×
الصعود إلى قمة النجاح: النجاح كلمةٌ محبَّبةٌ إلى القلوب، وغاية تتشوَّق إليها النُّفوس، وهدف يشترك في السعي إليه الجميع؛ فالكلُّ يحب النَّجاح.. والكلُّ يريد النَّجاح.. والكلُّ يَسْعى إلى النجاح. ولكن الناس يختلفون في رؤيتهم لهذا النجاح. وهذه الرسالة تُلقي بظلالها على أهمية النجاح وكيف الوصول إليه، وأنواعه، ونصائح لمن أراده.

 الصعود إلى قمة النجاح

القسم العلمي بمدار الوطن


بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله ربِّ العالمين، والصَّلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

النجاح كلمةٌ محبَّبةٌ إلى القلوب، وغاية تتشوَّق إليها النُّفوس، وهدف يشترك في السعي إليه الجميع؛ فالكلُّ يحب النَّجاح.. والكلُّ يريد النَّجاح.. والكلُّ يَسْعى إلى النجاح..

ولكن الناس يختلفون في رؤيتهم لهذا النجاح..

فمنهم من يرى النجاح في أن يكوِّن ثروةً ويصبح مليونيراً.

ومنهم من يرى النَّجاحَ في أن يكون مشهوراً مرموقاً معروفاً لدى الناس.

ومنهم من يرى النجاح في كثرة الأسفار وحضور المؤتمرات ومعرفة اللغات المتعددة وإقامة الصداقات المختلفة.

ومنهم من يرى النجاح في استقرار حياته الزوجية وتأمين مستقبل أبنائه، وتوفير الجو الأسري المناسب ليتفوقوا في دراستهم ويكونوا مؤهَّلين لخوض غِمار الحياة العلمية.

ومن الناس من يرى النجاح في إشباع غرائزه وإعطاء نفسه ما تريد.

ومنهم من يرى النجاح في خدمة الآخرين والتخفيف من آلامهم ومعاناتهم.

وتصوُّراتُ النَّاس للنجاح والناجحين لا تنحصر:

حتى إنَّ من النَّاس مَن يرى قمةَ النَّجاح في أن يتزوَّج امرأةً جميلةً فحسب!! وكلُّ ما سبق يُعتَبر قصوراً في فهم النَّجاح وخللاً في تصوُّره؛ فإنَّ النظرةَ الصَّحيحة للنجاح هي التي تراه من خلال أبعاد ثلاثة: الله – النفس – الناس.


إنَّ النجاحَ لا يمكن أن يكون تامًّا إلا إذا وُفِّقَ الإنسانُ في معاملته مع ربِّه أوَّلاً، ثم مع نفسه، ثم مع الناس؛ فالفشل في المعاملة مع الله - عز وجل - يعني الضياع والهلاك؛ لأنه بذلك يكون قد فشل في أكبر مهمة كُلِّف بها وأعظم غاية خلق لأجلها.

وكذلك إذا فشل الإنسان مع نفسه ومع الناس لا يمكن أن يكون ناجحاً نجاحًا تامًّا مع الله؛ لأنَّ النَّجاحَ مع الله - عز وجل - يُكْسبُ العبدَ نوراً يبصر به حقائق الأمور، ويتعامل به مع نفسه ومع الناس على اختلاف تَوَجُّهاتهم ورغباتهم؛ قال تعالى: }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ{ [الأنفال:29].

فالنجاح مع الله هو الغاية والأساس.

والنجاح مع النفس ومع الناس تبعٌ وليس غايةً؛ إذ لابُدَّ من الالتزام بالحدود والوسائل الشَّرعيَّة في تحقيقه؛ وهذا ما يميِّز المسلم عن غيره في نظرته للنَّجاح.

فالمؤمن يريد أن يصل إلى النجاح من خلال الوسائل الشرعية المباحة، وغير المؤمن يريد أن يصل إلى النجاح من أي طريق؛ إذ الغاية عنده تبرِّر الوسيلة.

