×
كتاب قيّم، تناول الكاتب فيه بعضًا من الموضوعات مثل : تعريف الغيبة - تحريم الغيبة من القرآن الكريم والسنة النبوية - دور من سمع غيبة أخيه المسلم.

الغيبة

(وخطرها على المسلم الجديد)

أحمد الأمير


المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على أشرف المرسلين محمد بن عبد الله وعلى صحبه وآله أجمعين إلى يوم الدين

فإن من أكثر الأمور خطورة على الشخص المسلم والمسلم الجديد هو وقوعه في الغيبة والنميمة ولو بغير قصد ، فهي خطر على الفرد وعلى المجتمع ككل ، فمن مخاطرها الدنيوية أنها تبث وتنشر الكراهية والعداوة والبغضاء بين الناس ، أما مخاطرها الأخروية فهي أنها تكب الناس على وجوههم في النار والعياذ بالله ، كما أخبر بذلك رسولنا وحبيبنا محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه قائلا: " وهل يَكبُّ الناسَ على مناخرِهم إلا حصائدُ ألسنَتِهم " .

ولهذا فيجب على المسلم الجديد أن ينتبه لهذا الأمر ويعيره آشد الإنتباه ، فلا يذكر أخاه المسلم في غيبته إلا بما يحب أن يذكر عنه ، ففي بيئة الإسلام لكل شخص الحق في حماية عرضه وذكره ، وقد إهتمت الشريعة الإسلامية السمحة بحث الناس على التقارب ونشر الحب والألفة والمودة فيما بينهم، فيصبح المجتمع المسلم كله مثل البنيان المرصوص يشد بعضه بعضا.

يقول صلى الله عليه وسلم: " المؤمنُ للمؤمنِ[1] كالبنيانِ ، يشدُّ بعضُه بعضًا . وشبّك بين أصابعِه. " صحيح البخاري

المؤلف.،


تعريف الغيبة

- قال صلى الله عليه وسلم: " أتدرون ما الغيبةُ ؟ قالوا : اللهُ ورسولُه أعلمُ . قال : ذكرُكَ أخاكَ بما يكرهُ ، قيل : أفرأيتَ إن كان في أخي ما أقولُ ؟ قال : إن كان فيه ما تقولُ ، فقد اغتبتَه . وإن لم يكنْ فيه ، فقد بهتَّه[2]. " صحيح مسلم

تحريم الغيبة من القرآن الكريم

- قال تعالى: " وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ (1) " سورة الهمزة

- قال تعالى: " وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ (10) هَمَّازٍ مَّشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (11) " سورة القلم

- قال تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ (12) " سورة الحجرات

- قال تعالى: " مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (18) " سورة ق

- قال تعالى: " وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا (36) " سورة الإسراء

- قال تعالى: " وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا (58) " سورة الأحزاب

تحريم الغيبة من السنة النبوية

- قال صلى الله عليه وسلم: " لا يدخلُ الجنةَ نَمَّامٌ[3] " صحيح مسلم

- قال صلى الله عليه وسلم: " ألا أُخْبِرُكُمْ بِخِيارِكُمْ ؟ قالوا : بلى ، قال : الذينَ إذا رَؤُوا ذكرَ اللهُ ، أفلا أُخْبِرُكُمْ بِشِرَارِكُمْ ؟ قالوا : بلى ، قال : المشاؤُونَ بِالنَّمِيمَةِ ، المُفْسِدُونَ بين الأَحِبَّةِ ، الباغُونَ البِرَاءَ العَنَتَ [4]" صحيح الأدب المفرد

- قال صلى الله عليه وسلم: " إيَّاكم والظَّنَّ. فإنَّ الظَّنَّ أَكْذبُ الحديثِ ولا تحسَّسوا ، ولا تجسَّسوا ، ولا تَنافسوا ، ولا تحاسَدوا ، ولا تباغَضوا ، ولا تدابَروا ، وَكونوا عبادَ اللَّهِ إخوانًا. [5]" صحيح مسلم

- قال صلى الله عليه وسلم: " يا معشرَ من آمنَ بلسانِه ولم يدخلْ الإيمانُ قلبَه ، لا تغتابوا المسلمين ، ولا تتَّبعوا عوراتِهم ، فإنه من اتَّبعَ عوراتِهم يتَّبعُ اللهُ عورتَه ، ومن يتَّبعِ اللهُ عورتَه يفضحُه في بيتِه. " صحيح رواه أبو داود وصححه الألباني في صحيح الجامع : 7984

- قال صلى الله عليه وسلم: " يُبصِرُ أحدُكم القَذَاةَ في عينِ أخِيه ، وينْسَى الجِذْعَ في عينِهِ [6]" صحيح ابن حبان، وصححه الألباني صَحِيح الْجَامِع: 8013، والصَّحِيحَة: 33 , وصَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 2331.

