×
كتابٌ نافع عبارة عن قاموس يحتوي على 228 سؤالًا شائعًا حول الإسلام، والجواب عليها جوابًا علميًّا في ضوء الكتاب والسنة لبيان حقيقة هذا الدين، وإجلاء المفاهيم الخاطئة.

 قاموس الأسئلة الشائعة حول الإسلام

(باللغة العربية)

(المسودة الأولى – 1441 هـ)

                                               إعداد:                                      

مركز رواد الترجمة


 تدعو جميع الأديان إلى صلاح المرء واستقامته فلماذا يجب اعتناق الإسلام على وجه الخصوص؟

الإجابة:

الحمد لله، أولًا ما المقصود بالصلاح والاستقامة؟ يظهر أن المقصود السلامة في السلوك بترك الجرائم وشرب الخمر والفواحش ونحو ذلك، وجودة الأخلاق كحسن التعامل واحترام الآخرين ونحو ذلك، ثانيًا نفترض جدلًا أن الأمر في الأديان الأخرى كذلك، وإن كان هذا محل بحث وتدقيق، لكن نتجاوزه لما هو أهم، ثالثًا الصلاح والاستقامة أمرٌ حسنٌ، ولا شك أنه مطلوبٌ في الإسلام، ولكن هل المطلوب محصور في الصلاح والاستقامة بالمعنى المذكور أولًا؟ لتعرف الجواب تجاوز محل الاشتراك بين الإسلام وغيره، وقارن الفروق، فالإسلام يشمل العقائد أولًا، وهذا ما يمتاز به عن سائر الأديان، ويشمل العبادات ثانيًا، والمعاملات والحقوق ثالثًا، وهذه الصفة تسمى عندنا الشمولية، والأخلاق المذكورة في السؤال أخيرًا، كما أن هناك جوانب كثيرة يمتاز بها الإسلام عن غيره من الأديان، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


  كيف يمكن إثبات البعث بعد الموت؟

الإجابة:

الحمد لله، إن كان المقصود أن يُثبِت لنفسه ذلك فإما أن يكون عنده يقين ويطلب المزيد من الأدلة فهذا يمكن أن تُذكر له الأدلة التالية، وإما ألا يكون عنده يقين بذلك فهو لم يدخل الإسلام بعد، ولا يصح إسلام أحد ولا إيمانه دون الإيمان بالبعث، قال تعالى: {زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} [التغابن: 7]، وإن كان المقصود أن يُثبِت ذلك لغيره فيمكنه أن يَذكر له الأدلة التالية: 1. أن البعث من الأمور الغيبية التي تُعرف بالخبر الصادق، والبعث أمرٌ تواترت به الأخبار عن رسل الله عليهم الصلاة والسلام، لذلك يؤمن به اليهود والنصارى والمسلمون، وقد أخبر الله عز وجل عن ذلك في القرآن الكريم في آيات كثيرة. 2. القياس على وجود أشياء كثيرة غائبة عنا، ولا نعرف حقيقتها، ونحن وكلُّ البشرِ مؤمنون بها، مثل الروح، فكلُّ إنسانٍ يعرف أن بين جنبيه روحًا وأنها إذا انفصلت جزئيًا بالنوم تعطلت حواسه، وإذا انفصلت كليًّا مات ولم تَعُدْ، فلا يوجد عاقل يشكُّ في موت الأحياء، لكنه لا يعرف أين تذهب هذه الروح وما مصيرها؛ لأنها من الأمور الغيبية، ولا يلزم من غيابها نفيها. 3. أي الاحتمالين أقرب عقلًا: احتمال أن يكون الإنسان خُلق بالصدفة، وأن عيش الناس وموتهم ليس وراءه غاية ولا هدف، وما خُلق لهم على هذه الأرض وُجد للاستمتاع فقط، دون قيد أو حساب، أو الاحتمال المقابل له، وهو أن وراء هذا الكون والوجود هدف وغاية، وأن كل ما هو قابل للزوال لا بد أن يرجع لفاعل لا يزول، وأن هذا الإتقان يدل على حكمة هذا الفاعل، وأن الظالم وإن مات فيما يبدو سعيدًا لا بد له من مجازاة ومحاسبة، وأن الذي تعب في العمل الصالح ونفع الآخرين يستحق أن يُكافأ، وكل ذلك يكون بعد البعث؟ 4. في القرآن الكريم أمثلة حسية كثيرة للبعث، تنقسم إلى قسمين: الأول: أخبار أناس وحيوانات رجعت للعيش في الحياة الدنيا، فالذي أعادها في الدنيا قادر على إعادتها في الآخرة، الثاني: أدلة عقلية، من أمثلة ذلك: أولًا: خلق السماوات والأرض، قال تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير} [الأحقاف: 33]، ثانيًا: دورة النباتات، وكيف أنها تظهر وتنمو وتبدو خضراء لينة ثم بعد أشهر تموت وتجف، ثم إذا جاء موعد ظهورها وأصابها المطر عادت لها الخضرة من جديد بإذن الله تعالى، فالذي أحياها قادرٌ على إحياء الموتى، قال عز وجل: {اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (48) وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ (49) فَانْظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِ الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [الروم: 48 - 50]، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 لماذا يذم المسلمون غيرهم ويصفونهم بأنهم كفار؟

الإجابة:

الحمد لله، ولماذا يصف الكفار المسلمين بأنهم كفار؟ إذا عرف السائل معنى الكفر لن يكون لسؤاله محل، وأما الذم فإذا كان بحقٍّ فلا مانع منه، وأي ذمٍّ وقبحٍ أشد من أن يعتقد عاقلٌ أن إلهه خرج من فرج امرأة وكان طفلًا ولما كبر صلبه أعداؤه وعجز عن الدفاع عن نفسه، وأنه فعل ذلك ليكفر عن ذنوب أتباعه، وأي ذمٍّ وقبحٍ أشد من أن يعتقد عاقلٌ أن إلهه فقير أو أنه استراح بعد خلق السماوات والأرض أو أن يعقوب عليه السلام صارعه وغلبه، وأي ذمٍّ وقبحٍ أشد من أن يعتقد الإنسان أن الله الذي في السماء سبحانه هو الذي خلقه وخلق كل شيء ورزقه ولكن العبادة تكون لمخلوق آخر، وأي ذمٍّ وقبحٍ أشد من أن يعتقد جاهلٌ أن كل شيء هو الله؟ إلى غير ذلك من الاعتقادات، ألا تستأهل الذم هي ومن اعتقدها؟ وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 ماذا يعني الإسلام؟

الإجابة:

الحمد لله، الإسلام هو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والخلوص من الشرك، ويعني أن يترك الإنسان سائر الأديان ويعتقد عقيدة الإسلام فقط، ويلتزم بشرع الإسلام فقط، ويقوم الإسلام على النطق بالشهادتين: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله، مع العلم بمعناها والاعتقاد الجازم بها والمحبة لمقتضاها، وعلى الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر، وهو دين ينظم علاقة المرء بربه، فيتعرف على أسمائه وصفاته وأفعاله، ويعتقد أنه المنفرد بالخلق والملك والتدبير، وأن كل ما عداه مخلوق ومربوب، ويحقق توحيد الله بالعبادة، فلا يصرف منها شيئًا لغيره، ويعلِّمُ العبدَ كيف يعبد ربه، كالصلاة والزكاة والصيام والحج، وهي مع الشهادتين أركان الإسلام الخمسة، وينظم علاقة المرء بنفسه وبالآخرين في سائر مجالات الحياة، كالمعاملات والنكاح والخصومات، ويمتاز الإسلام بالشمولية وبالصلاحية لكل زمان ومكان وباليسر والسهولة، وبأنه الدين الخاتم الناسخ لسائر الأديان السماوية، {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [آل عمران: 85]، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 ما سبب انتشار الإسلام وتأثيره على العالم؟

الإجابة:

الحمد لله، البشر بحاجة إلى دينٍ يَكفُل لهم السعادة في كل أمورهم، ففي الاعتقاد يريدون أجوبة مقنعة حول الإله وبداية الكون وسبب الوجود في الحياة وماذا بعد الموت وما هو الغيب، إلى غير ذلك من التساؤلات الفطرية التي يطرحها كلُّ إنسان، فإذا لم يجدوا الإجابة المقنعة إلا في الإسلام كان ذلك من أسباب اعتناقهم له، وفي العبادة وعلاقة الإنسان بربه، وكيف يعبده ومتى وأين، وعدم اتخاذ آلهة متعددة، ولا اتخاذ إله تعتريه صفات النقص أو عيوب المخلوقات، ولا صرف العبادة لواسطة ومعظم يكون بين العابد وبين الله تعالى، مع اليسر والوضوح، فيمتاز الإسلام عن كثير من الأديان في هذا الجانب، وفي الناحية السياسة والعسكرية والعلاقات الدولية يجدون النظام الدقيق الذي يحكم علاقة الحاكم بالمحكوم، وعلاقة الحكام بعضهم ببعض في الشريعة الإسلامية، التي هي منبع بعض القوانين الأوربية، وفي الناحية المالية يجدون في الإسلام العدل والمنهج الذي يكفل لهم الأمان من الكساد والتضخم والاحتكار والمشاكل الاقتصادية، ففي الإسلام فرض الزكاة التي فيها مواساة الغني للفقير، وتحريم الربا الذي يمنع حصول الطبقية، بحيث يزداد الغني غنى بلا مقابل يبذله، ويزداد الفقير فقرًا بتضاعف الديون عليه، وتحريم البيوع التي فيها جهالة أو ضرر، وتحريم المخاطرة بالحظ كالقمار والميسر، وفي الناحية الاجتماعية نظم الإسلام علاقة الإنسان مع أبويه وزوجه وأولاده وقرابته وجيرانه وما الذي له وما الذي عليه، وفي كل النواحي يكون الإسلام هو الدين المبين والحل الصحيح والنظام الدقيق، وهو الموافق للعقل والفطرة، ولم يبق إلا التطبيق، فعلى الفرد أن يلتزم بالأحكام التي تخصه؛ لتحصل له سعادة الدارين، وعلى الحكام ألا يبغوا به بديلًا، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

ينظر: الإسلام دين كامل للشنقيطي.


 كيف نعرف أن الإسلام هو الدين الحق؟

الإجابة:

الحمد لله، أولًا: الإسلام هو الدين المتوافق مع الفطرة، فكلُّ النَّاس إذا نزلت بهم المصائب الكبيرة لا يدعون إلا الله تعالى، الذي هو إله المسلمين وحده لا شريك له، ويترك عباد الأصنام أصنامهم وعباد البشر آلهتهم وعباد الكواكب كواكبهم والملاحدة إلحادهم، ولا يُدعى إلا الله، ويجدون أنفسهم مضطرين إلى التَّضرُّع له سبحانه، فإذا كان هو الملجأ في الضُّرِّ فلماذا يُعبَدُ غيره في الرخاء؟ ثانيًا: القارئ للقرآن الكريم بفهمٍ لا يملك إلا أن يؤمن به؛ لأمورٍ كثيرة، منها ذكره قبل أكثر من ألف سنة حقائق توصَّل لها العلم الحديث الآن، وهذا يدلُّ دلالةً واضحةً على إعجازِ القرآن، وأنه كلام الله تعالى، وليس من عند البشر، ثالثًا: أن شريعة الإسلام فيها من الإقناع والحكمة ما يُذهل القارئ والمطَّلع، فليس عندنا في دين الإسلام تغفيلٌ للعقول أو حجرٌ عليها، أو أمورٌ خرافية، رابعًا: أن الإسلام فيه من الشمول ومعالجة جميع نواحي الحياة ما يجعله الدينَ الصالحَ لكلِّ زمانٍ ومكانٍ، والدينَ المُؤهَّل للبقاء ولإسعاد الناس، فبه يعرف العبدَ ربَّه ويعرف كيف يعبده، ويعرف التعامل مع نفسه، وما الذي يجب عليه فعله وما الذي يجوز له أن يفعله، فيُحصِّل النفع والفائدة في الدنيا والآخرة، وما الذي يحرم عليه فعله، فيسلم من الإثم والضرر في الدنيا والآخرة، ويُنظِّم علاقته مع الآخرين في جميع النواحي، ويعرِّفه بالأشياء من حوله المشاهدة والغائبة، ويضع لعقله الحدود والضوابط، فيعرف ما الذي يصح التفكير فيه وما الذي يمتنع الخوض بالعقل فيه، وما الموقف منه، وكثير من التساؤلات عند غير المسلمين بحثوا فيها طويلًا ثم وجدوا الجواب المقنع في دين الإسلام، وكان ذلك سببًا في إسلامهم، خامسًا: ويمكن بدراسة الأديان والمقارنة بينها مقارنةً غير موجَّهةٍ معرفة الجواب، وأدلة صحة الإسلام كثيرة، هذا بعضها، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 هل صحيح أن المسلمين يعبدون النبي محمد صلى الله عليه وسلم؟

الإجابة:

الحمد لله، غير صحيح، المسلمون يعبدون الله وحده لا شريك له، ومن عبد مع الله غيره أو عبد غير الله فهو كافر، وليس بمسلم، والمسلمون يقولون في صلاتهم: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله، فالمسلمون يتبعون النبي صلى الله عليه وسلم ولا يعبدون، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (اللهم لا تجعل قبري وثنًا، لعن الله قوما اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) رواه أحمد (7358)، وهو حديث حسن، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 هل من الإسلام أن يؤمن المرء بعدد من الآلهة لأن القرآن استخدم كلمة "نحن" حينما يتكلم الله تعالى؟

الإجابة:

الحمد لله، الإسلام يقوم على كلمة التوحيد: لا إله إلا الله، أي لا معبود بحق إلا الله، والقرآن مليء بكلام الله عز وجل عن نفسه بضمير الإفراد والتوحيد، قال تعالى: {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} [طه: 14]، ولم يقل: إننا نحن الله فاعبدنا، وقال سبحانه: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} [البقرة: 30]، ولم يقل: إنا جاعلون، وقال عز وجل: {يَامُوسَى إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (9) وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَامُوسَى لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ (10) إِلَّا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ} [النمل: 9 - 11]، وأما ما ورد في القرآن بضمير الجمع، مثل قوله تبارك وتعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلًا} [الإنسان: 23]، فالمراد به التعظيم، فمن الأساليب العربية أن يستعمل الواحد ضمير الجمع بقصد التفخيم والتعظيم، بدليل الآيات الأخرى، وبدليل أنه لا يوجد في الإسلام إله غيره سبحانه، فمن زعم أن الضمير لآلهة متعددة في الإسلام فليُسمِّ هذه الآلهة، وليذكر دليله في الإسلام، {أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ قُلْ سَمُّوهُمْ} [الرعد: 33]، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 كيف نثبت أن هناك يومًا للحساب بعد الموت وأن هناك حياة بعد الموت؟

الإجابة:

الحمد لله، الإيمان بالغيب ليس بالأمر السهل، ويحتاج إيمانًا صادقًا ويقينًا جازمًا للتصديق به؛ ولذلك كان مَن يؤمن بما جاء عن الله تعالى وعن رسوله صلى الله عليه وسلم من الأمور الغيبية مثابًا بالجنة والدرجات العلى؛ لأنه تجاوز هذه المرحلة ولم يصبح من الماديين الذين ينكرون ما لا يدركونه بحواسهم، ولكن لتقريب ذلك عدة أدلة، منها: 1. أن هناك أشياء كثيرة غائبة عنا، ولا نعرف حقيقتها، ونحن وكلُّ البشرِ مؤمنون بها، ومنها شيء لا يمكن إنكاره، ألا وهو الروح، فكلُّ إنسانٍ يعرف أن بين جنبيه روحًا، وأنها إذا انفصلت جزئيًا بالنوم تعطلت حواسه، وإذا انفصلت كليًّا مات ولم تَعُدْ، فلا يوجد عاقل يشكُّ في موت الأحياء، لكنه لا يعرف أين تذهب هذه الروح وما مصيرها، ولا يمكن للعقل أن يحدد ما بعد هذه المرحلة، فلا بد من مصدر آخر غير المحسوسات. 2. من الأشياء التي تورثنا الجزم والقطع واليقين من غير الحواس الخمس الأخبار المؤكدة، فكثير منا لم يذهب إلى استراليا، لكنه لا يشك أن هناك قارة بهذا الاسم وفيها أناس يعيشون، لتواتر الأخبار عنها وتنوعها، وأما الإيمان بالبعث وبيوم القيامة تحديدًا فهذا أمرٌ تواترت به أخبار الرسل، فهو ثابت عند اليهود والنصارى والمسلمين، وقد أخبر الله عز وجل عن ذلك في القرآن الكريم في آيات كثيرة. 3. أيهما أقرب للواقعية: احتمالية أن يكون الإنسان خُلق بالصدفة، وأنَّ عيشَ الناس وموتهم ليس وراءه غاية ولا هدف، وما خُلق لهم على هذه الأرض وُجد للاستمتاع فقط، دون قيد أو حساب، أو الاحتمال المقابل له، وهو أن وراء هذا الكون والوجود هدف وغاية، وأن كل ما هو قابل للزوال لا بد أن يرجع لفاعل لا يزول، وأن هذا الإتقان يدل على حكمة هذا الفاعل، وأن الظالم وإن مات فيما يبدو سعيدًا لا بد له من مجازاة ومحاسبة، وأن الذي تعب في العمل الصالح وفي نفع الآخرين يستحق أن يُكافأ، وكل ذلك في يوم الحساب؟ 4. في القرآن الكريم أمثلة حسية كثيرة للبعث، منها عالم النبات، وكيف تبدو خضرتها وحياتها للناس ثم بعد أشهر تموت وتجف، ثم إذا جاء موعدها وأصابها المطر عادت لها الخضرة من جديد بإذن الله تعالى، فالذي أحياها قادرٌ على إحياء الموتى، 5. أن يفكر الإنسان في المبدأ، وأن الذي خلقه من العدم قادرٌ على إعادته وإحيائه، وهو أهون عليه سبحانه، قال تعالى: {أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ (77) وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (78) قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ (79) الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ (80) أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ (81) إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (82) فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (83)} [يس: 77 - 83]، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 ما هي أركان الإسلام الخمسة؟

الإجابة:

الحمد لله، أركان الإسلام خمسة، الأول: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، أي اعتقاد أنه لا معبود بحق إلا الله تعالى، مع العلم بمعنى ذلك وبلوازمه من الكفر بالطاغوت والانقياد لشرع الله تعالى والإخلاص له سبحانه مع المحبة والتعظيم، ويقارن ذلك الإيمان بأركان الإيمان الستة: الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر، وشهادة أن محمد بن عبد الله بن عبد المطلب الهاشمي القرشي صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين وأشرف المرسلين، مع الالتزام بشرعه وتعظيمه على نحو ما ورد في الشرع دون جفاء ولا غلو، فمن الجفاء عدم العمل بسنته، ومن الغلو عبادته من دون الله تعالى، مثل: الحلف أو الدعاء أو غيرهما مما لا يجوز صرفه لغير الهه تعالى، الثاني: إقام الصلاة، وهي خمس صلوات في اليوم والليلة، صلاة الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء، الثالث: إيتاء الزكاة، وهي مالٌ يدفعه الغني للمحتاج، كالفقراء والغارمين، من أصناف معينةٍ، مرةً في السنة، الرابع: صوم رمضام، وهو الإمساك عن المفطرات، كالأكل والشرب والجماع في نهار الشهر التاسع من السنة الهجرية، الخامس: الحج، وهو زيارة المشاعر المقدسة في مكة المكرمة مرةً في العمر للمستطيع لأداء مناسك معينة، ولكلٍّ من الأركان الأربعة الأخيرة شروط وأركان وتفاصيل كثيرة، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 هل صحيح أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم آخر الأنبياء والمرسلين؟ لو كان هذا صحيحًا، فما السبب وراء ذلك؟ ألا تعتقد أن البشرية بحاجة إلى المزيد من الأنبياء هذه الأيام؟

الإجابة:

الحمد لله، نبينا محمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين، ولما كان الدين الذي بُعث به أكمل الأديان كان من صفاته أنه صالح لكل زمان ومكان، والعلماء الربانيون ينشرون ويشرحون الدين للناس، فالناس في هذه الأيام بحاجة إلى التمسك بدينه صلى الله عليه وسلم وعمل بسنته، ويكفيهم ذلك، ولو جاء نبي لكان من أمته صلى الله عليه وسلم ولعمِل بشريعته، {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ} [آل عمران: 81]، وصلى الله عليه وسلم.


 لماذا ترث المرأة نصف ما يرثه الرجل في الشريعة الإسلامية؟

الإجابة:

الحمد لله، أولًا: نفترض أن السائل يعني بالمرأة والرجل الزوج والزوجة؛ لأن في المواريث حالات ترث فيها المرأة مثل ما يرث الرجل، وحالات أخرى ترث المرأة أكثر من الرجل، وحالات ترث المرأة ولا يرث الرجل، ثانيًا: ألزم الإسلام الرجل بالنفقة على المرأة أمًّا أو أختًا أو زوجةً أو بنتًا، وأغناها عن التعرض للعمل والكسب؛ لانشغالها بالتربية وحقوق الزوج، فهي مأمورة بالقرار في البيت إلا للحاجة، ومع ذلك لم يحرمها الإسلام من الميراث، ولكنه أعطاها القدر الذي يناسبها، كما أعطى الرجل الذي هو المسؤول عن جمع المال وإنفاقه القدر الذي يناسبه، والله حكيم في شرعه، وأسرار الحكمة قد لا تحيط بها عقول البشر، فمن أطاع اهتدى وانتفع في الدنيا والآخرة، ومن خالف فلن يجد ما هو أنفع، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 قد سمح الإسلام للرجل بالزواج بأكثر امرأة، لكن لماذا لم يسمح للمرأة بالأمر ذاته؟

الإجابة:

الحمد لله، خلق الله البشر وهو أعلم بما يُصلحهم، فمن أطاعه حصَّل المنافع المقدَّرة في الطاعة ونجا من المضارِّ التي في مخالفته، سواءٌ علم تلك المنافع والمضار أو لم يعلمها، فمعرفة الحكمة أو الاقتناع بها ليس شرطًا في امتثال الأوامر الشرعية واجتناب النواهي في دين الإسلام، ومع ذلك فكل شيء منها له حكمةٌ بالغةٌ، قد نعرفها وقد نجهلها، فالمتأمِّل في العلاقة الزوجية يعلم أن المرأة تابعة والرجل متبوع، ولا يمكن أن تتبع أكثر من رجل، فالمرأة تحمل وتلد وترضع، فلا يمكنها أن تفعل ذلك في بيتين لرجلين، وكيف سيعرف كل زوج ولده من هذه المرأة المشتركة، والمرأة تربي أولادَها ولا بد أن تكون معهم طيلة الوقت وهم صغار، ولا يمكن أن تكون في بيتين أو ثلاثة في الوقت نفسه، والمرأة مطالبة بطاعة الزوج في غير معصية الله تعالى وبالقرار في بيت الزوج وعدم الخروج إلا بإذنه، ولا يمكن أن تفعل ذلك لأكثر من شخص، مثل المشرك الذي يعبد ثلاثة آلهةٍ مثلًا والموحِّد الذي لا يعبد إلا ربًّا واحدًا، قال تعالى: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (29)} [الزمر: 29]، إلى غير ذلك من نواحي القصور في طبيعة الأنثى، وفي المقابل يستطيع الرجل أن يدير شؤون منازل متعددة، لكن لا بد من حدٍّ لهذا التعدد بحيث لا يخرج عن طاقة البشر، والذي يعلم ذلك حدَّده لهم بأربع زوجات فقط، وهو الله عز وجل، والرجل لا يلزم بقاؤه في البيت للتربية؛ لأنه مطالبٌ بالسعي وطلب المعيشة، فيستطيع أن يعول أكثر من بيت، وفي المعاشرة الزوجية يستطيع أن يكفي أكثر من امرأة، فهو لا يكون مشغولا بحيض ولا بحمل ولا بإرضاع، ومن الحلول لكثرة النساء وقلة الرجال تعدد الزوجات، وليس العكس، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 بم يؤمن المسلمون؟

الإجابة:

الحمد لله، يؤمن المسلمون بالله تعالى، وأنه المستحق للعبادة وحده لا شريك له، وأنه الرب المالك للكون والمتصرف فيه كما يشاء، ويؤمنون بالملائكة وأنهم خلقٌ مطيعون لله تعالى، ويؤمنون بالكتب التي أنزلها الله على أنبيائه -عليهم الصلاة والسلام-، كالتوراة والإنجيل، وأن القرآن ناسخٌ لها، ويؤمنون بالرسل والأنبياء، ولا يفرقون بينهم في الإيمان، وأنهم بلغوا ما أمرهم الله به لأقوامهم، كإبراهيم وموسى -عليهما السلام-، وأن عيسى -عليه السلام- عبد الله ورسوله خلقه بكلمة منه، وهي قوله: (كن) فكان، وأن نبينا محمدًا -صلى الله عليه وسلم- هو خاتمهم، وليس بعده نبي ولا رسول، وشريعته ناسخة لكل الشرائع السابقة، ويؤمنون باليوم الآخر، والمراد به الغيب المتعلق بما بعد الموت، من العذاب والنعيم والبعث، واليومُ الآخر يومُ القيامة، وهو يوم الجزاء والحساب، ويؤمنون بالقضاء والقدر، وأن كل شيء يحصل في الكون فإن الله يعلمه بالتفصيل قبل وقوعه، وقد كتبه في اللوح المحفوظ، ولا يقع إلا بعلمه ومشيئته وخلقه له، هذا الإيمان المجمل، وتحت كل ركن تفاصيل يزيد إيمان المسلم بزيادتها، ويجمعون إلى الإيمان الانقياد بالأفعال والأقوال لشرع الله تعالى، فيفعلون ما يأمرهم به ويجتنبون ما ينهاهم عنه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

ينظر: عقيدة أهل السنة والجماعة لابن عثيمين، من أصول عقيدة أهل السنة والجماعة للفوزان.


 كيف يصبح المرء مسلمًا؟

الإجابة:

الحمد لله، الدخول في الإسلام أن يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله، معتقدًا معناها، وهو أنه لا معبود بحق إلا الله، ومتيقنًا بها، مع البراءة من كل المعبودات والأديان الأخرى، ويعتقد بقلبه الإيمانَ بالله تعالى، وأنه الرب المالك لكل شيءٍ والمتصرف فيه كما يشاء، والإيمانَ بالملائكة، وأنهم خلقٌ مطيعون لله تعالى، والإيمانَ بالكتب التي أنزلها الله على أنبيائه -عليهم الصلاة والسلام-، كالتوراة والإنجيل، وأن القرآن ناسخٌ لها، وهو الكتاب المنزل على نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-، والإيمانَ بالرسل إجمالًا، ومنهم عيسى -عليه السلام- عبدُ الله ورسولُه خلقه بكلمة منه، وهي قوله: (كن) فكان، خاصَّةً إن كان نصرانيًّا، وأن نبينا محمدًا -صلى الله عليه وسلم- هو خاتمهم، وليس بعده نبي ولا رسول، وأن شريعتَه ناسخةٌ لكل الشرائع السابقة، والإيمانَ باليوم الآخر، والمراد به الغيب المتعلق بما بعد الموت، من العذاب والنعيم والبعث، واليومُ الآخر يومُ القيامة، وهو يوم الجزاء والحساب، والإيمانَ بالقضاء والقدر، وأن كل شيء يحصل في الكون فإن الله يعلمه بالتفصيل قبل وقوعه، وقد كتبه في اللوح المحفوظ، ولا يقع إلا بعلمه ومشيئته وخلقه له، ثم يتعلم بعد ذلك شعائر الإسلام شيئًا فشيئًا، من الطهارة والصلاة، وترك المحرمات، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 من هو محمد؟

الإجابة:

الحمد لله، نبينا محمد صلى الله عليه وسلم هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب القرشي، من ولد إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام، وهو خاتم النبيين وسيد ولد آدم، وقد رحم الله تعالى العالمين ببعثته، وُلد بمكة وبها بُعث للجن والإنس كافة، وكان عمره عند البعثة أربعين سنة، وهاجر إلى المدينة وتوفي بها عن ثلاث وستين سنة، ومن أدركته بعثة النبي صلى الله عليه وسلم فلا سبيل له إلى الجنة إلا بالإيمان به واتباعه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والذي نفس محمد بيده، لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به، إلا كان من أصحاب النار» رواه مسلم (153)، وقال تعالى {بسم الله الرحمن الرحيم ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (1) مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ (2) وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ (3) وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4)} [القلم: 1 - 4]، وعن عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال: لما قدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المدينة انجفل الناس إليه وقيل: قدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فجئت في الناس لأنظر إليه، فلما استبنت وجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عرفتُ أن وجهه ليس بوجه كذاب. رواه الترمذي (2485) وابن ماجه (1334) وهو صحيح، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

ينظر: الفصول في سيرة الرسول لابن كثير، الرحيق المختوم للمباركفوري.


 ما موقف الإسلام من حقوق المرأة؟

الإجابة:

الحمد لله، لقد أكرم الإسلام المرأة كرامةً لا تجدها في أي دينٍ أو مجتمعٍ لا يتمسك أهله بدين الإسلام، والمرأة الأوروبية في عصرنا تحلم أن تكون امرأة مسلمة لتنال بعض الحقوق التي تتمناها كل النساء، وتجدها في هذا الدين، وكيف لا يكون كذلك وهو دين رب العالمين؟ ونحن إذا نظرنا في حال المرأة في المجتمعات والحضارات الأخرى قبل  الإسلام وبعده نستطيع أن نعرف قدر ما جاء به الإسلام، قد كان الصينيون لا يتزوجون ولا ينظرون إلى المرأة ولا يتصلون بها تغليبًا للزهد، ويرونها سبب كل خطيئة، وكان الهنود قبل الإسلام يجعلون النساء كالمتاع، فالرجل قد يخسر امرأته في القمار، وتكون هدفًا للإهانات والتجريح، وإذا مات زوجها صارت كالموءودة لا تتزوج، وفي بعض الأحيان يكون للمرأة عدة أزواج، وقد تحرق نفسَها على إثر وفاة زوجها تفاديًا من عذاب الحياة وشقاء الدنيا، وكانت المرأة عند العرب قبل الإسلام تُقتَل وهي صغيرة خشية العار أو بسبب الفقر، ويحرمونها أموالها وميراثها وتُعضل بعد الطلاق أو وفاة الزوج من أن تنكح زوجًا ترضاه، وتُورَث كما يورث المتاع أو الدابة، وتعتد سَنَةً في بيتٍ مُوحِشٍ، ولا تمس ماءً طيلة ذلك العام، وأما مظاهر استعباد المرأة وقهرها عند الفرس والروم فظاهرة إلى الآن فضلًا عما كانت عليه في التاريخ، فماذا يَنقِمُ أعداء الإسلام منه؟ هل ينقمون منه أن تمنع من السفر لوحدها إلا ومعها زوج أو محرم يصونها عن التعرض لمتاعب السفر أو التعرض للابتزاز في عرضها؟ أو ينقمون منه منع المرأة من البغاء والزنى واتخاذ الأخدان ونشر الفاحشة واختلاط الأنساب؟ أو ينقمون منه أن تستر المرأة زينتَها عن أعين الرجال الأجانب وتحتجب عنهم حتى لا يتعرضوا لها، وتبقى امرأةً لزوجها فقط؟ أو ينقمون منها أن تمكث في بيتها معززة مكرَّمة تقوم بخدمة أبيها وأمها إلم تكن متزوجة أو في خدمة زوجها، ويقوم عائلها بالتكسب والإنفاق عليها دون أن يضطرها للتعرض للاختلاط بالرجال والتعرض لمشاكل العمل، مع حفظ حقها في التعلم والعمل عند الحاجة بحشمة وعفاف؟ أو ينقمون منه أن يكون للمرأة في الميراث في بعض المسائل نصفَ ما للرجل الذي يتولى هو إنفاقَ المال على المرأة وأولادها، فهو أحوج لتدبير المال منها؟ إلى غير ذلك من صور حفظ حقوق المرأة بأدق التفاصيل التي لا يمكن الإحاطة بها في إجابة هذا السؤال، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

ينظر: ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين ص: 46، 53، 60.


 كيف تناول الإسلام مفهوم الحرب والقتال؟

الإجابة:

الحمد لله، الحرب والقتال في الإسلام يهدف إلى إعلاء كلمة الله تعالى، ويدخل في ذلك معاني كثيرة وكبيرة، كانتشار رقعة الإسلام، ودخول المقاتَلين في الإسلام، والدخول في ذمة المسلمين وجريان أحكام الإسلام عليهم، وإنهاء تعرضهم للمسلمين ووقوفهم في طريق الدعوة الإسلامية، قال الله تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ} [البقرة: 193]، وقال سبحانه: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَاعَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (128) فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} [التوبة: 128، 129]، أي حريص على هدايتكم من الضلالة وتوبتكم، فالهداية هي الغاية، فلو حصلت الهداية لم يكن لقتالهم محل، وإلم تحصل قاتلهم حتى يكون الدين كله لله، وقال عز وجل: {فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 5]، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمَّر أميرًا على جيشٍ أو سرية أوصاه في خاصته بتقوى الله، ومن معه من المسلمين خيرًا، ثم قال: «اغزوا باسم الله في سبيل الله، قاتلوا مَن كفر بالله، اغزوا ولا تغُلُّوا ولا تغدروا ولا تمثِّلوا ولا تقتلوا وليدًا، وإذا لقيت عدوك من المشركين، فادعهم إلى ثلاث خصال فأيتهن ما أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم، ثم ادعهم إلى الإسلام، فإن أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم، ثم ادعهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين، وأخبرهم أنهم إن فعلوا ذلك فلهم ما للمهاجرين وعليهم ما على المهاجرين، فإن أبوا أن يتحوَّلوا منها، فأخبرهم أنهم يكونون كأعراب المسلمين، يجري عليهم حكم الله الذي يجري على المؤمنين، ولا يكون لهم في الغنيمة والفيء شيء إلا أن يجاهدوا مع المسلمين، فإن هم أبوا فسلهم الجزية، فإن هم أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم، فإن هم أبوا فاستعن بالله وقاتلهم» رواه مسلم (1731)، والقتال والجهاد بينهما عموم وخصوص، فمن القتال المشروع في الإسلام قتال أهل البغي وقتال الخوارج، وهذا له أحكام خاصة، ومن الجهاد جهاد النفس والجهاد بالدعوة وبيان الحق، وليس بقتال، فإذا اجتمعا فهو الجهاد بقتال الكفار، فالحرب والقتال نوعٌ من الجهاد، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 كيف تناول الإسلام أمر المطعم والمشرب؟

الإجابة:

الحمد لله، أولًا: خلق الله سبحانه وتعالى الأرض وما عليها، وسخر للناس الاستفادة منها، فجعل الأصل في المأكولات والمشروبات الإباحة، وحرَّم أشياء قليلة بالنسبة للمباحات، وفيما أباحه غُنْيةٌ عما حرم، وفيما حرَّمه ضررٌ على الإنسان، في بدنه وفي دينه، والمسلم يؤمن بذلك ويمتثله منذ ظهر الإسلام؛ إيمانًا وتسليمًا، ثم أثبت العلم الحديث صحة ذلك بالتجارب والأبحاث أخيرًا، ومن تلك المحرمات الخنزير والدم والميتة والخمر، قال تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا} [البقرة: 29]، وقال تعالى: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ} الآية [المائدة: 3]، ففي هذا عناية الإسلام بالمأكل والمشرب من حيثُ النوعُ، وثانيًا: نهى الإسلام عن الإكثار من الطعام والشراب في الكتاب والسنة، قال تعالى: {يَابَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} [الأعراف: 31]، وقال صلى الله عليه وسلم: (مَا مَلأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ، بِحَسْبِ ابْنِ آدَمَ أُكُلاَتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ، فَإِنْ كَانَ لاَ مَحَالَةَ فَثُلُثٌ لِطَعَامِهِ وَثُلُثٌ لِشَرَابِهِ وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ) رواه الترمذي (2380) وابن ماجه (3349)، وهو حديث صحيح، والحكمة أن الإكثار منهما مضرٌّ بالجسد، ومانعٌ له من تحقيق ما سيأتي ذكره قريبًا، وفي هذا جانب من عناية الإسلام بالمأكل والمشرب من حيث الكمية، وثالثًا: أمر الإسلام بالأكل والشرب أمر إيجاب من حيث الأصل، فيحرم أن يمتنع الإنسان عنهما حتى يعرِّضَ نفسه للموت، ولكنه بالخيار من حيث الأفراد فلا يجب عليه أن يأكل ما لا يشتهيه، ولكنه يحرم عليه أن يأكل ما نُهي عنه وإن كان يشتهيه، وفضَّل له بعض الأطعمة استحبابًا في بعض الأوقات، كالتمر عند السحور وعند الإفطار من الصوم، وفي هذا عناية الإسلام بالمأكل والمشرب من حيث الحكم، قال تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ} [البقرة: 168]، ورابعًا: نبَّه الإسلام إلى عدم المبالغة في الاعتناء بالطعام والشراب؛ لأن الإنسان لا يعيش ليأكل ويشرب، وإنما له أهداف سامية، هي التي خلق لأجلها، ولكن الطعام والشراب ضروري لبقاء الجسم وليكون قادرًا على القيام بتلك الأهداف، وشرع له الصيام بأن يمتنع من الطعام والشراب في شهرٍ من السنة وجوبًا، وقت النهار فقط، وفي ذلك حِكَمٌ كثيرةٌ وظاهرةٌ، شرعية وصحية واجتماعية، وفي هذا عناية الإسلام بالمأكل والمشرب من حيث المقصد، فالروح غذاؤه بالتوحيد والعبادة والجسم غذاؤه بالطعام والشراب، وجاء الإسلام بالاعتناء بالأمرين جميعًا، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 هل يمكن للمرء تحصيل السعادة دون معرفة الهدف والغاية من الحياة؟

الإجابة:

الحمد لله، لا يمكن تحصيل السعادة دون معرفة الهدف والغاية من الحياة؛ لأن الذي لا يعرف الغاية من وجوده مهما فعل من الأشياء التي تجلب له السرور والفرح فإنه إذا تذكر أنه سيفارق هذه اللذات بالموت زال سروره، وهو يرى ويدرك بحسه أن الأحياء يموتون، ومهما حصل عليه من المتع الجسدية فإن نفسه وروحه تفكران في هذه المسألة، ولو في بعض الأحيان، فإذا لم يكن عنده معرفة بالجواب فإنه يعيش في حيرة تزول معها بهجة اللذات، والهدف من الحياة أن يعبد الإنسان رب العالمين سبحانه وتعالى، ويوحِّده، وبذلك تحصل له سعادة الدنيا والآخرة، ومن خالف هذا الهدف وسعى لأهداف أخرى فإنه مهما وجد من سعادة مؤقتة ظاهرية في الدنيا فلا بد أنه يعيش في ضيق، قال تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} [طه: 124]، {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56]، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 هل من المنطقي أن يخلقنا الله -الذي له الحكمة البالغة- دون هدف من وراء ذلك؟

الإجابة:

الحمد لله، ليس ذلك من الحكمة ولا من المنطق، فإن قلت: فما هي الحكمة من إيجاد الخلق؟ فالجواب توحيد الله تعالى بالعبادة، قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56]، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 من هو الله؟

الإجابة:

الحمد لله، الله هو رب العالمين، الله هو الذي خلق كل المخلوقات وقدَّر أفعالها وأحوالها وعلم ذلك وكتبه وأراده، الله تعالى هو الذي إذا ضاقت بك الحيل دعوتَه فاستجاب لك إن شاء، الله الذي لا أول له سبحانه، ذو الجلال والكمال، الله هو المستحق أن يعبد دون من سواه، قال سبحانه: {قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ (59) أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ (60) أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (61) أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (62) أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (63) أَمَّنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (64)} [النمل: 59 - 64]، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

ينظر: العقيدة في الله لعمر الأشقر.