المؤمن ينظر إلى ما بعد الحياة الدُّنيا، وغير المؤمن لا يرى إلَّا الدُّنيا.

***


 أولاً: أُسُسُ النَّجاح مع الله

إنَّ النجاحَ مع الله - عز وجل - هو الغاية العُظمى التي يسعى إليها كُلُّ مؤمن، وهذه الغايةُ لا تتأتَّى إلا من خلال الوَحي المتمثِّل في:

1- كتاب الله تعالى: }إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ{[الإسراء: 9].

2- سُنَّة رسوله ﷺ‬ : }وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى{[النجم:3، 4].

وطريق النَّجاح مع الله - عز وجل - لا يكون إلا بطاعته – سبحانه - فيما أمر، وترك ما نهى عنه وزجر، وخشيته وتقواه في السِّرِّ والعَلَن؛ قال الله تعالى: }وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ{ [النور: 52]، وهذه هي الغاية من الوجود : }أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ{ [المؤمنون: 115]، }وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ{ [الذاريات: 56]، ويستمر الإنسان في ذلك حتى الموت: }وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ{ [الحجر: 99].

ولكن هذا الطريقَ الذي هو طريقُ العبادة، والنَّجاح مع الله - عز وجل - لابدَّ أن يكون مبنيًّا على أسس حتى تؤتي ثماره ويكون فعَّالاً، وهذه الأسس يمكن إجمالها فيما يلي:

1- إخلاص ومتابَعة: فأيُّ عبادة لا تصحُّ إذا فقدت هذين الشَّرطين أو فقدت أحدهما.

2- عبادة لا عادة: فالعبادةُ إذا تحوَّلَت إلى عادة فَقَدَتْ خصوصيتَها وأصبحت كأيِّ شيء قابل للتَّغيير؛ فلابدَّ إذن من استشعار معنى العبادة.

3- شمولية لا تخصيص: فينبغي أن يتَّسعَ معنى العبادة ليشمل كلَّ ما يحبُّه الله تعالى من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة؛ تحقيقًا لقوله تعالى: }قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ{[الأنعام:162].

4- الأهمُّ فالأهمُّ: فالفرائض مقدَّمةٌ على النَّوافل، وأركان الإسلام مقدَّمةٌ على غيرها من الفرائض، وفرض العين مقدَّمٌ على فرض الكفاية، ودرء المفاسد مقدَّمٌ على جلب المصالح.

5- علم لا جهل: فمَن عَبَدَ اللهَ على جهل فكأنَّما عصاه؛ }يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ{[المجادلة:11].

6-توكُّل لا تواكل: وهذا يَقْتَضي فعلَ الأسباب؛ ولكن لا يركن إليها ولا يتوكَّل عليها؛ بل يفعل الأسباب ويتوكَّل على الله - عز وجل - في حصول النَّتائج.

7-إحسان لا إساءة: وذلك بالاهتمام بالعبادة وإيقاعها على أكمل الوجوه المشروعة.

8- دقَّة توقيت لا تأخير وتفويت : }إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا{[النساء:103]، }وَآَتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ{ [الأنعام:141].

***

 ثانيا: أُسُسُ النَّجاح مع النَّفْس

إنَّ ترويضَ النَّفس والسيطرة عليها من أهمِّ عوامل النَّجاح؛ قال تعالى: }وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ{ [الحشر: 9].

وإنَّ الفشلَ مع النَّفس يؤدِّي إلى الفشل في الحياة، وقد يؤدِّي إلى الفشل في الآخرة أيضاً؛ لأنَّ اللهَ - عز وجل - }لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ{[الرعد: 11]؛ ولكن هذا الفشلَ مع النَّفس منبعُه الفشل مع الله - عز وجل؛ فهو الأساسُ كما مَرَّ؛ قال تعالى: }نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ{[الحشر: 19].