- تقول عائشة رضي الله تعالى عنها: " قلتُ للنبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم حَسْبُكَ من صفيةَ كذا وكذا . قال بعضُ الرُّوَاةِ : تعني قصيرةً : فقال : لقد قُلْتِ كلمةً لو مُزِجَتْ بماءِ البحرِ لَمَزَجَتْهُ ! [7]" صحيح – رواه أبو داود، والترمذي وقال: حديث حسن صحيح. وصححه الألباني في (المشكاة) رقم (4857)

- قال صلى الله عليه وسلم: " إن العبدَ ليتكلمُ بالكلمةِ، ما يتبيَّنُ ما فيها [8]، يهوي بها في النارِ ، أبعدَ ما بينَ المشرقِ والمغربِ " صحيح مسلم

- قال صلى الله عليه وسلم: " إنَّ العبدَ ليتكلَّمُ بالكلمةِ ولا يراها بلَغَت حيثُ بلَغَت فيكتُبُ اللهُ له بها رضاه إلى يومِ القيامةِ وإنَّ العبدَ ليتكلَّمُ بالكلمةِ لا يراها بلَغَت حيثُ بلَغَت يكتُبُ اللهُ بها سخَطَه إلى يومِ يلقاه [9]" صحيح ابن حبان، رواه مالك والترمذي وقال حديث حسن صحيح والنسائي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح الإسناد وصححه الألباني في- (الصحيحة) (888).

- روي أنس رضي الله تعالى عنه: " كانت العربُ تخدِمُ بعضُها بعضًا في الأسفارِ ، وكان مع أبِي بكرٍ وعمرَ رجلٌ يخدِمُهما ، فناما ، فاستيقظا ، ولم يُهيِّئْ لهما طعامًا ، فقال أحدُهما لصاحبِه : إنَّ هذا لَيوائمُ نومَ بيتِكم، فأيقَظاه فقالا : ائتَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقُلْ له : إنَّ أبا بكرٍ وعمرَ يُقرئانِكَ السَّلامَ ، وهما يستأدِمانِك ، فقال : أَقرِهِما السَّلامَ ، وأخْبِرْهما أنهما قد ائتدَما ، ففزِعا ، فجاءا إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقالا : يا رسولَ اللهِ بعثْنا إليك نستأدمُك ، فقلتَ : قدِ ائتدَما فبأيِّ شيءٍ ائتدَمْنا ؟ قال : بلحمِ أخيكما ، والذي نفسي بيدِه إني لأرى لحمَه بين أنيابِكما ، يعني لحمَ الذي استغاباه ، قالا : فاستغفِرْ لنا ، قال : هو فلْيستغفِرْ لكما.[10]" أخرجه الخرائطي في " مساوئ الأخلاق " (186) والضياء المقدسي في " المختارة" (2 / 33 / 2) وصححه الألباني في " السلسلة الصحيحة " : 2608

- روي عبد الله بن عباس رضي الله عنه: " مرَّ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بقبرَينِ، فقال : إنهما لَيُعَذَّبانِ، وما يُعَذَّبانِ في كبيرٍ ، أما أحدُهما فكان لا يَستَتِرُ منَ البولِ ، وأما الآخَرُ فكان يَمشي بالنَّميمَةِ. [11]" صحيح البخاري

- وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: " كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقام رجل فوقع فيه رجل من بعده فقال النبي صلى الله عليه وسلم " تخلل " فقال "ومما أتخلل ما أكلت لحما " قال " إنك أكلت لحم أخيك "." صحيح رواه الطبراني – وصححه الألباني في صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 2837 , غاية المرام: 428

- وقد روي معاذ بن جبل رضي الله عنه: " أنهم ذكروا عند رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ رجلًا فقالوا: لا يأكلُ حتى يطعَمَ، ولا يرحلُ حتى يُرحلَ له، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: اغتبْتُموه، فقالوا: يا رسولَ اللهِ إنما حدَّثْنا بما فيه، قال: حسبُكَ إذا ذكرتَ أخاك بما فيه [12]" صحـــــيح، رواه الأصبهاني والبغوي في (شرح السنة) 3562 , وصححه الألباني في الصَّحِيحَة: 2667

