×
هذا الكتاب عبارة عن دليل موجز إلى أبرز مراجع ترجم العلماء، والأدباء، والمصنفين في كل فن فنون التراث العربي، على اختلاف مناهج هذه المراجع، مع ذكر شيء من كتب الضبط والتقييد، وكتب البلدان (الجغرافيا)، ومراجع الكتب والمصنفات (المراجع الببليوجرافية) التي تعين على رصد حركة التأليف العربي، ومعرفة مساره عبر القرون والأزمان، وكتب تعريفات العلوم ومصطلحاتها.

 الموجـز في مراجع التراجم والبلدان والمصنفات وتعريفات العلوم

الطبعة الأولى

1406هـ - 1985م


بسم الله الرحمن الرحيم

            الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء وسيد المرسلين. اللهم وصلى وسلم وبارك عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين ، وصحابته أجمعين ، ومن دعا بدعوته، واهتدى بهديه إلى يوم الدين .

وبعد :

            فهذا دليل موجز ، إلى أبرز مراجع ترجم العلماء ، والأدباء ، والمصنفين في كل فن فنون التراث العربي ، على اختلاف مناهج هذه المراجع ، مع ذكر شيء من كتب الضبط والتقييد ، وكتب البلدان (الجغرافيا) ، ومراجع الكتب والمصنفات (المراجع الببليوجرافية) التي تعين على رصد حركة التأليف العربي ، ومعرفة ساره عبر القرون والأزمان ، وكتب تعريفات العلوم ومصطلحاتها .

            وقد وضعت هذا الدليل الموجز لطلبة الدراسات العليا([1]) ،  الذين يؤودهم جمع مادتهم التاريخية ، والتهدى إلى توثق الكتب والمصنفات ، من مصادرها ومظانها .

            ولقد كنت أسأل بين الحين والحين عن شيء من ذلك ، فأجيب بما يفتح الله به علي ، ومع كثرة السؤال كنت أجد أسى ، وأحس ألماً لما تردى فه طلبة العلم ، من جهل بتاريخ أمتهم، وعلومها وآدابها ومعارفها ، وتبوءُ بإثمه مناهج الدراسة في جامعاتنا العربية ، التي لا تكاد تعنى بإبراز هذا الجانب وتجليته ، إلى أسباب أخرى من القهر والمسخ والتشويه ، وتفريغ العقول التي يتعرض لها أبناؤنا فيما يقرأون وفيما يسمعون .

            نعم ، لقد تعرض أبناء هذا الجيل لسيل طاغ وموجات متلاحقة ، من التشكيك في ثراتهم وأيامهم : فالشعر الجاهلي غموض وانتحال ، وتفسير القرآن مشحون بالإسرائيليات ، والحديث ملئ بالوضع والضعف ، والنحو تعقيد وتأويلات ، والصرف فروض ومتاهات ، والبلاغة تكلف وأصباغ ، والعروض قيود ودوائر تدير الرأس ، والتاريخ صنع للحكام والملوك ، ولم يرصد نبض الشعوب وأشواقها([2]) .

            ومن وراء ذلك كله ، فاللغة العربية عاجزة عن مسايرة ركب الحضارة ؛ لقصورها عن التعبير عن العلوم التطبيقية والكونية ؛ لأنها لغة شعر وبيان .

            يسمع أبناؤنا هذا كله عالياً مدويا ، وتتجاوب أصداؤه المترنحة من أحلاس المقاهى ، إلى قاعات الدرس الجامعي ، ولا يستطيع الشباب لذلك دفعاً ولا رداً ؛ لغرارتهم وجهلهم وقلة حيلتهم ؛ ولأن كل هذه السموم إنما تساق في ثياب مزركشة ، من المنهجية والموضوعية ، والتفكير العلمي ، وحركة التاريخ ، والموقف الحضاري ، والشمولية . ولا يعرف أثر هذه الألفاظ الغامضة المبهمة إلا من ابتلى بشرها ، وصلى جمرتها ، ووجد مسها ، وكل ذلك عرفت ، إذا كنت في طراءة الصبا وأوائل الشباب ، تستهويني هذا الأضاليل ، وتتلعب كتلعب الأفعال بالأسماء ، على ما قال أبو تمام ، وأحسب أن كثيراً من أبناء جيلي قد وقعوا في هذا المهوى السحيق .

            وكان أكثر هذه الأصوات دويا ، وأشدها فتكا ، تلك التي انبعثت من داخل درس الأدب في جامعاتنا العربية . فمن خلال الثرثرة حول نظريات غربية في الأدب ، وتطويع الأدب العربي ، وإخضاعه لها ، وتطاير شرر كثيرة ، حاول أن يأتي على تراث عربي عريق للكلمة العربية؛ شعراً منظوماً حمل أنغاماً جليلة ، وكلاماً منثوراً أبان عن أدق أسرار النفس وخلجات الروح .

            ثم كان أن غرق طلبة العلم في قضايا فارغة ، بدءاً من الوحدة الموضوعية والمعاناة ، والتجربة الشعرية ، وتراسلا الحواس ، والمونولوج الداخلي ، والدفقة الشعورية ، والتعبير بالصورة ، والألفاظ الموحية ، والشعر المهموس([3]) ، وأدب الفرض والعبث ، وانتهاءً بالحداثة والمعاصرة ، التي تشغل بالهم هذه الأيام .

            وكانت المحنة فيما أثير حول "الرمز" في الأدب ، الذي ألقى سدولاً كثيفة كئيبة على البين الذي هو أشرف ما وهبه الله للإنسان ، وخضع النص الأدبي تحليلاً ودرساً لتلك الرموز" اليونانية المتمرغة في أوحال الأساطير ، وهي رموز وثنية المنابت والأصول تجعل الحياة البشرية جحيماً مستعراً من الخطايا والذنوب والآثام ، وتحليل الهم الشريف ظلمة مطبقة على القلب والنفس ، والقلق السامي تدميراً لبنيان الله الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى ، سبحانه وتعالى" على ما قال شيخنا محمود محمد شاكر([4]) . والرمز عنده ضرب من الجبن اللغوي . يقول      حفظه الله :

            "فاللغة إذا اتسمت بسمة الجبن كثر فيها "الزمر" وقل فيها الإقدام على التعبير الصحيح الواضح المفصح . ولا تقل إن "الكناية" شبيهة بالرمز ، فهذا باطل من قبل الدراسة الصحيحة لطبيعة "الزمر" وطبيعة "الكناية" . و "المجاز" . وأنا أستنكف من "الرمز" في العربية ؛ لأن للعربية شجاعة صادقة في تعبيرها ، وفي اشتقاقها ، وفي تكوين أحرفها ، ليست للغة أخرى . وإذا كانت اللغة هي خزانة الفكر الإنساني ، فإن خزائن العربية قد ادخرت من نفيس البيان الصحيح عن الفكر الإنساني ، وعن النفوس الإنسانية ، ما يعجز سائر اللغات ، لأنها صفيت منذ الجاهلية الأولى المعرفة في القدم ، من نفوس مختارة بريئة من الخسائس المزرية ، ومن العلل الغالبة ، حتى إذا جاء إسماعيل نبي الله ، ابن إبراهيم خليل الرحمن ، أخذها وزادها نصاعة وبراعة وكرما ، وأسلمها إلى أبنائه من العرب ، وهم على الحنيفية السمحة دين أبيهم إبراهيم ، فضلت تتحدر على ألسنتهم مختارة مصفاة مبرأة ، حتى أظل زمان نبي لا ينطق عن الهوى ، صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله بها كتابه بلسان عربي مبين ، بلا رمز مبنى على الخرافات والأوهام ، ولا ادّعاء لما لم يكن ، ولا نسبة كذب إلى الله ، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا . فمن أجل ذلك كرهت الرموز، ورأيتها قدحاً في العربية ، وتشويهاً يلحقها"([5]) .

            ثم كانت محنة ثانية في ذلك "الرمز" الذي استحدثته قضايا الشعر الحر ، وما أثاره هذا الكلام المخمور المتهالك من إسقاطات وإحباطات وهذر ، حول هموم العصر وعذابات الإنسان ، كما يقولون.

            ولقد كان يكون الخطب هينا لو أن هذا الهراء ظل في مجثمه في مجالس أحلاس المقاهي ممن ينتسبون إلى الأدب ، ولكنه انتقل إلى الدرس الجامعي – كما ذكرت – افتتن به بعض معلمي الأدب افتنانا عجيباً ، وصبوه صباً في أدمغة هؤلاء الشباب الأغرار ، ممن ابتلوا بالجلوس إليهم، والأخذ عنهم ، ولا سبيل أمام الطالب الذي يريد أن يحصل على شهادته الجامعية إلا التلقي والإذعان .

            والآن ، وبعد انقضاء نحو عشرين عاماً على تخرجي في كلية دار العلوم ، أبحث في حنايا نفسي وعقلي ، عن أثاره من هذه اللغو الذي أخذ علينا ، في مطالع أيامنا ، الطرق والمنافذ ، فلا أجد شيئاً ألبته ، وقد يكون هذا لأني عرفت سبيلي – بفضل من الله وعون – إلى أدب أهلي وعشريتي ، ولكني التمست ذلك أيضاً عند نفر من رفقاء دربي في تلك الأيام ، فلم أجد عندهم شيئا ، وقد جمعني مع أحد منهم لقاء ، وكان قد وقع في أسر الفئة الباغية ، الذين خدعوه عن تراثه ، وأفسدوا ذوقه ، فسألته عن " إليوت والأرض الخراب ، والرجال الجوف" وكان شديد اللهج به وبهما ، فقال : لم يعد معي من ذلك شيء ، ثم أن أنة حسرى ، وقال ولم يملك سوابق عبرة : "حسبنا الله ونعم الوكيل" .

والحديث عن "إليوت" وشغف القوم به ، يفضى إلى الحديث عن كائنه أخرى ، وهي إفراط معلمي الأدب في دراسة الأجناس الأدبية الغربية ، ودراسة الشعراء والأدباء الذين كتبوا بغير اللسان العربي ، وهو جهد ضائع مهدر ، استفرغ فيه أدباؤنا وسعهم وطاقتهم فيما لا يجدي نفعاً، لا في أدبنا ، ولا في أدب الغرب ، ولا يذهبن بك الوهم فتظن أن إنجليزيا يلتمس تعريفاً بشكسبير أو تحليلاً لأدبه عن كاتب عربي استهلك وقته وعمره في دراسته . يقول شيخنا محمود شاكر : "رأيت قط رجلاً واحد من غير الإنجليز أو الألمان مثلاً ، مهما بلغ من العلم والمعرفة كان مسموع الكلمة في آداب اللغة الإنجليزية وخصائص لغتها ، وفي تاريخ الأمة الإنجليزية ، وفي حياة المجتمع الإنجليزي ، يدين له علماء الإنجليزي بالطاعة والتسليم ؟([6]) .

            نعم ، شغلنا بأدب الغرب وفكر الغرب شغلاً تاماً ، حجزنا عن النظر في موروثنا الضخم الذي أبدعته وحملته أجيال وفية ، وعلى امتداد أربعة عشر قرناً من الزمان، فكان حالنا في ذلك كالذي قاله إبراهيم بن هرمة :

                        كتاركة بيضهـا بالعـــراء                        وملبسة بيض أخرى جناحا

            وكالذي قاله ابن جذل الطعان :

                        كمرضعة أولاد أخرى وضيعت              بنيها فلم ترقع بذلك مرقعا

            ومثله قول العديل بن الفرخ العجلي :

                        كمرضعة أولاد أخرى وضيعت              بني بطنها هذا الضلال عن القصد

            والقصد : هو الطريق المستقيم . ولم يكن ضلالنا عن القصد في درس الأدب وحده، بل شمل ذلك سائر العلوم الأخرى . يقول عالم الفضاء المصري الدكتور فاروق سيد([7]) الباز : "إن العلوم التي نتعلمها وندرسها في جامعاتنا العربية ، هي علوم قائمة أصلاً على تفكير غربي ، قامت لخدمة المجتمعات الغربية ، ولأضرب لك مثلاً واقعاً من خبرتي ومن واقع تخصصي ، لقد تعلمت الجيولوجيا في مصر ، فكانت كلها تدور حول ما يتعلق بجبال الألب في أوربا ، وجبال لابلاش في شرق أمريكا ، وروكي في غربها ، أما وادي النيل ، وصحراء مصر التي تشكل 96% من مساحة الأراضي المصرية كلها ، فلم أتعلم منها ولا كلمة"([8]) .

            ومعلوم أن علماء الغرب ومفكريه لم يلتفتوا إلى تراثنا إلاّ في تلك الأيام الخوالى التي كانوا يقيمون فيها حضارتهم ، فاتكئوا اتكائا ظاهراً على حضارتنا أيام ازدهارها وبسط سلطانها على الدنيا كلها ، وقد عرفوا ذلك من خلال قنوات معروفة كالجوار والحروب والسفارات . أما في أيامنا هذه التي اغتالونا فيها اغتيالا ، فهم في شغل عن فكرنا وأدبنا ، ولا يخدعنك ما تقرأه عن ترجمة أعمال بعض أدبائنا إلى الإنجليزية أو الفرنسية أو الألمانية ، فهذا من باب إحكام القبضة وشد الوثاق للوقوع في التبعية الثقافية ، وإن شئت فقل إنه من باب (الضحك على الذقون) – كما نقول في العامية المصرية – وإلهاء الطفل بدمية أو قطعة حلوى لاستدراجه إلى أن يسمع لك ويدور في فلكك ، وحتى يعطي المقادة من نفسه معصوب العينين ، مشلول الخطى كالذي وقع في أخذة الساحر .

            وآية ذلك أنهم على كثة ما ترجوا لأدبائنا لم يعترفوا لواحد منهم بريادة أو نباهة ترشحه للحصول على جائزة من جوائزهم ، كجائزة نوبل مثلاً .

            ثم كانت البلية التي دونها كل بلية في خضوعنا للفكر الغربي في درس علوم اللسان العربي؛ نحواً وصرفاً ولغة . وما كان ينبغي لهذه العلوم أن تخضع لتلك التأثيرات الغربية([9]) ؛ لأن درسها قائم على نصوصنا من القرآن الكريم وكلام العرب الفحصاء ، والشعر العربي في عصور الاحتجاج به . والمصنفون في علوم اللسان العربي قد أوفوا على الغاية من وضع الأصول والمطولات والمختصرات والمتون . حتى أصول هذا العلم الذي نقله اللغويون المحدثون عن الغرب، وأكثروا الضجيج حوله ، وهو (علم الأصوات) ، وأقاموا له المعامل والتسجيلات ، وقد وضعت أصوله عربية خالصة ، منذ الخليل بن أحمد الفراهيدي ، وسيبويه ، ثم نما على يد أبي علي الفارسي ، وتلميذه أبي الفتح بن جنى ، ومن جاء بعدهما ، وهو من قبل ذلك ومن بعده يعرفه اصغر شيخ في كتاب من كتاتيب القرى المصرين ، ويلقنه للصغار ، ويعالج أصوله معهم بالتلقى والمحاكاة ، واجلس إلى واحد من هؤلاء الأشياخ ، وانظر إلى حركة فكيه وشفتيه وجريان لسانه ، في إعطاء كل حرف حقه ومستحقه ، من الهمس والجهر ، والإظهار والإخفاء ، والفك والإدغام، والترقيق والتفخيم ، وكيف يخرج من أحدهما إلى الآخر ، في مثل قوله تعالى : {ولا يشفعون إلا لمن ارتضى} صورة الأنبياء 28 – وأنظر كيف يفخم الراء ثم يخرج إلى ترقيق التاء ، ثم يعود إلى تفخيم الضاد ، ويمضى في ذلك كله في سهولة ويسر ، دون استكراه أو إعنات . وكان شيخنا الجليل الشيخ عامر السيد عثمان – أحسن الله إليه – يأخذنا إلى تفرقة دقيقة لطيفة ، في الوقف على الراء من قوله تعالى {فكيف كان عذابي ونذر} وقوله تعالى : {كذبت ثمود بالنذر} – سورة 16 – 23 – فالراء الأولى يوقف عليها بترقيق لطيف يشعر بالياء المحذوفة ؛ لأن أصلها {ونذرى}([10]) . أما الراء الثانية فيوقف عليها بالتفخيم الخاص ؛ لأنها جمع نذير . فهل وجدت شيئاً من هذا في معامل الأصوات ؟

            أما (النبر) الذي شغبوا به ونازعوا حوله ، وأن اللغويين الأوائل لم يعرفوه ، فقد عرفه قراء القرآن الكريم ، بالتلقي أيضاً ، ويسميه بعض القراء : (التخليص) أي تخليص مقطع من مقطع ، أو قراءة الكلمة على مقطع واحد ، وتلقيت عن شيخي الشيخ عامر السيد عثمان، من ذلك الكثير ، منه قوله تعالى : {فسقى لهما ثم تولى إلى الظل} – سورة القصص 24 – وقوله : {فقست قلوبهم} – سورة الحديد 16 – وقوله : {وساء لهم يوم القيامة حملا} سورة طه 101 .

            فإذا عرف طالب العلم بالتلقي صحة النطق في قوله {فسقى} حتى يكون من السقى لا من الفقس ، وفي قوله {وساء لهم} حتى يكون من السوء لا من المساءلة ، إذا عرف الطالب المبتدئ ذلك لم يحتج في فهم النبر إلى هذا المثال الذي وضعوه ، وهو (ذاكر الدرس) لأمر المخاطب المفرد ، (ذاكرى الدرس) لأمر المخاطبة المفردة ، فمثل هذا المثال ينبغي أن يظل في دائرة التوضيح والتقريب . أما القاعدة فواجب أن تستند إلى النص العالي الموثق الذي لا يرد ولا يدفع .

            على أن هذا (النبر) إنما تحتاج إليه بعض اللغات الأجنبية ، لأنه عندهم ذو خطر ، وتختلف به المعاني اختلافاً ظاهراً – وليس هذا المكان موضع تفصيله – أما في لساننا العربي ، فالأداء الصحيح قد انتقل إلينا بالتلقي المضبوط المتواتر ، الذي لا يضل ولا يزيغ([11]) ،  وقد حمله قراء القرآن الكريم بأمانة والتزام ، فمن أراده فليلتمسه عندهم لا عند غيرهم .

            ثم ترتفع الشكوى في هذه الأيام عن محنة اللغة العربية ، وغربتها ، وتدني مستواها ، على ألسنة الخطباء ، وكتابات الكتاب ، وأخذ الباكون في النحيب والعويل على أيامنا التي سلفت ، وذهب الشاكون في تعليل ذلك كل مذهب وردوا الأمر رداً غير صحيح .

            وأصل الداء عند سبب واحد : ماذا يتلقى طالب العربية الآن في كليات اللغة العربية وأقسامها بالجامعات ؟ أمشاج من قواعد النحو والصرف ، مطروحة في مذكرات يمليها الأساتذة إملاء ، أو يطبعونها طبعات مبتسرة ، تنقص عاماً وتزيد عاماً ، واختفى الكتاب القديم لتحل محله هذه المذكرات([12]) ، ودفع الطلاب دفعاً إلى الملل من قراءة الكتب – والملل من كواذب الأخلاق، كما قال عمرو بن العاص ، رضي الله عنه – ولابد لصلاح الحال من أن تكوى هذه القروح الممدة([13]) ، وأن يستأصل هذا الداء الخبيث من قاعات الدرس الجامعي .

            عودوا أيها السادة إلى المتون ، عودوا إلى الآجرومية ، وترقوا منها إلى ابن عقيل، وهو كتاب سهل رهو ، علم أجيالاً ، وأقام ألسنة ، ولا تحتجوا علينا بالتيسير على الطلاب ، ففي تراثنا النحوي كتب ذوات عدد ، وضعت للناشئة والمبتدئين .

            نعم ، عودوا إلى الكتب الأولى ، وضعوا الأستاذ الجامعي في حق وظيفته : وهي أن يخوض بالطلاب الجج هذه الكتب ، وأن يسلك معهم دروبها ، وأنقذوا الطلاب من ذلك البلاء المصبوب ، والسم المدوف ؛ إن بعض أساتذة النحو يكتبون في فلسفة النحو كلاماً غريباً لا تعرف له أعلى من أسفل([14]) ، كلاماً هو أشبه بتخاريف الشعر الحر ، وكلام نقاده ، كالذي وصفه أبو العلاء :

                        وما لأقوالهم إذا كشفت                      حقائق بل جميعها شبه

            وكلام هؤلاء الذين يكتبون في فلسفة النحو – على ضعفه وتهافته وثقله – يحمل في أثنائه شكوكا كثيرة ، وسخرية باردة بأعلام النحو . وكل هذا من البلاء الذي يفرض على أبنائنا، ويطالبون باستظهاره واستحضاره . وإلى الله المشتكى !

            فماذا تطلب من ناشئ غض ، تمرغ في هذه الأوحال ، وسقى ماء حميما ، ثم تكون عقله ووجدانه على هذه الموائد التي ملئت بصحاف مسمومة ؟ .

            جاءني ذات يوم طالب يعد رسالة "دكتوراه" وسألني متعجباً : كيف لا يذكر ابن منظور في "لسان العرب" شيئاً عن معنى كلمة (التراث) ؟ فقلت له : وكيف كان ذلك ؟ قال : هو على ما وصفت لك ، لقد بحثت عن مادة (ترث) في فصل التاء من كتاب الثاء ، فلم أجد لها ذكرا. فقلت له : ابحث في مادة (ورث) ، وستجد بغيتك ؛ لأن هذه التاء التي تراها ، مبدلة من الواو ، مثل (تجاه) من (وجه) ، و (تقاة) من (وقى) . ففغر فاه دهشاً وتحيراً .

            ولو ذهبت أذكر أمثلة من ذلك لأتيت بكل عجيبة .

            وإن تراثنا بفنونه المختلفة قد غيب عن أبناءنا بظلمات بعضها فوق بعض من تراث الأعاجم . وحين بلغ الضعف منهم مبلغه أنحينا عليهم باللأئمة ، ووسمناهم بالقصور . وحق لهم أن يقولوا قولة عمرو بن معد يكرب الزبيدي :

            فلو أن قومي انطقتني رماحهم   نطقت ولكن الرماح أجرت([15]) .

