×
عشرٌ من الخصال للباحثات عن الجمال: فإن الجمال محبوبٌ على كل حال؛ فقد أجمعت القلوبُ على محبَّته، وفُطِرت على استِحسانه. فالجمال فِطره، يبحثُ عنها النِّسوه، ومن القبيح أن يُخالِف الفِطرةَ المَليحُ. وهذه رسالةٌ موجَّهةٌ إلى المرأة إذا أرادت الجمالَ فلتبحث عنه في كتاب ربِّها وسنة نبيِّه - صلى الله عليه وسلم -، فحتمًا ستجِده.

عشرٌ من الخصال للباحثات عن الجمال

تأليف

محمد بن أحمد بن محمد العماري

عضو الدعوة والإرشاد

بوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد

بالمملكة العربية السعودية

موقع المؤلف على الإنترنت

http://www.alammary.net

البريد للإكتروني

[email protected]

[email protected]

المقدمة

بِحَمـْدِكَ يَـا مَوْلاَيَ أَبْدَأُ في أَمْرِي


وَمِنْكَ أَرُوْمُ الْعَوِْنَ في كُلِّ ذي عُسْرِي


وَمِنْكَ صَلاَة ٌ مَـعْ سَـلاَم ٍ عَـلَى النَّـبِيِّ


وَآلٍ وَصَحْبٍ مَا شَـدَا في رُبًا قُمْـرِي


أَمَا بَعْدُ:

فَإِنَّ الْجَمَـال مَحْبُوبٌ على كُلِّ حَال؛ فَقَدْ أَجْمَعَتِ الْقُلُوْبُ عَلَى مَحَبَّتِهِ، وَفُطِرَتْ عَلَى اسْتِحْسَانِهِ.

قَالَ تَعَالَى:{ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ }[فاطر: ١].

وَفُسِّرَتِ الْزِّيَادَةُ بِالْجَمَالِ.

وَعَنِ ابْنِ مَسْعُوْدٍ t أَنَّ رَجُلاً قَالَ: يَا رَسُوْلَ الله, إِنَّ الْرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا, وَنَعْلُهُ حَسَنًا. فَقَالَ: «إِنَّ اللهَ جَمِيْلٌ يُحِبُ الْجَمَالَ» رواه مسلمٌ ([1])

فَالْجَمَالُ فِطْرَه، يَبْحَثُ عَنْهَا الْنِّسْوَه، وَمِنَ الْقَبِيْح أَنْ يُخَالِفَ الْفِطْرَةَ الْمَلِيْحُ.

قَالَ تَعَالَى: {أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً }[فاطر: ٨].

وَقاَلَ الْشَاعِرُ:

يُقْضَى عَلَى الْمَرْءِ في أَيَّام ِ مِـحْنَتِـهِ


حَتَّى يَرَى حَسَنًا مَا لَيْسَ بِالْحَسَنِ


وَقَالَ آخَرُ:

قُلْ لِلْجَمِيْلَةِ أَرْسَلَتْ أَظْفَارَهَا








إِنِّي لِـخَوْفٍ كِدْتُ أَمْضِي هَارِبَا



إِنَّ الْمَخَالِبَ لِلْوحُـوْشِ نَخَالُـهَا







فَمَتَى رَأَيْنَا للظِّـبَاءِ مَـخَالِـبَا


مَـنْ عَلَّـمَ الْـحَسْنَاءَ أَنَّ جَـمَالَها

في أَنْ تُـخَالِـفَ مَالَـهُ وَتُـجَانِبَا

وَالْمَلِيْح لَمْ يَتَجَمَّلْ بِالْقَبِيْح؛ إلا بَعْدَ أَنْ رَأَى الْمَظَاهِر التي زَاغَ بِهَا الْنَّاظِرُ؛ ظَنًّا مِنْهُنَّ أَنَّ الْجَمَالَ فِيْهِنَّ.

كَمْ عَاشَتِ الْنِّسَاءُ في هَذَا الْبَلَدِ

 
















 

عَلَى حَــيَاءٍ وَعَفَـافٍ وَرَشَــدْ



















حَتَّى أَتَتْنَا هَـذِهِ الْمـَظَــاهِــرُ


 


مَظَاهِرُ الْشَّــرِّ فَــزَاغَ الْنَّاظِـرُ

فَصَارَتِ الْطَّائشَـةُ الْـمَجْنُوْنَـه




مَفْتُـوْنَــة ً بِالْـحَالَـةِ الْـمَلْعُوْنَه


وَمَا خَدَعَ الْمَرْأةَ الْقَوْم بِمِثْلِ الْزِّيْنَةِ الْيَوْم.

خَدَعُـوْهَا بِأنَّـهَا حَسْـنَاءُ


وَالْغَوَانِي يَغُرُّهُنَّ الْثَّنَاءُ


فَمَازَالَ الأَعْدَاءُ؛ يَدْعُوْنَ الْنِّسَاء؛ حَتَّى أَلْقَيْنَ اللِّبَاس وَتَعَرَّيْنَ أَمَامَ الْنَّاسِ .

كُلُّ ذَلِكَ بَحْثٌ عَنِ الْجَمَالِ هُنَالِكَ.

وَقَدْ حُذِّرَ الإِنْسَانُ أَنْ يُعَرِّيَهُ الْشَّيْطَانُ. قال تعالى {يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ }[الأعراف: ٢٧]

وَمَا غَيَّرَ الْنِّسَاءُ خَلْقَهُنَّ إلا امْتِثَالًا لأَمْرِ عَدُوِّهِنَّ.

قال تعالى: {وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ } [ النساء: ١١٩].

وَمَنْ تَوَلَّتِ الشَّيْطَان؛ خَسِرَتْ رِضَا الْرَّحْمَن.

