السلسلة الذهبية للطفل المسلم : التربية للطفل المسلم

بسم الله الرحمن الرحيم

المقدمة

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:

فإن تربية الأولاد ونشأتهم على الفضائل والأخلاق الحميدة منذ الصغر مسئولية عظيمة وأمانة في أعناق المربين من دعاة وموجهين وآباء ينبغي أن يستشعروا أهميتها وأثرها في بناء المجتمع.

وإن ما نراه اليوم من انحراف في سلوك بعض الشباب والمجتمعات لم يأت فجأة بل هو ناتج عن تقصير في التربية منذ الصغر ينبغي تداركه مبكرًا قبل أن يستفحل أمره وينتشر فيصعب علاجه، وأن تنشئة الأطفال على الأخلاق الإسلامية السامية المأخوذة والمقتبسة من كتاب الله وسنة رسول الله ﷺ‬ التي ما من فضيلة وخير إلا دلنا عليه وما من رذيلة وشر إلا حذرنا منه لهي العلاج والدواء الشافي لهذا الانحراف.

ويسر دار ابن خزيمة للنشر أن تقدم إصدارها الرابع من السلسلة الذهبية للطفل المسلم بعنوان "كتاب التربية للطفل المسلم" .

وقد تضمن هذا الإصدار الأحاديث النبوية التي تحث على الإخلاص، والصدق وبر الوالدين وحق المسلم على أخيه المسلم، والجليس الصالح وغيرها من الأحاديث التي تنهي عن الكذب والغيبة والنميمة وقول الزور والغش.

وفي الختام نسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلا، أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم صوابًا على السنة، والله أعلم وصلى الله على نبيا محمد وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.

س1 ما شروط قبول الأعمال عند الله؟

لقبول الأعمال عند الله شرطان هما:

1) الإخلاصُ لله.

2) المتابعة لرسول الله ﷺ‬.

س2: ما الدليل الإخلاص؟

دليل الإخلاص: قول الرسول ﷺ‬:

عن أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب رضي اللهُ عنه قال: سمعتُ رسول الله ﷺ‬ يَقولُ «إنما الأعمالُ بالنيات وإنما لكل امرئ مَا نوى فمنْ كانتْ هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، وَمن كانت هجرته لدينا يُصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى مَا هَاجر إليه»([1])

س3: ما عاقبة الصدق؟

عاقبة الصدق: دخولُ الجنة.

س4 ما عاقبة الكذب؟

عاقبة الكذب: دخول النار.

الحديث: عن ابن مسعود رَضي الله عنهُ عن النبي ﷺ‬ قال: «إنَّ الصدقَ يَهْدي إلى البر وإن البرَّ يهدي إلى الجنة وإنَّ الرجلَ ليصدقُ حتى يُكتب عند الله صديقًا، وإن الكذب يَهدي إلى الفجور، وإنَّ الفجور يَهدي إلى النار، وإنَّ الرجُل ليَكْذبُ حتى يكتب عند الله كذابًا»([2]) .

س5: من أحق الناس بالبر والإحسان؟

الأمُّ ثم الأبُ

الحديث:

عن أبي هريرة رَضي اللهُ عنهُ قالَ جَاءَ رَجُلٌ إلى رسول الله ﷺ‬ فقال: يَا رَسْول الله مَنْ أحق الناس بِحُسْن صَحابتي؟ قال: «أمُّك» قال: ثمَّ منْ؟ قال: «أمّكّ» قال:ثُمَّ من؟ قال: «أمُّكَ» قال: «ثُمَّ مَنْ» قال: «أبوكَ» ([3]) .

س6: ما حق المسلم على أخيه المسلم؟

حق المسلم على أخيه المسلم خمس:

1) ردُ السلام عليه.

2) زيارته إذا مرض.

3) اتباعُ جنازتهِ إذَا ماتَ.

4) إجابةُ دعوَتِه إذا دعاهُ.

5) تَشْميتُهُ إذا عَطسَ فحمد للهَ

الحديث:

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ‬ قال: «حق المسلم على المسلم خمس رد السلام، وعيادة المريض، واتباع الجنائز، وإجابة الدعوة، وتشميت العاطس»([4]) .

س7: مَا عَلاَماتُ المُنافق؟

عَلاَمات المُنافق ثلاث هي:

1) إذا حَدَّث كَذَبَ.

2) إذا وَعَد أَخلَفَ.

3) وإذا اؤْتمنَ خَانَ

الحديث:

عن أبي هُريرَةَ رَضي اللهُ عنهُ أنَّ رَسُولَ اللهُ ﷺ‬ قال: «آيةُ المُنافق ثلاثٌ إذا حدثَ كَذبَ وإذا وعدَ أخْلفَ، وإذا اؤتمنَ خَانَ»([5]) . وفي رواية: «وإن صَامَ وصَلَّى وزعَمَ أنَّهُ مُسْلمٌ».

