×
إضاءات تربوية لمعلم القرآن الكريم: كتابٌ جمع بين طيَّاته كلام أهل العلم والتربية، والخبرة والتجربة، مُوجَّهًا إلى مُعلِّمي القرآن الكريم، وقد كان سببُ تسطيره له عدة أمور، منها: - ضعف التلاميذ في تلاوة كتاب الله تعالى وحفظه. - ضعف بعض مُعلِّمي القرآن الكريم. - الروتين المُملّ الذي تسير به حصة القرآن الكريم - في الغالب - وعدم التطوير والتنويع في وسائل عرضِها. - عدم الاهتمام من بعض المُعلِّمين بهذه المادة وإعطائها مكانتها اللائقة. - جهل البعض بالأهداف العظيمة التي يسعى لتحقيقها من خلال تدريس هذه المادة. - الصعوبات التي قد تعرِض للبعض أثناء تدريس هذه المادة. لأجل ذلك؛ جُمِعَت هذه الرسالة على وجه الاختصار، مع الحرص على مُعالجة ما تمسُّ الحاجة إليه.

  إضاءات تربوية لمعلم القرآن الكريم

 عبد الله بن زعل العنزي


بسم الله الرحمن الرحيم 

 مقدمة

    الحمد لله القائل: ﴿الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ﴾ والصلاة والسلام على رسوله القائل : «خيركم من تعلم القرآن وعلمه».. أما بعد:

أخي الكريم : معلم القرآن الكريم : هنيئا لك هذه الخيرية التي اصطفاك الله – سبحانه وتعالى – لها، حيث يسر لك تعليم كتابه، وتدارس آياته، ولشرف هذا الأمر أحببت أن أشاركك فيه، فوضعت بين يديك، وأمام ناظريك (إضاءات تربوية لمعلم القرآن الكريم) جمعتها لك من كلام أهل العلم والتربية، والخبرة والتجربة، دعاني لتسطيرها وتهذيبها أمور عدة، منها:

* ضعف التلاميذ – الملحوظ – في تلاوة كتاب الله تعالى، وحفظه.

* ضعف بعض معلمي القرآن الكريم.

* الروتين الممل الذي تسير به حصة القرآن الكريم – في الغالب – وعدم التطوير والتنويع في وسائل عرضها.

* عدم الاهتمام – من البعض – بهذه المادة وإعطائها مكانتها اللائقة بها.

* الجهل – من البعض – بالأهداف العظيمة التي يسعى لتحقيقها من خلال تدريس هذه المادة.

* الصعوبات التي قد تعرض – للبعض – أثناء تدريس هذه المادة.

    لما سبق وغيره، يسر الله بمنه وفضله جمع هذه الرسالة، على وجه الاختصار، مع الحرص على معالجة ما تمس الحاجة إليه، سائلا المولى القدير أن يكتب لها القبول، ويحقق بها المأمول.

أخوك

مشرف التربية الإسلامية

عبد الله بن زعل العنزي

22/11/1426هـ


 فضل تعلم القرآن الكريم وتعليمه

القرآن الكريم كتاب هداية ومنهج وإعجاز، حفظه وتلاوته عبادة، غايتها العمل بما فيه، والاهتداء بهدية.

ولتعلم القرآن الكريم وتعليمه فضل عظيم، فعن عقبة بن عامر - رضي الله عنه - قال : خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن في الصفة فقال: «أيكم يحب أن يغدو كل يوم إلى بطحان أو إلى العقيق، فيأتي منه بناقتين كوماوين في غير إثم ولا قطع رحم» فقلنا : يا رسول الله نحب ذلك، قال: «أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد فيعلم أو يقرأ آيتين من كتاب الله عز وجل خير له من ناقتين، وثلاث خير له من ثلاث، وأربع خير له من أربع، ومن أعدادهن من الإبل»([1])

وعن عثمان بن عفان - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «خيركم من تعلم القرآن وعلمه»([2]).

وعن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: (ألم) حرف، ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف»([3]).

أخي الحبيب : لو أجرينا عملية حسابية على سورة (الملك) مثلاً، لوجدنا أن حروفها تبلغ 1316 حرفاً، وكل حرف بحسنة، والحسنة بعشر أمثالها، إذًا 1316 × 10 = 13160 حسنة، كل هذه الحسنات تحصل لمن قرأ هذه السورة في وقت لا يتجاوز الثلاث الدقائق، فإذا علمنا أن عدد حروف القرآن الكريم (323671) ثلاثمائة وثلاثة وعشرون ألف وستمائة وواحد وسبعون حرفاً، وكل حرف بحسنة والحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، والله يضاعف لمن يشاء. كان ذلك دافعا قوياً لتلاوة القرآن الكريم آناء الليل وأطراف النهار، فيا لها من حسنات كأمثال الجبال، ويا له من خير عظيم، وفضل من الله كبير، وإنه ليسير على من يسره الله عليه.

 أهداف تدريس القرآن الكريم

إن تدريس القرآن الكريم في كافة مراحل التعليم ينطوي على أهداف كثيرة، تتمايز بتمايز العمر الزمني للتلميذ، والمستوى العقلي والثقافي، ومعرفة الأهداف تفيد المعلم والمتعلم، فهي تكشف للمعلم أبعاد واجبه التربوي والتعليمي، وهي بالنسبة للتلميذ كحافز يدفعه إلى مواصلة التعليم بجد ونشاط، وإليك بعض الأهداف التربوية والتعليمية لتدريس القرآن الكريم:

1) تنمية قدرة التلاميذ على التلاوة الصحيحة في المصحف، وتعريفهم بالمصطلحات التي أجمع عليها أئمة القراءات المتواترة، وتعريفهم بالضوابط الثابتة في رسم المصحف.

2) تربية ملكة التذكر وتنمية القدرة على الاستدعاء المنظم.

3) تربية وتقويم ملكة التعبير لدى التلاميذ لما يجدونه من مشاعر وأحاسيس وتصورات عقليه، وتنمية القدرة على صياغتها وفق أصول اللغة العربية.

4) التعرف على خصائص الأسلوب القرآني ووجوه الإعجاز البياني فيه قال تعالى: ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا﴾ [النساء:82].

5) توثيق الصلة بين التلاميذ وكتاب الله كعامل أساسي يضمن استمرار سلامة فطرتهم التي فطرهم الله عليها.

6) الإيمان الصادق والتسليم المطلق بكل ما في القرآن الكريم، أدركه العقل أم لم يدركه من أمور غيبية غير محسوسة قال تعالى: ﴿ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ﴾ [البقرة:2-3].

