أَيْمَانِهِمْ وَاتَّقُوا اللّهَ وَاسْمَعُواْ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ {108})
11- أخبرت الآيات عن يوم القيامة وأهواله ، وسؤال الله تعالى الرسل عن أممهم .
وانتقل الحديث في الآيات للإخبار عن المعجزات التي أيد بها الله عبده ورسوله عيسى عليه السلام .
وذكرت معجزة المائدة التي أنزلها تعالى على بني إسرائيل من السماء .
وختمت السورة الكريمة ببراءة المسيح عيسى بن مريم عليه السلام من دعوى الألوهية ، من قوله تعالى : (يَوْمَ يَجْمَعُ اللّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُواْ لاَ عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ {109}) إلى قوله تعالى : (لِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ {120})
سورة الأنعام
من السور التي يدور محورها حول العقيدة وأصول الإيمان ، وإلى توحيد الله توحيداً خالصاً عن طريق النظر إلى قدرة الله عزّ وجل وملكوته في الكون ،فهي أكثر سورة تشعرك بمحبة الله من خلال استشعار عظَمَته وقدرته في الكون .
وتتلخص قضاياها فيما يلي : ( قضية الألوهية ، قضية الوحي والرسالة ، قضية البعث والجزاء ) .
1- بدأت السورة الكريمة بإقامة الدلائل والبراهين على قدرة الله ووحدانيته ، وتحدّثت الآيات عن استهزاء الأمم السابقة برسلهم وعقاب الله تعالى لهم تحذيراً للمستهزئين من الكفار برسول الله صلى الله عليه وسلم ووعيداً لهم بأن عذاب الله آت ، ثم تبين قدرته تعالى ووحدانيته وعظمته ، من قوله تعالى : (الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِم يَعْدِلُونَ {1}) إلى قوله تعالى : (وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ {18})
2- ذكرت الآيات شهادة الله تعالى على صدق نبوة محمد عليه الصلاة والسلام ، ثم ذكر موقف الجاحدين المكذبين للقرآن والوحي وحسرتهم الشديدة يوم القيامة، وتضمنت الآيات دعوة للنبي صلى الله عليه وسلم كي على الأذى وبيّنت أن أمر الهداية بيد الله تعالى ، من قوله تعالى : (قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادةً قُلِ اللّهِ شَهِيدٌ بِيْنِي وَبَيْنَكُمْ.. {19}) إلى قوله تعالى : ( ... وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ {35})
3- يبين تعالى سبب إعراض المشركين عن القرآن ، وذلك لأن القرآن نور للمؤمن لكن الكافر بمنزلة الميت الذي لا يسمع أو يستجيب ، ثم تحدّثت عن عقاب الله تعالى للأمم السابقة ، تحذيراً للناس وإنذاراً لهم من أن يتّبعوا سبيل الغيّ والضلال .
من قوله تعالى : (إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ {36} إلى قوله تعالى : (قُل لَّوْ أَنَّ عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ لَقُضِيَ الأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَاللّه أَعْلَمُ بِالظَّالِمِينَ {58})
4- ذكرت الأدلة على صفات الله القدسية ومنها : علمه ، وقدرته ، وعظمته ، وجلاله ، وسائر صفات الجلال والجمال ، ثم ذكرت نعمته تعالى على العباد بإنقاذهم من الشدائد ، وقدرته على الانتقام ممن خالف وعصى أمره ، داعية المؤمنين لتقواه والصلاة له وحده سبحانه فإليه يحشر الناس وله الملك وبيده علم الغيب ، من قوله تعالى : (وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ.. {59}) إلى قوله تعالى : ( ... وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّوَرِ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ {73})
5- ذكر ت قصة أب الأنبياء ( إبراهيم ) عليه السلام لإقامة الحجج على مشركي العرب في تقديس الأصنام فقد جاء بالتوحيد الذي يتنافى مع الإشراك بالله ، وذكرت شرف الرسل من أبناء إبراهيم وأمرت رسول الله صلى الله عليه وسلم بالاقتداء بهديهم الكريم ، ثم انتقلت للحديث اليهود والمشركين الذين حرفوا الكتاب وحالهم عند الموت ، من قوله تعالى : (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَاماً آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ {74}) إلى قوله تعالى : ( ... لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنكُم مَّا كُنتُمْ تَزْعُمُونَ {94})
6- ذكرت الأدلة الدالة على وجود الخالق وكمال علمه وقدرته وحكمته تنبيهاً على أن المقصود الأصلي إنما هو معرفة الخالق بذاته وصفاته وأفعاله ،وجاء النهي عن سب الذين يعون من دون الله لأن ذلك يدعوهم لسب الله جهلا منهم ، كما بيّنت الآيات طغيان الكافرين وصعوبة إيمانهم وعنادهم فلا يستطيعون اتباع آيات الله ، من قوله تعالى : (إِنَّ اللّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَلِكُمُ اللّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ {95}) إلى قوله تعالى : (وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُواْ بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ {110})
7- ذكرت أن رؤية المعجزات لن تفيد من عميت بصيرته ، وأنه لو أتاهم بالآيات التي اقترحوها من إنزال الملائكة ، وإحياء الموتى حتى يكلموهم ، وحشر السباع والدواب والطيور وشهادتهم بصدق الرسول ما آمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم ولا بالقرآن الكريم لتأصلهم في الضلال ، ودعت الآيات للأكل مما ذكر اسم الله عليه ، ثم ذكرت أن من البشر فريقان : فريق مهتد وآخر ضال ، داعية المؤمنين للثبات على صراط الله المستقيم ، من قوله تعالى : (وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلآئِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً مَّا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ.. {111}) إلى قوله تعالى : (لَهُمْ دَارُ السَّلاَمِ عِندَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ {127})
8- بيّنت أنه سيحشر الخلائق جميعاً يوم الحساب لينال كلّ الجزاء العادل على ما قدم في الحياة ،وبينت جهل المشركين وخرافاتهم تحذيرا منهم وبيانا أنه لا أهلية لهم في القدح بالحق ، وتصرفهم في كثير مما أحله الله لهم من الحرث والأنعام ، من قوله تعالى : (وَيَوْمَ يِحْشُرُهُمْ جَمِيعاً يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الإِنسِ.. {128}) إلى قوله تعالى : (قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُواْ أَوْلاَدَهُمْ سَفَهاً بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُواْ مَا رَزَقَهُمُ اللّهُ افْتِرَاء عَلَى اللّهِ قَدْ ضَلُّواْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ {140})
9- ذكرت امتنانه تعالى على العباد بالرزق الذي تصرفوا فيه بغير إذنه تعالى افتراء منهم عليه واختلاقاً ، ثم أعقبته ببيان أن المشركين سيحتجون على شركهم وتحريمهم ما أحل الله بالقضاء والقدر وأنهم سيجعلون ذلك حجة لهم في دفع اللوم عنهم ، ثم جاءت الآيات ترد ليهم وتبطل شهادتهم ، من قوله تعالى : (وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ جَنَّاتٍ مَّعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفاً أُكُلُهُ... {141}) إلى قوله تعالى : ( ... وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَالَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَهُم بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ {150})
10- ذكرت ما حرَّمَهُ تعالى على الكفار من الأمور الضارة ، وذكرت الوصايا العشر التي اتفقت عليها الشرائع السماوية وبها سعادة البشرية ، من قوله تعالى : (قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّم َبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً... {151}) إلى قوله تعالى : (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ الأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ {165})
سورة الأعراف
هي أول سورة عرضت بالتفصيل قصص الأنبياء ، ومهمتها تقرير أصول الدعوة الإسلامية من توحيد الله وتقرير البعث والجزاء وتقرير الوحي والرسالة ، وتتناول السورة تاريخ البشرية منذ البداية مع آدم عليه السلام إلى النهاية في يوم القيامة وذلك من خلال الصراع بين الخير والشر .
1- عرضت السورة الكريمة في بدايتها لمعجزة القرآن الكريم وقررت أن هذا القرآن نعمة من الرحمن على الإنسانية جمعاء ، ثم أتبعت الآيات بالحديث عن حال الأمم السابقة ،من قوله تعالى: (المص {1} كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلاَ يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ {2} ) إلى قوله تعالى : (وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ {10} )
2- تحدثت عن بدء الخليقة ، وقصة آدم عليه السلام وذكر ما امتن به الله تعالى على بني آدم وما أنعم به عليهم ، وجاء الأمر الإلهي لبني آدم بالبعد عن الشيطان وفتنته واتّباع طريق الله تعالى طريق الحق والخير ، من قوله تعالى : (وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ {11} ) إلى قوله تعالى : ( فَرِيقاً هَدَى وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلاَلَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ اللّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ {30})
3- بيّنت أمر الله تعالى بأخذ الزينة والتجمل في المناسبات ، وعند إرادة الصلاة ، ثم ذكرت أحوال الآخرة وانقسام الناس إلى طوائف ( أهل الجنة ، أهل النار ، وأهل الأعراف ) ومآل كل فريق من سعادة أو شقاء في الدار العدل والجزاء .
من قوله تعالى : (يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ {31}) إلى قوله تعالى : ( ... فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ كَمَا نَسُواْ لِقَاء يَوْمِهِمْ هَـذَا وَمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ {51})
4- ذكرت أنه لا حجة لأحد بعدم الإيمان ، فقد أرسل الله الرسل وأنزل الكتب لهداية البشرية ، ثم ذكرت قصص بعض الأنبياء فبدأت بنوح عليه السلام ثم أعقبته بذكر هود عليه السلام ، وذكرت موقف المشركين من دعوة الرسل الكرام ،من قوله تعالى : (وَلَقَدْ جِئْنَاهُم بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ {52}) إلى قوله تعالى : ( .. فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَقَطَعْنَا دَابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَمَا كَانُواْ مُؤْمِنِينَ {72})
5- ثم أعقبت ذلك بذكر قصة صالح عليه السلام ، وموقف المعاندين للرسل الكرام ، من قوله تعالى : (وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ.. {73}) إلى قوله تعالى : (فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِن لاَّ تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ {79} )
6- وقصة لوط عليه السلام ، من قوله تعالى : (وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّن الْعَالَمِينَ {80} ) إلى قوله تعالى : (وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَراً فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ {84})
7- وقصة شعيب عليه السلام ، من قوله تعالى : (وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً... {85}) إلى قوله تعالى : ( فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالاَتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ فَكَيْفَ آسَى عَلَى قَوْمٍ كَافِرِينَ {93})
8- ذكرت بعد قصص الأنبياء سنته الإلهية في الانتقام ممن كذب أنبياءه ، وذلك بالتدرج معهم بالبأساء والضراء ، ثم بالنعمة والرخاء ، ثم بالبطش بهم إن لم يؤمنوا بالله وحده ، من قوله تعالى : (وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّبِيٍّ إِلاَّ أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ {94}) إلى قوله تعالى : (وَمَا وَجَدْنَا لأَكْثَرِهِم مِّنْ عَهْدٍ وَإِن وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ {102})
9- ثم أعقبت ذلك بقصة موسى عليه السلام مع الطاغية فرعون وما فيها من عبر وعظات ، من قوله تعالى : (ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِم مُّوسَى بِآيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَظَلَمُواْ بِهَا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ {103} ) إلى قوله تعالى : ( .. قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الأَرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ {129})
10- استطردت الآيات بعدها لتحكي قصة موسى عليه السلام مع فرعون وما فيها من العبر ، وتحدثت عمّا حلّ بقوم فرعون من البلايا والنكبات ، وما ابتلاهم الله به من قحط وجدب وطوفان وجراد وغير ذلك من المصائب نتيجة معصيتهم وإصرارهم عليها ، ثم ذكرت أنواع النعم التي أنعم الله بها على بني إسرائيل ومن أعظمها إهلاك عدوهم وقطعهم البحر مع السلامة والأمان ، من قوله تعالى : (وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَونَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِّن الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ {130}) إلى قوله تعالى : (وَلَمَّا سُقِطَ فَي أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْاْ أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّواْ قَالُواْ لَئِن لَّمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ {149})
11- ذكرت الآيات في الحديث عن بني إسرائيل قصة أصحاب القرية واعتداءهم يوم السبت بالاصطياد فيه ، وكيف أن الله تعالى مسخهم قردة وفي ذلك عبرة للمعتبرين ، من قوله تعالى : (وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفاً قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِن بَعْدِيَ .. {150}) إلى قوله تعالى : (وَالَّذِينَ يُمَسَّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ {170})
12- تحدثت الآيات بعدها عن عاقبة بني إسرائيل نتيجة تمردهم وعصيانهم باقتلاع جبل الطور ، وسحقهم به إن لم يعملوا بأحكام التوراة ، ثم ذكرت مثلاً لعلماء السوء في قصة الذي انسلخ عن آيات الله طمعاً في حطام الدنيا ، وضربت له مثلاً بالكلب اللاهث في حالتي التعب والراحة ! وكفى به مثلا لتصوير نفسية اليهود في تكالبهم على الدنيا وعبادتهم للمال .
من قوله تعالى : (وَإِذ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّواْ أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ .. {171}) إلى قوله تعالى : (مَن يُضْلِلِ اللّهُ فَلاَ هَادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ {186})
13- لما ذكرت موقف المستهزئين من دعوة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ذكرت هنا طرفاً من عنادهم واستهزائهم بسؤالهم الرسول صلى الله عليه وسلم عن وقت قيام الساعة ، ثم ذكرت الحجج والبراهين على بطلان عقيدة المشركين في عبادتهم الأصنام ، وختمت السورة ببيان عظمة شأن القرآن الكريم ووجوب الاستماع والإنصات عند تلاوته ، من قوله تعالى : ( يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ.. {187}) إلى قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ {206} {سجدة })
وهكذا ختمت السورة بالتوحيد كما بدأت بالتوحيد فكانت الدعوة إلى الإيمان بوحدانية الرب المعبود في البدء و الختام .
سورة الأنفال
من السور التي عنيت بجانب التشريع وبخاصة فيما يتعلق بالغزوات والجهاد في سبيل الله ، فقد عالجت النواحي الحربية التي ظهرت عقب بعض الغزوات ، جوانب الحرب والسلم وأحكام الأسر والغنائم .
1- ابتدأت السورة بالحديث عن الأنفال وهي الغنائم التي سأل عنها أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم رسول الله حين سألوه لمن هي ؟ وكيف تقسم ؟ فبينت أن الحكم فيها لله ورسوله ، ثم ذكرت صفات المؤمن الحقيقي ، من قوله تعالى : (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ قُلِ الأَنفَالُ لِلّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ.. {1}) إلى قوله تعالى : (أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ {4}
2- أعقبتها بالحديث عن تفاصيل غزوة بدر وكيف نصر الله تعالى المؤمنين فيها على الكافرين ، وتشبيه الكافرين بالأنعام السارحة لإعراضهم عن الدعوة ،من قوله تعالى : (كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِن بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ {5}) إلى قوله تعالى : ( وَلَوْ عَلِمَ اللّهُ فِيهِمْ خَيْراً لَّأسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ {23})
3- أمرت المؤمنين بالاستجابة لله والرسول صلى الله عليه وسلم ، وقبول دعوته التي فيها حياة القلوب وبها السعادة الكاملة في الدنيا والآخرة ، من قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ {24})إلى قوله تعالى : ( وَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَوْلاَكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ {40})
4- عادت الآيات لتتحدث عن الغنائم ، وذكرت حكم الغنائم وكيفية قسمتها ، ثم سردت بقيّة الأحداث الهامة في غزوة بدر ودعت للإنفاق في سبيل الله .
من قوله تعالى : (وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ.. {41}) إلى قوله تعالى : (...وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ {60})
5- لما أمرت بإعداد العدة لإرهاب الأعداء ، أمرت هنا بالسلم شريطة العزة والكرامة متى وجد السبيل إليه ، لأن الحرب ضرورة اقتضتها الحياة لرد العدوان وحرية الأديان وتطهير الأرض من الظلم والطغيان ، ثم تناولت الآيات حكم الأسرى ، وختمت بوجوب مناصرة المؤمنين بعضهم لبعض بسبب الولاية الكاملة وأخوة الإيمان ، من قوله تعالى : (وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ {61}) إلى قوله تعالى : (وَالَّذِينَ آمَنُواْ مِن بَعْدُ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ مَعَكُمْ فَأُوْلَـئِكَ مِنكُمْ وَأُوْلُواْ الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ {75} ) .
سورة التوبة
عنيت هذه السورة بجانب التشريع ، وهي من آخر ما نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
و لهذه السورة هدفان أساسيان إلى جانب الأحكام الأخرى :
الأول : بيان القانون الإسلامي في معاملة المشركين و أهل الكتاب.
الثاني : إظهار ما كانت عليه النفوس حينما استنفرهم الرسول لغزو الروم .
1- ابتدأت السورة ببراءة من الله ورسوله من المشركين وعهودهم ، وامتدّت الآيات بأسلوب تهكمي بتهديد المشركين وذكر قبائحهم آمرة المؤمنين بقتالهم ، من قوله تعالى : (بَرَاءةٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ {1}) إلى قوله تعالى : (خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً إِنَّ اللّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ {22})
2- أثنت الآيات على المهاجرين المؤمنين الذين هجروا الديار والأوطان حباً في الله ورسوله ، وحذر تعالى من ولاية الكافرين ذاكراً أن الانقطاع عن الأقارب واجب بسبب الكفر ، ثم استطردت إلى تذكير المؤمنين بنصرهم في مواطن كثيرة ليعتزوا بدينهم ، وعادت الآيات للتحذير من أهل الكتاب وموالاتهم ، من قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ آبَاءكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاء إَنِ اسْتَحَبُّواْ الْكُفْرَ عَلَى الإِيمَانِ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ {23}) إلى قوله تعالى : (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ {33})
3- وصفت رؤساء اليهود والنصارى بالتكبر والجشع والحرص على أكل أموال الناس لأنهم اتخذوا الدين مطية لنيل الدنيا وذلك نهاية الذل والدناءة ،
ثم ذكرت قبائحهم وقبائح المشركين ، داعية للنفير العام ، ذاكرة موقف المنافقين المثبطين عن الجهاد في سبيل الله ، من قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّ كَثِيراً مِّنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ.. {34}) إلى قوله تعالى : (إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ {45})
4- ذكرت بعض أعمال المنافقين القبيحة من الكيد والمكر وإثارة الفتن بين المسلمين والفرح بأذاهم ، ومحاولاتهم تشتيت كلمة المسلمين ، وذكرت كثيراً من مثالبهم وجرائمهم الشنيعة ، من قوله تعالى : (وَلَوْ أَرَادُواْ الْخُرُوجَ لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً وَلَـكِن كَرِهَ اللّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُواْ مَعَ الْقَاعِدِينَ {46}).. إلى قوله تعالى : (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ {60})
5- وذكرت الآيات إيذاء المنافقين للرسول صلى الله عليه وسلم وإقدامهم على حلف الأيمان الكاذبة واستهزاءهم بآيات الله إلى غيرها من أفعال منكرة شنيعة ،أهمها فرارهم من القتال في سبيل الله ، من قوله تعالى : (وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيِقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ.. {61}) إلى قوله تعالى : (إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَاء رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ الْخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ {93})
6- تحدثت الآيات بعدها عن المنافقين الذين تخلفوا عن الجهاد وجاءوا يؤكدون تلك الأعذار بالأيمان الكاذبة ، وقد ذكرت من مكائد المنافقين ( مسجد الضرار ) الذي بنوه ليكون وكراً للتآمر على الإسلام والمسلمين فجاءت الآيات تفضحهم وتشنع بأفعالهم أعظم تشنيع ، من قوله تعالى : (سَيَحْلِفُونَ بِاللّهِ لَكُمْ إِذَا انقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُواْ عَنْهُمْ فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاء بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ {95}) إلى قوله تعالى : (لاَ يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْاْ رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلاَّ أَن تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ {110})
7- ذكرت صفات المؤمنين المجاهدين الذين باعوا أنفسهم لله تعالى ، ثم ذكرت قصّة الثلاثة الذين تخلفوا عن غزوة تبوك وتوبة الله عليهم . وختمت السورة بتذكير المؤمنين بالنعمة الكبرى ببعثة السراج المنير النبي العربي المرسل رحمة للعالمين .
من قوله تعالى : (إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ.. {111}) إلى قوله تعالى : (فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُلْ حَسْبِيَ اللّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ {129})
سورة يونس
من السور التي تعنى بأصول العقيدة الإسلامية : ( الإيمان بالله تعالى ، والإيمان بالكتب ، والرسل ، والبعث والجزاء ) وتتميز بطابع التوجيه إلى الإيمان بالرسالات السماوية وبوجه أخص (القرآن الكريم ) المعجزة الخالدة على مدى العصور.
1- تحدثت السورة في البدء عن الرسالة والرسول ، و بيّنت أن هذه الرسالة سنة الأولين فلا داعي لعجب المشركين فما كان من أمة إلا وفيها نذير ، من قوله تعالى : ({الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ {1} ) إلى قوله تعالى : ( .... لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ {4})
2- ثم انتقلت للحديث عن قدرة الله وعظمته في الخلق ، كما تحدثت عن تكذيب الأمم السابقة لدعوة الله وعن عبادتهم للأوثان وساقت الأدلة على فساد عبادتهم ، من قوله تعالى ، (هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُوراً... {5}) ، إلى قوله تعالى : ( ... فَنَذَرُ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ {11})
3- انتقلت للحديث عن شبهات المشركين حول الرسالة والقرآن والرد عليها بالحجج والبراهين ، من قوله تعالى : (وَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنبِهِ أَوْ قَاعِداً أَوْ قَآئِماً... {12}) ، إلى قوله تعالى : (وَيَقُولُونَ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلّهِ فَانْتَظِرُواْ إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ {20})
4- ذكرت أن من عادة الكفار الجحود والعصيان في الشدة والرخاء ، وضربت المثل بالحياة الدنيا في الزوال والفناء ، ثم عادت إلى ذكر الأدلة والبراهين على وحدانية رب العالمين ، من قوله تعالى : (وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِّن بَعْدِ ضَرَّاء مَسَّتْهُمْ إِذَا لَهُم مَّكْرٌ فِي آيَاتِنَا قُلِ اللّهُ أَسْرَعُ مَكْراً إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ {21}) إلى قوله تعالى : (...فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ {39})
5- لما ذكرت الآيات طعن الكفار في أمر النبوة ، ذكرت تكذيب الكفار وجحودهم بالله تعالى وآياته ، ثم ردت عليهم بالحجج والبراهين وبينت مآلهم وعذابهم يوم القيامة ، من قوله تعالى : (وَمِنهُم مَّن يُؤْمِنُ بِهِ وَمِنْهُم مَّن لاَّ يُؤْمِنُ بِهِ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِينَ {40}) إلى قوله تعالى : (....وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء وَلاَ أَصْغَرَ مِن ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ {61})
6- تحدثت الآيات عن المؤمنين ترغيبا بالإيمان وواست النبي صلى الله عليه وسلم ، وتابعت الرد على المنكرين الجاحدين بالقرآن الكريم ، من قوله تعالى : (أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ {62}) إلى قوله تعالى : ( مَتَاعٌ فِي الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذَابَ الشَّدِيدَ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ {70} )
7- ذكرت بعض قصص الأنبياء تسلية للرسول صلى الله عليه وسلم لتهون عليه الشدائد
(1) قصّة نوح عليه السّلام مع قومه ، من قوله تعالى : (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُم مَّقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللّهِ فَعَلَى اللّهِ تَوَكَّلْتُ .. {71}) ) إلى قوله تعالى : (...كَذَلِكَ نَطْبَعُ عَلَى قُلوبِ الْمُعْتَدِينَ {74})
(2) قصة موسى وهارون عليهما السلام مع الطاغية فرعون ، من قوله تعالى : (ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِم مُّوسَى وَهَارُونَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ بِآيَاتِنَا فَاسْتَكْبَرُواْ وَكَانُواْ قَوْماً مُّجْرِمِينَ {75}) إلى قوله تعالى : (وَلَوْ جَاءتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأَلِيمَ {97} )
(3) قصة يونس عليه السلام مع قومه ، وفي كل قصة عبرة لمن اعتبر ، من قوله تعالى : إلى قوله تعالى : (فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ... {98} ) إلى قوله تعالى : ( ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُواْ كَذَلِكَ حَقّاً عَلَيْنَا نُنجِ الْمُؤْمِنِينَ {103}
8- ختمت السورة الكريمة ببيان حقيقة التوحيد ، وأن الإنسان لا ينجيه عند الله إلا الإيمان ، من قوله تعالى : (قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي شَكٍّ مِّن دِينِي فَلاَ أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ.. {104}) إلى قوله تعالى : (وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّىَ يَحْكُمَ اللّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ {109} )
سـورة هود
تعنى هذه السورة بأصول العقيدة الإسلامية ، وقد عرضت لقصص الأنبياء بالتفصيل ليتأسى بهم رسول الله بالصبر والثبات .
