- الموجـز
في مراجع التراجم والبلدان والمصنفات وتعريفات العلوم
- السيرة
النبوية والمغازي
- كتب
الدلائل والشمائل والخصائص
- 1- تراجم الصحابة والتابعين
- 2- تراجم القراء
- 3- تراجم المفسرين
- 4- تراجم المحدثين والرواة
- 5- تراجم الفقهاء والأصوليين
- 6- تراجم الشيعة والمعتزلة
- 7- تراجم الزهاد والصوفية
- 8- تراجم اللغويين والنحاة
- 9- تراجم الأباء والشعراء
- 10- تراجم الأطباء والفلاسفة
- 11- تراجم القضاء
- 12- تراجم الخلفاء
- 13- تراجم الوزراء
- 14- تراجم المؤرخين
- 15- تراجم النسابين
- 16- تراجم النساء
- 17- التراجم على البلدان
- 18 التراجم على القرون
- 19- التراجم العامة
- 20- تراجم أهل المغرب والأندلس
- 21- المراجع الهادية
- أنساب
العرب
- مراجع
البلدان والمواضع والمياه والجبال
- علم
قوائم الكتب والفنون أو الببليوجرافيا العربية
- تعريفات
العلوم ومصطلحاتها
الموجـز
في مراجع التراجم والبلدان والمصنفات وتعريفات العلوم
الطبعة
الأولى
1406هـ
- 1985م
بسم
الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ،
والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء وسيد المرسلين. اللهم وصلى وسلم
وبارك عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين ، وصحابته أجمعين ، ومن دعا بدعوته، واهتدى
بهديه إلى يوم الدين .
وبعد :
فهذا دليل موجز ، إلى أبرز
مراجع ترجم العلماء ، والأدباء ، والمصنفين في كل فن فنون التراث العربي ، على
اختلاف مناهج هذه المراجع ، مع ذكر شيء من كتب الضبط والتقييد ، وكتب البلدان
(الجغرافيا) ، ومراجع الكتب والمصنفات (المراجع الببليوجرافية) التي تعين على رصد
حركة التأليف العربي ، ومعرفة ساره عبر القرون والأزمان ، وكتب تعريفات العلوم
ومصطلحاتها .
وقد وضعت هذا الدليل الموجز
لطلبة الدراسات العليا([1])
، الذين يؤودهم جمع مادتهم التاريخية ، والتهدى إلى توثق الكتب والمصنفات ، من
مصادرها ومظانها .
ولقد كنت أسأل بين الحين
والحين عن شيء من ذلك ، فأجيب بما يفتح الله به علي ، ومع كثرة السؤال كنت أجد أسى
، وأحس ألماً لما تردى فه طلبة العلم ، من جهل بتاريخ أمتهم، وعلومها وآدابها
ومعارفها ، وتبوءُ بإثمه مناهج الدراسة في جامعاتنا العربية ، التي لا تكاد تعنى
بإبراز هذا الجانب وتجليته ، إلى أسباب أخرى من القهر والمسخ والتشويه ، وتفريغ
العقول التي يتعرض لها أبناؤنا فيما يقرأون وفيما يسمعون .
نعم ، لقد تعرض أبناء هذا
الجيل لسيل طاغ وموجات متلاحقة ، من التشكيك في ثراتهم وأيامهم : فالشعر الجاهلي
غموض وانتحال ، وتفسير القرآن مشحون بالإسرائيليات ، والحديث ملئ بالوضع والضعف ،
والنحو تعقيد وتأويلات ، والصرف فروض ومتاهات ، والبلاغة تكلف وأصباغ ، والعروض
قيود ودوائر تدير الرأس ، والتاريخ صنع للحكام والملوك ، ولم يرصد نبض الشعوب
وأشواقها([2])
.
ومن وراء ذلك كله ، فاللغة
العربية عاجزة عن مسايرة ركب الحضارة ؛ لقصورها عن التعبير عن العلوم التطبيقية
والكونية ؛ لأنها لغة شعر وبيان .
يسمع أبناؤنا هذا كله عالياً
مدويا ، وتتجاوب أصداؤه المترنحة من أحلاس المقاهى ، إلى قاعات الدرس الجامعي ،
ولا يستطيع الشباب لذلك دفعاً ولا رداً ؛ لغرارتهم وجهلهم وقلة حيلتهم ؛ ولأن كل
هذه السموم إنما تساق في ثياب مزركشة ، من المنهجية والموضوعية ، والتفكير العلمي
، وحركة التاريخ ، والموقف الحضاري ، والشمولية . ولا يعرف أثر هذه الألفاظ
الغامضة المبهمة إلا من ابتلى بشرها ، وصلى جمرتها ، ووجد مسها ، وكل ذلك عرفت ،
إذا كنت في طراءة الصبا وأوائل الشباب ، تستهويني هذا الأضاليل ، وتتلعب كتلعب
الأفعال بالأسماء ، على ما قال أبو تمام ، وأحسب أن كثيراً من أبناء جيلي قد وقعوا
في هذا المهوى السحيق .
وكان أكثر هذه الأصوات دويا
، وأشدها فتكا ، تلك التي انبعثت من داخل درس الأدب في جامعاتنا العربية . فمن
خلال الثرثرة حول نظريات غربية في الأدب ، وتطويع الأدب العربي ، وإخضاعه لها ،
وتطاير شرر كثيرة ، حاول أن يأتي على تراث عربي عريق للكلمة العربية؛ شعراً
منظوماً حمل أنغاماً جليلة ، وكلاماً منثوراً أبان عن أدق أسرار النفس وخلجات
الروح .
ثم كان أن غرق طلبة العلم في
قضايا فارغة ، بدءاً من الوحدة الموضوعية والمعاناة ، والتجربة الشعرية ، وتراسلا
الحواس ، والمونولوج الداخلي ، والدفقة الشعورية ، والتعبير بالصورة ، والألفاظ
الموحية ، والشعر المهموس([3])
، وأدب الفرض والعبث ، وانتهاءً بالحداثة والمعاصرة ، التي تشغل بالهم هذه الأيام
.
وكانت المحنة فيما أثير حول
"الرمز" في الأدب ، الذي ألقى سدولاً كثيفة كئيبة على البين الذي هو
أشرف ما وهبه الله للإنسان ، وخضع النص الأدبي تحليلاً ودرساً لتلك الرموز"
اليونانية المتمرغة في أوحال الأساطير ، وهي رموز وثنية المنابت والأصول تجعل
الحياة البشرية جحيماً مستعراً من الخطايا والذنوب والآثام ، وتحليل الهم الشريف
ظلمة مطبقة على القلب والنفس ، والقلق السامي تدميراً لبنيان الله الذي أعطى كل
شيء خلقه ثم هدى ، سبحانه وتعالى" على ما قال شيخنا محمود محمد شاكر([4])
. والرمز عنده ضرب من الجبن اللغوي . يقول حفظه الله :
"فاللغة إذا اتسمت بسمة
الجبن كثر فيها "الزمر" وقل فيها الإقدام على التعبير الصحيح الواضح
المفصح . ولا تقل إن "الكناية" شبيهة بالرمز ، فهذا باطل من قبل الدراسة
الصحيحة لطبيعة "الزمر" وطبيعة "الكناية" . و
"المجاز" . وأنا أستنكف من "الرمز" في العربية ؛ لأن للعربية
شجاعة صادقة في تعبيرها ، وفي اشتقاقها ، وفي تكوين أحرفها ، ليست للغة أخرى .
وإذا كانت اللغة هي خزانة الفكر الإنساني ، فإن خزائن العربية قد ادخرت من نفيس
البيان الصحيح عن الفكر الإنساني ، وعن النفوس الإنسانية ، ما يعجز سائر اللغات ،
لأنها صفيت منذ الجاهلية الأولى المعرفة في القدم ، من نفوس مختارة بريئة من
الخسائس المزرية ، ومن العلل الغالبة ، حتى إذا جاء إسماعيل نبي الله ، ابن
إبراهيم خليل الرحمن ، أخذها وزادها نصاعة وبراعة وكرما ، وأسلمها إلى أبنائه من
العرب ، وهم على الحنيفية السمحة دين أبيهم إبراهيم ، فضلت تتحدر على ألسنتهم
مختارة مصفاة مبرأة ، حتى أظل زمان نبي لا ينطق عن الهوى ، صلى الله عليه وسلم، فأنزل
الله بها كتابه بلسان عربي مبين ، بلا رمز مبنى على الخرافات والأوهام ، ولا
ادّعاء لما لم يكن ، ولا نسبة كذب إلى الله ، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا . فمن
أجل ذلك كرهت الرموز، ورأيتها قدحاً في العربية ، وتشويهاً يلحقها"([5])
.
ثم كانت محنة ثانية في ذلك
"الرمز" الذي استحدثته قضايا الشعر الحر ، وما أثاره هذا الكلام المخمور
المتهالك من إسقاطات وإحباطات وهذر ، حول هموم العصر وعذابات الإنسان ، كما يقولون.
ولقد كان يكون الخطب هينا لو
أن هذا الهراء ظل في مجثمه في مجالس أحلاس المقاهي ممن ينتسبون إلى الأدب ، ولكنه
انتقل إلى الدرس الجامعي – كما ذكرت – افتتن به بعض معلمي الأدب افتنانا عجيباً ،
وصبوه صباً في أدمغة هؤلاء الشباب الأغرار ، ممن ابتلوا بالجلوس إليهم، والأخذ
عنهم ، ولا سبيل أمام الطالب الذي يريد أن يحصل على شهادته الجامعية إلا التلقي
والإذعان .
والآن ، وبعد انقضاء نحو
عشرين عاماً على تخرجي في كلية دار العلوم ، أبحث في حنايا نفسي وعقلي ، عن أثاره
من هذه اللغو الذي أخذ علينا ، في مطالع أيامنا ، الطرق والمنافذ ، فلا أجد شيئاً
ألبته ، وقد يكون هذا لأني عرفت سبيلي – بفضل من الله وعون – إلى أدب أهلي وعشريتي
، ولكني التمست ذلك أيضاً عند نفر من رفقاء دربي في تلك الأيام ، فلم أجد عندهم
شيئا ، وقد جمعني مع أحد منهم لقاء ، وكان قد وقع في أسر الفئة الباغية ، الذين
خدعوه عن تراثه ، وأفسدوا ذوقه ، فسألته عن " إليوت والأرض الخراب ، والرجال
الجوف" وكان شديد اللهج به وبهما ، فقال : لم يعد معي من ذلك شيء ، ثم أن أنة
حسرى ، وقال ولم يملك سوابق عبرة : "حسبنا الله ونعم الوكيل" .
والحديث عن "إليوت" وشغف القوم
به ، يفضى إلى الحديث عن كائنه أخرى ، وهي إفراط معلمي الأدب في دراسة الأجناس
الأدبية الغربية ، ودراسة الشعراء والأدباء الذين كتبوا بغير اللسان العربي ، وهو
جهد ضائع مهدر ، استفرغ فيه أدباؤنا وسعهم وطاقتهم فيما لا يجدي نفعاً، لا في
أدبنا ، ولا في أدب الغرب ، ولا يذهبن بك الوهم فتظن أن إنجليزيا يلتمس تعريفاً
بشكسبير أو تحليلاً لأدبه عن كاتب عربي استهلك وقته وعمره في دراسته . يقول شيخنا
محمود شاكر : "رأيت قط رجلاً واحد من غير الإنجليز أو الألمان مثلاً ، مهما
بلغ من العلم والمعرفة كان مسموع الكلمة في آداب اللغة الإنجليزية وخصائص لغتها ،
وفي تاريخ الأمة الإنجليزية ، وفي حياة المجتمع الإنجليزي ، يدين له علماء
الإنجليزي بالطاعة والتسليم ؟([6])
.
نعم ، شغلنا بأدب الغرب وفكر
الغرب شغلاً تاماً ، حجزنا عن النظر في موروثنا الضخم الذي أبدعته وحملته أجيال
وفية ، وعلى امتداد أربعة عشر قرناً من الزمان، فكان حالنا في ذلك كالذي قاله
إبراهيم بن هرمة :
كتاركة بيضهـا
بالعـــراء وملبسة بيض أخرى جناحا
وكالذي قاله ابن جذل الطعان
:
كمرضعة أولاد
أخرى وضيعت بنيها فلم ترقع بذلك مرقعا
ومثله قول العديل بن الفرخ
العجلي :
كمرضعة أولاد
أخرى وضيعت بني بطنها هذا الضلال عن القصد
والقصد : هو الطريق المستقيم
. ولم يكن ضلالنا عن القصد في درس الأدب وحده، بل شمل ذلك سائر العلوم الأخرى .
يقول عالم الفضاء المصري الدكتور فاروق سيد([7])
الباز : "إن العلوم التي نتعلمها وندرسها في جامعاتنا العربية ، هي علوم
قائمة أصلاً على تفكير غربي ، قامت لخدمة المجتمعات الغربية ، ولأضرب لك مثلاً
واقعاً من خبرتي ومن واقع تخصصي ، لقد تعلمت الجيولوجيا في مصر ، فكانت كلها تدور
حول ما يتعلق بجبال الألب في أوربا ، وجبال لابلاش في شرق أمريكا ، وروكي في غربها
، أما وادي النيل ، وصحراء مصر التي تشكل 96% من مساحة الأراضي المصرية كلها ، فلم
أتعلم منها ولا كلمة"([8])
.
ومعلوم أن علماء الغرب
ومفكريه لم يلتفتوا إلى تراثنا إلاّ في تلك الأيام الخوالى التي كانوا يقيمون فيها
حضارتهم ، فاتكئوا اتكائا ظاهراً على حضارتنا أيام ازدهارها وبسط سلطانها على
الدنيا كلها ، وقد عرفوا ذلك من خلال قنوات معروفة كالجوار والحروب والسفارات .
أما في أيامنا هذه التي اغتالونا فيها اغتيالا ، فهم في شغل عن فكرنا وأدبنا ، ولا
يخدعنك ما تقرأه عن ترجمة أعمال بعض أدبائنا إلى الإنجليزية أو الفرنسية أو
الألمانية ، فهذا من باب إحكام القبضة وشد الوثاق للوقوع في التبعية الثقافية ،
وإن شئت فقل إنه من باب (الضحك على الذقون) – كما نقول في العامية المصرية –
وإلهاء الطفل بدمية أو قطعة حلوى لاستدراجه إلى أن يسمع لك ويدور في فلكك ، وحتى
يعطي المقادة من نفسه معصوب العينين ، مشلول الخطى كالذي وقع في أخذة الساحر .
وآية ذلك أنهم على كثة ما
ترجوا لأدبائنا لم يعترفوا لواحد منهم بريادة أو نباهة ترشحه للحصول على جائزة من
جوائزهم ، كجائزة نوبل مثلاً .
ثم كانت البلية التي دونها
كل بلية في خضوعنا للفكر الغربي في درس علوم اللسان العربي؛ نحواً وصرفاً ولغة .
وما كان ينبغي لهذه العلوم أن تخضع لتلك التأثيرات الغربية([9])
؛ لأن درسها قائم على نصوصنا من القرآن الكريم وكلام العرب الفحصاء ، والشعر
العربي في عصور الاحتجاج به . والمصنفون في علوم اللسان العربي قد أوفوا على
الغاية من وضع الأصول والمطولات والمختصرات والمتون . حتى أصول هذا العلم الذي
نقله اللغويون المحدثون عن الغرب، وأكثروا الضجيج حوله ، وهو (علم الأصوات) ،
وأقاموا له المعامل والتسجيلات ، وقد وضعت أصوله عربية خالصة ، منذ الخليل بن أحمد
الفراهيدي ، وسيبويه ، ثم نما على يد أبي علي الفارسي ، وتلميذه أبي الفتح بن جنى
، ومن جاء بعدهما ، وهو من قبل ذلك ومن بعده يعرفه اصغر شيخ في كتاب من كتاتيب
القرى المصرين ، ويلقنه للصغار ، ويعالج أصوله معهم بالتلقى والمحاكاة ، واجلس إلى
واحد من هؤلاء الأشياخ ، وانظر إلى حركة فكيه وشفتيه وجريان لسانه ، في إعطاء كل
حرف حقه ومستحقه ، من الهمس والجهر ، والإظهار والإخفاء ، والفك والإدغام،
والترقيق والتفخيم ، وكيف يخرج من أحدهما إلى الآخر ، في مثل قوله تعالى : {ولا
يشفعون إلا لمن ارتضى} صورة الأنبياء 28 – وأنظر كيف يفخم الراء ثم يخرج إلى ترقيق
التاء ، ثم يعود إلى تفخيم الضاد ، ويمضى في ذلك كله في سهولة ويسر ، دون استكراه
أو إعنات . وكان شيخنا الجليل الشيخ عامر السيد عثمان – أحسن الله إليه – يأخذنا
إلى تفرقة دقيقة لطيفة ، في الوقف على الراء من قوله تعالى {فكيف كان عذابي ونذر}
وقوله تعالى : {كذبت ثمود بالنذر} – سورة 16 – 23 – فالراء الأولى يوقف عليها
بترقيق لطيف يشعر بالياء المحذوفة ؛ لأن أصلها {ونذرى}([10])
. أما الراء الثانية فيوقف عليها بالتفخيم الخاص ؛ لأنها جمع نذير . فهل وجدت
شيئاً من هذا في معامل الأصوات ؟
أما (النبر) الذي شغبوا به
ونازعوا حوله ، وأن اللغويين الأوائل لم يعرفوه ، فقد عرفه قراء القرآن الكريم ،
بالتلقي أيضاً ، ويسميه بعض القراء : (التخليص) أي تخليص مقطع من مقطع ، أو قراءة
الكلمة على مقطع واحد ، وتلقيت عن شيخي الشيخ عامر السيد عثمان، من ذلك الكثير ،
منه قوله تعالى : {فسقى لهما ثم تولى إلى الظل} – سورة القصص 24 – وقوله : {فقست
قلوبهم} – سورة الحديد 16 – وقوله : {وساء لهم يوم القيامة حملا} سورة طه 101 .
فإذا عرف طالب العلم بالتلقي
صحة النطق في قوله {فسقى} حتى يكون من السقى لا من الفقس ، وفي قوله {وساء لهم}
حتى يكون من السوء لا من المساءلة ، إذا عرف الطالب المبتدئ ذلك لم يحتج في فهم
النبر إلى هذا المثال الذي وضعوه ، وهو (ذاكر الدرس) لأمر المخاطب المفرد ، (ذاكرى
الدرس) لأمر المخاطبة المفردة ، فمثل هذا المثال ينبغي أن يظل في دائرة التوضيح
والتقريب . أما القاعدة فواجب أن تستند إلى النص العالي الموثق الذي لا يرد ولا
يدفع .
على أن هذا (النبر) إنما
تحتاج إليه بعض اللغات الأجنبية ، لأنه عندهم ذو خطر ، وتختلف به المعاني اختلافاً
ظاهراً – وليس هذا المكان موضع تفصيله – أما في لساننا العربي ، فالأداء الصحيح قد
انتقل إلينا بالتلقي المضبوط المتواتر ، الذي لا يضل ولا يزيغ([11])
، وقد حمله قراء القرآن الكريم بأمانة والتزام ، فمن أراده فليلتمسه عندهم لا عند
غيرهم .
ثم ترتفع الشكوى في هذه
الأيام عن محنة اللغة العربية ، وغربتها ، وتدني مستواها ، على ألسنة الخطباء ،
وكتابات الكتاب ، وأخذ الباكون في النحيب والعويل على أيامنا التي سلفت ، وذهب
الشاكون في تعليل ذلك كل مذهب وردوا الأمر رداً غير صحيح .
وأصل الداء عند سبب واحد :
ماذا يتلقى طالب العربية الآن في كليات اللغة العربية وأقسامها بالجامعات ؟ أمشاج
من قواعد النحو والصرف ، مطروحة في مذكرات يمليها الأساتذة إملاء ، أو يطبعونها
طبعات مبتسرة ، تنقص عاماً وتزيد عاماً ، واختفى الكتاب القديم لتحل محله هذه
المذكرات([12])
، ودفع الطلاب دفعاً إلى الملل من قراءة الكتب – والملل من كواذب الأخلاق، كما قال
عمرو بن العاص ، رضي الله عنه – ولابد لصلاح الحال من أن تكوى هذه القروح الممدة([13]) ،
وأن يستأصل هذا الداء الخبيث من قاعات الدرس الجامعي .
عودوا أيها السادة إلى
المتون ، عودوا إلى الآجرومية ، وترقوا منها إلى ابن عقيل، وهو كتاب سهل رهو ، علم
أجيالاً ، وأقام ألسنة ، ولا تحتجوا علينا بالتيسير على الطلاب ، ففي تراثنا
النحوي كتب ذوات عدد ، وضعت للناشئة والمبتدئين .
نعم ، عودوا إلى الكتب
الأولى ، وضعوا الأستاذ الجامعي في حق وظيفته : وهي أن يخوض بالطلاب الجج هذه
الكتب ، وأن يسلك معهم دروبها ، وأنقذوا الطلاب من ذلك البلاء المصبوب ، والسم
المدوف ؛ إن بعض أساتذة النحو يكتبون في فلسفة النحو كلاماً غريباً لا تعرف له
أعلى من أسفل([14])
، كلاماً هو أشبه بتخاريف الشعر الحر ، وكلام نقاده ، كالذي وصفه أبو العلاء :
وما لأقوالهم
إذا كشفت حقائق بل جميعها شبه
وكلام هؤلاء الذين يكتبون في
فلسفة النحو – على ضعفه وتهافته وثقله – يحمل في أثنائه شكوكا كثيرة ، وسخرية
باردة بأعلام النحو . وكل هذا من البلاء الذي يفرض على أبنائنا، ويطالبون
باستظهاره واستحضاره . وإلى الله المشتكى !
فماذا تطلب من ناشئ غض ،
تمرغ في هذه الأوحال ، وسقى ماء حميما ، ثم تكون عقله ووجدانه على هذه الموائد
التي ملئت بصحاف مسمومة ؟ .
جاءني ذات يوم طالب يعد
رسالة "دكتوراه" وسألني متعجباً : كيف لا يذكر ابن منظور في "لسان
العرب" شيئاً عن معنى كلمة (التراث) ؟ فقلت له : وكيف كان ذلك ؟ قال : هو على
ما وصفت لك ، لقد بحثت عن مادة (ترث) في فصل التاء من كتاب الثاء ، فلم أجد لها
ذكرا. فقلت له : ابحث في مادة (ورث) ، وستجد بغيتك ؛ لأن هذه التاء التي تراها ،
مبدلة من الواو ، مثل (تجاه) من (وجه) ، و (تقاة) من (وقى) . ففغر فاه دهشاً
وتحيراً .
ولو ذهبت أذكر أمثلة من ذلك
لأتيت بكل عجيبة .
وإن تراثنا بفنونه المختلفة
قد غيب عن أبناءنا بظلمات بعضها فوق بعض من تراث الأعاجم . وحين بلغ الضعف منهم
مبلغه أنحينا عليهم باللأئمة ، ووسمناهم بالقصور . وحق لهم أن يقولوا قولة عمرو بن
معد يكرب الزبيدي :
فلو أن قومي انطقتني رماحهم نطقت
ولكن الرماح أجرت([15])
.
وعوداً على بدء ؛ فقد رغب
إلى كثير من الطلبة ، وكثير أيضاً من كرام أساتذة العلم أن أكتب شيئاً عن مراجع
ترام الرجال والبلدان ، وكتب الضبط ، ومراجع الكتب والمصنفات ، وتعريفات العلوم
ومصطلحاتها ، وأن أضع ذلك بين أيديهم ، تذكرة مختصرة ، ودليلاً مسعفاً . فأجبتهم
إلى ذلك ؛ طالباً للثواب ، راغبا إلى الله عز وجل أن ينفع به ، مع ما أعرفه في
نفسي من ضعف المنة([16])
، وقلة الزاد ، فنحن نلقى الناس بعلم " مسترضع بثدي من العجز وثدي من
التقصير" كما يقول شيخنا محمود محمد شاكر([17])
. وصدق من قال([18])
: :
خلت الديار فسدت غير مسود ومن
البلاء تفردى بالسؤدد
وإني لأقول هذا من باب
الحقيقة الصادقة ، لا من باب التواضع الكاذب ، فليس كالزهو والكبر حجازاً بين
المرء وبين أن يستفيد علما . وإن من آفات المنتسبين إلى العلم في هذا الزمان :
التطاول والتعالي ، وترى أحدهم يمشى بين الناس ، شامخاً بأنفه ، زاماً شفتيه ،
منتفخاً قد شرقت عروقه ولحمه بدم كذب ، هو دم الكبر والعجب ، حتى كاد يتفقا . فإذا
جاءت الحقائق لم تجد شيئاً ؛ إلا شيئاً لا يعبأ به .
فضعف العلم بضعف أهله .
" فإن فساد كل صناعة من كثرة ، وقلة الصرحاء" كما قال أبو سليمان
الخطابي([19])
. وروى ، رحمه الله ، عن إسماعيل بن محمد الصفار ، سمعت العباس بن محمد الدوري ،
يقول : "أردت الخروج إلى البصرة ، فصرت إلى أحمد بن حنبل ، وسألته الكتاب إلى
مشايخها ، فكلما فرغ من كتاب قرأته ، فإذا فيه : "وهذا فتى ممن يطلب
الحديث" ، ولم يكتب: "من أصحاب الحديث" .
وهذا الدوري الذي استكثر
عليه الإمام أحمد ، رضي الله عنه ، أن يكون من أصحاب الحديث ، يصفه الحافظ الذهبي
بأنه "الإمام الحافظ الثقة الناقد([20])
" ، ويحكى عن الأصم ، قوله فيه : "لم أر في مشايخى أحسن حديثنا
منه" . ثم روى هذا الخبر ، برواية أخرى ، عن إسماعيل الصفار أيضاً ، عن
الدوري ، قال : "كتب لي يحيى بن معين ، وأحمد بن حنبل ، إلى أبي داود
الطيالسي ، كتاباً ، فقالا فيه : "إن هذا فتى يطلب الحديث" ، وما قالا :
"من أهل الحديث" .
ثم عقب الذهبي ، فقال :
"قلت : كان مبتدئا ، له سبع عشرة سنة ، ثم إنه صار صاحب حديث ، ثم صار من
حفاظ وقته " .
ومهما يكن من أمر تفسير
الذهبي ، فإنه تبقى للقصة دلالتها على ما ينبغي أن يكون عليه أهل العلم ، من تطامن
وانكسار ، وهضم للنفس . وآية ذلك تعقيب الدوري نفسه ، وسياقه الخبر عند الخطابي .
وكنت أود أن أقف وقفة طويلة
مع هذه المراجع ؛ أكشف عن مناهجها ، وأدل على طرائقها ، لكني تركت ذلك – مع قدرتي
عليه ، امتلاكي لأسبابه ، بفضل الله وعونه وتوفيقه- لأني أردت لهذا الدليل أن يكون
خفيف المحمل ، قريب المورد ، سهل الاستيعاب ؛ ولأن كثيراً من طلبة العلم لم تعد
لديهم القدرة على قراءة المطولات ، والصبر عليها ؛ للذي عرفته من كثرة الصوارف
والحواجز ، في هذه الأيام .وهذا بلاء قد عم وساد ، وكاد يستوى فيه العالم والمتعلم
على السواء . وقد قالوا وأحسنوا : مالا يدرك لا يترك كله .
على أن طالب العلم مدعو لأن
يقرأ مقدمات الكتب وخواتيمها ؛ ليقف بنفسه على منهج الكتاب ، وموضعه من كتب الفن
الذي يعالجه ، وأسلوب التعامل معه ، والرجوع إليه.
وطالب العلم مدعوا أيضاً إلى
أن يدرك العلائق بين الكتب : تأثرا وتأثيراً ، ونقداً واختصاراً وتذييلا .
وليعم أبناؤنا الطلبة أن
كثيراً من أبواب العلم إنما يحصل بالجهد الشخصي الدءوب ، وأن وظيفة المعلم إنما
تقف عند حدود تعبيد الطرق ، ووضع العلامات والصوى([21])
.
ونعم ، كان واجباً على
المعلم أن يأخذ بيد الطلاب ، إلى هذه الكتب ، ويضيء لهم سبلها ، ويكشف لهم عن
أغوارها ، وهكذا كان في أيامنا التي سلفت – ولكن مناهج الدرس في جامعاتنا العربية
، لا تسمح بذلك ، ولا تعين عليه ، كما سبق .
وثالثة : واجب على طالب
العلم أن يعرف فرق ما بين الطبعات([22])
، فإن كثيراً من كتب التراث قد طبع مرتين أو أكثر ، وتتفاوت هذه الطبعات فيما
بينها ؛ كمالاً ونقصاً ، وصحة وسقما، ولا بد أن يكون رجوع الطالب إلى الطبعة
المستوفية لشرائط الصحة والقبول ، وهذه الشرائط ظاهرة لائحة لمن يتأملها ، وتتمثل
في التقديم للكتاب ، وبيان وزنه العلمي ، وفهرسته فهرسة فنية ، تكشف عن كنوزه
وخباياه ، والعناية بضبطه الضبط الصحيح ، والتعليق عليه بما يضيئه ، ويربطه بما
قبله وبما بعده ، في غير سرف ولا شطط ، ثم في الإخراج الطباعي ، المتمثل في وجود
الورق ، ونصاعة الحرف الطباعي .
وقد حظى تراثنا – ولله الحمد
والمنة – منذ ظهور المطبعة في القرن الخامس عشر الميلادي، إلى يوم الناس هذا ،
بعلماء كبار ، في الشرق والغرب ، توفروا على إخراجه الإخراج العلمي الصحيح ،
وطابعين مهرة ، أظهروه في حلل زاهية ، لكنه ظهر إلى جانب هؤلاء ، ناشرون متساهلون
، وطابعون متعجلون ، أرادوا ثراء المال من أيسر سبيل . فأعرف أيها الطالب وأنكر ،
وأقبل وأعرض ، على ما وصفت لك ، تستقم دراستك ، وتمض إلى ما تريد لها من كمال
وإتقان.
*
* *
وأحب أن يكون واضحاً ، أنني
اكتفيت بذكر أهم وأبرز كتب التراجم ، وأضربت عما هو دونها في الشهرة ، مدركاً
لقيمة هذا الذي تركت وجدواه ، فعلت ذلك تخفيفاًَ وتيسيراً على الناشئة والشداة من
طلبة العلم . وعلى سبيل المثال ، فقد اكتفيت في تراجم اللغويين والنحاة بثلاثة
مراجع ، وسكت عن أخبار النحويين البصريين ، للسرافى ، وطبقات النحويين واللغويين ،
لأبي بكر الزبيدي ، ومراتب النحويين ، لأبي الطيب اللغوي . وفي طبقات الصحابة
والتابعين، تركت تهذيب الأسماء واللغات للنووي . وفي طبقات الفقهاء ، تركت تاج
التراجم ، في طبقات الحنفية ، لابن قطلوبغا ، وفي طبقات الشافعية ، تركت طبقات أبي
عاصم العبادي ، طبقات الفقهاء([23])
، لأبي إسحاق الشيرازي ، وطبقات المصنف ، المعروفة بطبقات أبي هداية الله ، وتبيين
كذب المفترى ، للحافظ ابن عساكر . وفي طبقات الحنابلة ، لم أثبت المنهج الأحمد ،
للعليمي، لأنه لم يطبع منه سوى جزءين . وفي كتب تراجم الأندلسيين والمغاربة ، تركت
العدد الوفير – وكان حبيباً إلى أن أذكره – لندرته في أسواق المشرق العربي([24])
. وفي مراجع التراجم العامة ، سكت أيضاً عن كتب ذوات عدد ، للتخفيف والاختصار ؛
ولأن فيما ذكرت مقنعاً وبلاغاً، إن شاء الله .
*
* *
وأحب أيضاً قبل أن أدع مقامي
هذا أن أنبه إلى حقيقتين جديرتين بالاهتمام :
الحقيقة الأولى : "أنه
لا يغني كتاب عن كتاب" . فقد شاع في كتابات بعض الدارسين المحدثين ، أن كتب
التراث ذات الموضوع الواحد ، تتشابه فيما بينها ، وأن غاية اللاحق أن يدخل على ما
تركه السابق ، يدور حوله ، ويردد مباحثه وقضاياه . ثم أفضى ذلك الزعم إلى دعوة
صاخبة ، تنادى بغربلة التراث وتصفيته ؛ بالإبقاء على النافع المفيد ، وترك ما عداه
مستقرا في المتاحف كمومياء الفراعنة ، يذكر بتطور الخطوط ، وقواعد الرسم ، وتاريخ
صناعة الورق .
فإذا قلت لهذا الزاعم : ماذا
نأخذ وماذا ندع ؟ حار وأبلس([25])
، واعتصم بسراديب التفكير الموضوعي ، ومناهج البحث العلمي ، وأشباه ذلك من تلك
التهاويل الفارغة من الحقيقة. فإذا اضطررته أضيق الطرق ، وأخذته إلى فن واحد من
فنون التراث ، ونثرت أمامه مصنفات ذلك الفن ، ثم طلبت إليه أن يختار ما يستحق أن
يبقى عليه ، وما هو جدير بأ، ينحى ، شغب ونازع ؛ لأنه لا يملك أدوات الحكم على هذا
الموروث ؛ لبعده عنده ، وخفائه عليه ، ولم يجد بدا من العودة كرة أخرى إلى التكفير
الموضوعي ، والبحث العلمي ، يسلبهما منك ، ملقياً بك في ردغة([26])
الحبال ، وظلمات الجهل ، وبيداء التخلف .
وقد يسايرك بعضهم ، آخذاً
بالنصفة والبراءة ، قائلاً : نقف عند القرون الخمسة الأولى؛ لأنها قرون الإبداع
والخلق([27])
. فقال له : إن الخالفين من القرون اللاحقة قد أضافوا إلى ميراث تلك القرون
السابقة إضافات صالحة ، كشفت عن خبيئة ، بل إنهم قد استخرجوا من علم الأوائل علماً
آخر ، مصبوغاً بصبغتهم ، موسوماً بسمتهم ، ملبياً حاجات عصرهم ، مفجرا طاقات عظيمة
من هذا العقل العربي ، الذي ما فتىء يغلي ويموج ، كالبحر الهادر([28])
.
وعلى سبيل المثال ، فإن القرن الثامن –
وهو في تقديرك ورأيك مما ينبغي أن ينبذ ويطرح – قد شهد أعلاماً شوامخ ، مثل شيخ
الإسلام ابن تيمية ، ومؤرخ الإسلام الحافظ الذهبي ، ومجتهد عصره تقي الدين السبكي
، وولده المؤرخ تاج الدين ، والحافظ أبي الحجاج المزى ، وختنه([29])
الحافظ المفسر المؤرخ عماد الدين بن كثير ، والحافظ الكبير علم الدين البرزالي ،
والأديب المؤرخ صلاح الدين الصفدي ، واللغوي الجامع ابن منظور ، وإمامى النحو :
أبي حيان وأبي هشام .
وإن القرن لتاسع قد شهد أمير
المؤمنين في الحديث ، الحافظ ابن حجر العسقلاني ، وشيخ الإقراء في زمانه شمس الدين
بن الجزرى ، وعالم الاجتماع الكبير ابن خلدون ، والمؤرخ الجغرافي تقي الدين
المقريزي .
وإن القرن العاشر قد شهد
الحافظ المؤرخ الحجة شمس الدين السخاوى ، والحافظ المفسر النحوي ، الجامع للفنون
والمعارف جلال الدين السيوطي ، ولا تقل : إنه جماع ، فقد حفظ لنا في تصانيفه التي
بلغت نحو ستمائة مصنف (600) كثيراً مما عدت عليه عوادى الناس والأيام([30])
، من علوم الأوائل وفنونها ، واستخرج من كل ذلك علماً عرف به ونسب إليه .
فإذا جئنا إلى القرن الحادي
عشر – وهو عندما مما لا يلتفت إليه ، ولا يعاج به ؛ لأن هذا العصر في رأيك عصر
انحطاط وانحدر([31])
، من حيث كانت الغلبة فيه للأتراك العثمانيين . وهم من كرام هذه الأمة الإسلامية ،
شئت أم أبيت([32])
: رأينا علماء كبارا ، منهم شهاب الدين الخفاجي، صاحب المصنفات الكبيرة : ريحانة
الألبا ؛ تراجم أدباء عصره ، وشفاء الغليل فيما في كلام العرب من الدخيل ، وشرح
درة الغواص ، للحريري ، وطراز المجلس ، ونسيم الرياض في شرح شفاء القاضي عياض .
ومن أعظم تصانيفه وأبقاها : حاشية على تفسير البيضاوي ، المسماة : عناية القاضي
وكفاية الراضي . في ثماني مجلدات كبار .
والعلامة عبد القادر البغدادي
، صاحب "الخزانة" وهي من مفاخر التأليف العربي .
وفي القرنين الثاني عشر
والثالث عشر ، نلتقي بعلمين كبيرين : المرتضى الزبيدي ، صاحب "تاج
العروس" ، و "إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين" .
والشوكاني ، صاحب "فتح القدير" ، و " ونيل الأوطار " إلى
علماء الهند ، الذين توفروا على السنة المطهرة، شرحاً ونشراً .
وكل هؤلاء ؛ من ذكرت ولم
أذكر ، قد فسروا ، وأضافوا ، واستخرجوا .
فهل نلقى بهم جميعاً في
غيابات الجبّ ، ومتاحف الآثار ؟ .
وهل من المقبول في موازين
العقل والعدل ، أن تطالب إنساناً خلف له أهله ثروة طائلة، ثم أقبل عليها ، يثمرها
ونميها بجهده وعرقه ، حتى أضاف إليها أضعافها . هل من المقبول أن تطالبه بأن يتخلى
عن هذا الذي أضافه ، ويقنع بما تركه له أهله ؟ .
وقد يبدو هذا التشبيه لك
ساذجاً ، ولكن الضرورة ألجأتنا إيه ولضرورة أحكامها .
ثم أعود مرة أخرى إلى قضية
" أن كتب التراث يغني بعضها عن بعض" وقد شغلتني هذه القضية ، وعشت
مخدوعاً بها زماناً ، حتى ظهر لي زيفها وبطلانها ، بشواهد ومثل كثيرة ، وبخاصة في
كتب التراجم ، ومصنفات اللغة . واكتفى بعرض مثال واحد من كتب اللغة :
من المعروف أن أكمل المعاجم
اللغوية وأوسعها ، كتابان ، هما : لسان العرب ، لجمال الدين أبي الفضل محمد بن
مكرم بن منظور ، المتوفى بمصر سنة 711هـ ، وتاج العروس في شرح القاموس ، لأبي
الفيض محمد بن محمد بن محمد . المرتضى الزبيدي المتوفى بمصر أيضاً سنة 1205هـ .
فقد جمع ابن مظور في كتابه
أصول المعاجم : الصحاح للجوهري ، وحواشيه لابن برى، والتهذيب للأزهري ، والمحكم
لابن سيده ، والنهاية في غريب الحديث والأثر ، لابن الأثير . وعول المرتضى الزبيدي
على اللسان ، مع ما أضافه من كتب الصاغاني : التكملة ، والعباب . وكتب شيخه محمد
بن الطيب محمد الفاسي المالكي ، المتوفى بالمدينة المنورة سنة 1170هـ . إلى كتب
أخرى صغار وكبار .
فكان النظر في هذين المعجمين
الكبيرين مغنياً عن النظر فيما سواهما ، للذي قيل : "كل الصيد في جوف الفرا([33])
" . لكني وقعت على ما يقتضي التوقف في هذا الحكم :
وذلك ما أثاره ابن الأثير ،
في النهاية ، حين عرض لشرح حديث : "أتاكم أهل اليمن ، هم أرق قلوباً وأبخع
طاعة" .
قال : "أي أبلغ ، وأنصح
في الطاعة من غيرهم ، كأنهم بالغوا في بخع أنفسهم ، أي قهرها وإذلالها
بالطاعة" .
ثم قال : "قال الزمخشري
: هو من بخع الذبيحة : إذا بالغ في ذبحها ، وهو أن يقطع عظم رقبتها ، ويبلغ بالذبح
البخاع – بالباء – وهو العرق الذي في الصلب ، والنخع ، بالنون : دون ذلك ، وهو أن
يبلغ بالذبح النخاع ، وهو الخيط الأبيض ، الذي يجرى في الرقبة . هذا اصله ، ثم كثر
حتى أستعمل في كل مبالغة . وهكذا ذكره في كتاب الفائق في غريب الحديث وكتاب الكشاف
في تفسير القرآن ، ولم أجده لغيره ، وطالما بحثت عنه في كتب اللغة والطب ،
والتشريح، فلم أجد البخاع – بالباء – مذكوراً في شيء منها"([34])
.
هذا كلام ابن الأثير ،
والأمر على ما قال ، في كتابى الزمخشري : الفائق ، والكشاف ، وأيضاً جاء بعضه في
أساس البلاغة([35])
.
قلت : هذا الذي تعقب به ابن
الأثير ، الزمخشري ، وقد شاع في معاجم المتأخرين : ابن منظور ، والفيروزابادي ،
والمرتضى الزبيدي . ويدل سياق هؤلاء جميعاً في كتبهم ، على أن الزمشخري منفرد –
دون اللغويين – بذكر "البخاع" بالباء الموحدة ، حتى ليقول الزبيدي ، بعد
حكاية كلام ابن الأثير ، والفيروزابادي : "قال شيخنا : وقد تعقب ابن الأثير
قوم ، بأن الزمخشري ثقة ثابت ، واسع الاطلاع ، فهو مقدم"([36])
.
فهذا كلام دال بوضوح ، على
أن الزمخشري منفرد بذكر هذا القول ، وأن انفراده به لا يطعن فيه ؛ لأنه ثقة مأمون
.
وقد وقعت على نص عالٍ موثق ،
يدل على أن هذه التفرقة بين "البخاع" بالباء الموحدة، و
"النخاع" بالنون ، تفرقة قديمة ، سابقة على الزمخشري المتوفى سنة (538)
. وذلك ما ذكره ابن فارس ، المتوفى سنة (395) ، في كتابه معجم مقاييس اللغة :
قال رحمه الله : "قال
أبو علي الأصفهاني ، فيما حدثنا به أبو الفضل محمد بن العميد ، عن أبي بكر الخياط
، عنه ، قال : قال الضبي : بخعت الذبيحة : إذا قطعت عظم رقبتها ، فهي مبخوعة،
ونخعتها : دون ذلك ؛ لأن النخاع : الخيط الأبيض الذي يجرى في الرقبة وفقار الظهر.
والبخاع ، بالباء : العرق الذي في الصلب"([37])
.
فأنت ترى أن الزمخشري مسبوق
فيما ذهب إليه ، بهذا الذي حكاه ابن فارس ، بإسناده إلى الضبى . وقد خفى هذا على
ابن الأثير ، ومن جاء بعده : ابن منظور ، والفيروزابادي ، والمرتضى الزبيدي ،
وشيخه محمد بن الطيب الفاسى ، وإن كان هذا قد أحال على الثقة بالزمخشري وسعة اطلاعه
.
وواضح أن هناك فرقاً بين أن
تفزع إلى المعاجم ؛ لتصيب معنى لغوياً لما يعرض لك من ألفاظ ، وبين أن تكون بإزاء
قضية لغوية ، تريد أن تنتهي فيها إلى رأي حاسم قاطع . هنا لا يغنيك النظر في هذين
الكتابين – اللسان والتاج ، مع سعتهما وإحاطتهما – عن الرجوع إلى غيرهما ، من صغر
الكتب وأوسطها ، وهنا أيضاً لا يفيدك قول أبي الطيب : ومن ورد البحر استقل
السواقيا .
أن علماءنا الأوائل ، رحمهم
الله ورضي عنهم ، لم يكونوا يعبثون حين يتوفرون على الفن الواحد ، من فنون التراث
، فيكثرون فيه التأليف والتصنيف ، ويدخل الخالف منهم على السالف.
ونعم ، قد تجمع بعضهم جامعة
المنزع والمنهج العام ، ولكن يبقى لكل منهم مذاقه ومشربه ، كالذي تراه من اجتماع
أبي جعفر الطبري ، وعماد الدين بن كثير ، على تفسير القرآن الكريم بالمأثور ،
وافتراقهما في أسلوب التناول ومنهج العرض .
ولم يكن النحاة يعانون من
الفراغ ، أو قلة الزاد ، حين عكفوا على كتاب مثل "الجمل" لأبي القاسم
الزجاجي ، فوضعوا له مائة وعشرين شرحاً([38])
.
ومن الغريب حقاًَ إننا ل نجد
باساً أن يكثر الدارسون المحدثون من التأليف في الفن الواحد، كتباً ذاهبة في
الكثرة والسعة ، كالذي تراه من التأليف في فنون الشعر والقصة والمسرح، ثم نحجر على
أسلافنا ، ونعيب عليهم من ذلك ، ثم ننعتهم بالثرثرة والدوران حول أنفسهم ! ولكنها
آفة الذين يلتمسون المعابة لأسلافهم بالظن الخادع ، والوهم الكذوب .
وإنه الحق أن بعض ما تركه
الأوائل ، منتزع من جهود سابقة ، وتعد إضافته إلى الفن إضافة محدودة ، ولكن مثل
ذلك معروف مسطور ، ومدلول عليه أيضاً بكلام الأوائل أنفسهم، وأكثر ما ترى ذلك في
مقدمات الكتب ، كهذا الذي صنعه ابن الأثير ، في مقدمة "النهاية" حين قضى
على تأليف ابن الجوزي ، في غريب الحديث ، بأنه مسلوخ من كتاب أبي عبيد الهروي .
قال رحمه الله :
" ولقد تتبعت كتابه ،
فرأيته مختصراًَ من كتاب الهروى ، منتزعاً من أبوابه ، شيئاً فشيئاً، ووضعاً
فوضعاً ، ولم يزد عليه إلا الكلمة الشاذة واللفظة الفاذة . ولقد قايست ما زاد في
كتابه على ما أخذه من كتاب الهروى ، فلم يكن إلا جزءاً يسيراً من أجزاء
كثيرة"([39])
.
