الاختلاط دواء أم داء؟
التصنيفات
- فقه >> الأسرة >> المجتمع المسلم
- فقه >> الأسرة >> شؤون النساء >> الاختلاط
المصادر
الوصف المفصل
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد :
فمما شاع في زماننا بين الناس: تشكيكهم في حكم الاختلاط بين النساء والرجال، فيرون أن الإسلام لم يحرم الاختلاط، وأن المرأة لا يمكن أن تتقدم خطوة واحدة، ولا يمكن أن تكون عنصرًا فاعلاً في بناء المجتمع ومعالجة مشكلاته، إلا إذا اختلطت بالرجال في الأندية وأماكن العمل، ومقاعد الدراسة والمسارح وغير ذلك.
ويرون أن الاختلاط هو الحل للحد من كثير من أمراض المجتمع المتعلقة بالشهوة والميل الفطري بين الجنسين، ومن عباراتهم الشهيرة في ذلك: «إذا كثر الإمساس، قل الإحساس».
فالمرأة – في نظر هؤلاء – يجب أن تعمل جنبًا إلى جنب مع الرجل في مختلف ميادين العمل؛ لتثبت أنها قادرة على العمل والمنافسة والإبداع، وبذلك يكف الرجل عن نظرته الدونية للمرأة باعتبارها جسدًا وأداة للمتعة ليس إلا..
وسوف نناقش هذا الكلام من عدة زوايا:
الأولى: الآثار الأخلاقية للاختلاط.
الثانية: الآثار الاقتصادية للاختلاط.
الثالثة: حكم الاختلاط.
أولا: الآثار الأخلاقية للاختلاط
تقدم أن الذين يدعون إلى اختلاط النساء بالرجال، يرون أن هذا الاختلاط هو الدواء لكثير من مشاكل الجنسين؛ لأن الرجل إذا تعود وجود المرأة بجانبه؛ تخلص من مشكلاته الجنسية كالكبت الجنسي والتفكير الذي يحرمه من التفرغ للعمل والإبداع، وبذلك تقل جرائم العنف الجنسي «الاغتصاب» والهوس الجنسي الناتج عن الحرمان؛ لأن الاختلاط – على زعمهم – يؤدي إلى ضبط الغريزة، وتكوين رقابة ذاتية لدى الرجل والمرأة.
هكذا يتصور هؤلاء القضية، وأكاد أجزم أن كثيرًا منهم غير مقتنع بهذا الطرح، أو التصور الذي يدعو إليه؛ لأنه طرح مخالف للواقع، وتصور مخالف للفطرة.
الواقع
أما مخالفته للواقع فيظهر ذلك جليًا في البلاد التي أباحت الاختلاط بين الجنسين، وشجعت على الحرية الجنسية وحاربت الأخلاق والفضيلة بحيث أصحبت العملية الجنسية تتم أمام الناس في الشارع والمكتب والسيارة وغير ذلك، فهل حلت في هذه البلدان مشكلة الجنس أم ازدادت تعقيدًا واشتعالاً وانحرافًا؟
- هل تغيرت نظرة الرجل للمرأة فيها، بحيث لا ينظر إليها نظرة جسدية شهوانية، طالما أنها قريبة منه في كل مكان؟؟
- هل قضوا على تجارة الجنس بسبب هذه الحرية التي يتمتعون بها؟؟
كلا.. لم يحدث شيء من ذلك، بل ازداد الأمر سوءًا، وظهرت صور جديدة وألوان أخرى من الممارسات الشاذة للجنس..
- لقد ازدادت الأمراض الجنسية وتنوعت واشتد خطرها وفتكها بالملايين من البشر..
- لقد ازداد الشذوذ الجنسي بكل أشكاله، وأصبح الشواذ جنسيًا قوة عددية لا يستهان بها في هذه المجتمعات، بحيث إنه يؤثرون في مسار الانتخابات، وبالتالي يؤثرون في صناعة القرار. ومن هنا فقد اعترفت بحقوقهم أغلب الحكومات في تلك البلدان، حتى إن بعض الكنائس باركت الزواج بين المثلين جنسيًا.
- لقد ازدادت حالات الاغتصاب والاعتداء علي النساء والفتيات بالقوة، حتى إن النساء اللاتي بلغن من الكبر عتيا لم يسلمن في هذه السن من جرائم الاغتصاب.
- لقد ازدادت حالات استغلال الأطفال جنسيًا.
- وازدادت حالات الخيانة الزوجية.
- وازدادت حالات نكاح المحارم، بحيث ينكح الرجل أمه وأخته وابنته وابنه وأخيه، ولا يستنكف أو يخجل من تصوير تلك العملية البشعة ونشرها عبر شاشات التلفاز أو عبر صفحات الإنترنت.
