×
الأمن وأهميته في حياة المسلمين: ألقى فضيلة الشيخ حسين بن عبد العزيز آل الشيخ - حفظه الله - خطبة الجمعة بالمسجد النبوي بتاريخ 13 - 4 - 1432 هـ، والتي تحدَّث فيها عن الأمن وأهميته وعظيم مكانته، وكيفية تحقيقه، وأسباب ذلك، استدلالاً بآيات الله المُحكمات، وأحاديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

الأمن وأهميته في حياة المسلمين

نبذة مختصرة عن الخطبة:

ألقى فضيلة الشيخ حسين بن عبد العزيز آل الشيخ - حفظه الله - خطبة الجمعة بعنوان: "الأمن وأهميته في حياة المسلمين"، والتي تحدَّث فيها عن الأمن وأهميته وعظيم مكانته، وكيفية تحقيقه، وأسباب ذلك، استدلالاً بآيات الله المُحكمات، وأحاديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

الخطبة الأولى

الحمد لله على نعمه التي لا تُحصَى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في الآخرة والأولى، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبدُه ورسوله النبي المُصطفى، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك عليه وأصحابه الأتقياء.

أما بعد، فيا أيها المسلمون:

أوصيكم ونفسي بتقوى الله - جل وعلا -، فبها تحصُل الخيراتُ ويحصُل الأمنُ والمسرَّات.

معاشر المؤمنين:

الأمن من أهم مطالب الحياة الطيبة المطمئنة، ذلكم أن الأمن يعني: السلامة من الفتن والشرور، ويعني: الاطمئنان والاستقرار والرخاء والازدهار.

الأمنُ حقيقتُه: انتفاء الخوف على حياة الإنسان وعِرضه ومُلكه ومُكتسباته، ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ [يوسف: 99]، وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا [آل عمران: 97].

فالأمنُ نعمةٌ عُظمى ومنَّةٌ كُبرى لا يعرفُ كبير مقداره وعظيمَ أهميته إلا من اكتوَى بنار فقده، فوقع في الخوف والقلق والذُّعر والاضطراب ليلاً ونهارًا سفرًا وحضرًا.

الأمن هو الهدف النبيل الذي تنشُدُه المجتمعات البشرية، وتتسابق إلى تحقيقه الشعوبُ العالمية، يقول تعالى - مُمتنًّا على قوم سبأ -: سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ [سبأ: 18]، ويقول - سبحانه -: فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ [قريش: 3، 4].

وفي الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «من أصبح آمنًا في سِربه، مُعافًى في جسده، عنده قُوت يومه؛ فكأنما حِيزَت له الدنيا»؛ رواه البخاري في "الأدب المفرد"، ورواه الترمذي، وابن ماجه.

ولأهمية الأمن وعظيم مكانته كان من دعائه - صلى الله عليه وسلم -: «اللهم استر عوراتي وآمِن روعاتي»؛ رواه أحمد، وأبو داود، وصححه الحاكم.

نسأل الله - جل وعلا - أن يستر عوراتنا وعورات المسلمين، وأن يُؤمِّن روعاتنا أجمعين.

معاشر المسلمين:

إذا اختلَّ نظام الأمن وزِعزِعت أركانُه واختُرِق سياجُه، فكم يقع - حينئذٍ - من الفتن العريضة والشرور المستطيرة؛ إذ لا يأتي فقدُ الأمن إلا بسفك الدماء، وقتل الأبرياء، وتناثُر الأشلاء، وإثارة الفتن العمياء، والجرائم الشنعاء، والأعمال النَّكراء.

ومن هنا؛ فالأمن في الإسلام مقصدٌ عظيمٌ شُرِع له من الأحكام ما يكفُلُه ويحفظُ سِياجَه، ويدرأُ المساس بجنابه، فقد تضافَرت النصوص القطعية على وجوب المحافظة على الضروريات الخمس، وهي: الدين، والنفوس، والعقول، والأعراض، والأموال، وحرَّمت الشريعةُ كل وسيلةٍ إلى النَّيْل من هذه المقاصد، أو التعرُّض لها، وشرَعت من الأحكام الزاجرة ما يمنع من التعرُّض لها أو يمسُّ بجوهرها.