7) إكساب التلاميذ معرفة الخلق القرآني، وتدريبهم على العادات السلوكية الحميدة، والقيم الإسلامية والآداب الحسنة (كالأخوة، والمحبة، والتعاون) وغيرها مما يدعو إليه القرآن الكريم.

8) إكساب التلاميذ معرفة بعض أحكام العبادات، وتطبيقها عملياً، مما يدعو القرآن الكريم إليه، كالأمر بالمحافظة على الصلاة في جميع الأحوال ومهما تكن الظروف.

9) أن يتعرف التلاميذ على قصص السابقين، وماذا حل بالمستكبرين والعاصين منهم من عقوبة وعذاب، فيأخذوا العبرة والعظة منهم، ويحذروا من الوقوع في مثل ذلك.

10) أن يعرف التلاميذ ما أعده الله للمؤمنين من النعيم في الجنة، والأعمال التي تكون سبباً – بعد رحمة الله – في دخولها، ويدركوا عظم ما توعد الله به أهل النار من العذاب، ويحذروا من الأعمال التي توقع فيها.

    هذه إلماحة لبعض الأهداف وغيرها كثير.


 صفات معلم القرآن الكريم

    إن المعلم الناجح في رسالته هو ذلك الرجل الذي جمع بين خصلتين عظيمتين وركيزتين أساسيتين:

الأولى: التحلي بمكارم الأخلاق.

والثانية:السلامة من الوقوع في خوارم المروءة.

    ومعلم القرآن الكريم هو خير من جمع بينهما، ثم زاد عليهما صفات مهمة أخرى أختص بها لشرف هذا الكتاب الذي يعلمه، أشير إليها على وجه الاختصار:

1) يجب أن يكون معلم القرآن الكريم زكي السيرة، طاهر السريرة، مشهودا له بالاستقامة، والالتزام بتعاليم الإسلام سلوكاً وعملاً، لتزداد قناعة التلاميذ وتترسخ بما يقوله لهم من معلومات، وبما يوجههم إليه من سلوكيات.

2) قوة الشخصية: ويقصد بها الشخصية المؤثرة التي تسيطر على التلاميذ في الصف، وتكسب ودهم واحترامهم، وتعطي المادة هيبتها ومكانتها، دون استخدام وسيلة العنف، ودون فقدان حب التلاميذ واحترامهم.

3) القدرة العلمية : وتنبع أهمية هذه الصفة من أهمية هذا الكتاب العظيم الذي يدرس، فمعلم القرآن الكريم من الضروري أن يكون ملما بقدر كبير من المعرفة والأحكام والعلوم المتعلقة بالقرآن الكريم، كالعقيدة والتفسير وعلوم القرآن والتجويد والفقه واللغة وغيرها، حتى يفيد التلاميذ ويكسب ثقتهم وإعجابهم وبالتالي قناعتهم به، ثم التأثر والاقتداء به. وقديماً قال الشاعر:

لا تأخذ العلم إلا عن جهابذة

بالعلم تحيا وبالأرواح تفديه

أما ذوو الجهل فارغب عن مجالسهم

قد ضل من كانت العميان تهديه

 4) الصبر والحلم: وهما صفتان ضروريتان لكل معلم، ومعلم القرآن الكريم خاصة، حيث أنه يحتاج إلى بذل جهد مضاعف لتذليل ما قد يواجه من صعوبات.

5) سلامة الصوت من العيوب: فمعلم القرآن الكريم يجب أن يكون سليم النطق، خالياً من العيوب المؤثرة، كإبدال مخرج حرف بآخر عند النطق، وكذا الفأفأة والتأتأة، وحصر اللسان، ذلك لأنه يتعامل مع نص إلهي مبني على التلقين، يحرم فيه اللحن بنوعيه : الجلي والخفي:

6) العدل والإنصاف: فإذا كان العدل مطلوباً بين الأبناء، فإنه بين التلاميذ الذين أتوا من بيئات متفاوتة، ومشارب مختلفة أوجب، فعلى المعلم أن يعدل بين تلاميذه ويسوي بينهم في أسلوب التعامل، فلا يقدم أحدا على احد، ولا يحابي أحداً على أحد، فيمنح أحدهم من الدرجات ما لا يتناسب مع مستواه.

7) الاستعداد الفطري للتعليم : فلا بد أن يصاحب الصفات السابقة ميل للتعليم ورعاية التلاميذ والعناية بهم، وإلا فإن جهوده لن تثمر الثمرة المطلوبة.


 أساليب تشويق وترغيب في تدريس القرآن الكريم

    لقد اعتاد التلاميذ تبعاً لتعويد معلميهم لهم على طريقة روتينية، وقد تكون مملة لخلوها من أساليب الإثارة والتشويق والتجديد في تدريس المواد عامة، ودروس التربية الإسلامية خاصة، وفي تدريس القرآن الكريم على وجه الخصوص، بل لقد أصبحت حصص القرآن الكريم – في بعض المدارس – من أثقل الحصص على التلاميذ، وذلك لجمود المعلم على الروتينية – كما سبق – إلا ما ندر لدى معلمين هم قلة ممن أفادوا وأجادوا، وذلك لما لديهم من تجديد وتنويع، وتشويق وتشجيع في طرق شتى وأساليب متنوعة.

 وإليك بعض المقترحات التي قد تساعدك على تشويق التلاميذ لحصة القرآن الكريم:

1) أن يسعى المعلم بالتنسيق مع إدارة المدرسة إلى جعل حصص القرآن الكريم في بداية اليوم الدراسي، وألا تتأخر عن الحصص الثلاث الأولى – قدر الإمكان – حيث يكون التلاميذ في هذا الوقت في قوة ونشاط.

2) أن يسعى المعلم – قدر استطاعته – إلى إيجاد غرفة خاصة للقرآن الكريم، يضع فيها كل ما يحتاجه في تدريس القرآن الكريم، من مصاحف، وأرفف، وجهاز مكبر صوت مع جهاز الصدى، وجهاز حاسب آلي، وجهاز عرض، ومسجل مع أشرطة لمشاهير القراء.

3) إذا لم توجد غرفة خاصة للقرآن الكريم فليجعل حصة أو حصتين كل أسبوع أو كل شهر بحسب عدد الحصص المخصصة قلة وكثرة، يجعل ذلك خارج الفصل، إما في الساحة أو في مصلى المدرسة أو غيرها بحسب الحال والظروف.

4) أن يعوّد المعلم التلاميذ على إعمال الذهن في استنباط الفوائد، ومعرفة المعاني بحسب مستوياتهم العقلية.