على أنَّ هناك أسساً من خلالها يمكن للإنسان أن يُرَوِّضَ نفسَه ويَنجح في قيادتها إذا صبر على مجاهدتها وداوم على محاسبتها ولم ييأسْ من إصلاحها؛ وهذه الأسس هي([1]) :

1- أَدِّ حقوقَ الله – سبحانه وتعالى – عليك، واستعن به فيما ينوبك من أمور الحياة.

2- املأ ذهنَك بالتَّفاؤل وتوقَّع النجاح بإذن الله، وليكن الاستبشار دائماً مسيطراً على فكرك وشعورك.

3- عود نفسَك على أن تكون أهدافك في كلِّ عمل تقوم به ساميةً واضحةً.

4- ألزم نفسَك بالتَّخطيط لأمور حياتك المختلفة، وابتعد عن الفوضى والارتجالية في أعمالك قدر الإمكان.

5- حول خططَك في السَّعي نحو أهدافك إلى عمل ملموس وواضح، وابتعد عن التَّسويف والبطالة.

6- احذر من ضياع شيء من وقتك دون عمل؛ فهو ضياع الحياة، واحرص على أن تتقدَّمَ نحو أهدافك كلَّ يوم ولو خطوة واحدة؛ فمن سار على الدرب وصل.

7- نَظِّم أمورَك بكتابة مواعيدك والتزاماتك، وتَعَوَّدْ على حفظها، وكذلك نظِّم أشياءَك في منزلك ومكتبتك وسيارتك وغيرها بطريقة مناسبة تسهِّل عليك التَّعامل معها.

8- قاوم محاولات النَّفس للهروب من الأعمال الجادَّة المهمَّة إلى المتعة واللَّهو باستمرار.

9- لا تنسَ أنَّ الأعمالَ أكثر من الأوقات؛ وحينئذ فإيَّاك أن تضيِّع أوقاتك في التَّوافه من الأمور؛ بل قدِّم الأهمَّ من الأعمال على ما سواه.

10- ليكن شعارُك المسارعةَ والمبادرةَ إلى كلِّ خير ومفيد؛ فما مضى لا يعود أبداً، والحياة سباق، وهي أقصر من أن تنتظر أو تؤجِّلَ أو تُسَوِّفَ فيها.

11- إذا رأيتَ من عاداتك شيئًا سَيِّئًا أو معوِّقًا عن التَّقدُّم لأهدافك فعالجْه أو استبدلْه بغيره، ولا يكن للعادات عليك سلطان إلا بقدر ما فيها من حقٍّ ونفع.

12- اجعل القيم والمبادئ الاعتقاديَّة فوق المساومات، ولتكن موجَّهةً لكلِّ نشاط في حياتك.

13- اجعل البحثَ عن الحقِّ ديدنَك، واحذر النِّفاق بجميع صوره وأشكاله، واصدع بكلمة الحقِّ بأدب وعفَّة وصدق، ونَمِّ في نفسك القدرةَ على الحسم بين الحقِّ والباطل.

14- واجهْ نتائجَ أعمالك بشجاعة وصبر وثباتٍ ومسؤولية محتسبًا كلَّ ما يصيبُك عند ربِّك، ولتعلم أنَّ ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، واحذر من كثرة الشَّكوى والضَّجَر؛ فهما من صفات الضعفاء.

15- لا تجعل شخصيتَك كالزُّجاج الشَّفاف الذي يسهل كشف ما وراءه ومعرفة حقيقته لكلِّ عابر سبيل؛ بل اضبط مشاعرك وأحاسيسك ولا تسترسل في إبرازها ما لم يكن في ذلك مصلحة.

16-اجعل مثلَكَ الأعلى وقدوتَك الدَّائم محمداً ﷺ‬؛ فهو الذي بلغ أعلى درجات الكمال الإنسانيِّ.

17- تَسَلَّح بروح الفكاهة والمرح دائماً من غير إسفاف ولا مبالغة، وإذا ادْلهمَّت الخطوب فابتسم لها؛ لأن الحزن والتقطيب مهلكان للنَّفس، منهكان للجسد، مشوِّشان للفكر.