وأحب أن أشير إلى أن هذه
المختصرات التي تشغل حيزاً كبيراًَ من التأليف العربي ، قد تجدُ فيها ما لست تجده
في الأصول . ومن ذلك – وهو كثير – كتاب " مختار الأغاني في الأخبار
والتهاني" لابن منظور صاحب " اللسان " ، الذي اختصر به كتاب "
الأغاني" لأبي الفرج الأصبهاني وقد طبع هذا المختصر في ثمانية أجزاء ، وفي
الجزء الثالث منه ترجمة موسعة([40])
، لأبي نواس ، تضمنت أخباراً وأشعاراً لأبي نواس ، لا تجدهما في الأصل المختصر ،
وذلك أن لابن منظور كتاباً مفرداً لأخبار أبي نواس ، وهو مطبوع .
وكذلك صنع ابن منظور ، في
ترجمة جميل بن معمر ، حيث أورد له بعض أشعار وأخبار لم ترد في الأغاني([41])
.
والظن باب منظور أن يكون قد
فعل مثل ذلك ، فيما اختصره من كتب التراث الأخرى، فقد كان مغرى باختصار كتب الأدب
المطولة ، كما يقول ابن حجر([42])
، وقال صلاح الدين الصفدي : "ما أعرف في كتب الأدب شيئاً إلا وقد
اختصره"([43])
. ومن مختصراته : مختصر مفردات ابن البيطار ، في الأدوية ، ولطائف الذخيرة – مختصر
الذخيرة لابن بسام . ومختصر تاريخ دمشق لابن عساكر . ومختصر تاريخ بغداد للسمعاني
. ومختصر الحيوان للجاحظ . ومختصر أخبار المذاكرة ونشوار المحاضرة للتنوخي .
ومن حديث المختصرات ما
لاحظته ، أنا وأخي الدكتور عبد الفتاح الحلو ، في أثناء ملنا في تحقيق طبقات
الشافعية الكبرى ، لتاج الدين ابن السبكى : أن الطبقات للمؤلف قد اشتملت على فوئد
لم ترد في الطبقات الكبرى ، بل إن فيها من التراجم ما لم يذكر أصلاً في الطبقات
الكبرى([44])
.
وكتاب
تقريب التهذيب ، لابن حجر العسقلاني ، فيه من التقييد والضبط ، ما لست تجده في
أصله : تهذيب التهذيب ، للمؤلف نفسه ، وقد احسن ناشرو تهذيب التهذيب ، في دائرة
المعارف العثمانية ، بالهند ، حين أنزلوا هذا الضبط والتقييد في حواشي الكتاب .
ومثل
ذلك يقال في مصنفات شمس الدين الذهبي التاريخية : تاريخ الإسلام ، وسير أعلام
النبلاء ، والعبر في خبر من عبر ، وتاريخ دول الإسلام .
إن
تراثنا لم يأخذ مكانه بين تراث الإنسانية إلا بما صنفه الأوائل ، مضافاً إليه تلك
الشروح والمختصرات والذيول ، والصلات([45])
، والحواشى والتقريرات .
نقول
هذا لأبنائنا طلبة العلم ، ونذكر به أيضاً العقلاء من إخواننا أساتذة الجامعات
العربية . أما الذين يلتمسون تراجم الرجال من "دوائر المعارف" ، و
"الموسوعة العربية الميسرة" ، ويطلبون الشروح اللغوية من
"المنجد" و "أقرب الموارد" ، ويجمعون تراجم الشعراء ، من
"شعراء النصرانية" ، فقد سقطت كلفة الحديث معهم .
الحقيقة
الثانية([46])
التي أنبه عليها : "أن مجاز كتب التراث مجاز الكتاب الواحد" بمعنى أن
هذه الكتب متشابكة الأطراف ، متداخلة الأسباب .
فمع
الإقرار بنظرية التخصص ، وانفراد كل فن من فنون التراث بطائفة من الكتب والمصنفات
، إلا أنك قل أن تجد كتاباً من هذه الكتب مقتصراً على الفن الذي يعالجه ، دون
الولوج إلى بعض الفنون الأخرى ، بدواعي الاستطراد والمناسبة ، وهذا يؤدي لا محالة
، إلى أن تجد الشيء في غير مظانه . وقد ضربت لذلك مثلا – في بعض ماكتبت([47])
– بعلم النحو ، فليست مسائل هذا العلم في كتب النحو فقط ؛ ففي كتب التفسير
والقراءات نحو كثير ، وفي كتب الفقه وأصوله نحو كثير ، وفي معاجم اللغة ، وكتب
البلاغة ، وشروح الشعر([48])
، نحو كثير. بل إنك واجد في بعض كتب السير ، والتاريخ ، والتراجم ، والأدب ، والمعارف
العامة ، والطرائف والمحاضرات ، من مسائل النحو وقضاياه ، مالا تكاد تجد بعضه في
كتب النحو المتداولة([49]).
واقرأ
إن شئت : الإمتناع والمؤانسة ، ومثالب الوزيرين ، كلاهما لأبي حيان التوحيدي،
ورسالة الملائكة ، ورسالة الغفران ، الاثنان لأبي العلاء المعرى ، والروض الأنف
للسهيلي ، وبدائع الفوائد ، لابن قيم الجوزية ، والغيث المسجم في شرح لامية العجم
، لصالح الدين الصدفي. ثم أنظر كم من مسائل النحو أفدت .
ومما
يستطرف ذكره هنا أن الشاهد النحوي المعروف "أكلوني البراغيث" لم أجده
منسوباً لقائل ، في كتاب من كتب النحو التي أعرفها ، على حين وجدته منسوباً لقائل
، في كتاب من كتب النحو التي أعرفها ، على حين وجدته في كتاب أبي عبيدة "
مجاز القرآن" منسوباً لأبي عمرو الهذلي([50])
.
وخذ
كتاباً لغوياً مثل "المخصص" لابن سيده – وهو معاجم المعاني كما عرفت –
تجد فيه نحواً كثيراً ، وصرفاً كثيراً ، بل إن هذا الكتاب اللغوي يعد توثيقاً
كبيراً لآراء أبي على الفارسي، في النحو والصرف ، حيث تراه قد أكثر من النقل عنه
كثرة ظاهرة([51])
.
وإنك
لتقضى العجب حين ترى كثيراً من الدراسات النحوية المعاصرة – والتي هوجم النحو
العربي فيها هجوماً كاسحاً أكولا – قد اتكأت على كتب النحو المتأخرة ، ابتداءً
بابن هشام ، وانتهاء بالصبان ، تاركة وراءها كتب النحو الأولى ، وكتب الفنون
التراثية الأخرى ، التي تمت إلى النحو بأسباب وعلائق كثيرة . ومع التسليم بجدوى
مصنفات ابن هشام ومن جاء بعده ، فإن ذل لا يغني عن الجهود السابقة ، ولا يقوم
مقامها .
*
* *
وما
قيل عن النحو وأنسياحه في الفنون الأخرى ، يقال في سائر العلوم ؛ وقد حدثنى شيخي
الجليل محمود محمد شاكر ، حفظه الله ، أنه استخرج علوية أبي الطيب المتنبي من خبر
صغير، في ثنايا خزانة الأدب ، للبغدادي ، وقد خفى هذا الخبر على كل الذين كتبوا عن
المتنبى ، من عرب وعجم ، مع أن هذا الكتاب قد طبع في مطبعة بولاق بمصر ، سنة
1299هـ ، ولكنه في نظر الناس كتاب شواهد ونحو ، ليس غير ، للذي علموه من أنه شرح
شواهد الرضى على الكافية ، وترجمة المتنبي عند هؤلاء تلتمس من كتب التراجم والأدب
.
وحدثني
أيضاً ، حفظه الله ، أن المفكر الكبير الأستاذ عباس محمود العقاد ، رحمه الله ،
سألت ذات يوم ، عن خبر أو كلام لعمرو بن العاص ، رضي الله عنه كان قد قرأه الأستاذ
العقاد، ونسى موضعه ، وأنه قد وجد هذا الخبر في كتاب الكشكول ، أو المخلاة ، لبهاء
الدين العاملي ، المتوفى سنة 1031هـ . ويابعد ما بين العالمي ومظان ترجمة عمرو بن
العاص ! والكشكول ، والمخالة عند بعض المحدثين – إن علموا بأمرهما – من سواقط
الكتب وكواذب الأحاديث .
إن
في الكتب الموسوعية ، مثل شرح نهج البلاغة ، لابن أبي الحديد ، المتوفى سنة 656هـ
ونهاية الأرب([52])
، للنويري ، المتوفى سنة 733هـ ، وصبح الأعشى ، للقلقشندي ، المتوفى سنة 821هـ ،
من غرائب العلوم والفنون ، مالا يأتي عليه حصر .
*
* *
وبعد
:
فإن
من الظاهر الجدير بالتأمل ، في هذه الأيام ، تلك العناية البالغة بالتراث : نشراً
لما لم ينشر ، وتصويراً لما نشر ، ويقبل القراء على شراء كتب التراث إقبالاًَ
زائداً ، ولم يستطع الكتاب الحديث – برغم ما أحيط به من مظاهر الإعلان والإعلام –
أن يزاحم الكتاب التراثي ، بالرغم أيضاً مما يتعرض له من تجريح وتوهين .
ولكن
هذه العناية بنشر التراث ، والإقبال على شرائه ، لم يواكبها قراءة له ، وانتفاع
به، فكثرت الكتب وقلت القراءة .
ومهما
يكن من أمر ، فإن هذه الظاهرة دالة بوضوح ، على أن للتراث بريقاً أخاذا . ولم يبق
إلا أن نعمق في أبنائنا الإحساس النبيل به وأن نأخذ بأيديهم إلى آفاقه الرحبة ،
وآماده المتطاولة .
ثم
إنه واجب أيضاً على أنبائنا أن يقبلوا على قراءة هذا الموروث العظيم ، وأن يصبروا
على معاناة الكتب ، والنفاذ إلى أسرارها ، وسوف يجدون متعة لا تشبهها متعة ، حتى
يقولوا في ثقة واطمئنان :
أفبعد كندة تمدحن قبيلا
والله
الحمد في الأولى والآخرة
وكتب
أبو أروى
محمود محمد الطناحي
مكة المكرمة في :
ربيع
الأول 1405هـ
السيرة
النبوية والمغازي
في
النصف الثاني من القرن الأول الهجري بدأ بعض التابعين في تدوين أخبار السيرة
النبوية ، ومغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم . ويجمع مؤرخو السير على أن أول من
كتب في ذلك ، هو أبو عبد الله عروة بن الزبير بن العوام الأسدي القرشي ، المتوفى
سنة 93هـ. وقد عاصره وتلاه نفر من التابعين ، الذين عرفوا بالعناية بالسيرة ، وجمع
أخبارها ، منهم أبان بن عثمان بن عفان المتوفى سنة 105هـ ، ووهب بن منبه المتوفى
سنة 110هـ ، وعاصم بن عمر بن قتادة المتوفى سنة 120هـ ، ومحمد بن مسلم بن عبد الله
بن شهاب الزهري المتوفى سنة 124هـ ، وعبد الله بن أبي بكر ابن محمد بن حزم المتوفى
سنة 135هـ .
ولم
يبق من كتابات هؤلاء الرواد الأوائل إلا ما تناثر من روايات في تصانيف ابن إسحاق،
والواقدي ، وابن سعد ، والطبري . ويقال : إنه توجد قطعة من كتاب وهب بن منبه، في
مدينة هيدلبرج بألمانيا ، في مجموعة سكوت رينهارت . وهي قطعة صغيرة كتبت على ورق
البردي ، وفيها ذكر بيعة العقبة .
ثم
جاءت بعد ذلك طبقة من كتاب السير ، منهم موسى بن عقبة المتوفى سنة 141هـ ، ومحمد
بن إسحاق المتوفى سنة 151هـ ، ومعمر بن راشد المتوفى سنة 154هـ ، وأبو معشر نجيح
بن عبد الرحمن المدني المتوفى سنة 170هـ . وهؤلاء جميعاً من تلامذة ابن شهاب
الزهري.
أما
موسى بن عقبة ، فقد ألف في المغازي تأليفاً أثنى عليه الأئمة عن يحيى بن معين ،
قال : "كتاب موسى بن عقبة ، عن الزهري ، من أصح هذه الكتب"([53])
. وقال الإمام أحمد بن حنبل : "عليكم بمغازي موسى بن عقبة فإنه ثقة"([54])
. وروى ابن أبي حاتم الرازي ، بسنده عن معنى بن عيسى ، قال : "كان مالك بن
أنس إذا قيل له : مغازي من نكتب ؟ قال : عليكم بمغازي موسى بن عقبة فإنه ثقة"([55])
. وفي رواية أخرى عنه : "فإنه رجل ثقة ، طلبها على كبر السن ولم يكثر كما
أكثر غيره"([56])
.
ولا
تعرف نسخة من كتاب موسى بن عقبة هذا ، مع أنه سلم إلى القرن العاشر الهجري، حيث
نقل عنه الديار بكري – حسين بن محمد – المتوفى نحو سنة 966هـ ، في كتابه تاريخ
الخميس في أحوال أنفس النفيس([57])
. وقد نشر المستشرق الألماني سخاو (1845 – 1930م) قطعة من كتاب موسى بن عقبة ، في
سنة 1904م([58])
.
وأما
ما كتبه معمر بن راشد ، وأبو معشر المدني ، فلم يبق منه شيء ، إلا ما تناقله
المؤرخون من بعدهما . وسأتيك حديث ابن إسحاق .
ومعلوم
أن المقصود بمصطلح "السيرة النبوية" هو ما يتصل بسيدنا المصطفى صلى الله
عليه وسلم ، من حيث الحديث عن نسبه الشرف ، ومولده ونشأته ، وبعثته ، وصفاته ،
وتصرف أحواله إلى أن لقى ربه راضياً مرضياً بعد أن بلغ الرسالة وأدى الأمانة ،
وترك أمته على مثل المحجة البيضاء . فهذا هو الأصل في مصطلح "السيرة النبوية"
لكنه قد استعمل أيضاً مضافاً إليه حديث المغازي والحروب التي خاضها الرسول صلى
الله عليه وسلم ، لإعلاء كلمة الله في الأرض، فصار هذان المصطلحان يتعاقبان على
موضوع واحد .
فكتاب
ابن إسحاق يقال له : السيرة ، ويقال له : المغازي ، وقد جمع بعض المؤلفين
المصطلحين في العنوان الذي اختاره لكتابه ، كما ترى في كتب ابن عبد البر ، وابن
الجوزي ، وابن سيد الناس .
على
أن هناك بعض الكتب التي تنصرف خالصة إلى السيرة النبوية بمعناها الأصلي الذي ذكرته
، وذلك ما عرف بكتب دلائل النبوة ، والشمائل ، والخصائص .
وينبغي
أن يكون واضحاً أن الحديث عن السيرة النبوية والمغازي قد جاء بإفاضة أيضاً في بعض
كتب الطبقات ، وكتب التاريخ المرتبة على السنين ، كالذي تراه في تاريخ خليفة بن
خياط، والطبقات الكبير ، لابن سعد كاتب الواقدي ، وتاريخ ابن جرير الطبري ،
المعروف بتاريخ الرسل والملوك ، وتاريخ عز الدين بن الأثير ، المسمى : الكامل ،
وتاريخ الحافظ عماد الدين بن كثير ، الموسوم بالبداية والنهاية .
وهذا
بيان أشهر كتب السيرة النبوية والمغازي ، واكتفيت فيه بالقدر الذي يطيقه الطالب
المبتدئ ، ويجد فيه من سار في العلم خطوات تذكرة وبلاغاً إن شاء الله :
1-
سيرة ابن هشام . وهو أبو محمد عبد الملك بن هشام بن أيوب الحميري المصري
(218هـ) .
وأصل
هذه السيرة هو ما وضعه أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن يسار المدني القرشي (152هـ)
. وقد رواها ابن هشام عن أبي محمد زياد ابن عبد الله البكاني العامري الكوفي
(183هـ) ، عن ابن إسحاق([59])
.
وقد
تناول ابن هشام هذه الرواية التي وقعت له من سيرة ابن إسحاق ، بكثير من التحرير
والاختصار والإضافة ، والنقد أحياناً ، والمعارضة بروايات أخر لغيره من العلماء([60]).
ثم
لهج الناس قديماً وحديثاً بسيرة ابن هشام ، حتى كادوا ينسون واضعها الأول . يقول
ابن خلكان : "وهذا ابن هشام هو الذي جمع سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم
من المغازي والسير لابن إسحاق ، وهذبها ولخصها .. وهي الموجودة بأيدي الناس ،
المعروفة بسيرة ابن هشام"([61])
.
2-
شرح سيرة ابن هشام ، المسمى : الروض الأنف والمشروع الروى([62])
في تفسير ما اشتمل عليه حديث السيرة واحتوى . لأبي القاسم وأبي زيد عبد الرحمن بن
عبد الله بن أحمد الخثعمي السهيلى الأندلسي (581هـ) .
وهو
كتاب تاريخ وعربية . قال فيه الصلاح الصفدي : "وهو كتاب جليل ، جود في ما
شاء"([63])
. وقال الوزير القفطي : "وتصنيفه في شرح سيرة ابن هشام يدل على فضله ونبله
وعظمته وسعة علمه "([64])
.
وإني
لأنصح كل طالب علم باقتناء هذا الكتاب ومدارسته ، وإدامة النظر فيه ؛ لما حواه من
فوائد في مختل علوم العربية ، وبخاصة علم النحو ، فإن السهيلي رحمه الله ، قد مد
فيه يداً([65]).
3-
مغازي الواقدي – وهو أبو عبد الله محمد بن عمر (207هـ) .
4-
الدرر في اختصار المغازي والسير . لابن عبد البر . أبو عمر يوسف بن عبد الله بن
محمد النمري (463هـ) .
5-
جوامع السيرة . لابن حزم . أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد (456هـ) .
6-
تلقيح فهوم أهل الأثر في عيون التواريخ والسير . لابن الجوزي . أبو الفرج عبد الرحمن
بن علي بن محمد (597هـ) .
7-
الاكتفاء في مغازي رسول الله والثلاثة الخلفاء . للكلاعي . أبو الربيع سليمان بن
موسى بن سالم الأندلسي (634هـ) .
8-
عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير . لابن سيد الناس . أبو الفتح محمد بن
محمد بن محمد (734هـ) .
9-
المغازي . ([66])
للذهبي . أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان (748هـ) .
10- السيرة النبوية([67])
. لابن كثير – إسماعيل بن عمر (774هـ) .
11-
حدائق الأنوار ومطالع الأسرار في سيرة النبي المختار([68])
.
12-
سبل الهدى والرشاد في سرة خير العباد . ويعرف بالسيرة الشامية . لأبي عبد الله
محمد بن يوسف بن علي الصالحي الشامي (942هـ) .
وهذا
الكتاب الكتاب من أجمع كتب السيرة وأوعبها . وقد باشر المجلس الأعلى للشئون
الإسلامية بالقاهرة طعة عام 1392هـ - 1972م ، فأصدر منه ثلاثة أجزاء ، ثم توقف ،
نسأل الله تيسير أسباب نشره كاملا .
13-
إنسان العيون في سيرة الأمين المأمون . ويعرف بالسيرة الحلبية . لنور الدين علي بن
إبراهيم بن أحمد الحلبي (1044هـ) .
كتب
الدلائل والشمائل والخصائص
1-
دلائل النبوة . لأبي نعيم الأصبهاني – أحمد بن عبد الله بن أحمد (430هـ)
2-
دلائل النبوة ومعرفة أحوال صاحب الشريعة([69])
. لأبي بكر البيهقي – أحمد بن الحسين بن علي (458هـ) .
3-
الشمائل النبوية([70])
. للإمام الترمذي – محمد بن عيسى بن سورة (279هـ) .
4-
شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم([71])
. لابن كثير – إسماعيل بن عمر (774هـ).
5-
الشفا بتعريف حقوق المصطفى([72])
. للقاضي أبي الفضل عياض بن موسى بن عياض اليحصبي السبتي (544هـ) .
6-
الوفا بأحوال المصطفى . لابن الجوزي – أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد
(597هـ) .
7-
الجوهرة في نسب النبي وأصحابه العشرة . لمحمد بن أبي بكر ابن عبد الله بن موسى
الأنصاري التلمساني ، الشهير بالبرى ، من رجال القرن السابع([73])
.
8-
الرصف لما روى عن النبي صلى الله عليه وسلم من الفعل والوصف([74])
. لأبي المكارم محمد بن محمد بن عبد الله الشافعي الواسطى البغدادي . المعروف بابن
العاقولي (797هـ) .
9-
إمتاع الأسماع بما للرسول من الأنبياء والأموال والحفدة والمتاع([75])
.لتقي الدين المقريزي المصري – أحم بن علي بن عبد القادر (845هـ) .
10-
الخصائص الكبرى . لجلال الدين السيوطي– عبد الرحمن بن أبي بكر (911هـ).
11-
تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس . للدياربكري – حسين بن محمد المتوفي نحو سنة
996هـ .
1- تراجم الصحابة والتابعين
1-
الطبقات . لأبي عمرو خليفة بن خياط([76])
. شباب العصفوري (240هـ) .
2-
الطبقات الكبير([77])
(الكبرى) لأبن سعد – محمد بن سعد بن منيع (230هـ) .
3-
الاستيعاب في أسماء أصحاب([78])
لابن عبد البر – يوسف بن عبد الله بن محمد (463هـ) .
4-
أسد الغابة في معرفة الصحابة . لعز الدين بن الأثير – علي ابن محمد بن عبد الكريم
(630هـ) .
5- الإصابة في
تمييز الصحابة([79])
. لابن حجر العسقلاني – أحمد بن علي بن محمد (852هـ).
2- تراجم القراء
1-
معرفة القراءة الكبار على الطبقات والأعصار([80])
. للذهبي – محمد بن أحمد بن عثمان (748هـ) .
2-
طبقات القراءة – يسمى غاية النهاية – لابن الجزري – محمد بن محمد بن محمد
(833هـ) .
3- تراجم المفسرين
1-
طبقات المفسرين([81])
. للسيوطي – عبد الرحمن بن أبي بكر (911هـ) .
2-
طبقات المفسرين . للداودي – محمد بن علي بن أحمد (945هـ) .
4- تراجم المحدثين والرواة
1-
التاريخ الكبير . للإمام أبي عبد الله البخاري – محمد بن إسماعيل بن إبراهيم
(256هـ) .
2-
الجرح والتعديل . لابن أبي حاتم الرازي – عبد الرحمن بن محمد بن إدريس (327هـ) .
3- تذكرة الحفاظ([82])
.للذهبي – محمد بن أحمد بن عثمان (748هـ) .
4-
ميزان الاعتدال في نقد الرجال ، للذهبي([83])
.
5-
لسان الميزان . لابن حجر العسقلاني – أحمد بن علي بن محمد (852-هـ) .
6-
تهذيب التهذيب . لابن حجر .
5- تراجم الفقهاء والأصوليين
الحنفية
1-
الجواهر المضية في طبقات الحنفية([84]).
للقراشي– عبد القادر بن محمد بن نر الله (775هـ) .
2-
الطبقات السنية في تراجم الحنفية([85])
. لتقي الدين بن عبد القادر التميمي العزى (1010هـ) .
المالكية
1-
ترتيب المدارك([86])
وتقريب المسالك لمعرفة أعلام مذهب ملك . للقاضي عياض بن موسى بن عياض اليحصبى
السبتى (554هـ) .
2-
لديباج المذهب في تراجم أعيان المذهب([87])
. لابن فرحون – إبراهيم بن علي بن محمد (779هـ) .
3-
شجرة النور الزكية في طبقات المالكية . لمحمد بن محمد مخلوف (1360هـ) .
الشافعية
1-
طبقات الشافعية الكبرى([88])
. لتاج الدين السبكي – عبد الوهاب بن علي بن عبد الكافي (711هـ) .
2-
طبقات الشافعية . لتاج الدين الإسنوى – عبد الرحيم بن الحسن بن علي (772هـ)
الحنابلة
1-
طبقات الحنابلة . لابن أبي يعلى – محمد بن محمد بن الحسين (526هـ) .
2-
الذيل على طبقات الحنبلة([89])
. لابن رجب – عبد الرحمن ابن أ؛مد (795هـ) .
الأصوليون
طبقات
الأصوليين – يسمى : الفتح المبين . لعبد الله مصطفى المراغي .
6- تراجم الشيعة والمعتزلة
1-
أعيان الشيعة([90])
. لمحسن بن عبد الكريم بن علي . الأمين (1371هـ) .
2-
الذريعة إلى تصانيف الشيعة . لمحمد محسن بن علي ، الشهير بالشيخ آغار بزرك
الطهراني (1389هـ) .
وله
أيضاً : طبقات الشيعة .
3-
طبقات المعتزلة . للقاضى عبد الجبار بن أحمد بن عبد الجبار الهمذاني (415هـ)
4-
طبقات المعتزلة([91])
. لابن المرتضى – أحمد بن يحيى (840هـ) .
7- تراجم الزهاد والصوفية
1-
حيلة الأولياء وطبقات الأصفياء([92])
. لأبي نعيم الأصبهاني – أحمد بن عبد الله بن أحمد (430هـ) .
2-
صفة الصفوة [ويسمى : صفوة الصفوة – وهو اختصار حلية الأولياء ، السابق] لأبي الفرج
بن الجوزي – عبد الرحمن بن علي ابن محمد (597هـ) .
3-
طبقات الصوفية . للسلمى – محمد بن الحسين بن محمد (412هـ) .
4-
الرسالة القشيرية([93])
. لعبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك القشيري (465هـ) .
5-
طبقات الأولياء . لابن الملقن – عمر بن علي بن أحمد (804هـ) .
6-
الطبقات الكبرى – وتسمى : لواقح الأنوار في طبقات الأخيار . للشعراني – عبد الوهاب
بن أحمد بن علي (973هـ) .
8- تراجم اللغويين والنحاة
1-
نزهة الألباء في طبقات الأدباء . لابي البركات الأنباري – عبد الرحمن بن محمد بن
عبد الله (577هـ) .
2-
إنباه الرواة على أنباه النحاة([94])
. للقفطي – علي بن يوسف بن إبراهيم (646هـ).
3-
بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة . للسيوطي – عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد
(911هـ) .
9- تراجم الأباء والشعراء
1-
طبقات فحول الشعراء([95])
. لابن سلام الجمحي – محمد بن سلام بن عبيد الله (232هـ) .
2-
الشعر و الشعراء([96])
. لابن قتيبة – عبد الله بن مسلم (276هـ) .
3-
طبقات الشعراء . لابن المعتز – عبد الله بن محمد (296هـ) .
4-
الأغاني([97])
. لأبي الفرج الأصبهاني – على بن الحسين بن محمد (356هـ) .
5-
المؤتلف والمختلف في أسماء الشعراء . للآمدي – الحسن بن بشر بن يحيى (370هـ) .
6-
معجم الشعراء([98])
.للمرزياني – محمد بن عمران بن موسى (384هـ) .
7-
يتيمة الدهر – وتتمة اليتيمة . كلاهما لأبي منصور الثعالبي – عبد الملك بن محمد بن
إسماعيل (429هـ) .
8-
دمية القصر وعصره أهل العصر . للباخرزي – علي بن الحسن بن علي (467هـ).
9-
خزيدة القصر وجريدة أهل العصر . للعماد الأصفهاني الكاتب – محمد بن محمد بن حامد
(597هـ) وهي في أقسام :
قسم
شعراء مصر .
قسم
شعراء الشام .
قسم
شعراء العراق .
قسم
شعراء المغرب والأندلس .
وقد
طبع القسم الأول في مصر ، بتحقيق الأستاذة : أحمد أمين ، وشوقي ضيف ، وإحسان عباس
. وطبع الثاني في دمشق ، بتحقيق الدكتور شكري فيصل ، وطبع الثالث في بغداد بتحقيق
العلامة الشيخ محمد بهجة الأثري .
أما
القسم الرابع فقد طبع أولاً في مصر ، بتحقيق الأستاذين علي عبد العظيم ، وعمر
الدسوقي ، ثم طبع بعد ذلك في تونس ، بتحقيق الأساتذة : محمد المرزوقي ، ومحمد
العروسي المطوي، والجيلاني بن الحاج يحيى ، وآذرتاس آذرنوس .
ويقول
الأستاذ خير الدين الزركلي ، رحمه الله ، تعليقاً على ذلك : "وكانت في طريقة
طبعة إقليمية خبيثة في الأدب([99])
" .
فإن
كان الزركلي يشير إلى شيء قد عرفه ولم يصرح به ، حياءً منه أو ستراً ، فلا بأس ولا
نكران .
أما
إ، كان يريد استقلال علماء كل بلد بتحقيق القسم الخاص ببلدهم ، فلا إقليمية في ذلك
، بل إن هذا ما ينبغي أن يكون – وأهل مكة أدرى بشعابها ، كما قالوا . وآية ذلك أن
طبعة تونس من "القسم الخاص بشعراء المغرب والأندلس" تفضل بكثير الطبعة
المصرية منه([100])
.
وأزيد
ذلك بياناً بمثالين : الأول : طبعة دار الكتب المصرية من كتاب النجوم الزاهرة في
أخبار مصر والقاهرة . فما كان لأحد غير محمد رمزي بك ، الجغرافي المصري الكبير ،
أن يكتب هذه الحواشي النافعة على الكتاب ، والتي حقق بها كثيراً من أسماء المدن
والقرى المصرية([101])
.
والمثال
الثاني : ذلك النقد الذي كتبه العلامة الشيخ حمد الجاسر ، على الطبعة الكويتية من
" تاج العروس" ، والذي تناول أوهاماً حول أسماء البلدان والمواضع في
الجزيرة العربية . والشيخ حمد الجاسر ، هو فارس ذلك الميدان ، غير مدفوع ولا مزاحم
.
أما
ما وراء تلك الخصوصية البلدانية ، من علوم الأمة وفنونها ، فالكل فيه سواء ، ولا
تفاضل بين الناس في ذلك ، إلا بالعلم والإحاطة .
10-
معجم الأدباء – ويسمى إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب([102])
. لياقوت بن عبد الله الرومي الحموي (626هـ) .
11-
المحمدون من الشعراء([103])
. للقفطى – علي بن يوسف بن إبراهيم (646هـ) .
12-
ريحانة الألبا([104])
. للشهاب الخفاجي – أحمد بن محمد بن عمر (1069هـ) .
13-
نفحة الريحانة . للمحبى – محمد أمين بن فضل الله (1111هـ) .
14-
خزانة الأدب([105])
. للعلامة عبد القادر بن عمر البغدادي (1093هـ) .
وهذا
الكتاب شرح لشواهد الرضى على الكافية في النحو ، ولكن البغددي رحمه الله نفذ من
خلال هذا الشرح إلى تراجم الشعراء والأدباء والعلماء ، وأتى بكل غريبة وعجيبة من
علوم العربية وفنونها .
10- تراجم الأطباء والفلاسفة
1-
طبقات الأباء والحكماء([106])
. لابن جلجل الأندلسي – سليمان بن حمد (بعد 377هـ) .
2-
تاريخ حكماء الإسلام . لليهقي – علي بن زيد بن محمد (565هـ) .
3-
إخبار العلماء بأخبار الحكماء . للقفطي – علي بن يوسف ابن إبراهيم (646هـ).
4-
عيون الأنباء في طبقات الأطباء([107])
. لابن أبي أصبيعة – أحمد بن القاسم بن خليفة (668هـ) .
11- تراجم القضاء
1-
أخبار القضاة . لوكيع – محمد بن خلف بن حيان (306هـ) .
2-
الولاة والقضاة . لأبي عمر الكندي – محمد بن يوسف بن يعقوب . (بعد 355هـ) .
3-
قضاة قرطبة . للخشني – محمد بن الحارث بن أسد القيرواني الأندلسي (نحو 366هـ)
.
4-
رفع الإصر عن قضاة مصر([108])
.لابن حجر العسقلاني – أحمد بن علي بن محمد (852هـ) .
5-
ذيله المسمى : بغية العلماء والرواه([109])
. لشمس الدين السخاوي – محمد بن عبد الرحمن محمد – وهو تلميذ ابن حجر – (902هـ) .
6-
قضاة دمشق . ويسمى : الثغر بسام في ذكر من ولى قضاء الشام لابن طولون – محمد بنعلي
بن أحمد (953هـ) .
12- تراجم الخلفاء
1-
أسماء الخلفاء والولاة([110])
. لابن حزم – علي بن أحمد بن سعيد (456هـ) .
2-
الإنباء في تاريخ الخلفاء([111])
. لمحمد بن علي بن محمد ، المعروف بابن العمراني (نحو 580هـ) .
3-
تاريخ الخلفاء . للسيوطي – عبد الرحمن بن أبي بكر (911هـ) .
4-
اتعاظ الحنفا في أخبار الأئمة الفاطمين الخلفا . للمقريزي – أحمد بن علي بن عبد
القادر (845هـ) .
13- تراجم الوزراء
1-
الوزراء والكتاب . للجهشياري – محمد بن عبدوس بن عبد الله (331هـ) .
2-
تحفة الأمراء في تاريخ الوزراء([112])
. لهلال بن المحسن بن إبراهيم الصابى (331هـ).
3-
الإشارة إلى من نال الوزارة . لابن الصيرفي – علي بن منجب بن سليمان (542هـ) .
4-
النكت العصرية في أخبار الوزراء المصرية([113])
.لنجم الدين عمارة بن علي بن زيدان الحكمي اليمني (569هـ) .
14- تراجم المؤرخين
1-
الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ . لشمس الدين السخاوي – محمد بن عبد الرحمن ابن
محمد (902هـ) .
15- تراجم النسابين
1-
منية الراغبين في طبقات النسابين([114])
. للسيد عبد الرزاق ابن السيد حسن كمونة الحسيني . فرغ من تأليفه سنة 1381هـ .
16- تراجم النساء
1-
الدر المنثور في طبقات ربات الخدود . لزينب بن علي بن حسين – الشهيرة بزينب فواز
العاملي (1332هـ) .
2-
أعلام النساء . للأستاذ عمر رضا كحلة . أطال الله في النعمة بقاءه .
17- التراجم على البلدان
1-
أخبار مكة([115])
وما جاء فيها من آثار . للأزرقي – محمد بن عبد الله بن أحمد (نحو 250هـ)
.
2-
العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين . لتقى الدين الفاسي – محمد بن أحمد بن علي
(832هـ) .
3-
إتحاف الورى بأخبار أم القرى . لنجم الدين فهد فهد – عمر بن محمد بن محمد
(885هـ) .
4-
تاريخ المدينة [المنورة] لأبي زيد عمر بن شبة (262هـ) .
5-
الدرة الثمينة في تاريخ المدينة([116])
. لابن النجار – محمد بن محمود بن الحسن (647هـ) .
6-
المغانم المطابة في معالم طابة . للفيروز إبادي – محمد بن يعقوب بن محمد (817هـ).
7-
التحفة اللطيفة في أخبار المدينة الشريفة . للسخاوي – محمد بن عبد الرحمن بن محمد
(902هـ) .
8-
وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى . للسمهودي – على بن عبد الله بن أحمد (911هـ) .
9-
الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل([117])
. لمجير الدين العليمي الحنبلي – عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن (928هـ) .
10-
تاريخ إربل – المسمى – المبارك بن أحمد اللخمى الأماثل([118])
.لابن المستوفى الإربلى-المبارك بن أحمد اللخمي (637هـ) .
11-
ذكر أخبار أصبهان([119])
.لأبي نعيم الاصبهاني – أحمد عبد الله بن أحمد (430هـ).
12-
تاريخ بغداد([120])
.للخطيب البغدادي – أحمد بن علي بن ثابت (463هـ) .
13-
تاريخ جرجان . للسهمى – حمزة بن يوسف بن إبراهيم (427هـ) .
14-
إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء . للشيخ محمد راغب ابن محمود الطباخ
(1370هـ) .
15-
تاريخ دمشق([121])
.للحافظ ابن عساكر – علي بن الحسن بن هبة الله (571هـ).
ولهذا
الكتاب قيمة أدبية كبرى – إلى جانب قيمته التاريخية – لعنايته بتراجم الشعراء وذكر
أخبارهم وأشعارهم . فينبغي أن يوضع أيضاً في مصادر تاريخ الأدب .
16-تهذيب
تاريخ دمشق([122])
السابق . للشيخ عبد القادر بن ابن مصطفى بن محمد . المعروف بعبد القادر بدران
(1346هـ) .
17-
الوسيط في تراجم أدباء شنقيط (موريتانيا الآن) لأحمد ابن الأمين الشنقيطي
(1331هـ) .
18-
تاريخ ثغر . لعبد الله الطيب بن عبد الله بامخرمة (947هـ) .
19-
فضائل مصر . لعمر بن محمد بن يوسف الكندي (كان حياً في النصف الثاني من القرن
الرابع الهجري) .
20-
النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة . لابن ثغرى بردى([123])
– يوسف بن تغرى بردي بن عبد الله (874هـ) .
21-
حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة . للسيوطي – عبد الرحمن بن أبي بكر
(911هـ) .
22-
الطالع السعيد الجامع لأسماء نجباء السعيد [صعيد مصر] للأدفوي – جعفر بن([124])
تغلب بن جعفر (748هـ) .
23-
السلوك لمعرفة دول الملوك [بمصر] للمقريزي – أحمد بن علي بن عبد القادر (845هـ) .
24-
تاريخ الموصل . للأزدي – يزيد بن محمد بن إياس (334هـ) .
25-
تاريخ مدينة صنعاء . لأحمد بن عبد الله بن محمد الرازي الصنعاني . (نحو سنة 500هـ)
([125])
.
26-
طبقات فقهاء اليمن . لابن سمرة الجعدي – عمر بن علي بن سمرة (بعد 586هـ).
27-
قرة العيون في أخبار اليمن الميمون([126])
. لابن الديبع الشيباني – عبد الرحمن بن علي ابن محمد (944هـ) .
18 التراجم على القرون
1-
الذيل على الروضتين (تراجم رجال القرنين السادس والسابع) لأبي شامة المقدسي- عبد
الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم (665هـ) .
2-
البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع . للشوكاني – محمد بن علي بن محمد
(1250هـ) .
3-
الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة([127])
. لابن حجر العسقلاني – أحمد بن علي بن محمد (852هـ) .
4-
الضوء اللامع لأهل القرن التاسع . لشمس الدين السخاوي – محمد بن عبد الرحمن بن
محمد (902هـ) .
5-
النور السافر عن أخبار القرن العاشر . لعبد القادر بن شيخ ابن عبد الله
العيدروس (1038هـ) .
6-
الكواكب السائرة في أعان المائة العاشرة . لنجم الدين الغزى – محمد بن محمد بن
محمد (1061هـ) .
7-
خلاصة الأثر في أعيان الحادي عشر . للمحبى – محمد أمين بن فضل الله بن محب الله
(1111هـ) .
8-
نشر المثاني لأهل القرن الحادي عشر والثاني [عشر] للقادري – محمد الطيب بن عبد
السلام الحسنى (1187هـ) .
9-
سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر . للمرادي – محمد خليل بن علي بن محمد
(1206هـ) .
10-
الدر المنتثر في رجال القرن الثاني عشر والثالث عشر . للآلوسي . علاء الدين بن
نعمان بن محمود (1340هـ) .
11-
حيلة البشر في تاريخ القرن الثالث عشر . لعبد الرزاق بن حسن البيطار (1335هـ) .
12-
المسك الأذفر في تراجم علماء القرن الثالث عشر . للآلوسي . محمود شكري بن عبد الله
(1342هـ) .
13-
تراجم أعيان القرن الثالث عشر وأوائل الرابع عشر . لأحمد باشا تيمور (1348هـ) .
14-
الأعلام الشرقية في المائة الرابعة عشرة الهجرية . للوراق المصري زكي محمد مجاهد([128])،
المتوفى منذ نحو سبع سنوات .
وهذا
الكتاب – فيما أعلم – آخر تلك السلسلة ، في الترجمة على القرون .
19- التراجم العامة
وهي على قسمين :
أ-
التراجم المرتبة على السنين .
ب-
التراجم المرتبة على الأسماء .
ومراجع
الطائفة الأولى تتمثل في كتب التاريخ العامة ، التي تترجم للأعلام ، على السنوات ،
فتذكر في أحداث كل سنة من توفى فيها من الأعلام .
ومن
أبرز مراجع كتب التاريخ هذه :
1-
تاريخ الأمم والملوك([129])
. لابن جرير الطبري – محمد بن جرير بن يزيد (310هـ).
2-
الكامل([130])
. لعز الدين بن الأثير – على بن محمد بن عبد الكريم (630هـ) .
3-
البداية والنهاية([131])
. لابن كثير – إسماعيل بن عمر (774هـ) .
4-
شذرات الذهب في أخبار من ذهب . لابن العماد الحنبلي – عبد الحي بن أحمد بن محمد
(1089هـ) .
التراجم
المرتبة على الأسماء
من أبرز كتب هذه
الطائفة :
1-
وفيات الأعيان وأبناء أبناء الزمان – لابن خلكان – أحمد بن محمد بن إبراهيم
(681هـ) .
2-
فوات الوفيات . لابن شاكر الكتبي – محمد بن شاكر بن أحمد (764هـ) .
3-
الوافي بالوفيات([132])
. لصلاح الدين الصفدي – خليل بن أيبك بن عبد الله (764هـ) .
4-
سير أعلام النبلاء([133])
. للذهبي – محمد بن أحمد بن عثمان (748هـ) .
20- تراجم أهل المغرب والأندلس
1-
تاريخ علماء الأندلس([134])
. لابن الفرضى – عبد الله بن محمد بن يوسف (403هـ).
2-
جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس([135])
. للحميدي محمد بن فتوح بن عبد الله (488هـ) .
3-
الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة([136])
. لابن بسام – علي بن بسام الشنتريني (578هـ) .
4-
الصلة في تاريخ أئمة الأندلس([137])
. لابن بشكوال – خلف ابن عبد الله بن مسعود (578هـ) .
5-
التكملة لكتاب الصلة . لابن الأبار – محمد بن عبد الله بن أبي بكر (658هـ) .
6-
الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة . لابن عبد الملك – محمد بن محمد بن عبد
الملك (703هـ) .
7-
مطمح الأنفس ومسرح التأنس في ملح أهل الأندلس . للفتح بن محمد بن عبيد الله بن
خاقان([138])
القيسي (528هـ) .
8-
بغية الملتمس في تاريخ رجال أهل الأندلس . لابن عميرة الضبي – أحمد بن يحيى بن
أحمد (599هـ) .
9-
المعجب في تلخيص أخبار المغرب . لعبد الواحد بن علي التيمي المراكشي (647هـ) .
10-
الحلة السيراء([139])
–في تاريخ أمراء المغرب . لابن الأبار – محمد بن عبد الله بن أبي بكر (658هـ) .
11-
المعجم في أصحاب القاضي الصدفي . لابن الأبار – محمد بن عبد الله بن أبي بكر
(658هـ) .
12-
المغرب في حلى المغرب . لابن سعيد المغربي الأندلسي – على بن موسى بن محمد (685هـ)
.
13-
الغصون اليانعة في محاسن شعراء المائة السابعة . لابن سعيد المغربي الأندلسي – علي
بن موسى بن محمد([140])
(685هـ .
14-
الكتيبة الكامنة فيمن لقيناه بالأندلس من شعراء المائة الثامنة . للسان الدين بن
الخطيب – محمد بن عبد الله بن سعيد (776هـ) .
15-
الإحاطة في أخبار غرناطة . للسان الدين بن الخطيب أيضاً .
16-
دوحة الناشر لمحاسن من كان بالمغرب من مشاهير القرن العاشر([141])
. لمحمد بن علي بن عمر الحسني (986هـ) .
17-
نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب([142])
. للمقرى – أحمد بن محمد بن أحمد (1041هـ) .
18-
أزهار الرياض في أخبار القاضى عياض([143])
. للمقرى – أحمد بن محمد بن أحمد (1041هـ) .
19-
المؤنس في أخبار إفريقية وتونس . لابن أبي دينار – محمد ابن أبي القاسم الرعيني
القيرواني (كان حياً سنة 1110هـ) .
20-
الاستقصا لأخبار المغرب الأقصى([144])
. لأحمد بن خالد ابن حماد الناصري السلاوي (1315هـ) .
21-
دليل مؤرخ المغرب الأقصى . لعبد السلام بن سودة المتوفى منذ نحو خمس سنوات([145])
.
21- المراجع الهادية
وأعني
بها تلك المراجع التي تهدي وتدل على المراجع الكبرى ، بعد أن تقدم تعريفاً موجزاً
بالمترجم له ، وتأتي فيه على مولده ووفاته ، وأبرز أعماله .
وقد
كثرت هذه المراجع في العصر الحديث كثرة ظاهرة . ولا يستحق منها التنويه به ، سوى
كتابين([146])
، هما :
1-
الأعلام ؟ للأستاذ خير الدين الزركلي . رحمه الله .
12-
معجم المؤلفين . للأستاذ عمر رضا كحالة . متعه الله بالصحة والسلامة .
*
* *
أما
" الأعلام " فهو خير كتاب لف في بابه ، بل هو خير ما كتب كاتب في تراجم
الرجال والنساء في هذا العصر .
وقد
جعل الزركلي ميزان الاختيار عنده : "أن يكون لصاحب الترجمة علم تشهد به تصانيفه
، أو خلافة أو ملك أو إمارة ، أو منصب رفيع – كوزارة أو قضاء – كان له فيه أثر
بارز، أو رياسة مذهب ، أو فن تميز به ، أو أثر في العمران يذكر له ، أو شعر ، أو
مكانة يتردد بها أسمه ، أو رواية كثيرة ، أو يكون أصل نسب ، أو مضرب مثل . وضابط
ذلك كله : أن يكون ممن يتردد ذكرهم ، ويسأل عنهم "([147])
.
وقد
أفسح الزركلى في كتابه ، مكاناً لهؤلاء النفر من المستشرقين ، الذين قدموا خدمة
للعربية ، في مجال الدراسات ونشر النصوص .