5) على المعلم أن يعد لهم في بعض الأيام مسابقة حول الآيات التي درسوها، أو الكلمات الصعبة التي مروا بها، أو أسباب النزول التي فهموها، أو بعض الأحكام التي تعلموها.

6) أن يشجع المتميزين والمجيدين أمام زملائهم سواء في فترة الاصطفاف الصباحي أو في نشاط معين في الفسحة أو في وقت الصلاة، وكذلك كتابة أسماء المتميزين في لوحة الشرف وغير ذلك من أساليب التشجيع.

7) ترتيب زيارة للمتفوقين منهم، وخاصة في المرحلة المتوسطة والثانوية إلى محلات التسجيلات الإسلامية أو الجمعيات الخيرة لتحفيظ القرآن الكريم، أو خطباء الجوامع المشهورة، أو أخذهم في رحلة عمرة أو زيارة المسجد النبوي وزيارة مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف.

8) يعد للصغار بطاقات ملونة وجميلة وبخط جميل، فيها بعض عبارات التشجيع مثل: (متفوق في القرآن) و (من براعم القرآن) تعلق خلال اليوم الدراسي لمدة يومين أو ثلاثة على صدور التلاميذ المتفوقين في المرحلة الابتدائية، علاوة على شهادات تقدير تعطي لهم ولأسرهم، وتكتب أسماؤهم في لوحات الشرف داخل الفصل أو في الساحات العامة بالمدرسة.

9) إقامة وجبة إفطار جماعية بمجهود من التلاميذ المتفوقين والمبرزين بإشراف المعلم، كل شهر، ويدعي لتناولها معهم مدير المدرسة والوكيل وبعض المعلمين تسمى (مائدة المتفوقين).

10) توجيه دعوة باسم التلاميذ لمدير المدرسة أو الوكيل أو المرشد الطلابي لحضور بعض حصص القرآن الكريم والاستماع لتلاوتهم.

11) يُعد (برنامج تلاوة القرآن الكريم) ويقدم أثناء الفسحة بالإذاعة أمام التلاميذ في الأسبوع مرة أو مرتين، يقرأ فيه التلاميذ المتميزون.

12) المشاركة في برامج الإذاعة المدرسية في الطابور الصباحي ببعض التلاوات المتميزة.

13) التلاميذ في المرحلتين المتوسطة والثانوية يمكن أن يكلفوا بإحضار دفتر خاص لتدوين الفوائد بعد كل تلاوة جديدة، وعلى المعلم أن يشجعهم ويكافئ المهتمين منهم بها.

14) إعداد استمارة خاصة لتشجيع التلاميذ على الالتحاق بحلقة المسجد على أن يكافئ المستجيبين بين فترة وأخرى.

    أخي المعلم : هذه بعض المقترحات، ولا أشك أن عندك المزيد والجديد، فلا تبخل على تلاميذك بما يسعدهم ويحببهم بكتاب ربهم.


 الوسائل التعليمية في مادة القرآن الكريم

    الوسيلة التعليمية الجديدة لها دور هام في عملية التعلم بصفة عامة، وفي التلاوة والتجويد بصفة خاصة، ويخطئ من يتصور أن تعليم القرآن الكريم قراءة وتفسيراً وتجويداً لا يحتاج إلى الوسائل، وهذا ناتج عن عدم إدراك للوسائل التي تخدم المادة أو عن إهمال وعدم اهتمام.

    والوسائل التعليمية كثيرة ومتنوعة، والمعلم بحكم خبرته ومعرفته بخصائص مادته، ومستوى تلاميذه، وميولهم، بإمكانهم أن يختار لهم من الوسائل ما يكون مناسباً وموافقا لميولهم، وكلما ازدادت خبرة المعلم أمكنه أن يبتكر من الأدوات والوسائل التي تعطي التلاميذ فرصة للتفكير في أهداف الوسيلة وصلتها بالدرس، فينتج عن ذلك تثبيت عملية الإدراك الحسي والمعنوي، ذي العلاقة بموضوع الدرس.

    وإليك بعض النقاط حول الوسائل التعليمية على وجه الاختصار:

 فوائد الوسائل التعليمية:

    للوسيلة التعليمة فوائد عديدة نجملها فيما يلي:

1- ترهف حواس التلاميذ وتجذب انتباههم، فينشطون لإدراك المعاني والقواعد التي يتضمنها الدرس.

2- تثير تفكير التلاميذ وتمكنهم من تصور الجزئيات التي يشتمل عليها الدرس.

3- تبعث على النشاط الذاتي، والحيوية، وتحول دون انصراف التلاميذ عن موضوع الدرس.

5- تربي في التلاميذ روح الملاحظة، والدقة، والتأمل الواعي، وحصر الانتباه.

6- تسهم في دفع التلاميذ إلى التفكير المستقل في العلاقات التي تربط بين جزئيات الموضوع.

7- تعمل على توفير الوقت.

 إجراءات ينبغي مراعاتها عند استخدام الوسائل التعليمية:

1- أن تعمل وسيلة الإيضاح على تبسيط المادة العلمية المراد تعلمها.

2- أن تكون هادفة جيدة الإعداد.

3- أن تكون متعلقة بموضوع واحد، فتعني بإبراز جزئياته.

4- تهيئة الجو المناسب لاستخدام الوسيلة.

5- الالتزام بالرسم العثماني، في وسائل التلاوة والتجويد أيضاً.

6- تجربة الوسيلة قبل عرضها أمام التلاميذ.

 أهم وسائل الإيضاح في التلاوة والتجويد:

    للوسيلة دور هام في العملية التعليمية لا يمكن لأحد إنكارها أو التقليل من شانه، ولكن هذه الأهمية تختلف من وسيلة إلى أخرى، من حيث نوعها وملائمتها للمادة المعروضة، وأهم الوسائل لتعليم القرآن الكريم – في نظري- هي الوسيلة التي يكون الصوت عنصراً أساسياً فيها ـ خاصة إذا علمنا أن القرآن الكريم يؤخذ عن طريق التلقين، وللمعلم الذي يعاني من ضعف في القراءة أو الصوت على وجه الخصوص، وإليك بعض الوسائل المساعدة على وجه الإجمال:

1- المصحف الشريف.

2- السبورة: سواء كانت سبورة الفصل أو سبورة إضافية متحركة، وأن يستخدم الأقلام الملونة لتوضيح علامات الإعراب وضوابط التلاوة، وعلامات الوقف.

3- ترتيل المعلم الذي يجيد التلاوة في مطلع الدرس، فالتلميذ يراقب المعلم أثناء التلاوة، ويحاول أن يقلد قراءته، وطريقة إخراجه للحروف.