 هل يعبد المسلمون الكعبة؟

الإجابة:

الحمد لله، المسلمون لا يعبدون الكعبة، ولا يعبدون إلا الله تعالى، ولكن الكعبة بيتٌ معظَّمٌ؛ تعظيمًا لمن له العبادة سبحانه وتعالى؛ لأنه أمر بتعظيمها عبادةً له، وذلك باستقبالها في الصلاة والدعاء والطواف حولها، وكل عابدٍ لا بد له من جهة يستقبلها، وهذه الجهة استقبالها شعار المسلمين، ليتوحد المسلمون في عبادتهم إلى جهة واحدة، وجاء عمر رضي الله عنه إلى الحجر الأسود المركوز في زاوية الكعبة فقبَّله وقال: (إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يُقبِّلُك ما قبَّلتُك) رواه البخاري (1590) ومسلم (1270)، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 هل يؤمن المسلمون بأن جميع الأديان تؤدي إلى نفس العاقبة؟

الإجابة:

الحمد لله، الذي يؤمن به المسلمون أن ما عدا الإسلام من الأديان يؤدي إلى الخلود في النار، وأن الدين الوحيد الذي يؤدي إلى النجاة من النار ودخول الجنة هو دين الإسلام، قال تعالى: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [آل عمران: 85]، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 هل يسمح الإسلام لأتباعه بقتل غير المسلمين؟

الإجابة:

الحمد لله، لا يسمح الإسلام للمسلمين بقتل غير المسلمين، إلا مَن كان دمه هدرًا، كمن يسب النبي صلى الله عليه وسلم من الكفار، فهذا قتله مباح، وإن كانت السلطة للمسلمين فيجب على السلطان أن يتولى قتلَه، والقتل يختلف عن القتال، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

ينظر: الصارم المسلول على شاتم الرسول لابن تيمية.


 إذا كان الإسلام هذا الدين الجميل، فلماذا تمتلىء وسائل الإعلام بالفظائع التي يرتكبها مسلمون باسم الإسلام؟

الإجابة:

الحمد لله، إذا كنت لا تعلم أن وسائل الإعلام معاديةٌ للإسلام وتخاف من قوة المسلمين ونهضتهم وكثرتهم فقد تصدِّق هذه الفظائع، فقولك (يرتكبها المسلمون باسم الإسلام) اتهامٌ دون تثبُّت، ويكفيك أن المسلمين يُقتَّلون في دولٍ كثيرة دون أن يتمكنوا من حمايةٍ أو دفاعٍ عن أنفسهم، ولكن وسائل الإعلام موجّهةٌ وساعية في تزييف الحقائق واختلاق القصص وتحريف الوقائع الحقيقية، وإن كان المقصود ما يقوم به بعض المنتسبين إلى الإسلام من أعمال تخريبية فهذا أولًا أمرٌ لا يختص به الإسلام ففي كل الأديان من يعمل أشياء لا يقره دينه، وهو مخالف لما يجب عليه فعله في عقيدته، وثانيًا أن هذا الأمر لا يوافق عليه الإسلام وينكره أكثر المسلمين في العالم، وعليك أن تتعرف على الإسلام الصحيح من المصادر الموثوقة، وسترى رحمة الإسلام بالخلق ودعوته إلى الأخلاق الفاضلة وحسن التعامل مع كل شيء، حتى الحيوانات فضلًا عن البشر، وأخيرًا فإن الناظر في التاريخ والواقع بتجردٍ وإنصافٍ يعلم أن دين الإسلام دين رحمة وعدل، ويعلم من الذي قام بالفظائع الحقيقة، فقد كان عدد القتلى في جميع الغزوات والسرايا في العهد النبوي خلال عشر سنوات من المسلمين والمشركين 1018 قتيلًا، بينما كان عدد القتلى في الحرب العالمية خلال أربع سنوات أكثر من سبعة ملايين نسمة، وعدد من أعدمته محاكم التفتيش بأبشع الصور اثنا عشر مليون نسمة، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

ينظر: رحمة للعالمين للمنصورفوري ص: 468، 469، 470.


 هل ينبغي عليّ اعتناق الإسلام؟

الإجابة:

الحمد لله، نعم، إذا كنت تريد النجاة من عذاب الآخرة والفوز بالجنة فلا سبيل إلى ذلك إلا بالإسلام، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 لماذا يقتل المسلمون اليهود والنصارى؟

الإجابة:

الحمد لله، أولًا: لا بد من تحديد المراد حتى تحصل الإجابة، فهل يقصد السائل الماضي؟ هل يقصد لماذا يقتل المسلمون اليهود والنصارى في الحروب الصليبية أو في الحرب العالمية الأولى أو في الحرب العالمية الثانية أو في محاكم التفتيش السرية في الأندلس؟ أو يقصد السائل حديثًا؟ هل يقتل المسلمون اليهود والنصارى في الاحتلال الغربي لأراضي المسلمين؟ أو في الاحتلال الروسي لأراضي المسلمين؟ أو في حروب الصرب لمسلمي البوسنة؟ أو في حروب أمريكا في أفغانستان والعراق وحرب روسيا في الشام؟ أو مجازر اليهود في فلسطين المتكررة، أو مجازر الهندوس في بورما ونيبال وغيرهما؟ أو مجازر الصينين ضد المسلمين؟ أو نصارى الفلبين ضد المسلمين؟ ينبغي أن يكون السؤال: لماذا لا يدافع المسلمون عن أنفسهم عندما تحتل أراضيهم ويقتل صغيرهم وكبيرهم ذكرهم وأنثاهم دون ذنب؟ وهل يقارن قتلُ الكفار للمسلمين بشكل بشع ومتكرر وفي أماكن مختلفة بالحالات النادرة التي غالبًا ما تكون ردة فعل لكارثة حصلت قبل ذلك في حق المسلمين، وأحيانًا تكون لعبة سياسية وكذبة إعلامية ليتمكن أصحاب السلطة الكفار مِن تضييق الخناق على المسلمين، ومِن فعل ما يشاؤون بهم بحجة أن مسلمًا قتل أو دمِّر أو فعل مخالفةً، والواقع بخلاف ذلك؟ ثانيًا: أن هناك فرقًا بين الجهاد والقتل، والإسلام كسائر الأديان السماوية لا يقر القتل إلا بأسباب واضحة متعلقة بجناية المقتول وفعله، لا بمجرد ديانته، وتختلف من دين لآخر، والإسلام لا يقرُّ قتلَ أحد من اليهود والنصارى الذميين والمعاهدين، وإنما يكون القتال للحربي منهم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 أين يقف الإسلام من مفهومي الإرادة الحرة مقابل الجبر؟

الإجابة:

الحمد لله، المراد بالإرادة الحرة أن الإنسان متصرفٌ بإرادته واختياره، وبالجبر أنه ليس له اختيار وإرادة، وبغض النظر عن صحة هذه العبارات فالجواب عن هذا السؤال هو التفصيل، فأما ما يتحدد به مصيره في الآخرة -من الجنة التي هي مصير المؤمنين، والنار التي هي مصير الكافرين- فهو في ذلك مخيَّر، وله إرادة تامة، وهذا أمر فطري يجده كل إنسان في نفسه، فكم من كافر أسلم، ولو كان مجبرًا لما تمكن من تغيير دينه في ذلك الوقت الذي اختاره، وهذا غيرُ خارج عن تقدير الله ومشيئته وعلمه وخلقه، فكل ما يحصل في هذا الكون هو بتقدير الله تعالى، وهو عالم بكل شيء وكتب وشاء، ومع هذا فالإنسان لا يشعر بباعث قهري يحمله على الذهاب إلى المسجد أو إلى الملهى، بل هو مختار لفعله، فلا يصح له الاحتجاج بالقدر السابق على ما فعله بإرادته، وأما ما يقع على الإنسان مثل كونه من أبيه وأمه أو من البلد الفلانية أو مولود في هذا العصر وفي وقت كذا، وما يحصل له من أرزاق أو مصائب وما يدور في داخل جسده من نبض القلب وحركة الدم وعمل الأعضاء وغير ذلك، هو فيه مسيَّرٌ، ليس له اختيار، والفطرة تدل على ذلك، فهل يستطيع أحد أن يتحكم فيما كتب وقُدِّر عليه؟، وإنما يوصف بالجبر العاجز، كالإنسان الذي يجبر غيره على ما يكرهه، والله تعالى أعظم من أن يجبر أحدًا؛ لأنه يخلق في قلب العبد الإرادة فيفعل أو عدم الإرادة فيترك، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 ما الفرق بين الجن والملائكة؟

الإجابة:

الحمد لله، الملائكة خُلقت من نور، مكانهم في السماء وقد ينزلون إلى الأرض بأمر الله، وكلهم طائع عابد لله تعالى، لهم أجنحة مثنى وثلاث ورباع، ولا يعملون شيئًا إلا بأمر الله تعالى، منهم من وظيفته عبادة الله تعالى بالسجود والتسبيح ونحوهما، ومنهم من ينزل بالوحي على الأنبياء، وهو أشرفهم، وهو جبريل، ومنهم الموكَّل بنزول الأمطار، وهو ميكائيل، ومنهم من ينفخ في الصور يوم القيامة، وهو إسرافيل، ومنهم ملك الموت الذي يقبض أرواح العباد، ومنهم خُزَّان للجنة وخزان للنار، وغيرهم، وهم أكثر خلق الله تعالى، وأما الجن فهم مخلوقون من نار، ويعيشون في الأرض وقد يطيرون بين السماء والأرض، وهم مكلَّفون مثل الإنس، فمنهم المؤمن ومنهم الكافر، وهم يأكلون ويتناسلون، ومهمة كافرهم إضلال الإنس والوسوسة لهم بكل شر يقدر عليه، ويُوهمون بعض السحرة أنهم ملائكة، وكلٌّ من الجن والإنس عبادٌ مربوبون لا تجوز عبادتهم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 هل يصح خبر قتل النبي لستمائة يهودي بالمدينة؟

الإجابة:

الحمد لله، قبل الخوض في العدد لا فرق بين قتل الواحد والألف، فإن كان القتل بحق فكلُّ من قُتِل بالحق فهو مستحق لذلك، وكذلك كان اليهود الذين قُتلوا في عهد النبوة، والعدد المذكور يتعلق بيهود بني قريظة، فقد قُدِّر من قُتل منهم بأقل تقدير ستَّمائة، كما قال موسى بن عُقبة، وبأعلى تقدير تسعَمائة، كما ذكر ابن إسحاق، وبنو قريظة لما جاءت قريش لغزوة الخندق أعلنوا سب النبي صلى الله عليه وسلم، فلما أرسل إليهم وجدهم قد نقضوا العهد؛ ظنًّا منهم بأن المشركين سينتصرون على النبي صلى الله عليه وسلم، فلما هزم الله الأحزاب توجه صلى الله عليه وسلم إلى بني قريظة، ونزلوا على حكم سعد بن معاذ رضي الله عنه، فحكم بقتل رجالهم وسبي نسائهم وصبيانهم؛ عقوبةً على خيانتهم، ففُعل بهم ذلك، وكانوا أغلظَ اليهود كفرًا وأشدَّهم عداوةً وآخرهم غدرًا، فلم يتعظوا بمن قبلهم منهم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 لماذا يُنظر إلى الإسلام على أنه أفضل الأديان؟

الإجابة:

الحمد لله، يتبين الفرق بين الإسلام وغيره بدراسة الأديان وبالمقارنة بين الحضارات، ويتعذر بسط ذلك هنا، ولكن من الأوجه اليسيرة في المقارنة، أن الديانات السماوية التي يرتبط أصحابها بوحيٍ ولهم كتب منزلة، كاليهودية والنصرانية، هي أفضل من الديانات الأرضية التي يتم فيها اختيار الإله من قبل العابد نفسه من محيطه الأرضي، بحيث يصيب إلهه الذي يعبده نفس التغيرات التي تصيب العابد، بل يحتاج المعبود إلى العابد أكثر من حاجة العابد إليه؛ لأنه الذي يصنعه والذي ينظفه والذي يبني له مقر العبادة وينقله إليه والذي يرممه إذا تكسر ويرفعه إذا وقع، ويشعله إذا كانت نارًا تُعبد، يطفئها الماء والهواء، وتخمد إذا لم يجد من العابد وقودًا، ونحو ذلك، كالهندوسية والبوذية، فإذا نظرنا للأديان السماوية نجد أن الإسلام يتضمن الإيمان بموسى عليه السلام وبالتوراة المنزلة عليه، والإيمان بعيسى عليه السلام وبالإنجيل المنزل عليه، واليهود والنصارى يكفرون بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم وبالقرآن، ومن أوجه المقارنة أن الإسلام دين متوافق مع الفطرة لا تجد فيه منافاة للفطرة أو مصادمة للعقل، مثل الإيمان بأن الآلهة ثلاثة وواحد في نفس الوقت، وما يعرض لبعض الناس من استشكالات حول الإسلام يجد جوابها المقنع في الإسلام -إن وُفِّق له عالمٌ- بحمد الله، مما يؤيد شمول الإسلام وسهولته ووضوحه وصلاحه لكل زمان ومكان وإنسان، لهذه الأسباب وغيرها كان الإسلام هو الدين الحق، وإذا أدخل المقارن تصرفات بعض المسلمين المخالفة للإسلام في المقارنة فسيجد مثل ذلك في كل الأديان، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 هل سيدخل النصارى الجنة؟

الإجابة:

الحمد لله، لن يدخل النصارى الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط، ولن يجدوا ريحها، وهل خُلقت النار إلا للنصارى وأمثالهم، قال تعالى: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ (72) لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِلَّمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (73) أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (74) مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (75) قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [المائدة: 72 - 76]، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 ما حكم الإسلام في نظرية التطور؟

الإجابة:

الحمد لله، نظرية التطور هي أن الكون ناشئ عن محض الصدفة، وليس بخلق ولا إرادة ولا تقدير، وأن الإنسان أصله خلية واحدة تطورت عبر ملايين السنين حتى وصلت إلى حلقة القِرَدَة العليا، ثم تطورت هذه بدورها حتى انتهت إلى التطور المشهود: الإنسان، وأنه لا يوجد خالق للإنسان، وتسمى نظرية دارون، وهو الباحث صاحب هذه النظرية المنتشرة في المجتمع الغربي، منذ عام 1858 تقريبًا، وبطلان هذه النظرية من خمسة جهات: الجهة الأولى: أنها نظرية مصادمة للفطرة، فلا يمكن أن يصدِّق الإنسان أن الفعل يحصل بلا فاعل، فكيف إذا كان الفعل يتكرر بنظام واضح ودقة وتعقيد؟ ولا يمكن أن يصدِّق أن الكتاب الذي يقرؤه يمكن أن يكون تجمعت حروفه وأوراقه وتجلدت نتيجة انفجار مطبعة، فالكون بكل ما فيه من إتقان كيف يوجد بلا خالق قادر عالم مريد، وهو من أعظم الأدلة الحسية المادية على وجود الله تعالى، فالتفكرُ في الكون والفطرةُ السليمة يرفضان هذه النظرية، والجهة الثانية: أنه قد ردها كثير من الباحثين الغربيين أنفسهم، والحق ما شهدت به الأعداء، ونَشرتْ أبحاثَهم بعضُ المواقع، مع كونهم ليسوا بمسلمين إلا أن عقولهم وفطرتهم دلتهم على كذب النظرية، ولم يتم الرد الموضوعي عليهم من أتباع النظرية الكاذبة، ولا تعتبر حقيقة واقعية محسوسة، فهي ليست نظرية يقينية، بل هي استنتاجات وتحليلات خالفتها دراسات أخرى، والجهة الثالثة: أن الأدلة الشرعية الإسلامية قد سبقت هذه النظرية بقرون في البيان التفصيلي لنشأة الخلق، وأنه كان الله ولم يكن معه شيء، ثم خلق الخلق بحكمته وقدرته، ومما خلق أبونا آدم عليه السلام من تراب ثم طين، طوله ستون ذراعًا في السماء، وخلق منه زوجه حواء، وولدت منه أولادًا واستمر الخلق إلى الآن، فالإنسان وجد إنسانًا، وهذا هو التصور الصحيح للخلق، وهو مفصَّلٌ في القرآن الكريم في سورٍ كثيرةٍ، كسورة البقرة وسورة الأعراف وسورة الحج وسورة المؤمنون وسورة ص وسورة الرحمن، بالإضافة إلى آيات أخرى كقوله تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا} [الإسراء: 70]، وفي الرد على كون الله تعالى خلق الأشياء ثم تركها تتطور بلا قدرة ولا مشيئة ولا خلق نجد قوله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ} [المؤمنون: 17]، وقال تعالى: {وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [الذاريات: 49]، وقال صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ كُلَّ صَانِعٍ وَصَنْعَتَهُ)، رواه البخاري في خلق أفعال العباد (ص: 46)، وهو صحيح، فكلُّ شيءٍ مخلوق فالله خلقه، قال تعالى: {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (62) لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} [الزمر: 62، 63]، وتصديق نظرية التطور كفرٌ؛ لأنه إلحادٌ وتكذيب للقرآن الكريم، ونفيٌ للحكمة من الوجود وإنكار للبعث، {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ} [ص: 27]، الجهة الرابعة: المعارضة، وهي مقابلة النظرية بالإيرادات العقلية التي تنقضها، بأن يقال لهم: المخلوق الأول الذي حصل له التطور من أين وجد؟ وماذا كان قبل أن يبدأ مراحل التطور؟ وكيف يخلق الجماد كائنًا حيًا؟ وإذا كنتم تزعمون أن القرد في مرحلة من المراحل تطوَّر فأصبح إنسانًا، فما بال القرود الموجودة إلى الآن، لماذا لم تتطور، وهي فصائل كثيرة ومتنوعة كسائر الكائنات، وما الذي أوقف عجلة التطور؟ وإذا كان الإنسان قد تطور فلماذا لا يُنسب تطوره لخالقٍ طوَّره بالفعل، كما تتطور الأجهزة الالكترونية والسيارات وغيرها فيُنسب لمطوِّرها من البشر؟ فالتطور لا ينجي من إثبات الخالق، سبحانك هذا بهتان عظيم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

للاستزادة: رحلة اليقين، إياد قُنَيبي، على اليوتيوب.


 تحدى الله تعالى أن يأتي أحد بمثل القرآن، فهل جرب أحدٌ هذا التحدي من قبل؟

الإجابة:

الحمد لله، نعم، ولم يكن شيءٌ منها مقاربًا لقوة القرآن الكريم، بل هي محاولات فاشلة، بدليل أنها نُسيت ولم يأبه بها أحدٌ، وهم على قسمين: القسم الأول من عارض القرآن بكتابٍ من عنده دون ادعاءِ أنه وحيٌ من الله، أو أنه نبي، مثل ابن الراوندي وأبي العلاء المعري في كتاب سماه الفصول والغايات، قيل له: أين هذا من القرآن؟ فقال: لم تَصقُلْه المحاريب أربعمائة سنة. يعني أن الناس أَلِفوا القرآن وتعودوا عليه، وكتابي لازال جديدًا، والقسم الثاني من ادعى النبوة وأن ما معه قرآن من عند الله تعالى، ومن أمثلة ذلك ما قال ابن الجوزي رحمه الله: (ومنهم مسيلمة، ادعى النبوة، وتسمى رحمان اليمامة؛ لأنه كان يقول: الذي يأتيني رحمان. فآمن برسول الله صلى الله عليه وسلم، وادعى أنه قد أشرك معه، فالعجب أنه يؤمن برسول، ويقول إنه كذاب، ثم جاء بقرآن يضحك الناس، مثل قوله: (يا ضفدع بنت ضفدعين، نُقِّي ما تنقين، أعلاك في الماء، وأسفلك في الطين، ومن العجائب شاة سوداء، تحلب لبنًا أبيض).. ومنهم طليحة بن خويلدٍ، خرج بعد دعوى مسيلمة النبوة، وتبعه عوام... ومن قرآنه: (والحمام واليمام، والصُّرَد الصوام، ليبلغن مُلكنا العراق والشام... وهرب طليحة إلى الشام، ثم أسلم، وصح إسلامه، وقتل بنهاوند... وقد تنبأ رجل يقال له كهمس الكلابي، وكان يزعم أن الله تعالى أوحى إليه: (يا أيها الجائع، اشرب لبنًا تشبع، ولا تضرب الذي لا ينفع؛ فإنه ليس بمقنع... ومنهم هذيل بن يعفور... عارض سورة الإخلاص، فقال: (قل هو الله أحد، إله كالأسد، جالس على الرصد، لا يفوته أحد)، ومنهم هذيل بن واسع... عارض سورة الكوثر، فقال له رجل: ما قلت؟ فقال: (إنا أعطيناك الجواهر، فصل لربك وجاهر، فما يؤذيك إلا كل فاجر)، فظهر عليه القسري فقتله، وصلبه على العمود، فعبر عليه الرجل، فقال: (إنا أعطيناك العمود، فصل لربك من قعود، بلا ركوع ولا سجود، فما أراك تعود)، وممن ظهر فادعى أنه يوحي إليه المختار بن أبي عبيد...)، وقد علم أنه النبي صلى الله عليه وسلم أُمِّيٌّ لا يقرأ ولا يكتب، ولا رحل ليدرس من أخبار الأولين، فأتى بهذا الكتاب الجليل الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

ينظر: صيد الخاطر لابن الجوزي ص: 416-419، سير أعلام النبلاء للذهبي 18/ 31، لماذا أسلم صديقى ورأى الفاتيكان فى تحديات القرآن: للكاتب: د إبراهيم خليل.


 لماذا يبدي الناس اهتمامًا بالإسلام؟

الإجابة:

الحمد لله؛ لأنه أحقّ ما يهتم به الإنسان، ولا يهتم به إلا العاقل الذي يبحث عن السعادة في الدنيا والنجاة والسعادة في الآخرة، فإذا وفقه الله للدخول في الإسلام حصلت له السعادة والنجاة، فالإسلام فيه ما يدعو للاهتمام به، سواءً في عقائده أم في عباداته أم في أحكامه في غير العبادات أم في آدابه وأخلاقه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

ينظر: http://islamhouse.com/ar


 هل يمكن للرجل المسلم الزواج من أكثر من امرأة؟

الإجابة:

الحمد لله، نعم يجوز ذلك إلى أربع نسوة، قال تعالى: {فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ} [النساء: 3]، ويسمى التعدد، وفي جوازه حِكَم من عدة جهات، منها: أولًا: قد تكون الزوجة لا تنجب، ولا بد لها من زوج، فهذا الزوج الذي سيرضى بها إما أن يقضي حياته بلا ذرية، وإما أن يلجأ للزنا والفاحشة لتحصيل الولد وإما أن يتزوج بزوجة أخرى، وهو الحل الصحيح شرعًا والمناسب عقلًا، ثانيًا: أن الله عز وجل خلق الرجل قادرًا على أن يعول أكثر من أسرة، فليس مطالبًا كالمرأة بالمكث مع الأولاد وإرضاعهم وتربيتهم، فيستطيع أن يتكفل بالجميع، وكذلك من ناحية المعاشرة الزوجية، بخلاف المرأة التي هي في الغالب أضعف من الرجل والتي يعرض لها ما يمنع من المعاشرة، كالحيض، ثالثًا: أن النساء أكثر من الرجال في جميع المجتمعات، مهما اختلفت الأسباب، ومقتضى عدم التعدد أن المرأة التي لا تجد زوجًا إما أن تُحرَم من الزواج وإما أن تسلك طريق الفاحشة، وكلاهما محرَّمٌ، ففي التعدد حل لهذه المشكلة الاجتماعية، رابعًا: أنه قد لا يستقر الرجل نفسيًّا مع المرأة الأولى، ولا يريد أن يلحق بها الضرر بالطلاق، وهي راضية بالبقاء معه، فتكون له فرصة في أن يعيش مع زوجة أخرى تخفَّف عليه بعض ما هو فيه، خامسًا: أن الشارع اشترط في التعدد العدل حتى لا يلحق الضرر بإحدى الزوجات، كما اشترط عدم مجاوزة الأربع حتى لا يحصل التفريط والإهمال من الزوج، فتحصل بذلك الفوائد المرجوة مع التحرز من الأضرار المحتملة للتعدد، والحكم كثيرة لمن تأمل، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 كيف ضمن الإسلام حقوق الإنسان؟

الإجابة:

الحمد لله، حفظ الإسلام حقوق الحيوان فكيف يضيع حقوق الإنسان؟ وكل الأحكام الشرعية فيها حفظ لحقوق الإنسان، ولكن نسلط الضوء على بعض النواحي، فمن ذلك: ناحية الدين: دعا الإسلام إلى الدين الحق، وبيَّن بطلان الأديان الأخرى، ولكن من غير إكراه على الإسلام، والشعب الذي لا يقبل الدعوة ولم يحارب المسلمين بل عاقد المسلمين بعقد الذمة كما حصل في زمن الجهاد والفتوحات الإسلامية فإنهم يُقرُّون على دينهم، وهم في سلطان المسلمين، وهذا يؤول إلى احتكاكهم بالمسلمين وتعرفهم على الإسلام، ومن ناحية النفس: حفظ الإسلام كلَّ النفوس المعصومة والمحترمة بتحريم قتلها، والنفوس المحترمة المسلمون والكفار غير المحاربين، وفي حالة الحرب منع قتل الأطفال والنساء والشيوخ غير المشاركين في القتال، وعالج قضية الرق والعبودية الموجودة من غابر الأزمان، فأزال مفاسده وأبقى ما فيه من خير، فضيَّق أسبابه ووسَّع مصارفه، فمنع الأَسْر في بداية المعركة مع الكفار، وإنما بعد التفوق في المعركة، ثم إذا صار الأسير رقيقًا فالإسلام يُلزم مالكه بحسن التعامل معه، ويجعل إعتاقه كفارة في كثير من المعاصي، وإذا أساء إليه يلزمه أن يعتقه، ومن أوجه النفع في الرق أنه لو لم يوجد استرقاق  لزم منه ضياعُ النساء والأطفال والعاجزين الذين قُتِل ذَوُوْهم في المعركة، فبدل تركهم للموت أو الفاحشة أو اللصوص ينتقلون لمالكٍ ينفق عليهم ويرعاهم، ومن ناحية العقل: حفظه الإسلام بصيانته من الاعتقادات الفاسدة والتصورات المنحرفة عن الكون وعن الغيب ونحوهما، وحفظه بتحريم المسكرات التي تزيل العقل وتفسد الصحة، وفي جانب من صيانة الإسلام للناحية الصحية: ومن ذلك منع استعمال كل ما يضر صحته أو صحة الآخرين، ومنع الخروج من البلد الذي ينزل فيه الطاعون لمن كان داخله، ومنع الدخول إليه ممن كان خارجه، ومن الناحية الاجتماعية: اعتنى الإسلام بتكوين الأسرة من الزوجين وبتفاصيل تربية الأولاد وحَفِظَ حق الوالدين وحق الأقارب بالإحسان والنفقة عليهم عند الحاجة وبلزوم صلتهم، وحق الجيران بالإحسان وكف الأذية عنهم، وحق الطريق بدلالة التائه وغض البصر وغير ذلك، ولم يفرق الإسلام بين أجناس بني آدم وأعراقهم وألوانهم في الواجبات والحقوق، ولعموم الناس حقوق محفوظة معروفة في الإسلام، ومن الناحية الاقتصادية حفظ الإسلامُ حقَّ التملك للفرد، وحرَّم الربا، وحذَّر من التساهل في الديون مع إباحتها للمحتاج، وأوجب مواساة المحتاجين بالزكاة، ومَن كانت حاجته طارئةً أباح له أن يسأل الناس حتى تزول حاجته، ونظَّم المصادر والموارد العامة للدولة، ومن ناحية المرأة حفظ حقها أمًّا بلزوم رعايتها وبرها وإسعادها قدر المستطاع، وحفظ حقها أختًا وزوجةً وبنتًا برعايتها والسفر معها؛ لأن السفر مظنة التعب ولغير ذلك من الأسباب، وألزم وليها بالنفقة عليها؛ لأنها مأمورة بالقرار في البيت إلا للحاجة، ولها حق التصرف فيما تملك، وضمن لها حق الزواج برضاها وحق رعاية أطفالها وغير ذلك، والفرق بين الإسلام وغيره أن مراعاة الفرد لهذه الحقوق تكون باعتقاد ورغبة في الأجر من الله تعالى، وليس خوفًا من قانون أو نحوه، وتتضح محاسن الإسلام جلية بالمقارنة بما كان عليه الإنسان عمومًا والمرأة خصوصًا قبل الإسلام، قال تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً} [الإسراء: 70] وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 ما هو مفهوم الاعتدال في الإسلام؟

الإجابة:

الحمد لله، الاعتدال التوسط والعدل، فالإسلام في كل النواحي حسنةٌ بين سيئتين، والمطلوب من المسلم أن يعتدل فلا يغلو ويبالغ، ولا يتساهل ويتهاون، ويطبق الاعتدال في نفسه، ويعمم ذلك على أقواله وأفعاله، فمن تلك النواحي: أولًا: الإسلام راعى حاجة الروح بالعبادات وتزكية النفوس ونحو ذلك، وراعى حاجة الجسد بتنظيم المعاملات وضبط الطعام والشراب والحث على النكاح  ونهى عن التبتل، أي الانقطاع للعبادة وترك الزواج، ومن الناس من غلَّب جانب الروح وأهمل الجسد، مع أن الجسد بها تُؤدَّى العبادات، فتركوا الاغتسال والتنظف وكلفوا أنفسهم لبسَ الخشن وأكلَ الطعام الذي لا يلائمهم مع الغلوِّ في العبادة واعتزالِ الناس ومخالفةِ الفطرة، كرهبان النصارى وبعض البوذيين والهندوس والغلاة من المتصوفة، وفي المقابل مِن الناس من غلَّب جانب الجسد وأهمل الروح، فلا يعيش إلا لشهواته وتحقيق رغباته فلا يتقيد بشرع ولا يبالي بعبادة، ثانيًا: الإسلام يجيز التعامل مع الكفار بالبيع والشراء والإهداء ونحو ذلك، ويوجب معاملتهم بالعدل، ويحرِّم إلحاقَ الأذية بهم في غير حالة الجهاد مع عدم التأثر بعقيدتهم وعاداتهم ومع المنع من الموالاة القلبية لهم، ومن الناس مَن يقتل كلَّ من يخالفه في الدين ولا يطيق وجودهم، فيظلمهم لأنهم ليسوا على دينه أو طريقته أو مذهبه، وفي المقابل منهم مَن يتنازل عن دينه لأجل الكفار ويطيعهم في معصية الله تزلُّفًا وطمعًا، ولا يعلم أنهم يحتقرونه بذلك، فلا يحصِّل دينًا ولا دنيا، ثالثًا: جاء الإسلام بالإيمان لله تعالى وصفاته وأفعاله دون تمثيل، ومِن الناس مَن عقيدته الإلحاد ونفي وجود الله تعالى بلسانه وإن كان في قلبه يخالف قولَه، ومنهم من اعتقده كالعدم فلا يثبت له صفةً ولا فعلًا، وهؤلاء وأمثالهم اشتركوا في التعطيل، وفي المقابل اعتقد بعض الناس أن كل شيءٍ هو الله، واعتقد آخرون الألوهية في بعض المخلوقات كالملائكة والمسيح أو ما هو أقل كالأصنام والأشجار، وسموا بعضها بأسماء مشتقة من أسماء الله تعالى، وهؤلاء وأمثالهم اشتركوا في التشبيه، رابعًا: أثبت الإسلامُ القدرَ وأن كل شيء يحصل في هذا الكون فهو بإرادة الله تعالى، وما يحصل فيه مما يأمر به فإنه يحبه ويرضاه، وأن العبد له إرادة، وأن أفعاله الإرادية لا تخرج عن إرادة الله تعالى، ومن الناس من يقول إن الإنسان مجبور على أفعاله ولا إرادة له، وفي المقابل هناك من يقول إن الإنسان يخلق فعله وليس ذلك بمشيئة الله وإرادته، خامسًا: الإسلام وسط في الاقتصاد بين الاشتراكية والرأسمالية، سادسًا: الإسلام حقَّق العدل والوسطية في جميع الأمور، في العلاقة بالله تعالى والعلاقة بالناس وعلاقة المرء بنفسه، وقد تجد تحقيقًا لبعض هذه الجوانب في غير الإسلام لكن ليس على جهة العموم، وذلك لأن الإسلام دين الله تعالى الذي رضيه وختم به الأديان، وجعله صالحًا لكل زمان ومكان وإنسان، وأعجز العقول عن الإحاطة بسره ومنتهاه، ولا يقبل من أحدٍ دينًا سواه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 لماذا خلق الله النار؟

الإجابة:

الحمد لله، النار على نوعين: نار الدنيا ونار الآخرة، فأما نار الدنيا فلها فوائد عظيمة، من أشهرها الاستفادة من ضوئها في الظلام وإنضاج الشراب والطعام والاستدفاء عند البرد وإتلاف ما يحتاج الإنسان إتلافه وتليين المعادن وتيسير الصناعات وعلاج بعض الأمراض، وأما نار الآخرة فلها حكم منها معاقبة الكفار والمخالفين لأمر الله تعالى، فإن كان كافرًا فإنه يخلَّد في النار ولا يخرج منها أبدًا؛ لأنه جحد مَن خلقه وصرف العبادة لغيره وفعل ما يستحق أن يُعاقب عليه، وإن كان عاصيًا موحِّدًا وقدَّر الله عليه دخول النار فإنه يخرج منها إذا تطهَّر من ذنوبه ويدخل الجنة، قال تعالى: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ} [المؤمنون: 115]، والعلم بوجودها وصفتها كان سببًا في الإيمان وفي الكف عما يغضب الله تعالى والالتزام بما يأمر به ويحبه، كما أن في عذاب الكافر والظالم في النار انتصارًا للمؤمن المظلوم الذي ظُلم في الدنيا وإذهابًا لغيظه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 كيف أخبر أبواي وعائلتي بإسلامي؟

الإجابة:

الحمد لله، إذا كنت لا تعيش معهم في منزل واحد فالأمر يسير، أخبرهم بأي وسيلة، كاتصال أو رسالة أو في زيارة، مع دعوتهم للإسلام، وإذا كنت تعيش معهم فتقدير الأمور راجع إليك، ولا توجد إجابة واحدة لكل الأشخاص، والمهم أن إخبارهم ليس واجبًا شرعًا، فافعل الأصلح، إن كان يترتب على إخبارهم ضرر فلا يلزم، وإلم يكن فيه ضرر أو كان فيه مصلحة، مثل احتمال دخولهم في الإسلام وتأثرهم بك، فأعلمهم بالطريقة المناسبة، مثل التدرج في إخبارهم عن الإسلام وفضله، ثم إخبارهم عن إسلامك، مع دعاء الله تعالى أن يهديهما للإسلام ويشرح قلوبهما على يديك، وصلى الله على نبينا محمد.


 لماذا ينبغي على المرء عبادة الله تعالى؟

الإجابة:

الحمد لله، التديُّنُ فطرةٌ، بمعنى أن كل إنسان مجبول على أن يتخذ إلهًا ويعبده، والذين يلحدون أرادوا عدم تقييد شهواتهم بقيد، لذلك يعانون من فراغ روحي كبير؛ لأنهم صادموا فطرتهم بإلحادهم، والدليل على ذلك اعترافُ كثيرٍ منهم بأنه إذا نزلت به مصيبة توجه إلى السماء، فلماذا يتوجه إلى السماء وهو يجحد وجود إله؟ ومنهم من يختلق ديانة حتى يتيح لنفسه ممارسة شهواته، بوضع القوانين التي تناسبه في الدين الجديد، فإذا تقرر أنه لا بد من معبود فكل معبود سوى الله تعالى فإنه لا يصلح للعبادة؛ لأن له بداية، وكان قبل ذلك معدومًا، ولأنه لا يملك أن يغيِّر شيئًا في الكون، فإذا احتاج العابد جلب منفعة فلن يقدر، وإذا احتاج دفع مضرة فلن يقدر، ومهما كان هذا المعبود فإنه لم يَخلق الذي توجه بالعبادة إليه، فالذي يستحق العبادة هو من توفرت فيه هذه الصفات، وهو الله تعالى، فلا ينبغي أن يُعبد سواه، والأدلة الكونية كخلق السماوات والأرض والشمس والقمر تدل على الربوبية والوحدانية، ثم كيف نعبده؟ لا يمكننا أن نعرف ذلك إلا بالرجوع إلى رسله عليهم الصلاة والسلام، فبالرجوع نجد أن الأنبياء كلهم يبشرون بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ومن شروط النبوة في التوراة والإنجيل وجود البشارة به من نبي سابق، وهو شرط منطبق في نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم، وقد جاء بأدلة كثيرة على صدقه، ومما جاء به أن دينه ناسخ لسائر الأديان، وإذا تقرر ذلك، فلا يمكن أن يعبد الله تعالى بغير دين الإسلام، قال تعالى:{ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [الفاتحة: 85]، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 ما ثواب الأعمال الصالحة التي يؤديها غير المسلمين؟

الإجابة:

الحمد لله، الجواب في قول النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله لا يظلم مؤمنًا حسنةً، يعطى بها في الدنيا ويُجزى بها في الآخرة، وأما الكافر فيُطعم بحسنات ما عمل بها لله في الدنيا، حتى إذا أفضى إلى الآخرة، لم تكن له حسنة يجزى بها» رواه مسلم (2808)، فيُعطى الكافر ثواب عمله زيادة في ماله، أو حسن ذكر في الدنيا، أو غير ذلك من الثواب الدنيوي، وأما في الآخرة فقد ذكر الله تعالى مصير أعمالهم فقال: {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا} [الفرقان: 23]، وذلك أن الكافر لم يأتِ بالإسلام الذي هو شرط لقبول الأعمال في الآخرة.