ومحاسن
هذا الكتاب كثيرة ، وإن فأتنى ذكر هذه المحاسن مجتمعة ، فإني أشير إلى أبرزها:
1-
الدقة البالغة في تحرير الترجمة ، وإبراز أهم ملامح العلم المترجم .
2-
ذكر ما قد يكون من خلاف ، في الاسم([148])
، والمولد والوفاة ، ونسبة الكتب([149])
مع اتخاذ مواقف الحسم ، أو الترجيح .
3-
تنقية بعض كتب التراجم مما علق بها ، من وهم ، أو تصحيف ، أو تحريف .
4-
الرجوع في توثيق الترجمة إلى المصادر المخطوطة ، إذا عزت المطبوعة ، أو كانت الثقة
بها نازلة([150])
.
5-
الاستعانة بالمراجع الحية ، من أهل العلم ، والمنتسبين إلى مذهب المترجم([151])
.
6-
جلاء الغموض الذي يكتنف بعض الأعلام([152])
.
7-
التنبيه على بعض الفوائد العلمية([153])
.
8-
الإنصاف والبعد عن الهوى ، وسوق الرأي الخاص ملففاً في بجاد([154])
النزاهة والتصون. وأكثر ما ترى ذلك في تراجم المعاصرين ، من أهل الفكر والأدب
والسياسة([155])
.
9-
الإحالة الذكية بعد الفراغ من الترجمة إلى أصول المصادر والمراجع .
10-
ذكر نفائس المخططات ونوادرها ، التي رآها في رحلاته وأسفاره . وكذلك التي اطلعه
عليها أصدقاؤه([156])
، وفي مقدمتهم السيد أحمد عبيد ، بدمشق ، وما أكثر ما أشار إليه في تعليقاته .
11-
إثبات صور خطوط العلماء قديماً وحديثاً . وهذا يفيد في توثيق المخطوطات التي يقال
إنها بخطوط مؤليها . فعن طريق مضاهاة ما بيدك منها بما أثبته من تلك النماذج
للخطوط ، يظهر لك وجه الصواب ، أو الخطأ .
ويتصل
بذلك إثباته لتوقيعات الخلفاء والملوك والأمراء والوزراء وصور المحدثين من
المعاصرين ، ومن قرب منهم ، ممن أدركهم فن التصوير الفوتوغرافي .
12-
وقد زان ذلك كله حسن البيان ، وصفاء العبارة . فالرجل رحمه الله ، كان أديباً
شاعراً . وقد كان الأدب ومازال ، خير سبيل لإيصال المعرفة ، وسرعة أنصابها إلى
السمع ، واستيلائها على النفس . والبليغ يضع لسانه حيث أراد . وإنك لتجد كثيراً من
الدراسات قد جمعت فأوعت ، لكنها لم تبلغ مبلغها من النفع والفائدة ؛ لجفافها
وعسرها .
أما
ما وراء ذلك من حلو الشمائل ، وكرم الطبع ، ونقاء الخلق ، فهو مما لهج به الخاصة
والعامة ، ممن اتصلوا بالرجل ، بسبب من الأسباب .
ولست
أشك في أن إقامة الزركلى – رحمه الله – في مصر والمغرب ، سنين ذوات عدد ، قد
أعانته على إقامة ذلك الصرح الشامخ . وآية ذل أن كثيراً من نماذج المخطوطات ، التي
امتلأ بها كتابه ، من محفوظات دار الكتب المصرية ، ومعهد المخطوطات بالقاهرة ،
وخزائن الكتب الخاصة والعامة ، بالمغرب الأقصى([157])
.
وخلاصة
القول : أن هذا الكتاب أبلغ رد على من يزعم أن العرب المعاصرين لم يصنعوا شيئاً ذا
بال ، في تاريخ رجالهم وأعلامهم .
وأنه
لا ينبغي أن تخلو مكتبة طالب علم من هذا الكتاب .
وليت
الذين يطبعون الكتب احتساباً وقربى ، يدخرون لأنفسهم عملاً صالحاً بطبع هذا الأثر
الباقي ، وتمكين من لا يقدر على شرائه من قراءته ولانتفاع به .
* * *
وأما
كتاب "معجم المؤلفين" للأستاذ عمر رضا كحالة ، فهو عظيم النفع جليل
الفائدة . وقد أبان عن منهجه ، وغايته من تأليفه ، فقال في تقدمته : "هذا
معجم لمصنفي الكتب العربية ، ومن عرب وعجم ، ممن سبقوا إلى رحمة الله ، منذ بدء
تدوين الكتب العربية حتى العصر الحاضر. وقد أحلقت بهم من كان شاعراً ، أو راوياً ،
وجمعت آثاره بعد وفاته" .
وتراجم
الكتاب غاية في الوجازة والاختصار ، فهو لم يعن بترجمة المؤلف عنايته بذكر مصادر
الترجمة ، وقد توسع في ذلك توسعاً ظاهراً ، وأتى بالقريب والبعيد ، مما يعفى
الباحث عن عناء التتبع والاستقصاء([158])
.
أنساب
العرب
1-
مختلف القبائل ومؤتلفها([159])
. لابن حبيب – محمد بن حبيب بن أمية (245هـ) .
2-
الاشتقاق([160])
. لابن دريد – محمد بن الحسن (321هـ) .
3-
الإيناس بعلم الأنساب([161]).
للوزير المغربي – الحسين بن علي بن الحسين (418هـ).
4-
جمهرة أنساب العرب . لابن حزم – علي بن أحمد بن سعيد (456هـ) . وهو أجمع كتاب في
هذا الباب .
5-
عجالة المتبدى وفضالة المنتهى([162])
، في النسب ، لأبي بكر الحازمي – محمد بن موسى بن عثمان (584هـ) .
هذا
وقد بدأت وزارة الإرشاد والأنباء ، بالكويت ، في إخراج أصل كتب الإنساب جميعا ،
وهو كتاب " جمهرة النسب " لابن الكلبى – هشام بن محمد ، المتوفى سنة
(204هـ) . وقد أصدرت منه الجزء الأول ، عام 1403هـ .
الأنساب بوجه عام
(إلى قبيلة ، أو بلد ، أو صناعة ، و مذهب
، أو شيخ([163])
)
1-
الأنساب([164])
. لأبي سعد السمعاني – عبد الكريم بن محمد بن منصور (562هـ) .
2-
اللبان في تهذيب الأنساب([165])
. لعز الدين بن الأثير – علي بن محمد بن عبد الكريم (630هـ) .
3-
لب اللباب في تحرير الأنساب([166])
. للسيوطي – عبد الرحمن بن أبي بكر (911هـ).
ضبط الأعلام والكنى والألقاب والأنساب
معلوم
أن العناية بالضبط والتقييد ، إنما ترجع إلى علماء الحديث ، الذين أرادوا أن
يحاصروا مظاهر التصحيف والتحريف([167])
، في متون الأحاديث وأسانيدها ، ثم قفا الأدباء والمؤرخون قفوهم ، حتى استوى ذلك ؛
فنا قائماً بنفسه ، وتعددت فيه المصنفات .
فمن
ذلك
1-
المبهج في تفسير أسماء شعراء الحماسة([168])
. لأبي الفتح عثمان بن جنى (392هـ) .
2-
الإكمال في رفع الارتياب عن المختلف والمؤتلف من الأسماء والكنى والأنساب. للأمير
علي بن هبة الله بن علي ، المعروف بابن ماكولا (475هـ) .
3-
الأنساب المتفقة في الخط ، المتماثلة في النقط والضبط . لابن الفيسراني – محمد بن
طاهر بن علي (507هـ) .
4-
المشتبه في الأسماء والأنساب والكنى والألقاب([169])
. للذهبي محمد بن أحمد بن عثمان (748هـ) .
5-
تبصير المنتبه بتحرير المشتبه([170])
. لابن حجر العسقلاني – أحمد بن علي بن محمد (852هـ) .
6-
تحفة ذوى الأرب في مشكل الأسماء والنسب . لابن خطيب الدهشة – محمود بن أحمد بن
محمد المتوفى سنة (834هـ) وهو ابن الإمام الفيومي ، صاحب "المصباح" في
اللغة .
فهذه
أبرز مراجع ضبط الأعلام والأنساب . وهناك كتابان داخلان في هذا الفن :
أما
أحدهما فهو كتاب وفيات الأعيان . لابن خلكان ، الذي ذكرته في "مراجع التراجم
العامة" . فقد جرى ابن خلكان ، على أن يذكر في آخر الترجمة ما يشتبه ويلتبس
من الأسماء والكنى والألقاب والأنساب ، مقيداً ذلك بالعبارة والبيان الواضح ، مما
عرف عند العلماء بتقييدات ابن خلكان .
وأما
الثاني فهو كتاب تاج العروس في شرح القاموس ، للمرتضى الزبيدي . فإذا عز عليك شيء
من المشتبهات ، في تلك الكتب التي ذكرتها ، فالتمسه من هذا الكتاب الجامع ، الذي
أتى على كثير من فوائد الضبط والتقييد ، وخاصة في أعلام وأنساب المتأخرين .
وقد
عول الزبيدي كثيراً ، على كتاب " تبصير المنتبه " لابن حجر ، الذي ذكرته
. فإذا قال : "وقال الحافظ" فأعلم أنه يريده([171])
.
مراجع
البلدان والمواضع والمياه والجبال
1-
بلاد العرب([172])
. للحسن بن عبد الله الأصفهاني ، المعروف بلغدة (من رجال القرن الثالث الهجري) .
2-
معجم ما استعجم في أسماء البلدان والمواضع([173])
. لأبي عبيد البكري الأندلسي – عبد الله بن عبد العزيز بن محمد (487هـ) .
وهذا
الكتاب – إلى قيمته الجغرافية – يعد مصدراً من مصادر الأدب ، وتوثيق الشعر، فقد
حشد فيه أبو عبيد ، طائفة كبيرة من الشعر ، منزلة على منازلها في أسماء البلدان
والمواضع .
3-
الأمكنة والمياه والجبال . لجار الله أبي القاسم محمود بن عمر بن محمد
الزمخشري (538هـ) .
4-
معجم البلدان([174])
. لياقوت بن عبد الله الرومي الحموي (626هـ) .
وهذا
الكتاب هو أجمع ما صنف في الجغرافية العربية .
5-
والمشترك وضعاً والمفترق صقعاً – في أسماء البلدان – لياقوت أيضاً([175])
.
6-
مراصد الاطلاع على أسماء الأمكنة والبقاع . لعبد المؤمن بن عبد الحق البغدادي
الحنبلي (739هـ) .
اختصر
به " معجم البلدان " لياقوت . واستدرك عليه أشياء . قال في مقدمته :
"وربما زدته بياناً في بعض المواضع ، أو أصلحت ما تنبهت عليه فيه ، من خلال
وجدته ... وقد يكون مما رأيت في سفري ، واجتزت به ، وخاصة في أعمال بغداد ، فإنه
كثير الخطأ فيها "([176])
.
7-
الروض المعطار في خبر الأقطار . لمحمد بن عبد المنعم الصنهاجي الحميري السبتي،
المتوفى سنة (727هـ) على ما حققه الدكتور إحسان عباس ، في نشرته للكتاب([177])
.
8-
صفة جزيرة الأندلس .
انتزعه
المستشرق الفرنسي ليفي بروفنسال ، من كتاب " الروض المعطار" المذكور،
ونشره بمطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر بمصر ، سنة 1937م . وكنت حرياً أن
أغفله ، إذا كان أصله " الروض " قد طبع وذاع ، لولا أني رأيت منه مصورة
بيروتية ضالة ، فأحببت أن أبين أمره ، حتى لا يلتبس علي بعض المبتدئين . وربنا المستعان
على ما ينشرون ، وهو حسبنا ونعم الوكيل .
فهذه
أشهر مراجع البلدان والجغرافية العربية .
على
أن هناك معجماً لغوياَ ، يتصل بهذه السلسلة الجغرافية بنسب وثيق . ذلكم هو كتاب
"تاج العروس في شرح القاموس" للمرتضى الزبيدي – محمد بن محمد بن محمد .
(المتوفى سنة 1205هـ) فقد ذكر أسماء البلدان العربية ، وأنزلها منزلها من حروف
المعجم . ثم هو فوق ذل حجة في بلدان ومواضع اليمن ومصر ، وتعليل ذلك واضح ، فقد
كان منشأة في زبيد باليمن، وإقامته وأعماله العلمية بمصر . وهو يصف بعض البلدان في
مصر واليمن ، وصف الرائي المشاهد([178])
.
علم
قوائم الكتب والفنون أو الببليوجرافيا العربية
أخذت
دائرة التأليف العربي – في شتى العلوم والفنون – تتسع منذ منتصف القرن الثالث .
وكان لابد من تسجيل هذا التراث وتصنيفه ، على أبواب العلوم وأسماء الكتب .
ويعد
ابن النديم – محمد بن إسحاق بن محمد ، المتوفى سنة 438هـ أول من عنى بهذا اللون من
التأليف الكتبي ، أو الببليوجرافي .
ولاشك
أن اشتغال ابن النديم بصناعة الوراقة ، وهي نسخ الكتب وبيعها ، قد أظهره على أسماء
الكتب ، وطرائق تأليفها ، مما أعانه على إقامة عمله الرائد هذا([179])
.
وقد
أبان ابنُ النديم عن منهجه ، في تلك المقدمة الموجزة التي صدر بها كتابه . قال :
وهذا
فهرست كتب جميع الأمم ، من العرب والعجم ، الموجود منها بلغة العرب وقلمها، في
أصناف العلوم ، وأخبار مصنفيها ، وطبقات مؤلفيها وأنسابهم ، وتاريخ موليدهم ،
ومبلغ أعمارهم ، وأوقات وفاتهم ، وأماكن بلدانهم ، ومناقبهم ومثالبهم ، منذ ابتداء
كل علم اخترع إلى عصرنا هذا ، وهو سنة سبع وسبعين وثلاثمائة للهجرة " .
وهكذا
اختلط هذا العلم – علم قوائم الكتب – بعلم التراجم ، وإن كانت الغلبة للأول. وظهر
هذا المنهج القائم على المزج بين العلمين ، في كتب الببليوجرافية كلها ، على
اختلاف مناهجها ، بسطاً أو إيجازاً .
ومن
أبرز كتب هذا الفن :
1-
الفهرست ، لابن النديم ، الذي قدمت لك شيئاً من خبره .
2-
مفتاح السعادة ومصباح دار السيادة . لأحمد بن مصطفى ابن خليل . المعروف بطاش كبرى
زاده (968هـ) .
وقد
أخضع المؤلف كتابه هذا ، لتقسيمات فكرية ، قائمة على رأيه في العلوم العربية
والإسلامية ؛ نظرية وعملية ، مستهدفاً تصفية النفس الإنسانية ، وإيصالها إلى
السعادة عند طريق الاطلاع على العلوم والمعارف .
وفي
أثناء ذلك يذكر موضوع كل علم ، والغاية منه ، وأسماء أبرز الكتب المصنفة فيه ، مع
الترجمة للمؤلفين . والتراجم عنده – في غالب أمره – منتزعة من كتب المرخين
السابقين، بألفاظها وسياقها ، كما رأيت من اتكائه على طبقات الشافعية الكبرى ،
لابن السبكي .
3-
كشف الظنون عن أسامى الكتب والفنون ؟ لمصطفى بن عبد الله . كاتب جلبى، المعروف
بالحاج([180])
خليفة (1067هـ) .
وهذا
الكتاب أجمع ما صنف في علم قوائم الكتب ، وايسر ما ألف فيه أيضاً ؛ وذلك لأن الحاج
خليفة – رحمه الله – قد رتبه على حروف ألف باء ، وأنزل الحدي عن موضوعات العلوم
وأسماء الكتب ، على منازل هذا الحروف . فعلم النحو مثلا يذكر في حرف النون ، مع
ذكر أبرز الكتب المصنفة فيه ، والجبر والحساب يذكران في الجيم والحاء . وغالباً ما
يذكر الكتاب مرتين : مرة في نفه ، ومرة في مكانه من حروف الهجاء ؛ فكتاب مثل
" النهاية " لابن الأثير ، يذكره في حرف الغين ، في أثناء حديثه في علم
"غريب الحديث" ثم يورده في حرف النون ، وهو حق مكانه.
والمادة
العلمية في هذا الكتاب غزيرة جداً ، فقد ذكر نحو (200) علم وفن ، ونحو
(1500) عنوان كتاب ، ونحو (9500) مؤلف([181])
.
وأحب
أن ألخص لطالب العلم المبتدئ ، فوائد هذا الكتاب ، وهي – فيما أراه – أربع :
أ-
موضوعات العلوم .
ب-
عنوان الكتب .
ج- شروح
الكتب . فقد حرص الحاج خليفة على ذكر كل ما يتصل بالكتاب : شرحاً أو اختصاراً ، أو
تذبيلا ، أو نقداً .
د-
وهذه فائدة رابعة ، تفيد في توثيق الكتب ، ونسبتها إلى مؤلفيها . وذلك ما ينقله
الحاج خليفة ، من خطبة الكتاب – يتحدث عنه – أو مقدمه . وقد أفادت هذه الطريقة في
نسبة بعض المخطوطات لعارية من النسبة ، أو المختلف في نسبتها ، حين يتنازع الكتاب
أكثر من مؤلف .
ومن
ملاحظاتي الخاصة على هذا الكتاب ، أنه أخل بشيء من تاريخ المغرب وعلومه ، وكذلك ما
يتصل بتاريخ اليمن وعلومه . ولذلك أسباب ، ليس هنا موضع تفصيلها .
غير
أن يبقى لذلك الكتاب قيمته العظيمة ، في رصد حركة الفكر العربي ، وتتبع مساره، منذ
بداية التدوين حتى القرن الحادي عشر الهجري .
4-
أسماء الكتب المتمم لكشف الظنون . لعبد اللطيف بن محمد بن مصطفى الشهير برياضى
زادة (1078هـ) .
5-
إيضاح المكنون في الذيل على كشف الظنون . لإسماعيل باشا بن محمد أمين البغدادي
(1339هـ) .
فهذه
مصنفات علم قوائم الكتب ، أو المراجع الببليوجرافية([182])
.
على
أنه ينبغي التنبه إلى أن عناية العرب بهذا الفن ، قد اتخذت شكلاً آخر ، هو ما عرف
بالمعاجم ، والفهارس ، والمشيخات ، والأثبات والبرامج .
وهو
لون من التأليف يجمع بين الشيوخ والكتب . فقد جرى كثير من([183])
العلماء على أن يصنع لنفسه معجماً ، أو فهرساً ، أو مشيخة ، أو ثبتا ، أو برنامجاً
، يذكر فيه شيوخه الذين أخذ عنهم العلم ، والكتب التي سمعها منهم ، مسندة إلى
مؤلفيها .
وهذا
هو الملاك العام الذي يجمع تلك المصنفات ، على اختلاف في مناهجها ، يطول الكلام
بذكره .
ويقول
الأستاذ الدكتور عبد العزيز الأهواني – رحمه الله – في تعريف البرنامج : "إنه
كتاب يسجل فيه العالم ، ما قرأه من مؤلفات في مختلف العلوم ، ذكراً عنوان الكتاب ،
واسم مؤلفه ، وربما ذكر خلال ذلك ، المكان الذي كان موضعاً لدرس ، والتاريخ الذي
بدأ فيه الدراسة ، أو ختمها "([184])
.
وهذا
اللون من التأليف يعرفنا حياة الكتب ، وحظوظها في عصر من العصور ، ويكشف عن
الاهتمامات العلمية ، للبيئات العربية والإسلامية ، في الأزمان التي كتبت فيها تلك
المعاجم والبرامج ، إلى أنه يظهرنا على العلائق والصلات الفكرية ، بين مشرق العالم
العربي ومغربه .
فالكتب
في هذا اللون من التأليف نابضة فوارة ، تتنغش بالحياة ، وتمور بالحركة . وهي في
الطائفة الأولى الببليوجرافية ؛ قوائم صامتة ، تنطق إذا استنطقتها ، وتعطي إذا
فاتشتها .
كما
أنك ترى من حياة الشيوخ ، في تلك الكتب ، وخاصة أمرهم ، ودقائق سلوكياتهم ملالا
تراه في كتب التراجم العامة والخاصة ، التي تسرد حياة المترجم سردا . وما ظنك
بتلميذ يكتب عن شيخه ؟
وليس
يخفى أن اهتمام العلماء بذلك الضرب من التأليف ، إنما هو أثر من آثار المحدثين،
الذين كانوا أول من استعمل لفظ "معجم" ، وجمعوا فيه الأحاديث على ترتيب
الصحابة ، أو الشيوخ ، أو البلدان ، ثم انتقل الأمر من تسجيل مجموعات الأحاديث إلى
تسجيل كل أنواع المرويات ، في علوم الدين ، واللغة ، والأدب ، كما انتقل لفظ
"المعاجم" من المحدثين ، إلى سائر الطبقات التي يترجم لها ، فكانت معاجم
الشعراء ، ومعاجم الأدباء ، ومعاجم البلدان([185])
.
ومن
أبرز تلك الكتب([186])
:
1-
فهرسة ما رواه عن شيوخه أبو بكر محمد بن خير بن عمر الإشبيلي (575هـ) وهو أشهر تلك
الكتب ، وأكثرها دوراناً عند العلماء والمحققين ، الذي يلتمسون الصلات بين المشرق
والمغرب . ومن انفع ما ذكره من ذلك حديثه عن الكتب التي حملها أبو علي البغدادي
القالي ، ودخل بها إلى المغرب والأندلس ، سنة 328هـ ، في أيام عبد الرحمن الناصر .
إلى فوائد أخرى كثيرة .
2-
فهرس ابن عطية – وهو أبو محمد عبد الحق بن غالب بن عبد الرحمن بن عطية المحاربي الأندلسي
، المتوفى نحو سنة (541هـ) وهو صاحب التفسير ، المسمى : المحرر الوجيز في تفسير
الكتاب العزيز .
3-
الغنية – فهرست شيوخ القاضى عياض بن موسى اليحصبى السبتي (544هـ) .
4-
مشيخة ابن الجوزي – وهو أبو الفرج عبد الرحمن بن علي ابن محمد (597هـ) .
5-
برنامج ابن أبي الربيع – وهو أبو الحسين عبيد الله بن أحمد ابن عبيد الله القرشي
الإشبيلي السبتي (688هـ) .
6-
فهرس الفهارس والأثبات ، ومعجم المعاجم والمشيخات والمسلسلات . لمحمد عبد الحي بن
عبد الكبير بن محمد الإدريسي ، المعروف بعبد الحي الكتاني (1382هـ) .
وهو –
فيما أعلم – آخر تلك السلسلة من المنصفات .
وقد
جعله ذيلاً على طبقات الحفاظ والمحدثين للحافظين بن ناصر ، والسيوطي ، إلى زمانه
في منتصف القرن الرابع عشر الهجري . حيث فرغ م نتأليفه عام 1342هـ ، وأتم تحريره
وتهذيبه وتصحيحه عام 1344هـ([187])
.
تعريفات
العلوم ومصطلحاتها
معلوم
أن لكل علم حداً وتعريفاً ، ولكل علم أيضاً مصطلحات ورسوماً . وقد يقع في المصطلح
اشتراك لغوي ، حين يستعمل في أكثر من علم : كالخبر عند المحدثين ، والخبر عند
النحاة ، والخبر عند البلاغيين([188])
.ومثل الغصب في الشرع ، وهو " أخذ مالٍ متقوم محترم بلا إذن مالكه بلا
خفيفة" . والغصب في آداب البحث والمناظرة ، وهو " منع مقدمة الدليل ،
وإقامة الدليل على نفيها قبل إقامة المعلل الدليل على ثبوتها "([189])
.
وقد
تكفل علماء كل علم بتعريفه ، وتحديد مصطلحاته ، ثم جاء آخرون فرأوا في توزع ذلك
على العلوم والفنون كلفة ومشقة ، فانتزعوا من العلوم تعريفاتها ومصطلحاتها ،
وجمعوهما في مصنفات مفردة ، كانت أساساً لما عرف في تاريخ العلم بالموسوعات .
ولقد
كانت عناية العرب بذلك اللون من التأليف مبكرة . فمن أقدم من صنف في ذلك : أبو عبد
الله محمد بن أحمد بن يوسف البلخي الخوارزمي الكاتب ، المتوفى سنة 387هـ ، الذي
صنف كتاب " مفاتيح العلوم " .
ثم
تلته عدة مصنفات ، دارت في هذا الفلك ، وإن اختلفت بعض الاختلاف ؛ من حيث التوسع
في تعريف العلوم ، وتحديد المصطلحات ، والعناية بتراجم المصنفين .
وإليك
أشهر المطبوع من هذه المصنفات :
1-
مفاتيح العلوم([190])
. لأبي عبد الله الخوارزمي ، الذي ذكرت لك ريادته وسبقه .
2-
التعريفات . للسيد الشريف ، علي بن محمد بن علي الجرجاني (816هـ) .
3-
الكليات . لأبي البقاء أيوب بن موسى الحسيني الكوفي (1094هـ) .
4-
كشاف اصطلاحات الفنون . لمحمد أعلى بن علي بن محمد التهانوى . أتم تأليفه سنة
1158هـ . ولم يعرف له تاريخ وفاة .
5-
أبجد العلوم – ويسمى الوشى المرقوم في بيان أحوال العلوم – لأبي الطيب صديق([191])
بن حسين بن علي الحسيني البخاري القنوجي (1307هـ) .
وينبغي
أن يدرج في هذا الفن أيضاً ، الكتابان اللذان سبقا في "علم قوائم الكتب"
. وهما: مفتاح السعادة ، لطاش كبرى زاده ، وكشف الظنون ، للحاج خليفة ، وذلك
لعنايتهما بتعريفات العلوم . وقد عول عليهما كثيراص صاحب " أبجد العلوم
" .
* * *
وبعد
: فهذأ آخر ما من الله به ، ووفق إليه ، من وضع هذه الرسالة الموجزة ، في علم
التراجم والبلدان ، والضبط ، وقوائم الكتب ، وتعريفات العلوم . وقد قصدت بها
أبناءنا لطبة الدراسات العليا . فإن وجد فيها أهل العلم خيراً ونفعاً ، فتلك نعمة
يتقاصر عنها جهدي الكليل.
واستغفر
الله من كل عثرة وزلة ، وابرأ إليه من كل حول وقوة ، سبحانه ، لا رجاء إلا إليه ،
ولا اتكال إلا عليه ، ولا طمع إلا فيما عنده .
وكنت
ذلكم أبو أروى . محمود محمد الطناحي ، بمكة البلد الأمين ، في الليلة التي يسفر
صباحها عن يوم الجمعة المبارك ، التاسع والعشرين ، من شهر ربيع الأول ، سنة خمس
وأربعين وأربعمائة بعد الألف ، من هجرة المصطفى الكريم عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم
. والحمد لله رب العالمين . .
([1]) بدأت في إلقاء محاضرات هذا العلم ، على طلبة قسم الدراسات
العليا العربية ، بجامعة أم القرى بمكة المكرمة ، زادها الله ، وزاد بيتها العظيم
تشريفاً وتكريما ومهابة ، فإلى جامعة أم القرى الفضل بعد الله تعالى ، في كتابة
هذا الدليل .
([2]) وبمثل هذه الألفاظ الخادعة البراقة يستميلون الشباب ،
ويوقعونهم في قرار مظلم من الافتتان الكاذب، والشك الموبق .
([3]) يقول الدكتور عبده بدوي : "لقد أسلمنا " الشعر
المهموس " إلى الشعر المكبوت ، بحيث تحول الشعر في جانب منه إلى تخرصات
وأوهام وتنهدات ، وهذيان حواس ، وسيولة لفظية وفكرية معاً" . مقدمة كتاب
دراسات في النص الشعري .
([4]) أباطيل وأسمار ص 372 .
([5]) المرجع نفسه ص435 ، 436 .
([6]) برنامج طبقات فحول الشعراء ص118 .
([7]) الشيخ سيد الباز هذا كان من فضلاء علماء الأزهر الشريف .
ونم طريف ما يذكر أنه رحمه الله كان من طبقة المشايخ الذين يدرسون العلوم الرياضية
كالحاسب والجبر والهندسة ، وقد درست عليه شيئا من ذلك في معهد القاهرة الديني
الابتدائي بالأزهر في وائل الخمسينات الميلادية .
([8]) من حديث صحفي ، حكاه الدكتور محمد محمد أبو موسى ، في كتابه
: الإعجاز البلاغي ص7 .
([9]) إلا ما يكون من بعض الظواهر التي تلتقي فيها اللغات ، ويظهر
فيها التأثير والتأثر ، وما إلى ذلك من نشأة الأصوات واللغات وتدرجها وتطورها ،
كالذي تراه في مباحث علم اللغة والمقارن ، فكل ذلك مما لا يشك عاقل في فائدته
وجدواه .
([10]) بإثبات الياء . وهي رواية ورش عن نافع . السبعة لابن مجاهد
ص618 .
([11]) وما خرج عن هذا الأداء الصحيح ، فهو من باب الخطأ الصريح
الذي يرفض ولا يوقف عنده بتقنين أو تقعيد ، كالذي يلحن في كلامه ، أو يقرأ شعراً
أو يكتبه غير موزون .
([12]) لست أمل من ذكر هذا والكشف عنه . راجع كتاب : مدخل إلى تاريخ
نشر التراث العربي ص8 .
([13]) هذه الجملة من كلام شيخنا محمود محمد شاكر ، العالي ، وبيانه
الرفيع .
([14]) كالذي قاله ذلك الأعرابي وقد حضر مجلس الأخفش ولم يفهم مما
سمع شيئاً ، فقال : "أراكم تتكلمون بكلامنا في كلامنا بما ليس من
كلامنا" الامتاع والمؤانسة 2/139 .
([15]) يقال : أجرت الفصيل : إذا شققت لسانه لئلا يرضع أمه .
([16]) المنة ، بضم الميم وتشديد النون : القوة . يقال : هو ضعيف
المنة ، ومنة السير : أضعفه وأعياه. ورجل منين : أي ضعيف ، كأن الدهر منه ، أي ذهب
بمنته .
([17]) مقدمة تحقيق تهذيب الآثار – لأبي جعفر الطبري – ص15 ، وشيخنا
، حفظه الله ، في هذا الكلام العالي الشريف ، يصف حاله هو ، على جلالة قدره ،
وعظيم خطره !
([18]) هو حارثة بن بدر الغداني ، التابعي ، رضي الله عنه .
([19])
([20])
([21]) الصوى ، بضم الصاد ، والقصر : جمع صوة ، بالضم والتشديد ،
وهي حجر ، يكون علامة في الطريق .
([22]) انظر كتابى ، مدخل إلى تاريخ نشر التراث ص7 .
([23]) وفيه تراجم لغير الشافعية من الفقهاء .
([24]) وهذه قضية أخرى ، وقد عالجتها في بعض ما كتبت .
([25]) أبلس : أي سكت من الحزن أو الخوف . والإبلاس : الحيرة . ومنه
قوله تعالى : {فإذاهم مبلسون} الأنعام 44 ، ومنه سمى إبليس ؛ لأنه أبلس عن رحمة
الله : أي يئس منها وتحير .
([26]) الردغة : بسكون الدال وفتحها : طين ووحل كثير . وفي الحديث :
"من قال في مؤمن ما ليس فيه حسبه الله في ردغة الخبال" وجاء تفسيرها في
الحديث : "أنها عصارة أهل النار" النهاية 2/215 .
([27]) هكذا يستعملون تلك الكلمة ، مرادفة لمعنى الإنتاج الفكري
الذي لم يسبق إليه صاحبه ، وهم يعتزون كثيراً بتلك الكلمة ، ويشتقون منها صيغة
مبالغة ، فيقولون : "جهد خلاق" وهي كلمات غثه باردة ، إذا استعملت في
مجال أعمال البشر . ولكن هكذا قدر الله وقضى ، أن نتجرع هذه الغصص ، في الصحيفة
المقروءة ، والكلمة المسموعة ، والقصة المحكية ! ولا يحتجن أحدّ علينا بأن
الاشتقاق اللغوي لا يأبى ذلك ، فإن لهذا كلاماً آخر .
([28]) يقول الدكتور محمد أبو موسى : "ونقلت هنا إلى شيء مهم ،
وهو أن اجتهاد أهل الاجتهاد من أئمتنا الكلمة رضوان الله عليهم ، لم يكن اجتهاداً
في استخراج مسألة من مسألة ، أو في استخراج باب من باب ، وإن كان ذلك نفيساً وهو
علينا عزيز ، وإنما كان يكون اجتهادا في استخراج علم من علم ..." ثم يقول عن
الشيخ عبد القاهر: "تأمل بحث القصر الذي أسسه على محاوره ذكية مع نص نقله=
= من
الشيرازيات ، ومازال يستل من هذا النص خيوطا ، ويستخرج من الخيوط ، حتى قدم شيئاً
جديداً، ليس هو كلام أبي علي ، وليس مقطوعاً عنه ، وإنما هو متناسل منه كما يتناسل
الحي من الحي ودع عبد القاهر ، وانظر إلى تجربة أبي الفتح – ابن جنى – في كتاب
الخصائص ، وكيف استخرج من كلام سيبويه وأبي علي وغيرهما ، علماً ليس هو علم سيبويه
، ولا علم الفارسي ، وإنماهو علم أبي الفتح . وكما استخرج عبد القاهر من مضابئ
النحو علماً آخر هو علم المعاني ، استخرج أبو الفتح من هذه المضابئ نفسها علماً
آخر ، هو علم أصول النحو قياس العربية". القوس العذراء وقراءة التراث ص54 –
56 .
([29]) الختن ، بفتحتين : كل من كان من قبل المرأة ، مثل الأب والأخ
، وهو أيضاً : زوج الابنة . وفي الحديث : "على ختن رسول الله صلى الله عليه
وسلم" . وقال الأصمعي : "الأختان من قبل المرأة ، والأحماء من قبل الزوج
، والصهر يجمعهما" . وكان ابن كثير زوجاً لزينب ابنة الحافظ المزى .
([30]) وكذلك الحال في كثير من كتب المتأخرين التي حفظت لنا أصولاً
ونصوصاً من كتب المتقدمين التي ضاعت أو خفى علينا مكانها
([31]) هذا حكم انتهى إليه مؤرخو الأدب والشعر ، ثم انسحب – في رأي
بعضهم – على كل فروع التراث العربي .
([32]) يقول ابن العماد الحنبلي ، في صفة السلطان سليم – الذي وصفوه
كذباً بأنه غازى مصر – يقول ابن العماد : إنه من قوم " رفعوا عماد الإسلام ،
وأعلوا مناره ، وتواصوا باتباع السنة المطهرة ، وعرفوا للشرع الشريف مقداره "
شذرات الذهب 8/143 ، وانظر تاريخ الأدب الجغرافي العربي ، للمستشرق الروسي :
كراتشكوفسكي ص451 ، لتعرف وزن تركيا الإسلامي في تلك الأيام .
([33]) أصل هذا المثال أن قوماً خرجوا للصيد ، فصاد أحدهم ظيباً ،
وآخر أرنباً ، وآخر فرأ ، وهو الحمار الوحشي . فافنخر الأول والثاني بما صادا ،
فقال الثالث : كل الصيد في جوف الفرا : أي جميع ما صدتموه يسير في جنب ما صدته .
جمهورة الأمثال 2/163 ، وانظر شرحه برواية أخرى في فصل المقال ص11 .
([34]) النهاية 1/102 .
([35]) الفائق 1/82 ، 83 ، والكشاف 2/335 ، في تفسير الآية الثالثة
من سورة الشعراء ، وهي قوله تعالى : {لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين} – والأساس
، ترجمة (بخع) .
([36]) تاج العروس (بخع) .
([37]) معجم مقاييس اللغة 1/206 ، 207 .
([38])
([39]) النهاية 1/10 .
([40]) استغرقت ثلاثمائة صفحة من هذا الجزء الذي حققه الأستاذ عبد
العليم الطحاوي .
([41]) انظر هذه الصفحات 237 ، 238 ، 239 ، 250 ، 251 ، 253 ، 255 ،
257 ، 272 – من الجزء الثاني الذي حققه الأستاذ عبد الستار فراج ، رحمه الله ثم
يقال بعد ذلك : إن الشرائح والمختصرين غير مبدعين ولا خلاقين ! .
([42]) الدرر الكامنة 5/31 .
([43]) الوافي بالوفيات 5/56 .
([44]) وإن كنا قد أنتهينا أخيراً إلى أن الطبقات الوسطى، عمل مستقل
، وأن المؤلف لم يقصد به اختصار الطبقات الكبرى . ولذلك حديث آخر .
([45]) جمع الصلة ، ويريدون بها تكملة الأعمال السابقة ، كما في
الصلة ، لابن بشكوال ، التي جعلها ذيلا وتكملة لتاريخ ابن الفرضى ، في الأندلس .
([46]) هذه الحقيقة متصلة بالحقيقة الأولى ، وبينهما فرق : وذلك أنى
أردت أولاً أن أدفع دعوى التشابه والتكرار في تراثنا . وهنا أريد أن أوجه إلى تلك
النظرة الشمولية للتراث ، على ما يظهر من تمثيل ، إن شاء الله .
([47]) أنظر مقالة
بعنوان : "فهارس الشعر واللغة لكتاب غريب الحديث ، لأبي عبيد القاسم بن
سلام". مجلة البحث العلمي والتراث الإسلامي – كلية الشريعة – جامعة أم القرى
. العدد الرابع 1401هـ.
([48]) وقد وجدت من
ذلك شيئاً مأثوراً عن أبي العباس ثعلب ، في شرحه على ديوان زهير بن أبي سلمى، ولم
أجده في "مجالسه" ولا في "فصيحه" .
([49]) ليس يرجع ذلك
إلى قصور في كتب النحو ، بل يرجع إلى أن أصحاب هذه الكتب قد وقع لهم من كتب أصول
النحو ، ما لم يقع للمصنفين في النحو ، أو أن ذلك قد واتاهم بحسن النظر والتأمل،
وقد كان لبعضهم مشاركة ظاهرة في النحو ، كالإمام السهيلي .
([50]) مجاز القرآن 1/101 ، 2/34 . وأبو عمرو الهذلي هذا : من فصحاء
الأعراب الذين سمع منهم أبو عبيدة ، وذكره في غير موضع من كتابه .
وإن
في وجود هذا الشاعر وعزوه ، في كتاب أبي عبيد معمر بن المثنى ، المتوفى بين سنتي
208 – 213 : دليلاً على أن هذا الشاهد قديم في كلام العرب ، وأنه ليس من صنع
النحاة ، حتى يتخذ مادة للسخرية والإضحاك البارد !
([51]) وقد ذكره في الجزء الأول من المخصص مائة وإحدى وعشرين مرة ،
كما أحصى الأستاذ محمد الطالبي . فماذا في الأجزاء الباقية ، وهي ستة عشر جزءاً ؟
انظر : ابن سيده المرسى ، حياه وآثاره ص146 – وأشكر أخي الدكتور عياداً الثبيتي ،
الذي أمدني بهذا الكتاب القيم .
([52]) يقول عنه الزركلي : "هو أشبه بدائرة معارف لم وصل إليه
العلم عند العرب ، في عصره" ، ونقل عن فازيليف في كتابه العرب والروم :
"إن نهاية الأرب على الرغم من تأخر عصره يحوى أخبارا خطيرة عن صقلية ، نقلها
من مؤرخين قدماء ، لم تصل إلينا كتبهم ، مثل ابن الرقيق ، وابن رشيق ، وابن شداد
وغيرهم " . الأعلام 1/165 .
([53]) تهذيب التهذيب 10 / 361 .
([54]) تذكرة الحفاظ 1/148 .
([55]) الجرح والتعديل – القسم الأول من الجزء الرابع ، ص154 .
([56]) الموضع المذكور من تهذيب التهذيب .
([57]) مغازي الواقدي – مقدمة ا لتحقق ص24 .
([58]) المرجع نفسه .
([59]) من أهم روايات سيرة ابن إسحاق أيضاً ، رواية أبي بكر يونس بن
بكير بن واصل الشيباني (199هـ) ، وقد رأيت من هذه الرواية قطعة تقع في سبع وسبعين
ورقة ، تشتمل على الأجزاء : الثاني والثالث والرابع والخامس (تجزئة قديمة) ،
وتاريخ نسخ الجزء الثاني سنة (506هـ) . وهذه القطعة من محفوظات خزانة جامعة
القرويين بفاس ، وقد صورتها لمعهد المخطوطات بالقاهرة ، في رحلتي إلى المغرب
الأقصى عام (1395هـ) .
وفي
خزانة القرويين أيضاً نسخة من سيرة ابن هشام ، بقلم أندلسي نفيس ، كتبت سنة
(719هـ) ، وبحواشيها معارضات وتقييدات قيمة . والجزء الثالث من نسخة أخرى ، بقلم
أندلسي عتيق ، على رق غزل . وصور ذلك كله في معهد المخطوطات بالقاهرة .
([60]) مقدمة تهذيب سرة ابن هشام ، لشيخنا عبد السلام هارون ص11 .
([61]) وفيات الأعيان 3/177 .
([62]) يقال : روضة أنف ، بضمتين ، بوزن عنق : أي لم ترع ، وكذلك
كأس أنف : لم تشرب. والروى : بكسر الراء وفتح الواو : أي كثير مرور .
([63]) نكت الهيمان ص187 .
([64]) إنباه الرواة 2/162 .
([65]) كتب قد علقت من هذا الكتاب العظيم ، فوائد ، أذكر هنا شيئاً
منها ، إغراء بقراءة الكتاب كله . فمن ذلك :
الفرق
بين النفس والروح . حكم التسمى بأسماء الأنبياء . تعليل لبعض أوجه الحذف في القرآن
الكريم . بمعنى المناولة في الحديث . تأويل الاحتجاج بشعر أبي تمام . تحريم إتيان
النساء في أبارهن . نقد الخطابي لابن قتيبة فيما أخذه على أبي عبيد في غريب الحديث
. هل يصح أن يقال في دعاء الله تعالى : يا سيدي ؟
انظر
الروض 1/196 ، 197 ، 221 ، 253 – 2/59 ، 72 ، 162 ، 314 هذا ، وقد كانت أول طبعة
للكتاب بمصر ، في مطبعة الجمالية ، سنة 1332هـ = 1914م على نفقة مولاي عبد الحفيظ
سلطان المغرب الأقصى . ثم طبع بعد ذلك ثلاث طبعات بمصر أيضاً : طبعة عباس الحلبي ،
منذ نحو عشرين عاماً ، وطبعة دار الكتب الحديث (توفيق عفيفي) 1378هـ - 1967م ،
وطبعة مكتبة الكليات الأزهرية (حسين أمبابي) 1391هـ - 1971م .
وأعلى
هذه الطبعات : الطبعة الأولى ، عنيت طبعة الجمالية ، وقد رأيت منها طبعة مصورة
بالأوفست، في باكستان ، باسم المكتبة الفاروقية ملتان 1397 - 1977م .
على أني رأيت من الكتاب نسخاً
خطية جيدة ، تغرى بإعادة تحقيقه ونشره نشرة علمية تليق في المكتبة العربية :
أ- نسخة
كاملة في جزئين (243) ورقة ، بقلم نخسى جيد ، من مخطوط القرن السابع ، محفوظة
بمكتبة جامعة الرياض . =
= ب-
الجزء الأول من نسخة بقلم أندلسي مضبوط ، سنة 586هـ (145) ورقة . خزانة القرويين
بفاس .
ج-
الجزء الثاني – وهو آخر الكتاب – من نسخة بقلم نسخى نفيس ، من خطوط القرن السابع
ظنا (177) ورقة ، بخزانة القرويين أيضاً .
د- الجزء
الثاني – وهو آخر الكتاب – من نسخة بقلم نسخى نفيس ، سنة 676هـ (206) ورقات،
بمكتبة جامع الروضة بضواحي صنعاء.
هـ- الجزء
الثالث – وهو الأخير – من نسخة بقلم نفيس سنة 644هـ (197) ورقة . المكتبة العامة
السعودية بالرياض .
وقد صورت هذه الأجزاء كلها لمعهد
المخطوطات بالقاهرة ، وهناك نسخ أخرى تراها في فهارس المعهد .
([66]) هو المجلد الأول من كتابه الكبير "تاريخ الإسلام وطبقات
المشاهير والأعلام" وقد نشر قسم من هذه "المغازي" إلى نهاية السنة
السادسة ، بتحقيق المرحوم الدكتور محمد عبد الهادي شعيرة ، وصدر عن مركز تحقيق
التراث بدار الكتب المصرية ، عام 1975م وفي هذه النشرة اخطأ وأوهام ، عرض لهما صديقي
العالم البغدادي الدكتور بشار عواد معروف ، بالنقد الشديد ، في عددين من مجلة معهد
المخطوطات بالقاهرة : الجزء الثاني من المجلد الثاني والعشرين 1396هـ - 1976م –
والجزء الأول من المجلد الثالث والعشرين 1397 – 1977م .
([67]) استخرجها صديقي القديم الدكتور مصطفى عبد الواحد ، من كتاب
ابن كثير (البداية والنهاية) . ونشرها في أربعة أجزاء بمطبعة عيسى البابي الحلبي
بالقاهرة .
([68]) طبع أخيراً على نفقة الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني ، أمير دولة
قطر – مطابع قطر الوطنية 1403هـ - 1982م . وهذه الكتب التي تطبع على نفقة أهل
الخير ، و في بعض المراكز العلمية الوليدة ، لا يكاد الناس يعرفون عنها شيئاً ؛
لأن توزيعها يكون قاصراً على الإهداء ، وبهذا لا تذيع ولا تنتشر. وقد ناديت من قبل
بأن يخصص قدر من هذه المطبوعات للبيع عن طريق دور النشر المعروفة .