بل إن الإسلام حرَّم كل فعلٍ يعبَثُ بالأمن والاطمئنان والاستقرار، وحذَّر من كل عملٍ يبُثُّ الخوف والرعبَ والاضطراب، من مُنطلق حرصِه على حفظ أجلِّ النعم: الأمن والأمان.

ومن هذا المُنطلق نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يتسبَّب الإنسان إلى فعلٍ يؤدِّي إلى المَساسِ بالأمن والاستقرار، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لا يحِلُّ لمسلمٍ أن يُروِّع مسلمًا»؛ رواه أحمد، وأبو داود.

ويقول - صلى الله عليه وسلم -: «لا يُشِر أحدُكم إلى أخيه بالسلاح؛ فإنه لا يدري لعل الشيطان ينزعُ في يده فيقع في حفرةٍ من النار»؛ متفق عليه.

بل ولقد بلَغت عنايةُ الإسلام ونصوصه أن جاءت بالنهي عن كل ما يُؤذِي المسلمين في طرقاتهم وأسواقهم ومواضع حاجاتهم؛ في الحديث: «إياكم والجلوس في الطرقات»، ويقول - صلى الله عليه وسلم -: «إذا مرَّ أحدُكم في مساجدنا أو أسواقنا ومعه نَبْلٌ فليُمسِك على نِصالها أن يُصيبَ أحدًا من المسلمين منها بشيء»؛ متفق عليه.

إن الإسلام وهو الذي جاء لتحقيق المصالح وتكثيرها، ودرء المفاسد وتقليلها، فإن أحكامه الغرَّاءَ تعتبِرُ أيَّ فعلٍ أو تصرُّفٍ أو دعوةٍ لزعزعة أمن المجتمع جريمةً كبرى وجنايةً عُظمى ومفسدةً جُلَّى؛ فربُّنا - جل وعلا - يقول: وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا [الأعراف: 56]، ويقول: وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ [المائدة: 64]؛ فأيُّ بيانٍ أوضح من هذا البيان؟!

أمة الإسلام:

إن أعظمَ سبيلٍ لتحصيل الأمن بجميع صوره: تحقيقُ التوحيد الخالص، والالتزامُ بالعقيدة الصحيحة، والتعلُّق الكامل بالله - جل وعلا -، الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ [الأنعام: 82].


إن الأمن بأشكاله المختلفة لا يتحقَّقُ إلا بطاعة المولى - جل وعلا - والتقيُّد بشرعه ومنهجه، مع الحِفاظ على سنة نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم -، وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا [النور: 55].

معاشر المؤمنين:

من أسباب تحقيق الأمن: الحِرصُ على رد كل تنازُعٍ في أمور الدين والدنيا إلى الأصلَيْن العظيمَين والوحيَيْن الكريمين: فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا [النساء: 59].

ويتبعُ هذا الأصل: أن يرجع الناسُ خاصةً في أزمان الفتن إلى علماء الشريعة الراسخين الذين ينظرون إلى الأمور بفهمٍ دقيقٍ واستنباطٍ عميقٍ وخبرةٍ طويلة، فربُّنا - جل وعلا - يقول: وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ [النساء: 83].

إخوة الإسلام:

إن من أسباب توفُّر الأمن: السمع والطاعة لولاة الأمر في المعروف، فذلكم أصلٌ من أصول الواجبات الدينية، وعقيدةٌ من عقائد أل السنة والجماعة، وبهذا الأصل تنتظِمُ مصالحُ العباد في معاشِهم، وتسلمُ من الشرور والوَيْلات.

كما أن من أعظم الأسباب لتحقيق الأمن: الاعتصام بحبل الله - جل وعلا -، والاجتماع على دينه، والتعاوُن على البر والتقوى، استجابةً لقوله تعالى: وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا [آل عمران: 103].

يقول - صلى الله عليه وسلم -: «مثلُ المؤمنين في توادِّهم وتراحُمهم مثلُ الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضوٌ تداعَى له سائرُ الجسد بالسهر والحُمَّى»؛ متفق عليه.

ومن هذا: التناصُح والتراحُم فيما بين الحاكم والمحكومين على وفق المنهج النبوي المُؤصَّل على الإخلاص لله - جل وعلا -، والتعاوُن على الحق، مع مراعاة مبادئ الرفق والحكمة واللُّطف، ووفق ما يجمعُ الكلمة، ويُؤلِّف القلوب، ويُوحِّدُ الصفَّ، إنه التناصُح الذي يجلِبُ المصالح، ويدرأُ المفاسد بكلمةٍ طيبة، وأسلوبٍ حسن، وتوجيهٍ سديد يقودُ الحاكم والمحكوم إلى الخير والصلاح والازدهار، وينأَى بالناس عن التفرُّق والتشتُّت والعبَث والفوضى.