4- ترتيل التلاميذ الذين يجيدون التلاوة، حيث إن ترتيلهم أمام زملائهم يثير فيهم روح المنافسة، ويدفع المتوسطين ومن دونهم إلى الجد والاجتهاد لرفع مستوى أدائهم.

5- الأشرطة المسجلة المرتلة: هي مهمة جداً لمعلم القرآن الكريم، على أن تكون القراءة برواية حفص عن عاصم، وأن تكون بمد المتصل والمنفصل.

6- وسائل العرض الحديثة المتناسبة مع التلاوة، والتجويد، مثل:

* الحاسب الآلي: حيث يمكن الاستماع من خلاله إلى التلاوات المسجلة على أقراص (cd). كما يستخدم في تدريب التلاميذ على تلاوة القرآن الكريم وتجويده، ونطق بعض الألفاظ الصعبة، فهناك بعض البرامج تتيح للتلميذ الاستماع أولاً للتلاوة ثم تلاوة الآيات وتسجيلها، ثم الاستماع ثانية إلى التلاوة الصحيحة ومقارنة تلاوته بالتلاوة الصحيحة.

* جهاز التالي ليزر: وهذا الجهاز تستخدم فيه الأقراص المدمجة التي أعد عليها برامج تخدم المواد الدراسية وأهمها القرآن الكريم، حيث يمكن استخدام الصوت مع الصورة السماع الآية ورؤية الألفاظ مكتوبة بالرسم العثماني مع التحكم في عرض وسماع آية من سورة في القرآن الكريم والتحكم في إيقاف الآيات بعد سماع تلاوتها حتى يتمكن التلميذ من الترديد معها.

    وهذا الجهاز يستخدم مع التلفزيون العادي، الأمر الذي يجعل استخدامه أسهل من استخدام الحاسب الآلي، ويمكن التحكم به عن بعد بواسطة (الريموت كنترول).

* مختبرات اللغة الصوتية والسمعية: وهذه المختبرات من أكثر المنجزات اللغوية تطويراً وسهولة وفائدة.

* جهاز عرض فوق الرأس (الأوفرهيد).

* الفانوس السحري.

7- اللوحات بأنواعها المختلفة:

* اللوحات الوبرية ولوحة الجيوب. واللوحات المصورة مكبرة عليها آيات القرآن الكريم.

    ويمكن للمعلم أن يستغل قدرات ومواهب التلاميذ في ابتكار وإعداد الوسائل التعليمية، ويفضل أن يكون ذلك أثناء النشاط المدرسي، ليتم الإعداد تحت إشراف المعلم وتوجيهه.


 الصعوبات التي قد تواجه معلم القرآن الكريم

    لابد وأن تعترض معلم القرآن الكريم – كغيره من المعلمين – بعض الصعوبات أثناء تأديته لدرس القرآن الكريم، ولكن قبل أن نستعرض بعض هذه الصعوبات أحب أن أنبه إلى أمر مهم، وهو أن المعلم الناجح لا يقف مكتوف اليدين – إذا ما عرض له شيء من هذه الصعوبات – بل إنه يحول المشاكل إلى حلول، والصعوبات إلى نقاط انطلاق إلى الإبداع والتميز، وذلك بطلب العون من الله – سبحانه وتعالى – ثم بالاستعانة بأهل الخبرة والتجربة وكذلك بالمحاولة والإصرار، يقول جل وعلا : ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾ وإليك شيئاً  من هذه الصعوبات وكيفية معالجتها:

1- الضعف الشديد في التلاوة لدى غالبية التلاميذ في المراحل العليا:

    ويمكن معالجة ذلك يجعل هذه المادة مشوقة، وتشجيع التلاميذ وحثهم على مراجعة الآيات في المنزل، وحثهم أيضاً على الالتحاق بحلق القرآن الكريم في المساجد، ويمكن متابعة التلاميذ بأن يطالب المعلم كل تلميذ بإحضار شريط مسجل عليه تلك الآيات بصوته، وإسماع زملائه جانباً من تلك التلاوة فهذا يشجعه على تقويم ما لديه من أخطاء في التلاوة.

2- كثرة التلاميذ في الصف الواحد، وطول المنهج المقرر مع قلة الحصص المقررة.

    وهذه المشكلة غالباً ما تكون في المرحلتين المتوسطة والثانوية، مما يعني أن المعلم لن يستطيع تدريب جميع التلاميذ على جميع الآيات في الدرس الواحد، وللتغلب على هذه الصعوبة ينبغي أن يقوم المعلم أثناء إعداده للدرس بتلمس الألفاظ الصعبة، أو التي يختلف لفظها عن رسمها، وبعد ذلك يقوم المعلم أثناء الدرس بتدوينها على السبورة، وتدريب جميع التلاميذ عليها، وهذا لا يتطلب وقتاً طويلاً من المعلم، وبذلك يتأكد المعلم من إلمام تلاميذه بتلك الآيات التي قام بتدريسها في تلك الحصة، لأن الألفاظ السهلة، أو التي سبق أن مرت بهم لا تحتاج إلى تدريب، وصرف الكثير من الوقت فيها.

3- وجود الكثير من الأخطاء الشائعة في التلاوة:

    على المعلم أن يعمل على تقويم وإزالة الأخطاء الشائعة، وألا يمل من ذلك، لأن تصحيح مثل هذه الأخطاء يحتاج إلى جهد كبير ووقت طويل. مثل كسر الذال في كلمة (أعوذ)، وضم النون في (من الشيطانِ) وتسكين الهاء في (وهُو).

4- انخفاض أصوات بعض التلاميذ:

    وهذا يؤدي إلى عدم سماع المعلم للتلاوة، فيضطر المعلم إلى الوقوف إلى جانب التلميذ كي يسمع تلاوته، ويمكن معالجة ذلك بأن يطلب المعلم من التلميذ الوقوف أمام التلاميذ وبجانب المعلم، وبذلك يستطيع المعلم سماعه، كما يمكن كذلك استخدام مكبر للصوت حتى يسمع بقية التلاميذ.

5- عدم متابعة أولياء الأمور:

    من المعلوم أن القرآن الكريم يحتاج إلى تعاهد، ولا يمكن للتلميذ أن يتعاهد القرآن إلا إذا كان ولي أمره متابعاً له، وإذا انعدمت المتابعة تولد الضعف لديه، وعلى المعلم في مثل هذه الحالة أن يطلب معاونة المرشد الطلابي، وإدارة المدرسة للتغلب على هذه المشكلة بواسطة استغلال أوقات فراغ هؤلاء التلاميذ أثناء اليوم الدراسي وتدريبهم فيه.