قال تعالى: {وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيّاً مِّن دُونِ اللّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَاناً مُّبِيناً }[النساء: ١١٩]

وَالْشَّيْطَانُ يَعِدُ الْمَرْأَةَ وَيُمَنِّيْهَا؛ حَتَّى في الْنَّارِ يُلْقِيْهَا.

قال تعالى: {يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً } [النساء: ١٢٠].

فَلْتَحْذَرِ الْحَسْنَاءُ مِنْ كَيْدِ الأَعْدَاءِ.

إِذَا أَنْـتِ لَمْ تَـرْعَي الْبُرُوْقَ اللَّوَامِـحَا

وَنِمْتِ جَرَى مِنْ تَحْتِكِ الْسَّيْلُ سَائِحَا

وَقَدْ جَمَعْتُ عَشْرًا مِنَ الْخِصَال للبَاحِثَاتِ عَنِ الْجَمَالِ.

بِهَا تَقُوْمُ الْمَرْأَةُ مَقَامَ الْبَدْرِ إِنْ أَفَلَ، وَالْشَّمْسِ إِنْ تَزُل.

أَقِيْـمِـي مَقَـامَ الْبَدْرِ إِنْ أَفَـلَ الْبَــدْرُ

وَقُوْمِي مَقَامَ الْشَّمْسِ إِنْ أَمَّهَا الْفَجْرُ

فَقَلِيْلٌ مِنَ الْمَالِ يَكْفِي لِهَذِهِ الْخِصَالِ.خِصَالٌ جَمِيْلَةٌ؛ للغَنِيَّةِ , وَالْفَقِيْرَة.

تَجَمُّلٌ بِمَا أَحَلَّ الله ؛ يُغْنِي عَمَّا حَرَّمَ اللهُ.

الْخَصْلَةُ الأُوْلَى: الْنَّظَافَة ُفي الْبَدَن ِ, وَالْثِّيَاب؛ لِتَتَجَمَّلَ للأَحْبَاب.

وَتَـرْفُلُ فِي بَـزِّ الْعِرَاق ِ وَفِي الْعِطْرِ


هَضِيمُ ([2])الْحَشَا حَوْرَاءُ آلفةُ الخدرِ


فَمَنْ لِثَوْبِهَا نَظَّفَتْ؛ فبِهِ قَدْ تَجَمَّلَتْ. قال تعالى: {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ }المدثر4:

مَغِيْرِيَّـةٌ كَالْـبَدْرِ سُــنَّةُ وَجْهِـهَا




مُطَهَّرَة ُ الأَثْوَابِ وَالْعِرْضُ وافرُ


لَهَا حَسَبٌ زَاكٍ وَعِرْضٌ مُهَـذَّبٌ




وَعَنْ كُلِّ مَكْرُوْهٍ مِنَ الأَمْرِ زاجـرُ

مِنَ الْـخَفِرَاتِِ الْبِيْضِ لَمْ تَلْقَ رِيْبةً


وَلَمْ يَسْتَمِلْهَا عَنْ تُقَـى اللهِ شَـاعِـرُ

وَمَنْ كَانَتْ فِي الْبَدَنِ نَظِيْفَة؛ كَانَتْ للزَّوْج ِ أَلِيْفَة.

وَيَأْلَفُ الْزَّوْجُ مِنَ الْنِّسَاء




طاَهِرَة َ الْثِّيَابِ وَالأَعْضَاءِ




فَمَا تَنَظَفَتِ الْمَرْأَةُ؛ بِمِثْلِ خِصَالِ الْفِطْرَة.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ tسَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ‬ يَقُولُ: «الْفِطْرَةُ خَمْسٌ؛ الْخِتَانُ وَالاسْتِحْدَادُ وَقَصُّ الشَّارِبِ وَتَقْلِيمُ الْأَظْفَارِ وَنَتْفُ الْآبَاطِ» رواه البخاريُّ([3]) ومسلمٌ([4]).

وَمَا تَزَيَّنَتِ الْمَرْأَةُ لِبَعْلِهَا بِمِثْلِ نَتْفِهَا لإِبْطِهَا، وَاسْتِحْدَادِهَا، وَتَقْلِيْمِ أَظْفَارِهَا.

فَالْفِطْرَةُ نَظَافَةٌ وَجَمَالٌ، وَمُخَالَفَتُهَا قُبْحٌ عَلَى كُلِّ حَالٍ.

وَمَنْ طَهَرَتْ للفَمِ؛ فَقَدْ طَيَّبَتْهُ للشَّمِّ .

عَنْ عَائشَةَ~قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ الله ﷺ‬: «الْسِّوَاكُ مَطْهَرَةٌ للفَمِ مَرْضَاةٌ للرَّبِّ» رواه أحمدُ([5]) وصححه الألباني([6])

زَمَنُ الْسِّوَاكِ بِعُوْدِ الأَرَاكِ.

1- عِنْدَ كُلِّ وَضُوْءٍ.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t قَالَ: قال رَسَوْلُ الله ﷺ‬: «لَوْلاَ أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ وَضُوء» رواه مالك([7]) و البخاري([8]) تعليقًا.

2- عِنْدَ كُلِّ صَلاَةٍ.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَt قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ‬: «لَوْلا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لأمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلاةٍ» رواه الخمسةُ([9])

3- عِنْدَ تَغَيُّرِ رَائحَةِ الفَمِ؛ بِنَوْمٍ، أَوْ إِطَالَةِ كَلاَمٍ، أَوْ سُكُوْتٍ.

عَنْ حُذَيْفَةَ t قَالَ: كَانَ رَسُوْلُ الله ﷺ‬ «إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ يَشُوْصُ فَاهُ بِالْسِّوَاكِ» رواه البخاري([10]) ومسلم ([11]).

مَكَانُ الْسِّوَاكِ بِعُوْدِ الأَرَاكِ.

1 – الأَسْنَانُ.