            وعوداً على بدء ؛ فقد رغب إلى كثير من الطلبة ، وكثير أيضاً من كرام أساتذة العلم أن أكتب شيئاً عن مراجع ترام الرجال والبلدان ، وكتب الضبط ، ومراجع الكتب والمصنفات ، وتعريفات العلوم ومصطلحاتها ، وأن أضع ذلك بين أيديهم ، تذكرة مختصرة ، ودليلاً مسعفاً . فأجبتهم إلى ذلك ؛ طالباً للثواب ، راغبا إلى الله عز وجل أن ينفع به ، مع ما أعرفه في نفسي من ضعف المنة([16]) ، وقلة الزاد ، فنحن نلقى الناس بعلم " مسترضع بثدي من العجز وثدي من التقصير" كما يقول شيخنا محمود محمد شاكر([17]) . وصدق من قال([18]) : :

            خلت الديار فسدت غير مسود             ومن البلاء تفردى بالسؤدد

            وإني لأقول هذا من باب الحقيقة الصادقة ، لا من باب التواضع الكاذب ، فليس كالزهو والكبر حجازاً بين المرء وبين أن يستفيد علما . وإن من آفات المنتسبين إلى العلم في هذا الزمان : التطاول والتعالي ، وترى أحدهم يمشى بين الناس ، شامخاً بأنفه ، زاماً شفتيه ، منتفخاً قد شرقت عروقه ولحمه بدم كذب ، هو دم الكبر والعجب ، حتى كاد يتفقا . فإذا جاءت الحقائق لم تجد شيئاً ؛ إلا شيئاً لا يعبأ به .

            فضعف العلم بضعف أهله . " فإن فساد كل صناعة من كثرة ، وقلة الصرحاء" كما قال أبو سليمان الخطابي([19]) . وروى ، رحمه الله ، عن إسماعيل بن محمد الصفار ، سمعت العباس بن محمد الدوري ، يقول : "أردت الخروج إلى البصرة ، فصرت إلى أحمد بن حنبل ، وسألته الكتاب إلى مشايخها ، فكلما فرغ من كتاب قرأته ، فإذا فيه : "وهذا فتى ممن يطلب الحديث" ، ولم يكتب: "من أصحاب الحديث" .

            وهذا الدوري الذي استكثر عليه الإمام أحمد ، رضي الله عنه ، أن يكون من أصحاب الحديث ، يصفه الحافظ الذهبي بأنه "الإمام الحافظ الثقة الناقد([20]) " ، ويحكى عن الأصم ، قوله فيه : "لم أر في مشايخى أحسن حديثنا منه" . ثم روى هذا الخبر ، برواية أخرى ، عن إسماعيل الصفار أيضاً ، عن الدوري ، قال : "كتب لي يحيى بن معين ، وأحمد بن حنبل ، إلى أبي داود الطيالسي ، كتاباً ، فقالا فيه : "إن هذا فتى يطلب الحديث" ، وما قالا : "من أهل الحديث" .

            ثم عقب الذهبي ، فقال : "قلت : كان مبتدئا ، له سبع عشرة سنة ، ثم إنه صار صاحب حديث ، ثم صار من حفاظ وقته " .

            ومهما يكن من أمر تفسير الذهبي ، فإنه تبقى للقصة دلالتها على ما ينبغي أن يكون عليه أهل العلم ، من تطامن وانكسار ، وهضم للنفس . وآية ذلك تعقيب الدوري نفسه ، وسياقه الخبر عند الخطابي .

            وكنت أود أن أقف وقفة طويلة مع هذه المراجع ؛ أكشف عن مناهجها ، وأدل على طرائقها ، لكني تركت ذلك – مع قدرتي عليه ، امتلاكي لأسبابه ، بفضل الله وعونه وتوفيقه- لأني أردت لهذا الدليل أن يكون خفيف المحمل ، قريب المورد ، سهل الاستيعاب ؛ ولأن كثيراً من طلبة العلم لم تعد لديهم القدرة على قراءة المطولات ، والصبر عليها ؛ للذي عرفته من كثرة الصوارف والحواجز ، في هذه الأيام .وهذا بلاء قد عم وساد ، وكاد يستوى فيه العالم والمتعلم على السواء . وقد قالوا وأحسنوا : مالا يدرك لا يترك كله .

            على أن طالب العلم مدعو لأن يقرأ مقدمات الكتب وخواتيمها ؛ ليقف بنفسه على منهج الكتاب ، وموضعه من كتب الفن الذي يعالجه ، وأسلوب التعامل معه ، والرجوع إليه.

            وطالب العلم مدعوا أيضاً إلى أن يدرك العلائق بين الكتب : تأثرا وتأثيراً ، ونقداً واختصاراً وتذييلا .

            وليعم أبناؤنا الطلبة أن كثيراً من أبواب العلم إنما يحصل بالجهد الشخصي الدءوب ، وأن وظيفة المعلم إنما تقف عند حدود تعبيد الطرق ، ووضع العلامات والصوى([21]) .

            ونعم ، كان واجباً على المعلم أن يأخذ بيد الطلاب ، إلى هذه الكتب ، ويضيء لهم سبلها ، ويكشف لهم عن أغوارها ، وهكذا كان في أيامنا التي سلفت – ولكن مناهج الدرس في جامعاتنا العربية ، لا تسمح بذلك ، ولا تعين عليه ، كما سبق .

            وثالثة : واجب على طالب العلم أن يعرف فرق ما بين الطبعات([22]) ، فإن كثيراً من كتب التراث قد طبع مرتين أو أكثر ، وتتفاوت هذه الطبعات فيما بينها ؛ كمالاً ونقصاً ، وصحة وسقما، ولا بد أن يكون رجوع الطالب إلى الطبعة المستوفية لشرائط الصحة والقبول ، وهذه الشرائط ظاهرة لائحة لمن يتأملها ، وتتمثل في التقديم للكتاب ، وبيان وزنه العلمي ، وفهرسته فهرسة فنية ، تكشف عن كنوزه وخباياه ، والعناية بضبطه الضبط الصحيح ، والتعليق عليه بما يضيئه ، ويربطه بما قبله وبما بعده ، في غير سرف ولا شطط ، ثم في الإخراج الطباعي ، المتمثل في وجود الورق ، ونصاعة الحرف الطباعي .

            وقد حظى تراثنا – ولله الحمد والمنة – منذ ظهور المطبعة في القرن الخامس عشر الميلادي، إلى يوم الناس هذا ، بعلماء كبار ، في الشرق والغرب ، توفروا على إخراجه الإخراج العلمي الصحيح ، وطابعين مهرة ، أظهروه في حلل زاهية ، لكنه ظهر إلى جانب هؤلاء ، ناشرون متساهلون ، وطابعون متعجلون ، أرادوا ثراء المال من أيسر سبيل . فأعرف أيها الطالب وأنكر ، وأقبل وأعرض ، على ما وصفت لك ، تستقم دراستك ، وتمض إلى ما تريد لها من كمال وإتقان.

* * *

            وأحب أن يكون واضحاً ، أنني اكتفيت بذكر أهم وأبرز كتب التراجم ، وأضربت عما هو دونها في الشهرة ، مدركاً لقيمة هذا الذي تركت وجدواه ، فعلت ذلك تخفيفاًَ وتيسيراً على الناشئة والشداة من طلبة العلم . وعلى سبيل المثال ، فقد اكتفيت في تراجم اللغويين والنحاة بثلاثة مراجع ، وسكت عن أخبار النحويين البصريين ، للسرافى ، وطبقات النحويين واللغويين ، لأبي بكر الزبيدي ، ومراتب النحويين ، لأبي الطيب اللغوي . وفي طبقات الصحابة والتابعين، تركت تهذيب الأسماء واللغات للنووي . وفي طبقات الفقهاء ، تركت تاج التراجم ، في طبقات الحنفية ، لابن قطلوبغا ، وفي طبقات الشافعية ، تركت طبقات أبي عاصم العبادي ، طبقات الفقهاء([23]) ، لأبي إسحاق الشيرازي ، وطبقات المصنف ، المعروفة بطبقات أبي هداية الله ، وتبيين كذب المفترى ، للحافظ ابن عساكر . وفي طبقات الحنابلة ، لم أثبت المنهج الأحمد ، للعليمي، لأنه لم يطبع منه سوى جزءين . وفي كتب تراجم الأندلسيين والمغاربة ، تركت العدد الوفير – وكان حبيباً إلى أن أذكره – لندرته في أسواق المشرق العربي([24]) . وفي مراجع التراجم العامة ، سكت أيضاً عن كتب ذوات عدد ، للتخفيف والاختصار ؛ ولأن فيما ذكرت مقنعاً وبلاغاً، إن شاء الله .

* * *

            وأحب أيضاً قبل أن أدع مقامي هذا أن أنبه إلى حقيقتين جديرتين بالاهتمام :

            الحقيقة الأولى : "أنه لا يغني كتاب عن كتاب" . فقد شاع في كتابات بعض الدارسين المحدثين ، أن كتب التراث ذات الموضوع الواحد ، تتشابه فيما بينها ، وأن غاية اللاحق أن يدخل على ما تركه السابق ، يدور حوله ، ويردد مباحثه وقضاياه . ثم أفضى ذلك الزعم إلى دعوة صاخبة ، تنادى بغربلة التراث وتصفيته ؛ بالإبقاء على النافع المفيد ، وترك ما عداه مستقرا في المتاحف كمومياء الفراعنة ، يذكر بتطور الخطوط ، وقواعد الرسم ، وتاريخ صناعة الورق .

            فإذا قلت لهذا الزاعم : ماذا نأخذ وماذا ندع ؟ حار وأبلس([25]) ، واعتصم بسراديب التفكير الموضوعي ، ومناهج البحث العلمي ، وأشباه ذلك من تلك التهاويل الفارغة من الحقيقة. فإذا اضطررته أضيق الطرق ، وأخذته إلى فن واحد من فنون التراث ، ونثرت أمامه مصنفات ذلك الفن ، ثم طلبت إليه أن يختار ما يستحق أن يبقى عليه ، وما هو جدير بأ، ينحى ، شغب ونازع ؛ لأنه لا يملك أدوات الحكم على هذا الموروث ؛ لبعده عنده ، وخفائه عليه ، ولم يجد بدا من العودة كرة أخرى إلى التكفير الموضوعي ، والبحث العلمي ، يسلبهما منك ، ملقياً بك في ردغة([26]) الحبال ، وظلمات الجهل ، وبيداء التخلف .

            وقد يسايرك بعضهم ، آخذاً بالنصفة والبراءة ، قائلاً : نقف عند القرون الخمسة الأولى؛ لأنها قرون الإبداع والخلق([27]) . فقال له : إن الخالفين من القرون اللاحقة قد أضافوا إلى ميراث تلك القرون السابقة إضافات صالحة ، كشفت عن خبيئة ، بل إنهم قد استخرجوا من علم الأوائل علماً آخر ، مصبوغاً بصبغتهم ، موسوماً بسمتهم ، ملبياً حاجات عصرهم ، مفجرا طاقات عظيمة من هذا العقل العربي ، الذي ما فتىء يغلي ويموج ، كالبحر الهادر([28]) .

وعلى سبيل المثال ، فإن القرن الثامن – وهو في تقديرك ورأيك مما ينبغي أن ينبذ ويطرح – قد شهد أعلاماً شوامخ ، مثل شيخ الإسلام ابن تيمية ، ومؤرخ الإسلام الحافظ الذهبي ، ومجتهد عصره تقي الدين السبكي ، وولده المؤرخ تاج الدين ، والحافظ أبي الحجاج المزى ، وختنه([29]) الحافظ المفسر المؤرخ عماد الدين بن كثير ، والحافظ الكبير علم الدين البرزالي ، والأديب المؤرخ صلاح الدين الصفدي ، واللغوي الجامع ابن منظور ، وإمامى النحو : أبي حيان وأبي هشام .

            وإن القرن لتاسع قد شهد أمير المؤمنين في الحديث ، الحافظ ابن حجر العسقلاني ، وشيخ الإقراء في زمانه شمس الدين بن الجزرى ، وعالم الاجتماع الكبير ابن خلدون ، والمؤرخ الجغرافي تقي الدين المقريزي .

            وإن القرن العاشر قد شهد الحافظ المؤرخ الحجة شمس الدين السخاوى ، والحافظ المفسر النحوي ، الجامع للفنون والمعارف جلال الدين السيوطي ، ولا تقل : إنه جماع ، فقد حفظ لنا في تصانيفه التي بلغت نحو ستمائة مصنف (600) كثيراً مما عدت عليه عوادى الناس والأيام([30]) ، من علوم الأوائل وفنونها ، واستخرج من كل ذلك علماً عرف به ونسب إليه .

            فإذا جئنا إلى القرن الحادي عشر – وهو عندما مما لا يلتفت إليه ، ولا يعاج به ؛ لأن هذا العصر في رأيك عصر انحطاط وانحدر([31]) ، من حيث كانت الغلبة فيه للأتراك العثمانيين . وهم من كرام هذه الأمة الإسلامية ، شئت أم أبيت([32]) : رأينا علماء كبارا ، منهم شهاب الدين الخفاجي، صاحب المصنفات الكبيرة : ريحانة الألبا ؛ تراجم أدباء عصره ، وشفاء الغليل فيما في كلام العرب من الدخيل ، وشرح درة الغواص ، للحريري ، وطراز المجلس ، ونسيم الرياض في شرح شفاء القاضي عياض . ومن أعظم تصانيفه وأبقاها : حاشية على تفسير البيضاوي ، المسماة : عناية القاضي وكفاية الراضي . في ثماني مجلدات كبار .

            والعلامة عبد القادر البغدادي ، صاحب "الخزانة" وهي من مفاخر التأليف العربي .

            وفي القرنين الثاني عشر والثالث عشر ، نلتقي بعلمين كبيرين : المرتضى الزبيدي ، صاحب "تاج العروس" ، و "إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين" . والشوكاني ، صاحب "فتح القدير" ، و " ونيل الأوطار " إلى علماء الهند ، الذين توفروا على السنة المطهرة، شرحاً ونشراً .

            وكل هؤلاء ؛ من ذكرت ولم أذكر ، قد فسروا ، وأضافوا ، واستخرجوا .

            فهل نلقى بهم جميعاً في غيابات الجبّ ، ومتاحف الآثار ؟ .

            وهل من المقبول في موازين العقل والعدل ، أن تطالب إنساناً خلف له أهله ثروة طائلة، ثم أقبل عليها ، يثمرها ونميها بجهده وعرقه ، حتى أضاف إليها أضعافها . هل من المقبول أن تطالبه بأن يتخلى عن هذا الذي أضافه ، ويقنع بما تركه له أهله ؟ .

            وقد يبدو هذا التشبيه لك ساذجاً ، ولكن الضرورة ألجأتنا إيه ولضرورة أحكامها .

            ثم أعود مرة أخرى إلى قضية " أن كتب التراث يغني بعضها عن بعض" وقد شغلتني هذه القضية ، وعشت مخدوعاً بها زماناً ، حتى ظهر لي زيفها وبطلانها ، بشواهد ومثل كثيرة ، وبخاصة في كتب التراجم ، ومصنفات اللغة . واكتفى بعرض مثال واحد من كتب اللغة :

            من المعروف أن أكمل المعاجم اللغوية وأوسعها ، كتابان ، هما : لسان العرب ، لجمال الدين أبي الفضل محمد بن مكرم بن منظور ، المتوفى بمصر سنة 711هـ ، وتاج العروس في شرح القاموس ، لأبي الفيض محمد بن محمد بن محمد . المرتضى الزبيدي المتوفى بمصر أيضاً سنة 1205هـ .

            فقد جمع ابن مظور في كتابه أصول المعاجم : الصحاح للجوهري ، وحواشيه لابن برى، والتهذيب للأزهري ، والمحكم لابن سيده ، والنهاية في غريب الحديث والأثر ، لابن الأثير . وعول المرتضى الزبيدي على اللسان ، مع ما أضافه من كتب الصاغاني : التكملة ، والعباب . وكتب شيخه محمد بن الطيب محمد الفاسي المالكي ، المتوفى بالمدينة المنورة سنة 1170هـ . إلى كتب أخرى صغار وكبار .

            فكان النظر في هذين المعجمين الكبيرين مغنياً عن النظر فيما سواهما ، للذي قيل : "كل الصيد في جوف الفرا([33]) "  . لكني وقعت على ما يقتضي التوقف في هذا الحكم :

            وذلك ما أثاره ابن الأثير ، في النهاية ، حين عرض لشرح حديث : "أتاكم أهل اليمن ، هم أرق قلوباً وأبخع طاعة" .

            قال : "أي أبلغ ، وأنصح في الطاعة من غيرهم ، كأنهم بالغوا في بخع أنفسهم ، أي قهرها وإذلالها بالطاعة" .

            ثم قال : "قال الزمخشري : هو من بخع الذبيحة : إذا بالغ في ذبحها ، وهو أن يقطع عظم رقبتها ، ويبلغ بالذبح البخاع – بالباء – وهو العرق الذي في الصلب ، والنخع ، بالنون : دون ذلك ، وهو أن يبلغ بالذبح النخاع ، وهو الخيط الأبيض ، الذي يجرى في الرقبة . هذا اصله ، ثم كثر حتى أستعمل في كل مبالغة . وهكذا ذكره في كتاب الفائق في غريب الحديث وكتاب الكشاف في تفسير القرآن ، ولم أجده لغيره ، وطالما بحثت عنه في كتب اللغة والطب ، والتشريح، فلم أجد البخاع – بالباء – مذكوراً في شيء منها"([34]) .

            هذا كلام ابن الأثير ، والأمر على ما قال ، في كتابى الزمخشري : الفائق ، والكشاف ، وأيضاً جاء بعضه في أساس البلاغة([35]) .

            قلت : هذا الذي تعقب به ابن الأثير ، الزمخشري ، وقد شاع في معاجم المتأخرين : ابن منظور ، والفيروزابادي ، والمرتضى الزبيدي . ويدل سياق هؤلاء جميعاً في كتبهم ، على أن الزمشخري منفرد – دون اللغويين – بذكر "البخاع" بالباء الموحدة ، حتى ليقول الزبيدي ، بعد حكاية كلام ابن الأثير ، والفيروزابادي : "قال شيخنا : وقد تعقب ابن الأثير قوم ، بأن الزمخشري ثقة ثابت ، واسع الاطلاع ، فهو مقدم"([36]) .

            فهذا كلام دال بوضوح ، على أن الزمخشري منفرد بذكر هذا القول ، وأن انفراده به لا يطعن فيه ؛ لأنه ثقة مأمون .

            وقد وقعت على نص عالٍ موثق ، يدل على أن هذه التفرقة بين "البخاع" بالباء الموحدة، و "النخاع" بالنون ، تفرقة قديمة ، سابقة على الزمخشري المتوفى سنة (538) . وذلك ما ذكره ابن فارس ، المتوفى سنة (395) ، في كتابه معجم مقاييس اللغة :

            قال رحمه الله : "قال أبو علي الأصفهاني ، فيما حدثنا به أبو الفضل محمد بن العميد ، عن أبي بكر الخياط ، عنه ، قال : قال الضبي : بخعت الذبيحة : إذا قطعت عظم رقبتها ، فهي مبخوعة، ونخعتها : دون ذلك ؛ لأن النخاع : الخيط الأبيض الذي يجرى في الرقبة وفقار الظهر. والبخاع ، بالباء : العرق الذي في الصلب"([37]) .

            فأنت ترى أن الزمخشري مسبوق فيما ذهب إليه ، بهذا الذي حكاه ابن فارس ، بإسناده إلى الضبى . وقد خفى هذا على ابن الأثير ، ومن جاء بعده : ابن منظور ، والفيروزابادي ، والمرتضى الزبيدي ، وشيخه محمد بن الطيب الفاسى ، وإن كان هذا قد أحال على الثقة بالزمخشري وسعة اطلاعه .

            وواضح أن هناك فرقاً بين أن تفزع إلى المعاجم ؛ لتصيب معنى لغوياً لما يعرض لك من ألفاظ ، وبين أن تكون بإزاء قضية لغوية ، تريد أن تنتهي فيها إلى رأي حاسم قاطع . هنا لا يغنيك النظر في هذين الكتابين – اللسان والتاج ، مع سعتهما وإحاطتهما – عن الرجوع إلى غيرهما ، من صغر الكتب وأوسطها ، وهنا أيضاً لا يفيدك قول أبي الطيب : ومن ورد البحر استقل السواقيا .

            أن علماءنا الأوائل ، رحمهم الله ورضي عنهم  ، لم يكونوا يعبثون حين يتوفرون على الفن الواحد ، من فنون التراث ، فيكثرون فيه التأليف والتصنيف ، ويدخل الخالف منهم على السالف.

            ونعم ، قد تجمع بعضهم جامعة المنزع والمنهج العام ، ولكن يبقى لكل منهم مذاقه ومشربه ، كالذي تراه من اجتماع أبي جعفر الطبري ، وعماد الدين بن كثير ، على تفسير القرآن الكريم بالمأثور ، وافتراقهما في أسلوب التناول ومنهج العرض .

            ولم يكن النحاة يعانون من الفراغ ، أو قلة الزاد ، حين عكفوا على كتاب مثل "الجمل" لأبي القاسم الزجاجي ، فوضعوا له مائة وعشرين شرحاً([38]) .

            ومن الغريب حقاًَ إننا ل نجد باساً أن يكثر الدارسون المحدثون من التأليف في الفن الواحد، كتباً ذاهبة في الكثرة والسعة ، كالذي تراه من التأليف في فنون الشعر والقصة والمسرح، ثم نحجر على أسلافنا ، ونعيب عليهم من ذلك ، ثم ننعتهم بالثرثرة والدوران حول أنفسهم ! ولكنها آفة الذين يلتمسون المعابة لأسلافهم بالظن الخادع ، والوهم الكذوب .

            وإنه الحق أن بعض ما تركه الأوائل ، منتزع من جهود سابقة ، وتعد إضافته إلى الفن إضافة محدودة ، ولكن مثل ذلك معروف مسطور ، ومدلول عليه أيضاً بكلام الأوائل أنفسهم، وأكثر ما ترى ذلك في مقدمات الكتب ، كهذا الذي صنعه ابن الأثير ، في مقدمة "النهاية" حين قضى على تأليف ابن الجوزي ، في غريب الحديث ، بأنه مسلوخ من كتاب أبي عبيد الهروي . قال رحمه الله :

            " ولقد تتبعت كتابه ، فرأيته مختصراًَ من كتاب الهروى ، منتزعاً من أبوابه ، شيئاً فشيئاً، ووضعاً فوضعاً ، ولم يزد عليه إلا الكلمة الشاذة واللفظة الفاذة . ولقد قايست ما زاد في كتابه على ما أخذه من كتاب الهروى ، فلم يكن إلا جزءاً يسيراً من أجزاء كثيرة"([39]) .

            وأحب أن أشير إلى أن هذه المختصرات التي تشغل حيزاً كبيراًَ من التأليف العربي ، قد تجدُ فيها ما لست تجده في الأصول . ومن ذلك – وهو كثير – كتاب " مختار الأغاني في الأخبار والتهاني" لابن منظور صاحب " اللسان " ، الذي اختصر به كتاب " الأغاني" لأبي الفرج الأصبهاني وقد طبع هذا المختصر في ثمانية أجزاء ، وفي الجزء الثالث منه ترجمة موسعة([40]) ، لأبي نواس ، تضمنت أخباراً وأشعاراً لأبي نواس ، لا تجدهما في الأصل المختصر ، وذلك أن لابن منظور كتاباً مفرداً لأخبار أبي نواس ، وهو مطبوع .