6- ضعف المعلم نفسه في التلاوة:

    من الصعوبات التي تواجه المعلم ضعفه في التلاوة، أو عدم إلمامه بالآيات التي سيقوم بتدريسها، مما يوقعه في الإثم، لأنه يعلم القرآن بطريقة غير صحيحة، كما يوقعه في الحرج، حيث يكتشف التلاميذ هذا الضعف، فيفقدون ثقتهم فيه. ومن أجل هذا فإنه ينبغي على المعلم أن يزيل هذا الضعف بالتدريب، سواء بالالتحاق بإحدى حلقات القرآن الكريم في المساجد، أو الالتحاق بالدورات التدريبية، أو عن طريق زملائه المعلمين، أو عن طريق الأشرطة المسجلة بأصوات أبرز المقرئين.

7- كثرة التلاميذ وقلة الوقت المخصص لتسميع الحفظ:

    يشتكي بعض المعلمين من أن وقت الحصة لا يكفي لسماع حفظ جميع التلاميذ، والحل في هذه الحالة أن يستمع المعلم لقراءة اثنين من التلاميذ في وقت واحد، بحيث يقرأ الأول الآية الأولى ويكمل الآخر الآية الثانية ثم الأول الآية الثالثة ثم الآخر الآية الرابعة وهكذا. ومن فوائد هذه الطريقة اختصار الوقت إلى النصف تقريباً، وكذلك قوة الحفظ للتلاميذ، حيث إن هذه الطريقة تحتاج إلى قوة في الحفظ حتى يستطيع الاستمرار في التسميع.

 خطوات تدريس القرآن الكريم

    قبل الحديث عن خطوات تدريس القرآن الكريم يحسن التنبيه على أمرين:

الأول: ينبغي على المعلم قبل الشروع في الدرس أن يغرس في تلاميذه تعظيم كتاب الله تعالى، والتأدب معه، ومن وسائل ذلك:

1- تعويدهم على الإنصات، وعدم الكلام أثناء التلاوة.

2- تعويدهم على آداب حمل المصحف، ووضعه، والتحذير من امتهانه، والكتابة عليه، أو تمزيقه.

3- حثهم على الوضوء قبل بدء الدرس.

4-تعويدهم على الجلسة المناسبة بسكينة ووقار.

5-المحافظة على الإتيان بالاستعاذة والبسملة في مواضعها.

الثاني: ضرورة اصطحاب المعلم لسجل التقويم المستمر في كل درس من دروس القرآن الكريم، حتى يكون الحكم على تلاوة التلاميذ عادلاً ودقيقاً.

الخطوة الأولى: التمهيد:

    وهو الذي يشتمل على إثارة، وتشويق المتعلم، وتهيئة ذهنه للمعلومة الجديدة، وجعله متحفزاً لمعرفتها، ومن خلال هذا العنصر تتبين مقدرة المعلم وجديته وإخلاصه لمادته، وحرصه على تلاميذه.

    ويعتبر التمهيد من أهم خطوات تدريس القرآن الكريم، ولكنه أمر غير سهل، ولأجل ذلك يهمل كثير من المعلمين هذا العنصر، والبعض الآخر يمهد بأسلوب غير ناجح،لا يؤدي الغرض المنشود من التمهيد.

إن للتمهيد أهمية كبرى تتلخص في الآتي:

1- تهيئة أذهان التلاميذ، وشدها للمعلم وللدرس.

2- ربط الدروس بعضها ببعض.

3- زيادة إحساس التلاميذ بأهمية هذا الدرس.

ونستطيع أن نمهد لدرس التلاوة بالأساليب التالية:

1- التمهيد بالوسيلة التعليمية.

2- التمهيد بقصة هادفة مرتبطة بموضوع الآيات على أن تكون شيقة وبأسلوب جذاب.

3- التمهيد بذكر سبب النزول.

4- التمهيد بالإشارة إلى الحوادث والوقائع اليومية.

5- التمهيد بأسئلة نتوصل بها إلى تهيئة أذهان التلاميذ للدرس الجديد.

6- التمهيد بالإشارة إلى مواضيع سبقت دراستها في العام نفسه أو في أعوام سابقة.

7- التمهيد بأسئلة في الدرس الماضي.

ومن الآداب التي ينبغي مراعاتها في خطوة التمهيد:

1- يجب أن يكون التمهيد مناسباً لزمن الحصة، فإذا كان التمهيد طويلاً جداً فإنه يطغي على الموضوع الأصلي للدرس، وبالمقابل إذا كان التمهيد قصيراً للغاية فإنه يفقد قيمته وفائدته وأهميته.

    والذي ينصح به أن يكون التمهيد قصيراً قدر الإمكان، لأنه وسيلة وليس غاية في حد ذاته.

2- يجب أن يعتمد التمهيد على خبرات التلاميذ ومعلوماتهم السابقة ما أمكن، حتى يتم الربط بينها وبين موضوع الدرس الجديد.

3- يجب أن يكون التمهيد شيقاً حتى ينجح في إثارة التلاميذ واستقطاب انتباههم للدرس.

4- يجب أن يكون التمهيد مناسباً لموضوع الدرس، فالتمهيد إذا لم يكن كذلك فإن أثره سيكون عكسياً عندما يكتشف التلاميذ عدم وجود علاقة بين التمهيد وبين موضوع الدرس.

5- يجب أن يكون التمهيد سهلاً وواضحاً ومفهوماً فلا يحتاج للشرح، مما يفقده أهميته وفائدته.

6- يجب أن يكون التمهيد مناسباً لأعمار التلاميذ من جهة، ولمستواهم العلمي ونضجهم العقلي من جهة أخرى.

7- يجب أن يكون التمهيد طبيعياً وغير متكلف.

الخطوة الثانية: القراءة النموذجية من قبل المعلم:

    تكون القراءة النموذجية من قبل المعلم إن كان متقناً للقراءة، وإلا فعليه الاستعانة بالأشرطة المسجلة.

    فيطلب المعلم من التلاميذ متابعته أثناء التلاوة بكل اهتمام لمحاولة تقليده في كل حركة أو سكون.

ومن الآداب التي ينبغي مراعاتها عند خطوة التلاوة النموذجية:

1- الالتزام بأحكام التلاوة، وقواعد التجويد الأساسية.

2- الوقوف عند إشارات الوقف المدونة بالصحف، وتنبيه التلاميذ إلى مدلولها في كل موضوع.

3- إظهار المعنى حين القراءة، والتأثر بمعاني القرآن الكريم، وإظهارها في قسمات الوجه، ونبرات الصوت، من أمر ونهي وإنكار وتعجب واستفهام.