عَنْ عَائِشَةَ ~قَالَتْ: دَخَلَ عَبْدُالرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ عَلَى النَّبِيِّ:rوَأَنَا مُسْنِدَتُهُ إِلَى صَدْرِي وَمَعَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ سِوَاكٌ رَطْبٌ يَسْتَنُّ بِهِ فَأَبَدَّهُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ‬ بَصَرَهُ, فَأَخَذْتُ السِّوَاكَ فَقَصَمْتُهُ وَنَفَضْتُهُ وَطَيَّبْتُهُ ثُمَّ دَفَعْتُهُ إِلَى النَّبِيِّ rفَاسْتَنَّ بِهِ فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ rاسْتَنَّ اسْتِنَانًا قَطُّ أَحْسَنَ مِنْهُ فَمَا عَدَا أَنْ فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ rرَفَعَ يَدَهُ أَوْ إِصْبَعَهُ ثُمَّ قَالَ: «فِي الرَّفِيقِ الْأَعْلَى ثَلاثًا» ثُمَّ قَضَى, وَكَانَتْ تَقُولُ: مَاتَ بَيْنَ حَاقِنَتِي وَذَاقِنَتِي. رواه البخاري([12]) .

2- اللَّثة.

عَنْ حُذَيْفَةَ t قَالَ: كَانَ النَّبِيُّﷺ‬: إِذَا قَامَ مِنْ اللَّيْلِ يَشُوصُ فَاهُ بِالسِّوَاكِ. رواه البخاري([13]) ومسلم([14]).

3 – اللسان.

عَنْ أَبِي موسى الأشعريt قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ‬ فَوَجَدْتُهُ يَسْتَنُّ بِسِوَاكٍ بِيَدِهِ يَقُولُ: «أُعْ أُعْ» وَالسِّوَاكُ فِي فِيهِ كَأَنَّه يَتَهَوَّعُ. رواه البخاري([15]).

وَيُمْكِنُ تَطْهِيْرُ الأَفْوَاه بِالْمَعْجُوْنِ وَالْفُرْشَاة؛ وَمِنْ نِعَمِ الله بَأَنَّهَا مُتَوَفِّرَة, وَلِلأَفْوَاهِ مُطَهِّرَة.

الْخَصْلَةُ الْثَّانِيَةُ: الاغْتِسَالُ.

قَالَ تَعَالَى: { وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُوراً }الفرقان: ٤٨.

فأَنْزَلَ الله ُ الْمَاءَ ؛ لِيُطَهِّرَ بِهِ الْرِّجَالَ، وَالْنِّسَاء مِنَ الأَوْسَاخِ، وَالْقَاذُوْرَات، وَالأَحْدَاثِ وَالْنَّجَاسَات.

قَالَ تَعَالَى: { وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ }الأنفال11

فَأَطْيَبُ الْطِّيْب الْمَاء فَلْتُكْثِرِ الْغُسْلَ بِهِ الْنِّسَاء .

قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ t: «أَطْيَبُ الْطِّيْبِ الْمَاءُ»([16])

فَالْغُسْلُ بِالْمَاءِ خَيْرُ مَا تَجَمَّلَتْ بِهِ الْنِّسَاء.

قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ لابْنَتِهِ: يَا بُنَيَّة وَاعْلَمِي أَنَّ أَطْيَبَ الْطِّيْبِ الْمَاءُ([17]).

وَالْمَاءُ طِيْبٌ طَيَّبَ الْحَسْنَاءَ


فَلْتُكْـثِـرِ الْغُسْـلَ بِهِ الْنِّسَاء


الْخَصْلَةُ الْثَّالِثَةُ: إِطَالَة ُالْشَّعَرِ وَمَشْطُهُ، وَدَهْنُهُ، وَبِالْرَّوَائِحِ الْطَّيِّبَةُ مَلْئه.

فَالْشَعَرُ الْطَوِيْل ؛ عَلاَمَة ُ كُلِّ جَمِيْلٍ.

بَيْضَاءُ تَسْحَبُ مِنْ قِيَام ٍ شَعْرَهَا





وَتَغِيْبُ فِيهِ وَهْوَ جَثْلٌ([18]) أَسْحَمُ([19])



فَكَأنَّهَا فِيهِ نَهَارٌ سَـاطِـــعٌ




وَكَـأنَّهُ لَيْـلٌ عَلَيْـهَا مُظْلِـــمٌ



وَالْجَمِيْلَةُ؛ ذَوَائبُهَا طَوِيْلَة.

سَفَرَ الْحَبِيْبُ مُوَاجِهِـي فَحَسِبْتُـهُ




بَدْرًا وَأَيْـنَ الْبَـدْرُ مِنْ تِـمْثَالِهِ


وَثَــنَى مَعَــاطِفَـهُ([20]) إِليَّ تَـمَايُـلاً


بِذُؤَابَةٍ وَصَلَتْ إِلي خَلْخَالِهِ([21])

وَالْشَّعَرُ الأَسْوَدُ مِثْلُهُ لاَ يُوْجَدُ.

(وَفَرْعٌ([22]) يَزِيْنُ المْتْنَ أَسْوَدُ فَاحِمُ)

فَالْشَّعَرُ ظَلاَم، وَالْوَجْهُ نُوْرٌ تَامٌّ، وَلاَ أَجْمَلَ مِنْ تَعَانُقِ الْظَّلام! وَالْنُّورِ الْتَّامِّ.

لَهَا طَلْعَةٌ مِنْ شَعْرِهَا وَجَبِيْنِـهَا






تَعَانَـقَ فِيْهَا لَيْلُهَا وَنَهـَارُهَـا



لَهَا مِنْ مُهَاةِِ الْرَّمْل ِجِيْدٌ وَمُقْلَة ٌ



وَلَيْسَ لَهَا اسْتِحْيَاءُهَا وَنِفَارُهَا

فَالْوَجْهُ كَالْمَاءِ الْزُّلاَل، وَالْشَّعرُ عَلَيْهَا كَالْظِّلاَلِ، وَمَا أَحْسَنَ الْمَاءَ الْزُّلاَل! إِذَا وَرِفَ عَلَيْهِ الْظِّلالُ.