([69]) أصدر منه شيخنا العلامة السيد أحمد صقر ، الجزء الأول عام
1390هـ بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالقاهرة ، يسر الله له إتمامه . ثم رأيت
منه طبعة كاملة ، عن إحدى مكتبات المدينة المنورة، عام 1389هـ ، بتصحيح عبد الرحمن
محمد عثمان . وهي طبعة شائهة تالفة ، وقد أساءت إلى الكتاب كل الإساءة . فليتق الله
هؤلاء الذين يعلبون بالتراث ! .
([70]) من شروحها : شرح ملا على القارى (1014هـ) وهو شرح مطبوع
متداول . واسمه : جمع الوسائل في شرح الشمائل .
([71]) استخرجه أخي الدكتور مصطفى عبد الواحد ، من "البداية
والنهاية" كما صنع في استخراج "السيرة النبوية" .
([72]) هذا الكتاب من أجل كتب الشمائل والخصائص النبوية ، وفيه يقول
القائل :
كلهم
حاولوا الدواء ولكن ما أتى "بالشفاء" إلا عياض
وق
تعاقب عليه العلماء بالشرح . ومن شروحه المطبوعة : شرح ملا على القارى ، السابق .
وشرح الشهاب الخفاجي (1069هـ) واسمه : نسيم الرياض في شرح شفاء القاضي عياض ، وهو
من أحسن شروحه وأوفاها – وخرج الجلال السيوطي (911هـ) أحاديثه ، وسمى كتابه :
مناهل الصفات في تخريج أحاديث الشفا ، وهو مطبوع أيضاً .
وقد
أوتى هذا الكتاب حظاً وافراً في كثرة مخطوطاته ومطبوعاته . وآخر طباعته وأحسنها :
تلك التي نشرها الأستاذ علي محمد البجاوي ، عام 1398هـ - 1977م ، بمطبعة عيسى
البابي الحلبي بالقارهة . ولعل هذا العلم هو آخر أعمال الأستاذ البيجاوي ، رحمه
الله رحمة واسعة .
([73]) حيث فرغ م نسخ كتابه بيده ، سنة (645هـ) . وقد نشره الدكتور
محمد ألتونجي . عن دار الرفاعي للنشر والطباعة . الرياض 1403هـ - 1983م .
([74]) طبع بمطبعة زيد بن ثابت . دمشق 1393هـ - 1973م .
([75]) نشر منه شيخنا الجليل محمود محمد شاكر ، الجزء الأول ، عام
1941م ، عن لجنة التأليف والترجمة النشر بالقاهرة .
([76]) قدمته علي
ابن سعد ، مع تأخر وفاته عنه ، لأن أبن سعد كان ينقل عنه . راجع مقدمة تحقيق
الطبقات ص64 .
([77]) طبع عدة
طبعات ، لا تليق بمكانة الكتاب . أولاها طبعة ليدن 1321هـ - 1906 – 1909م.
ومن مخطوطاته
التي رأيتها وصورتها لمعهد المخطوطات بالقاهرة ، عام 1393هـ :
أ-
جزء يبدأ بالطبقة الخامسة ، بترجمة " عبد اله بن عباس" وينتهي بترجمة
"كثير ابن السائب" . من نسخة بقلم نسخى نفيس ، بآخرها سماع سنة (599هـ)
في (125) ورقة . والجزء محفوظ بالمكتبة المحمودية، بالمدينة المنورة برقم (33)
تاريخ .
ب-
الجزء الأخير منه ، ويتضمن تراجم النساء ، من نسخة بقلم نسخى جيد ، سنة (591هـ) في
(207) ورقات . محفوظ بالمكتبة المذكورة برقم (34) تاريخ .
جـ-
الجزء الأخير أيضاً الخاص بتراجم النساء ، بقلم نسخى نفيس من خطوط القرن السادس
ظناً، في (215) ورقة . محفوظ بمكتبة جامعة الملك سعود (الرياض) رقم (295) تراجم
النساء .
([78]) طبع عدة
طبعات متقاربة ، ويحتاج إلى تحقيق جديد . ومن مخطوطاته التي رأيتها وصورتها عام
1393-1394هـ .
أ- الجزء الأول ، من نسخة بقلم معتاد جيد ،
من خطوط القرن الثامن تقديرا في (179) ورقة ، محفوظة بمكتبة الجامع الكبير بصنعاء –
اليمن . برقم (13) مصطلح الحديث .
ب- الجزء
الثاني ، من نسخة بقلم نسخى نفيس ، من خطوط القرن السادس ظنا . والنسخة مقابلة في
(208) ورقات . بالمكتبة المحمودية بالمدينة المنورة .
ج-الجزءالثاني
، من نسخة بقلم نسخى جيد ، سنة (806هـ) . في (155) ورقة . محفوظ بمكتبة الجامع
الكبير الغربية ، بصنعاء – اليمن . برقم (2) تراجم .
د-
الجزء الرابع – وهو آخر الكتاب – من نسخة بقلم نسخى نفيس ، سنة (640هـ) وبحواشيها
تعليقات جيدة . (155) ورقة . بمكتبة بيت الوزير المحفوظة بمكتبة الجامع الكبير
الغربية بصنعاء .
هـ-
قطعة منه بقلم قديم . (52) ورقة بمكتبة الشيخ مشرف بن عبد الكريم الخاصة بتعز –
اليمن برقم (4) .
([79]) أحسن طبعاته
: طبعة مصر ، التي حققها الأستاذ علي محمد البجاوي ، رحمه الله . دار نهضة مصر
1392هـ - 1972م .
([80]) طبع طبعة
وحيدة بمصر ، وهي طبعة رديئة جداً ، وغفر لله لناشرها ، فهو رجل من أهل الفضل
والوعظ ، ولكن تحقيق الكتب ليس من صناعته ، وقد رأيت من هذا الكتاب نسخة خزائنية ،
بقلم نسخي نفيس ، وبآخرها خط المصنف . وتقع في (288) ورقة ، وهي محفوظة بالخزانة
العامة بالرباط، برقم (199ق) وصرتها لمعهد المخطوطات بالقاهرة .
([81]) طبع طبعتين ،
أحسنهما التي حققها الدكتور علي عمر ، ونشرها بمصر الأخ الصادق الحج وهبة حسن وهبة
.
([82]) وله ذيول ، طبعت في مجلد واحد بدمشق 1347هـ ، بعناية الشيخ
حسام الدين القدسي : وتشتمل على ذيل تذكرة الحفاظ ، للحسيني الدمشقي ، ولحظ
الألحاظ ، لمحمد بن فهد المكي ، وذيل طبقات الحفاظ للسيوطي .
([83]) طبع طبعات متقاربة ، ويحتاج إلى تحقيق جديد . وتحتفظ الخزانة
العامة بالرباط بنسخة المؤلف التي كتبها بيده ، وبآخرها قراءة عليه سنة (743هـ)
وليس وراء نسخة المؤلف شيء . وتقع في (250) ورقة . ورقمها في الكتبة (129 ق) وقد
صورتها لمعهد المخطوطات بالقاهرة .
([84]) طبع في حيدر آباد – الهند ، عام 1332هـ . وباشر أخي الدكتور
عبد الفتاح محمد الحلو تحقيقه ، وأصدر منه مجلدين ، سهل الله له إتمامه .
([85]) هو من أجمع كتب تراجم الحنفية . وقد أصدر منه أخي عبد الفتاح
الحلو ، الجزء الأول عام 1390هـ بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بمصر . ثم توقف
المجلس عن نشاطه . فبدأ إصداره عن دار الرفاعي بالرياض ، التي يشرف عليها ويوجهها
الأديب الفاضل الأستاذ عبد العزيز الرفاعي
([86]) طبع في بيروت طبعة لاخير فيها . وأخذ العلماء المغاربة في
نشره نشرة علمية بالرباط . وأهل مكة أدرى بشعابها .
([87]) طبع طبعتين بمصر ، أحسنهما التي حققها الدكتور محمد الأحمدي
أبو النور ، نشر دار التراث 1394هـ - 1974م .
([88]) طبع بمصر طبعتين ، الأولى لا خير فيها . والثانية رضى عنها
الناس ، وقد حققها الدكتور عبد الفتاح محمد الحلو ، ومحمود محمد الطناحي ، ونشرتها
دار إحياء الكتب العربية : عيسى البابي الحلبي بمصر. عشرة أجزاء – 1383هـ - 1964م
.
([89]) طبع الجزء الأول منه بالمعهد الفرنسي في بيروت 1370هـ ، ونشر
كاملاً بمصر في جزئين 1372هـ . ويحتاج إلى تحقيق جديد . وقد رأيت منه نسخة وصورتها
، بمكتبة عنيزة الوطنية – من بلاد المملكة العربية السعودية – بالجامع الكبير .
والنسخة بقلم معتاد من خطوات القرن التاسع تقديراً وتقع في (250) ورقة وعليها خط
الفقيه المؤرخ ابن حميد – محمد بن عبد الله بن علي المتوفى سنة 1295هـ ، وصاحب
السحب الوابلة على ضرائح الحنابلة .
([90]) يعتبر هذا الكتاب والذي بعده من الكتب الموسوعية في التراجم
. وقد صدر من الأول (35) جزءاً، ومن الثاني (20) جزءاً ، وترجم فيها لعدد من
العلماء الذين لم يعرف عنهم تشيع .
([91]) نشرته جمعية
المستشرقين الألمانية في بيروت ، سنة 1961م ، وكان قد نشره من قبل المستشرق الروسي
بارتولد ، سنة 1902م ، ثم نشره الدكتور علي سامي النشار – رحمه الله – بالأسكندرية
، سنة 1972م ، ونسبه خطأ إلى القاضي عبد الجبار .
ولم
يصنف ابن المرتضى كتاب باسم "طبقات المعتزلة" ، وإنما انتزع هذا من
كتابه المسمى "المنية والأمل في شرح كتاب الملل والنحل" ، وهو جزء من
مؤلف كبير له ، أسمه : "غايات الأفكار ونهايات الأنظار المحيطة بعجائب البحر
الزخار" .
أما
"طبقات المعتزلة" للقاضي عبد الجبار ، فقد اكتشف نسخته الفريدة الاستاذ
فؤاد سيد ، في رحته الأولى إلى اليمن ، سنة 1952م ، وقد قام بتحقيقها والتعليق
عليها ، وقدم لها بباب "ذكر لمعتزلة" من كتاب "المقالات"
للبلخي ، كما حقق الطبقتين الحادية عشرة والثانية عشرة من كتاب الحاكم الجشمي .
وصدر الكتاب بعد وفاته – رحمه الله – عن الدار التونسية للنشر ، سنة 1974م. انظر
مصادر تاريخ اليمن في العصر الإسلامي – لولده الأستاذ أيمن فؤاد سيد – ص96 .
([92]) رأيت وصورت
منه نسختين : الأولى : جزء يبدأ بترجمة "جعفر بن أبي طالب" ، وينتهي بترجمة
"عبد الله بن عباس" بقلم نسخي ، من خطوط القرن الثامن ظناً (146) ورقة
بالمكتبة المحمودية بالمدينة المنورة . برقم (61) تاريخ . والثانية : جزء بقلم
مغربي حسن سنة 1299هـ . (187) ورقة . بالمكتبة العامة والمحفوظات بتطوان – المغرب
الأقصى رقم (104) .
([93]) طبع عدة
طبعات متقاربة ، ويحتاج إلى تحقيق جديد . وقد رأيت وصورت منه نسخى حسن ، سنة
(781هـ) في (209) ورقات . مكتبة الجامع الكبير الغربية بصنعاء . رقم (145) تصوف .
([94]) وفي حواشيه
التي وضعها الأستاذ محمد أبو الفل إبراهيم رحمه الله ، غنية وكفاية لمن أراد
التوسع والاستيعاب .
([95]) طبع طبعات
لاخير فيها . وأعلى طبعاته تلك التي شرحها شيخ العربية محمود محمد شاكر . وأصدر
الطبعة الأولى منها بدار المعارف بمصر ، سنة 1952م ، ثم نسخها وخرج عنها بالطبعة
التي أصدرتها مطبعة المدني بمصر ، عام 1394هـ - 1974م .
([96]) طبع عدة
طبعات ، أصدقها التي حققها المحدث الجليل الشيخ أحمد محمد شاكر ، رحمه الله .
([97]) أشهر طبعاته ثلاث : طبعة بولاق بمصر ، وطبعة الحاج محمد
افندي ساسي المغربي ، التاجر بالفحامين بمصر . وطبعة دار الكتب المصرية ، في أربعة
وعشرين جزءاً ، وهي أحسن الطبعات . ومن مخطوطاته الجيدة التي رأيتها وصورتها .
أ- قطعة
بقلم نسخى جيد جداً ، عليها قراءة سنة (725هـ) 186 ورقة . مكتبة جامعة الرياض
(20) أدب .
ب- الجزء
الرابع ، بقلم نسخى نفيس ، سنة (591 هـ) 212 ورقة . مكتبة جامع الروضة ، بضواحي
صنعاء – اليمن – بدون رقم .
ج- الجزء السابع عشر . قلم أندلس
نفيس ، من خطوط القرن السابع تقديراً – (197) ورقة . الخزانة العامة بالرباط –
المغرب الأقصى – رقم (961) ق .
([98]) طبع طبعتين ، إحداهما بعناية المستشرق الانجليزي كرنكو ،
ونشرها مع المؤتلف والمختلف للآمدي. بمكتبة حسان الدين القدسي بمصر . والثانية
بتحقيق الأستاذ عبد الستار فراج ، رحمه الله . بمكتبة عيسى البابي الحلبي بمصر .
وكلتا الطبعتين ناقصة من أولها ، لنقص الأصل الذي طبعتا عليه . فلم يوجد من الكتاب
إلاّ قطعة تبدأ في أثناء حرف العين ، بترجمة من اسمه "عمرو" . وقد نشر
الدكتور إبراهيم السامرائي كتاباً صغيراً ، سماه "من الضائع من معجم الشعراء
للمرزباني" أورد فيه مائتين وثمانية وخمسين شاعراً (258) من المصادر التي
نقلت عن كتاب المرزباني في صورته الكاملة ، مؤسسة الرسالة – بيروت 1404 – 1984م .
([99]) الأعلام 7/27 – ترجمة العماد .
([100]) أقول هذا من موقع القرب ، فقد كن عهد إليّ – إذا كنت نساخاً –
بمقابلة هذا القسم على الأصل المنتسخ منه ، وعلى مختصر الخريدة ، لمؤلفه : ماماي
الرومي .
([101]) وهو صاحب " القاموس الجغرافي للبلاد المصرية ، من عهد
قدماء المصريين إلى سنة 1945م " توفى سنة 1364هـ - 1945م . الأعلام 6/264 .
([102]) طبع طبعتين
متقاربتين . والكتاب في أصله ناقص ، وبخاصة في تراجم حرف العين . وقال الزركلي ،
رحمه الله : "وفي النسخة المطبوعة نقص استدرك بتراجم ملفقة دست فيه " .
الأعلام 8/131 ، وانظر ما كتبه العلامة العراقي الأستاذ مصطفى جواد ، بعنوان :
"الضائع من معجم الأدباء" مجلة المجمع العلمي العراقي العدد السادس ص149
ولم أقف له على أصول مخطوطة في المكتبات التي زرتها.
([103]) طبع طبعتين ،
أحسنهما طبعة مجمع اللغة العربية بدمشق 1395هـ - 1975م بتحقيق الأستاذ رياض عبد
الحميد مراد . والطبعة الأولى بتحقيق الأستاذ حسن معمري، ومراجعة الشيخ حمد
الجاسر. بيروت 1390هـ - 1970م .
([104]) هذا الكتاب
والذي بعده ، في تراجم أهل عصرهما . كالذي فعله الثعلبي في اليتيمة .
([105]) طبعت أول طبعة ببولاق بمصر عام 1299هـ . ثم نشر منها الشيخ
محب الدين الخطيب أجزاء تمثل ثلثها . وأخرج محمد محيى الدين عبد الحميد ، جزءاً
وادخر الله نشرها كاملة لشيخنا عبد السلام هارون . وجاء في طبعته في أحد عشر جزءاً
. عن مكتبة الخانجي . ولم يبق إلا فهارسها.
([106]) يراد بالحكماء هنا : الفلاسفة المشتغلون بالحكمة ، وهي علم
يبحث فيه عن حقائق الأشياء ، على ما هي عليه في الوجود ، بقدر الطاقة البشرية ،
فهي علم نظري غير آلي . التعريفات ص91 وقد يراد بالحكيم : الناظر في العيون ، لا
في الأبدان ؛ لأن هذا هو الطبيب عندهم . انظر برنامج الوادي آشى ص 74 (ترجمة أيوب
بن نعمة المقدسي) .
([107]) رأيت وصورت منه الجزء الثالث – وهو آخر الكتاب – من نسخة بقلم
نسخى نفيس ، سنة (707هـ) في (154) ورقة . وهو من محفوظات الخزانة العامة بالرباط
رقم (255) ق .
([108]) طبع منه جزءان وبقى جزء وقد رأيت وصورت منه نسخة بخط الحافظ
السخاوي (902هـ) تلميذ ابن حجر . وآخر النسخة مبتور – (182) ورقة . بالمكتبة
المحمودية بالمدينة المنورة – رقم (28) تاريخ .
([109]) ولا تثق
بنشرته التي طبعت بمصر عن الدار المصرية للتأليف والترجمة منذ نحو خمسة عشر عاماً
؛ فإنها إلى السوء ما هي ! ولم يطبع غير هذه الطبعة ، فيما أعلم .
([110]) نشر من كتاب
" جوامع السرة " المذكور من قبل .
([111]) نشرة الدكتور
قاسم السامرائى – نشريات المعهد الهولاندي للآثار المصرية – القاهرة 1973م .
([112]) طبع في بيروت
، سنة 1904م . ثم وجدت بعض طبعه كراريس منه ، ونشرت في بغداد سنة 1367هـ - 1948م ،
باسم : أقسام ضائعة من كتاب تحفة الأمراء في تاريخ الوزراء . جمعه الأستاذ مخيائيل
عواد ، وقد أفاد من ذك الأستاذ عبد الستار فراج – رحمه الله – في نشرته للكتاب
التي صدرت عن مطبعة عيسى الحلبي القاهرة 1958م .
([113]) نشرة المستشرق الفرنسي هو تويج ديرنبورج . بمدينة شالون 1897 –
1904م ، في ثلاثة مجلدات، ومعه من شعر عُمارة ونثره .
([114]) أي علماء الأنساب . وقد طبع هذا الكتاب بالنجف الأشرف سنة
1973م ، وفيه عناية خاصة بعلماء أنساب الشيعة .
([115]) قدمت مكة والمدينة والقدس ؛ للشرف والعلاء ، ثم رتبت البلدان
بعد ذلك على الحروف ، ومما ينبغي التنبه له أن بعض هذه الكتب تعني بجغرافية
البلدان أكثر من عنايتهم بتراجم الرجال ، مما يسلكها في "مراجع التعريف
بالبلدان والمواضع" .
([116]) طبع بآخر كتاب شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام . للتقي
الفاسي المطبوع بالقاهرة بمطبعة عيسى البابي الحلبي 1956م . وكان قد طبع من قبل
مستقلا بمطبعة الرسالة بالقاهرة 1366هـ - 1947م.
([117]) رأيت وصورت منه نسخة بقلم نسخى ، سنة (942هـ) وتقع في (285)
ورقة . وهي محفوظة بخزانة جامعة القرويين بفاس – برقم 80/376 ، ونسخة أخرى ، بقلم
نسخى حسن ، سنة (1007هـ) وتقع في (284) ورقة . وتحتفظ بها الخزانة
العامة بالرباط – برقم (802ق) .
([118]) الموجود منه الجزء الثاني فقط ، وقد نشرة الأستاذ سامي بن السيد
خماس الصقار – وزارة الثقافة والإعلام . العراق 1980م .
([119]) ويسمى أيضاً : تاريخ مدينة أصبهان . وزقد رأيت وصورت منه نسخة
بقلم نفيس ، من خطوط القرن السادس . وبآخرها سماع سنة (591هـ) وآخر سنة (638هـ)
وتقع في (303 ورقات) . من محفوظات مكتبة عارف حكمة ، بالمدينة المنورة برقم (49)
تاريخ .
([120]) طبع طبعة وحيدة بمصر ، عام 1349هـ . بعناية السيد محمد أمين
الخانجي رحمه الله رحمة واسعة، في أربعة عشر مجلد . وقد رأيت وصورت منه أربعة
أجزاء نفيسة ، على بعضها سماعات ، أقدمها سنة (503هـ) أي بعد وفاة المؤلف بأربعين
عاماً ، كما ترى . وهذه الأربعة الأجزاء محفوظة بالمكتبة المحمودية بالمدينة
المنورة ، بأرقام (9-12 تاريخ) . ولعل في هذا ما يدعو إلى إعادة نشر الكتاب ، وليس
أولى من أخي الدكتور أكرم ضياء العمري ، فإن له بالخطيب وبالكتاب أنساً وخصوصية ؛
إذ كنت أطروحته للدكتوراه – من جامعة عين شمس بالقاهرة – عن (موارد الخطيب
البغدادي في تاريخ بغداد) . وقد أنبأته بخير هذه الأجزاء حين عودتي من المدينة
المنورة ، سنة 1393هـ .
([121]) يولي مجمع اللغة العربية بدمشق ، إصداره .
([122]) طبع منه سبعة أجزاء . وبقيت منه بقية .
([123]) تغرى بردى : كلمة تترية : معناها :عطاء الله . أو : الله
أعطى .
([124]) انظر تحقيق الأستاذ الزركلي ، رحمه الله ، لهذا الاسم . وهل
هو "تغلب" بالتاء الفوقية والغين المعجمة، أو "ثعلب" بلاثاء
المثلثة ، والعين المهملة – في الأعلام 2/123 .
وهذا
الكتاب طبع بمصر طبعتين : الأ,لى عام 1332هـ - 1914م . والثانية 1386هـ - 1966م
وقد اعتمدت هذه الطبعة على مخطوطات جديدة للكتاب ، صححت أخطاء . لكن الطبعة الأولى
تمتاز بفهرس تقييدات وفوائد مستخرجة من الكتاب ، أشار بصنعه العلامة أحمد تيمور
باشا.
([125]) انظر تحقيق ذلك ، والكلام على الكتاب ، في الأعلام 1/158 .
([126]) وتلتمس تراجم أهل اليمن أيضاً في كتاب " البدر
الطالع" الآتي .
([127]) طبع طبعتين : الأولى بدائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد
ألدكن – الهند ، سنة 1954 – 1950م ، والثانية بمصر ، سنة 1385هـ - 1966م ، وهي
طبعة غير جيدة ، ويقال فيها ما قيل في طبعات كتاب " معرفة القراء
الكبار" السابق . فناشرهما واحد ، ومحققها واحد .
وقد
رأيت وصورت الجزء الأخير من الكتاب ، وهو بخط المؤلف . وعلى حواشي الجزء كثير من
الإضافات والاستدراكات . ولعله مسودة المؤلف . وخط ابن حجر لا يكاد يفرق فيه بين
المسودة والمبيضة ؛ لأنه غير حسن ، وخال من النقط ، وهذا دليل على أن إهمال النقط
والإعجام قد امتدّ شيء منه إلى قرون متأخرة ، كما ذكر شيخنا عبد السلام هارون ، في
تحقيق النصوص ، ص40 ، فليس إهمال النقط والإعجام دليل حاسماً على قدم المخطوط .
وانظر نموذجاً لخط بن حجر ، في الأعلام 1/179 . والجزء الذي ذكرته في (142) ورقة .
وهو محفوظ بالمكتبة المحمودية بالمدينة المنورة . برقم (27) تاريخ .
([128]) طبع منه أجزاء ، وأعجلته المنية عن إتمامه . وله أيضاً .
الأخبار التاريخية في السيرة الزكية . القاهرة 1396هـ - 1976م ترجم فيه لبعض أعلام
من الشرق والغرب عرفهم من خلال عمله بيع الكتب . رحمه الله رحمة واسعة .
([129]) ويسمى أيضاً تاريخ الرسل والملوك . وقد طبع في ليدن بهولاندا
، من سنة 1879م إلى 1901م بعناية المستشرق الهولندي دى غوية . في (18) مجلدا . ثم
طبع في مصر عدة طبعات ، آخرها طبعة دار المعارف عام 1380هـ - 1960م في عشر مجلدات
. ثم أفرد الجزء الحادي عشر لذيول تاريخ الطبري . بتحقيق الأستاذ محمد أبو الفضل
إبراهيم . وقد رأيت وصورت من الكتاب الجزء التاسع. من نسخة بقلم نسخى نفي من خطوط
القرن السابع ظناً . في (225) ورقة . بمكتبة جامع الروضة من ضواحي صنعاء – اليمن .
([130]) طبع عدة طبعات ، في ليدن ، ومصر . وآخر طبعاته التي صدرت عن
دار صادر ، ودار بيروت ، سنة 1385هـ - 1965م – في آخر عشر جزاء . وتمتاز هذه
الطبعة بإفراد جزء لفهارس الأعلام والأماكن .
([131]) طبع طبعة وحيدة بمصر عام 1351هـ - 1358هـ . وفي الطبعة
تصحيفات وتحريفات كثيرة ، ويحتاج إلى تحقيق جديد .
([132]) طبع طبعات كثيرة بأوربا ومصر . ومن أحسن طبعاته وأكملها : تلك
التي أخرجها الدكتور إحسان عباس – بيروت 1388هـ - 1968م . وقد رأيت وصوت من هذا
الكتاب جزئين : الأول : هو الجزء الثاني من نسخة بقلم نسخى نفيس بآخرها قراءة سنة
(796هـ) (205) ورقات . والآخر : هو الجزء الرابع بقلم نسخى نفيس ، من خطوط القرن
الثامن تقديرا ؟ وهو آخر الكتاب (225) ورقة . والجزءان من محفوظات مكتبة الجامع
الكبير بصنعاء اليمن . الأول برقم (381) تاريخ . والثاني بدون رقم .
([133]) وهذا أيضاً طبع عدة طبعات . أحسنها طبعة الدكتور إحسان عباس .
بيروت 1973م ولابن شاكر من الكتب الموسوعية : "عيون التواريخ" وقد بدأ
إخواننا العراقيون في نشره .
([134]) ينبغي أن يكون واضحاً لأبنائنا طلبة العلم أن تراجم المغاربة
والأندلسيين تلتمس أيضاً من كتب المشارقة التي ذكرت ، على اختلاف مناهجها ، وإنما
أردت هنا تعريف طلبة العلم بفن التراجم المتخصصة .
([135]) ويتضمن أيضاً : أسماء رواة الحديث ، وأهل الفقه والأدب ، وذوي
النباهة والشعر ، كما جاء في بقية العنوان .
([136]) أخرجت جامعة القاهرة ، منه ثلاثة أجزاء ، سنة 1939م – 1945م ،
ثم أخرجت الهيئة المصرية العامة للكتاب ، جزءين . ونهد الدكتور إحسان عباس ، إلى
إخرجه كاملاً في بيروت – دار الثقافة .
([137]) وصل به تاريخ عملاء الأندلس ، السابق .
([138]) وله أيضاً ك قلائد العقيان في محاسن الأعيان – أعيان المغرب .
وهو غير الفتح ابن خاقان بن أحمد الأديب الشاعر ، الذي كان وزيراً للخليفة المتوكل
العباسي . وقد توفى الفتح سنة 247هـ .
([139]) قال ابن الأثير : "السيراء ، بكسر السين وفتح الياء
والمد : نوع من البرود يخالطه حرير كاسيور ، فهو فعلاء من السير : القد " .
وقيل : السيراء : الحرير لاصافي . النهاية 2/433 .
([140]) وله أيضاً في تراجم الشعراء الأندلسيين : روايات المبرزين .
([141]) وانظر أيضاً : نشر المثاني لأهل القرن الحادي عشر والثاني عشر
. لمحمد الطيب بن عبد السلام القادري الحسني . وهو من أهل فاس . وتقدم في التراجم
على القرون ، برقم (8) .
([142]) طبع عدة طبعات ، أصحها وأحسنها : طبعة الدكتور إحسان عباس –
بيروت 1388هـ - 1968م .
([143]) نشر منه ثلاثة أجزاء ، بمطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر
بمصر عام 1364هـ - 1945م . بالتعاون مع المعهد الخليفي بتطوان . بتحقيق مصطفى
السقا ، وإبراهيم الأبياري ، وعبد الحفيظ شلبي. ثم نشر الكتاب كاملاً بالمغرب
الأقصى (الأجزاء الثلاثة الأولى تصويراً عن طبعة مصر السابقة) والجزءان الباقيان
بتحقيق سعيد أعراب ، ومحمد ابن تاويت ، وعبد السلام الهراس .
([144]) وهو تاريخ ممتع نفيس . كما يقول الزركلي ، رحمه الله ، في
الأعلام 1/120 . وقد طبع هذا الكتاب العظيم أول مرة بمصر ، عام 1312هـ - 1894م ،
في أربعة أجزاء بالمطبعة البهية المصرية . ثم أعيد طبعه بالدار البيضاء ، عام
1373هـ - 1954م في تسعة أجزاء من القطع الوسط .
([145]) رأيته بقاس القديمة ، عام 1395هـ ، في بيته العامر بنوادر
المخطوطات والمطبوعات . وكان برا نبيلاً ، ضئيل الجسم ، خافت الصوت . رحمه الله
رحمة سابغة .
([146]) هذه وجهة نظر خاصة ، أدى إليها طول التأمل في كتب التراجم ،
قديماً وحديثاً ، ومجالسة العلماء وأهل الخبرة ، بعد توفيق الله وهدايته .
وقد
يرى بعضهم في دائرة المعارف ، والموسوعات الميسرة ، خيراً ونفعاً ، ونحن لا ننازع
في ذلك ، ولكن هذه وتلك لم تسلم من الغمز واللمز ، إلى أوهام كثيرة في أسماء
الأعلام والكتب . وما ينبغي أن يتعامل معها إلا من رسخت قدمه ، وطال باعه في تاريخ
أمته ، حتى يميز الخبيث من الطيب . ولهذا وأشباهه حديث آخر .
([147]) الأعلام 1/20 .
([148]) منه – وهو
كثير – ما تراه في ترجمة " جعفر بن تغلب الأدفوي " العلام 2/123 .
([149]) منه – وهو
كثير – الخلاف في نسبة كتاب " خريدة العجائب وفريدة الغرائب" إلىزين
الدين بن الوردي . الأعلام 5/67 .
([150]) منه – وهو
كثير – رجوعه إلى مخطوطة كتاب " التبيان لبديعة البيان" للحافظ ابن ناصر
الدين – محمد بن عبد الله بن محمد المتوفى سنة 842هـ . وكذلك رجوعه إلى
"طبقات الشافعية الوسطى" لابن السبكي ، وعدوله عن "الطبقات
الكبرى" لما وجد فيها من تصحيف . انظر على سبيل المثال 7/23 ، ترجمة
"محمد بن محمد بن الحسن بن هندوية" .
([151]) منه – وهو
كثير – ما تراه في ترجمة "حمزة بن علي بن أحمد الفارسي الحاكمي الدرزي"
الأعلام 2/278 – 279 .
([152]) منه – وهو
كثير – ما تراه في ترجمة الشاعر نصر بن عبد الله بن عبد القوى ، المعروف بابن
قلاقس الاسكندرية . الأعلام 8/24 .
([153]) منه – وهو
كثير – ما ذكره في ترجمة "محمد عبد الحي بن عبد الكبير ، المعروف بعبد الحي
الكتاني" . قال في حديثه عن كتابه " التراتيب الإدارية" :
"استوعب فيه كتاب " تخريج الدلالات السمعية" لأبي الحسن ، علي بن
محمد الخزاعي ، وزاد عليه أضعاف فصوله ، وقد فاته الاطلاع على جزء منه في نحو ربعه
، أرانيه فاضل في تطوان ، وأخبرني أن خوانة الرباط صورت نسخة عنه" . الاعلام
6/188 .
([154]) البجاد ، بكسر
الباء : الكساء .
([155]) منه – وهو كثير – ما ذكره في آخر ترجمة " عبد الحي
الكتاني" المذكور قبل سطرين . قال : "وكان على ما فيه من انحراف عن
الجادة في سياسته ، صدراً من صدور العرب ، ومرجعاً للمستشرقين خاصة" .
([156]) وذكر ذلك في بيان معجب آسر ، في مقدمة الأعلام 1/16 .
([157]) معلوم أن الزركلى ، رحمه الله ، قد أنشأ مطبعة بالقاهرة ،
أواخر عام 1923م سماها "المطبعة العربية" وكان مقرها بشارع المزين
بالموسكي نشر فيها بعض كتبه ، وكتباً أخرى ، إلى أن باعها ، سنة 1927م . ثم قضى
بالقاهرة أعواماً ، مستشاراً للمفوضية العربية السعودية ، ووزيراً مفوضاً ،
ومندوباً دائماً للمملكة العربية السعودية بمصر ، لدى جامعة الدول العربية ، من
سنة 1934م إلى سنة 1957م وله بمصر ، صهر ورحم . وقد ظهرت الطبعة الأولى والثانية
من "الأعلام" بالقاهرة .
كما
أنه عين سفيراً للمملكة العربية السعودية في المغرب ، حيث قضى هناك أعواماً ، جمع
فيها مادة محررة لتراجم المغاربة والأندلسيين ، وقد فتح له أهل المغرب قلوبهم
ومكتباتهم معاً . وإذا دخل العلم من باب الحب ، فليس من وراء ذلك شيء .
([158]) انظر على سبيل المثال ترجمة شاعر مصر والعرب أحمد شوقي ، في
1/246 – 250 ، وترجمة الجلال السيوطي في 5/129 – 130 . وذكر في هذه الترجمة مواضع
وروده في كشف الظنون ، وهي بالغة الكثرة .
([159]) نشرة المستشرق الألماني الكبير وستنفلد ، في جوتنجن ، عام
1850م ، عن نسخة بخط المقريزى المؤرخ . ثم أعاد نشرة لعامة الجزيرة الشيخ حمد
الجاسر ، بالنادي الأدبي ، بالرياض 1400هـ - 1980م ، ولم يجد غير مخطوطة وستنفلد .
([160]) نشرة وستنفلد أيضاً ، سنة 1854م ، عن نسخة فريدة بمكتبة ليدن
، تاريخ نسخها شوال 668هـ. وق عول على هذه النسخة شيخنا عبد السلام هارون في نشرته
ثانية من هذا الكتاب ، بخط تاج الدين بن مكتوم ، المتوفى سنة749 . والنسخة محفوظة
بالخزانة العامة بالرباط ، برقم (173ق) وتقع في (158) ورقة .
([161]) نشر بمجلة الكتاب العربي بمصر ، سنة 1965 ، بدون تحقيق . ثم
حققه على أصول جيدة الشيخ حمد الجاسر ، ونشره مع كتاب " مختلف القبائل "
السابق .
([162]) نشره العلامة المغربي الأستاذ عبد الله كنون (جنون) بمجمع
اللغة العربية بالقاهرة، سنة 1384هـ 1965م . ثم أصدر الطبعة الثانية منه ،
مستفيداً من مخطوطتين أخريين للكتاب ، بمجمع اللغة العربية بالقاهرة أيضاً ، سنة
1393هـ - 1973م .
([163]) من الذين انتسبوا إلى شيوخهم : الأديب الفقيه أبو الفرج
المعافي بن زكريا ابن يحيى الجريري النهرواني، صاحب كتاب " الجلسي والأنيس
" المتوفى سنة 390هـ .
وإنما
قيل له : الجريري ، لأه كان على مذهب الإمام ابن جرير الطبرى ، صاحب التفسير .
([164]) طبع أول مرة ، مصوراً بالزنكوغراف ، عن المخطوطة – في مجلد
ضخم – دون تحقيق أو فهرسة. على نفقة لجنة جب التذكارية – ليدان 1912م . ثم أصدرته
دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن – الهند - أحسن الله إلى القائمين
عليها – في (13) جزءاً بدءاً من سنة 1382هـ - 1962م . وانتهاء بسنة 1402هـ - 1982م
. والأجزاء الستة الأولى ، بتحقيق العلامة المرضى عنه إن شاء الله ، عبد الرحمن بن
يحيى المعلمي اليماني ، المتوفى عام 1386هـ بمكة البلد الأمين .
([165]) أنساب السمعاني ، السابق . وقد زاد عليه ابن الأثير أشياء .
([166]) واضح أن العلماء المنسوبين إلى قبائلهم أو بلدانهم ، يرجع في
توثق تراجمهم أيضاً ، إلى كتب الأنساب السابقة ، وكتب البلدان الآتية .
([167]) وقد ذكرت ذلك في موضع آخر : انظر محاضرتي عن التصحيف .
والتحريف ، ضمن كتاب مدخل إلى تاريخ نشر التراث العربي ص291 .
([168]) انظر أيضاً كتاب " المؤتلف والمختلف" للآمدى . الذي
ذكرته في "تراجم الأدباء والشعراء" .
([169]) نشر أول مرة ، بليدن سنة 1881م ، بعناية المستشرق الهولندي دى
يونج – وهو أيضاً ناشر كتاب "الأنساب المتفقة" السابق ، سنة 1865م – ثم
نشر مرة ثانية بمطبعة عيسى البابي الحلبي بمصر ، سنة 1962م ، بتحقيق الأستاذ علي
محمد البجاوي ، رحمه الله . وقد رأيت وصورت من هذا الكتاب نسختين جيدتين :
الأولى
: برواية أبي محمد عبد العزيز بن محمد البغدادي ، عن الذهبي المؤلف . وهي بقلم
نسخى جيد، من خطوط القرن الثامن ظنا ، وبآخرها سماعات منقولة من خطوط أصحابها على
المؤلف ، سنة 741 ، 743 ، 747 . وتقع في (157) ورقة . بمكتبة جامعة القرويين بفاس
. رقم 40/236. والنسخة الثانية بقلم معتاد سنة 796هـ . وتقع في (103) ورقات .
بمكتبة عارف حكمة ، بالمدينة المنورة. برقم (188) مجاميع .
([170]) رأيت وصورت منه نسخة مكتوبة سنة 837هـ ، في حياة المؤلف ، كما
ترى وتقع في (310) ورقات . وهي محفوظة بالمكتبة العامة السعودية بالرياض برقم
462/86 . وهذه المكتبة كانت بمنطقة "دخنة" أيم زيارتي للرياض عام 1393هـ
عضواً في بعثة معهد المخطوطات . ومن المخطوطات النفيسة التي صورتها البعثة من هذه
المكتبة : الأسماء والصفات للبيهقي ، نسخة بقلم نفس سنة 585هـ. وتاريخ مكة المشرفة
للأزرقي ، بقلم نسخى نفيس أيضاً سنة 644هـ . ووضعه العقلاء ، لابن حبان البستى ،
مثله ، سنة 612هـ ، وأجل ما في هذه المكتبة : نسخة من سنن أبي داود – رواية أبي
علي اللؤلؤي – بقلم قديم نفيس ، وعليها سماعات ، بعضها سنة (604هـ) وتقع في (340)
ورقة .
([171]) ويرجع أيضاً في الضبط إلى كتب الأنساب ، التي ذكرتها ، وإلى
كتب التصحيف والتحريف .
([172]) نشره الشيخ حمد الجاسر ، والدكتور صالح العلي . بيروت 1388هـ
- 1968م .
([173]) أول نشرة له ، تلك التي أخرجها المستشرق الألماني الكبير
وستنفلد ، في مجلدين بمدينة جوتنجن ، سنة 1876 – 1877م . ثم أعاد نشره الأستاذ
مصطفى السقا رحمه الله ، عام 1364هـ - 1954م. ثم أعده نشره الأستاذ مصطفى السقا
رحمه الله ، عام 1364هـ - 1945م . بمطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر ، بمصر .
وقد
رأيت وصورت منه الجزء الثاني – وهو آخر الكتاب – من نسخة بقلم مشرقي نسخى ، سنة
(609هـ) ، وبحواشيها ومقابلات وتصحيحات جيدة . في (255) ورقة . بالمكتبة المحمودية
– رقم (13) لغة – بالمدينة المنورة ، على ساكنها أفضل الصلاة وأزكى السلام .
([174]) طبع طبعات عدة . أنفعها طبعة المستشرق وستنفلد – المذكور ،
بمعاونة المستشرق فرايتاج . في ستة أجزاء ضخام ، بمدينة ليبزج سنة 1866م . وقد خصص
جزء لفهارس الأعلام والبلدان : الأصيلة ، ثم التي جاءت في ثنايا الكتاب . وهذا
غاية في النفع والفائدة .
وتمتاز
طبعة السيد محمد أمين الخانجي – رحمه الله – التي أصدروها بمصر ، في ثمانية أجزاء
، سنة 1323 – 1325هـ : تمتاز بهذا الذيل الذي جمعه الخانجي ، وسماه : منجم
العمران في المستدرك على معجم البلدان . وقد عاونه في جمعه ، الشيخ محمد بن مصطفى
بن رسلان ، المعروف بالشيخ بدر الدين النعساني الحلبي .
([175]) نشره وستنفلد أيضاً ، بمدينة جوتنجن ، سنة 1846م .
([176]) المقدمة ص ح من طبعة عيسى الحلبي بمصر 1373هـ - 1954م . وكانت
أول طبعة له بليدن- هولندا 1850م .
([177]) مكتبة لبنان – بيروت – 1975م . وذكر الأستاذ الزركلي أنه توفى
سنة 900 هـ ، حكاية عن كشف الظنون ، وشكك في هذا التاريخ . الأعلام 7/53 ، وأورد
أسمه "محمد بن محمد بن عبد الله بن عبد المنعم " .
([178]) ويستقصى في ذلك استقصاء عجيباً . انظر مثلاً مادتي (شبر –
حلل) وذكر البلدان المصرية المعروفة بشبرا ، والمحلة .
وما
أكثر فوائد هذا الكتاب ، وقد قدمت لك نفعه في "ضبط الأعوام والأنساب" .
([179]) انظر : النديم وكتاب الفهرست . للدكتور عبد الستار الحلوجي –
مجلة كلية اللغة العربية – جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض – المجلد
السابع ثم انظر لمعرفة هذا الفن : نشأة علم البيليوجرافيا عند المسلمين . للدكتور
عبد الستار الحلوجي . مجلة دارة الملك عبد العزيز بالرياض .
و: أربعة
كتب في البيليوجرافية العربية . للدكتور عبد الوهاب أبو النور .
([180])
([181])
([182]) وقد طبعت هذه
الكتب جميعها ، ولكنها تحتاج إلى تحقيق جديد ، يقوم به نفر من العلماء الاثبات
الذين يجمعون بين معرفة العلم ومعرفة الكتب .
ومن
المصنفات الحديثة التي عنيت بالكتاب العربي مخطوطاً ومطبوعاً :
أ- اكتفاء القنوع بما هو مطبوع . لإدوارد
فنديك (طبع بمطبعة الهلال بمصر سنة 1313هـ - 1896م) .
ب- معجم
المطبوعات العربية والمعربة . ليوسف إليان سركيس ، المتوفى سنة 1351هـ .
ج-
خزائن الكتب العربية في الخافقين ، للفيكونت فيليب دى طرازى ، المتوفى سنة 1375هـ
.
د-
تاريخ الأدب العربي . للمستشرق الألماني كارل بروكلمان ، المتوفى سنة 1375هـ .
هـ-
تاريخ التراث العربي . للعالم المسلم التركي الدكتور محمد فؤاد سزجين ، مد الله في
حياته .
([183]) مثل : معجم السفر ، للحافظ السلفي ، والمعجم المختص ، للذهبي
، والمعجم المفهرس لابن حجر العسقلاني ، وفهرسة ابن خير الإشبيلي ومشيخة ابن
الجوزي ، وثبت النذرومي ، وبرنامج ابن أبي الربيع .
والفهرست
، بكسر الفاء وسكون الهاء ، وكسر الراء ، وسكون السين ، ثم تاء أصلية ، تكتب
مفتوحة ومعقودة : كلمة فارسية ، تدل عند الفرس على جملة العدد المطلق الكتب . ثم
عربتها العرب، وجمعتها على : فهارس . وكل ماعربته العرب بألسنتها ، فهو من كلام
العرب .
وقد
أصبح الفهرست أو الفهرس يدل على ثلاث معان :
أ- كتاب
يضم أسماء الكتب والتقاييد ، والرسائل المقروءة .
ب- كتاب
يحتوي على أسماء المشايخ المستفاد منهم ، والمتلقي عنهم .
ج- قائمة في أول الكتاب و في آخره
، تتضمن ذكر أبوابه وفصوله ، ومباحثه وأعلامه واستشهاداته، وكل ما يكشف عن كنوزه ،
ويعين على الإفادة منه . وهذا المعنى الثالث هو الشائع في أيامنا هذه .
أما "البرنامج" فهو
أيضاً فارسي . وأصله " برنامه" ، وهي عندهم تدل على الورقة الجامعة
للحساب، أو بمعنى الزمام الذي يرسم ، أو يقيد فيه متاع التجار وسلعهم . وقد
استعمله العرب – وبخاصة أهل المغرب والأندلس – بالمعنيين الأولين المذكورين في
معنى الفهرست .
وتدل لفظة "البرنامج"
الآن ، على المنهج العام الذي يضعه المرء ، ليتبعه في أعماله وشئونه . مقدمة
الدكتور محمد بن عبد الكريم لتحقيق كتاب الغنية – فهرست شيوخ القاضي عياض – ص12،
13.
([184]) كتب برامج العلماء في الأندلس – توطئة لنشر " برنامج ابن
أبي الربيع " – مجلة معهد المخطوطات . المجلد الأول ص91 – القاهرة 1374هـ -
1955م .
([185]) هذه الفقرة من كلام العلامة عبد العزيز الأهواني ، رحمه الله
، انظر المرجع السابق ص94 ، 95 ، وانظر أيضاً المقدمة الجيدة التي كتبها الدكتور
محمد بن عبد الكريم ، لكتاب "الغنية" السابق.
([186]) اكتفيت بذكر أشهر ما عرفته مطبوعاًَ منها . وواضح أن عناية
المغاربة بهذا الفن أظهر من عناية المشارقة به . ومن مصنفاتهم المطبوعة في ذلك
أيضاًَ : فهرس ابن غازي المسمى : "التعلل برسوم الإسناد بعد ذهاب أهل المنزل
والناد" وفهرسة الرصاع الأندلسي ، وبرنامج التجيبي السبتي ، وبرنام المجاري
الأندلسي .