            وكذلك صنع ابن منظور ، في ترجمة جميل بن معمر ، حيث أورد له بعض أشعار وأخبار لم ترد في الأغاني([41]) .

            والظن باب منظور أن يكون قد فعل مثل ذلك ، فيما اختصره من كتب التراث الأخرى، فقد كان مغرى باختصار كتب الأدب المطولة ، كما يقول ابن حجر([42]) ، وقال صلاح الدين الصفدي : "ما أعرف في كتب الأدب شيئاً إلا وقد اختصره"([43]) . ومن مختصراته : مختصر مفردات ابن البيطار ، في الأدوية ، ولطائف الذخيرة – مختصر الذخيرة لابن بسام . ومختصر تاريخ دمشق لابن عساكر . ومختصر تاريخ بغداد للسمعاني . ومختصر الحيوان للجاحظ . ومختصر أخبار المذاكرة ونشوار المحاضرة للتنوخي .

            ومن حديث المختصرات ما لاحظته ، أنا وأخي الدكتور عبد الفتاح الحلو ، في أثناء ملنا في تحقيق طبقات الشافعية الكبرى ، لتاج الدين ابن السبكى : أن الطبقات للمؤلف قد اشتملت على فوئد لم ترد في الطبقات الكبرى ، بل إن فيها من التراجم ما لم يذكر أصلاً في الطبقات الكبرى([44]) .

            وكتاب تقريب التهذيب ، لابن حجر العسقلاني ، فيه من التقييد والضبط ، ما لست تجده في أصله : تهذيب التهذيب ، للمؤلف نفسه ، وقد احسن ناشرو تهذيب التهذيب ، في دائرة المعارف العثمانية ، بالهند ، حين أنزلوا هذا الضبط والتقييد في حواشي الكتاب .

            ومثل ذلك يقال في مصنفات شمس الدين الذهبي التاريخية : تاريخ الإسلام ، وسير أعلام النبلاء ، والعبر في خبر من عبر ، وتاريخ دول الإسلام .

            إن تراثنا لم يأخذ مكانه بين تراث الإنسانية إلا بما صنفه الأوائل ، مضافاً إليه تلك الشروح والمختصرات والذيول ، والصلات([45]) ، والحواشى والتقريرات .

            نقول هذا لأبنائنا طلبة العلم ، ونذكر به أيضاً العقلاء من إخواننا أساتذة الجامعات العربية . أما الذين يلتمسون تراجم الرجال من "دوائر المعارف" ، و "الموسوعة العربية الميسرة" ، ويطلبون الشروح اللغوية من "المنجد" و "أقرب الموارد" ، ويجمعون تراجم الشعراء ، من "شعراء النصرانية" ، فقد سقطت كلفة الحديث معهم .

            الحقيقة الثانية([46]) التي أنبه عليها : "أن مجاز كتب التراث مجاز الكتاب الواحد" بمعنى أن هذه الكتب متشابكة الأطراف ، متداخلة الأسباب .

            فمع الإقرار بنظرية التخصص ، وانفراد كل فن من فنون التراث بطائفة من الكتب والمصنفات ، إلا أنك قل أن تجد كتاباً من هذه الكتب مقتصراً على الفن الذي يعالجه ، دون الولوج إلى بعض الفنون الأخرى ، بدواعي الاستطراد والمناسبة ، وهذا يؤدي لا محالة ، إلى أن تجد الشيء في غير مظانه . وقد ضربت لذلك مثلا – في بعض ماكتبت([47]) – بعلم النحو ، فليست مسائل هذا العلم في كتب النحو فقط ؛ ففي كتب التفسير والقراءات نحو كثير ، وفي كتب الفقه وأصوله نحو كثير ، وفي معاجم اللغة ، وكتب البلاغة ، وشروح الشعر([48]) ، نحو كثير. بل إنك واجد في بعض كتب السير ، والتاريخ ، والتراجم ، والأدب ، والمعارف العامة ، والطرائف والمحاضرات ، من مسائل النحو وقضاياه ، مالا تكاد تجد بعضه في كتب النحو المتداولة([49]).

            واقرأ إن شئت : الإمتناع والمؤانسة ، ومثالب الوزيرين ، كلاهما لأبي حيان التوحيدي، ورسالة الملائكة ، ورسالة الغفران ، الاثنان لأبي العلاء المعرى ، والروض الأنف للسهيلي ، وبدائع الفوائد ، لابن قيم الجوزية ، والغيث المسجم في شرح لامية العجم ، لصالح الدين الصدفي. ثم أنظر كم من مسائل النحو أفدت .

            ومما يستطرف ذكره هنا أن الشاهد النحوي المعروف "أكلوني البراغيث" لم أجده منسوباً لقائل ، في كتاب من كتب النحو التي أعرفها ، على حين وجدته منسوباً لقائل ، في كتاب من كتب النحو التي أعرفها ، على حين وجدته في كتاب أبي عبيدة " مجاز القرآن" منسوباً لأبي عمرو الهذلي([50]) .

            وخذ كتاباً لغوياً مثل "المخصص" لابن سيده – وهو معاجم المعاني كما عرفت – تجد فيه نحواً كثيراً ، وصرفاً كثيراً ، بل إن هذا الكتاب اللغوي يعد توثيقاً كبيراً لآراء أبي على الفارسي، في النحو والصرف ، حيث تراه قد أكثر من النقل عنه كثرة ظاهرة([51]) .

            وإنك لتقضى العجب حين ترى كثيراً من الدراسات النحوية المعاصرة – والتي هوجم النحو العربي فيها هجوماً كاسحاً أكولا – قد اتكأت على كتب النحو المتأخرة ، ابتداءً بابن هشام ، وانتهاء بالصبان ، تاركة وراءها كتب النحو الأولى ، وكتب الفنون التراثية الأخرى ، التي تمت إلى النحو بأسباب وعلائق كثيرة . ومع التسليم بجدوى مصنفات ابن هشام ومن جاء بعده ، فإن ذل لا يغني عن الجهود السابقة ، ولا يقوم مقامها .

* * *

            وما قيل عن النحو وأنسياحه في الفنون الأخرى ، يقال في سائر العلوم ؛ وقد حدثنى شيخي الجليل محمود محمد شاكر ، حفظه الله ، أنه استخرج علوية أبي الطيب المتنبي من خبر صغير، في ثنايا خزانة الأدب ، للبغدادي ، وقد خفى هذا الخبر على كل الذين كتبوا عن المتنبى ، من عرب وعجم ، مع أن هذا الكتاب قد طبع في مطبعة بولاق بمصر ، سنة 1299هـ ، ولكنه في نظر الناس كتاب شواهد ونحو ، ليس غير ، للذي علموه من أنه شرح شواهد الرضى على الكافية ، وترجمة المتنبي عند هؤلاء تلتمس من كتب التراجم والأدب .

            وحدثني أيضاً ، حفظه الله ، أن المفكر الكبير الأستاذ عباس محمود العقاد ، رحمه الله ، سألت ذات يوم ، عن خبر أو كلام لعمرو بن العاص ، رضي الله عنه كان قد قرأه الأستاذ العقاد، ونسى موضعه ، وأنه قد وجد هذا الخبر في كتاب الكشكول ، أو المخلاة ، لبهاء الدين العاملي ، المتوفى سنة 1031هـ . ويابعد ما بين العالمي ومظان ترجمة عمرو بن العاص ! والكشكول ، والمخالة عند بعض المحدثين – إن علموا بأمرهما – من سواقط الكتب وكواذب الأحاديث .

            إن في الكتب الموسوعية ، مثل شرح نهج البلاغة ، لابن أبي الحديد ، المتوفى سنة 656هـ ونهاية الأرب([52]) ، للنويري ، المتوفى سنة 733هـ ، وصبح الأعشى ، للقلقشندي ، المتوفى سنة 821هـ ، من غرائب العلوم والفنون ، مالا يأتي عليه حصر .

* * *

            وبعد :

            فإن من الظاهر الجدير بالتأمل ، في هذه الأيام ، تلك العناية البالغة بالتراث : نشراً لما لم ينشر ، وتصويراً لما نشر ، ويقبل القراء على شراء كتب التراث إقبالاًَ زائداً ، ولم يستطع الكتاب الحديث – برغم ما أحيط به من مظاهر الإعلان والإعلام – أن يزاحم الكتاب التراثي ، بالرغم أيضاً مما يتعرض له من تجريح وتوهين .

            ولكن هذه العناية بنشر التراث ، والإقبال على شرائه ، لم يواكبها قراءة له ، وانتفاع به، فكثرت الكتب وقلت القراءة .

            ومهما يكن من أمر ، فإن هذه الظاهرة دالة بوضوح ، على أن للتراث بريقاً أخاذا . ولم يبق إلا أن نعمق في أبنائنا الإحساس النبيل به وأن نأخذ بأيديهم إلى آفاقه الرحبة ، وآماده المتطاولة .

            ثم إنه واجب أيضاً على أنبائنا أن يقبلوا على قراءة هذا الموروث العظيم ، وأن يصبروا على معاناة الكتب ، والنفاذ إلى أسرارها ، وسوف يجدون متعة لا تشبهها متعة ، حتى يقولوا في ثقة واطمئنان :

أفبعد كندة تمدحن قبيلا

                        والله الحمد في الأولى والآخرة

وكتب

أبو أروى

محمود محمد الطناحي

مكة المكرمة في :

ربيع الأول 1405هـ


 السيرة النبوية والمغازي

            في النصف الثاني من القرن الأول الهجري بدأ بعض التابعين في تدوين أخبار السيرة النبوية ، ومغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم . ويجمع مؤرخو السير على أن أول من كتب في ذلك ، هو أبو عبد الله عروة بن الزبير بن العوام الأسدي القرشي ، المتوفى سنة 93هـ. وقد عاصره وتلاه نفر من التابعين ، الذين عرفوا بالعناية بالسيرة ، وجمع أخبارها ، منهم أبان بن عثمان بن عفان المتوفى سنة 105هـ ، ووهب بن منبه المتوفى سنة 110هـ ، وعاصم بن عمر بن قتادة المتوفى سنة 120هـ ، ومحمد بن مسلم بن عبد الله بن شهاب الزهري المتوفى سنة 124هـ ، وعبد الله بن أبي بكر ابن محمد بن حزم المتوفى سنة 135هـ .

            ولم يبق من كتابات هؤلاء الرواد الأوائل إلا ما تناثر من روايات في تصانيف ابن إسحاق، والواقدي ، وابن سعد ، والطبري . ويقال : إنه توجد قطعة من كتاب وهب بن منبه، في مدينة هيدلبرج بألمانيا ، في مجموعة سكوت رينهارت . وهي قطعة صغيرة كتبت على ورق البردي ، وفيها ذكر بيعة العقبة .

            ثم جاءت بعد ذلك طبقة من كتاب السير ، منهم موسى بن عقبة المتوفى سنة 141هـ ، ومحمد بن إسحاق المتوفى سنة 151هـ ، ومعمر بن راشد المتوفى سنة 154هـ ، وأبو معشر نجيح بن عبد الرحمن المدني المتوفى سنة 170هـ . وهؤلاء جميعاً من تلامذة ابن شهاب الزهري.

            أما موسى بن عقبة ، فقد ألف في المغازي تأليفاً أثنى عليه الأئمة عن يحيى بن معين ، قال : "كتاب موسى بن عقبة ، عن الزهري ، من أصح هذه الكتب"([53]) . وقال الإمام أحمد بن حنبل : "عليكم بمغازي موسى بن عقبة فإنه ثقة"([54]) . وروى ابن أبي حاتم الرازي ، بسنده عن معنى بن عيسى ، قال : "كان مالك بن أنس إذا قيل له : مغازي من نكتب ؟ قال : عليكم بمغازي موسى بن عقبة فإنه ثقة"([55]) . وفي رواية أخرى عنه : "فإنه رجل ثقة ، طلبها على كبر السن ولم يكثر كما أكثر غيره"([56]) .

ولا تعرف نسخة من كتاب موسى بن عقبة هذا ، مع أنه سلم إلى القرن العاشر الهجري، حيث نقل عنه الديار بكري – حسين بن محمد – المتوفى نحو سنة 966هـ ، في كتابه تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس([57]) . وقد نشر المستشرق الألماني سخاو (1845 – 1930م) قطعة من كتاب موسى بن عقبة ، في سنة 1904م([58]) .

وأما ما كتبه معمر بن راشد ، وأبو معشر المدني ، فلم يبق منه شيء ، إلا ما تناقله المؤرخون من بعدهما . وسأتيك حديث ابن إسحاق .

ومعلوم أن المقصود بمصطلح "السيرة النبوية" هو ما يتصل بسيدنا المصطفى صلى الله عليه وسلم ، من حيث الحديث عن نسبه الشرف ، ومولده ونشأته ، وبعثته ، وصفاته ، وتصرف أحواله إلى أن لقى ربه راضياً مرضياً بعد أن بلغ الرسالة وأدى الأمانة ، وترك أمته على مثل المحجة البيضاء . فهذا هو الأصل في مصطلح "السيرة النبوية" لكنه قد استعمل أيضاً مضافاً إليه حديث المغازي والحروب التي خاضها الرسول صلى الله عليه وسلم ، لإعلاء كلمة الله في الأرض، فصار هذان المصطلحان يتعاقبان على موضوع واحد .

فكتاب ابن إسحاق يقال له : السيرة ، ويقال له : المغازي ، وقد جمع بعض المؤلفين المصطلحين في العنوان الذي اختاره لكتابه ، كما ترى في كتب ابن عبد البر ، وابن الجوزي ، وابن سيد الناس .

على أن هناك بعض الكتب التي تنصرف خالصة إلى السيرة النبوية بمعناها الأصلي الذي ذكرته ، وذلك ما عرف بكتب دلائل النبوة ، والشمائل ، والخصائص .

وينبغي أن يكون واضحاً أن الحديث عن السيرة النبوية والمغازي قد جاء بإفاضة أيضاً في بعض كتب الطبقات ، وكتب التاريخ المرتبة على السنين ، كالذي تراه في تاريخ خليفة بن خياط، والطبقات الكبير ، لابن سعد كاتب الواقدي ، وتاريخ ابن جرير الطبري ، المعروف بتاريخ الرسل والملوك ، وتاريخ عز الدين بن الأثير ، المسمى : الكامل ، وتاريخ الحافظ عماد الدين بن كثير ، الموسوم بالبداية والنهاية .

وهذا بيان أشهر كتب السيرة النبوية والمغازي ، واكتفيت فيه بالقدر الذي يطيقه الطالب المبتدئ ، ويجد فيه من سار في العلم خطوات تذكرة وبلاغاً إن شاء الله :

1- سيرة ابن هشام . وهو أبو محمد عبد الملك بن هشام بن أيوب الحميري المصري     (218هـ) .

وأصل هذه السيرة هو ما وضعه أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن يسار المدني القرشي (152هـ) . وقد رواها ابن هشام عن أبي محمد زياد ابن عبد الله البكاني العامري الكوفي (183هـ) ، عن ابن إسحاق([59]) .

وقد تناول ابن هشام هذه الرواية التي وقعت له من سيرة ابن إسحاق ، بكثير من التحرير والاختصار والإضافة ، والنقد أحياناً ، والمعارضة بروايات أخر لغيره من العلماء([60]).

ثم لهج الناس قديماً وحديثاً بسيرة ابن هشام ، حتى كادوا ينسون واضعها الأول . يقول ابن خلكان : "وهذا ابن هشام هو الذي جمع سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم من المغازي والسير لابن إسحاق ، وهذبها ولخصها .. وهي الموجودة بأيدي الناس ، المعروفة بسيرة ابن هشام"([61]) .

2- شرح سيرة ابن هشام ، المسمى : الروض الأنف والمشروع الروى([62]) في تفسير ما اشتمل عليه حديث السيرة واحتوى . لأبي القاسم وأبي زيد عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد الخثعمي السهيلى الأندلسي (581هـ) .

وهو كتاب تاريخ وعربية . قال فيه الصلاح الصفدي : "وهو كتاب جليل ، جود في ما شاء"([63]) . وقال الوزير القفطي : "وتصنيفه في شرح سيرة ابن هشام يدل على فضله ونبله وعظمته وسعة علمه "([64]) .

وإني لأنصح كل طالب علم باقتناء هذا الكتاب ومدارسته ، وإدامة النظر فيه ؛ لما حواه من فوائد في مختل علوم العربية ، وبخاصة علم النحو ، فإن السهيلي رحمه الله ، قد مد فيه يداً([65]).

3- مغازي الواقدي – وهو أبو عبد الله محمد بن عمر (207هـ) .

4- الدرر في اختصار المغازي والسير . لابن عبد البر . أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد النمري (463هـ) .

5- جوامع السيرة . لابن حزم . أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد (456هـ) .

6- تلقيح فهوم أهل الأثر في عيون التواريخ والسير . لابن الجوزي . أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد (597هـ) .

7- الاكتفاء في مغازي رسول الله والثلاثة الخلفاء . للكلاعي . أبو الربيع سليمان بن موسى بن سالم الأندلسي (634هـ) .

8- عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير . لابن سيد الناس . أبو الفتح محمد بن محمد بن محمد (734هـ) .

9- المغازي . ([66]) للذهبي . أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان (748هـ) .

10- السيرة النبوية([67]) . لابن كثير – إسماعيل بن عمر (774هـ) .

11- حدائق الأنوار ومطالع الأسرار في سيرة النبي المختار([68]) .

12- سبل الهدى والرشاد في سرة خير العباد . ويعرف بالسيرة الشامية . لأبي عبد الله محمد بن يوسف بن علي الصالحي الشامي (942هـ) .

وهذا الكتاب الكتاب من أجمع كتب السيرة وأوعبها . وقد باشر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالقاهرة طعة عام 1392هـ - 1972م ، فأصدر منه ثلاثة أجزاء ، ثم توقف ، نسأل الله تيسير أسباب نشره كاملا .

13- إنسان العيون في سيرة الأمين المأمون . ويعرف بالسيرة الحلبية . لنور الدين علي بن إبراهيم بن أحمد الحلبي (1044هـ) .


 كتب الدلائل والشمائل والخصائص

1- دلائل النبوة . لأبي نعيم الأصبهاني – أحمد بن عبد الله بن أحمد (430هـ)

2- دلائل النبوة ومعرفة أحوال صاحب الشريعة([69]) . لأبي بكر البيهقي – أحمد بن الحسين بن علي (458هـ) .

3- الشمائل النبوية([70]) . للإمام الترمذي – محمد بن عيسى بن سورة (279هـ) .

4- شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم([71]) . لابن كثير – إسماعيل بن عمر (774هـ).

5- الشفا بتعريف حقوق المصطفى([72]) . للقاضي أبي الفضل عياض بن موسى بن عياض اليحصبي السبتي (544هـ) .

6- الوفا بأحوال المصطفى . لابن الجوزي – أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد (597هـ) .

7- الجوهرة في نسب النبي وأصحابه العشرة . لمحمد بن أبي بكر ابن عبد الله بن موسى الأنصاري التلمساني ، الشهير بالبرى ، من رجال القرن السابع([73]) .

8- الرصف لما روى عن النبي صلى الله عليه وسلم من الفعل والوصف([74]) . لأبي المكارم محمد بن محمد بن عبد الله الشافعي الواسطى البغدادي . المعروف بابن العاقولي (797هـ) .

9- إمتاع الأسماع بما للرسول من الأنبياء والأموال والحفدة والمتاع([75]) .لتقي الدين المقريزي المصري – أحم بن علي بن عبد القادر (845هـ) .

10- الخصائص الكبرى . لجلال الدين السيوطي– عبد الرحمن بن أبي بكر (911هـ).

11- تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس . للدياربكري – حسين بن محمد المتوفي نحو سنة 996هـ .


 1- تراجم الصحابة والتابعين

1- الطبقات . لأبي عمرو خليفة بن خياط([76]) . شباب العصفوري (240هـ) .

2- الطبقات الكبير([77]) (الكبرى) لأبن سعد – محمد بن سعد بن منيع (230هـ) .

3- الاستيعاب في أسماء أصحاب([78]) لابن عبد البر – يوسف بن عبد الله بن محمد         (463هـ) .

4- أسد الغابة في معرفة الصحابة . لعز الدين بن الأثير – علي ابن محمد بن عبد الكريم (630هـ) .

5- الإصابة في تمييز الصحابة([79]) . لابن حجر العسقلاني – أحمد بن علي بن محمد (852هـ).

 2- تراجم القراء

1- معرفة القراءة الكبار على الطبقات والأعصار([80]) . للذهبي – محمد بن أحمد بن عثمان (748هـ) .

            2- طبقات القراءة – يسمى غاية النهاية – لابن الجزري – محمد بن محمد بن محمد      (833هـ) .

 3- تراجم المفسرين

            1- طبقات المفسرين([81]) . للسيوطي – عبد الرحمن بن أبي بكر (911هـ) .

            2- طبقات المفسرين . للداودي – محمد بن علي بن أحمد (945هـ) .

 4- تراجم المحدثين والرواة

            1- التاريخ الكبير . للإمام أبي عبد الله البخاري – محمد بن إسماعيل بن إبراهيم (256هـ) .

            2- الجرح والتعديل . لابن أبي حاتم الرازي – عبد الرحمن بن محمد بن إدريس (327هـ) .

            3- تذكرة الحفاظ([82]) .للذهبي – محمد بن أحمد بن عثمان (748هـ) .

            4- ميزان الاعتدال في نقد الرجال ، للذهبي([83]) .

            5- لسان الميزان . لابن حجر العسقلاني – أحمد بن علي بن محمد (852-هـ) .

            6- تهذيب التهذيب . لابن حجر .

 5- تراجم الفقهاء والأصوليين

الحنفية

1- الجواهر المضية في طبقات الحنفية([84]). للقراشي– عبد القادر بن محمد بن نر الله (775هـ) .

2- الطبقات السنية في تراجم الحنفية([85]) . لتقي الدين بن عبد القادر التميمي العزى (1010هـ) .

المالكية

1-  ترتيب المدارك([86]) وتقريب المسالك لمعرفة أعلام مذهب ملك . للقاضي عياض بن موسى بن عياض اليحصبى السبتى (554هـ) .

2- لديباج المذهب في تراجم أعيان المذهب([87]) . لابن فرحون – إبراهيم بن علي بن محمد (779هـ) .

3- شجرة النور الزكية في طبقات المالكية . لمحمد بن محمد مخلوف (1360هـ) .

الشافعية

1- طبقات الشافعية الكبرى([88]) . لتاج الدين السبكي – عبد الوهاب بن علي بن عبد الكافي (711هـ) .

2- طبقات الشافعية . لتاج الدين الإسنوى – عبد الرحيم بن الحسن بن علي (772هـ)

الحنابلة

            1- طبقات الحنابلة . لابن أبي يعلى – محمد بن محمد بن الحسين (526هـ) .

            2- الذيل على طبقات الحنبلة([89]) . لابن رجب – عبد الرحمن ابن أ؛مد (795هـ) .

الأصوليون

            طبقات الأصوليين – يسمى : الفتح المبين . لعبد الله مصطفى المراغي .

