×
مخاطر البلوتوث: إن الجوال من التقنيات الحديثة التي ظهرت في الأعوام المُتأخرة، وقد انتفعَ بها الكثيرُ من المسلمين، إلا أن هناك استخدامًا لهذه التقنية بصورةٍ غير سويَّة، ومن ذلك: البلوتوث. وقد جاءت هذه الرسالة تُضيءُ الطريقَ أمام القارئ، واحتوَت على بيان خطورة هذه التقنية ووضعها في غير موضعها.

 مخاطر البلوتوث

يوسف بن محمد الطامي


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.. وبعد:

فقد اطلعت على الرسالة الموسومة (مخاطر البلوتوث) التي كتبها جزاه الله خيرًا أخي/ يوسف الطامي، فوجدتها رسالة نافعة في بابها، وقد حذر من الاستخدام السيئ الآن لخدمة البلوتوث في الجوالات الحديثة وبيَّن خطرها على المجتمع وما قد تؤول إليه من مفاسد.

فأسأل الله تعالى أن ينفع كاتبها وقارئها وألا يحرم الجميع الأجر. كما أسأله جل وعز أن يحفظ شباب المسلمين من شر ما يفتنهم، والله جل وتعالى أعلم وأحكم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

وكتبه

ناصر بن محمد الأحمد

إمام وخطيب جامع النور بالخبر

29 محرم 1427هـ


 المقدمة

إن الحمد لله نحمده، ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله - صلى الله عليه وسلم -.

جوال الكاميرا تقنية حديثة، والناس تلهث وراء كل جديد بغض النظر عن حاجتهم إليه.. مجرد تقليد ومباهاة وتفاخر.. ونحن لا نرفض التطوير والتجديد، وديننا حثنا على العلم والتعلم، ولكن حذرنا من التقليد الأعمى ومن إساءة الاستخدام والخوض في الأعراض والانحطاط الجنسي والإيذاء للآخرين والابتزاز لدرجة الوقوع في الحرام.

ونحن نعتز بعقيدتنا ونلتزم بها ولنا قيمنا وتقاليدنا وأخلاقنا الفاضلة، التي تعلمناها من ديننا الحنيف، وقد حثنا ديننا على التمسك بهذه الأخلاق.

وليست القضية في جوال الكاميرا فهي وسيلة اتصال حديثة متطورة.. لكن القضية في سوء الاستخدام واستعمال هذه الوسيلة والنعمة فيما حرم الله. وقد أدى ذلك إلى مشكلات كثيرة وقضايا اجتماعية حرجة.

ولقد رأيت في جوال الكاميرات مناظر مؤلمة وصورًا لا أخلاقية فتألمت لهذا الوضع السيئ الذي لا يرضاه مسلم غيور، فرأيت من واجبي أن أذكر نفسي وإخواني بهذه الرسالة؛ نصيحة لله بأن نتدارك ما بقي من أعمارنا في طاعة الله، ونستخدم هذه النعمة التي منَّ الله بها علينا فيما يُرضي ربنا عنا.

وقد شملت هذه الرسالة:

1- المقدمة.

2- هل تعلم؟

3- البلوتوث وإشاعة الفاحشة.

4- مشاهد مؤلمة.

5- نداء للوالدين.

6- أختي المسلمة.

7- نغمة الجوال.

8- فتوى ونصيحة هامة من الشيخ محمد صالح المنجد.

9- الاستخدام السليم للبلوتوث.

10- الخاتمة.


هل تعلم؟

هل تعلم أن بهذه التقنية التي يمكنها استهداف أي جهاز جوال مزود بالبلوتوث على مسافة تصل إلى ميل ونصف وسرقة البيانات الموجودة في الهاتف، كالعناوين والرسائل وغيرها كما يمكنها زرع رسائل داخل الجهاز.

والأخطر من ذلك يستطيع هذا المهاجم أن يستخدم الهاتف لإجراء اتصال إلى أي هاتف آخر دون أن يشعر صاحب الجوال وبدون ترك أي أثر.

وقام باحث ألماني بتطوير هذه التقنية بتحويل هذه الأجهزة المزودة بالبلوتوث إلى أجهزة تنصت عن بعد. حيث يمكن التنصت على جميع المكالمات، فكل ما يحتاجه المهاجم هو عنوان البلوتوث لجهاز الضحية، وبعض الأجهزة يمكن اختراقها حتى لو كانت غير مرئية للأجهزة الأخرى.

قام مخترع هذه التقنية بإجراء تجربة لإثبات عملية الاختراع.. حيث استطاع اختراق 300 جهاز هاتف نقال وهو في الدور الحادي عشر من الفندق إلى مواقف السيارات في الدور الأرضي.

فيا من ما زلت مصرًا على استخدام جهاز جوال البلوتوث انتبه لنفسك ولجوالك وما يحتويه وحافظ على إيمانك ولا تكن ضحية لمخترقي البلوتوث...


 البلوتوث وإشاعة الفاحشة

إن تصوير النساء بكاميرات الجوال وغيرها وما يتبع ذلك من تداول صورهن لسبب كبير في إشاعة الفاحشة في المجتمع؛ وذلك أن النفوس إذا هتكت حجاب العفة وتجاوزت حدود الأدب فإنها تطمح لما وراء ذلك من سوء الأخلاق. والذين يعمدون إلى تداول تلك الصور ونشرها يساعدون على هدم الفضيلة في المجتمع ونشر الرذيلة... ولهذا توعد الله من سعى في ذلك وتسبب فقال سبحانه: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ [النور: 19].

قال الشيخ عبد الرحمن السعدي -رحمه الله- في تفسيره: «﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ﴾ أي الأمور الشنيعة المستقبحة المستعظمة في الذين آمنوا ﴿لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ أي موجع للقلب والبدن؛ وذلك لغشهم إخوانهم المسلمين لمحبة الشر لهم وجرأتهم على أعراضهم، فإذا كان هذا الوعيد لمجرد محبة أن تشيع الفاحشة واستحلاء ذلك بالقلب فكيف بما هو أعظم من ذلك من إظهاره ونقله». انتهى كلامه رحمه الله.

فاحشة الكلام السيئ البذيء فكيف بما يحدث في زمننا هذا من أولئك الذين يسعون لدمار المجتمع الإسلامي.

