×
كتيب يحذر من المعاصي والذنوب.


    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله تعالى؛ ابتدأ بالنَّعْماء.. وأعطى لغير جزاء.. والصَّلاة والسَّلام على النَّبي صاحب الحُجَّة الغَرَّاء.. وعلى آله وأصحابه الهُداة الأتقياء. وبعد:

    أيها العاقل! ما قولك في رجل مرَّ في طريق؛ فأبصر أزهارًا ناضرة.. فوَّاحة الأريج.. وإلى جنبها شوك عنيد؛ فأعرض عن الأزهار.. ومدَّ يده إلى الشوك؛ فما ردَّها إلاَّ حرارة وخَزه؟!!

    أليس عجيبًا أمر هذا الرجل؟!

    ذلك مثل المذنب الذي أعرض عن برد الطاعات ونضارها.. وأقبل على أوحال الذنوب ودنسها!

    حقًا! بئسما اختار!

    * أيها المذنب! المعصية حظ الشيطان!

    يا من اخترت العصيان على طاعة الرحمن.. أما علمت أن المعصية حظ الشيطان؟!

    كم يفرح الشيطان – أيها المسكين – إذا رآك على العصيان.. آبقًا من الرحمن!

    }الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ{ [البقرة: 268].

    عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «اثنتان من الشيطان، واثنتان من الله تعالى، ثم قرأ هذه الآية: }الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ{، }وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا{، قال: يعني يأمركم بالطاعة والصدقة؛ لتنالوا مغفرته وفضله }وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ {؛ يعني: واسع الفضل، عليم بثواب من يتصدق».

    فانظر – أيها المذنب – أنك إن ركبت الذنب أقدمت على أمر فيه طاعة للشيطان.. وإن أقدمت على الطاعة فإنما أنت في طاعة الرحمن.. فأيهما تختار؟! والعاقل من أحسن الخِيَرَة..

    * أيها المذنب! هل استفدت من عقلك؟!

    يا من خصَّك الله بالعقل والجنَان.. وجعلك من بني الإنسان.. هل استفدت من هذا العقل؟!

    إن من أتْبَعَ نفسه هواها.. وأعطاها مُناها.. فهو المعطِّل لعقله حقًا!

    وأي شرف لعقلك – أيها المسكين – إن لم تميز به بين الحسن والقبيح؟!

    وأي فائدة استفدتها من عقلك وأنت تختار رضا الشيطان على رضا الرحمن؟!

    بل أي فرق بينك وبين البهائم.. إن لم يدلك العقل إلى ما فيه صلاحك؟!

    قال ابن الجوزي: «وبهذا القدر فُضِّل الآدمي على البهائم؛ أعني ملكة الإرادة لأن البهائم واقفة على طباعها، لا نظر لها إلى عاقبة ولا فكر في مآل، فهي تتناول ما يدعوها إليه الطبع من الغذاء إذا حضر، وتفعل ما تحتاج إليه من الروث والبول أي وقت اتفق، والآدمي يمتنع من ذلك بقهر عقله لطبعه».

    أيها المذنب! أرأيت لو احتكمت إلى سلطان العقل؛ أكنت تختار الذنب على الطاعة؟!

    أم أن سكرة الشهوة غلبت البصيرة؟!

    ولكن هل يقر المذنبون بذلك؟!

    إن من عدَّ نفسه في العقلاء.. كيف يقر على نفسه بضد ذلك؟!

    قال ابن الجوزي: «فالعاقل من حفظ دينه ومروءته بترك الحرام، وحفظ قوته في الحلال؛ فأنفقها في طلب الفضائل من علم أو عمل، ولم يسع في إفناء عمره وتشتيت قلبه في شيء لا تحسن عاقبته».

    * أيها المذنب! كيف تستبدل بشرف الطاعات ذل المعاصي؟!

    إن الطاعة منزلة شريفة.. ودرجة سامية.. يسمو إليها أولئك الذين اختاروا الشرف.. والرفعة.. فتراهم بها مغتبطين.. هانئين..

    والمعصية منزلة وضيعة.. ودرجة حقيرة.. تهفو إليها قلوب اختارت دنيء الدرجات.. وسفساف الأمور!

    قال وهيب بن الورد: «من أحب شهوات الدنيا؛ فليتهيأ للذل»!