- وصل الأمر بهؤلاء إلى ممارسة الجنس مع الحيوانات والدواب؛ بل تعدى ذلك إلى الزواج من الحيوانات، كالزواج بالكلب أعز الله كل مسلم.
وليس هذا الأمر محصورًا في ممارسات فردية شاذة حتى نقول إن الشاذ لا حكم له، ولكنه أمر عمت به البلوى، وأصبح هو السائد في هذه المجتمعات، ويكفي أن نعرف أن هناك عشرات الآلاف من المواقع الإباحية التي تعرض الجنس والشذوذ والاغتصاب والاعتداء على الأطفال ونكاح المحارم والحيوانات في أبشع الصور، يعرضون هذه بلا حسيب ولا رقيب، بل بمباركة من حكوماتهم والرأي العام السائد في بلدانهم، ولا يعترض على ذلك إلا ثلة قليلة من المجتمع.
إحصائيات وأرقام
من خلال هذه الإحصائيات والأرقام والأقوال يتبين لنا حجم المشكلة التي كان سببها الاختلاط بين الجنسين ووجود المرأة بجانب الرجل الأجنبي في كل مكان.
1- تفيد إحصائيات الاستخبارات الأمريكية (FBI) أن تجارة الدعارة هي ثالث أكبر مصدر دخل للجريمة المنظمة بعد المخدرات والقمار، حيث إن بأيديهم 85% من أرباح المجلات والأفلام الإباحية.
2- هناك في الوقت الحاضر في أمريكا وحدها أكثر من 900 دار سينما متخصصة بالأفلام الإباحية، وأكثر من (15000) مكتبة ومحل فيديو تتاجر بأفلام ومجلات إباحية، وهذا العدد يفوق حتى مطاعم ماكدونالد بنسبة ثلاثة أضعاف.
3- تصدر أمريكا سنويًا 150 مجلة إباحية، وقد ازدادت تجارة تأجير الأفلام الإباحية من (75) مليون سنة (1985)م، إلى (665) مليون سنة 1996م([1]).
4- إن ما نسبته واحد إلى سبعة من الأمريكيين قد تعرضوا للمضايقة أو سوء المعاملة أو الهجوم المباشر عليهم؛ لأغراض جنسية عندما كانوا أطفالاً.
5- الأنموذج المثالي للطفولة انتهى، فإن نسبة واحد من كل خمس فتيات أمريكيات يفقدن بكارتهن قبل سن الثالثة عشرة، إنهن يفقدن طفولتهن، بل كل معاني الطفولة البريئة.
6- الاغتصاب خلال المواعيد التي يتقابل فيها الفتيان مع الفتيات أصبح مشكلة كبرى، وحوادث من هذا النوع من الجريمة منتشرة على نطاق واسع، لكنها غير مسجلة رسميًا لدى الجهات المختصة.
نسبة 42% من الأمريكيين ممن شملتهم إحدى الدراسات اعترفوا بأنهم تعرضوا لاعتداءات جنسية شرسة وقاسية.
7- يتمني الرجل الأمريكي وغيره من الأوربيين المتحضرين أن يتزوج من عذراء فلا يجد. وقد انعدمت العذراوات في بريطانيا انعدامًا كليًا، وأغلق صندوق الجائزة التي كانت تمنح للفتاة العذراء ليلة زفافها ([2])!
8- أصبحت مشكلة المضايقات التي تتعرض لها النساء من رؤسائهن في العمل ومقاومتهن لرغباتهم الجنسية من أهم المشكلات في أمريكا. وحسب الإحصائيات التي قامت بها بعض المؤسسات النسائية، فإن نصف العاملات في الولايات المتحدة والبالغ عددهن 40 مليون، مليون امرأة يتعرضن لمثل هذه المضايقات الناجمة عن الجنس، وتمتنع الكثيرات منهن عن الشكوى والتظلم خشية أن يفقدن عملهن ([3])..
تساؤلات
- لماذا يلجأ هؤلاء الغربيون إلى اغتصاب المرأة والاعتداء عليها جنسيًا بالقوة؟
- يتحرشون بها في المكاتب والمعامل والدوائر الحكومية؟
أليست المرأة قريبة منهم وفي متناول أيديهم متي يشاؤون؟
لماذا لم تتهذب أخلاقهم بحيث يصبرون ولا يلجؤون إلى القوة إن رفضت المرأة مشاركتهم الجنس في وقت من الأوقات؟
- أين تلك النظرة المحترمة للمرأة؟
- أين هذه الصداقة البريئة؟
- ما هذا السيل الجارف من المواد الإباحية عبر شاشات التلفاز أو أشرطة الفيديو أو المجلات أو عبر الإنترنت أو حتى عبر الهاتف خلال المكالمات الجنسية الساخنة كما يقولون؟
- ما الذي جعل الثورة الجنسية تمتد إلى طفلة في الرابعة الابتدائية فتلبس بنطالاً ضيقًا، وترقص رقصا فاحشا على موسيقي الروك وتغني بكلمات فاجرة منها: «أريد أن أرقص معك» «أريد جسدك» ثم تفوز بالجائزة الأولى لتقديم أفضل عرض ورقص جنسي ([4])!!