أَمَانًا أَيُّهَا الْقَمَرُ الْمُطِل






فِفِي جَفْنَيْكَ أَسْيَافٌ تُسَــل




يَزِيْدُجَمَالُ وَجْهِكَ كُلَّ يَوْمٍ





ولي جسدٌ يذوبُ ويضمحل


إِذَا نَشَرتْ ذوائبَها عليها




تَرَى مَاءً يَرُفُّ عَلَيْهِ ظِلُّ



وَالْفَارِقُ؛ للجَمِيْلَةِ فَارِقٌ.

نَحْنُ بَنَاتُ طَارِقِ











نَمْشِي عَلَى الْنَّمَارِقِ









وَالْحُسْنُ في الْمَفَارِقِ

وَالْفَرْقُ للحَسْنَاءِ؛كَالْمِصْبَاح ِ في الْظَّلمَـاءِ.

لـنَا مِنْ سَـنَا وَجْهِ الْمَلِيْحةِ مِصْبَاحُ

وَمِنْ لَفْظِهَا دُرٌ وَمِنْ ريْقِهَا رَاحُ

وَمـِنْ شَعـْرِهَا لَيْلٌ يُضِلُ عِنْ الهـدى

وَمِنْ فِرْقِهَا خَيْط ٌ مِنَ الْصُّبْح ِ وَضَاحُ

وَمَنْ مَشَطَتْ لِشَعْرِهَا فَقَدْ تَزَيَّنَتْ لِبَعْلِهَا.

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِt قَالَ: قَفَلْنَا مَعَ النَّبِيِّ ﷺ‬: مِنْ غَزْوَةٍ فَتَعَجَّلْتُ عَلَى بَعِيرٍ لِي فَإِذَا النَّبِيُّ ﷺ‬ يَقُوْلُ: «مَا يُعْجِلُكَ؟» قُلْتُ: كُنْتُ حَدِيثَ عَهْدٍ بِعُرُسٍ قَالَ: أَبِكْرًا أَمْ ثَيِّبًا؟ قُلْتُ: ثَيِّبًا. قَالَ: «فَهَلا جَارِيَةً تُلاعِبُهَا وَتُلاعِبُكَ؟» قَالَ: فَلَمَّا ذَهَبْنَا لِنَدْخُلَ قَالَ: «أَمْهِلُوا حَتَّى تَدْخُلُوا لَيْلاً»؛ أَيْ عِشَاءً لِكَيْ تَمْتَشِطَ الشَّعْثَةُ وَتَسْتَحِدَّ الْمُغِيبَةُ. رواه البخاري([23]) ومسلم ([24])

وَ لَعَمْرُ اللهِ مَا كَانَ قَصُّ الْشَّعَرِ مِنَ الْجَمَالِ، وَمَا كَانَ لِمَنْ تَقُصُّهُ أَنْ تَخْتَالَ.

بِالأَمْسِ أَنْتِ قَصَصْتِ شَعْرَكِ غيلة

غَيْـلَة ً




وَنَقَلْتِ عَنْ وَضْع ِ الْطَّبِيْعَةِ حَاجِـبَا



وَغَدًا نَرَاكِ نَقَلْتِ ثَغْـرَكِ للقَـفَـا





وَأَزَحْتِ أنْفَكِ رَغْمَ أَنْفِكِ جَـانِـبَا

مَنْ عَلَمَ الْحَسْــنَاءَ أَنَّ جَمَالَـهـا


فِي أَنْ تُخَالِفَ مَالَهُ وَتُجَانِبَا

الْخَصْلَةُ الْرَّابِعَةُ: اللِّبَاس.

فَمَا تَجَمَّلَ الْنَّاسُ، بِمِثْلِ اللِّبَاس.

قَالَ تَعَالَى: {يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ } [الأعراف: 26].

وما قبَّحَ النساء؛كتعريةِ الأعضاءِ ؛ ومَنْ أطاعتِ الخَنَّاسَ؛ نزعَ عنها اللباسَ.

قَالَ تَعَالَى: {يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ }الأعراف27 [الأعراف:27].

وَلْتَحْذَرِ الْكَاسِيَةُ؛ أَنْ تَكُونَ عَارِيَةً؛ فَمَنْ لَبِسَتْ ضَيَّقَاً أَوْ شَفَّافَاً؛ لَمْ يُحْتَسَبْ لَهَا لِبَاسَاً.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَt قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله ﷺ‬: «صِنْفَـانِ مِـنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا؛ قَوْمٌ مَعَهُمْ سِــيَاطٌ كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ يَضْرِبُونَ بِـهَا النَّاسَ وَنِسَــاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ مُمِيلاتٌ مَائِلاتٌ رُءُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ لا يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ وَلا يَجِدْنَ رِيحَهَا وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا» رواه مسلمٌ([25]).

الْخَصْلَةُ الْخَامِسَةُ: الْكُحْلُ فِي الْعَيْنَيْن.

عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ ~عَنْ النَّبِيِّ ﷺ‬ قَالَتْ:كُنَّا نُنْهَى أَنْ نُحِدَّ عَلَى مَيِّتٍ فَوْقَ ثَلاثٍ إِلا عَلَى زَوْجٍ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا وَلا نَكْتَحِلَ وَلا نَتَطَيَّبَ وَلا نَلْبَسَ ثَوْبًا مَصْبُوغًا إِلا ثَوْبَ عَصْبٍ)رواه البخاري([26]) ومسلم ([27]) .