علاج الغيبة

- قال صلى الله عليه وسلم: " من كان يؤمنُ باللهِ واليومِ الآخرِ فليقُلْ خيرًا أو ليصمُتْ " صحيح البخاري

- قال صلى الله عليه وسلم: " لا يُؤمِنُ أحدُكم حتى يُحِبَّ لأخيه ما يُحِبُّ لنَفْسِه " صحيح البخاري

- وقد روى أبو اليسر كعب بن عمرو أنه قال: " قلتُ: يا رسولَ اللهِ، دُلَّني على عملٍ يُدخلُني الجنَّةَ -قال: أمسكْ عليك هذا- وأشار إلى لسانِه. فأعادها عليه، فقال: ثَكلتكَ أمُّكَ. وهل يَكبُّ الناسَ على مناخرِهم إلا حصائدُ ألسنَتِهم. [13]" صحيح – رواه أحمد

- وعن سفيان بن عبد الله الثقفي رضي الله عنه قال: " قلتُ "يا رسولَ اللَّهِ حدِّثْني بأمرٍ أعتصِمُ بِهِ" قالَ " قُلْ ربِّيَ اللَّهُ ، ثمَّ استقِم " قلتُ: "يا رسولَ اللَّهِ ، ما أخوَفُ ما تخافُ عليَّ؟" فأخذَ بلسانِ نفسِهِ ثمَّ قالَ: "هذا".[14]" صحيح ابن حبان وصححه الألباني في "ظلال الجنة" (15/ 22)، "تخريج المشكاة" (15 و 4843)

- وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: " قلتُ: يا رسولَ اللَّهِ ما النَّجاةُ؟ قال: أمسِكْ عليْكَ لسانَكَ، وليسعْكَ بيتُكَ، وابْكِ على خطيئتِكَ [15]" صحــــيح، رواه أحمد, الترمذي, وصححه الألباني في صَحِيح الْجَامِع: 1392 , الصَّحِيحَة تحت حديث: 1122

- قال صلى الله عليه وسلم: " إذا أصبح ابنُ آدمَ فإنَّ الأعضاءَ كلَّها تُكفِّرُ الِّلسانَ فتقول : اتَّقِ اللهَ فينا ، فإنما نحن بك ، فإن استقَمتَ استقَمْنا ، و إن اعوَجَجْتَ اعْوجَجْنا [16]" صحيح، رواه أحمد, والترمذي, وصصحه الألباني في صَحِيح الْجَامِع: 351 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 2871.

- قال صلى الله عليه وسلم: " المسلمُ مَن سَلِمَ المسلمون مِن لسانِه ويدِه " متفق عليه

- قال صلى الله عليه وسلم: " مَن يَضْمَنْ لي ما بين لَحْيَيْهِ ، وما بين رِجْلَيْهِ ، أَضْمَنْ له الجنةَ [17]" صحيح البخاري

ذم الغيبة من السلف الصالح

- قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: " من اغتيب عنده مؤمنٌ ، فنصره ، جزاه اللهُ بها خيرًا في الدنيا والآخرةِ ، ومن اغتيب عنده مؤمنٌ ، فلم ينصرْه ، جزاه اللهُ في الدنيا والآخرةِ شرًا ، وما التقمْ أحدٌ لقمةً شرًا من اغتيالِ مؤمنٍ ؛ إن قال فيه ما يعلمُ ، فقد اغتابَه ، وإن قال فيه بما لا يعلمُ ، فقد بهتَه " صحيح رواه البخاري في الأدب المفرد , انظر صَحْيح الْأَدَبِ الْمُفْرَد: 567.

- قال قيس بن أبي حازم: " كان عمرُو بنُ العاصِ يسيرُ مع نفرٍ من أصحابِه فمرَّ على بغلٍ ميِّتٍ قد انتفخ فقال واللهِ لأن يأكُلَ أحدُكم من هذا حتَّى يملأَ بطنَه خيرٌ من أن يأكُلَ لحمَ مسلمٍ. " صحيح الأدب المفرد, انظر صَحْيح الْأَدَبِ الْمُفْرَد: 569