18- احذر من الخيال الجامح الملحق في سماء الأوهام، كما تحذر من التَّشاؤم المفرط المحكم للآمال، وكن وسطاً بين طرفين، زاوج بين الخيال والواقع.

19- لا تغرق في الكماليَّات فتهلك في التَّرَف؛ بل تزوَّدْ من المتاع بما يكفيك في مسيرك نحو أهدافك، ولا يثقل على كاهلك، ومن أصبح أسيرَ الشَّهوات والملذَّات صعب عليه تركُها وأصبحت إرادتُه هشَّةً ضعيفةً.

20- اعلم أنَّ في كلِّ إنسان صفات ضعف وصفات قوة، وهو أعلم الناس بحقيقة نفسه ما لم يكابر أو يجهل؛ فالعاقل الموفَّق هو مَنْ وجَّهَ حياتَه وعملَه وتخصُّصَه نحو ما فيه من صفات القوَّة، ونأى بنفسه وحياته عن نقاط الضَّعف في شخصيته.

***

قف وتأمَّل

كلُّ شيء له ضابط وإطار محدَّد، وإطار النَّجاح وضابطه هو الوصول إلى رضا الله – سبحانه وتعالى – من خلال تطويع الأسباب المادِّيَّة والتَّكيُّف مع المجتمع ومع الحياة العملية؛ مقتدياً في ذلك بالقدوة الأوَّل سيدنا محمد ﷺ‬، وآخذًا بما قالته عائشة أمُّ المؤمنين - رضي الله عنها - لمعاوية - رضي الله عنه - أنَّها سمعت رسول الله ﷺ‬ يقول: «مَنْ أرضى الله بسخط الناس كفاه الله مؤونة الناس، ومَنْ أرضى الناس بسخط الله لم يغنوا عنه من الله شيئاً». [أخرجه الترمذي بسند صحيح].

فإذا وصل الإنسان إلى رضا الله فقد وصل إلى أوَّل ضابط من ضوابط النجاح([2]).

***

 من معوِّقات النجاح

للنَّجاح معوِّقات منها:

أولاً: البيئة المحيطةُ بالإنسان؛ فقد تجعله إنساناً عاديًّا لا ينشد النَّجاح.

ثانياً: عدم وجود هيئة أو مؤسَّسة تتبنَّى الأشخاص المؤهَّلين للنجاح.

ثالثاً: عدم وجود القدوة في النجاح.

*** 

 من أسباب النجاح

للنجاح أسباب منها:

*أن يضع الإنسان له هدفاً مستقبليًّا يحاول الوصول إليه.

*تعويدُ النَّفس على الدوافع النَّفسيَّة نحو النَّجاح؛ مثل الصبر والحلم وضبط النفس والهدوء والتفكير العميق قبل اتِّخاذ القرار. [من كتاب صناعة النجاح].

ويُزاد على ما ذكره الدُّكتور عوض القرني من أسس النَّجاح مع النَّفس:

21- لا تغرُّك ظواهرُ الأشياء عن حقيقتها؛ فإنَّ تحت الرغوة الصريح }فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ{[الرعد: 17].

22- كما أنَّ أَوَّلَ السَّيل قطرةٌ فإنَّ أوَّلَ النَّجاح خطوة؛ فاخطُ أوَّلَ خطوة في مسيرة النَّجاح.

23- لا تستسلم للفشل إذا واجهك؛ بل اجعلْ من الفشل بدايةً للنَّجاح؛ لأنَّك تعلمت من فشلك شيئاً جديداً.

24- استجمع قُواك مرَّةً أخرى، وأعد المحاولة، وابدأ مسيرة النجاح من جديد.