4- مناسبة الصوت للفصل، فلا يكون الصوت منخفضاً بحيث لا يسمع التلاميذ كلهم قراءة المعلم، ولا يكون عالياً، بل وسطاً، بحيث يشد أسماع التلاميذ إلى معلمهم.

5- للمعلم أن يكرر القراءة النموذجية ثانيا وثالثاً إذا رأى ضرورة لذلك.

    وهنا يجب التنبيه إلى ضرورة ألا يسبق القراءة النموذجية من قبل المعلم، قراءة للتلاميذ سواء كانت صامتة أو جهرية، وذلك لأن القراءة الجهرية للآيات هي الهدف الأساسي لدرس التلاوة، وأيضاً لأن المعلم أقدر من التلاميذ على هذه القراءة الصحيحة. وينبغي أن يكون أول ما يقرع سمع التلاميذ هو هذه القراءة الصحيحة من المعلم ليتسنى لهم الاستفادة منها.

الخطوة الثالثة: القراءة الجماعية:

    يعطي معلمو القرآن الكريم في الحلق وفي الفصول الدراسية هذه الطريقة دوراً مهماً في تعليم التلاميذ القرآن الكريم وتحسين مستوى تلاوتهم له، ولذلك : فإننا سنقف مع هذا الأسلوب بعض الوقفات زيادة في الإيضاح والفائدة.

صفتها:

    هي القراءة التي يردد فيها التلاميذ خلف من يقرأ مقاطع الآيات التي يسمعونها منه بصوت واضح، وتستخدم هذه الطريقة في الصفوف الدنيا من المراحل الابتدائية (الأول والثاني والثالث) ومن الذين لا يحسنون القراءة والكتابة مثل كبار السن.

    ومن الممكن أن يسعى المعلم من خلال القراءة الجماعية إلى تحقيق الأهداف التالية:

1- تقويم ألسنة الطلاب من عيوب النطق، كحبسة اللسان، والتأتأة، والفأفأة، ونحو ذلك.

2- منع سريان اللهجات العامية، واللغات الأعجمية إلى التلاميذ أثناء قراءتهم للقرآن الكريم.

3- تعريف التلاميذ بالمصطلحات والعلامات الموجودة في المصحف، كعلامات المد، والوقف، والأحزاب، والسجدات، وكيفية تطبيقها والاستفادة منها.

4- استيعاب التلاميذ نطق الكلمات التي يواجهون فيها بعض الصعوبة.

5- تمكين من لا يعرف القراءة والكتابة من حفظ ما تيسر من القرآن الكريم.

6- تعويد التلاميذ على كيفية الوقوف على الحرف المنون والمتحرك والساكن، وكيفية التصرف عند الاضطرار إلى الوقوف على جزء من الجملة أو شبهها قبل تمام بقيتها، ونحو ذلك.

7- تعويد التلاميذ على كيفية القراءة الصحيحة من المصحف الشريف.

8- تعويد التلاميذ على تدبر الآيات من خلال التوقف عند بعضها، ولفت أنظار التلاميذ إلى معانيها.

9- تعريف التلاميذ بأحكام التجويد الأساسية، وكيفية تطبيقها عند مرور مثيلاتها أثناء القراءة.

الآداب التي ينبغي مراعاتها عند القراءة الجماعية:

1- إذا كان عدد التلاميذ مناسباً: فإن المعلم يقرأ ويردد التلاميذ خلفه، أما إن كان عددهم كبيراً – بحيث لا يستطيع المعلم تمييز أصواتهم ومعرفة الأخطاء التي يقع فيها بعضهم – فيمكن تقسيمهم إلى مجموعات، حيث يقرأ المعلم أولاً ثم المجموعة الأولى بعده، والثانية بعدها وهكذا، ومن الممكن اختيار المجموعة الأولى من التلاميذ المتميزين أو من أكبر التلاميذ سناً، وذلك في حال عدم وجود تميز واضح والمجموعة الثانية لمن يلونهم... وهكذا.

    كما يمكن للمعلم إذا رأى  أن هناك فائدة، وكان الوقت كافياً أن يقوم بإقراء كل مجموعة على حدة في الوقت الذي يتابع بقية التلاميذ القراءة في مصاحفهم.

    وعند استخدام المعلم للطريقة المذكورة: عليه القيام بالتالي:

* بث روح التنافس في الأداء الجيد بين المجموعات عن طريق ذكر المجموعة الأفضل في النهاية.

* في حالة عدم تقسيمهم حسب الأجود أو الأكبر سناً: فعليه عدم الالتزام بمجموعة واحدة تردد خلفه أولاً، فمن الممكن بعد كل مقطع أو عدة مقاطع أن يجعل إحدى المجموعات هي التي تبدأ بعده في الترديد...وهكذا.

2- على المعلم أثناء القراءة الجماعية أن يراعي الوقوف على رؤوس الآي، والالتزام بمواضع الوقف المجودة في المصحف، وضبط الحركات والسكنات، وإعطاء الحروف حقها ومستحقها من أحكام التجويد.

3- على المعلم أن يوجه تلاميذه إلى المتابعة بالمصحف، وإمرار أيديهم على الكلمات المقروءة، وأن يقوم بملاحظتهم في ذلك : ليجمع التلاميذ في المتابعة بين حاستي السمع والبصر.

4- أن تكون قراءة المعلم والتلاميذ بمرتبة الترتيل، حتى يساعد ذلك في تحسين مستوى الأداء لدى التلاميذ، ويدفعهم إلى تدبر معاني الآيات وتفهمها.

5- ينبغي أن تكون المقاطع التي يقرؤها المعلم، ويرددها خلفه التلاميذ قصيرة نسبياً، وذلك حتى يتم الاعتناء بالأداء وتلافي انقطاع نفس بعض التلاميذ وتأخرهم عن السير مع زملائهم، أو عدم قراءة بعضهم لكامل كلمات المقطع نتيجة استعجالهم وحرصهم على مسايرة زملائهم.

6- ينبغي أن يكون صوت التلاميذ أثناء القراءة الجماعية معتدلاً، وذلك حتى لا يؤذي بقية التلاميذ، وحتى لا ينهكهم أو يكون الدافع لديهم أيهم أعلى صوتاً بدلاً من ضبط الأداء ومراعاة أحكام التجويد.

7- ينبغي للمعلم أن يكون حافظاً للمقطع الذي يقرئه للتلاميذ، معدا للأحكام التجويدية التي يريد تعريف التلاميذ بها، وتفسير الكلمات القرآنية التي يريد سؤالهم عنها، ومناقشتهم في معانيها.