- قال الحافظ ابن حجر في الغيبة أنها: «ذِكْرُ المرْءِ بِمَا يَكْرَهُهُ سَوَاءٌ كَانَ ذَلِكَ فِي بَدَنِ الشَّخْصِ أَوْ دِينِهِ أَوْ دُنْيَاهُ أَوْ نَفْسِهِ، أَوْ خَلْقِهِ، أَوْ خُلُقِهِ، أَوْ مَالِهِ، أَوْ وَالِدِهِ، أَوْ وَلَدِهِ، أَوْ زَوْجِهِ، أَوْ خَادِمِهِ، أَو ثَوْبه، أَو حركته، أَو طَلَاقَتِهِ، أَو عُبُوسَتِهِ، أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا يَتَعَلَّقُ بِهِ سَوَاءٌ ذَكَرْتَهُ بِاللَّفْظِ، أَوْ بِالْإِشَارَةِ وَالرَّمْزِ» فتح الباري

دور من سمع غيبة أخيه المسلم

وجب على من سمع شخصاً يغتاب آخر أن يرد عن عرض أخيه وأن ينكر على قائلها قوله، فإن عجز عن ذلك أو لم يقبل منه رده وإنكاره، فارق ذلك المجلس إن أمكنه.

- فقد قال صلى الله عليه وسلم: " مَن رَدَّ عِن عِرضِ أخِيهِ ، رَدَّ اللهُ عَن وجْهِهِ النارَ يومَ القِيامةِ [18]" صحـيح، رواه أحمد, والترمذي، وقال : (( حديث حسن )) وصححه الألباني في صَحِيح الْجَامِع: 6262 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 2848

- وقد قال صلى الله عليه وسلم: " مَن ذَبَّ عَن عِرْضِ أخِيهِ بِالغِيبةِ، كان حقًّا على اللهِ أنْ يُعْتِقَه من النارِ [19]" صحيح رواه أحمد والطبراني , وصححه الألباني في صحيح الجامع : 6240

- وقد قال صلى الله عليه وسلم وهو جالس في القوم بتبوك: " "ما فعل كعبُ بنُ مالكٍ؟" . فقال رجلٌ من بني سلمة : "يا رسولَ اللهِ، حبسه برداه، ونظره في عطفيه" فقال مُعاذٍ بن جبل : "بئس ما قُلْت، والله يا رسولَ اللهِ ما علمنا عليه الإ خيرا" فسكت رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم . [20]" متفق عليه

ما يباح من الغيبة

قال كمال الدين بن أبي شريف (كما ذكره الصنعاني في سبل السلام):

الذم أو القَدْحُ لَيْسَ بِغِيبةٍ فِي سِتَّةٍ ... مُتَظلِّمٍ وَمُعَرِّفٍ وَمُحَذِّرِ

وَلِمُظْهِرٍ فِسْقًا وْمُسْتَفْتٍ وَمَنْ ... طَلَبَ الإِعَانَةَ فِي إِزَالَةِ مُنْكَرِ

فيجوز للمظلوم أن يتظلم للقاضي قائلا "ظلمني فلان بكذا".

ويجوز إذا كان شخص معروف بلقب [لا يعرف إلا به] مثل الأحول أو الأعرج، أن يتعرف بذلك، ويحرم تعريفه بذلك اللقب إذا كان ذلك على سبيل التنقص، ولو أمكن تعريفه بغير ذلك كان أولى.

ويجوز تحذير المسلمين من شر شخص ونصيحتهم، مثل المشاورة في مصاهرة إنسان أو مشاركته أو مجاورته، ويجب على المشاور ألا يخفي حاله، بل يذكر المساوئ التي فيه بنية النصيحة.

ويجوز أن يغتاب الرجل شخصاً مظهراً ومجاهراً بفسقه أو بدعته، مثل من يجاهر بشرب الخمر أو أخذ أموال الناس بالباطل، فيجوز ذكره بما يجاهر به، ويحرم ذكره بغيره من العيوب.

ويجوز لمن ذهب يستفتي القاضي في شخص ظلمه أن يقول: "ظلمني فلان بكذا وكذا، فهل له ذلك؟ وكيف أدفع ظلمه وآخذ حقي منه؟

ويحوز لمن أراد إزالة منكر ورد عاصي إلى الصواب أن يقول لآخر يرجو قدرته على إزالة ذلك المنكر: "فلان يعمل كذا، فازجره عنه" ويجب أن يكون مقصوده هو إزالة المنكر، فإن لم يكن كذلك كان حراما.