كل ذلك ليؤكد أنه ليس من وراء حمى الاختلاط إلا مزيد من الفوضى الجنسية والتهتك والفساد الأخلاقي، ولا ينكر ذلك من في قلبه مثقال ذرة من عقل فضلاً عن دين.
جواب شبهة
يقول الداعون إلى الاختلاط: إن اختلاطنا – نحن المسلمين – لا يمكن أن يصل إلى هذا الحد، لأن ديننا يحرم علينا الممارسات الجنسية خارج نطاق الزوجية.
وللرد على هؤلاء نقول: ودين هؤلاء أيضًا يحرم عليهم الممارسات الجنسية غير الشرعية، ويحرم عليهم الاختلاط، ويحرم عليهم التبرج والتعري ولكن ذلك كله لم يمنعهم من ارتكاب ما نهاهم دينهم عنه، والأمر عندهم كذلك بدأ شيئًا فشيئًا حتى وصل إلى أن تهارجوا تهارج الكلاب في الطرقات.
فأتباع الشهوات لا يهمهم دين ولا يعترفون بحياء ولا فضيلة، بل إنهم ينظرون إلى العفاف والفضيلة على أنها تخلف يجب محاربته والقضاء عليه.
ثم إن كثيرًا من النساء المسلمات في كثير من بلدان المسلمين وصلن إلى ما وصلت إليه المرأة الأوربية من عري وتهتك وانحلال ولم يمنعها دينها من ذلك، فارتدت «الشورت» و«الميني جيب» و«الميكروجيب» بل لبست «المايوه» وأخذت تعرض مفاتنها أمام الكاميرا دون حياء أو خوف.
أليست هذه مسلمة يحرم عليها دينها هذه الأفعال الشنيعة؟
ألم تكن بدايتها هو السفور والاختلاط والتبرج البسيط؟ فلماذا نبدأ من حيث بدأ هؤلاء؟ ولما لا نأخذ العبر والعظات ممن حولنا؟ ولماذا نصم آذاننا ونعمي أبصارنا عن رؤية الحقائق والعواقب؟!
الفطرة
إن الفطرة السليمة تنهى عن اختلاط الرجال بالنساء؛ لأنه إذا كثر اللقاء بين الرجل والمرأة في المكتب أو المصنع أو المنتدى؛ ارتفعت الكلفة وزالت الحشمة بينهما، والشيطان حريص على تزيين الشر في النفوس، فكان من الحكمة سد هذه الذريعة درءا للفتنة، وحرصًا على قلوب النساء والرجال معًا..
وقد اعترف أهل الإنصاف من الغربيين وأشادوا بهذه النظرة الإسلامية المنظمة للعلاقة بين الجنسين.
تقول الكاتبة «آنارود» في مقالة نشرتها جريدة «الاسترن ميل»: «لأن تشتغل بناتنا في البيوت خادمات خير وأخف بلاء من اشتغالهن في المعامل،، حيث تصبح البنت ملوثة بأدران تذهب برونق حياتها إلى الأبد. ألا ليت بلادنا كبلاد المسلمين فيها الحشمة والعفاف رداء، إنه لعار على بلاد الإنجليز أن تجعل بناتها مثلاً للرذائل بكثرة مخالطة الرجال ([5])».
ثانيًا: الآثار الاقتصادية للاختلاط
إن الآثار الاقتصادية للاختلاط ليست بأقل سوءًا من الآثار الأخلاقية وذلك لما يأتي:
1- أن الاختلاط في المدارس والجامعات يضر ضررًا بالغًا بالعملية التعليمية، وقد عرف الغرب ذلك أخيرًا، وهناك اتجاه قوي يدعو إلى عدم الاختلاط في المدارس والجامعات، وبالفعل أنشئت كثير من المدارس والجامعات غير المختلطة.
2- تقول «مارغريث سميت» إن الطالبة لا تفكر إلا بعواطفها والوسائل التي تتجاوب مع هذه العاطفة. إن أكثر من 60% من الطالبات سقطن في الامتحانات، وتعود أسباب الفشل إلى أنهن يفكرن في الجنس أكثر من دروسهن وحتى مستقبلهن وأن 10% منهن فقط مازلن محافظات ([6]).
