×
الحكم بين المسلمين في الاحتفال بمولد سيد المرسلين: فقد اختلف المسلمون في حكم الاحتفال بمولد نبيهم - صلى الله عليه وسلم -؛ فمنهم من أجازه بدعوى أن الله شرعه وأمر به. ومنهم من حرمه بدعوى أن الله لم يشرعه ولم يأمر به. وقد أمر الله المسلمين إذا اختلفوا في شيء أن يتحاكموا إلى كتاب الله وسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -». وهذه المطوية تتحدَّث عن هذا الموضوع بعد رجوع المُصنِّف إلى كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -.

    [1]

    الحمد لله الذي علم بالقلم علم الإنسان مالم يعلم الحمد لله الذي خلق الإنسان علمه البيان والصلاة والسلام على الذي لاينطق عن الهوى إن هوإلا وحي يوحى أما بعد

    فقد اختلف المسلمون في حكم الإحتفال بمولد نبيهمr

    فمنهممن أجازه بدعوى أن الله شرعه وأمربه

    ومنهم من حرمه بدعوى أن الله لم يشرعه ولم يأمربه.

    وقد أمر الله المسلمين إذا اختلفوا في شي ء أن يتحاكموا إلى كتاب الله وسنة رسول اللهr.

    قَالَ تَعَالَى:{وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ }[الشورى10]

    و قَالَ تَعَالَى:{ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً }[النساء59]

    وأمرهم بالتحاكم إلى الكتاب والسنة والرضى والتسليم إذا كان الحكم عليهم أولهم.

    قَالَ تَعَالَى:{فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً }[النساء65]

    ومدح المسلمين الذين يتحاكمون إذا اختلفوا إلى كتاب الله وسنة رسول الله ﷺ‬.قَالَ تَعَالَى:{إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ

    [2]

    بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }[النور51]

    وسخرمن المسلمين الذين يطلبون التحاكم إلى غير الكتاب والسنة عند اختلافهم.

    قَالَ تَعَالَى:{أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ}[المائدة:50]

    وقَالَ تَعَالَى:{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيداً }[النساء60]

    و قَالَ تَعَالَى:{ وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم مُّعْرِضُونَ}[النور48]

    وأمر الحاكم أن يحكم بين المختلفين بكتاب الله وسنة رسول الله ﷺ‬.

    قَالَ تَعَالَى:{وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ }[المائدة:49 ]

    وحذره من الحكم بغيرالكتاب والسنة.

    قَالَ تَعَالَى:{ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ }[المائدة45]

    الحكم بين الطائفتين المؤمنتين بما أنزل رب العالمين.

    [3]

    أولا:بالبرجوع إلى كتاب الله وسنة رسول اللهr

    وجدت أن الله أمر جميع المسلمين باتباع الكتاب والسنة لمعرفة الله ودينه ونبيه.

    قَالَ تَعَالَى:{وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ }[الأنعام155 ]

    وقَالَ تَعَالَى:{اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ}[الأعراف: ٣]

    وقَالَ تَعَالَى:{قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}[آل عمران31]

    وضمن لهم إذا اتبعوا الكتاب والسنة أن لايضلوا في معرفة ربهم ودينهم ونبيهم وأن لايشقوا في آخرتهم. قَالَ تَعَالَى:{ فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى}[سورة طه: ١٢٣ ]

    وعن جابر tقال سمعت: رسول الله يقول(وَقَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ إِنْ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ كِتَابُ اللَّهِ)رواه مسلم ([1])

    وَعَنْ أَبِي هريرةَ t: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ‬ قَالَ:( تَرَكْتُ فِيكُمْ أَمْرَيْنِ لَنْ تَضِلُّوا مَا تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا كِتَابَ اللَّهِ وَسُنَّةَ نَبِيِّهِ) أخرجه الحاكم وصححه .

    وليس في محكم الكتاب والسنة أمربالإحتفال بمولد النبي rحتى نتبعه.