قف وتأمل

* قام باحث يسمى (نابليون هل) بمقابلة أكثر من (500) شخصا حقَّقوا أعلى درجات النجاح – في نظرهم - فوجد أنَّهم كلهم بلا استثناء قد حقَّقوا النجاح بعد أن واجهوا أكبر إخفاق؛ ولكنَّهم قرَّروا أن يمشوا خطوةً أخرى بعد الإخفاق، فحقَّقوا ما يريدون.

* إنَّ أعظمَ مخترع في العصر الحديث (تومس أديسون) أخفق (10000) مرة في تجاربه على المصباح الكهربائيِّ قبل أن ينجح في اختراعه.

بعد أن أخفق (5000) مرة كتبت عنه الصُّحُف أنه مجنون، وأنه يضيِّع حياتَه عبثاً؛ حيث يريد تغيير نظام الإضاءة الذي استعملته البشرية منذ أقدم العصور.

قابله أحد الصحفيِّين بعد (5000) تجربة مخفقة وسأله: لماذا تُصرُّ بعد كلِّ هذه التَّجارب الفاشلة على المضيِّ قدماً؟ فقال: إنني لم أخفق، إنني أعرف الآن (5000) طريقة غير ناجحة لعمل المصباح الكهربائي([3]) !!

25- ليكن توقُّعُك للنَّجاح مبنيًّا على معايير علمية؛ فإنَّ أيَّ عمل يجب أن تحدِّدَه مجموعةٌ من التَّوَقُّعات قبل أن نبدأ فيه، وعلينا أن نعي ما هي المعايير التي على أساسها سنقوم بتقييم أنفسنا، أو سيقوم الآخرون بتقييمنا.

26- من صفات الناجحين:

أ- لديهم حُلم.

ب- لديهم خطة.

جـ- لديهم طموح وحماس.

د- لديهم معرفة وتدريب من نوع خاص.

هـ- لديهم صبر وتحمل.

و- لديهم الاستعداد والرغبة في العمل بجد.

ز- لديهم فكرة جيدة ويتمتعون بالتركيز الشديد.

ح- لديهم دافع قوي لتحقيق شيء ما.

ط- يستخدمون مهاراتهم ومواهبهم وطاقاتهم لتحقيق ما يريدون.

ي- يتحملون مسؤوليَّةَ أفعالهم ويعترفون بأخطائهم.

ك- يبحثون عن حلول لمشكلاتهم.

ل- يُقْدمون على اتخاذ القرارات في حينها.

م- يتعاونون مع الغير ولا ينغلقون على أنفسهم.

27- النجاح لا يعني صراعاً مع الآخرين كما يفهم كثير من الناس؛ بل إنَّه يمكن أن يتمَّ بمساعدة الآخرين والاستفادة من تجاربهم وخبراتهم.

28- والنجاح كذلك لا يعني ابتزاز الآخرين واستغلالهم؛ بل إن إشراك الآخرين في هذا النجاح دعامة قوية لاستقراره واستمراره.

29- احرص على التَّواصُل والتَّحاور مع الأشخاص الإيجابيِّين الذين يُقَدِّرون طموحاتك، وابتعد عن الأشخاص المثبِّطين للهمم، ولا تجعل الذين لا يتحمسون لأهدافك يلتفُّون حولك؛ فهؤلاء لن يفعلوا لك شيئاً سوى إعادتك للوراء واستنزاف طاقاتك وحماسك، ويرغمونك على تضييع معظم وقتك في إقناعهم بأنك تستطيع تحقيق ما تحلم به.

30- لا تطلب النجاح في عمل لا تحبه؛ فإنَّ النجاحَ يُعَدُّ أمراً مستحيلاً إذا لم تكن تستمتع بعملك أو بالبيئة التي تعمل في محيطها.

31- كن دقيقَ النَّظَر في إيجاد العلاقات بين الأشياء وربط الأسباب بمسبباتها، ولا تكن سطحيَّ النظرة.

32- كن متفائلاً في كلِّ ما تقوم به، وفي كلِّ ما تتوقَّع، ولا تجعل التَّشاؤمَ يجرُّك إلى اليأس من النجاح.