فَمَنْعُ الْكُحْلِ عَلَى الْمُعْتَدَةِ. إِذْنٌ فِيْهِ لِغِيْرِ الْمُحِدة؛ فَمَتَى انْتَهَتِ الْعِدَةُ؛ اِكْتَحَلَتِِِ الْمُحِدَّةُ.

وَالْكُحْلُ صِحَّةٌ للعَيْنِ. قَالَهُ أَبُو عُبَيْدٍ:

وَمَنْ تَكَحَّلَتْ؛ فَقَدْ تَزَيَّنَتْ.

قَالَ سَعِيْدُ ابْنُ جُبَيْر: زِيْنَةُ الْوَجْهِ الْكُحْلُ رواه ابنُ أبي حاتمٍ([28])

وَقَدْ قِيْل: فَيَا حُسْنَهَا إِذْ يَغْسِلُ الْدَّمْعُ كُحْلَهَا.

وَإِذَا تَكَحَّلَتْ ذَاتُ الْدَّلَّ؛ أَسَرَتْ بِنَظْرَتِهَا الْبَعْلَ.

وَقَالُوا لـي تَــزَوَّجْ ذَاتَ دَلٍّ([29])





خَلُوْبُ اللَّحْظِ جَائلَةُ الْوِشَاحِ


كَـأنَّ لِـحَاظَـهَا رَشَقَـاتُ نَبْلٍ




تُذِيْقُ الْقَلْبَ آلاَمَ الْـجِــرَاحِ

وَلاَعَجَبٌ إِذَا كَانَـتْ لِــحَـاظ ٌ


لِبَيْضَاءِ الْمَحَاجِـرِ كَالْــرِّمَـاحِ

فَكَمْ قَتَلاَ كمــيّاً ذا([30]) وَلاَهِـــي

ضَعِيْفَاتُ الْجُفُونِ بِلاَ سِــلاَحِ

وَقَالَ عَبْدُ اللِه ابْنُ جَعْفَرٍ: لِبِنْتِهِ: وَاعْلَمِي أَنَ أَزْيَنَ الْزِّيْنَةِ الْكُحْلُ وَأَطْيَبَ الْطِّيْبِ الْمَاء([31]).

الْخَصْلَةُ الْسَادِسَةُ: الْخِضَابُ فِي الْيَدَيْنِ , وَالْرِّجْلَيْنِ.

وَيُصْـلِحُ الْجَارِيةَ الْخِضَاب


كَذَا الْوِشَاحَانِ([32]) مَعَ الْجِلْبَاب


 وقد قيل.

 بَدَا لِي مِنْهَا مِعْصَمٌ يَوْمَ جَمَّرَتْ


 

وَكَفٌّ خَضِـيْبٌ زُيّنَتْ بِبَنَانِ


 فَوَاللهِ لاَ أَدْرِي وَإِنِّي لَحَاسِبٌ


بِسَبْعٍ رَمَيْنَ الْجَمْـرَ أَمْ بِثَمَـانِ

وللنسائيِّ([33])عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ ~عَنْ النَّبِيِّ ﷺ‬ في الْمُحِدَّةِ: « وَلا تَخْتَضِبُ».

فَمَنْعُ الْخِضَابِ عَلَى الْمُعْتَدَة إِذْنٌ فِيْهِ لِغَيْرِ الْمُحِدَة؛ فَإذَا انتهتِ الْعِدَة؛ اخْتَضَبَتِِ الْمُحِدِّة

قَالَ سَعِيْدُ بْنُ جُبَيْر : « زِيْنَةُ الْوَجْهِ الْكُحْلُ وَزِيْنَةُ الْيَدَيْنِ الْخِضَابُ».([34]) رواه ابن أبي حاتم

أَلاَ لَــيْــتَ هَــلْ أَبِيْتَــنَّ لَيْلَةً


وَسَادِيَّ كَفٌ في الْسِوَار ِ خَضِيْبُ


وَقَالَ الْشَّاعِر:

وَانْظُرُ الْنَّقْشَ مِنْ أَطْرَافِهَا الْبَضَّه([35])

مِثْلَ الْبَنَفْسَج ِ مَنْثُوْرَاً عَلَى الْفِضَّه

وَقَالَ آخَرُ:

تَرَكْنَ الْرَّوْقَ مِنْ فَتَيَات ِ قَيْسٍ

أَيَامَى قَدْ يَئسْنَ مِنَ الْخِضَابِ

الْخَصْلَةُ ا لْسَّابِعَةُ: الْطِّيْبُ.

عَنْ أَبِي سَعِيْدِ الْخُدْرِيt قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ:ﷺ‬ « لِيَغْتَسِلْ أَحَدَكُمْ وَلْيَمَسَّ أَطْيَبَ مَا يَجِدُ مِنْ طِيْبِهِ وَدُهْنِهِ » رواه الحاكمُ([36]) وإسنادُه على شرطيهما.

وَعَنْ عَائشَةَ tقَالَتْ:كُنَّا نُضَمِّدُ جِبَاهَنَا بِالْمِسْكِ الْمُطَيِّبِ، فَإِذَا عَرِقَتْ إِحْدَانَا سَالَ عَلَى وَجْهِهَا». رواه أبو داود([37]) .

وَتَرْفُلُ في بَزِّ الْعِـرَاق ِ وفي الْعِطْــرِ

هَضِيْمُ([38]) الْحَشَا([39]) حَوْرَاءُ آلِفَةُ الْخِدْر

فَذَاتُ الْطِيِّبِ يَرْنُو إِلَيْهَا الْحَبِيْب.

وَتُضْحِي فَتِيْتَ الْمِسْك ِ فَوْقَ فِرَاشِهَا ([40])




نؤمَ الْضُّحَى لَمْ تَنْتَطِــقْ([41]) عَنْ تَفَضُّلِي


إِلي مِثْلِــهَا يَرْنُــو([42]) الْحَلِيْــمُ صَبَـابَةً([43])


إِذَا مَا اسْبَكَرَّتْ([44]) بَيْنَ دِرْع ٍ([45]) وَ مِجْوَلِ ([46])

فَالْطِّيْب يُطَيِّبُ الْحَبِيْبَ.

