×
اليوم العلمي في أعمال القلوب: رسالة شمِلَت رؤوس أقلام عن بعض أعمال القلوب مُختصَرة من كتاب: «مدارج السالكين» للإمام ابن قيم الجوزية - رحمه الله تعالى -، وهي سهلة المحتوى لتُناسِب عموم الناس ممن يحب هذا الاتجاه.

اليوم العلمي في أعمال القلوب

من كتاب مدارج السالكين

ابن القيم رحمه الله تعالى

إعداد

سلطان بن عبد الله العمري

المشرف العام على موقع يا له من دين

www.denana.com

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وصلى الله وسلم وبارك على رسول الله. أما بعد :

فهذه رؤوس أقلام في بعض أعمال القلوب تم تهذيبها من كتاب ( مدارج السالكين ) لابن القيم رحمه الله تعالى .

وجعلتها مختصرة وسهلة المحتوى لتسهل على القارئ ولتكون مناسبة لعموم الناس ممن يحب هذا الاتجاه .

أسأل ربي أن ينفع بها وأن يجعلها خالصة لوجهه الكريم .

أهمية الموضوع :

1- قال ابن القيم رحمه الله: في قوله تعالى: "وثيابك فطهر" : جمهور المفسرين من السلف ومن بعدهم على أن المراد بالثياب هنا هو القلب .

2- القلب هو محط نظر الرحمن كما في الحديث : (( إِنَّ اللَّهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ )) رواه مسلم .

3- القلب هو ملك الأعضاء وبصلاحه صلاحها كما في الحديث : ( ألا وإن في الجسد مضغة ) متفق عليه.

4- أعمال القلوب كأعمال الجوارح يتعلق بها الثواب والعقاب أيضاً، فكما أن المرء محاسب على قول لسانه وفعل جوارحه فهو محاسب على عمل قلبه .

5- أعمال القلوب لا حد لها، بل تضاعف أضعافاً؛ وذلك لأن أعمال الجوارح مهما كثرت وعظمت لها وقت معلوم، أما العبادات القلبية فإنها إذا استقرت في قلب العبد، فإنها تكون ملازمة له على كل حال .

6- الغفلة عن طرح الموضوع في ( خطب الجمعة – المقالات – القنوات – المواقع ) يستدعي العناية به.

7- أعمال القلوب أهم من أعمال البدن , مثال :

- الخشوع في الصلاة أهم من وجود البدن .

- الإخلاص أهم من صورة العمل .

- المنافقون شهدوا باللسان ولكن القلب مكذب .

8- الغفلة عن محرمات القلوب .


من أعمال القلوب

( 1 ) اليقظة :

قال تعالى (( أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )) [الأنعام : 122] .

قال ابن القيم رحمه الله تعالى : فإن المراد بها من كان ميت القلب بعدم روح العلم والهدى والإيمان فأحياه الرب تعالى بروح أخرى غير الروح التي أحيا بها بدنه وهي روح معرفته وتوحيده ومحبته وعبادته وحده لا شريك له، إذ لا حياة للروح إلا بذلك وإلا فهي في جملة الأموات ولهذا وصف الله تعالى من عدم ذلك بالموت فقال: (( أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ )) [ الأنعام: 122 ] .

- حياة القلب تبعث على الهمة وصدق الإرادة والطلب وعلى حسب قوة الحياة تكون الهمة والإرادة .

- حياة القلب لها مقومات كما أن حياة البدن لها مقومات .

- كلما كانت المقومات متوافرة قويت حياة القلب وكلما ضعفت ومال صاحبه للشهوات نقصت حياته .

- بداية ميلاد المرء من حين يحيى بالإيمان والهداية , والحياة قبل ذلك لا قيمة لها؛ لأنه كان ميت .

- الفكرة في اليقظة : فكرة تتعلق بالعلم , فكرة تتعلق بالطلب والإرادة .

- بعد ذلك : القصد والسير نحو المنازل .

( 2 ) التوبة :

تتعلق بها مسائل :

- التوبة هي : مخالفة داعي الهوى والنفس والاستجابة لداعي الحق والهدى .

- التوبة فرض على الفور .

- تأخير التوبة ذنب تجب له التوبة .

- تعظيم الجناية يصدر عن ثلاثة أشياء:

1- تعظيم الآمر .

2- تعظيم الأمر .

3- التصديق بالجزاء.

- اتهام التوبة .

- شمولية التوبة لكل الذنوب .

- التوبة الصادقة لها دلائل :

1- الندم .