وفي هذه الآية وعيد بالعذاب الأليم في الدنيا قبل الآخرة للذين يسعون لدمار المجتمع الإسلامي الذي تربى على العفة والطهارة، يأتي هؤلاء لتدمير الأخلاق, والله يعلمهم ومطلع على أفعالهم وهم يتعمدون ويباشرون إشاعة الفاحشة في الذين آمنوا، تراهم في الأسواق والأماكن العامة يبثون ويتبادلون الرسائل التي تحارب الفضيلة.

مناظر غير أخلاقية ومقاطع فيديو وصوت وصورة لأوضاع تخدش الحياء وتأبى الفطرة السليمة أن تراها لفتيات مسلمات يعشن الضياع، وأصبحن ضحايا لهذه المناظر المؤلمة بسبب سوء استخدام جوال الكاميرا «البلوتوث».

فما هو البلوتوث؟

البلوتوث تكنولوجيا جديدة تمكن من توصيل الأجهزة الالكترونية مثل الجوال والكمبيوتر من تبادل البيانات والمعلومات من غير أسلاك أو تدخل من المستخدم... وهو وسيلة من وسائل الاتصال الحديثة والمتطورة ولكن المصيبة في سوء الاستخدام وإساءة استعمال الوسيلة والنعمة التي أنعم الله بها على العباد.

وتأمل ماذا حدث من إساءة استخدام الهاتف الجوال المزود بالكاميرا... شباب في المجمعات التجارية يلاحقون الفتيات ويتبادلون فيما بينهم تلك الرسائل غير الأخلاقية.. فانظر كيف يباشرون إشاعة الفاحشة والمنكر في الذين آمنوا!... لماذا هذا التساهل وهذه الغفلة؟ ألا يعلمون ما تفعل هذه الفاحشة في مجتمعنا الإسلامي الذي تربى على العفاف والطهر والحياء... إنها مأساة ومصيبة تتطلب منا وقفة تأمل، وإدراك لما تحتويه من خطر عظيم وأوضاع يتألم لها كل مسلم غيور.

الكثير من المسلمين ممن يحملون جوالات مزودة بخدمة البلوتوث أساؤوا استخدام هذه النعمة التي منَّ الله بها عليهم، فجعلوها نقمة ومنكرًا، وإيذاء للمؤمنين والمؤمنات، وتعديًا على حدودهم وكشف عوراتهم ولا حول ولا قوة إلا بالله... تصور يا أخي يا من تستخدم جوال الكاميرا المزود بالبلوتوث أن كل مقطع فيديو أو صورة تنتقل من جوالك إلى جوال غيرك وفيها من المناظر المؤذية ما يخدش الحياء، أن كل من يراها أو يسمعها تتحمل أنت السيئات لأنك سبب في نشرها وإشاعتها في الذين آمنوا... الأمر يا أخي جد خطير فكر وتفكر في هذه السيئات التي تتحملها بسبب إشاعة الفاحشة، نعم يا أخي وأنت في مكان عام مشغول تأتيك رسالة بلوتوث لا تستطيع أن تراها فتحفظها في جوالك لتراها فيما بعد، وأنت لا تدري ما فيها من صور فاضحة.

والبلوتوث يعمل فتنتقل هذه الرسالة بما فيها من جوالك إلى جوالات غيرك. وبهذه الطريقة تنتشر الفاحشة في الذين آمنوا، نعوذ بالله من الخذلان وما هي الحاجة لاستخدام جوال الكاميرا في زمن قل فيه الحياء وكثرت فيه الفتن وفي غيره من الجوالات من غير الكاميرات كفاية وتحقيق لهدف الاتصال.


 مشاهد مؤلمة تدمي قلب المسلم الغيور

فلنتق الله في أنفسنا ونبتعد عن هذه السيئات وتلك الآثام ونستخدم نعمة الاتصال فيما أحله الله ونحافظ على جوالاتنا من الفيروسات الهادمة للأخلاق المضيعة للإيمان المميتة للقلوب.

من المؤلم أن بعض إخواننا أصحاب محلات بيع الجوالات يقومون بنقل النغمات الموسيقية والصور المحرمة ومقاطع الفيديو غير الأخلاقية من الكمبيوتر وبثها في المجتمع عن طريق الجوالات فليتقوا الله في أنفسهم ولا يكونوا عونًا لهؤلاء الشباب على الإثم والعدوان وليتفكروا في حديث الرسول - صلى الله عليه وسلم -.

روى أبو هريرة t أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص من آثامهم شيئًا»([1]).

فينبغي علينا أن نتبصر بعواقب الأمور ونتائج الأعمال فنسعى للخير لنكون قدوة حسنة ولا نتسبب بالشر حتى لا يضاعف علينا العقاب ونتحمل آثام غيرنا ونساعد على إشاعة الفاحشة في الذين آمنوا.

وواقع بعض شباب المسلمين اليوم -هدانا الله وإياهم- يدعون إلى الضلالة والآثام والعياذ بالله بل ويتفاخرون بمعصية الله عز وجل. ربي يستر عليهم وهم يتباهون بالمعصية ويبثون صورهم بجوال الكاميرات عن طريق البلوتوث فيما بينهم! مجاهرة بالذنب الذي فعلوه قال - صلى الله عليه وسلم -: «كل أمتي معافى إلا المجاهرون, وأن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً ثم يصبح وقد ستره الله عليه فيقول يا فلان عملت البارحة كذا وكذا... وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه»([2]).

صدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقد حدَّث وتحقق هذا الحديث في زمننا هذا..

سبحان الله.. عجبًا لكم أيها الناس تعصون الله بالليل والنهار وهو يراكم ويستر عليكم وأنتم تقولون نريد الفضيحة.. فتبثون صوركم ويراها الناس ويفتتن الشيطان ضعفاء النفوس ولا حول ولا قوة إلا بالله... نسأل الله العافية...

تعلمون من تعصون إنكم تعصون الجبار المنتقم الذي منَّ عليكم بنعمه الكثيرة ومنها السمع والبصر، وكان يجب عليكم أن تستخدموا هذه النعمة فيما يرضي الله فلا تسمعوا إلا الحلال ولا تبصروا إلا ما أحل الله وتغضوا أبصاركم عما حرم الله فتوبوا إلى ربكم قبل أن لا ينفع الندم.