 هل يمكن للمرء رؤية الله تعالى في الدنيا؟

الإجابة:

الحمد لله، أما رؤية الله بالأبصار في الدنيا فهذا لا يمكن؛ لأن خلق الإنسان لا يتمالك ولا يقدر على ذلك، ولله المثل الأعلى هل يستطيع الإنسان أن يرى الشمس مدة نصف دقيقة؟ لا، لماذا؟ لأن الأبصار غير مهيَّأة لذلك، فإذا كان يوم القيامة أنشأهم الله تعالى خلقًا آخر، ويتمكنون حينئذٍ من رؤية الله تعالى، وقد طلب موسى عليه السلام من ربه تعالى أن يراه في الدنيا فأخبره أن ذلك لا يمكن، قال تعالى: {وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} [الأعراف: 143]، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 هل الإسلام هو أشد الأديان عنفًا؟

الإجابة:

الحمد لله، من إنصاف السائل أن قال: (هل) ولم يقل (لماذا)، والإجابة مبنية على مقارنة الأديان، وهذا ليس بلازم، يكفي أن نُبيِّن الإسلام بيانًا صحيحًا، ثم المقارنة متروكة لمن يريدها، فأولًا بالنظر للنصوص الواردة في الكتاب والسنة نستطيع أن نقول بكل تجرد: الإسلام هو دين الرحمة والعدل، قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107]، فإذا كانت صُوَر الرحمة شاملة للحيوانات فكيف بالإنسان؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللهَ كَتَبَ الْإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ، وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذَّبْحَ، وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ، فَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ» رواه مسلم (1955)، وإذا كانت رحمة الإسلام تشمل الكفار بكل أنواعهم، فكيف بالمسلمين؟ فالكفار ثلاثة أنواع، الأول: الكافر الحربي، الذي يقاتل المسلمين أو المستعد لقتالهم، وحتى هؤلاء كان الإسلام رحيمًا بهم، ففي أشد الحالات عليهم -هي القتال- نهى الإسلام عن تعذيبهم أو التمثيل بأجسادهم أو قتل النساء والشيوخ الذين لم يقاتلوا أو قتل الأطفال ونحوهم، إلى غير ذلك من الأمثلة، والثاني: الذِّمِّي، وهو الكافر الذي يلتزم بأحكام المسلمين وهو باقٍ على دينه مقابل جِزْيةٍ يدفعها سنويًّا، وهؤلاء لو تعرضوا لقتال وجب على المسلمين حمايتهم، ومن كبر في السن منهم وعَجَز عن العمل تسقط عنه الجزية مع بقاء حقوقه على المسلمين، حتى تمنى كثير من الكفار أن يكونوا في ذمة المسلمين بدلًا من العيش في بلادهم وتحت سلطتهم، لما وجدوه من الفرق بين حسن المعاملة عند المسلمين والظلم والاضطهاد وسوء المعاملة عند أبناء جلدتهم، وهذا لا يعني التعميم، والثالث من أنواع الكفار: المستأمن والمعاهد، والمستأمن هو من دخل بلاد المسلمين بأمانٍ، والمعاهد مَن كان بين بلده وبين بلاد المسلمين صلح، وهؤلاء أيضًا لا يُتعرَّض لهم بسوء حتى ينتهي عهدهم أو أمانهم، قال تعالى عن النوعين الثاني والثالث: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [الممتحنة: 8]، والإسلام إذ يأمر بالعدل في التعامل مع الكافر نجده ينهى أيضًا عن تولي الكافر ومحبته، وعن ظلمه أيضًا، وهذا من تمام العدل، وثانيًا بالنظر للتاريخ الإسلامي، ولتطبيق المسلمين لتعاليم دينهم نجد الأمر كذلك بوضوح، وبشهادة الأعداء قبل الأصدقاء، والجدير بالذكر أن أعداء الإسلام يحاولون تشويه صورته لتنفير الناس عنه ولتشكيك المسلمين في دينهم، فيأتون لبعض الأشياء التي يظنها الناس من العنف ويجمعونها ويبرزونها على أنها هي الإسلام، مثل قتل المرتد أو رجم الزاني أو قطع يد السارق، ولا يتأملون ما في هذه الأحكام الشرعية من العدل والكمال، ويأتون لبعض المواقف التاريخية التي تعتبر اجتهادًا خاطئًا من أصحابها ويبرزونها على أنها هي تاريخ المسلمين، كمواقف في الجهاد لبعض المسلمين، وللأسف أنها تُدرَّس في المدارس والجامعات على أن هذا هو تاريخ المسلمين، ولله الحمد أن النتائج تكون عكسية أحيانًا؛ لأن الطلاب يندفعون لقراءة المزيد فيكتشفون الحقيقة بأنفسهم، وهكذا يجب على كل عاقلٍ أن يفعل، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 ما هو مفهوم العقاب في الإسلام؟

الإجابة:

الحمد لله، العقاب في الإسلام ثلاثة أقسام: الأول: عقاب أخروي، يكون يوم القيامة بالعدل التام، فمن فاته العقاب في الدنيا زاد عقابه الأخروي، ومن عوقب في الدنيا إن كان بقدر إجرامه لم يعاقب في الآخرة، وإن كان أقل نال عقابه التام في الآخرة، وذلك بمشيئة الله وحكمته، فأخبر أن الكافر عقوبته سرمدية وأن المؤمن قد يغفر له وقد يعاقب، والثاني: عقاب دنيوي، وهذا على نوعين: النوع الأول: عقاب قدري من الله تعالى بالأمراض والفقر ونحو ذلك، وهذا راجع لحكمته تعالى، فمن أراد تمحيصه في الدنيا عاقبه بمثل ذلك، ومن أراد توفير العذاب له في الآخرة لم ينله في الدنيا تمحيص، والنوع الثاني: عقاب شرعي، يقوم به القاضي الشرعي، وهو على ضربين: الضرب الأول عقوبات محددة، وهي الحدود، كالقتل للمرتد والرجم للزاني، والضرب الثاني عقوبات غير محددة، وإنما ترجع لتقدير القاضي، وتكون في المعاصي التي ليس لها حدود، مثل من يؤذي جيرانه أو ينشر الفاحشة بين المسلمين أو يسب ويشتم من لا يستحق، ويسمى هذا الضرب بالتعزير، مثل السجن والغرامات المالية والأعمال الشاقة التأديبية، والعقوبات في الإسلام لها فوائد وأسرار، منها أولًا أنها تكون تمحيصًا للمسلم، وثانيًا كونها ردعًا لمن يحدِّث نفسه بفعل تلك المعاصي، وثالثًا كونها من العدل والانتصار للمظلوم فيما يتعلق بحقوق العباد، كالقذف والسرقة، الثالث من الأقسام: العقوبات التأديبية لمن له سلطة التأديب كالزوج والأب والمعلِّم، وهذه تكون بأساليب مختلفة، ومنها الضرب بضوابط، منها كون ضرب غيرَ مؤثر، وألا يتجاوز عشرة ضربات، وأن يجتنب الوجه والمواضع الخطرة في البدن، ويكون في الأمور المهمة كترك الصلاة ممن جاوز عمره لعشر سنوات، مع بيان سبب العقاب لتحصل ثمرة التأديب بتصحيح السلوك، وتهديده قبل ذلك وعدم المبادرة بالعقوبة، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 ما الحكمة في الإسلام من قطع يد السارق؟

الإجابة:

الحمد لله، السرقة عظيمة الضرر؛ لأن السارق يأخذ المال خفية من المكان الذي يُحفظ فيه عادةً، فيتعسر التحرُّز منه، وفي تركه بلا عقوبة ظلمٌ للمسروق منه وانتشارٌ للفوضى والخوفِ بين الناس وتعطيلٌ لكثيرٍ من الأعمال، فإذا تقرر أنه لا بد من عقوبة السارق فإن قطع يده إذا توفرت الشروط الشرعية هي أنسب عقوبةٍ؛ لأسباب منها: أن اليد هي العضو الذي باشر السرقة، وأن اليد عضو بارز ظاهر، فإذا قُطِع رآه الخائفون من السارق فأمنوا وعلموا أنه نال جزاءه، وإذا رآه اللصوص الآخرون خافوا وامتنعوا من السرقة حتى لا يلحقوا به، فسلم الناس من شرهم، وأن الإنسان عنده يدان، فإذا قطعت يد السارق وتاب استطاع أن يعيش باليد الأخرى، والإسلام لا يتشوف لقطع الأيادي، وإنما كان الغرض من تغليظ العقوبة صرف الناس عنها، وإذا لم تتوفر الشروط فإن السارق يعاقب بأي عقوبة أخرى أقل من قطع اليد حتى يرتدع، كالسجن والجلد والغرامة المالية والأعمال الشاقة، فإذا قارنت ذلك بحد الزنى مثلًا يزداد فهم الحكمة ومناسبة الحدود الشرعية للجرائم التي رتبت عليها، فالزاني المحصن قد فعل جريمة عظيمة مع عدم الداعي لها، وهي أشد من أخذ الأموال وقد وصلت اللذة لجميع أعضائه فناسب ذلك أن يُتلف بأبشع الصور، والزاني غير المحصن لا يستحق القتل لأن جرمه أخف، وقطع ذكره غير مناسب؛ لأنه عضو خفي، وليس في الجسد منه إلا واحد، فاستحق الجلد والتغريب عن المكان الذي يذكِّره بالمعصية، إلى غير ذلك من الحكم والأسرار، مع استحضار أن المسلم عليه الانقياد لشرع الله تعالى سواءٌ عرف الحكمة أو لم يعرفها، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 من أنشأ واختلق مفهوم التثليث؟

الإجابة:

الحمد لله، التثليث هو اعتقاد أن الآلهة ثلاثة، وهم واحد في الوقت نفسه، وهذه لم تكن عقيدة المسيح عليه السلام، ولا أتباعه إلى ثلاثمائة سنة من بعده، وأحدثها متأخرو النصارى المتأثرين بعباد الأصنام، فأقروه في مجمع نيقية، سنة 15 من مُلك قسطنطين، ويوافق عام 325 م، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

ينظر: إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان لابن قيم الجوزية 2/ 1035-1050.


 هل عيسى عليه السلام هو ابن الله؟

الإجابة:

الحمد لله، من اعتقد أن عيسى عليه السلام ابن الله فهو كافر، فالله عز وجل هو الأول بلا ابتداء فكيف يكون أبًا لأحد، ولو كان سبحانه يريد أن يتخذ الأولاد فلماذا يكون واحدًا، وإن كان عيسى خُلق من غير أب فقد خُلق آدم بلا أب ولا أم فلماذا لم يكن ابنًا لله تعالى، والاعتقاد الصحيح أن عيسى عليه السلام عبد الله ورسوله، وأن الله خلقه بآية خارقة، حيث خلقه من أم بلا أب، بل قال له: (كن)، فكان، وأنه وأمَّه كانا يأكلان الطعام، وهو النبي السابق لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ولا يصح إسلام شخصٍ حتى يؤمن بنبوته عليه السلام، وقد شرح القرآن الكريم قصة مريم وقصة عيسى في عدة سور، كسورة آل عمران وسورة المائدة وسورة مريم، وجاء التصديق به في السنة في عدة أحاديث، وهذا مطابق للنسخ الصحيحة من إنجيل برنابا، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

ينظر: حبي العظيم للمسيح قادني إلى الإسلام ص169.


 كيف ينظر المسلمون والكفار إلى المرأة؟

الإجابة:

الحمد لله، عند المقارنة بين الإسلام وغيره في شؤون المرأة نجد إكرام الإسلام للمرأة كرامةً لا تجدها في أي دينٍ أو مجتمعٍ آخر، والحق ما شهدت به الأعداء، فالمرأة الأوروبية مثلًا في عصرنا تحلم أن تكون امرأةً مسلمةً لتنال بعض الحقوق التي تتمناها كل النساء، ولا تجدها إلا في هذا الدين العظيم، وكيف لا يكون كذلك وهو دين رب العالمين؟ وهذه مقارنة مختصرة يحصل بها بعض الإجابة، فالمرأة عند كثير من العرب قبل الإسلام تُقتَل وهي صغيرة أو تُدفن حيةً  خوف العار أو بسبب فقر والدها، وكانت الزوجة المتوفى عنها زوجها تُورَث كما يُورث المتاع، حتى نهى القرآن الكريم عن ذلك، وكانت تعتد سَنَةً كاملةً في بيتٍ مُوحِشٍ، ولا تمس ماءً طيلة ذلك العام، ولا ترث حتى جاء الإسلام وأنصفها في العدة والميراث وسائر الأحكام، والمرأة عند اليهود كما في السُّنَّة وعند النصارى كما في كتابهم المقدس يرون نجاستها إذا حاضت ونجاسة كل ما تلمسه، وأن النساء سبب كل شر، مما جعلهم يقتلون النساء بصورة جماعية في أوروبا في أزمنة متفرقة، وأما الصينيون فكانوا لا يتزوجون ولا ينظرون إلى المرأة ولا يتصلون بها تغليبًا للزهد؛ لأنها عندهم مصدر كل خطيئة، والهنود قبل الإسلام عاملوا المرأة معاملة المال، وإذا مات زوجها لا تتزوج، وفي بعض الأحيان عندهم يكون للمرأة عدة أزواج، وهذا يعني أن تكون عرضةً للأوبئة والأمراض بسبب تتابع الرجال على رحمها، كالبغايا، وقد تحرق نفسَها بعد وفاة زوجها، وأما المرأة في الإسلام فلا تسافر وحيدةً، بل يلزم أن يكون معها زوج أو محرم يصونها عن التعرض لمتاعب السفر أو خشية التعرض للابتزاز في عرضها، والمرأة يحرم عليها البغاء واتخاذ الأخدان أو الزنى ولو مرةً واحدةً، والمرأة يجب عليها الاحتجاب ويحرم عليها إبداء زينتها للأجانب، ويلزم عائلها بالتكسب والإنفاق عليها دون أن يضطرها للتعرض للاختلاط بالرجال والتعرض لمشاكل العمل، مع حفظ حقها في التعلم والعمل عند الحاجة بحشمة وعفاف، إلى غير ذلك مما يطول شرحه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 هل أيد الإسلام وجهة نظر القائلين بموت المسيح على الصليب؟

الإجابة:

الحمد لله، المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام لم يُصلب ولم يُقتل، وإنما رفعه الله إليه في السماء الثانية، وسينزل قبل يوم القيامة، ويكون نزوله من علامات الساعة الكبرى، فيكسر الصليب الذي عبد من دون الله، وافترت النصارى أنه صلب عليه، ويقتل الخنزير، ويحكم بشريعة الإسلام، والدليل قوله تعالى: {وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا (156) وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157) بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (158) وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا} [النساء: 156 - 159]، وقال تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ} [آل عمران: 81]، وقال عليه الصلاة والسلام: «لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَنْزِلَ فِيكُمْ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا مُقْسِطًا، فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلَ الخِنْزِيرَ، وَيَضَعَ الجِزْيَةَ، وَيَفِيضَ المَالُ، حَتَّى لاَ يَقْبَلَهُ أَحَدٌ» صحيح البخاري (2476) ومسلم (155)، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 من خلق الله؟

الإجابة:

الحمد لله، كل مخلوق لابد له من خالق، فإذا كان الخالق أيضًا مخلوقًا لغيره فلابد له من خالق، ولا يقبل العقل أن يتسلسل الأمر إلى ما لا نهاية، ففي نهاية المطاف لابد من خالق مطلق، أول لا بداية له، ومنه ابتدأ الخلق، وهذا دليل عقلي صريح، وأما الدليل النقلي الصحيح  فحديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لن يبرح الناس يتساءلون حتى يقولوا: هذا الله خالق كل شيء، فمن خلق الله) رواه البخاري (7296) ومسلم (136)، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يزالون يسألونك يا أبا هريرة حتى يقولوا: هذا الله، فمن خلق الله؟) قال: فبينا أنا في المسجد إذ جاءني ناسٌ من الأعراب، فقالوا: يا أبا هريرة، هذا الله، فمن خلق الله؟ قال: فأخذ حصى بكفه فرماهم، ثم قال: قوموا قوموا، صدق خليلي. رواه البخاري (3276) ومسلم (135)، واللفظ له، فالمؤمن الذي يلقي عليه الشيطان هذا السؤال عليه أن يقول: آمنت بالله وأن ينتهي بمعنى أن يقطع التفكير؛ لأنه تسلسل لا آخر له، والله تعالى خالق وليس بمخلوق حتى يقال عنه: من خلقه، فهذا شبيه بسؤال: مَن سَمِع اللون الأخضر؟ فكما أن المرئي لا يُسمع، فكذلك ما لم يُخلق لا خالق له، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 هل تدحض نظرية التطور وجود الله تعالى؟

الإجابة:

الحمد لله، نظرية التطور هي أن الكون ناشئ عن محض الصدفة، وليس بخلق ولا إرادة ولا تقدير، وأن الإنسان أصله خلية واحدة تطورت عبر ملايين السنين حتى وصلت إلى حلقة القِرَدَة العليا، ثم تطورت هذه بدورها حتى انتهت إلى التطور المشهود: الإنسان، وأنه لا يوجد خالق للإنسان، وتسمى نظرية دارون، وهو الباحث صاحب هذه النظرية المنتشرة في المجتمع الغربي، منذ عام 1858 تقريبًا، وهي نظرية عاجزة عن تفسير الحقائق الكونية بتفسير منطقي، بل يحيلون إلى الصدفة والفجأة، فكيف يقال إنها تدحض وجود الله تعالى، وهي أيضًا نظرية غير محايدة، فإن المناصرين لها ليس عندهم تجرد في البحث العلمي، لذلك فالتفسير المسبق لكل النتائج أن الكون ليس له إله، وكل شيء حصل صدفة، ولا بد من تطويع نتائج الدراسات لهذا الأمر وإلا استُبعدت الدراسة، فالثقة بما يقدمونه من إحصائيات ضعيفة، وقد انخدع بها بعض المسلمين؛ لسببين: الأول: ضعف اليقين بالكتاب والسنة والعلم الشرعي؛ نتيجة الاحتكاك بالمجتمع الملحد والانبهار بالتقدم الدنيوي عندهم، وهذا التقدم لا ارتباط له بصحة الاعتقاد، قال تعالى: {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (6) يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ (7) أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ (8) أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} [الروم: 6 - 9]، الثاني: الجهل، سواء الجهل بحقيقة النظرية ولوازمها، أو الجهل بالحكم الشرعي لهذه النظرية، هذا، قد ردها كثير من الباحثين الغربيين أنفسهم، ونَشرتْ أبحاثَهم بعضُ المواقع، فلم تصل التطورية إلى اعتبارها حقيقة يقينية واقعية محسوسة، بل هي استنتاجات وتحليلات خالفتها دراسات أخرى، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 ما هي أدلة وجود الله تعالى؟

الإجابة:

الحمد لله، من أدلة وجود الله تعالى العقل والفطرة والخبر الصادق، أما العقل فهو التأمل في الكون، كل شيء من حولك يسير في نظام متقن، من حيث الزمان والمكان والكيفية، ويتضمن أسرارًا عجيبةً تدل على أنها لم تَخلق نفسَها، وإنما خلقها خالق له إرادة وقدرة وعلم، وكلما زادت المعرفة وتعمقت الأبحاث وتطورت الوسائل والأدوات زادت الأدلة والبراهين على وجوده تعالى وعلى كمال صفاته وعظمة أفعاله، ومن أمثلة ذلك الشمس التي تشرق وتغرب في مواعيد محددة، يستطيع الإنسان تحديدها مسبقًا؛ لأنها تسير بنظام محكم، ولو أنها اقتربت قليلًا لأحرقت كوكب الأرض، ولو ابتعدت يسيرًا لتجمد الناس، وكيف أنها مخلوق عظيم لا يستطيع الإنسان الاقتراب منه لتحليله أو الصعود عليه، مع أنه يستفيد منه الضوء والدفء وإصلاح النبات ومعرفة الأوقات وغير ذلك، فهي دليل على وجود الله تعالى، وأما الفطرة فهي أمر غريزي يجده الإنسان في نفسه ولا يمكنه مدافعته، ومن أمثلة دلالة الفطرة أنه عندما ينزل بلاء شديد بأحد البشر فإنه يشعر بتوجه قلبه إلى السماء لطلب الاستغاثة، ففي هذه اللحظة يؤمن الملحد، ويتنازل عن مبادئه الكفرية، ويعلم أنه لا بد من إله، ومن كان يعبد غير الله تعالى أيضًا يترك معبوده ويتجه إليه سبحانه، ثم من الناس من يتوجه لآلهة أخرى مخالفًا فطرته، ومصرًّا على شركه، وهذا لا يدل على نفي وجود الله تعالى، ولكنه يدل على تكبر بعض الخلق وعلى حِلم الله تعالى بهم وعدم معاجلتهم بالعقاب، وأما الخبر الصادق فأدلة القرآن الكريم المشحونة بالحديث عن الله عز وجل وصفاته وأفعاله، وبالتنبيه على الآيات العقلية والفطرية الدالة على ذلك، وهذا أمرٌ تشترك فيه كل الكتب السماوية، ومن أمثلة ذلك قول الله تعالى: {أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ} [النمل: 60] الآيات، وقول الله عز وجل: {قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى} [إبراهيم: 10]، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

للاستزادة: محاضرة أدلة وجود الله لعبد الله العجيري

https://www.youtube.com/watch?v=5jxScCb6QWA


 هل لهذا الكون خالق؟

الإجابة:

الحمد لله، لهذا الكون خالق عالم مريد حكيم، والنظر في الأفلاك وحركتها ومطالع الشمس ومغاربها وحركة القمر تدل على أنها نتيجة خلق بعلم وإرادة، والنظر في البحار وما فيها من الكائنات التي لا تموت بالغرق، فإذا أخرجت منه ماتت، وما فيها من الشعب المرجانية والكائنات الدقيقة والعظيمة وما بين ذلك، وما فيها من الألوان الزاهية البديعة يوقن أنها نتيجة خلق بعلم وإرادة، ومن يرى الطيور وأجناسها وأحجامها، وأن منها ما يأكل اللحوم ومنها ما يأكل الحبوب، وكيف تهتدي للطيران والسير على الأرض، وتسافر في أسراب منتظمة وأوقات معلومة، بأشكالها المختلفة وألوانها المتعددة يعلم أنها نتيجة خلق بعلم وإرادة، وكل حيوان من الحيوانات البرية من تأمل فيها وجد من عظيم الآيات المبهرة ما يدل على أنها نتيجة خلق بعلم وإرادة، والإنسان خُلق في أحسن تقويم، وسُخِّر له ما حوله من الحيوانات والجمادات، فيركب بعضها ويأكل بعضها ويشرب من بعضها حليبًا وعسلًا، ويصيد ببعضها، ويحترس ببعضها، أي يجعلها تحرس زرعه أو غنمه، وفي نفسه آيات كثيرة اكتشف بعضها ولم يعرف كثيرًا منها، كل ذلك يدل على أنه نتيجة خلق بعلم وإرادة، وقل مثل ذلك في السحاب والجبال والسهول والرمال والأحياء الدقيقة والرياح، من قال إنها ليست من صنع خالق مدبِّر فإنه يكذِّب فطرته ويلغي عقله، والخالق العالم الحكيم هو الله تعالى، وكلُّ من عداه فهو مخلوقٌ من المخلوقات الدالة على قدرته تعالى، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 كيف يمكن للمرء أن يتيقن من وجود الخالق؟

الإجابة:

الحمد لله، التأمل في الآيات الكونية تقود إلى الإيمان بالله تعالى، من الليل والنهار والشمس والقمر وخلق الإنسان والبحار والجبال، وما فيها من الانتظام والعظمة، إيجاد وإحكام وانتظام وعناية في كل مجريات الكون، ألا يدل ذلك على وجود خالقٍ موصوف بذلك كله؟ والناس مفطورون على الإيمان به سبحانه، فمن نزلت به مصيبة كبيرة فإنه يتوجه بقلبه إلى الله تعالى؛ لأنه وإن جحد بلسانه وأعلن الإلحاد إلا أنه في قرارة نفسه مضطر للإيمان، ويقال له أيضًا: من خلقك؟ فمهما كانت الاحتمالات العقلية التي سيطرحها فلا بد أن ترجع إلى خالق لا أول له، وهو الله سبحانه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 ما هو الدين الحق الذي ارتضاه الله لعباده؟

الإجابة:

الحمد لله، الدين الحق هو الإسلام، قال الله تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} [آل عمران: 19]، فإذا قال السائل: كلُّ صاحب دينٍ يعتقد أن دينه هو الدين الحق. يقال له: يمتاز الإسلام بأنه دين سماوي، له كتاب هو القرآن، جاء به نبي من عند الله تعالى، وهو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، خاتم النبيين، وليس دينًا أرضيًّا من اختيار عقول البشر، ولا معبودهم شيء مخلوق يصنعه الإنسان بيده، ويتعرض للحوادث التي تعرض للمخلوقات، ثانيًا: يمتاز الإسلام بالتصديق بالأنبياء السابقين، وفي القرآن الكريم ذُكر 25 نبيًّا بأسمائهم، وذُكر أن هناك غيرهم، والإيمان بهم والتصديق بنبوتهم شرطٌ في صحة دين المسلم، ولكن العمل والاتباع لنبينا صلى الله عليه وسلم، وكذلك يمتاز بالإيمان بالكتب التي أُنزلت عليهم، ولكن العمل يكون بما في القرآن الكريم، ولما كان الإسلام هو الدين الخاتم فإنه لا يوجد دينٌ سماويٌّ آخر ينسخه أو يأتي بعده فيلزم الانتقال إليه، ثالثًا: أن الإسلام دينٌ منسجمٌ مع العقل والفطرة، ولا يصادم نتائج العلوم التطبيقية والتجريبية الصحيحة في كافة المجالات، ورابعًا: أن في التوراة والإنجيل الأدلة الكافية على نبوة النبي صلى الله عليه وسلم، وهي أدلة صحة الإسلام في الكتب السابقة، خامسًا: شمول الإسلام، فهو دينٌ ينظم العبادة والمعاملات والأخلاق بتفاصيل كثيرة جدًّا، يجد فيها كلُّ باحثٍ بُغيته بقناعة ووضوح، سادسًا: صلاحية دين الإسلام لكلِّ زمانٍ ومكانٍ وإنسانٍ، وغير ذلك من البراهين، ولا يملك الداعية أكثر من الدلالة والإرشاد، والهداية بيد الله تعالى، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 إذا كان الله القيوم ذو القوة المتين فكيف نرى كثيرًا من الناس يعانون من الفقر ويموتون من الجوع؟

الإجابة:

الحمد لله، عندنا في الإسلام من أركان الإيمان الإيمانُ بالقضاء والقدر، ويعني أن كل ما يحصل في الكون فهو بعلم الله التام ومشيئته وأنه كتب ذلك من قبل في اللوح المحفوظ وهو الخالق لكل مخلوق ولأفعاله، والإيمان بالقدر يشمل خيرَه وشرَّه وحلوه ومرَّه، وقد تكون مرارة القدر في فقد حبيب أو مرض أو حرب أو جوع أو خوف أو تسلط ظالم أو غير ذلك، ولا يصح الإيمان بالقدر إذا كان الإنسان سيؤمن بحلوه ويكفر بمُرِّه، ويرضى بخيره ويسخط لشرِّه، ومن الإيمان بالله تعالى الإيمان بحكمته، وأن كل ما يجري في الكون فله تعليل وتقدير بالغ، لا يمكن للبشر أن يحيطوا بعلمه، ولو عَلِم الخلقُ السِّرَّ في أمرٍ من الأمور لتغيرت نظرتهم، وقال قائلهم: (ما كنت أظن الأمر كذلك، لو كنت أعلم ما اعترضت، ما دام كذلك فلا اعتراض، هذه حكمة بالغة)، والموت مصير كل حي، فمن مات بالجوع كمن مات بالقتل أو مات بالمرض أو مات بغير سبب، فإما أن يكون مؤمنًا فما أصابه سببٌ في تكفير السيئات عنه يوم القيامة، وإما أن يكون كافرًا فهذا جزءٌ من عقابه، فالدنيا دار عمل وابتلاء وفيها بعض الجزاء، جزاء الظالمين بالإهلاك، وجزاء المؤمنين بالتمكين، والجزاء التام يكون في الآخرة، فالظالم الذي طغى ولم يُجازَ في الدنيا حسابه هناك عسير، والمؤمن الذي ابتُلِي في الدنيا نعيمه هناك مضاعف ودائم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 هل ظلم النبي محمد اليهود؟

الإجابة:

الحمد لله، لم يظلم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم اليهود، فقد هاجر إلى المدينة وفيها ثلاث قبائل من اليهود، هم بنو قينقاع وبنو النضير وبنو قريظة، وعقد معهم صلحًا، فأما بنو قينقاع فنقضوا العهد وحاربوا بعد غزوة بدر، فحاصرهم النبي صلى الله عليه وسلم وانتصر عليهم ثم مَنَّ عليهم وتركهم، وكانوا أشجع اليهود في القتال، وكانوا أولَهم نقضًا للعهد، وأما بنو النضير فخانوا خيانة عظمى بعد غزوة بدر أيضًا، وقيل بعد أحد، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم وبعض أصحابه جاؤوا إليهم لحاجة، وجلسوا عند حائط، فاتفق اليهود فيما بينهم أن يغتالوا النبي صلى الله عليه وسلم بأن يلقوا عليه صخرة من أعلى الحائط، ولكن الله تعالى أوحى لنبيه فغادر المكان قبل أن يفعلوا ذلك، فجهز لهم جيشًا وحاصرهم، فطلبوا أن يسمح لهم بالجلاء وترك ديارهم ومزارعهم للمسلمين؛ خوفًا من القتل، فأذن لهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يخرجوا بأنفسهم ويحملوا من متاعهم ما تحمله الإبل ما عدا السلاح، وأما بنو قريظة فلما جاءت قريش لغزوة الخندق أعلنوا سب النبي صلى الله عليه وسلم، فلما أرسل إليهم وجدهم قد نقضوا العهد؛ ظنًّا منهم بأن المشركين سينتصرون على النبي صلى الله عليه وسلم، فلما هزم الله الأحزاب توجه صلى الله عليه وسلم إلى بني قريظة، ونزلوا على حكم سعد بن معاذ فحكم بقتل رجالهم وسبي نسائهم وصبيانهم؛ عقوبةً على خيانتهم، ففُعل بهم ذلك، وكانوا أغلظ اليهود كفرًا وأشدهم عداوةً، ولم يتعظوا بما أصاب من قبلهم، ففي كل مرة يغدر اليهود وتكون العاقبة عليهم، وقاتل النبي صلى الله عليه وسلم يهودَ خيبر كما قاتل غيرهم من المشركين فلما انتصر عليهم صالحهم وعاملهم، وأما مَن اشتد أذاه للنبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين من اليهود فقد أمر بقتله، وفي المقابل أسلم بعض اليهود، كعبد الله بن سلام رضي الله عنه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 ما هي حقوق الإنسان في الإسلام؟

الإجابة:

الحمد لله، كلُّ الأحكام الشرعية في الإسلام فيها حفظٌ لحقوق الإنسان، فمن شمولية الإسلام أنه لم يُغفِل حق الإنسان في بعض الجوانب، كما هو الحال في القوانين الوضعية، ومنها: أولًا: حق الإنسان في الدين: دعا الإسلام إلى الدين الحق، وبيَّن بطلان الأديان الأخرى، ولكن من غير إكراهٍ على الإسلام، وجعل الدين أهم الضروريات، فيقدَّم الحفاظُ عليه على كل شيء، وثانيًا: حق الإنسان في الحياة والحرية: حفظُ الإسلام كلَّ النفوس المحترمة بتحريم قتلها، والنفوس المحترمة المسلمون والكفار غير المحاربين، ففي حالة الحرب منع قتلَ الأطفال والنساء والشيوخ غير المشاركين في القتال، وعالج قضية الرق والعبودية الموجودة من غابر الأزمان، فالحرية هي الأصل والرق عارض، فأزال الإسلام مفاسد الرق وأبقى ما فيه من خير، فمنع الأسر في بداية المعركة مع الكفار، واشترط فيه تفوق جيش المسلمين في المعركة، ثم إذا صار الأسير رقيقًا فالإسلام يُلزم مالكه بحسن التعامل معه، ويجعل إعتاقه كفارة في كثير موجبات التكفير، كالحنث في اليمين والقتل والظهار، وإذا أساء السيد إلى العبد لزمه أن يعتقه، ومن أوجه النفع في الرق أنه لو لم يوجد استرقاقٌ لزم منه ضياعُ النساء والأطفال والعاجزين الذين قُتِل ولي أمرهم في المعركة، فبدل تركهم للموت أو الفاحشة أو اللصوص ينتقلون لمالكٍ ينفق عليهم ويرعاهم، وثالثًا: حقوق الإنسان الاجتماعية: حفظ الإسلامُ حق الوالدين وحق الأقارب بالإحسان والنفقة عليهم عند الحاجة وبلزوم صلتهم، وحق الجيران بالإحسان وكف الأذية عنهم، وحق الطريق بدلالة التائه وغض البصر وغير ذلك، ولعموم الناس حقوق محفوظة معروفة في الإسلام، ورابعًا: حقوق الإنسان الاقتصادية: حفظ الإسلام حق التملك للفرد، حرَّم الربا، وحذَّر من التساهل في الديون مع إباحتها للمحتاج، وأوجب مواساة المحتاجين بالزكاة، ومن كانت حاجته طارئة أباح له أن يسأل الناس حتى تزول حاجته، ونظَّم المصادر والموارد العامة للدولة، وخامسًا: حقوق الإنسان الصحية: وذلك بالمنع من الأمور التي تضر بصحة الإنسان في نفسه أو في المجتمع من حوله، كمنع الإسلام من تناول المسكرات، وبالوقاية من انتقال الأمراض، كمنع الإسلام عند نزول الطاعون ببلد من الخروج من ذلك البلد أو من الدخول إليه؛ لأن الدخول إليه يعرض الصحة للتدهور، والخروج منه ضعف في اٌيمان بالقدر من جهة، وسبب في نقل المرض من جهة أخرى، وسادسًا: حقوق المرأة: حفظ الإسلام حقها أمًّا بلزوم رعايتها وبرها وإسعادها قدر المستطاع، وحفظ حقها أختًا وزوجةً وبنتًا برعايتها والسفر معها؛ لأن السفر مظنة التعب ولغير ذلك، وألزم وليها بالنفقة عليها؛ لأنها مأمورة بالقرار في البيت إلا للحاجة، ولها حق التصرف فيما تملك وحق اختيار الزوج وحق الحضانة والرعاية لأولادها وغير ذلك، والفرق بين الإسلام وغيره أن مراعاة الفرد لهذه الحقوق تكون باعتقاد ورغبة في الأجر من الله تعالى، وليس خوفًا من قانون أو نحوه، وتتضح محاسن الإسلام جلية بالمقارنة بما كان عليه الإنسان عمومًا والمرأة خصوصًا قبل الإسلام، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 أي فرقة من فرق الإسلام على الحق؟

الإجابة:

الحمد لله، أولًا: التفرق موجود في سائر الأديان، وهذا لا يعني بطلان الدين كلِّه لاختلاف بعض الناس فيه، ثانًيا: أن من الاختلاف ما هو سائغ في الإسلام، ولا يعتبر المخالف فيه ضالًّا أو منحرفًا، وذلك كالخلاف في بعض المسائل الفقهية، أي الأحكام الفرعية العملية، كمسائل الطهارة والصلاة والبيوع والقضاء، وأما ما يدخل في الافتراق فهو الاختلاف في المسائل الكبرى من مسائل الاعتقاد، كالنبوة والإيمان والقدر والصفات والصحابة، فمن الفرق ما يعتبر خلافهم مخرِجًا لهم من دائرة الإسلام؛ لمناقضته إجماع السلف، ومنها ما لا يعتبر كذلك، ومن الفرق ما وافق في أغلب المسائل، ثالثًا: أن الطائفة التي تمثل الإسلام الحق هي ما كان عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه في كل مناحي الحياة، وهم أهل السنة والجماعة، والجدير بالذكر أن التفرق المذموم منهي عنه في الإسلام، قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} [الأنعام: 159] وقال سبحانه: {وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (31) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (32) } [الروم: 31، 32]، في أدلة أخرى، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 ما هو الهدف والغاية من الحياة؟

الإجابة:

الحمد لله، الحياة خلقها الله تعالى، وبيَّن الغاية من ذلك، بقوله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56]، فالإنسان مخلوق ليعبد مَن خلقه، هذا هو الهدف الحقيقي من الوجود، ولا يتمكن من ذلك إلا بالإتيان بأمور مساعدة مثل المحافظة على بدنه وعلى عقله ونحو ذلك؛ ليتمكن من تحقيق العبادة، ولذلك أرسل الله تعالى للناس الرسل وأنزل الكتب، ليعرف الناسُ ربهم، ويعرفوا حقه سبحانه وتعالى وهو توحيده، ويعرفوا كيفية عبادته، ويعرفوا حقوق أنفسهم، فيحيا المسلم على نور من الله عز وجل في كل شؤونه، وهذا الوضوح يجعل المسلم مطمئنًا في حين يعيش كثير من الناس في حيرة؛ لأنهم لم يعرفوا بعد لماذا خُلقوا، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 ما هي صور التسامح في الإسلام؟

الإجابة:

الحمد لله، رفع الإسلام الآصار عن المسلمين، فليس في الاحكام الشرعية عسرٌ ولا مشقةٌ على عامة الناس، ومن كان منهم به عذر خاص ففي الشريعة أحكام خاصة به تزيده تخفيفًا، وإيجاب بر الوالدين والنفقة على الزوجة والأولاد والقريب المحتاج، وهذا من تسامح الإسلام مع المسلمين، ومن صور تسامح الإسلام مع غير المسلمين أن الإسلام يهدم ما كان قبله من الذنوب والمعاصي ويكفرها، وأن التعامل مع الكفار يختلف باختلاف حالهم، فالذي يُقاتل هو الكافر الحربي، دون المعاهد والمستأمن، ومن صوره حسن التعامل معهم في الحروب عدمُ قتل من لم يشارك في الحرب من الصبيان والنساء والعجز والمقعدين، وقبول الجزية من الكفار مقابل حقن دمائهم وإقرارهم في أرضهم على دينهم، وإباحة الزواج بالكتابية العفيفة مع الأمر بحسن التعامل مع الزوجة، وإباحة الصدقة والإطعام للكافر، إلى غير ذلك من الصور، والجدير بالذكر أن الإسلام دين العدل، فلا يضع الأشياء في غير محلها، فاستعمال التسامح مع القتلة والمجرمين والمحرفين للدين والمحاربين للإسلام يسمى هوانًا وخنوعًا وعدم حكمة، فليس من لازم التسامح عدم الجهاد وعدم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعدم إقامة الحدود، ومن هنا وُجدت كتابات من أعداء الإسلام غرضها تشويه الإسلام، فذكرتْ بعض الأمور التي هي من العدل على أنها من عدم تسامح المسلمين، والمنصف يعرف كيف يحكم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 كيف تكون الحياة بعد الموت؟

الإجابة:

الحمد لله، أولًا: هذا السؤال يُسقط أغلب الأديان، وتبقى الأديان السماوية فقط، بيان ذلك أن الأديان الوثنية والأرضية يحتار أهلها في الجواب عن هذا السؤال، ولا يملكون من التفاصيل ما يشبعون به أسئلة أتباعهم، وهذا من أدلة بطلانها، ثانيًا: من أركان الإيمان في الإسلام الإيمان باليوم الآخر، وهذا يشمل كل ما بعد الموت مما ورد في القرآن والسُّنَّة الصحيحة، ومن ذلك أن كل نفس لا بد أن تموت، وأن الله وكَّل مَلَكَ الموت بقبض الأرواح، فمن كان من المؤمنين فإن روحَه تُقبضُ برفق، ويأخذها من يد ملك الموت ملائكة من الجنة فيصعدون بها، وتُفتَّح لها أبواب السماء، ويبتهج بها أهل السماء، ثم يُعرَجُ بها إلى الله تعالى ثم يرجعونها إلى الجسد الذي وُضع في قبره أو استقر في أي مكان، ثم يأتيه ملكان فيسألانه عن ربه ونبيه ودينه، فيقول: ربي الله ونبيي محمد وديني الإسلام، فيستمر في نعيم إلى قيام الساعة، وأما الكافر والمنافق، والمنافق من كان يُظهر الإسلام ويُبطن الكفر، فإن روحَه تُنزع بشدَّة، فيتألم جدًّا، فإذا انتزعها ملك الموت أخذها من يده ملائكةٌ من النار فيصعدون بها فلا تُفتَّح لها أبواب السماء، وتُرمى من السماء إلى جسده، ثم يأتيه ملكان فيسألانه عن ربه ونبيه ودينه، فلا يستطيع الإجابة فيضرب ضربةً يصيح لها، ويستمر في العذاب إلى قيام الساعة، هذه مرحلة البرزخ (القبر)، وقد تطول وقد تقصر، ثم إذا انتهت الحياة الدنيا يأمر الله إسرافيل فينفخ فيصعق كل حيٍّ إلا من شاء الله، ويتركهم الله ما شاؤوا، ثم ينفخ نفخةً أخرى بأمر الله تعالى، فيبعث الله عز وجل الأولين والآخرين وتحصل مشاهد عظيمة، وتحشر كل الأمم، ويقفون موقفًا طويلًا، ثم يحاسبهم الله عز وجل، ويدخل الكفار النار، وأما مَن عُبد من دون الله تعالى فمَن كان منهم صالحًا فإنه لا يؤاخذ بما فعله الكفار، كعيسى ومريم والملائكة، وأما ما عداهم فيدخل النار قبل أتباعهم كالشياطين وفرعون، وكذلك الشمس والقمر، ثم يُنصب الصراط على جهنم ويمرُّ عليه الموحدون على قدر أعمالهم، فمنهم من ينجو ويدخل الجنة، ومنهم من يقع في النار بسبب ذنوبه حتى يُطهَّر منها، ثم يخرج منها إلى الجنة، ويخلد أهل الجنة في الجنة، ويخلد أهل النار في النار، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 هل يصح أن النبي محمد قد كتب القرآن ونسخه من الإنجيل؟

الإجابة:

الحمد لله، نبينا محمد صلى الله عليه وسلم كان أُمِّيًّا فكيف يكتب القرآن من الإنجيل، والقرآن كان يوحى إليه ويقرؤه للصحابة رضوان الله عليهم، وفي القرآن أحكام وتفاصيل خاصة بالمسلمين ليست في الإنجيل فكيف يكون مأخوذًا منه؟ وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 هناك آية في القرآن مكتوب فيها أن مريم هي أخت النبي هارون وهذا دليل على أن محمدًا هو كاتب القرآن حيث أنه لم يعلم أن بين مريم عليها السلام ومريم أخت هارون ما يقارب الألف عام؟

الإجابة:

الحمد لله، قال تعالى: {يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا} [مريم: 28]، وهارون هذا ليس أخا موسى عليهم السلام، ولا تكون الدعوى المذكورة في السؤال صحيحة حتى يقيم صاحبها الدليل على أن هارون في الآية هو هارون أخو موسى، ومما يبين أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلم ذلك أن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال: لما قدمت نجران سألوني، فقالوا: إنكم تقرءون {يا أخت هارون}، وموسى قبل عيسى بكذا وكذا، -وفي رواية: فلم أدر ما أجيبهم به- فلما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم سألته عن ذلك، فقال: «إنهم كانوا يسمون بأنبيائهم والصالحين قبلهم» رواه مسلم (2135)، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 هل انتشر الإسلام بحد السيف؟ إن كان الأمر كذلك، فكيف يمكن وصفه بأنه دين يدعو إلى السلام؟

الإجابة:

الحمد لله، انتشار الإسلام كان بعوامل متعددة، منها الجهاد، والجهاد كان صورة مشرقة للإسلام؛ لأنه لم يكن إبادة للناس ولا تقتيلًا وهمجيةً دمويةً، كما يفعله أعداء الإسلام اليوم ومِن قبلُ في حروبهم، وإنما كان دعوةً للإسلام، فالذين يدخلون في الإسلام لا يحاربون، وكثير من القرى والمدن في طريق الجيوش الإسلامية كانت تدخل في الإسلام في هذه المرحلة الأولى، فإذا رفض بعضهم الإسلام تأتي المرحلة الثانية، وهي الاتفاق على بذل الجزية والالتزام بشروط المسلمين مقابل الكف عن قتالهم وحمايتهم من أعدائهم الآخرين، فإذا تم الاتفاق على ذلك فالحمد لله، وإلا انتقل المسلمون للمرحلة الثالثة، وهي القتال، فهل هذا من السلام أم لا؟ ومن وسائل انتشار الإسلام الدعوة المباشرة بالبيان لعقيدة الإسلام وأحكامه، سواءً كانت دعوة من خليفة المسلمين لملوك الكفار للإسلام، كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم، أو دعوة من أفراد المسلمين لأفراد الكفار، ومنها تطبيق العدل في الأحكام بين المسلمين وغيرهم،  لما فتح قتيبة بن مسلم سمرقند في عهد الدولة الأموية قال أهل سمرقند لسليمان بن أبي السري: (إن قتيبة غدر بنا، وظلمنا وأخذ بلادنا، وقد أظهر الله العدل والإنصاف، فائذن لنا فليفد منا وفد إلى أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز يشكون ظَلامتنا، فإن كان لنا حق أعطيناه، فإن بنا إلى ذلك حاجة) فأذن لهم، فوجهوا منهم قومًا، فقدموا على عمر، فكتب لهم عمر إلى سليمان بن أبي السري: (إن أهل سمرقند قد شكوا إلي ظلمًا أصابهم وتحاملًا من قتيبة عليهم حتى أخرجهم من أرضهم، فإذا أتاك كتابي فأجلِسْ لهم القاضي، فلينظر في أمرهم، فإن قضى لهم فأخرجهم إلى معسكرهم كما كانوا وكنتم قبل أن ظهر عليهم قتيبة)، قال: فأجلس لهم سليمان جُميع بن حاضر القاضي الناجي، فقضى أن يخرج عرب سمرقند إلى معسكرهم وينابذوهم على سواء، فيكون صلحًا جديدًا أو ظفرًا عنوةً، أي انتصارًا بالغلبة، فقال أهل السُّغد: (بل نرضى بما كان، ولا نجدد حربًا) وتراضوا بذلك، فقال أهل الرأي منهم: (قد خالطنا هؤلاء القوم وأقمنا معهم، وأمنونا وأمناهم، فإن حكم لنا عُدنا إلى الحرب ولا ندري لمن يكون الظفر، وإلم يكن لنا كنا قد اجتلبنا عداوةً في المنازعة) فتركوا الأمر على ما كان، ورضوا ولم ينازعوا، فهذا من العدل الذي يحمل على الدخول في الإسلام، ومنها الدعوة بالأفعال بامتثال المسلمين الذين يخالطون الكفار لأحكام الإسلام وأخلاقه، فيكون سببًا في التأثير على الكفار ودخولهم الإسلام، ونُشر عام 1994 إحصائية في انتشار الديانات الرئيسية في العالم خلال 50 سنة، من 1934 إلى 1984، وكانت الديانة الأولى والأعلى في نسبة الانتشار هي الإسلام، بنسبة 235%، بينما كانت نسبة انتشار النصرانية 47%، فما هي الحرب جعلت الملايين من هؤلاء مسلمين؟ وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

ينظر: تاريخ الطبري (تاريخ الرسل والملوك) 6/ 567-568.


 ما الدليل على إمكانية البعث؟

الإجابة:

الحمد لله، أولًا لا يصح إسلام أحد ولا إيمانه دون الإيمان بالبعث، قال تعالى: {زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} [التغابن: 7]، ثانيًا: من الأدلة على صحة البعث: 1. أن البعث من الأمور الغيبية التي تُعرف بالخبر الصادق، والبعث أمرٌ تواترت به الأخبار عن رسل الله عليهم الصلاة والسلام، لذلك يؤمن به اليهود والنصارى والمسلمون، وقد أخبر الله عز وجل عن ذلك في القرآن الكريم في آيات كثيرة. 2. القياس على وجود أشياء كثيرة غائبة عنا، ولا نعرف حقيقتها، ونحن وكلُّ البشرِ مؤمنون بها، مثل الروح، فكلُّ إنسانٍ يعرف أن بين جنبيه روحًا وأنها إذا انفصلت جزئيًا بالنوم تعطلت حواسه، وإذا انفصلت كليًّا مات ولم تَعُدْ، فلا يوجد عاقل يشكُّ في موت الأحياء، لكنه لا يعرف أين تذهب هذه الروح وما مصيرها؛ لأنها من الأمور الغيبية، ولا يلزم من غيابها نفيها. 3. القياس بأول الخلق، فالقادر على أن يخلقك من العدم قادر على أن يبعثك ويحاسبك على عملك، وقد أخبرك بأن ذلك كائن. 4. أي الاحتمالين أقرب عقلًا: احتمال أن يكون الإنسان خُلق بالصدفة، وأن عيش الناس وموتهم ليس وراءه غاية ولا هدف، وما خُلق لهم على هذه الأرض وُجد للاستمتاع فقط، دون قيد أو حساب، أو الاحتمال المقابل له، وهو أن وراء هذا الكون والوجود هدف وغاية، وأن كل ما هو قابل للزوال لا بد أن يرجع لفاعل لا يزول، وأن هذا الإتقان يدل على حكمة هذا الفاعل، وأن الظالم وإن مات فيما يبدو سعيدًا لا بد له من مجازاة ومحاسبة، وأن الذي تعب في العمل الصالح ونفع الآخرين يستحق أن يُكافأ، وكل ذلك يكون بعد البعث؟ 5. في القرآن الكريم أمثلة حسية كثيرة للبعث، تنقسم إلى قسمين: الأول: أخبار أناس وحيوانات رجعت للعيش في الحياة الدنيا، فالذي أعادها في الدنيا قادر على إعادتها في الآخرة، الثاني: أدلة عقلية، مثل دورة النباتات، وكيف أنها تظهر وتنمو وتبدو خضراء لينة ثم بعد أشهر تموت وتجف، ثم إذا جاء موعد ظهورها وأصابها المطر عادت لها الخضرة من جديد بإذن الله تعالى، فالذي أحياها قادرٌ على إحياء الموتى، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 لماذا ينقسم المسلمون إلى أحزاب ومذاهب في حين أنهم يتبعون كتابًا واحدًا؟

الإجابة:

الحمد لله، أولًا: كل باحث في الأديان يعلم أن التفرق موجود في سائر الأديان، ولكن لا يلزم من وجود التفرق بطلان الدين كلِّه، فإن التفرق أمر بشري يشترك فيه الجميع، واعتبر ذلك بالمهن أو التخصصات الدنيوية، كم يختلف الأطباء ويختلف المهندسون ويختلف الطباخون وغيرهم، فالاختلاف سنة كونية، ثانًيا: أن الاختلاف في الإسلام على نوعين: اختلاف سائغ، ولا يعتبر المخالف فيه ضالًّا أو منحرفًا، وذلك كالخلاف في بعض المسائل الفقهية، أي الأحكام الفرعية العملية، كمسائل الطهارة والصلاة والبيوع والقضاء، ومن أسباب هذا الاختلاف تفاوت الفهوم، فمن الناس من يكون عقله وفهمه واسعًا ودقيقًا فيهتدي لما لا يهتدي له غيره، وقد يكون السبب خفاء الدليل، مع أسباب أخرى، والنوع الثاني: اختلاف محرم، جاء ذمه في عدة آيات، منها: قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} [الأنعام: 159] وقال سبحانه: {وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (31) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (32) } [الروم: 31، 32]، وهو الاختلاف في المسائل الكبرى من مسائل الاعتقاد، كالنبوة والإيمان والقدر والصفات والصحابة، فمن الفِرَق ما يعتبر خلافهم مخرِجًا لهم من دائرة الإسلام؛ لمناقضته إجماع السلف، ومنها ما لا يعتبر كذلك، ثالثًا: أن الطائفة التي تمثل الإسلام الحق هي ما كان عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه في كل مناحي الحياة، وهم أهل السنة والجماعة، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 يحرم الإسلام فكرة اتخاذ الأوثان والأصنام فكيف يسجد المسلمون للكعبة في صلاتهم؟

الإجابة:

الحمد لله، المسلمون لا يعبدون الكعبة، ولا يعبدون إلا الله تعالى، ولكن الكعبة بيتٌ معظَّمٌ؛ تعظيمًا لمن له العبادة سبحانه وتعالى؛ لأنه أمر بتعظيمها عبادةً له، وذلك باستقبالها في الصلاة والدعاء والطواف حولها، وكل عابدٍ لا بد له من جهة يستقبلها، وهذه الجهة استقبالها شعار المسلمين، وجاء عمر رضي الله عنه إلى الحجر الأسود المركوز في زاوية الكعبة فقبَّله وقال: (إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يُقبِّلُك ما قبَّلتُك) رواه البخاري (1590) ومسلم (1270)، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 لماذا يتبنى الإسلام طريقة وحشية في الذبح مما يسبب الألم المبرح بسبب القتل البطيء؟

الإجابة:

الحمد لله، ليس في الذبح الشرعي وحشية، والطريقة الشرعية للذكاة فيها راحةٌ تامَّةٌ للحيوان وتكفُّلٌ بالسلامة للإنسان، فلو كان هذا السؤال واردًا لورد على كل مَن يأكل اللحوم؛ لأنه أزهق حياة الحيوان بطريقة أو بأخرى، ولكن اتفق العقلاء على أن الله تعالى خلق الحيوانات التي تؤكل لتكون غذاءً لجنسٍ أشرف منها، وهل يَظنُّ السائل أنَّ ضرب الحيوان حتى يدوخ أو صعقه بالكهرباء راحةٌ له، بل هو تعذيب أشد من ذبحه مباشرة؛ لأنه لا يموت في كثير من الأحيان بعد الصعق حتى يُذكَّى، ثم يلحق الضرر من يأكل منه، فلا الحيوان استراح ولا الإنسان سلم، وجه الضرر أن الدم الذي لا يخرج بالذكاة يُسمِّم اللحم ويكون محمَّلًا بالأحياء والأشياء الضارة التي كان يتخلص الجسم منها بالكبد وغيره من الأعضاء في وقت الحياة، ثم توقف عملها بالموت، فبقاء الدم محبوسًا في المأكول ضررٌ بمن يتغذى به، بينما أمر الإسلام بالإسراع في الذبح وباتخاذ السكين الحادة وألا تُسَنَّ السكين أمام الحيوان ولا تذبح بمرأى من بهيمة أخرى ولا يفصل الرأس عند الذبح حتى تخرج الروح، وفي ذلك من حفظ حق الحيوان والرفق به ما لا يخفى، فرفس البهيمة بعد قطع البلعوم و المريء والودجين هي حركة مذبوح وليست حركة تألم، وهو بذلك يستجلب الدم الباقي في الأعضاء ليخرج أكبر قدر من الدم المضر، ولو فُصِلَ الرأس في الذبح تمامًا لما حصل هذا الرفس المفيد للإنسان، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 يبين العلم الحديث أن ما يأكله الإنسان ينعكس على سلوكه فلماذا أباح الإسلام أكل لحم الحيوان رغم ما يسببه ذلك من وحشية وعنف لدى الإنسان؟

الإجابة:

الحمد لله، أولًا: ما نقله السائل عن العلم الحديث ذكره علماء المسلمين قبل مئات السنين، مثل ابن قيم الجوزية، وهي أن من تغذى بشيءٍ اكتسب من طباعه، ثانيًا: الحكمة كلها فيما يشرعه الله تعالى، والعقل البشري قاصر، فمهما أورد من اعتراضات فهي لا تقوى على الخدش في صحة الإسلام، والمسلم يستفيد تحصيل المصالح والمنافع التي في الأشياء المباحات والأفعال المأمورات والسلامة من المضار التي في المنهيات، ثالثًا: الإسلام لا يبيح أكل الحيوانات الوحشية أي المفترسة، فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن أكل كل ذي ناب من السباع كالأسد والفهد والذئب، وعن كل ذي مخلب من الطير كالنسر والعقاب، وما أباح الإسلام أكله فهو طيب وليس فيه صفة خبيثة، بخلاف الكفار الذين يأكون الخنازير فيتطبعون بطبعها القذر، فالوحشية والعنف التي ذكرها السائل إنما ترد على دين آخر غير دين الإسلام، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

ينظر: مفتاح دار السعادة لابن قيم الجوزية 2/ 909، التبيان في أيمان القرآن لابن قيم الجوزية ص: 566.


 من هم المسلمون؟

الإجابة:

الحمد لله، المسلمون عند الإطلاق هم أمة محمد صلى الله عليه وسلم التي صدقت بما جاء به من عند الله تعالى، واستجابت لدعوته، وكتابهم القرآن الكريم، وتحيتهم السلام عليكم، وهم آخر الأمم، بمعنى أنه لن يأتي نبي آخَر بشرع جديد بعد نبينا صلى الله عليه وسلم، وسينزل نبي الله عيسى عليه السلام في آخر الزمان ويحكم الناسَ بشريعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وستستمر أمته إلى يوم القيامة، والفائدة من عبارة: (عند الإطلاق) أن الإسلام له معنى أعم، وهو دين كل الرسل الذي اتفقت عليه، من الدعوة إلى توحيد الله تعالى، والتعريف به وبالغيب، كالملائكة واليوم الآخر، وبحو ذلك، فمَن آمن بالنبي الذي أرسل إليه كموسى وعيسى عليهما السلام ولم يدرك نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فهو مسلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 ما هي الكعبة؟

الإجابة:

الحمد لله، الكعبة بناءٌ معظَّمٌ في مكة المكرمة يتجه المسلمون في الصلاة إليه، وهي أول مسجد في الأرض، فالمسلمون لا يعبدون الكعبة، ولكنها بيتٌ معظَّمٌ تعظيمًا لمن له العبادة سبحانه وتعالى، فكل عابدٍ لا بد له من جهة يستقبلها، وهذه الجهة استقبالها شعار المسلمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 لماذا يتفرق المسلمون إلى طوائف ومذاهب فكرية؟

الإجابة:

الحمد لله، أولًا: التفرق موجود في سائر الأديان، وهذا لا يعني بطلان الدين كلِّه لاختلاف بعض الناس فيه، ثانًيا: أن من الاختلاف ما هو سائغ في الإسلام، ولا يعتبر المخالف فيه ضالًّا أو منحرفًا، وذلك كالخلاف في بعض المسائل الفقهية، أي الأحكام الفرعية العملية، كمسائل الطهارة والصلاة والبيوع والقضاء، وأما ما يدخل في الافتراق فهو الاختلاف في المسائل الكبرى من مسائل الاعتقاد، كالنبوة والإيمان والقدر والصفات والصحابة، فمن الفرق ما يعتبر خلافهم مخرِجًا لهم من دائرة الإسلام؛ لمناقضته إجماع السلف، ومنها ما لا يعتبر كذلك، ومن الفرق ما وافق في أغلب المسائل، ثالثًا: أن أسباب الافتراق كثيرة، فمنها الجهل، وعدم معرفة سنة النبي صلى الله عليه وسلم وأقوال السلف، والاقتصار على الفهم الخاطئ لبعض النصوص، ومنها حب الظهور والانفراد عن السواد الأعظم، والرئاسة على الآخرين، ومنها الغلو، والتفرق المذموم منهي عنه في الإسلام، قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} [الأنعام: 159] وقال سبحانه: {وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (31) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (32) } [الروم: 31، 32]، في أدلة أخرى، رابعًا: أن هذا الافتراق قد أخبره عنه النبي صلى الله عليه وسلم، فهذا من أعلام النبوة، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 ما موقف الإسلام من غير المسلمين الذين لا يحاربون الإسلام؟

الإجابة:

الحمد لله، موقف الإسلام مبيَّنٌ في قول الله تعالى: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [الممتحنة: 8]، ويدخل في ذلك دعوتهم إلى الإسلام، وعن أسماء بنت أبي بكر قالت: قدمتْ عليَّ أمي وهي مشركة في عهد قريش إذ عاهدهم فاستفتيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، قدمت عليَّ أمي وهي راغبة، أَفَأَصِلُ أمي؟ قال: «نعم، صِلَي أمَّك» رواه البخاري (2620) ومسلم (1003) وهذا لا ينافي الجهاد عند وجود القوة للمسلمين ورفض الكفار للدخول في الإسلام أو التزام أحكام الإسلام أو الصلح؛ لأن الجهاد له مقدمات وشروط وآداب، وحينئذ يأتي قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} [التوبة: 123]، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 لماذا يصلي المسلمون خمس مرات يوميًا؟ أليست مرة واحدة تكفي؟

الإجابة:

الحمد لله، الذي يستشعر لذة الصلاة وأنها غذاء الروح والصلة بين العبد وربه لا يكتفي بخمس صلوات، بل يزيد عليها من النوافل، كالسنن الرواتب وسنة الضحى والوتر وغير ذلك، وذلك كما أن الإنسان لا يكتفي بوجبة واحدة غالبًا، فكذلك الصلاة غذاء الروح، وأما تحديد العدد فمن حكمة الله تعالى ورحمته، قال صلى الله عليه وسلم في حادثة المعراج: (فَفَرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى أُمَّتِي خَمْسِينَ صَلاَةً، فَرَجَعْتُ بِذَلِكَ، حَتَّى مَرَرْتُ عَلَى مُوسَى، فَقَالَ: مَا فَرَضَ اللَّهُ لَكَ عَلَى أُمَّتِكَ؟ قُلْتُ: فَرَضَ خَمْسِينَ صَلاَةً، قَالَ: فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ، فَإِنَّ أُمَّتَكَ لاَ تُطِيقُ ذَلِكَ، فَرَاجَعْتُ، فَوَضَعَ شَطْرَهَا، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى، قُلْتُ: وَضَعَ شَطْرَهَا، فَقَالَ: رَاجِعْ رَبَّكَ، فَإِنَّ أُمَّتَكَ لاَ تُطِيقُ، فَرَاجَعْتُ فَوَضَعَ شَطْرَهَا، فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ، فَقَالَ: ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ، فَإِنَّ أُمَّتَكَ لاَ تُطِيقُ ذَلِكَ، فَرَاجَعْتُهُ، فَقَالَ: هِيَ خَمْسٌ، وَهِيَ خَمْسُونَ، لاَ يُبَدَّلُ القَوْلُ لَدَيَّ، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى، فَقَالَ: رَاجِعْ رَبَّكَ، فَقُلْتُ: اسْتَحْيَيْتُ مِنْ رَبِّي) رواه البخاري (349) ومسلم (163)، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 لماذا لا يُسمح لغير المسلمين بدخول مكة والمدينة؟

الإجابة:

الحمد لله، الإسلام يعلمنا أنه هو الدين الحق، وأن الأرض لله يورثها من يشاء، وأن الله تعالى هو الذي يختار من يَدخل ومن لا يَدخل إلى أي أرض شاءها، وإذا كان البشر يضعون شروطًا من قبل أنفسهم لدخول دولتهم ويرون ذلك حقًّا لهم فكذلك المسلمون، والفرق أن هذا الشرط من الله تعالى وليس باجتهاد البشر، وفي الإجابة تفصيل، فأما مكة فهي أرض مقدَّسة يتعلق بها عبادتان عظيمتان، فهي قبلة المسلمين في الصلاة، ويقصدها المسلمون لأداء مناسك الحج، وقد قال ربنا سبحانه وتعالى مبيِّنًا سبب منع الكفار من دخول حدود الحرم المكي: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا} [التوبة: 28]، والمعنى أن المشرك نجس نجاسة معنوية، فالشرك قذارة وقبح، والإسلام طهارة وحُسن، وأما المدينة فلا مانع من دخولهم لها لكن لا يدخلون المساجد إلا بإذنٍ من المسلمين، وهذه قصة لها علاقة بمنع دخول الكافر للحرم، كان إبراهيم الخواص رحمه الله إذا أراد سفرًا لم يحدِّث به أحدًا، وإنما يأخذ رَكْوته ويمشي، والرَّكْوَة إناء صغير للماء، قال أحد تلاميذه: فبينا نحن معه في مسجده تناول ركوته ومشى فاتبعته فلم يكلمني حتى وافينا الكوفة فأقام بها يومَه وليلتَه، ثم خرج نحو القادسية فلما وافاها قال لي: يا حامد إلى أين؟ قلت: يا سيدي، خرجت بخروجك قال: أنا أريد مكة إن شاء الله. قلت: وأنا إن شاء الله أريد مكة فمشينا يومنا وليلتنا. فلما كان بعد أيام إذا شاب قد انضم إلينا في بعض الطريق فمشى يومًا وليلةً لا يسجد لله -عز وجل- سجدة، فعَرَّفتُ إبراهيم وقلت: إن هذا الغلام لا يصلي. فجلس وقال له: يا غلام، ما لَكَ لا تصلي، والصلاةُ أوجبُ عليك من الحج؟ فقال: يا شيخ، ما عليَّ صلاةٌ. قال: ألستَ برجل مسلم؟ قال: لا. قال: أي شيء أنت؟ قال: نصراني.. وادعت نفسي أنها قد أحكمت حال التوكل فلم أصدقها فيما ادعت حتى أخرجتُها إلى هذه الفلاة التي ليس فيها موجود غير المعبود، أثير ساكني وأمتحن خاطري. -يعني تخبر نفسه هل هو صادقٌ في التوكل على الله-، فقام إبراهيم ومشى وقال: دعه يكون معك. فلم يزل يُسايِرُنا إلى أن وافينا بطن مُرٍّ -اسم موضع- فقام إبراهيم ونزع ملابسه وطهَّرها بالماء ثم جلس، وقال له: ما اسمك؟ قال: عبد المسيح. فقال: يا عبد المسيح، هذا دهليز مكة وقد حرم الله على أمثالك الدخول إليه وقرأ: {إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا} [التوبة: 28] والذي أردتَ أن تستكشف من نفسك فقد بان لك، فاحذر أن تدخل مكة، فإن رأيناك بمكة أنكرنا عليك. قال حامد: فتركناه ودخلنا مكة، وخرجنا إلى الموقف فبينا نحن جلوس بعرفات إذا هو قد أقبل وعليه ثوبان وهو محرم يتصفح الوجوه حتى وقف علينا فأكب على إبراهيم يقبِّل رأسَه فقال له: ما وراءك يا عبد المسيح؟ فقال: هيهات، أنا اليومَ عبدُ مَن المسيحُ عبدُه. فقال له إبراهيم: حدثني حديثك. فقال: جلستُ مكاني حتى أقبلت قافلة الحاج فقمت وتنكَّرت في زِيِّ المسلمين كأني محرم، فساعةَ وقعتْ عيني على الكعبة اضمحلَّ عندي كل دين سوى الإسلام، فأسلمت واغتسلت وأحرمت وها أنا أطلبك يومي. فالتفت إلينا إبراهيم وقال: يا حامد، انظر إلى بركة الصدق في النصرانية كيف هداه إلى الإسلام؟ وصحبَنَا حتى مات بين الفقراء -رحمه الله-، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

ينظر: كتاب التوابين لابن قدامة (ص: 297).


 لماذا تزوج النبي محمد صلى الله عليه وسلم بإحدى عشرة امرأة على الرغم من أنه يحل للمسلم فقط أن يتزوج حتى أربع زوجات؟

الإجابة:

الحمد لله، الجواب الإجمال أن للنبي صلى الله عليه وسلم خصائص ليست لأمته، منها أن الله تعالى أباح له التزوج بأكثر من أربع، وقد كان لسليمان عليه السلام مائة امرأة وقيل أكثر، ولم يكن ذلك شاغلًا له عن الدعوة ولا عن الجهاد، وإنما حُدِّد لغيره التعدد بأربعة لكونه عاجزًا عن القيام بأكثر من ذلك، وهذا العجز منتفٍ في حق نبينا صلى الله عليه وسلم، والجواب التفصيلي أن لكل زوجةٍ من أمهات المؤمنين رضي الله عنهن قصةً تدل على وجه الحكمة في نكاحها، ولم يكن منهن بكرٌ إلا عائشة رضي الله عنها، فمنهن مَن تزوج بها ابتداء كما يتزوج الناس، كخديجة وسودة رضي الله عنهما، ومنهن مَن تزوج بها لقرب أبيها وحسن بلائه في الإسلام، كعائشة وحفصة رضي الله عنهما، ومنهن مَن تزوج بها لحسب البيت الذي هو منه في قومها، فيزداد شرفهم وتثبت مكانتهم عند المسلمين بذلك، كجويرية وصفية رضي الله عنهما، ومنهن من واساها وثبت إسلامها بعقده عليها؛ لكونها كانت في بلد غربة وربما فتنت عن دينها وارتدت، كأم حبيبة رضي الله عنها، ومنهن من تزوج بها لإزالة عادة جاهلية، وهي عدم التزوج بابنة المُتبنَّى، فلما أبطل الله التَّبَنِّي أكَّد ذلك بأن زوَّج نبيه صلى الله عليه وسلم بزينب بنت جحش رضي الله عنها، بعد أن طلقها زيد بن حارثة رضي الله عنه بإرادته رغبةً عنها،  والرجل لا يتزوج حليلة ابنه، فكان في ذلك تأكيدًا لعدم البنوة بالتبني، ومن قذف الله في قلبه نور الإيمان ووفقه للعلم الصالح علم أن في ذلك تمام الحكمة من جهة وكمال الخُلُق والصفات لنبينا صلى الله عليه وسلم من جهة أخرى، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 ما هو القرآن؟

الإجابة:

الحمد لله، القرآن الكريم كلام الله تعالى المنزل بواسطة جبريل على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم المتعبد بتلاوته، وهو الكتاب الناسخ للكتب السابقة المنزلة على الأنبياء من قبل، كالتوراة والإنجيل، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 لماذا أباح الإسلام التعدد؟

الإجابة:

الحمد لله، التعدد هو أن يكون للرجل أكثر من زوجة، ونهاية العدد المباح أربع زوجات، وفي ذلك حكمة بالغة من عدة جهات: أولًا: قد تكون المرأة لا تنجب، ولا بد لها من زوج، فهذا الزوج إما أن يقضي حياته بلا ذرية، وإما أن يلجأ للزنا والفاحشة وإما أن يتزوج بزوجة أخرى، وهو الحل الصحيح شرعًا والمناسب عقلًا، ثانيًا: أن الله عز وجل خلق الرجل قادرًا على أن يعول أكثر من أسرة، فليس مطالبًا كالمرأة بالمكث مع الأولاد وإرضاعهم وتربيتهم، فيستطيع أن يتكفل بالجميع، وكذلك من ناحية المعاشرة الزوجية، بخلاف المرأة التي هي في الغالب أضعف من الرجل والتي يعرض لها ما يمنع من المعاشرة كالحيض، ثالثًا: أن النساء أكثر من الرجال في جميع المجتمعات، مهما اختلفت الأسباب، ومقتضى عدم التعدد أن المرأة التي لا تجد زوجًا إما أن تحرم من الزواج وإما أن تسلك طريق الفاحشة، وكلاهما محرَّمٌ، ففي التعدد حل لهذه المشكلة الاجتماعية، رابعًا: أنه قد لا يستقر الرجل نفسيًّا مع المرأة الأولى، ولا يريد أن يلحق بها الضرر بالطلاق، وهي راضية بالبقاء معه، فتكون له فرصة في أن يعيش مع زوجة أخرى تخفف عليه بعض ما هو فيه، خامسًا: أن الشارع اشترط في التعدد العدل حتى لا يلحق الضرر بإحدى الزوجات، كما اشترط عدم مجاوزة الأربع حتى لا يحصل التفريط والإهمال من الزوج، فتحصل بذلك الفوائد المرجوة مع التحرز من الأضرار المحتملة للتعدد، والحكم كثيرة لمن تأمل، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 لماذا حرم الإسلام أكل لحم الخنزير؟

الإجابة:

الحمد لله، ربُّنا سبحانه وتعالى حكيمٌ، وهذه الحكمة في قضائه وقدره وفي أحكامه وشرعه، فلا يأمر بشيء إلا وفيه النفع اللازم للإنسان، في دنياه وآخرته، ولا يأذن بشيءٍ فيه ضررٌ على الإنسان، ولا يحرِّم شيئًا إلا وفيه ضررٌ عليه في دينه أو بدنه، فالمصلحة كلها في اتباع الشرع، لكن لقصور علم البشر وإدراكهم لم يكلفهم الله الإحاطة بالأسباب والعلل، ولم يجعل الأحكام معلَّقة بعقولهم وفهمهم، وإنما تكفَّل لهم بما فيه مصلحتهم وأراحهم من هَمِّ البحث عنه، فالمسلم يؤمن بوجود الحكمة وإن خفيت عليه، وأما الخنزير فإنه خبيث التغذية يترك الطيبات ويأكل النجاسات، فمن محاسن الشريعة تحريم أكل شيءٍ منه، وقد أثبت الطب الحديث مصداق ذلك بالتجارب والتحاليل، كما في دراسات وكتب معاصرة أثبتت أن أكل لحم الخنزير يسبب أمراضًا خطيرةً، وأن وظيفته تنظيف الأرض من الجيف والقاذورات، وأنه محرَّمٌ في جميع الشرائع، ولو افتُرض حماية بعض الخنازير بحيث لا تأكل إلا الطيبات وتُربَّى في مزارع نظيفة وتتلقى جميع التحصينات فإن حكم أكلها أيضًا التحريم؛ لأن الحكم لا يتعلق بوجود الحكمة ولا ينتفي بانتفائها، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

ينظر: موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة للنابلسي 2/ 170.


 لماذا حرم الإسلام الخمر؟

الإجابة:

الحمد لله، ربُّنا سبحانه وتعالى حكيمٌ، وهذه الحكمة في قضائه وقدره وفي أحكامه وشرعه، فلا يأمر بشيء إلا وفيه النفع اللازم للإنسان، في دنياه وآخرته، ولا يأذن بشيءٍ فيه ضررٌ على الإنسان، ولا يحرِّم شيئًا إلا وفيه ضررٌ في دينه أو دنياه، فالمصلحة كلها في اتباع الشرع، لكن لقصور علم البشر وإدراكهم لم يكلفهم الله الإحاطة بالأسباب والعلل، ولم يجعل الأحكام معلَّقة بعقولهم وفهمهم، وإنما تكفَّل لهم بما فيه مصلحتهم وأراحهم من هَمِّ البحث عنه، فالمسلم يؤمن بوجود الحكمة وإن خفيت عليه، والخمر ضرره ظاهر، فإن العقل الذي يميز الإنسان من البهائم يزول بشرب الخمر، ويسبب تقرحات وعفونات للمعدة، ويؤدي الإدمان عليه إلى إتلاف أجزاء من الدماغ بحيث يصاب المدمن بالجنون أو غير ذلك من الأمراض الدماغية والعصبية، ويكفي أن من شربه ولو مرةً واحدةً إذا فقد عقله فإنه يتصرف تصرفات يندم عليها، مثل القتل وإتلاف الأشياء والتعدي على الآخرين، ولا زال الناس في قديم الزمان وحديثه يفتخرون بالتنزه عن شربه، وإن افترض أن إنسانًا لا يشرب منه إلا القليل الذي لا يصل لدرجة حصول مفاسد منه فإن الإسلام يحرم ذلك؛ لأمور منها: أن القليل قد يقود إلى الكثير، وأن غالب من يشربها لا يقتصر على هذا القدر، وأنها نجسة والإنسان مأمور باجتناب النجاسات، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 لماذا يعتبر غالب المسلمين أصوليين وإرهابيين؟

الإجابة:

الحمد لله، هذا السائل إما أنه لا يعرف الإسلام أو لا يعرف الإرهاب، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «ما أظن فلانًا وفلانًا يعرفان من ديننا شيئًا» رواه البخاري (6067)؛ لأن من عرف هذا الدين لا يعاديه، وهذا المذكور في السؤال تصنيف بعض أعداء الإسلام، وعندنا في الإسلام لا تقبل شهادة العدو على عدوه، فالمطلوب حتى يتوصل الإنسان إلى نتائج صحيحة أن يستند إلى أدلة سليمة غير خاطئة، وأن يتثبت قبل أن يسأل عن السبب، ويمكن التعرف على الإسلام من مصادره الصحيحة، والتاريخ والواقع يشهدان بأن المسلمين يعذبون ويضطهدون في أماكن كثيرة في العالم، ولا قدرة لهم على الدفاع عن أنفسهم، وأن الجرائم الوحشية والإرهابية إنما تأتي من الكفار بمختلف أديانهم ضد المسلمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 ما هو تأثير الإسلام على العالم؟

الإجابة:

الحمد لله، مَثَل انتشار الإسلام كمَثَل طلوع الشمس على المكان المظلم، فأثرُه أعظمُ وأحسنُ أثر، فمن الناحية الدينية كان الناس في الشرق بين مَن يقدم المادة وينكر الروح والغيب وكل ما لا يحس، ومن يقدم الروح ويلغي اعتبار المادة، فهذه اعتقاداتهم ونظرتهم للأشياء من حولهم، وإذا نظرت غربًا رأيت من يعبد البشر والأصنام والأحجار، وظل الناس قرونًا في ظلمات الجهل والظلم، لا يعبدون الله الذي خلقهم ورزقهم، حتى جاء الإسلام بالتوحيد والتصور الصحيح للمشاهَد والغائب، ومن الناحية الاجتماعية كان المشرك يربي كلبه ويذبح بنته خوف العار، وكان الزنى متفشيًا والقراءة والكتابة قليلة، فأصلح الإسلام بمبادئه ذلك، ومن الناحية الاقتصادية كانت الحروب لأجل الاستيلاء على المال حيث لا حاكم، والضرائب الجائرة حيث يوجد الحاكم، وانتشار الربا، فحرَّم الإسلام ذلك، وضبط المصادر والموارد، ونشر العدل وأزال الطبقية، وقل مثل ذلك في الناحية الدَّولية، أي علاقة الدول ببعضها، والناحية الحضارية والعلوم الدنيوية وسائر مناحي الحياة، حتى شهد الكفار للإسلام بالفضل، قديمًا وحديثًا، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

ينظر: ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين للندوي، الإسلام دين كامل للشنقيطي.