1- ابتدأت السورة الكريمة بتمجيد القرآن العظيم المحكم الآيات، ثم انتقلت للحديث عن عناد الكافرين من أهل مكة وتكذيبهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم واتهامهم له بافتراء القرآن خابوا وخسروا ، من قوله تعالى : (الَر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ {1}) إلى قوله تعالى : (مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالأَعْمَى وَالأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ {24})
2- تحدثت عن الرسل الكرام مبتدئة بالقصّة الأولى : قصة نوح عليه السلام ، للعظة والعبرة وتسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، من قوله تعالى: ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ {25} ) إلى قوله تعالى : (تِلْكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ وَلاَ قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَـذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ {49})
3- ثم ذكرت قصة هود عليه السلام مع قومه عاد ، والذي سميت السورة باسمه تخليداً لجهوده الكريمة في الدعوة إلى الله ، وهي القصّة الثانية ، من قوله تعالى : (وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ مُفْتَرُونَ{50}) إلى قوله تعالى : (وَأُتْبِعُواْ فِي هَـذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا إِنَّ عَاداً كَفَرُواْ رَبَّهُمْ أَلاَ بُعْداً لِّعَادٍ قَوْمِ هُودٍ {60})
4- تحدثت عن ثمود ونبيهم صالح عليه السلام وما آل إليه عنادهم وكفرهم ، وهي القصة الثالثة في السورة ، من قوله تعالى : (وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ.. {61}) إلى قوله تعالى : (كَأَن لَّمْ يَغْنَوْاْ فِيهَا أَلاَ إِنَّ ثَمُودَ كَفرُواْ رَبَّهُمْ أَلاَ بُعْداً لِّثَمُودَ {68})
5- تلتها قصة إبراهيم عليه السلام وبشارة الملائكة له بإسحاق ولدا له ، وهي القصة الرابعة ،من قوله تعالى: (وَلَقَدْ جَاءتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُـشْرَى قَالُواْ سَلاَماً قَالَ سَلاَمٌ فَمَا لَبِثَ أَن جَاء بِعِجْلٍ حَنِيذٍ {69}) إلى قوله تعالى : ( ... رَحْمَتُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ {73})
6- ولا زالت الآيات تتحدث عن ضيوف إبراهيم عليه السلام ، وهم الملائكة الذين مروا عليه وهم بطريقهم لإهلاك قوم لوط وبشروه بولادة غلام له ، وذكرت الآيات مرورهم على لوط عليه السلام ، وما حل بقومه من نكال ودمار وهي القصة الخامسة ، من قوله تعالى: (فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ {74}) إلى قوله تعالى : (مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ {83})
7- ثم ذكرت قصة شعيب عليه السلام مع أهل مدين وهي القصة السادسة ،من قوله تعالى : (وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ.. {84}) إلى قوله تعالى : (كَأَن لَّمْ يَغْنَوْاْ فِيهَا أَلاَ بُعْداً لِّمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ {95})
8- ذكرت الآيات القصة السابعة وهي قصة موسى عليه السلام مع فرعون ، وفي جميع هذه القصص عبر وعظات ، من قوله تعالى : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ {96}) إلى قوله تعالى : (وَإِنَّ كُـلاًّ لَّمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ إِنَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ خَبِيرٌ {111})
9- ذكرت العبرة من سرد القصص ، وهي أن تكون شاهدا على تعجيل العقوبة للمكذبين وبرهاناً على تأييد الله لأوليائه الصالحين ، وتحدّثت الآيات عن يوم القيامة وانقسام الناس إلى فريقين : سعداء وأشقياء .
10- وختمت السورة بأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بالصبر على الأذى والتوكل على الحي القيوم ، من قوله تعالى : (فاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْاْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ {112}) إلى قوله تعالى : (وَلِلّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ {123} ) . وهكذا تختم السورة بالتوحيد كما بدأت به ليتناسق البدء مع الختام.
سورة يوسف
هذه السورة هي أسلوب فذّ فريد في ألفاظها وتعبيرها و أدائها وفي قصها الممتع اللطيف تسري مع النفس سريان الدم في العروق وقد جاءت طرية ندية في سياق ممتع لطيف يحمل جو الأنس والرحمة والرأفة والحنان .
1- ابتدأت السورة بتعظيم القرآن الكريم وبيّنت أن آياته عربية ليعقل الناس أن مُنزله إله قدير وعظيم ، قال تعالى : (الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ {1} إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ {2})
2- انتقلت الآيات بعدها لتبدأ الحديث عن قصة يوسف عليه السلام ورؤياه التي رآها وقصها على أبيه يعقوب ، ثم انتقلت للحديث عن محنته الأولى عليه السلام وهي : تآمر إخوته عليه وكيدهم به بإلقائه في الجب ليلتقطه بعض السيارة ، من قوله تعالى : (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَـذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ {3}) إلى قوله تعالى : ( ... وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً وَاللّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ {19})
3- المحنة الثانية في حياته عليه السلام هي : محنة الاسترقاق حيث باعوه بثمن قليل ، وأقام بمصر في بيت عزيزها وأعطاه الله الحكمة والفقه في الدين وتأويل الأحاديث ، وتذكر الآيات محنـته في تعرضه لأنواع الفتنة والإغراء من زوجة العزيز، وصموده أمام تلك الفتنة حتى آثر السجن على عمل الفاحشة ، وكفى بذلك برهاناً على طهارته ، من قوله تعالى : (وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُواْ فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ {20}) إلى قوله تعالى : (ثُمَّ بَدَا لَهُم مِّن بَعْدِ مَا رَأَوُاْ الآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ {35})
4- ذكرت الآيات قصته عليه السلام مع صاحبيّ السجن وتأويله لرؤياهما ومكوثه في السجن بضع سنين ، من قوله تعالى : (وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانَ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْراً .. {36} ) إلى قوله تعالى : (...فَأَنسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ {42})
5- انتقلت الآيات لتذكر الرؤيا التي رآها ملك مصر وتأويل يوسف عليه السلام لها وخروجه من السجن وإظهار براءته وتمكين الله تعالى له في الأرض بتوليه حكم مصر ، من قوله تعالى : (وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ... {43}) إلى قوله تعالى : (وَلَأَجْرُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ {57})
6- تحدّثت الآيات التالية عن مجيء إخوة يوسف إلى مصر ليشتروا الطعام نتيجة القحط ، وذكرت عدم معرفتهم ليوسف لما رأوه ، وتجهيزه لهم وطلبه منهم أن يأتوا بأخيهم من أبيهم ، وكانت هذه زيارتهم الأولى لمصر ، من قوله تعالى : (وَجَاء إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُواْ عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ {58}) إلى قوله تعالى : (إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ {67})
7- انتقلت الآيات للزيارة الثانية لإخوة يوسف لمصر بعد إقناعهم لأبيهم بأخذ أخيهم (بنيامين) ووصيته لهم ، ثمَّ ما كان من شأن أخوهم حين ظهر الصّواع في رحله واحتجاز يوسف عليه السلام له .
وأخيراً ما كان من تمام المحنة على يعقوب بفقده ولديه حتى ذهب الحزن ببصره ، من قوله تعالى : (وَلَمَّا دَخَلُواْ مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُم مَّا كَانَ يُغْنِي عَنْهُم مِّنَ اللّهِ مِن شَيْءٍ.. {68}) إلى قوله تعالى : (وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ {84})
8- انتقلت الآيات لتتحدث عن إرسال يعقوب لأبنائه لمصر ، ومعرفتهم لأخيهم يوسف وإرساله قميصه لأبيه وارتداد بصره عليه السلام .
ثم تحدثت عن مجيء أسرة يعقوب بأسرِهِم إلى مصر ، ودخولهم على يوسف وهو في عزّ السلطان ، وتحقيق الرؤيا بسجود إخوته الأحد عشر له مع أبيه وأمه واجتماع الشمل بعد الفرقة ، من قوله تعالى : (قَالُواْ تَالله تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ {85}) إلى قوله تعالى : (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَـكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ {111} ) . وختمت السورة بتوجيه الأنظار إلى عجائب الكون الدالة على الوحدانية وما في قصص القرآن من عبر وعظات .
سـورة الرعـد
الغرض من هذه السورة : تقرير الوحدانية والبعث والجزاء ، ودفع الشبه التي يثيرها المشركون حول رسالة الله تعالى .
1- ابتدأت السورة بقضية كبرى ألا وهي الإيمان بوجود الله ووحدانيته للرد على الجاحدين والمنكرين لذلك ، فجاءت الآيات تقرر كمال قدرته تعالى وعجيب خلقه للسماوات والأرض والشمس والقمر والليل والنهار والزروع والثمار وسائر ما خلق ، من قوله تعالى : { المر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَالَّذِيَ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ الْحَقُّ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ {1}) إلى قوله تعالى : (...وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ {4})
2- انتقلت الآيات للحديث عن المشركين وإنكارهم البعث والنشور وعن كفرهم وعنادهم وإنكارهم نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ، من قوله تعالى : ( وَإِن تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَئِذَا كُنَّا تُرَاباً .... {5}) إلى قوله تعالى : (وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ {7})
3- تحدّثت عن دلائل وجود الله تعالى وقدرته في الكون ، وردّت على الجاحدين المكذبين بوجود الله بالحجج والأدلة القاطعة ، من قوله تعالى : (اللّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَى وَمَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ {8}) إلى قوله تعالى : ( .. وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ {17})
4- ذكرت مثلين ضربهما للحق وأهله والباطل وأهله ، ليتضح الفرق بين الهدى والضلال ، من قوله تعالى : ( لِلَّذِينَ اسْتَجَابُواْ لِرَبِّهِمُ الْحُسْنَى.. {18}) إلى قوله تعالى : (الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ {29} )
5- ذكَّرَتْ ببعثة الرسل الكرام وتكذيب أقوامهم لهم ، وعقاب الله الشديد لكل مستهزئ بآيات الله تعالى .
من قوله تعالى : (كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهَا أُمَمٌ لِّتَتْلُوَ عَلَيْهِمُ الَّذِيَ أَوْحَيْنَا ... {30}) إلى قوله تعالى : ( لَّهُمْ عَذَابٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَشَقُّ وَمَا لَهُم مِّنَ اللّهِ مِن وَاقٍ {34})
6- ثم ذكّرت بسعادة المؤمنين في دار النعيم ومآل الكافرين في دار الجحيم وتوعّدت الآيات المشركين بالعذاب الأليم ، وختمت السورة الكريمة ببيان رسالته عليه الصلاة والسلام بشهادة الله تعالى وشهادة المؤمنين من أهل الكتاب ، من قوله تعالى : (مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ... {35}) إلى قوله تعالى : ( وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفَى بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ {43}) .
سـورة إبراهيم
تناولت موضوع العقيدة في أصولها الكبيرة ، ويكاد يكون محورها الرئيسي : ( الرسالة والرسول ) فقد تناولت دعوة الرسل الكرام بشيء من التفصيل ، وبيّنت وظيفة الرسول ووضحت معنى وحدة الرسالات السماوية ، فالأنبياء صلوات الله عليهم أجمعين جاءوا لتشييد صرح الإيمان وتعريف الناس بالإله الحق وإخراج البشرية من الظلمات إلى النور.
1- ابتدأت السورة ببيان إعجاز القرآن ، ثم انتقلت لتهديد المشركين بالعذاب الأليم نتيجة عنادهم ، كما تحدثت الآيات عن استهزاء الكفار بالرسل ، وما أعد الله تعالى لهم من نكال في الآخرة ، من قوله تعالى : ( الَر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ {1}) إلى قوله تعالى : (..وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِن وَرَآئِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ {17})
2- شبّهت الآيات أعمال الكفار برماد اشتدت به الريح في يومٍ عاصفٍ ، وذلك تبيانا على زوالها وضياعها ، وذكرت المناظرة بين الرؤساء والأتباع ، وأعقبتها بالتذكير بنعم الله على العباد ليعبدوه ويشكروه ، من قوله تعالى : (مَّثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ.. {18}) إلى قوله تعالى : (وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ {34})
3- تحدثت الآيات عن أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام ومبالغته في هدم الشرك والأوثان للاقتداء به واقتفاء أثر خطاه ، من قوله تعالى : (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـذَا الْبَلَدَ آمِناً وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ {35}) إلى قوله تعالى : (رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ {41})
4- ذكرت موقف الظالمين يوم الدين ، وما يعتريهم من ذل وهوان في يوم الحشر الأكبر ، من قوله تعالى : (وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ {42}) إلى قوله تعالى : (هَـذَا بَلاَغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُواْ بِهِ وَلِيَعْلَمُواْ أَنَّمَا هُوَ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ {52})
سورة الحجر
تستهدف هذه السورة الكريمة المقاصد الأساسية للعقيدة الإسلامية ( الوحدانية و النبوة و البعث والجزاء ) ، ومحورها يدور حول : مصارع الطغاة والمكذبين لرسل الله في شتى الأزمان والعصور ..
1- ابتدأت بالإنذار والتهديد والتهويل والوعيد لكل الطغاة ،وبينت حالهم يوم القيامة وعذابهم الشديد تخويفا وترهيبا ، من قوله تعالى : (الَرَ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُّبِينٍ {1} رُّبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ كَانُواْ مُسْلِمِينَ {2}) إلى قوله تعالى : (لَقَالُواْ إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَّسْحُورُونَ {15})
2- تحدثت بعدها الآيات عن قدرته تعالى في الخلق وحفظه للسماء من استراق السمع ويعدد تعالى نعمه الكثيرة على الإنسان ليشكره تعالى عليها ، من قوله تعالى : (وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاء بُرُوجاً وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ {16}) إلى قوله تعالى : (وَالْجَآنَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ {27})
3- عرضت الآيات لقصة خلق آدم عليه السلام وسجود الملائكة له إلا إبليس وطرده من رحمة الله وتعهده بإضلال الناس إلا عباد الله المخلصين ، وتتوعده الآيات وأتباعه بالعذاب الأليم في الآخرة ، كما تبشر المتقين بجنات النعيم ، من قوله : (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ {28}) إلى قوله تعالى : (نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {49} وَ أَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمَ {50})
4- ومن قصة آدم تنتقل لقصص بعض الأنبياء ، تسلية لرسول الله وتثبيتا للمؤمنين فتذكر قصة إبراهيم و لوطا عليهما السلام ، من قوله تعالى : (وَنَبِّئْهُمْ عَن ضَيْفِ إِبْراَهِيمَ {51}) إلى قوله تعالى : (وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُّقيمٍ {76} إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّلْمُؤمِنِينَ {77})
5- ذكرت قصة شعيب وصالح عليهما السلام وما حلّ بأقوامهم المكذبين ، من قوله تعالى : (وَإِن كَانَ أَصْحَابُ الأَيْكَةِ لَظَالِمِينَ {78}) إلى قوله تعالى : (فَمَا أَغْنَى عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ {84})
6- ختمت السورة بتذكير الرسول الكريم بكبرى نعم الله عليه وهي هذا القرآن المجيد المعجز ، آمرة إياه بالصبر على المشركين وتبشره بقرب النصر، من قوله تعالى : (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ وَإِنَّ السَّاعَةَ لآتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ {85}) إلى قوله تعالى : (وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ {99})
سورة النحل
عالجت سورة النحل موضوعات العقيدة الكبرى ( الألوهية ، والوحي ، والبعث والنشور ) وإلى جانب ذلك تحدثت عن دلائل القدرة والوحدانية في هذا العالم الفسيح وهي صور دالة على وحدانية الله تعالى وعظيم نعمه .
1- تناولت في البدء الحديث عن قدرة الله تعالى وإبداعه في خلق الكون وتحدثت عن نعمه تعالى على الإنسان التي لا تعد ولا تحصى ، من قوله تعالى : (أَتَى أَمْرُ اللّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ {1} ) إلى قوله تعالى : ( وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ {18}) .
2- استنكرت الآيات ضلال الكفرة واتباعهم للباطل رغم النعم العظيمة التي أنعم بها تعالى عليهم ، وذكّرتهم بحال من قبلهم وعقابهم ، وأنذرتهم بالعقاب الشديد في الآخرة ، من قوله تعالى : (وَاللّهُ يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ {19} وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ لاَ يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ {20}) إلى قوله تعالى : (فَادْخُلُواْ أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ {29})
3- ذكرت الآيات ما أعده للمتقين من وجوه التكريم في دار النعيم ، ليظهر الفارق بين حال أهل السعادة وحال أهل الشقاوة وبين الأبرار والفجار على طريقة القرآن في المقارنة بين الفريقين ، من قوله تعالى :( وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْاْ مَاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ قَالُواْ خَيْراً... {30}) إلى قوله تعالى : (يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ {50} {سجدة}
4- لما ذكرت الآيات أن الكون كله منقاد لأمر الله تعالى ، أمرت هنا بإفراده بالعبادة لأنه الخالق الرازق ، ثم ضربت الأمثال في ضلالات أهل الجاهلية ، وذكّرت الناس بنعمه الجليلة ليعبدوه ويشكروه ، من قوله تعالى : (وَقَالَ اللّهُ لاَ تَتَّخِذُواْ إِلـهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلهٌ وَاحِدٌ فَإيَّايَ فَارْهَبُونِ {51}) إلى قوله تعالى : ( فَلاَ تَضْرِبُواْ لِلّهِ الأَمْثَالَ إِنَّ اللّهَ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ {74})
5- لما ذكرت سفاهة المشركين في عبادتهم لغير الله أعقبته بذكر مثلين توضيحاً لبطلان عبادة الأوثان ، ثم ذكّرت الناس ببعض النعم التي أفاضها عليهم ليعبدوه ويشكروه ويخلصوا له العمل منيبين طائعين ، من قوله تعالى : (ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً عَبْداً مَّمْلُوكاً لاَّ يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ... {75}) إلى قوله تعالى : (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ {90})
6- حذّرت من نقض العهود والمواثيق وعصيان أوامر الله تعالى ، لأن العصيان سبب للبلاء والحرمان ، ثم ذكرت ما أعدّه لأهل الإيمان من الحياة الطيبة الكريمة .
من قوله تعالى : (وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلاَ تَنقُضُواْ الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا.. {91}) إلى قوله تعالى : (ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُواْ مِن بَعْدِ مَا فُتِنُواْ ثُمَّ جَاهَدُواْ وَصَبَرُواْ إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ {110})
7- لما ذكرت حال من كفر بلسانه وحال من كفر بلسانه وجنانه ، ذكرت هنا الجزاء العادل الذي يلقاه كل إنسان منهما في الآخرة ، وما أعدّه الله تعالى من العقاب العاجل في الدنيا لبعض المكذبين ، ثم ذكرت قصّة إبراهيم الأواه المنيب ، آمرة الرسول صلى الله عليه وسلم باقتفاء أثره ، من قوله تعالى : (يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ {111} ) إلى قوله تعالى : (إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ {128}).
سورة الإسراء
هي من السور التي تهتم بشؤون العقيدة وخاصة : ( الوحدانية ، الرسالة ، البعث ) لكن الموضوع البارز في السورة هو شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم وما أيده الله تعالى به من معجزات باهرة وحجج قاطعة دالة على صدقه عليه الصلاة والسلام
1- ابتدأت السورة بتنزيه لله تعالى لنفسه لأن له الأفعال العظيمة والمنن الجسيمة التي من جملتها أنه أسرى بعبده ورسوله صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى في ليلة واحدة وأراه آياته ، قال تعالى : (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ {1})
2- ثم تحدثت الآيات عن التوراة كتاب بني إسرائيل وما جاء فيها من أن الإفساد في الأرض واقع بسبب المعاصي ، من قوله تعالى : (وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلاَّ تَتَّخِذُواْ مِن دُونِي وَكِيلاً {2}) إلى قوله تعالى : (عَسَى رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيراً {8})
3- بينت الآيات شرف القرآن الكريم وجلالته فيه بشرى للمؤمنين وإنذار للكافرين ، وأن من جهل الإنسان الدعاء على نفسه بالشرّ ، كما بيّنت قدرة الله تعالى في خلق الليل والنهار ، وبينت قدرة الله تعالى على إهلاك القرى الظالمة وأن الجزاء من جنس العمل ، من قوله تعالى : (إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ... {9}) إلى قوله تعالى : لاَّ تَجْعَل مَعَ اللّهِ إِلَـهاً آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُوماً مَّخْذُولاً {22})
4- ذكرت الآيات هنا طائفة من الأوامر والزواجر التي يقوم عليها بنيان المجتمع الفاضل ، ثم ذكر تعالى موقف المشركين المكذبين من القرآن العظيم ، من قوله تعالى : (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً.. {23}) إلى قوله تعالى : (انظُرْ كَيْفَ ضَرَبُواْ لَكَ الأَمْثَالَ فَضَلُّواْ فَلاَ يَسْتَطِيعْونَ سَبِيلاً {48})
5- ذكرت شبهات المشركين في إنكار البعث والنشور ، وردّت عليها بالإبطال والتفنيد ، ثم ذكرت قصة آدم وإبليس للعظة والاعتبار ، وأعقبتها بذكر نعم الله تعالى العظيمة على عباده ، ثم بالوعيد والتهديد إن أصرّوا على الجحود والكفر .. من قوله تعالى : (وَقَالُواْ أَئِذَا كُنَّا عِظَاماً وَرُفَاتاً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً {49}) ، إلى قوله تعالى ( .. ثُمَّ لاَ تَجِدُواْ لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعاً {69})
6- لما ذكرت نعم الله تعالى على عباده من تسيـير السفن في البحر ومن تنجيتهم من الغرق ، تمّمت ذكر المنّة بما أنعم به تعالى على الإنسان من تكريمه ورزقه له وتفضيله على غيره من سائر المخلوقات ثم ذكر أحوال الناس ودرجاتهم في الآخرة ، ثم حذرت الرسول صلى الله عليه وسلم من اتباع أهواء المشركين ،من قوله تعالى : (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ.. {70}) إلى قوله تعالى : (وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَـذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُوراً {89})
7- لما ذكرت الآيات بالحجج والبراهين الأدلة على صدق النبي الأميّ ، ذكرت هنا نماذج من تعنّت الكفار وضلالهم باقتراح خوارق ماديّة غير القرآن العظيم ، ثم ذكرت قصّة موسى وتكذيب فرعون له مع كثرة الخوارق والمعجزات التي ظهرت على يديه تسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم ،.
8- ختمت السورة بدلائل القدرة والوحدانية وتنـزيه الله تعالى عن كل نقص .. من قوله تعالى : (وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنبُوعاً {90}) إلى قوله تعالى : (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَم يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلَّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً {111})
سورة الكهـف
هذه السورة هي إحدى سور خمس بدئت بـ ( الحمد لله ) والأربعة الباقية هي : الفاتحة ، الأنعام ، الكهف ، سبأ ، فاطر، وغرضها : ترسيخ العقيدة والإيمان بالله تعالى
1- بدأت بتمجيد الله وتقديسه، وأنذرت الكافرين من عذاب الله إذا استمروا بالعصيان ،من قوله تعالى : (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَ{1} ) إلى قوله تعالى : (وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيداً جُرُزاً {8})
2- تعرضت لقصص عديدة من روائع القرآن في سبيل تقرير أهدافها الأساسية لتثبيت العقيدة و الإيمان بعظمة ذي الجلال :
القصة الأولى :
قصة أصحاب الكهف وهي قصة التضحية في سبيل العقيدة، من قوله تعالى :
(أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَباً .. {9}) إلى قوله تعالى : ( .. مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً {31})
القصة الثانية :
قصة صاحب الجنتين ، وهي نموذج آخر للتضحية في سبيل العقيدة ممثلة في قصّة الأخوين من بني إسرائيل : المؤمن المعتز بإيمانه ، والكافر وهو صاحب الجنتين وما فيها من عبر وعظات وتوجيهات ، كما ضرب تعالى المثل للحياة الدنيا ومتاعها الزائل بالماء المنزل بالسماء واختلاطه بنبات الأرض ثم تحوله إلى الهشيم ، فالغاية من ذكر الأمثال الاتعاظ والاعتبار ، من قوله تعالى : (وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلاً رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعاً {32}) إلى قوله تعالى : (وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُم مُّوَاقِعُوهَا وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفاً {53})
القصّة الثالثة :
قصة موسى مع الخضر عليهما السلام ، وهي قصة التواضع في سبيل العلم وما جرى من الأخبار الغيبية التي أطلع الله عليها عبده الصالح الخضر ولم يعرفها موسى ، من قوله تعالى : (وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً {54}) إلى قوله تعالى : ( ... وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْراً {82})
وتتضمن القصّة ذاتها ما يلي :
( قصة السفينة وحادثة قتل الغلام و بناء الجدار)
القصّة الرابعة :
قصّة ذي القرنين ورحلاته إلى الغرب والشرق ، وبناؤه السد في وجه يأجوج ومأجوج ، وترتبط القصة بالعقيدة والإيمان كالقصص التي سبقتها ،من قوله تعالى : (وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْراً {83}) إلى قوله تعالى : (قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي فَإِذَا جَاء وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاء وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقّاً {98})
3- ختمت السورة الكريمة بالحديث عن يوم القيامة وأحوال الكافرين والمؤمنين في الآخرة ، من قوله تعالى : (وَترَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعاً {99}) إلى قوله تعالى : (...فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً {110})
سورة مريـم
الغرض من هذه السورة : تقرير التوحيد ، وتنـزيه الله جل وعلا عما لا يليق به وتثبيت عقيدة الإيمان بالبعث والجزاء .
ومحورها يدور حول : التوحيد ، والإيمان بوجود الله تعالى ووحدانيته وبيان منهج المهتدين ومنهج الضالين .
1- عرضت لقصص بعض الأنبياء مبتدئة بنبي الله زكريا عليه السلام الذي كانت امرأته عاقراً فدعا الله تعالى دعاء الملهوف بأن يرزقه غلاما صالحا ، فاستجاب الله له ووهبه يحيى عليه السلام ، من قوله تعالى : (كهيعص {1} ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا {2}) إلى قوله تعالى : (وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيّاً {15})
2- عرضت لقصة أعجب وأغرب تلك هي قصة مريم العذراء عليها السلام ، و إنجابها لطفل من غير أب وذلك لتأكيد عظمة الله تعالى وإعجازه في الخلق ، قال تعالى :( وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَاناً شَرْقِيّاً {16}) إلى قوله تعالى : (وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ {39})
3- تحدثت عن قصة إبراهيم عليه السلام مع أبيه ، ثم أثنت على رسل الله ( إسحاق ويعقوب وموسى وهارون وإسماعيل وإدريس ونوحاً ) عليهم السلام ، وذلك لإثبات وحدة الرسالة وتوحيد الدعوة إلى الله ، قال تعالى : (إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ {40} وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَّبِيّاً {41}) إلى قوله تعالى : (وَوَهَبْنَا لَهُم مِّن رَّحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيّاً {50})
4- وذكرت قصة موسى عليه السلام ونداء الله تعالى كما تطرقت الآيات للحديث عن بعض الأنبياء وصفاتهم العظيمة ، من قوله تعالى : (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصاً وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيّاً {51}) إلى قوله تعالى : (وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً {58})
5- حذرت الآيات من إضاعة الصلوات واتباع الشهوات ورغبت بالتوبة وأن جزاء التائبين الجنة ، من قوله تعالى : (فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً {59}) إلى قوله تعالى : ( رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً {65}) .
6- تحدثت عن بعض شبهات المكذبين للبعث والنشور وردّت عليها بالحجج والبراهين ، وختمت السورة بمآل السعداء والأشقياء ، من قوله تعالى : (وَيَقُولُ الْإِنسَانُ أَئِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيّاً {66}) إلى قوله تعالى : (وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّن قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُم مِّنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزاً {98}).
سورة طـه
الغرض من هذه السورة : تثبيت وتركيز أصول الدين : ( التوحيد والنبوة والبعث والنشور ) .