ذكر أستاذ مشارك في كلية الشريعة أنه لم يخالف أحد من العلماء المسلمين في تحريم الاطلاع على عورات الغير، وعدوا ذلك من الكبائر وإن حكم تصوير النساء بواسطة كاميرات الجوال أو غيرها خلسة سواء كن في الشارع أو السوق أو في صالات الأفراح فهؤلاء النسوة لسن من محارم الرجل أو المرأة التي قامت بالتصوير. فحكم ذلك واحد كحكم من نظر من خلال الباب، والتصوير بكاميرا الجوال أعظم وأشد ضررًا؛ لأن المصور يدخلها إلى جهاز الكمبيوتر ثم ينشرها عن طريق الإنترنت، فبدل أن يراها واحد سوف يراها الملايين من الناس وهذا لا شك منكر عظيم وكبيرة من الكبائر ومن أبشع الظلم؛ لأنه من محبة إشاعة الفاحشة و نشر عورات المؤمنين بين الناس.

أما الأصل في هذا الجهاز فهو الإباحة كسائر الأجهزة فإذا انحرف الإنسان في استعماله في الحرام فهو حرام ومن استعمله فيما أباحه الله فهو حلال... والله أعلم...

* * * نداء للوالدين

نداء... نداء... من قلب مجروح وعين دامعة من مسلم غيور يبكي ألمًا... ويتحسر على فلذات الأكباد من بنين وبنات....

أيها الآباء والأمهات.. لا تأخذنكم العاطفة وتكون سببًا لضياع أبنائكم، فإن كثيرًا من المراهقين -إلا من رحم الله- يستخدمون الجوال المحتوي على البلوتوث في تبادل الصور ومقاطع الفيديو غير الأخلاقية في أمور تسبب الانحراف والفساد.

والمجتمع يعيش قصصًا واقعية ضحاياها الفتيات والفتيان، والمدارس والأسواق خير شاهد على ذلك.. فترى الطلاب والطالبات ما أن يتقابلوا حتى يتساءلوا عن الجديد في عالم البلوتوث... طلاب في المرحلة الابتدائية يحملون جوالات كاميرا أتساءل بحسرة أيها الوالدان ما حاجة الطالب لجوال الكاميرا... أللتفاخر والتباهي بين الزملاء؟...

الجوال هو وسيلة اتصال وإن كان لابد لأبنائنا منه يعطى الابن جهازًا من غير بلوتوث لا أن تأخذنا العاطفة ونهدي لأبنائنا جوالات بهذه التقنية يستخدمونها في أمور تلهيهم عن طاعة ربهم وتؤثر على أخلاقهم.

نحن نثق بأبنائنا ولا نتهمهم بالفساد، ولكنهم يخالطون أناسًا آخرين في المجتمع منهم الصالح ومنهم الفاسد، ونخاف عليهم من الأشرار. هذه فتاة في المرحلة الثانوية وفي حافلة المدرسة تخلع عباءتها وغطاء وجهها حتى أن وجهها واضح جدًا وهي تضحك، وتصورها زميلتها بجوال الكاميرا وهي ترقص وترفع ثيابها إلى ما فوق الركبة... ما موقفها إذا رآها أبوها أو أخوها وانتشرت صورتها عبر البلوتوث...

وقصة فتاة أخرى أصيبت أمها بالصدمة عندما أبلغها أحد أقاربها بأن صورة ابنتها المتنقبة معروضة وهي سافرة في الإنترنت واكتشفت الأم أن إحدى صديقات ابنتها صورتها بالجوال ثم أرسلتها إلى موقع للزواج على الإنترنت.

ومشرف مدرسة يأخذ جوالاً من طالب متهم بالتصوير ليرى فيه الصور الفاضحة.

أيها الآباء اتقوا الله في أبنائكم فإنهم أمانة في أعناقكم... واعلموا أن بعض الأبناء يستخدمون حماية للجوال البلوتوث ولا يستطيع الأب أن يفتح الجوال ولا يتجرأ أن يسأل ابنه عما يحتويه، هذه ثقة عمياء وضعف شخصية من الأب، بل إن بعض الأبناء قد آثر جوال الكاميرا على دينه أولاً ثم على مستواه الدراسي بعد أن أهداه والده جوال (البلوتوث) قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾ [التحريم: 6].

وقال - صلى الله عليه وسلم -: «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته».

أيها الآباء:

يجب علينا إقناع أبنائنا بأن هذه النعمة وجدت لخدمة الإنسان وليس للعبث وانتهاك حرماته. وأن نمنح أبناءنا قدرة متجددة على التكيف مع الجديد. ونزرع في قلوبهم مراقبة الله -عز وجل- وأن الله يرانا ومطلع على كل أعمالنا وينبغي تربية الأبناء على الدين والأخلاق حتى يتعاملوا مع هذه الوسائل على أنها علم لخدمة الإنسان ولا يستعملونها فيما يضر بالقيم والدين والمبادئ.

* * *

أختي المسلمة

أيتها الفتاة المسلمة... أيتها الأخت الفاضلة يا درة مكنونة... وجوهرة مصونة... أنادي فيك الحياء والعفة والطهارة والفطرة السليمة التي خُلِقْتِ عليها أيتها الغالية علام تتبعين خطوات شياطين الإنس، الذين يتلاعبون بك ويتلذذون بالنظر إليك، ومتى ما شبعوا منك وأخذوا أغلى ما تمليكن «عفافك» بحثوا عن ضحية غيرك... ولو طلبت من أحدهم الزواج منك والستر عليك لرفض وتكبر عليك.

أيتها المسلمة إنها مناظر مؤلمة... ومقاطع مخزية تدل على ضعف الإيمان وقلة الحياء والمجاهرة بالمعصية فكيف ترضى المسلمة بذلك... أين العفة والحياء... ألهذه الدرجة أنت رخيصة ويُتلاعب بك وتُنشر صورك بين الناس؛ فتصبح فضيحة لك ولأهلك.

أتساءل بحسرة كيف تظهر المسلمة وهي عارية من كل شيء؟ من الحياء والعفاف واللباس وهي تعلم أنها تُصور بكاميرا الجوال لتنشر صورها بين الناس.. سبحان الله أهكذا جعلت الله الجبار أهون الناظرين إليك وهو يراك... سبحانه ويعلم كل ما تفعلين أما تستحين من الله؟!