أَلـَمَّـتْ بِـنَا وَاللَّــيْلُ دَاجٍ كَـأنَّــهُ




جَنَاحُ غُرَاب ٍعَنْهُ قَدْ نَفَضَ الْقَطْرَا


فَقُلْتُ أَعَطَارٌ ثَــوَى في رِحَــالِــنَا


وَمَا احْتَمَلَتْ لَيْلَى سِوَى طِيْبِهَا عِطْرَا

فَبِالْطَّيْب ِ الْحَسْنَاءُ؛ تَفُوقُ الْرَّوْضةَ الْغَنَاءَ.

فَمَا رَوْضَة ٌ بِالْحَزْن ِ طَيبَــة ُ الْثَّــــرَى





يَمُجُّ الْنَّدَى جِثْجَاثُهَا([47]) وَعِرَارُهَا([48])



بِأَطْيَبَ مِنْ أَرْدَانَ عِــــزَّة َ مَـوْهِنًا


وَقَدْ أُوْقِدَتْ بِالْمَنْدَلِ([49]) الْرِّطْب ِ نَارُهَا

مِنَ الْخَفِرَات ِ الْبِيْض ِ لَـمْ تَلْقَ شِقْـوَة ً



وَبِالْحَسَب ِ الْمَكْنُون ِ صَافٍ نجارُها

فَإِنْ بَرَزَتْ كَانَــتْ لِعَيْنَـيْكَ قُــرَةً


وَإِنْ غِبْتَ عَنْهَا لَـمْ يَعُمَّكَ عَارُهَا

الْخَصْلَةُ الْثَامِنَةُ: الْحُلِي.

قال تعالى: {أَوَمَن يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ }[الزخرف:18].

فَمَا نَقَصَ مِنَ الْجَمَال، يُتِمُّهُ الْحُلِيُّ عَلَى كُلِّ حَالٍ.

وَمَا الِحَلْـيٍ إلا زِيْنَـةٌ مِنْ نَقِيْصَـــة


يُتَمِّمُ مِنْ حُسْن ٍ إذَا الْحُسْنُ قَصَّرَا


وَأَمَّا إذَا كَانَ الْجَمَــالُ مُوَفَّـــرَا

كَحُسْنِكِ لَمْ يَـحْتَجْ إلى أَنْ يـزَوَرَا

وَمَنْ تَحَلَّتْ ؛ فَبِالْحُسِن ِ تَجَلَّتْ.

إذَا مَا أَرَادَ الْغَزوَ لَـمْ يُثْنِ ِعَزْمَهُ



حَصَانٌ عَلَيْهَا نَظْمُ دُرٍّ يَزِيْنُهَا



وَمَنْ بِحُلِيّهَا تَلَبَّسَتْ؛ فَلِزَوْجِهَا قَدْ تَجَمَّلَتْ.

وَمِـنْ ذَاتِ بَعْـلٍ في حُلِيٍّ مُجَمِّـلِ



حَصَانٌ([50]) لَهَا خَلْقٌ وَدَلٌّ([51]) مُبَتَّلِ ([52])



وَيَكْفِي مِنْ الْحُلِيِّ للنِّسَاء مَا أَحَاطَ بِعُنُق ِالْحَسْنَاءِ.

1- قِلاَدَةٌ في الْعُنُقِ.

فَللـبَدْرِ مَا لاَثَـتْ([53]) عَلَيْهِ خِمَارُهَا


وللشَّمْسِ مَا جَالَتْ عَلَيْهِ الْقَلاَئِدُ


2- سِوَارٌ في مِعْصَم ِالْيَدِ الْيُمْنَى، وَسَاعَة ٌفي مِعْصَم ِاْليَدِ الْيُسْرَى.

( الْسِّوَارُ مَا يُلْبَسُ في الْمِعْصَمِ )

فَيَضُمُّهَا ضَمَّ الْسِّوَار ِالْمِعْصَمَا

تَدُوْرُفي زِيْنَتِـــــهَا يَـوْمِــيه

مِثْلَ الْسِّوَارِ في يَـــدِ الْرُّوْمِيه

(وَيُطْلَقُ عَلَى مَا يُلْبَسُ في الْكَفِّ)

ألاَلَيْتَ هَلْ أَبِيْتَنَّ لَيْلَة ًوَسَادِيَّ

كَــفٌّ فـي الْسِّـوَار ِخَضِيْبُ

فِتْخَةٌ([54]) في الْيَد ِ الْيُمْنَى، وَخَاتِمٌ في الْيَد ِ الْيُسْرَى.

كَفُّ الْجَمِيْلَةِ لَيْسَ يَخْفَى حُسْنُهَا


وَتَمَامُ حُسْن ِ الْكَفِّ لِبْسُ الْخَاِتمِ


وَقَالَ الْشَاعِرُ:

قَصَّرَ عَنْ أَوْصَافَكِ الْعَالَـمُ




وَكَــثُرَ النَّــــاثِرُ وَالْنَّــاظِـمُ


وَمَنْ تَكُن ِ الْشَّمْــسُ لَهَا رَاحَةً


يَحْسُنُ في بُنْصَرِهَــا الخاتِــــمُ

قُرْطٌ في الأُذُن ِ الْيُمْنَى وَآخَرُ في الْيُسْرَى.

بَعِيْدَة ُ مَهْوَى([55]) الْقُرْط ِ إمَّا لِنَوْفَلٍ


أَبُوْهَا وَإِمَّا عَبْد ِ شَمْسٍ وَهَاشِم ِ


وَمَا تَوَعَّدَ الْزَّوْجُ الْحَسْنَاءَ بِمِثْل ِ ذَاتِ الْقُرْط ِ طَيِّبَةِ الْرِِّيْح ِ مِنَ الْنِّسَاءِ.