 6- تراجم الشيعة والمعتزلة

            1- أعيان الشيعة([90]) . لمحسن بن عبد الكريم بن علي . الأمين (1371هـ) .

            2- الذريعة إلى تصانيف الشيعة . لمحمد محسن بن علي ، الشهير بالشيخ آغار بزرك الطهراني (1389هـ) .

            وله أيضاً : طبقات الشيعة .

            3- طبقات المعتزلة . للقاضى عبد الجبار بن أحمد بن عبد الجبار الهمذاني (415هـ)

            4- طبقات المعتزلة([91]) . لابن المرتضى – أحمد بن يحيى (840هـ) .

 7- تراجم الزهاد والصوفية

            1- حيلة الأولياء وطبقات الأصفياء([92]) . لأبي نعيم الأصبهاني – أحمد بن عبد الله بن أحمد (430هـ) .

            2- صفة الصفوة [ويسمى : صفوة الصفوة – وهو اختصار حلية الأولياء ، السابق] لأبي الفرج بن الجوزي – عبد الرحمن بن علي ابن محمد (597هـ) .

            3- طبقات الصوفية . للسلمى – محمد بن الحسين بن محمد (412هـ) .

            4- الرسالة القشيرية([93]) . لعبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك القشيري (465هـ) .

            5- طبقات الأولياء . لابن الملقن – عمر بن علي بن أحمد (804هـ) .

            6- الطبقات الكبرى – وتسمى : لواقح الأنوار في طبقات الأخيار . للشعراني – عبد الوهاب بن أحمد بن علي (973هـ) .

 8- تراجم اللغويين والنحاة

1- نزهة الألباء في طبقات الأدباء . لابي البركات الأنباري – عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله (577هـ) .

2- إنباه الرواة على أنباه النحاة([94]) . للقفطي – علي بن يوسف بن إبراهيم (646هـ).

3- بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة . للسيوطي – عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد (911هـ) .

 9- تراجم الأباء والشعراء

            1- طبقات فحول الشعراء([95]) . لابن سلام الجمحي – محمد بن سلام بن عبيد الله        (232هـ) .

            2- الشعر و الشعراء([96]) . لابن قتيبة – عبد الله بن مسلم (276هـ) .

            3- طبقات الشعراء . لابن المعتز – عبد الله بن محمد (296هـ) .

            4- الأغاني([97]) . لأبي الفرج الأصبهاني – على بن الحسين بن محمد (356هـ) .

            5- المؤتلف والمختلف في أسماء الشعراء . للآمدي – الحسن بن بشر بن يحيى (370هـ) .

            6- معجم الشعراء([98]) .للمرزياني – محمد بن عمران بن موسى (384هـ) .

            7- يتيمة الدهر – وتتمة اليتيمة . كلاهما لأبي منصور الثعالبي – عبد الملك بن محمد بن إسماعيل (429هـ) .

            8- دمية القصر وعصره أهل العصر . للباخرزي – علي بن الحسن بن علي (467هـ).

            9- خزيدة القصر وجريدة أهل العصر . للعماد الأصفهاني الكاتب – محمد بن محمد بن حامد (597هـ) وهي في أقسام :

            قسم شعراء مصر .

            قسم شعراء الشام .

            قسم شعراء العراق .

            قسم شعراء المغرب والأندلس .

            وقد طبع القسم الأول في مصر ، بتحقيق الأستاذة : أحمد أمين ، وشوقي ضيف ، وإحسان عباس . وطبع الثاني في دمشق ، بتحقيق الدكتور شكري فيصل ، وطبع الثالث في بغداد بتحقيق العلامة الشيخ محمد بهجة الأثري .

            أما القسم الرابع فقد طبع أولاً في مصر ، بتحقيق الأستاذين علي عبد العظيم ، وعمر الدسوقي ، ثم طبع بعد ذلك في تونس ، بتحقيق الأساتذة : محمد المرزوقي ، ومحمد العروسي المطوي، والجيلاني بن الحاج يحيى ، وآذرتاس آذرنوس .

            ويقول الأستاذ خير الدين الزركلي ، رحمه الله ، تعليقاً على ذلك : "وكانت في طريقة طبعة إقليمية خبيثة في الأدب([99]) " .

            فإن كان الزركلي يشير إلى شيء قد عرفه ولم يصرح به ، حياءً منه أو ستراً ، فلا بأس ولا نكران .

            أما إ، كان يريد استقلال علماء كل بلد بتحقيق القسم الخاص ببلدهم ، فلا إقليمية في ذلك ، بل إن هذا ما ينبغي أن يكون – وأهل مكة أدرى بشعابها ، كما قالوا . وآية ذلك أن طبعة تونس من "القسم الخاص بشعراء المغرب والأندلس" تفضل بكثير الطبعة المصرية منه([100]) .

            وأزيد ذلك بياناً بمثالين : الأول : طبعة دار الكتب المصرية من كتاب النجوم الزاهرة في أخبار مصر والقاهرة . فما كان لأحد غير محمد رمزي بك ، الجغرافي المصري الكبير ، أن يكتب هذه الحواشي النافعة على الكتاب ، والتي حقق بها كثيراً من أسماء المدن والقرى المصرية([101]) .

            والمثال الثاني : ذلك النقد الذي كتبه العلامة الشيخ حمد الجاسر ، على الطبعة الكويتية من " تاج العروس" ، والذي تناول أوهاماً حول أسماء البلدان والمواضع في الجزيرة العربية . والشيخ حمد الجاسر ، هو فارس ذلك الميدان ، غير مدفوع ولا مزاحم .

            أما ما وراء تلك الخصوصية البلدانية ، من علوم الأمة وفنونها ، فالكل فيه سواء ، ولا تفاضل بين الناس في ذلك ، إلا بالعلم والإحاطة .

            10- معجم الأدباء – ويسمى إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب([102]) .  لياقوت بن عبد الله الرومي الحموي (626هـ) .

            11- المحمدون من الشعراء([103]) . للقفطى – علي بن يوسف بن إبراهيم (646هـ) .

            12- ريحانة الألبا([104]) . للشهاب الخفاجي – أحمد بن محمد بن عمر (1069هـ) .

            13- نفحة الريحانة . للمحبى – محمد أمين بن فضل الله (1111هـ) .

            14- خزانة الأدب([105]) . للعلامة عبد القادر بن عمر البغدادي (1093هـ) .

            وهذا الكتاب شرح لشواهد الرضى على الكافية في النحو ، ولكن البغددي رحمه الله نفذ من خلال هذا الشرح إلى تراجم الشعراء والأدباء والعلماء ، وأتى بكل غريبة وعجيبة من علوم العربية وفنونها .

 10- تراجم الأطباء والفلاسفة

            1- طبقات الأباء والحكماء([106]) . لابن جلجل الأندلسي – سليمان بن حمد (بعد     377هـ) .

            2- تاريخ حكماء الإسلام . لليهقي – علي بن زيد بن محمد (565هـ) .

            3- إخبار العلماء بأخبار الحكماء . للقفطي – علي بن يوسف ابن إبراهيم (646هـ).

            4- عيون الأنباء في طبقات الأطباء([107]) . لابن أبي أصبيعة – أحمد بن القاسم بن خليفة     (668هـ) .

 11- تراجم القضاء

            1- أخبار القضاة . لوكيع – محمد بن خلف بن حيان (306هـ) .

            2- الولاة والقضاة . لأبي عمر الكندي – محمد بن يوسف بن يعقوب . (بعد       355هـ) .

            3- قضاة قرطبة . للخشني – محمد بن الحارث بن أسد القيرواني الأندلسي (نحو     366هـ) .

            4- رفع الإصر عن قضاة مصر([108]) .لابن حجر العسقلاني – أحمد بن علي بن محمد        (852هـ) .

            5- ذيله المسمى : بغية العلماء والرواه([109]) . لشمس الدين السخاوي – محمد بن عبد الرحمن محمد – وهو تلميذ ابن حجر – (902هـ) .

            6- قضاة دمشق . ويسمى : الثغر بسام في ذكر من ولى قضاء الشام لابن طولون – محمد بنعلي بن أحمد (953هـ) .

 12- تراجم الخلفاء

            1- أسماء الخلفاء والولاة([110]) . لابن حزم – علي بن أحمد بن سعيد (456هـ) .

            2- الإنباء في تاريخ الخلفاء([111]) . لمحمد بن علي بن محمد ، المعروف بابن العمراني (نحو 580هـ) .

            3- تاريخ الخلفاء . للسيوطي – عبد الرحمن بن أبي بكر (911هـ) .

            4- اتعاظ الحنفا في أخبار الأئمة الفاطمين الخلفا . للمقريزي – أحمد بن علي بن عبد القادر (845هـ) .

 13- تراجم الوزراء

            1- الوزراء والكتاب . للجهشياري – محمد بن عبدوس بن عبد الله (331هـ) .

            2- تحفة الأمراء في تاريخ الوزراء([112]) . لهلال بن المحسن بن إبراهيم الصابى (331هـ).

            3- الإشارة إلى من نال الوزارة . لابن الصيرفي – علي بن منجب بن سليمان (542هـ) .

            4- النكت العصرية في أخبار الوزراء المصرية([113]) .لنجم الدين عمارة بن علي بن زيدان الحكمي اليمني (569هـ) .

 14- تراجم المؤرخين

1- الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ . لشمس الدين السخاوي – محمد بن عبد الرحمن ابن محمد (902هـ) .

 15- تراجم النسابين

            1- منية الراغبين في طبقات النسابين([114]) . للسيد عبد الرزاق ابن السيد حسن كمونة الحسيني . فرغ من تأليفه سنة 1381هـ .

 16- تراجم النساء

            1- الدر المنثور في طبقات ربات الخدود . لزينب بن علي بن حسين – الشهيرة بزينب فواز العاملي (1332هـ) .

            2- أعلام النساء . للأستاذ عمر رضا كحلة . أطال الله في النعمة بقاءه .


 17- التراجم على البلدان

1- أخبار مكة([115]) وما جاء فيها من آثار . للأزرقي – محمد بن عبد الله بن أحمد           (نحو 250هـ) .

2- العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين . لتقى الدين الفاسي – محمد بن أحمد بن علي    (832هـ) .

3- إتحاف الورى بأخبار أم القرى . لنجم الدين فهد فهد – عمر بن محمد بن محمد     (885هـ) .

4- تاريخ المدينة [المنورة] لأبي زيد عمر بن شبة (262هـ) .

5- الدرة الثمينة في تاريخ المدينة([116]) . لابن النجار – محمد بن محمود بن الحسن (647هـ) .

6- المغانم المطابة في معالم طابة . للفيروز إبادي – محمد بن يعقوب بن محمد (817هـ).

7- التحفة اللطيفة في أخبار المدينة الشريفة . للسخاوي – محمد بن عبد الرحمن بن محمد (902هـ) .

8- وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى . للسمهودي – على بن عبد الله بن أحمد (911هـ) .

9- الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل([117]) . لمجير الدين العليمي الحنبلي – عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن (928هـ) .

10- تاريخ إربل – المسمى – المبارك بن أحمد اللخمى الأماثل([118]) .لابن المستوفى الإربلى-المبارك بن أحمد اللخمي (637هـ) .

11- ذكر أخبار أصبهان([119]) .لأبي نعيم الاصبهاني – أحمد عبد الله بن أحمد (430هـ).

12- تاريخ بغداد([120]) .للخطيب البغدادي – أحمد بن علي بن ثابت (463هـ) .

13- تاريخ جرجان . للسهمى – حمزة بن يوسف بن إبراهيم (427هـ) .

14- إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء . للشيخ محمد راغب ابن محمود الطباخ         (1370هـ) .

15- تاريخ دمشق([121]) .للحافظ ابن عساكر – علي بن الحسن بن هبة الله (571هـ).

ولهذا الكتاب قيمة أدبية كبرى – إلى جانب قيمته التاريخية – لعنايته بتراجم الشعراء وذكر أخبارهم وأشعارهم . فينبغي أن يوضع أيضاً في مصادر تاريخ الأدب .

16-تهذيب تاريخ دمشق([122]) السابق . للشيخ عبد القادر بن ابن مصطفى بن محمد . المعروف بعبد القادر بدران (1346هـ) .

17- الوسيط في تراجم أدباء شنقيط (موريتانيا الآن) لأحمد ابن الأمين الشنقيطي         (1331هـ) .

18- تاريخ ثغر . لعبد الله الطيب بن عبد الله بامخرمة (947هـ) .

19- فضائل مصر . لعمر بن محمد بن يوسف الكندي (كان حياً في النصف الثاني من القرن الرابع الهجري) .

20- النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة . لابن ثغرى بردى([123]) – يوسف بن تغرى بردي بن عبد الله (874هـ) .

21- حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة . للسيوطي – عبد الرحمن بن أبي بكر     (911هـ) .

22- الطالع السعيد الجامع لأسماء نجباء السعيد [صعيد مصر] للأدفوي – جعفر بن([124]) تغلب بن جعفر (748هـ) .

23- السلوك لمعرفة دول الملوك [بمصر] للمقريزي – أحمد بن علي بن عبد القادر (845هـ) .

24- تاريخ الموصل . للأزدي – يزيد بن محمد بن إياس (334هـ) .

25- تاريخ مدينة صنعاء . لأحمد بن عبد الله بن محمد الرازي الصنعاني . (نحو سنة 500هـ) ([125]) .

26- طبقات فقهاء اليمن . لابن سمرة الجعدي – عمر بن علي بن سمرة (بعد 586هـ).

27- قرة العيون في أخبار اليمن الميمون([126]) . لابن الديبع الشيباني – عبد الرحمن بن علي ابن محمد (944هـ) .

 18 التراجم على القرون

1- الذيل على الروضتين (تراجم رجال القرنين السادس والسابع) لأبي شامة المقدسي- عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم (665هـ) .

2- البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع . للشوكاني – محمد بن علي بن محمد    (1250هـ) .

3- الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة([127]) . لابن حجر العسقلاني – أحمد بن علي بن محمد (852هـ) .

4- الضوء اللامع لأهل القرن التاسع . لشمس الدين السخاوي – محمد بن عبد الرحمن بن محمد (902هـ) .

5- النور السافر عن أخبار القرن العاشر . لعبد القادر بن شيخ ابن عبد الله العيدروس    (1038هـ) .

6- الكواكب السائرة في أعان المائة العاشرة . لنجم الدين الغزى – محمد بن محمد بن محمد (1061هـ) .

7- خلاصة الأثر في أعيان الحادي عشر . للمحبى – محمد أمين بن فضل الله بن محب الله (1111هـ) .

8- نشر المثاني لأهل القرن الحادي عشر والثاني [عشر] للقادري – محمد الطيب بن عبد السلام الحسنى (1187هـ) .

9- سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر . للمرادي – محمد خليل بن علي بن محمد (1206هـ) .

10- الدر المنتثر في رجال القرن الثاني عشر والثالث عشر . للآلوسي . علاء الدين بن نعمان بن محمود (1340هـ) .

11- حيلة البشر في تاريخ القرن الثالث عشر . لعبد الرزاق بن حسن البيطار (1335هـ) .

12- المسك الأذفر في تراجم علماء القرن الثالث عشر . للآلوسي . محمود شكري بن عبد الله (1342هـ) .

13- تراجم أعيان القرن الثالث عشر وأوائل الرابع عشر . لأحمد باشا تيمور (1348هـ) .

14- الأعلام الشرقية في المائة الرابعة عشرة الهجرية . للوراق المصري زكي محمد مجاهد([128])، المتوفى منذ نحو سبع سنوات .

وهذا الكتاب – فيما أعلم – آخر تلك السلسلة ، في الترجمة على القرون .

 19- التراجم العامة

وهي على قسمين :

أ‌-                  التراجم المرتبة على السنين .

ب‌-              التراجم المرتبة على الأسماء .

ومراجع الطائفة الأولى تتمثل في كتب التاريخ العامة ، التي تترجم للأعلام ، على السنوات ، فتذكر في أحداث كل سنة من توفى فيها من الأعلام .

ومن أبرز مراجع كتب التاريخ هذه :

1- تاريخ الأمم والملوك([129]) . لابن جرير الطبري – محمد بن جرير بن يزيد (310هـ).

2- الكامل([130]) . لعز الدين بن الأثير – على بن محمد بن عبد الكريم (630هـ) .

3- البداية والنهاية([131]) . لابن كثير – إسماعيل بن عمر (774هـ) .

4- شذرات الذهب في أخبار من ذهب . لابن العماد الحنبلي – عبد الحي بن أحمد بن محمد (1089هـ) .


التراجم المرتبة على الأسماء

من أبرز كتب هذه الطائفة :

            1- وفيات الأعيان وأبناء أبناء الزمان – لابن خلكان – أحمد بن محمد بن إبراهيم       (681هـ) .

            2- فوات الوفيات . لابن شاكر الكتبي – محمد بن شاكر بن أحمد (764هـ) .

            3- الوافي بالوفيات([132]) . لصلاح الدين الصفدي – خليل بن أيبك بن عبد الله (764هـ) .

            4- سير أعلام النبلاء([133]) . للذهبي – محمد بن أحمد بن عثمان (748هـ) .

 20- تراجم أهل المغرب والأندلس

            1- تاريخ علماء الأندلس([134]) . لابن الفرضى – عبد الله بن محمد بن يوسف (403هـ).

            2- جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس([135]) . للحميدي محمد بن فتوح بن عبد الله       (488هـ) .

            3- الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة([136]) . لابن بسام – علي بن بسام الشنتريني (578هـ) .

4- الصلة في تاريخ أئمة الأندلس([137]) . لابن بشكوال – خلف ابن عبد الله بن مسعود    (578هـ) .

5- التكملة لكتاب الصلة . لابن الأبار – محمد بن عبد الله بن أبي بكر (658هـ) .

6- الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة . لابن عبد الملك – محمد بن محمد بن عبد الملك (703هـ) .

7- مطمح الأنفس ومسرح التأنس في ملح أهل الأندلس . للفتح بن محمد بن عبيد الله بن خاقان([138]) القيسي (528هـ) .

8- بغية الملتمس في تاريخ رجال أهل الأندلس . لابن عميرة الضبي – أحمد بن يحيى بن أحمد (599هـ) .

9- المعجب في تلخيص أخبار المغرب . لعبد الواحد بن علي التيمي المراكشي (647هـ) .

10- الحلة السيراء([139]) –في تاريخ أمراء المغرب . لابن الأبار – محمد بن عبد الله بن أبي بكر (658هـ) .

11- المعجم في أصحاب القاضي الصدفي . لابن الأبار – محمد بن عبد الله بن أبي بكر (658هـ) .

12- المغرب في حلى المغرب . لابن سعيد المغربي الأندلسي – على بن موسى بن محمد (685هـ) .

13- الغصون اليانعة في محاسن شعراء المائة السابعة . لابن سعيد المغربي الأندلسي – علي بن موسى بن محمد([140]) (685هـ .

14- الكتيبة الكامنة فيمن لقيناه بالأندلس من شعراء المائة الثامنة . للسان الدين بن الخطيب – محمد بن عبد الله بن سعيد (776هـ) .

15- الإحاطة في أخبار غرناطة . للسان الدين بن الخطيب أيضاً .

16- دوحة الناشر لمحاسن من كان بالمغرب من مشاهير القرن العاشر([141]) . لمحمد بن علي بن عمر الحسني (986هـ) .

17- نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب([142]) . للمقرى – أحمد بن محمد بن أحمد (1041هـ) .

18- أزهار الرياض في أخبار القاضى عياض([143]) . للمقرى – أحمد بن محمد بن أحمد (1041هـ) .

19- المؤنس في أخبار إفريقية وتونس . لابن أبي دينار – محمد ابن أبي القاسم الرعيني القيرواني (كان حياً سنة 1110هـ) .

20- الاستقصا لأخبار المغرب الأقصى([144]) . لأحمد بن خالد ابن حماد الناصري السلاوي (1315هـ) .

21- دليل مؤرخ المغرب الأقصى . لعبد السلام بن سودة المتوفى منذ نحو خمس سنوات([145]) .


 21- المراجع الهادية

            وأعني بها تلك المراجع التي تهدي وتدل على المراجع الكبرى ، بعد أن تقدم تعريفاً موجزاً بالمترجم له ، وتأتي فيه على مولده ووفاته ، وأبرز أعماله .

            وقد كثرت هذه المراجع في العصر الحديث كثرة ظاهرة . ولا يستحق منها التنويه به ، سوى كتابين([146]) ، هما :

            1- الأعلام ؟ للأستاذ خير الدين الزركلي . رحمه الله .

            12- معجم المؤلفين . للأستاذ عمر رضا كحالة . متعه الله بالصحة والسلامة .

* * *

أما " الأعلام " فهو خير كتاب لف في بابه ، بل هو خير ما كتب كاتب في تراجم الرجال والنساء في هذا العصر .

وقد جعل الزركلي ميزان الاختيار عنده : "أن يكون لصاحب الترجمة علم تشهد به تصانيفه ، أو خلافة أو ملك أو إمارة ، أو منصب رفيع – كوزارة أو قضاء – كان له فيه أثر بارز، أو رياسة مذهب ، أو فن تميز به ، أو أثر في العمران يذكر له ، أو شعر ، أو مكانة يتردد بها أسمه ، أو رواية كثيرة ، أو يكون أصل نسب ، أو مضرب مثل . وضابط ذلك كله : أن يكون ممن يتردد ذكرهم ، ويسأل عنهم "([147]) .

وقد أفسح الزركلى في كتابه ، مكاناً لهؤلاء النفر من المستشرقين ، الذين قدموا خدمة للعربية ، في مجال الدراسات ونشر النصوص .

ومحاسن هذا الكتاب كثيرة ، وإن فأتنى ذكر هذه المحاسن مجتمعة ، فإني أشير إلى أبرزها:

1- الدقة البالغة في تحرير الترجمة ، وإبراز أهم ملامح العلم المترجم .

2- ذكر ما قد يكون من خلاف ، في الاسم([148]) ، والمولد والوفاة ، ونسبة الكتب([149]) مع اتخاذ مواقف الحسم ، أو الترجيح .

3- تنقية بعض كتب التراجم مما علق بها ، من وهم ، أو تصحيف ، أو تحريف .

4- الرجوع في توثيق الترجمة إلى المصادر المخطوطة ، إذا عزت المطبوعة ، أو كانت الثقة بها نازلة([150]) .

5- الاستعانة بالمراجع الحية ، من أهل العلم ، والمنتسبين إلى مذهب المترجم([151]) .

6- جلاء الغموض الذي يكتنف بعض الأعلام([152]) .

7- التنبيه على بعض الفوائد العلمية([153]) .

8- الإنصاف والبعد عن الهوى ، وسوق الرأي الخاص ملففاً في بجاد([154]) النزاهة والتصون. وأكثر ما ترى ذلك في تراجم المعاصرين ، من أهل الفكر والأدب والسياسة([155]) .