    [4]

    ثانياَ: وجدت أن الله أمر باتباع ماشرعه لمعرفة الله ودينه ونبيه. قَالَ تَعَالَى:{ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا }[سورة الجاثية: ١٨]

    ولم أجد الإحتفال بمولد النبيr في المحكم مما شرعه الله حتى نتبعه.

    ثالثاً: وجدت أن الله أمرباتباع النبي ﷺ‬.قَالَ تَعَالَى:{وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}[سورة الأعراف: ١٥٨]

    وَقَالَ تَعَالَى:{قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [سورة آل عمران: ٣١]

    والنبي ﷺ‬ لم يأمر بالإحتفال بمولده حتى نمتثل له ولم يحتفل به حتى نتبعه وقد عاش بعد مولده ثلاثاً وستين عاماً

    رابعاً: وجدت أن النبيr أمرباتباع سنة الخلفاء الراشدين التي هي اتباع الوحي. عَنْ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَt قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ ﷺ‬ (قَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى الْبَيْضَاءِ لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا لَا يَزِيغُ عَنْهَا بَعْدِي إِلَّا هَالِكٌ وَمَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا فَعَلَيْكُمْ بِمَا عَرَفْتُمْ مِنْ سُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ ).رواه أحمد([2]) حديث صحيح لذاته.والخلفاء الراشدون لم يحتفلوا بمولد النبيr في حياته ولا بعد وفاته حتى نتبع سنتهم.

    [5]

    خامساً: وجدت أن الله حذر من اتباع غير سبيل المؤمنين وسبيلهم هواتباع الوحي.

    قَالَ تَعَالَى:{وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً}[النساء: ١١٥]

    والمؤمنون من أصحابه وأهل بيته لم يحتفلوا بمولده rفي حياته ولابعد وفاته حتى نتبع سبيلهم.

    سادساً: وجدت أن الله حذر من اتباع ما شرعه الناس لمعرفة الله ودينه ونبيه.

    قَالَ تَعَالَى:{أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ }[ الشورى: ٢١]

    وقَالَ تَعَالَى:{ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ }[المائدة: ٤٩]

    و قَالَ تَعَالَى:{وَلاَ تَتَّبِعُواْ أَهْوَاء قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيراً وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السَّبِيلِ}[المائدة77]

    فحذر من اتباع ماشرعه العلماء.

    قَالَ تَعَالَى:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّ كَثِيراً مِّنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ }[سورة التوبة: ٣٤]

    و قَالَ تَعَالَى:{اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ }[سورة التوبة: ٣١ ]

    [6]

    وعَنْ عَدِي بن حَاتِمٍ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ‬ وَهُوَ يَقْرَأُ سُورَةَ بَرَاءَةٌ، "اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ حَتَّى فَرَغَ مِنْهَا، فَقُلْتُ: إِنَّا لَسْنَا نَعْبُدُهُمْ، فَقَالَ:"أَلَيْسَ يُحَرِّمُونَ مَا أَحَلَّ اللَّهُ فَتُحَرِّمُونَهُ وَيُحِلُّونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ، فَتَسْتَحِلُّونَهُ؟"قُلْتُ: بَلَى، قَالَ:"فَتِلْكَ عِبَادَتُهُمْ" ) رواه الطبراني([3]) حديث حسن

    وحذر من اتباع ما شرعه الآباء.

    قَالَ تَعَالَى:{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُواْ حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ}[ المائدة: ١٠٤] وحذر من اتباع ما شرعه السادة والكبراء. قَالَ تَعَالَى:{يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا{66} وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا{67}رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً}[ الأحزاب: ٦٨]

    ووجدت الإحتفال بمولد النبي ﷺ‬ فيما شرعه هؤلاء.

    سابعاً: وجدت أن الله قسم الكتاب إلى محكم ومتشابه.قَالَ تَعَالَى:{هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ}[آل عمران7]

    [7]

    وأمر باتباع المحكم وحذرمن اتباع المتشابة.