2- العزم على عدم العودة .

3- ترك المباشرة للذنب .

4- ملازمة الخوف له .

5- من موجبات التوبة الصحيحة أيضاً: كسرة خاصة تحصل للقلب لا يشبهها شيء .

6- هل يشترط التحلل من صاحب الحق ؟.

7- إرجاع الحقوق المالية إذا لم يعثر على أصحابها , يكون بالصدقة عنهم .

8- تصح التوبة من ذنب مع الإصرار على غيره .

9- هاهنا أمر ينبغي التفطن له وهو أن " الكبيرة " قد يقترن بها من الحياء والخوف والاستعظام لها ما يلحقها بالصغائر وقد يقترن بالصغيرة من قلة الحياء وعدم المبالاة وترك الخوف والاستهانة بها ما يلحقها بالكبائر بل يجعلها في أعلى رتبها, وهذا أمر مرجعه إلى ما يقوم بالقلب وهو قدر زائد على مجرد الفعل والإنسان يعرف ذلك من نفسه ومن غيره.

- عبادة التوبة توجب الفقر والانكسار الدائم .

- الذنب قد يكون أنفع للعبد من بعض الطاعات .

- الرسول صلى الله عليه وسلم وكثرة التوبة والاستغفار .

( 3 ) المحبة :

- هي المنزلة التي تنافس فيا المتنافسون , وإليها شخص العاملون , وهي قوت القلوب وغذاء الأرواح.

- المحبة هي : عنوان الطريق , والعنوان يدل على الكتاب .

- هي : روح الإيمان والأعمال والمقامات والأحوال .

- هي الطريق لتحمل أعباء الأعمال والهمم .

- الذين يدعونها كثير , ولكن الطريق لها (( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ )) [آل عمران : 31] .

- تعاريف :

1. ميل القلب نحو المحبوب .

2. إيثار المحبوب على جميع المصحوب .

3. أن تكون كل حياتك لله تعالى .

· معالم :

- التأمل في الآيات يؤكد على وجود أعمال وصفات يحبها الله ومنها ( الصابرين – المحسنين – المتقين – المقسطين ... ) .

- التأمل في القرآن والحذر مما لا يحبه الله ( الفساد – كل مختال فخور – الظالمين - .. ) .

- لابد من الابتلاء لتمحيص المحبة الربانية التي في قلبك , تأمل قصة إبراهيم مع ولده إسماعيل عليهما السلام .

- قصة ابتلاء يوسف عليه السلام مع المرأة .

- لو وردت معاملة فيها رغبة دنيوية ولكنها محرمة فهل تقدمه محبة الله أم رغبتك ؟

- المحبة تثمر :

1. السرور واللذة بالعبادة .

2. الاستمتاع بالتعب في سبيل الله تعالى.

3. الإكثار من ذكر الله .

4. الأنس بالخلوة , وتأمل حال ابن تيمية في السجن .

- المحبة عند الصوفية تقتضي مجرد الذكر والوجدان والرقص .

- كل محبة فهي مصحوبة بالخوف والرجاء , فهو يخاف من ذنوبه ويرجو رحمة ربه ومغفرته .

- لا يصح لفظ ( العشق ) بين العبد وربه .

- الشوق لله تعالى هو من آثار كمال المحبة , وفي الحديث ( أسألك لذة النظر إلى وجهك الكريم والشوق إلى لقائك ) .

( 4 ) الافتقار :

(( يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ )) [فاطر : 15]

- الفقر الحقيقي: أن تشهد في كل ذرة من ذراتك الظاهرة والباطنة فاقة تامة إلى الله تعالى .

- الفقر وصف ذاتي لا ينفك عنه العبد , كما أن الغنى وصف ذاتي للرب تبارك وتعالى .

- بداية الافتقار : الذل لله , ونهايته : العز بالله .

- الفقير هنا :

1. لا يخاصم لنفسه .

2. يشعر بالحاجة دائماً إلى ربه .

3. يكثر الدعاء في كل لحظاته .

4. نسيان الحسنات والخيرات .

5. التواضع للرب وللخلق .

6. كراهية مدح النفس , وكان ابن تيمية إذا مُدح يقول : أنا إلى الآن أجدد إسلامي .

( 5 ) المراقبة :

تواترت النصوص بتأصيل هذا العمل .

(( إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً )) [النساء : 1]

(( أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى )) [العلق : 14]

(( وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ )) [البقرة : 235]

المراقبة : هي علم القلب بقرب الرب .