1- ظهرت في السورة شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم ، وجاءت الآيات تشدّ أزره وتقوّي روحه حتى لا يتأثر بما يُلقى إليه من كيد وعناد واستهزاء وتكذيب ، ولإرشاده أن وظيفته الأساسية الإرشاد والتبليغ لا إجبار الناس على الإيمان ، من قوله تعالى : (طه {1} مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى {2}) ، إلى قوله تعالى : (اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى {8}) .
2- عرضت لقصص الأنبياء فذكرت قصة موسى عليه السلام ونعمة الله عليه باستجابة دعائه وإعطائه سؤله ، من قوله تعالى : ( وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى {9} إِذْ رَأَى نَاراً فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَاراً لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى{10} ) إلى قوله تعالى : ( .. فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى {40}) .
3- ذكرت نعمة الله تعالى على موسى باختياره للذهاب مع أخيه إلى فرعون لتبليغ الدعوة ، ثم ذكرت الحوار الذي دار بين موسى وفرعون ، وما كان من أمر السحرة وسجودهم لرب العالمين ، من قوله تعالى : (وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي {41}) إلى قوله تعالى : (جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاء مَن تَزَكَّى {76}) .
4- لا تزال الآيات تتحدث عن قصة موسى وفرعون ، وتشير لعناية الله تعالى بموسى وقومه وإنقاذهم وإهلاك عدوهم ، وتذكّرهم بنعم الله الكبرى ومننه عليهم ، حيث وصَّاهم بشكره عليها .
ثم تذكر الآيات انتكاس بني إسرائيل، ورجوعهم عن الحقّ بعبادتهم العجل ، من قوله تعالى : (وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي... {77}) إلى قوله تعالى : (إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً {98})
5- ذكر الله تعالى هذه القصص للتأسي بها والاعتبار وهددت الآيات الجاحدين المعاندين لله تعالى بعذاب شديد يوم القيامة ، وجاءت الآيات بعدها لتتحدث عن أهوال القيامة ، من قوله تعالى : (كَذَلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء مَا قَدْ سَبَقَ وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِن لَّدُنَّا ذِكْراً {99} ) .. إلى قوله تعالى : (وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْماً وَلَا هَضْماً {112} ) .
6- تحدثت الآيات عن معجزة القرآن الكريم ، منبهة رسول الله صلى الله عليه وسلم بألاَّ يعجل ويشق على نفسه في حفظه من قبل انقضاء الوحي ، ثم تحدثت الآيات عن قصة سجود الملائكة لآدم عليه السلام وإغواء إبليس له وهبوطه للأرض ، من قوله تعالى : (وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْراً {113} ) إلى قوله تعالى : (قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعاً بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى { 123}).
7- حذّرت الآيات المعرضين عن ذكر الله بعذاب أليم يوم القيامة ، ثمّ أتت الآيات تصبّر رسول الله وتأمره بالتسبيح لله في كل حين ، وأن يأمر أهله بالصلاة ويصطبر عليها ، وختمت ببيان عاقبة الأمم السابقة ، من قوله تعالى : (وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى {124}) إلى قوله تعالى : ( قُلْ كُلٌّ مُّتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدَى {135} ) .
سـورة الأنبيــاء
سورة تعالج موضوع العقيدة الإسلامية في ميادينها الكبيرة ( الرسالة و الوحدانية و البعث والجزاء ) وتتحدث عن الساعة وشدائدها ، والقيامة وأهوالها ، وعن قصص الأنبياء والمرسلين .
1- ابتدأت السورة بالحديث عن غفلة الناس وتكذيبهم بالله تعالى وبالحساب والعقاب بينما تلوح القيامة لهم وهم لاهون عن ذلك اليوم الرهيب، ، من قوله تعالى : (اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مَّعْرِضُونَ {1}) إلى قوله تعالى : (فَمَا زَالَت تِّلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيداً خَامِدِينَ {15})
2- أقامت الأدلة والبراهين على وحدانية الله وبطلان تعدد الآلهة ، من قوله تعالى : (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاء وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ {16}) إلى قوله تعالى : (... بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُم مُّعْرِضُونَ {24})
3- ذكرت أن دعوة الرسل جميعاً إنما جاءت لبيان التوحيد ، ثم ذكرت بقية الأدلة على قدرة الله ووحدانيته في هذا الكون العجيب ، من قوله تعالى : (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ {25}) إلى قوله تعالى : (وَهَذَا ذِكْرٌ مُّبَارَكٌ أَنزَلْنَاهُ أَفَأَنتُمْ لَهُ مُنكِرُونَ {50})
4- لما ذكرت الآيات الدلائل على التوحيد والنبوة ، أتبعت ذلك بذكر قصص الأنبياء وما نالهم من ابتلاء ، تسلية للرسول صلى الله عليه وسلم ليتأسى بهم في الصبر واحتمال الأذى في سبيل الله .
فذكرت الآيات قصص ( إبراهيم ونوح ولوط وداود وسليمان )عليهم السلام ، من قوله تعالى : ( وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِه عَالِمِينَ {51}) إلى قوله تعالى : (وَمِنَ الشَّيَاطِينِ مَن يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلاً دُونَ ذَلِكَ وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ {82})
5- ذكرت الآيات محنة كل من يونس وزكريا وعيسى عليهم السلام ، تسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم كي يتأسى بهم في الصبر ، من قوله تعالى : (وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ {83}) إلى قوله تعالى : (قَالَ رَبِّ احْكُم بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ {112})
سـورة الحـج
هي سورة تتـناول جوانب التشريع ، وموضوعها هو موضوع الإيمان والتوحيد والإنذار والتخويف والبعث والجزاء ومشاهد القيامة وأهوالها ، وقد ذكرت السورة بعض المواضيع التشريعية كالإذن بالقتال ، وأحكام الحج ، والهدي ، والأمر بالجهاد.
1- ابتدأت السورة بمطلع عنيف مخيف بالحديث عن يوم القيامة ، ثم انتقلت لتقيم البراهين على البعث بعد الفناء ، من قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ {1}) إلى قوله تعالى : (وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَّا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَن فِي الْقُبُورِ {7})
2- انتقلت الآيات لتتحدث عن أهل السعادة وأهل الشقاوة ،من قوله تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ {8} ) إلى قوله تعالى : ( وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ {18} {سجدة})
3- تحدثت الآيات عما دار بين أهل السعادة والشقاء من الخصومة في دينه وعبادته ، من قوله تعالى : (هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيمُ {19}) إلى قوله تعالى : (وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ {24} )
4- ذكرت عظم حرمة البيت العتيق وبناء الخليل إبراهيم له ، وتحدثت عن عظم كفر هؤلاء المشركين الذين يصدون الناس عن المسجد الحرام ، من قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاء.... {25}) إلى قوله تعالى : ( كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ {37})
5- لما بينت الآيات مناسك الحج وما فيها من منافع في الدنيا والآخرة وأن الكفار صدوا عن المسجد الحرام ، ذكرت هنا أنه تعالى يدافع عن الذين آمنوا ، وذكرت حكمة مشروعية القتال ومنها : الدفاع عن المقدسات ، وحماية المستضعفين ، وتمكين المؤمنين من عبادة الله ،من قوله تعالى : (إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ {38}) إلى قوله تعالى : (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ { 62})
6- لما ذكرت الآيات ما يدلّ على قدرته الباهرة من إيلاج الليل في النهار والنهار في الليل وبين نعمه ، أتبعته هنا بأنواع الدلائل على قدرة الله تعالى وحكمته وجعلها كالمقدمة لإثبات البعث والمعاد .
7- ختمت السورة بدعوة المؤمنين إلى عبادة الله الواحد الأحد ، من قوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ {63}) إلى قوله تعالى ( ... وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ {78}).
سـورة المؤمنون
من السور التي تعالج أصول الدين ( من التوحيد ، والرسالة والبعث ) سميت باسم ( المؤمنون ) تخليدا لهم وإشادة بمآثرهم وفضائلهم الكريمة التي استحقوا بها ميراث الفردوس الأعلى في الجنة .
1- ابتدأت السورة بالإشادة بصفات المؤمنين وفضائلهم الكريمة التي استحقوا بها جنات النعيم ،.. من قوله تعالى :( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ {1} الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ {2} ) إلى قوله تعالى : (أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ {10} الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ {11})
2- عرضت السورة الكريمة لدلائل القدرة والوحدانية مصورة في هذا الكون العجيب في الإنسان والحيوان والنبات ثم في خلق السماوات البديعة وفي الآيات الكونية في العالم المنظور والتي تدل على وجود الله جل وعلا ، من قوله تعالى : (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ {12}) إلى قوله تعالى : (وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ {22})
3- عرضت قصص بعض الأنبياء تسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم عما يلقاه من أذى المشركين فذكرت قصة نوح عليه السلام ، من قوله تعالى : ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ {23}) إلى قوله تعالى : (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ وَإِن كُنَّا لَمُبْتَلِينَ {30})
4- ذكرت قصة هود عليه السلام لأخذ العظة والاعتبار وبينت عاقبة الجحود والكفر برسل الله وآياته ، من قوله تعالى : (ثُمَّ أَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ {31}) إلى قوله تعالى : (ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَا كُلَّ مَا جَاء أُمَّةً رَّسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُم بَعْضاً وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْداً لِّقَوْمٍ لَّا يُؤْمِنُونَ {44})
5- ذكرت الآيات قصة موسى عليه السلام داعية الرسل لعمل الصالحات فهم المثل والقدوة ، من قوله تعالى : (ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَى وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ {45}) إلى قوله تعالى : (وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ {52})
6- عرضت لكفار مكة وعنادهم ومكابرتهم للحق وتفرقهم واختلافهم ، وذلك ليجتنب الإنسان طرق أهل الضلال ، من قوله تعالى : (فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ زُبُراً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ {53}) إلى قوله تعالى : (وَإِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ {74})
7- ذكر ت بعدها سبب إعراض المشركين عن الله تعالى واتباع أوامره والسبب هو العناد والطغيان من قوله تعالى : (وَلَوْ رَحِمْنَاهُمْ وَكَشَفْنَا مَا بِهِم مِّن ضُرٍّ لَّلَجُّوا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ {75}) إلى قوله تعالى : (لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا هَذَا مِن قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ {83} )
8- أقامت الأدلة على التوحيد ، ثم ذكرت أحوال الآخرة وانقسام الناس إلى سعداء وأشقياء ، (قُل لِّمَنِ الْأَرْضُ وَمَن فِيهَا إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ {84} ) إلى قوله تعالى : (وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ {98})
9- ختمت السورة ببيان حال العصاة وتمنيهم العودة لعمل الخير وبيان عذابهم في جهنم ، كما ذكرت جزاء المؤمنين وفوزهم برضوان الله تعالى وذلك بهدف الدعوة للتوبة قبل انقضاء الأجل ،من قوله تعالى : (حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ {99}) إلى قوله تعالى : (وَقُل رَّبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ {118})
سورة النّـور
من السور التي تتـناول الأحكام التشريعية وتعنى بأمور الأخلاق وتهتم بالقضايا العامة والخاصة التي ينبغي أن يربى عليها المسلمون أفرادا وجماعات .
1- ذكرت بعض الحدود الشرعية التي فرضها الله تعالى على الناس ، كحد الزنى وحد القذف وحد اللعان ، التي شرعت تطهيرا للمجتمع من الفساد والفوضى واختلاط الأنساب والانحلال الخلقي ، وحفظاً للأمة من عوامل التردي والانحلال ، من قوله تعالى : (سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَّعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ {1} الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ ... {2} ) إلى قوله تعالى : (وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ {10})
2- انتقلت الآيات لتـتحدّث عن (حادثة الإفك ) وردّة فعل كل من المؤمنين والمنافقين وشدّدت الوعيد والتهديد لمن يحب أن يشيع الفاحشة بين الناس دون دليل ، من قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ ... {11} )، إلى قوله تعالى : (وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّه رَؤُوفٌ رَحِيمٌ {20})
3- أعقبت ذلك التحذير من سلوك طريق الشيطان الذي يدعو الإنسان للشر والفساد ، ثم ذكرت آداب الاستئذان والزيارة ، و أتبعتها بآيات غض البصر ، من قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ... {21}) إلى قوله تعالى : (وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ وَمَثَلاً مِّنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ {34}).
4- لمّا وصفت الآيات بأنه تعالى قد أنزل آيات مبينات ، وأقام الدلائل على وحدانيته واختصاصه بتشريع الأحكام التي فيها سعادة المجتمع أعقبته بذكر مثالين :
أحدهما في بيان أن دلائل الوحدانية والإيمان في غاية الظهور.
والثاني : في بيان أن أديان الكفرة في نهاية الظلمة والخفاء .
من قوله تعالى : (اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ... {35}) إلى قوله تعالى : (وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ {52})
5- لما ذكرت الآيات صفات المنافقين القبيحة ، أعقبت ذلك بذكر ما انطوت عليه نفوسهم من مكرٍ واحتيالٍ وحلفٍ كاذبٍ بأغلظ الأيمان .
6- ختمت السورة الكريمة بالتحذير من سلوك طريق المنافقين ، من قوله تعالى : (وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ قُل لَّا تُقْسِمُوا... {53}) إلى قوله تعالى : ( وَيَوْمَ يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ {64}) .
سـورة الفرقـان
تتضمن السورة الحديث عن أشياء ثلاثة : التوحيد والنبوة والمعاد .
1- ابتدأت السورة بالحديث عن القرآن الذي تفنن المشركون بالطعن فيه و التكذيب له فجاء الرد عليهم بالأدلة والبراهين أنه تنـزيل رب العالمين، قال تعالى : (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً {1}) إلى قوله تعالى : ( .. لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنفُسِهِمْ وَعَتَوْ عُتُوّاً كَبِيراً {21})
2- تحدّثت عن بعض جرائم المشركين ، ثم ذكرت قصص بعض الأنبياء وما حلّ بأقوامهم المكذبين ، وذلك تسلية للرسول صلى الله عليه وسلم ، من قوله تعالى : (يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِّلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْراً مَّحْجُوراً {22}) إلى قوله تعالى : (وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَهَا بَلْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ نُشُوراً {40})
3- ذكرت الآيات طرفاً من استهزاء المشركين وسخريتهم بالرسول صلى الله عليه وسلم ، فلم يقتصروا على تكذيبه فحسب ، بل زادوا عليه بالاستهزاء والاحتقار ، وذكرت الأدلة على وحدانيته وقدرته جل جلاله ، من قوله تعالى : (وَإِذَا رَأَوْكَ إِن يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُواً أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولاً {41}) إلى قوله تعالى : (...أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُوراً {60} {سجدة}).
4- تحدّثت عن دلائل قدرة الله تعالى ووحدانيته و آثار خلقه في الكون البديع .
5- ختمت ببيان صفات عباد الرحمن وما أكرمهم الله به من صفات حميدة استحقوا عليها عظيم الأجر في جنات النعيم ، من قوله تعالى : (تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاء بُرُوجاً وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجاً وَقَمَراً مُّنِيراً {61}) إلى قوله تعالى : (قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَاماً {77}) .
سـورة الشـعراء
عالجت السورة أصول الدين من ( التوحيد ، والرسالة ، والبعث ) .
1- ابتدأت السورة بموضوع القرآن العظيم الذي أنزله تعالى هداية للخلق ، وذكرت موقف المشركين منه فقد كذبوا به مع وضوح آياته وسطوع براهينه وطلبوا معجزة أخرى غير القرآن الكريم عناداً واستكباراً، قال تعالى : (طسم {1} تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ {2} إلى قوله تعالى : (وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ {9})
2- تحدثت السورة عن سبع قصص من قصص الرسل الكرام الذين بعثهم الله لهداية البشرية فبدأت بقصة موسى مع فرعون الجبار وانتهت ببيان العظة والعبرة من قصص الأمم الغابرة ، من قوله تعالى :( وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ {10}) إلى قوله تعالى : (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ {67} وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ {68})
3- تناولت قصة إبراهيم الخليل عليه السلام وموقفه من أبيه وقومه حيث أقام لهم الأدلة على وحدانية الله تعالى فكذبوه وجحدوا بها ، من قوله تعالى : (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ {69} إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ {70}) إلى قوله تعالى : (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ {103} وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ {104})
4- تتابعت الآيات في ذكر قصص الأنبياء نوح و هود و صالح ولوط وشعيب عليهم السلام وبينت سنة الله في معاملة المكذبين لرسله ، من قوله تعالى : (كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ {105} إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ ) إلى قوله تعالى : (فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ {189} إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ {190} وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ {191})
5- عادت الآيات للتنويه بشأن كتاب الله تفخيماً لشأنه وبياناً لمصدره، قال تعالى : (وَإِنَّهُ لَتَنـزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ {192} نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ {193} ) إلى قوله تعالى : (فَيَأْتِيَهُم بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ {202} فَيَقُولُوا هَلْ نَحْنُ مُنظَرُونَ {203}
6- ختمت السورة بالرد على افتراءات المشركين في زعمهم أن الشياطين تنـزل القرآن وهكذا تناسق البدء مع الختام ، من قوله تعالى : (أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ {204} أَفَرَأَيْتَ إِن مَّتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ {205}) إلى قوله تعالى : (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيراً وَانتَصَرُوا مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ {227}) .
ســورة النمـل
اهتمّت السورة بأصول الدين من ( التوحيد والرسالة والبعث ).
1- تناولت الحديث عن القرآن الكريم معجزة محمد صلى الله عليه وسلم الكبرى فوضحت أنه تنـزيل من حكيم عليم ، ثم تحدّثت عن قصص الأنبياء وبدأت بقصة موسى عليه السلام ، من قوله تعالى :(طس تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُّبِينٍ {1} ) إلى قوله تعالى : (وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ {14})
2- تحدثت عن قصة سليمان عليه السلام الذي جمع الله تعالى له الملك والنبوة وسخّر له الإنس والجن ، وعلمه منطق الطير وتذكر الآيات قصته مع بلقيس ملكة سبأ وما كان من أمور عجيبة حصلت في زمانه مما يرسخ الإيمان بالله تعالى ، من قوله تعالى : (وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ {20}) إلى قوله تعالى : (.. قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ {44})
3- ذكرت قصة النبي صالح وأعقبها بقصة لوط عليهما السلام ، وكل هذه القصص غرضها التذكير والاعتبار ، وبيان سنة الله تعالى في إهلاك المكذبين ، من قوله تعالى : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ {45}) إلى قوله تعالى : (وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَراً فَسَاء مَطَرُ الْمُنذَرِينَ {58})
4- ثم ذكرت بعد ذلك البراهين الدالة على وحدانية الله تعالى ، من قوله تعالى : (قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ {59}) إلى قوله تعالى : ( بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِّنْهَا بَلْ هُم مِّنْهَا عَمِونَ {66})
5- ذكرت الآيات شبهات المشركين في الإيمان بالآخرة والبعث والنشور وأردفتها بذكر الدلائل القاطعة وذكر بعض الأهوال التي تكون بين يدي الساعة ، من قوله تعالى : (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَئِذَا كُنَّا تُرَاباً وَآبَاؤُنَا أَئِنَّا لَمُخْرَجُونَ {67}إلى قوله تعالى : ( وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ {93}) .
سورة القصـص
اهتمّت السورة بأصول الدين من ( التوحيد والرسالة والبعث ) وتتفق في أهدافها مع سورتي النمل والشعراء وهي تكمل أو تفصل ما أُجِمل في السورتين قبلها
1- ابتدأت السورة بالحديث عن قصة موسى عليه والسلام ،وطغيان فرعون وعلوّه وفساده في الأرض ، من قوله تعالى : (طسم {1} تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ {2}..) إلى قوله تعالى : ( ... إِن تُرِيدُ إِلَّا أَن تَكُونَ جَبَّاراً فِي الْأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَن تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ {19})
2- انتقلت للحديث عن ولادة موسى عليه السلام وخوف أمه عليه من بطش فرعون و إلهام الله لها بإلقائه في اليمّ ليعيش معززاً مكرماً في حجر فرعون ،و بلوغ موسى عليه السلام سن الرشد وقتله للقبطي ، ثم هجرته لأرض مدين وزواجه بابنة شعيب عليه السلام ،وتكليف الله تعالى له بالعودة لدعوة فرعون .
وتفصّل الأحداث مع فرعون إلى أن أغرقه الله تعالى في البحر عقابا له ، من قوله تعالى : (وَجَاء رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى.. {20}) إلى قوله تعالى : (وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُم مِّنَ الْمَقْبُوحِينَ {42})
3- ذكرت نعمة الله تعالى على موسى كليم الله من إنزال التوراة من بعد ما أهلك فرعون وقومه ، ثم ذكرت نعمته تعالى على العرب بإنزال القرآن العظيم خاتم الكتب السماوية. وأخبرت عما يوبّخ به تعالى المشركين يوم القيامة ،من قوله تعالى : (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِن بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَى بَصَائِرَ... {43}) إلى قوله تعالى (وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ {70})
4- لما ذكرت الآيات بعض الأدلة على عظمة الله تعالى وسلطانه تذكيرا لعباده بوجوب شكر النعم ، وانتقلت الآيات للحديث عن قصة قارون واختياله وفخره على قومه وبغيه عليهم ، ثم عقب ذلك بأنه خسف به وبداره الأرض . كما أخبرت الآيات أن الدار الآخرة ونعيمها جعلها الله لعباده المؤمنين المتواضعين .
5- ختمت السورة بأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بإبلاغ الرسالة وبإخباره أنه سيرده إلى معاد وهو يوم القيامة وسيسأله عما استرعاه من أعباء النبوة ، من قوله تعالى : (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.. {71}) إلى قوله تعالى : (وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ {88})
سـورة العنكبوت
وموضوعها : العقيدة في أصولها الكبرى ( الوحدانية والرسالة و البعث والجزاء ) ومحورها يدور حول : الإيمان و سنة الابتلاء في هذه الحياة ، لأن المسلمين في مكة كانوا في أقسى أنواع المحنة والشدة .
1- ابتدأت الآيات بالحديث عن فريق من الناس يحسبون الإيمان كلمة تقال باللسان فإذا نزلت بهم المحنة انتكسوا إلى جحيم الضلال وارتدوا عن الإسلام ، وتَعِدُ المؤمنين بالله بتكفير ذنوبهم ومضاعفة حسناتهم ، وتأمر الآيات المؤمنين بالإحسان للوالدين كسبيل لكسب الحسنات ومحو الذنوب ، من قوله تعالى :( الم {1} أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ {2}) إلى قوله تعالى : (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ {9})
2- انتقلت الآيات لتتحدث عن صفات المكذبين وعن كفار قريش الذين قالوا للمؤمنين ارجعوا عن دينكم وسنحمل خطاياكم، وبينت عاقبتهم تحذيرا من اتباع خطاهم ، من قوله تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ .... {10} ) إلى قوله تعالى : (وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالاً مَّعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ {13})
3- تحدثت عن محنة الأنبياء وما لاقوه من شدائد في سبيل تبليغ رسالة الله فتتحدث عن قصة نوح وخليل الرحمن إبراهيم عليهما السلام ، وما في القصتين من عبر وعظات ، من قوله تعالى : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَاماً فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ {14}) إلى قوله تعالى : (وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ {27})
4- استمرت الآيات بالحديث عن قصص الأنبياء فذكرت قصة لوط ، شعيب ، هود ، صالح عليهم السلام ، على سبيل الاختصار لتبين عاقبة الله للمكذبين ، وأكدت أن الابتلاء سنّة كونية ، من قوله تعالى : (وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ الْعَالَمِينَ {28}) إلى قوله تعالى : ( ... وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ {45})
5- لما بيّن تعالى ضلال من اتخذ من دون الله أولياء وضرب المثل ببيت العنكبوت ، أمر هنا في الآيات بالتلطف في دعوة أهل الكتاب للإيمان ، ثم ذكر البراهين القاطعة على صدق محمد صلى الله عليه وسلم وصحة القرآن ، من قوله تعالى : (وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ.. {46}) إلى قوله تعالى : (اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ {62} )
6- ختمت السورة الكريمة ببيان اغترار المشركين بالدنيا الفانية ، وتوعدهم بالعقاب الأليم ، ووعد المؤمنين بتبصيرهم سبل الله في الدنيا والآخرة ، من قوله تعالى : (وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّن نَّزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ.... {63} ) إلى قوله تعالى : ( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ {69})
ســورة الـروم
تعالج السورة قضايا العقيدة الإسلامية في إطارها العام وميدانها الفسيح ( الوحدانية والرسالة والبعث والجزاء ) .
1- ابتدأت السورة بالتنبؤ بحدث غيـبـي هام أخبر عنه القرآن الكريم قبل حدوثه ألا وهو : انتصار الروم على الفرس في الحرب التي ستقع بينهما قريبا ، وقد تحققت النبوءة وظهر صدق الوحي ، وهذا من أعظم معجزات القرآن، ، من قوله تعالى : ( الم {1} غُلِبَتِ الرُّومُ {2}..) إلى قوله تعالى : (يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ {7})
2- انتقلت الآيات بعدها لتتحدث عن أحوال الناس في الآخرة وعن قدرة الله تعالى على البدء ( أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ... {8}) ، إلى قوله تعالى : (..وَيُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ {19})
3- ذكرت الآيات الأدلة على الربوبيّة والوحدانية في خلق البشر ، واختلاف الألسنة والصور ، وإحياء الأرض بالمطر ، وفي قيام الناس ومنامهم ، من قوله تعالى : (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنتُم بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ {20}) إلى قوله تعالى : (وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ {27})
4- ثم وبخت للمشركين لعبادتهم غير الله مع أنه هو وحده الخالق والرازق ، من قوله تعالى : (ضَرَبَ لَكُم مَّثَلاً مِنْ أَنفُسِكُمْ هَل لَّكُم مِّن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن شُرَكَاء... {28}) إلى قوله تعالى ( .. هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَفْعَلُ مِن ذَلِكُم مِّن شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ {40})
5- شنّع تعالى في الآيات الكريمة على المشركين في عبادتهم لغير الله ، وذكر في هذه الآيات الأسباب الموجبة للمحنة والابتلاء وهي : الكفر ، وانتشار المعاصي ، وكثرة الفجور ، والتي بسببها تقل الخيرات وترتفع البركات ، ، من قوله تعالى : (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ {41}) إلى قوله تعالى : (لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِن فَضْلِهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ {45} )
6- ضرب تعالى في الآيات الأمثال بهلاك الأمم السابقة ، تنبيها لقريش وأمرا لهم بالاعتبار بمن سبقهم من أمم كافرة ، ولأمرهم أيضا بالاستقامة في طاعة الله والمبادرة إلى الخيرات ، من قوله تعالى : (وَمِنْ آيَاتِهِ أَن يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ ... {46} ) إلى قوله تعالى : (فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ {60})
سورة لقمان
تعالج هذه السورة موضوع العقيدة بالتركيز على أصولها : ( الوحدانية والنبوة والبعث والنشور) .