    قَالَ تَعَالَى:{فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ} [ آل عمران: ٧]

    وَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: تَلَا رَسُولُ اللَّهِ rهَذِهِ الْآيَةَ فَقَالَ إِذَا رَأَيْتِ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ فَأُولَئِكِ الَّذِينَ سَمَّى اللَّهُ فَاحْذَرُوهُمْ)رواه البخاري([4])ومسلم([5])

    ووجدت الإحتفال بمولد النبي في المتشابه من الكتاب والسنة الذي أخبرالله أن اتباعه زيغ .

    ثامناً: وجدت ما يحتج به إخواني المحتفلون بمولد نبيهم صلى الله عليه وسلم من الصدقة والبر والصلة والإحسان والإجتماع لقراءة السيرة والقرآن مشروعاً طيلة السنة بالكتاب والسنة .لابعيد الميلاد.

    قَالَ تَعَالَى:{أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }[العنكبوت51]

    وقيام المسلم بهذه الأعمال طيلة السنة أنفع له ولغيره من فعلها مرة واحدة في السنة في يوم عيد الميلاد.

    قَالَ تَعَالَى:{أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ كَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ }[محمد14 ]

    [8]

    تاسعاً:وجدت أن الله أمربتعظيم نبيه وتوقيره.

    قَالَ تَعَالَى:{لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ }[الفتح9]

    ولم يجعل تعظيمه وتوقيره في الإحتفال بمولده ﷺ‬ وإنماجعل تعظيمه في الإيمان به.

    قَالَ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ }[النساء136]

    ومحبته.

    عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍt قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ‬لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَلَدِهِ وَوَالِدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ).رواه البخاري ومسلم

    واتباعه.

    قَالَ تَعَالَى:{قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}[آل عمران31]

    وطاعته.

    قَالَ تَعَالَى:{وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ }[ النساء: ٦٤]

    وامتثال أمره وترك نهيه.

    قَالَ تَعَالَى:{ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا} [الحشر7]

    [9]

    والحذرمن مخالفته. قَالَ تَعَالَى:{ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }[النور63]

    والبعد عن مشاقته ومعاندة أقواله وأفعاله.

    قَالَ تَعَالَى:{ وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً }[النساء115 ] والصلاة عليه كلما ذكره أو ذكر له.

    قَالَ تَعَالَى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً }[الأحزاب56 ]

    وقد أمر الله بالصلاة على النبيﷺ‬وبين كيفية الصلاة عليه بالوحي ولم يدع ذلك لأذواق الناس. عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيt قَالَ: أَتَانَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ‬وَنَحْنُ فِي مَجْلِسِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ فَقَالَ لَهُ بَشِيرُ بْنُ سَعْدٍ أَمَرَنَا اللَّهُ تَعَالَى أَنَّ نُصَلِّيَ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَكَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ قَالَ فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ‬حَتَّى تَمَنَّيْنَا أَنَّهُ لَمْ يَسْأَلْهُ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ‬قُولُوا اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ فِي الْعَالَمِينَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ وَالسَّلَامُ كَمَا قَدْ

    [10]

    عَلِمْتُمْ).رواه مسلم ([6])

    فجميع المسلمين يصلون على النبي rبما أوحاه الله كلما صلوا فرضاً أونفلاً ولاتصح صلاتهم إلابذلك.

    فلكل ماسبق تبين من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم أن الإحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم لم يشرعه الله فيما شرع.