وهي التعبد لله باسم : الرقيب والشهيد والحفيظ والعليم والبصير والسميع.

قيل : من تحقق في المراقبة خاف على فوات لحظه من ربه لاغير .

- كلما امتلأ القلب بتعظيم الله تعالى كلما قويت المراقبة .

- صاحب الإيمان يتلذذ بعلمه برقابة الله عليه , فيقوى على العمل ويجاهد نفسه عليه .

- المراقبة تثمر :

1. تعظيم الأوامر .

2. تعظيم النواهي .

3. تطهير القلوب .

4. عمارة الوقت .

( 6 ) التعظيم :

يقول تعالى (( وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ )) [الزمر : 67].

وقال تعالى : (( مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا )) [نوح : 13] .

أسباب تدعونا إلى تعظيم الله :

1. التأمل في أسمائه تعالى " العظيم – الجبار – القهار – الخالق " .

2. النظر في مخلوقات الله الكثيرة والعظيمة " العرش – السماوات – الجنة والنار – الملائكة " .

3. انتقام الله ممن خالف أمره (( فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ )) [العنكبوت : 40].

يترتب عليها :

1. تعظيم التوحيد والعمل به ودعوة الناس إليه, والحذر من الشرك ووسائله والنهي عنه, وتعظيم الأسماء والصفات والإيمان بها على المنهج المستقيم .

2. تعظيم القرآن بالعمل به .

3. تعظيم النص وعدم الاعتراض عليه والتشكيك فيه والطعن في صلاحيته لكل زمان .

4. تعظيم الأشخاص : " الأنبياء , الصحابة , العلماء , الوالدين ".

5. تعظيم الأماكن : المساجد .

6. تعظيم الأوامر .

( 7 ) الإخلاص والصدق:

تكاثرت النصوص في الحث عليه :

(( وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ )) [الأعراف : 29]

(( هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِين )) [غافر : 65]

(( قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ )) [الأنعام : 162]

حديث : ( أول ثلاثة تسعر بهم النار.. ) رواه مسلم , يؤكد على ضرورة العناية بالإخلاص .

قيل في تعريفه :

- إفراد الله تعالى بالقصد في الطاعة .

- تصفية الفعل من ملاحظة المخلوقين .

فضائل الإخلاص :

- طريق لقبول الأعمال .

- مرتبة الصديقية فوق الشهيد (( وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا )) [النساء : 69].

- ينفعك يوم القيامة (( قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ )) [المائدة : 119] .

- (( لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ )) [الأحزاب : 24].

- يحفظك من نزغات الشيطان : (( وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ )) [يوسف : 24].

- وسيلة للقبول في الأرض.

إشارات :

- يعرض للعامل في عمله آفات , ومنها :

- آفة رؤية العمل وملاحظته , وعلاجها :

1. أن يوقن بأن الذي وفقه له هو الله تعالى (( وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ )) [النور : 21]

2. بأن يطالع عيوب العمل وآفاته .

- آفة طلب العوض من الله , وهذه علاجها : أن يعلم أنه عبد , والعبد لا يطلب من سيده عوض .

- احذر من حظ النفس في العمل .

- المخلص يخجل من عمله أن يصل إلى ربه لعلمه بما يستحق سبحانه من التعبد .

- المخلص ينسى عمله ولا يتذكره .

- المخلص يجعل العبادة سليمة من مبدأ " تحول العبادة إلى عادة " بل الهدف تحقيق رضوان الله والتقرب إليه بما يحب .

- المخلص يكتم سره مع الله تعالى خوفاً من السراق والحساد .

- إخفاء العمل من سمات المخلصين .

- المخلص لا يسوق نفسه للعمل بالإكراه, بل يجد في العمل لذته وسروره ، كما قال صلى الله عليه وسلم: ( جعلت قرة عيني في الصلاة ) السلسلة الصحيحة ( 3291 ) .

- المبالغة في الحذر من الرياء غير محمودة بل قد تدعو لترك العبادة , كمن يترك صلاة الجماعة بسبب الخوف من الرياء .

- البعد عن الشهرة تجعل المناصب المهمة بأيدي من لا يستحق , ويوسف عليه السلام طلب الولاية لخدمة الدين (( قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ )) [يوسف : 55] .


( 8 ) الخشوع :

- هو قيام القلب بين يدي الرب بالخضوع .

- أجمع العلماء على أنه إذا استقر الخشوع في القلب ظهرت دلائله على الجوارح .