1- ابتدأت الآيات بذكر القرآن الكريم الذي جعله الله تعالى هدى وشفاء ورحمة للمحسنين، وذكرت حال السعداء الذين اهتدوا بالقرآن الكريم وحال الأشقياء الذين أعرضوا عنه ، كما بينت قدرة الله العظيمة على خلق السماوات والأرض وما فيهما وما بينهما ، من قوله تعالى : (الم {1} تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ {2} هُدًى وَرَحْمَةً لِّلْمُحْسِنِينَ {3} ) إلى قوله تعالى : (هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ {11})
2- اشتملت على مواعظ لقمان الحكيم ووصاياه لابنه ، وقد ذكره تعالى بأحسن الذكر وهو يوصي ولده ويمنحه أفضل ما يعرف من الحكمة والدعوة للرشاد والتحذير من الشرك ، من قوله تعالى : ( وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ {12}) إلى قوله تعالى : (وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ {19})
3- ختمت السورة ببيان نعم الله تعالى ودلائل قدرته في الكون محذرة المشركين من ذلك اليوم الذي لا ينفع فيه مال ولا بنون ، مخبرة عن جلال الله وعظمته وكبريائه وجلاله وأسمائه الحسنى وصفاته العلا وعلمه بمفاتيح الغيب ، من قوله تعالى : (أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ) إلى قوله تعالى : ( ... وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ {34})
ســورة السـجدة
تعالج السورة موضوع العقيدة : ( الإيمان بالله واليوم الآخر والكتب والرسل والبعث والجزاء والمحور الذي تدور حوله هو موضوع ( البعث بعد الفناء ) الذي جادل المشركون حوله واتخذوه ذريعة لتكذيب الرسول عليه الصلاة والسلام .
1- ابتدأت السورة الكريمة بدفع الشك والارتياب عن القرآن العظيم بروائع الحجة والبرهان،وتحدثت عن دلائل قدرة الله تعالى في الكون ، من قوله تعالى : ( الم {1} تَنزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ {2} )إلى قوله تعالى : (ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ {9})
2- ذكرت شبهة المشركين السخيفة في إنكار البعث والنشور ، وردت عليها بالحجج القاطعة والأدلة الساطعة التي تهزم الخصم أمام روائع الحجة والبيان، من قوله تعالى : (وَقَالُوا أَئِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ بَلْ هُم بِلِقَاء رَبِّهِمْ كَافِرُونَ {10}) إلى قوله تعالى : ( ... وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ {14})
3- انتقلت للحديث عن صفات المؤمنين المتقين ، و ذكرت أنه لا يتساوى فريق الأبرار وفريق الفجار لأن عدالة الله تقتضي التمييز بين الفريقين ،من قوله تعالى : (إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا... {15}) إلى قوله تعالى : (فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانتَظِرْ إِنَّهُم مُّنتَظِرُونَ {30})
سـورة الأحــزاب
وتتناول جوانب التشريع وتتناول حياة المسلمين الخاصة والعامة وخاصة أمر الأسرة ، فقد شرع القرآن الكريم من الأحكام ما يكفل لها الهناء ، وأبطل بعض التقاليد الموروثة مثل : التبني والظهار واعتقاد وجود قلبين لكل إنسان وطهر المجتمع من رواسب التخلف الجاهلي .
1- بدأت السورة بدعوة النبي للتقوى والتوكل على الله واتباع تعاليم القرآن الكريم ، ثم انتقلت الآيات لتحرّم الظهار ونفي أن يكون الأدعياء من الأبناء ، وبينت أن النبي صلى الله عليه وسلم أقرب للمؤمن من نفسه وزوجاته أمهاتهم في المحبة والاحترام وانتقلت الآيات لتبين أن الله تعالى أخذ الميثاق من كل الأنبياء والرسل على القيام بدنه وسيسألون عنه ، من قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً {1}) ، إلى قوله تعالى : (لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَن صِدْقِهِمْ وَأَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً أَلِيماً {8})
2- تحدثت الآيات بالتفصيل عن غزوة الخندق ( غزوة الأحزاب ) وصورتها بدقة ، وكشفت خفايا المنافقين وحذرت منهم و كشفت كل ستر عنهم ، من قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءتْكُمْ جُنُودٌ ... {9}) إلى قوله تعالى : ( ... يَسْأَلُونَ عَنْ أَنبَائِكُمْ وَلَوْ كَانُوا فِيكُم مَّا قَاتَلُوا إِلَّا قَلِيلاً {20})
3- أمرت المؤمنين بالاقتداء برسولهم الكريم في دروس التضحية والفداء ، ثم جاء الحديث عن زوجات النبي صلى الله عليه وسلم في زهدهن وعدم التطلع إلى زهرة الدنيا لأنهن قدوة لسائر نساء المؤمنين ،كما ذكر تعالى صفات المؤمنين وما نالوه من درجات رفيعة ، من قوله تعالى : (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً {21}) إلى قوله تعالى : ( ... وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً {35})
4- أعقبها تعالى ببيان أن طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم من طاعة الله ثم بينت الآيات قصة زيد بن حارثة رضي الله عنه وبينت جواز زواج النبي صلى الله عليه وسلم من زينب بنت جحش بعد أن طلقها زيد بن حارثة ليكون صلى الله عليه وسلم قدوة للمسلمين في جواز الزواج بزوجة الدعيّ ، فقطعت الآيات أبوة النبي بزيد وبقية المسلمين في النسب ، من قوله تعالى : (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ.. {36}) إلى قوله تعالى : (مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً {40})
5- ثم دعت الآيات لذكر الله تعالى وتسبيحه وبينت سبب إرسال الرسل و ذكّرتهم بنعمته تعالى عليهم بإرساله المبعوث رحمة للعالمين محمد صلى الله عليه وسلم إليهم ، و ذكر ت حاله صلى الله عليه وسلم مع أزواجه للتأسي بهم والاقتداء ، من قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً {41}) إلى قوله تعالى : ( ... إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيباً {52})
6- ذكرت الآيات الآداب التي ينبغي أن يتحلى بها المؤمنون عند دخولهم بيوت النبي صلى الله عليه وسلم من الاستئذان وعدم الإثقال ، ثم بيّن شرف الرسول صلى الله عليه وسلم بصلاة الله والملائكة عليه ، من قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ... {53}) إلى قوله تعالى : (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً {58})
7- أمر الله تعالى نساء المؤمنين في الآيات التي تليها بالحجاب ، ثم بينت الآيات لعنة الله للمنافقين إن لم ينتهوا عن مؤامراتهم الخبيثة ، وختمت السورة بالحديث عن الساعة وأهوالها وحال أهل السعادة والشقاء فيها ، من قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ... {59}) إلى قوله تعالى : ( ... وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً {73}) .
سـورة سبـأ
تهتم السورة بموضوع العقيدة الإسلامية وتتناول أصول الدين من إثبات الوحدانية والنبوة والبعث والنشور .
1- ابتدأت الآيات بتمجيد الله جل وعلا الذي أبدع الخلق و أحكم شؤون العالم فهو الخالق المبدع الذي لا يغيب عن علمه مثقال ذرة وهذا أعظم برهان على وحدانيته ، و تحدثت عن قضية هامة هي إنكار المشركين للآخرة وتكذيبهم بالبعث والموت فأمرت الرسول صلى الله عليه وسلم أن يقسم بربه العظيم على وقوع المعاد بعد فناء الأجساد ، من قوله تعالى : (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ {1}) إلى قوله تعالى : ( ... إِن نَّشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفاً مِّنَ السَّمَاءِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِّكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ {9})
2- تناولت قصص بعض الرسل فذكرت داود وولده سليمان عليهما السلام وما سخر لهما من أنواع النعم ،كتسخير الريح والطير إظهارا لفضل الله تعالى عليهما ، ولبيان حال الشاكرين للنعم ، من قوله تعالى : (وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلاً يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ {10}) إلى قوله تعالى : ( ... فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ {14})
3- ذكرت الآيات ( قصة سبأ ) موعظة لقريش وتحذيرا مما جرى من مصائب ونكبات لمن كفر بأنعم الله ، ثم ذكرت كفار مكة بنعمه تعالى عليهم ليعبدوه ويشكروه ، من قوله تعالى : (لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ {15}) على قوله تعالى : ( ... وَجَعَلْنَا الْأَغْلَالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ {33})
4- ذكرت اغترار المشركين بالمال والبنين وتكذيبهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وختمت السورة ببيان مصرع الغابرين تسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتخويفا وتحذيرا للمشركين ، من قوله تعالى : (وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ {34} ) إلى قوله تعالى : ( وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِم مِّن قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُّرِيبٍ {54}) .
ســورة فاطر
وتتحدث عن قضايا العقيدة الكبرى: (الدعوة إلى توحيد الله وإقامة البراهين على وجوده ، وهدم قواعد الشرك ، والحث على تطهير القلوب من الرذائل والتحلي بمكارم الأخلاق ) .
1- تحدثت في البدء عن الخالق المبدع الذي فطر الأكوان وخلق الملائكة والإنس والجن ،وتحدثت عن رحمة الله تعالى بالناس ، ونعمته عليهم ، وعن تكذيب المشركين وكفرانهم بالنعم ، فتوعدتهم بعذاب شديد وبشرت المؤمنين بالجنة ، من قوله تعالى : (الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ{1}) إلى قوله تعالى : (... فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ {8})
2- تابعت الآيات تتحدث نعم الله تعالى على الناس من إرسال الرياح ونزول الغيث وعن خلق الإنسان من تراب وخلق البحار والليل والنهار وسخرت من أولئك الذين يعبدون غير الله تعالى رغم كل هذه الدلائل والنعم ، من قوله تعالى : (وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَّيِّتٍ... {9}) إلى قوله تعالى : ( ..وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ {14})
3- ذكّر الله تعالى عباده في الآيات بحاجتهم إليه واستغنائه جل وعلا عن جميع الخلق ، وضرب الأمثال للتفريق بين المؤمن والكافر بالأعمى والبصير والظلام والنور ، وتابعت الآيات تذكر نعم الله تعالى وحثت على تلاوة كتابه الكريم مرغبة لهم بالجزاء المقيم لهم في الجنة ، من قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ {15}) إلى قوله تعالى : (وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ إِنَّ اللَّهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ {31})
4- لما أثنى تعالى على عباده الذين يتلون القرآن ، ذكر هنا انقسام الأمة الإسلامية أمام هذا الكنـز العظيم لثلاثة أقسام : الظالم لنفسه ، والمقتصد ، والسابق بالخيرات ، ثم ذكر مآل الأبرار والفجار ليظل العبد بين الخوف والرجاء والرغبة والرهبة ، من قوله تعالى : (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ... {32}) إلى قوله تعالى : ( ... وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيراً {45})
سورة يس
تتناول السورة مواضيعا أساسية ثلاثة وهي : ( الإيمان بالبعث والنشور ، قصة أهل القرية ، الأدلة والبراهين على وحدانية رب العالمين ) .
1- ابتدأت بالقسم بالقرآن الكريم على صحة الوحي ، ثم تحدثت عن كفار قريش وتكذيبهم بدين الله تعالى مما استحقوا عليه غضب الله ، ثم تحدثت عن قدرة الله تعالى قي الإحياء والإماتة ، من قوله تعالى : (يس {1} وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ {2} إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ {3} ) إلى قوله تعالى : (... وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ {12})
2- ساقت قصة أهل القرية ( إنطاكية ) الذين كذّبوا الرسل لتحذر من التكذيب وترهب منه ، قال تعالى (وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلاً أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءهَا الْمُرْسَلُونَ {13}) إلى قوله تعالى : (قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِن ذُكِّرْتُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ {19})
3- ذكرت موقف الداعية المؤمن ( حبيب النجار ) الذي نصح قومه فقتلوه فأدخله الله الجنة و أخذ قومه بالصيحة التي أهلكتهم ، قال تعالى : (وَجَاء مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ {20}) إلى قوله تعالى : (وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ {32})
4- تحدثت عن دلائل القدرة و الوحدانية في هذا الكون العجيب بدءً من مشهد الأرض الجرداء تدب فيها الحياة إلى مشهد الفلك المشحون ، وكلها دلائل باهرة على قدرة الله تعالى ، قال تعالى : (وَآيَةٌ لَّهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبّاً فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ {33}) إلى قوله تعالى : (إِلَّا رَحْمَةً مِّنَّا وَمَتَاعاً إِلَى حِينٍ {44})
5- تحدثت عن استكبار المشركين بغير حق ، تنديدا بهم وتحذيرا من اتباع طريقهم ، أعقبتها بالحديث عن القيامة و أهوالها والبعث والنشور واستقرار السعداء في الجنة و الأشقياء في النار، قال تعالى : (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ {45}) إلى قوله تعالى : (وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلَا يَعْقِلُونَ {68})
6- ختمت بالحديث عن البعث والجزاء ، و أقامت الأدلة والبراهين على حدوثه،مبينة قدرة الله تعالى في الكون وموضحة إعجاز القرآن الكريم وصدقه ، من قوله تعالى : (وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ {69}) إلى قوله تعالى : (فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ {83})
ســورة الصافات
سورة تعنى بأصول العقيدة الإسلامية : ( التوحيد ، الوحي ، البعث والجزاء ) وتثبت دعائم الإيمان .
1- ابتدأت بالحديث عن الملائكة الأبرار ، الصافات قوائمها في الصلاة أو أجنحتها في ارتقاب أمر الله ، الزاجرات للسحاب يسوقونه حيث شاء الله ، ثم تحدثت عن الجن وتعرضهم للرجم بالشهب الثاقبة وعن البعث والجزاء و إنكار المشركين له، قال تعالى : (وَالصَّافَّاتِ صَفّاً {1} فَالزَّاجِرَاتِ زَجْراً {2} فَالتَّالِيَاتِ ذِكْراً {3} ) إلى قوله تعالى : (إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ {10})
2- بينت جحود المشركين وعنادهم واستكبارهم وأن العذاب الشديد ينتظرهم يوم القيامة ، من قوله تعالى : (فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَم مَّنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّن طِينٍ لَّازِبٍ {11}) إلى قوله تعالى : (مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ {25} بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ {26})
3- تأكيدا لعقيدة الإيمان بالبعث ذكرت قصة المؤمن والكافر والحوار الذي دار بينهما في الدنيا ، ثم العاقبة : بخلود المؤمن في الجنة والكافر في النار، من قوله تعالى : (وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ {27} ) إلى قوله تعالى : (ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ {68})
4- استعرضت قصص بعض الأنبياء بدءً بنوح ثم إبراهيم ثم إسماعيل ثم موسى وهارون ثم إلياس ولوط عليهم السلام ، وذكرت بالتفصيل قصة الإيمان و الابتلاء في حادثة الذبيح إسماعيل عليه السلام ، تعليما للمؤمنين كيفية الانقياد والاستسلام لأمر الله تعالى ، من قوله تعالى : (إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَاءهُمْ ضَالِّينَ {69} فَهُمْ عَلَى آثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ {70}) إلى قوله تعالى : (فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ {148})
5- بينت بالحجة والبراهين عناد الكافرين بتمييزهم البنات على البنين وقولهم ولد الله ، وردّت عليهم ، تُكذّبهم وتستنكر قولهم ، ثم ختمت ببيان نصرة الله لأنبيائه و أوليائه في الدنيا والآخرة فالعاقبة للمتقين ، من قوله تعالى : (فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ {149}) إلى قوله تعالى : (سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ {180} وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ {181} وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ {182})
ســورة ص
تعالج هذه السورة أصول العقيدة الإسلامية .
1- ابتدأت بالقسم بالقرآن المعجز المنـزل على النبي الأمي صلى الله عليه وسلم ، المشتمل على المواعظ البليغة على أن القرآن الكريم هو حق ، وأن محمدا نبي مرسل ،كما تحدثت عن الوحدانية و إنكار المشركين لها ، ومبالغتهم في العجب من دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم لهم إلى توحيد الله ، من قوله تعالى : ( ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ {1} بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ {2}) إلى قوله تعالى : (جُندٌ مَّا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِّنَ الْأَحْزَابِ {11})
2- انتقلت لتضرب الأمثال لكفار مكة بمن سبقهم من الطغاة الذين كذبوا ، وما حل بهم من عذاب بسبب إجرامهم فتناولت قصص بعض الرسل الكرام تسلية للرسول الكريم وتخفيفا عن آلامه ، فذكرت قصة داود وسليمان ثم أيوب و إسحاق ويعقوب و إسماعيل وذا الكفل عليهم السلام في عرض سريع ، لبيان ابتلاء الله لأنبيائه وصبرهم على ذلك الابتلاء ، وللتأسي بهم ، من قوله تعالى: (كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتَادِ {12}) إلى قوله تعالى : (وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِّنْ الْأَخْيَارِ {48})
3- بيّنت جزاء المتقين في جنات النعيم ، وعاقبة المشركين نار الجحيم ، وذكرت تخاصم أهل النار في جهنم ترهيبا وتخويفا ، من قوله تعالى : (هَذَا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ {49} جَنَّاتِ عَدْنٍ مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ الْأَبْوَابُ {50}) إلى قوله تعالى : (إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ {64})
4- ذكرت قصة إبليس وامتناعه عن السجود لآدم عليه السلام وتعهده بإغواء الخلق إلا المخلصين من عباد الله ووعد الله له بأن يملأ جهنم منه ومن أتباعه ، من قوله تعالى : (قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنذِرٌ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ {65}) إلى قوله تعالى : (لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ {85})
5- ختمت ببيان أن الرسول صلى الله عليه وسلم يبلغ دعوة الله ولا يبتغي لعمله هذا أجرا ، فهذه مهمته التي وكل بها ، فالدين للجميع ، دين الله الحق حيث سيعلم المعاندون بأنه حق ولكن بعد فوات الأوان ، قال تعالى: (قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ {86} إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ {87} وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ {88} ).
سـورة الـزمر
تتحدث السورة عن عقيدة التوحيد بإسهاب حتى لتكاد تكون المحور الرئيسي للسورة الكريمة لأنها أصل الإيمان وأساس العقيدة السليمة وأصل كل عمل صالح .
1- ابتدأت بالحديث عن القرآن المعجزة الكبرى ، و أمرت رسول الله صلى الله عليه وسلم بإخلاص الدين لله تعالى ، وردت على شبهة المشركين في عبادتهم للأوثان بالدليل القاطع ،كما ذكرت الأدلة والبراهين على وحدانية رب العالمين في إبداعه لخلق السماوات و الأرض قال تعالى: (تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ {1}) إلى قوله تعالى : (....ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ {6})
2- تناولت موضوع العقيدة بوضوح وجلاء وكشفت عن مشهد الخسران المبين للكفار يوم القيامة، قال تعالى: (إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ .. {7}) إلى قوله تعالى : (أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنتَ تُنقِذُ مَن فِي النَّارِ {19})
3- بينت حال المتقين في الجنة وحذرت الآيات من اتباع سبيل الجاحدين المعاندين لدين الله ، وبينت أن في القرآن الكريم موعظة وذكرى للذاكرين ، من قوله تعالى : (لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِّن فَوْقِهَا غُرَفٌ مَّبْنِيَّةٌ... {20}) إلى قوله تعالى : (قُرآناً عَرَبِيّاً غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ {28})
4- ذكرت السورة مثلا يوضح الفارق الكبير بين من يعبد إلها واحدا ومن يعبد آلهة متعددة لا تسمع ولا تستجيب ، فهو مثل العبد الذي يملكه شركاء متخاصمون والعبد الذي يملكه سيد واحد ثم ذكرت حالة المشركين النفسية عندما يسمعون توحيد الله فتنقبض قلوبهم و إذا سمعوا ذكر الطواغيت هشوا وبشوا ، وقارنت الآيات بين فريق الإيمان وفريق الكفر والطغيان فهما لا يتساويان أبدا عند الله تعالى ، من قوله تعالى: (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَّجُلاً فِيهِ شُرَكَاء مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَماً لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً ... {29}) إلى قوله تعالى : (أَوَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ {52})
5- ثم جاءت الآيات طريّة ندية تدعو العباد إلى الإنابة لربهم والرجوع إليه من قبل أن يداهمهم الموت بغتة ، أو يفاجئهم العذاب من حيث لا يشعرون وعندها يتوبون إلى الله في وقت لا ينفع فيه الندم، قال تعالى: ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ... {53}) إلى قوله تعالى : ( ... وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ {67})
6-ختمت بذكر نفخة الصعق ثم نفخة البعث والنشور في الصور ، وما يعقبهما من أهوال ، وتحدثت عن يوم الحشر الأكبر حيث يساق الأبرار إلى الجنة زمرا ، الأشرار إلى جهنم زمرا في مشهد هائل يحضره الأنبياء والصديقون والأبرار والشهداء ، فيتوجه الوجود كلّه لله تعالى في خشوع واستسلام ، قال تعالى: (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ... {68}) إلى قوله تعالى : (وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ {75} ) .
سورة غافر
وتعنى بأصول العقيدة ، وموضوعها البارز هو : المعركة بين الحق والباطل والهدى والضلال ، ولهذا جاء جوّ السورة مشحونا بطابع العنف والشدة وكأنه جو معركة رهيبة يكون بها النـزال محتدما ، ثم تسفر أخيرا عن مصارع الطغاة فإذا هم حطام .
1- ابتدأت بالإشادة بصفات الله الحسنى و آياته العظمى ، ثم عرضت لمجادلة الكافرين في آيات الله ، من قوله تعالى: (حم {1} تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ {2}) إلى قوله تعالى : ( ... فَلَا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلَادِ {4})
2- عرضت لمصارع الغابرين وقد أخذهم الله أخذ عزيز مقتدر، كما عرضت لمشهد حملة العرش في دعائهم الخاشع المنيب ، من قوله تعالى: (كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالْأَحْزَابُ مِن بَعْدِهِمْ وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ ... {5} ) إلى قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِن مَّقْتِكُمْ أَنفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ {10})
3- تحدثت عن بعض مشاهد الآخرة ، ووقوف العباد للحساب، قال تعالى: (قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا ... {11}) إلى قوله تعالى : (وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لَا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ {20} )
4- تحدثت عن قصة الإيمان والطغيان ، ممثلة في دعوة موسى لفرعون الطاغية الجبار والتي انتهت بغرقه،وذلك لأخذ العظة والاعتبار ، من قوله تعالى: ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ ... {21}) إلى قوله تعالى : ( ... وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ {46})
5- ذكرت اللّوم الذي يوجهه أصحاب النار لبعضهم في جهنم ، وذلك عاقبة كل مستكبر ، من قوله تعالى : (وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاء لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً... {47} ) إلى قوله تعالى : ( .. إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ {60})
6- عرضت بعض الآيات الكونية الشاهدة على عظمة الله تعالى ، من قوله تعالى: (اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِراً... {61}) إلى قوله تعالى : (وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَأَيَّ آيَاتِ اللَّهِ تُنكِرُونَ {81})
7- ختمت بالحديث عن مصارع المكذبين ، ومشهد العذاب لهم ، من قوله تعالى: (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ... {82}) إلى قوله تعالى ( .. سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ {85})
سورة فصلت
تتناول جوانب العقيدة الإسلامية ( الوحدانية ، الرسالة ، البعث والجزاء ) وتهتم بأركان الإيمان .
1- ابتدأت بالحديث عن القرآن الكريم وأنه مُنـزّل من الله تعالى وأنه معجز ، واستدلّت على إعجازه بالحجج والبراهين الواضحة فهو معجزة نبي الله الخالدة ، كما تحدّثت عن أمر الوحي والرّسالة فقررت حقيقة الرسول صلى الله عليه وسلم ، و أنه بشر خصه الله تعالى بالوحي والنبوّة ، قال تعالى: (حم {1} تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ {2} كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُون{3}) إلى قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ {8})
2- انتقلت للحديث عن مشهد الخلق الأول للحياة : خلق السماوات والأرض بذلك الشكل المحكم المتقن ، وذلك للتفكر والتدبر في الكون وعظمة الخالق جل وعلا ، من قوله تعالى : (قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَاداً ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ {9}) إلى قوله تعالى : ( .. وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ {12})
3- ذكّرت بمصارع المكذبين وضربت مثالا لهم قوم عاد وثمود،وذكرت حال الكافرين في النار وعذابهم فيها ، وندمهم على ما فعلوا من جحود وعصيان لله تعالى ، من قوله تعالى: (فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ {13}) إلى قوله تعالى : (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الْأَسْفَلِينَ {29})
4- تحدثت عن المؤمنين المتقين و إكرام الله لهم بالجنان مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ .. {30}) إلى قوله تعالى : (وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ {36})
5- تحدثت عن الآيات الكونية المعروضة للأنظار في الكون الفسيح ، وموقف الملحدين منه ، قال تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ ... {37}) إلى قوله تعالى : (أَلَا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِّن لِّقَاء رَبِّهِمْ أَلَا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُّحِيطٌ {54})
سورة الشورى
تتناول جوانب العقيدة الإسلامية ( الوحدانية ، الرسالة ، البعث والجزاء ) وتهتم بأركان الإيمان والمحور الذي تدور عليه السورة هو محور : الوحي والرسالة وهو الهدف الأساسي للسورة .