8- القراءة الجماعية تكرر بحسب الحاجة إليها ولا يقتصر فيها على مرة واحدة، بل يستمر المعلم فيها حتى يشعر بأنها قد حققت أهدافها.

الخطوة الرابعة: القراءة الصامتة.  

    ويكون ذلك لفترة قصيرة من الزمن.

    الهدف منها: تركيز التلاميذ على الآيات محل التلاوة والاستعداد للنطق بها فيما بعد.

شرطها: هذه القراءة ينبغي أن تتم في جو من السكينة والخشوع والمراقبة من المعلم للتلاميذ أثناء ذلك.

الآداب التي ينبغي التركيز عليها أثناء القراءة الصامتة:

1- أن يضع التلميذ خطا تحت الكلمات الصعبة ليسأل عنها فيما بعد.

2- أن يحاول التلاميذ تقليد قراءة المعلم التي استمعوا إليها.

3- تحديد الوقت بما يكفي لقراءة المجتهدين، لأنه لو زاد عن ذلك فربما كان داعياً إلى اضطراب الصف وانشغال التلاميذ.

4- لا ينبغي تحريك الشفاء أثناء القراءة الصامتة.

الخطوة الخامسة: بيان معنى الآيات:

    اعتماداً على أن التلاميذ قد ألموا ولو لمدة بسيطة بالآيات المتلوة، وذلك من خلال التمهيد من ناحية – الذي اشترطنا فيه أن يكون له علاقة وثيقة بموضوع الآيات – ومن خلال القراءة النموذجية من قبل المعلم خلال القراءة الجماعية، ومن خلال القراءة الصامتة، يمكن أن يوجه إليهم المعلم سؤالين على الأقل يتصفان بالعمومية والسهولة، وإنما اشترطنا العمومية والسهولة لأن التلاميذ لم يتمكنوا بعد من فهم الآيات، والغرض من هذه الأسئلة حمل التلاميذ على الانتباه للقراءة وتوجيه أذهانهم إلى تحصيل المعنى، لا لمجرد التلاوة بدون إدراك.

ومن الأمثلة على هذه الأسئلة:

عن ماذا تتحدث الآيات التي تلوتها؟

ما الآية التي ذكرت أوصاف الجنة؟

ما الآية التي حذرت من الشرك؟

    بعد ذلك يشرح المعلم الآيات آية آية وكلمة كلمة، ويأمر التلاميذ أن يتابعوا معه الشرح آية آية حتى يستطيعوا أن يتبينوا من شرح المعلم بعض الألفاظ والعبارات.

الآداب التي ينبغي مراعاتها عند المعنى الإجمالي:

1- يفضل أن تكون ألفاظه في الشرح ألفاظ القرآن وعباراته السهلة التي يعتقد أنها سهلة الفهم على التلاميذ، وذلك ليساعدهم على الانتفاع بها واستخدامها، وليسمعهم كيفية النطق بها.

2- ربط الآيات المتلوة بحياة التلاميذ، أو بالمواقف والأحداث التي نزلت بسببها بما يؤدي إلى إثارة مشاعرهم وتشويقهم إليها.

3- ليس هناك ضرورة إطلاقاً أن يملي المعلم على التلاميذ شيئاً من الشرح في الدرس حتى لا يضيع الوقت.

4- يفضل أن يكون المصحف في يد المعلم أثناء الشرح حتى يتمكن التلاميذ من متابعته.

5- يفضل أن يزود المعلم التلاميذ بمعاني الكلمات الصعبة.

الخطوة السادسة : كتابة الكلمات الصعبة النطق:

الآداب التي يجب مراعاتها في هذه الخطوة:

1- كتابة الكلمات الصعبة النطق فقط.

2- كتابة الكلمات ملونة مضبوطة بالشكل.

3- نطق الكلمة أكثر من مرة.

4- النطق الجماعي للكلمة.

5- نطق الكلمة من قبل مجموعة من التلاميذ.

6- نطق الآية كاملة التي بها هذه الكلمة.

الخطوة السابعة : تلاوة التلاميذ للآيات جهراً:

    وهذه هي الخطوة الرئيسية في درس التلاوة، والتي تحقق الهدف الأول منه، وهو إجادة هذه التلاوة، وما سبقها من خطوات كانت تمهيداً لها.

الآداب التي يجب مراعاتها أثناء تلاوة الطلاب الجهرية:  

1- البداية تكون بأجود التلاميذ، وكلما مر الوقت وكثرت التلاوة زاد عدد الأجودين.

2- ينبغي أن يؤكد المعلم للتلاميذ على متابعة زميلهم في القراءة.

3- إذا تكرر الخطأ في تلاوة التلاميذ فعلى المعلم أن يتوقف، ويعيد اللفظ الصحيح ويبين سبب الخطأ الذي يقع في التلاميذ.

4- التركيز على التجويد أثناء القراءة.

5- في حالة خطأ التلميذ يجعله المعلم يكمل الآية ثم يطلب منه أن يعيد، فإذا اكتشف خطأه فالحمد لله، وإلا فيطلب مباشرة من زميلة أن يصحح له بشرط ألا يأخذ هذا وقتاً طويلاً.

6- ينبغي التنبيه إلى أنه لا يجوز التساهل في تصحيح أخطاء التلاميذ في التلاوة أو التسامح فيها بحجة عدم إحراج التلميذ الذي أخطأ، أو الخوف من أن يضعف إيقافه ثقته بنفسه، أو بحجة تحقيق الانطلاق في التلاوة وعدم المقاطعة الكثيرة، إلى غير ذلك من أسباب وحجج.

الحفظ:

    ينبغي على المعلم أن يقرأ للتلاميذ المقطع المراد حفظه قبل بدايتهم في الحفظ، حتى لا يحفظ التلاميذ على خطأ.

الآداب التي يجب مراعاتها في حصص التسميع:

1- الأفضل أن يستمع المعلم لقراءة التلميذ حفظًا – ما أمكن – وذلك لأنه قدوة.

2- البداية لمن لديه الاستعداد.

3- التركيز مع التلميذ أثناء التلاوة.

4- إذا تجاوزت الأخطاء خمسة أخطاء في الوجه الواحد فإنه يعتبر غير حافظ.

5- ألا يسمع للتلاميذ بطريقة التسلسل، حتى يقطع الطريق على التلميذ الذي يحفظ في الفصل.

6- يستحسن إغلاق المصاحف وقت تسميع الحفظ، حتى لا يترك لهم المجال للحفظ في الفصل، ويكون الجميع على استعداد للتسميع.

7- لا يعطي التلميذ واجباً جديداً ما لم يحفظ السابق.

8- التركيز على اللحن الجلي.

