حكم الصلاة وعظم شأنها في دين الإسلام
التصنيفات
- فقه >> العبادات >> الصلاة >> الصلاة فضائل وحكم وأحكام
المصادر
الوصف المفصل
- حكم الصلاة وعظم شأنها
- في
دين الإسلام
- 1- الصلاة فريضة على كل مسلم بالغ عاقل، إلا الحائض والنفساء، لقول اللَّه تعالى: ]وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيّمَةِ[([1]). وقوله ﷻ: ]إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْـمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا[([2]).
- 2- الصلاة عماد الدين الذي لا يقوم إلا به، ففي حديث معاذ t أن النبي ﷺ قال: «رأس الأمر الإسلام، وعمودُه الصلاةُ، وذروةُ سنامِه الجهادُ»([6]). وإذا سقط العمود سقط ما بني عليه.
- 3- أول ما يحاسب عليه العبد من عمله، فصلاح عمله وفساده بصلاح صلاته وفسادها، فعن أنس بن مالك t عن النبي ﷺ قال: «أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة: الصلاة، فإن صلحت صلح سائرُ عمله، وإن فسدت فسد سائرُ عمله». وفي رواية: «أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة ينظر في صلاته، فإن صلحت فقد أفلح، [وفي رواية: وأنجح]، وإن فسدت فقد خاب وخسر»([7]).
- 4- آخر ما يُفقد من الدين، فإذا ذهب آخر الدين لم يبق شيء منه، فعن أبي أمامة مرفوعًا: «لتُنقضن عُرَى الإسلام عُروة عُروة، فكلما انتقضت عروة تشبث الناس بالتي تليها، فأولهن نقضًا الحكم، وآخرهن الصلاة»([9]). وفي رواية من طريق آخر: «أول ما يُرفع من الناس الأمانة، وآخر ما يبقى الصلاة، وربّ مصلٍّ لا خير فيه»([10]).
- 5- آخر وصية أوصى بها النبي ﷺ أمته، فعن أم سلمة رضي الله عنها أنها قالت:كان من آخر وصية رسول الله ﷺ:«الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم»،حتى جعل نبي اللَّه ﷺ يلجلجها في صدره وما يفيض بها لسانه»([12]).
- 6- مدح اللَّه القائمين بها ومن أمر بها أهله، فقال تعالى: ]وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيًّا* وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِندَ رَبّهِ مَرْضِيًّا[([13]).
- 7- ذم اللَّه المضيعين لها والمتكاسلين عنها، قال اللَّه تعالى: ]فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا[([14]). وقال ﷻ: ]إِنَّ الْـمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً[([15]).
- 8- أعظم أركان الإسلام ودعائمه العظام بعد الشهادتين، فعن عبد اللَّه بن عمر رضي الله عنهما، عن النبي ﷺ قال: «بُني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا اللَّه، وأن محمدًا رسول اللَّه، وإقام الصَّلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت»([16]).
- 9- مما يدل على عظم شأنها أن اللَّه لم يفرضها في الأرض بواسطة جبريل، وإنما فرضها بدون واسطة ليلة الإسراء فوق سبع سموات.
- 10- فُرضت خمسين صلاة، وهذا يدل على محبة اللَّه لها، ثم خفف اللَّه ﷻ عن عباده، ففرضها خمس صلوات في اليوم والليلة، فهي خمسون في الميزان، وخمس في العمل، وهذا يدل على عظم مكانتها([17]).
- 11- افتتح اللَّه أعمال المفلحين بالصلاة، واختتمها بها، وهذا يؤكد أهميتها، قال اللَّه تعالى: ]قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ*الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ*وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ*وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ* وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ*إِلا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ*فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ*وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِـهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ*وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِـهِمْ يُحَافِظُونَ[([18]).
- 12- أمر اللَّه النبي محمدًا ﷺ وأتباعه أن يأمروا بها أهليهم، فقال اللَّه ﷻ: ]وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاَةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لاَ نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى[ ([19]).