    وأمَّا أهل الطاعات؛ فهم أعلى الناس قدرًا.. وأرفعهم عزةً وشرفًا.. وتأمَّل في وصف الله تعالى لأوليائه بذلك..

    قال الله تعالى: }وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ{ [المنافقون: 8].

    فقرن الله تعالى عزة أوليائه بعزته تعالى وعزة رسوله ﷺ‬.. وفي هذا دليل واضح على شرف وعلو هذه العزة! وأكْرِمْ بذلك من نسب! فإن أهل المعاصي إذا افتخروا بالأهواء والانتساب إلى مراضي الشيطان.. فإن أهل الطاعات يفتخرون بالطاعات والمكارم.. والانتساب إلى مراضي الرحمن.. وكم بين الفريقين من بَوْن شاسع!

    وإن ما ينتظر الطائعين من الشرف يوم القيامة أكثر من شرف الدنيا!

    قال الله تعالى: }فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ * رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ * لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ{ [النور: 36-38].

    أيها المذنب! فاختر لنفسك: إما شرف الطاعات.. ثم الشرف في الدنيا والآخرة.. وإمَّا ذل الذنوب... ثم الذل في الدنيا والآخرة؟!

    * أيها المذنب! هل علمت أن أفضل العبادة ترك الحرام؟!

    يا من اخترت الذنب على الطاعة.. والراحة الكاذبة على الراحة الكبرى! أرأيت إن أعجزك الإكثار من الطاعات.. أما كان يسعك ترك الحرام؟!

    إن في حجز النفس عن الحرام فضيلة ظاهرة.. ودرجة رفيعة.. قال عمر بن عبد العزيز: «إن أفضل العبادة؛ أداء الفرائض، واجتناب المحارم».

    وقال محمد بن كعب القرظي: «ما عُبد الله بشيء قط أحب إليه من ترك المعاصي»!

    لذلك كان جهاد النفس على شهواتها من أرفع أنواع الجهاد.. والمنتصر فيه أظفر الناس فتحًا.. وخيرًا!

    ويقابل المنتصر المنهزم في جهاد نفسه.. فإنه من أشد الناس هزيمة.. وكسرًا!

    قال رسول الله ﷺ‬: «ألا أخبركم بالمؤمن؟ مَنْ أمِنَهُ النَّاسُ على أموالهم وأنفسهم، والمسلم مَنْ سَلِمَ النَّاسُ من لسَانه ويده، والمجاهد مَنْ جاهد نفسه في طاعة الله، والمهاجر منْ هَجَرَ الخطايا والذنوب!» [رواه أحمد وغيره/ السلسلة الصحيحة: 549].

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية: «فيؤمر بجهادها، كما يؤمر بجهاد من يأمر بالمعاصي ويدعو إليها، وهو إلى جهاد نفسه أحوج؛ فإن هذا فرض عين، وذاك فرض كفاية، والصبر في هذا من أفضل الأعمال؛ فإن هذا الجهاد حقيقة ذلك الجهاد؛ فمن صبر عليه صبر على ذلك الجهاد».

    أيها المذنب! فأيهما تختار: النصر.. أم الهزيمة؟!

    وقد علمت المنتصر من المهزوم.. وأنهما طريقان.. فاحرص أن تكون ممن انتصر على النفس وشهواتها..

    واعلم – أيها المسكين – أن ركوب الذنب نزول عن درجة الصابرين.. وهم الذين وعدهم الله تعالى بالثواب العظيم!

    عن أبي سليمان الداراني في قوله تعالى: }وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا{، قال: صبروا عن الشهوات».

    وقال أبو سليمان الداراني أيضًا: «أفضل الأعمال خلاف الهوى».

    * أيها المذنب! لقد اخترت ظلام الذنب على نور الطاعة!

    نعم.. إن العاصي اختار أوكس نصيب.. وأخسر صفقة!

    فبينما أهل الطاعات يتقلبون في لذاذة الطاعات.. ترى أهل الذنوب غادين ورائحين في ظلام المعاصي!

    وبينما يقبس أهل الطاعات من أنوار الهُدى.. ترى أهل المعاصي يتخبطون في دياجير الذنوب!