- كان حذيفة يقول : " إياكم وخشوع النفاق " أن يرى البدن خاشع والقلب ليس بخاشع.

* من علامات الخشوع :

1. تلقي الأمر بالقبول .

2. مواطأة الظاهر للباطن .

3. قبول الحق ممن جاء به .

* يكمل الخشوع بأمور :

1. تدبر القرآن (( وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا )) [الإسراء : 109].

2. التربية على التذلل بين يدي الله تعالى " طول السجود " .

3. اكتشاف آفات النفوس ومعالجتها .

4. إخفاء حال النفس مع الله .

5. عدم رؤية النفس واليقين بأن ما فيها من خير فهو من الله تعالى .

- يوم القيامة يخشع من لم يخشع .

- (( يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا )) [طه : 108] .

- (( وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ وَقَالَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذَابٍ مُقِيمٍ )) [الشورى : 45]


( 9 ) الخوف :

جاء في القرآن : الخوف – الخشية – الإشفاق – الوجل .

- الملائكة وصفهم الله (( يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ )) [الأنبياء : 28]

- أهل الإيمان (( الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَهُمْ مِنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ )) [الأنبياء : 49] .

- (( إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ )) [المؤمنون : 57]

- الخوف من القيامة : (( يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِهَا وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ أَلَا إِنَّ الَّذِينَ يُمَارُونَ فِي السَّاعَةِ لَفِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ )) [الشورى : 18].

- الخوف من العذاب : (( وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ )) [المعارج : 27] .

- العلماء عندهم خشية (( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ )) [فاطر : 28].

- الخوف ليس مقصوداً لذاته بل مقصوداً لغيره .

- قاعدة الخوف الشرعي : ما حجزك عن الحرام .

تفعيل الخوف :

1. التصديق بالوعيد .

2. ذكر الجناية .

3. الانقلاب عن المنهج , بسبب فتنة قادمة , أو سيئات تفرق القلب.

4. الخوف من القدر السابق وسوء الخاتمة .

5. الخوف من عدم القبول .

- مخالفات في الخوف :

1. القنوط من رحمة الله تعالى .

2. اليأس من الله .

3. الخوف من غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله .

4. لا بأس من الخوف الطبيعي ( فخرج منها خائفا يترقب ) .

- القلب يسير كالطير , له رأس وجناحان : الرأس المحبة والجناحان الخوف والرجاء .

( 10 ) الصبر :

- ورد في القرآن في نحو تسعين موضع .

- من صيغ وروده في القرآن :

– الأمر به (( وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ )) [لقمان : 17].

– أنه منهج الرسل (( فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ )) [الأحقاف : 35].

- معية الله لهم (( إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ )) [البقرة : 153].

– المنازل العالية لأهل الصبر (( لَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ )) [القصص : 80]

– به تنال الإمامة في الدين (( وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ )) [السجدة : 24].

(( إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ )) [المؤمنون : 111]

- (( وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )) [النحل : 96]

- (( وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا )) [الإنسان : 12]

- الصبر : حبس النفس عن الجزع واللسان عن الشكوى والجوارح عن التشويش .

- أقسام الصبر : على الطاعة – عن المعصية – على الأقدار .

- الصبر الاختياري أكمل من الصبر الاضطراري , فالاختياري مثل صبر يوسف عن المرأة والاضطراري كصبره على رميه في البئر.

- الاستعانة بالله في الصبر.

- النظر في صبر الأعداء.

- الاستشارة لاتنافي الصبر .

- من الخلل : حصر الصبر في أمور الحياة والغفلة عن الصبر في جوانب العبادة .

- عند الامتحان يتبين من هم الصابرون (( أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ )) [آل عمران : 142] .

- من المهم : النظر الدائم في صبر الأنبياء والعلماء على الابتلاءات التي جرت لهم .

- الجزع ضد الصبر , وله صور : شق الجيوب – الألفاظ المخالفة.

( 11 ) الرضا :

ينقسم إلى :

- واجب؛ كالرضا بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد رسولاً .

- مستحب, كالرضا بالأقدار المؤلمة, ويعينك على ذلك :

1. اليقين بأن كل ما يقدره الله فهو خير (( لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُم )) [النور : 11]

2. استشعار معنى اسم الحكيم لله تعالى .

3. مطالعة سير الأنبياء والصالحين وكيف رضوا بقدر الله تعالى .

- الرضا بالله ربا يتضمن :

1. الرضا بالتوحيد منهجاً وسلوكاً .