أَكَلْتُ دَمًا ([56])إِنْ لَمْ أَرُعْكِ بِضَرَّةٍ


بَعِيْدَة مَهْوَى الْقُرْط ِ طَيّبَة الْنَّشْرِ


فَمَنِ الْبَهَاءِ أَنْ يَمْرَحَ الْقُرْطُ عَلَى جِيْد ِالْحَسْنَاءِ.

عَلَى خَصْرِهِ جَالَ الْوِشَاحُ كَمَا غَدَا

عَلَى جِيْدِهِ مِنْ حُسْنِهِ يَمْرَحُ الْقُرْطُ

فَمَنْ لَبِسَتْ قُرْطَهَا كَانَ الْبَدْرُ شَبِيْهًا لَهَا.

مَرِيْضَة ُ كَرِّ الْطَّرْفِ مَجْدُوْلَة ُ ([57])الْحَشَا

بَعِيــْدَة ُ مَهْوَى الْقُرْط ِ يُشْبِهُهُا الْبَدْرُ

الْخَصْلَةُ الْتَّاسِعَةُ: حُسْنُ الْخُلُقِ.

عَنْ أبي ذرٍٍّt قَالَ: قَالَ رَسُولُِ اللهِ:ﷺ‬ «وَخَالِقِ الْنَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ». « هَذَا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه ([58]

وَمَا تَجَمَّلَ الْخَلْق بِمِثْلِ حُسْنِ الْخُلُقِ.

قَالَ ابْنُ الْقَيِّمِ رَحِمَهُ الله ُ: وَإِنَّكَ لَتَرَى صَاحِبَ الأَخْلاَقِ الْجَمِيْلَةِ؛ مِنْ أَحْلَى الْنَّاسِ صُوْرَةً وَإِنْ كَانَ قَبِيْحًا.

وَقَالَ: وَصَاحِبُ الْخُلُقِ الْجَمِيْلِ؛ لاَتَنْفَكُّ الْقُلُوْبُ عَنْ مَحَبَّتِهِ، وَتَعْظِيْمِهِ، وَالْمَيْلِ إِليْهِ.

قُلْتُ: فَكَمْ مِنْ قَبِيْحَةٍ، صَارَتْ بِخُلُقِهَا مَلِيْحَةً. وفي الْحَدِيْثِ: « يَا أُمَّ سَلَمَةَ ذَهَبَ حُسْنُ الْخُلُقِ بِخَيْرِ الْدُّنْيَا وَالآخِرَة» ([59])

وَكَمْ مِنْ مَلِيْحَةٍ؛ صَارَتْ بِخُلُقِهَا قَبِيْحَةً.

وفي الْحَدِيْثِ:« إِنْ الله َيُبْغِضُ الْفَاحِشَ الْبَذِي»([60])

الْخَصْلَةُ الْعَاشِرَةُ: الْعِفَّةُ عَنِ الْحَرَامِ وَالْغَفْلَةُ عَنِ الآثَام

قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ }النور:23 .

فَمَنْ كَانَتْ لـِجَوَارِحِهَا حَافِظَةً؛ كَانَتْ عَنِ الْفَاحِشَةِ غَافِلَةً.

قال تعالى: { فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ }النساء:34.

فَمَا تَزَيَّنَتِ الْمَرْأةُ بِمِثْلِ العِفَّةِ.

فَإِنْ بَـرَزَتْ كَانَتْ لِعَيْنَيْكَ قُرَةً


وَإِنْ غِبْتَ عَنْهَا لَمْ يَعُمَّكَ عَارُهَا


وَقَدْ أَشَارَتْ امْرَأةُ الْعَزِيْزِ إلى جَمَالِ يُوْسُفَ في الْصُّوْرَةِ ؛ بِقَوْلِهَا: { فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ }يوسف:32.

وَأَشَارَتْ إلي جَمَالِهِ في الْعِفَّةِ بِقَوْلِهَا: { وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ فَاسَتَعْصَمَ } يوسف:32.

قُلْتُ: فَكَمْ جَمَّلَتِ الْعِفَّةُ مِنْ قَبِيْحٍ؛ وَكَمْ قَبَّحَ تَرْكُهَا مِنْ مَلِيْحٍ.

أُخْتَاهُ مَنْ تَزَيَّنَتْ بِهَذِهِ الْخِصَالِ بَدَتْ بِأَوْصَافِ الْكَمَالِ.

وفي الْدُّرِّ وَالْيَاقُوْتِ وَالْمِسْكِ وَالْـحُلِي




عَلَى كُلِّ سَاجِي الْطََّرْفِ لَدْنِ المُقَلَّــدِ


وَيَبْدُو بِــأَوْصَـافِ الْكَمَالِ فَلاَ تَرَى


بِرُؤْيَتِهِ شَيْئـــاً قَبِيْحــاً وَلاَ رَدِي

أُخْتِي هَذِهِ الْخِصَالُ؛ كَتَبْتُهَا للبَاحِثَةِ عَنِ الْجَمَال؛ لَهَا غُنْمُهَا. وَعَلَىَّ غُرْمُهَا، فَمَنْ أَخَذَتْهَا فَإمْسَاكٌ بِمَعْرُوْفٍ، وَمَنْ تَرَكَتْهَا فَتَسْرِيْحٌ بِإحْسَانٍ. وَبِهَذَا الْقَدْرِ أَكْتَفِي وَإلِيْهِ أَنْتَهِي.