    قَالَ تَعَالَى:{ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا }[سورة الجاثية: ١٩]

    وتبين من كتاب الله وسنة رسولهr أن الذي شرع الإحتفال بمولد النبي ﷺ‬ الناس وليس الله ولارسوله. قَالَ تَعَالَى:{أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ }[ الشورى: ٢١] و عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ t:أَنَّ رَسُولَ اللهِrقَالَ: ( إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ وَتَوَلَّى عَنْهُ أَصْحَابُهُ وَإِنَّهُ لَيَسْمَعُ قَرْعَ نِعَالِهِمْ أَتَاهُ مَلَكَانِ فَيُقْعِدَانِهِ فَيَقُولاَنِ: مَا كُنْتَ تَقُولُ: فِي هَذَا الرَّجُلِ لِمُحَمَّدٍ ﷺ‬ فأَمَّا الْمُنَافِقُ,وَالْكَافِرُ فَيَقُولُ لَا أَدْرِي كُنْتُ أَقُولُ مَا يَقُولُ النَّاسُ فَيُقَالُ لَا دَرَيْتَ وَلَا تَلَيْتَ وَيُضْرَبُ بِمَطَارِقَ مِنْ حَدِيدٍ ضَرْبَةً فَيَصِيحُ صَيْحَةً يَسْمَعُهَا مَنْ يَلِيهِ غَيْرَ الثَّقَلَيْنِ ).رواه البخاري([7])

    [11]

    وتبين من كتاب الله وسنة رسوله rأن العمل بما لم يشرعه الله و شرعه الناس مردود .

    قَالَ تَعَالَى:{أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ }[ الشورى: ٢١]

    وَقَالَ تَعَالَى:{وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلاَدِهِمْ شُرَكَآؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُواْ عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ }[الأنعام137]

    وَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا:أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ rقَالَ « مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ ». رواه مسلم([8])

    و عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ tقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ:ﷺ‬ (تَرِدُ عَلَيَّ أُمَّتِي الْحَوْضَ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ آثَارِ الْوُضُوءِ وَلَيُصَدَّنَّ عَنِّي طَائِفَةٌ مِنْكُمْ فَلَا يَصِلُونَ فَأَقُولُ يَا رَبِّ هَؤُلَاءِ مِنْ أَصْحَابِي فَيُجِيبُنِي مَلَكٌ فَيَقُولُ وَهَلْ تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ). رواه مسلم([9])

    وفي لفظ لمسلم ([10]) (إِنَّهُمْ قَدْ بَدَّلُوا بَعْدَكَ فَأَقُولُ سُحْقًا سُحْقًا).

    وتبين من كتاب الله أن العامل بما لم يشرعه الله وشرعه الناس معذب. قَالَ تَعَالَى:{ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ{1}وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ{2} عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ{3} تَصْلَى نَاراً حَامِيَةً }[الغاشية:1-4]

    وصلى الله على نبينا وسيدنا محمد وعلى آله وصحبه

    الحكم بين المسلمين

    في الاحتفال

    بمولد سيد المرسلين

    تأليف

    محمد بن أحمد بن محمد العماري

    عضو الدعوة والإرشاد

    بوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد

    بالمملكة العربية السعودية

    البريد للإكتروني

    Alammary4@hotmail.com

    تهدى ولاتباع

    جميع حقوق الطبع والنشر والتوزيع لكل مسلم

    ([1])- صحيح مسلم [ باب حجة النبيr]

    ([2])مسند أحمد رقم17142 (ج 28 / ص 367)

    (1) المعجم الكبير للطبراني رقم 13673 (ج 12 / ص 7)

    ([4])البخاري بَاب (مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ)

    ([5])مسلم باب النَّهْىِ عَنِ اتِّبَاعِ مُتَشَابِهِ الْقُرْآنِ

    ([6]) صحيح مسلم باب الصلاة على النبي بعد التشهد

    (1) البخاري بَاب مَا جَاءَ فِي عَذَابِ الْقَبْرِ

    ([8])مسلم باب نقض الأحكام الباطلة

    ([9])-مسلم بَاب اسْتِحْبَابِ إِطَالَةِ الْغُرَّةِ

    ([10])-مسلم بَاب اسْتِحْبَابِ إِطَالَةِ الْغُرَّةِ