    قال ابن القيم: «ولا تظن أن قوله تعالى: }إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ{ مختص بيوم المعاد فقط، بل هؤلاء في نعيم في دورهم الثلاثة، وهؤلاء في جحيم في دورهم الثلاثة، وأي لذة ونعيم في الدنيا أطيب من برِّ القلب، وسلامة الصدر، ومعرفة الرب تعالى، ومحبته، والعمل على موافقته؟! وهل العيش في الحقيقة إلاَّ عيش القلب السليم»؟!

    أيها المذنب! إن للطاعات لذَّة يذوقها من اعتادها.. وقد عرف الصالحون هذه اللذة.. فكانت أشهى عندهم من كل مُشْتَهَى!

    عن أحمد بن أبي الحواري، قال: «سمعت أبا سليمان الداراني يقول: لو لم يبك العاقل فيما بقي من عمره حتى يخرج من الدنيا إلا على ما فاته من لذة طاعة الله عز وجل فيما مضى من عمره، لكان ينبغي له أن يُبْكِيَهُ ذلك حتى يخرج من الدنيا! فقلت: يا أبا سليمان، إنما يبكي على لذة ما مضى من وجد الإيمان. فقال: صدقت».

    قال: «وسمعته يقول: أهل الطاعة بليلهم ألذ من أهل اللهو بلهوهم، وربما استقبلني الفرح في جوف الليل، وربما رأيت القلب يضحك ضحكًا»!

    أيها المذنب! والطاعة أُنْس... وسرور.. وراحة.. والذنب وَحْشَة.. وشفاء!

    فهل يسرك أن تختار الوَحْشَة على الأُنس.. والنَّصب على الراحة؟!

    قال بعض السلف: «إن للحسنة لنورًا في القلب، وقوة في البدن، وضياء في الوجه، وسعة في الرزق، ومحبة في قلوب الخلق، وإن للسيئة لظلمة في القلب، وسوادًا في الوجه، ووهنًا في البدن، ونقصًا في الرزق، وبغضًا في قلوب الخلق»!

    أيها المذنب! أهل الطاعات بطاعاتهم آنس من الوالد بولده.. ومن البخيل بماله!

    لما حضرت معاذاً بن جبل t الوفاة؛ قال: «اخنق خنقك، فوعزتك إني أحبك، اللهم إني كنت أخافك، وأنا اليوم أرجوك، اللهم إنك تعلم أني ما كنت أحب البقاء في الدنيا لكري الأنهار، ولا غراس الأشجار، وإنما بمكابدة الساعات، وظمأ الهواجر، ومزاحمة العلماء بالرُّكَب عند حِلَق الذِّكر»!

    أيها المذنب! إذا تلذَّذ أهل الطاعات ببردها.. فإنَّ للذنوب مرارات.. وغصص!

    وكم من مذنب لم يشعر بتلك المرارات.. وغفلته عن ذلك أشد من الذنب! فإن العقوبات المعنوية التي تنزل على قلب المذنب شديدة الوطأة على العصاة!

    قال ابن الجوزي: «وربما رأى العاصي سلامة بدنه وماله؛ فظنَّ أن لا عقوبة، وغفلته عمَّا عوقب به عقوبة، وقد قال الحكماء: المعصية بعد المعصية عقاب المعصية، والحسنة بعد الحسنة ثواب الحسنة».

    أيها الغافل! ذلك هو نور الطاعات الذي يفوز به الطائعون.. وتلك هي ظلمة المعصية التي يعيشها العاصون.. ويكون ذلك في الدنيا والآخرة..

    }يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آَمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ{ [الحديد: 12، 13].

    * أيها المذنب! بئس العبد عبد همه هواه!

    أيها المختار هواه على طاعة الله تعالى.. بئسما اخترت!

    ويا أيها المشغول بشهوته.. بئس العبد عبد همه هواه!

    من الذي يرضى أن يستبدل بعبودية مولاه تبارك وتعالى عبودية الشهوات؟!

    حقًا! إن المشغول بشهواته بئست البضاعة بضاعته!

    قال النبي ﷺ‬: «تَعِسَ عبدُ الدينار، وعبدُ الدرهم، وعبدُ الخَميصَة، إن أُعْطيَ رَضِيَ، وإنْ لم يُعْطَ سخط، تعسَ وانتكس، وإذا شيك فلا انتقَشَ!...» [رواه البخاري].