- 13- أُمِرَ النائم والناسي بقضاء الصلاة، وهذا يؤكد أهميتها، فعن أنس بن مالك t عن النبي ﷺ أنه قال: «من نسي صلاةً فليصلّها إذا ذكرها، لا كفارة لها إلا ذلك». وفي رواية لمسلم: «من نسي صلاةً أو نام عنها، فكفارتها أن يصليها إذا ذكرها»([21]). وأُلحق بالنائم الـمُغمى عليه ثلاثة أيام فأقل، وقد رُوي ذلك عن عمار، وعمران بن حصين، وسمرة بن جندب y([22]). أما إن كانت المدة أكثر من ذلك فلا قضاء؛ لأن الـمُغمى عليه مدة طويلة أكثر من ثلاثة أيام يشبه المجنون بجامع زوال العقل،واللَّه أعلم([23]).
- 14- سمى اللَّه الصلاة إيمانًا([24]) بقوله تعالى: ]وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ[([25]).يعني صلاتكم إلى بيت المقدس؛لأن الصلاة تصدّقُ عَمَلهُ وقَوْلَهُ.
- 15- خصها بالذكر تمييزًا لها من بين شرائع الإسلام، قال اللَّه تعالى:]اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ[([26])، وتلاوته اتباعه والعمل بما فيه من جميع شرائع الدين، ثم قال: ]وَأَقِمِ الصَّلاةَ[، فخصها بالذكر تمييزًا لها، وقوله تعالى: ]وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْـخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلاةِ[([27]). خصها بالذكر مع دخولها في جميع الخيرات،وغير ذلك كثير.
- 16- قُرِنَت في القرآن الكريم بكثير من العبادات، ومن ذلك قوله تعالى: ]وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ[([28]). وقال: ]فَصَلّ لِرَبّكَ وَانْحَرْ[([29]). وقال: ]قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للَّه رَبّ الْعَالَمِينَ[([30])، وغير ذلك كثير.
- 17- أمر اللَّه نبيه ﷺ أن يصطبر عليها، فقال: ]وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاَةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لاَ نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ[([31]) مع أنه ﷺ مأمور بالاصطبار على جميع العبادات؛ لقوله تعالى: ]وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ[([32]).
- 18- أوجبها اللَّه على كل حال، ولم يعذر بها مريضًا، ولا خائفًا، ولا مسافرًا، ولا غير ذلك؛ بل وقع التخفيف تارة في شروطها، وتارة في عددها، وتارة في أفعالها، ولم تسقط مع ثبات العقل.
- 19- اشترط اللَّه لها أكمل الأحوال: من الطهارة، والزينة باللباس، واستقبال القبلة مما لم يشترط في غيرها.
- 20- استعمل فيها جميع أعضاء الإنسان: من القلب، واللسان، والجوارح، وليس ذلك لغيرها.
- 21- نهى أن يشتغل فيها بغيرها، حتى بالخطرة، واللفظة، والفكرة.
- 23- قُرنت بالتصديق بقوله: ]فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى*وَلَكِن كَذَّبَ وَتَوَلَّى[([33])،([34]).
حكم الصلاة وعظم شأنها
في دين الإسلام
الحمد للَّه وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
فلا شك أن الصلاة أعظم ما أمر اللَّه به ورسوله محمدٍ ﷺ بعد الشهادتين، ولها مكانة عظيمة، ومنزلة رفيعة، وأهمية بالغة مؤكد، ولها خصائص عظيمة انفردت بها على سائر الأعمال الصالحة للأمور الآتية:
1- الصلاة فريضة على كل مسلم بالغ عاقل، إلا الحائض والنفساء، لقول اللَّه تعالى: ]وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيّمَةِ[([1]). وقوله ﷻ: ]إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْـمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا[([2]).
ولحديث معاذ t حينما بعثه النبي ﷺ إلى اليمن وقال له: «وأعلمهم أن اللَّه افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة»([3]).