([187]) طبع بالمطبعة الجديد بفاس ، عام 1346هـ ، وقد أعاد نشره ، هذه
الأيام الدكتور إحسان عباس.
([188]) الخبر عند المحدثين يأتي مرادفاً للحديث . وقيل : الحديث : ما
جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم . والخبر : ما جاء عن غيره . وفي ذلك تفصيل تراه
في تدريب الراوي للسيوطي 1/184 (النوع السابع) . والتعريفات للجرحاني ص96 .
والخبر
عند النحويين : هو الجزء الذي تتألف منه مع المبدأ جملة ، وتتم به الفائدة .
والخبر عند البلاغين : ما يحتمل الصدق والكذب لذاته ، ويقال في مقابل الإنشاء . بل
إن المصطلح داخل العلم الواحد يختلف مدلوله من موضع إلى موضع . مثل
"المفرد" في علم النحو : فهو في باب تقسيم الاسم من حيث العدد : ما ليس
مثنى ولا مجموعا ، وفي باب المبتدأ و الخبر : ما ليس جملة ولا شبه جملة . وفي باب
النداء ، و "لا" النافية للجنس : ما ليس مضافاً ولا شبيها بالمضاف .
([189]) التعريفات ، ص162 .
([190]) أما كتاب " مفتاح العلوم " لأبي يعقوب يوسف بن أبي
بكر بن محمد بن علي السكاكي الخوازمي الحنفي ، المتوفى سنة 626هـ : فليس من هذا
الباب . وإنما هو كتاب بلاغة ، كما يصنف قديماً وحديثاً . وإن كان مؤلفه قد قسمه
إلى ثلاثة أقسام :
الأول
: في علم الصرف . والثاني في علم النحو . والثالث في علمي المعاني والبيان ، ثم
ألم بشيء من علم البديع ، وعلم الحد والاستدلال ، وجعل الخاتمة في علم الشعر ، وهو
العروض والقوافي .
([191])
- السيرة النبوية والمغازي
- كتب
الدلائل والشمائل والخصائص
- 1- تراجم الصحابة والتابعين
- 2- تراجم القراء
- 3- تراجم المفسرين
- 4- تراجم المحدثين والرواة
- 5- تراجم الفقهاء والأصوليين
- 6- تراجم الشيعة والمعتزلة
- 7- تراجم الزهاد والصوفية
- 8- تراجم اللغويين والنحاة
- 9- تراجم الأباء والشعراء
- 10- تراجم الأطباء والفلاسفة
- 11- تراجم القضاء
- 12- تراجم الخلفاء
- 13- تراجم الوزراء
- 14- تراجم المؤرخين
- 15- تراجم النسابين
- 16- تراجم النساء
- 17- التراجم على البلدان
- 18 التراجم على القرون
- 19- التراجم العامة
- 20- تراجم أهل المغرب والأندلس
- 21- المراجع الهادية
- أنساب العرب
- مراجع البلدان والمواضع والمياه والجبال
- علم قوائم الكتب والفنون أو الببليوجرافيا العربية
- تعريفات العلوم ومصطلحاتها
الموجـز في مراجع التراجم والبلدان والمصنفات وتعريفات العلوم
الطبعة الأولى
1406هـ - 1985م
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء وسيد المرسلين. اللهم وصلى وسلم وبارك عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين ، وصحابته أجمعين ، ومن دعا بدعوته، واهتدى بهديه إلى يوم الدين .
وبعد :
فهذا دليل موجز ، إلى أبرز مراجع ترجم العلماء ، والأدباء ، والمصنفين في كل فن فنون التراث العربي ، على اختلاف مناهج هذه المراجع ، مع ذكر شيء من كتب الضبط والتقييد ، وكتب البلدان (الجغرافيا) ، ومراجع الكتب والمصنفات (المراجع الببليوجرافية) التي تعين على رصد حركة التأليف العربي ، ومعرفة ساره عبر القرون والأزمان ، وكتب تعريفات العلوم ومصطلحاتها .
وقد وضعت هذا الدليل الموجز لطلبة الدراسات العليا([1]) ، الذين يؤودهم جمع مادتهم التاريخية ، والتهدى إلى توثق الكتب والمصنفات ، من مصادرها ومظانها .
ولقد كنت أسأل بين الحين والحين عن شيء من ذلك ، فأجيب بما يفتح الله به علي ، ومع كثرة السؤال كنت أجد أسى ، وأحس ألماً لما تردى فه طلبة العلم ، من جهل بتاريخ أمتهم، وعلومها وآدابها ومعارفها ، وتبوءُ بإثمه مناهج الدراسة في جامعاتنا العربية ، التي لا تكاد تعنى بإبراز هذا الجانب وتجليته ، إلى أسباب أخرى من القهر والمسخ والتشويه ، وتفريغ العقول التي يتعرض لها أبناؤنا فيما يقرأون وفيما يسمعون .
نعم ، لقد تعرض أبناء هذا الجيل لسيل طاغ وموجات متلاحقة ، من التشكيك في ثراتهم وأيامهم : فالشعر الجاهلي غموض وانتحال ، وتفسير القرآن مشحون بالإسرائيليات ، والحديث ملئ بالوضع والضعف ، والنحو تعقيد وتأويلات ، والصرف فروض ومتاهات ، والبلاغة تكلف وأصباغ ، والعروض قيود ودوائر تدير الرأس ، والتاريخ صنع للحكام والملوك ، ولم يرصد نبض الشعوب وأشواقها([2]) .
ومن وراء ذلك كله ، فاللغة العربية عاجزة عن مسايرة ركب الحضارة ؛ لقصورها عن التعبير عن العلوم التطبيقية والكونية ؛ لأنها لغة شعر وبيان .
يسمع أبناؤنا هذا كله عالياً مدويا ، وتتجاوب أصداؤه المترنحة من أحلاس المقاهى ، إلى قاعات الدرس الجامعي ، ولا يستطيع الشباب لذلك دفعاً ولا رداً ؛ لغرارتهم وجهلهم وقلة حيلتهم ؛ ولأن كل هذه السموم إنما تساق في ثياب مزركشة ، من المنهجية والموضوعية ، والتفكير العلمي ، وحركة التاريخ ، والموقف الحضاري ، والشمولية . ولا يعرف أثر هذه الألفاظ الغامضة المبهمة إلا من ابتلى بشرها ، وصلى جمرتها ، ووجد مسها ، وكل ذلك عرفت ، إذا كنت في طراءة الصبا وأوائل الشباب ، تستهويني هذا الأضاليل ، وتتلعب كتلعب الأفعال بالأسماء ، على ما قال أبو تمام ، وأحسب أن كثيراً من أبناء جيلي قد وقعوا في هذا المهوى السحيق .
وكان أكثر هذه الأصوات دويا ، وأشدها فتكا ، تلك التي انبعثت من داخل درس الأدب في جامعاتنا العربية . فمن خلال الثرثرة حول نظريات غربية في الأدب ، وتطويع الأدب العربي ، وإخضاعه لها ، وتطاير شرر كثيرة ، حاول أن يأتي على تراث عربي عريق للكلمة العربية؛ شعراً منظوماً حمل أنغاماً جليلة ، وكلاماً منثوراً أبان عن أدق أسرار النفس وخلجات الروح .
ثم كان أن غرق طلبة العلم في قضايا فارغة ، بدءاً من الوحدة الموضوعية والمعاناة ، والتجربة الشعرية ، وتراسلا الحواس ، والمونولوج الداخلي ، والدفقة الشعورية ، والتعبير بالصورة ، والألفاظ الموحية ، والشعر المهموس([3]) ، وأدب الفرض والعبث ، وانتهاءً بالحداثة والمعاصرة ، التي تشغل بالهم هذه الأيام .
وكانت المحنة فيما أثير حول "الرمز" في الأدب ، الذي ألقى سدولاً كثيفة كئيبة على البين الذي هو أشرف ما وهبه الله للإنسان ، وخضع النص الأدبي تحليلاً ودرساً لتلك الرموز" اليونانية المتمرغة في أوحال الأساطير ، وهي رموز وثنية المنابت والأصول تجعل الحياة البشرية جحيماً مستعراً من الخطايا والذنوب والآثام ، وتحليل الهم الشريف ظلمة مطبقة على القلب والنفس ، والقلق السامي تدميراً لبنيان الله الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى ، سبحانه وتعالى" على ما قال شيخنا محمود محمد شاكر([4]) . والرمز عنده ضرب من الجبن اللغوي . يقول حفظه الله :
"فاللغة إذا اتسمت بسمة الجبن كثر فيها "الزمر" وقل فيها الإقدام على التعبير الصحيح الواضح المفصح . ولا تقل إن "الكناية" شبيهة بالرمز ، فهذا باطل من قبل الدراسة الصحيحة لطبيعة "الزمر" وطبيعة "الكناية" . و "المجاز" . وأنا أستنكف من "الرمز" في العربية ؛ لأن للعربية شجاعة صادقة في تعبيرها ، وفي اشتقاقها ، وفي تكوين أحرفها ، ليست للغة أخرى . وإذا كانت اللغة هي خزانة الفكر الإنساني ، فإن خزائن العربية قد ادخرت من نفيس البيان الصحيح عن الفكر الإنساني ، وعن النفوس الإنسانية ، ما يعجز سائر اللغات ، لأنها صفيت منذ الجاهلية الأولى المعرفة في القدم ، من نفوس مختارة بريئة من الخسائس المزرية ، ومن العلل الغالبة ، حتى إذا جاء إسماعيل نبي الله ، ابن إبراهيم خليل الرحمن ، أخذها وزادها نصاعة وبراعة وكرما ، وأسلمها إلى أبنائه من العرب ، وهم على الحنيفية السمحة دين أبيهم إبراهيم ، فضلت تتحدر على ألسنتهم مختارة مصفاة مبرأة ، حتى أظل زمان نبي لا ينطق عن الهوى ، صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله بها كتابه بلسان عربي مبين ، بلا رمز مبنى على الخرافات والأوهام ، ولا ادّعاء لما لم يكن ، ولا نسبة كذب إلى الله ، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا . فمن أجل ذلك كرهت الرموز، ورأيتها قدحاً في العربية ، وتشويهاً يلحقها"([5]) .
ثم كانت محنة ثانية في ذلك "الرمز" الذي استحدثته قضايا الشعر الحر ، وما أثاره هذا الكلام المخمور المتهالك من إسقاطات وإحباطات وهذر ، حول هموم العصر وعذابات الإنسان ، كما يقولون.
ولقد كان يكون الخطب هينا لو أن هذا الهراء ظل في مجثمه في مجالس أحلاس المقاهي ممن ينتسبون إلى الأدب ، ولكنه انتقل إلى الدرس الجامعي – كما ذكرت – افتتن به بعض معلمي الأدب افتنانا عجيباً ، وصبوه صباً في أدمغة هؤلاء الشباب الأغرار ، ممن ابتلوا بالجلوس إليهم، والأخذ عنهم ، ولا سبيل أمام الطالب الذي يريد أن يحصل على شهادته الجامعية إلا التلقي والإذعان .
والآن ، وبعد انقضاء نحو عشرين عاماً على تخرجي في كلية دار العلوم ، أبحث في حنايا نفسي وعقلي ، عن أثاره من هذه اللغو الذي أخذ علينا ، في مطالع أيامنا ، الطرق والمنافذ ، فلا أجد شيئاً ألبته ، وقد يكون هذا لأني عرفت سبيلي – بفضل من الله وعون – إلى أدب أهلي وعشريتي ، ولكني التمست ذلك أيضاً عند نفر من رفقاء دربي في تلك الأيام ، فلم أجد عندهم شيئا ، وقد جمعني مع أحد منهم لقاء ، وكان قد وقع في أسر الفئة الباغية ، الذين خدعوه عن تراثه ، وأفسدوا ذوقه ، فسألته عن " إليوت والأرض الخراب ، والرجال الجوف" وكان شديد اللهج به وبهما ، فقال : لم يعد معي من ذلك شيء ، ثم أن أنة حسرى ، وقال ولم يملك سوابق عبرة : "حسبنا الله ونعم الوكيل" .
والحديث عن "إليوت" وشغف القوم به ، يفضى إلى الحديث عن كائنه أخرى ، وهي إفراط معلمي الأدب في دراسة الأجناس الأدبية الغربية ، ودراسة الشعراء والأدباء الذين كتبوا بغير اللسان العربي ، وهو جهد ضائع مهدر ، استفرغ فيه أدباؤنا وسعهم وطاقتهم فيما لا يجدي نفعاً، لا في أدبنا ، ولا في أدب الغرب ، ولا يذهبن بك الوهم فتظن أن إنجليزيا يلتمس تعريفاً بشكسبير أو تحليلاً لأدبه عن كاتب عربي استهلك وقته وعمره في دراسته . يقول شيخنا محمود شاكر : "رأيت قط رجلاً واحد من غير الإنجليز أو الألمان مثلاً ، مهما بلغ من العلم والمعرفة كان مسموع الكلمة في آداب اللغة الإنجليزية وخصائص لغتها ، وفي تاريخ الأمة الإنجليزية ، وفي حياة المجتمع الإنجليزي ، يدين له علماء الإنجليزي بالطاعة والتسليم ؟([6]) .
نعم ، شغلنا بأدب الغرب وفكر الغرب شغلاً تاماً ، حجزنا عن النظر في موروثنا الضخم الذي أبدعته وحملته أجيال وفية ، وعلى امتداد أربعة عشر قرناً من الزمان، فكان حالنا في ذلك كالذي قاله إبراهيم بن هرمة :
كتاركة بيضهـا بالعـــراء وملبسة بيض أخرى جناحا
وكالذي قاله ابن جذل الطعان :
كمرضعة أولاد أخرى وضيعت بنيها فلم ترقع بذلك مرقعا
ومثله قول العديل بن الفرخ العجلي :
كمرضعة أولاد أخرى وضيعت بني بطنها هذا الضلال عن القصد
والقصد : هو الطريق المستقيم . ولم يكن ضلالنا عن القصد في درس الأدب وحده، بل شمل ذلك سائر العلوم الأخرى . يقول عالم الفضاء المصري الدكتور فاروق سيد([7]) الباز : "إن العلوم التي نتعلمها وندرسها في جامعاتنا العربية ، هي علوم قائمة أصلاً على تفكير غربي ، قامت لخدمة المجتمعات الغربية ، ولأضرب لك مثلاً واقعاً من خبرتي ومن واقع تخصصي ، لقد تعلمت الجيولوجيا في مصر ، فكانت كلها تدور حول ما يتعلق بجبال الألب في أوربا ، وجبال لابلاش في شرق أمريكا ، وروكي في غربها ، أما وادي النيل ، وصحراء مصر التي تشكل 96% من مساحة الأراضي المصرية كلها ، فلم أتعلم منها ولا كلمة"([8]) .
ومعلوم أن علماء الغرب ومفكريه لم يلتفتوا إلى تراثنا إلاّ في تلك الأيام الخوالى التي كانوا يقيمون فيها حضارتهم ، فاتكئوا اتكائا ظاهراً على حضارتنا أيام ازدهارها وبسط سلطانها على الدنيا كلها ، وقد عرفوا ذلك من خلال قنوات معروفة كالجوار والحروب والسفارات . أما في أيامنا هذه التي اغتالونا فيها اغتيالا ، فهم في شغل عن فكرنا وأدبنا ، ولا يخدعنك ما تقرأه عن ترجمة أعمال بعض أدبائنا إلى الإنجليزية أو الفرنسية أو الألمانية ، فهذا من باب إحكام القبضة وشد الوثاق للوقوع في التبعية الثقافية ، وإن شئت فقل إنه من باب (الضحك على الذقون) – كما نقول في العامية المصرية – وإلهاء الطفل بدمية أو قطعة حلوى لاستدراجه إلى أن يسمع لك ويدور في فلكك ، وحتى يعطي المقادة من نفسه معصوب العينين ، مشلول الخطى كالذي وقع في أخذة الساحر .
وآية ذلك أنهم على كثة ما ترجوا لأدبائنا لم يعترفوا لواحد منهم بريادة أو نباهة ترشحه للحصول على جائزة من جوائزهم ، كجائزة نوبل مثلاً .
ثم كانت البلية التي دونها كل بلية في خضوعنا للفكر الغربي في درس علوم اللسان العربي؛ نحواً وصرفاً ولغة . وما كان ينبغي لهذه العلوم أن تخضع لتلك التأثيرات الغربية([9]) ؛ لأن درسها قائم على نصوصنا من القرآن الكريم وكلام العرب الفحصاء ، والشعر العربي في عصور الاحتجاج به . والمصنفون في علوم اللسان العربي قد أوفوا على الغاية من وضع الأصول والمطولات والمختصرات والمتون . حتى أصول هذا العلم الذي نقله اللغويون المحدثون عن الغرب، وأكثروا الضجيج حوله ، وهو (علم الأصوات) ، وأقاموا له المعامل والتسجيلات ، وقد وضعت أصوله عربية خالصة ، منذ الخليل بن أحمد الفراهيدي ، وسيبويه ، ثم نما على يد أبي علي الفارسي ، وتلميذه أبي الفتح بن جنى ، ومن جاء بعدهما ، وهو من قبل ذلك ومن بعده يعرفه اصغر شيخ في كتاب من كتاتيب القرى المصرين ، ويلقنه للصغار ، ويعالج أصوله معهم بالتلقى والمحاكاة ، واجلس إلى واحد من هؤلاء الأشياخ ، وانظر إلى حركة فكيه وشفتيه وجريان لسانه ، في إعطاء كل حرف حقه ومستحقه ، من الهمس والجهر ، والإظهار والإخفاء ، والفك والإدغام، والترقيق والتفخيم ، وكيف يخرج من أحدهما إلى الآخر ، في مثل قوله تعالى : {ولا يشفعون إلا لمن ارتضى} صورة الأنبياء 28 – وأنظر كيف يفخم الراء ثم يخرج إلى ترقيق التاء ، ثم يعود إلى تفخيم الضاد ، ويمضى في ذلك كله في سهولة ويسر ، دون استكراه أو إعنات . وكان شيخنا الجليل الشيخ عامر السيد عثمان – أحسن الله إليه – يأخذنا إلى تفرقة دقيقة لطيفة ، في الوقف على الراء من قوله تعالى {فكيف كان عذابي ونذر} وقوله تعالى : {كذبت ثمود بالنذر} – سورة 16 – 23 – فالراء الأولى يوقف عليها بترقيق لطيف يشعر بالياء المحذوفة ؛ لأن أصلها {ونذرى}([10]) . أما الراء الثانية فيوقف عليها بالتفخيم الخاص ؛ لأنها جمع نذير . فهل وجدت شيئاً من هذا في معامل الأصوات ؟
أما (النبر) الذي شغبوا به ونازعوا حوله ، وأن اللغويين الأوائل لم يعرفوه ، فقد عرفه قراء القرآن الكريم ، بالتلقي أيضاً ، ويسميه بعض القراء : (التخليص) أي تخليص مقطع من مقطع ، أو قراءة الكلمة على مقطع واحد ، وتلقيت عن شيخي الشيخ عامر السيد عثمان، من ذلك الكثير ، منه قوله تعالى : {فسقى لهما ثم تولى إلى الظل} – سورة القصص 24 – وقوله : {فقست قلوبهم} – سورة الحديد 16 – وقوله : {وساء لهم يوم القيامة حملا} سورة طه 101 .
فإذا عرف طالب العلم بالتلقي صحة النطق في قوله {فسقى} حتى يكون من السقى لا من الفقس ، وفي قوله {وساء لهم} حتى يكون من السوء لا من المساءلة ، إذا عرف الطالب المبتدئ ذلك لم يحتج في فهم النبر إلى هذا المثال الذي وضعوه ، وهو (ذاكر الدرس) لأمر المخاطب المفرد ، (ذاكرى الدرس) لأمر المخاطبة المفردة ، فمثل هذا المثال ينبغي أن يظل في دائرة التوضيح والتقريب . أما القاعدة فواجب أن تستند إلى النص العالي الموثق الذي لا يرد ولا يدفع .
على أن هذا (النبر) إنما تحتاج إليه بعض اللغات الأجنبية ، لأنه عندهم ذو خطر ، وتختلف به المعاني اختلافاً ظاهراً – وليس هذا المكان موضع تفصيله – أما في لساننا العربي ، فالأداء الصحيح قد انتقل إلينا بالتلقي المضبوط المتواتر ، الذي لا يضل ولا يزيغ([11]) ، وقد حمله قراء القرآن الكريم بأمانة والتزام ، فمن أراده فليلتمسه عندهم لا عند غيرهم .
ثم ترتفع الشكوى في هذه الأيام عن محنة اللغة العربية ، وغربتها ، وتدني مستواها ، على ألسنة الخطباء ، وكتابات الكتاب ، وأخذ الباكون في النحيب والعويل على أيامنا التي سلفت ، وذهب الشاكون في تعليل ذلك كل مذهب وردوا الأمر رداً غير صحيح .
وأصل الداء عند سبب واحد : ماذا يتلقى طالب العربية الآن في كليات اللغة العربية وأقسامها بالجامعات ؟ أمشاج من قواعد النحو والصرف ، مطروحة في مذكرات يمليها الأساتذة إملاء ، أو يطبعونها طبعات مبتسرة ، تنقص عاماً وتزيد عاماً ، واختفى الكتاب القديم لتحل محله هذه المذكرات([12]) ، ودفع الطلاب دفعاً إلى الملل من قراءة الكتب – والملل من كواذب الأخلاق، كما قال عمرو بن العاص ، رضي الله عنه – ولابد لصلاح الحال من أن تكوى هذه القروح الممدة([13]) ، وأن يستأصل هذا الداء الخبيث من قاعات الدرس الجامعي .
عودوا أيها السادة إلى المتون ، عودوا إلى الآجرومية ، وترقوا منها إلى ابن عقيل، وهو كتاب سهل رهو ، علم أجيالاً ، وأقام ألسنة ، ولا تحتجوا علينا بالتيسير على الطلاب ، ففي تراثنا النحوي كتب ذوات عدد ، وضعت للناشئة والمبتدئين .
نعم ، عودوا إلى الكتب الأولى ، وضعوا الأستاذ الجامعي في حق وظيفته : وهي أن يخوض بالطلاب الجج هذه الكتب ، وأن يسلك معهم دروبها ، وأنقذوا الطلاب من ذلك البلاء المصبوب ، والسم المدوف ؛ إن بعض أساتذة النحو يكتبون في فلسفة النحو كلاماً غريباً لا تعرف له أعلى من أسفل([14]) ، كلاماً هو أشبه بتخاريف الشعر الحر ، وكلام نقاده ، كالذي وصفه أبو العلاء :
وما لأقوالهم إذا كشفت حقائق بل جميعها شبه
وكلام هؤلاء الذين يكتبون في فلسفة النحو – على ضعفه وتهافته وثقله – يحمل في أثنائه شكوكا كثيرة ، وسخرية باردة بأعلام النحو . وكل هذا من البلاء الذي يفرض على أبنائنا، ويطالبون باستظهاره واستحضاره . وإلى الله المشتكى !
فماذا تطلب من ناشئ غض ، تمرغ في هذه الأوحال ، وسقى ماء حميما ، ثم تكون عقله ووجدانه على هذه الموائد التي ملئت بصحاف مسمومة ؟ .
جاءني ذات يوم طالب يعد رسالة "دكتوراه" وسألني متعجباً : كيف لا يذكر ابن منظور في "لسان العرب" شيئاً عن معنى كلمة (التراث) ؟ فقلت له : وكيف كان ذلك ؟ قال : هو على ما وصفت لك ، لقد بحثت عن مادة (ترث) في فصل التاء من كتاب الثاء ، فلم أجد لها ذكرا. فقلت له : ابحث في مادة (ورث) ، وستجد بغيتك ؛ لأن هذه التاء التي تراها ، مبدلة من الواو ، مثل (تجاه) من (وجه) ، و (تقاة) من (وقى) . ففغر فاه دهشاً وتحيراً .
ولو ذهبت أذكر أمثلة من ذلك لأتيت بكل عجيبة .
وإن تراثنا بفنونه المختلفة قد غيب عن أبناءنا بظلمات بعضها فوق بعض من تراث الأعاجم . وحين بلغ الضعف منهم مبلغه أنحينا عليهم باللأئمة ، ووسمناهم بالقصور . وحق لهم أن يقولوا قولة عمرو بن معد يكرب الزبيدي :
فلو أن قومي انطقتني رماحهم نطقت ولكن الرماح أجرت([15]) .
وعوداً على بدء ؛ فقد رغب إلى كثير من الطلبة ، وكثير أيضاً من كرام أساتذة العلم أن أكتب شيئاً عن مراجع ترام الرجال والبلدان ، وكتب الضبط ، ومراجع الكتب والمصنفات ، وتعريفات العلوم ومصطلحاتها ، وأن أضع ذلك بين أيديهم ، تذكرة مختصرة ، ودليلاً مسعفاً . فأجبتهم إلى ذلك ؛ طالباً للثواب ، راغبا إلى الله عز وجل أن ينفع به ، مع ما أعرفه في نفسي من ضعف المنة([16]) ، وقلة الزاد ، فنحن نلقى الناس بعلم " مسترضع بثدي من العجز وثدي من التقصير" كما يقول شيخنا محمود محمد شاكر([17]) . وصدق من قال([18]) : :
خلت الديار فسدت غير مسود ومن البلاء تفردى بالسؤدد
وإني لأقول هذا من باب الحقيقة الصادقة ، لا من باب التواضع الكاذب ، فليس كالزهو والكبر حجازاً بين المرء وبين أن يستفيد علما . وإن من آفات المنتسبين إلى العلم في هذا الزمان : التطاول والتعالي ، وترى أحدهم يمشى بين الناس ، شامخاً بأنفه ، زاماً شفتيه ، منتفخاً قد شرقت عروقه ولحمه بدم كذب ، هو دم الكبر والعجب ، حتى كاد يتفقا . فإذا جاءت الحقائق لم تجد شيئاً ؛ إلا شيئاً لا يعبأ به .
فضعف العلم بضعف أهله . " فإن فساد كل صناعة من كثرة ، وقلة الصرحاء" كما قال أبو سليمان الخطابي([19]) . وروى ، رحمه الله ، عن إسماعيل بن محمد الصفار ، سمعت العباس بن محمد الدوري ، يقول : "أردت الخروج إلى البصرة ، فصرت إلى أحمد بن حنبل ، وسألته الكتاب إلى مشايخها ، فكلما فرغ من كتاب قرأته ، فإذا فيه : "وهذا فتى ممن يطلب الحديث" ، ولم يكتب: "من أصحاب الحديث" .
وهذا الدوري الذي استكثر عليه الإمام أحمد ، رضي الله عنه ، أن يكون من أصحاب الحديث ، يصفه الحافظ الذهبي بأنه "الإمام الحافظ الثقة الناقد([20]) " ، ويحكى عن الأصم ، قوله فيه : "لم أر في مشايخى أحسن حديثنا منه" . ثم روى هذا الخبر ، برواية أخرى ، عن إسماعيل الصفار أيضاً ، عن الدوري ، قال : "كتب لي يحيى بن معين ، وأحمد بن حنبل ، إلى أبي داود الطيالسي ، كتاباً ، فقالا فيه : "إن هذا فتى يطلب الحديث" ، وما قالا : "من أهل الحديث" .
ثم عقب الذهبي ، فقال : "قلت : كان مبتدئا ، له سبع عشرة سنة ، ثم إنه صار صاحب حديث ، ثم صار من حفاظ وقته " .
ومهما يكن من أمر تفسير الذهبي ، فإنه تبقى للقصة دلالتها على ما ينبغي أن يكون عليه أهل العلم ، من تطامن وانكسار ، وهضم للنفس . وآية ذلك تعقيب الدوري نفسه ، وسياقه الخبر عند الخطابي .
وكنت أود أن أقف وقفة طويلة مع هذه المراجع ؛ أكشف عن مناهجها ، وأدل على طرائقها ، لكني تركت ذلك – مع قدرتي عليه ، امتلاكي لأسبابه ، بفضل الله وعونه وتوفيقه- لأني أردت لهذا الدليل أن يكون خفيف المحمل ، قريب المورد ، سهل الاستيعاب ؛ ولأن كثيراً من طلبة العلم لم تعد لديهم القدرة على قراءة المطولات ، والصبر عليها ؛ للذي عرفته من كثرة الصوارف والحواجز ، في هذه الأيام .وهذا بلاء قد عم وساد ، وكاد يستوى فيه العالم والمتعلم على السواء . وقد قالوا وأحسنوا : مالا يدرك لا يترك كله .
على أن طالب العلم مدعو لأن يقرأ مقدمات الكتب وخواتيمها ؛ ليقف بنفسه على منهج الكتاب ، وموضعه من كتب الفن الذي يعالجه ، وأسلوب التعامل معه ، والرجوع إليه.
وطالب العلم مدعوا أيضاً إلى أن يدرك العلائق بين الكتب : تأثرا وتأثيراً ، ونقداً واختصاراً وتذييلا .
وليعم أبناؤنا الطلبة أن كثيراً من أبواب العلم إنما يحصل بالجهد الشخصي الدءوب ، وأن وظيفة المعلم إنما تقف عند حدود تعبيد الطرق ، ووضع العلامات والصوى([21]) .
ونعم ، كان واجباً على المعلم أن يأخذ بيد الطلاب ، إلى هذه الكتب ، ويضيء لهم سبلها ، ويكشف لهم عن أغوارها ، وهكذا كان في أيامنا التي سلفت – ولكن مناهج الدرس في جامعاتنا العربية ، لا تسمح بذلك ، ولا تعين عليه ، كما سبق .
وثالثة : واجب على طالب العلم أن يعرف فرق ما بين الطبعات([22]) ، فإن كثيراً من كتب التراث قد طبع مرتين أو أكثر ، وتتفاوت هذه الطبعات فيما بينها ؛ كمالاً ونقصاً ، وصحة وسقما، ولا بد أن يكون رجوع الطالب إلى الطبعة المستوفية لشرائط الصحة والقبول ، وهذه الشرائط ظاهرة لائحة لمن يتأملها ، وتتمثل في التقديم للكتاب ، وبيان وزنه العلمي ، وفهرسته فهرسة فنية ، تكشف عن كنوزه وخباياه ، والعناية بضبطه الضبط الصحيح ، والتعليق عليه بما يضيئه ، ويربطه بما قبله وبما بعده ، في غير سرف ولا شطط ، ثم في الإخراج الطباعي ، المتمثل في وجود الورق ، ونصاعة الحرف الطباعي .
وقد حظى تراثنا – ولله الحمد والمنة – منذ ظهور المطبعة في القرن الخامس عشر الميلادي، إلى يوم الناس هذا ، بعلماء كبار ، في الشرق والغرب ، توفروا على إخراجه الإخراج العلمي الصحيح ، وطابعين مهرة ، أظهروه في حلل زاهية ، لكنه ظهر إلى جانب هؤلاء ، ناشرون متساهلون ، وطابعون متعجلون ، أرادوا ثراء المال من أيسر سبيل . فأعرف أيها الطالب وأنكر ، وأقبل وأعرض ، على ما وصفت لك ، تستقم دراستك ، وتمض إلى ما تريد لها من كمال وإتقان.
* * *
وأحب أن يكون واضحاً ، أنني اكتفيت بذكر أهم وأبرز كتب التراجم ، وأضربت عما هو دونها في الشهرة ، مدركاً لقيمة هذا الذي تركت وجدواه ، فعلت ذلك تخفيفاًَ وتيسيراً على الناشئة والشداة من طلبة العلم . وعلى سبيل المثال ، فقد اكتفيت في تراجم اللغويين والنحاة بثلاثة مراجع ، وسكت عن أخبار النحويين البصريين ، للسرافى ، وطبقات النحويين واللغويين ، لأبي بكر الزبيدي ، ومراتب النحويين ، لأبي الطيب اللغوي . وفي طبقات الصحابة والتابعين، تركت تهذيب الأسماء واللغات للنووي . وفي طبقات الفقهاء ، تركت تاج التراجم ، في طبقات الحنفية ، لابن قطلوبغا ، وفي طبقات الشافعية ، تركت طبقات أبي عاصم العبادي ، طبقات الفقهاء([23]) ، لأبي إسحاق الشيرازي ، وطبقات المصنف ، المعروفة بطبقات أبي هداية الله ، وتبيين كذب المفترى ، للحافظ ابن عساكر . وفي طبقات الحنابلة ، لم أثبت المنهج الأحمد ، للعليمي، لأنه لم يطبع منه سوى جزءين . وفي كتب تراجم الأندلسيين والمغاربة ، تركت العدد الوفير – وكان حبيباً إلى أن أذكره – لندرته في أسواق المشرق العربي([24]) . وفي مراجع التراجم العامة ، سكت أيضاً عن كتب ذوات عدد ، للتخفيف والاختصار ؛ ولأن فيما ذكرت مقنعاً وبلاغاً، إن شاء الله .
* * *
وأحب أيضاً قبل أن أدع مقامي هذا أن أنبه إلى حقيقتين جديرتين بالاهتمام :
الحقيقة الأولى : "أنه لا يغني كتاب عن كتاب" . فقد شاع في كتابات بعض الدارسين المحدثين ، أن كتب التراث ذات الموضوع الواحد ، تتشابه فيما بينها ، وأن غاية اللاحق أن يدخل على ما تركه السابق ، يدور حوله ، ويردد مباحثه وقضاياه . ثم أفضى ذلك الزعم إلى دعوة صاخبة ، تنادى بغربلة التراث وتصفيته ؛ بالإبقاء على النافع المفيد ، وترك ما عداه مستقرا في المتاحف كمومياء الفراعنة ، يذكر بتطور الخطوط ، وقواعد الرسم ، وتاريخ صناعة الورق .
فإذا قلت لهذا الزاعم : ماذا نأخذ وماذا ندع ؟ حار وأبلس([25]) ، واعتصم بسراديب التفكير الموضوعي ، ومناهج البحث العلمي ، وأشباه ذلك من تلك التهاويل الفارغة من الحقيقة. فإذا اضطررته أضيق الطرق ، وأخذته إلى فن واحد من فنون التراث ، ونثرت أمامه مصنفات ذلك الفن ، ثم طلبت إليه أن يختار ما يستحق أن يبقى عليه ، وما هو جدير بأ، ينحى ، شغب ونازع ؛ لأنه لا يملك أدوات الحكم على هذا الموروث ؛ لبعده عنده ، وخفائه عليه ، ولم يجد بدا من العودة كرة أخرى إلى التكفير الموضوعي ، والبحث العلمي ، يسلبهما منك ، ملقياً بك في ردغة([26]) الحبال ، وظلمات الجهل ، وبيداء التخلف .
وقد يسايرك بعضهم ، آخذاً بالنصفة والبراءة ، قائلاً : نقف عند القرون الخمسة الأولى؛ لأنها قرون الإبداع والخلق([27]) . فقال له : إن الخالفين من القرون اللاحقة قد أضافوا إلى ميراث تلك القرون السابقة إضافات صالحة ، كشفت عن خبيئة ، بل إنهم قد استخرجوا من علم الأوائل علماً آخر ، مصبوغاً بصبغتهم ، موسوماً بسمتهم ، ملبياً حاجات عصرهم ، مفجرا طاقات عظيمة من هذا العقل العربي ، الذي ما فتىء يغلي ويموج ، كالبحر الهادر([28]) .
وعلى سبيل المثال ، فإن القرن الثامن – وهو في تقديرك ورأيك مما ينبغي أن ينبذ ويطرح – قد شهد أعلاماً شوامخ ، مثل شيخ الإسلام ابن تيمية ، ومؤرخ الإسلام الحافظ الذهبي ، ومجتهد عصره تقي الدين السبكي ، وولده المؤرخ تاج الدين ، والحافظ أبي الحجاج المزى ، وختنه([29]) الحافظ المفسر المؤرخ عماد الدين بن كثير ، والحافظ الكبير علم الدين البرزالي ، والأديب المؤرخ صلاح الدين الصفدي ، واللغوي الجامع ابن منظور ، وإمامى النحو : أبي حيان وأبي هشام .
وإن القرن لتاسع قد شهد أمير المؤمنين في الحديث ، الحافظ ابن حجر العسقلاني ، وشيخ الإقراء في زمانه شمس الدين بن الجزرى ، وعالم الاجتماع الكبير ابن خلدون ، والمؤرخ الجغرافي تقي الدين المقريزي .
وإن القرن العاشر قد شهد الحافظ المؤرخ الحجة شمس الدين السخاوى ، والحافظ المفسر النحوي ، الجامع للفنون والمعارف جلال الدين السيوطي ، ولا تقل : إنه جماع ، فقد حفظ لنا في تصانيفه التي بلغت نحو ستمائة مصنف (600) كثيراً مما عدت عليه عوادى الناس والأيام([30]) ، من علوم الأوائل وفنونها ، واستخرج من كل ذلك علماً عرف به ونسب إليه .
فإذا جئنا إلى القرن الحادي عشر – وهو عندما مما لا يلتفت إليه ، ولا يعاج به ؛ لأن هذا العصر في رأيك عصر انحطاط وانحدر([31]) ، من حيث كانت الغلبة فيه للأتراك العثمانيين . وهم من كرام هذه الأمة الإسلامية ، شئت أم أبيت([32]) : رأينا علماء كبارا ، منهم شهاب الدين الخفاجي، صاحب المصنفات الكبيرة : ريحانة الألبا ؛ تراجم أدباء عصره ، وشفاء الغليل فيما في كلام العرب من الدخيل ، وشرح درة الغواص ، للحريري ، وطراز المجلس ، ونسيم الرياض في شرح شفاء القاضي عياض . ومن أعظم تصانيفه وأبقاها : حاشية على تفسير البيضاوي ، المسماة : عناية القاضي وكفاية الراضي . في ثماني مجلدات كبار .
والعلامة عبد القادر البغدادي ، صاحب "الخزانة" وهي من مفاخر التأليف العربي .
وفي القرنين الثاني عشر والثالث عشر ، نلتقي بعلمين كبيرين : المرتضى الزبيدي ، صاحب "تاج العروس" ، و "إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين" . والشوكاني ، صاحب "فتح القدير" ، و " ونيل الأوطار " إلى علماء الهند ، الذين توفروا على السنة المطهرة، شرحاً ونشراً .
وكل هؤلاء ؛ من ذكرت ولم أذكر ، قد فسروا ، وأضافوا ، واستخرجوا .
فهل نلقى بهم جميعاً في غيابات الجبّ ، ومتاحف الآثار ؟ .
وهل من المقبول في موازين العقل والعدل ، أن تطالب إنساناً خلف له أهله ثروة طائلة، ثم أقبل عليها ، يثمرها ونميها بجهده وعرقه ، حتى أضاف إليها أضعافها . هل من المقبول أن تطالبه بأن يتخلى عن هذا الذي أضافه ، ويقنع بما تركه له أهله ؟ .
وقد يبدو هذا التشبيه لك ساذجاً ، ولكن الضرورة ألجأتنا إيه ولضرورة أحكامها .
ثم أعود مرة أخرى إلى قضية " أن كتب التراث يغني بعضها عن بعض" وقد شغلتني هذه القضية ، وعشت مخدوعاً بها زماناً ، حتى ظهر لي زيفها وبطلانها ، بشواهد ومثل كثيرة ، وبخاصة في كتب التراجم ، ومصنفات اللغة . واكتفى بعرض مثال واحد من كتب اللغة :
من المعروف أن أكمل المعاجم اللغوية وأوسعها ، كتابان ، هما : لسان العرب ، لجمال الدين أبي الفضل محمد بن مكرم بن منظور ، المتوفى بمصر سنة 711هـ ، وتاج العروس في شرح القاموس ، لأبي الفيض محمد بن محمد بن محمد . المرتضى الزبيدي المتوفى بمصر أيضاً سنة 1205هـ .
فقد جمع ابن مظور في كتابه أصول المعاجم : الصحاح للجوهري ، وحواشيه لابن برى، والتهذيب للأزهري ، والمحكم لابن سيده ، والنهاية في غريب الحديث والأثر ، لابن الأثير . وعول المرتضى الزبيدي على اللسان ، مع ما أضافه من كتب الصاغاني : التكملة ، والعباب . وكتب شيخه محمد بن الطيب محمد الفاسي المالكي ، المتوفى بالمدينة المنورة سنة 1170هـ . إلى كتب أخرى صغار وكبار .
فكان النظر في هذين المعجمين الكبيرين مغنياً عن النظر فيما سواهما ، للذي قيل : "كل الصيد في جوف الفرا([33]) " . لكني وقعت على ما يقتضي التوقف في هذا الحكم :
وذلك ما أثاره ابن الأثير ، في النهاية ، حين عرض لشرح حديث : "أتاكم أهل اليمن ، هم أرق قلوباً وأبخع طاعة" .
قال : "أي أبلغ ، وأنصح في الطاعة من غيرهم ، كأنهم بالغوا في بخع أنفسهم ، أي قهرها وإذلالها بالطاعة" .
ثم قال : "قال الزمخشري : هو من بخع الذبيحة : إذا بالغ في ذبحها ، وهو أن يقطع عظم رقبتها ، ويبلغ بالذبح البخاع – بالباء – وهو العرق الذي في الصلب ، والنخع ، بالنون : دون ذلك ، وهو أن يبلغ بالذبح النخاع ، وهو الخيط الأبيض ، الذي يجرى في الرقبة . هذا اصله ، ثم كثر حتى أستعمل في كل مبالغة . وهكذا ذكره في كتاب الفائق في غريب الحديث وكتاب الكشاف في تفسير القرآن ، ولم أجده لغيره ، وطالما بحثت عنه في كتب اللغة والطب ، والتشريح، فلم أجد البخاع – بالباء – مذكوراً في شيء منها"([34]) .
هذا كلام ابن الأثير ، والأمر على ما قال ، في كتابى الزمخشري : الفائق ، والكشاف ، وأيضاً جاء بعضه في أساس البلاغة([35]) .
قلت : هذا الذي تعقب به ابن الأثير ، الزمخشري ، وقد شاع في معاجم المتأخرين : ابن منظور ، والفيروزابادي ، والمرتضى الزبيدي . ويدل سياق هؤلاء جميعاً في كتبهم ، على أن الزمشخري منفرد – دون اللغويين – بذكر "البخاع" بالباء الموحدة ، حتى ليقول الزبيدي ، بعد حكاية كلام ابن الأثير ، والفيروزابادي : "قال شيخنا : وقد تعقب ابن الأثير قوم ، بأن الزمخشري ثقة ثابت ، واسع الاطلاع ، فهو مقدم"([36]) .
فهذا كلام دال بوضوح ، على أن الزمخشري منفرد بذكر هذا القول ، وأن انفراده به لا يطعن فيه ؛ لأنه ثقة مأمون .
وقد وقعت على نص عالٍ موثق ، يدل على أن هذه التفرقة بين "البخاع" بالباء الموحدة، و "النخاع" بالنون ، تفرقة قديمة ، سابقة على الزمخشري المتوفى سنة (538) . وذلك ما ذكره ابن فارس ، المتوفى سنة (395) ، في كتابه معجم مقاييس اللغة :
قال رحمه الله : "قال أبو علي الأصفهاني ، فيما حدثنا به أبو الفضل محمد بن العميد ، عن أبي بكر الخياط ، عنه ، قال : قال الضبي : بخعت الذبيحة : إذا قطعت عظم رقبتها ، فهي مبخوعة، ونخعتها : دون ذلك ؛ لأن النخاع : الخيط الأبيض الذي يجرى في الرقبة وفقار الظهر. والبخاع ، بالباء : العرق الذي في الصلب"([37]) .
فأنت ترى أن الزمخشري مسبوق فيما ذهب إليه ، بهذا الذي حكاه ابن فارس ، بإسناده إلى الضبى . وقد خفى هذا على ابن الأثير ، ومن جاء بعده : ابن منظور ، والفيروزابادي ، والمرتضى الزبيدي ، وشيخه محمد بن الطيب الفاسى ، وإن كان هذا قد أحال على الثقة بالزمخشري وسعة اطلاعه .
وواضح أن هناك فرقاً بين أن تفزع إلى المعاجم ؛ لتصيب معنى لغوياً لما يعرض لك من ألفاظ ، وبين أن تكون بإزاء قضية لغوية ، تريد أن تنتهي فيها إلى رأي حاسم قاطع . هنا لا يغنيك النظر في هذين الكتابين – اللسان والتاج ، مع سعتهما وإحاطتهما – عن الرجوع إلى غيرهما ، من صغر الكتب وأوسطها ، وهنا أيضاً لا يفيدك قول أبي الطيب : ومن ورد البحر استقل السواقيا .
أن علماءنا الأوائل ، رحمهم الله ورضي عنهم ، لم يكونوا يعبثون حين يتوفرون على الفن الواحد ، من فنون التراث ، فيكثرون فيه التأليف والتصنيف ، ويدخل الخالف منهم على السالف.
ونعم ، قد تجمع بعضهم جامعة المنزع والمنهج العام ، ولكن يبقى لكل منهم مذاقه ومشربه ، كالذي تراه من اجتماع أبي جعفر الطبري ، وعماد الدين بن كثير ، على تفسير القرآن الكريم بالمأثور ، وافتراقهما في أسلوب التناول ومنهج العرض .
ولم يكن النحاة يعانون من الفراغ ، أو قلة الزاد ، حين عكفوا على كتاب مثل "الجمل" لأبي القاسم الزجاجي ، فوضعوا له مائة وعشرين شرحاً([38]) .
ومن الغريب حقاًَ إننا ل نجد باساً أن يكثر الدارسون المحدثون من التأليف في الفن الواحد، كتباً ذاهبة في الكثرة والسعة ، كالذي تراه من التأليف في فنون الشعر والقصة والمسرح، ثم نحجر على أسلافنا ، ونعيب عليهم من ذلك ، ثم ننعتهم بالثرثرة والدوران حول أنفسهم ! ولكنها آفة الذين يلتمسون المعابة لأسلافهم بالظن الخادع ، والوهم الكذوب .