9- الإحالة الذكية بعد الفراغ من الترجمة إلى أصول المصادر والمراجع .

10- ذكر نفائس المخططات ونوادرها ، التي رآها في رحلاته وأسفاره . وكذلك التي اطلعه عليها أصدقاؤه([156]) ، وفي مقدمتهم السيد أحمد عبيد ، بدمشق ، وما أكثر ما أشار إليه في تعليقاته .

11- إثبات صور خطوط العلماء قديماً وحديثاً . وهذا يفيد في توثيق المخطوطات التي يقال إنها بخطوط مؤليها . فعن طريق مضاهاة ما بيدك منها بما أثبته من تلك النماذج للخطوط ، يظهر لك وجه الصواب ، أو الخطأ .

ويتصل بذلك إثباته لتوقيعات الخلفاء والملوك والأمراء والوزراء وصور المحدثين من المعاصرين ، ومن قرب منهم ، ممن أدركهم فن التصوير الفوتوغرافي .

12- وقد زان ذلك كله حسن البيان ، وصفاء العبارة . فالرجل رحمه الله ، كان أديباً شاعراً . وقد كان الأدب ومازال ، خير سبيل لإيصال المعرفة ، وسرعة أنصابها إلى السمع ، واستيلائها على النفس . والبليغ يضع لسانه حيث أراد . وإنك لتجد كثيراً من الدراسات قد جمعت فأوعت ، لكنها لم تبلغ مبلغها من النفع والفائدة ؛ لجفافها وعسرها .

أما ما وراء ذلك من حلو الشمائل ، وكرم الطبع ، ونقاء الخلق ، فهو مما لهج به الخاصة والعامة ، ممن اتصلوا بالرجل ، بسبب من الأسباب .

ولست أشك في أن إقامة الزركلى – رحمه الله – في مصر والمغرب ، سنين ذوات عدد ، قد أعانته على إقامة ذلك الصرح الشامخ . وآية ذل أن كثيراً من نماذج المخطوطات ، التي امتلأ بها كتابه ، من محفوظات دار الكتب المصرية ، ومعهد المخطوطات بالقاهرة ، وخزائن الكتب الخاصة والعامة ، بالمغرب الأقصى([157]) .

وخلاصة القول : أن هذا الكتاب أبلغ رد على من يزعم أن العرب المعاصرين لم يصنعوا شيئاً ذا بال ، في تاريخ رجالهم وأعلامهم .

وأنه لا ينبغي أن تخلو مكتبة طالب علم من هذا الكتاب .

وليت الذين يطبعون الكتب احتساباً وقربى ، يدخرون لأنفسهم عملاً صالحاً بطبع هذا الأثر الباقي ، وتمكين من لا يقدر على شرائه من قراءته ولانتفاع به .

* * *

وأما كتاب "معجم المؤلفين" للأستاذ عمر رضا كحالة ، فهو عظيم النفع جليل الفائدة . وقد أبان عن منهجه ، وغايته من تأليفه ، فقال في تقدمته : "هذا معجم لمصنفي الكتب العربية ، ومن عرب وعجم ، ممن سبقوا إلى رحمة الله ، منذ بدء تدوين الكتب العربية حتى العصر الحاضر. وقد أحلقت بهم من كان شاعراً ، أو راوياً ، وجمعت آثاره بعد وفاته" .

وتراجم الكتاب غاية في الوجازة والاختصار ، فهو لم يعن بترجمة المؤلف عنايته بذكر مصادر الترجمة ، وقد توسع في ذلك توسعاً ظاهراً ، وأتى بالقريب والبعيد ، مما يعفى الباحث عن عناء التتبع والاستقصاء([158]) .

 أنساب العرب

1- مختلف القبائل ومؤتلفها([159]) . لابن حبيب – محمد بن حبيب بن أمية (245هـ) .

2- الاشتقاق([160]) . لابن دريد – محمد بن الحسن (321هـ) .

3- الإيناس بعلم الأنساب([161]). للوزير المغربي – الحسين بن علي بن الحسين (418هـ).

4- جمهرة أنساب العرب . لابن حزم – علي بن أحمد بن سعيد (456هـ) . وهو أجمع كتاب في هذا الباب .

5- عجالة المتبدى وفضالة المنتهى([162]) ، في النسب ، لأبي بكر الحازمي – محمد بن موسى بن عثمان (584هـ) .

هذا وقد بدأت وزارة الإرشاد والأنباء ، بالكويت ، في إخراج أصل كتب الإنساب جميعا ، وهو كتاب " جمهرة النسب " لابن الكلبى – هشام بن محمد ، المتوفى سنة (204هـ) . وقد أصدرت منه الجزء الأول ، عام 1403هـ .


الأنساب بوجه عام

(إلى قبيلة ، أو بلد ، أو صناعة ، و مذهب ، أو شيخ([163]) )

1- الأنساب([164]) . لأبي سعد السمعاني – عبد الكريم بن محمد بن منصور (562هـ) .

2- اللبان في تهذيب الأنساب([165]) . لعز الدين بن الأثير – علي بن محمد بن عبد الكريم   (630هـ) .

3- لب اللباب في تحرير الأنساب([166]) . للسيوطي – عبد الرحمن بن أبي بكر                (911هـ).

 ضبط الأعلام والكنى والألقاب والأنساب

معلوم أن العناية بالضبط والتقييد ، إنما ترجع إلى علماء الحديث ، الذين أرادوا أن يحاصروا مظاهر التصحيف والتحريف([167]) ، في متون الأحاديث وأسانيدها ، ثم قفا الأدباء والمؤرخون قفوهم ، حتى استوى ذلك ؛ فنا قائماً بنفسه ، وتعددت فيه المصنفات .

فمن ذلك

1- المبهج في تفسير أسماء شعراء الحماسة([168]) . لأبي الفتح عثمان بن جنى (392هـ) .

2- الإكمال في رفع الارتياب عن المختلف والمؤتلف من الأسماء والكنى والأنساب. للأمير علي بن هبة الله بن علي ، المعروف بابن ماكولا (475هـ) .

3- الأنساب المتفقة في الخط ، المتماثلة في النقط والضبط . لابن الفيسراني – محمد بن طاهر بن علي (507هـ) .

4- المشتبه في الأسماء والأنساب والكنى والألقاب([169]) . للذهبي محمد بن أحمد بن عثمان (748هـ) .

5- تبصير المنتبه بتحرير المشتبه([170]) . لابن حجر العسقلاني – أحمد بن علي بن محمد       (852هـ) .

6- تحفة ذوى الأرب في مشكل الأسماء والنسب . لابن خطيب الدهشة – محمود بن أحمد بن محمد المتوفى سنة (834هـ) وهو ابن الإمام الفيومي ، صاحب "المصباح" في اللغة .

فهذه أبرز مراجع ضبط الأعلام والأنساب . وهناك كتابان داخلان في هذا الفن :


أما أحدهما فهو كتاب وفيات الأعيان . لابن خلكان ، الذي ذكرته في "مراجع التراجم العامة" . فقد جرى ابن خلكان ، على أن يذكر في آخر الترجمة ما يشتبه ويلتبس من الأسماء والكنى والألقاب والأنساب ، مقيداً ذلك بالعبارة والبيان الواضح ، مما عرف عند العلماء بتقييدات ابن خلكان .

وأما الثاني فهو كتاب تاج العروس في شرح القاموس ، للمرتضى الزبيدي . فإذا عز عليك شيء من المشتبهات ، في تلك الكتب التي ذكرتها ، فالتمسه من هذا الكتاب الجامع ، الذي أتى على كثير من فوائد الضبط والتقييد ، وخاصة في أعلام وأنساب المتأخرين .

وقد عول الزبيدي كثيراً ، على كتاب " تبصير المنتبه " لابن حجر ، الذي ذكرته . فإذا قال : "وقال الحافظ" فأعلم أنه يريده([171]) .


 مراجع البلدان والمواضع والمياه والجبال

1- بلاد العرب([172]) . للحسن بن عبد الله الأصفهاني ، المعروف بلغدة (من رجال القرن الثالث الهجري) .

2- معجم ما استعجم في أسماء البلدان والمواضع([173]) . لأبي عبيد البكري الأندلسي – عبد الله بن عبد العزيز بن محمد (487هـ) .

وهذا الكتاب – إلى قيمته الجغرافية – يعد مصدراً من مصادر الأدب ، وتوثيق الشعر، فقد حشد فيه أبو عبيد ، طائفة كبيرة من الشعر ، منزلة على منازلها في أسماء البلدان والمواضع .

3- الأمكنة والمياه والجبال . لجار الله أبي القاسم محمود بن عمر بن محمد الزمخشري      (538هـ) .

4- معجم البلدان([174]) . لياقوت بن عبد الله الرومي الحموي (626هـ) .

وهذا الكتاب هو أجمع ما صنف في الجغرافية العربية .

5- والمشترك وضعاً والمفترق صقعاً – في أسماء البلدان – لياقوت أيضاً([175]) .

6- مراصد الاطلاع على أسماء الأمكنة والبقاع . لعبد المؤمن بن عبد الحق البغدادي الحنبلي (739هـ) .

اختصر به " معجم البلدان " لياقوت . واستدرك عليه أشياء . قال في مقدمته : "وربما زدته بياناً في بعض المواضع ، أو أصلحت ما تنبهت عليه فيه ، من خلال وجدته ... وقد يكون مما رأيت في سفري ، واجتزت به ، وخاصة في أعمال بغداد ، فإنه كثير الخطأ فيها "([176]) .

7- الروض المعطار في خبر الأقطار . لمحمد بن عبد المنعم الصنهاجي الحميري السبتي، المتوفى سنة (727هـ) على ما حققه الدكتور إحسان عباس ، في نشرته للكتاب([177]) .

8- صفة جزيرة الأندلس .

انتزعه المستشرق الفرنسي ليفي بروفنسال ، من كتاب " الروض المعطار" المذكور، ونشره بمطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر بمصر ، سنة 1937م . وكنت حرياً أن أغفله ، إذا كان أصله " الروض " قد طبع وذاع ، لولا أني رأيت منه مصورة بيروتية ضالة ، فأحببت أن أبين أمره ، حتى لا يلتبس علي بعض المبتدئين . وربنا المستعان على ما ينشرون ، وهو حسبنا ونعم الوكيل .

فهذه أشهر مراجع البلدان والجغرافية العربية .

على أن هناك معجماً لغوياَ ، يتصل بهذه السلسلة الجغرافية بنسب وثيق . ذلكم هو كتاب "تاج العروس في شرح القاموس" للمرتضى الزبيدي – محمد بن محمد بن محمد . (المتوفى سنة 1205هـ) فقد ذكر أسماء البلدان العربية ، وأنزلها منزلها من حروف المعجم . ثم هو فوق ذل حجة في بلدان ومواضع اليمن ومصر ، وتعليل ذلك واضح ، فقد كان منشأة في زبيد باليمن، وإقامته وأعماله العلمية بمصر . وهو يصف بعض البلدان في مصر واليمن ، وصف الرائي المشاهد([178]) .


 علم قوائم الكتب والفنون أو الببليوجرافيا العربية

أخذت دائرة التأليف العربي – في شتى العلوم والفنون – تتسع منذ منتصف القرن الثالث . وكان لابد من تسجيل هذا التراث وتصنيفه ، على أبواب العلوم وأسماء الكتب .

ويعد ابن النديم – محمد بن إسحاق بن محمد ، المتوفى سنة 438هـ أول من عنى بهذا اللون من التأليف الكتبي ، أو الببليوجرافي .

ولاشك أن اشتغال ابن النديم بصناعة الوراقة ، وهي نسخ الكتب وبيعها ، قد أظهره على أسماء الكتب ، وطرائق تأليفها ، مما أعانه على إقامة عمله الرائد هذا([179]) .

وقد أبان ابنُ النديم عن منهجه ، في تلك المقدمة الموجزة التي صدر بها كتابه . قال :

وهذا فهرست كتب جميع الأمم ، من العرب والعجم ، الموجود منها بلغة العرب وقلمها، في أصناف العلوم ، وأخبار مصنفيها ، وطبقات مؤلفيها وأنسابهم ، وتاريخ موليدهم ، ومبلغ أعمارهم ، وأوقات وفاتهم ، وأماكن بلدانهم ، ومناقبهم ومثالبهم ، منذ ابتداء كل علم اخترع إلى عصرنا هذا ، وهو سنة سبع وسبعين وثلاثمائة للهجرة " .

وهكذا اختلط هذا العلم – علم قوائم الكتب – بعلم التراجم ، وإن كانت الغلبة للأول. وظهر هذا المنهج القائم على المزج بين العلمين ، في كتب الببليوجرافية كلها ، على اختلاف مناهجها ، بسطاً أو إيجازاً .

ومن أبرز كتب هذا الفن :

1- الفهرست ، لابن النديم ، الذي قدمت لك شيئاً من خبره .

2- مفتاح السعادة ومصباح دار السيادة . لأحمد بن مصطفى ابن خليل . المعروف بطاش كبرى زاده (968هـ) .

وقد أخضع المؤلف كتابه هذا ، لتقسيمات فكرية ، قائمة على رأيه في العلوم العربية والإسلامية ؛ نظرية وعملية ، مستهدفاً تصفية النفس الإنسانية ، وإيصالها إلى السعادة عند طريق الاطلاع على العلوم والمعارف .

وفي أثناء ذلك يذكر موضوع كل علم ، والغاية منه ، وأسماء أبرز الكتب المصنفة فيه ، مع الترجمة للمؤلفين . والتراجم عنده – في غالب أمره – منتزعة من كتب المرخين السابقين، بألفاظها وسياقها ، كما رأيت من اتكائه على طبقات الشافعية الكبرى ، لابن السبكي .

3- كشف الظنون عن أسامى الكتب والفنون ؟ لمصطفى بن عبد الله . كاتب جلبى، المعروف بالحاج([180]) خليفة (1067هـ) .

وهذا الكتاب أجمع ما صنف في علم قوائم الكتب ، وايسر ما ألف فيه أيضاً ؛ وذلك لأن الحاج خليفة – رحمه الله – قد رتبه على حروف ألف باء ، وأنزل الحدي عن موضوعات العلوم وأسماء الكتب ، على منازل هذا الحروف . فعلم النحو مثلا يذكر في حرف النون ، مع ذكر أبرز الكتب المصنفة فيه ، والجبر والحساب يذكران في الجيم والحاء . وغالباً ما يذكر الكتاب مرتين : مرة في نفه ، ومرة في مكانه من حروف الهجاء ؛ فكتاب مثل " النهاية " لابن الأثير ، يذكره في حرف الغين ، في أثناء حديثه في علم "غريب الحديث" ثم يورده في حرف النون ، وهو حق مكانه.

والمادة العلمية في هذا الكتاب غزيرة جداً ، فقد ذكر نحو (200) علم وفن ، ونحو       (1500) عنوان كتاب ، ونحو (9500) مؤلف([181]) .

وأحب أن ألخص لطالب العلم المبتدئ ، فوائد هذا الكتاب ، وهي – فيما أراه – أربع :

أ‌-                  موضوعات العلوم .

ب‌-              عنوان الكتب .

ج-       شروح الكتب . فقد حرص الحاج خليفة على ذكر كل ما يتصل بالكتاب : شرحاً أو اختصاراً ، أو تذبيلا ، أو نقداً .

            د- وهذه فائدة رابعة ، تفيد في توثيق الكتب ، ونسبتها إلى مؤلفيها . وذلك ما ينقله الحاج خليفة ، من خطبة الكتاب – يتحدث عنه – أو مقدمه . وقد أفادت هذه الطريقة في نسبة بعض المخطوطات لعارية من النسبة ، أو المختلف في نسبتها ، حين يتنازع الكتاب أكثر من مؤلف .

            ومن ملاحظاتي الخاصة على هذا الكتاب ، أنه أخل بشيء من تاريخ المغرب وعلومه ، وكذلك ما يتصل بتاريخ اليمن وعلومه . ولذلك أسباب ، ليس هنا موضع تفصيلها .

غير أن يبقى لذلك الكتاب قيمته العظيمة ، في رصد حركة الفكر العربي ، وتتبع مساره، منذ بداية التدوين حتى القرن الحادي عشر الهجري .

4- أسماء الكتب المتمم لكشف الظنون . لعبد اللطيف بن محمد بن مصطفى الشهير برياضى زادة (1078هـ) .

5- إيضاح المكنون في الذيل على كشف الظنون . لإسماعيل باشا بن محمد أمين البغدادي (1339هـ) .

فهذه مصنفات علم قوائم الكتب ، أو المراجع الببليوجرافية([182]) .

على أنه ينبغي التنبه إلى أن عناية العرب بهذا الفن ، قد اتخذت شكلاً آخر ، هو ما عرف بالمعاجم ، والفهارس ، والمشيخات ، والأثبات والبرامج .

وهو لون من التأليف يجمع بين الشيوخ والكتب . فقد جرى كثير من([183]) العلماء على أن يصنع لنفسه معجماً ، أو فهرساً ، أو مشيخة ، أو ثبتا ، أو برنامجاً ، يذكر فيه شيوخه الذين أخذ عنهم العلم ، والكتب التي سمعها منهم ، مسندة إلى مؤلفيها .

وهذا هو الملاك العام الذي يجمع تلك المصنفات ، على اختلاف في مناهجها ، يطول الكلام بذكره .

ويقول الأستاذ الدكتور عبد العزيز الأهواني – رحمه الله – في تعريف البرنامج : "إنه كتاب يسجل فيه العالم ، ما قرأه من مؤلفات في مختلف العلوم ، ذكراً عنوان الكتاب ، واسم مؤلفه ، وربما ذكر خلال ذلك ، المكان الذي كان موضعاً لدرس ، والتاريخ الذي بدأ فيه الدراسة ، أو ختمها "([184]) .

وهذا اللون من التأليف يعرفنا حياة الكتب ، وحظوظها في عصر من العصور ، ويكشف عن الاهتمامات العلمية ، للبيئات العربية والإسلامية ، في الأزمان التي كتبت فيها تلك المعاجم والبرامج ، إلى أنه يظهرنا على العلائق والصلات الفكرية ، بين مشرق العالم العربي ومغربه .

فالكتب في هذا اللون من التأليف نابضة فوارة ، تتنغش بالحياة ، وتمور بالحركة . وهي في الطائفة الأولى الببليوجرافية ؛ قوائم صامتة ، تنطق إذا استنطقتها ، وتعطي إذا فاتشتها .

كما أنك ترى من حياة الشيوخ ، في تلك الكتب ، وخاصة أمرهم ، ودقائق سلوكياتهم ملالا تراه في كتب التراجم العامة والخاصة ، التي تسرد حياة المترجم سردا . وما ظنك بتلميذ يكتب عن شيخه ؟

وليس يخفى أن اهتمام العلماء بذلك الضرب من التأليف ، إنما هو أثر من آثار المحدثين، الذين كانوا أول من استعمل لفظ "معجم" ، وجمعوا فيه الأحاديث على ترتيب الصحابة ، أو الشيوخ ، أو البلدان ، ثم انتقل الأمر من تسجيل مجموعات الأحاديث إلى تسجيل كل أنواع المرويات ، في علوم الدين ، واللغة ، والأدب ، كما انتقل لفظ "المعاجم" من المحدثين ، إلى سائر الطبقات التي يترجم لها ، فكانت معاجم الشعراء ، ومعاجم الأدباء ، ومعاجم البلدان([185]) .

ومن أبرز تلك الكتب([186]) :

1- فهرسة ما رواه عن شيوخه أبو بكر محمد بن خير بن عمر الإشبيلي (575هـ) وهو أشهر تلك الكتب ، وأكثرها دوراناً عند العلماء والمحققين ، الذي يلتمسون الصلات بين المشرق والمغرب . ومن انفع ما ذكره من ذلك حديثه عن الكتب التي حملها أبو علي البغدادي القالي ، ودخل بها إلى المغرب والأندلس ، سنة 328هـ ، في أيام عبد الرحمن الناصر . إلى فوائد أخرى كثيرة .

2- فهرس ابن عطية – وهو أبو محمد عبد الحق بن غالب بن عبد الرحمن بن عطية المحاربي الأندلسي ، المتوفى نحو سنة (541هـ) وهو صاحب التفسير ، المسمى : المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز .

3- الغنية – فهرست شيوخ القاضى عياض بن موسى اليحصبى السبتي (544هـ) .

4- مشيخة ابن الجوزي – وهو أبو الفرج عبد الرحمن بن علي ابن محمد (597هـ) .

5- برنامج ابن أبي الربيع – وهو أبو الحسين عبيد الله بن أحمد ابن عبيد الله القرشي الإشبيلي السبتي (688هـ) .

6- فهرس الفهارس والأثبات ، ومعجم المعاجم والمشيخات والمسلسلات . لمحمد عبد الحي بن عبد الكبير بن محمد الإدريسي ، المعروف بعبد الحي الكتاني (1382هـ) .

وهو – فيما أعلم – آخر تلك السلسلة من المنصفات .

وقد جعله ذيلاً على طبقات الحفاظ والمحدثين للحافظين بن ناصر ، والسيوطي ، إلى زمانه في منتصف القرن الرابع عشر الهجري . حيث فرغ م نتأليفه عام 1342هـ ، وأتم تحريره وتهذيبه وتصحيحه عام 1344هـ([187]) .


 تعريفات العلوم ومصطلحاتها

معلوم أن لكل علم حداً وتعريفاً ، ولكل علم أيضاً مصطلحات ورسوماً . وقد يقع في المصطلح اشتراك لغوي ، حين يستعمل في أكثر من علم : كالخبر عند المحدثين ، والخبر عند النحاة ، والخبر عند البلاغيين([188]) .ومثل الغصب في الشرع ، وهو " أخذ مالٍ متقوم محترم بلا إذن مالكه بلا خفيفة" . والغصب في آداب البحث والمناظرة ، وهو " منع مقدمة الدليل ، وإقامة الدليل على نفيها قبل إقامة المعلل الدليل على ثبوتها "([189]) .

وقد تكفل علماء كل علم بتعريفه ، وتحديد مصطلحاته ، ثم جاء آخرون فرأوا في توزع ذلك على العلوم والفنون كلفة ومشقة ، فانتزعوا من العلوم تعريفاتها ومصطلحاتها ، وجمعوهما في مصنفات مفردة ، كانت أساساً لما عرف في تاريخ العلم بالموسوعات .

ولقد كانت عناية العرب بذلك اللون من التأليف مبكرة . فمن أقدم من صنف في ذلك : أبو عبد الله محمد بن أحمد بن يوسف البلخي الخوارزمي الكاتب ، المتوفى سنة 387هـ ، الذي صنف كتاب " مفاتيح العلوم " .

ثم تلته عدة مصنفات ، دارت في هذا الفلك ، وإن اختلفت بعض الاختلاف ؛ من حيث التوسع في تعريف العلوم ، وتحديد المصطلحات ، والعناية بتراجم المصنفين .