[1] ( المؤمن للمؤمن ) أي حال المؤمن في تعاونه مع المؤمن

[2] ( بهت ) كذب وافترى

[3] [ النميمة : نقل كلام الناس بعضهم إلى بعض على جهة الإفساد بينهم ]

[4] ( إِذا رؤوا ذكر الله ) يعْنى إِذا رَآهُمْ النَّاس ذكرُوا الله عِنْد رُؤْيَتهمْ لما هم عَلَيْهِ من سمات الصّلاح

( الباغون ) جمع باغ وهم المتمنون

( العنت ) المشقة والفساد والإثم والغلط والزنا والحديث يحتمل كلها

( الْبُرآء ) جمع بَرِيء، أي يتمنون أن يقع برآء الناس في الإثم والمشقة

[5] ( إياكم والظن ) المراد النهي عن ظن السوء

( ولا تحسسوا ولا تجسسوا ) التحسس: الاستماع لحديث القوم، والتجسس: البحث عن العورات أو التفتيش عن بواطن الأمور وأكثر ما يقال في الشر والجاسوس صاحب سر الشر والناموس صاحب سر الخير

( ولا تنافسوا ) المنافسة والتنافس من المنافسة، الرغبة في الشيء وطلب الانفراد به وعلوه فيه، والمنهي عنه التنافس في أمور الدنيا لطلب العلو والفخر على الناس وأما في أمور الخير فجائز بل مستحب لقوله تعالى : ( فليتنافس المتنافسون ) سورة المطففين : الآية 26

( ولا تدابَروا ) التدابر : الإعراض والهجر والخصومة

[6] ( القذاة ) ما يقع فى العين والشراب من غبار ووسخ كالتبن والتراب

( الجذع ) جذع النخلة , والمقصود به هنا العيب الكبير، أي ينظر للعيب الصغير في غيره وينسى العيب الكبير في نفسه

[7] ( حَسْبُكَ مِنْ صَفِيَّةَ ) أَيْ: مِنْ عُيُوبِهَا الْبَدَنِيَّةِ أنها كذا وكذا تعني قصيرة ( مزجته ) أي خالطته مخالطة يتغير بها طعمه أو ريحه لشدة نتنها وقبحها، وهذا من أبلغ الزواجر عن الغيبة.

[8] ( ما يتبين ) أي لا يتفكر أنها خير أم لا

[9] ( بلَغَت حيثُ بلَغَت ) لا يتوقع أن تصل لهذه الدرجة

[10] ( الموائمة ) : الموافقة ، و معناه أن هذا , النوم يشبه نوم البيت لا نوم السفر ، عابوه بكثرة النوم

( يستأدِمانِك ) أَيْ: يطلبان منك شيئا يؤكل مع الخبز , كالزيت ونحوه

( هو فلْيستغفِرْ لكما ) أَيْ: الذي اغتبتموه

[11] ( لا يستتر من البول ) لا يستر نفسه عند قضاء حاجته

[12] ( لا يأكل ) يعني: ليس هو الذي يعد طعامه، فإنه لا يأكل حتى يُعد له الطعام

( ولا يرحل حتى يرحل له ) أي: وإذا أراد أن يركب الدابة فإن غيره يضع الرحل الذي يوضع على الدابة، ويقوم بخدمته

[13] ( ثكلتك أمك ) أي فقدتك أمك

[14] ( حَدَّثَنِي بِأَمْرٍ أَعْتَصِمُ بِهِ ) أَيْ أَسْتَمْسِكُ بِهِ

[15] ( وليَسَعْكَ بيتُك ) اسكن في بيتك ولا تخرجْ منه إلا إلى أمرٍ ضروري، ولا تجالسِ الناسَ، فإنَّ في مجالسةِ أكثرِ الناس ضَرَرًا.

[16] ( تَكْفُرُ اللِّسَانَ ) أيْ تَذِلُّ وَتَخْضَعُ لَهُ، أَيْ: تَتَذَلَّلُ وَتَتَوَاضَعُ لَهُ

[17] ( يضمن ) يحفظه ويؤد حقه

( ما بين لحييه ) لسانه، ولحييه مثنى لحي وهو العظم في جانب الفم

( ما بين رجليه ) فرجه

[18] ( مَن رَدَّ عِن عِرضِ أخِيهِ ) أَيْ: مَنَعَ غِيبَةً عَنْ أَخِيهِ.

[19] ( من ذَبَّ عن عرض أخيه ) دافع عنه بأن سمع من يعيبه، فردّ قول العائب المغتاب، وذلك بنصيحة له أنه لا يحل له القول، أو ببيان كذب ما قاله.

[20] ( حبسه براده والنظر في عطفيه ) أي منعه من الخروج إعجابه بنفسه ولباسه، وبراده مثنى برد وهو الكساء، وعطفيه مثنى عطف وهو الجانب