وإنه الحق أن بعض ما تركه الأوائل ، منتزع من جهود سابقة ، وتعد إضافته إلى الفن إضافة محدودة ، ولكن مثل ذلك معروف مسطور ، ومدلول عليه أيضاً بكلام الأوائل أنفسهم، وأكثر ما ترى ذلك في مقدمات الكتب ، كهذا الذي صنعه ابن الأثير ، في مقدمة "النهاية" حين قضى على تأليف ابن الجوزي ، في غريب الحديث ، بأنه مسلوخ من كتاب أبي عبيد الهروي . قال رحمه الله :
" ولقد تتبعت كتابه ، فرأيته مختصراًَ من كتاب الهروى ، منتزعاً من أبوابه ، شيئاً فشيئاً، ووضعاً فوضعاً ، ولم يزد عليه إلا الكلمة الشاذة واللفظة الفاذة . ولقد قايست ما زاد في كتابه على ما أخذه من كتاب الهروى ، فلم يكن إلا جزءاً يسيراً من أجزاء كثيرة"([39]) .
وأحب أن أشير إلى أن هذه المختصرات التي تشغل حيزاً كبيراًَ من التأليف العربي ، قد تجدُ فيها ما لست تجده في الأصول . ومن ذلك – وهو كثير – كتاب " مختار الأغاني في الأخبار والتهاني" لابن منظور صاحب " اللسان " ، الذي اختصر به كتاب " الأغاني" لأبي الفرج الأصبهاني وقد طبع هذا المختصر في ثمانية أجزاء ، وفي الجزء الثالث منه ترجمة موسعة([40]) ، لأبي نواس ، تضمنت أخباراً وأشعاراً لأبي نواس ، لا تجدهما في الأصل المختصر ، وذلك أن لابن منظور كتاباً مفرداً لأخبار أبي نواس ، وهو مطبوع .
وكذلك صنع ابن منظور ، في ترجمة جميل بن معمر ، حيث أورد له بعض أشعار وأخبار لم ترد في الأغاني([41]) .
والظن باب منظور أن يكون قد فعل مثل ذلك ، فيما اختصره من كتب التراث الأخرى، فقد كان مغرى باختصار كتب الأدب المطولة ، كما يقول ابن حجر([42]) ، وقال صلاح الدين الصفدي : "ما أعرف في كتب الأدب شيئاً إلا وقد اختصره"([43]) . ومن مختصراته : مختصر مفردات ابن البيطار ، في الأدوية ، ولطائف الذخيرة – مختصر الذخيرة لابن بسام . ومختصر تاريخ دمشق لابن عساكر . ومختصر تاريخ بغداد للسمعاني . ومختصر الحيوان للجاحظ . ومختصر أخبار المذاكرة ونشوار المحاضرة للتنوخي .
ومن حديث المختصرات ما لاحظته ، أنا وأخي الدكتور عبد الفتاح الحلو ، في أثناء ملنا في تحقيق طبقات الشافعية الكبرى ، لتاج الدين ابن السبكى : أن الطبقات للمؤلف قد اشتملت على فوئد لم ترد في الطبقات الكبرى ، بل إن فيها من التراجم ما لم يذكر أصلاً في الطبقات الكبرى([44]) .
وكتاب تقريب التهذيب ، لابن حجر العسقلاني ، فيه من التقييد والضبط ، ما لست تجده في أصله : تهذيب التهذيب ، للمؤلف نفسه ، وقد احسن ناشرو تهذيب التهذيب ، في دائرة المعارف العثمانية ، بالهند ، حين أنزلوا هذا الضبط والتقييد في حواشي الكتاب .
ومثل ذلك يقال في مصنفات شمس الدين الذهبي التاريخية : تاريخ الإسلام ، وسير أعلام النبلاء ، والعبر في خبر من عبر ، وتاريخ دول الإسلام .
إن تراثنا لم يأخذ مكانه بين تراث الإنسانية إلا بما صنفه الأوائل ، مضافاً إليه تلك الشروح والمختصرات والذيول ، والصلات([45]) ، والحواشى والتقريرات .
نقول هذا لأبنائنا طلبة العلم ، ونذكر به أيضاً العقلاء من إخواننا أساتذة الجامعات العربية . أما الذين يلتمسون تراجم الرجال من "دوائر المعارف" ، و "الموسوعة العربية الميسرة" ، ويطلبون الشروح اللغوية من "المنجد" و "أقرب الموارد" ، ويجمعون تراجم الشعراء ، من "شعراء النصرانية" ، فقد سقطت كلفة الحديث معهم .
الحقيقة الثانية([46]) التي أنبه عليها : "أن مجاز كتب التراث مجاز الكتاب الواحد" بمعنى أن هذه الكتب متشابكة الأطراف ، متداخلة الأسباب .
فمع الإقرار بنظرية التخصص ، وانفراد كل فن من فنون التراث بطائفة من الكتب والمصنفات ، إلا أنك قل أن تجد كتاباً من هذه الكتب مقتصراً على الفن الذي يعالجه ، دون الولوج إلى بعض الفنون الأخرى ، بدواعي الاستطراد والمناسبة ، وهذا يؤدي لا محالة ، إلى أن تجد الشيء في غير مظانه . وقد ضربت لذلك مثلا – في بعض ماكتبت([47]) – بعلم النحو ، فليست مسائل هذا العلم في كتب النحو فقط ؛ ففي كتب التفسير والقراءات نحو كثير ، وفي كتب الفقه وأصوله نحو كثير ، وفي معاجم اللغة ، وكتب البلاغة ، وشروح الشعر([48]) ، نحو كثير. بل إنك واجد في بعض كتب السير ، والتاريخ ، والتراجم ، والأدب ، والمعارف العامة ، والطرائف والمحاضرات ، من مسائل النحو وقضاياه ، مالا تكاد تجد بعضه في كتب النحو المتداولة([49]).
واقرأ إن شئت : الإمتناع والمؤانسة ، ومثالب الوزيرين ، كلاهما لأبي حيان التوحيدي، ورسالة الملائكة ، ورسالة الغفران ، الاثنان لأبي العلاء المعرى ، والروض الأنف للسهيلي ، وبدائع الفوائد ، لابن قيم الجوزية ، والغيث المسجم في شرح لامية العجم ، لصالح الدين الصدفي. ثم أنظر كم من مسائل النحو أفدت .
ومما يستطرف ذكره هنا أن الشاهد النحوي المعروف "أكلوني البراغيث" لم أجده منسوباً لقائل ، في كتاب من كتب النحو التي أعرفها ، على حين وجدته منسوباً لقائل ، في كتاب من كتب النحو التي أعرفها ، على حين وجدته في كتاب أبي عبيدة " مجاز القرآن" منسوباً لأبي عمرو الهذلي([50]) .
وخذ كتاباً لغوياً مثل "المخصص" لابن سيده – وهو معاجم المعاني كما عرفت – تجد فيه نحواً كثيراً ، وصرفاً كثيراً ، بل إن هذا الكتاب اللغوي يعد توثيقاً كبيراً لآراء أبي على الفارسي، في النحو والصرف ، حيث تراه قد أكثر من النقل عنه كثرة ظاهرة([51]) .
وإنك لتقضى العجب حين ترى كثيراً من الدراسات النحوية المعاصرة – والتي هوجم النحو العربي فيها هجوماً كاسحاً أكولا – قد اتكأت على كتب النحو المتأخرة ، ابتداءً بابن هشام ، وانتهاء بالصبان ، تاركة وراءها كتب النحو الأولى ، وكتب الفنون التراثية الأخرى ، التي تمت إلى النحو بأسباب وعلائق كثيرة . ومع التسليم بجدوى مصنفات ابن هشام ومن جاء بعده ، فإن ذل لا يغني عن الجهود السابقة ، ولا يقوم مقامها .
* * *
وما قيل عن النحو وأنسياحه في الفنون الأخرى ، يقال في سائر العلوم ؛ وقد حدثنى شيخي الجليل محمود محمد شاكر ، حفظه الله ، أنه استخرج علوية أبي الطيب المتنبي من خبر صغير، في ثنايا خزانة الأدب ، للبغدادي ، وقد خفى هذا الخبر على كل الذين كتبوا عن المتنبى ، من عرب وعجم ، مع أن هذا الكتاب قد طبع في مطبعة بولاق بمصر ، سنة 1299هـ ، ولكنه في نظر الناس كتاب شواهد ونحو ، ليس غير ، للذي علموه من أنه شرح شواهد الرضى على الكافية ، وترجمة المتنبي عند هؤلاء تلتمس من كتب التراجم والأدب .
وحدثني أيضاً ، حفظه الله ، أن المفكر الكبير الأستاذ عباس محمود العقاد ، رحمه الله ، سألت ذات يوم ، عن خبر أو كلام لعمرو بن العاص ، رضي الله عنه كان قد قرأه الأستاذ العقاد، ونسى موضعه ، وأنه قد وجد هذا الخبر في كتاب الكشكول ، أو المخلاة ، لبهاء الدين العاملي ، المتوفى سنة 1031هـ . ويابعد ما بين العالمي ومظان ترجمة عمرو بن العاص ! والكشكول ، والمخالة عند بعض المحدثين – إن علموا بأمرهما – من سواقط الكتب وكواذب الأحاديث .
إن في الكتب الموسوعية ، مثل شرح نهج البلاغة ، لابن أبي الحديد ، المتوفى سنة 656هـ ونهاية الأرب([52]) ، للنويري ، المتوفى سنة 733هـ ، وصبح الأعشى ، للقلقشندي ، المتوفى سنة 821هـ ، من غرائب العلوم والفنون ، مالا يأتي عليه حصر .
* * *
وبعد :
فإن من الظاهر الجدير بالتأمل ، في هذه الأيام ، تلك العناية البالغة بالتراث : نشراً لما لم ينشر ، وتصويراً لما نشر ، ويقبل القراء على شراء كتب التراث إقبالاًَ زائداً ، ولم يستطع الكتاب الحديث – برغم ما أحيط به من مظاهر الإعلان والإعلام – أن يزاحم الكتاب التراثي ، بالرغم أيضاً مما يتعرض له من تجريح وتوهين .
ولكن هذه العناية بنشر التراث ، والإقبال على شرائه ، لم يواكبها قراءة له ، وانتفاع به، فكثرت الكتب وقلت القراءة .
ومهما يكن من أمر ، فإن هذه الظاهرة دالة بوضوح ، على أن للتراث بريقاً أخاذا . ولم يبق إلا أن نعمق في أبنائنا الإحساس النبيل به وأن نأخذ بأيديهم إلى آفاقه الرحبة ، وآماده المتطاولة .
ثم إنه واجب أيضاً على أنبائنا أن يقبلوا على قراءة هذا الموروث العظيم ، وأن يصبروا على معاناة الكتب ، والنفاذ إلى أسرارها ، وسوف يجدون متعة لا تشبهها متعة ، حتى يقولوا في ثقة واطمئنان :
أفبعد كندة تمدحن قبيلا
والله الحمد في الأولى والآخرة
وكتب
أبو أروى
محمود محمد الطناحي
مكة المكرمة في :
ربيع الأول 1405هـ
السيرة النبوية والمغازي
في النصف الثاني من القرن الأول الهجري بدأ بعض التابعين في تدوين أخبار السيرة النبوية ، ومغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم . ويجمع مؤرخو السير على أن أول من كتب في ذلك ، هو أبو عبد الله عروة بن الزبير بن العوام الأسدي القرشي ، المتوفى سنة 93هـ. وقد عاصره وتلاه نفر من التابعين ، الذين عرفوا بالعناية بالسيرة ، وجمع أخبارها ، منهم أبان بن عثمان بن عفان المتوفى سنة 105هـ ، ووهب بن منبه المتوفى سنة 110هـ ، وعاصم بن عمر بن قتادة المتوفى سنة 120هـ ، ومحمد بن مسلم بن عبد الله بن شهاب الزهري المتوفى سنة 124هـ ، وعبد الله بن أبي بكر ابن محمد بن حزم المتوفى سنة 135هـ .
ولم يبق من كتابات هؤلاء الرواد الأوائل إلا ما تناثر من روايات في تصانيف ابن إسحاق، والواقدي ، وابن سعد ، والطبري . ويقال : إنه توجد قطعة من كتاب وهب بن منبه، في مدينة هيدلبرج بألمانيا ، في مجموعة سكوت رينهارت . وهي قطعة صغيرة كتبت على ورق البردي ، وفيها ذكر بيعة العقبة .
ثم جاءت بعد ذلك طبقة من كتاب السير ، منهم موسى بن عقبة المتوفى سنة 141هـ ، ومحمد بن إسحاق المتوفى سنة 151هـ ، ومعمر بن راشد المتوفى سنة 154هـ ، وأبو معشر نجيح بن عبد الرحمن المدني المتوفى سنة 170هـ . وهؤلاء جميعاً من تلامذة ابن شهاب الزهري.
أما موسى بن عقبة ، فقد ألف في المغازي تأليفاً أثنى عليه الأئمة عن يحيى بن معين ، قال : "كتاب موسى بن عقبة ، عن الزهري ، من أصح هذه الكتب"([53]) . وقال الإمام أحمد بن حنبل : "عليكم بمغازي موسى بن عقبة فإنه ثقة"([54]) . وروى ابن أبي حاتم الرازي ، بسنده عن معنى بن عيسى ، قال : "كان مالك بن أنس إذا قيل له : مغازي من نكتب ؟ قال : عليكم بمغازي موسى بن عقبة فإنه ثقة"([55]) . وفي رواية أخرى عنه : "فإنه رجل ثقة ، طلبها على كبر السن ولم يكثر كما أكثر غيره"([56]) .
ولا تعرف نسخة من كتاب موسى بن عقبة هذا ، مع أنه سلم إلى القرن العاشر الهجري، حيث نقل عنه الديار بكري – حسين بن محمد – المتوفى نحو سنة 966هـ ، في كتابه تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس([57]) . وقد نشر المستشرق الألماني سخاو (1845 – 1930م) قطعة من كتاب موسى بن عقبة ، في سنة 1904م([58]) .
وأما ما كتبه معمر بن راشد ، وأبو معشر المدني ، فلم يبق منه شيء ، إلا ما تناقله المؤرخون من بعدهما . وسأتيك حديث ابن إسحاق .
ومعلوم أن المقصود بمصطلح "السيرة النبوية" هو ما يتصل بسيدنا المصطفى صلى الله عليه وسلم ، من حيث الحديث عن نسبه الشرف ، ومولده ونشأته ، وبعثته ، وصفاته ، وتصرف أحواله إلى أن لقى ربه راضياً مرضياً بعد أن بلغ الرسالة وأدى الأمانة ، وترك أمته على مثل المحجة البيضاء . فهذا هو الأصل في مصطلح "السيرة النبوية" لكنه قد استعمل أيضاً مضافاً إليه حديث المغازي والحروب التي خاضها الرسول صلى الله عليه وسلم ، لإعلاء كلمة الله في الأرض، فصار هذان المصطلحان يتعاقبان على موضوع واحد .
فكتاب ابن إسحاق يقال له : السيرة ، ويقال له : المغازي ، وقد جمع بعض المؤلفين المصطلحين في العنوان الذي اختاره لكتابه ، كما ترى في كتب ابن عبد البر ، وابن الجوزي ، وابن سيد الناس .
على أن هناك بعض الكتب التي تنصرف خالصة إلى السيرة النبوية بمعناها الأصلي الذي ذكرته ، وذلك ما عرف بكتب دلائل النبوة ، والشمائل ، والخصائص .
وينبغي أن يكون واضحاً أن الحديث عن السيرة النبوية والمغازي قد جاء بإفاضة أيضاً في بعض كتب الطبقات ، وكتب التاريخ المرتبة على السنين ، كالذي تراه في تاريخ خليفة بن خياط، والطبقات الكبير ، لابن سعد كاتب الواقدي ، وتاريخ ابن جرير الطبري ، المعروف بتاريخ الرسل والملوك ، وتاريخ عز الدين بن الأثير ، المسمى : الكامل ، وتاريخ الحافظ عماد الدين بن كثير ، الموسوم بالبداية والنهاية .
وهذا بيان أشهر كتب السيرة النبوية والمغازي ، واكتفيت فيه بالقدر الذي يطيقه الطالب المبتدئ ، ويجد فيه من سار في العلم خطوات تذكرة وبلاغاً إن شاء الله :
1- سيرة ابن هشام . وهو أبو محمد عبد الملك بن هشام بن أيوب الحميري المصري (218هـ) .
وأصل هذه السيرة هو ما وضعه أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن يسار المدني القرشي (152هـ) . وقد رواها ابن هشام عن أبي محمد زياد ابن عبد الله البكاني العامري الكوفي (183هـ) ، عن ابن إسحاق([59]) .
وقد تناول ابن هشام هذه الرواية التي وقعت له من سيرة ابن إسحاق ، بكثير من التحرير والاختصار والإضافة ، والنقد أحياناً ، والمعارضة بروايات أخر لغيره من العلماء([60]).
ثم لهج الناس قديماً وحديثاً بسيرة ابن هشام ، حتى كادوا ينسون واضعها الأول . يقول ابن خلكان : "وهذا ابن هشام هو الذي جمع سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم من المغازي والسير لابن إسحاق ، وهذبها ولخصها .. وهي الموجودة بأيدي الناس ، المعروفة بسيرة ابن هشام"([61]) .
2- شرح سيرة ابن هشام ، المسمى : الروض الأنف والمشروع الروى([62]) في تفسير ما اشتمل عليه حديث السيرة واحتوى . لأبي القاسم وأبي زيد عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد الخثعمي السهيلى الأندلسي (581هـ) .
وهو كتاب تاريخ وعربية . قال فيه الصلاح الصفدي : "وهو كتاب جليل ، جود في ما شاء"([63]) . وقال الوزير القفطي : "وتصنيفه في شرح سيرة ابن هشام يدل على فضله ونبله وعظمته وسعة علمه "([64]) .
وإني لأنصح كل طالب علم باقتناء هذا الكتاب ومدارسته ، وإدامة النظر فيه ؛ لما حواه من فوائد في مختل علوم العربية ، وبخاصة علم النحو ، فإن السهيلي رحمه الله ، قد مد فيه يداً([65]).
3- مغازي الواقدي – وهو أبو عبد الله محمد بن عمر (207هـ) .
4- الدرر في اختصار المغازي والسير . لابن عبد البر . أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد النمري (463هـ) .
5- جوامع السيرة . لابن حزم . أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد (456هـ) .
6- تلقيح فهوم أهل الأثر في عيون التواريخ والسير . لابن الجوزي . أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد (597هـ) .
7- الاكتفاء في مغازي رسول الله والثلاثة الخلفاء . للكلاعي . أبو الربيع سليمان بن موسى بن سالم الأندلسي (634هـ) .
8- عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير . لابن سيد الناس . أبو الفتح محمد بن محمد بن محمد (734هـ) .
9- المغازي . ([66]) للذهبي . أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان (748هـ) .
10- السيرة النبوية([67]) . لابن كثير – إسماعيل بن عمر (774هـ) .
11- حدائق الأنوار ومطالع الأسرار في سيرة النبي المختار([68]) .
12- سبل الهدى والرشاد في سرة خير العباد . ويعرف بالسيرة الشامية . لأبي عبد الله محمد بن يوسف بن علي الصالحي الشامي (942هـ) .
وهذا الكتاب الكتاب من أجمع كتب السيرة وأوعبها . وقد باشر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالقاهرة طعة عام 1392هـ - 1972م ، فأصدر منه ثلاثة أجزاء ، ثم توقف ، نسأل الله تيسير أسباب نشره كاملا .
13- إنسان العيون في سيرة الأمين المأمون . ويعرف بالسيرة الحلبية . لنور الدين علي بن إبراهيم بن أحمد الحلبي (1044هـ) .
كتب الدلائل والشمائل والخصائص
1- دلائل النبوة . لأبي نعيم الأصبهاني – أحمد بن عبد الله بن أحمد (430هـ)
2- دلائل النبوة ومعرفة أحوال صاحب الشريعة([69]) . لأبي بكر البيهقي – أحمد بن الحسين بن علي (458هـ) .
3- الشمائل النبوية([70]) . للإمام الترمذي – محمد بن عيسى بن سورة (279هـ) .
4- شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم([71]) . لابن كثير – إسماعيل بن عمر (774هـ).
5- الشفا بتعريف حقوق المصطفى([72]) . للقاضي أبي الفضل عياض بن موسى بن عياض اليحصبي السبتي (544هـ) .
6- الوفا بأحوال المصطفى . لابن الجوزي – أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد (597هـ) .
7- الجوهرة في نسب النبي وأصحابه العشرة . لمحمد بن أبي بكر ابن عبد الله بن موسى الأنصاري التلمساني ، الشهير بالبرى ، من رجال القرن السابع([73]) .
8- الرصف لما روى عن النبي صلى الله عليه وسلم من الفعل والوصف([74]) . لأبي المكارم محمد بن محمد بن عبد الله الشافعي الواسطى البغدادي . المعروف بابن العاقولي (797هـ) .
9- إمتاع الأسماع بما للرسول من الأنبياء والأموال والحفدة والمتاع([75]) .لتقي الدين المقريزي المصري – أحم بن علي بن عبد القادر (845هـ) .
10- الخصائص الكبرى . لجلال الدين السيوطي– عبد الرحمن بن أبي بكر (911هـ).
11- تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس . للدياربكري – حسين بن محمد المتوفي نحو سنة 996هـ .
1- تراجم الصحابة والتابعين
1- الطبقات . لأبي عمرو خليفة بن خياط([76]) . شباب العصفوري (240هـ) .
2- الطبقات الكبير([77]) (الكبرى) لأبن سعد – محمد بن سعد بن منيع (230هـ) .
3- الاستيعاب في أسماء أصحاب([78]) لابن عبد البر – يوسف بن عبد الله بن محمد (463هـ) .
4- أسد الغابة في معرفة الصحابة . لعز الدين بن الأثير – علي ابن محمد بن عبد الكريم (630هـ) .
5- الإصابة في تمييز الصحابة([79]) . لابن حجر العسقلاني – أحمد بن علي بن محمد (852هـ).
2- تراجم القراء
1- معرفة القراءة الكبار على الطبقات والأعصار([80]) . للذهبي – محمد بن أحمد بن عثمان (748هـ) .
2- طبقات القراءة – يسمى غاية النهاية – لابن الجزري – محمد بن محمد بن محمد (833هـ) .
3- تراجم المفسرين
1- طبقات المفسرين([81]) . للسيوطي – عبد الرحمن بن أبي بكر (911هـ) .
2- طبقات المفسرين . للداودي – محمد بن علي بن أحمد (945هـ) .
4- تراجم المحدثين والرواة
1- التاريخ الكبير . للإمام أبي عبد الله البخاري – محمد بن إسماعيل بن إبراهيم (256هـ) .
2- الجرح والتعديل . لابن أبي حاتم الرازي – عبد الرحمن بن محمد بن إدريس (327هـ) .
3- تذكرة الحفاظ([82]) .للذهبي – محمد بن أحمد بن عثمان (748هـ) .
4- ميزان الاعتدال في نقد الرجال ، للذهبي([83]) .
5- لسان الميزان . لابن حجر العسقلاني – أحمد بن علي بن محمد (852-هـ) .
6- تهذيب التهذيب . لابن حجر .
5- تراجم الفقهاء والأصوليين
الحنفية
1- الجواهر المضية في طبقات الحنفية([84]). للقراشي– عبد القادر بن محمد بن نر الله (775هـ) .
2- الطبقات السنية في تراجم الحنفية([85]) . لتقي الدين بن عبد القادر التميمي العزى (1010هـ) .
المالكية
1- ترتيب المدارك([86]) وتقريب المسالك لمعرفة أعلام مذهب ملك . للقاضي عياض بن موسى بن عياض اليحصبى السبتى (554هـ) .
2- لديباج المذهب في تراجم أعيان المذهب([87]) . لابن فرحون – إبراهيم بن علي بن محمد (779هـ) .
3- شجرة النور الزكية في طبقات المالكية . لمحمد بن محمد مخلوف (1360هـ) .
الشافعية
1- طبقات الشافعية الكبرى([88]) . لتاج الدين السبكي – عبد الوهاب بن علي بن عبد الكافي (711هـ) .
2- طبقات الشافعية . لتاج الدين الإسنوى – عبد الرحيم بن الحسن بن علي (772هـ)
الحنابلة
1- طبقات الحنابلة . لابن أبي يعلى – محمد بن محمد بن الحسين (526هـ) .
2- الذيل على طبقات الحنبلة([89]) . لابن رجب – عبد الرحمن ابن أ؛مد (795هـ) .
الأصوليون
طبقات الأصوليين – يسمى : الفتح المبين . لعبد الله مصطفى المراغي .
6- تراجم الشيعة والمعتزلة
1- أعيان الشيعة([90]) . لمحسن بن عبد الكريم بن علي . الأمين (1371هـ) .
2- الذريعة إلى تصانيف الشيعة . لمحمد محسن بن علي ، الشهير بالشيخ آغار بزرك الطهراني (1389هـ) .
وله أيضاً : طبقات الشيعة .
3- طبقات المعتزلة . للقاضى عبد الجبار بن أحمد بن عبد الجبار الهمذاني (415هـ)
4- طبقات المعتزلة([91]) . لابن المرتضى – أحمد بن يحيى (840هـ) .
7- تراجم الزهاد والصوفية
1- حيلة الأولياء وطبقات الأصفياء([92]) . لأبي نعيم الأصبهاني – أحمد بن عبد الله بن أحمد (430هـ) .
2- صفة الصفوة [ويسمى : صفوة الصفوة – وهو اختصار حلية الأولياء ، السابق] لأبي الفرج بن الجوزي – عبد الرحمن بن علي ابن محمد (597هـ) .
3- طبقات الصوفية . للسلمى – محمد بن الحسين بن محمد (412هـ) .
4- الرسالة القشيرية([93]) . لعبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك القشيري (465هـ) .
5- طبقات الأولياء . لابن الملقن – عمر بن علي بن أحمد (804هـ) .
6- الطبقات الكبرى – وتسمى : لواقح الأنوار في طبقات الأخيار . للشعراني – عبد الوهاب بن أحمد بن علي (973هـ) .
8- تراجم اللغويين والنحاة
1- نزهة الألباء في طبقات الأدباء . لابي البركات الأنباري – عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله (577هـ) .
2- إنباه الرواة على أنباه النحاة([94]) . للقفطي – علي بن يوسف بن إبراهيم (646هـ).
3- بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة . للسيوطي – عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد (911هـ) .
9- تراجم الأباء والشعراء
1- طبقات فحول الشعراء([95]) . لابن سلام الجمحي – محمد بن سلام بن عبيد الله (232هـ) .
2- الشعر و الشعراء([96]) . لابن قتيبة – عبد الله بن مسلم (276هـ) .
3- طبقات الشعراء . لابن المعتز – عبد الله بن محمد (296هـ) .
4- الأغاني([97]) . لأبي الفرج الأصبهاني – على بن الحسين بن محمد (356هـ) .
5- المؤتلف والمختلف في أسماء الشعراء . للآمدي – الحسن بن بشر بن يحيى (370هـ) .
6- معجم الشعراء([98]) .للمرزياني – محمد بن عمران بن موسى (384هـ) .
7- يتيمة الدهر – وتتمة اليتيمة . كلاهما لأبي منصور الثعالبي – عبد الملك بن محمد بن إسماعيل (429هـ) .
8- دمية القصر وعصره أهل العصر . للباخرزي – علي بن الحسن بن علي (467هـ).
9- خزيدة القصر وجريدة أهل العصر . للعماد الأصفهاني الكاتب – محمد بن محمد بن حامد (597هـ) وهي في أقسام :
قسم شعراء مصر .
قسم شعراء الشام .
قسم شعراء العراق .
قسم شعراء المغرب والأندلس .
وقد طبع القسم الأول في مصر ، بتحقيق الأستاذة : أحمد أمين ، وشوقي ضيف ، وإحسان عباس . وطبع الثاني في دمشق ، بتحقيق الدكتور شكري فيصل ، وطبع الثالث في بغداد بتحقيق العلامة الشيخ محمد بهجة الأثري .
أما القسم الرابع فقد طبع أولاً في مصر ، بتحقيق الأستاذين علي عبد العظيم ، وعمر الدسوقي ، ثم طبع بعد ذلك في تونس ، بتحقيق الأساتذة : محمد المرزوقي ، ومحمد العروسي المطوي، والجيلاني بن الحاج يحيى ، وآذرتاس آذرنوس .
ويقول الأستاذ خير الدين الزركلي ، رحمه الله ، تعليقاً على ذلك : "وكانت في طريقة طبعة إقليمية خبيثة في الأدب([99]) " .
فإن كان الزركلي يشير إلى شيء قد عرفه ولم يصرح به ، حياءً منه أو ستراً ، فلا بأس ولا نكران .
أما إ، كان يريد استقلال علماء كل بلد بتحقيق القسم الخاص ببلدهم ، فلا إقليمية في ذلك ، بل إن هذا ما ينبغي أن يكون – وأهل مكة أدرى بشعابها ، كما قالوا . وآية ذلك أن طبعة تونس من "القسم الخاص بشعراء المغرب والأندلس" تفضل بكثير الطبعة المصرية منه([100]) .
وأزيد ذلك بياناً بمثالين : الأول : طبعة دار الكتب المصرية من كتاب النجوم الزاهرة في أخبار مصر والقاهرة . فما كان لأحد غير محمد رمزي بك ، الجغرافي المصري الكبير ، أن يكتب هذه الحواشي النافعة على الكتاب ، والتي حقق بها كثيراً من أسماء المدن والقرى المصرية([101]) .
والمثال الثاني : ذلك النقد الذي كتبه العلامة الشيخ حمد الجاسر ، على الطبعة الكويتية من " تاج العروس" ، والذي تناول أوهاماً حول أسماء البلدان والمواضع في الجزيرة العربية . والشيخ حمد الجاسر ، هو فارس ذلك الميدان ، غير مدفوع ولا مزاحم .
أما ما وراء تلك الخصوصية البلدانية ، من علوم الأمة وفنونها ، فالكل فيه سواء ، ولا تفاضل بين الناس في ذلك ، إلا بالعلم والإحاطة .
10- معجم الأدباء – ويسمى إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب([102]) . لياقوت بن عبد الله الرومي الحموي (626هـ) .
11- المحمدون من الشعراء([103]) . للقفطى – علي بن يوسف بن إبراهيم (646هـ) .
12- ريحانة الألبا([104]) . للشهاب الخفاجي – أحمد بن محمد بن عمر (1069هـ) .
13- نفحة الريحانة . للمحبى – محمد أمين بن فضل الله (1111هـ) .
14- خزانة الأدب([105]) . للعلامة عبد القادر بن عمر البغدادي (1093هـ) .
وهذا الكتاب شرح لشواهد الرضى على الكافية في النحو ، ولكن البغددي رحمه الله نفذ من خلال هذا الشرح إلى تراجم الشعراء والأدباء والعلماء ، وأتى بكل غريبة وعجيبة من علوم العربية وفنونها .
10- تراجم الأطباء والفلاسفة
1- طبقات الأباء والحكماء([106]) . لابن جلجل الأندلسي – سليمان بن حمد (بعد 377هـ) .
2- تاريخ حكماء الإسلام . لليهقي – علي بن زيد بن محمد (565هـ) .
3- إخبار العلماء بأخبار الحكماء . للقفطي – علي بن يوسف ابن إبراهيم (646هـ).
4- عيون الأنباء في طبقات الأطباء([107]) . لابن أبي أصبيعة – أحمد بن القاسم بن خليفة (668هـ) .
11- تراجم القضاء
1- أخبار القضاة . لوكيع – محمد بن خلف بن حيان (306هـ) .
2- الولاة والقضاة . لأبي عمر الكندي – محمد بن يوسف بن يعقوب . (بعد 355هـ) .
3- قضاة قرطبة . للخشني – محمد بن الحارث بن أسد القيرواني الأندلسي (نحو 366هـ) .
4- رفع الإصر عن قضاة مصر([108]) .لابن حجر العسقلاني – أحمد بن علي بن محمد (852هـ) .
5- ذيله المسمى : بغية العلماء والرواه([109]) . لشمس الدين السخاوي – محمد بن عبد الرحمن محمد – وهو تلميذ ابن حجر – (902هـ) .
6- قضاة دمشق . ويسمى : الثغر بسام في ذكر من ولى قضاء الشام لابن طولون – محمد بنعلي بن أحمد (953هـ) .
12- تراجم الخلفاء
1- أسماء الخلفاء والولاة([110]) . لابن حزم – علي بن أحمد بن سعيد (456هـ) .
2- الإنباء في تاريخ الخلفاء([111]) . لمحمد بن علي بن محمد ، المعروف بابن العمراني (نحو 580هـ) .
3- تاريخ الخلفاء . للسيوطي – عبد الرحمن بن أبي بكر (911هـ) .
4- اتعاظ الحنفا في أخبار الأئمة الفاطمين الخلفا . للمقريزي – أحمد بن علي بن عبد القادر (845هـ) .
13- تراجم الوزراء
1- الوزراء والكتاب . للجهشياري – محمد بن عبدوس بن عبد الله (331هـ) .
2- تحفة الأمراء في تاريخ الوزراء([112]) . لهلال بن المحسن بن إبراهيم الصابى (331هـ).
3- الإشارة إلى من نال الوزارة . لابن الصيرفي – علي بن منجب بن سليمان (542هـ) .
4- النكت العصرية في أخبار الوزراء المصرية([113]) .لنجم الدين عمارة بن علي بن زيدان الحكمي اليمني (569هـ) .
14- تراجم المؤرخين
1- الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ . لشمس الدين السخاوي – محمد بن عبد الرحمن ابن محمد (902هـ) .
15- تراجم النسابين
1- منية الراغبين في طبقات النسابين([114]) . للسيد عبد الرزاق ابن السيد حسن كمونة الحسيني . فرغ من تأليفه سنة 1381هـ .
16- تراجم النساء
1- الدر المنثور في طبقات ربات الخدود . لزينب بن علي بن حسين – الشهيرة بزينب فواز العاملي (1332هـ) .
2- أعلام النساء . للأستاذ عمر رضا كحلة . أطال الله في النعمة بقاءه .
17- التراجم على البلدان
1- أخبار مكة([115]) وما جاء فيها من آثار . للأزرقي – محمد بن عبد الله بن أحمد (نحو 250هـ) .
2- العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين . لتقى الدين الفاسي – محمد بن أحمد بن علي (832هـ) .
3- إتحاف الورى بأخبار أم القرى . لنجم الدين فهد فهد – عمر بن محمد بن محمد (885هـ) .
4- تاريخ المدينة [المنورة] لأبي زيد عمر بن شبة (262هـ) .
5- الدرة الثمينة في تاريخ المدينة([116]) . لابن النجار – محمد بن محمود بن الحسن (647هـ) .
6- المغانم المطابة في معالم طابة . للفيروز إبادي – محمد بن يعقوب بن محمد (817هـ).
7- التحفة اللطيفة في أخبار المدينة الشريفة . للسخاوي – محمد بن عبد الرحمن بن محمد (902هـ) .
8- وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى . للسمهودي – على بن عبد الله بن أحمد (911هـ) .
9- الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل([117]) . لمجير الدين العليمي الحنبلي – عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن (928هـ) .
10- تاريخ إربل – المسمى – المبارك بن أحمد اللخمى الأماثل([118]) .لابن المستوفى الإربلى-المبارك بن أحمد اللخمي (637هـ) .
11- ذكر أخبار أصبهان([119]) .لأبي نعيم الاصبهاني – أحمد عبد الله بن أحمد (430هـ).
12- تاريخ بغداد([120]) .للخطيب البغدادي – أحمد بن علي بن ثابت (463هـ) .
13- تاريخ جرجان . للسهمى – حمزة بن يوسف بن إبراهيم (427هـ) .
14- إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء . للشيخ محمد راغب ابن محمود الطباخ (1370هـ) .
15- تاريخ دمشق([121]) .للحافظ ابن عساكر – علي بن الحسن بن هبة الله (571هـ).
ولهذا الكتاب قيمة أدبية كبرى – إلى جانب قيمته التاريخية – لعنايته بتراجم الشعراء وذكر أخبارهم وأشعارهم . فينبغي أن يوضع أيضاً في مصادر تاريخ الأدب .
16-تهذيب تاريخ دمشق([122]) السابق . للشيخ عبد القادر بن ابن مصطفى بن محمد . المعروف بعبد القادر بدران (1346هـ) .
17- الوسيط في تراجم أدباء شنقيط (موريتانيا الآن) لأحمد ابن الأمين الشنقيطي (1331هـ) .
18- تاريخ ثغر . لعبد الله الطيب بن عبد الله بامخرمة (947هـ) .
19- فضائل مصر . لعمر بن محمد بن يوسف الكندي (كان حياً في النصف الثاني من القرن الرابع الهجري) .
20- النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة . لابن ثغرى بردى([123]) – يوسف بن تغرى بردي بن عبد الله (874هـ) .
21- حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة . للسيوطي – عبد الرحمن بن أبي بكر (911هـ) .
22- الطالع السعيد الجامع لأسماء نجباء السعيد [صعيد مصر] للأدفوي – جعفر بن([124]) تغلب بن جعفر (748هـ) .
23- السلوك لمعرفة دول الملوك [بمصر] للمقريزي – أحمد بن علي بن عبد القادر (845هـ) .
24- تاريخ الموصل . للأزدي – يزيد بن محمد بن إياس (334هـ) .
25- تاريخ مدينة صنعاء . لأحمد بن عبد الله بن محمد الرازي الصنعاني . (نحو سنة 500هـ) ([125]) .
26- طبقات فقهاء اليمن . لابن سمرة الجعدي – عمر بن علي بن سمرة (بعد 586هـ).
27- قرة العيون في أخبار اليمن الميمون([126]) . لابن الديبع الشيباني – عبد الرحمن بن علي ابن محمد (944هـ) .
18 التراجم على القرون
1- الذيل على الروضتين (تراجم رجال القرنين السادس والسابع) لأبي شامة المقدسي- عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم (665هـ) .
2- البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع . للشوكاني – محمد بن علي بن محمد (1250هـ) .
3- الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة([127]) . لابن حجر العسقلاني – أحمد بن علي بن محمد (852هـ) .
4- الضوء اللامع لأهل القرن التاسع . لشمس الدين السخاوي – محمد بن عبد الرحمن بن محمد (902هـ) .
5- النور السافر عن أخبار القرن العاشر . لعبد القادر بن شيخ ابن عبد الله العيدروس (1038هـ) .
6- الكواكب السائرة في أعان المائة العاشرة . لنجم الدين الغزى – محمد بن محمد بن محمد (1061هـ) .
7- خلاصة الأثر في أعيان الحادي عشر . للمحبى – محمد أمين بن فضل الله بن محب الله (1111هـ) .
8- نشر المثاني لأهل القرن الحادي عشر والثاني [عشر] للقادري – محمد الطيب بن عبد السلام الحسنى (1187هـ) .
9- سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر . للمرادي – محمد خليل بن علي بن محمد (1206هـ) .
10- الدر المنتثر في رجال القرن الثاني عشر والثالث عشر . للآلوسي . علاء الدين بن نعمان بن محمود (1340هـ) .
11- حيلة البشر في تاريخ القرن الثالث عشر . لعبد الرزاق بن حسن البيطار (1335هـ) .
12- المسك الأذفر في تراجم علماء القرن الثالث عشر . للآلوسي . محمود شكري بن عبد الله (1342هـ) .
13- تراجم أعيان القرن الثالث عشر وأوائل الرابع عشر . لأحمد باشا تيمور (1348هـ) .
14- الأعلام الشرقية في المائة الرابعة عشرة الهجرية . للوراق المصري زكي محمد مجاهد([128])، المتوفى منذ نحو سبع سنوات .
وهذا الكتاب – فيما أعلم – آخر تلك السلسلة ، في الترجمة على القرون .
19- التراجم العامة
وهي على قسمين :
أ- التراجم المرتبة على السنين .
ب- التراجم المرتبة على الأسماء .
ومراجع الطائفة الأولى تتمثل في كتب التاريخ العامة ، التي تترجم للأعلام ، على السنوات ، فتذكر في أحداث كل سنة من توفى فيها من الأعلام .
ومن أبرز مراجع كتب التاريخ هذه :
1- تاريخ الأمم والملوك([129]) . لابن جرير الطبري – محمد بن جرير بن يزيد (310هـ).
2- الكامل([130]) . لعز الدين بن الأثير – على بن محمد بن عبد الكريم (630هـ) .
3- البداية والنهاية([131]) . لابن كثير – إسماعيل بن عمر (774هـ) .
4- شذرات الذهب في أخبار من ذهب . لابن العماد الحنبلي – عبد الحي بن أحمد بن محمد (1089هـ) .
التراجم المرتبة على الأسماء
من أبرز كتب هذه الطائفة :
1- وفيات الأعيان وأبناء أبناء الزمان – لابن خلكان – أحمد بن محمد بن إبراهيم (681هـ) .
2- فوات الوفيات . لابن شاكر الكتبي – محمد بن شاكر بن أحمد (764هـ) .
3- الوافي بالوفيات([132]) . لصلاح الدين الصفدي – خليل بن أيبك بن عبد الله (764هـ) .
4- سير أعلام النبلاء([133]) . للذهبي – محمد بن أحمد بن عثمان (748هـ) .
20- تراجم أهل المغرب والأندلس
1- تاريخ علماء الأندلس([134]) . لابن الفرضى – عبد الله بن محمد بن يوسف (403هـ).
2- جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس([135]) . للحميدي محمد بن فتوح بن عبد الله (488هـ) .
3- الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة([136]) . لابن بسام – علي بن بسام الشنتريني (578هـ) .
4- الصلة في تاريخ أئمة الأندلس([137]) . لابن بشكوال – خلف ابن عبد الله بن مسعود (578هـ) .
5- التكملة لكتاب الصلة . لابن الأبار – محمد بن عبد الله بن أبي بكر (658هـ) .
6- الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة . لابن عبد الملك – محمد بن محمد بن عبد الملك (703هـ) .
7- مطمح الأنفس ومسرح التأنس في ملح أهل الأندلس . للفتح بن محمد بن عبيد الله بن خاقان([138]) القيسي (528هـ) .
8- بغية الملتمس في تاريخ رجال أهل الأندلس . لابن عميرة الضبي – أحمد بن يحيى بن أحمد (599هـ) .
9- المعجب في تلخيص أخبار المغرب . لعبد الواحد بن علي التيمي المراكشي (647هـ) .
10- الحلة السيراء([139]) –في تاريخ أمراء المغرب . لابن الأبار – محمد بن عبد الله بن أبي بكر (658هـ) .
11- المعجم في أصحاب القاضي الصدفي . لابن الأبار – محمد بن عبد الله بن أبي بكر (658هـ) .
12- المغرب في حلى المغرب . لابن سعيد المغربي الأندلسي – على بن موسى بن محمد (685هـ) .
13- الغصون اليانعة في محاسن شعراء المائة السابعة . لابن سعيد المغربي الأندلسي – علي بن موسى بن محمد([140]) (685هـ .
14- الكتيبة الكامنة فيمن لقيناه بالأندلس من شعراء المائة الثامنة . للسان الدين بن الخطيب – محمد بن عبد الله بن سعيد (776هـ) .
15- الإحاطة في أخبار غرناطة . للسان الدين بن الخطيب أيضاً .
16- دوحة الناشر لمحاسن من كان بالمغرب من مشاهير القرن العاشر([141]) . لمحمد بن علي بن عمر الحسني (986هـ) .
17- نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب([142]) . للمقرى – أحمد بن محمد بن أحمد (1041هـ) .
18- أزهار الرياض في أخبار القاضى عياض([143]) . للمقرى – أحمد بن محمد بن أحمد (1041هـ) .
19- المؤنس في أخبار إفريقية وتونس . لابن أبي دينار – محمد ابن أبي القاسم الرعيني القيرواني (كان حياً سنة 1110هـ) .
20- الاستقصا لأخبار المغرب الأقصى([144]) . لأحمد بن خالد ابن حماد الناصري السلاوي (1315هـ) .
21- دليل مؤرخ المغرب الأقصى . لعبد السلام بن سودة المتوفى منذ نحو خمس سنوات([145]) .
21- المراجع الهادية
وأعني بها تلك المراجع التي تهدي وتدل على المراجع الكبرى ، بعد أن تقدم تعريفاً موجزاً بالمترجم له ، وتأتي فيه على مولده ووفاته ، وأبرز أعماله .
وقد كثرت هذه المراجع في العصر الحديث كثرة ظاهرة . ولا يستحق منها التنويه به ، سوى كتابين([146]) ، هما :
1- الأعلام ؟ للأستاذ خير الدين الزركلي . رحمه الله .
12- معجم المؤلفين . للأستاذ عمر رضا كحالة . متعه الله بالصحة والسلامة .
* * *
أما " الأعلام " فهو خير كتاب لف في بابه ، بل هو خير ما كتب كاتب في تراجم الرجال والنساء في هذا العصر .
وقد جعل الزركلي ميزان الاختيار عنده : "أن يكون لصاحب الترجمة علم تشهد به تصانيفه ، أو خلافة أو ملك أو إمارة ، أو منصب رفيع – كوزارة أو قضاء – كان له فيه أثر بارز، أو رياسة مذهب ، أو فن تميز به ، أو أثر في العمران يذكر له ، أو شعر ، أو مكانة يتردد بها أسمه ، أو رواية كثيرة ، أو يكون أصل نسب ، أو مضرب مثل . وضابط ذلك كله : أن يكون ممن يتردد ذكرهم ، ويسأل عنهم "([147]) .
وقد أفسح الزركلى في كتابه ، مكاناً لهؤلاء النفر من المستشرقين ، الذين قدموا خدمة للعربية ، في مجال الدراسات ونشر النصوص .
ومحاسن هذا الكتاب كثيرة ، وإن فأتنى ذكر هذه المحاسن مجتمعة ، فإني أشير إلى أبرزها:
1- الدقة البالغة في تحرير الترجمة ، وإبراز أهم ملامح العلم المترجم .