وعن عبادة بن الصامت t قال: سمعت رسول اللَّه ﷺ يقول: «خمس صلوات كتبهن اللَّه على العباد، فمن جاء بهن لم يضيّع منهن شيئًا استخفافًا بحقّهنّ، كان له عند اللَّه عهدًا أن يدخله الجنة... » الحديث([4]).
وقد أجمعت الأمة على وجوب خمس صلوات في اليوم والليلة([5]).
2- الصلاة عماد الدين الذي لا يقوم إلا به، ففي حديث معاذ t أن النبي ﷺ قال: «رأس الأمر الإسلام، وعمودُه الصلاةُ، وذروةُ سنامِه الجهادُ»([6]). وإذا سقط العمود سقط ما بني عليه.
3- أول ما يحاسب عليه العبد من عمله، فصلاح عمله وفساده بصلاح صلاته وفسادها، فعن أنس بن مالك t عن النبي ﷺ قال: «أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة: الصلاة، فإن صلحت صلح سائرُ عمله، وإن فسدت فسد سائرُ عمله». وفي رواية: «أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة ينظر في صلاته، فإن صلحت فقد أفلح، [وفي رواية: وأنجح]، وإن فسدت فقد خاب وخسر»([7]).
وعن تميم الداري t مرفوعًا: «أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة صلاته، فإن كان أتمها كتبت له تامة، وإن لم يكن أتمها قال الله ﷻ لملائكته: انظروا هل تجدون لعبدي من تطوع فتكملون بها فريضته، ثم الزكاة كذلك، ثم تُؤخذ الأعمال على حسب ذلك»([8]).
4- آخر ما يُفقد من الدين، فإذا ذهب آخر الدين لم يبق شيء منه، فعن أبي أمامة مرفوعًا: «لتُنقضن عُرَى الإسلام عُروة عُروة، فكلما انتقضت عروة تشبث الناس بالتي تليها، فأولهن نقضًا الحكم، وآخرهن الصلاة»([9]). وفي رواية من طريق آخر: «أول ما يُرفع من الناس الأمانة، وآخر ما يبقى الصلاة، وربّ مصلٍّ لا خير فيه»([10]).
وعن أنس t مرفوعاً:«أول ما تفقدون من دينكم الأمانة، وآخره الصلاة»([11]).
5- آخر وصية أوصى بها النبي ﷺ أمته، فعن أم سلمة رضي الله عنها أنها قالت:كان من آخر وصية رسول الله ﷺ:«الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم»،حتى جعل نبي اللَّه ﷺ يلجلجها في صدره وما يفيض بها لسانه»([12]).
6- مدح اللَّه القائمين بها ومن أمر بها أهله، فقال تعالى: ]وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيًّا* وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِندَ رَبّهِ مَرْضِيًّا[([13]).
7- ذم اللَّه المضيعين لها والمتكاسلين عنها، قال اللَّه تعالى: ]فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا[([14]). وقال ﷻ: ]إِنَّ الْـمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً[([15]).
8- أعظم أركان الإسلام ودعائمه العظام بعد الشهادتين، فعن عبد اللَّه بن عمر رضي الله عنهما، عن النبي ﷺ قال: «بُني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا اللَّه، وأن محمدًا رسول اللَّه، وإقام الصَّلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت»([16]).
9- مما يدل على عظم شأنها أن اللَّه لم يفرضها في الأرض بواسطة جبريل، وإنما فرضها بدون واسطة ليلة الإسراء فوق سبع سموات.
10- فُرضت خمسين صلاة، وهذا يدل على محبة اللَّه لها، ثم خفف اللَّه ﷻ عن عباده، ففرضها خمس صلوات في اليوم والليلة، فهي خمسون في الميزان، وخمس في العمل، وهذا يدل على عظم مكانتها([17]).
11- افتتح اللَّه أعمال المفلحين بالصلاة، واختتمها بها، وهذا يؤكد أهميتها، قال اللَّه تعالى: ]قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ*الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ*وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ*وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ* وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ*إِلا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ*فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ*وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِـهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ*وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِـهِمْ يُحَافِظُونَ[([18]).