أختاه... كلنا نقع في الذنوب ولكن نستغفر ونتوب أما المجاهرة بالمعصية والتباهي بها فهذه غفلة وخزي وعار، أما تخافين أيتها المسلمة من تعجيل العقوبة من الله في الدنيا قبل الآخرة... أما فكرتي بهذه المعصية والفتنة لكل من ينظر إليك...

إنها مزالق الشهوات وخطوات الشيطان فكيف ترضين بها..؟

وما هو المقابل الذي يستحق منك هذه التضحية بأغلى ما تملكين.. أهكذا تتناقل صورتك عبر البلوتوث وأنت في أوضاع مؤلمة وأجساد عارية بل إن بعض المسلمات وهن وحيدات في الأسواق لا أب ولا أخ ولا زوج يحميهن ويغار عليهن من الذئاب البشرية وهن متبرجات يحملن جوالات الكاميرا بأيديهن يتفاخرن بها... وبعضهن تنادي الناس بمظهرها تقول: «انظروا إليَّ» ها أنا تزينت لكم انظروا لجمالي لبست العباءة المتبرجة والنقاب الفاضح والعطر الفواح.

وسؤالي لمن تتزين المرأة وهي خارجة للأسواق؟

أتريد أن تفتن غيرها وتبيع نفسها وتصبح حبلاً للشياطين يصطاد بها ضعفاء النفوس؟

أختاه.. أناديك بالعودة الصادقة والتوبة والمحافظة على دينك وحيائك من تلك الذئاب البشرية أصحاب الشهوات والقلوب المريض.

أختاه اتقي الله في نفسك ولا تكوني فتنة لغيرك وكوني على حذر من جوال الكاميرات، وهذا البلوتوث فإنه فيروس خطير يحطم عفافك ويجعلك فريسة سهلة ولا تسمحي لأي أحد كان أن يلتقط لك صورًا تهدد حياتك الغالية، وتكون عليك حسرة وندامة في وقت لا ينفع الندم.

إن الرجال لا يظهرون في مقاطع البلوتوث، فاللوم عليهم أقل، أما أنت فصورتك واضحة أمام الناس، فأين الخوف من الله عندما خلعتي ثوب الحياء وكأنك لم ترتكبي ذنبًا أو تقعي في محرم؟! آه أيتها المسلمة لولا تساهلك لما وجدوا طريقًا إليك، أنت فتحت الباب لهم وسمحتي لهؤلاء الذئاب بالعبث والتلاعب بك وتناسيتي رب العالمين الذي يراك أينما تكونين.

أناشدك أختي المسلمة ألا تمنحي الفرصة لأحد أن ينتهك حرماتك والله لن يفضح إلا من فضح نفسه.

فحري بك أن تلتزمي الآداب الشرعية والعفاف والحشمة والله المسؤول سبحانه أن يحفظنا جميعًا بحفظه وأن يحفظ أعراضنا والمسلمين، فعودي إلى الرحمن وتوبي توبة نصوحًا...

* * * مشاهد مؤلمة

قصص مؤلمة وواقع مرير لأحداث تدل على ضعف الإيمان وقلة الحياء ليست من نسج الخيال لكنها واقعية ننقلها كما حدثت لتكون عبرة لمن يعتبر..

* فتاة جامعية تستلقي في استراحة الجامعة بين المحاضرتين وإذا بطالبة شريرة لديها جوال كاميرا صورتها ووزعتها عبر الإنترنت في وضع عار. ما قولك لو كانت هذه ابنتك أو زوجتك؟.

* تقول الداعية م.ح إنها كثيرًا ما تدعو الفتيات لهجر الشباب والتمسك بالحجاب، فقام أحد ضعفاء النفوس بالإساءة إليها حين أثرت على صديقته التي تابت إلى الله... فما كان منه إلا أن أرسل إلي من تصورني وأنا ألقي محاضرة ونشر صورتي في الإنترنت بجسد عارٍٍ... فانهرت واحتجبت عن الناس وعدت بعد ستة أشهر لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - والصحابة واجهوا الكثير من الأذى ولم يثنهم ذلك عن الدعوة إلى الله.

* تروي م. إنها رأت من تصور النساء بجوال الكاميرا في مشغل نسائي مشهور في جدة...

* وتقول ف.د إنها كانت في مجمع تجاري في الخُبَر حيث فوجئت بقيام فتاتين بتصوير النساء أثناء الوضوء...

* معلمة معروفة بتدينها تقول جوال الكاميرا كان سببًا في هدم حياتي، حيث صورت بدون علمها وأرسلت الصورة إلى زوجها الذي تسرع في طلاقها وحرمانها من أطفالها وهي مظلومة.

* وفي الدمام وفي وضح النهار وأمام أحد المطاعم تعرضت إحدى السيدات لاعتداء من شابين وهي جالسة في سيارة زوجها وسرقا جوالها وبه صور خاصة بعائلتها وحفل زفاف إحدى قريباتها وتخشى من نشر هذه الصور على الإنترنت.

* ضبطت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر محلات تصوير الحفلات بالدمام أشرطة (سي دي) وبها حفلات زواج نسائية لسعوديات من جميع مناطق المملكة وعن كيفية وصول هذه الأشرطة قال مدير الهيئة إن هذه المحلات تقوم بعمل نسخة إضافية عند طلب أصحاب الحفلات لعمل إعادة إخراج ومونتاج لها دون علم الزبائن ثم تقوم ببيعها.

هذه قصة مؤلمة لامرأة متزوجة تجلس مع صديقها وتتحدث عن زوجها بكلام بذيء.

وفي موقع الحسبة على شبكة الإنترنت قصة لإحدى الفتيات حيث ضبطت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فتاة في مكان مشبوه... وبعد التحقيق مع الفتاة قالت: إن صديقتها صورتها بكاميرا الجوال ودبلجت الصورة في وضع عار ثم هددتها بعد أن نشرت تلك الصورة ولم يكن أمامها إلا أن ترضخ لأوامر صديقتها فجرتها إلى الرذيلة والفساد.

* واقعة أخرى نشرتها إحدى الصحف المصرية أن مجموعة من الشباب كانوا في جلسة وكان أحد الشباب يعرض بكاميرا جواله صورًا لنساء عاريات، في غرفة قياس الملابس في أحد المجمعات وصدم أحدهم عندما رأى أخته فقام بتكسير الهاتف الجوال وضرب أصدقاءه.