 ما الموضوعات التي يتناولها القرآن؟

الإجابة:

الحمد لله، القرآن الكريم كلام الله وخاتم الكتب السماوية وناسخها، نزل على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وهو مقسَّمٌ إلى أجزاء، وكل جزء إلى سور، وكل سورة إلى آيات، وقد تكون السورة في موضوع واحد أو في عدة مواضيع، فمن المواضيع التي وردت في القرآن الكريم بيان حق الله تعالى على العبيد، وهو توحيده وعبادته دون من سواه، وبيان صفاته وأفعاله، وأن المنفرد بالخلق والرزق والإحياء والإماتة، وبيان حاجة الخلق إلى الرسل، ونذارتهم وبشارتهم، وبيان ما يجب الإيمان به من الكتب المنزلة والملائكة واليوم الآخر، وتفصيل جزاء المؤمنين ودخولهم الجنة، وجزاء الكافرين ودخولهم النار خالدين فيها أبدًا، وبيان حال الأمم السابقة وما فعلوه بأنبيائهم؛ لأخذ العبرة، ومنها التنبيه على الآيات الكونية في السماء والأرض، والتفكر فيها؛ لأنها تقود الكافر إلى الإيمان والتوحيد وتزيد إيمان المؤمن الموحد، ومنها أيضًا تنظيم علاقة الإنسان بربه وبالخلق، من العبادات والمعاملات، فالعبادات كالصلاة والزكاة والصيام والحج والجهاد والولاء والبراء والجهاد، والمعاملات كالبيوع والمداينات والأنكحة والمواريث، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 لماذا يعطي المسلمون أهمية بالغة إلى مفهوم الأسرة؟

الإجابة:

الحمد لله، من محاسن الإسلام الاهتمامُ بالأسرة، ومن مظاهر ذلك العنايةُ بكيفية اختيار الزوجة، وهي اللبنة الأولى في تكوين الأسرة، وتنظيم العلاقة بين الزوجين، ثم العناية بالأولاد من قبل الولادة، واختيار الاسم المناسب له والفرح بمجيئه، ثم حسن تربيته شيئًا فشيئًا حتى يكبر صالحًا، وغير ذلك من التفاصيل، وصلاح الأسرة يترتب عليه صلاح الأمة، ولا تقوم دولةٌ صالحةٌ من أفرادٍ غيرِ صالحين، فمِن حِفظِ الإسلام لحقوق الإنسان اهتم بهذا الجانب، وكلُّ الأمور المهمة في العقل الصحيح مَن بحث سيجد أن الإسلام اهتم بها؛ لأنها تستحق ذلك، ومن أهم مشاريع الشيطان وأتباعه تفكيك الأسرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن إبليس يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنةً، يجيء أحدهم فيقول: فعلت كذا وكذا، فيقول: ما صنعتَ شيئًا، قال ثم يجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرَّقتُ بينه وبين امرأته، قال: فيُدنيه منه ويقول: نِعْم أَنْتَ) رواه مسلم (2813)، ومعنى (نِعم أنت) أي أنت أيها الشيطان المفرِّق بين الزوجين نِعمَ الشيطان؛ تحسينًا لفعله، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 ما هو معتقد المسلم في الموت؟

الإجابة:

الحمد لله، الموت عند المسلم انفصالُ الروح عن الجسد، وهو انتقال من الحياة الدنيا إلى الحياة البرزخية، وفيها يُنعَّم المؤمن ويعذَّب الكافر، ويوم القيامة يبعثه الله تعالى للحساب والجزاء، ويكون الموت بقبض ملك الموت الروح، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 ما هو مفهوم السعادة في الإسلام؟

الإجابة:

الحمد لله، السعادة في الإسلام تكون بتحقيق الإيمان والالتزام التام بالإسلام، وبها تحصل السعادة في الدنيا والآخرة، والسعادة الحقيقية هي المنبعثة من القلب، والملازمة لصاحبها، وليست العبرةُ بالفرحِ العارض الظاهري الذي لا يستقر ولا يدوم إذا حصل لكافر أو فاجر بعيد عن الله تعالى، فهذا كما يعرض للمؤمن حزنٌ عارضٌ أو خوفٌ طبيعيٌّ، ثم يرجع كلُّ واحدٍ لمعدنه، قال الله تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} [طه: 124]، والضنك الضيق، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ وَجَنَّةُ الْكَافِرِ» رواه مسلم (2956)، والمعنى أنه مهما فرح المؤمن في الدنيا وتلذذ فإن هذا بالنسبة لما ينتظره من نعيم الجنة سجنٌ، ومهما أصاب الكافر في الدنيا من بؤس وشقاء وفقر وعناء فهو بالنسبة لما ينتظره في الآخرة من العذاب جنةٌ، وقال صلى الله عليه وسلم: «يُؤْتَى بِأَنْعَمِ أَهْلِ الدُّنْيَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُصْبَغُ فِي النَّارِ صَبْغَةً، ثُمَّ يُقَالُ: يَا ابْنَ آدَمَ هَلْ رَأَيْتَ خَيْرًا قَطُّ؟ هَلْ مَرَّ بِكَ نَعِيمٌ قَطُّ؟ فَيَقُولُ: لَا، وَاللهِ يَا رَبِّ. وَيُؤْتَى بِأَشَدِّ النَّاسِ بُؤْسًا فِي الدُّنْيَا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَيُصْبَغُ صَبْغَةً فِي الْجَنَّةِ، فَيُقَالُ لَهُ: يَا ابْنَ آدَمَ هَلْ رَأَيْتَ بُؤْسًا قَطُّ؟ هَلْ مَرَّ بِكَ شِدَّةٌ قَطُّ؟ فَيَقُولُ: لَا، وَاللهِ يَا رَبِّ، مَا مَرَّ بِي بُؤْسٌ قَطُّ، وَلَا رَأَيْتُ شِدَّةً قَطُّ» رواه مسلم (2807)، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 هل تكمن السعادة في المأكل والمشرب والاستمتاع الجسدي وهي مجرد متع لحظية يعقبها موت مفاجىء؟

الإجابة:

الحمد لله، السعادة الحقيقية هي سعادة الروح، ولا تحصل سعادة الروح إلا بتحقيق الهداية، المتمثِّلة في الإسلام، وكلما زاد إيمان المسلم زادت سعادته، وإن كانت أسباب السعادة الجسدية غير متوفرة لديه، وما بعد الموت من السعادة أعظم وأكبر، وما يعرض للكافر من سعادة فهي أولًا وقتية لا تستمر، وثانيًا ظاهرية، من جنس ما ذُكر في السؤال، كالهموم التي قد تصيب المؤمن، وإنما العبرة بما يدوم ويلازم الإنسان وبما ينبع من القلب، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 ماذا لو لم أستطع أن أطبق الإسلام بنسبة 100%؟

الإجابة:

الحمد لله، إذا دخل المرء في الإسلام بالإتيان بالشهادتين بشروطها، والإيمان بأركان الإيمان الستة، توجَّه له التكليف بفعل الواجبات حسب الاستطاعة، مع لزوم ترك المحرمات كلها، فإن فعلها بعذر كإكراه أو خطأ أو نسيان فهو معفو عنه، ففي الأوامر إذا كان لا يستطيع أن يصلي قائمًا يصلي جالسًا، وإن كان عاجزًا عن الصوم لأمرٍ عارضٍ يفطر ثم يقضي، وإن كان فقيرًا لا يستطيع أن يحج وهو بعيد عن مكة لم يجب عليه، وهكذا، والدليل على ذلك قول الله تعالى: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة: 286]، وقول النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه، وإذا أمرتكم بأمرٍ فأتوا منه ما استطعتم» رواه البخاري (7288) ومسلم (1337)، ولابد من وقوع تقصيرٍ لكن المسلم يستدرك ذلك بالتوبة والاستغفار، وأن يُسلم الإنسان ولا يطبق إلا بعض الإسلام خيرٌ له من البقاء على الكفر، وصلى الله وسلم نبينا محمد.


 هل يجب علي غض البصر وارتداء الحجاب بمجرد اعتناقي الإسلام؟

الإجابة:

الحمد لله، نعم، وغض البصر وارتداء الحجاب علامة على العفة، وصيانة للمرأة من الرجال الأجانب، وهما من علامة قوة إيمان المسلمة، وكل الواجبات في الإسلام مشروطة بالاستطاعة، والحجاب من الواجبات، فعلى المسلمة أن تقوم به قدر المستطاع، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 هل يجب علي أداء الصلاة بمجرد اعتناقي الإسلام؟

الإجابة:

الحمد لله، نعم، يجب عليك ذلك، ولا يصح إسلامك بعد النطق بالشهادتين إلا بأداء الصلاة، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 أبلغ من العمر أربعة عشر عامًا وأظن أن عائلتي لن توافق على اعتناقي الإسلام؟

الإجابة:

الحمد لله، للإجابة عن هذا السؤال جوانب: الأول: أن الأمر الأهم أن تقتنع أنت أولًا بالإسلام، وضرورة اعتناقك له، وأن نجاتك من عذاب الآخرة متوقفٌ على ذلك، وأن تكون جازمًا غير مترددٍ في هذا القرار، ثانيًا: توقَّع أفضل النتائج وضع خطةً لأسوئها، بمعنى: ماذا لو وافقت أسرتك، وقالت: افعل ما تشاء، أو أنت حر، أو نحو ذلك، أليس هذا هو المطلوب، وهو احتمالٌ واردٌ؟ بلى، لكن يحاول الشيطان دائمًا أن يحول بينك وبين الإسلام بمثل هذه الأفكار والاحتمالات، ثم ماذا لو لم توافق على ذلك؟ هل تظن أن الحل الصحيح هو في بقائك على ما أنت عليه؟ الجواب لا، ولكن المفترض أن تفكر في الحل المناسب، وكل شخص له ظروفه الزمانية والمكانية التي تناسبه، فمن يناسبه إخفاء إسلامه فهذا لا يضر إن شاء الله، ثالثًا: إذا كان الأفضل بعد اعتناقك للإسلام البقاء مع أسرتك، ومحاولة دعوتهم، فهذا هو الأفضل، وإذا كنت تُقدِّر عدم مناسبة ذلك وتستطيع أن تستقل فأنت مطالب بذلك، ولا يأمرك الإسلام بهجر عائلتك أو مقاطعتهم حتى لو انفصلت عنهم، مع دعاء الله لهم بالهداية، رابعًا: المرء قوي بإخوانه ضعيف بنفسه، فيحسن لك التواصل مع من يمكنه الوقوف إلى جانبه من المسلمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 أفكر كثيرًا في الإسلام لكنني أصاب بالحزن حين أفكر في مناقشة الأمر مع أصدقائي خشية أن أوصف بالجنون.

الإجابة:

الحمد لله، كل ما ينقصك الشجاعة والإقدام، وأن تعلم أن الشيطان يضخم لك مثل هذه الأمور ليصدَّك عن الحق، فالواجب عليك أن تبادر إلى الإسلام، ولا يلزم أن يعلموا بإسلامك، فإن علموا ولم يحصل من أصحابك ما كنت تخشى فقد حصل المطلوب، وإن وجدت مضايقة من أحدٍ منهم فقاطعه، واستبدل به صديقًا عاقلًا، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 اعتنقت الإسلام قبل زوجها فهل زواجهما صحيح؟

الإجابة:

الحمد لله، إذا أسلم زوجها الذي كان دخل بها قبل أن تنتهي عدتها فزواجهما صحيح، والعدة ثلاث حيض إن كانت تحيض أو ثلاثة شهور إن كانت لا تحيض، وإذا كان الزوج لم يدخل بها فالفرقة تقع بمجرد إسلامها، وينفسخ بذلك نكاحهما، وإذا انتهت عدتها ولم يسلم انفسخ عقدها أيضًا، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 هل هناك أمور أخرى ينبغي على المسلم الإيمان بها غير الإيمان بالله ورسوله؟

الإجابة:

الحمد لله، نعم، أركان الإيمان ستة، وهي الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره، فالإيمان بالله يكون بالتصديق الجازم بوجوده وبأسمائه وصفاته وأفعاله، وأن يخلص العبادة له سبحانه، مع الانقياد والمحبة والتعظيم والقبول لدينه، والإيمان بالملائكة يكون بالتصديق الجازم بوجودهم وأنهم عباد لله تعالى لا يعصون الله ما أمرهم، كالنزول بالوحي وقبض الأرواح والنفخ في الصور، ومنهم جبريل وميكائيل، والإيمان بالكتب التي أنزلها الله على أنبيائه وتعظيمها، كالتوراة المنزلة على موسى عليه السلام، والإنجيل المنزل على عيسى عليه السلام، ولكن الموجود بأيدي اليهود والنصارى الآن محرَّف، لا قيمة له، والإيمان بأن القرآن الكريم مصدِّقٌ لتلك الكتب وناسخٌ لها، فالعمل لا يكون إلا بالقرآن، والإيمان بالرسل والأنبياء، وأن الله تعالى بعثهم للناس بالدعوة إلى عبادته، ومنهم آدم ونوح وإبراهيم عليهم السلام، والاتباع التام للنبي الخاتم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، والإيمان باليوم الآخر يوم القيامة، وما يتبع ذلك، مثل الإيمان بنعيم القبر وعذابه، وبالبعث والنشور، وبالحساب والثواب والعقاب على الأعمال، والإيمان بالقدر أي أن كل ما يجري في هذه الحياة الدنيا مكتوب في اللوح المحفوظ، وقد علمه الله تعالى بالتفصيل وشاء وقوعه من خير وشر، لا يخرج شيء عن إرادته وخلقه، هذه أركان الإيمان بإجمال، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 هل بعث النبي محمد بأي نوع من أنواع المعجزات؟

الإجابة:

الحمد لله، لقد بعث نبينا صلى الله عليه وسلم بمعجزات كثيرة، قال ابن كثير رحمه الله: (وقد جمع الأئمة في ذلك ما زاد على ألف معجزة، فمن أبهرها وأعظمها القرآن العزيز، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد، وإعجازه من جهة لفظه ومعناه، أما لفظه ففي أعلى غايات فصاحة الكلام، وكل من ازدادت معرفته بهذا الشأن ازداد للقرآن تعظيماً في هذا الباب، وقد تحدى الفصحاء والبلغاء في زمانه مع شدة عدواتهم له، وحرصهم على تكذيبه، بأن يأتوا بمثله أو بعشر سور من مثله، أو بسورة، فعجزوا، وأخبرهم أنهم لا يطيقون ذلك أبداً، بل قد تحدى الجن والإنس قاطبة على أن يأتوا بمثله فعجزوا، وأخبرهم بذلك، فقال الله تعالى: {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا} [الإسراء: 88] إلى غير ذلك من الوجوه المثبتة لإعجازه، وأما معناه فإنه في غاية التعاضد والحكمة، والرحمة والمصلحة، والعاقبة الحميدة والاتفاق، وتحصيل أعلى المقاصد، وتبطيل المفاسد، إلى غير ذلك مما يظهر لمن له لب وعقل صحيح خال من الشبه والأهواء، نعوذ بالله منها ونسأله الهدى. ومن ذلك أنه نشأ بين قوم يعرفون نسبه ومرباه ومدخله ومخرجه، يتيمًا بين أظهرهم أمينًا صادقًا بارًّا راشدًا، كلهم يعرف ذلك، ولاينكره إلا من عاند وسفسط وكابر، وكان أُمِّيًّا لا يحسن الكتابة ولا يعانيها ولا أهلها، وليس في بلادهم من علم الأولين، ولا من يعرف شيئاً من ذلك فجاءهم على رأس أربعين سنة من عمره يخبر بما مضى مفصَّلًا مبينًا، يشهد له علماء الكتب المتقدمة البصيرون بها المهتدون بالصدق...، ومن ذلك ما أخبر صلى الله عليه وسلم به في هذا القرآن، وفيما صح عنه من الأحاديث، من الغيوب المستقبلة المطابقة لخبره حذو القُذَّة بالقُذَّة، مما يطول استقصاؤه ههنا، ومن ذلك ما أظهره الله تعالى على يديه من خوارق العادات الباهرة، فمن ذلك: ما أخبر الله عز وجل عنه في كتابه العزيز من انشقاق القمر، وذلك أن المشركين سألوه آيةً، وكان ذلك ليلًا، فأشار إلى القمر، فصار فرقتين، فسألوا من حولهم من الأحياء، لئلا يكون قد سحرهم فأخبروهم بمثل ما رأوا، وهذا متواتر عنه عند أهل العلم بالأخبار، وقد رواه غير واحد من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين، ومن ذلك ما ظهر ببركة دعائه...، فمن ذلك أنه صلى الله عليه وسلم دعا الله تعالى في السَّخْلةِ التي كانت مع ابن مسعود في الرعي، وسمى الله وحلبها، فَدَرَّت عليه، فشرب وسقى أبا بكر، وكذلك فعل في شاة أم معبد، ودعا للطفيل بن عمرو، فصارت آيةٌ في طرف سوطه نورٌ يلمع يُرى مِن بُعد، وكذلك حصل لأُسيد بن الحُضير وعَبَّاد بن بِشر الأنصاري، وقد خرجا من عنده في ليلة ظلماء، ودعا الله على السبعة الذي سخروا منه وهو يصلي، فقُتِلوا ببدر، ودعا على ابن أبي لهب، فسلط الله عليه السبع بالشام وِفْقَ دعائه عليه السلام، ودعا على سراقة فساخت يدا فرسه في الأرض، ثم دعا الله فأطلقها، ورمى كفار قريش في بدر بقبضة من حصباء فأصاب كلًّا منهم شيءٌ منها وهزمهم الله، وكذلك فعل يوم حنين سواء، وأعطى يوم بدر لعكاشة بن محصن جَذْلًا من حطب فصار في يده سيفًا ماضيًا، وأخبر عمه العباس -وهو أسير- بما دفن هو وأم الفضل من المال تحت عتبة بابهم، فأقرَّ له بذلك، وأخبر عمير بن وهب بما جاء له من قتله معتذرًا بأنه جاء في فداء أسارى بدر، فاعترف له بذلك، وأسلم من وقته رضي الله عنه، وردَّ يومَ أحد عينَ قتادة بن النعمان الظفري بعد أن سالت على خده -وقيل: بعدما صارت في يده- فصارت أحسن عينيه، فلم تكن تُعرف من الأخرى، وأطعم يوم الخندق الجمَّ الغفيرَ الذين يقاربون ألفًا من سخلة وصاع شعير ببيت جابر، كما أطعم يومئذٍ من نزر يسير من تمر، جاءت به ابنة بشير، وكذلك أطعم نحو الثمانين من طعام كادت تواريه يده المكرَّمة، وكذلك فعل يوم أصبح عروسًا بزينب بنت جحش، وأما يوم تبوك فكان أمرًا هائلًا، أطعم الجيش وملؤوا كل وعاء معهم من قدر ربضة العنز طعامًا، وأعطى أبا هريرة رضي الله عنه مزودًا فأكل منه دهره، وجهَّز منه في سبيل الله شيئًا كثيرًا، ولم يزل معه إلى أيام مقتل عثمان...، ودعا الله تعالى لما قحطوا فلم ينزل عن المنبر حتى تحدر الماء على لحيته صلى الله عليه وسلم من سقف المسجد، وقد كان قبله لا يرى في السماء سحابة ولا قزعة ولا قدر الكف، ثم لما استصحى لهم انجاب السحاب عن المدينة حتى صارت المدينة في مثل الإكليل، ودعا الله على قريش فأصابهم من الجهد ما لا يُعبَّر عنه، حتى استرحموه، فعطف عليهم فأفرج عنهم، وأُتي بإناء فيه ماء ليتوضأ به، فرغب إليه أقوام هناك أن يتوضؤوا معه فوضع يده في ذلك الإناء، فما وسعها، ثم دعا الله، فنبع الماء من بين أصابعه صلى الله عليه وسلم، وكذلك فعل يوم الحديبية، وكان الجيش ألفاً وأربعمائة، قال جابر: (ولو كنا مائة ألف لكفانا)، وكذلك فعل في بعض أسفاره بقطرة من ماء في سقاء، قال الراوي: لما أمرني أن أفرغها في الوعاء خشيت أن يشربها يابس القربة. فوضع يده فيها، ودعا الله تعالى، فنبع الماء من بين أصابعه لأصحابه، حتى توضؤوا وشربوا. وكذلك بعث سهمه إلى عين الحديبية فوضعت فيها فجاشت بالماء حتى كفتهم.. وفيما ذكرنا كفاية إن شاء الله تعالى)، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

ينظر: الفصول في السيرة ص: 228-236.


 هل يتوجه المسلمون بصلاتهم للنبي محمد؟

الإجابة:

الحمد لله، لا يتوجه المسلمون بصلاتهم لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ولا لمخلوق آخر دونه، وإنما الصلاة وسائر العبادات لله تعالى، وكذلك الأنبياء ومنهم نبينا محمد عليه الصلاة والسلام كانوا يصلون لله تعالى، ولا يعبدون معه غيره، وقال تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163) قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ} [الأنعام: 162 - 164]، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 ما هو يوم القيامة؟

الإجابة:

الحمد لله، يوم القيامة هو يوم الجزاء والحساب على الأعمال التي يعملها كل شخص في الحياة الدنيا، فإن الناس بعد الموت يبعثون في ذلك اليوم، ويطول وقوفهم لانتظار الحساب، وفي ذلك اليوم أهوال وفزع، ثم يحاسبون فيدخل الكفار النار ويدخل المؤمنون الجنة، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 ماذا يحدث في الجنة والنار؟

الإجابة:

الحمد لله، الجنة دار جزاء المؤمنين ونعيمهم في الآخرة نعيمًا أبديًّا، والنار دار جزاء الكفار وتعذيبهم في الآخرة عذابًا أبديًّا، ويعذَّبُ فيها عصاة الموحِّدين ثم يُخرجون إلى الجنة، والجنة فيها ما لا عينٌ رأت ولا أذنٌ سمعت ولا خَطَرَ على قلب بشر، وقد بيَّن القرآن الكريم والسنة النبوية كثيرًا مما حدث وسيحدث في الجنة، وفُصِّل تفصيلًا تجعل النفوس تشتاق إليها، وكذلك النار فصِّل ما فيها من العذاب تفصيلًا يخوِّف النفوس، ويحملها على العمل لتجنبها، قال الله تعالى: {أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا} [الفرقان: 24]، وقال سبحانه: {وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ (103) تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ } [المؤمنون: 103، 104]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لما خلق الله عز وجل الجنة قال لجبريل: اذهب فانظر إليها. فذهب فنظر إليها ثم جاء، فقال: أي رب، وعزتك لا يسمع بها أحد إلا دخلها. ثم حفها بالمكاره، ثم قال: يا جبريل، اذهب فانظر إليها. فذهب فنظر إليها ثم جاء، فقال: أي رب، وعزتك لقد خشيت ألا يدخلها أحد. قال: فلما خلق الله النار قال: يا جبريل، اذهب فانظر إليها. فذهب فنظر إليها، ثم جاء فقال: أي رب، وعزتك لا يسمع بها أحد فيدخلها. فحفها بالشهوات، ثم قال: يا جبريل اذهب فانظر إليها. فذهب فنظر إليها، ثم جاء فقال: أي رب، وعزتك لقد خشيت ألا يبقى أحد إلا دخلها) رواه أبو داود بإسناد حسن (4744)، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة، فيُصبغ في النار صبغة، ثم يقال: يا ابن آدم هل رأيت خيرًا قط؟ هل مر بك نعيم قط؟ فيقول: لا، والله يا رب. ويؤتى بأشد الناس بؤسًا في الدنيا من أهل الجنة، فيصبغ صبغة في الجنة، فيقال له: يا ابن آدم هل رأيت بؤسًا قط؟ هل مر بك شدة قط؟ فيقول: لا، والله يا رب ما مر بي بؤس قط ولا رأيت شدة قط) رواه مسلم (2807)، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

ينظر: حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح لابن قيم الجوزية والجنة والنار لعمر الأشقر.


 ما هو الجهاد؟

الإجابة:

الحمد لله، الجهاد له إطلاقان: الإطلاق العام يشمل جهاد الإنسان لنفسه وللشيطان على التوحيد وفعل المأمورات وترك المنهيات، وجهاد المنافقين والعصاة بالدعوة إلى الحق ورد الشبهات بالعلم، وكذلك كان الحال مع الكفار قبل مشروعية الجهاد، بدليل قول الله تعالى: {فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا} [الفرقان: 52]، أي جاهدهم بالقرآن،  وذلك ببيان الحق وإبطال الباطل، والإطلاق الثاني: الإطلاق الخاص، وهو جهاد الكفار بالقتال، وينقسم إلى قسمين: جهاد الدفع، وهو مقاتلة المسلمين لمن يعتدي عليهم من غيرهم لدفع عدوانه، وجهاد الطلب، وهو مقاتلة الكفار في ديارهم لإعلاء كلمة الله تعالى، ومن الحِكَم في مشروعية الجهاد انتشار رقعة الإسلام ودخول المقاتَلين في الإسلام، والدخول في ذمة المسلمين وجريان أحكام الإسلام عليهم، وإنهاء تعرضهم للمسلمين ووقوفهم في طريق الدعوة الإسلامية، قال الله تعالى: {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ (38) وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (39) وَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلَاكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ} [الأنفال: 38 - 40]، فالهداية هي الغاية، فلو حصلت الهداية ودخلوا في الإسلام امتنع قتالهم، وإلم تحصل قاتلهم المسلمون حتى يكون الدين كله لله، وللجهاد آداب وأحكام تكفل تحصيل المقصود السامي للجهاد، وتحفظ لكل ذي حق حقه، مثل النهي عن مباشرة قتل من لا يشارك في القتال كالصبيان والنساء والمقعدين والشيوخ والرهبان، ومثل النهي عن الغدر وعن التمثيل بأجساد القتلى، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 لماذا يجد المرء في الإسلام والنصرانية بعض الأمور المتشابهة؟

الإجابة:

الحمد لله، الأصول العقدية في الأديان السماوية متحدة، فالقرآن الكريم مصدِّقٌ لما بين يديه من الكتب، كالتوراة والإنجيل، ودعوة الأنبياء جميعًا كانت إلى توحيد العبادة لله وحده لا شريك له، فوجود المشابهة دليلٌ على أن أصلها من عند الله تعالى؛ لذا يجب على المسلم الإيمان بالكتب التي أوحى الله بها لأنبيائه، ولكن العمل يكون بالكتاب الناسخ لها، وهو القرآن الكريم، ولما تعرضت التوراة والإنجيل إلى التحريف والتبديل بطل كون الكتاب الذي بأيديهم الآن هو الكتاب الذي يجب الإيمان به من حيث العموم، أي من حيث الإيمان به كله من أوله إلى آخره، هذا لا يصح، لوجود التحريف في بعضه، وعليه فيقال: كما وُجد التشابه وُجد الفرق، فالإسلام لا يدعو إلى الأمور الوثنية التي أُدخلت في النصرانية، من التثليث والصَّلب والتعميد والخطيئة والكفارة وإنكار نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وإباحة الخنزير، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

ينظر في تأثر النصرانية بالوثنية: هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى ط. دار عالم الفوائد (ص: 53)، ذكر المحقق في الحاشية ثمانية مراجع.

ويستمع للاستزادة لمحاضرة ذاكر نايت: https://www.youtube.com/watch?v=SqkrXMKuoKM.


 هل للمسلمين أية إسهامات في النهوض بالبشرية؟

الإجابة:

الحمد لله، أولًا: لا شك أن الإسلام كان ولا زال المصدر الوحيد لسعادة الروح وسلامة الاعتقاد، ففي الجانب الفكري لا منافس للإسلام أصلًا، ثانيًا: التقدم المادي الذي يعيشه العالم اليوم حصل على أكتاف العلماء المسلمين، ففي الوقت الذي كانت باريس لا تعرف فيه الإنارة في الليل وتعاني من التلوث البيئي كانت شوارع فاس مضاءة ومرصوفة ونظيفة، والحضارة المادية شركة إنسانية عامة، ولكن مجد السبق فيه كان للمسلمين، وقد فُصِّل ذلك في كتب كثيرة، نشير إلى كتاب مختصر منها، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

ينظر: الحضارة الإسلامية لعبد الرحمن حبنكة الميداني ص549-579.


 من هم اليهود؟

الإجابة:

الحمد لله، اليهود أمة موسى عليه السلام، وكتابهم التوراة، وهم من بني إسرائيل، أي من ولد يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام، ويعقوب الأب الخامس لموسى، ومن صدَّق بموسى عليه السلام في عهده وتابعه من بني إسرائيل ومات على ذلك فقد مات على الحق ومأواه الجنة، ومن كفر به فقد مات على الباطل ومأواه النار، ومن أدرك منهم نبينا محمدًا صلى الله عليه وسلم ولم يتبعه فهو أيضًا على الباطل ومأواه النار، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 تدعي كل الأديان أنها من عند الله، فلماذا ينبغي على المرء اتباع الإسلام وحده؟

الإجابة:

الحمد لله، أولًا: ليست كل الأديان تدَّعي أنها من عند الله عز وجل، بل بدراسة الأديان نجد أن الأغلب منها أديان أرضية، أي ليس لها ارتباط بالله تعالى، بل تدعو إلى عبادة بعض البشر على أنهم هم الله، أو إلى عبادة بعض الأشياء المحسوسة الموجودة على الأرض كشجر وجبل، أو إلى عبادة الشمس أو القمر أو بعض الكواكب، وهي المذاهب الوثنية، ويوجد من لا دينهم لهم من الملاحدة الذين يجحدون وجود الله تعالى بألسنتهم، ثانيًا: الأديان التي هي من عند الله حقيقةً، وتسمى الأديان السماوية، لا تنافي الإسلام، بل فيها وجوب اتباع النبي صلى الله عليه وسلم عند ظهوره، فهي كانت صحيحةً في عصرها، ونسخ بعضها ما تقدمه، كما نسخ الإنجيلُ بعضَ أحكام التوراة، ودعت أصحابَها إلى الانتقال إلى الإسلام، لذلك نجد من عاصر النبي صلى الله عليه وسلم من اليهود كانوا ينتظرون ويترقبون ظهوره ليتابعوه، ويهددون المشركين العرب به إذا وقعت بينهم نزاعات، قال سَلَمة بن سَلامة بن وَقْش رضي الله عنه، وكان من أصحاب بدر: كان لنا جارٌ من يهود في بني عبد الأشهل، فخرج علينا يومًا من بيته قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم بيسير، فوقف على مجلس بني عبد الأشهل، وأنا يومئذ أحدثُ من فيه سنًّا، عليَّ برُدة، مضطجعًا فيها، فذكر البعث والقيامة والحساب والميزان والجنة والنار، فقال ذلك لقومٍ أهل شرك أصحاب أوثان، لا يرون أن بعثًا كائن بعد الموت، فقالوا له: ويحك يا فلان ترى هذا كائنًا؟ إن الناس يبعثون بعد موتهم إلى دار فيها جنة ونار، يجزون فيها بأعمالهم، قال: نعم، والذي يُحلف به لَوَدَّ أن له بحظه من تلك النار أعظمَ تنُّورٍ في الدنيا، يحمونه ثم يدخلونه إياه فيُطبَق به عليه وأن ينجو من تلك النار غدًا، قالوا له: ويحك وما آية ذلك؟ قال: نبي يبعث من نحو هذه البلاد. وأشار بيده نحو مكة واليمن، قالوا: ومتى تراه؟ قال: فنظر إلي وأنا من أحدثهم سنًّا، فقال: إن يستنفد هذا الغلام عمره يدركه. قال سلمة: فوالله ما ذهب الليل والنهار حتى بعث الله تعالى رسولَه صلى الله عليه وسلم، وهو حي بين أظهرنا، فآمنا به وكفر به بغيًا وحسدًا، فقلنا: ويلك يا فلان، ألستَ بالذي قلت لنا فيه ما قلت؟ قال: بلى، وليس به. رواه أحمد (15841) بإسناد حسن، فيجب على كل شخص أن يدخل في دين الإسلام؛ لأن الأديان الأخرى إما أنها أديان سماوية سابقة فالإسلام ناسخ لها، وإما أنها أديان باطلة من أصلها، قال تعالى: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [آل عمران: 85]، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 ماذا يعني مفهوم "العبادة" في الإسلام؟

الإجابة:

الحمد لله، العبادة التذلل والانقياد لله تعالى مع المحبة والتعظيم، ويدخل في مفهوم العبادة كل الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة التي يحبها الله تعالى ويرضاها، فمن الأعمال ما هو عبادة محضة كالصلاة والحج، ومنها ما يؤجر عليه الإنسان أجر العبادة إذا احتسب أجرها عند الله، مثل النوم بنية التقوي للعبادة، والأكل بمثل هذه النية، والأقوال كالذكر وقراءة القرآن، وأما الأقوال الباطنة أي القلبية فالاعتقادات والأمور التي يجزم بها المسلم، كالبعث والإيمان بالغيب، وأما الأعمال القلبية فمثل التوكل والخوف والرجاء، ولا يجوز صرف عبادة لغير الله تعالى، ولا تقبل عبادة إلا بثلاثة شروط: الأول الإسلام، والثاني الإخلاص، والثالث متابعة السُّنَّة، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 ما هي عقوبة الردة؟

الإجابة:

الحمد لله، عقوبة الردة القتل، والدليل قول النبي صلى الله عليه وسلم: «من بدل دينه فاقتلوه» رواه البخاري (3017)، أي مَن خرج عن دين الإسلام بعد دخوله فيه فإن حده القتل، وإذا اعترض أحد على هذا الحكم قيل له: في كل دولة نظام وقوانين وعقوبات لمن يخالف ذلك، فإذا عوقب شخص في أي دولة بالقتل فهل ستعترض أو ستقول هو مستحق، وهذه العقوبة في محلها؟ إن كان سيسلم له مع كونه حكمًا من وضع العقول البشرية وقد يكون المقتول غير مستحق لها فبالأولى أن يُسلِّم لحكم الله تعالى، وإن كان سيعترض فمعناه أنه لا يرى القتل عقوبة أصلًا، وهذا من التعاطف مع المجرمين، ومن وضع الرحمة في غير موضعها، والله حكيم في شرعه وفي قدره، وما ينتظر المرتدَّ في الآخرة من الخلود في النار أعظم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 ما هي الحكمة من حد الرجم والجلد في الإسلام؟

الإجابة:

الحمد لله، الرجم عقوبةُ الزنا لمن كان محصنًا، أي سبق له أن جامع زوجته في نكاح صحيح، والجلد عقوبةٌ لمن شرب الخمر أو زنا وليس بمحصن -وهذان من الحدود- أو من فعل فعلًا يستحق عليه العقوبة دون الحدود، بتقدير من القاضي، وهو ما يسمى التعزير، كمن يؤذي المارة في الطريق أو يخون الأمانات، وفي ترك العصاة والمجرمين بلا عقوبة انتشارٌ للمعاصي والفساد؛ لأن مِن الناس مَن لا يرتدع بالتخويف بالعقوبة الأخروية، فلا بد من تعجيل بعض الجزاء له في الدنيا، فإذا تقرر أنه لا بد من عقوبة لهم، فإن الرجم لمن يستحقه إذا توفرت الشروط الشرعية، وكذلك الجلد في زنا غير المحصن وفي شرب الخمر هما أنسب عقوبةٍ؛ لأسباب منها: أن الزاني المحصن والزانية المحصنة قد فعل كلٌّ منهما جريمة عظيمة مع عدم الداعي لها، وقد وصلت اللذة لجميع أعضائه فناسب ذلك أن يُتلف بأبشع الصور، بعقوبة تصل لجميع بدنه، وفي ذلك ردعٌ للآخرين عن فعل هذه الجريمة، والزاني غير المحصن لا يستحق القتل لأن جرمه أخف، فناسبه الجلد والتغريب عن المكان الذي يذكِّره بالمعصية، وشارب الخمر تسبَّب في زوال عقله وقد يؤذي غيره وقد لا يؤذي، بخلاف الزاني فإنه ضرره بالآخرين متحقق فناسب أن يجلد دون تغريب، فإن قيل: فإذا كان السارق تُقطع يده لمناسبة العقوبة للجريمة فلماذا لا يعاقب الزاني بقطع العضو الذي فعل به المعصية؟ ولماذا لا يعاقب شارب الخمر بقطع لسانه؟ قيل: قطع ذكر الزاني غير مناسب؛ لأنه عضو خفي، لا يحصل بقطعه ارتداع الآخرين وتقليل الجريمة، وليس في الجسد منه إلا واحد، ويتسبب ذلك في قطع النسل، فاستحق العقوبة السابقة، وإذا لم تتوفر الشروط بأن يكون قبَّل أو ضمَّ أو باشر دون حصول الجماع المحرم فإنه يعاقب بأي عقوبة أخرى أقل من ذلك حتى يرتدع، كالسجن والجلد والغرامة المالية والأعمال الشاقة، وكذلك شارب الخمر بالإضافة إلى أنه لم يشرب بلسانه فقط حتى يقطع لسانه، والحِكَم تظهر لمن يتأملها وليست محصورةً، مع استحضار أن المسلم عليه الانقياد لشرع الله تعالى سواءٌ عرف الحكمة أو لم يعرفها، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 لماذا لم يقض الله على الشياطين لعلمه بإضلالهم الناس عن الحق؟

الإجابة:

الحمد لله، قال تعالى: {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ} [الأنبياء: 23]، فليس للمخلوق أن يعترض على أفعال الله تعالى، خاصَّةً إذا كان مسلمًا؛ لأن من أركان الإيمانِ الإيمانُ بالقضاء والقدر، ويعني أن كل ما يحصل في الكون فهو بعلم الله التام ومشيئته وأنه كتب ذلك من قبل في اللوح المحفوظ وهو الخالق لكل مخلوق ولأفعاله، ومن الإيمان بالله تعالى الإيمان بحكمته، وأن كل ما يجري في الكون فله تعليل وتقدير بالغ، لا يمكن للبشر أن يحيطوا بعلمه، فوجود الشياطين ليس شرًّا خالصًا، بمعنى أنه لا فائدة فيه من أي وجهٍ، فالدنيا دار ابتلاءٍ، ليُعلم من المؤمن الذي لا يستجيب لوساوس الشيطان، فيُثاب ويدخل الجنة، ويُعلم من الكافر الذي يستجيب للشيطان ولا يدخل في الإيمان، فيعاقب بالخلود في النار، ويُعلم من العاصي الذي يقدم ما يوسوس به الشيطان على طاعة الله أحيانًا مع أنه مؤمن فيستحق العقاب، فلا يظهر التفاوت في الآخرة بين المؤمن وغيره إلا بوجود أسباب في الدنيا، كالشياطين والنفس الأمارة بالسوء والمغريات الأخرى، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 لماذا أنزل الله القرآن الكريم على النبي؟ وهل هذا يعني نسخًا لكل من التوارة والإنجيل؟ وهل هذا يعني أن متبعي التوراة والإنجيل لم يكونوا على هدى من الله لذا أنزل الله القرآن على النبي محمد؟

الإجابة:

الحمد لله، يقال للسائل: فلماذا أنزل الله التوراة مع أنه كان قبلها صحف إبراهيم وكتب أنبياء آخرين؟ ولماذا أنزل الله الإنجيل مع وجود التوراة قبلها؟ الجواب واحد، وهو أن الله يشرع في كل عصر ما يصلح لأهله، وأما أصول الإيمان فمتفقة بين الرسل، كلهم يدعو إلى عبادة الله تعالى وحده، وقد وَكَلَ الله حفظ التوراة والإنجيل إلى علماء بني إسراءيل فحرَّفوها وبدَّلوها، وكان في علمهم أن الله تعالى سيبعث في آخر الزمان رسولًا يختم به الرسل، وهو نبينا محمدًا صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله تعالى عليه الكتاب الناسخ للكتب السابقة، والصالح لكل زمان ومكان إلى قيام الساعة، والذي سيحكم به عيسى عليه السلام إذا نزل في آخر الزمان، وتولى حفظه سبحانه وتعالى، بأسباب كثيرة، فمهما حاول بعض الناس تحريفه افتُضح أمره، وبناءً عليه فكل يهودي أو نصراني أدرك الإسلام ولم يدخل فيه فليس على هدى، قال تعالى: {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ} [البقرة: 109]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار» رواه مسلم (153)، والمراد بهذه الأمة أمة محمد صلى الله عليه وسلم، أي الذين أرسل إليهم، وتسمى أمة الدعوة، ومن آمن به منهم يسمى أمة الإجابة، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 لماذا يحرم على المسلمة الزواج من غير المسلم ويباح للمسلم الزواج باليهودية والنصرانية؟

الإجابة:

الحمد لله، غير المسلم لا يؤمن بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم ولا بالقرآن، فلا يستحق أن يتزوج المسلمة، والمسلم يؤمن بنبوة موسى وعيسى عليهما السلام وما أنزل الله عليهما من التوراة والإنجيل، فاستحق أن ينكح اليهودية والنصرانية بشرط أن تكون عفيفة، ثم إن القوامة للرجل في عقد النكاح، فإذا كان كافرًا -سواء كان كتابيًّا أو وثنيًّا أو غيرهما- قد يجبر المرأة على ترك الإسلام أو على ترك شيء من شعائر دينها أو على فعل ما لا يجوز في دينها كالجماع حال الحيض أو منعها من صوم رمضان، فلهذا ولحكمٍ أخرى جاءت الشريعة الإسلامية بهذا التفضيل والتفصيل، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 هل تحدى القرآن البشر على أن يأتوا بسورة من مثله؟

الإجابة:

الحمد لله، نعم، تحدى القرآن البشر على أن يأتوا بمثله، في آيات متعددة فيها تدرج، ففيه التحدي بعشر سور، والتحدي بسورة، والتحدي المطلق ولو بآية، ومن ذلك قول الله تعالى: {وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [البقرة: 23]، وقد حفظ التاريخ أسماء من حاول تقليد القرآن، ولم يهتم بما جاؤوا به أحد من الكفار فضلًا عن أهل الإسلام، وبيَّن العلماء سقوطهم في التحدي، وضعف ما جاؤوا به، فالقرآن الكريم معجز أولًا في نظمه لغةً وبلاغةً، من جهة المفردات والتراكيب، بحيث يُذعن له السامع العربي سليقةً أو الذي درس العربية وتبحر فيها، ومشركو العرب لم يأتوا بمثله، ولو قدروا لفعلوا انتصارًا على هذا النبي الذي حاولوا إسقاط دينه بكل سبيل، ومعجز ثانيًا في معناه من جهة التشريعات، إجمالا وتفصيلا، ومن جهة الأخبار، صدقًا في الماضي، وتحقُّقًا في المستقبل، وهو معجزٌ ثالثًا في تأثيره وهدايته، فأخرج الله به أمة ضالة جاهلة متناحرة من الظلمات إلى النور، حتى فتح المسلمون الأرض شرقًا وغربًا، وأحلت الإسلام محل حضارات الأرض، وجمعت بين الفارسي والرومي والقبطي والحبشي والتركي والبربري، في نظام واحد، رغم تعدد اللغات، واختلاف الأعراق، وتناقض العادات، وسابق العداوات، وصار أتباعه أئمة يقتدى بهم علمًا وحلمًا ورحمةً وعدلًا، ومعجزٌ رابعًا في تصديق العلوم الحديثة لما فيه، سواء في الفلك أو البحار أو علم الأرض أو الأحياء أو الأجنة، حيث ذكر في ذلك الدهر المتقدم ما لم يعرفه الناس إلا في عصور متأخرة بآلات متطورة، إلى غير ذلك من أوجه الإعجاز، فهل يستطيع أحد الإتيان بمثله؟ وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 هل صُلب المسيح عيسى عليه السلام؟

الإجابة:

الحمد لله، المسيح عيسى عليه السلام لم يُصلب، بل رُفع إلى السماء، وهو الآن حيٌّ لم يمت في السماء الثانية، وسينزل قبل يوم القيامة، ويحكم بالإسلام ويكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ولا يقبلها، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 كيف أثر انتشار الإسلام على العالم؟

الإجابة:

الحمد لله، مَثَل انتشار الإسلام كمَثَل طلوع الشمس على المكان المظلم، فأثرُه أعظمُ وأحسنُ أثر، فمن الناحية الدينية كان الناس في الشرق بين مَن يقدم المادة وينكر الروح والغيب وكل ما لا يحس، ومن يقدم الروح ويلغي اعتبار المادة، فهذه اعتقاداتهم ونظرتهم للأشياء من حولهم، وإذا نظرت غربًا رأيت من يعبد البشر والأصنام والأحجار، وظل الناس قرونًا في ظلمات الجهل والظلم، لا يعبدون الله الذي خلقهم ورزقهم، حتى جاء الإسلام بالتوحيد والتصور الصحيح للمشاهَد والغائب، ومن الناحية الاجتماعية كان المشرك يربي كلبه ويذبح بنته خوف العار، وكان الزنى متفشيًا والقراءة والكتابة قليلة، فأصلح الإسلام بمبادئه ذلك، ومن الناحية الاقتصادية كانت الحروب لأجل الاستيلاء على المال حيث لا حاكم، والضرائب الجائرة حيث يوجد الحاكم، وانتشار الربا، فحرَّم الإسلام ذلك، وضبط المصادر والموارد، ونشر العدل وأزال الطبقية، وقُلْ مثل ذلك في الناحية الدَّولية، أي علاقة الدول ببعضها، والناحية الحضارية والعلوم الدنيوية وسائر مناحي الحياة، حتى شهد الكفار للإسلام بالفضل، قديمًا وحديثًا، ومن جهة أخرى فالإسلام هو الدين الذي ارتضاه الله تعالى وتكفل بحفظه، فما كان كذلك فإنه يستحق الانتشار، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

ينظر: ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين للندوي، الدرة المختصرة في محاسن الإسلام لابن سعدي، الإسلام دين كامل للشنقيطي.


 هل هناك أية مصادر مقدسة في الإسلام غير القرآن؟

الإجابة:

الحمد لله، التقديس هو التعظيم والتبجيل، والمصادر المقدسة في الإسلام هي القرآن والسُّنَّة الصحيحة، لأن ما عدا ذلك من المصادر المعتبرة في الإسلام هي معتمدة على هذين المصدرين، سواءٌ كان من الأدلة، كالإجماع والقياس، أو من الكتب المصنَّفة، ككتب التفسير والحديث والفقه، وإن كان يقصد بالمقدس النص الإلهي وكلام الله تعالى فهو القرآن الكريم والأحاديث القدسية فقط، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 هل يقبل الإسلام العقائد الأخرى؟

الإجابة:

الحمد لله، إن كان المقصود تصحيح الأديان الأخرى، وحرية الاعتقاد، وأن الإسلام هو الخيار الأفضل لكن غيره ليس بباطل فهذا كله وما في معناه لا يقبله الإسلام، ولا يصح إسلام شخصٍ حتى يعتقد انحصار الحق في الإسلام وأن ما عداه باطل، قال تعالى: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 256]، وإن كان المقصود التعايش والتعامل مع غير المسلمين فهذا أمرٌ يقبله الإسلام بشروط معروفة، منها ألا يكون التعامل محرمًا، وألا يلحق المسلم منها مهانة، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 لماذا نزكي؟

الإجابة:

الحمد لله، أولًا: يدفع المسلمُ الزكاة لأن الله عز وجل الذي رزقه الحياة والهداية والمال أوجب عليه دفعها، ولكي يحصل على الثواب والأجر، ولكي ينجو من العقاب والإثم، ثانيًا: في فرْضية الزكاة حِكَمٌ وفوائدُ كثيرةٌ، منها ما يرجع لمستحق الزكاة، كدفع حاجة المحتاجين والإحسان إلى الآخرين، من الفقراء وغيرهم، ومنها ما يرجع إلى المال كتطهيره وحفظه من الزوال، ومنها ما يرجع إلى الدافع، كتطهير نفسه من البخل والتعلق بالدنيا واختباره بإخراج الشيء الذي فُطرت النفوس على حبه وجمعه؛ طاعةً لله تعالى، ومنها ما يرجع للمجتمع المسلم، كحفظ التوازن بين أفراده وإزالة الطبقية المذمومة وإشاعة المواساة، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 لماذا نصوم؟

الإجابة:

الحمد لله، يؤدِّي المسلمُ الصيامَ عبادةً وطاعةً لله عز وجل؛ لأنه يعلم أن الله لا يأمر إلا بما هو خيرٌ له في الدنيا والآخرة، فيحصل له بسبب ذلك الأجر والثواب، وبالصوم يحقق التقوى؛ لأن فيه تربيةً على مراقبة الله تعالى في السر، فيترك المفطرات في كل مكان وفي كل لحظة من لحظات يوم الصيام، ولو كان خاليًا، ولأنه يترك أشياء ضرورية كالطعام والشراب فهو قادر على أن يترك المعاصي التي ليست ضرورية بل مضرة، بالعزيمة التي تمكن بها من الصيام، ولأنه يضيق مجاري الدم وهي مجاري الشيطان، وتحصل له الفوائد الأخرى التي تحصل تبعًا دون أن يقصدها المسلم بالعبادة، كالصحة، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 لماذا نحج؟

الإجابة:

الحمد لله، يؤدِّي المسلمُ الحجَّ عبادةً وطاعةً لله عز وجل؛ لأنه يعلم أن الله لا يأمر إلا بما هو خيرٌ له في الدنيا والآخرة، فيحصل له بسبب ذلك الأجر والثواب، ويحصل له الفوائد الأخرى التي تحصل تبعًا دون أن يقصدها المسلم بالعبادة، كالتجارة والتعارف على المسلمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 ما هو علاج من أدمن الموسيقى؟

الإجابة:

الحمد لله، علاجه أن يستيقن بتحريم سماعها، وكل محرمٍ يجب التوبة من فعله، ومن التوبة الإقلاع والكف عنه، وأن يستبدل ذلك بكثرة قراءة القرآن، والاشتغال بحفظه وتفهمه، وبالإكثار من ذكر الله تعالى، فإنهما لا يجتمعان في قلبٍ، وأن يدعو الله عز وجل أن يثبته ويهديه، ومن ذلك (ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا، وهب لنا من لدنك رحمة)، و(يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك، يا مصرف القلوب صرف قلبي إلى طاعتك)، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 هل يبيح الإسلام ضرب الزوج زوجته؟

الإجابة:

الحمد لله، جعل الإسلام العصمة للزوج ليستقيم شأن البيت، فعليه أن يربي زوجته كما يربي الأب ابنه وكما يربي الأستاذ تلميذه، وهذا يستدعي الشفقة والحكمة، وقد أباح الإسلام للزوج الضرب في حالة الحاجة إليه وبشروط، فقد قال الله تعالى: {وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا} [النساء: 34]، فالمرأة المطيعة لزوجها لا يباح للزوج أن يضربها، فإذا كانت عاصية للزوج فعليه أن يتدرج في علاجها، فيبدأ بالوعظ فإلم ينفع فالهَجر فإلم ينفع فالضرب، ومن الشروط أن يكون الضربُ غيرَ مبرِّح، أي ضربَ تأديب لا ضربَ انتقام، قال صلى الله عليه وسلم: «فاتقوا الله في النساء، فإنكم أخذتموهن بأمان الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله، ولكم عليهن ألا يُوطِئْنَّ فرشكم أحدًا تكرهونه، فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربًا غيرَ مبرِّح» رواه مسلم (1218)، وألا يزيد على عشرة أسواط في الضرب، قال صلى الله عليه وسلم: «لا يجلد أحد فوق عشرة أسواط، إلا في حد من حدود الله» رواه البخاري (6850) ومسلم (1708)، وأن يجتنب الضرب في الوجه، وكذلك المقاتل، قال صلى الله عليه وسلم: «إذا قاتل أحدكم فليجتنب الوجه» رواه البخاري (2559) ومسلم (2612)، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 هل يمكن للمسلم حضور مراسم دفن غير المسلم؟

الإجابة:

الحمد لله، لا يجوز حضور ولا تشييع جنازة الكافر، ولكن يجوز تعزية أهله دون دعاء له بالمغفرة، وإنما يحثهم على الصبر ونحو ذلك، ولكن إذا لم يكن هناك أحد يدفن الكافر فيجوز للمسلم القريب منه أن يتولى ذلك دون تغسيل أو صلاة، ولا يُدفن في مقابر المسلمين، قال الله تعالى: {وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ} [التوبة: 84]، وعن علي رضي الله عنه أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن أبا طالب مات. فقال: «اذهب فَوَارِهْ». قال: إنه مات مشركًا. قال: «اذهب فواره». رواه أبو داود (3214) النسائي (190)، وهو حديث حسن، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 كيف يزيد المرء إيمانه بالله؟

الإجابة:

الحمد لله، الإيمان يزيد وينقص، ووسائل زيادة الإيمان متعددة، ومنها: 1. تعلم ما يتعلق بأركان الإيمان الستة: الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره؛ لأن زيادة العلم بما يجب الإيمان به والانتقال من الإجمال إلى التفصيل هو زيادة مباشرة في الإيمان، فمن لم يعرف من الملائكة إلى جبريل ثم تعلم وعرف ميكائيل وإسرافيل فإن إيمانه بهما زيادةٌ في إيمانه. 2. التعرف على الأسماء الحسنى ومعانيها وظهور أثرها عليك، فإذا علمت أن الله تعالى سميع بصير عليم قريب رقيب أورثك ذلك مراقبة الله تعالى في الخلوات ومراعاة أمره ونهيه، وإذا علمت أن الله تعالى رحمن رحيم كريم رؤوف أورثك ذلك المحبة والشوق إلى لقائه تعالى وإلى ما أعده للمؤمنين من النعيم، وإذا علمت أن الله تعالى قوي عزيز شديد العقاب أورثك ذلك الخوف من عذابه واجتناب نواهيه، وإذا علمت أنه رازق رزاق وكيل كفيل خالق مالك الملك أورثك ذلك التوكل عليه، وهكذا. 3. كثرة قراءة القرآن الكريم. 4. دعاء الله تعالى أن يزيد إيمانك. 5. المحافظة على الفرائض والإكثار من النوافل. وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 أي نوع من أهل الكتاب الذي يحل للمسلم الزواج من نسائهم؟

الإجابة:

الحمد لله، يجوز للمسلم أن يتزوج بأي يهودية أو نصرانية بشرط أن تكون عفيفة، أي بعيدة عن الفاحشة، قال الله تعالى: {الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ} [المائدة: 5]، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 لماذا حرم الإسلام الزنا والميسر؟

الإجابة:

الحمد لله، ربُّنا سبحانه وتعالى حكيمٌ، وهذه الحكمة في قضائه وقدره وفي أحكامه وشرعه، فلا يأمر بشيء إلا وفيه النفع اللازم للإنسان، في دنياه وآخرته، ولا يأذن بشيءٍ فيه ضررٌ على الإنسان، ولا يحرِّم شيئًا إلا وفيه ضررٌ عليه في دينه ودنياه، فالمصلحة كلها في اتباع الشرع، لكن لقصور علم البشر وإدراكهم لم يكلفهم الله الإحاطة بالأسباب والعلل، ولم يجعل الأحكام معلَّقة بعقولهم وفهمهم، وإنما تكفَّل لهم بما فيه مصلحتهم وأراحهم من هَمِّ البحث عنه، فالمسلم يؤمن بوجود الحكمة وإن خفيت عليه، فأما الزنا فإنه مع تحريمه في الشرع هو أمرٌ مستقبحٌ بالعقل، يجعل الإنسان كالحيوانات، ويترتب عليه ظهور عناصر ناقمة على المجتمع، ناشرة للفساد والجرائم، في الأغلب، وهم أولاد الزنا؛ لأنه لن يتلقى التربية والاهتمام من والديه، ولا يتيسر في كل بلدٍ من يرعاه، ولو كان كل إنسان يكتفي بإشباع غريزته بالزنى والتخفف من مسؤولية إقامة الأسرة والإنفاق عليهم لزم منه فساد كل البشر مع مرور الأيام، بالإضافة لاختلاط الأنساب، فلا يعرف الشخص أباه، مع ما في ذلك من انتشار الأمراض الجنسية، كما ظهر في عصرنا مثل الإيدز والهربز والزهري ومرض الحب وغيرها، وغير ذلك من المضار، وأما الميسر فإن فيه ضررًا اقتصاديًّا، إذ تذهب أموال الشخص الكثيرة في مخاطرة يسيرة لا فائدة منها، وربما صار فقيرًا فتجاوز الضرر إلى أولاده وأهل بيته، طمعًا بالفوز في القمار، ولو أنفق ذلك المال القليل على نفسه لكان خيرًا له من تضييعه، ولا ينهى الإسلام عن شيء ويقول العَقْل: ليته لم ينه عنه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 لماذا يحرم الإسلام اللواط والسحاق؟

الإجابة:

الحمد لله، هذه الفواحش محرَّمة في كل الأديان؛ لأنها انحراف عن الفطرة، فإن السنن الكونية التي خلق الله تعالى تقتضي أن تكون الرابطة الأسرية بين ذكر وأنثى، وقد أوجد الله في الرجل الميل إلى الأنثى وبالعكس؛ ليحصل اللقاء والحمل والولادة ويستمر عنصر البشر، ولو اكتفى الإنسان بتفريغ شهوته بهذه الفواحش لاستغنى الذكور بالذكور والإناث بالإناث وانقرض جنس الإنسان، حتى الحيوانات من غير البشر لا تفعل هذا، فكيف يرضى الإنسان أن يكون أحط من البهائم، وكيف يترك ما أحلَّ الله له مع أنه يحصِّل منفعة قضاء الوطر بشكل أفضل مع السلامة من الأضرار؛ لأن اللواط إيلاج في مكان قذر تخرج منه النجاسة، فيتضرر الطرفان، والحكمة في تحريم ذلك ظاهرة، مع أننا نؤمن أن المحرَّم شرعًا ضارٌّ ولو تخيل بعض الناس فيه المنفعة، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 ما هي الفرقة الناجية في الآخرة؟

الإجابة:

الحمد لله، الفرقة الناجية في الآخرة المسلمون المتبعون لسُنَّة النبي صلى الله عليه وسلم في العقائد والأعمال، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 هل يبيح الإسلام للمرأة أن تكون رأس الدولة؟

الإجابة:

الحمد لله، لا يبيح الإسلام ذلك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة» رواه البخاري (4425)، والمرأة من حيث البنية الجسمية وقوة التفكير واتخاذ القرار ومقابلة الناس غير مهيأة، لأن الله خلقها وجعل لها أعمالًا تناسب خِلقتَها، والنبي صلى الله عليه وسلم قد منع من توليها للولاية العظمى سواء عرفنا الحكمة أو لم نعرفها، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 هل ينبغي على المرأة إذا أسلمت أن تترك زوجها فورًا؟

الإجابة:

الحمد لله، نعم، عليها مفارقته، بمعنى ألا تُمكِّن نفسها منه، ولكن ينفسخ العقد بانقضاء عدتها منه، وهي ثلاثة حيض إن كانت تحيض أو ثلاثة أشهر إن كانت لا تحيض، من حين إسلامها، فإذا أسلم خلال مدة العدة استمرت الزوجية، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 كيف ينبغي أن يتعامل المسلم مع أسرته غير المسلمة؟

الإجابة:

الحمد لله، عليه أن يدعو أسرته إلى الإسلام بالأسلوب المناسب، فكل شخص له وسائل تناسبه، فإذا لم يجد قبولًا وكان الأفضل في تقديره البقاء مع أسرته فإنه يكرر دعوتهم في الأوقات الملائمة، ويحافظ على الأخلاق الإسلامية في التعامل معهم؛ لأنها دعوة عملية للإسلام، وإذا كان يقدِّر عدم مناسبة البقاء معهم، وأنه قد يعرِّض نفسَه للفتن أو الكبائر أو الردة عن دينه أو دخول شبهات عليه منهم وكان يستطيع أن يعيش لوحده فهو مطالب بذلك، وليبحث عن مجتمع يزيد فيه إيمانه، ولا يأمره الإسلام بهجر عائلته أو مقاطعتهم حتى لو انفصل عنهم، بل يأمره ببرهم والإحسان إليهم مع كفرهم قال الله تعالى: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [لقمان: 14، 15]، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 ما الطعام الذي أحل الإسلام للمسلم تناوله؟

الإجابة:

الحمد لله، الأصل في الأطعمة أنها مباحة، والمحرم أشياء محدودة، وهو على قسمين: الأول المحرَّم بسبب الكسب، فتحريمه خاصٌّ بالكاسب، مثل الطعام المسروق والمغصوب، يحرم على السارق والغاصب تناوله؛ لأنه مال محترم لم يؤخذ من صاحبه بطريق مباح، والثاني: المحرم على الجميع، مثل الخنزير والميتة وما ذُبح لغير الله وما قُتل بغير تذكية بالضرب أو الصعق ونحوهما وما كان من السباع المفترسة كالأسد والنمر وما كان من الطيور المفترسة كالنسور، فهذه لا تباح إلا في حال الضرورة، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 ما هو المسجد؟

الإجابة:

الحمد لله، المسجد مكان عبادة الله تعالى عند المصلين، وهي أماكن غير مملوكة لأحد يُعتنى بها وتُنظَّف وتُهيَّأ لتكون مناسبة للعبادة، يجتمع فيها المسلمون للصلوات الخمس والصلوات التي يشرع لها الجماعة كالجمعة والعيد والكسوف والاستسقاء والتراويح، ويتعلم فيها المسلمون دينهم، ويقرؤون القرآن ويدعون الله تعالى ويعتكفون، وتُحفَظ المساجد من الأمور المنافية لما سبق، مثل البيع والشراء واللهو ورفع الصوت والروائح الكريهة، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 ماذا يفعل المسلم الذي اعتنق الإسلام بخلاف زوجته؟

الإجابة:

الحمد لله، إذا كانت زوجته يهودية أو نصرانية فلا مانع من استمرار النكاح، قال تعالى: {الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ} [المائدة: 5]، وعليه أن يجتهد في دعوتها إلى الإسلام والدعاء لها، لعل الله أن يهديها، وإذا كانت زوجته ليست من أهل الكتاب فإن النكاح بنفسخ بمجرد إسلام الزوج، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 من هو المسيح الدجال؟

الإجابة:

الحمد لله، المسيح الدجال رجلٌ يُقدِّر الله على يديه خوارق، تكون فتنًا للناس، ويكون ظهوره من علامات الساعة، وجاء في صفته أنه عظيم الخلق، مقيَّدٌ في كهفٍ في جزيرة من الجزر، وسمي بالمسيح لأن عينه ممسوحة، أو لأنه إذا ظهر يمسح الأرض أي يمر عليها كلها إلا مكة والمدينة، فلا يقدر على دخولهما، والدجال أي الكذاب، وجاء الحث على الاستعاذة بالله تعالى من فتنة المسيح الدجال؛ لأنه يدعو الناس إلى الكفر، ومن أطاعه أغدقت عليه الأرزاق، ومن عصاه من المؤمنين ضُيِّق عليه الرزق، وممن يتبعه يهود أصبهان، وقد حذَّر منه الأنبياء، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

ينظر: صحيح مسلم (2942).


 ما هي الحكمة من توجه المسلمين في صلاتهم نحو الكعبة؟

الإجابة:

الحمد لله، أولًا الله تعالى يكلف عباده بما يشاء، وفي كل ما شرعه الحكمة والمصلحة للمكلفين، ولا يشترط أن يفهم العبد الحكمة ليمتثل الأمر، فإن الحكمة قد تُعرَف وقد تخفى، ثانيًا لا بد لمن يعبدُ الله تعالى أن يتوجه في عبادته لجهة معينة، ومن تلك العبادات الصلاة، فلو قيل: لماذا يستقبل اليهود بيت المقدس ولماذا يستقبل النصارى جهة الشرق في عبادتهم ماذا سيكون الجواب؟ لا شك أن كل مِلَّة لها صلاتها وقبلتها، فكل مسلم يصلي في أي مكان كان لا بد أن يستقبل جهة معينة متحدة؛ لكي يتحد المسلمون في عبادتهم، ولا يتنافروا، فإنه إذا صلى ورأى غيرَه من المسلمين يصلي معه نفس الصلاة بركوعها وسجودها لنفس الجهة أشعره وأكسبه ذلك روحَ الجماعةِ والتعاونِ والاتفاقَ والوحدةَ، وهي معنى مطلوب إشاعته بين المسلمين، وأيضًا ليتمكنوا من أداء هذه العبادة جماعةً، ولتكون شعارًا للمسلمين، ولغير ذلك من الحكم، وكانت هذه الجهة هي الكعبة؛ لأنها أول مسجد في الأرض، وكان بناؤها تعظيمًا لله تعالى، لتحصل العبادة عندها، فالمسلمون لا يعبدون الكعبة، ولكنها بيتٌ معظَّمٌ تعظيمًا لمن له العبادة، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 ما هو السبب من تحريم لبس الذهب على الرجال؟

الإجابة:

الحمد لله، لله تعالى أن يحكم على العبد بما يشاء، وأحكامه سبحانه وتعالى في منتهى الحكمة والعدل، والعباد لا يحيطون بالحِكَم في كل شيء؛ لذلك لم يجب عليهم أن يبحثوا على الحكمة ولا أن يقتنعوا بالسبب من أجل العمل بالأحكام الشرعية، والمسلم يسأل عن الحكم أو عن مستند الحكم، ويكفيه ذلك، أما الحكمة والباعث فإن ظهر فلا مانع، وإلم يظهر فلا تردد عنده في الحكم الشرعي، ولبس الذهب محرم على الرجال؛ لقول البراء بن عازب رضي الله عنه، أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بسبع، ونهانا عن سبع) ثم قال: (ونهانا عن آنية الفضة وخاتم الذهب) رواه البخاري (1239) ومسلم (2066)، ولبس الذهب من أخلاق النساء، قال تعالى عن الأنثى: {أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ} [الزخرف: 18]، فإذا تشبه الرجل بالأنثى في اللباس ونحو ذلك اكتسب مع الزمن أخلاق الإناث، وهذا أمر قبيح شرعًا وعقلًا، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 هل كان دين الإسلام سابقًا لبعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم؟

الإجابة:

الحمد لله، الإسلام العام هو دين جميع الرسل، فهم متفقون في الدعوة إلى توحيد الله تعالى والتعرف على أسمائه وصفاته وأفعاله، ولكن بعض الشرائع مختلفة، كتفاصيل العبادات والمعاملات والأنكحة، فهذا الإسلام سابق للبعثة، والإسلام بمعناه الخاص هو دين الله الذي بعث به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وأنزل به القرآن الكريم، ولا يمكن أن يكون سابقًا له حينئذ، وهو الذي لا يقبل الله دينًا غيره من الناس بعد بعثة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِين} [آل عمران: 85]، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 هل يؤيد الإسلام مفهوم الطبقية؟

الإجابة:

الحمد لله، الطبقية تقسيم الناس إلى طبقات بحسب المال أو العرق أو المنصب بحيث لا يمكن أن يغير الإنسانُ طبقته، والإسلام لا يؤيد وجود الطبقية في المسلمين، قال تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [الحجرات: 13]، ومن الحِكَم في مشروعية الزكاة أن يواسي الغني الفقير، وكذلك في الصدقات وإعانة المحتاجين عمومًا، ولا يسعى الإسلام إلى إلغاء انقسام الناس، بأن يجعلهم كلهم أغنياء أو فقراء مثلًا، وفي محاربة الفروق ومحاولة إزالتها مخالفة للسنن الكونية، ولذلك جاء الإسلام بالتعامل الصحيح معها، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 ما هي الوصايا العشر في القرآن الكريم؟

الإجابة:

الحمد لله، الوصايا العشر في قول الله تعالى: {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (151) وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (152) وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (153)} [الأنعام:151، 152، 153]، وأغلب هذه الوصايا جاء في سورة الإسراء، فالوصية الأولى بالتوحيد لله وعدم الشرك، والثانية بالإحسان إلى الوالدين، الذين هما أعظم الناس حقًّا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، والثالثة تحريم قتل الأولاد، سواءٌ كان السبب حصول الفقر للوالدين، كما في هذه الآية، أو خشية الفقر بسبب الولد، كما في آية الإسراء، قال تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ} [الإسراء: 31]، فلما كانوا فقراء بدأ في الرزق بهم، ولما كانوا أغنياء يخشون الفقر بدأ في الرزق بأولادهم، والرابعة تحريم قربان الفواحش، وهي المعاصي الكبيرة، ومنها الزنا واللوط، والخامسة تحريم قتل النفس المحترمة، ويخرج بذلك المستحقة للقتل، فقتلها بالحق، كالقاتل والمرتد والزاني المحصن، والسادسة تحريم التصرف في مال اليتيم إلا بما فيه نفع ومصلحة له، والسابعة الوفاء وعدم الغش في المعاملات، فالكيل وحدة الحجم، والوزن وحدة الثقل، والقسط العدل، والثامنة العدل في القول ومن ذلك الحكم على الآخرين، والتاسعة الوفاء بالعهود، والعاشرة التمسك بالإسلام واجتناب الفرقة والبدع، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 من علامات الساعة طلوع الشمس من مغربها فكيف يحدث ذلك؟

الإجابة:

الحمد لله، عندما يأتي اليوم الذي يشاء الله تعالى فيه طلوع الشمس من مغربها يقال للشمس: ارجعي من حيث جئت فتطلع من مغربها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا طلعت ورآها الناس آمنوا أجمعون، وذلك حين لا ينفع نفسًا إيمانها» رواه البخاري (4636) ومسلم (157)، وقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه يومًا: «أتدرون أين تذهب هذه الشمس؟» قالوا: الله ورسوله أعلم قال: «إن هذه تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش، فتخر ساجدة، فلا تزال كذلك حتى يقال لها: ارتفعي، ارجعي من حيث جئت، فترجع فتصبح طالعة من مطلعها، ثم تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش، فتخر ساجدة، ولا تزال كذلك حتى يقال لها: ارتفعي، ارجعي من حيث جئت، فترجع فتصبح طالعة من مطلعها، ثم تجري لا يستنكر الناس منها شيئًا حتى تنتهي إلى مستقرها ذاك تحت العرش، فيقال لها: ارتفعي أصبحي طالعة من مغربك، فتصبح طالعة من مغربها»، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أتدرون متى ذاكم؟ ذاك حين {لا ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرًا}» [الأنعام: 158]، رواه البخاري (7424) ومسلم (159)، وسجود الشمس أمرٌ غيبي لا يمكن للعقل أن يتصوره لكنه يجب عليه أن يؤمن به، كما يؤمن بوجود روحٍ إذا خرجت من بين جنبيه مات، وهو لا يعلم أين هي، ولا أين كانت وأين تذهب، ولا يستطيع أن يقبضها أو يراها، لكنه يعرف آثارها، واستبعاد بعض العقول لطلوع الشمس من مغربها؛ لأنها لاحظت دوام طلوعها من المشرق في ميعاد محدد نستطيع أن نعرفه سلفًا، وهو شيء متكرر وواضح، فيقال لصاحب هذا العقل: لماذا يقبل عقلك أن يقع ذلك صدفةً دون فاعلٍ قادرٍ خالقٍ ولا يقبل أن تطلع من مغربها صدفةً؟ أما المؤمن الموحد فيعلم بنور الوحي المطابق للفطرة السليمة أن الشمس آية من آيات كثيرة خلقها الله بحكمته، وهو يدبرها بأمره، وأنه سيأتي عليها يومٌ يأمرها أن تطلع من المغرب فتطلع، والذي خلقها من العدم قادر على أن يفعل ذلك، فالتفسير المادي إنما ينطبق على الأمور الحسية، أما الأمور الغيبية فالمرجع فيه إلى الخبر الصادق، ومن أصدق من الله حديثًا، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 متى يوصف المرء بالإرهاب؟

الإجابة:

الحمد لله، يوصف المرء بالإرهاب إذا أضلَّ الناس بمحاربة الإسلام أو تشويهه بأي وسيلة أو قام بقتل الأبرياء الذين لا يجوز قتلهم في الإسلام، من المسلمين والكفار المعاهدين أو المستأمنين أو أخاف الناس بأي عمل إجرامي، كقطع الطريق وتفجير الأبنية وترويع الآمنين، وجاء في قرار مجمع الفقه الإسلامي: (الإرهاب هو العدوان الذي يمارسه أفراد أو جماعات أو دول بغيًا على الإنسان في دينه ودمه وعقله وماله وعرضه، ويشمل صنوف التخويف والأذى والتهديد والقتل بغير حق، وما يتصل بصور الحِرابة وإخافة السبيل وقطع الطريق، وكلّ فعل من أفعال العنف أو التهديد يقع تنفيذًا لمشروع إجرامي فردي أو جماعي، ويهدف إلى إلقاء الرعب بين الناس، أو ترويعهم بإيذائهم، أو تعريض حياتهم أو حريتهم أو أمنهم أو أحوالهم للخطر، ومن صنوفه إلحاق الضرر بالبيئة أو بأحد المرافق والأملاك العامة أو الخاصة، أو تعريض أحد الموارد الوطنية أو الطبيعية للخطر، فكلّ هذا من صور الفساد في الأرض التي نهى الله سبحانه وتعالى المسلمين عنها، قال تعالى: {وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} [القصص: 77])، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

قرار مجمع الفقه الإسلامي التابع لرابطة العالم الإسلامي، في الدورة 16، بتاريخ 21-27/ 10/ 1422.


 من هو الذبيح من ولد إبراهيم عليه السلام؟

الإجابة:

الحمد لله، اختلف العلماء من الصحابة والتابعين فمن بعدهم في الذبيح، فالقول الأول أنه إسحاق، والقول الثاني أنه إسماعيل، وهو الصحيح، والأدلة على ذلك: أولًا: قوله الله تعالى: {فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ} [الصافات: 101]، فذكر قصة الذبح ثم قال: {وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ} [الصافات: 112]، فدلَّ على أنه غير الذبيح، فتعيَّن أنه إسماعيل، الدليل الثاني: قوله تعالى: {وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ} [هود: 71]، فالأمر بذبحه يُكذِّب البشارة بحفيده، لأن معنى البشارة: أبشر بولد آخر بعد إسماعيل، وهو إسحاق، وأبشر بولدٍ له أيضًا، وهو يعقوب، وقد أدرك يعقوب جده إبراهيم عليهم السلام، تحقيقًا لهذه البشرى، وقال ابن تيمية رحمه الله: (وفي الجملة فالنزاع فيها مشهور، لكن الذي يجب القطع به أنه إسماعيل، وهذا الذي عليه الكتاب والسنة والدلائل المشهورة، وهو الذي تدل عليه التوراة التي بأيدي أهل الكتاب، وأيضًا فإن فيها أنه قال لإبراهيم: اذبح ابنك وحيدك. وفي ترجمة أخرى: بِكْرَك. وإسماعيل هو الذي كان وحيده وبكره باتفاق المسلمين وأهل الكتاب، لكن أهل الكتاب حرَّفوا فزادوا إسحاق، فتلقى ذلك عنهم من تلقاه وشاع عند بعض المسلمين أنه إسحاق، وأصله من تحريف أهل الكتاب)، وذكر اثني عشر دليلًا لهذا القول، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

ينظر: مجموع الفتاوى 4/ 331-332، إغاثة اللهفان 2/ 1139، الحاوي للفتاوي للسيوطي 1/ 492.


 هل الكتاب المقدس هو بالفعل كتاب الله؟

الإجابة:

الحمد لله، الكتابُ المقدَّسُ الموجود اليوم بأيدي اليهود أو النصارى ليس كتابَ الله تعالى في الجملة؛ لأنه محرَّفٌ، وما لم يُحرَّف منه هو ما وافق القرآن الكريم، وهذا الحكم للكتاب بالنظر إلى جملته، أي من أوله إلى آخره؛ لأن أصل التوراة والإنجيل حق، فالتوراة المنزلة على موسى والإنجيل المنزل على عيسى يجب الإيمان بهما، لكن الاتباع للقرآن الكريم، والتحريف وقع فيهما بالزيادة والحذف والتغيير، فإذا تقرر ذلك فلا تجوز إهانة النسخ الموجودة اليوم من التوراة والإنجيل؛ لسببين: أولًا: حفاظًا على القدر الذي لم يحرَّف من الإهانة، وثانيًا: بالنظر لأصل الكتاب، وهذا لا يعني جواز قراءته أو العمل بما فيه، ولكن الإسلام دينُ عدلٍ وإنصاف، فما اختلط فيه الحق والباطل يُحكم فيه بالتفصيل، قال الذهبي: (ونحن نُعظِّم التوراة التي أنزلها الله على موسى -عليه السلام- ونؤمن بها، فأما هذه الصحف التي بأيدي هؤلاء الضُّلَّال فما ندري ما هي أصلًا، ونقف فلا نعاملها بتعظيم ولا بإهانة، بل نقول: آمنا بالله وملائكته وكتبه ورسله، ويكفينا في ذلك الإيمان المجمل -ولله الحمد-)، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

ينظر: سير أعلام النبلاء ط الرسالة 2/ 419.