9- تعويد التلاميذ على طريقة الحدر في التسميع، لأن لها أثرا في ربط أجزاء النص وقوة استحضار تسلسل الآيات.

10- أن يستمع المعلم لقراءة اثنين من التلاميذ في وقت واحد بحيث يكمل أحدهم للآخر كما سبق بيانه.

 كتب ومراجع يحتاجها معلم القرآن الكريم

    يقول عليه الصلاة والسلام : «من قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار»([4]) انطلاقاً من هذا النص فإنه يجب على معلم القرآن الكريم أن يكون واسع الاطلاع في المؤلفات التي تعني بعلوم القرآن الكريم، وألا يقول في كتاب الله بغير علم، لذلك أحببت أن أسوق بعض المراجع التي يحتاجها المعلم لتكون له – بعد الله سبحانه وتعالى – عوناً في رسالته التي تحملها:

الفن

الكتاب

المؤلف

التفسير

تفسير القرآن العظيم

ابن كثير

فتح القدير

الشوكاني

تيسير الكريم الرحمن

عبد الرحمن السعدي

أيسر التفاسير

أبو بكر الجزائري

علم القراءات

النشر في القراءات العشر

ابن الجزري

علوم القرآن

البرهان في علوم القرآن

الزركشي

أسباب النزول

الصحيح المسند من أسباب النزول

مقبل الوادعي

أسباب النزول

الواحدي

الناسخ والمنسوخ

الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم

أبو عبيد القاسم بن سلام

الناسخ والمنسوخ

النحاس

غريب القرآن

المفردات في غريب القرآن

الراغب الأصفهاني

أحكام القرآن

أحكام القرآن

الجصاص

أحكام القرآن

ابن العربي

مشكل القرآن

دفع إيهام الاضطراب عن آي الكتاب

الشنقيطي

إعراب القرآن

إعراب القرآن وبيانه

محيي الدين الدرويش

تناسب الآيات والسور

تناسق الدرر في تناسب السور

السيوطي

آداب التلاوة

التبيان في آداب حملة القرآن

النووي

 فتاوى متعلقة بالقرآن الكريم

    أخي المعلم إجمالاً للفائدة أ؛ببت أن أضع بين يديك بعض الفتاوى عن بعض المسائل التي يكثر وقوعها والسؤال عنها من قبل التلاميذ:

 س1: ما حكم أخذ المصحف من المسجد إلى البيت؟

ج : لا يجوز أخذه، لأن مصاحف المسجد تبقى في المسجد ولا تؤخذ ([5]).

 س2 : ما حكم تقبيل القرآن؟

ج: لا نعلم دليلاً على مشروعية تقبيل القرآن الكريم، وهو أنزل لتلاوته وتدبره وتعظيمه والعمل به ([6]).

 س3: أحدنا يحمل المصحف في جيبه وربما دخل به الخلاء فما حكم ذلك أفيدونا؟

ج: حمل المصحف بالجيب جائز، ولا يجوز أن يدخل الشخص الحمام ومعه مصحف بل يجعل المصحف في مكان لائق به تعظيما لكتاب الله واحتراماً له، لكن إذا اضطر إلى الدخول به خوفاً من أن يسرق إذا تركه خارجاً جاز له الدخول به للضرورة ([7]).

 س4: القرآن والكتب الممزقة والذي لا يستعمل أيضاً ماذا يفعل به، هل يحرق أو يدفن؟  

ج: ما تمزق من أوراق المصحف وكذلك الكتب المحترمة مما فيه ذكر الله أو أحاديث المصطفى - صلى الله عليه وسلم - فلا حرج في دفنه في مكان طاهر أو إحراقه ([8]).

 س5: ما حكم قول صدق الله العظيم بعد الفراغ من قراءة القرآن؟

ج: قول صدق الله العظيم بعد الانتهاء من قراءة القرآن بدعة، لأنه لم يفعله النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا الخلفاء الراشدون ولا سائر الصاحبة – رضي الله عنهم – ولا أئمة السلف رحمهم الله مع كثرة قراءتهم للقرآن وعنايتهم ومعرفتهم بشأنه فكان قول ذلك والتزامه عقب القراءة بدعة محدثة، وقد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد» متفق عليه ([9]).

 س6: هل يجوز قراءة القرآن بدون وضوء؟

ج: تجوز قراءة القرآن بدون وضوء إذا كان لا يمس المصحف، بل يقرأ عن ظهر قلب، أما مس المصحف فلا يجوز إلا على طهارة ([10]).

 س7: هل يجوز الإمساك بالمصحف المفسر بدون طهارة، والمقصود هو المصحف الذي على جوانبه تفسير للقرآن الكريم، أي أنه (قرآن وتفسير)؟

ج: يجوز إمساك كتب التفسير من غير حائل، ومن غير طهارة، لأنها لا تسمى مصحفاً، أما المصحف المختص بالقرآن فقط فلا يجوز مسه لمن لم يكن على طهارة([11]).

 س8: هل يُلزم مدرس القرآن الكريم الطلاب الصغار دون البلوغ بالوضوء وعدم مس المصحف إلا على طهارة أم لا؟

ج: نعم فالمختار اشتراط الطهارة من الحدثين لمس المصحف فيعم ذلك الصغير والكبير، ولو كان الطفل ليس له نية ولا قصد فإن وليه أو مؤدبه ينوي عنه رفع الحدث وذلك من باب التأديب والتعليم فعلى المدرس أن يعلمهم احترام القرآن منذ نعومة أظفارهم، وأن يشدد عليهم في أمر الطهارة واجتناب النجاسة ليحترموا المصحف والمساجد ويعتادوا في صغرهم التطهر والوضوء والتحفظ عن الأحداث ويعرفوا نواقض الوضوء وذلك مما يساعدهم على محبة المساجد واحترامهم ونظافتها ومحبة كلام الله ومعرفة مكانته في النفوس لينشؤوا على علم ويقين بأهمية وعظم شأنه([12]).



([1]) أخرجه مسلم برقم 803.

([2]) أخرجه البخاري برقم 5027.

([3]) أخرجه الترمذي برقم 2910 وقال : حديث حسن صحيح.

([4]) أخرجه الترمذي برقم 2950 وقال: هذا حديث حسن صحيح.

([5]) مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لابن باز 24/390.

([6])فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء 4/122.

([7])فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء 4/100 و 101.

([8]) فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء 4/118.

([9]) مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لابن باز 24/335.

([10]) مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لابن باز 24/335.

([11]) مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لابن باز 24/348.

([12]) الأجوبة الفقهية على الأسئلة التعليمية والتربوية لابن جبرين ص84.