2- ذكر ما قد يكون من خلاف ، في الاسم([148]) ، والمولد والوفاة ، ونسبة الكتب([149]) مع اتخاذ مواقف الحسم ، أو الترجيح .
3- تنقية بعض كتب التراجم مما علق بها ، من وهم ، أو تصحيف ، أو تحريف .
4- الرجوع في توثيق الترجمة إلى المصادر المخطوطة ، إذا عزت المطبوعة ، أو كانت الثقة بها نازلة([150]) .
5- الاستعانة بالمراجع الحية ، من أهل العلم ، والمنتسبين إلى مذهب المترجم([151]) .
6- جلاء الغموض الذي يكتنف بعض الأعلام([152]) .
7- التنبيه على بعض الفوائد العلمية([153]) .
8- الإنصاف والبعد عن الهوى ، وسوق الرأي الخاص ملففاً في بجاد([154]) النزاهة والتصون. وأكثر ما ترى ذلك في تراجم المعاصرين ، من أهل الفكر والأدب والسياسة([155]) .
9- الإحالة الذكية بعد الفراغ من الترجمة إلى أصول المصادر والمراجع .
10- ذكر نفائس المخططات ونوادرها ، التي رآها في رحلاته وأسفاره . وكذلك التي اطلعه عليها أصدقاؤه([156]) ، وفي مقدمتهم السيد أحمد عبيد ، بدمشق ، وما أكثر ما أشار إليه في تعليقاته .
11- إثبات صور خطوط العلماء قديماً وحديثاً . وهذا يفيد في توثيق المخطوطات التي يقال إنها بخطوط مؤليها . فعن طريق مضاهاة ما بيدك منها بما أثبته من تلك النماذج للخطوط ، يظهر لك وجه الصواب ، أو الخطأ .
ويتصل بذلك إثباته لتوقيعات الخلفاء والملوك والأمراء والوزراء وصور المحدثين من المعاصرين ، ومن قرب منهم ، ممن أدركهم فن التصوير الفوتوغرافي .
12- وقد زان ذلك كله حسن البيان ، وصفاء العبارة . فالرجل رحمه الله ، كان أديباً شاعراً . وقد كان الأدب ومازال ، خير سبيل لإيصال المعرفة ، وسرعة أنصابها إلى السمع ، واستيلائها على النفس . والبليغ يضع لسانه حيث أراد . وإنك لتجد كثيراً من الدراسات قد جمعت فأوعت ، لكنها لم تبلغ مبلغها من النفع والفائدة ؛ لجفافها وعسرها .
أما ما وراء ذلك من حلو الشمائل ، وكرم الطبع ، ونقاء الخلق ، فهو مما لهج به الخاصة والعامة ، ممن اتصلوا بالرجل ، بسبب من الأسباب .
ولست أشك في أن إقامة الزركلى – رحمه الله – في مصر والمغرب ، سنين ذوات عدد ، قد أعانته على إقامة ذلك الصرح الشامخ . وآية ذل أن كثيراً من نماذج المخطوطات ، التي امتلأ بها كتابه ، من محفوظات دار الكتب المصرية ، ومعهد المخطوطات بالقاهرة ، وخزائن الكتب الخاصة والعامة ، بالمغرب الأقصى([157]) .
وخلاصة القول : أن هذا الكتاب أبلغ رد على من يزعم أن العرب المعاصرين لم يصنعوا شيئاً ذا بال ، في تاريخ رجالهم وأعلامهم .
وأنه لا ينبغي أن تخلو مكتبة طالب علم من هذا الكتاب .
وليت الذين يطبعون الكتب احتساباً وقربى ، يدخرون لأنفسهم عملاً صالحاً بطبع هذا الأثر الباقي ، وتمكين من لا يقدر على شرائه من قراءته ولانتفاع به .
* * *
وأما كتاب "معجم المؤلفين" للأستاذ عمر رضا كحالة ، فهو عظيم النفع جليل الفائدة . وقد أبان عن منهجه ، وغايته من تأليفه ، فقال في تقدمته : "هذا معجم لمصنفي الكتب العربية ، ومن عرب وعجم ، ممن سبقوا إلى رحمة الله ، منذ بدء تدوين الكتب العربية حتى العصر الحاضر. وقد أحلقت بهم من كان شاعراً ، أو راوياً ، وجمعت آثاره بعد وفاته" .
وتراجم الكتاب غاية في الوجازة والاختصار ، فهو لم يعن بترجمة المؤلف عنايته بذكر مصادر الترجمة ، وقد توسع في ذلك توسعاً ظاهراً ، وأتى بالقريب والبعيد ، مما يعفى الباحث عن عناء التتبع والاستقصاء([158]) .
أنساب العرب
1- مختلف القبائل ومؤتلفها([159]) . لابن حبيب – محمد بن حبيب بن أمية (245هـ) .
2- الاشتقاق([160]) . لابن دريد – محمد بن الحسن (321هـ) .
3- الإيناس بعلم الأنساب([161]). للوزير المغربي – الحسين بن علي بن الحسين (418هـ).
4- جمهرة أنساب العرب . لابن حزم – علي بن أحمد بن سعيد (456هـ) . وهو أجمع كتاب في هذا الباب .
5- عجالة المتبدى وفضالة المنتهى([162]) ، في النسب ، لأبي بكر الحازمي – محمد بن موسى بن عثمان (584هـ) .
هذا وقد بدأت وزارة الإرشاد والأنباء ، بالكويت ، في إخراج أصل كتب الإنساب جميعا ، وهو كتاب " جمهرة النسب " لابن الكلبى – هشام بن محمد ، المتوفى سنة (204هـ) . وقد أصدرت منه الجزء الأول ، عام 1403هـ .
الأنساب بوجه عام
(إلى قبيلة ، أو بلد ، أو صناعة ، و مذهب ، أو شيخ([163]) )
1- الأنساب([164]) . لأبي سعد السمعاني – عبد الكريم بن محمد بن منصور (562هـ) .
2- اللبان في تهذيب الأنساب([165]) . لعز الدين بن الأثير – علي بن محمد بن عبد الكريم (630هـ) .
3- لب اللباب في تحرير الأنساب([166]) . للسيوطي – عبد الرحمن بن أبي بكر (911هـ).
ضبط الأعلام والكنى والألقاب والأنساب
معلوم أن العناية بالضبط والتقييد ، إنما ترجع إلى علماء الحديث ، الذين أرادوا أن يحاصروا مظاهر التصحيف والتحريف([167]) ، في متون الأحاديث وأسانيدها ، ثم قفا الأدباء والمؤرخون قفوهم ، حتى استوى ذلك ؛ فنا قائماً بنفسه ، وتعددت فيه المصنفات .
فمن ذلك
1- المبهج في تفسير أسماء شعراء الحماسة([168]) . لأبي الفتح عثمان بن جنى (392هـ) .
2- الإكمال في رفع الارتياب عن المختلف والمؤتلف من الأسماء والكنى والأنساب. للأمير علي بن هبة الله بن علي ، المعروف بابن ماكولا (475هـ) .
3- الأنساب المتفقة في الخط ، المتماثلة في النقط والضبط . لابن الفيسراني – محمد بن طاهر بن علي (507هـ) .
4- المشتبه في الأسماء والأنساب والكنى والألقاب([169]) . للذهبي محمد بن أحمد بن عثمان (748هـ) .
5- تبصير المنتبه بتحرير المشتبه([170]) . لابن حجر العسقلاني – أحمد بن علي بن محمد (852هـ) .
6- تحفة ذوى الأرب في مشكل الأسماء والنسب . لابن خطيب الدهشة – محمود بن أحمد بن محمد المتوفى سنة (834هـ) وهو ابن الإمام الفيومي ، صاحب "المصباح" في اللغة .
فهذه أبرز مراجع ضبط الأعلام والأنساب . وهناك كتابان داخلان في هذا الفن :
أما أحدهما فهو كتاب وفيات الأعيان . لابن خلكان ، الذي ذكرته في "مراجع التراجم العامة" . فقد جرى ابن خلكان ، على أن يذكر في آخر الترجمة ما يشتبه ويلتبس من الأسماء والكنى والألقاب والأنساب ، مقيداً ذلك بالعبارة والبيان الواضح ، مما عرف عند العلماء بتقييدات ابن خلكان .
وأما الثاني فهو كتاب تاج العروس في شرح القاموس ، للمرتضى الزبيدي . فإذا عز عليك شيء من المشتبهات ، في تلك الكتب التي ذكرتها ، فالتمسه من هذا الكتاب الجامع ، الذي أتى على كثير من فوائد الضبط والتقييد ، وخاصة في أعلام وأنساب المتأخرين .
وقد عول الزبيدي كثيراً ، على كتاب " تبصير المنتبه " لابن حجر ، الذي ذكرته . فإذا قال : "وقال الحافظ" فأعلم أنه يريده([171]) .
مراجع البلدان والمواضع والمياه والجبال
1- بلاد العرب([172]) . للحسن بن عبد الله الأصفهاني ، المعروف بلغدة (من رجال القرن الثالث الهجري) .
2- معجم ما استعجم في أسماء البلدان والمواضع([173]) . لأبي عبيد البكري الأندلسي – عبد الله بن عبد العزيز بن محمد (487هـ) .
وهذا الكتاب – إلى قيمته الجغرافية – يعد مصدراً من مصادر الأدب ، وتوثيق الشعر، فقد حشد فيه أبو عبيد ، طائفة كبيرة من الشعر ، منزلة على منازلها في أسماء البلدان والمواضع .
3- الأمكنة والمياه والجبال . لجار الله أبي القاسم محمود بن عمر بن محمد الزمخشري (538هـ) .
4- معجم البلدان([174]) . لياقوت بن عبد الله الرومي الحموي (626هـ) .
وهذا الكتاب هو أجمع ما صنف في الجغرافية العربية .
5- والمشترك وضعاً والمفترق صقعاً – في أسماء البلدان – لياقوت أيضاً([175]) .
6- مراصد الاطلاع على أسماء الأمكنة والبقاع . لعبد المؤمن بن عبد الحق البغدادي الحنبلي (739هـ) .
اختصر به " معجم البلدان " لياقوت . واستدرك عليه أشياء . قال في مقدمته : "وربما زدته بياناً في بعض المواضع ، أو أصلحت ما تنبهت عليه فيه ، من خلال وجدته ... وقد يكون مما رأيت في سفري ، واجتزت به ، وخاصة في أعمال بغداد ، فإنه كثير الخطأ فيها "([176]) .
7- الروض المعطار في خبر الأقطار . لمحمد بن عبد المنعم الصنهاجي الحميري السبتي، المتوفى سنة (727هـ) على ما حققه الدكتور إحسان عباس ، في نشرته للكتاب([177]) .
8- صفة جزيرة الأندلس .
انتزعه المستشرق الفرنسي ليفي بروفنسال ، من كتاب " الروض المعطار" المذكور، ونشره بمطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر بمصر ، سنة 1937م . وكنت حرياً أن أغفله ، إذا كان أصله " الروض " قد طبع وذاع ، لولا أني رأيت منه مصورة بيروتية ضالة ، فأحببت أن أبين أمره ، حتى لا يلتبس علي بعض المبتدئين . وربنا المستعان على ما ينشرون ، وهو حسبنا ونعم الوكيل .
فهذه أشهر مراجع البلدان والجغرافية العربية .
على أن هناك معجماً لغوياَ ، يتصل بهذه السلسلة الجغرافية بنسب وثيق . ذلكم هو كتاب "تاج العروس في شرح القاموس" للمرتضى الزبيدي – محمد بن محمد بن محمد . (المتوفى سنة 1205هـ) فقد ذكر أسماء البلدان العربية ، وأنزلها منزلها من حروف المعجم . ثم هو فوق ذل حجة في بلدان ومواضع اليمن ومصر ، وتعليل ذلك واضح ، فقد كان منشأة في زبيد باليمن، وإقامته وأعماله العلمية بمصر . وهو يصف بعض البلدان في مصر واليمن ، وصف الرائي المشاهد([178]) .
علم قوائم الكتب والفنون أو الببليوجرافيا العربية
أخذت دائرة التأليف العربي – في شتى العلوم والفنون – تتسع منذ منتصف القرن الثالث . وكان لابد من تسجيل هذا التراث وتصنيفه ، على أبواب العلوم وأسماء الكتب .
ويعد ابن النديم – محمد بن إسحاق بن محمد ، المتوفى سنة 438هـ أول من عنى بهذا اللون من التأليف الكتبي ، أو الببليوجرافي .
ولاشك أن اشتغال ابن النديم بصناعة الوراقة ، وهي نسخ الكتب وبيعها ، قد أظهره على أسماء الكتب ، وطرائق تأليفها ، مما أعانه على إقامة عمله الرائد هذا([179]) .
وقد أبان ابنُ النديم عن منهجه ، في تلك المقدمة الموجزة التي صدر بها كتابه . قال :
وهذا فهرست كتب جميع الأمم ، من العرب والعجم ، الموجود منها بلغة العرب وقلمها، في أصناف العلوم ، وأخبار مصنفيها ، وطبقات مؤلفيها وأنسابهم ، وتاريخ موليدهم ، ومبلغ أعمارهم ، وأوقات وفاتهم ، وأماكن بلدانهم ، ومناقبهم ومثالبهم ، منذ ابتداء كل علم اخترع إلى عصرنا هذا ، وهو سنة سبع وسبعين وثلاثمائة للهجرة " .
وهكذا اختلط هذا العلم – علم قوائم الكتب – بعلم التراجم ، وإن كانت الغلبة للأول. وظهر هذا المنهج القائم على المزج بين العلمين ، في كتب الببليوجرافية كلها ، على اختلاف مناهجها ، بسطاً أو إيجازاً .
ومن أبرز كتب هذا الفن :
1- الفهرست ، لابن النديم ، الذي قدمت لك شيئاً من خبره .
2- مفتاح السعادة ومصباح دار السيادة . لأحمد بن مصطفى ابن خليل . المعروف بطاش كبرى زاده (968هـ) .
وقد أخضع المؤلف كتابه هذا ، لتقسيمات فكرية ، قائمة على رأيه في العلوم العربية والإسلامية ؛ نظرية وعملية ، مستهدفاً تصفية النفس الإنسانية ، وإيصالها إلى السعادة عند طريق الاطلاع على العلوم والمعارف .
وفي أثناء ذلك يذكر موضوع كل علم ، والغاية منه ، وأسماء أبرز الكتب المصنفة فيه ، مع الترجمة للمؤلفين . والتراجم عنده – في غالب أمره – منتزعة من كتب المرخين السابقين، بألفاظها وسياقها ، كما رأيت من اتكائه على طبقات الشافعية الكبرى ، لابن السبكي .
3- كشف الظنون عن أسامى الكتب والفنون ؟ لمصطفى بن عبد الله . كاتب جلبى، المعروف بالحاج([180]) خليفة (1067هـ) .
وهذا الكتاب أجمع ما صنف في علم قوائم الكتب ، وايسر ما ألف فيه أيضاً ؛ وذلك لأن الحاج خليفة – رحمه الله – قد رتبه على حروف ألف باء ، وأنزل الحدي عن موضوعات العلوم وأسماء الكتب ، على منازل هذا الحروف . فعلم النحو مثلا يذكر في حرف النون ، مع ذكر أبرز الكتب المصنفة فيه ، والجبر والحساب يذكران في الجيم والحاء . وغالباً ما يذكر الكتاب مرتين : مرة في نفه ، ومرة في مكانه من حروف الهجاء ؛ فكتاب مثل " النهاية " لابن الأثير ، يذكره في حرف الغين ، في أثناء حديثه في علم "غريب الحديث" ثم يورده في حرف النون ، وهو حق مكانه.
والمادة العلمية في هذا الكتاب غزيرة جداً ، فقد ذكر نحو (200) علم وفن ، ونحو (1500) عنوان كتاب ، ونحو (9500) مؤلف([181]) .
وأحب أن ألخص لطالب العلم المبتدئ ، فوائد هذا الكتاب ، وهي – فيما أراه – أربع :
أ- موضوعات العلوم .
ب- عنوان الكتب .
ج- شروح الكتب . فقد حرص الحاج خليفة على ذكر كل ما يتصل بالكتاب : شرحاً أو اختصاراً ، أو تذبيلا ، أو نقداً .
د- وهذه فائدة رابعة ، تفيد في توثيق الكتب ، ونسبتها إلى مؤلفيها . وذلك ما ينقله الحاج خليفة ، من خطبة الكتاب – يتحدث عنه – أو مقدمه . وقد أفادت هذه الطريقة في نسبة بعض المخطوطات لعارية من النسبة ، أو المختلف في نسبتها ، حين يتنازع الكتاب أكثر من مؤلف .
ومن ملاحظاتي الخاصة على هذا الكتاب ، أنه أخل بشيء من تاريخ المغرب وعلومه ، وكذلك ما يتصل بتاريخ اليمن وعلومه . ولذلك أسباب ، ليس هنا موضع تفصيلها .
غير أن يبقى لذلك الكتاب قيمته العظيمة ، في رصد حركة الفكر العربي ، وتتبع مساره، منذ بداية التدوين حتى القرن الحادي عشر الهجري .
4- أسماء الكتب المتمم لكشف الظنون . لعبد اللطيف بن محمد بن مصطفى الشهير برياضى زادة (1078هـ) .
5- إيضاح المكنون في الذيل على كشف الظنون . لإسماعيل باشا بن محمد أمين البغدادي (1339هـ) .
فهذه مصنفات علم قوائم الكتب ، أو المراجع الببليوجرافية([182]) .
على أنه ينبغي التنبه إلى أن عناية العرب بهذا الفن ، قد اتخذت شكلاً آخر ، هو ما عرف بالمعاجم ، والفهارس ، والمشيخات ، والأثبات والبرامج .
وهو لون من التأليف يجمع بين الشيوخ والكتب . فقد جرى كثير من([183]) العلماء على أن يصنع لنفسه معجماً ، أو فهرساً ، أو مشيخة ، أو ثبتا ، أو برنامجاً ، يذكر فيه شيوخه الذين أخذ عنهم العلم ، والكتب التي سمعها منهم ، مسندة إلى مؤلفيها .
وهذا هو الملاك العام الذي يجمع تلك المصنفات ، على اختلاف في مناهجها ، يطول الكلام بذكره .
ويقول الأستاذ الدكتور عبد العزيز الأهواني – رحمه الله – في تعريف البرنامج : "إنه كتاب يسجل فيه العالم ، ما قرأه من مؤلفات في مختلف العلوم ، ذكراً عنوان الكتاب ، واسم مؤلفه ، وربما ذكر خلال ذلك ، المكان الذي كان موضعاً لدرس ، والتاريخ الذي بدأ فيه الدراسة ، أو ختمها "([184]) .
وهذا اللون من التأليف يعرفنا حياة الكتب ، وحظوظها في عصر من العصور ، ويكشف عن الاهتمامات العلمية ، للبيئات العربية والإسلامية ، في الأزمان التي كتبت فيها تلك المعاجم والبرامج ، إلى أنه يظهرنا على العلائق والصلات الفكرية ، بين مشرق العالم العربي ومغربه .
فالكتب في هذا اللون من التأليف نابضة فوارة ، تتنغش بالحياة ، وتمور بالحركة . وهي في الطائفة الأولى الببليوجرافية ؛ قوائم صامتة ، تنطق إذا استنطقتها ، وتعطي إذا فاتشتها .
كما أنك ترى من حياة الشيوخ ، في تلك الكتب ، وخاصة أمرهم ، ودقائق سلوكياتهم ملالا تراه في كتب التراجم العامة والخاصة ، التي تسرد حياة المترجم سردا . وما ظنك بتلميذ يكتب عن شيخه ؟
وليس يخفى أن اهتمام العلماء بذلك الضرب من التأليف ، إنما هو أثر من آثار المحدثين، الذين كانوا أول من استعمل لفظ "معجم" ، وجمعوا فيه الأحاديث على ترتيب الصحابة ، أو الشيوخ ، أو البلدان ، ثم انتقل الأمر من تسجيل مجموعات الأحاديث إلى تسجيل كل أنواع المرويات ، في علوم الدين ، واللغة ، والأدب ، كما انتقل لفظ "المعاجم" من المحدثين ، إلى سائر الطبقات التي يترجم لها ، فكانت معاجم الشعراء ، ومعاجم الأدباء ، ومعاجم البلدان([185]) .
ومن أبرز تلك الكتب([186]) :
1- فهرسة ما رواه عن شيوخه أبو بكر محمد بن خير بن عمر الإشبيلي (575هـ) وهو أشهر تلك الكتب ، وأكثرها دوراناً عند العلماء والمحققين ، الذي يلتمسون الصلات بين المشرق والمغرب . ومن انفع ما ذكره من ذلك حديثه عن الكتب التي حملها أبو علي البغدادي القالي ، ودخل بها إلى المغرب والأندلس ، سنة 328هـ ، في أيام عبد الرحمن الناصر . إلى فوائد أخرى كثيرة .
2- فهرس ابن عطية – وهو أبو محمد عبد الحق بن غالب بن عبد الرحمن بن عطية المحاربي الأندلسي ، المتوفى نحو سنة (541هـ) وهو صاحب التفسير ، المسمى : المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز .
3- الغنية – فهرست شيوخ القاضى عياض بن موسى اليحصبى السبتي (544هـ) .
4- مشيخة ابن الجوزي – وهو أبو الفرج عبد الرحمن بن علي ابن محمد (597هـ) .
5- برنامج ابن أبي الربيع – وهو أبو الحسين عبيد الله بن أحمد ابن عبيد الله القرشي الإشبيلي السبتي (688هـ) .
6- فهرس الفهارس والأثبات ، ومعجم المعاجم والمشيخات والمسلسلات . لمحمد عبد الحي بن عبد الكبير بن محمد الإدريسي ، المعروف بعبد الحي الكتاني (1382هـ) .
وهو – فيما أعلم – آخر تلك السلسلة من المنصفات .
وقد جعله ذيلاً على طبقات الحفاظ والمحدثين للحافظين بن ناصر ، والسيوطي ، إلى زمانه في منتصف القرن الرابع عشر الهجري . حيث فرغ م نتأليفه عام 1342هـ ، وأتم تحريره وتهذيبه وتصحيحه عام 1344هـ([187]) .
تعريفات العلوم ومصطلحاتها
معلوم أن لكل علم حداً وتعريفاً ، ولكل علم أيضاً مصطلحات ورسوماً . وقد يقع في المصطلح اشتراك لغوي ، حين يستعمل في أكثر من علم : كالخبر عند المحدثين ، والخبر عند النحاة ، والخبر عند البلاغيين([188]) .ومثل الغصب في الشرع ، وهو " أخذ مالٍ متقوم محترم بلا إذن مالكه بلا خفيفة" . والغصب في آداب البحث والمناظرة ، وهو " منع مقدمة الدليل ، وإقامة الدليل على نفيها قبل إقامة المعلل الدليل على ثبوتها "([189]) .
وقد تكفل علماء كل علم بتعريفه ، وتحديد مصطلحاته ، ثم جاء آخرون فرأوا في توزع ذلك على العلوم والفنون كلفة ومشقة ، فانتزعوا من العلوم تعريفاتها ومصطلحاتها ، وجمعوهما في مصنفات مفردة ، كانت أساساً لما عرف في تاريخ العلم بالموسوعات .
ولقد كانت عناية العرب بذلك اللون من التأليف مبكرة . فمن أقدم من صنف في ذلك : أبو عبد الله محمد بن أحمد بن يوسف البلخي الخوارزمي الكاتب ، المتوفى سنة 387هـ ، الذي صنف كتاب " مفاتيح العلوم " .
ثم تلته عدة مصنفات ، دارت في هذا الفلك ، وإن اختلفت بعض الاختلاف ؛ من حيث التوسع في تعريف العلوم ، وتحديد المصطلحات ، والعناية بتراجم المصنفين .
وإليك أشهر المطبوع من هذه المصنفات :
1- مفاتيح العلوم([190]) . لأبي عبد الله الخوارزمي ، الذي ذكرت لك ريادته وسبقه .
2- التعريفات . للسيد الشريف ، علي بن محمد بن علي الجرجاني (816هـ) .
3- الكليات . لأبي البقاء أيوب بن موسى الحسيني الكوفي (1094هـ) .
4- كشاف اصطلاحات الفنون . لمحمد أعلى بن علي بن محمد التهانوى . أتم تأليفه سنة 1158هـ . ولم يعرف له تاريخ وفاة .
5- أبجد العلوم – ويسمى الوشى المرقوم في بيان أحوال العلوم – لأبي الطيب صديق([191]) بن حسين بن علي الحسيني البخاري القنوجي (1307هـ) .
وينبغي أن يدرج في هذا الفن أيضاً ، الكتابان اللذان سبقا في "علم قوائم الكتب" . وهما: مفتاح السعادة ، لطاش كبرى زاده ، وكشف الظنون ، للحاج خليفة ، وذلك لعنايتهما بتعريفات العلوم . وقد عول عليهما كثيراص صاحب " أبجد العلوم " .
* * *
وبعد : فهذأ آخر ما من الله به ، ووفق إليه ، من وضع هذه الرسالة الموجزة ، في علم التراجم والبلدان ، والضبط ، وقوائم الكتب ، وتعريفات العلوم . وقد قصدت بها أبناءنا لطبة الدراسات العليا . فإن وجد فيها أهل العلم خيراً ونفعاً ، فتلك نعمة يتقاصر عنها جهدي الكليل.
واستغفر الله من كل عثرة وزلة ، وابرأ إليه من كل حول وقوة ، سبحانه ، لا رجاء إلا إليه ، ولا اتكال إلا عليه ، ولا طمع إلا فيما عنده .
وكنت ذلكم أبو أروى . محمود محمد الطناحي ، بمكة البلد الأمين ، في الليلة التي يسفر صباحها عن يوم الجمعة المبارك ، التاسع والعشرين ، من شهر ربيع الأول ، سنة خمس وأربعين وأربعمائة بعد الألف ، من هجرة المصطفى الكريم عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم . والحمد لله رب العالمين . .
([1]) بدأت في إلقاء محاضرات هذا العلم ، على طلبة قسم الدراسات العليا العربية ، بجامعة أم القرى بمكة المكرمة ، زادها الله ، وزاد بيتها العظيم تشريفاً وتكريما ومهابة ، فإلى جامعة أم القرى الفضل بعد الله تعالى ، في كتابة هذا الدليل .
([2]) وبمثل هذه الألفاظ الخادعة البراقة يستميلون الشباب ، ويوقعونهم في قرار مظلم من الافتتان الكاذب، والشك الموبق .
([3]) يقول الدكتور عبده بدوي : "لقد أسلمنا " الشعر المهموس " إلى الشعر المكبوت ، بحيث تحول الشعر في جانب منه إلى تخرصات وأوهام وتنهدات ، وهذيان حواس ، وسيولة لفظية وفكرية معاً" . مقدمة كتاب دراسات في النص الشعري .
([4]) أباطيل وأسمار ص 372 .
([5]) المرجع نفسه ص435 ، 436 .
([6]) برنامج طبقات فحول الشعراء ص118 .
([7]) الشيخ سيد الباز هذا كان من فضلاء علماء الأزهر الشريف . ونم طريف ما يذكر أنه رحمه الله كان من طبقة المشايخ الذين يدرسون العلوم الرياضية كالحاسب والجبر والهندسة ، وقد درست عليه شيئا من ذلك في معهد القاهرة الديني الابتدائي بالأزهر في وائل الخمسينات الميلادية .
([8]) من حديث صحفي ، حكاه الدكتور محمد محمد أبو موسى ، في كتابه : الإعجاز البلاغي ص7 .
([9]) إلا ما يكون من بعض الظواهر التي تلتقي فيها اللغات ، ويظهر فيها التأثير والتأثر ، وما إلى ذلك من نشأة الأصوات واللغات وتدرجها وتطورها ، كالذي تراه في مباحث علم اللغة والمقارن ، فكل ذلك مما لا يشك عاقل في فائدته وجدواه .
([10]) بإثبات الياء . وهي رواية ورش عن نافع . السبعة لابن مجاهد ص618 .
([11]) وما خرج عن هذا الأداء الصحيح ، فهو من باب الخطأ الصريح الذي يرفض ولا يوقف عنده بتقنين أو تقعيد ، كالذي يلحن في كلامه ، أو يقرأ شعراً أو يكتبه غير موزون .
([12]) لست أمل من ذكر هذا والكشف عنه . راجع كتاب : مدخل إلى تاريخ نشر التراث العربي ص8 .
([13]) هذه الجملة من كلام شيخنا محمود محمد شاكر ، العالي ، وبيانه الرفيع .
([14]) كالذي قاله ذلك الأعرابي وقد حضر مجلس الأخفش ولم يفهم مما سمع شيئاً ، فقال : "أراكم تتكلمون بكلامنا في كلامنا بما ليس من كلامنا" الامتاع والمؤانسة 2/139 .
([15]) يقال : أجرت الفصيل : إذا شققت لسانه لئلا يرضع أمه .
([16]) المنة ، بضم الميم وتشديد النون : القوة . يقال : هو ضعيف المنة ، ومنة السير : أضعفه وأعياه. ورجل منين : أي ضعيف ، كأن الدهر منه ، أي ذهب بمنته .
([17]) مقدمة تحقيق تهذيب الآثار – لأبي جعفر الطبري – ص15 ، وشيخنا ، حفظه الله ، في هذا الكلام العالي الشريف ، يصف حاله هو ، على جلالة قدره ، وعظيم خطره !
([18]) هو حارثة بن بدر الغداني ، التابعي ، رضي الله عنه .
([19])
([20])
([21]) الصوى ، بضم الصاد ، والقصر : جمع صوة ، بالضم والتشديد ، وهي حجر ، يكون علامة في الطريق .
([22]) انظر كتابى ، مدخل إلى تاريخ نشر التراث ص7 .
([23]) وفيه تراجم لغير الشافعية من الفقهاء .
([24]) وهذه قضية أخرى ، وقد عالجتها في بعض ما كتبت .
([25]) أبلس : أي سكت من الحزن أو الخوف . والإبلاس : الحيرة . ومنه قوله تعالى : {فإذاهم مبلسون} الأنعام 44 ، ومنه سمى إبليس ؛ لأنه أبلس عن رحمة الله : أي يئس منها وتحير .
([26]) الردغة : بسكون الدال وفتحها : طين ووحل كثير . وفي الحديث : "من قال في مؤمن ما ليس فيه حسبه الله في ردغة الخبال" وجاء تفسيرها في الحديث : "أنها عصارة أهل النار" النهاية 2/215 .
([27]) هكذا يستعملون تلك الكلمة ، مرادفة لمعنى الإنتاج الفكري الذي لم يسبق إليه صاحبه ، وهم يعتزون كثيراً بتلك الكلمة ، ويشتقون منها صيغة مبالغة ، فيقولون : "جهد خلاق" وهي كلمات غثه باردة ، إذا استعملت في مجال أعمال البشر . ولكن هكذا قدر الله وقضى ، أن نتجرع هذه الغصص ، في الصحيفة المقروءة ، والكلمة المسموعة ، والقصة المحكية ! ولا يحتجن أحدّ علينا بأن الاشتقاق اللغوي لا يأبى ذلك ، فإن لهذا كلاماً آخر .
([28]) يقول الدكتور محمد أبو موسى : "ونقلت هنا إلى شيء مهم ، وهو أن اجتهاد أهل الاجتهاد من أئمتنا الكلمة رضوان الله عليهم ، لم يكن اجتهاداً في استخراج مسألة من مسألة ، أو في استخراج باب من باب ، وإن كان ذلك نفيساً وهو علينا عزيز ، وإنما كان يكون اجتهادا في استخراج علم من علم ..." ثم يقول عن الشيخ عبد القاهر: "تأمل بحث القصر الذي أسسه على محاوره ذكية مع نص نقله=
= من الشيرازيات ، ومازال يستل من هذا النص خيوطا ، ويستخرج من الخيوط ، حتى قدم شيئاً جديداً، ليس هو كلام أبي علي ، وليس مقطوعاً عنه ، وإنما هو متناسل منه كما يتناسل الحي من الحي ودع عبد القاهر ، وانظر إلى تجربة أبي الفتح – ابن جنى – في كتاب الخصائص ، وكيف استخرج من كلام سيبويه وأبي علي وغيرهما ، علماً ليس هو علم سيبويه ، ولا علم الفارسي ، وإنماهو علم أبي الفتح . وكما استخرج عبد القاهر من مضابئ النحو علماً آخر هو علم المعاني ، استخرج أبو الفتح من هذه المضابئ نفسها علماً آخر ، هو علم أصول النحو قياس العربية". القوس العذراء وقراءة التراث ص54 – 56 .
([29]) الختن ، بفتحتين : كل من كان من قبل المرأة ، مثل الأب والأخ ، وهو أيضاً : زوج الابنة . وفي الحديث : "على ختن رسول الله صلى الله عليه وسلم" . وقال الأصمعي : "الأختان من قبل المرأة ، والأحماء من قبل الزوج ، والصهر يجمعهما" . وكان ابن كثير زوجاً لزينب ابنة الحافظ المزى .
([30]) وكذلك الحال في كثير من كتب المتأخرين التي حفظت لنا أصولاً ونصوصاً من كتب المتقدمين التي ضاعت أو خفى علينا مكانها
([31]) هذا حكم انتهى إليه مؤرخو الأدب والشعر ، ثم انسحب – في رأي بعضهم – على كل فروع التراث العربي .
([32]) يقول ابن العماد الحنبلي ، في صفة السلطان سليم – الذي وصفوه كذباً بأنه غازى مصر – يقول ابن العماد : إنه من قوم " رفعوا عماد الإسلام ، وأعلوا مناره ، وتواصوا باتباع السنة المطهرة ، وعرفوا للشرع الشريف مقداره " شذرات الذهب 8/143 ، وانظر تاريخ الأدب الجغرافي العربي ، للمستشرق الروسي : كراتشكوفسكي ص451 ، لتعرف وزن تركيا الإسلامي في تلك الأيام .
([33]) أصل هذا المثال أن قوماً خرجوا للصيد ، فصاد أحدهم ظيباً ، وآخر أرنباً ، وآخر فرأ ، وهو الحمار الوحشي . فافنخر الأول والثاني بما صادا ، فقال الثالث : كل الصيد في جوف الفرا : أي جميع ما صدتموه يسير في جنب ما صدته . جمهورة الأمثال 2/163 ، وانظر شرحه برواية أخرى في فصل المقال ص11 .
([34]) النهاية 1/102 .
([35]) الفائق 1/82 ، 83 ، والكشاف 2/335 ، في تفسير الآية الثالثة من سورة الشعراء ، وهي قوله تعالى : {لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين} – والأساس ، ترجمة (بخع) .
([36]) تاج العروس (بخع) .
([37]) معجم مقاييس اللغة 1/206 ، 207 .
([38])
([39]) النهاية 1/10 .
([40]) استغرقت ثلاثمائة صفحة من هذا الجزء الذي حققه الأستاذ عبد العليم الطحاوي .
([41]) انظر هذه الصفحات 237 ، 238 ، 239 ، 250 ، 251 ، 253 ، 255 ، 257 ، 272 – من الجزء الثاني الذي حققه الأستاذ عبد الستار فراج ، رحمه الله ثم يقال بعد ذلك : إن الشرائح والمختصرين غير مبدعين ولا خلاقين ! .
([42]) الدرر الكامنة 5/31 .
([43]) الوافي بالوفيات 5/56 .
([44]) وإن كنا قد أنتهينا أخيراً إلى أن الطبقات الوسطى، عمل مستقل ، وأن المؤلف لم يقصد به اختصار الطبقات الكبرى . ولذلك حديث آخر .
([45]) جمع الصلة ، ويريدون بها تكملة الأعمال السابقة ، كما في الصلة ، لابن بشكوال ، التي جعلها ذيلا وتكملة لتاريخ ابن الفرضى ، في الأندلس .
([46]) هذه الحقيقة متصلة بالحقيقة الأولى ، وبينهما فرق : وذلك أنى أردت أولاً أن أدفع دعوى التشابه والتكرار في تراثنا . وهنا أريد أن أوجه إلى تلك النظرة الشمولية للتراث ، على ما يظهر من تمثيل ، إن شاء الله .
([47]) أنظر مقالة بعنوان : "فهارس الشعر واللغة لكتاب غريب الحديث ، لأبي عبيد القاسم بن سلام". مجلة البحث العلمي والتراث الإسلامي – كلية الشريعة – جامعة أم القرى . العدد الرابع 1401هـ.
([48]) وقد وجدت من ذلك شيئاً مأثوراً عن أبي العباس ثعلب ، في شرحه على ديوان زهير بن أبي سلمى، ولم أجده في "مجالسه" ولا في "فصيحه" .
([49]) ليس يرجع ذلك إلى قصور في كتب النحو ، بل يرجع إلى أن أصحاب هذه الكتب قد وقع لهم من كتب أصول النحو ، ما لم يقع للمصنفين في النحو ، أو أن ذلك قد واتاهم بحسن النظر والتأمل، وقد كان لبعضهم مشاركة ظاهرة في النحو ، كالإمام السهيلي .
([50]) مجاز القرآن 1/101 ، 2/34 . وأبو عمرو الهذلي هذا : من فصحاء الأعراب الذين سمع منهم أبو عبيدة ، وذكره في غير موضع من كتابه .
وإن في وجود هذا الشاعر وعزوه ، في كتاب أبي عبيد معمر بن المثنى ، المتوفى بين سنتي 208 – 213 : دليلاً على أن هذا الشاهد قديم في كلام العرب ، وأنه ليس من صنع النحاة ، حتى يتخذ مادة للسخرية والإضحاك البارد !
([51]) وقد ذكره في الجزء الأول من المخصص مائة وإحدى وعشرين مرة ، كما أحصى الأستاذ محمد الطالبي . فماذا في الأجزاء الباقية ، وهي ستة عشر جزءاً ؟ انظر : ابن سيده المرسى ، حياه وآثاره ص146 – وأشكر أخي الدكتور عياداً الثبيتي ، الذي أمدني بهذا الكتاب القيم .
([52]) يقول عنه الزركلي : "هو أشبه بدائرة معارف لم وصل إليه العلم عند العرب ، في عصره" ، ونقل عن فازيليف في كتابه العرب والروم : "إن نهاية الأرب على الرغم من تأخر عصره يحوى أخبارا خطيرة عن صقلية ، نقلها من مؤرخين قدماء ، لم تصل إلينا كتبهم ، مثل ابن الرقيق ، وابن رشيق ، وابن شداد وغيرهم " . الأعلام 1/165 .
([53]) تهذيب التهذيب 10 / 361 .
([54]) تذكرة الحفاظ 1/148 .
([55]) الجرح والتعديل – القسم الأول من الجزء الرابع ، ص154 .
([56]) الموضع المذكور من تهذيب التهذيب .
([57]) مغازي الواقدي – مقدمة ا لتحقق ص24 .
([58]) المرجع نفسه .
([59]) من أهم روايات سيرة ابن إسحاق أيضاً ، رواية أبي بكر يونس بن بكير بن واصل الشيباني (199هـ) ، وقد رأيت من هذه الرواية قطعة تقع في سبع وسبعين ورقة ، تشتمل على الأجزاء : الثاني والثالث والرابع والخامس (تجزئة قديمة) ، وتاريخ نسخ الجزء الثاني سنة (506هـ) . وهذه القطعة من محفوظات خزانة جامعة القرويين بفاس ، وقد صورتها لمعهد المخطوطات بالقاهرة ، في رحلتي إلى المغرب الأقصى عام (1395هـ) .
وفي خزانة القرويين أيضاً نسخة من سيرة ابن هشام ، بقلم أندلسي نفيس ، كتبت سنة (719هـ) ، وبحواشيها معارضات وتقييدات قيمة . والجزء الثالث من نسخة أخرى ، بقلم أندلسي عتيق ، على رق غزل . وصور ذلك كله في معهد المخطوطات بالقاهرة .
([60]) مقدمة تهذيب سرة ابن هشام ، لشيخنا عبد السلام هارون ص11 .
([61]) وفيات الأعيان 3/177 .
([62]) يقال : روضة أنف ، بضمتين ، بوزن عنق : أي لم ترع ، وكذلك كأس أنف : لم تشرب. والروى : بكسر الراء وفتح الواو : أي كثير مرور .
([63]) نكت الهيمان ص187 .
([64]) إنباه الرواة 2/162 .
([65]) كتب قد علقت من هذا الكتاب العظيم ، فوائد ، أذكر هنا شيئاً منها ، إغراء بقراءة الكتاب كله . فمن ذلك :
الفرق بين النفس والروح . حكم التسمى بأسماء الأنبياء . تعليل لبعض أوجه الحذف في القرآن الكريم . بمعنى المناولة في الحديث . تأويل الاحتجاج بشعر أبي تمام . تحريم إتيان النساء في أبارهن . نقد الخطابي لابن قتيبة فيما أخذه على أبي عبيد في غريب الحديث . هل يصح أن يقال في دعاء الله تعالى : يا سيدي ؟
انظر الروض 1/196 ، 197 ، 221 ، 253 – 2/59 ، 72 ، 162 ، 314 هذا ، وقد كانت أول طبعة للكتاب بمصر ، في مطبعة الجمالية ، سنة 1332هـ = 1914م على نفقة مولاي عبد الحفيظ سلطان المغرب الأقصى . ثم طبع بعد ذلك ثلاث طبعات بمصر أيضاً : طبعة عباس الحلبي ، منذ نحو عشرين عاماً ، وطبعة دار الكتب الحديث (توفيق عفيفي) 1378هـ - 1967م ، وطبعة مكتبة الكليات الأزهرية (حسين أمبابي) 1391هـ - 1971م .
وأعلى هذه الطبعات : الطبعة الأولى ، عنيت طبعة الجمالية ، وقد رأيت منها طبعة مصورة بالأوفست، في باكستان ، باسم المكتبة الفاروقية ملتان 1397 - 1977م .
على أني رأيت من الكتاب نسخاً خطية جيدة ، تغرى بإعادة تحقيقه ونشره نشرة علمية تليق في المكتبة العربية :
أ- نسخة كاملة في جزئين (243) ورقة ، بقلم نخسى جيد ، من مخطوط القرن السابع ، محفوظة بمكتبة جامعة الرياض . =
= ب- الجزء الأول من نسخة بقلم أندلسي مضبوط ، سنة 586هـ (145) ورقة . خزانة القرويين بفاس .
ج- الجزء الثاني – وهو آخر الكتاب – من نسخة بقلم نسخى نفيس ، من خطوط القرن السابع ظنا (177) ورقة ، بخزانة القرويين أيضاً .
د- الجزء الثاني – وهو آخر الكتاب – من نسخة بقلم نسخى نفيس ، سنة 676هـ (206) ورقات، بمكتبة جامع الروضة بضواحي صنعاء.
هـ- الجزء الثالث – وهو الأخير – من نسخة بقلم نفيس سنة 644هـ (197) ورقة . المكتبة العامة السعودية بالرياض .
وقد صورت هذه الأجزاء كلها لمعهد المخطوطات بالقاهرة ، وهناك نسخ أخرى تراها في فهارس المعهد .
([66]) هو المجلد الأول من كتابه الكبير "تاريخ الإسلام وطبقات المشاهير والأعلام" وقد نشر قسم من هذه "المغازي" إلى نهاية السنة السادسة ، بتحقيق المرحوم الدكتور محمد عبد الهادي شعيرة ، وصدر عن مركز تحقيق التراث بدار الكتب المصرية ، عام 1975م وفي هذه النشرة اخطأ وأوهام ، عرض لهما صديقي العالم البغدادي الدكتور بشار عواد معروف ، بالنقد الشديد ، في عددين من مجلة معهد المخطوطات بالقاهرة : الجزء الثاني من المجلد الثاني والعشرين 1396هـ - 1976م – والجزء الأول من المجلد الثالث والعشرين 1397 – 1977م .
([67]) استخرجها صديقي القديم الدكتور مصطفى عبد الواحد ، من كتاب ابن كثير (البداية والنهاية) . ونشرها في أربعة أجزاء بمطبعة عيسى البابي الحلبي بالقاهرة .
([68]) طبع أخيراً على نفقة الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني ، أمير دولة قطر – مطابع قطر الوطنية 1403هـ - 1982م . وهذه الكتب التي تطبع على نفقة أهل الخير ، و في بعض المراكز العلمية الوليدة ، لا يكاد الناس يعرفون عنها شيئاً ؛ لأن توزيعها يكون قاصراً على الإهداء ، وبهذا لا تذيع ولا تنتشر. وقد ناديت من قبل بأن يخصص قدر من هذه المطبوعات للبيع عن طريق دور النشر المعروفة .
([69]) أصدر منه شيخنا العلامة السيد أحمد صقر ، الجزء الأول عام 1390هـ بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالقاهرة ، يسر الله له إتمامه . ثم رأيت منه طبعة كاملة ، عن إحدى مكتبات المدينة المنورة، عام 1389هـ ، بتصحيح عبد الرحمن محمد عثمان . وهي طبعة شائهة تالفة ، وقد أساءت إلى الكتاب كل الإساءة . فليتق الله هؤلاء الذين يعلبون بالتراث ! .
([70]) من شروحها : شرح ملا على القارى (1014هـ) وهو شرح مطبوع متداول . واسمه : جمع الوسائل في شرح الشمائل .
([71]) استخرجه أخي الدكتور مصطفى عبد الواحد ، من "البداية والنهاية" كما صنع في استخراج "السيرة النبوية" .
([72]) هذا الكتاب من أجل كتب الشمائل والخصائص النبوية ، وفيه يقول القائل :
كلهم حاولوا الدواء ولكن ما أتى "بالشفاء" إلا عياض
وق تعاقب عليه العلماء بالشرح . ومن شروحه المطبوعة : شرح ملا على القارى ، السابق . وشرح الشهاب الخفاجي (1069هـ) واسمه : نسيم الرياض في شرح شفاء القاضي عياض ، وهو من أحسن شروحه وأوفاها – وخرج الجلال السيوطي (911هـ) أحاديثه ، وسمى كتابه : مناهل الصفات في تخريج أحاديث الشفا ، وهو مطبوع أيضاً .