12- أمر اللَّه النبي محمدًا ﷺ وأتباعه أن يأمروا بها أهليهم، فقال اللَّه ﷻ: ]وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاَةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لاَ نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى[ ([19]).
وعن عبد اللَّه بن عمر رضي الله عنهما عن النبي ﷺ أنه قال: ((مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر، وفرّقوا بينهم في المضاجع))([20]).
13- أُمِرَ النائم والناسي بقضاء الصلاة، وهذا يؤكد أهميتها، فعن أنس بن مالك t عن النبي ﷺ أنه قال: «من نسي صلاةً فليصلّها إذا ذكرها، لا كفارة لها إلا ذلك». وفي رواية لمسلم: «من نسي صلاةً أو نام عنها، فكفارتها أن يصليها إذا ذكرها»([21]). وأُلحق بالنائم الـمُغمى عليه ثلاثة أيام فأقل، وقد رُوي ذلك عن عمار، وعمران بن حصين، وسمرة بن جندب y([22]). أما إن كانت المدة أكثر من ذلك فلا قضاء؛ لأن الـمُغمى عليه مدة طويلة أكثر من ثلاثة أيام يشبه المجنون بجامع زوال العقل،واللَّه أعلم([23]).
14- سمى اللَّه الصلاة إيمانًا([24]) بقوله تعالى: ]وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ[([25]).يعني صلاتكم إلى بيت المقدس؛لأن الصلاة تصدّقُ عَمَلهُ وقَوْلَهُ.
15- خصها بالذكر تمييزًا لها من بين شرائع الإسلام، قال اللَّه تعالى:]اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ[([26])، وتلاوته اتباعه والعمل بما فيه من جميع شرائع الدين، ثم قال: ]وَأَقِمِ الصَّلاةَ[، فخصها بالذكر تمييزًا لها، وقوله تعالى: ]وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْـخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلاةِ[([27]). خصها بالذكر مع دخولها في جميع الخيرات،وغير ذلك كثير.
16- قُرِنَت في القرآن الكريم بكثير من العبادات، ومن ذلك قوله تعالى: ]وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ[([28]). وقال: ]فَصَلّ لِرَبّكَ وَانْحَرْ[([29]). وقال: ]قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للَّه رَبّ الْعَالَمِينَ[([30])، وغير ذلك كثير.
17- أمر اللَّه نبيه ﷺ أن يصطبر عليها، فقال: ]وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاَةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لاَ نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ[([31]) مع أنه ﷺ مأمور بالاصطبار على جميع العبادات؛ لقوله تعالى: ]وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ[([32]).
18- أوجبها اللَّه على كل حال، ولم يعذر بها مريضًا، ولا خائفًا، ولا مسافرًا، ولا غير ذلك؛ بل وقع التخفيف تارة في شروطها، وتارة في عددها، وتارة في أفعالها، ولم تسقط مع ثبات العقل.
19- اشترط اللَّه لها أكمل الأحوال: من الطهارة، والزينة باللباس، واستقبال القبلة مما لم يشترط في غيرها.
20- استعمل فيها جميع أعضاء الإنسان: من القلب، واللسان، والجوارح، وليس ذلك لغيرها.
21- نهى أن يشتغل فيها بغيرها، حتى بالخطرة، واللفظة، والفكرة.
22- هي دين اللَّه الذي يدين به أهل السموات والأرض، وهي مفتاح شرائع الأنبياء، ولم يُبْعَث نبيٌّ إلا بالصلاة.
23- قُرنت بالتصديق بقوله: ]فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى*وَلَكِن كَذَّبَ وَتَوَلَّى[([33])،([34]).
واللَّه أسأل التوفيق لنا ولجميع المسلمين للقيام بهذه الشعيرة العظيمة على الوجه الذي يرضيه، وصلى اللَّه وسلم وبارك على عبده ورسوله، وخيرته من خلقه؛ نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
كتبه الفقير إلى اللَّه تعالى
د. سعيد بن علي بن وهف القحطاني
في 2/1/1433هــ
([1]) سورة البينة، الآية: 5.