1- ابتدت بتقرير مصدر الوحي ومصدر الرسالة ، ثم عرضت لحالة بعض المشركين حين نسبوا لله تعالى الذرية والولد ، حتى إن السماوات ليكدن يتفطّرن من هول تلك المقالة الشنيعة ، وبينما يتخبط المشركون في ضلالهم إذا بالملأ الأعلى في تسبيحهم وتمجيدهم لله يستغرقون ، قال تعالى: (حم {1} عسق {2} كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ{3}) إلى قوله تعالى : (لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ {12})
2- قررت أن الدّين واحد و أن شرائع الأنبياء و إن اختلفت إلا أن دينهم هو الإسلام، و تنتقل للحديث عن المكذبين بالقرآن المنكرين للبعث والجزاء وتنذرهم بالعذاب الشديد يوم القيامة ، قال تعالى: (شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ... {13}) إلى قوله تعالى : (وَيَعْلَمَ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِنَا مَا لَهُم مِّن مَّحِيصٍ {35})
3- بيّنت الآيات صفات المؤمنين المتقين الذين استحقوا رضوان الله تعالى وتقارنهم بالمستكبرين وتبين حالهم يوم العرض الأكبر على الله تعالى ، كما تبين الآيات عظمة الله وقدرته في الكون ، من قوله تعالى : (فَمَا أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ {36}) إلى قوله تعالى : (أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ {50})
4- ختمت بالحديث عن الوحي وعن القرآن ليتناسق البدء مع الختام ، قال تعالى: (وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ.. {51}) إلى قوله تعالى : (صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الأمُورُ {53}) .
سورة الزخرف
وتتناول جوانب العقيدة الإسلامية ( الوحدانية ، الرسالة ، البعث والجزاء ) وتهتم بأركان الإيمان كبقية السور المكية .
1- عرضت السورة لإثبات مصدر الوحي والقرآن الذي أنزله الله تعالى على نبيه بأفصح لسان ليكون معجزته الباهرة،كما عرضت لدلائل قدرة الله تعالى في الكون الفسيح ونعمه العظيمة على الإنسان، قال تعالى: (حم {1} وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ {2} إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ {3}) إلى قوله تعالى : (وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ {14})
2- تناولت ما كان عليه المجتمع الجاهلي من الخرافات والوثنيات ، فقد كانوا يكرهون البنات لذلك اختاروا البنات لله جهلا وسفها وفضّلوا البنين عليهم ونسبوهم لأنفسهم ، فجاءت الآيات لتصحيح تلك الانحرافات الباطلة ، قال تعالى: (وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءاً إِنَّ الْإِنسَانَ لَكَفُورٌ مُّبِينٌ {15} ) إلى قوله تعالى : (فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ {25})
3- تحدثت عن دعوة الخليل إبراهيم عليه السلام ، وأنه هو أول من تبرأ من الأوثان ، ثم انتقلت لشبهة الكفار حين كذبوا بالحق وقالوا أن الرسالة كان يجب أن تنـزل على رجل غني لا فقير يتيم ، فقررت الآيات أن المال والجاه ليسا ميزانا لكرامة الإنسان ، ودعت للتمسك بالقرآن الكريم وتعاليمه العظيمة ،من قوله :( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ {26} ) ،إلى قوله تعالى : ( وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِن دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ {45})
4- ذكرت قصة موسى عليه السلام مع الطاغية فرعون لتأكيد أن المال ليس هو الأساس في الدعوة، كما ذكرت قصة عيسى عليه السلام ودعوته لبني إسرائيل ، قال تعالى: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَقَالَ إِنِّي رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ ... {46}) إلى قوله تعالى : (الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ {67})
5- ختمت ببيان أحوال الآخرة ، وحال المتقين في جنات النعيم وحال الأشقياء المجرمين في الجحيم ، مبينة عظمة الله تعالى الذي له ملك السماوات والأرض ، من قوله تعالى : (الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ {69}) إلى قوله تعالى : (فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ {89}) .
سورة الدخان
وتتناول جوانب العقيدة الإسلامية ( الوحدانية ، الرسالة ، البعث والجزاء ) لترسيخ العقيدة وتثبيت دعائم الإيمان
1- ابتدأت السورة بالحديث عن القرآن العظيم المعجزة الخالدة ، وتحدثت عن إنزال الله تعالى له في ليلة مباركة من أفضل الليالي وهي : (( ليلة القدر )) وبينت شرفها و أن فيها تفصل أمور الخلق ، من قوله تعالى: (حم {1} وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ {2}) إلى قوله تعالى : (لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ {8})
2- تحدثت عن موقف المشركين من القرآن العظيم ، وأنهم في شك وارتياب من أمره مع وضوح آياته وسطوع براهينه و أنذرتهم بالعذاب الشديد يوم القيامة ، قال تعالى : (بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ {9} فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ {10}) إلى قوله تعالى : (يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنتَقِمُونَ {16})
3- تحدثت عن قوم فرعون وما حل بهم من عذاب شديد نتيجة الطغيان و الإجرام ، وعن الآثار التي تركوها بعد هلاكهم ، وعن ميراث بني إسرائيل لهم ، ثم ما حدث لهم من تشرد وضياع، قال تعالى: (وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجَاءهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ {17} ) إلى قوله تعالى : (وَآتَيْنَاهُم مِّنَ الْآيَاتِ مَا فِيهِ بَلَاء مُّبِينٌ {33})
4- تناولت مشركي قريش و إنكارهم للبعث والنشور واستبعادهم للحياة مرة أخرى ولذلك كذبوا الرسل ، وبينت أن سنة الله لا تتخلف في إهلاك الطغاة المشركين، قال تعالى: ( إِنَّ هَؤُلَاء لَيَقُولُونَ {34} إِنْ هِيَ إِلَّا مَوْتَتُنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُنشَرِينَ {35}) إلى قوله تعالى : (إِلَّا مَن رَّحِمَ اللَّهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ {42})
5- ختمت ببيان مصير الأبرار ومصير الفجار بطريق الجمع بين الترغيب والترهيب والتبشير و الإنذار، قال تعالى: (إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ {43} طَعَامُ الْأَثِيمِ {44} ) إلى قوله تعالى : ( فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ {58} فَارْتَقِبْ إِنَّهُم مُّرْتَقِبُونَ {59}) .
سورة الجاثية
تتناول جوانب العقيدة الإسلامية ( الوحدانية ، الرسالة ، البعث والجزاء ) والمحور الذي تدور حوله السورة هو إقامة الأدلة والبراهين على وحدانية رب العالمين .
1- ابتدأت بالحديث عن القرآن الكريم ، ومصدره ، وهو الله العزيز الحكيم الذي أنزل كتابه رحمة بعباده ليكون نبراسا ينير للبشرية طريق الخير والسعادة ،و ذكرت الآيات الكونية الإلهية في هذا العالم الفسيح ، ففي السماوات والأرض آيات ناطقة بعظمته تعالى ، قال تعالى: (حم {1} تَنـزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ {2}) إلى قوله تعالى : (فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ {6})
2- ثم تحدّثت عن المجرمين المكذبين بالقرآن الكريم والمعرضين عن الإيمان به و أنذرتهم بالعذاب الأليم يوم القيـامة ، من قوله تعالى : (وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ {7}) إلى قوله تعالى : ( هَذَا هُدًى وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذَابٌ مَّن رِّجْزٍ أَلِيمٌ {11})
3- تحدثت عن نعم الله الجليلة على عباده ليشكروه ويتفكروا في آلائه ويعلموا أن الله وحده هو مصدر النعم ، قال تعالى: (اللَّهُ الَّذِي سخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ .. {12}) إلى قوله تعالى : (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ {15})
4- وتحدثت عن إكرام الله تعالى لبني إسرائيل بأنواع التكريم ومقابلتهم ذلك الفضل و الإحسان بالجحود والعصيان ، وبينت أن الأبرار لا يتساوون مع الفجّار ، وبيّنت أن سبب ضلال المشركين هو إجرامهم واتخاذهم الهوى إلها ، من قوله تعالى : (وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ... {16}) إلى قوله تعالى : ( هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمِ يُوقِنُونَ {20})
5- تحدثت عن المستكبرين المعاندين لآيات الله وردت عليهم بالحجج القاطعة على وجود الله تعالى وعظيم قدرته ، من قوله تعالى : (أًمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا... {21}) إلى قوله تعالى : ( .. مَّا كَانَ حُجَّتَهُمْ إِلَّا أَن قَالُوا ائْتُوا بِآبَائِنَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ {25})
6- ختمت بذكر الجزاء العادل يوم الدين حين تنقسم الإنسانية لفريقين فريق في الجنة وفريق في السعير، قال تعالى: (قُلِ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيبَ فِيهِ.. {26}) إلى قوله تعالى : (وَلَهُ الْكِبْرِيَاء فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ {37}) .
ســورة الأحقاف
وتتناول جوانب العقيدة الإسلامية ( الوحدانية ، الرسالة ، البعث والجزاء ).
ويدور محورها حول إثبات صحة رسالة محمد صلى الله عليه وسلم وصدق القرآن الكريم .
1- تحدثت السورة في البدء عن القرآن العظيم المنـزّل من عند الله تعالى ، ثم تحدثت عن الأوثان التي عبدها المشركون وزعموا أنها آلهة فبيّنت ضلالهم ، ثم تحدثت عن شبهة المشركين حول القرآن الكريم وإنكارهم له ، فردت على ذلك بالحجّة الدامغة والبرهان الساطع ، قال تعالى: ( حم {1} تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ {2}) إلى قوله تعالى : ( أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ {14})
2- تناولت نموذجين من نماذج البشرية في هدايتها وضلالها فذكرت نموذج الولد الصالح المستقيم في فطرته البار بوالديه ، ونموذج الولد الشقيّ المنحرف عن الفطرة العاق لوالديه الذي يَسخَرُ بالإيمان والبعث والنشور ، قال تعالى: ( وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً ... {15} ) إلى قوله تعالى : (...فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَفْسُقُونَ {20})
3- ثم تحدثت عن قصة هود عليه السلام مع القوم الطاغين ، وعن قوم عاد وكيف أهلكهم الله تعالى بالريح العقيم تحذيرا لأهل مكة بأن الله تعالى قادر على عقابهم وإهلاكهم ، من قوله تعالى: ( وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ... {21} ) إلى قوله تعالى : ( ... بَلْ ضَلُّوا عَنْهُمْ وَذَلِكَ إِفْكُهُمْ وَمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ {28})
4- وختمت السورة بقصة الجنّ الذين استمعوا القرآن و آمنوا به ثم رجعوا دعاة منذرين إلى قومهم ، وذلك تذكيرا للمعاندين من الإنس بسبق الجن لهم إلى الإسلام حتى يتوبوا ويعودوا إلى الله تعالى ، قال تعالى: ( وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ ... {29}) إلى قوله تعالى : ( ... كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ {35}) .
سورة محمَّـد
وتعنى هذه السورة بالأحكام التشريعيّة ، وقد تناولت أحكام القتال والأسرى والغنائم وأحوال المنافقين ، والمحور الذي تدور حوله هو موضوع الجهاد في سبيل الله.
1- ابتدأت السورة الكريمة بإعلان حرب سافرة على الكفار أعداء الله ورسوله الذين حاربوا دينه وذلك للتحذير من اتباع سبيلهم وللاعتبار من قصصهم ، قال تعالى: (الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ {1}) إلى قوله تعالى : (...كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثَالَهُمْ {3})
2- ثم أمرت المؤمنين بقتال الكافرين وحصدهم بسيوف المجاهدين لتطهير الأرض من رجسهم حتى لا تبقى لهم شوكة ولا قوّة ، ودعت إلى أسرهم ، ثم بيّنت طريق العزة والنصر ووضعت الشروط لنصرة الله لعباده المؤمنين وذلك بالتمسك بشريعته ونصرة دينه ، وضربت لكفار مكة الأمثال بالطغاة المتجبرين من الأمم السابقة وكيف دمر الله عليهم بسبب طغيانهم ، قال تعالى: ( فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ ... {4}) إلى قوله تعالى : ( .. وَسُقُوا مَاء حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعَاءهُمْ {15})
3- وتحدثت السورة عن الجنة ونعيمها ثم تحدثت بإسهاب عن صفات المنافقين باعتبارهم الخطر الداهم على الإسلام والمسلمين ، فكشفت عن مساوئهم ومخازيهم ليحَذَرهم الناس ، قال تعالى: (وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِندِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ... {16})إلى قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ مَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ {34})
4- وختمت السورة الكريمة بدعوة المؤمنين إلى سلوك طريق العزة والنصر بالجهاد في سبيل الله ، وعدم الضعف أمام قوى البغي والشر ، محذرة من الدعوة إلى الصلح مع الأعداء ، فالدنيا زائلة وما عند الله خير و أبقى ، قال تعالى: ( فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ {35}) إلى قوله تعالى : ( ... وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ {38})
ســورة الفتــح
تعنى بأصول التشريع في العبادات والمعاملات والأخلاق والتوجيه .
1- تحدثت السورة عن صلح الحديبية الذي تم بين الرسول صلى الله عليه وسلم وبين المشركين 6 هـ والذي كان بداية للفتح الأعظم فتح مكة وبه تم العز للمسلمين ودخل الناس دين الله أفواجا ، قال تعالى: (إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُّبِيناً {1} لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً {2}) إلى قوله تعالى : (وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً {10})
2- وتحدثت عن الذين تخلفوا عن الخروج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأعراب الذين في قلوبهم مرض ومن المنافقين الذين ظنوا الظنون السيئة برسول الله وبالمؤمنين فلم يخرجوا معهم ففضحتهم الآيات ، قال تعالى: ( سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا ... {11} ) إلى قوله تعالى : ( ... يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَن يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَاباً أَلِيماً {17})
3- ثم تحدثت السورة عن جهاد المسلمين وعن بيعة الرضوان التي بايع فيها الصحابة رضوان الله عليهم رسول الله حتى الموت ، قال تعالى: ( لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ .. {18} ) إلى قوله تعالى : (وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً {26})
4- وختمت بالحديث عن الرؤيا التي رآها صلى الله عليه وسلم في منامه في المدينة المنورة ففرحوا واستبشروا وهي دخول مكة آمنين ، وقد تحققت الرؤيا فدخلوها في العام التالي معتمرين آمنين ، وختمت السورة بالثناء على الرسول الكريم وصحابته الأطهار، قال تعالى: (لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ ... {27}) إلى قوله تعالى : ( .. وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً {29}) .
سـورة الحجرات
تتضمن حقائق التربية وأسس الأدب الرفيع والمجتمع الفاضل الذي تأدب به المؤمنون
ورسخت قواعد الإيمان في الصدور.
1- ابتدأت السورة بالأدب الرفيع الذي أدب الله به المؤمنين تجاه شريعة الله و أوامر رسوله وهو : ألا يبرموا أمراً و لا يبدوا رأياً أو يقضوا حكماً في حضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يستشيروه ويستمسكوا بإرشاداته الحكيمة ، ثم انتقلت إلى أدب آخر وهو: خفض الصوت إذا تحدثوا مع الرسول صلى الله عليه وسلم تعظيماً لقدره الشريف واحتراماً له فهو ليس كعامة الناس ومن واجبهم التأدب معه في الخطاب مع التوقير و الإجلال، من قوله تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ {1} ) إلى قوله تعالى : ( وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ {5})
2- قررت السورة دعائم المجتمع الفاضل ، فأمرت المسلمين بعدم السماع للإشاعات والتثبت من الأخبار وخصوصا إن جاء نبأ من فاسق ، و دعت السورة إلى الإصلاح بين المتخاصمين ودفع عدوان الباغين ، قال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا ... {6} ) إلى قوله تعالى : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ {10})
3- حذّرت السورة من السخرية والهمز واللّمز ونفّرت من الغيبة والتجسّس والظّن السيئ بالمؤمنين ، ودعت إلى مكارم الأخلاق ، وجاء التعبير عن الغيـبة رائعا بتصوير رجل يأكل لحم أخيه الميت ، وياله من تنفير عجيب !! ، من قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِّنْهُمْ... {11}) إلى قوله تعالى : (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ {13})
4- ختمت السورة بالحديث عن الأعراب الذين ظنوا الإيمان كلمة تقال باللسان وجاءوا يمنون على الرسول إيمانهم ، والمؤمن الكامل هو من جمع الإيمان و الإخلاص والجهاد والعمل الصالح ، من قوله تعالى : (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ... {14}) إلى قوله تعالى : (إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ {18}) .
سـورة ق
تتناول جوانب العقيدة الإسلامية ( الوحدانية ، الرسالة ، البعث والجزاء ) وتدور حول محور البعث والنشور حتى ليكاد يكون طابعها الخاص ، وقد عالجه القرآن بالبرهان القاطع والحجة الدامغة ، وهذه السورة شديدة الوقع على الحسّ تهز القلب هزاً وتثير روعة الإعجاب ورعشة الخوف من الله تعالى بما فيها من ترغيب وترهيب .
1- ابتدأت السورة بالقضية الأساسية التي أنكرها كفّار قريش وتعجبوا منها غاية العجب وهي قضية الحياة بعد الموت والبعث بعد الفناء ، قال تعالى: ( ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ {1} بَلْ عَجِبُوا أَن جَاءهُمْ مُنذِرٌ مِّنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ {2}) إلى قوله تعالى : (بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَّرِيجٍ {5})
2- لفتت أنظار المشركين المنكرين للبعث إلى قدرة الله العظيمة المتجلية في صفحات هذا الكون المنظور في السماء و الأرض والماء والنبات والثمر والطلع والنخيل والزرع وكلها براهين ساطعة على قدرته تعالى ، من قوله تعالى: (أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاء فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ {6}) إلى قوله تعالى : (رِزْقاً لِّلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتاً كَذَلِكَ الْخُرُوجُ {11})
3- انتقلت للحديث عن المكذبين من الأمم السالفة وما حلّ بهم من كوارث وعذاب ، تحذيرا لكفار مكة أن يحلّ بهم ما حلّ بغيرهم ، ثم انتقلت للحديث عن سكرة الموت ووهلة الحشر وهول الحساب ، وما يلقاه المجرم يومها من أهوال وشدائد تنتهي به بإلقائه في الجحيم ، من قوله تعالى: ( كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ {12} ) إلى قوله تعالى : (يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ {30}) .
4- انتقلت للحديث عن حال المتقين المؤمنين في جنات النعيم ، وختمت السورة بالحديث عن صيحة الحق التي يخرج بها الناس من قبورهم كأنهم جراد منتشر ويساقون للجزاء ، وفيه إثباتا للبعث والنشور الذي كذب به المشركون ، من قوله تعالى : (وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ {31}) إلى قوله تعالى : (نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ {45}) .
ســورة الذاريات
تقوم على تشييد دعائم الإيمان وتوجيه الأبصار إلى قدرة الواحد القهار وبناء العقيدة الراسخة على أسس التقوى والإيمان .
1- ابتدأت السورة الكريمة بالحديث عن الرياح التي تذرو الغبار وتسيّر المراكب ، وعن السحب التي تحمل مياه الأمطار ، وعن السفن الجارية على سطح الماء بقدرة الله تعالى ، وعن الملائكة المكلفين بتدبير شؤون الخلق ، و أقسمت بهذه الأمور على أن الحشر كائن لا محالة ولا بد منه ، من قوله تعالى: ( وَالذَّارِيَاتِ ذَرْواً {1} فَالْحَامِلَاتِ وِقْراً {2} فَالْجَارِيَاتِ يُسْراً {3} فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْراً {4} ) إلى قوله تعالى : (يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ {9}) .
2- انتقلت للحديث عن كفار مكة المكذبين بالقرآن والدار الآخرة ، فبيّنت حالهم في الدنيا و مآلهم في الآخرة ،ثم تحدثت بعدها عن المؤمنين المتقين وما أعد الله لهم في دار الكرامة في الآخرة ، و تحدثت عن دلائل القدرة والوحدانية في هذا الكون الفسيح وكلها دلائل قدرة رب العالمين ، من قوله تعالى: ( قُتِلَ الْخَرَّاصُون {10} الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ {11} ) إلى قوله تعالى : (فَوَرَبِّ السَّمَاء وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ {23}) .
3- تحدثت بعدها عن قصص الرسل الكرام : ( إبراهيم وموسى ولوط و صالح عليهم السلام ) ، وموقف الأمم الطاغية من أنبيائها ، وما حل بهم من عذاب ، وذلك تسلية للرسول صلى الله عليه وسلم وعبرة لأولي الأبصار، قال تعالى: (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ {24} ) إلى قوله تعالى : (فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنتَ بِمَلُومٍ {54} وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ {55}) .
4- ختمت السورة ببيان الغاية من خلق الجن و الإنس وهي معرفة الله جل وعلا وعبادته وتوحيده والتوجّه له بأنواع القربات والعبادات ، من قوله تعالى :
( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ... {56} ) إلى قوله تعالى : (فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِن يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ {60}) .
سورة الطور
تتـناول جوانب العقيدة الإسلامية ( الوحدانية ، الرسالة ، البعث والجزاء ) وتهتم بأركان الإيمان كباقي السور المكية .
1- ابتدأت بالحديث عن أهوال الآخرة ، وما يلقاه الكافرون في موقف الحساب ، وكان القسم بخمسة أمور على ذلك تنبيها على أهمية الموضوع، من قوله تعالى: (وَالطُّورِ {1} وَكِتَابٍ مَّسْطُورٍ {2} فِي رَقٍّ مَّنشُورٍ {3} وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ {4} وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ {5} وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ {6} ) إلى قوله تعالى : (اصْلَوْهَا فَاصْبِرُوا أَوْ لَا تَصْبِرُوا سَوَاء عَلَيْكُمْ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ {16})
2- تناولت الحديث عن المتقين وحالهم في الآخرة في جنات النعيم ، من قوله تعالى: (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ {17} ) إلى قوله تعالى : (إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ {28}) .
3- تحدثت عن رسالة صلى الله عليه وسلم و أمرته بالتذكير والإنذار للكفرة فهو ليس بكافر أو مجنون أو ساحر، و أنكرت السورة على المشركين مزاعمهم الباطلة بشأن نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وردت عليهم بالحجج الدامغة و أقامت دلائل صدق نبوته، قال تعالى: (فَذَكِّرْ فَمَا أَنتَ بنعمة رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلَا مَجْنُونٍ {29}) إلى قوله تعالى : (وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَاباً دُونَ ذَلِكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ {47}) .
4- ختمت بأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالصبر على الكافرين الذين جهلوا فعبدوا أوثانهم ، وأمرنه بالتسبيح لله تعالى في كل وقت وحين ، قال تعالى: (وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ {48} وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ {49} ) .
سورة النجم
تبحث موضوع الرسالة في إطارها العام وعن موضوع الإيمان بالبعث والنشور .
1- ابتدأت بالقسم بالنجم على صدق محمد صلى الله عليه وسلم ، و تحدثت عن موضوع المعراج الذي كان معجزة لرسول الإنسانية محمد عليه الصلاة والسلام والذي رأى فيه عجائب وغرائب في ملكوت الله ، وذكّرت الناس بما يجب على الخلق من إيمان وتصديق بالله تعالى وحده ، من قوله تعالى: (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى {1} مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى {2}) إلى قوله تعالى : (لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى {18}) .
2- تلاها الحديث عن الأوثان التي عبدها المشركون من دون الله ، وبينت بطلان تلك الآلهة وكل آلهة من دون الله تعالى ، من قوله تعالى: (أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى {19} وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى {20} ) إلى قوله تعالى : (ذَلِكَ مَبْلَغُهُم مِّنَ الْعِلْمِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَى {30}) .
3- تحدثت عن الجزاء العادل يوم الدين حيث تجزى كل نفس بما كسبت ، و ذكرت آثار قدرة الله تعالى في الإحياء و الإماتة والبعث بعد الفناء والإغناء والإفقار وخلق الزوجين الذكر و الأنثى ، قال تعالى: (وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى {31}) إلى قوله تعالى : (وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى وَأَقْنَى {48} وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى {49})
4- ختمت بما يحل بالأمم الطاغية كقوم عاد وثمود وقوم نوح ولوط من أنواع العذاب والدمار تذكيرا لكفار مكة بالعذاب الذي ينتظرهم إن استمروا في طغيانهم ، قال تعالى: (وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَاداً الْأُولَى {50} وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى {51} ) إلى قوله تعالى : (أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ {59} وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ {60} وَأَنتُمْ سَامِدُونَ {61} فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا {62} ){سجدة} .
سورة القمر
تعالج أصول العقيدة وتحمل حملة عنيفة على المكذبين بآيات القرآن وطابعها الخاص هو التهديد والوعيد مع مشاهد شتى للدمار والعذاب .
1- ابتدأت بالمعجزة الكونية معجزة انشقاق القمر وذلك حين طلب المشركون منه معجزة جلية تدل على صدقه ، وخصصوا بالذكر أن يشقّ لهم القمر ومع ذلك عاندوا وكابروا ، و انتقلت للحديث عن أهوال القيامة وشدائدها بأسلوب مخيف يهز المشاعر ويحرك الرعب في النفس ، من قوله تعالى: (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ {1} وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ {2}) إلى قوله تعالى : (مُّهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ {8}) .
2- بعد الحديث عن كفار مكة يأتي الحديث عن مصارع المكذبين وما نالهم من ضروب العذاب والدمار عقابا لهم على كفرهم وجحودهم ، من قوله تعالى : (كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ {9}) إلى قوله تعالى : (كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُّقْتَدِرٍ {42}) .
3- خاطبت السورة قريش وحذّرتهم مصرعا كمصرع هؤلاء بل ما هو أشد من ذلك، وختمت ببيان مآل المتقين في الجنة ، من قوله تعالى: (أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِّنْ أُوْلَئِكُمْ أَمْ لَكُم بَرَاءةٌ فِي الزُّبُرِ {43} ) إلى قوله تعالى : (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ {54} فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ {55}) .
سورة الرّحمن
تعالج أصول العقيدة الإسلامية وتتحدث عن نعم الله وقدرته ، وتخاطب العقل كي يعي آلاء الله ، مستنكرة تكذيب المشركين وعنادهم لله تعالى رغم نعمائه.
1- ابتدأت بتبيان آلاء الله الباهرة ونعمه الكثيرة على العباد وفي مقدمتها نعمة تعليم القرآن بوصفه المنّة الكبرى على الإنسان ،و فتحت صحائف الوجود الناطقة بآلاء الله الجليلة و آثاره العظمى التي لا تحصى ،من قوله تعالى: ( الرَّحْمَنُ {1} عَلَّمَ الْقُرْآنَ {2} خَلَقَ الْإِنسَانَ {3}) إلى قوله تعالى (رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ {17} فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ {18})
2- تحدثت عن دلائل القدرة الباهرة في تسيير الأفلاك وتسخير السفن كي تجري في عباب الماء، قال تعالى: (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ {19} بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَان {20}) إلى قوله تعالى : (وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ {24} فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ {25})
3- تحدثت عن فناء كل شيء في الكون ، وأنه لا يبقى إلا الحي القيوم، وقد تناولت الآيات أهوال القيامة وحال الأشقياء يومها ، من قوله تعالى: (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ {26} وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ{27} ) إلى قوله تعالى : (يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ {44} فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ {45})
4- تناولت مشهد النعيم للمتقين في الجنان،وختمت بتمجيد الله تعالى على نعمه ، من قوله تعالى : ( وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ {46} ) إلى قوله تعالى : (مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ {76} فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ {77} تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ {78})
سورة الواقعة
تشتمل السورة على أحوال القيامة وأهوالها وانقسام الناس إلى طوائف ثلاث هم : أصحاب اليمين ، أصحاب الشمال ، السابقون .