2. الرضا بشريعته وقبولها سواء الأوامر أو النواهي .

3. عدم الاعتراض على أمور الشريعة بالعقل أو بالذوق أو بالسياسة , ولو تأملنا حال العلمانيين والليبراليين في اعتراضهم على النصوص والشرائع لعرفنا أنهم لم يرضوا بالله رباً .

4. الدفاع عن الطاعنين في الشريعة وثوابت الدين .

- الرضا بالرسول صلى الله عليه وسلم :

1. كمال الانقياد له والتسليم المطلق له, قال تعالى : (( فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا )) [النساء : 65] .

2. تقديم ما جاء به على كل رأي ومذهب (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ )) [الحجرات : 1]

3. الدفاع عن من يطعن في سنته .

- الرضا بالإسلام ديناً :

1. قبول الإسلام والطمأنينة له .

2. رفض الكفر وسائر الملل .

3. مجاهدة النفس على الثبات على الإسلام, ولذا قال تعالى : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ )) [آل عمران : 102] .

( 12 ) السرور :

قال الله تعالى: (( قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ )) [ يونس: 58].

يأمر الله تعالى عباده بالفرح بفضله ورحمته وذلك تبع للفرح والسرور بصاحب الفضل والرحمة فإن من فرح بما يصل إليه من جواد كريم محسن بر يكون فرحه بمن أوصل ذلك إليه أولى .

- السرور بالقرآن , قال تعالى : (( وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَفْرَحُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ )) [ الرعد: 36] فالفرح بالعلم والإيمان والسنة دليل على تعظيمه عند صاحبه ومحبته له وإيثاره له على غيره فإن فرح العبد بالشيء عند حصوله له على قدر محبته له .

- كلما زاد الإقبال على الله تعالى زاد السرور (( مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )) [النحل : 97].

- من وصل لهذا الاستشعار وجد أن الطاعات وسيلة للتلذذ وليست مجرد تكاليف .

- هناك سرور قبل الموت حينا يبشر بمقعده من الجنة .

- هناك سرور في القبر حينما يأتيه الرجل حسن الوجه وطيب الرائحة .

- السرور الأكبر هناك (( وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا )) [الانشقاق : 9] (( فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا )) [الإنسان : 11].


( 13 ) الاستقامة :

- يقول تعالى: (( فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ )) [هود : 112].

ويقول: (( إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ )) [الأحقاف : 13].

- الاستقامة ضد الطغيان وهو مجاوزة الحدود في كل شيء وعكسه التفريط والفتور.

- قال ابن تيمية : استقاموا على محبته وعبوديته فلم يلتفتوا عنه يمنة ولا يسرة .

- عن سفيان بن عبد الله قال: ( قلت يا رسول الله قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً بعدك؟ فقال : قل آمنت بالله ثم استقم ) صحيح ابن ماجه ( 3223 ).

- المطلوب من العبد الاستقامة وهي السداد فإن لم يقدر فالمقاربة .

- الاستقامة تتعلق بـ : الأقوال – الأعمال – الأحوال – النيات .

- قال ابن تيمية : أعظم الكرامة لزوم الاستقامة .

- في الدنيا فتن تحاول تغيير مسار الاستقامة .

- التبديل وتغيير المبادئ والتصورات تخالف منهج أهل الاستقامة .

يعين على تحقيق استقامة القلب :

1. العلم الشرعي؛ فهو الميزان بين الأمور وفي أوقات الفتن والمتغيرات .

2. لزوم العلماء الربانيين .

3. تدبر القرآن .


( 14 ) التوكل :

يدخل معه في نفس المعنى : الاستعانة – الثقة – الطمأنينة – التفويض .

- (( إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ )) [آل عمران : 160]

- (( فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ )) [النمل : 79]

- (( فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ )) [آل عمران : 159]

- قال تعالى: (( وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ )) [يونس : 84].

- ومن السبعين ألف ( وعلى ربهم يتوكلون ) . رواه مسلم .

- التوكل : اعتماد القلب على الله تعالى .

- كل من كان بالله وصفاته أعلم كان توكله أصح .

- تأمل في حال الأنبياء عليهم الصلاة والسلام :

1. نوح في بناء سفينة في البر ثم تأتي الأمواج .

2. إبراهيم لما ألقي في النار .

3. موسى أمام البحر .

4. رسولنا في الغار .

5. الصحابة في الفتوحات .

- التوكل يجمع بين :

1. علم القلب .

2. عمل القلب .

3. القيام بالأسباب .