33- آمن بفكرتك وهدفك؛ فإن ذلك هو نقطةُ الانطلاق في طريق النجاح؛ فالإيمان يمنحك الحياة، ويمنحك القوة، ويمنحك الصبر، ويُخَلِّصُك من العوائق والقيود التي تعترضك.

34- ثق في قدرتك على النَّجاح وابذل جهدَك في ذلك، وخذ بالأسباب التي توصلك إليه، ثم الجأ إلى ربِّك عز وجل في تيسير أمرك وإيقاع مطلوبك.

35- كل إنسان لديه نقاط إيجابية يستطيع أن يطوِّرَها ويتفوَّقَ فيها، ولكن عليه أن يكتشف هذه النقاط ويضع فيها كل طاقته حتى تؤتي ثمارها.

36- إذا كان النَّجاحُ قريباً منك فلماذا تبحث عنه في آخر العالم؟

***


قف وتأمل

هناك قصة مشهورة عن مزارع ناجح؛ عمل في مزرعته بجدٍّ ونشاط حتى صارت تدرُّ عليه ربحاً جيداً، ثم سمع هذا المزارع أن كثيراً من الناس يبحثون عن الألماس ويجدونه ويحققون غنى هائلاً، وهكذا تحمَّسَ للبحث عن الألماس، فباع حقلَه وذهب إلى مكان بعيد قيل أنه يحوي كثيراً من الألماس، وظل يبحث ويبحث، حتى قضى في البحث ثلاث عشرة سنة دون فائدة، وخسر بذلك كل شيء، فيئس من حياته، وأخيراً ألقى بنفسه في البحر.

أمَّا المزارع الجديد الذي كان قد اشترى مزرعة هذا الرجل، فقد بدأ في رعاية هذه المزرعة من جديد، وأثناء ذلك وجد ألماسةً في حَقْله، ثم وجد ثانيةً وثالثةً، وبالبحث تبيَّنَ أن تحت الحقل منجمَ ألماس!!

إنَّ المزارعَ الأولَ بحث في كلِّ مكان عن النَّجاح ولكنه لم يبحث تحت قدميه؛ فكان يبتعد عن النَّجاح بمقدار سَيْره وتَوَغُّله في البحث!

37- تَمَهَّلْ.. لا تكن متهوِّراً.

يخطئ كثيرٌ من الناس فيظنُّون أنَّ النجاحَ لا يأتي إلَّا بالسُّرعة الزَّائدة والعَجَلَة ومسابقة الأحداث والتَّهَوُّر في الحكم على الأشياء، وفي الحقيقة أنَّ ذلك عنوانُ الفشل لا النجاح؛ لأنَّ العجلةَ والتَّهَوُّرَ تؤدِّي إلى عدم إتقان العمل، وتتضمَّن كذلك إضاعةَ الجهود من غير فائدة، وطلب الأشياء في غير أوانها؛ والواجب أن يكون الإنسانُ ذا بصيرة نافذة بحيث يعلم متى يتقدَّم ومتى يتأخَّر.

ولا يعني ذلك أننا ندعو إلى البطء في إنجاز المهمات؛ بل إنَّنا ندعو إلى مبادرة الفرص قبل فواتها؛ ولكن برويَّة وتعقُّل.

قف وتأمَّل

قال ابن القيم (رحمه الله): والفرقُ بين المبادرة والعجلة أنَّ المبادرةَ انتهازُ الفرصة في وقتها، ولا يتركها حتى إذا فات طلبُها؛ فهو لا يطلب الأمورَ في إدبارها، ولا قبل وقتها؛ بل إذا حضر وقتُها بادرَ إليها ووثب عليها وثوبَ الأسد على فريسته؛ فهو بمنزلة مَن يبادر إلى أَخْذ الثَّمرة وقتَ كمال نُضْجها وإدراكها.