* مقطع فيديو لفتيات مع شباب في أوضاع سيئة وفاضحة تخدش الحياء ونساء مسلمات يمارسن الرذيلة.

* فتيات مسلمات يغطين الوجه لكن يكشفن عن عوراتهن المغلظة بشكل فاضح...

* امرأة داخل البحر وأخرى معها تصورها ويتبادلن كلمات بذيئة... وفتيات يتراقصن على الشاطئ في وضح النهار.

* من أشد المناظر فظاعة وألمًا وجراءة مقطع ممارسة الزنا وتسمع صوت الآذان يتردد... الله أكبر... الله أكبر... وكأنهم لا يسمعون.

* وشباب يتراقصون وآيات القرآن تتلى عندهم... سبحان الله..

ألهذه الدرجة تبلد الإحساس وقست القلوب؟ ولا حول ولا قوة إلا بالله أين الخوف من الله العزيز الجبار السميع العليم الذي يرانا أينما كنا؟

ألا يخشى هؤلاء أن يقبض الله أرواحهم وهم على هذه الأوضاع المؤلمة.

هذه بعض القصص الواقعية وما خفي كان أعظم وأشد، إنه إيذاء للمؤمنين والمؤمنات الغافلات المحصنات اللاتي يسعى أولئك الأشرار إلى تشويه سمعتهن.

إن تصوير النساء وبث صورهن من أشد الآثام لما يترتب عليه من مفاسد ومنكرات، وتسبب في إشاعة الفواحش في المجتمعات وخلق المشاكل الأسرية.

إن تصوير النساء حال كونهن عالمات راضيات أو غافلات فيه هتك لحجاب الحشمة والحياء الذي أنعم الله به على المؤمنات.

بث تلك الصور مخالف لقوله عز وجل: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ [الأحزاب: 59].

فالله -جل شأنه- يأمر بالستر ويرغب فيه ويمنع من هتكه لكن هذا المصور للنساء يخالف أمر الله بل ويتبع الشيطان الذي يسعى إلى كشف العورات. ولا يخفى عليكم أن التصوير أفتى أئمة العلم بتحريمه لعموم ما جاء النهي عن التصوير والوعيد فيه إلا ما كان للضرورة ولا يُجيزون بحال تصوير النساء بهذه الطريقة لأنه من الإيذاء، قال عز وجل: ﴿وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا﴾ [الأحزاب: 58].

هذا في السبب الذي يكون شتمًا بالكلام فكيف بانتهاك الأعراض وإظهار الصور وبثها بل وصلت الأذية إلى تركيب صور المسلمات العفيفات الغافلات على أجساد عارية وهذا من أعظم البغي وأكبر العدوان... وأشد البهتان... واتهام لهن بالفحش ورمي لهن بالسوء.

قال الله عز وجل: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [النور: 23/ 25].

روى أبو هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «اجتنبوا السبع الموبقات» قالوا: يا رسول الله وما هن؟! وذكر منهن «قذف المحصنات المؤمنات الغافلات».

الغافلات أي غافلات عن الفواحش وما قُذِفْنَ به خاصة تلك الصور التي تلتقط للنساء المسلمات وهن غافلات كما يقع في التصوير في الأعراس والمدارس والكليات.

إنها خيانة وحب للفحش ونشره يدل على دناءة النفس وسفالتها فنعوذ بالله من ذلك.

إنني أذكر من يرى صور المسلمات الغافلات أن يعتبر تلك المسلمة أختًا له، قال تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾ [الحجرات: 10].

واذكر كل من سولت له نفسه بتصوير محارم المسلمين على حين غفلة منهم متناسيًا نظر الله إليه فأذكره بالوقوف بين يدي الله عز وجل قال تعالى: ﴿يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ﴾ [آل عمران: 30].

فهل يتذكر هؤلاء ذلك الموقف العظيم يوم يجدون تلك الأفعال في صحائف أعمالهم؟ أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه من تلك الأعمال المحرمة، وإنني لا أريد أن أجرح مشاعر إخواني... لكنها حقيقة وواقع مؤلم ومجاهرة بالذنب لدرجة الاستهتار، نسأل الله ألا يؤاخذنا بما فعل السفهاء منا.

* * *

 نغمة الجوال

يا أخي المسلم يا من وضعت جوالك على نغمة موسيقية اتق الله في نفسك وفيمن حولك من إخوانك المسلمين، فإن هذه النغمات الموسيقية حرام ومنكر لا يجوز، ومع ذلك تساهل بعض إخواننا المسلمين في إدخال هذه الموسيقى إلى المساجد التي أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه وهؤلاء اختاروا هذه النغمات التي تفسد الخشوع في الصلاة وتشتت الأذهان.

إخواني لو دخل أحد المسجد والناس تصلي وأخذ يعزف بآلة موسيقية؟ ما نفعل به؟ لا شك أن الجميع سينكر عليه. وهذه الجوالات تعزف بين صفوف المصلين فاتقوا الله وضعوا الجوال على الصامت أثناء الصلاة لنستشعر أننا نقف بين يدي الله عز وجل وأنني أخشى على من وضع نغمة محرمة من دعوة مسلم مظلوم ظلمه بإسماعه تلك النغمات الموسيقية في المساجد، وفي النغمات غير الموسيقية كفاية وهي كثيرة ولله الحمد فاختر ما تشاء منها.

كما أن بعض إخواننا المجتهدين وضعوا آيات قرآنية لتكون نغمة للجوال.

فأذكرهم بأن القرآن ما أنزل ليكون نغمة للجوال والقرآن كلام الله يجب علينا تعظيمه والعمل به وتلاوته وتدبر آياته، إما أن يكون نغمة للجوال ما أن تبدأ التلاوة حتى يقطعها صاحب الجوال ليرد عليه فهذا مخالف للأدب مع القرآن. ويخشى أن يكون امتهانًا له ينبغي لمن يستمع إلى آية من القرآن ألا يقطعها حتى تنتهي احترامًا وإجلالاً لكلام العزيز الحكيم قال تعالى: ﴿وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآَنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ [الأعراف: 204].