([2]) سورة النساء، الآية: 103.
([3]) أخرجه البخاري، برقم 1395، ومسلم، برقم 19.
([4]) أخرجه أبو داود، برقم 1420، وصححه الألباني : في صحيح سنن أبي داود 1/266، 1/86.
([5])المغني لابن قدامة 3/6.
([6]) الترمذي، برقم 2616، وقال: ((حديث حسن صحيح ))،وأخرجه ابن ماجه، برقم 3973، وأحمد، 36/344، برقم 22016، وحسنه الألباني في إرواء الغليل، 2/138.
([7]) أخرجه الطبراني في الأوسط، 1/409 [مجمع البحرين] برقم 532، ورقم 533، وقال العلامة الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة: ((وبالجملة فالحديث صحيح بمجموع طرقه واللَّه أعلم)) 3/346.
([8]) أبو داود، برقم 864، ومن حديث أبي هريرة برقم 866، وابن ماجه، من حديث أبي هريرة، برقم 1425، وأحمد، 15/ 298، برقم 9494، و28/ 253، برقم 1946، وصححه الألباني في صحيح الجامع ،2/353.
([9]) أحمد، 5/251، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب 1/229.
([10]) أخرجه الطبراني في الصغير [مجمع البحرين]، 7/263، برقم 4425، وذكره الألباني في صحيح الجامع وحسنه، 2/353.
([11]) أخرجه الخرائطي في مكارم الأخلاق، ص 28، وتمام الرازي في الفوائد (ق 31/ 2)، والضياء في المختارة، 1/ 495، وأخرجه الطبراني في الكبير، برقم 7182 من حديث شداد بن أوس t بدون ذكر الصلاة، وذكره الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة، 4/ 319، برقم 1739، وقال بعد أن ذكر شواهده وطرقه: «والحديث صحيح على كل حال، فإن له شواهد كثيرة ذكرت بعضها في الروض النضير، تحت الحديث رقم 726».
([12]) أحمد، 6/290، 311، 321، وصححه الألباني في إرواء الغليل، 7/238.
([13]) سورة مريم، الآيتان: 54-55.
([14]) سورة مريم، الآية: 59.
([15]) سورة النساء، الآية: 142.
([16])متفق عليه: البخاري، برقم 8، ومسلم، برقم 16.
([17]) متفق عليه من حديث أنس t: البخاري، برقم 7517، ومسلم، برقم 162.
([18]) سورة المؤمنون، الآيات: 1-9.
([19]) سورة طه، الآية: 132.
([20]) أبو داود، برقم 495، وأحمد، 11/ 369، برقم 6756، وصححه الألباني في إرواء الغليل، 2/7، 1/266.
([21])متفق عليه: البخاري، برقم 597، ومسلم، برقم 684.
([22]) انظر: الشرح الكبير لابن قدامة، 3/8، والمغني، 2/50-52.
([23]) انظر: مجموع فتاوى سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله ابن باز، جمع الدكتور عبد الله الطيار، والشيخ أحمد بن عبد العزيز ابن باز، 2/457.
([24]) انظر: شرح العمدة لابن تيمية، 2/87-91.
([25]) سورة البقرة، الآية: 143.
([26]) سورة العنكبوت، الآية: 45.
([27]) سورة الأنبياء، الآية: 73.
([28]) سورة البقرة، الآية: 43.
([29]) سورة الكوثر، الآية: 2.
([30]) سورة الأنعام، الآية: 162.
([31]) سورة طه، الآية: 132.
([32]) سورة مريم، الآية: 65.
([33]) سورة القيامة، الآيتان: 31-32.
([34]) انظر: شرح العمدة لشيخ الإسلام ابن تيمية، 2/87-91، والشرح الممتع لابن عثيمين،2/87.