ثُمَّ إلـي هُــنَا قَــدِ انْتَهَـــيْتُ




وَتَــمَّ مَــا بِجَمْعِــهِ عَنَيْــتُ


وَالْـحـَمْدُ للهِ عَلَى انْتِهَـــــائِي


كَمَا حَمِــدْتُ اللهَ في ابْتِــدَائِي

الفهرس

الخصلة الأولى: النظافة في البدن والثياب..... 10

الخصلة الثانية:الاغتسال................... . 18

الخصلة الثالثة: إطالة الشعر ومشطه ودهنه وبالروائح الطيبة ملئه20

الخصلة الرابعة: اللباس......... ..............26

الخصلة الخامسة: الكحل في العينين........... 8 2

الخصلة السادسة: الخضاب في اليدين والرجلين 31

الخصلة السابعة: الطيب....................... 33

الخصلة الثامنة: الحلي.......................... 37

الخصلة التاسعة: حسن الخلق................... 43

الخصلة العاشرة: العفة عن الحرام والغفلة عن الآثام 45

([1])صحيح مسلم رقم131 ج1ص247 باب تحريم الكبر وبيانه

(1) هضيم الحشا لطيف الخصر و الحشا البطن

([3]) صحيح البخاري رقم5441 (ج 18 / ص 248) باب تقليم الأظفار

([4]) صحيح مسلم رقم 378 (ج 2 / ص68 ) باب خصال الفطرة.

([5]) المسند رقم23072 ج49ص228

([6])الجامع الصغير وزيادته 6008 (ج 1 / ص 601)

([7]) موطأ مالك رقم133ج1ص199باب ما جاء في السواك

([8]) صحيح البخاري ج7ص18باب سواك الرطب واليابس للصائم

([9]) أبو داود ج1ص69والترمذي ج1ص41والنسائي ج1ص15وابن ماجة ج1ص339وأحمد ج15ص78

([10])صحيح البخاري رقم238 ج1ص409 باب السواك

([11])صحيح مسلم رقم 375 ج2 ص 64 باب السواك

([12]) صحيح البخاري رقم4084 (ج 13 / ص 349)

([13]) صحيح البخاري رقم 238 (ج 1 / ص 409) باب السواك

([14]) صحيح مسلم رقم 375ج2ص64باب السواك

([15]) صحيح البخاري رقم241 ج1/ص96 باب السواك

([16]) رواه البخاري في التاريخ الكبير.

([17]) البيان للجاحظ ج1- ص259.

([18]) الجثل الكثير

([19]) الأسحم الأسود

([20]) معاطفه صفحتا عنقه

([21]) والخلخال ما يلبس في الرجل.

وَقَدْ قِيْل: تَجُوْلُ خَلاَخِيْلُ الْنِّسَاءِ وَلاَ أَرَى لِـرَمْلَةَ خِلْخَالاً يَجُوْلُ وَلاَ قُلْبَا

([22]) ( الفرع الشعر)

([23])صحيح البخاري رقم4689 (ج 16 / ص 16) باب تزويج الثيبات،

([24])صحيح مسلم رقم2665 ج7 ص393باب استحباب نكاح البكر

([25]) صحيح مسلم رقم3971 (ج 11 / ص 59)

([26])صحيح البخاري رقم302 (ج 2 / ص 18)باب الطيب للمرأة عند غسلها.

([27])صحيح مسلم رقم 2740 ج 7ص481 باب وجوب الإحداد في العدة

([28]) تفسير أبي حاتم ج8 ص2575

([29]) ( الدل الشكل)

([30]) ( الكمي الرجل الشجاع سمي بالكمي لأنه كمى نفسه بالسلاح أي سترها) (ذا ولاهي أي ذا سيادة) ( أي كم قتلا شجاعاً سيداً)

([31]) (البيان والتبيين للجاحظ ج1- ص259)

([32]) ( عقد من الدر تتوشح به المرأة كما يتوشح الرجل رداء الإحرام - وقد قيل خلوب اللحظ جائلة الوشاح)

([33]) سنن النسائي رقم3480(ج 11 / ص 270)باب الخضاب للحادة

([34]) تفسير أبي حاتم ج8 ص2575

([35]) (البضة - الناعمة والبنفسج نوع من الورد يؤخذ منه الدهن)

([36]) المستدرك رقم988ج3ص45

([37])ترفل أي تختار وتتبختر

([38]) هضيم لطيف

([39]) الحشا البطن

([40])(نؤم الضحى المترفة المنعمة)

([41])لم تنتطق عن تفضلي لم تلبس نطاق الخدمة لأنها منعمة مخدومة)

([42]) يرنو يديم النظر

([43]) الصبابة الشوق

([44]) اسبكرت قامت واعتدلت

([45]) ( الدرع الثوب الواسع)

([46]) ( المجول الثوب الذي يلبس في البيت وقيل الفضه)

([47]) الجثجاث شجر أصفر مرٌ طيب الرائحة تستطيبه العرب وتكثر ذكره

([48]) والعرار نبت طيب الريح وقد قيل تمتع من شميم عرار نجدٍ فما بعد العشية عرار

([49]) المندل الرطب العود الطيب الرائحة

([50]) الحصان المرأة العفيفة

([51]) الدل الشكل

([52]) المبتل المنقطع المميز عن غيره

([53]) لاثت لفت ودارت

([54]) الْفَتْخَةُ مَالَيْسَ لَهَا فَصٌّ؛كَالْدِّبْلَةِ وَالْخَاِتمُ مَالَهُ فَصٌّ؛ وَكِلاَهُمَا يُلْبَسُ في الإصْبَع.

([55]) طويلة العنق والقرط ما يلبس في الأذن

([56])( أكلت دماً أي تحملت والدية يقال لها دم)

([57]) حسنة الخلق والحشا البطن مهوى القرط عبر به عن طول العنق إذ يدل عليه والقرط مايبلس في الأذن

([58]) المستدرك على الصحيحين للحاكم رقم 165 (ج 1 / ص 174)

([59]) المعجم الأوسط للطبراني ج3ص 279والكبير ج 23 وص368

([60]) السنن الكبرى للبيهقي ج10ص193