1- اشتملت على أحوال يوم القيامة و أهوالها، وتحدثت عن مآل كل فريق وما أعده الله لكل فريق من جزاء عادل ، من قوله تعالى: (إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ {1} لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ {2} ) إلى قوله تعالى : (هَذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ {56}) .
2- أقامت الدلائل على وجوده تعالى وأنه سبب لكل موجود ، قال تعالى: (نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلَا تُصَدِّقُونَ {57} أَفَرَأَيْتُم مَّا تُمْنُونَ {58} أَأَنتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ {59}) إلى قوله تعالى : (نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعاً لِّلْمُقْوِينَ {73} فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ {74}) .
3- نوهت بذكر القرآن العظيم،وبينت أهميته وعظمته واستنكرت ممن لا يؤمنون به.. من قوله تعالى: (إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ {77} فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ {78} ) إلى قوله تعالى : (وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ {82}) .
4- بيّنت ما يلقاه الإنسان عند الاحتضار وذكرت الطوائف الثلاث وهم أهل السعادة ، و أهل الشقاوة ، والسابقون إلى الخيرات وبيّنت عاقبة كل منهم ، من قوله تعالى (فلوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ {83} وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ {84}) إلى قوله تعالى : (إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ {95} فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ {96}) .
سورة الحديد
تعنى بالتشريع والتربية والتوجيه وتبني المجتمع على أساس العقيدة الصافية والخلق الكريم والتشريع الحكيم .
1- ابتدأت بالحديث عن الله جل وعلا وعظمته وتسبيح الكون بما فيه له تعالى ،و ذكرت صفات الله الحسنى و أسماءه العليا ، وبينت عظمة خلقه تعالى في الكون ، من قوله تعالى: (سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ {1}) إلى قوله تعالى : (يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ {6})
2- دعت المسلمين للبذل والسخاء و الإنفاق في سبيل الله لينال سعادة الدنيا ومثوبة الآخرة ، قال تعالى: (آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ... {7}) إلى قوله تعالى : (مَن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ {11})
3- تحدثت عن أهل الإيمان و أهل النفاق فالمؤمنون يسعى نورهم بين أيديهم والمنافقون يتخبطون في ظلمات الضلال ، قال تعالى: (يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ.. {12}) إلى قوله تعالى : (...وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ {19})
4- تحدثت عن حقيقة الدنيا وحقيقة الآخرة وصورتهما أدقّ تصوير، قال تعالى: (اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ... {20}) إلى قوله تعالى : ( .. وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ {24})
5- ختمت بالغاية من بعثة الرسل الكرام والأمر بتقوى الله تعالى والاقتداء بهدي رسله الكرام ، قال تعالى: ( لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ .. {25} ) إلى قوله تعالى : ( ... وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ {29}) .
سورة المجادلة
تناولت أحكاما تشريعية كثيرة كأحكام الظهار، والكفارة التي تجب على المظاهر، وحكم التناجي ،وآداب المجالس ،وتقديم الصدقة عند مناجاة الرسول صلى الله عليه وسلم وعدم مودة أعداء الله ، إلى غير ذلك كما تحدثت عن المنافقين واليهود محذرة منهم .
1- ابتدأت ببيان قصة المجُادِلَة ( خولة بنت ثعلبة )التي ظاهر منها زوجها على عادة الجاهلية ، فجاءت تشتكي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ظلم زوجها وتدعو لله ، فاستجاب الله تعالى لها ونزلت الآيات في أحكام الظهار ، قال تعالى: (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ... {1}) إلى قوله تعالى : ( ... وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنكَراً مِّنَ الْقَوْلِ وَزُوراً وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ {2})
2- تناولت حكم كفارة الظهار، قال تعالى: (وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِن نِّسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا... {3}) إلى قوله تعالى : ( .. أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ {6}) .
3- تحدثت عن موضوع التناجي وهو: الكلام سراً بين اثنين فأكثر ، وهذا دأب اليهود والمنافقين للتآمر على الإسلام، قال تعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ... {7})
4- تحدثت عن اليهود اللعناء الذين كانوا يحضرون مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم فيحيّونه بتحية ظاهرها السلام وباطنها المسّبة والشتيمة فيقولون : السام عليك يا محمد ، يعنون الموت، و تناولت الحديث عن المنافقين بإسهاب وفضحتهم ، من قوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ... {8}) إلى قوله تعالى : (..وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئاً إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ {10}) .
5- تحدثت بعدها عن آداب مناجاة النبي صلى الله عليه وسلم وآداب المجلس وحثت على الإنفاق في سبيل الله وحذرت بشدة من اليمين الكاذبة ، من قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا... {11}) إلى قوله تعالى : (كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ {21})
6- ختمت ببيان حقيقة الحب في الله والبغض فيه الذي هو أصل الإيمان ، قال تعالى: (لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ .. أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {22}) .
سورة الحشر
تعنى بجانب التشريع ، ويدور محور الحديث فيها عن غزوة (بني النضير ) ، وهم اليهود الذين نقضوا العهد مع الرسول صلى الله عليه وسلم فأجلاهم عن المدينة المنورة ، كما تحدثت عن المنافقين وفضحت فعائلهم وحذرت منهم .
وهي بإيجاز سورة ( الغزوات والجهاد ) والفيء والغنائم .
1- ابتدأت بتنـزيه الله وتمجيده فالكون كله ينطق بعظمته ، و ذكرت بعض آثار قدرته تعالى بإجلاء اليهود عن ديارهم وقلاعهم ،من قوله تعالى : (سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيم {1}) إلى قوله تعالى : (مَا قَطَعْتُم مِّن لِّينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ {5}) .
2- وضحت الحكمة من الفيء لمساعدة الفقراء والتعادل في طبقات المجتمع، قال تعالى: (وَمَا أَفَاء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ.. {6}) إلى قوله تعالى : (وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {7}) .
3- تناولت أصحاب رسول الله بالثناء العاطر ، ونوّهت بفضائل المهاجرين والأنصار ، من قوله تعالى : (لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ.. {8}) إلى قوله تعالى : ( .. وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ {10}) .
4- ذكرت المنافقين الأشرار الذين تحالفوا مع اليهود ضد المسلمين ، ومثلتهم بالشيطان الذي يغري الإنسان بالكفر ، ووعظت المؤمنين بتذكّر يوم القيامة ، من قوله تعالى: (أَلَمْ تَر إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ.. {11}) إلى قوله تعالى : (لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ {20}) .
5- ختمت بذكر عظمة القرآن الكريم و ذكرت أسماء الله الحسنى وصفاته العليا ونزهته تعالى عن كل نقص ، من قوله تعالى: (لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً .. {21}) إلى قوله تعالى : (هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ {24}).
سورة الممتحنة
وتهتم بجانب التشريع ، ومحورها يدور حول فكرة الحب والبغض في الله الذي هو أوثق عرى الإيمان واشتملت على كثير جدا من الأحكام التشريعية .
1- ابتدأت بالتحذير من موالاة أعداء الله الذين آذوا المسلمين واضطروهم للهجرة عن ديارهم ، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ ... {1}) إلى قوله تعالى : ( .. وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ {2}) .
2- بيّنت أن النسب والقرابة والصداقة لن تنفع يوم القيامة فلا ينفع وقتها إلا العمل الصالح ، قال تعالى: (لَن تَنفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ {3}) .
3- ضربت المثل في إيمان إبراهيم عليه السلام و أتباعه المؤمنين ليكونوا للمؤمنين قدوة (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَءاؤا مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ {4}) إلى قوله تعالى : (عَسَى اللَّهُ أَن يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُم مِّنْهُم مَّوَدَّةً وَاللَّهُ قَدِيرٌ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ {7}) .
4- تحدّثت عن حكم الذين لم يعادوا المسلمين ولم يقاتلوهم ، وحكم الذين آذوا المؤمنين وقاتلوهم ، من قوله تعالى: (لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ ... {8}) إلى قوله تعالى : ( ... وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ {9})
5- بيّنت وجوب امتحان المؤمنات عند الهجرة وعدم ردهن للكفار إن ثبت إيمانهنّ ، وحكم مبايعة النساء لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وشروط البيعة، من قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ ... {10}) إلى قوله تعالى : ( ... قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ {13}) .
سورة الصفّ
وتعنى بالأحكام التشريعية ، وتتحدث عن موضوع القتال وجهاد أعداء الله ،وعن التجارة الرابحة التي بها سعادة المؤمن في الدنيا والآخرة ، وسميت بسورة الصفّ لأن محورها يدور حول القتال .
1- ابتدأت بعد تسبيحه تعالى بتحذير المؤمنين من إخلاف الوعد ،كما تحدثت عن قتال أعداء الله حثّاً للمؤمنين على القتال بشجاعة وبسالة لأنهم يقاتلون في سبيل إعلاء كلمة الله ، من قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ .. {1}) إلى قوله تعالى : (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ {4})
2- تناولت موقف اليهود من دعوة موسى وعيسى عليهما السلام ، و ما أصابهما من أذى تسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيما ناله من كفار مكة ، قال تعالى: (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي... {5}) إلى قوله تعالى : ( ... وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ {7}) .
3- تحدثت عن سنـته تعالى في نصرة دينه ، و مثلت المشركين بمن يريد إطفاء نور الشمس بفمه ، والله متم نوره رغما عنهم ، من قوله تعالى : (يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ {8} هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ {9}) .
4- دعت المؤمنين للتجارة الرابحة وحرضتهم على الجهاد في سبيل الله بالنفس والنفيس لينالوا السعادة الدائمة ، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ... {10}) إلى قوله تعالى : (وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ {13})
5- ختمت بدعوة أهل الإيمان إلى نصرة دين الرحمن كما فعل الحوارييون عندما نصروا عيسى عليه السلام، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ فَآَمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ {14}).
سورة الجمعة
وتتناول جوانب التشريع ، وتدور حول محور بيان أحكام صلاة الجمعة التي فرضها الله على المؤمنين .
1- تناولت بعثة خاتم الرسل صلى الله عليه وسلم و بيّنت أنه الرحمة المهداة لإنقاذ البشرية من الضلال ،من قوله تعالى: (يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ {1}) إلى قوله تعالى : (ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ {4})
2- تحدثت عن اليهود وانحرافهم عن شرع الله ومثلت لهم بالحمار الذي يحمل كتباً نافعة ولا يناله منها سوى التعب ، من قوله تعالى: (مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً ... {5}) إلى قوله تعالى : ( ... ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ {8}) .
3- تناولت أحكام صلاة الجمعة ، ودعت المسلمين للمسارعة إليها ، وحرمت البيع وقت الأذان والنداء لها وختمت بالتحذير من الانشغال عن الصلاة بالتجارة واللهو ، قال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ.. {9}) إلى قوله تعالى : ( ... قُلْ مَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ {11}) .
سورة المنافقون
وتتناول جوانب التشريع والأحكام وتتحدث عن الإسلام من زاويته العملية وهي القضايا التشريعية .
1- تناولت صفات المنافقين وأخلاقهم الذميمة كالكذب والتآمر، قال تعالى: (إِذَا جَاءكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ ... {1}) إلى قوله تعالى : ( ... لَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ {6})
2- تحدثت عن مقالاتهم الشنيعة في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم واعتقادهم أن دعوته ستتلاشى- خابوا وخسروا - ، من قوله تعالى: (هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنفِقُوا عَلَى مَنْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ.. {7}) إلى قوله تعالى : (...وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ {8}) .
3- ختمت بتحذير المؤمنين من أن ينشغلوا بزينة الدنيا ولهوها ومتاعها عن عبادة الله تعالى وطاعته ، شأن المنافقين ، وأمرت بالإنفاق في سبيل الله قبل فوات الأوان ، قال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ.. {9}) ، إلى قوله تعالى : ( .. وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْساً إِذَا جَاء أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ {11}).
سورة التغابن
وتعنى بالتشريع ، لكن جوها جو السور المكية التي تعالج أصول العقيدة الإسلامية .
1- تحدثت عن جلال الله وعظمته ، وتناولت موضوع الإنسان المعترف بربه والإنسان الكافر الجاحد بالله ، قال تعالى: ( يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ .. {1}) إلى قوله تعالى : ( ... وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ {4}) .
2- ضربت الأمثال بالقرون الماضية والأمم الخالية التي كذبت رسل الله وما حل بهم من عقاب ودمار ، قال تعالى: ( أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَبْلُ فَذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ .. {5}) إلى قوله تعالى : ( ... وَّاسْتَغْنَى اللَّهُ وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ {6}) .
3- أقسمت على أن البعث حق لابد منه أقر به المشركون أو أنكروه، قال تعالى: ( زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن لَّن يُبْعَثُوا.. {7}) إلى قوله تعالى : ( ... وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ {11})
4- أمرت بطاعة الله ورسوله وحذرت من الإعراض عن دعوة الله ، قال تعالى: (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ {12} اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ {13})
5- حذّرت من عداوة بعض الزوجات والأولاد فإنهم كثيرا ما يمنعون من الجهاد والهجرة، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوّاً لَّكُمْ... {14}) إلى قوله تعالى : ( ...وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {16})
6- ختمت بالأمر بالإنفاق في سبيل الله لإعلاء دينه وحذرت من الشح والبخل ، قال تعالى: (إِن تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ {17} عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ {18}) .
سورة الطلاق
و تعنى بالأحكام التشريعية المتعلقة بأحوال الزوجين كبيان أحكام الطلاق وكيفيته وما يترتب عليه من أحكام .
1- تناولت أحكام الطلاق ، وأمرت المؤمنين بسلوك أفضل الطرق عند تعذر استمرار الحياة الزوجية ، ودعت إلى تطليق الزوجة على الوجه المشروع ، قال تعالى: ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ .. {1})
2- دعت الرجال للتمهل وعدم التسرع في الانفصال ، فهو أبغض الحلال عند الله ، كما دعت لإحصاء العدّة لضبط انتهائها لئلا تختلط الأنساب ، وكي لا يلحق المطلقة الضرر ، من قوله تعالى : ( فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ .. {2}) إلى قوله تعالى : ( ... إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً {3}) .
3- تناولت أحكام العدّة فبينت عدّة اليائس وعدة الصغيرة وعدة الحامل ، كما تكررت الدعوة لتقوى الله ترغيـباً تارة وترهيـباً تارة أخرى لكي لا يظلم أحد الزوجين ، وبينت أحكام السكنى والنفقة ، من قوله تعالى: ( وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِن نِّسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ .. {4}) إلى قوله تعالى : ( .. سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً {7}) .
4- ختمت بالتحذير من تعدي حدود الله ، وضربت الأمثلة بالأمم الباغية وما حل بها ، وأشارت لقدرة الله في الخلق وبراهين وحدانيته ، من قوله تعالى: ( وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَاباً شَدِيداً .. {8}) ، إلى قوله تعالى ( .. لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً {12}) .
سورة التحريم
تتناول السورة الشئون التشريعية ، وتعالج قضايا وأحكاما تتعلق ببيت النبوة وبأمهات المؤمنين الطاهرات في إطار تهيئة البيت المسلم والنموذج الأكمل للأسر السعيدة.
1- ابتدأت بعتاب للنبي صلى الله عليه وسلم عتاباً رقيقاً حين حرّم على نفسه سريته ( مارية ) أو شرب العسل مراعاة لخاطر بعض زوجاته وقد شرع الله للمسلمين ككل ما تنحل به الأيمان قبل الحنث وما تكفر به بعد الحنث ، من قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مرضاة أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ{1}) إلى قوله تعالى : (...وَاللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ {2})
2- تناولت أمراً خطيراً ألا وهو إفشاء السر بين الزوجين وضربت مثالاً بالسيدة حفصة التي أفشت سر رسول الله لعائشة حتى هم بتطليق أزواجه ، قال تعالى: (وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثاً فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَن بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ {3})
3- وجهت الآيات الخطاب للزوجتين الكريمتين : حفصة ، وعائشة رضي الله عنهما ، فعرضت عليهما التوبة وعاتبهما الله تعالى في الآيات وحذرهما من التعاون على ما يشق على النبي صلى الله عليه وسلم فالله تعالى وملائكته والمؤمنين هم أعوان لرسول الله ، وحذرتهما من الطلاق واستبدال رسول الله صلى الله عليه وسلم بأزواج خيرا منهن ، من قوله تعالى : (إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا .... {4}) إلى قوله تعالى : ( .... مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَاراً {5})
4- حذرت الآيات المؤمنين من النار وصورتها تصويراً مرعباً ، وبينت للكافرين أن لا فائدة من اعتذرهم عندما يحل العذاب ، من قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً... {6}) إلى قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ {7})
5- رغبت المؤمنين بالتوبة النصوح وبينت لهم النعيم في الجنة ترغيباً لهم ، وأمرت النبي صلى الله عليه وسلم بجهاد الكافرين ، من قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً...) إلى قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ {9})
6- ختمت بضرب مثلين : الأول للزوجة الكافرة في عصمة الرجل الصالح المؤمن ، ومثلا للزوجة المؤمنة في عصمة الرجل الكافر ، تنبيها أنه في الآخرة لا يغني أحد عن أحد ، قال تعالى: ( ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ.. {10}) ، إلى قوله تعالى : (.. وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ {12}) .
سورة الملك
مكية تعالج موضوع العقيدة في أصولها الكبرى وقد تناولت أهدافاً رئيسية ثلاثة وهي : ( إثبات عظمة الله وقدرته على الإحياء والإماتة ، وإقامة الأدلة والبراهين على وحدانية رب العالمين ، ثم بيان عاقبة المكذبين الجاحدين بالبعث والنشور ) .
1- ابتدأت بتوضيح الهدف الأول وهو أن الله بيده الملك وهو المهيمن المتصرف في الأكوان ، قال تعالى: (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ {1}) إلى قوله تعالى : ( ... وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ {2})
2- تحدثت عن خلق السماوات السبع والنجوم التي تزينها ، قال تعالى: ( الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً {3}) إلى قوله تعالى : ( ... وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ {5})
3- تحدثت عن المجرمين بإسهاب وحالهم في جهنم ، وقارنتهم بالمؤمنين على سبيل الترغيب والترهيب محذرة إياهم من غضب الله ، قال تعالى: (وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ {6}) إلى قوله تعالى : ( ... فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ {15})
4- أنذرت وحذرت المكذبين لرسول الله بحلول العذاب عليهم ودعت للتأمل في حالة الطير أثناء التحليق وقدرته تعالى في خلقها ،كما تعقد مقارنة بين التائه في الضلال والسائر على صراط مستقيم ، قال تعالى: ( أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ {16}) إلى قوله تعالى : (أَفَمَن يَمْشِي مُكِبّاً عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّن يَمْشِي سَوِيّاً عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ {22})
5- بينت نعم الله تعالى على العباد في خلق السمع والبصر والفؤاد ، وفي تيسير السكنى في أرجاء الأرض مما يستحق شكره تعالى على نعمه العظيمة هذه وبعد هذا يعاند المعاندون وينكرون البعث والنشور ، من قوله تعالى : (قُلْ هُوَ الَّذِي أَنشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ {23}) إلى قوله تعالى : (قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِندَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ {26})
6- بينت حال الكافرين وفزعهم وتغير وجوههم عند رؤيتهم للعذاب ، وختمت السورة ببيان انفراده تعالى بالنعم وخصوصا الماء فإن جعله غائرا فلا أحد سواه يقدر على الإتيان بماء يشرب الناس منه ويستخدمونه لمنافعهم .
من قوله تعالى : (فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تَدَّعُونَ {27}) إلى قوله تعالى : (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْراً فَمَن يَأْتِيكُم بِمَاء مَّعِينٍ {30} ) .
سورة القلم
وتعنى بأصول العقيدة والإيمان وقد تناولت ثلاثة مواضيع أساسية:
أ- موضوع الرسالة والشُّبَه التي أثارها كفار مكة حول دعوة محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ، وقصة أصحاب الجنة لبيان نتيجة الكفر بنعم الله .
ب – الآخرة وأهوالها وشدائدها وما أعد الله للفريقين : المسلمين والمجرمين فيها .
ج - ولكن المحور الذي تدور حوله السورة هو إثبات نبوة محمد صلى الله عليه وسلم .
1- ابتدأت بالقسم على رفعة رسول الله صلى الله عليه وسلم وشرفه وبراءته مما اتهمه به المشركون وبينت مناقبه و أخلاقه السامية ، من قوله تعالى: ( ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ {1} مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ {2}) إلى قوله تعالى : (فَلَا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ {8}) .
2- تناولت موقف المجرمين من دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم وما أعد الله لهم من عذاب ونكال ، من قوله تعالى: ( وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ {9} وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ {10} ) إلى قوله تعالى : (سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ {16}) .
3- ضربت لكفار مكة مثلا للمكذبين وعاقبتهم بأصحاب الجنة عندما جحدوا حقوق الفقراء والمساكين فأحرق الله حديقتهم وجعلها عبرة للمعتبرين، من قوله تعالى: ( إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ {17}) إلى قوله تعالى : (إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ {34} ) .
4- قارنت بين المؤمنين والمجرمين على سبيل الترغيب والترهيب ، قال تعالى: ( أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ {35}) إلى قوله تعالى : (أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء فَلْيَأْتُوا بِشُرَكَائِهِمْ إِن كَانُوا صَادِقِينَ {41}) .
5- تناولت القيامة و أهوالها وحال المشركين حين يكلفون بالسجود لله فلا يستطيعون ، قال تعالى: ( يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ {42} ) إلى قوله تعالى : (أَمْ عِندَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ {47}) .
6- ختمت بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصبر على أذى المشركين وعدم التضجر من الدعوة لله كما فعل يونس حينما ترك دعوة قومه ، قال تعالى: ( فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُن كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ {48}) إلى قوله تعالى : (وَمَا هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ {52}) .
سورة الحاقة
تتـناول السورة أمور العقيدة ، وتتحدث عن القيامة وأهوالها ، وعن عاقبة المكذبين ، وتذكر السعداء والأشقياء وحالهم ، لكن المحور الرئيسي الذي تتناوله هو ( إثبات صدق القرآن الكريم ) .
1- ابتدأت ببيان أهوال القيامة والمكذبين بها وعقاب الله تعالى لهم ،من قوله تعالى: ( الْحَاقَّةُ {1} مَا الْحَاقَّةُ {2} وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ {3}( ، إلى قوله تعالى : (لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ {12}) .
2- تناولت الوقائع والفجائع التي تكون عند النفخ في الصور من خراب العالم واندكاك الجبال والأرض دكّةً واحدة ، من قوله تعالى: ( فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ {13} ) إلى قوله تعالى : (يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ {18}) .
3- ذكرت حال السعداء و الأشقياء في ذلك اليوم المفزع ، قال تعالى: ( فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيهْ {19} ) إلى قوله تعالى : (لَا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِؤُونَ {37}) .
4- جاء بعدها القسم بصدق الرسول وصدق ما جاء به من الله ، وردّ افتراءات المشركين حين قالوا أن القرآن سحر وكهانة ، قال تعالى: ( فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ {38} وَمَا لَا تُبْصِرُونَ {39} ) إلى قوله تعالى : (تَنـزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ {43})
5- ذكرت البرهان القاطع على صدق القرآن في تصوير يهز القلوب هزاً ويثير في النفس الفزع من هول الموضوع ، قال تعالى: ( وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ {44} لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ {45} ) ، إلى قوله تعالى : (فَمَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ {47}) .
6- ختمت بتمجيد القرآن و أنه رحمةً للمؤمنين وحسرةً على الكافرين، قال تعالى: (وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ {48} وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنكُم مُّكَذِّبِينَ {49} وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ {50} وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ {51} فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ {52}).
سورة المعارج
تعالج السورة أصول العقيدة الإسلامية ، وقد تناولت القيامة وأهوالها والآخرة وما فيها من سعادة وشقاء ، والمحور الذي تدور حوله هو الحديث عن كفار مكة وإنكارهم للبعث والنشور واستهزاؤهم بدعوة الرسول صلى الله عليه وسلم .
1- ابتدأت بالحديث عن طغيان أهل مكة وتمردهم على رسول الله واستهزائهم به وبما جاء به من الحق وضربت مثلا لذلك بـ ( النضر بن الحارث ) حين دعا أن ينـزل الله عليه وعلى قومه العذاب العاجل مكابرة وجحودا ، من قوله تعالى: ( سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ {1} لِّلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ {1}) إلى قوله تعالى : (فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً {5}) .
2- تحدثت عن المجرمين يوم القيامة وبينت هول عذابهم وعقابهم ، من قوله تعالى:
( إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً {6} وَنَرَاهُ قَرِيباً {7} ) إلى قوله تعالى : (وَجَمَعَ فَأَوْعَى {18})
3- ذكرت طبيعة الإنسان فهو يجزع عند الشدة ويبطر عند النعمة ، من قوله تعالى: ( إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً {19} إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً {20}وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً {21} ) .
4- تحدثت عن المؤمنين وما اتصفوا به من جلائل الصفات وفضائل الأخلاق وبينت لهم ما أعد الله لهم من عظيم الأجر في جنان الخلد ، من قوله تعالى: ( إِلَّا الْمُصَلِّينَ {22} الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ {23}) إلى قوله تعالى : (فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ {36} عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ {37}) .
5- تحدثت عن الكافرين وطمعهم في دخول جنات النعيم ، من قوله تعالى: ( أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ أَن يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ {38}) إلى قوله تعالى : (فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ {42}) .
6- ختمت بالقسم الجليل برب العالمين على أن البعث والجزاء حق لا ريب فيه ، وأن الله تعالى قادر على أن يخلق خيراً منهم ، قال تعالى: (يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعاً كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ {43} خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ {44}) .