- من تمام التوكل عدم الركون للأسباب .

- لا يستقيم التوكل إلا إذا صح التوحيد .

* من صور التوكل :

1. التوكل في القيام بالعبادة .

2. التوكل في دعوة الخلق .

3. التوكل في الجهاد في سبيل الله تعالى .

4. في أمور الحياة من معاملات .

5. في أمور الرزق .

6. في طلب الشفاء من الله تعالى .

* يقوي جانب التوكل :

1. الثقة بالله تعالى وحسن الظن به .

2. التأمل في حال الصالحين, وتأمل في أم موسى لما ألقته في اليم (( وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ )) [القصص : 7] فهذه قمة التوكل والثقة بالله تعالى.

- بعد التوكل ( الرضا ) .

- دعاء الاسنخارة ( يؤكد على تربية النفس على التوكل ) .


( 15 ) الزهـد :

- تواترت النصوص بالتزهيد في الدنيا (( مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ )) [النحل : 96] .

- الزهد هو : الترك .

- قال ابن تيمية : الزهد هو : ترك ما لا ينفع في الآخرة .

- وقال أحمد بن حنبل : قصر الأمل .

- إذا أراد الله بعبده خيراً أقام في قلبه شاهداً يعاين به حقيقة الآخرة ويؤثر منهما ما هو أولى بالإيثار.

- أركان الزهد : الزهد في " المال – الصور – الرياسة – الناس – النفس – كل مادون الله تعالى ".

- ليس من الزهد ترك الدنيا والوظيفة والمال الحلال, قال تعالى: (( وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا )) [القصص : 77] وبعض الأنبياء كانت عندهم الدنيا مثل سليمان وداود عليهما السلام ونبينا صلى الله عليه وسلم مارس التجارة, وكذلك الصحابة رضي الله عنهم كابن عوف والزبير وعثمان كانوا يعتنون بالتجارة.

- منهج الصوفية مخالف في الزهد .

- الزهد " ترك " المحرمات وهذا فرض .

- الزهد في " ترك الشبهات " مستحب ومؤكد .

- الزهد في الفضول, فإذا ترك الفضول حمى وقته منه وعمره بالطاعات وبالواجبات في الوقت .

- الزهد في الزهد, واحتقار ما زهدت فيه .

- القراءة في كتب السلف تربي مبدأ الزهد .

- مجالسة العلماء الزاهدين يزيدك زهدا .


( 16 ) الرجاء :

هو الجناح الآخر في رحلة القلب والجناح الأول الخوف .

- الرجاء هو حسن الظن بالله تعالى .

- في الحديث القدسي : ( إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي ) صحيح الترغيب ( 3382 ).

- ينطلق هذا العمل من الأسماء الإلهية التي فيها اللطف والرحمة " المحسن – البر – الرءوف – اللطيف – المنان – الرحمن " .

- لولا روح الرجاء لتعطلت كثير من الأعمال .

- على حسب قوة المعرفة بالله يكون الرجاء فيما عنده .

- الرجاء عند أهل الإيمان يقترن معه العمل, وعند الغافلين رجاء بلا عمل .

- عبادة الدعاء إنما هي نتيجة للرجاء وحسن الظن بالله تعالى .

- أهل الإيمان يزيد رجاءهم حتى يكون الشوق الكبير لربهم (( فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدً )) [الكهف : 110] والاشتياق : سفر القلب في طلب محبوبه .

- الفرق بين الرجاء والرغبة , أن الرجاء طمع , والرغبة طلب وعمل, فهي ثمرة الرجاء .

- في الرجاء عبادة التعلق بالله تعالى؛ لأن صاحبه ينتظر لطائف الرب فهو يتعلق به ويدعوه .

( 17 ) الرعاية :

وهي : مراعاة العلم وحفظه بالعمل .

- مراتب العلم :

1. رواية : مجرد نقل المرويات .

2. دراية : فهمه والتعقل لمعناه .

3. رعاية : العمل بموجب ما علمه ومقتضاه .

- مراعاة العمل :

1. بالإحسان فيه ظاهراً وباطناً .

2. بحفظه من المفسدات .

3. استصغار الأعمال في نفسك , وأن ما يليق بالله تعالى أعظم مما عملت, ولهذا نحن نستغفر عقب الأعمال : الوضوء, الصلاة, الأسحار .

- رعاية القلب :

1. أن لا يتعلق بغير الله تعالى .

2. أن يكون حاله منكسراً خاضعاً بين يدي ربه.