وقد سألت الشيخ محمد صالح المنجد عن حكم تعمد اختيار نغمة موسيقية بالجوال؟

فأجاب فضيلته:

وضع نغمات الهاتف الجوال على الأصوات الموسيقية منكر ومحرم؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد نص على تحريم المعازف حيث قال: «ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف...» الحديث ([3]).

وفي الحديث دليل على تحريم آلات العزف والطرب من وجهين:

أولهما: قوله - صلى الله عليه وسلم -: «يستحلون» فإنه صريح بأن المذكورات ومنها المعازف هي في الشرع محرمة، فيستحلها أولئك القوم.

ثانيًا: قرن المعازف مع المقطوع بحرمته وهو الزنا والخمر، ولو لم تكن محرمة لما قرنها معهما ([4]).

قال شيخ الإسلام رحمه الله: فدل هذا الحديث على تحريم المعازف، والمعازف هي آلات اللهو عند أهل اللغة، وهذا اسم يتناول هذه الآلات كلها ([5]).

وآلات اللهو هي آلات الموسيقى.

ويمكن الاستغناء عن هذه النغمات المحرمة بضبط الهاتف على نغمة الجرس المعتادة أو غيرها مما لا يعد من النغمات الموسيقية.

وقد سُئلت اللجنة الدائمة للإفتاء عن حكم النغمات الموسيقية في الجوال فأجابت: «لا يجوز استعمال النغمات الموسيقية في الهواتف أو غيرها من الأجهزة؛ لأن استماع الآلات الموسيقية محرم كما دلت عليه الأدلة الشرعية ويستغنى عنها باستعمال الجرس العادي ([6]).

فوضع نغمات الجوال على الأصوات الموسيقية منكر ومحرم ويزداد شناعة وقبحًا وتحريمًا ونكارة عندما يكون في بيوت الله وهي المساجد؛ لأن في ذلك إعلانًا للباطل والمحرم في هذا المكان الفاضل فيكون إثم صاحبه أشد ووزره أعظم، ومعلوم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد نص على تحريم المعازف، وهذه الجوالات مسجل فيها هذه الأصوات تذاع منها وتتكرر، وليت شعري ماذا سيكتب في صحائف هؤلاء الذين تعزف جوالاتهم بالموسيقى في بيوت الله أثناء الصلاة فيشوشون على أنفسهم وعلى غيرهم، ويجعلون صوت الباطل ومزمار الشيطان يرتفع في بيوت الله، ثم هم فوق ذلك كله لا يستطيعون الرد على المتصل ما داموا في الصلاة فلم المجاهرة بها..؟!

ألا يتقي هؤلاء ربهم ويتوبون إليه ويقلعون عما هم فيه ويغيرون هذا المنكر خصوصًا وأن البديل المباح موجود من الأصوات الأخرى العادية غير الموسيقية في اختيارات أجراس الهاتف؟

ومما ينبه عليه أن جرس الهاتف وإن كان على صوت مباح فإنه ينبغي أن يكتم ويغلق قبل دخول المسجد منعًا للتشويش على عباد الله المصلين.

وقد حرص الإسلام على أن تكون صلاة المسلم كاملة الخشوع والخضوع بعيدة عما يلهي عن الصلاة والانشغال بغيرها عنها ومن الأمور التي راعاها الإسلام في ذلك:

عن أنس بن مالك t قال: «كنا نصلي مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في شدة الحر فإذا لم يستطع أحدنا أن يمكن وجهه من الأرض بسط ثوبه فسجد عليه»([7]).

قال الحافظ ابن حجر:

لأن الظاهر إن صنيعهم ذلك لإزالة التشويش العارض من حرارة الأرض ([8]).

فالإسلام حث على الخشوع في الصلاة والاستقامة فيها، وما نرى هذه الهواتف المتنقلة في الحالة التي ذكرت إلا سببًا لضياع الخشوع في الصلاة؛ لأن فيه تشويشًا مضرًا بروح الصلاة والطمأنينة فيها، فننصح الإخوة الذين يملكون مثل هذه الأجهزة ألَّا يتركوها قابلة للاستقبال في وقت الصلاة أو أن يجعلوها في وضع الاستقبال الصامت لدفع الضرر الذي قد يقع على المصلين.

وهناك مطاعم تمنع دخول «الجوالات» لمنع الإزعاج – مطاعم راقية في باريس – ومساجدنا تنتهك حرماتها بـ «الجوالات» الموسيقية!!

وأما ضبط الهاتف على آية قرآنية، فالأَوْلى ألا يفعل هذا، فإنه يخشى أن يكون في هذا نوع امتهان للقرآن الكريم، فإن الله تعالى أنزل القرآن ليكون كتاب هداية يهدي للتي هي أقوم، فيقرأ، ويرتل، ويتدبر، ويعمل بما فيه، لا ليكون وسيلة تنبيه.

فيكفي السائل أن يجعل هاتفه على نغمة الجرس المعتاد.

والله تعالى أعلم.

فضيلة الشيخ محمد صالح المنجد حفظه الله

حكم تبادل صور البلوتوث التي تحتوي على مشاهد غير أخلاقية

هذا الفعل لا شك أنه محرم، وقد اشتمل على عديد من المحظورات الشرعية، والتي منها:

1- التعدي على حدود الله، قال الله تعالى: ﴿وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ﴾ [الطلاق: 1].

2- الاطلاع على العورات محرم، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لا تتبع النظرة النظرة، فإن لك الأولى وليست لك الآخرة».

رواه الترمذي وحسنه الألباني في صحيح الترمذي.

ولما في بعضها من الفتن، كصور الممثلات والنساء العاريات، ومن يسمون ملكات جمال.

3- هتك حرمة المسلم: وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه»([9]).

4- إذا كان ملتقط هذه الصور مؤتمنًا على رؤية العورة كالطبيب، أو صديقتها ونحو ذلك، كان في تصويرها ونشر ذلك خيانة للأمانة. والنصوص في ذم الخيانة كثيرة معروفة، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له»([10]).

5- في هذا الفعل: أذية للمؤمنات، وقد توعد الله تعالى من آذى المؤمنين والمؤمنات بغير جرم منهم بقوله: ﴿وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا﴾ [الأحزاب: 58].

﴿بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا﴾ أي بغير جناية منهم موجبة للأذى.

﴿فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا﴾ حيث آذوهم بغير سبب.