 هل يلد الإله؟

الإجابة:

الحمد لله، لا أجد إجابةً لهذا السؤال أعظم من قوله تعالى: {بسم الله الرحمن الرحيم، قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)} [الإخلاص: 1 - 4]، والولادة والتكاثر صفة نقص في الحقيقة، وإنما يطلبها الإنسان ليكمل النقص الذي فيه، ويسد العجز الذي يعتريه، وليس لله تعالى مثيل ولا حاجة؛ ليتخذ ولدًا، وهو الأول بلا ابتداء فكيف يكون له ولد، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 هل الإلحاد سلوك مقبول وحرية شخصية؟

الإجابة:

الحمد لله، الإلحاد هو نفي وجود الله تعالى، سواءٌ كان مع التقيد بدينٍ أرضي آخر كالبوذية، أو مع التخلي عن سائر الأديان، ولا شك أن الإلحاد من أعظم الكفر فكيف يكون مستساغًا أو مقبولًا، والملحد يحارب فطرته التي تدعوه للإقرار بالربوبية والألوهية، ولكنه يصادم فطرته، ويصادم الكون من حوله، الذي ينطق بالآيات العظيمة الدالة على عظيم صفاته سبحانه وتعالى، من القدرة والعلم والحكمة والإرادة والرحمة، ومن كان كذلك فهو المستحق للعبادة، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 هل يحتقر الإسلام المرأة؟

الإجابة:

الحمد لله، لقد أكرم الإسلام المرأة كرامةً لا تجدها في أي دينٍ أو مجتمعٍ لا يتمسك أهله بدين الإسلام، والمرأة الأوروبية في عصرنا تحلم أن تكون امرأة مسلمة لتنال بعض الحقوق التي تتمناها كل النساء، وتجدها في هذا الدين، وكيف لا يكون كذلك وهو دين رب العالمين؟ ونحن إذا نظرنا في حال المرأة في المجتمعات والحضارات الأخرى قبل  الإسلام وبعده نستطيع أن نعرف قدر ما جاء به الإسلام، قد كان الصينيون لا يتزوجون ولا ينظرون إلى المرأة ولا يتصلون بها تغليبًا للزهد، ويرونها سبب كل خطيئة، وكان الهنود قبل الإسلام يجعلون النساء كالمتاع، فالرجل قد يخسر امرأته في القمار، وتكون هدفًا للإهانات والتجريح، وإذا مات زوجها صارت كالموءودة لا تتزوج، وفي بعض الأحيان يكون للمرأة عدة أزواج، وقد تحرق نفسَها على إثر وفاة زوجها تفاديًا من عذاب الحياة وشقاء الدنيا، وكانت المرأة عند العرب قبل الإسلام تُقتَل وهي صغيرة خشية العار أو بسبب الفقر، ويحرمونها أموالها وميراثها وتُعضل بعد الطلاق أو وفاة الزوج من أن تنكح زوجًا ترضاه، وتُورَث كما يورث المتاع أو الدابة، وتعتد سَنَةً في بيتٍ مُوحِشٍ، ولا تمس ماءً طيلة ذلك العام، وأما مظاهر استعباد المرأة وقهرها عند الفرس والروم فظاهرة إلى الآن فضلًا عما كانت عليه في التاريخ، فماذا يَنقِمُ أعداء الإسلام منه؟ هل ينقمون منه أن تمنع من السفر لوحدها إلا ومعها زوج أو محرم يصونها عن التعرض لمتاعب السفر أو التعرض للابتزاز في عرضها؟ أو ينقمون منه منع المرأة من البغاء والزنى واتخاذ الأخدان ونشر الفاحشة واختلاط الأنساب؟ أو ينقمون منه أن تستر المرأة زينتَها عن أعين الرجال الأجانب وتحتجب عنهم حتى لا يتعرضوا لها، وتبقى امرأةً لزوجها فقط؟ أو ينقمون منها أن تمكث في بيتها معززة مكرَّمة تقوم بخدمة أبيها وأمها إلم تكن متزوجة أو في خدمة زوجها، ويقوم عائلها بالتكسب والإنفاق عليها دون أن يضطرها للتعرض للاختلاط بالرجال والتعرض لمشاكل العمل، مع حفظ حقها في التعلم والعمل عند الحاجة بحشمة وعفاف؟ أو ينقمون منه أن يكون للمرأة في الميراث في بعض المسائل نصفَ ما للرجل الذي يتولى هو إنفاقَ المال على المرأة وأولادها، فهو أحوج لتدبير المال منها؟ إلى غير ذلك من صور حفظ حقوق المرأة بأدق التفاصيل التي لا يمكن الإحاطة بها في إجابة هذا السؤال، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

ينظر: ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين (ص: 46، 53، 60).


 هل يكره المسلمون نبي الله عيسى ويكرهونه؟

الإجابة:

الحمد لله، لا يصح إسلام شخصٍ حتى يؤمن بأن عيسى عليه السلام عبد الله ورسوله، ولا يجوز في الإسلام كراهة نبي من الأنبياء، ومنهم عيسى، ومن كرِهه كفر، وليس عيسى ابنًا لله تعالى، كما يزعم النصارى، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 هل الإسلام دين عنصري يهتم فقط بأصحاب البشرة السوداء؟

الإجابة:

الحمد لله، الإسلام ليس كذلك، والمسلمون دينهم واحد، وألوانهم متنوعة، وليس لون البشرة معيارًا في التفضيل أو في الأحكام الشرعية، وإنما العبرة بالتقوى، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [الحجرات: 13]، وقال سبحانه:{وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا} [آل عمران: 103]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا أيها الناس، ألا إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا أحمر على أسود، ولا أسود على أحمر، إلا بالتقوى)، حديث صحيح رواه أحمد (23489)، والواقع دليل ثالث على هذا الأمر، والأخوة الإسلامية مقدَّمة على العنصريات القبلية والعرقية، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 هل الإسلام هو دين العرب وحدهم؟

الإجابة:

الحمد لله، الإسلام ليس حصرًا على أحد، بل يمكن أن يدخل فيه الإنس والجن، من العرب وغيرهم، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [الحجرات: 13]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا أيها الناس، ألا إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا أحمر على أسود، ولا أسود على أحمر، إلا بالتقوى)، حديث صحيح رواه أحمد (23489)، وذكر الله تعالى في كتابه عموم رسالة النبي صلى الله عليه وسلم، فقال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ } [سبأ: 28]،{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107]، والمسلمون اليوم في العالم لا يمكن حصر أجناسهم وأعراقهم من كثرتهم، ولله الحمد، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 هل يشجع الإسلام قتل الأبرياء؟

الإجابة:

الحمد لله، الإسلام يُحرِّم قتل الأبرياء، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 هل ينتج الإسلام مجتمعًا أميًا متكاسلا؟

الإجابة:

الحمد لله، الإسلام أنتج الأبطال الذين أسقطوا دولتي كسرى وقيصر والذين فتحوا الأرض حتى وصلوا إلى الصين وفتحوا نصف أوربا، من أمثال خالد بن الوليد وقتيبة بن مسلم وطارق بن زياد وابن أبي عامر الحاجب ومحمد الفاتح، وأنتج العلماء الذين على علومهم واكتشافاتهم بنى الغرب حضارتهم المعاصرة، في شتى المجالات، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 لماذا تعدل شهادة الرجل شهادة امرأتين؟

الإجابة:

الحمد لله، قال تعالى: {وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى} [البقرة: 282]، فبيَّن سبحانه أن ضعفَ عقلِ المرأةِ وحفظِها مظنة لعدم ضبط تفاصيل الشهادة، فبدلًا عن منع النساء من الشهادة مع أنه قد يضطر الإنسان؛ لذلك عُوِّض هذا النقص بزيادة العدد، فكانت شهادة المرأة على النصف من شهادة الرجل، فالمرأتان تُذكِّرُ إحداهما الأخرى؛ خشيةً من أن تضلَّ، أي تنسى، ولو فرضنا امرأة قوية الذاكرة فهذا لا يُغيِّر الحكمَ؛ لأن النادر لا حكمَ له، والقصد هو ضبط الحقوق المالية؛ لأن ما سبق جزء من آية المداينة، أما ما عدا ذلك فإما أن يختص به النساء كالإرضاع فتُقبل شهادة المرأة الواحدة، وإما ألا يكون من شأن النساء عادةً فلا تقبل شهادتهن فيه أصلًا كالنكاح والدماء، وفيه تفصيل معروف في كتب العلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 هل كان يدعى عزير على أنه ابن الله؟

الإجابة:

الحمد لله، هذا اعتقاد اليهود فقط، وقد كذبوا في ذلك فليس لله تعالى ولد ولا والد، قال تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (30) اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} [التوبة: 30، 31]، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 هل بالفعل أن النساء أكثر أهل النار؟

الإجابة:

الحمد لله، نعم، ولا يظلم ربك أحدًا، والنساء أكثر أهل الدنيا وأكثر أهل الجنة أيضًا، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

ينظر: صحيح البخاري (1462)، صحيح مسلم (79).


 هل قتل النبي محمد يهودًا أبرياء في حياته؟

الإجابة:

الحمد لله، إن كان السائل لا يؤمن بنبوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فيقال له: لم يقتل النبي صلى الله عليه وسلم يهوديًّا بريئًا، والسيرة تدل على ذلك، وإن كان يؤمن بنبوة النبي صلى الله عليه وسلم فكيف يَتصور أن نبيًّا يفعل ذلك، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 ما هو الفهم الصحيح لحديث الغدير؟

الإجابة:

الحمد لله، حديث الغدير عن زيد بن أرقم رضي الله عنهما قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا فينا خطيبًا بماءٍ يدعى خُمًّا بين مكة والمدينة فحمد الله وأثنى عليه، ووعظ وذكَّر، ثم قال: (أما بعد، ألا أيها الناس، فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين: أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله، واستمسكوا به) فحثَّ على كتاب الله ورغَّب فيه، ثم قال: (وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي) فقال له حصين: ومن أهل بيته يا زيد؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: نساؤه من أهل بيته، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده، قال: ومن هم؟ قال: هم آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس. قال: كل هؤلاء حرم الصدقة؟ قال: نعم. رواه مسلم (2408)، فالثقل الثاني هم أهل البيت، ومنهم أمهات المؤمنين، قال تعالى: {يَانِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا (32) وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب: 32، 33]، ومنهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه وذريته، وجعفر بن أبي طالب رضي الله عنه وذريته، والعباس بن عبد المطلب رضي الله عنه وذريته، وهذا يقتضي محبتهم وتوقيرهم ومزيد الاهتمام بهم ونفعهم بما يستطاع، ولا يجوز الغلو فيهم لا بالاعتقاد ولا بالعبادة، كاعتقاد اتصافهم بشيء من خصائص رب العالمين، وكصرف شيء من العبادات لهم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 ماذا يقول المسلم في صلاته؟

الإجابة:

الحمد لله، قال الله تعالى لموسى عليه السلام: {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} [طه: 14]، فالصلاة مشتملة على الأذكار والأدعية، فالأذكار مثل التكبير، وهو قول: (الله أكبر)، مستشعرًا أنه لا أحد أكبر منه سبحانه، ويقولها عند الدخول في الصلاة وعند الانتقالات من ركن إلى ركن، وقراءة القرآن في حال القيام، والتسبيح في حال الركوع والسجود، ويقول عند الرفع من الركوع: (سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد)، وعند الجلوس بين السجدتين: (رب اغفر لي، رب اغفر لي)، ومن أذكار الصلاة التشهد والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في الجلوس، ثم التسليم، وهو قول: (السلام عليكم ورحمة الله) عند الانتهاء من الصلاة، والدعاء في مواضع مثل السجود وقبل التسليم، فليس في الصلاة شيء من الكلام مع الناس، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 ما هي الطريقة النبوية في التعامل مع أخطاء الناس؟

الإجابة:

الحمد لله، كل إنسان معرَّضٌ للخطأ، ومن مميزات الإسلام التعاون على الخير والنصح للمسلمين، قال صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه» رواه البخاري (13) ومسلم (45)، وإذا بلغ المسلم أن أخاه المسلم أخطأ فعليه أن يتثبت ويتأكد قبل أن يسيء الظن بأخيه، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ} [الحجرات: 12]، وهذا ما فعله صلى الله عليه وسلم في مواقف متعددة، فإذا علم المسلم أن أخاه قد أخطأ فإن المنهج النبوي أن يقوم بمناصحته الدالة على الشفقة والمحبة، قال جرير بن عبد الله رضي الله عنه: (بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم) رواه البخاري (57) ومسلم (56)، وعن تميم الداري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الدين النصيحة» قلنا: لمن؟ قال: «لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم» رواه مسلم (55)، وألا يشيع ذلك الخطأ بين الناس، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [النور: 19]، قال صلى الله عليه وسلم: «من ستر مسلمًا ستره الله يوم القيامة» رواه البخاري (2442) ومسلم (2580)، هذا على وجه الإجمال، وبعض الأخطاء لها حكم خاص في كيفية التعامل معها، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 ما الفرق بين عقيدة السنة وعقيدة الشيعة؟

الإجابة:

الحمد لله، لا يوجد اتفاق إلا نادرًا بين عقيدة الرافضة وعقيدة المسلمين أهل السنة والجماعة، لا من حيث العقيدة ولا من حيث الشريعة، فمن ذلك أنهم يعتقدون في الأئمة الاثني عشر أنهم يتصرفون في الكون وبيدهم تدبير الأمور، وهذا من خصائص رب العالمين، ويعتقد أكثرهم تحريف القرآن الكريم، وهو دستور الإسلام وكلام رب العالمين الذي تكفل بحفظه، ويعنقدون أن الله تعالى أنزل كتبًا على من اتخذوهم أئمة كما أنزل على أنبياء الله سبحانه، ويعتقدون كفر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا نفرًا يسيرًا، وهم الذين نقلوا الدين، والقدح فيهم قدحٌ في الإسلام، ويتهمون أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وزوج النبي صلى الله عليه وسلم بالفاحشة، وقد برَّأها الله منها، وفي الأحكام يحجون إلى النَّجَفِ، ولا يرون الصلاة ولا الجهاد حتى يخرج الإمام المعصوم المنتظر الذي دخل السرداب ولم يخرج إلى الآن، وهي مسألة الغيبة، ويقولون: دخل السرداب وله سنتان أو ثلاث أو خمس. وهذا يتيمٌ تجب حضانته وحفظ ماله، فإذا صار له سبع سنين أُمر بالصلاة، فمن لا توضأ ولا صلى وهو تحت الحجر لو كان موجودًا كيف يكون إمامَ أهل الأرض؟ وكيف تُضيَّع مصلحة الإمامة مع طول الدهور؟ مع قولهم: إن الأرض إذا بقيت بلا إمام لساخت. فما فائدة إمام ضائع لا وجود له في الأعيان، وهم يوجبون على عامتهم أن يدفعوا خُمس أموالهم لسادتهم، ويبيحون الزنا باسم المتعة، يلطمون أنفسهم ويجرِّحونها في يوم عاشوراء، فالرفض دينٌ باطلٌ، ما أنزل الله به من سلطان، وليس من الإسلام في شيءٍ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

ينظر: مختصر منهاج الاعتدال للذهبي، عقائد الشيعة الاثني عشرية سؤال وجواب لعبد الرحمن الشثري.


 كيف تناول الإسلام الإيمان بعيسى عليه السلام؟

الإجابة:

الحمد لله، عيسى عليه السلام من أعظم أنبياء الله تعالى، وهو النبي السابق لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ولا يصح إسلام شخصٍ حتى يؤمن بنبوة عيسى عليه السلام، وأنه عبد الله ورسوله، ومن اعتقد أنه إله أو جزء من الآلهة فهو كافر، وقد شرح القرآن الكريم قصة مريم وقصة عيسى في عدة سور، كسورة آل عمران وسورة المائدة وسورة مريم، وجاء في السنة في عدة أحاديث، فمما ورد فيه أن الله خلق عيسى بآية خارقة، حيث خلقه من أم بلا أب، بل قال له: (كن)، فكان، وأنه وأمَّه كانا يأكلان الطعام، وأنه آمن به طائفة وكفرت طائفة، فنصر الله المؤمنين على الكافرين، وأنه لم يُصلب بل رُفع إلى السماء، فهو حيٌّ لم يمت في السماء الثانية، وأنه سينزل قبل يوم القيامة، ويحكم بالإسلام ويكسر الصليب ويقتل الخنزير ويقتل الدجال، فيمكث أربعين سنة ثم يموت ويصلي عليه المسلمون، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 ماذا قال نبي الله عيسى عن النبي محمد؟

الإجابة:

الحمد لله، لقد بشَّر نبي الله عيسى عليه السلام بخاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: {وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَابَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ} [الصف: 6]، وقد جاء التبشير بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم في مخطوطة قديمة لإنجيل برنابا، وإن كان الأصل عدم الاستشهاد بالأناجيل لأنها تعرضت للتحريف، لكن المصدِّق منها للقرآن لم يتحرف، ومنه أن كاهنا سأل المسيح عمن يخلفه فقال: (محمد هو اسمه المبارك، من سلالة إسماعيل أبي العرب)، وفي أناجيل أخرى كذلك كسفر التثنية وإنجيل يوحنا وغيرها، قال تعالى: {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الأعراف: 157]، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

ينظر: حبي العظيم للمسيح عليه السلام قادني إلى الإسلام ص169.


 كيف بدأت الحياة؟

الإجابة:

الحمد لله، كان الله ولم يكن شيء غيره، وخلق العرش وجعله على ماء، ثم خلق القلم واللوح المحفوظ، وكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة، ثم خلق الخلق، بما في ذلك الملائكة، وكان خلق السماوات والأرض وآدم في ستة أيام، خلقه من تراب الأرض وأسكنه الجنة، ثم خلق منها زوجها، وأهبطهما إلى الأرض، وتناسل البشر على ما هو معلوم، والحكمة من ذلك عبادة الله تعالى وحده، قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56]، وقال: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ} [المؤمنون: 115]، وما لم يخبرنا به سبحانه وتعالى عن بدأ الخلق أو الكائنات فهو ظن لا يُقبل ممن جاء به، قال عز وجل: {أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ} [الزخرف: 19]، {مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا} [الكهف: 51]، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 ما الحكمة من ارتداء المرأة الحجاب؟

الإجابة:

الحمد لله، الواجب في الإسلام أن يتم امتثال الأمر واجتناب النهي حتى لو لم يعرف الإنسان الحكمة؛ لأن الله حكيم في كل ما شرع وقدَّر، وقد خلق الله في كلٍّ من الجنسين الرجل والمرأة الميلَ إلى الآخر؛ ليحصل النكاح، وهو الارتباط المباح، ويستمر النسل البشري، ولا شك أن إظهار المرأة لمفاتنها فيه ضررٌ عليها؛ لأنها ستتعرض بذلك للرجال الفاسقين، وفيه ضررٌ على الرجال الذين ينظرون إليها، فلا شك أن الحجابَ فيه صيانةٌ للجميع، ودلالةٌ على عفة المرأة، واختصاصٌ للزوجِ باطلاعه على محاسنِ زوجته دونَ أن يشاركَه النَّاس، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 هل يعد ارتداء التمائم من الشرك؟

الإجابة:

الحمد لله، التمائم جمع تميمة، وسميت تميمة؛ لأنهم يرون أنه يتم بها دفع العين، وهي من الشرك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الرُّقى والتمائم والتولة شرك) رواه أبو داود (3883) وابن ماجه (3530)، وهو حديث صحيح، والرقى الشركية ما كان فيها دعاء أو توسل لغير الله، والشرك المذكور في الحديث يكون شركًا أكبر مخرجًا من الملة إذا اعتقد أنها مؤثرة بذاتها، ويكون شركًا أصغر إذا اعتقد أن الدافع للعين هو الله تعالى ولكن التمائم سبب؛ لأن الشارع لم يجعلها سببًا يُتَّقى به العين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

ينظر: القول المفيد على كتاب التوحيد 1/ 178-182.


 ألم يذكر القرآن موت عيسى وبعثه في سورة مريم الآية رقم 33؟

الإجابة:

الحمد لله، بلى، قد جاء في القرآن الكريم ذلك، والآية هي قوله تعالى عن عيسى عليه السلام أنه قال: {وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا} [سورة مريم: 33]، والمعنى الدعاء أو الإخبار بحصول السلامة والأمن له في هذه المواطن، وهي عند ولادته وعند موته وعند بعثه، فالولادة قد حصلت وتمت؛ لذلك قال: (وُلدت) أي في الماضي، وقال: (أموت) أي في المستقبل، وكذلك (أُبعث)، والموت والبعث لم يحصلا له بعد؛ لأنه حي في السماء، وسينزل قبل يوم القيامة ثم يموت، عليه الصلاة والسلام، قال الله سبحانه: {إِذْ قَالَ اللَّهُ يَاعِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنِ الَّذينَ كَفَرُوا} [آل عمران: 55]، والمعنى التوفية اكتمال مدة بقائه في الأرض، أو وفاة النوم؛ لقوله تعالى: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا} [الزمر: 42]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تقوم الساعة حتى ينزل فيكم ابن مريم حَكَمًا مُقسِطًا، فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية، ويفيض المال حتى لا يقبله أحد» رواه البخاري (2476) واللفظ له ومسلم (155)، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 ألم يذكر القرآن أن عيسى كلمة الله، وروح الله، وروح منه مما يدل على ألوهية عيسى؟

الإجابة:

الحمد لله، معنى أن عيسى عليه السلام كلمة الله تعالى أي خُلق بكلمة الله، قال له: (كُنْ) فكان، ومعنى كونه روحًا من الله، أي خُلق بالروح التي نفخها جبريل عليه السلام، في جيب مريم عليها السلام، لا كما يُخلق الناس عادةً، وهذا دليلٌ على خلقه، والمخلوق ليس بإله، وإن كان ما ذُكر يدل لى ألوهية بشر لزم النصارى القول بألوهيته آدم، فإنه خُلق بلا أب ولا أم، وقد خلقه الله بيده، والله تعالى ليس له ابتداء ولا تحويه أرض ولا سماء، فكيف يكون عيسى ألهًا؟ قال الله عز وجل: {وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَاعِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (116) مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (117) إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [المائدة: 116 - 118]، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 ما تأثير الإسلام على حياة الشخص، وماذا أستفيد من الإسلام؟

الإجابة:

الحمد لله، الإسلام يحقق للإنسان السعادة الحقيقية في الدنيا والآخرة، فمن الفوائد التي يجدها من يدخل في الإسلام أن يعرف الهدف من الحياة، وهو توحيد الله تعالى، ويعرف الموقف الصحيح تجاه الغيب، وينجو من الاعتقادات المادية الباطلة، ويعرف ماذا بعد الموت بالتفصيل، إلى غير ذلك من تصحيح المعتقدات، ويعبد الله تعالى وحده وينجو من الشرك المهلك، ويسلم من الأضرار التي تشتمل عليها المحرمات، كالزنا والربا وأكل الخنزير وشرب الخمر، ويهتدي للتعامل السليم مع الآخرين في البيوع والإجارات والأنكحة والأقضية، هذا في الدنيا، أما في الآخرة فيستفيد الخلود في الجنة والنجاة من النار، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 كيف يمكن الجمع بين كون الإسلام أفضل الأديان وبين كون المسلمين بعيدين عن الأمانة والجدية بل ومنغمسين في مسالك الغش والرشوة وتناول المخدرات؟

الإجابة:

الحمد لله، إذا سلَّمنا تنزُّلًا بصحة المذكور فالجواب: أولًا: الأخلاق الذميمة المذكورة موجودة في كل الملل والأديان، فكيف الجمع بين ذلك وبين دعوة تلك الأديان للأخلاق الفاضلة؟ ثانيًا: الذي يحتاج إلى جمع عند ورود التعارض في الأذهان التعارض بين الشيئين المتناقضين، مثل فعل إنسان المخالف لقوله، ومع اختلاف المصدر لا تعارض، مثل فعل إنسان وقول إنسان آخر، فإذا عُلِم أن الإسلام شرع الله وأمره، وأن أفعال الخلق كلهم منسوبة لهم وهم محاسبون عليها، فلا تعارض حتى يُطلب الجمع، ثالثًا: المسلمون الذين وصفتهم يعلمون أن ما وقعوا فيه خطأ من أنفسهم، ولا يزعمون أن الإسلام أمرهم بذلك، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


:

  هل صحيح أن الإسلام يسمى المحمدية؟

الإجابة:

الحمد لله، غير صحيح، وإنما هو لقب لبعض الطوائف المنحرفة عن الإسلام، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 هل صحيح أن جميع العرب مسلمون وأن جميع المسلمين عرب؟

الإجابة:

الحمد لله، غير صحيح، من العرب من ليس بمسلم، والإسلام أوسع من العربية، فالمسلمون من كل الأجناس والأقطار من الجن والإنس، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 هل صحيح أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو مؤسس ديانة الإسلام؟

الإجابة:

الحمد لله، الإسلام دين من عند الله تعالى، ومحمد صلى الله عليه وسلم نبي مرسل، وهو المبلِّغ عن الله عز وجل، والألفاظ في الإسلام مضبوطة بميزان الشرع، فليس الإسلام مؤسسة أو شركة حتى يعبر عنها بما ذُكر في السؤال، فالسؤال غلط، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 هل السرقة أمر محمود أم مذموم؟ لا شك أن كل من لديه مسحة من عقل يؤكد أنه أمر مذموم. إذن كيف لمن آمن بالدار الآخرة أن يقنع مجرمًا عتيًا بأن السرقة أمر مذموم؟

الإجابة:

الحمد لله، من وسائل الإقناع بقبح السرقة ما يلي: أولًا: بدعوته للإيمان والتوحيد، فنور الإيمان يصحِّح المفاهيم والقناعات، ويُقوِّم السلوك، ثانيًا: بأن يقال له هل تحبُّ أن يسرق اللصوص منك مالك لو كان عندك مال؟ فإن كان أمرًا محمودًا فعليك أن تتمناه لنفسك وأن ترضى به، ثالثًا: يقال له: لماذا يحارب الناس مؤمنهم وكافرهم اللصوص والمجرمين ويلاحقونهم ويسجنونهم إذا كانت السرقة أمرًا مشرِّفًا وجميلًا؟ فلا شك أن السرقة جريمةٌ شرعًا وعقلًا، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 لماذا يدفن المسلمون موتاهم بدلا من إحراقهم؟

الإجابة:

الحمد لله، الدفن تكريم للميت واحترام له، وصون لجسده من السباع والكلاب ونحوها، وصيانةٌ للأحياء من التأذي برائحة الجثث، وأما الإحراق ففيه إهانة للميت وتشاؤمٌ بمصيره إلى نار جهنم، وفيه تحزين لأهله ومحبيه الأحياء، والدفن هو غالب فعل أهل الأرض من أصحاب الملل السماوية والأرضية، ولم يخالف في ذلك إلا بعض الوثنيين، فالأصح أن ينقلب السؤال، ويُوجَّه لهم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 لماذا يستخدم المسلمين اسم الإمبراطور أكبر حين دعوة الناس إلى الصلاة؟

الإجابة:

الحمد لله، هذه الترجمة غير صحيحة، فالمسلمون يقولون: الله أكبر، والله هو الرب الإله المعبود بحق، وهي من الأذكار التي تقال في الصلاة وخارج الصلاة، ويستشعر المسلم عندما يقولها أن الله تعالى أكبر من كل شيء، فيتعلق قلبه عند الدعاء والرجاء به وحده لا شريك له، ويتعلق قلبه عند الخوف والبلاء به وحده لا شريك له، ويتوجه بعباداته القولية والفعلية له وحده لا شريك له؛ لأنه أيقن بقلبه ما نطق به لسانه أنه لا أكبر منه وحده لا شريك له، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 كيف أصبح محمد نبيًا مرسلا من قبل الله؟

الإجابة:

الحمد لله، نبينا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب صلى الله عليه وسلم هو خاتم الأنبياء، وثبتت نبوته كما ثبتت نبوة إبراهيم وموسى وعيسى وسائر النبيين صلى الله عليهم وسلم بالوحي من الله عز وجل لهم بذلك، ورأوا علامات النبوة، وكان أهل العلم من اليهود والنصارى ينتظرون بعد عيسى نبي آخر الزمان؛ لأنه شيء ثابت في كتبهم، ولكن لما كانت الأنبياء بعد إبراهيم عليه السلام كلهم من ذرية إسرائيل، وهو يعقوب عليه السلام ظنَّ اليهود أن النبي الخاتم سيكون كذلك، فلما بعثه الله من بني إسماعيل بن إبراهيم عليه السلام وهو محمد بن عبد الله وانطبقت عليه الصفات التي في كتبهم حسدوه وكفروا به، وما آمن به منهم إلا قليل، مع شهادة كثيرٍ منهم له بالنبوة، ثم تنوعت المعجزات على يده صلى الله عليه وسلم، واستمر دينه قائمًا منتشرًا طيلة هذه القرون، وهذه علامة أخرى على نبوته، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 هل يجب علي تغيير اسمي إذا اعتنقت الإسلام؟

الإجابة:

الحمد لله، إذا كان اسمك سليمًا من مخالفة شرعية فلا يجب عليك تغييره، وإن كان فيه مخالفة شرعية فيجب تغييره، ومن المخالفات الشرعية في الإسلام التعبيد لغير الله وتسمية الذكر باسم الأنثى والتسمي بأسماء الشياطين أو الأصنام، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 هل يجب علي أداء الصلاة باللغة العربية حين اعتناقي الإسلام أم يمكن أداؤها باللغة الإنجليزية؟

الإجابة:

الحمد لله، يجب عليك تعلم سورة الفاتحة بالعربية، والتكبير والتسبيحات والتحيات والصلاة الإبراهيمية بالعربية، ولا يصح أن تصلي باللغة الإنجليزية؛ لأن هذه الأمور توقيفية، ولا تقوم الترجمة مقامها في الذكر، لكن لك أن تتعلم معانيها بالإنجليزية، ولك أن تدعو باللغة الإنجليزية داخل الصلاة وخارجها، وكذلك سائر اللغات، فإن عَجَزت وضاق وقت الصلاة فله أن يقول الأذكار بلغته دون القرآن حتى يتعلم، فإن صليت قبل التعلم مع إمكان أعدت الصلاة بعد التعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 أعرف أن الإسلام هو الدين الحق إلا أنني أجد صعوبة في ترك الدين الذي نشأت عليه رغم عدم إيماني به حقيقة.

الإجابة:

الحمد لله، هذه المعرفة هي الخطوة الأولى للهداية بإذن الله، لكنها لا تنفع إذا لم تثمر الدخول في الإسلام، ونصيحتنا لك ما يلي: أولًا توجَّه بقلبك إلى الله تعالى رب العالمين واطلب منه أن يشرح يصدرك للحق، ثانيًا تفكر في مصيرك لو مت قبل الدخول في الإسلام، فهذه الصعوبة والمشقة في اتخاذ القرار لا تقارن بصعوبة سيلقاه الإنسان بعد موته إذا أعرض عن الإسلام، والعاقل هو من يتفكر في العواقب، ثالثًا تأمل وحدد الأمر الذي تستصعبه والذي يمنعك من الدخول في الإسلام، وابحث له عن حلها، رابعًا غيِّر المجتمع الذي حولك قدر المستطاع ليسهل عليك إن شاء الله اتخاذ القرار الصحيح، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 هل يمكنني اعتناق الإسلام رغم عدم دخول زوجي فيه؟

الإجابة:

الحمد لله، نعم، يجب عليك الدخول في الإسلام؛ لأنه لا نجاة لأحد إلا بذلك، وننصحك بدعوة زوجك للإسلام أيضًا، فإن أسلمت قبله فلا يقربك مدة ثلاثة حيض أو إذا كان الحيض منقطعًا ثلاثة أشهر، فإن أسلم أثناء هذه المدة استمرت الزوجية، وإلم يسلم فيجب عليك مفارقته، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 طبقًا للعقيدة الإسلامية فإن عائلتي الهندوسية لا تدخل الجنة في الآخرة فهل هذا صحيح؟

الإجابة:

الحمد لله، إن كانت عائلتك كما تقول، فمن مات منهم على دينه فلا يدخل الجنة في الآخرة، قال الله تعالى: {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ} [المائدة: 72]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وذاك أن الجنة لا يدخلها إلا نفس مسلمة) رواه البخاري (6528) ومسلم (221)، أما من لم يسمع منهم عن الإسلام شيئًا فأمره إلى الله تعالى، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 هل يؤمن المسلمون بعقيدة الخطيئة الأصلية؟

الإجابة:

الحمد لله، عقيدة الخطيئة أن كل إنسان يتحمل إثم خطيئة أبيه آدم، ويظهر أثرها في ميل الإنسان للشهوة أو للشر، ولا يوجد في الإسلام مثلُ ذلك، وهذا الاعتقاد باطلٌ عند المسلمين، ومخالف لقوله تعالى: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [الأنعام: 164]، وقوله تعالى: {وَمَنْ يَكْسِبْ إِثْمًا فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (111) وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا} [النساء: 111، 112]، وعن أبي رِمْثة رضي الله عنه قال: انطلقت أنا وأبي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما كنا في بعض الطريق فلقيناه فقال لي أبي: يا بني، هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: وكنت أحسب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يُشْبِه الناس، فإذا رجل له وَفْرَة، وبها رَدْعُ من حِنَّاء، عليه بُرْدان أخضران، قال: فكأني أنظر إلى ساقيه، قال: فقال لأبي: (من هذا معك؟) قال: هذا والله ابني، قال: فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم لحلف أبي عليَّ، ثم قال: (صدقتَ، أما إنك لا تَجْنِي عليه، ولا يَجني عليك)، قال: وتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}. رواه أبو داود (4207) والنسائي (4832) وأحمد (7114)، وهو حديث حسن، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 ما هي الشريعة؟ وإذا أراد المسلمون العيش تحت هذا النظام فلماذا لا يعيشون في دولة مسلمة؟

الإجابة:

الحمد لله، الشريعة هي دين الإسلام الذي يشمل تنظيم علاقة العبد بربه وبنفسه وبالآخرين، وقول السائل: إذا أراد المسلمون العيش تحت هذا النظام فلماذا لا يعيشون في دولة مسلمة؟ سؤال غريب، فالمسلمون يعيشون في الدول المسلمة، ومن يسلم منهم وهو في دولة غير مسلمة فإن كان لا يمكنه تطبيق الشريعة في نفسه فعليه أن ينتقل إلى الدولة التي يتمكن فيها من العمل بالإسلام، وتطبيق الشرع يكون في أمرين: الأول: تطبيق الأفراد المسلمين للشريعة، بامتثال أحكامها في أنفسهم، فيؤدي العبادات المطلوبة منه، كالصلاة والزكاة والصيام، ويجتنب المحرمات، كأكل الخنزير وشرب الخمر، ويتخلق بآداب الإسلام، وهذا يفعله كل مسلم في أي مكان، فالمحرمات يجتنبها مطلقًا إلا عند الضرورة، والواجبات يفعلها بحسب الاستطاعة، والثاني: تطبيق أحكام الشرع العامة، كإقامة الحدود وجهاد الكفار وجباية الزكوات وتوزيعها، فهذه مخاطب بها السلطان المسلم، وليس الأفرادُ مطالبين بإقامتها في الأقليات التي يعيشون فيها، هذا ومن المعلوم أن الهجرة واجبة لمن لا يستطيع إظهار دينه في بلاد الكفار، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (97) إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا (98) فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا} [النساء: 97 - 99]، ومطالبة السائل بانتقال المسلمين إلى دولة إسلامية فيه مناقشة من وجهين: الأول: لماذا يختص هذا بالمسلمين، فهناك ديانات كثيرة في دول كثيرة، فهل يريد أن ينتقل الكفار أيضًا إلى بلادهم؟ والكفار الذين في الدول الإسلامية يتم طردهم إلى دولهم أيضًا؟ وما الفائدة من ذلك، وهل بيده من القرارات العامة شيء؟ الثاني: أن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده، ففي كل زمانٍ مَن كان على الدين الحق الذي يرتضيه الله تعالى فهو الأحق بأيِّ بقعةٍ في الأرض من غيره، ويسمى غزوه جهادًا وتمكُّنه من أرضٍ فتحًا، ومن لم يكن بتلك الصفة يسمى غزوه اعتداءً وتمكنه احتلالًا واستيلاءً، قال الله تعالى: {إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِين} [الأعراف: 128]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:  «نقركم بها على ذلك ما شئنا» رواه البخاري (2335) ومسلم (1551)، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 ما هو موقف الإسلام من الأديان والأقليات الأخرى؟

الإجابة:

الحمد لله، لا يصح إسلام شخص حتى يعتقد أن الحق محصور في الإسلام، وأن سائر الأديان الأخرى باطلة، قال تعالى: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى} [البقرة: 256]، وقال سبحانه: {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (3) وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ (4) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (5) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (6)} [الكافرون: 1 - 6]، وأما موقف المسلم من الأقليات غير المسلمة فإن التعاملَ معهم دون مخالفةِ حكمٍ شرعيٍّ جائزٌ، مع البراءة من دينهم من جهة، وعدم ظلمهم من جهة أخرى، ومَن ينسُبُ إلى الإسلام إساءتَه للأقليات غير المسلمة فهذا من تشويه الأعداء ومصادمة التاريخ والواقع، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 لماذا يطلق على النبي محمد آخر الأنبياء؟

الإجابة:

الحمد لله، نبينا صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين، أي آخر النبيين والرسل؛ لأنه لا نبي بعده إلى يوم القيامة، فمن ادعى النبوة بعده فهو كاذب، وهذا أمرٌ معلومٌ في الشرائع السابقة أن النبي الذي سيظهر بعد عيسى عليه السلام هو آخر نبي، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 كيف أبين لأصدقائي الإسلام وأن المسلمين متراحمون؟

الإجابة:

الجواب، بالتعلم من المصادر الصحيحة، والتعرف على مبادئ الإسلام وأحكامه ومحاسنه، وعلى تاريخ الإسلام والمسلمين، وبنقل ذلك بالطرق المناسبة لأصدقائك، ثم بالتعرف على المسلمين الصادقين في إسلامهم، وتعريف أصدقائك بهم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

ينظر: مفاهيم خاطئة عن الإسلام لذاكر نايك https://www.youtube.com/watch?v=ij2ifshu_E4


 لماذا يعتبر القرآن معجزة لغوية؟

الإجابة:

الحمد لله، نزل القرآن الكريم بلغة العرب، وهي أوسع اللغات من حيث المفردات وتوسع التراكيب وكثرة الأساليب، ولما كان القرآن الكريم كلام الله تعالى كان بلا شك أرفع من كلام البشر، وعجز البشر عن الإتيان بمثله مع تحدي القرآن لهم، لا لكونهم مصروفين عن تقليده، ولكن لعجزهم عن ذلك رغم محاولة بعضهم، وهذا لا يفهم تفاصيله إلا من درس كتاب الله تعالى دراسةً فاحصةً،  وحكى النقاش أن أصحاب الكندي قالوا له: أيها الحكيم، اعمل لنا مثل هذا القرآن. فقال: نعم، أعمل مثلَ بعضه. فاحتجب أيامًا كثيرةً ثم خرج فقال: (والله، ما أقدر ولا يطيق هذا أحد، إني فتحت المصحف فخرجت سورة المائدة، فنظرت فإذا هو قد نطق بالوفاء ونهى عن النكث، وحلل تحليلًا عامًّا، ثم استثنى استثناءً بعد استثناءٍ، ثم أخبر عن قدرته وحكمته في سطرين، ولا يقدر أحد أن يأتي بهذا إلا في أجلاد)، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

ينظر: تفسير القرطبي 6/ 31-32.


 لماذا يقوم بعض المسلمين بتفجير أنفسهم؟

الإجابة:

الحمد لله، الإسلام لا يبيح الانتحار، ومن يفعل ذلك من المسلمين بقصد قتل الأعداء فهم يرون أن الانتحار الذي نُهينا عنه ما كان سببه عدم الصبر على الأقدار المؤلمة، وكان الأولى به ألا يباشر قتل نفسه، ولا ينبغي أن يجعل الشخص هذه المواقف سببًا مانعًا له من الإسلام؛ لأنه لا حجة له في ذلك، فإن الإنسان يحاسب على فعله، والكفر الذي هو عليه أعظم وأشنع من تفجير النفس، ولن يجد دينًا في الأرض إلا وفيه أشخاص يفعلون أفعالًا تُنفِّر من ذلك الدين لو رُبِط كلُّ دينٍ بأهله، وقد لا يكون ذلك الدين ولا بقية أهله يُقِرُّون تلك الأفعال، قال تعالى: {وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا} [الفرقان: 20]، وقال سبحانه: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [الأنعام: 164]، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 هل يمكن للمسلم المشاركة في جيش دولة غير مسلمة؟

الإجابة:

الحمد لله، أفتت اللجنة الدائمة أنه لا يجوز للمسلم أن يعمل في المصانع الحربية للكفار، أو يشارك فيما يقوي شوكتهم، أو يلتحق بجيوشهم؛ لأن ذلك نوع من موالاتهم، والله تعالى يقول: {لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ}، ويقول سبحانه: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ}، والآيات في هذا المعنى كثيرة، ويخشى على من يعمل هذه الأعمال أن تصل به الحال إلى موالاة الكفار موالاة تامة، فيصبح في عدادهم وهو لا يشعر، فينطبق عليه قول الله تعالى: {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}، وقوله سبحانه: {وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً} الآية.