س8 مَا أكبَرُ الكَبائر؟.

أَكبَرُ الكَبَائر ثلاثٌ هي:

1) الإشراكُ بالله.

2) عُقوق الوالدين.

3) قَولُ الزور (شهادة الزور)

الحديث:

عن أبي بكرة بن الحَارث رضي اللهُ عنهُ قال: قال رسولُ الله ﷺ‬: «ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ؟» قُلنا بَلى يا رسولَ الله. قال: «الإشراكُ بالله، وعُقوقُ الوالدين» وكانَ متكئًا فجَلس فقال: «ألا وقولُ الزور وشهادةُ الزور» فمَا زالَ يُكررُها حتى قلنا ليته سكت. متفق عليه.

س9: ما الغيبة؟

الغيبة هي:

ذكرُكَ أَخَاكَ بمَا يَكرهُ.

الحديث:

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ‬ قال: «أتدرون ما الغيبة؟» قالوا: الله ورسوله أعلم قال: «ذكرك أخاك بما يكره» قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: «إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته»([6]) .

س10: ما النميمة؟ وما جزاء النمام؟

النميمة هي:

نَقْلُ الكَلام بين الناس بقصد الإفساد,وجزاؤه دخول النار.

الحديث:

عن حذيفة رضي الله عنه قال ﷺ‬: «لا يدخل الجنة نمام»([7]) .

س11 بماذا وصف الرسول ﷺ‬ الذي يؤذي جاره؟

وصفه بأنه

غيرُ كَامل الإيمان

الحديث:

الحديث: عن أبي هُريرة رضي اللهُ عنهُ عن النبي ﷺ‬ قال: «والله لا يُؤمنُ, والله لا يؤمنُ, والله لا يؤمن» قيل: مَنْ يا رسول الله؟ قال: «الذي لا يأمنُ جاره بَوائقهُ»([8]) .

س12: ما صفات المتكبر؟ وما جزاؤه؟

هو الذي لا يَقبَلُ الحَق ويحتقر الناس وجزاءه النار

الحديث:

عن ابن مسعود رضي اللهُ عنهُ عن النبي ﷺ‬ قال: «لا يَدْخُلُ الجنة من في قلبه مثقال ذرة من كبر» فقال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنًا ونعله حسنة فقال: «إن اللهَ جميل يُحب الجمالَ الكِبْرُ بطرُ الحق، وغمطُ الناس»([9]) .

س13: بماذا شبه الرسول ﷺ‬ الجليس الصالح وجليس السوء؟

شبه الرسول ﷺ‬ الجليس الصالح:

بحامل المسكِ

جليس السوء:

بنافخ الكير

الحديث: عن أبي موسى الأشعري رَضي اللهُ عنهُ أن النبيَّ ﷺ‬ قال: «إنمَا مثلُ الجليس الصالح وجليس السُّوء كحَامل المسك ونافخ الكير فحاملُ المسك إما أن يُحذيك وإما أن تَبْتَاع منهُ وإما أن تجد منه ريحًا طيبة، ونافخُ الكير إمَّا أن يُحرق ثيابكَ وإما أن تَجد منه ريحًا مُنتنة»([10]) .

س14: اذكر حديثًا يشتمل على فضل قضاء حوائج المسلمين ونفعهم، وفضل العلم، وفضل الاجتماع على تلاوة القرآن.

الحديث:

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي ﷺ‬ قال: «من نَفَّس عنْ مُؤمن كُربة من كرب الدنيا نفَّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسَّر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مُسلمًا ستره الله في الدنيا والآخرة، واللهُ في عون العبد ما كان العبدُ في عون أخيه، ومن سلك طريقًا يلتمسُ فيه علمًا سهل الله له طريقًا إلى الجنة وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله تعالى يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده، ومن بطأ به عمله لم يسرعْ به نسبهُ»([11]) .

س15: اذكر حديثًا في الحث على إكرام الضيف وصلة الرحم.

الحديث: عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي ﷺ‬ قال: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفهُ, ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمهُ, ومن كان يؤمنُ بالله واليوم الآخر فليقلْ خيرًا أو ليصمت»([12]) .

س16: اذكر حديثًا في النهي عن الغش.

الحديث: عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي ﷺ‬ قال: «مر علي صُبرة طعام فأدخل يده فيها فنالت أصابعه بللًا فقال: » «ما هذا يا صاحب الطعام؟» قال: أصابته السماءُ يا رسول الله. قال: «أفلا جعلته فوق الطعام كي يراه الناس من غشَّ فليس منِّي»([13]).