﴿وَإِثْمًا مُبِينًا﴾ حيث تعدوا عليهم، وانتهكوا حرمة أمر الله باحترامها ([11]).

ويزداد الفعل إثمًا إذا كان في ذلك أذية للجار.

روى مسلم (46) عن أبي هريرة t أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه».

«بوائقه» أي دواهيه، والمراد الشرور كالظلم والغش والإيذاء.

6- فيه تشبه بالمنافقين الذين كانوا يتعرضون للمؤمنات، فتوعدهم الله عز وجل بقوله: ﴿لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا * مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا﴾ [الأحزاب: 60-61].

﴿لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ﴾ أي نأمرك بعقوبتهم وقتالهم، ونسلطك عليهم.

ولم تذكر الآية الفعل الذي ينتهون عنه، ليعم كل ما توحي به أنفسهم إليهم، وتوسوس له، وتدعو إليه من الشر، من التعريض بسبب الإسلام وأهله، والإرجاف بالمسلمين، وتوهين قواهم، والتعرض للمؤمنات بالسوء والفاحشة، وغير ذلك من المعاصي الصادرة من أمثال هؤلاء ([12]).

7- في هذا الفعل إفساد للمجتمع، وإشاعة الفاحشة والفساد، قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ [النور: 19].

أن تشيع: أن تظهر وتنتشر، يحبون ذلك ويعملون له، ويختارون ويقصدون ظهور القبيح، ظهور الفاحشة، يحبون أن تشيع الزنا في المجتمع، كما قال قتادة رحمه الله: إن يظهر الزنا وفعل القبيح. ومن أعان على نشرها فهو كالذي يقود النساء والصبيان إلى الفاحشة، وكذلك كل صاحب صنعة تعين على ذلك.

فإذا كان هذا الوعيد الشديد لمن أحب بقلبه أن تشيع الفاحشة وتظهر، فكيف بمن يظهرها وينقلها؟! لا شك أن عقوبته أشد، وإثمه أعظم.

ولا شك أن التقاطهم الصور من أسباب انتشار الفاحشة والفساد في المجتمعات، ومن يبيع لهم تلك الكاميرات لا شك أنه يعينهم على نشر الفاحشة. والمعاونة على الحرام حرام.

ويخشى على من يفعل ذلك أن يُبْتَلى ثم يُفْضُحُ نعوذ بالله من الفضيحة، فحذار حذار.

وفي قصة ماعز لما أخبر الرسول - صلى الله عليه وسلم - أنه فعل الزنا لم يسأله الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن الطرف الآخر ولم يقل له دلنا عليه بل قعد الرسول - صلى الله عليه وسلم - يصرفه، ويقول له لعلك غمزت، لعلك قَبَّلت..

فيجب على المسلم أن يتقي الله ولا يكن سببًا في انتشار الجريمة من خلال نقلها أو الحديث عنها أو حتى مشاهدتها.

ونصيحتي لمن ابتُلِيَ بهذه التقنية:

البعد عن مواطن الفتنة والشهوة فهي ترث مرضًا في القلب وتكون سببًا في قسوته، ويخشى عليه من الدياثة، وعدم الغيرة على أعراض المسلمين لكثرة ما يرى ويشاهد، بل وتكون سببًا في الفتور واليأس والظن بالناس ظن السوء، بل لانتشارها وكثرة الحديث عنها قد تجرأ بعض ضعاف الإيمان بالمجاهرة بالمعصية، بل والمطالبة بها.

وليجعل كل واحد منا نصب عينيه قوله تعالى: ﴿يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ﴾ [غافر: 19].

ونصيحتي لمن يستخدمون التقنية فيما حرم الله:

أن يتقوا الله في أعراض المسلمين فحفظها من الضروريات الخمس، وعليهم أن يستغلوا هذه التقنية فيما ينفع في الوعظ والإرشاد والنصح.

ولا بد من التناصح بين المسلمين والوقوف ضد هذه المنكرات على حسب مراتب الإنكار التي في الحديث، ومن ولاه الله ولاية فليتق الله فيها فهو مسؤول عنها و «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته».

وكم فعلت هذه الصور من الأفاعيل وكم افتُرِيَ بها على المظلومين والمظلومات، وحصلت بها أنواع الفتن والويلات، حتى الداعيات إلى الله لم يسلمن من ذلك، فتلتقط صورهن في محاضرات النساء لتركب على صور بذيئة على الشبكة.

تصور النساء في  الأعراس، والحفلات، والمدارس، والكليات، وتركب على صور خليعة من الشبكة، ثم يحدث الابتزاز، وإرادة هدم البيوت، وهذه انتحرت، وهذه أصيبت بمرض مستمر، وتلك اعتزلت في بيتها ستة أشهر، وأخرى طلقها زوجها، وهذه أخت تتألم من أنها فوجئت بقيام من صورها أثناء قيامها بالوضوء في المدرسة، فإذا هي مكيدة مدبرة، نتيجة صورة التقطت بكاميرا الهاتف المحمول، وبعضهن بريئات، وبعضهن ظالمات مفتريات.

ثم بعد ذلك عندما تلتقط وتنشر، فهل يجوز النظر إليها؟

﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ﴾ [النور: 30] يجب أن يغضوا من أبصارهم عن النظر إلى العورات، والنساء الأجنبيات، وكل من لا يجوز النظر إليه، ويحفظوا فروجهم عن الحرام.

«يا علي لا تتبع النظرة النظرة، فإن لك الأولى – أي نظرة الفجأة – وليست لك الآخرة».

ولعلك تتمعن في هذا الحديث: قال - صلى الله عليه وسلم - فيما رواه البخاري: «لا تباشر المرأة المرأة فتنعتها لزوجها كأنه ينظر إليها» ما معنى فتنعتها لزوجها؟

أي تصفها لزوجها في بدنها ونعومته، أو جسدها وليونته، وما فيها من أنواع الجمال كصفة الوجه والكفين ونحو ذلك، كأنه ينظر إليها!! الوصف الدقيق.

فما بالكم إذا كانت صورة تنقله بدقة، وتأخذه بتمامه، فأيهما أولى بالتحريم؟!

إذا كان قال لا تباشر المرأة فتنعتها لزوجها، وهو متزوج عنده امرأة، لا تنعتها كأنه ينظر إليها، فما بالكم بالصورة التي تغني عن الوصف تمامًا، وتزيد عليه..