ينظر: فتاوى اللجنة الدائمة، المجموعة الثانية 1/ 459-469.


 هل يصح أن النبي محمد كان لديه عبيد وإماء؟

الإجابة:

الحمد لله، نبينا محمد صلى الله عليه وسلم كان له عبيد وإماء، وكذلك لدواد وسليمان عليهما السلام ولغيرهم من الأنبياء، بل وغيرهم أيضًا من سائر الناس كان لهم عبيد وإماء، ولا محظور في ذلك عقلًا ولا شرعًا بلا مراء، ولا شك أن ذلك كان خيرًا وشرفًا لأولئك العبيد والإماء أن يكونوا في ملك الأنبياء، والرق والعبودية أمرٌ قديمٌ سابقٌ للإسلام، ومع ذلك فإن الإسلام تعامل معه بتوسط وإنصافٍ تام، حيث أزال مفاسده وأبقى ما فيه من خير، فأولًا ضيَّق أسبابه، فمنع الأَسْر في بداية المعركة مع الكفار، وإنما بعد التفوق في المعركة، قال تعالى: {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ} [الأنفال: 67]، وثانيًا: هذَّب أصحابَه، فإذا صار الأسير رقيقًا فالإسلام يُلزم مالكه بحسن التعامل معه، ووجوب الإنفاق عليه، قال صلى الله عليه وسلم: «أَطْعِمُوهُمْ مِمَّا تَأْكُلُونَ، وَأَلْبِسُوهُمْ مِمَّا تَلْبَسُونَ» رواه مسلم (3007)، وثالثًا: وسَّع ذهابَه دون أن يُغلق بابه، فجعل إعتاق المملوك كفارةً في كثير من المسائل، مثل القتل الخطأ وكفارة اليمين ومحظورات الإحرام والظهار والجماع في نهار رمضان، وإذا أساء السيد إلى المملوك لزمه أن يعتقه، ورابعًا: رتَّب الأجر الكبير على العتق وعظَّم ثوابَه، قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةً مُسْلِمَةً أَعْتَقَ اللَّهُ بِكُلِّ عُضْوٍ مِنْهُ عُضْوًا مِنَ النَّارِ، حَتَّى فَرْجَهُ بِفَرْجِهِ» رواه البخاري (6715) ومسلم (1509)، وخامسًا: أجاز التدبير والكتابة، وهما من صور التشوف للعتق، فالتدبير تعليق العتق بموت السيد، والكتابة أن يعمل العبد ويؤدي إلى سيده أقساطًا يعتق في آخرها، وساسًا: قال صلى الله عليه وسلم «مَنْ أَعْتَقَ نَصِيبًا لَهُ مِنَ العَبْدِ، فَكَانَ لَهُ مِنَ المَالِ مَا يَبْلُغُ قِيمَتَهُ يُقَوَّمُ عَلَيْهِ قِيمَةَ عَدْلٍ وَأُعْتِقَ مِنْ مَالِهِ، وَإِلَّا فَقَدْ عَتَقَ مِنْهُ» رواه البخاري (2553) ومسلم (1501)، وسابعًا: أنه لو لم يوجد استرقاق لزم منه ضياعُ النساء والأطفال والعاجزين الذين قُتِل ذَوُوْهم في المعركة، فبدل تركهم للموت أو الفاحشة أو اللصوص ينتقلون لمالكٍ ينفق عليهم ويرعاهم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 كيف ينظر الإسلام إلى كبار السن؟

الإجابة:

الحمد لله، حثَّ الإسلام على توقير المسلم الكبير واحترامه، وتقديمه في الإكرام والكلام، وحسن الكلام معه، وإذا كانت مساعدة الإنسان بحمل المتاع له أو إعانته بالركوب على مركوبه أو دلالته الطريق أو نحو ذلك من الأمور المستحبة المؤكدَّة فهي في حق الكبير آكد، وإن كان الكبيرُ والدًا فله مزيد حقٍّ على أولاده، {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} [الإسراء: 23، 24]، والإسلام لم يمنع الإحسان إلى غير المسلمين وبرّهم، ومن ذلك الإحسان إلى كبار السن منهم، ويمكن معرفة قدر كبار السن في الإسلام بمقارنة أحوالهم وما يتعرضون له من الوحدة والاكتئاب في المجتمعات الغربية غير الإسلامية، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 ما موقف الإسلام من تنفيذ شعيرة الختان؟

الإجابة:

الحمد لله، أما ختان المولود الذكر فهو واجب، وأما المولودة الأنثى فلا يجب ولا يمنع، وأما عند دعوة الكفار إلى الإسلام فإذا كان ذلك ينفِّره من الدخول في الإسلام فإن الإسلام والعبادة تصح من غير المختون، وبعدما يستقر الإسلام في قلبه يشعر بمشروعية الختان، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

ينظر: فتاوى اللجنة الدائمة، المجموعة الأولى 5/ 132، 136.


 كيف يعامل الإسلام غير المسلمين؟

الإجابة:

الحمد لله، الإسلام دين الرحمة والعدل، قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107]، وهذه الرحمة تشمل الكفار بكل أنواعهم، فالكفار ثلاثة أنواع، الأول: الكافر الحربي، الذي يقاتل المسلمين أو المستعد لقتالهم، وحتى هؤلاء كان الإسلام رحيمًا بهم، ففي أشد الحالات عليهم، وهي القتال، نهى الإسلام  عن تعذيبهم أو التمثيل بأجسادهم أو قتل النساء والشيوخ الذين لم يقاتلوا أو قتل الأطفال ونحوهم، إلى غير ذلك من الأمثلة، والثاني: الذِّمِّي، وهو الكافر الذي يلتزم بأحكام المسلمين وهو باقٍ على دينه مقابل جِزْيةٍ يدفعها سنويًّا، وهؤلاء لو تعرضوا لقتال وجب على المسلمين حمايتهم، ومن كبر في السن منهم وعجز عن العمل تسقط عنه الجزية مع بقاء حقوقه على المسلمين، حتى تمنى كثير من الكفار أن يكونوا في ذمة المسلمين بدلًا من العيش في بلادهم، لما وجدوه من الفرق بين حسن المعاملة عند المسلمين والظلم والاضطهاد وسوء المعاملة عند أبناء جلدتهم، وهذا لا يعني التعميم، والثالث من أنواع الكفار: المستأمن والمعاهد، والمستأمن هو من دخل بلاد المسلمين بأمانٍ، والمعاهد مَن كان بين بلده وبين بلاد المسلمين صلح، وهؤلاء أيضًا لا يُتعرَّض لهم بسوء حتى ينتهي عهدهم أو أمانهم، قال تعالى عن النوعين الثاني والثالث: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [الممتحنة: 8]، والإسلام إذ يأمر بالعدل في التعامل مع الكافر نجده ينهى أيضًا عن تولي الكافر ومحبته وتعظيمه بإطلاق، فعند الحاجة إلى تعظيمه يقيد بأنه عظيم عند قومه، ليس عظيمًا عند الله تعالى ولا عند المسلمين، ولا يحملهم ذلك على ظلمه، كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لهرقل الرسالة التالية: (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مِنْ مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى هِرَقْلَ عَظِيمِ الرُّومِ: سَلاَمٌ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الهُدَى، أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِّي أَدْعُوكَ بِدِعَايَةِ الإِسْلاَمِ، أَسْلِمْ تَسْلَمْ، يُؤْتِكَ اللَّهُ أَجْرَكَ مَرَّتَيْنِ، فَإِنْ تَوَلَّيْتَ فَإِنَّ عَلَيْكَ إِثْمَ الأَرِيسِيِّينَ وَ{يَا أَهْلَ الكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَنْ لاَ نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}) رواه البخاري (7) ومسلم (1733)، وبَعَثَ عبدَ الله بن رواحة رضي الله عنه ليهود خيبر لخرص ما عليهم من التمر فجمعوا له حليًّا من حلي نسائهم، فقالوا: هذا لك وخفف عنا وتجاوز في القسم، فقال عبد الله بن رواحة رضي الله عنه: (يا معشر يهود، والله إنكم لمن أبغض خلق الله إلي، وما ذلك بحاملي على أن أحيف عليكم، فأما الذي عرضتم من الرشوة فإنها سحت وإنا لا نأكلها). قالوا: بهذا قامت السماوات والأرض. رواه أحمد (14953) والبيهقي (4/ 206)، ولأحكام الكفار تفاصيل أخرى، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 هل ينبغي على المسلم تغيير اسمه إذا اشتمل على معنىً سيء؟

الإجابة:

الحمد لله، نعم، وقد غير النبي صلى الله عليه وسلم أسماء صحابة؛ لهذا السبب، مثل عبد الكعبة، جعله عبد الرحمن، وعاصية، جعلها جميلة، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 ما هي حقوق الزوج على زوجته وحقوق الزوجة على زوجها؟

الإجابة:

الحمد لله، الزواج ميثاق مؤكَّد، وعلى كلٍّ من الزوج والزوجة أن يحترم هذا العقد ويقوم بالواجب الشرعي عليه، ومن فوائد ذلك أن تكون حياتهم مستقرة، قال صلى الله عليه وسلم: (فاتقوا الله في النساء، فإنكم أخذتموهن بأمان الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله، ولكم عليهن ألا يوطِئْنَ فُرُشَكم أحدًا تكرهونه، فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربًا غير مبرح، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف) رواه مسلم (1218)، وقال: (أطعموهن مما تأكلون واكسوهن مما يكتسون ولا تضربوهن ولا تُقَبِّحُوهن) حديث حسن، رواه أبو داود (2144) والنسائي في الكبرى (9106)، فعلى الزوج أن ينفق على زوجته بحسب العرف، فيوفر لها الطعام والشراب والسكن واللباس ويعطيها حقها في المعاشرة في الفراش، وألا يسيء إليها ولا يظلمها، وإن كان له أكثر من زوجة فعليه أن يعدل بينهن، وعلى الزوجة أن تطيع زوجها في غير معصية الله تعالى، وأن تقوم بأمور البيت بالمعروف، كالطبخ والكنس ونحوهما، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 هل يمكن للمسلم الزواج من المرأة النصرانية؟

الإجابة:

الحمد لله، نعم يجوز للمسلم التزوج بالنصرانية إذا كانت عفيفة، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 هل يحل بيع المحرمات كالخمور إلى غير المسلمين؟

الإجابة:

الحمد لله، لا يحل ذلك، قال صلى الله عليه وسلم: «إن الله ورسوله حرم بيع الخمر والميتة والخنزير والأصنام» رواه البخاري (2236) ومسلم (1581)، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 هل خلقت السماوات والأرض في ستة أيام أم ثمانية؟

الإجابة:

الحمد لله، خلقهما في ستة أيام، قال تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ} [ق: 38]، وقد ذكر الله عز وجل ذلك في كتابه في سبعة مواضع: في سورة الأعراف ويونس وهود والفرقان والسجدة وق والحديد، وله في ذلك حكمة وابتلاء، ولوشاء أن يخلقها في طرفة عين لفعل؛ لأنه يقول للشيء كن فيكون، {وَلَا يَؤودُهُ حِفْظُهُمَا} [البقرة: 255]، أي لا يشق عليه ذلك، وتفصيل هذه الأيام جاء في قوله تعالى: {قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (9) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ (10) ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11) فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (12)} [فصلت: 9 - 12]، فذكرت الآية الأولى أن خلق الأرض كان في يومين، وفي الآية الثانية الإخبار عن مجموع أيام ما يتعلق بالأرض من خلق ومن تقدير ما عليها، وأنها أربعة أيام، منها يومان لخلق الأرض، بدلالة الآية الأولى، فمعنى (في أربعة أيام) في تمام أربعة أيام، وفي الآية الأخيرة أن خلق السماوات في يومين، والمجموع ستة أيام، كما في الآيات الأخرى، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 ما هو علاج الوسوسة في أمور التوحيد؟

الإجابة:

الحمد لله، الوسوسة في التوحيد تعالج بأمور منها: الكف والانتهاء، أي عدم الاسترسال مع هذه الوساوس، بل يشغل نفسه بشيءٍ آخر، والنفث في جهة اليسار ثلاثًا، وقول: (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم)، وقراءة الآية التالية: {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [الحديد: 3]، وقراءة سورة الإخلاص، ويقول: (آمنت بالله)، أو (آمنت بالله ورسله) أو (آمنا بالله)، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 ماذا أعد الله للمرأة في الجنة؟

الإجابة:

الحمد لله، أعدَّ الله للمرأة مثل الذي أعده للرجل في كل شيء إلا الحور العين، فلها في الجنة زوج واحد فقط، والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 ما مفهوم الإرهاب المذموم؟

الإجابة:

الحمد لله، الإرهاب في عصرنا مصطلحٌ غيرُ محرَّر، تريد به كثير من الدول التي تستعمله إلصاق هذا الوصف بكل من يخالفها وتريد الانتقام منه، أما الإرهاب المذموم في الإسلام فهو قتل الأبرياء الذين لا يجوز قتلهم في الإسلام، من المسلمين والكفار المعاهدين أو المستأمنين وتدمير مبانيهم ونحو ذلك من صور الإفساد، فهذا لا يجيزه الإسلام، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 من هو المحرم الذي يمكن للمرأة أن تخلع حجابها أمامه؟

الإجابة:

الحمد لله، المحارم الذين يجوز للمرأة أن تكشف أمامهم عن رأسها ورقبتها وذراعيها مع الكفين وأسافل ساقيها مع القدمين هم الأب والابن والأخ وابن الأخ وابن الأخت والعم والخال وأبو الزوج وابن الزوج، ومن غير المحارم النساء المسلمات عمومًا والأطفال ونحوهم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 كيف يمكن للشيعي أن يكون من أهل السنة؟

الإجابة:

الحمد لله، يمكن لأي شخص أن يدخل في مذهب أهل السنة، فإن كان من الرافضة الاثني عشرية أو الإسماعيلية فإنه يدخل مذهب أهل السنة باعتقاد الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره وبشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، ويعتقد معناها ويأتي بشروطها، وأن المالك والخالق للكون هو الله وحده، ولا يعبد غيره، وأن الصحابة رضي الله عنهم خير الخلق بعد الأنبياء، وأن أفضلهم أبا بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم، مع محبة آل البيت وعدم الغلو فيهم، وأن زوجات النبي -صلى الله عليه وسلم- من آل البيت، ويتعلم تفاصيل دينه من المصادر الموثوقة المعتبرة، ويتبرأ من عقائد الفرقة التي كان عليها، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 هل ينظر الإسلام للرجل والمرآة نظرة متساوية في الثواب والعقاب؟

الإجابة:

الحمد لله، الذكر والأنثى متساوون في الثواب والعقاب، والله أعلم، قال تعالى: {أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ} [آل عمران: 195]، {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النحل: 97]، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 كيف يقي المسلم نفسه من الحسد؟

الإجابة:

الحمد لله، يقي المسلم نفسه من الحسد -بمعنى العين- بالمحافظة على الأذكار، ومنها أذكار الصباح والمساء وأذكار النوم والأذكار المطلقة من تسبيح وتحميد وتهليل وتكبير، بالإضافة للمحافظة على الفرائض والنوافل وقراءة القرآن، وترك التزيّن الزّائد في النّفس والمال والولد، واجتناب التباهي بها وكثرة الحديث عنها بين الناس، وقد يصيب الإنسان نفسه بالعين وهو لا يدري فعليه أن يذكر الله إذا رأى شيئًا يعجبه، أما الحسد الذي في النفوس الشريرة التي تكره حصول الخير للآخرين فهذا لا يضر إلا نفسه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 هل ذكر الله تعالى الصلوات الخمس في القرآن؟

الإجابة:

الحمد لله، نعم، قال الله تعالى: {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} [الإسراء: 78]، والدلوك الزوال، وهو وقت الظهر، وغسق الليل ظلمته، وهو وقت العشاء، فجمع بين الصلوات المتقاربة، بذكر أولها وآخرها، وعطف عليها الصلاة المنفردة وهي صلاة الفجر؛ لأن وقت ما بين العشاء والفجر وما بين الفجر والظهر متباعد في الأماكن المعتدلة الأوقات، التفصيل الدقيق لهذه الصلوات في السنة النبوية، قال تعالى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [النحل: 44]، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 ماذا ينبغي على المسلم فعله إذا أراد جماع زوجته؟

الإجابة:

الحمد لله، عليه أن يتأكد من سلامتها من الحيض، ويجتنب الإيلاج في الدبر، ويستحب له أن يقول قبل الجماع: (بسم الله، اللهم جنبنا الشيطان، وجنب الشيطان ما رزقتنا)، كما رواه البخاري (141) ومسلم (1434)، ولا يذكر الله أثناء الجماع، ويستحب أن ينوي نية يؤجر بها، مثل نية تحصين نفسه وإعفاف زوجته وتحصيل ذرية يكثِّر بها المسلمين ويسعى لإصلاحهم، لأنه بهذه النية القلبية يزداد أجره على فعل هذا الأمر المباح، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جماع الزوجة: (إنه من أماثل أعمالكم إتيان الحلال) رواه أحمد (18027) بإسناد حسن، ويستتر عن الناس، ولا يعجل قبل أن تقضي حاجتها، وله آداب أخرى يمكن مراجعتها في مظانها، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

ينظر: المغني لابن قدامة 10/ 231.


 كيف أخدم الإسلام؟

الإجابة:

الحمد لله، بالتمسك الصحيح بالإسلام والثبات عليه والدعوة بإليه قدر استطاعتك وعلمك، وابدأ بالأقربين، ولا تحقر من عمل الخير شيئًا ولو قَلَّ، ولا يلزم في خدمة الإسلام الشُّهرة ومعرفة الناس لخدمتك للإسلام، وإنما اللازم إخلاص النية لله عز وجل وأن يكون عملك على علم، وصلى وسلم الله على نبينا محمد.


 لماذا حرم الإسلام رياضة اليوجا؟

الإجابة:

الحمد لله، اليوجا أو اليوغا عبادة هندوسية، تعني الاتصال بالكون والاتحاد بالله سبحانه وتعالى عما يقولون، وإن ظهر للسائل أنها مجرد رياضة فهي ليست كذلك؛ لذلك كان لها عندهم أوضاع معينة ترمز للسجود للشمس، وتفعل في أوقات معينة هي أوقات تلك العبادة، وهي عند شروق الشمس وغروبها، ويصحبها عبارات شركية، والعبادة في الإسلام حقٌّ خالصٌ لله تعالى، فلا يجوز صرفها لغيره، كما لا يجوز مشابهة من يصرف شيئًا من العبادات لغير الله في تلك العبادة، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 كيف يصلي المسلم ويصوم في بلده التي يستمر فيها الليل أو النهار لمدة أطول من المعتاد؟

الإجابة:

الحمد لله، أما الصيام فإذا كان يمر عليه ليلٌ ونهارٌ خلال أربعةٍ وعشرين ساعةً في أيام رمضان وجب عليه صيام النهار وإن طال حسب الاستطاعة، فإذا عرض له سببٌ للفطر في يومٍ من تلك الأيام كالمشقة الشديدة فله أن يفطر، وإذا كان لا يستطيع الصيام ابتداءً فإنه يفطر، ولا مانع أن يؤخر القضاء لوقتٍ يكونُ فيه النهارُ قصيرًا قبل رمضان التالي، أما إذا كان لا يمر عليه ليلٌ ونهارٌ في اليوم الواحد، بل يستمر النهار أكثر من أربعةٍ وعشرين ساعة فإنه يصوم بعدد ساعات النهار في أقرب بلد فيه نهار وليل، ويبدأ بوقت طلوع الفجر في ذلك البلد، ومن مقاصد الصيام تهذيب النفوس وتحصيل التقوى، فإذا استحضر الإنسان هذا فإنه يستشعر لذة الصبر على الصوم إرضاءً لله تعالى، ويستحضر عظيم الثواب الذي يكتبه الله للصائم، كما يستحضر أن المشقة ستزول ويبقى ثوابها، وأما الصلاة فإذا كان يمر عليه ليلٌ ونهارٌ خلال أربعةٍ وعشرين ساعةً فإن أوقات الصلوات معلومة، ولو تباعدت، فيصلي الفجر عند طلوعه، والظهر عند زوال الشمس، والعصر عند مصير ظل كل شيء مثله، والمغرب عند غروب الشمس والعشاء عند غروب الشفق الأحمر، ولو فرضنا أنه لا يتمكن من معرفة شيء من هذه الأوقات فإنه يقدر، ولا يصلي حتى يغلب على ظنه دخول الوقت؛ لأن الصلاة قبل الوقت لا تصح بأي حال، ولكن تصح بعد خروج الوقت قضاءً، وإن كان لا يمر عليه ليلٌ ونهارٌ في اليوم الواحد فيفعل كفعله في الصيام، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 لماذا يحمل قابيل وزر كل من اقترف جريمة القتل بعده؟

الإجابة:

الحمد لله، بين نبينا صلى الله عليه وسلم أنه كذلك؛ لأن جريمة القتل لم تكن معروفة في البشرية قبل قابيل، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تُقتل نفسٌ ظلمًا إلا كان على ابن آدم الأول كِفْلٌ من دمها؛ لأنه أول من سَنَّ القتل» رواه البخاري (3335) ومسلم (1677)، والمعنى أن القدوة تكون بالسبق إلى الفعل، فمن فعل خيرًا لم يسبق إليه أو أحياه في مكان لم يكن يُفعل فيه ذلك الخير كان له مثل أجور من عمل ذلك الخير بعده، وكذلك الشر، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 ما المراد بالسماوات السبع؟

الإجابة:

الحمد لله، السماوات السبع سقف المخلوقات، فإننا نبصر ونعقل السماء الدنيا القريبة منا، وهي سقف المخلوقات على الأرض، وما فوقها من سماواتٍ كلُّ سماء سقف للّتي تحتها، وعددها سبع سماوات طباق، بعضها فوق بعض، عامرة بالملائكة، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 هل المعجزة الرقمية للقرآن خدعة وبدعة؟

الإجابة:

الحمد لله، المعجزة الرقمية أو الإعجاز العددي هو اعتقاد إعجاز القرآن من حيث الأرقام والأعداد، باستخراج عملية حسابية أو الوصول إلى تطابق في العدد بين متشابهَين أو ضدَّين مذكورَين في القرآن أو علاقة بين حروف القرآن وكلماته وآياته وسوره، أو كشف أمر غيبي مستقبلي، وغير ذلك، من خلال أرقام موجودة في القرآن نصًّا أو رمزًا، ومثاله قولهم: كلمة (شهر) جاءت في القران 12 مرة، وذلك مطابق لشهور السَّنَة، وكلمة (يوم) وردت 365 مرة، وذلك مطابق لأيام السنة، وتساوي ذِكْر الرجل والمرأة في القرآن، والجنة والنار أو الملائكة والشياطين، ونحو ذلك، وما ذُكر في السؤال من كونه بدعة صحيح، وهو تكلف وعبث لا يليق بهداية القرآن ورسالته، وقد يؤول إلى التشكيك في صدق القرآن وسلامة معانيه، بسبب اضطراب النتائج الحسابية وعدم صحتها أحيانًا، وأغلب المشتغلين به ليسوا من أهل العلم الشرعي، وإن صدقت بعض الحسابات أو وقعت بعض التكهنات المبنية عليها إلا أن هذا لا يكفي في صحة نسبة ذلك للقرآن الكريم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 هل النبي عيسى عربي؟

الإجابة:

الحمد لله، عيسى بن مريم عليه السلام ليس من العرب، بل من بني إسرائيل، وهم والعرب أبناء عمومة، فإن أباهم هو إبراهيم عليه السلام، والد إسماعيل عليه السلام أبو العرب، ووالد يعقوب عليه السلام، وهو إسرائيل، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 هل يعد المورمون من أهل الكتاب؟

الإجابة:

الحمد لله، المُورْمن طائفة من النصارى ولكنهم أكثر تمسكًا بدينهم الباطل من سائر النصارى، خاصَّةً في السلوك، فاعتبرهم كثير من الطوائف النصرانية الأخرى متشددين، وهم يبيحون التعدد في الزواج ويحرمون المشروبات التي فيها منبهات، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 كيف يمكن إقناع معتنقي السيخية بالإسلام؟

الإجابة:

الحمد لله، السيخية ديانة ملفَّقة بين الإسلام والهندوسية، وخلط الحق بالباطل ينتج باطلًا، فلا يصح الإسلام إلا بعد الكفر بسائر الأديان الأخرى، قال تعالى:{فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } [البقرة: 256]، ودعوة أصحابها للإسلام كدعوة سائر الكفار، فلا خصوصية لهم، ويمكن إقناعهم ببيان الفرق بين عقائدهم الباطلة ودين الإسلام الحق، وجاء في الموسوعة الميسرة: (إن عقيدة السيخ تعتبر إحدى حركات الإصلاح الديني التي تأثرت بالإسلام واندرجت ضمن محاولات التوفيق بين العقائد، ولكنها ضلت الطريق حيث لم تتعرف على الإسلام بما فيه الكفاية من ناحية، ولأن الأديان ينزل بها الوحي من السماء، ولا مجال لاجتهاد البشر بالتلفيق والتوليف واختيار عناصر العقيدة من هنا وهناك)، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

ينظر: الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة 2/ 769.


 لماذا لا يمكننا رؤية الله تعالى؟

الإجابة:

الحمد لله، لا يمكن رؤية الله تعالى في الدنيا لأن الأبصار لا تقوى على ذلك، فقد جعل الله لها حدًّا وطاقةً، فإن كان الإنسان لا يرى درجة معينة من الأشعة تحت الحمراء والأشعة فوق البنفسجية ولا يستطيع أن يحدق في الشمس وهي في وسط السماء أو يعرف قطرها، وهي أشياء مخلوقة، فكيف يرى رب العالمين الذي خلق كلَّ شيء؟ ولكن الله ينشئ الناس خلقًا آخر يوم القيامة فتكون الأبصار قادرة على رؤيته سبحانه وتعالى، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 هل كتب النبي محمد القرآن؟

الإجابة:

الحمد لله، نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لم يكن يكتب ولا يقرأ، والقرآن الكريم وحيٌ أوحاه الله تعالى لنبينا بواسطة جبريل عليه السلام، فبلغه النبي صلى الله عليه وسلم كما أوحي إليه، وكلما نزلت آيات قرأها عليهم وكتبها الصحابة رضي الله عنهم بأمر النبي صلى الله عليه وسلم، ومن كتبة الوحي الخلفاء الأربعة والزبير وأبي بن كعب وزيد بن ثابت ومعاوية بن أبي سفيان وثابت بن قيس وحنظلة بن الربيع الكاتب وخالد بن الوليد رضي الله عنهم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 متى يحق للرجل الزواج بأكثر من امرأة؟

الإجابة:

الحمد لله، إذا كان الرجل قادرًا على العدل بين أكثر من زوجة من حيث المبيت والنفقة فله أن يتزوج بأكثر من واحدة إلى أربع، ولا يجوز له الزيادة على الأربع، والعدل في المبيت بالمساواة، بأن يبيت ليلة عند هذه وليلة عند تلك، أو أسبوعًا عند الأولى وأسبوعًا عند الثانية، ونحو ذلك، والعدل في النفقة بأن يعطي كل بيت ما يحتاجه وليس بالمساواة، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 هل وصف القرآن الأرض بأنها كروية الشكل؟

الإجابة:

الحمد لله، نعم، قال تعالى: {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ} [الزمر: 5]، وقال تعالى: {لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} [يس: 40]، قال ابن عباس: (فلكة كفلكة المغزل)، وقال ابن تيمية: (اعلم أن الأرض قد اتفقوا على أنها كروية الشكل)، يقصد اتفاق المتقدمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

ينظر: مجموع الفتاوى 5/ 150.


 ما موقف الإسلام من الإرهاب؟

الإجابة:

الحمد لله، الإرهاب في عصرنا مصطلحٌ غيرُ محرَّر، تريد به كثير من الدول التي تستعمله إلصاق هذا الوصف بكل من يخالفها وتريد الانتقام منه، أما الإرهاب بمعنى قتل الأبرياء الذين لا يجوز قتلهم في الإسلام، من المسلمين والكفار المعاهدين أو المستأمنين وتدمير مبانيهم ونحو ذلك، فهذا لا يجيزه الإسلام، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 ما هي صفة الوضوء؟

الإجابة:

الحمد لله، الوُضوء مفتاح الصلاة، ولا تَصِحُّ الصلاة بدون طهارة، والطهارة من الحدث الأصغر تكونُ بالوضوء، والوضوء يقوم على أركان، لا يتم الوضوء إلا بها، وهي غسلُ الوجه، مع المضمضة والاستنشاق، وغسلُ اليدين إلى المرفقين، ومسحُ الرأس والأذنين، وغسلُ الرجلينِ إلى الكعبينِ، قال ربُّنا تبارك وتعالى: {ياأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ}  ونتعرَّفُ الآن على كيفية الوُضوء الكامل، بأركانه ومستحباته: يبدأ الإنسانُ وُضوءَه بالتَّسمية، فيقولُ: (بسمِ الله) ويغسلُ كفَّيه؛ لأنه سيباشرُ أعضاءَه الأخرى بهما، وكان صلى الله عليه وسلم إذا بدأ وُضوءه يُفرِغُ الماءَ على كفيه ويغسلهما قبل أن يُدخِلَهما في الإناء، ولا يتجاوز في غَسل الكفين ثلاث مراتٍ، ويَتأكَّد غسلُ الكفين عند الاستيقاظ من النوم. وبعد ذلك يتمضمضُ ويستَنْشِقُ ويستَنْثِرُ، والمضمضةُ أن يُدخِل الماء في فمه ويحرِّكه ثم يُخرِجُه، والاستنشاقُ إدخالُ الماء إلى الأنف، والاستنثارُ إخراجُه من الأنف، ويغسل وجهه، ولا ينسى أن يُوصِلَ الماءَ لجميع أجزاء الوجه، مثل ما جاور الأذنين من جهة الوجه، ولا يزيد في المضمضة والاستنشاق وغسل الوجه على ثلاث مرات. وبعد غسل وجهه يغسل يديه من أطراف أصابعه إلى مرفقيه، ويُدخلُ المرفقين في الغَسلِ، ويبدأ باليد اليمنى ويُخلِّلُ أصابعَه، ليبالغ في إيصال الماء لما بين الأصابع، يفعل ذلك مرَّةً أو مرَّتينِ أو ثلاثًا. ثم يبُلُّ كفيه ويمسحُ بهما رأسَه مرَّةً واحدةً، يَستوعب بها رأسَه، والمقصود بالاستيعاب أن يمسح كلَّ الرأس وليس أن يوصل الماء لكل شعرةٍ، والأفضل أن يضع كفيه على مقدِّمةِ رأسه ثم يُمِرُّهما إلى قفاه ويَرجع مرةً أخرى إلى مقدِّمة رأسه، والمرأةُ كالرجلِ في ذلك. ويبقى عليه بعد ذلك غسل رجليه، يبدأ بالقدم اليمنى فيغسلُها إلى الكعبين، ثم يغسل اليسرى كذلك، ويخلل أصابع رجليه بيده. يفعل كلَّ ذلك على التَّوالي، ولا يؤخِّر عضوًا حتى ينشف العضو الذي قبله، ويقول بعد ذلك: (أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبدُ الله ورسوله)، وبهذا يكون قد أكمل وضوءه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 ما هي صفة الصلاة؟

الإجابة:

الحمد لله، للصلاة شروط وأركان وواجبات ومستحبات، وصفة الصلاة بإجمال بعد الإتيان بشروطها أن يكبر الإنسان بقول: الله أكبر، ويرفع يديه إلى منكبيه أو أذنيه، ثم يضع يده اليمنى على اليسرى ويضعهما على صدره، ثم يقرأ دعاء الاستفتاح ثم يتعوذ ويبسمل ويقرأ الفاتحة، ويقرأ بعدها سورة أخرى، ثم يكبر رافعًا يديه كالمرة الأولى ويركع، بأن ينحني ويضع كفيه على الركبتين، ويقول وهو راكع: سبحان ربي العظيم، ويثني على الله بما ورد، ثم يرفع رأسه ويرفع يديه كالمرة الأولى ويقول: سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد، ويقول ما ورد، ثم يكبر ويسجد على الأعضاء السبعة، وهي الجبهة مع الأنف والكفين والركبتين وأطراف القدمين، ويعتدل في سجوده، ويقول: سبحان ربي الأعلى، ويدعو بما يشاء، ثم يرفع رأسه ويجلس على قدمه اليسرى، وينصب قدمه اليمنى ويضع يديه على فخذيه، ويقول: رب اغفر لي، ثم يسجد كالسجدة الأولى، ثم يرفع رأسه ويقوم للركعة الثانية ويفعل كما فعل في الركعة الأولى، فإذا رفع رأسه من السجدة الثانية جلس كما يجلس بين السجدتين وقرأ التشهد، وهو: التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، فإذا كانت الصلاة ثنائية فإنه يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم بالصلاة الإبراهيمية، فيقول: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، ويدعو بما ورد أو بما شاء ثم يسلم ملتفتًا برأسه إلى جهة اليمين: السلام عليكم ورحمة الله، وإلى جهة اليسار: السلام عليكم ورحمة الله، وتكون صلاته قد تمت، فإذا كانت الصلاة ثلاثية أورباعية قام للركعة الثالثة، ويفعل فيها كما فعل في الركعة الأولى، إلا في قراءة السورة الثانية بعد الفاتحة، وقد بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة صفة الصلاة بيانًا عمليًّا، وهكذا ينبغي لمن أراد أن يتعلمها أن يشاهد من يحسن الصلاة فيتعلم منه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 كيف يؤدي المسلم الحج؟

الإجابة:

الحمد لله، الحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام، فإذا توفرت شروطه في مسلم أو مسلمة وجب عليه أن يذهب في أشهر الحج إلى مكة المكرمة، ويحرم من الميقات، ويقف في اليوم التاسع من شهر ذي الحجة بعرفة مع المسلمين، ثم يبيت تلك الليلة بالمزدلفة ثم ينتقل إلى منى يوم العيد، ويرمي جمرة العقبة ثم يحلق ويحل إحرامه، ويطوف طواف الركن، ويبيت في منى ليلتين أو ثلاث، ويرمي الجمار الثلاثة في تلك الأيام، ثم يطوف طواف الوداع، هذا تعريف مجمل بالحج، وفي ذلك تفاصيل كثيرة، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 ما هو منظور الإسلام نحو الجنس؟

الإجابة:

الحمد لله، حث الإسلام على النكاح، من واحدة إلى أربع زوجات، وأباح ملك اليمين، بلا عدد، وإن كان في عصرنا هذا نادرًا، لكنه منصوص عليه في القرآن وأحكامه غير منسوخة، وأباح الاستمتاع بهما مطلقًا في كل موضع إلا في الدبر، وفي كل وقت إلا في وقت الحيض، وحث الشباب على النكاح؛ لأن فورة الشهوة عندهم أكثر، وبهذه الأمور يحصِّن الإنسان فرجه ويغض بصره عما لا يحل له، فقد نهى الشارع عن كل ما يؤدي إلى فاحشة الزنى، من النظر إلى النساء أو الخلوة بهن أو الاختلاط بين الجنسين أو سفر المرأة بغير محرم ونحو ذلك، فالميل إلى الجنس الآخر أمر فطري لا يصح كبته، كما في بعض الأديان الشرقية، ولا يصح إطلاقه فيفرغ الإنسان شهوة بالطرق المحرمة، كما عند كثير من الناس الذين لا يتقيدون بالشرع، وقد وجَّه الإسلام هذه الغريزة وهذَّبها، بما ذُكر، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 الله هو الاسم الذي سمى الله به نفسه في القرآن باللغة العربية، فهل يصح نطقها بما يرادفها في اللغات الأخرى؟

الإجابة:

الحمد لله، الأفضل أن يحافظ الإنسان عن لغة القرآن في النطق باسم الله تعالى، والنطق به بما يرادفها في اللغات الأخرى أو باللهجات العربية جائز، مثل قطع همزة الله ونحو ذلك، قال قليوبي الشافعي -رحمه الله-: (اسم الله بالعربية الله، وبالعبرانية إيل وآييل وإيلا، وبالسُّريانية إيلا أو عيلا، وبالفارسية خداي وبالحرزية تندك، وبالرومية شمخشا، وبالهندية مشطيشا وبالتركية بيات، وبالخفاجية أغان معجمة بعد همزة مضمومة، وبالبلغارية تكري، وبالتغرغرية بمعجمتين ومهملتين بعد الفوقية أله بهمزة ولام مضمومتين، والله أعلم)، وقال ابن قيم الجوزية -رحمه الله- في ذكره للتقارب بين اللغة العربية والعبرية: وتقول العرب إله ويقول العبرانيون أولوه وتقول العرب إلهنا ويقول العبرانيون ألوهينو)، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

ينظر: جلاء الأفهام ص: 197-198، حاشيتا قليوبي وعميرة 3/ 252.


 إذا كان الله قد أنزل كتابًا في كل فترة زمنية فما هو الكتاب الذي أنزل على الهنود؟

الإجابة:

الحمد لله، أخبرنا الله تعالى أنه أرسل في كل أمة رسول، وأنه لا يعذب أحدًا إلا بعد قيام الحجة، وأنه أنزل كتبًا منها ما عرفناها ومنها ما لم نعرفها، وأن القرآن الكريم ناسخٌ للكتب السابقة؛ لذا جعله الله صالحًا لكل زمان ومكان، قال تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ} [النحل: 36]، وقال تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} [الإسراء: 15]، وقال تعالى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ} [المائدة: 48]، وعدم علمنا بشيء لا ينفي وجوده، فعدم معرفتنا ما هو الكتاب الذي أنزل على أمة معينة لا يعني ذلك عدم نزول كتاب عليهم، وكذلك عدم علمنا بالرسول الذي أرسل إلى أمة من الأمم لا يدل على أنهم لم يرسل إليهم رسول، ولا يصح أن يقال: إن كتاب كذا هو الكتاب المنزَّل من عند الله تعالى لأمة كذا إلا بدليل من الكتاب أو السُّنَّة الصحيحة، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


 هل يتجسد الله في صورة آدمي؟

الإجابة:

الحمد لله، لا يتجسد الله في صورة آدمي، وكل ما فيه نقص فإن الله عز وجل يتنزه عنه، وليس للعقل أن يخوض في غير مجاله الذي خلق له، وعليه أن يتقيد بتعظيم الله سبحانه وتعالى، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.