إخوة الإسلام:

إن أعظم أسباب فُقدان الأمن وحُدوث الكوارث والخُطوب: الإعراضُ عن طاعة الله - جل وعلا -، وعن طاعة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وفُشُوُّ المعاصي والسيئات، يقول ربُّنا - جل وعلا -: وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ [النحل: 112].

ومن أعظم أنواع الإعراض التي بسببه دبَّت الفتنُ والقلاقِل، وفُقِد الأمنُ والأمان في بعض بُلدان المسلمين: التولِّي عن تحكيم شريعة الله - جل وعلا -، واستبدالُها بالقوانين الوضعية، والدساتير البشرية، فنبيُّنا - صلى الله عليه وسلم - يقول: «وما لم تعمل أئمتُهم بما أنزل الله في كتابه إلا جعل الله بأسَهم بينهم»؛ رواه البيهقي، وابن ماجه.

ومنذ قرنٍ أو أكثر ومجتمعاتُ المسلمين تعيشُ بين بُرهةٍ وأخرى من البأساء والضرَّاء وتفرُّق الكلمة ما اللهُ به عليم؛ وذلك بسبب الإعراض عن شريعة رب العالمين.

إن من أسباب زعزعة الأمن: التفرُّق والاختلاف بين المسلمين؛ فكم جرَّ ذلك من فساد الأحوال الدينية والدنيوية مما لا يُحصَى من الشرور والآلام، فربُّنا - جل وعلا - يقول: وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ [الأنفال: 46].

وإن أقبح صور التفرُّق: الاختلافُ على وليِّ الأمر الذي يُحكِّمُ شرع الله - جل وعلا -، وعدمُ الالتزام بطاعته في غير معصية الله؛ فعن ابن عباسٍ - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من رأى من أميره شيئًا يكرهُه فليصبِر؛ فإنه من فارَقَ الجماعةَ شبرًا فماتَ إلا ماتَ ميتةً جاهليةً»؛ رواه ابن ماجه، والحاكم.

لقد سطَّر لنا نبيُّنا - صلى الله عليه وسلم - العلاجَ الناجعَ الذي إذا سلَكناه في مثل هذه الفتن الحاضِرة الآن فإننا نعيشُ - حينئذٍ - بأمنٍ وأمانٍ واستقرارٍ ورخاءٍ.

أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنبٍ، فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

الحمد لله وحده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك عليه، وعلى آله وأصحابه.

أيها المسلمون:

من نعمة الله - جل وعلا - علينا في هذه البلاد: أن منَّ علينا بنعمة الأمن الوافِر منذ قامت هذه الدولة على نُصرة عقيدة التوحيد والدعوة السلفية في مراحلها المختلفة، وإلا فالناسُ قبل هذه الدولة في بلاد الحرمين كانوا قبلها بسنواتٍ في خوفٍ ورعبٍ وقلقٍ، حتى لم يأمنِ الحاجُّ والمُعتمِرُ من السبي والسلب واستباحة الدماء والأعراض، كما تُنبِئُ عن ذلك كتبُ التأريخ المُتنوِّعة، ومن أراد بيانًا وبُرهانًا فليقرأ مثلَ هذه الكتب.

فالحمدُ لله - سبحانه - على هذه النعم الغالية، ولنحرِص جميعًا في هذه البلاد، وفي جميع بلدان المسلمين التي منَّ الله عليها بالأمن، لنحرِص على شكر الله - جل وعلا - على هذه النعم، ولنتعاون على الحِفاظ عليها بكل غالٍ ورخيص، ولنحذَر - أيها المسلمون، أيها المؤمنون - من كل دعوةٍ تُهدِّدُ الأمن، وتُزعزِعُ الاستقرار، فلا هناءَ في عيشٍ بلا أمن، ولا سعادة في مالٍ بلا استقرار.