    قال مالك بن دينار: «بئس عبد همه هواه وبطنه»!

    وقال بعض السلف: «كل شيء يشغلك عن الله عزَّ وجل من مال وولد؛ فهو مشؤوم عليك».

    فيا من تقطَّعَتْ به السُّبل.. وتفرَّقت به مطالب النفس؛ إن السعيد من جعل طاعة الله شغله.. ومن كان كذلك كفاه الله همَّ دنياه..

    قال رسول الله ﷺ‬: «من جعل الهموم همًّا واحدًا؛ هم المعاد؛ كفاه الله همَّ دنياه، ومن تشعبت به الهموم في أحوال الدنيا لم يبال الله في أي أوديته هلك!». [رواه ابن ماجه/ صحيح الترغيب للألباني: 3171].

    أيها المذنب! إن الواقف عند شهوته لا تزال النفس تدعوه إلى المزيد.. حتى يصبح عبدًا لها!

    فَلُذْ إلى ظل الطاعات.. تجد أهنأ ظل!

    خير ما اجْتَنَّ به المرءُ التُّقَى

    فاتَّخذْهَا عُدَّةً دونَ العُدَدْ

    وأرى الشَّهْوَةَ مفتاحَ الرَّدى

    فاجْتَنِبْهَا وانْأَ عنها وابْتَعِدْ

    * أيها الغافل! أتدري علامة المطيع والعاصي؟!

    يا من اخترت طريق الذنوب.. هل وقفت على علامات الطريق؟!

    فكم من مذنب أعمت بصيرته المعاصي.. فهو لا يدري ما يأتي وما يذر!

    فإليك – أيها الغافل – علامات طريق الناجين.. وطريق الهالكين..

    يقال: «للمخادع نفسه ثلاث علامات: أحدها: أن يبادر إلى الشهوات، ويأمن الزلل، والثاني: يسوف التوبة بطول الأمل، والثالث: يرجو الآخرة بغير عمل»!

    وقال بعض الحكماء: «علامة الذي استقام أن يكون مثله كمثل الجبل؛ لأن الجبل له أربع علامات: أحدها: أنه لا يذيبه الحر، والثاني: لا يجمده البرد، والثالث: لا تحركه الريح، والرابع: لا يذهبه السيل، فكذا المستقيم له أربع علامات: أحدها: إذا أحسن إليه إنسان لا يحمله إحسانه على أن يميل إليه بغير حق، والثاني: إذا أساء إليه إنسان لا يحمله ذلك على أن يقول بغير حق، والثالث: أن هوى نفسه لا يحوله عن أمر الله تعالى، والرابع: أن حطام الدنيا لا يشغله عن طاعة الله عزَّ وجلَّ».

    أيها المذنب! إن طريق الذنوب طريق مظلم.. لا يسلكه إلاَّ من اختار لنفسه الأدنى.. ورغب بها عن سبل الهُدى!

    فاسع– أيها المسكين- إلى خلاص نفسك قبل حلول الآفات.. ونزول مفرِّق الجماعات..

    وعَمِّرْ أيامك بالطاعات.. فإن زهرة أيامك ما شغلتها بطاعة الله تعالى.. قال رسول الله ﷺ‬: «ليس أحد أفضل عند الله من مؤمن يُعمَّر في الإسلام لتكبيره، وتحميده، وتسبيحه، وتهليله» [رواه أحمد/ صحيح الجامع: 5371].

    وقال رسول الله ﷺ‬ أيضًا: «خير الناس من طال عمره، وحسن عمله». [رواه الترمذي/ صحيح الترغيب: 3364].

    أيها المذنب! أيقظ عين البصيرة.. وستبدو لك الطاعات في أزهى حُلَلها.. وأحسن الاختيار.. وقارن بين الأمرين: الطاعة، والمعصية.. أيهما أكمل أمرًا.. وأحمد عاقبةً؟!

    ولا يخدعنك شاهد الشهوات عن الآفات.. واحرص على فعل الطاعات كحرصك على فعل الشهوات تُهْدَى إن شاء الله.. ويستقيم أمرك..

    والحمد لله تعالى أبدًا.. والصَّلاة والسَّلام على النَّبي والآل والأصحاب..