سورة نوح
تعالج السورة أصول العقيدة الإسلامية ، وقد تناولت تفصيلا قصة نبي الله نوح عليه السلام ، وفي السورة بيان لسنة الله تعالى في الأمم التي انحرفت عن دعوة الله وعقابه الشديد لهم في الآخرة .
1- ابتدأت بالحديث عن إرسال الله تعالى لنوح عليه السلام وتكليفه بتبليغ الدعوة و إنذار قومه من عذاب الله تعالى ، من قوله تعالى: ( إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنذِرْ قَوْمَكَ ... {1}) إلى قوله تعالى : ( .. إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاء لَا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ {4}) .
2- ذكرت بعد ذلك جهاد نوح عليه السلام وصبره في سبيل تبليغ الدعوة ، من قوله تعالى: ( قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهَاراً {5} ) إلى قوله تعالى : (ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَاراً {9})
3- ذكّرت قومه بإنعام الله عليهم وعظيم فضائله ليجدّوا في طاعة الله ، من قوله تعالى: ( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً {10} ) إلى قوله تعالى : (وَمَكَرُوا مَكْراً كُبَّاراً {22}) .
4- تحدثت عن تمادي قومه عليه وإهلاك الله تعالى لهم بالطوفان ، من قوله تعالى: ( وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدّاً وَلَا سُوَاعاً ... {23}) ، إلى قوله تعالى : ( .. فَلَمْ يَجِدُوا لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَنصَاراً {25}) .
5- ختمت بدعاء نوح على قومه بالهلاك لأن قلوبهم لم تلين ولا انتفعوا بالتذكير ، من قوله تعالى: ( وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّاراً {26}) إلى قوله تعالى : (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَاراً {28}) .
سورة الجن
تعالج السورة أصول العقيدة الإسلامية (الوحدانية – الرسالة – البعث والجزاء ) .
ويدور محورها حول الجن وما يتعلق بهم من أمور خاصة بدءا من استماعهم القرآن وحتى دخولهم في الإيمان ، وتناولت بعض الأحداث العجيبة الخاصة بهم كاستراقهم السمع ورميهم بالشهب المحرقة إلى غير ذلك من أخبار .
1- ابتدأت بالإخبار عن استماع الجن للقرآن وتأثرهم بروعة بيانه حتى آمنوا فور استماعهم له ودعوا قومهم للإيمان ، من قوله تعالى: (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً {1} يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَداً {2}) .
2- تحدثت عن تمجيدهم لله تعالى و إفرادهم له بالعبادة ، من قوله تعالى: (وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَداً {3} ) إلى قوله تعالى : (وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنتُمْ أَن لَّن يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَداً {7})
3- تحدثت عن استراق الجن للسمع و إحاطة السماء بالحرس من الملائكة و إرسال الشهب عليهم بعد بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعجبهم من ذلك ، من قوله تعالى: (وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاء فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً {8}) ، إلى قوله تعالى : (وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً {10} )
4- ثم تحدثت على انقسام الجن لفريقين : مؤمنين وكافرين ومآل كل منهما، من قوله تعالى: (وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَداً {11}) إلى قوله تعالى : (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً {18}) .
5- وانتقلت للحديث عن دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم والتفاف الجن حوله حينما سمعوه يتلو القرآن ، من قوله تعالى : ( وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً {19}) .
6- أمرت الرسول عليه السلام أن يعلن استسلامه وخضوعه لله وأن يخلص عمله كله لله تعالى ، من قوله تعالى: ( قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَداً {20}) إلى قوله تعالى : (قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَّا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَداً {25}) .
7- ختمت باختصاص الله تعالى بمعرفة الغيب و إحاطته بمعرفة جميع ما في الكائنات ، من قوله تعالى: ( عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً {26} ) إلى قوله تعالى : (وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً {28}).
سورة المزمل
تتناول السورة جانبا من حياة الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم في تبتله وطاعته وقيامه الليل وتلاوته لكتاب الله تعالى ، ومحورها يدور حول ذلك ولهذا سميت بالمزمل .
1- ابتدأت بنداء الرسول صلى الله عليه وسلم نداءً لطيفاً رحيما بعبده الذي كان يجهد نفسه في عبادته ابتغاء مرضاته ، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ {1} قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً {2} نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً {3} أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً {4} إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً {5}) .
2- تناولت موضوع ثقل الوحي الذي كلف الله به رسوله ليقوم بتبليغه للناس ، من قوله تعالى : ( إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْءاً وَأَقْوَمُ قِيلاً{6}) إلى قوله تعالى : (رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلاً {9}) .
3- أمرت الرسول بالصبر على أذى المشركين وهجرهم هجراناً جميلاً ، قال تعالى: ( وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً {10} وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلاً {11}) .
4- تحدثت عن وعيد الله تعالى للمشركين بالعذاب والنكال يوم القيامة ، من قوله تعالى : ( إِنَّ لَدَيْنَا أَنكَالاً وَجَحِيماً {12}) إلى قوله تعالى : (إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَن شَاء اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً {19}) .
5- ختمت بتخفيف الله تعالى عن رسوله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين في قيام الليل في ظروف خاصة رحمة بهم ، ليتفرغوا لبعض شئون الحياة ، من قوله تعالى : ( إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ .. {20}) إلى قوله تعالى : ( وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ {20}) .
سورة المدثر
تتحدث هذه السورة عن جوانب من شخصية الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم ولهذا سميت بالمدثر .
1- ابتدأت بتكليف الرسول الكريم بالنهوض بأعباء الدعوة و القيام بمهمة التبليغ بجد ونشاط و إنذار الكفار من عذاب الله ، والصبر على الفجار ، من قوله تعالى: ( يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ {1} قُمْ فَأَنذِرْ {2}) إلى قوله تعالى : (وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ {7})
2- توالت آيات السورة تهدد المجرمين بيوم عصيب شديد لا راحة فيه ، في قوله تعالى: ( فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ {8} فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ {9} عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ {10}) .
3- تحدثت عن ( الوليد بن المغيرة ) ذلك الفاجر الذي سمع كلام الله ورق قلبه له ولكنه لحبه للزعامة أنكره وقال عنه أنه سحر ، من قوله تعالى: ( ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً {11} وَجَعَلْتُ لَهُ مَالاً مَّمْدُوداً {12} ) إلى قوله تعالى : (إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ {25})
4- تحدثت عن النار التي وعدها الله للكفار وخزنتها وزبانيتها وعددهم ، من قوله تعالى: ( سَأُصْلِيهِ سَقَرَ {26} وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ {27} ) إلى قوله تعالى : ( ... وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ {31}) .
5- أقسم الله تعالى بالقمر وضيائه والصبح وبهائه على أن جهنم إحدى البلايا العظام ، من قوله تعالى: ( كَلَّا وَالْقَمَرِ {32} وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ {33} وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ {34} ) إلى قوله تعالى : (فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءلُونَ {40} عَنِ الْمُجْرِمِينَ {41}).
6- تحدثت الآيات عن الحوار الذي يدور بين المسلمين والمجرمين في سبب دخولهم الجحيم ، من قوله تعالى: ( مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ {42} قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ {43} ) إلى قوله تعالى : (فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ {48}) .
7- ختمت ببيان سبب إعراض المشركين عن الإيمان ، من قوله تعالى: ( فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ {49} كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُّسْتَنفِرَةٌ {50} ) إلى قوله تعالى : (وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ {56}) .
سورة القيامة
تعالج موضوع البعث والجزاء والذي هو أحد أركان الإيمان ، وتركّز خاصة على القيامة وأهوالها ، والساعة وشدائدها ، وحالة الإنسان عند الاحتضار ، وما يلقاه الكافر من مصاعب ومتاعب ، ولذلك سّميت بسورة القيامة .
1- ابتدأت بالقسم بيوم القيامة وبالنفس اللوامة على أن البعث قريب ، من قوله تعالى: ( لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ {1} وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ {2} ) ، إلى قوله تعالى : (يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ {6})
2- ذكرت طرفا من علامات ذلك اليوم المهول ، من قوله تعالى: ( فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ {7} وَخَسَفَ الْقَمَرُ {8} ) إلى قوله تعالى : (وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ {15}) .
3- تحدثت عن اهتمام الرسول صلى الله عليه وسلم بضبط القرآن عند تلاوة جبريل عليه ، فقد كان يجهد نفسه بالمتابعة ، ويحرك لسانه معه ليسرع في الحفظ ، فأمره بالاستماع دون تحريك اللسان ، من قوله تعالى: ( لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ {16} إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ {17} ) إلى قوله تعالى : (كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ {20} وَتَذَرُونَ الْآخِرَةَ {21}) .
4- ذكرت انقسام الناس في الآخرة إلى سعداء و أشقياء و أحوالهم في ذلك اليوم العصيب ، من قوله تعالى: ( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ {22} إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ {23} وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ {24} تَظُنُّ أَن يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ {25} )
5- تحدثت عن حال المرء وقت الاحتضار ، حيث يلقى من الكرب والضيق ما لم يكن بالحسبان ، من قوله تعالى: ( كَلَّا إِذَا بَلَغَتْ التَّرَاقِيَ {26} وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ {27} ) إلى قوله تعالى : (ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى {35})
6- ختمت بإثبات الحشر والمعاد بالأدلة والبراهين القاطعة ، من قوله تعالى: ( أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى {36} ) إلى قوله تعالى : (أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَن يُحْيِيَ الْمَوْتَى {40}) .
سورة الإنسان
تعالج هذه السورة أموراً تتعلق بالآخرة وتتحدث عن نعيم المتقين الأبرار في دار الخلد في جنات النعيم .
1- ابتدأت ببيان قدرة الله في خلق الإنسان في أطوار ، وتهيئته ليقوم بأنواع العبادة المكلف بها ، من قوله تعالى: ( هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئاً مَّذْكُوراً {1}) إلى قوله تعالى : (إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلَاسِلَا وَأَغْلَالاً وَسَعِيراً {4})
2- تحدثت عن نعيم أهل الجنة ، في قوله تعالى: ( إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً {5} عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيراً {6})
3- ذكرت أوصاف السعداء بإسهاب ، من قوله تعالى: ( يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً {7} وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً {8} إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُوراً {9} إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً {10}).
4- أشادت بما لهم عند الله في دار الكرامة من نعيم مقيم ، من قوله تعالى: قال تعالى: ( فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً {11} وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً {12})
5- سردت نعيم أهل الجنة في المأكل والمشرب والملبس ومن يخدمهم ،من قوله تعالى: ( مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلَا زَمْهَرِيراً {13}) إلى قوله تعالى : (إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاء وَكَانَ سَعْيُكُم مَّشْكُوراً {22})
6- ختمت بأن هذا القرآن هو تذكرة لمن له قلب يعي أو فكر ثاقب يستضيء بنوره ، من قوله تعالى: ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنزِيلاً {23} ) إلى قوله تعالى : (يُدْخِلُ مَن يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً {31} ) .
سورة المرسلات
تعالج السورة أصول العقيدة الإسلامية وتبحث عن شؤون الآخرة ودلائل القدرة والوحدانية وسائر الأمور الغيبية .
1- ابتدأت بالقسم بأنواع الملائكة المكلّفين بتدبير شؤون الكون على أن القيامة حق ، وأن العذاب واقع بالكافرين، قال تعالى : (وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفاً {1} فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفاً {2} وَالنَّاشِرَاتِ نَشْراً {3} فَالْفَارِقَاتِ فَرْقاً {4} فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْراً {5})
2- وتحدثت عن يوم القيامة وأهواله وعن ذلك العذاب الذي وعد به المجرمون في ذلك اليوم ، قال تعالى: (عُذْراً أَوْ نُذْراً {6} إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ {7} فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ {8}) إلى قوله تعالى : (كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ {18} وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ {19})
3- تناولت دلائل قدرة الله تعالى على إعادة الإنسان بعد الموت ، وقدرته في الخلق ونعمه الكثيرة على البشر ، من قوله تعالى: ( أَلَمْ نَخْلُقكُّم مِّن مَّاء مَّهِينٍ {20} فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ {21} ) إلى قوله تعالى : (وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُم مَّاء فُرَاتاً {27} وَيْلٌ يوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ {28} )
4- وتحدثت عن مآل المجرمين في الآخرة وما يلقون من عقاب ونكال ، من قوله تعالى: ( انطَلِقُوا إِلَى مَا كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ {29} ) إلى قوله تعالى : (فَإِن كَانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ {39} وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ {40})
5- تحدثت بعدها عن المؤمنين المتقين وما أعده الله لهم من إكرام ، من قوله تعالى: ( إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ {41} وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ {42}) إلى قوله تعالى : (إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنينَ {44})
6- ختمت ببيان سبب امتناع الكفار عن عبادة الله الواحد القهار ، وهو الطغيان والإجرام ، من قوله تعالى: (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِين{45}كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلاً إِنَّكُم مُّجْرِمُونَ {46} ) إلى قوله تعالى : ( {49} فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ {50}).
سورة النبأ
وسميت بهذا الاسم لأن فيها الخبر الهام عن القيامة والبعث والنشور ، ومحورها يدور حول عقيدة البعث التي طالما أنكرها المشركون .
1- ابتدأت بالإخبار عن موضوع القيامة والبعث والجزاء الذي تساءل عنه كفار مكة ، قال تعالى: (عَمَّ يَتَسَاءلُونَ {1} عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ {2} الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ {3} كَلَّا سَيَعْلَمُونَ {4} ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ {5})
2- أقامت البراهين على قدرة الله تعالى في الخلق ، من قوله تعالى: (أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَاداً {6} وَالْجِبَالَ أَوْتَاداً {7}) إلى قوله تعالى : (لِنُخْرِجَ بِهِ حَبّاً وَنَبَاتاً {15} وَجَنَّاتٍ أَلْفَافاً {16})
3- ذكرت البعث وحددت وقته وميعاده ، من قوله تعالى: (إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتاً {17}) إلى قوله تعالى : (وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَاباً {20})
4- تحدّثت عن جهنم المعدّة للكافرين وحالهم فيها ، من قوله تعالى: (إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَاداً {21}) إلى قوله تعالى : (فَذُوقُوا فَلَن نَّزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَاباً {30})
5- تحدثت عن المتقين والنعيم الذي ينعم الله تعالى به عليهم في الجنة ، من قوله تعالى: ( إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازاً {31} ) إلى قوله تعالى : (رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرحْمَنِ لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَاباً {37})
6- ختمت بالحديث عن يوم القيامة حين يخضع الكون بكل ما فيه لله تعالى وحده ، ويلقى كل امرئ جزاء عمله ويتمنى الكافر لو يموت ويفنى من شدة الحسرة والندم ، قال تعالى: (يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفّاً لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرحْمَنُ وَقَالَ صَوَاباً {38} ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَن شَاء اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآباً {39} إِنَّا أَنذَرْنَاكُمْ عَذَاباً قَرِيباً يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَاباً {40}) .
سورة النازعات
تعالج السورة أصول العقيدة الإسلامية ، ومحورها يدور حول القيامة وأهوالها ، وعن مآل المتقين ومآل المجرمين .
1- ابتدأت بالقسم بالملائكة الأبرار وهم يدبرون شؤون الخلق بأمر الله تعالى ، وينـزعون الأرواح كل بحسب عمله ، قال تعالى : (وَالنَّازِعَاتِ غَرْقاً {1} وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطاً {2} وَالسَّابِحَاتِ سَبْحاً {3} فَالسَّابِقَاتِ سَبْقاً {4} فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْراً {5})
2- صوّرت يوم القيامة وحال المشركين يوم البعث والنشور ، من قوله تعالى: (يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ {6} تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ {7}) إلى قوله تعالى : (فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ {13} فَإِذَا هُم بِالسَّاهِرَةِ {14})
3- تناولت الحديث عن قصة موسى عليه السلام مع فرعون الطاغية وكيف كان عقابه وذلك للاعتبار ، من قوله تعالى: ( هَلْ أتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى {15} إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى {16} ) إلى قوله تعالى : (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّمَن يَخْشَى {26})
4- تحدثت عن طغيان أهل مكة وذكرتهم أنهم أضعف من كثير من مخلوقات الله ، من قوله تعالى: ( أَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّمَاء بَنَاهَا {27} ) إلى قوله تعالى : (مَتَاعاً لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ {33} )
5- تنتقل للحديث عن أهوال القيامة وحال الكافر ومصيره ، وحال المؤمن ومصيره ، من قوله تعالى : (فَإِذَا جَاءتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى {34} ) إلى قوله تعالى : ( فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى {41})
6- ختمت ببيان وقت الساعة الذي استبعده المشركون ، من قوله تعالى: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا {42} ) إلى قوله تعالى : (كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا {46}) .
سورة عبس
تعالج السورة أصول العقيدة الإسلامية ، كما تتحدث عن دلائل القدرة والوحدانية في خلق الإنسان والنبات والطعام ، وفيها الحديث عن القيامة وأهوالها .
1- ابتدأت بذكر قصة الصحابي الأعمى ( عبد الله بن أم مكتوم ) رضي الله عنه ، مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حينما أتاه يطلب العلم بينما كان عليه السلام مشغولا مع كبار قريش فعبس في وجهه ، فأتاه العتاب رقيقا من الله تعالى على ذلك ، من قوله تعالى: ( عَبَسَ وَتَوَلَّى {1} أَن جَاءهُ الْأَعْمَى {2}) إلى قوله تعالى : (بِأَيْدِي سَفَرَةٍ {15} كِرَامٍ بَرَرَةٍ {16})
2- تحدثت عن جحود وكفر الإنسان بربه مع كثرة النعم ، من قوله تعالى: ( قُتِلَ الْإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ {17} مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ {18}) إلى قوله تعالى : (كَلَّا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ {23})
3- تناولت دلائل قدرة الله تعالى في هذا الكون ، من قوله تعالى: ( فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ {24} أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاء صَبّا ً {25} ) إلى قوله تعالى : (مَّتَاعاً لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ {32}) .
4- ختمت ببيان أهوال القيامة وفرار الإنسان حتى من أقاربه فزعا وخوفا ، قال تعالى: ( فَإِذَا جَاءتِ الصَّاخَّةُ {33} يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ {34}) إلى قوله تعالى : (أُوْلَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ {42}) .
سورة التكوير
تعالج السورة حقيقتين هامتين هما : ( حقيقة القيامة ) ، وحقيقة ( الوحي والرسالة ) وكلاهما من لوازم الإيمان .
1- ابتدأت بذكر الانقلاب الكوني الهائل الذي يحدث يوم القيامة فيتغير كل شيء في الكون ، من قوله تعالى : ( إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ {1} وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ {2}) إلى قوله تعالى : (إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ {13} وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ {14})
2- تناولت حقيقة الوحي وصفة النبي الذي يتلقاه وشأن المخاطبين فيه حيث يخرجهم من الظلمات إلى النور ، من قوله تعالى : ( فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ {15} الْجَوَارِ الْكُنَّسِ {16}) إلى قوله تعالى : ( وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ {25})
3- ختمت ببيان بطلان مزاعم المشركين حول القرآن العظيم ، قال تعالى: ( فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ {26} إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ {27} لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ {28} وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ {29} ) .
سورة الانفطار
تعالج السورة الانقلاب الكوني الذي يصاحب قيام الساعة ، وما يحدث فيه من أحداث جسام ، ثم تبين حال الأبرار والفجار يوم البعث والنشور .
1- ابتدأت السورة ببيان مشاهد الانقلاب الكوني الرهيب الذي يحدث يوم القيامة وتأثيره على كل شيء ، قال تعالى: (إِذَا السَّمَاء انفَطَرَتْ {1} وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ {2} وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ {3} وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ {4} عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ {5})
2- ثم تحدثت عن جحود الإنسان وكفرانه بنعمة ربه وعدم شكره للخالق على النعم ، قال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ {6} الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ {7} فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاء رَكَّبَكَ {8} )
3- وذكرت علّة الجحود والإنكار ، ووضحت أن لكل إنسان ملائكة يتعقبون أعماله، قال تعالى: (كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ {9} وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ {10} كِرَاماً كَاتِبِينَ {11} يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ {12})
4- ذكرت انقسام الناس لقسمين ، أبرار وفجار وبينت عاقبة كلا الفريقين ، قال تعالى: ( إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ {13} وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ {14} يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ {15} وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ {16})
5- وختمت بتصوير هول القيامة وتفرد الله تعالى بالحكم والسلطان ، قال تعالى: ( وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ {17} ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ {18} يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِّنَفْسٍ شَيْئاً وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ {19}) .
سورة المطففين
تعالج السورة أصول العقيدة الإسلامية ، وتتحدث عن الدعوة الإسلامية في مواجهة خصومها الألداء .
1- تبتدئ السورة بإعلان الحرب على المطففين في الكيل والوزن ، من قوله تعالى: ( وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ {1} الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ {2}) إلى قوله تعالى : (يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ {6})
2- ثم تتحدث عن الأشقياء الفجار وتصور جزاءهم يوم القيامة ، من قوله تعالى: ( كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ {7} ) إلى قوله تعالى : (ثُمَّ يُقَالُ هَذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ {17})
3- وتحدث عن المتقين ومالهم من نعيم في الآخرة ، من قوله تعالى: (كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ {18} وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ {19}) إلى قوله تعالى : (وَمِزَاجُهُ مِن تَسْنِيمٍ {27} عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ {28 })
4- تختم السورة ببيان مواقف الأشقياء من الأبرار وسخريتهم منهم ، من قوله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُواْ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ {29} ) إلى قوله تعالى : (هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ {36}) .
سورة الانشقاق
تتحدث السورة عن أهوال القيامة كشأن السور المكية التي تعالج أصول العقيدة الإسلامية
1- تبتدئ السورة بذكر بعض مشاهد الآخرة ، قال تعالى: ( إِذَا السَّمَاء انشَقَّتْ {1} وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ {2} وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ {3} وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ {4} وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ {5})
2- ثم تتحدث عن الإنسان الذي يكدّ في سبيل عيشه ليقدم لآخرته ما يشتهي من صالح أو طالح فيحاسب عليه ، قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلَاقِيهِ {6} فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ {7} فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً {8})
3- وتتناول موقف المشركين من القرآن و تقسم أنهم سيلاقون الأهوال لتكذيبهم ، قال تعالى: ( فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ {16} وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ {17} وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ {18} لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَن طَبَقٍ {19})
4- تختم بتوبيخ المشركين على عدم إيمانهم بالله مع وضوح الآيات وبشرتهم بعذاب أليم ، قال تعالى: ( فَمَا لَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ {20} وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لَا يَسْجُدُونَ {21} {س} بَلِ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُكَذِّبُونَ {22} وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ {23} فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ {24} إِلَّا الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ {25} ) .
سورة البروج
مكية تعالج أصول العقيدة الإسلامية يدور محورها حول حادثة ( أصحاب الأخدود ) وهي قصة التضحية بالنفس في سبيل العقيدة والإيمان .
1- ابتدأت بالقسم بالسماء ذات النجوم الهائلة وبالرسل والخلائق وبيوم القيامة على هلاك كل المجرمين ،من قوله تعالى: ( وَالسَّمَاء ذَاتِ الْبُرُوجِ {1} وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ {2} ) إلى قوله تعالى ( وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ {7} )
2- توعدت وأنذرت الكفرة الفجرة الذين أصرّوا على أفعالهم الشنيعة ، وبيّنت مصير المتقين في جنات النعيم ، من قوله تعالى: ( إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا ... {10} ) إلى قوله تعالى : ( ... تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ {11})
3- بيّنت قدرة الله على الانتقام من أعدائه الذين فتنوا عباده ، قال تعالى: ( إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ {12} إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ {13} وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ {14} ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ {15} فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ {16})
4- ختمت بقصة الطاغية فرعون وهلاكه مع قومه ، وذلك ليأخذ أهل مكة من المشركين العظة والاعتبار ، قال تعالى: ( هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ {17} فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ {18} بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ {19} وَاللَّهُ مِن وَرَائِهِم مُّحِيطٌ {20} بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ {21} فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظ{22} ) .
سورة الطارق
تعالج السورة أصول العقيدة الإسلامية ،ويدور محورها حول البعث والنشور ، وتتضمن البراهين والأدلة على قدرة الله تعالى على إمكان البعث ، فمن خلق الإنسان من عدم قادر على إعادته .
1- ابتدأت بالقسم بالسماء ونجومها على أن كل إنسان قد وكل به من يحرسه ويتعهده من الملائكة الأبرار ، قال تعالى: ( وَالسَّمَاء وَالطَّارِقِ {1} وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ {2} النَّجْمُ الثَّاقِبُ {3} إِن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ{4} )
2- ساقت الأدلة على قدرة الله تعالى على إعادة الإنسان بعد فنائه ، قال تعالى: ( فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ {5} خُلِقَ مِن مَّاء دَافِقٍ {6} يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ {7} إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِر{8} ٌ )
3- أخبرت عن هتك الأستار وكشف الأسرار يوم القيامة حيث لا معين ولا نصير للإنسان ، قال تعالى: ( يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ {9} فَمَا لَهُ مِن قُوَّةٍ وَلَا نَاصِر{10} ٍ )
4- ختمت ببيان معجزة القرآن وصدقه و توعدت الكفرة بعذاب أليم ، قال تعالى: ( وَالسَّمَاء ذَاتِ الرَّجْعِ {11} وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ {12} إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ {13} وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ {14} إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً {15} وَأَكِيدُ كَيْداً {16} فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً {17}) .
سورة الأعلى
تعالج السورة باختصار الموضوعات الآتية :
1) الذات العليّة وبعض صفات الله جل وعلا والدلائل على القدرة والوحدانية .
2) الوحي والقرآن المنـزّل على خاتم الرسل صلى الله عليه وسلم وتيسير حفظه عليه .