إخوة الإسلام:

إن بعض البلدان الإسلامية - وللأسف الشديد نقولها وقلوبنا تعتصِر أسًى وحَزَنًا - تمرُّ اليوم بفتنٍ عمياء لا تُرضِي الله - جل وعلا -، ولا تُرضِي الغيورين من المسلمين، ولا يعرِفُ عاقبةَ هذه الفتن إلا الله - جل وعلا -.

وإن الواجب على المسلمين ممن تقلَّدوا الحكمَ ومن المحكومين أن يتقوا الله - جل وعلا -، وأن يتضرَّعوا إلى الله - سبحانه -، وأن يُنيبوا إليه، وأن يرجِعوا إلى تحكيم شرعه، وأن يُصلِحوا أحوالهم وفق منهج محمد - صلى الله عليه وسلم -، فلسنا بحاجةٍ إلى شرقٍ أو غربٍ، ومحمد - صلى الله عليه وسلم - جاء بكل ما يُصلِحُ أحوالنا، ويدرأُ الفساد عن دُنيانا وأُخرانا.

ليحذَر المسلمون أن يُوقِعهم الشيطانُ في أمورٍ لا تُحمَدُ عُقباها، كما وقع فيه المسلمون منذ قرونٍ إبَّان الاستعمار، لقد حذَّرنا الله - جل وعلا - من اتباع خطوات الشيطان ومُضِلاَّته: وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ [البقرة: 168].

ألا وإن أعظم الأمور عند الله بعد الشرك: إراقة الدماء المسلمة، وإزهاقُ الأرواح المؤمنة التي لا يرضى الله - جل وعلا - بهذا الفعل أبدًا، وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا [النساء: 93].

يا من تتلوَّثُ يدُه بقتل مسلمٍ! كيف بك إذا وقفتَ أمام الله - جل وعلا - وقد حذَّرك الله بهذه العقوبات المُتنوِّعة.

وقد جاء نبينا - صلى الله عليه وسلم - بالتحذير من مثل هذه الأحوال: «لا ترجِعوا بعدي كفَّارًا يضربُ بعضُكم رقابَ بعضٍ»، وكأنه يحكي حال اليوم، «إذا التَقَى المسلمان بسيفيهما فالقاتلُ والمقتولُ في النار». قيل: يا رسول الله! هذا القاتل، فما بالُ المقتول؟ قال: «إنه كان حريصًا على قتل صاحبه»؛ متفق عليه.

اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على سيدنا ونبينا محمد، وارضَ اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن الآل ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.

اللهم ندعوك مُتضرِّعين اللهم ندعوك أن تحفظ المسلمين في كل مكان، اللهم احفظ المسلمين في كل مكان، اللهم احفظ المسلمين في كل مكان، اللهم احفظ عليهم أنفسهم وأديانهم وأموالهم وأعراضهم، اللهم أطفِئ هذه الفتن، اللهم أطفِئ هذه الفتن، اللهم أطفِئ هذه الفتن.

اللهم ولِّ على المسلمين خيارَهم، اللهم ولِّ على المسلمين خيارَهم، اللهم عليك بشِرارهم، اللهم عليك بفُجَّارهم، اللهم عليك بفُجَّارهم، اللهم عليك بمن طغى وتجبَّر وعانَد على شرعك يا ذا الجلال والإكرام.

اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، وأذِلَّ الشرك والمشركين، اللهم أصلِح أحوال المسلمين، اللهم أصلِح أحوال المسلمين، اللهم احقِن دماء المسلمين في ليبيا، وفي فلسطين، وفي أفغانستان، وفي العراق، وفي البحرين، وفي كل مكان يا ذا الجلال والإكرام.

اللهم حقِّق علينا أمنَنا، اللهم احفظ أمن الإسلام، اللهم احفظ على المسلمين أمنهم واستقرارهم، اللهم اجمع كلمتهم على القرآن والسنة، اللهم اجمع كلمتهم على القرآن والسنة، اللهم بصِّرهم بمخطَّطات أعدائهم، اللهم بصِّرهم بمخطَّطات أعدائهم، واسلُك بهم السبيل الأقوم يا ذا الجلال والإكرام.

اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، اللهم اشفِ مرضانا ومرضى المسلمين، اللهم اشفِ مرضانا ومرضى المسلمين، وارحم موتانا وموتى المؤمنين يا ذا الجلال والإكرام.


عباد الله:

اذكروا الله ذكرًا كثيرًا، وسبِّحُوه بُكرةً وأصيلاً.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.