8- الاحتفاظ بالصورة إصرار على المعصية، وانتهاك حرمات الله، فيبعد صاحبها عن التوبة، قال ابن عباس رضي الله عنهما: لا صغيرة مع إصرار.

9- نشر الصور مجاهرة بالذنب الذي اقترفه، فيكون بعيدًا عن رحمة الله وعفوه ومغفرته، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً ثم يصبح وقد ستره الله عليه، فيقول: يا فلان، عملت البارحة كذا وكذا! وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه» [متفق عليه].

وقد صار هذا الهاتف مأساة بشعة؛ وله أبعاد مخيفة، حتى ضرب أعظم الأمثلة بنقله المجتمع إلى مستنقع الرذيلة وأودية التلف.

لا بد من معاقبة أصحاب الجوالات الذين يرسلون رسائل قذرة، يجب نصح هؤلاء المستعملين لهذه الصور وتذكيرهم بالله عز وجل وبحكم ما يفعلونه، كما أن الواجب على ولاة الأمر ومن لهم الشأن أن يَحُولوا دون استمرارية جريمة «البلوتوث» بين صفوف ضعفاء النفوس؛ لأن هذا من إشاعة الفاحشة، فلابد من الأخذ على أيدي السفهاء، ولابد من إلزام شركات الاتصالات أن تشوش على هذه الخدمة، خصوصًا وأن هذه الرسائل ليس لها مقابل مادي، وهذا يدل على أن المقصود منها إشاعة المنكر، وليعلموا جميعًا أنهم موقوفون بين يدي الله (فيا ويلهم إن لم يسارعوا إلى قطع دابر الفتنة، من ذا الذي يعصمهم من الله).

وعلى ولاة الأمر أن يسارعوا بإيقاف هذه المآسي ألا تنتشر بين صفوف المجتمع ليس لتجريم هذا الفعل فحسب، وجعل من تناوله تحت طائلة القانون فهذا لا يجدي، بل الواجب إيقاف هذه الخدمة التي نشرت الفضائح.


 الاستخدام السليم للبلوتوث

أخي يا من ما زلت مصرًا على استخدم جوال الكاميرا اعلم أنك مسؤول أمام الله عز وجل عما يحتويه جوالك وأنني أدعوك إلى تسخير هذه النعمة التي منَّ الله بها عليك في الدعوة إلى الله من خلال زيارة موقع البلوتوث الدعوي على شبكة الإنترنت والاستفادة من تلك الأفكار الكثيرة التي توظف هذه التقنية في الدعوة إلى الله من خلال برامج إسلامية (فتاوى وأذكار ونغمات مباحة ومناظر طبيعية).

* بث قراءة للقرآن بصوت ندي بين الناس ليستبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير.

* إرسال موعظة بصوت خاشع في مكان يكون فيه الناس غافلين.

* التذكير بالموت بصورة للقبر وما يحتويه.

* الحث على الصدقة من خلال:

* إرسال مقاطع فيديو تنقل مآسي المسلمين في شتى أنحاء العالم وما يعانون من فقر وجوع.

* نشر الأناشيد الإسلامية التي تحث على القيم الإسلامية والأخلاقية الفاضلة وتسمو بالنفس نحو المعالي.

* لو رأيت منكرًا أرسل لصاحبه موعظة تناسب ذلك المنكر ليكون وقعها في قلبه مؤثرًا.

* أغلق البلوتوث في أماكن تجمع الناس حتى لا يأتيك ما لا يرضيك ولا يرضي الله.

* لا تتردد في مسح أية رسالة سيئة حتى لا ينتشر الفساد في المجتمع.

أخيرًا....

سخر البلوتوث ليكون منبرًا إعلاميًا إسلاميًا مؤثرًا ناقلاً للحقيقة داعيًا إلى الخير واعلم أنك تكون قد سننت سنة حسنة لك أجرها وأجر من أرسلها أو اهتدى بها.

* * *


 الخــاتمة

أحبتي في نهاية هذه الرسالة.. أتساءل بحسرة هل مضى زمن الحياء وانهارت القيم واستبيحت الحرمات إلى هذه الدرجة..؟

هل ولت أيام كان الستر فيها أولى حتى عشنا نرى صور المسلمات بين أيدي مرضى الشهوات.

إن هذه الظاهرة جزء من مخطط كبير لتغيير شامل في ثقافتنا ومجتمعنا والهدف منه إعادة صياغة المسلمين ليتقبلوا العيش مثل الغرب تمامًا وينسوا نهائيًا الحياء والعفة والفضيلة والنهي عن انتهاك الحرمات..

قال الله تعالى: ﴿وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا * يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا﴾ [النساء].

فالتوبة... التوبة والعودة الصادقة إلى الله عز وجل ولنستحي من الله حق الحياء, فإن المجاهرة بالذنب أشد إثمًا وإعانة على نشر الفساد وتعدٍ على حرمات الآخرين.

ونذكركم بأن هذه الدنيا أيام تمضي ونمضي معها وإنها مزرعة للآخرة وكل مجازى بما عمل فلنتق الله من هذه المناظر المؤذية والنغمات المزعجة ولنستخدم هذا الجوال في نشر الخير وبث الفضيلة والدعوة إلى الله بالكلمة الهادفة والموعظة الحسنة، وأسأل الله أن يكون عملي خالصًا لوجهه الكريم وأن ينفع بهذه الرسالة كل من قرأها ويجازي خيرًا كل من أعان على نشرها.

وفقني الله وإياكم لما يحبه ويرضاه وأن أصبت فمن توفيق الله وحده وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان وأستغفر الله وأتوب إليه.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين...



([1]) رواه مسلم 26740.

([2]) متفق عليه.

([3]) رواه البخاري (5590).

([4]) السلسلة الصحيحة للألباني 1/140-141 بتصرف.

([5]) مجموع الفتاوى (11/535).

([6]) مجلة الدعوة العدد 1795 ص42.

([7]) البخاري (1150) مسلم (620).

([8]) فتح الباري (1/493).

([9]) رواه مسلم.

([10]) رواه أحمد، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7179).

([11]) انظر تفسير السعدي (ص1120).

([12]) انظر: تفسير السعدي ص (1121).