وقد أوتى هذا الكتاب حظاً وافراً في كثرة مخطوطاته ومطبوعاته . وآخر طباعته وأحسنها : تلك التي نشرها الأستاذ علي محمد البجاوي ، عام 1398هـ - 1977م ، بمطبعة عيسى البابي الحلبي بالقارهة . ولعل هذا العلم هو آخر أعمال الأستاذ البيجاوي ، رحمه الله رحمة واسعة .
([73]) حيث فرغ م نسخ كتابه بيده ، سنة (645هـ) . وقد نشره الدكتور محمد ألتونجي . عن دار الرفاعي للنشر والطباعة . الرياض 1403هـ - 1983م .
([74]) طبع بمطبعة زيد بن ثابت . دمشق 1393هـ - 1973م .
([75]) نشر منه شيخنا الجليل محمود محمد شاكر ، الجزء الأول ، عام 1941م ، عن لجنة التأليف والترجمة النشر بالقاهرة .
([76]) قدمته علي ابن سعد ، مع تأخر وفاته عنه ، لأن أبن سعد كان ينقل عنه . راجع مقدمة تحقيق الطبقات ص64 .
([77]) طبع عدة طبعات ، لا تليق بمكانة الكتاب . أولاها طبعة ليدن 1321هـ - 1906 – 1909م.
ومن مخطوطاته التي رأيتها وصورتها لمعهد المخطوطات بالقاهرة ، عام 1393هـ :
أ- جزء يبدأ بالطبقة الخامسة ، بترجمة " عبد اله بن عباس" وينتهي بترجمة "كثير ابن السائب" . من نسخة بقلم نسخى نفيس ، بآخرها سماع سنة (599هـ) في (125) ورقة . والجزء محفوظ بالمكتبة المحمودية، بالمدينة المنورة برقم (33) تاريخ .
ب- الجزء الأخير منه ، ويتضمن تراجم النساء ، من نسخة بقلم نسخى جيد ، سنة (591هـ) في (207) ورقات . محفوظ بالمكتبة المذكورة برقم (34) تاريخ .
جـ- الجزء الأخير أيضاً الخاص بتراجم النساء ، بقلم نسخى نفيس من خطوط القرن السادس ظناً، في (215) ورقة . محفوظ بمكتبة جامعة الملك سعود (الرياض) رقم (295) تراجم النساء .
([78]) طبع عدة طبعات متقاربة ، ويحتاج إلى تحقيق جديد . ومن مخطوطاته التي رأيتها وصورتها عام 1393-1394هـ .
أ- الجزء الأول ، من نسخة بقلم معتاد جيد ، من خطوط القرن الثامن تقديرا في (179) ورقة ، محفوظة بمكتبة الجامع الكبير بصنعاء – اليمن . برقم (13) مصطلح الحديث .
ب- الجزء الثاني ، من نسخة بقلم نسخى نفيس ، من خطوط القرن السادس ظنا . والنسخة مقابلة في (208) ورقات . بالمكتبة المحمودية بالمدينة المنورة .
ج-الجزءالثاني ، من نسخة بقلم نسخى جيد ، سنة (806هـ) . في (155) ورقة . محفوظ بمكتبة الجامع الكبير الغربية ، بصنعاء – اليمن . برقم (2) تراجم .
د- الجزء الرابع – وهو آخر الكتاب – من نسخة بقلم نسخى نفيس ، سنة (640هـ) وبحواشيها تعليقات جيدة . (155) ورقة . بمكتبة بيت الوزير المحفوظة بمكتبة الجامع الكبير الغربية بصنعاء .
هـ- قطعة منه بقلم قديم . (52) ورقة بمكتبة الشيخ مشرف بن عبد الكريم الخاصة بتعز – اليمن برقم (4) .
([79]) أحسن طبعاته : طبعة مصر ، التي حققها الأستاذ علي محمد البجاوي ، رحمه الله . دار نهضة مصر 1392هـ - 1972م .
([80]) طبع طبعة وحيدة بمصر ، وهي طبعة رديئة جداً ، وغفر لله لناشرها ، فهو رجل من أهل الفضل والوعظ ، ولكن تحقيق الكتب ليس من صناعته ، وقد رأيت من هذا الكتاب نسخة خزائنية ، بقلم نسخي نفيس ، وبآخرها خط المصنف . وتقع في (288) ورقة ، وهي محفوظة بالخزانة العامة بالرباط، برقم (199ق) وصرتها لمعهد المخطوطات بالقاهرة .
([81]) طبع طبعتين ، أحسنهما التي حققها الدكتور علي عمر ، ونشرها بمصر الأخ الصادق الحج وهبة حسن وهبة .
([82]) وله ذيول ، طبعت في مجلد واحد بدمشق 1347هـ ، بعناية الشيخ حسام الدين القدسي : وتشتمل على ذيل تذكرة الحفاظ ، للحسيني الدمشقي ، ولحظ الألحاظ ، لمحمد بن فهد المكي ، وذيل طبقات الحفاظ للسيوطي .
([83]) طبع طبعات متقاربة ، ويحتاج إلى تحقيق جديد . وتحتفظ الخزانة العامة بالرباط بنسخة المؤلف التي كتبها بيده ، وبآخرها قراءة عليه سنة (743هـ) وليس وراء نسخة المؤلف شيء . وتقع في (250) ورقة . ورقمها في الكتبة (129 ق) وقد صورتها لمعهد المخطوطات بالقاهرة .
([84]) طبع في حيدر آباد – الهند ، عام 1332هـ . وباشر أخي الدكتور عبد الفتاح محمد الحلو تحقيقه ، وأصدر منه مجلدين ، سهل الله له إتمامه .
([85]) هو من أجمع كتب تراجم الحنفية . وقد أصدر منه أخي عبد الفتاح الحلو ، الجزء الأول عام 1390هـ بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بمصر . ثم توقف المجلس عن نشاطه . فبدأ إصداره عن دار الرفاعي بالرياض ، التي يشرف عليها ويوجهها الأديب الفاضل الأستاذ عبد العزيز الرفاعي
([86]) طبع في بيروت طبعة لاخير فيها . وأخذ العلماء المغاربة في نشره نشرة علمية بالرباط . وأهل مكة أدرى بشعابها .
([87]) طبع طبعتين بمصر ، أحسنهما التي حققها الدكتور محمد الأحمدي أبو النور ، نشر دار التراث 1394هـ - 1974م .
([88]) طبع بمصر طبعتين ، الأولى لا خير فيها . والثانية رضى عنها الناس ، وقد حققها الدكتور عبد الفتاح محمد الحلو ، ومحمود محمد الطناحي ، ونشرتها دار إحياء الكتب العربية : عيسى البابي الحلبي بمصر. عشرة أجزاء – 1383هـ - 1964م .
([89]) طبع الجزء الأول منه بالمعهد الفرنسي في بيروت 1370هـ ، ونشر كاملاً بمصر في جزئين 1372هـ . ويحتاج إلى تحقيق جديد . وقد رأيت منه نسخة وصورتها ، بمكتبة عنيزة الوطنية – من بلاد المملكة العربية السعودية – بالجامع الكبير . والنسخة بقلم معتاد من خطوات القرن التاسع تقديراً وتقع في (250) ورقة وعليها خط الفقيه المؤرخ ابن حميد – محمد بن عبد الله بن علي المتوفى سنة 1295هـ ، وصاحب السحب الوابلة على ضرائح الحنابلة .
([90]) يعتبر هذا الكتاب والذي بعده من الكتب الموسوعية في التراجم . وقد صدر من الأول (35) جزءاً، ومن الثاني (20) جزءاً ، وترجم فيها لعدد من العلماء الذين لم يعرف عنهم تشيع .
([91]) نشرته جمعية المستشرقين الألمانية في بيروت ، سنة 1961م ، وكان قد نشره من قبل المستشرق الروسي بارتولد ، سنة 1902م ، ثم نشره الدكتور علي سامي النشار – رحمه الله – بالأسكندرية ، سنة 1972م ، ونسبه خطأ إلى القاضي عبد الجبار .
ولم يصنف ابن المرتضى كتاب باسم "طبقات المعتزلة" ، وإنما انتزع هذا من كتابه المسمى "المنية والأمل في شرح كتاب الملل والنحل" ، وهو جزء من مؤلف كبير له ، أسمه : "غايات الأفكار ونهايات الأنظار المحيطة بعجائب البحر الزخار" .
أما "طبقات المعتزلة" للقاضي عبد الجبار ، فقد اكتشف نسخته الفريدة الاستاذ فؤاد سيد ، في رحته الأولى إلى اليمن ، سنة 1952م ، وقد قام بتحقيقها والتعليق عليها ، وقدم لها بباب "ذكر لمعتزلة" من كتاب "المقالات" للبلخي ، كما حقق الطبقتين الحادية عشرة والثانية عشرة من كتاب الحاكم الجشمي . وصدر الكتاب بعد وفاته – رحمه الله – عن الدار التونسية للنشر ، سنة 1974م. انظر مصادر تاريخ اليمن في العصر الإسلامي – لولده الأستاذ أيمن فؤاد سيد – ص96 .
([92]) رأيت وصورت منه نسختين : الأولى : جزء يبدأ بترجمة "جعفر بن أبي طالب" ، وينتهي بترجمة "عبد الله بن عباس" بقلم نسخي ، من خطوط القرن الثامن ظناً (146) ورقة بالمكتبة المحمودية بالمدينة المنورة . برقم (61) تاريخ . والثانية : جزء بقلم مغربي حسن سنة 1299هـ . (187) ورقة . بالمكتبة العامة والمحفوظات بتطوان – المغرب الأقصى رقم (104) .
([93]) طبع عدة طبعات متقاربة ، ويحتاج إلى تحقيق جديد . وقد رأيت وصورت منه نسخى حسن ، سنة (781هـ) في (209) ورقات . مكتبة الجامع الكبير الغربية بصنعاء . رقم (145) تصوف .
([94]) وفي حواشيه التي وضعها الأستاذ محمد أبو الفل إبراهيم رحمه الله ، غنية وكفاية لمن أراد التوسع والاستيعاب .
([95]) طبع طبعات لاخير فيها . وأعلى طبعاته تلك التي شرحها شيخ العربية محمود محمد شاكر . وأصدر الطبعة الأولى منها بدار المعارف بمصر ، سنة 1952م ، ثم نسخها وخرج عنها بالطبعة التي أصدرتها مطبعة المدني بمصر ، عام 1394هـ - 1974م .
([96]) طبع عدة طبعات ، أصدقها التي حققها المحدث الجليل الشيخ أحمد محمد شاكر ، رحمه الله .
([97]) أشهر طبعاته ثلاث : طبعة بولاق بمصر ، وطبعة الحاج محمد افندي ساسي المغربي ، التاجر بالفحامين بمصر . وطبعة دار الكتب المصرية ، في أربعة وعشرين جزءاً ، وهي أحسن الطبعات . ومن مخطوطاته الجيدة التي رأيتها وصورتها .
أ- قطعة بقلم نسخى جيد جداً ، عليها قراءة سنة (725هـ) 186 ورقة . مكتبة جامعة الرياض (20) أدب .
ب- الجزء الرابع ، بقلم نسخى نفيس ، سنة (591 هـ) 212 ورقة . مكتبة جامع الروضة ، بضواحي صنعاء – اليمن – بدون رقم .
ج- الجزء السابع عشر . قلم أندلس نفيس ، من خطوط القرن السابع تقديراً – (197) ورقة . الخزانة العامة بالرباط – المغرب الأقصى – رقم (961) ق .
([98]) طبع طبعتين ، إحداهما بعناية المستشرق الانجليزي كرنكو ، ونشرها مع المؤتلف والمختلف للآمدي. بمكتبة حسان الدين القدسي بمصر . والثانية بتحقيق الأستاذ عبد الستار فراج ، رحمه الله . بمكتبة عيسى البابي الحلبي بمصر . وكلتا الطبعتين ناقصة من أولها ، لنقص الأصل الذي طبعتا عليه . فلم يوجد من الكتاب إلاّ قطعة تبدأ في أثناء حرف العين ، بترجمة من اسمه "عمرو" . وقد نشر الدكتور إبراهيم السامرائي كتاباً صغيراً ، سماه "من الضائع من معجم الشعراء للمرزباني" أورد فيه مائتين وثمانية وخمسين شاعراً (258) من المصادر التي نقلت عن كتاب المرزباني في صورته الكاملة ، مؤسسة الرسالة – بيروت 1404 – 1984م .
([99]) الأعلام 7/27 – ترجمة العماد .
([100]) أقول هذا من موقع القرب ، فقد كن عهد إليّ – إذا كنت نساخاً – بمقابلة هذا القسم على الأصل المنتسخ منه ، وعلى مختصر الخريدة ، لمؤلفه : ماماي الرومي .
([101]) وهو صاحب " القاموس الجغرافي للبلاد المصرية ، من عهد قدماء المصريين إلى سنة 1945م " توفى سنة 1364هـ - 1945م . الأعلام 6/264 .
([102]) طبع طبعتين متقاربتين . والكتاب في أصله ناقص ، وبخاصة في تراجم حرف العين . وقال الزركلي ، رحمه الله : "وفي النسخة المطبوعة نقص استدرك بتراجم ملفقة دست فيه " . الأعلام 8/131 ، وانظر ما كتبه العلامة العراقي الأستاذ مصطفى جواد ، بعنوان : "الضائع من معجم الأدباء" مجلة المجمع العلمي العراقي العدد السادس ص149 ولم أقف له على أصول مخطوطة في المكتبات التي زرتها.
([103]) طبع طبعتين ، أحسنهما طبعة مجمع اللغة العربية بدمشق 1395هـ - 1975م بتحقيق الأستاذ رياض عبد الحميد مراد . والطبعة الأولى بتحقيق الأستاذ حسن معمري، ومراجعة الشيخ حمد الجاسر. بيروت 1390هـ - 1970م .
([104]) هذا الكتاب والذي بعده ، في تراجم أهل عصرهما . كالذي فعله الثعلبي في اليتيمة .
([105]) طبعت أول طبعة ببولاق بمصر عام 1299هـ . ثم نشر منها الشيخ محب الدين الخطيب أجزاء تمثل ثلثها . وأخرج محمد محيى الدين عبد الحميد ، جزءاً وادخر الله نشرها كاملة لشيخنا عبد السلام هارون . وجاء في طبعته في أحد عشر جزءاً . عن مكتبة الخانجي . ولم يبق إلا فهارسها.
([106]) يراد بالحكماء هنا : الفلاسفة المشتغلون بالحكمة ، وهي علم يبحث فيه عن حقائق الأشياء ، على ما هي عليه في الوجود ، بقدر الطاقة البشرية ، فهي علم نظري غير آلي . التعريفات ص91 وقد يراد بالحكيم : الناظر في العيون ، لا في الأبدان ؛ لأن هذا هو الطبيب عندهم . انظر برنامج الوادي آشى ص 74 (ترجمة أيوب بن نعمة المقدسي) .
([107]) رأيت وصورت منه الجزء الثالث – وهو آخر الكتاب – من نسخة بقلم نسخى نفيس ، سنة (707هـ) في (154) ورقة . وهو من محفوظات الخزانة العامة بالرباط رقم (255) ق .
([108]) طبع منه جزءان وبقى جزء وقد رأيت وصورت منه نسخة بخط الحافظ السخاوي (902هـ) تلميذ ابن حجر . وآخر النسخة مبتور – (182) ورقة . بالمكتبة المحمودية بالمدينة المنورة – رقم (28) تاريخ .
([109]) ولا تثق بنشرته التي طبعت بمصر عن الدار المصرية للتأليف والترجمة منذ نحو خمسة عشر عاماً ؛ فإنها إلى السوء ما هي ! ولم يطبع غير هذه الطبعة ، فيما أعلم .
([110]) نشر من كتاب " جوامع السرة " المذكور من قبل .
([111]) نشرة الدكتور قاسم السامرائى – نشريات المعهد الهولاندي للآثار المصرية – القاهرة 1973م .
([112]) طبع في بيروت ، سنة 1904م . ثم وجدت بعض طبعه كراريس منه ، ونشرت في بغداد سنة 1367هـ - 1948م ، باسم : أقسام ضائعة من كتاب تحفة الأمراء في تاريخ الوزراء . جمعه الأستاذ مخيائيل عواد ، وقد أفاد من ذك الأستاذ عبد الستار فراج – رحمه الله – في نشرته للكتاب التي صدرت عن مطبعة عيسى الحلبي القاهرة 1958م .
([113]) نشرة المستشرق الفرنسي هو تويج ديرنبورج . بمدينة شالون 1897 – 1904م ، في ثلاثة مجلدات، ومعه من شعر عُمارة ونثره .
([114]) أي علماء الأنساب . وقد طبع هذا الكتاب بالنجف الأشرف سنة 1973م ، وفيه عناية خاصة بعلماء أنساب الشيعة .
([115]) قدمت مكة والمدينة والقدس ؛ للشرف والعلاء ، ثم رتبت البلدان بعد ذلك على الحروف ، ومما ينبغي التنبه له أن بعض هذه الكتب تعني بجغرافية البلدان أكثر من عنايتهم بتراجم الرجال ، مما يسلكها في "مراجع التعريف بالبلدان والمواضع" .
([116]) طبع بآخر كتاب شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام . للتقي الفاسي المطبوع بالقاهرة بمطبعة عيسى البابي الحلبي 1956م . وكان قد طبع من قبل مستقلا بمطبعة الرسالة بالقاهرة 1366هـ - 1947م.
([117]) رأيت وصورت منه نسخة بقلم نسخى ، سنة (942هـ) وتقع في (285) ورقة . وهي محفوظة بخزانة جامعة القرويين بفاس – برقم 80/376 ، ونسخة أخرى ، بقلم نسخى حسن ، سنة (1007هـ) وتقع في (284) ورقة . وتحتفظ بها الخزانة العامة بالرباط – برقم (802ق) .
([118]) الموجود منه الجزء الثاني فقط ، وقد نشرة الأستاذ سامي بن السيد خماس الصقار – وزارة الثقافة والإعلام . العراق 1980م .
([119]) ويسمى أيضاً : تاريخ مدينة أصبهان . وزقد رأيت وصورت منه نسخة بقلم نفيس ، من خطوط القرن السادس . وبآخرها سماع سنة (591هـ) وآخر سنة (638هـ) وتقع في (303 ورقات) . من محفوظات مكتبة عارف حكمة ، بالمدينة المنورة برقم (49) تاريخ .
([120]) طبع طبعة وحيدة بمصر ، عام 1349هـ . بعناية السيد محمد أمين الخانجي رحمه الله رحمة واسعة، في أربعة عشر مجلد . وقد رأيت وصورت منه أربعة أجزاء نفيسة ، على بعضها سماعات ، أقدمها سنة (503هـ) أي بعد وفاة المؤلف بأربعين عاماً ، كما ترى . وهذه الأربعة الأجزاء محفوظة بالمكتبة المحمودية بالمدينة المنورة ، بأرقام (9-12 تاريخ) . ولعل في هذا ما يدعو إلى إعادة نشر الكتاب ، وليس أولى من أخي الدكتور أكرم ضياء العمري ، فإن له بالخطيب وبالكتاب أنساً وخصوصية ؛ إذ كنت أطروحته للدكتوراه – من جامعة عين شمس بالقاهرة – عن (موارد الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد) . وقد أنبأته بخير هذه الأجزاء حين عودتي من المدينة المنورة ، سنة 1393هـ .
([121]) يولي مجمع اللغة العربية بدمشق ، إصداره .
([122]) طبع منه سبعة أجزاء . وبقيت منه بقية .
([123]) تغرى بردى : كلمة تترية : معناها :عطاء الله . أو : الله أعطى .
([124]) انظر تحقيق الأستاذ الزركلي ، رحمه الله ، لهذا الاسم . وهل هو "تغلب" بالتاء الفوقية والغين المعجمة، أو "ثعلب" بلاثاء المثلثة ، والعين المهملة – في الأعلام 2/123 .
وهذا الكتاب طبع بمصر طبعتين : الأ,لى عام 1332هـ - 1914م . والثانية 1386هـ - 1966م وقد اعتمدت هذه الطبعة على مخطوطات جديدة للكتاب ، صححت أخطاء . لكن الطبعة الأولى تمتاز بفهرس تقييدات وفوائد مستخرجة من الكتاب ، أشار بصنعه العلامة أحمد تيمور باشا.
([125]) انظر تحقيق ذلك ، والكلام على الكتاب ، في الأعلام 1/158 .
([126]) وتلتمس تراجم أهل اليمن أيضاً في كتاب " البدر الطالع" الآتي .
([127]) طبع طبعتين : الأولى بدائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد ألدكن – الهند ، سنة 1954 – 1950م ، والثانية بمصر ، سنة 1385هـ - 1966م ، وهي طبعة غير جيدة ، ويقال فيها ما قيل في طبعات كتاب " معرفة القراء الكبار" السابق . فناشرهما واحد ، ومحققها واحد .
وقد رأيت وصورت الجزء الأخير من الكتاب ، وهو بخط المؤلف . وعلى حواشي الجزء كثير من الإضافات والاستدراكات . ولعله مسودة المؤلف . وخط ابن حجر لا يكاد يفرق فيه بين المسودة والمبيضة ؛ لأنه غير حسن ، وخال من النقط ، وهذا دليل على أن إهمال النقط والإعجام قد امتدّ شيء منه إلى قرون متأخرة ، كما ذكر شيخنا عبد السلام هارون ، في تحقيق النصوص ، ص40 ، فليس إهمال النقط والإعجام دليل حاسماً على قدم المخطوط . وانظر نموذجاً لخط بن حجر ، في الأعلام 1/179 . والجزء الذي ذكرته في (142) ورقة . وهو محفوظ بالمكتبة المحمودية بالمدينة المنورة . برقم (27) تاريخ .
([128]) طبع منه أجزاء ، وأعجلته المنية عن إتمامه . وله أيضاً . الأخبار التاريخية في السيرة الزكية . القاهرة 1396هـ - 1976م ترجم فيه لبعض أعلام من الشرق والغرب عرفهم من خلال عمله بيع الكتب . رحمه الله رحمة واسعة .
([129]) ويسمى أيضاً تاريخ الرسل والملوك . وقد طبع في ليدن بهولاندا ، من سنة 1879م إلى 1901م بعناية المستشرق الهولندي دى غوية . في (18) مجلدا . ثم طبع في مصر عدة طبعات ، آخرها طبعة دار المعارف عام 1380هـ - 1960م في عشر مجلدات . ثم أفرد الجزء الحادي عشر لذيول تاريخ الطبري . بتحقيق الأستاذ محمد أبو الفضل إبراهيم . وقد رأيت وصورت من الكتاب الجزء التاسع. من نسخة بقلم نسخى نفي من خطوط القرن السابع ظناً . في (225) ورقة . بمكتبة جامع الروضة من ضواحي صنعاء – اليمن .
([130]) طبع عدة طبعات ، في ليدن ، ومصر . وآخر طبعاته التي صدرت عن دار صادر ، ودار بيروت ، سنة 1385هـ - 1965م – في آخر عشر جزاء . وتمتاز هذه الطبعة بإفراد جزء لفهارس الأعلام والأماكن .
([131]) طبع طبعة وحيدة بمصر عام 1351هـ - 1358هـ . وفي الطبعة تصحيفات وتحريفات كثيرة ، ويحتاج إلى تحقيق جديد .
([132]) طبع طبعات كثيرة بأوربا ومصر . ومن أحسن طبعاته وأكملها : تلك التي أخرجها الدكتور إحسان عباس – بيروت 1388هـ - 1968م . وقد رأيت وصوت من هذا الكتاب جزئين : الأول : هو الجزء الثاني من نسخة بقلم نسخى نفيس بآخرها قراءة سنة (796هـ) (205) ورقات . والآخر : هو الجزء الرابع بقلم نسخى نفيس ، من خطوط القرن الثامن تقديرا ؟ وهو آخر الكتاب (225) ورقة . والجزءان من محفوظات مكتبة الجامع الكبير بصنعاء اليمن . الأول برقم (381) تاريخ . والثاني بدون رقم .
([133]) وهذا أيضاً طبع عدة طبعات . أحسنها طبعة الدكتور إحسان عباس . بيروت 1973م ولابن شاكر من الكتب الموسوعية : "عيون التواريخ" وقد بدأ إخواننا العراقيون في نشره .
([134]) ينبغي أن يكون واضحاً لأبنائنا طلبة العلم أن تراجم المغاربة والأندلسيين تلتمس أيضاً من كتب المشارقة التي ذكرت ، على اختلاف مناهجها ، وإنما أردت هنا تعريف طلبة العلم بفن التراجم المتخصصة .
([135]) ويتضمن أيضاً : أسماء رواة الحديث ، وأهل الفقه والأدب ، وذوي النباهة والشعر ، كما جاء في بقية العنوان .
([136]) أخرجت جامعة القاهرة ، منه ثلاثة أجزاء ، سنة 1939م – 1945م ، ثم أخرجت الهيئة المصرية العامة للكتاب ، جزءين . ونهد الدكتور إحسان عباس ، إلى إخرجه كاملاً في بيروت – دار الثقافة .
([137]) وصل به تاريخ عملاء الأندلس ، السابق .
([138]) وله أيضاً ك قلائد العقيان في محاسن الأعيان – أعيان المغرب . وهو غير الفتح ابن خاقان بن أحمد الأديب الشاعر ، الذي كان وزيراً للخليفة المتوكل العباسي . وقد توفى الفتح سنة 247هـ .
([139]) قال ابن الأثير : "السيراء ، بكسر السين وفتح الياء والمد : نوع من البرود يخالطه حرير كاسيور ، فهو فعلاء من السير : القد " . وقيل : السيراء : الحرير لاصافي . النهاية 2/433 .
([140]) وله أيضاً في تراجم الشعراء الأندلسيين : روايات المبرزين .
([141]) وانظر أيضاً : نشر المثاني لأهل القرن الحادي عشر والثاني عشر . لمحمد الطيب بن عبد السلام القادري الحسني . وهو من أهل فاس . وتقدم في التراجم على القرون ، برقم (8) .
([142]) طبع عدة طبعات ، أصحها وأحسنها : طبعة الدكتور إحسان عباس – بيروت 1388هـ - 1968م .
([143]) نشر منه ثلاثة أجزاء ، بمطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر بمصر عام 1364هـ - 1945م . بالتعاون مع المعهد الخليفي بتطوان . بتحقيق مصطفى السقا ، وإبراهيم الأبياري ، وعبد الحفيظ شلبي. ثم نشر الكتاب كاملاً بالمغرب الأقصى (الأجزاء الثلاثة الأولى تصويراً عن طبعة مصر السابقة) والجزءان الباقيان بتحقيق سعيد أعراب ، ومحمد ابن تاويت ، وعبد السلام الهراس .
([144]) وهو تاريخ ممتع نفيس . كما يقول الزركلي ، رحمه الله ، في الأعلام 1/120 . وقد طبع هذا الكتاب العظيم أول مرة بمصر ، عام 1312هـ - 1894م ، في أربعة أجزاء بالمطبعة البهية المصرية . ثم أعيد طبعه بالدار البيضاء ، عام 1373هـ - 1954م في تسعة أجزاء من القطع الوسط .
([145]) رأيته بقاس القديمة ، عام 1395هـ ، في بيته العامر بنوادر المخطوطات والمطبوعات . وكان برا نبيلاً ، ضئيل الجسم ، خافت الصوت . رحمه الله رحمة سابغة .
([146]) هذه وجهة نظر خاصة ، أدى إليها طول التأمل في كتب التراجم ، قديماً وحديثاً ، ومجالسة العلماء وأهل الخبرة ، بعد توفيق الله وهدايته .
وقد يرى بعضهم في دائرة المعارف ، والموسوعات الميسرة ، خيراً ونفعاً ، ونحن لا ننازع في ذلك ، ولكن هذه وتلك لم تسلم من الغمز واللمز ، إلى أوهام كثيرة في أسماء الأعلام والكتب . وما ينبغي أن يتعامل معها إلا من رسخت قدمه ، وطال باعه في تاريخ أمته ، حتى يميز الخبيث من الطيب . ولهذا وأشباهه حديث آخر .
([147]) الأعلام 1/20 .
([148]) منه – وهو كثير – ما تراه في ترجمة " جعفر بن تغلب الأدفوي " العلام 2/123 .
([149]) منه – وهو كثير – الخلاف في نسبة كتاب " خريدة العجائب وفريدة الغرائب" إلىزين الدين بن الوردي . الأعلام 5/67 .
([150]) منه – وهو كثير – رجوعه إلى مخطوطة كتاب " التبيان لبديعة البيان" للحافظ ابن ناصر الدين – محمد بن عبد الله بن محمد المتوفى سنة 842هـ . وكذلك رجوعه إلى "طبقات الشافعية الوسطى" لابن السبكي ، وعدوله عن "الطبقات الكبرى" لما وجد فيها من تصحيف . انظر على سبيل المثال 7/23 ، ترجمة "محمد بن محمد بن الحسن بن هندوية" .
([151]) منه – وهو كثير – ما تراه في ترجمة "حمزة بن علي بن أحمد الفارسي الحاكمي الدرزي" الأعلام 2/278 – 279 .
([152]) منه – وهو كثير – ما تراه في ترجمة الشاعر نصر بن عبد الله بن عبد القوى ، المعروف بابن قلاقس الاسكندرية . الأعلام 8/24 .
([153]) منه – وهو كثير – ما ذكره في ترجمة "محمد عبد الحي بن عبد الكبير ، المعروف بعبد الحي الكتاني" . قال في حديثه عن كتابه " التراتيب الإدارية" : "استوعب فيه كتاب " تخريج الدلالات السمعية" لأبي الحسن ، علي بن محمد الخزاعي ، وزاد عليه أضعاف فصوله ، وقد فاته الاطلاع على جزء منه في نحو ربعه ، أرانيه فاضل في تطوان ، وأخبرني أن خوانة الرباط صورت نسخة عنه" . الاعلام 6/188 .
([154]) البجاد ، بكسر الباء : الكساء .
([155]) منه – وهو كثير – ما ذكره في آخر ترجمة " عبد الحي الكتاني" المذكور قبل سطرين . قال : "وكان على ما فيه من انحراف عن الجادة في سياسته ، صدراً من صدور العرب ، ومرجعاً للمستشرقين خاصة" .
([156]) وذكر ذلك في بيان معجب آسر ، في مقدمة الأعلام 1/16 .
([157]) معلوم أن الزركلى ، رحمه الله ، قد أنشأ مطبعة بالقاهرة ، أواخر عام 1923م سماها "المطبعة العربية" وكان مقرها بشارع المزين بالموسكي نشر فيها بعض كتبه ، وكتباً أخرى ، إلى أن باعها ، سنة 1927م . ثم قضى بالقاهرة أعواماً ، مستشاراً للمفوضية العربية السعودية ، ووزيراً مفوضاً ، ومندوباً دائماً للمملكة العربية السعودية بمصر ، لدى جامعة الدول العربية ، من سنة 1934م إلى سنة 1957م وله بمصر ، صهر ورحم . وقد ظهرت الطبعة الأولى والثانية من "الأعلام" بالقاهرة .
كما أنه عين سفيراً للمملكة العربية السعودية في المغرب ، حيث قضى هناك أعواماً ، جمع فيها مادة محررة لتراجم المغاربة والأندلسيين ، وقد فتح له أهل المغرب قلوبهم ومكتباتهم معاً . وإذا دخل العلم من باب الحب ، فليس من وراء ذلك شيء .
([158]) انظر على سبيل المثال ترجمة شاعر مصر والعرب أحمد شوقي ، في 1/246 – 250 ، وترجمة الجلال السيوطي في 5/129 – 130 . وذكر في هذه الترجمة مواضع وروده في كشف الظنون ، وهي بالغة الكثرة .
([159]) نشرة المستشرق الألماني الكبير وستنفلد ، في جوتنجن ، عام 1850م ، عن نسخة بخط المقريزى المؤرخ . ثم أعاد نشرة لعامة الجزيرة الشيخ حمد الجاسر ، بالنادي الأدبي ، بالرياض 1400هـ - 1980م ، ولم يجد غير مخطوطة وستنفلد .
([160]) نشرة وستنفلد أيضاً ، سنة 1854م ، عن نسخة فريدة بمكتبة ليدن ، تاريخ نسخها شوال 668هـ. وق عول على هذه النسخة شيخنا عبد السلام هارون في نشرته ثانية من هذا الكتاب ، بخط تاج الدين بن مكتوم ، المتوفى سنة749 . والنسخة محفوظة بالخزانة العامة بالرباط ، برقم (173ق) وتقع في (158) ورقة .
([161]) نشر بمجلة الكتاب العربي بمصر ، سنة 1965 ، بدون تحقيق . ثم حققه على أصول جيدة الشيخ حمد الجاسر ، ونشره مع كتاب " مختلف القبائل " السابق .
([162]) نشره العلامة المغربي الأستاذ عبد الله كنون (جنون) بمجمع اللغة العربية بالقاهرة، سنة 1384هـ 1965م . ثم أصدر الطبعة الثانية منه ، مستفيداً من مخطوطتين أخريين للكتاب ، بمجمع اللغة العربية بالقاهرة أيضاً ، سنة 1393هـ - 1973م .
([163]) من الذين انتسبوا إلى شيوخهم : الأديب الفقيه أبو الفرج المعافي بن زكريا ابن يحيى الجريري النهرواني، صاحب كتاب " الجلسي والأنيس " المتوفى سنة 390هـ .
وإنما قيل له : الجريري ، لأه كان على مذهب الإمام ابن جرير الطبرى ، صاحب التفسير .
([164]) طبع أول مرة ، مصوراً بالزنكوغراف ، عن المخطوطة – في مجلد ضخم – دون تحقيق أو فهرسة. على نفقة لجنة جب التذكارية – ليدان 1912م . ثم أصدرته دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن – الهند - أحسن الله إلى القائمين عليها – في (13) جزءاً بدءاً من سنة 1382هـ - 1962م . وانتهاء بسنة 1402هـ - 1982م . والأجزاء الستة الأولى ، بتحقيق العلامة المرضى عنه إن شاء الله ، عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني ، المتوفى عام 1386هـ بمكة البلد الأمين .
([165]) أنساب السمعاني ، السابق . وقد زاد عليه ابن الأثير أشياء .
([166]) واضح أن العلماء المنسوبين إلى قبائلهم أو بلدانهم ، يرجع في توثق تراجمهم أيضاً ، إلى كتب الأنساب السابقة ، وكتب البلدان الآتية .
([167]) وقد ذكرت ذلك في موضع آخر : انظر محاضرتي عن التصحيف . والتحريف ، ضمن كتاب مدخل إلى تاريخ نشر التراث العربي ص291 .
([168]) انظر أيضاً كتاب " المؤتلف والمختلف" للآمدى . الذي ذكرته في "تراجم الأدباء والشعراء" .
([169]) نشر أول مرة ، بليدن سنة 1881م ، بعناية المستشرق الهولندي دى يونج – وهو أيضاً ناشر كتاب "الأنساب المتفقة" السابق ، سنة 1865م – ثم نشر مرة ثانية بمطبعة عيسى البابي الحلبي بمصر ، سنة 1962م ، بتحقيق الأستاذ علي محمد البجاوي ، رحمه الله . وقد رأيت وصورت من هذا الكتاب نسختين جيدتين :
الأولى : برواية أبي محمد عبد العزيز بن محمد البغدادي ، عن الذهبي المؤلف . وهي بقلم نسخى جيد، من خطوط القرن الثامن ظنا ، وبآخرها سماعات منقولة من خطوط أصحابها على المؤلف ، سنة 741 ، 743 ، 747 . وتقع في (157) ورقة . بمكتبة جامعة القرويين بفاس . رقم 40/236. والنسخة الثانية بقلم معتاد سنة 796هـ . وتقع في (103) ورقات . بمكتبة عارف حكمة ، بالمدينة المنورة. برقم (188) مجاميع .
([170]) رأيت وصورت منه نسخة مكتوبة سنة 837هـ ، في حياة المؤلف ، كما ترى وتقع في (310) ورقات . وهي محفوظة بالمكتبة العامة السعودية بالرياض برقم 462/86 . وهذه المكتبة كانت بمنطقة "دخنة" أيم زيارتي للرياض عام 1393هـ عضواً في بعثة معهد المخطوطات . ومن المخطوطات النفيسة التي صورتها البعثة من هذه المكتبة : الأسماء والصفات للبيهقي ، نسخة بقلم نفس سنة 585هـ. وتاريخ مكة المشرفة للأزرقي ، بقلم نسخى نفيس أيضاً سنة 644هـ . ووضعه العقلاء ، لابن حبان البستى ، مثله ، سنة 612هـ ، وأجل ما في هذه المكتبة : نسخة من سنن أبي داود – رواية أبي علي اللؤلؤي – بقلم قديم نفيس ، وعليها سماعات ، بعضها سنة (604هـ) وتقع في (340) ورقة .
([171]) ويرجع أيضاً في الضبط إلى كتب الأنساب ، التي ذكرتها ، وإلى كتب التصحيف والتحريف .
([172]) نشره الشيخ حمد الجاسر ، والدكتور صالح العلي . بيروت 1388هـ - 1968م .
([173]) أول نشرة له ، تلك التي أخرجها المستشرق الألماني الكبير وستنفلد ، في مجلدين بمدينة جوتنجن ، سنة 1876 – 1877م . ثم أعاد نشره الأستاذ مصطفى السقا رحمه الله ، عام 1364هـ - 1954م. ثم أعده نشره الأستاذ مصطفى السقا رحمه الله ، عام 1364هـ - 1945م . بمطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر ، بمصر .
وقد رأيت وصورت منه الجزء الثاني – وهو آخر الكتاب – من نسخة بقلم مشرقي نسخى ، سنة (609هـ) ، وبحواشيها ومقابلات وتصحيحات جيدة . في (255) ورقة . بالمكتبة المحمودية – رقم (13) لغة – بالمدينة المنورة ، على ساكنها أفضل الصلاة وأزكى السلام .
([174]) طبع طبعات عدة . أنفعها طبعة المستشرق وستنفلد – المذكور ، بمعاونة المستشرق فرايتاج . في ستة أجزاء ضخام ، بمدينة ليبزج سنة 1866م . وقد خصص جزء لفهارس الأعلام والبلدان : الأصيلة ، ثم التي جاءت في ثنايا الكتاب . وهذا غاية في النفع والفائدة .
وتمتاز طبعة السيد محمد أمين الخانجي – رحمه الله – التي أصدروها بمصر ، في ثمانية أجزاء ، سنة 1323 – 1325هـ : تمتاز بهذا الذيل الذي جمعه الخانجي ، وسماه : منجم العمران في المستدرك على معجم البلدان . وقد عاونه في جمعه ، الشيخ محمد بن مصطفى بن رسلان ، المعروف بالشيخ بدر الدين النعساني الحلبي .
([175]) نشره وستنفلد أيضاً ، بمدينة جوتنجن ، سنة 1846م .
([176]) المقدمة ص ح من طبعة عيسى الحلبي بمصر 1373هـ - 1954م . وكانت أول طبعة له بليدن- هولندا 1850م .
([177]) مكتبة لبنان – بيروت – 1975م . وذكر الأستاذ الزركلي أنه توفى سنة 900 هـ ، حكاية عن كشف الظنون ، وشكك في هذا التاريخ . الأعلام 7/53 ، وأورد أسمه "محمد بن محمد بن عبد الله بن عبد المنعم " .
([178]) ويستقصى في ذلك استقصاء عجيباً . انظر مثلاً مادتي (شبر – حلل) وذكر البلدان المصرية المعروفة بشبرا ، والمحلة .
وما أكثر فوائد هذا الكتاب ، وقد قدمت لك نفعه في "ضبط الأعوام والأنساب" .
([179]) انظر : النديم وكتاب الفهرست . للدكتور عبد الستار الحلوجي – مجلة كلية اللغة العربية – جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض – المجلد السابع ثم انظر لمعرفة هذا الفن : نشأة علم البيليوجرافيا عند المسلمين . للدكتور عبد الستار الحلوجي . مجلة دارة الملك عبد العزيز بالرياض .
و: أربعة كتب في البيليوجرافية العربية . للدكتور عبد الوهاب أبو النور .
([180])
([181])
([182]) وقد طبعت هذه الكتب جميعها ، ولكنها تحتاج إلى تحقيق جديد ، يقوم به نفر من العلماء الاثبات الذين يجمعون بين معرفة العلم ومعرفة الكتب .
ومن المصنفات الحديثة التي عنيت بالكتاب العربي مخطوطاً ومطبوعاً :
أ- اكتفاء القنوع بما هو مطبوع . لإدوارد فنديك (طبع بمطبعة الهلال بمصر سنة 1313هـ - 1896م) .
ب- معجم المطبوعات العربية والمعربة . ليوسف إليان سركيس ، المتوفى سنة 1351هـ .
ج- خزائن الكتب العربية في الخافقين ، للفيكونت فيليب دى طرازى ، المتوفى سنة 1375هـ .
د- تاريخ الأدب العربي . للمستشرق الألماني كارل بروكلمان ، المتوفى سنة 1375هـ .
هـ- تاريخ التراث العربي . للعالم المسلم التركي الدكتور محمد فؤاد سزجين ، مد الله في حياته .
([183]) مثل : معجم السفر ، للحافظ السلفي ، والمعجم المختص ، للذهبي ، والمعجم المفهرس لابن حجر العسقلاني ، وفهرسة ابن خير الإشبيلي ومشيخة ابن الجوزي ، وثبت النذرومي ، وبرنامج ابن أبي الربيع .
والفهرست ، بكسر الفاء وسكون الهاء ، وكسر الراء ، وسكون السين ، ثم تاء أصلية ، تكتب مفتوحة ومعقودة : كلمة فارسية ، تدل عند الفرس على جملة العدد المطلق الكتب . ثم عربتها العرب، وجمعتها على : فهارس . وكل ماعربته العرب بألسنتها ، فهو من كلام العرب .
وقد أصبح الفهرست أو الفهرس يدل على ثلاث معان :
أ- كتاب يضم أسماء الكتب والتقاييد ، والرسائل المقروءة .
ب- كتاب يحتوي على أسماء المشايخ المستفاد منهم ، والمتلقي عنهم .
ج- قائمة في أول الكتاب و في آخره ، تتضمن ذكر أبوابه وفصوله ، ومباحثه وأعلامه واستشهاداته، وكل ما يكشف عن كنوزه ، ويعين على الإفادة منه . وهذا المعنى الثالث هو الشائع في أيامنا هذه .
أما "البرنامج" فهو أيضاً فارسي . وأصله " برنامه" ، وهي عندهم تدل على الورقة الجامعة للحساب، أو بمعنى الزمام الذي يرسم ، أو يقيد فيه متاع التجار وسلعهم . وقد استعمله العرب – وبخاصة أهل المغرب والأندلس – بالمعنيين الأولين المذكورين في معنى الفهرست .
وتدل لفظة "البرنامج" الآن ، على المنهج العام الذي يضعه المرء ، ليتبعه في أعماله وشئونه . مقدمة الدكتور محمد بن عبد الكريم لتحقيق كتاب الغنية – فهرست شيوخ القاضي عياض – ص12، 13.
([184]) كتب برامج العلماء في الأندلس – توطئة لنشر " برنامج ابن أبي الربيع " – مجلة معهد المخطوطات . المجلد الأول ص91 – القاهرة 1374هـ - 1955م .
([185]) هذه الفقرة من كلام العلامة عبد العزيز الأهواني ، رحمه الله ، انظر المرجع السابق ص94 ، 95 ، وانظر أيضاً المقدمة الجيدة التي كتبها الدكتور محمد بن عبد الكريم ، لكتاب "الغنية" السابق.
([186]) اكتفيت بذكر أشهر ما عرفته مطبوعاًَ منها . وواضح أن عناية المغاربة بهذا الفن أظهر من عناية المشارقة به . ومن مصنفاتهم المطبوعة في ذلك أيضاًَ : فهرس ابن غازي المسمى : "التعلل برسوم الإسناد بعد ذهاب أهل المنزل والناد" وفهرسة الرصاع الأندلسي ، وبرنامج التجيبي السبتي ، وبرنام المجاري الأندلسي .
([187]) طبع بالمطبعة الجديد بفاس ، عام 1346هـ ، وقد أعاد نشره ، هذه الأيام الدكتور إحسان عباس.
([188]) الخبر عند المحدثين يأتي مرادفاً للحديث . وقيل : الحديث : ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم . والخبر : ما جاء عن غيره . وفي ذلك تفصيل تراه في تدريب الراوي للسيوطي 1/184 (النوع السابع) . والتعريفات للجرحاني ص96 .
والخبر عند النحويين : هو الجزء الذي تتألف منه مع المبدأ جملة ، وتتم به الفائدة . والخبر عند البلاغين : ما يحتمل الصدق والكذب لذاته ، ويقال في مقابل الإنشاء . بل إن المصطلح داخل العلم الواحد يختلف مدلوله من موضع إلى موضع . مثل "المفرد" في علم النحو : فهو في باب تقسيم الاسم من حيث العدد : ما ليس مثنى ولا مجموعا ، وفي باب المبتدأ و الخبر : ما ليس جملة ولا شبه جملة . وفي باب النداء ، و "لا" النافية للجنس : ما ليس مضافاً ولا شبيها بالمضاف .
([189]) التعريفات ، ص162 .
([190]) أما كتاب " مفتاح العلوم " لأبي يعقوب يوسف بن أبي بكر بن محمد بن علي السكاكي الخوازمي الحنفي ، المتوفى سنة 626هـ : فليس من هذا الباب . وإنما هو كتاب بلاغة ، كما يصنف قديماً وحديثاً . وإن كان مؤلفه قد قسمه إلى ثلاثة أقسام :
الأول : في علم الصرف . والثاني في علم النحو . والثالث في علمي المعاني والبيان ، ثم ألم بشيء من علم البديع ، وعلم الحد والاستدلال ، وجعل الخاتمة في علم الشعر ، وهو العروض والقوافي .
([191])