3) الموعظة الحسنة التي ينتفع بها أصحاب القلوب الحية ويستفيد منها أهل الإيمان
1- ابتدأت بتنزيه الله تعالى الذي أبدع الخلق وخلق فأحسن ، رحمة بالعباد ، قال الله تعالى: ( سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى {1} الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى {2} وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى {3} وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى {4} فَجَعَلَهُ غُثَاء أَحْوَى {5})
2- تحدثت عن الوحي والقرآن الكريم ، و بشرت رسول الله عليه الصلاة والسلام ببشارة حفظه فلا ينساه أبداً ،وبينت علم الله تعالى للغيب وتيسيره أمور نبيه صلى الله عليه وسلم بقدرته ، قال تعالى: (سَنُقْرِؤُكَ فَلَا تَنسَى {6} إِلَّا مَا شَاء اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى {7} وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى {8})
3- أمرت بالتذكير بهذا القرآن العظيم فيستفيد من نوره المؤمنون ويتعظوا ، قال تعالى: ( فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَى {9} سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَى {10}وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى {11} الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى {12} ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى {13})
4- ختمت ببيان فوز من طهر نفسه من الأثام وزكاها بصالح الأعمال ، من قوله تعالى: ( قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى {14} ) إلى قوله تعالى : ( {18} صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى {19}) .
سورة الغاشية
تتناول السورة أصول العقيدة الإسلامية
1- تبدأ بالحديث عن القيامة و أحوالها و أهوالها وجزاء الكافر والمؤمن وقتها ، من قوله تعالى: ( هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ {1} وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ {2}) إلى قوله تعالى : (وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ {15} وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ {16})
2- ثم تسوق الأدلة والبراهين على وحدانيته تعالى وقدرته على الخلق ، من قوله تعالى: ( أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ {17} ) إلى قوله تعالى : ({22} إِلَّا مَن تَوَلَّى وَكَفَرَ {23} فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ{24})
3- وتختم بالتذكير برجوع الناس جميعا لله تعالى للحساب والجزاء ، قال تعالى: ( إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ {25} ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ {26})
سورة الفجر
تعالج السورة أصول العقيدة الإسلامية :
1- تبدأ بذكر قصص بعض الأمم المكذبة لرسل الله وتذكر عاقبتهم ، من قوله تعالى: ( وَالْفَجْرِ {1} وَلَيَالٍ عَشْرٍ {2} وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ {3} ).. إلى قوله تعالى : (إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ {14} )
2- تبيّن سنة الله في ابتلاء عباده بالخير والشر والغنى والفقر وحب الإنسان الشديد للمال ،من قوله تعالى: ( فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ {15} ) إلى قوله تعالى : (وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبّاً جَمّاً {20})
3- تنتقل للحديث عن الآخرة و أهوالها وتبين مآل الكافر والمؤمن فيها ، من قوله تعالى: ( كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكّاً دَكّاً {21}) ، إلى قوله تعالى : ( فَادْخُلِي فِي عِبَادِي {29} وَادْخُلِي جَنَّتِي {30} )
سورة البلد
تعالج السورة أصول العقيدة الإسلامية ، وتركز على الإيمان بالحساب والجزاء والتمييز بين الأبرار والفجار .
1- ابتدأت بالقسم بالبلد الحرام الذي هو سكن الرسول عليه السلام تعظيما لشأنه ، وبيانا للمشركين أن إيذاؤه فيه من أكبر الكبائر عند الله تعالى ، قال تعالى: ( لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ {1} وَأَنتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ {2} وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ {3} لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ {4} أَيَحْسَبُ أَن لَّن يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ {5})
2- تحدثت عن كفّار مكة الذين اغترّوا بقوتهم ، و أنفقوا أموالهم في المفاخرة ، ظنا أن إنفاق المال يدفع عذاب الله ، وردّت على إنكارهم لوجود الله تعالى بالبراهين وبالحجج القاطعة ، قال تعالى: ( يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالاً لُّبَداً {6} أَيَحْسَبُ أَن لَّمْ يَرَهُ أَحَد{7}أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ {8} وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ {9} وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ {10} )
3- تناولت أهوال القيامة وشدائدها وعقباتها التي لا يمكن أن تجتاز إلا بالعمل الصالح ، قال تعالى: ( فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ {11} وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ {12} فَكُّ رَقَبَةٍ {13} أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَة ٍ {14} يَتِيماً ذَا مَقْرَبَةٍ {15} أَوْ مِسْكِيناً ذَا مَتْرَبَةٍ {16})
4- ختمت بالتفريق بين المؤمنين والكافرين يوم القيامة ومآل السعداء ومآل الأشقياء ، قال تعالى: ( ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ {17} أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ {18} وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ {19} عَلَيْهِمْ نَارٌ مُّؤْصَدَةٌ {20}) .
سورة الشمس
تناولت السورة موضوعين اثنين هما :
1) موضوع النفس الإنسانية وما جبلها الله تعالى عليه من خير وشر وهدى وضلال
2) موضوع الطغيان ممثلا في ( ثمود ) الذين عقروا الناقة فأهلكهم الله .
1- ابتدأت بالقسم بمخلوقات الله على نجاح الإنسان إن أطاع الله وعلى هلاكه إن عصاه ، من قوله تعالى : ( وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا {1} وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا {2} ) إلى قوله تعالى : (وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا {10} )
2- ذكرت قصة ثمود قوم صالح الذين كذبوا وبغوا وعقروا الناقة حتى أهلكهم الله وباتوا عبرة لمن يعتبر قال تعالى: ( كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا {11} إِذِ انبَعَثَ أَشْقَاهَا {12} ) إلى قوله تعالى : (فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُم بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا {14})
3- ختمت ببيان أن الله تعالى لا يخاف عاقبة إهلاكهم ، قال تعالى : ( وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا {15}) .
سورة الليل
تتحدث السورة عن سعي الإنسان وعمله وكفاحه في الحياة ، ثم تتحدث عن نهايته إما إلى النعيم أو إلى الجحيم .
1- ابتدأت بالقسم بالليل إذا غشي الخلائق ، وبالنهار إذا أنار الوجود ، وبالخالق العظيم للذكر و الأنثى ، أن عمل الخلائق مختلف ، وطريقهم متباين ، قال تعالى: ( وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى {1} وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى {2} وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى {3} إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى {4})
2- وضّحت سبيل السعادة وسبيل الشقاء ، وبيّنت طريق طالب النجاة و بيّنت أوصاف الأبرار والفجار و أهل الجنة و أهل النار ، قال تعالى: ( فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى {5} وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى {6} فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى {7} وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى {8} وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى {9} فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى {10})
3- نبّهت لاغترار الناس بأموالهم وثرواتهم وهي لا تنفعهم شيئا يوم القيامة وذكّرتهم بالحكمة من توضيح طريق الخير والشر ، قال تعالى : ( وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى {11} إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى {12} وَإِنَّ لَنَا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولَى{13})
4- حذّرت أهل مكة من عقاب الله وانتقامه من المكذبين بآياته ورسوله و أنذرتهم من النار وعذابها ، قال تعالى: ( فَأَنذَرْتُكُمْ نَاراً تَلَظَّى {14} لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى {15} الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى{16} )
5- ختمت بذكر نموذج المؤمن الصالح الذي ينفق في وجوه الخير ليزكي نفسه ويصونها من عقاب الله ، وضربت مثلا بأبي بكر رضي الله عنه حين اشترى بلالاً و أعتقه في سبيل الله ، قال تعالى: ( وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى {17} الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى {18} وَمَا لِأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى {19} إِلَّا ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى {20} وَلَسَوْفَ يَرْضَى {21} ) .
سورة الضحى
مكية تتناول شخصية النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم وما حباه الله تعالى به من فضل و إنعام في الدنيا والآخرة ليشكر الله تعالى على هذه النعم الجليلة .
1- ابتدأت بالقسم على جلالة قدر رسول الله صلى الله عليه وسلم و أن ربه لم يهجره كما زعم كفار مكة ، قال تعالى : ( وَالضُّحَى {1} وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى {2} مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى {3} وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الْأُولَى {4})
2- بشرته بالعطاء الجزيل في الآخرة ، وبيّنت ما أعدّه الله له من كرامات منها الشفاعة العظمى ، قال تعالى: ( وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ {5} )
3- ختمت بتوصيته صلى الله عليه وسلم بوصايا ثلاث :
العطف على اليتيم والرحمة بالمحتاج و مسح دمعة البائس ، وشكر الله تعالى على نعمه العظيمة ، قال تعالى: ( فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ {9} وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ {10} وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ {11})
سورة الشرح
تحدثت السورة عن مكانة الرسول الجليلة ومقامه الرفيع ونعم الله تعالى عليه ،
1- ومن هذه النعم شرح صدره بالإيمان ، وتنوير قلبه بالرحمة ، وتطهيره من الذنوب تسليةً له ، وتطيباً لخاطره ، لما يلقاه من أذى الفجار ، قال تعالى: ( أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ {1} وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ {2} الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ {3})
2- وتحدثت عن إعلاء منزلته عليه الصلاة والسلام ، ورفع مقامه ، وقرن اسمه باسم الله تعالى ، قال تعالى: ( وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ {4} )
3- وآنسته بقرب الفرج والنصر على الأعداء ، قال تعالى: ( فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً {5} إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً {6})
4- ثم ختمت بتذكيره بواجب التفرغ لعبادة الله بعد انتهائه من تبليغ الرسالة شكرا لله على نعمه الجليلة ، قال تعالى:
( فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ {7} وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ {8}) .
سورة التين
تعالج هذه السورة موضوعين بارزين هما :
تكريم الله تعالى للنوع البشري ، وموضوع الإيمان بالحساب والجزاء .
1- ابتدأت بالقسم بالبقاع المقدسة والأماكن المشرفة التي خصت بإنزال الوحي على الأنبياء وهي : بيت المقدس ، جبل الطور ، مكة المكرمة ، على أن الله تعالى كرم الإنسان فخلقه في أجمل صورة وإذا لم يشكر فسيرد إلى الجحيم ، قال تعالى: ( وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ {1} وَطُورِ سِينِينَ {2} وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ{3} )
2- وبّخت الكافر على إنكار البعث والنشور ، قال تعالى: ( لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ {4} ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ{5} )
3- ختمت بعدل الله في إثابة المؤمنين وعقاب الكافرين ، وفيها تقريراً للجزاء وإثباتاً للمعاد ، قال تعالى: ( إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ {6} فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ {7} أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ {8} )
سورة العلق
وتسمى سورة (اقرأ ) ، وهي أول السور القرآنية نزولا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقد نزلت في مبادئ النبوّة إذ كان لا يدري مالكتاب ولا الإيمان ، فجاءه جبريل عليه السلام بالرسالة وأمره بأن يقرأ فاعتذر وقال : ( ما أنا بقارئ ) فلم يزل به حتى قرأ . فأنزل الله ( اقرأ باسم ربك الذي خلق ) .
1- ابتدأت بفضل الله تعالى بإنزاله القرآن ، قال تعالى: ( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ {1} خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ {2} اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ {3} الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ {4} عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ{5} )
2- تحدثت عن طغيان الإنسان في هذه الحياة بالقوة والثراء وتمرده على أوامر الله بسبب الغنى ، بينما كان عليه أن يشكر النعمة لا أن يجحدها ، قال تعالى: ( كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى {6} أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى {7} إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى{8} )
3- تناولت قصة ( أبي جهل ) الذي كان يتوعد الرسول عليه الصلاة والسلام وينهاه عن الصلاة ، قال تعالى: (أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى {9} عَبْداً إِذَا صَلَّى {10} أَرَأَيْتَ إِن كَانَ عَلَى الْهُدَى {11} أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى {12} أَرَأَيْتَ إِن كَذَّبَ وَتَوَلَّى {13} أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى {14})
4- تابعت الآيات بوعيد ذلك الكافر بأشد العقاب إن استمر على ضلاله كما أمرت الرسول الكريم بعدم الإصغاء له ، قال تعالى: ( كَلَّا لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ {15} نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ {16} فَلْيَدْعُ نَادِيَه {17} سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ {18} )
5- ختمت بالدعوة للصلاة والعبادة ليتناسق البدء مع الختام ، قال تعالى: ( كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ {19}) {سجدة}
سورة القدر
1- تحدثت السورة عن بدء نزول القرآن العظيم ، وعن فضل ليلة القدر عن سائر الأيام والشهور لما فيها من تجليات ونفحات ربانية ، تلك النفحات التي يفيض بها الله تعالى على عباده المؤمنين تكريما لنزول القرآن الكريم ، قال تعالى : ( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ {1} وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ {2} لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ {3} )
2- وتحدثت عن الملائكة الأبرار ونزولهم في هذه الليلة على الأرض حتى طلوع الشمس ، وعن سلام هذه الليلة من كل آفة وشر ، قال تعالى: ( تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ {4} سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ {5} ).
سورة البينة
وتسمى سورة ( لم يكن ) وتعالج القضايا الآتية :
- موقف أهل الكتاب من رسالة محمد صلى الله عليه وسلم .
- موضوع إخلاص العبادة لله تعالى .
- مصير السعداء والأشقياء في الآخرة .
1- ابتدأت بالحديث عن اليهود والنصارى وتكذيبهم لدعوة الرسول عليه الصلاة والسلام مع علمهم بصدق نبوته ، قال تعالى: (لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ {1} رَسُولٌ مِّنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفاً مُّطَهَّرَةً {2} فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ {3})
2- تحدثت عن إخلاص العبادة لله الذي أمر به جميع الأديان و إفراده تعالى والتوجه له بكافة الأقوال والأفعال ، قال تعالى: (وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَةُ {4} وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ {5})
3- تحدثت عن مصير أهل الكتاب والمشركين وخلودهم في نار جهنم ومصير المؤمنين وخلودهم في الجنة ، قال تعالى: ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ {6} إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ {7} جَزَاؤُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ {8}) .
سورة الزلزلة
1- بدأت السورة بالحديث عن الزلزال العنيف الذي يكون بين يدي الساعة فيدكّ معه كل صرح شامخ ، وكل جبل راسخ ، وتخرج الأرض ما فيها من موتى وكنوز ثمينة ، قال تعالى : ( إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا {1} وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا {2} وَقَالَ الْإِنسَانُ مَا لَهَا {3} )
2- تنتقل الآيات للحديث عن شهادة الأرض على الإنسان بأمر من الله تعالى ، قال تعالى : ( يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا {4} بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا {5} )
3- ثم تحدثت عن انصراف كل إنسان ليلقى مصيره من خير أو شر ، قال تعالى: ( يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتاً لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ {6} فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ {7} وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ {8} ) .
سورة العاديات
يقسم الله تعالى في بداية السورة الكريمة بالخيل التي تغير على الأعداء والتي تعدو عدواً قويا يصدر عنه الضبح وهو صوت نفسها في صدرها عند اشتداد عدوها ، وتنقدح النار من صلابة حوافرها وقوتها ، وتثير الغبار حولها ، والتي توسط براكبها جموع الأعداء ، قال تعالى : ( وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً {1} فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً {2} فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً {3} فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً {4} فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً {5}) ، و أقسمت بها على جحود الإنسان لنعم الله وحبه للمال ، قال تعالى : (إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ {6} وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ {7} وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ {8} ) ، وختمت بأن مرجع الخلائق لله تعالى عندما يبعث من في القبور ، قال تعالى: ( أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ {9} وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ {10} إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ {11} ).
سورة القارعة
تتحدث السورة عن القيامة و أهوالها الشديدة محذرة ومخوفة منها ، حيث ينتشر الناس كالفراش المتطاير والجراد المنتشر الذي يموج بعضه في بعض من شدة الفزع والهول .
قال تعالى: ( الْقَارِعَةُ {1} مَا الْقَارِعَةُ {2} وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ {3} يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ{4} ) ، ثم تتحدث عن نسف الجبال وتطايرها ، قال تعالى: ( وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ {5} ) ، وتذكر بالموازين التي تزن أعمال العباد وانقسام الخلق لسعداء و أشقياء ، ومصيرهم إما إلى جنة وإما إلى نار ، قال تعالى: ( فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ {6} فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ {7} وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ {8} فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ {9} وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ {10} نَارٌ حَامِيَةٌ {11} ).
سورة التكاثر
تتحدث السورة عن انشغال الناس بمغريات الحياة وجمعهم لحطام الدنيا حتى يباغتهم الموت فجأة ، قال تعالى: ( أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ {1} حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِر{2} ) ، و تكرر الزجر للتخويف والإنذار ، قال تعالى: ( كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ {3} ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ {4}) ، وتختم ببيان أهوال القيامة التي لا ينجو منها إلا المؤمن وتبين أن الإنسان سيحاسبون عن النعيم الذي كانوا يتقلبون فيه في الدنيا ، قال تعالى:
( كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ {5} لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ {6} ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ {7} ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ {8}) .
سورة العصر
هذه السورة جاءت في غاية الإيجاز والبيان لتوضيح سبب سعادة الإنسان أو شقاوته ونجاحه في الحياة أو خسرانه ودماره .
أقسم الله تعالى بالعصر وهو الزمان الذي ينتهي به عمر الإنسان على أن جنس الإنسان في هلاك وخسران ، يقول تعالى : ( وَالْعَصْرِ {1} إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ {2} )
ويستثنى من الخسران كل اتصف بهذه الصفات وهي:
الإيمان والعمل الصالح والتواصي بالحق والاعتصام بالصبر ،
وهي أسس الفضيلة والدين ، قال تعالى: ( إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ {3}) .
سورة الهمزة
تحدثت السورة عن الذين يعيبون الناس ويأكلون أعراضهم بالسخرية والطعن ، وذمت من يشتغلون يجمع المال وتكديس الثروات وكأنهم مخلدون في الدنيا ، وذكرت عاقبتهم بدخولهم النار، وبينت الآيات عظم النار وشدتها على كل من يكفر بالله تعالى وينسى شكر نعمه فيترك الإنفاق في سبيله ، قال تعالى: ( وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ {1} الَّذِي جَمَعَ مَالاً وَعَدَّدَهُ {2} يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ {3} كَلَّا لَيُنبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ {4} وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ {5} نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ {6} الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ {7} إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ {8} فِي عَمَدٍ مُّمَدَّدَةٍ {9}) .
سورة الفيل
تتحدث السورة عن قصة أصحاب الفيل حين قصدوا هدم الكعبة ،فرد الله كيدهم في نحورهم ، و أرسل عليهم طيرا حملت حجارة أهلكتهم . وهذا الجيش المعتدي هو : ( جيش أبرهة الأشرم ) ليكون بمن فيه عظة وعبرة لغيرهم من الكفار . فقد أرادوا أن يكيدوا قريشا بالقتل والسبي ، والبيت بالتخريب والهدم ، فجعلهم تعالى عبرة لكل معتبر ، قال تعالى: ( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ {1} أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ {2} وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبَابِيلَ {3} تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ {4} فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ {5} )
سورة قريش
تحدثت السورة عن نعم الله تعالى على أهل مكة حيث كانت لهم رحلة في الشتاء إلى اليمن ، ورحلة في الصيف للشام للتجارة .
قال تعالى : (( لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ {1} إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاء وَالصَّيْفِ {2}) ، وتأمرهم الآيات بعبادة الله وحده لأنه تعالى أكرمهم بنعمة الأمن فكانت قريش تخرج في تجارتها فلا يتعدى أحد عليها ، والنعمة الثانية على قريش هي نعمة الغنى لبيان ضرورة الإيمان بالله تعالى وشكره على نعمائه ، ونعم الله لا تحصى فإن لم يعبدوه لسائر نعمه فليعبدوه لشأن هذه الواحدة ، يقول الله تعالى ( فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ {3} الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ {4} ).
سورة الماعون
تحدثت الآيات عن فريقين : الفريق الأول : فريق الكافر الجاحد المكذب بالجزاء والحساب في الآخرة ،وذكرت صفات أصحاب هذا الفريق فهم لا يعطون اليتامى حقوقهم ويزجرونهم ولا يفعلون الخير ، فيبخلون عن إطعام الطعام ، فيقول الله تعالى فيهم : (( أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ {1} فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ {2} وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ {3})
والفريق الثاني : هم المصلون الذين إن صلّوا لم يرجوا ثوابا وإن تركوا الصلاة لم يخشوا عقابا ، أولئك هم المنافقون الذين يؤخرون الصلاة عن أوقاتها تهاوناً ، وهم الذين يتركون الصلاة سراً ويصلونها علانية ، ويمنعون عن الناس الزكاة وكل خير .
فتوعدتهم السورة بالويل والهلاك وشنعت عليهم أعظم تشنيع ، قال تعالى: ( فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ {4} الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ {5} الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ {6} وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ {7} ) .
سورة الكوثر
تحدثت هذه السورة عن فضل الله العظيم على نبيه الكريم بإعطائه نهر الكوثر في الجنة ،
قال تعالى : (( إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ {1}) ، ودعته لإقامة الصلاة المفروضة عليه ونحر النسك تقربا لله ، قال تعالى : (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ {2})
وختمت السورة ببشارة للنبي صلى الله عليه وسلم بخزي عدوه المبغض له ، ووصفته بأنه سيقطع ذكره من خير الدنيا والآخرة .
قال تعالى: (إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ {3} )
سورة الكافرون
هي سورة البراءة من الشرك والضلال ، عندما دعا المشركون رسول الله عليه السلام للمهادنة وطلبوا عبادة إلهه سنة و آلهتهم سنة ، ففصلت الآيات وقطعت أطماعهم .
توجه الخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن قل يا محمد للذين كفروا لا أعبد الأصنام التي تعبدونها ، ولا أنتم عابدون الله عز وجل الذي أعبده لإشراككم به ، فإن زعمتم أنكم تعبدونه فأنتم كاذبون ، لأنه تعبدونه مشركين . فأنا لا أعبد ما عبدتم ، أي مثل عبادتكم ولا أنتم عابدون مثل عبادتي التي هي توحيد ،
قال تعالى : (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ {1} لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ {2} وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ {3} وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ {4} وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ {5})
وتختم السورة بمعنى التهديد بمعنى : إن رضيتم بدينكم فقد رضينا بديننا .
قال تعالى: (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ {6} ) .
سورة النصر
تحدثت هذه السورة عن فتح مكة ،حيث أعز الله تعالى الإسلام ونصر المسلمين وانتشر الإسلام ، ودخل الناس دين الله أفواجا وارتفعت راية الحق عالية شامخة ، قال تعالى : (( إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ {1} وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً {2}) ، وفيها أمر بتسبيح الله وشكره واستغفاره وبيان أنه يتوب على كل من تاب من المسبحين المستغفرين ، قال تعالى:
( فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً {3} )
سورة المسد
وتسمى سورة ( اللهب ) وسورة ( تبت )
تحدثت عن هلاك وخسارة ( أبي لهب ) عدو الله ورسوله ،الذي كان شديد العداء لله ورسوله ، فما دفع عنه عذاب الله ما جمع من المال ولا ما كسب من جاه ،
قال تعالى : ( تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ {1} مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ {2})
وتوعدته السورة بنار ذات اشتعال وتلهّب ، وامرأته التي كانت تمشي بالنميمة بين الناس وتؤذي رسول الله صلى الله عليه ، وكانت تضع في الدنيا في عنقها حبلاً من ليف تحتطب فيه سيكون في الآخرة حبلاً من نار ، زيادة في التنكيل والدمار.
قال تعالى: (سَيَصْلَى نَاراً ذَاتَ لَهَبٍ {3} وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ {4} فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ {5}) .
سورة الإخلاص
اشتملت هذه السورة على توحيد الله تعالى في الأسماء والصفات .
تحدثت هذه السورة عن صفات الله جل وعلا الواحد الأحد الذي لا شبيه له ولا نظير ولا صاحبة له ولا ولد ولا شريك ، الذي يصمد إليه ويفتقر في كل الحاجات ، الدائم الباقي الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له شبيه ولا عدل وليس كمثله شيء .
قال تعالى: ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ {1} اللَّهُ الصَّمَدُ {2} لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ {3} وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ {4}) .
سورة الفلق
في هذه السورة تعليم للعباد أن يلجئوا لله ويستعيذوا بجلاله وهو رب الصبح الذي ينفلق عنه الظلام ، من شر إبليس وذريته ، ومن شر كل ذي شر خلقه ، ومن شر الليل المظلم ووحشته ، ومن شر السواحر ، اللاتي يستعن على سحرهن بالنفث في العقد التي يعقدنها على السحر ، ومن شر كل حاسد يتمنى زوال النعمة عن المحسود ويسعى لزوالها .
وقد دلت السورة أن السحر له حقيقة ، يخشى من ضرره ، ويستعاذ بالله منه ومن أهله
وهي من المعوذات التي كان يعوذ بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه .
قال تعالى: ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ {1} مِن شَرِّ مَا خَلَقَ {2} وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ {3} وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ {4} وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ {5} )
سورة الناس
هي ثاني المعوذتين ، وفيها الاستجارة والاحتماء بالله تعالى مالك الناس ومصلح أمورهم ، وإلههم ومعبودهم الذي يجب أن يستعاذ به ويلجأ إليه دون الملوك والعظماء ،
يقول الله تعالى : ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ {1} مَلِكِ النَّاسِ {2} إِلَهِ النَّاسِ {3} )
هذه الاستعاذة تكون من شر الشيطان الذي يجري من ابن آدم مجرى الدم ، وتكون هذه الوسوسة من شيطانين : شيطان الإنس ، وشيطان الجن ، أما شيطان الجن فيوسوس في صدور الناس ، وأما شيطان الإنس فيأتي علانية ، لذلك وجبت الاستعاذة من الصنفين ، قال تعالى: (مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ {4} الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ {5} مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ {6} ) .
الخاتمة
تم بحمد الله وتوفيقه إتمام هذا العمل المتواضع في موضوعات سور القرآن الكريم ، حاولت فيه جاهدة التبسيط في الأسلوب وتحري الدقة في الطرح، وحرصت على التسلسل في السرد ، تسهيلا على كل حافظ للقرآن الكريم يستعين بحفظه على فهم المعاني وتسلسلها ،
أسأل العلي القدير أن ينفع به أهل القرآن وسائر المسلمين ، وأن يجعله فاتحة للخير ومعينا على التقدم في مضمار حفظ وفهم كتاب الله الكريم ،
والحمد لله حمدا يوافي نعمه ويكافئ مزيده ، وصلاته وسلامه الأكملان الأتمّان على سيدنا محمد وآله وأصحابه أجمعين إلى يوم الدين .
تم تحريره في يوم الجمعة الموافق 29 /5/2004 م