وإليك أشهر المطبوع من هذه المصنفات :

1- مفاتيح العلوم([190]) . لأبي عبد الله الخوارزمي ، الذي ذكرت لك ريادته وسبقه .

2- التعريفات . للسيد الشريف ، علي بن محمد بن علي الجرجاني (816هـ) .

3- الكليات . لأبي البقاء أيوب بن موسى الحسيني الكوفي (1094هـ) .

4- كشاف اصطلاحات الفنون . لمحمد أعلى بن علي بن محمد التهانوى . أتم تأليفه سنة 1158هـ . ولم يعرف له تاريخ وفاة .

5- أبجد العلوم – ويسمى الوشى المرقوم في بيان أحوال العلوم – لأبي الطيب صديق([191]) بن حسين بن علي الحسيني البخاري القنوجي (1307هـ) .

وينبغي أن يدرج في هذا الفن أيضاً ، الكتابان اللذان سبقا في "علم قوائم الكتب" . وهما: مفتاح السعادة ، لطاش كبرى زاده ، وكشف الظنون ، للحاج خليفة ، وذلك لعنايتهما بتعريفات العلوم . وقد عول عليهما كثيراص صاحب " أبجد العلوم " .

* * *

وبعد : فهذأ آخر ما من الله به ، ووفق إليه ، من وضع هذه الرسالة الموجزة ، في علم التراجم والبلدان ، والضبط ، وقوائم الكتب ، وتعريفات العلوم . وقد قصدت بها أبناءنا لطبة الدراسات العليا . فإن وجد فيها أهل العلم خيراً ونفعاً ، فتلك نعمة يتقاصر عنها جهدي الكليل.

واستغفر الله من كل عثرة وزلة ، وابرأ إليه من كل حول وقوة ، سبحانه ، لا رجاء إلا إليه ، ولا اتكال إلا عليه ، ولا طمع إلا فيما عنده .

وكنت ذلكم  أبو أروى . محمود محمد الطناحي ، بمكة البلد الأمين ، في الليلة التي يسفر صباحها عن يوم الجمعة المبارك ، التاسع والعشرين ، من شهر ربيع الأول ، سنة خمس وأربعين وأربعمائة بعد الألف ، من هجرة المصطفى الكريم عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم . والحمد لله رب العالمين . .



([1])      بدأت في إلقاء محاضرات هذا العلم ، على طلبة قسم الدراسات العليا العربية ، بجامعة أم القرى بمكة المكرمة ، زادها الله ، وزاد بيتها العظيم تشريفاً وتكريما ومهابة ، فإلى جامعة أم القرى الفضل بعد الله تعالى ، في كتابة هذا الدليل .

([2])      وبمثل هذه الألفاظ الخادعة البراقة يستميلون الشباب ، ويوقعونهم في قرار مظلم من الافتتان الكاذب، والشك الموبق .

([3])      يقول الدكتور عبده بدوي : "لقد أسلمنا " الشعر المهموس " إلى الشعر المكبوت ، بحيث تحول الشعر في جانب منه إلى تخرصات وأوهام وتنهدات ، وهذيان حواس ، وسيولة لفظية وفكرية معاً" .    مقدمة كتاب دراسات في النص الشعري .

([4])      أباطيل وأسمار ص 372 .

([5])      المرجع نفسه ص435 ، 436 .

([6])      برنامج طبقات فحول الشعراء ص118 .

([7])      الشيخ سيد الباز هذا كان من فضلاء علماء الأزهر الشريف . ونم طريف ما يذكر أنه رحمه الله كان من طبقة المشايخ الذين يدرسون العلوم الرياضية كالحاسب والجبر والهندسة ، وقد درست عليه شيئا من ذلك في معهد القاهرة الديني الابتدائي بالأزهر في وائل الخمسينات الميلادية .

([8])      من حديث صحفي ، حكاه الدكتور محمد محمد أبو موسى ، في كتابه : الإعجاز البلاغي ص7 .

([9])      إلا ما يكون من بعض الظواهر التي تلتقي فيها اللغات ، ويظهر فيها التأثير والتأثر ، وما إلى ذلك من نشأة الأصوات واللغات وتدرجها وتطورها ، كالذي تراه في مباحث علم اللغة والمقارن ، فكل ذلك مما لا يشك عاقل في فائدته وجدواه .

([10])     بإثبات الياء . وهي رواية ورش عن نافع . السبعة لابن مجاهد ص618 .

([11])     وما خرج عن هذا الأداء الصحيح ، فهو من باب الخطأ الصريح الذي يرفض ولا يوقف عنده بتقنين أو تقعيد ، كالذي يلحن في كلامه ، أو يقرأ شعراً أو يكتبه غير موزون .

([12])     لست أمل من ذكر هذا والكشف عنه . راجع كتاب : مدخل إلى تاريخ نشر التراث العربي ص8 .

([13])     هذه الجملة من كلام شيخنا محمود محمد شاكر ، العالي ، وبيانه الرفيع .

([14])     كالذي قاله ذلك الأعرابي وقد حضر مجلس الأخفش ولم يفهم مما سمع شيئاً ، فقال : "أراكم تتكلمون بكلامنا في كلامنا بما ليس من كلامنا" الامتاع والمؤانسة 2/139 .

([15])     يقال : أجرت الفصيل : إذا شققت لسانه لئلا يرضع أمه .

([16])     المنة ، بضم الميم وتشديد النون : القوة . يقال : هو ضعيف المنة ، ومنة السير : أضعفه وأعياه. ورجل منين : أي ضعيف ، كأن الدهر منه ، أي ذهب بمنته .

([17])     مقدمة تحقيق تهذيب الآثار – لأبي جعفر الطبري – ص15 ، وشيخنا ، حفظه الله ، في هذا الكلام العالي الشريف ، يصف حاله هو ، على جلالة قدره ، وعظيم خطره !

([18])     هو حارثة بن بدر الغداني ، التابعي ، رضي الله عنه .

([19])    

([20])    

([21])     الصوى ، بضم الصاد ، والقصر : جمع صوة ، بالضم والتشديد ، وهي حجر ، يكون علامة في الطريق .

([22])     انظر كتابى ، مدخل إلى تاريخ نشر التراث ص7 .

([23])     وفيه تراجم لغير الشافعية من الفقهاء .

([24])     وهذه قضية أخرى ، وقد عالجتها في بعض ما كتبت .

([25])     أبلس : أي سكت من الحزن أو الخوف . والإبلاس : الحيرة . ومنه قوله تعالى : {فإذاهم مبلسون} الأنعام 44 ، ومنه سمى إبليس ؛ لأنه أبلس عن رحمة الله : أي يئس منها وتحير .

([26])     الردغة : بسكون الدال وفتحها : طين ووحل كثير . وفي الحديث : "من قال في مؤمن ما ليس فيه حسبه الله في ردغة الخبال" وجاء تفسيرها في الحديث : "أنها عصارة أهل النار" النهاية 2/215 .

([27])     هكذا يستعملون تلك الكلمة ، مرادفة لمعنى الإنتاج الفكري الذي لم يسبق إليه صاحبه ، وهم يعتزون كثيراً بتلك الكلمة ، ويشتقون منها صيغة مبالغة ، فيقولون : "جهد خلاق" وهي كلمات غثه باردة ، إذا استعملت في مجال أعمال البشر . ولكن هكذا قدر الله وقضى ، أن نتجرع هذه الغصص ، في الصحيفة المقروءة ، والكلمة المسموعة ، والقصة المحكية ! ولا يحتجن أحدّ علينا بأن الاشتقاق اللغوي لا يأبى ذلك ، فإن لهذا كلاماً آخر .

([28])     يقول الدكتور محمد أبو موسى : "ونقلت هنا إلى شيء مهم ، وهو أن اجتهاد أهل الاجتهاد من أئمتنا الكلمة رضوان الله عليهم ، لم يكن اجتهاداً في استخراج مسألة من مسألة ، أو في استخراج باب من باب ، وإن كان ذلك نفيساً وهو علينا عزيز ، وإنما كان يكون اجتهادا في استخراج علم من علم ..." ثم يقول عن الشيخ عبد القاهر: "تأمل بحث القصر الذي أسسه على محاوره ذكية مع نص نقله=

=        من الشيرازيات ، ومازال يستل من هذا النص خيوطا ، ويستخرج من الخيوط ، حتى قدم شيئاً جديداً، ليس هو كلام أبي علي ، وليس مقطوعاً عنه ، وإنما هو متناسل منه كما يتناسل الحي من الحي ودع عبد القاهر ، وانظر إلى تجربة أبي الفتح – ابن جنى – في كتاب الخصائص ، وكيف استخرج من كلام سيبويه وأبي علي وغيرهما ، علماً ليس هو علم سيبويه ، ولا علم الفارسي ، وإنماهو علم أبي الفتح . وكما استخرج عبد القاهر من مضابئ النحو علماً آخر هو علم المعاني ، استخرج أبو الفتح من هذه المضابئ نفسها علماً آخر ، هو علم أصول النحو قياس العربية". القوس العذراء وقراءة التراث ص54 – 56 .

([29])     الختن ، بفتحتين : كل من كان من قبل المرأة ، مثل الأب والأخ ، وهو أيضاً : زوج الابنة . وفي الحديث : "على ختن رسول الله صلى الله عليه وسلم" . وقال الأصمعي : "الأختان من قبل المرأة ، والأحماء من قبل الزوج ، والصهر يجمعهما" . وكان ابن كثير زوجاً لزينب ابنة الحافظ المزى .

([30])     وكذلك الحال في كثير من كتب المتأخرين التي حفظت لنا أصولاً ونصوصاً من كتب المتقدمين التي ضاعت أو خفى علينا مكانها

([31])     هذا حكم انتهى إليه مؤرخو الأدب والشعر ، ثم انسحب – في رأي بعضهم – على كل فروع التراث العربي .

([32])     يقول ابن العماد الحنبلي ، في صفة السلطان سليم – الذي وصفوه كذباً بأنه غازى مصر – يقول ابن العماد : إنه من قوم " رفعوا عماد الإسلام ، وأعلوا مناره ، وتواصوا باتباع السنة المطهرة ، وعرفوا للشرع الشريف مقداره " شذرات الذهب 8/143 ، وانظر تاريخ الأدب الجغرافي العربي ، للمستشرق الروسي : كراتشكوفسكي ص451 ، لتعرف وزن تركيا الإسلامي في تلك الأيام .

([33])     أصل هذا المثال أن قوماً خرجوا للصيد ، فصاد أحدهم ظيباً ، وآخر أرنباً ، وآخر فرأ ، وهو الحمار الوحشي . فافنخر الأول والثاني بما صادا ، فقال الثالث : كل الصيد في جوف الفرا : أي جميع ما صدتموه يسير في جنب ما صدته . جمهورة الأمثال 2/163 ، وانظر شرحه برواية أخرى في فصل المقال ص11 .

([34])     النهاية 1/102 .

([35])     الفائق 1/82 ، 83 ، والكشاف 2/335 ، في تفسير الآية الثالثة من سورة الشعراء ، وهي قوله تعالى : {لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين} – والأساس ، ترجمة (بخع) .

([36])     تاج العروس (بخع) .

([37])     معجم مقاييس اللغة 1/206 ، 207 .

([38])    

([39])     النهاية 1/10 .

([40])     استغرقت ثلاثمائة صفحة من هذا الجزء الذي حققه الأستاذ عبد العليم الطحاوي .

([41])     انظر هذه الصفحات 237 ، 238 ، 239 ، 250 ، 251 ، 253 ، 255 ، 257 ، 272 – من الجزء الثاني الذي حققه الأستاذ عبد الستار فراج ، رحمه الله ثم يقال بعد ذلك : إن الشرائح والمختصرين غير مبدعين ولا خلاقين ! .

([42])     الدرر الكامنة 5/31 .

([43])     الوافي بالوفيات 5/56 .

([44])     وإن كنا قد أنتهينا أخيراً إلى أن الطبقات الوسطى، عمل مستقل ، وأن المؤلف لم يقصد به اختصار الطبقات الكبرى . ولذلك حديث آخر .

([45])     جمع الصلة ، ويريدون بها تكملة الأعمال السابقة ، كما في الصلة ، لابن بشكوال ، التي جعلها ذيلا وتكملة لتاريخ ابن الفرضى ، في الأندلس .

([46])     هذه الحقيقة متصلة بالحقيقة الأولى ، وبينهما فرق : وذلك أنى أردت أولاً أن أدفع دعوى التشابه والتكرار في تراثنا . وهنا أريد أن أوجه إلى تلك النظرة الشمولية للتراث ، على ما يظهر من تمثيل ، إن شاء الله .

([47])     أنظر مقالة بعنوان : "فهارس الشعر واللغة لكتاب غريب الحديث ، لأبي عبيد القاسم بن سلام". مجلة البحث العلمي والتراث الإسلامي – كلية الشريعة – جامعة أم القرى . العدد الرابع 1401هـ.

([48])     وقد وجدت من ذلك شيئاً مأثوراً عن أبي العباس ثعلب ، في شرحه على ديوان زهير بن أبي سلمى، ولم أجده في "مجالسه" ولا في "فصيحه" .

([49])     ليس يرجع ذلك إلى قصور في كتب النحو ، بل يرجع إلى أن أصحاب هذه الكتب قد وقع لهم من كتب أصول النحو ، ما لم يقع للمصنفين في النحو ، أو أن ذلك قد واتاهم بحسن النظر والتأمل، وقد كان لبعضهم مشاركة ظاهرة في النحو ، كالإمام السهيلي .

([50])     مجاز القرآن 1/101 ، 2/34 . وأبو عمرو الهذلي هذا : من فصحاء الأعراب الذين سمع منهم أبو عبيدة ، وذكره في غير موضع من كتابه .

          وإن في وجود هذا الشاعر وعزوه ، في كتاب أبي عبيد معمر بن المثنى ، المتوفى بين سنتي 208 – 213 : دليلاً على أن هذا الشاهد قديم في كلام العرب ، وأنه ليس من صنع النحاة ، حتى يتخذ مادة للسخرية والإضحاك البارد !

([51])     وقد ذكره في الجزء الأول من المخصص مائة وإحدى وعشرين مرة ، كما أحصى الأستاذ محمد الطالبي . فماذا في الأجزاء الباقية ، وهي ستة عشر جزءاً ؟ انظر : ابن سيده المرسى ، حياه وآثاره ص146 – وأشكر أخي الدكتور عياداً الثبيتي ، الذي أمدني بهذا الكتاب القيم .

([52])     يقول عنه الزركلي : "هو أشبه بدائرة معارف لم وصل إليه العلم عند العرب ، في عصره" ، ونقل عن فازيليف في كتابه العرب والروم : "إن نهاية الأرب على الرغم من تأخر عصره يحوى أخبارا خطيرة عن صقلية ، نقلها من مؤرخين قدماء ، لم تصل إلينا كتبهم ، مثل ابن الرقيق ، وابن رشيق ، وابن شداد وغيرهم " . الأعلام 1/165 .

([53])     تهذيب التهذيب 10 / 361 .

([54])     تذكرة الحفاظ 1/148 .

([55])     الجرح والتعديل – القسم الأول من الجزء الرابع ، ص154 .

([56])     الموضع المذكور من تهذيب التهذيب .

([57])     مغازي الواقدي – مقدمة ا لتحقق ص24 .

([58])     المرجع نفسه .

([59])     من أهم روايات سيرة ابن إسحاق أيضاً ، رواية أبي بكر يونس بن بكير بن واصل الشيباني (199هـ) ، وقد رأيت من هذه الرواية قطعة تقع في سبع وسبعين ورقة ، تشتمل على الأجزاء : الثاني والثالث والرابع والخامس (تجزئة قديمة) ، وتاريخ نسخ الجزء الثاني سنة (506هـ) . وهذه القطعة من محفوظات خزانة جامعة القرويين بفاس ، وقد صورتها لمعهد المخطوطات بالقاهرة ، في رحلتي إلى المغرب الأقصى عام (1395هـ) .

          وفي خزانة القرويين أيضاً نسخة من سيرة ابن هشام ، بقلم أندلسي نفيس ، كتبت سنة (719هـ) ، وبحواشيها معارضات وتقييدات قيمة . والجزء الثالث من نسخة أخرى ، بقلم أندلسي عتيق ، على رق غزل . وصور ذلك كله في معهد المخطوطات بالقاهرة .

([60])     مقدمة تهذيب سرة ابن هشام ، لشيخنا عبد السلام هارون ص11 .

([61])     وفيات الأعيان 3/177 .

([62])     يقال : روضة أنف ، بضمتين ، بوزن عنق : أي لم ترع ، وكذلك كأس أنف : لم تشرب. والروى : بكسر الراء وفتح الواو : أي كثير مرور .

([63])     نكت الهيمان ص187 .

([64])     إنباه الرواة 2/162 .

([65])     كتب قد علقت من هذا الكتاب العظيم ، فوائد ، أذكر هنا شيئاً منها ، إغراء بقراءة الكتاب كله . فمن ذلك :

          الفرق بين النفس والروح . حكم التسمى بأسماء الأنبياء . تعليل لبعض أوجه الحذف في القرآن الكريم . بمعنى المناولة في الحديث . تأويل الاحتجاج بشعر أبي تمام . تحريم إتيان النساء في أبارهن . نقد الخطابي لابن قتيبة فيما أخذه على أبي عبيد في غريب الحديث . هل يصح أن يقال في دعاء الله تعالى : يا سيدي ؟

          انظر الروض 1/196 ، 197 ، 221 ، 253 – 2/59 ، 72 ، 162 ، 314 هذا ، وقد كانت أول طبعة للكتاب بمصر ، في مطبعة الجمالية ، سنة 1332هـ = 1914م على نفقة مولاي عبد الحفيظ سلطان المغرب الأقصى . ثم طبع بعد ذلك ثلاث طبعات بمصر أيضاً : طبعة عباس الحلبي ، منذ نحو عشرين عاماً ، وطبعة دار الكتب الحديث (توفيق عفيفي) 1378هـ - 1967م ، وطبعة مكتبة الكليات الأزهرية (حسين أمبابي) 1391هـ - 1971م .

          وأعلى هذه الطبعات : الطبعة الأولى ، عنيت طبعة الجمالية ، وقد رأيت منها طبعة مصورة بالأوفست، في باكستان ، باسم المكتبة الفاروقية ملتان 1397 - 1977م .

على أني رأيت من الكتاب نسخاً خطية جيدة ، تغرى بإعادة تحقيقه ونشره نشرة علمية تليق في المكتبة العربية :

أ‌-       نسخة كاملة في جزئين (243) ورقة ، بقلم نخسى جيد ، من مخطوط القرن السابع ، محفوظة بمكتبة جامعة الرياض .                                                                     =

=        ب- الجزء الأول من نسخة بقلم أندلسي مضبوط ، سنة 586هـ (145) ورقة . خزانة القرويين بفاس .

ج- الجزء الثاني – وهو آخر الكتاب – من نسخة بقلم نسخى نفيس ، من خطوط القرن السابع ظنا (177) ورقة ، بخزانة القرويين أيضاً .

د- الجزء الثاني – وهو آخر الكتاب – من نسخة بقلم نسخى نفيس ، سنة 676هـ (206) ورقات، بمكتبة جامع الروضة بضواحي صنعاء.

هـ- الجزء الثالث – وهو الأخير – من نسخة بقلم نفيس سنة 644هـ (197) ورقة . المكتبة العامة السعودية بالرياض .

وقد صورت هذه الأجزاء كلها لمعهد المخطوطات بالقاهرة ، وهناك نسخ أخرى تراها في فهارس المعهد .

([66])     هو المجلد الأول من كتابه الكبير "تاريخ الإسلام وطبقات المشاهير والأعلام" وقد نشر قسم من هذه "المغازي" إلى نهاية السنة السادسة ، بتحقيق المرحوم الدكتور محمد عبد الهادي شعيرة ، وصدر عن مركز تحقيق التراث بدار الكتب المصرية ، عام 1975م وفي هذه النشرة اخطأ وأوهام ، عرض لهما صديقي العالم البغدادي الدكتور بشار عواد معروف ، بالنقد الشديد ، في عددين من مجلة معهد المخطوطات بالقاهرة : الجزء الثاني من المجلد الثاني والعشرين 1396هـ - 1976م – والجزء الأول من المجلد الثالث والعشرين 1397 – 1977م .

([67])     استخرجها صديقي القديم الدكتور مصطفى عبد الواحد ، من كتاب ابن كثير (البداية والنهاية) . ونشرها في أربعة أجزاء بمطبعة عيسى البابي الحلبي بالقاهرة .

([68])     طبع أخيراً على نفقة الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني ، أمير دولة قطر – مطابع قطر الوطنية 1403هـ - 1982م . وهذه الكتب التي تطبع على نفقة أهل الخير ، و في بعض المراكز العلمية الوليدة ، لا يكاد الناس يعرفون عنها شيئاً ؛ لأن توزيعها يكون قاصراً على الإهداء ، وبهذا لا تذيع ولا تنتشر. وقد ناديت من قبل بأن يخصص قدر من هذه المطبوعات للبيع عن طريق دور النشر المعروفة .

([69])     أصدر منه شيخنا العلامة السيد أحمد صقر ، الجزء الأول عام 1390هـ بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالقاهرة ، يسر الله له إتمامه . ثم رأيت منه طبعة كاملة ، عن إحدى مكتبات المدينة المنورة، عام 1389هـ ، بتصحيح عبد الرحمن محمد عثمان . وهي طبعة شائهة تالفة ، وقد أساءت إلى الكتاب كل الإساءة . فليتق الله هؤلاء الذين يعلبون بالتراث ! .

([70])     من شروحها : شرح ملا على القارى (1014هـ) وهو شرح مطبوع متداول . واسمه : جمع الوسائل في شرح الشمائل .

([71])     استخرجه أخي الدكتور مصطفى عبد الواحد ، من "البداية والنهاية" كما صنع في استخراج "السيرة النبوية" .

([72])     هذا الكتاب من أجل كتب الشمائل والخصائص النبوية ، وفيه يقول القائل :

          كلهم حاولوا الدواء ولكن             ما أتى "بالشفاء" إلا عياض

          وق تعاقب عليه العلماء بالشرح . ومن شروحه المطبوعة : شرح ملا على القارى ، السابق . وشرح الشهاب الخفاجي (1069هـ) واسمه : نسيم الرياض في شرح شفاء القاضي عياض ، وهو من أحسن شروحه وأوفاها – وخرج الجلال السيوطي (911هـ) أحاديثه ، وسمى كتابه : مناهل الصفات في تخريج أحاديث الشفا ، وهو مطبوع أيضاً .

          وقد أوتى هذا الكتاب حظاً وافراً في كثرة مخطوطاته ومطبوعاته . وآخر طباعته وأحسنها : تلك التي نشرها الأستاذ علي محمد البجاوي ، عام 1398هـ - 1977م ، بمطبعة عيسى البابي الحلبي بالقارهة . ولعل هذا العلم هو آخر أعمال الأستاذ البيجاوي ، رحمه الله رحمة واسعة .