وقالت إحدى الطالبات: إن بعض زملائها في الكلية لم يأتوا لطلب العلم، وإنما أتوا ليطلبوا القرب من الطالبات، فهم يتأنقون إلى حد مبتذل، ويستعرضون زميلاتهم استعراضًا لغزو قلوبهن ([7]).
وإذ ضعف التحصيل العلمي وضعف المتخرجون من الجنسين؛ ضعف اقتصاد الدولة وقدرتها على التنمية.
3- صرح خروشوف سنة 1962م أن مستقبل روسيا في خطر وأن شباب روسيا لا يؤتمن على مستقبلها؛ لأنه مائع منحل غارق في الشهوات.
وبالفعل سقط الاتحاد السوفييتي وتناثرت الإمبراطورية الروسية وسقطت معها الشيوعية إلى غير رجعة.
وقد صرح كيندي الرئيس الأمريكي السابق في نفس العام بنفس هذا التصريح وحذر الشباب الأمريكي من الانغماس في الشهوات.
4- إن الاختلاط في أماكن العمل يؤدي إلى ضعف الإنتاج وهذا أمر لا ينكره إلا مكابر، فبدلاً من أن يتجه الرجل إلى إنجاز عمله، يتجه إلى مغازلة زميلته والحديث معها والتحرش بها، وقد ذكرنا ما يدل على ذلك في المجتمع الأمريكي.
حكم الاختلاط
تعمدنا تأخير ذكر حكم الاختلاط حتى نتعرف علي خطورة آثاره الأخلاقية والاقتصادية وهناك آثار أخرى اجتماعية وصحية ونفسية وسياسية يرجي مراجعتها في الكتب الموثوقة التي تناولت هذا الموضوع بالبحث ([8])؟
أما حكم الاختلاط فقد صرح علماؤنا بتحريمه، وقد استدلوا على ذلك بقوله تعالى: ﴿وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ﴾ [الأحزاب: 53].
فهذه الآية تمنع الاختلاط بين الرجال والنساء، فإن كان لابد من سؤال فليكن بينهما حجاب، فإنه أطهر للقلوب من الخواطر التي تخطر للرجال في أمر النساء، وللنساء في أمر الرجال، إذ أن الرؤية والمواجهة هي سبب التعلق والفتنة، فكيف الأمر إذا كان الرجال والنساء يتقابلون الساعات الطوال المتتابعة؟ ([9]).
قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله: «الأدلة الصحيحة الدالة على تحريم الخلوة بالأجنبية، وتحريم النظر إليها، وتحريم الوسائل الموصلة إلى الوقوع فيما حرم الله، أدلة كثيرة قاضية بتحريم الاختلاط، لأنه يؤدي إلى مالا تحمد عقباه» ([10]).
وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عن حكم عمل المرأة في المكاتب.
فأجاب: «... إذا كان المكتب يختلط فيه الرجال والنساء، فإنه لا يجوز للمرأة أن تعمل عملاً يكون الرجل شريكًا لها فيه وهما في مكان واحد، وذلك لما يحصل من الفتنة باختلاط النساء بالرجال» ([11]).
وقد ذهب إلى تحريم الاختلاط كذلك الشيخ بكر أو زيد حفظه الله في كتابه «حراسة الفضيلة» وبين الأدلة على ذلك ([12]).
فاتقوا الله أيها الناس، وتمسكوا بأحكام دينكم وإياكم وروغان الثعالب، فإنه لا يزيغ عن دين الله عز وجل إلا هالك.
([1]) صراع مع الشهوات للشيخ محمد المنجد ص (19 – 20).
([2]) ماذا يريدون من المرأة ص (33).
([3]) من أجل تحرير حقيقي للمرأة ص (166).
([4]) يوم أن اعترفت أمريكا بالحقيقة ص (76).
([5]) خطر التبرج والاختلاط ص (166).
([6]) صون المكرمات برعاية البنات ص (44).
([7]) مكانك تحمدي ص (89).
([8]) من أحسن الكتب في ذلك: «مكانك تحمدي» لأحمد محمد جمال، و«عمل المرأة في الميزان» للدكتور محمد على الباز، و«المرأة ماذا بعد السقوط» لبدرية العزاز، و«ماذا يريدون من المرأة» لعبد السلام بسيوني، وغيرها من الكتب النافعة.
([9]) صون المكرمات ص (47).
([10]) عمل المرأة في الميزان ص (278).
([11]) فتاوى علماء البلد الحرام ص (439).
([12]) حراسة الفضيلة ص (97).