([73])     حيث فرغ م نسخ كتابه بيده ، سنة (645هـ) . وقد نشره الدكتور محمد ألتونجي . عن دار الرفاعي للنشر والطباعة . الرياض 1403هـ - 1983م .

([74])     طبع بمطبعة زيد بن ثابت . دمشق 1393هـ - 1973م .

([75])     نشر منه شيخنا الجليل محمود محمد شاكر ، الجزء الأول ، عام 1941م ، عن لجنة التأليف والترجمة النشر بالقاهرة .

([76])     قدمته علي ابن سعد ، مع تأخر وفاته عنه ، لأن أبن سعد كان ينقل عنه . راجع مقدمة تحقيق الطبقات ص64 .

([77])     طبع عدة طبعات ، لا تليق بمكانة الكتاب . أولاها طبعة ليدن 1321هـ - 1906 – 1909م.

          ومن مخطوطاته التي رأيتها وصورتها لمعهد المخطوطات بالقاهرة ، عام 1393هـ :

          أ- جزء يبدأ بالطبقة الخامسة ، بترجمة " عبد اله بن عباس" وينتهي بترجمة "كثير ابن السائب" . من نسخة بقلم نسخى نفيس ، بآخرها سماع سنة (599هـ) في (125) ورقة . والجزء محفوظ بالمكتبة المحمودية، بالمدينة المنورة برقم (33) تاريخ .

          ب- الجزء الأخير منه ، ويتضمن تراجم النساء ، من نسخة بقلم نسخى جيد ، سنة (591هـ) في (207) ورقات . محفوظ بالمكتبة المذكورة برقم (34) تاريخ .

          جـ- الجزء الأخير أيضاً الخاص بتراجم النساء ، بقلم نسخى نفيس من خطوط القرن السادس ظناً، في (215) ورقة . محفوظ بمكتبة جامعة الملك سعود (الرياض) رقم (295) تراجم النساء .

([78])     طبع عدة طبعات متقاربة ، ويحتاج إلى تحقيق جديد . ومن مخطوطاته التي رأيتها وصورتها عام 1393-1394هـ .

أ‌-      الجزء الأول ، من نسخة بقلم معتاد جيد ، من خطوط القرن الثامن تقديرا في (179) ورقة ، محفوظة بمكتبة الجامع الكبير بصنعاء – اليمن . برقم (13) مصطلح الحديث .

ب‌-  الجزء الثاني ، من نسخة بقلم نسخى نفيس ، من خطوط القرن السادس ظنا . والنسخة مقابلة في (208) ورقات . بالمكتبة المحمودية بالمدينة المنورة .

ج-الجزءالثاني ، من نسخة بقلم نسخى جيد ، سنة (806هـ) . في (155) ورقة . محفوظ بمكتبة الجامع الكبير الغربية ، بصنعاء – اليمن . برقم (2) تراجم .

د- الجزء الرابع – وهو آخر الكتاب – من نسخة بقلم نسخى نفيس ، سنة (640هـ) وبحواشيها تعليقات جيدة . (155) ورقة . بمكتبة بيت الوزير المحفوظة بمكتبة الجامع الكبير الغربية بصنعاء .

هـ- قطعة منه بقلم قديم . (52) ورقة بمكتبة الشيخ مشرف بن عبد الكريم الخاصة بتعز – اليمن برقم (4) .

([79])     أحسن طبعاته : طبعة مصر ، التي حققها الأستاذ علي محمد البجاوي ، رحمه الله . دار نهضة مصر 1392هـ - 1972م .

([80])     طبع طبعة وحيدة بمصر ، وهي طبعة رديئة جداً ، وغفر لله لناشرها ، فهو رجل من أهل الفضل والوعظ ، ولكن تحقيق الكتب ليس من صناعته ، وقد رأيت من هذا الكتاب نسخة خزائنية ، بقلم نسخي نفيس ، وبآخرها خط المصنف . وتقع في (288) ورقة ، وهي محفوظة بالخزانة العامة بالرباط، برقم (199ق) وصرتها لمعهد المخطوطات بالقاهرة .

([81])     طبع طبعتين ، أحسنهما التي حققها الدكتور علي عمر ، ونشرها بمصر الأخ الصادق الحج وهبة حسن وهبة .

([82])     وله ذيول ، طبعت في مجلد واحد بدمشق 1347هـ ، بعناية الشيخ حسام الدين القدسي : وتشتمل على ذيل تذكرة الحفاظ ، للحسيني الدمشقي ، ولحظ الألحاظ ، لمحمد بن فهد المكي ، وذيل طبقات الحفاظ للسيوطي .

([83])     طبع طبعات متقاربة ، ويحتاج إلى تحقيق جديد . وتحتفظ الخزانة العامة بالرباط بنسخة المؤلف التي كتبها بيده ، وبآخرها قراءة عليه سنة (743هـ) وليس وراء نسخة المؤلف شيء . وتقع في (250) ورقة . ورقمها في الكتبة (129 ق) وقد صورتها لمعهد المخطوطات بالقاهرة .

([84])     طبع في حيدر آباد – الهند ، عام 1332هـ . وباشر أخي الدكتور عبد الفتاح محمد الحلو تحقيقه ، وأصدر منه مجلدين ، سهل الله له إتمامه .

([85])     هو من أجمع كتب تراجم الحنفية . وقد أصدر منه أخي عبد الفتاح الحلو ، الجزء الأول عام 1390هـ بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بمصر . ثم توقف المجلس عن نشاطه . فبدأ إصداره عن دار الرفاعي بالرياض ، التي يشرف عليها ويوجهها الأديب الفاضل الأستاذ عبد العزيز الرفاعي

([86])     طبع في بيروت طبعة لاخير فيها . وأخذ العلماء المغاربة في نشره نشرة علمية بالرباط . وأهل مكة أدرى بشعابها .

([87])     طبع طبعتين بمصر ، أحسنهما التي حققها الدكتور محمد الأحمدي أبو النور ، نشر دار التراث 1394هـ - 1974م .

([88])     طبع بمصر طبعتين ، الأولى لا خير فيها . والثانية رضى عنها الناس ، وقد حققها الدكتور عبد الفتاح محمد الحلو ، ومحمود محمد الطناحي ، ونشرتها دار إحياء الكتب العربية : عيسى البابي الحلبي بمصر. عشرة أجزاء – 1383هـ - 1964م .

([89])     طبع الجزء الأول منه بالمعهد الفرنسي في بيروت 1370هـ ، ونشر كاملاً بمصر في جزئين 1372هـ . ويحتاج إلى تحقيق جديد . وقد رأيت منه نسخة وصورتها ، بمكتبة عنيزة الوطنية – من بلاد المملكة العربية السعودية – بالجامع الكبير . والنسخة بقلم معتاد من خطوات القرن التاسع تقديراً وتقع في (250) ورقة وعليها خط الفقيه المؤرخ ابن حميد – محمد بن عبد الله بن علي المتوفى سنة 1295هـ ، وصاحب السحب الوابلة على ضرائح الحنابلة .

([90])     يعتبر هذا الكتاب والذي بعده من الكتب الموسوعية في التراجم . وقد صدر من الأول (35) جزءاً، ومن الثاني (20) جزءاً ، وترجم فيها لعدد من العلماء الذين لم يعرف عنهم تشيع .

([91])     نشرته جمعية المستشرقين الألمانية في بيروت ، سنة 1961م ، وكان قد نشره من قبل المستشرق الروسي بارتولد ، سنة 1902م ، ثم نشره الدكتور علي سامي النشار – رحمه الله – بالأسكندرية ، سنة 1972م ، ونسبه خطأ إلى القاضي عبد الجبار .

          ولم يصنف ابن المرتضى كتاب باسم "طبقات المعتزلة" ، وإنما انتزع هذا من كتابه المسمى "المنية والأمل في شرح كتاب الملل والنحل" ، وهو جزء من مؤلف كبير له ، أسمه : "غايات الأفكار ونهايات الأنظار المحيطة بعجائب البحر الزخار" .

          أما "طبقات المعتزلة" للقاضي عبد الجبار ، فقد اكتشف نسخته الفريدة الاستاذ فؤاد سيد ، في رحته الأولى إلى اليمن ، سنة 1952م ، وقد قام بتحقيقها والتعليق عليها ، وقدم لها بباب "ذكر لمعتزلة" من كتاب "المقالات" للبلخي ، كما حقق الطبقتين الحادية عشرة والثانية عشرة من كتاب الحاكم الجشمي . وصدر الكتاب بعد وفاته – رحمه الله – عن الدار التونسية للنشر ، سنة 1974م. انظر مصادر تاريخ اليمن في العصر الإسلامي – لولده الأستاذ أيمن فؤاد سيد – ص96 .

([92])     رأيت وصورت منه نسختين : الأولى : جزء يبدأ بترجمة "جعفر بن أبي طالب" ، وينتهي بترجمة "عبد الله بن عباس" بقلم نسخي ، من خطوط القرن الثامن ظناً (146) ورقة بالمكتبة المحمودية بالمدينة المنورة . برقم (61) تاريخ . والثانية : جزء بقلم مغربي حسن سنة 1299هـ . (187) ورقة . بالمكتبة العامة والمحفوظات بتطوان – المغرب الأقصى رقم (104) .

([93])     طبع عدة طبعات متقاربة ، ويحتاج إلى تحقيق جديد . وقد رأيت وصورت منه نسخى حسن ، سنة     (781هـ) في (209) ورقات . مكتبة الجامع الكبير الغربية بصنعاء . رقم (145) تصوف .

([94])     وفي حواشيه التي وضعها الأستاذ محمد أبو الفل إبراهيم رحمه الله ، غنية وكفاية لمن أراد التوسع والاستيعاب .

([95])     طبع طبعات لاخير فيها . وأعلى طبعاته تلك التي شرحها شيخ العربية محمود محمد شاكر . وأصدر الطبعة الأولى منها بدار المعارف بمصر ، سنة 1952م ، ثم نسخها وخرج عنها بالطبعة التي أصدرتها مطبعة المدني بمصر ، عام 1394هـ - 1974م .

([96])     طبع عدة طبعات ، أصدقها التي حققها المحدث الجليل الشيخ أحمد محمد شاكر ، رحمه الله .

([97])     أشهر طبعاته ثلاث : طبعة بولاق بمصر ، وطبعة الحاج محمد افندي ساسي المغربي ، التاجر بالفحامين بمصر . وطبعة دار الكتب المصرية ، في أربعة وعشرين جزءاً ، وهي أحسن الطبعات . ومن مخطوطاته الجيدة التي رأيتها وصورتها .

أ‌-      قطعة بقلم نسخى جيد جداً ، عليها قراءة سنة (725هـ) 186 ورقة . مكتبة جامعة الرياض    (20) أدب .

ب‌-  الجزء الرابع ، بقلم نسخى نفيس ، سنة (591 هـ) 212 ورقة . مكتبة جامع الروضة ، بضواحي صنعاء – اليمن – بدون رقم .

ج- الجزء السابع عشر . قلم أندلس نفيس ، من خطوط القرن السابع تقديراً – (197) ورقة . الخزانة العامة بالرباط – المغرب الأقصى – رقم (961) ق .

([98])     طبع طبعتين ، إحداهما بعناية المستشرق الانجليزي كرنكو ، ونشرها مع المؤتلف والمختلف للآمدي. بمكتبة حسان الدين القدسي بمصر . والثانية بتحقيق الأستاذ عبد الستار فراج ، رحمه الله . بمكتبة عيسى البابي الحلبي بمصر . وكلتا الطبعتين ناقصة من أولها ، لنقص الأصل الذي طبعتا عليه . فلم يوجد من الكتاب إلاّ قطعة تبدأ في أثناء حرف العين ، بترجمة من اسمه "عمرو" . وقد نشر الدكتور إبراهيم السامرائي كتاباً صغيراً ، سماه "من الضائع من معجم الشعراء للمرزباني" أورد فيه مائتين وثمانية وخمسين شاعراً (258) من المصادر التي نقلت عن كتاب المرزباني في صورته الكاملة ، مؤسسة الرسالة – بيروت 1404 – 1984م .

([99])     الأعلام 7/27 – ترجمة العماد .

([100])    أقول هذا من موقع القرب ، فقد كن عهد إليّ – إذا كنت نساخاً – بمقابلة هذا القسم على الأصل المنتسخ منه ، وعلى مختصر الخريدة ، لمؤلفه : ماماي الرومي .

([101])    وهو صاحب " القاموس الجغرافي للبلاد المصرية ، من عهد قدماء المصريين إلى سنة 1945م " توفى سنة 1364هـ - 1945م . الأعلام 6/264 .

([102])    طبع طبعتين متقاربتين . والكتاب في أصله ناقص ، وبخاصة في تراجم حرف العين . وقال الزركلي ، رحمه الله : "وفي النسخة المطبوعة نقص استدرك بتراجم ملفقة دست فيه " . الأعلام 8/131 ، وانظر ما كتبه العلامة العراقي الأستاذ مصطفى جواد ، بعنوان : "الضائع من معجم الأدباء" مجلة المجمع العلمي العراقي العدد السادس ص149 ولم أقف له على أصول مخطوطة في المكتبات التي زرتها.

([103])    طبع طبعتين ، أحسنهما طبعة مجمع اللغة العربية بدمشق 1395هـ - 1975م بتحقيق الأستاذ رياض عبد الحميد مراد . والطبعة الأولى بتحقيق الأستاذ حسن معمري، ومراجعة الشيخ حمد الجاسر. بيروت 1390هـ - 1970م .

([104])    هذا الكتاب والذي بعده ، في تراجم أهل عصرهما . كالذي فعله الثعلبي في اليتيمة .

([105])    طبعت أول طبعة ببولاق بمصر عام 1299هـ . ثم نشر منها الشيخ محب الدين الخطيب أجزاء تمثل ثلثها . وأخرج محمد محيى الدين عبد الحميد ، جزءاً وادخر الله نشرها كاملة لشيخنا عبد السلام هارون . وجاء في طبعته في أحد عشر جزءاً . عن مكتبة الخانجي . ولم يبق إلا فهارسها.

([106])    يراد بالحكماء هنا : الفلاسفة المشتغلون بالحكمة ، وهي علم يبحث فيه عن حقائق الأشياء ، على ما هي عليه في الوجود ، بقدر الطاقة البشرية ، فهي علم نظري غير آلي . التعريفات ص91 وقد يراد بالحكيم : الناظر في العيون ، لا في الأبدان ؛ لأن هذا هو الطبيب عندهم . انظر برنامج الوادي آشى ص 74 (ترجمة أيوب بن نعمة المقدسي) .

([107])    رأيت وصورت منه الجزء الثالث – وهو آخر الكتاب – من نسخة بقلم نسخى نفيس ، سنة (707هـ) في (154) ورقة . وهو من محفوظات الخزانة العامة بالرباط رقم (255) ق .

([108])    طبع منه جزءان وبقى جزء وقد رأيت وصورت منه نسخة بخط الحافظ السخاوي (902هـ) تلميذ ابن حجر . وآخر النسخة مبتور – (182) ورقة . بالمكتبة المحمودية بالمدينة المنورة – رقم (28) تاريخ .

([109])    ولا تثق بنشرته التي طبعت بمصر عن الدار المصرية للتأليف والترجمة منذ نحو خمسة عشر عاماً ؛ فإنها إلى السوء ما هي ! ولم يطبع غير هذه الطبعة ، فيما أعلم .

([110])    نشر من كتاب " جوامع السرة " المذكور من قبل .

([111])    نشرة الدكتور قاسم السامرائى – نشريات المعهد الهولاندي للآثار المصرية – القاهرة 1973م .

([112])    طبع في بيروت ، سنة 1904م . ثم وجدت بعض طبعه كراريس منه ، ونشرت في بغداد سنة 1367هـ - 1948م ، باسم : أقسام ضائعة من كتاب تحفة الأمراء في تاريخ الوزراء . جمعه الأستاذ مخيائيل عواد ، وقد أفاد من ذك الأستاذ عبد الستار فراج – رحمه الله – في نشرته للكتاب التي صدرت عن مطبعة عيسى الحلبي القاهرة 1958م .

([113])    نشرة المستشرق الفرنسي هو تويج ديرنبورج . بمدينة شالون 1897 – 1904م ، في ثلاثة مجلدات، ومعه من شعر عُمارة ونثره .

([114])    أي علماء الأنساب . وقد طبع هذا الكتاب بالنجف الأشرف سنة 1973م ، وفيه عناية خاصة بعلماء أنساب الشيعة .

([115])    قدمت مكة والمدينة والقدس ؛ للشرف والعلاء ، ثم رتبت البلدان بعد ذلك على الحروف ، ومما ينبغي التنبه له أن بعض هذه الكتب تعني بجغرافية البلدان أكثر من عنايتهم بتراجم الرجال ، مما يسلكها في "مراجع التعريف بالبلدان والمواضع" .

([116])    طبع بآخر كتاب شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام . للتقي الفاسي المطبوع بالقاهرة بمطبعة عيسى البابي الحلبي 1956م . وكان قد طبع من قبل مستقلا بمطبعة الرسالة بالقاهرة 1366هـ - 1947م.

([117])    رأيت وصورت منه نسخة بقلم نسخى ، سنة (942هـ) وتقع في (285) ورقة . وهي محفوظة بخزانة جامعة القرويين بفاس – برقم 80/376 ، ونسخة أخرى ، بقلم نسخى حسن ، سنة           (1007هـ) وتقع في (284) ورقة . وتحتفظ بها الخزانة العامة بالرباط – برقم (802ق) .

([118])    الموجود منه الجزء الثاني فقط ، وقد نشرة الأستاذ سامي بن السيد خماس الصقار – وزارة الثقافة والإعلام . العراق 1980م .

([119])    ويسمى أيضاً : تاريخ مدينة أصبهان . وزقد رأيت وصورت منه نسخة بقلم نفيس ، من خطوط القرن السادس . وبآخرها سماع سنة (591هـ) وآخر سنة (638هـ) وتقع في (303 ورقات) . من محفوظات مكتبة عارف حكمة ، بالمدينة المنورة برقم (49) تاريخ .

([120])    طبع طبعة وحيدة بمصر ، عام 1349هـ . بعناية السيد محمد أمين الخانجي رحمه الله رحمة واسعة، في أربعة عشر مجلد  . وقد رأيت وصورت منه أربعة أجزاء نفيسة ، على بعضها سماعات ، أقدمها سنة (503هـ) أي بعد وفاة المؤلف بأربعين عاماً ، كما ترى . وهذه الأربعة الأجزاء محفوظة بالمكتبة المحمودية بالمدينة المنورة ، بأرقام (9-12 تاريخ) . ولعل في هذا ما يدعو إلى إعادة نشر الكتاب ، وليس أولى من أخي الدكتور أكرم ضياء العمري ، فإن له بالخطيب وبالكتاب أنساً وخصوصية ؛ إذ كنت أطروحته للدكتوراه – من جامعة عين شمس بالقاهرة – عن (موارد الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد) . وقد أنبأته بخير هذه الأجزاء حين عودتي من المدينة المنورة ، سنة 1393هـ .

([121])    يولي مجمع اللغة العربية بدمشق ، إصداره .

([122])    طبع منه سبعة أجزاء . وبقيت منه بقية .

([123])    تغرى بردى : كلمة تترية : معناها  :عطاء الله . أو : الله أعطى .

([124])    انظر تحقيق الأستاذ الزركلي ، رحمه الله ، لهذا الاسم . وهل هو "تغلب" بالتاء الفوقية والغين المعجمة، أو "ثعلب" بلاثاء المثلثة ، والعين المهملة – في الأعلام 2/123 .

          وهذا الكتاب طبع بمصر طبعتين : الأ,لى عام 1332هـ - 1914م . والثانية 1386هـ - 1966م وقد اعتمدت هذه الطبعة على مخطوطات جديدة للكتاب ، صححت أخطاء . لكن الطبعة الأولى تمتاز بفهرس تقييدات وفوائد مستخرجة من الكتاب ، أشار بصنعه العلامة أحمد تيمور باشا.

([125])    انظر تحقيق ذلك ، والكلام على الكتاب ، في الأعلام 1/158 .

([126])    وتلتمس تراجم أهل اليمن أيضاً في كتاب " البدر الطالع" الآتي .

([127])    طبع طبعتين : الأولى بدائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد ألدكن – الهند ، سنة 1954 – 1950م ، والثانية بمصر ، سنة 1385هـ - 1966م ، وهي طبعة غير جيدة ، ويقال فيها ما قيل في طبعات كتاب " معرفة القراء الكبار" السابق . فناشرهما واحد ، ومحققها واحد .

          وقد رأيت وصورت الجزء الأخير من الكتاب ، وهو بخط المؤلف . وعلى حواشي الجزء كثير من الإضافات والاستدراكات . ولعله مسودة المؤلف . وخط ابن حجر لا يكاد يفرق فيه بين المسودة والمبيضة ؛ لأنه غير حسن ، وخال من النقط ، وهذا دليل على أن إهمال النقط والإعجام قد امتدّ شيء منه إلى قرون متأخرة ، كما ذكر شيخنا عبد السلام هارون ، في تحقيق النصوص ، ص40 ، فليس إهمال النقط والإعجام دليل حاسماً على قدم المخطوط . وانظر نموذجاً لخط بن حجر ، في الأعلام 1/179 . والجزء الذي ذكرته في (142) ورقة . وهو محفوظ بالمكتبة المحمودية بالمدينة المنورة . برقم (27) تاريخ .

([128])    طبع منه أجزاء ، وأعجلته المنية عن إتمامه . وله أيضاً . الأخبار التاريخية في السيرة الزكية . القاهرة 1396هـ - 1976م ترجم فيه لبعض أعلام من الشرق والغرب عرفهم من خلال عمله بيع الكتب . رحمه الله رحمة واسعة .

([129])    ويسمى أيضاً تاريخ الرسل والملوك . وقد طبع في ليدن بهولاندا ، من سنة 1879م إلى 1901م بعناية المستشرق الهولندي دى غوية . في (18) مجلدا . ثم طبع في مصر عدة طبعات ، آخرها طبعة دار المعارف عام 1380هـ - 1960م في عشر مجلدات . ثم أفرد الجزء الحادي عشر لذيول تاريخ الطبري . بتحقيق الأستاذ محمد أبو الفضل إبراهيم . وقد رأيت وصورت من الكتاب الجزء التاسع. من نسخة بقلم نسخى نفي من خطوط القرن السابع ظناً . في (225) ورقة . بمكتبة جامع الروضة من ضواحي صنعاء – اليمن .

([130])    طبع عدة طبعات ، في ليدن ، ومصر . وآخر طبعاته التي صدرت عن دار صادر ، ودار بيروت ، سنة 1385هـ - 1965م – في آخر عشر جزاء . وتمتاز هذه الطبعة بإفراد جزء لفهارس الأعلام والأماكن .

([131])    طبع طبعة وحيدة بمصر عام 1351هـ - 1358هـ . وفي الطبعة تصحيفات وتحريفات كثيرة ، ويحتاج إلى تحقيق جديد .

([132])    طبع طبعات كثيرة بأوربا ومصر . ومن أحسن طبعاته وأكملها : تلك التي أخرجها الدكتور إحسان عباس – بيروت 1388هـ - 1968م . وقد رأيت وصوت من هذا الكتاب جزئين : الأول : هو الجزء الثاني من نسخة بقلم نسخى نفيس بآخرها قراءة سنة (796هـ) (205) ورقات . والآخر : هو الجزء الرابع بقلم نسخى نفيس ، من خطوط القرن الثامن تقديرا ؟ وهو آخر الكتاب (225) ورقة . والجزءان من محفوظات مكتبة الجامع الكبير بصنعاء اليمن . الأول برقم (381) تاريخ . والثاني بدون رقم .

([133])    وهذا أيضاً طبع عدة طبعات . أحسنها طبعة الدكتور إحسان عباس . بيروت 1973م ولابن شاكر من الكتب الموسوعية : "عيون التواريخ" وقد بدأ إخواننا العراقيون في نشره .

([134])    ينبغي أن يكون واضحاً لأبنائنا طلبة العلم أن تراجم المغاربة والأندلسيين تلتمس أيضاً من كتب المشارقة التي ذكرت ، على اختلاف مناهجها ، وإنما أردت هنا تعريف طلبة العلم بفن التراجم المتخصصة .

([135])    ويتضمن أيضاً : أسماء رواة الحديث ، وأهل الفقه والأدب ، وذوي النباهة والشعر ، كما جاء في بقية العنوان .

([136])    أخرجت جامعة القاهرة ، منه ثلاثة أجزاء ، سنة 1939م – 1945م ، ثم أخرجت الهيئة المصرية العامة للكتاب ، جزءين . ونهد الدكتور إحسان عباس ، إلى إخرجه كاملاً في بيروت – دار الثقافة .

([137])    وصل به تاريخ عملاء الأندلس ، السابق .

([138])    وله أيضاً ك قلائد العقيان في محاسن الأعيان – أعيان المغرب . وهو غير الفتح ابن خاقان بن أحمد الأديب الشاعر ، الذي كان وزيراً للخليفة المتوكل العباسي . وقد توفى الفتح سنة 247هـ .

([139])    قال ابن الأثير : "السيراء ، بكسر السين وفتح الياء والمد : نوع من البرود يخالطه حرير كاسيور ، فهو فعلاء من السير : القد " . وقيل : السيراء : الحرير لاصافي . النهاية 2/433 .

([140])    وله أيضاً في تراجم الشعراء الأندلسيين : روايات المبرزين .

([141])    وانظر أيضاً : نشر المثاني لأهل القرن الحادي عشر والثاني عشر . لمحمد الطيب بن عبد السلام القادري الحسني . وهو من أهل فاس . وتقدم في التراجم على القرون ، برقم (8) .

([142])    طبع عدة طبعات ، أصحها وأحسنها : طبعة الدكتور إحسان عباس – بيروت 1388هـ -  1968م .

([143])    نشر منه ثلاثة أجزاء ، بمطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر بمصر عام 1364هـ - 1945م . بالتعاون مع المعهد الخليفي بتطوان . بتحقيق مصطفى السقا ، وإبراهيم الأبياري ، وعبد الحفيظ شلبي. ثم نشر الكتاب كاملاً بالمغرب الأقصى (الأجزاء الثلاثة الأولى تصويراً عن طبعة مصر السابقة) والجزءان الباقيان بتحقيق سعيد أعراب ، ومحمد ابن تاويت ، وعبد السلام الهراس .

([144])    وهو تاريخ ممتع نفيس . كما يقول الزركلي ، رحمه الله ، في الأعلام 1/120 . وقد طبع هذا الكتاب العظيم أول مرة بمصر ، عام 1312هـ - 1894م ، في أربعة أجزاء بالمطبعة البهية المصرية . ثم أعيد طبعه بالدار البيضاء ، عام 1373هـ - 1954م في تسعة أجزاء من القطع الوسط .

([145])    رأيته بقاس القديمة ، عام 1395هـ ، في بيته العامر بنوادر المخطوطات والمطبوعات . وكان برا نبيلاً ، ضئيل الجسم ، خافت الصوت . رحمه الله رحمة سابغة .

([146])    هذه وجهة نظر خاصة ، أدى إليها طول التأمل في كتب التراجم ، قديماً وحديثاً ، ومجالسة العلماء وأهل الخبرة ، بعد توفيق الله وهدايته .

          وقد يرى بعضهم في دائرة المعارف ، والموسوعات الميسرة ، خيراً ونفعاً ، ونحن لا ننازع في ذلك ، ولكن هذه وتلك لم تسلم من الغمز واللمز ، إلى أوهام كثيرة في أسماء الأعلام والكتب . وما ينبغي أن يتعامل معها إلا من رسخت قدمه ، وطال باعه في تاريخ أمته ، حتى يميز الخبيث من الطيب . ولهذا وأشباهه حديث آخر .

([147])    الأعلام 1/20 .

([148])    منه – وهو كثير – ما تراه في ترجمة " جعفر بن تغلب الأدفوي " العلام 2/123 .

([149])    منه – وهو كثير – الخلاف في نسبة كتاب " خريدة العجائب وفريدة الغرائب" إلىزين الدين بن الوردي . الأعلام 5/67 .

([150])    منه – وهو كثير – رجوعه إلى مخطوطة كتاب " التبيان لبديعة البيان" للحافظ ابن ناصر الدين – محمد بن عبد الله بن محمد المتوفى سنة 842هـ . وكذلك رجوعه إلى "طبقات الشافعية الوسطى" لابن السبكي ، وعدوله عن "الطبقات الكبرى" لما وجد فيها من تصحيف . انظر على سبيل المثال 7/23 ، ترجمة "محمد بن محمد بن الحسن بن هندوية" .

([151])    منه – وهو كثير – ما تراه في ترجمة "حمزة بن علي بن أحمد الفارسي الحاكمي الدرزي" الأعلام 2/278 – 279 .

([152])    منه – وهو كثير – ما تراه في ترجمة الشاعر نصر بن عبد الله بن عبد القوى ، المعروف بابن قلاقس الاسكندرية . الأعلام 8/24 .

([153])    منه – وهو كثير – ما ذكره في ترجمة "محمد عبد الحي بن عبد الكبير ، المعروف بعبد الحي الكتاني" . قال في حديثه عن كتابه " التراتيب الإدارية" : "استوعب فيه كتاب " تخريج الدلالات السمعية" لأبي الحسن ، علي بن محمد الخزاعي ، وزاد عليه أضعاف فصوله ، وقد فاته الاطلاع على جزء منه في نحو ربعه ، أرانيه فاضل في تطوان ، وأخبرني أن خوانة الرباط صورت نسخة عنه" . الاعلام 6/188 .

([154])    البجاد ، بكسر الباء : الكساء .

([155])    منه – وهو كثير – ما ذكره في آخر ترجمة " عبد الحي الكتاني" المذكور قبل سطرين . قال : "وكان على ما فيه من انحراف عن الجادة في سياسته ، صدراً من صدور العرب ، ومرجعاً للمستشرقين خاصة" .

([156])    وذكر ذلك في بيان معجب آسر ، في مقدمة الأعلام 1/16 .

([157])    معلوم أن الزركلى ، رحمه الله ، قد أنشأ مطبعة بالقاهرة ، أواخر عام 1923م سماها "المطبعة العربية" وكان مقرها بشارع المزين بالموسكي نشر فيها بعض كتبه ، وكتباً أخرى ، إلى أن باعها ، سنة 1927م . ثم قضى بالقاهرة أعواماً ، مستشاراً للمفوضية العربية السعودية ، ووزيراً مفوضاً ، ومندوباً دائماً للمملكة العربية السعودية بمصر ، لدى جامعة الدول العربية ، من سنة 1934م إلى سنة 1957م وله بمصر ، صهر ورحم . وقد ظهرت الطبعة الأولى والثانية من "الأعلام" بالقاهرة .

          كما أنه عين سفيراً للمملكة العربية السعودية في المغرب ، حيث قضى هناك أعواماً ، جمع فيها مادة محررة لتراجم المغاربة والأندلسيين ، وقد فتح له أهل المغرب قلوبهم ومكتباتهم معاً . وإذا دخل العلم من باب الحب ، فليس من وراء ذلك شيء .

([158])    انظر على سبيل المثال ترجمة شاعر مصر والعرب أحمد شوقي ، في 1/246 – 250 ، وترجمة الجلال السيوطي في 5/129 – 130 . وذكر في هذه الترجمة مواضع وروده في كشف الظنون ، وهي بالغة الكثرة .

([159])    نشرة المستشرق الألماني الكبير وستنفلد ، في جوتنجن ، عام 1850م ، عن نسخة بخط المقريزى المؤرخ . ثم أعاد نشرة لعامة الجزيرة الشيخ حمد الجاسر ، بالنادي الأدبي ، بالرياض 1400هـ - 1980م ، ولم يجد غير مخطوطة وستنفلد .

([160])    نشرة وستنفلد أيضاً ، سنة 1854م ، عن نسخة فريدة بمكتبة ليدن ، تاريخ نسخها شوال 668هـ. وق عول على هذه النسخة شيخنا عبد السلام هارون في نشرته ثانية من هذا الكتاب ، بخط تاج الدين بن مكتوم ، المتوفى سنة749 . والنسخة محفوظة بالخزانة العامة بالرباط ، برقم (173ق) وتقع في (158) ورقة .

([161])    نشر بمجلة الكتاب العربي بمصر ، سنة 1965 ، بدون تحقيق . ثم حققه على أصول جيدة الشيخ حمد الجاسر ، ونشره مع كتاب " مختلف القبائل " السابق .

([162])    نشره العلامة المغربي الأستاذ عبد الله كنون (جنون) بمجمع اللغة العربية بالقاهرة، سنة 1384هـ 1965م . ثم أصدر الطبعة الثانية منه ، مستفيداً من مخطوطتين أخريين للكتاب ، بمجمع اللغة العربية بالقاهرة أيضاً ، سنة 1393هـ - 1973م .

([163])    من الذين انتسبوا إلى شيوخهم : الأديب الفقيه أبو الفرج المعافي بن زكريا ابن يحيى الجريري النهرواني، صاحب كتاب " الجلسي والأنيس " المتوفى سنة 390هـ .

          وإنما قيل له : الجريري ، لأه كان على مذهب الإمام ابن جرير الطبرى ، صاحب التفسير .

([164])    طبع أول مرة ، مصوراً بالزنكوغراف ، عن المخطوطة – في مجلد ضخم – دون تحقيق أو فهرسة. على نفقة لجنة جب التذكارية – ليدان 1912م . ثم أصدرته دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن – الهند -  أحسن الله إلى القائمين عليها – في (13) جزءاً بدءاً من سنة 1382هـ - 1962م . وانتهاء بسنة 1402هـ - 1982م . والأجزاء الستة الأولى ، بتحقيق العلامة المرضى عنه إن شاء الله ، عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني ، المتوفى عام 1386هـ بمكة البلد الأمين .

([165])    أنساب السمعاني ، السابق . وقد زاد عليه ابن الأثير أشياء .

([166])    واضح أن العلماء المنسوبين إلى قبائلهم أو بلدانهم ، يرجع في توثق تراجمهم أيضاً ، إلى كتب الأنساب السابقة ، وكتب البلدان الآتية .

([167])    وقد ذكرت ذلك في موضع آخر : انظر محاضرتي عن التصحيف . والتحريف ، ضمن كتاب مدخل إلى تاريخ نشر التراث العربي ص291 .

([168])    انظر أيضاً كتاب " المؤتلف والمختلف" للآمدى . الذي ذكرته في "تراجم الأدباء والشعراء" .

([169])    نشر أول مرة ، بليدن سنة 1881م ، بعناية المستشرق الهولندي دى يونج – وهو أيضاً ناشر كتاب "الأنساب المتفقة" السابق ، سنة 1865م – ثم نشر مرة ثانية بمطبعة عيسى البابي الحلبي بمصر ، سنة 1962م ، بتحقيق الأستاذ علي محمد البجاوي ، رحمه الله . وقد رأيت وصورت من هذا الكتاب نسختين جيدتين :

          الأولى : برواية أبي محمد عبد العزيز بن محمد البغدادي ، عن الذهبي المؤلف . وهي بقلم نسخى جيد، من خطوط القرن الثامن ظنا ، وبآخرها سماعات منقولة من خطوط أصحابها على المؤلف ، سنة 741 ، 743 ، 747 . وتقع في (157) ورقة . بمكتبة جامعة القرويين بفاس . رقم 40/236. والنسخة الثانية بقلم معتاد سنة 796هـ . وتقع في (103) ورقات . بمكتبة عارف حكمة ، بالمدينة المنورة. برقم (188) مجاميع .

([170])    رأيت وصورت منه نسخة مكتوبة سنة 837هـ ، في حياة المؤلف ، كما ترى وتقع في (310) ورقات . وهي محفوظة بالمكتبة العامة السعودية بالرياض برقم 462/86 . وهذه المكتبة كانت بمنطقة "دخنة" أيم زيارتي للرياض عام 1393هـ عضواً في بعثة معهد المخطوطات . ومن المخطوطات النفيسة التي صورتها البعثة من هذه المكتبة : الأسماء والصفات للبيهقي ، نسخة بقلم نفس سنة 585هـ. وتاريخ مكة المشرفة للأزرقي ، بقلم نسخى نفيس أيضاً سنة 644هـ . ووضعه العقلاء ، لابن حبان البستى ، مثله ، سنة 612هـ ، وأجل ما في هذه المكتبة : نسخة من سنن أبي داود – رواية أبي علي اللؤلؤي – بقلم قديم نفيس ، وعليها سماعات ، بعضها سنة (604هـ) وتقع في (340) ورقة .

([171])    ويرجع أيضاً في الضبط إلى كتب الأنساب ، التي ذكرتها ، وإلى كتب التصحيف والتحريف .

([172])    نشره الشيخ حمد الجاسر ، والدكتور صالح العلي . بيروت 1388هـ - 1968م .

([173])    أول نشرة له ، تلك التي أخرجها المستشرق الألماني الكبير وستنفلد ، في مجلدين بمدينة جوتنجن ، سنة 1876 – 1877م . ثم أعاد نشره الأستاذ مصطفى السقا رحمه الله ، عام 1364هـ - 1954م. ثم أعده نشره الأستاذ مصطفى السقا رحمه الله ، عام 1364هـ - 1945م . بمطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر ، بمصر .

          وقد رأيت وصورت منه الجزء الثاني – وهو آخر الكتاب – من نسخة بقلم مشرقي نسخى ، سنة (609هـ) ، وبحواشيها ومقابلات وتصحيحات جيدة . في (255) ورقة . بالمكتبة المحمودية – رقم (13) لغة – بالمدينة المنورة ، على ساكنها أفضل الصلاة وأزكى السلام .

([174])    طبع طبعات عدة . أنفعها طبعة المستشرق وستنفلد – المذكور ، بمعاونة المستشرق فرايتاج . في ستة أجزاء ضخام ، بمدينة ليبزج سنة 1866م . وقد خصص جزء لفهارس الأعلام والبلدان : الأصيلة ، ثم التي جاءت في ثنايا الكتاب . وهذا غاية في النفع والفائدة .

          وتمتاز طبعة السيد محمد أمين الخانجي – رحمه الله – التي أصدروها بمصر ، في ثمانية أجزاء ، سنة 1323 – 1325هـ : تمتاز بهذا الذيل الذي جمعه الخانجي ، وسماه  : منجم العمران في المستدرك على معجم البلدان . وقد عاونه في جمعه ، الشيخ محمد بن مصطفى بن رسلان ، المعروف بالشيخ بدر الدين النعساني الحلبي .

([175])    نشره وستنفلد أيضاً ، بمدينة جوتنجن ، سنة 1846م .

([176])    المقدمة ص ح من طبعة عيسى الحلبي بمصر 1373هـ - 1954م . وكانت أول طبعة له بليدن- هولندا 1850م .

([177])    مكتبة لبنان – بيروت – 1975م . وذكر الأستاذ الزركلي أنه توفى سنة 900 هـ ، حكاية عن كشف الظنون ، وشكك في هذا التاريخ . الأعلام 7/53 ، وأورد أسمه  "محمد بن محمد بن عبد الله بن عبد المنعم " .

([178])    ويستقصى في ذلك استقصاء عجيباً . انظر مثلاً مادتي (شبر – حلل) وذكر البلدان المصرية المعروفة بشبرا ، والمحلة .

          وما أكثر فوائد هذا الكتاب ، وقد قدمت لك نفعه في "ضبط الأعوام والأنساب" .

([179])    انظر : النديم وكتاب الفهرست . للدكتور عبد الستار الحلوجي – مجلة كلية اللغة العربية – جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض – المجلد السابع ثم انظر لمعرفة هذا الفن : نشأة علم البيليوجرافيا عند المسلمين . للدكتور عبد الستار الحلوجي . مجلة دارة الملك عبد العزيز بالرياض .

          و: أربعة كتب في البيليوجرافية العربية . للدكتور عبد الوهاب أبو النور .

([180])   

([181])   

([182])    وقد طبعت هذه الكتب جميعها ، ولكنها تحتاج إلى تحقيق جديد ، يقوم به نفر من العلماء الاثبات الذين يجمعون بين معرفة العلم ومعرفة الكتب .

 ومن المصنفات الحديثة التي عنيت بالكتاب العربي مخطوطاً ومطبوعاً :

أ‌-      اكتفاء القنوع بما هو مطبوع . لإدوارد فنديك (طبع بمطبعة الهلال بمصر سنة 1313هـ - 1896م) .

ب‌- معجم المطبوعات العربية والمعربة . ليوسف إليان سركيس ، المتوفى سنة 1351هـ .

ج- خزائن الكتب العربية في الخافقين ، للفيكونت فيليب دى طرازى ، المتوفى سنة 1375هـ .

د- تاريخ الأدب العربي . للمستشرق الألماني كارل بروكلمان ، المتوفى سنة 1375هـ .

هـ- تاريخ التراث العربي . للعالم المسلم التركي الدكتور محمد فؤاد سزجين ، مد الله في حياته .

([183])    مثل : معجم السفر ، للحافظ السلفي ، والمعجم المختص ، للذهبي ، والمعجم المفهرس لابن حجر العسقلاني ، وفهرسة ابن خير الإشبيلي  ومشيخة ابن الجوزي ، وثبت النذرومي ، وبرنامج ابن أبي الربيع .

          والفهرست ، بكسر الفاء وسكون الهاء ، وكسر الراء ، وسكون السين ، ثم تاء أصلية ، تكتب مفتوحة ومعقودة : كلمة فارسية ، تدل عند الفرس على جملة العدد المطلق الكتب . ثم عربتها العرب، وجمعتها على : فهارس . وكل ماعربته العرب بألسنتها ، فهو من كلام العرب .

          وقد أصبح الفهرست أو الفهرس يدل على ثلاث معان :

أ‌-      كتاب يضم أسماء الكتب والتقاييد ، والرسائل المقروءة .

ب‌-  كتاب يحتوي على أسماء المشايخ المستفاد منهم ، والمتلقي عنهم .

ج- قائمة في أول الكتاب و في آخره ، تتضمن ذكر أبوابه وفصوله ، ومباحثه وأعلامه واستشهاداته، وكل ما يكشف عن كنوزه ، ويعين على الإفادة منه . وهذا المعنى الثالث هو الشائع في أيامنا هذه .

أما "البرنامج" فهو أيضاً فارسي . وأصله " برنامه" ، وهي عندهم تدل على الورقة الجامعة للحساب، أو بمعنى الزمام الذي يرسم ، أو يقيد فيه متاع التجار وسلعهم . وقد استعمله العرب – وبخاصة أهل المغرب والأندلس – بالمعنيين الأولين المذكورين في معنى الفهرست .

وتدل لفظة "البرنامج" الآن ، على المنهج العام الذي يضعه المرء ، ليتبعه في أعماله وشئونه . مقدمة الدكتور محمد بن عبد الكريم لتحقيق كتاب الغنية – فهرست شيوخ القاضي عياض – ص12، 13.

([184])    كتب برامج العلماء في الأندلس – توطئة لنشر " برنامج ابن أبي الربيع " – مجلة معهد المخطوطات . المجلد الأول ص91 – القاهرة 1374هـ - 1955م .

([185])    هذه الفقرة من كلام العلامة عبد العزيز الأهواني ، رحمه الله ، انظر المرجع السابق ص94 ، 95 ، وانظر أيضاً المقدمة الجيدة التي كتبها الدكتور محمد بن عبد الكريم ، لكتاب "الغنية" السابق.

([186])    اكتفيت بذكر أشهر ما عرفته مطبوعاًَ منها . وواضح أن عناية المغاربة بهذا الفن أظهر من عناية المشارقة به . ومن مصنفاتهم المطبوعة في ذلك أيضاًَ : فهرس ابن غازي المسمى : "التعلل برسوم الإسناد بعد ذهاب أهل المنزل والناد" وفهرسة الرصاع الأندلسي ، وبرنامج التجيبي السبتي ، وبرنام المجاري الأندلسي .

([187])    طبع بالمطبعة الجديد بفاس ، عام 1346هـ ، وقد أعاد نشره ، هذه الأيام الدكتور إحسان عباس.

([188])    الخبر عند المحدثين يأتي مرادفاً للحديث . وقيل : الحديث : ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم . والخبر : ما جاء عن غيره . وفي ذلك تفصيل تراه في تدريب الراوي للسيوطي 1/184 (النوع السابع) . والتعريفات للجرحاني ص96 .

          والخبر عند النحويين : هو الجزء الذي تتألف منه مع المبدأ جملة ، وتتم به الفائدة . والخبر عند البلاغين : ما يحتمل الصدق والكذب لذاته ، ويقال في مقابل الإنشاء . بل إن المصطلح داخل العلم الواحد يختلف مدلوله من موضع إلى موضع . مثل "المفرد" في علم النحو : فهو في باب تقسيم الاسم من حيث العدد : ما ليس مثنى ولا مجموعا ، وفي باب المبتدأ و الخبر : ما ليس جملة ولا شبه جملة . وفي باب النداء ، و "لا" النافية للجنس : ما ليس مضافاً ولا شبيها بالمضاف .

([189])    التعريفات ، ص162 .

([190])    أما كتاب " مفتاح العلوم " لأبي يعقوب يوسف بن أبي بكر بن محمد بن علي السكاكي الخوازمي الحنفي ، المتوفى سنة 626هـ : فليس من هذا الباب . وإنما هو كتاب بلاغة  ، كما يصنف قديماً وحديثاً . وإن كان مؤلفه قد قسمه إلى ثلاثة أقسام :

          الأول : في علم الصرف . والثاني في علم النحو . والثالث في علمي المعاني والبيان ، ثم ألم بشيء من علم البديع ، وعلم الحد والاستدلال ، وجعل الخاتمة في علم الشعر ، وهو العروض والقوافي .

([191])