والعجلةُ طلبُ أَخْذ الشَّيء قبل وَقته؛ فهو لشدَّة حرصه عليه بمنزلة مَنْ يَأخذ الثَّمرةَ قبل أوان إدراكها؛ فالمبادَرةُ وسطٌ بين خُلُقَين مَذْمومين: أحدهما التَّفريط والإضاعة، والثاني: الاستعجال قبلَ الوقت.

ولهذا كانت العجلةُ من الشَّيطان؛ فإنها خفَّةٌ وطَيْش وحدَّةٌ في العبد تمنعه من التَّثَبُّت والوقار والحلم، وتوجب له وضع الأشياء في غير مواضعها، وتجلب عليه أنواعاً من الشرور، وتمنعه أنواعاً من الخير، وهي قرين الندامة؛ فقل من استعجل إلا ندم؛ كما أنَّ الكسلَ قرينُ الفوت والإضاعة. [الروح ص248].

38- اهتم بالكيف لا بالكَمِّ:

كثيرٌ من النَّاس يهتمُّون بإحراز الإنجازات، ولكن الحقيقة أن تلك الإنجازات لا قيمة لها إذا قورنت بإنجاز واحد مؤثر، والناجح هو الذي يهتمُّ بتلك الإنجازات المؤثِّرة التي لها أَثَرٌ في تغيير حياته وحياة مجتمعه وأُمَّته وربما العالم أجمع.

***

قف وتأمل

*لما أخذ دودُ القَزِّ ينسج أقبلت العنكبوت تتشبَّه وقالت: لك نسجٌ ولي نسجٌ. فقالت دودةُ القَزِّ: ولكن نسجي أرديةٌ للملوك، ونسجَك شبكةٌ للذُّباب، وعند مس النسيجين يبين الفرق!!

إذا اشتبكت دموع في خدودٍ

تبيَّن مَن بكى ممَّن تباكى

***

*شجرةُ الصُّنوبر تُثْمر في ثلاثين سنة، وشجرة الدباء تصعد في أسبوعين، فتقول لشجرة الصنوبر: إنَّ الطريقَ التي قطعتيها في ثلاثين سنة قد قطعتُها في أسبوعين، فيقال لي: شجرة. ولك: شجرة. فتجيبها شجرة الصُّنوبر : مهلاً إلى أن تهبَّ ريحُ الخريف!!

***

*قال الدُّبُّ للآدميِّ: أنت تمشي على رجلين، وأنا أيضا أمشي على رجلين. فقال الآدميُّ: ولكن صدمةً تردُّك إلى أربع، وكم أُصْدَم وأنا منتصب؟!

39- كن سعيدًا.. فالسَّعادةُ عنوانُ النَّجاح:

عندما يكون المرء كئيباً فإن عقلَه ينزع إلى الميل نحو السَّلبيَّة، ويصبح ميَّالاً إلى الكسل وعدم القدرة على الإنجاز، وعندما يشعر الإنسانُ بأنَّه ليس على ما يرام من الناحية الجسمانية، فإنَّ القيامَ بأقلِّ الواجبات يبدو أمراً في غاية الصُّعوبة ومدعاةً للتَّذَمُّر والضَّجَر.

إنَّ السعادةَ تولِّدُ الحماسة؛ فعندما نشعر بالسَّعادة فإن هذا الشعورَ ينعكس إيجابيًّا على صحَّتنا الجسمانيَّة، وإنَّنا عندما نكون مستغرقين في أعمالنا فإنَّ الوقتَ يَمُرُّ بسرعة وسرور؛ إذًا كن سعيداً. [سر النجاح- بن سويتلاند].

قف وتأمَّل

قالوا السَّعادة في السُّكون

وفي الخمول وفي الخمود

في العيش بين الأهل لا

عيش المهاجر والطريد

في لقمةٍ تأتي إليك

بغير ما جهدٍ جهيد

في المشي خلف الركب في

دعةٍ وفي خطرٍ وئيد

في أن تقول كما يقال

فلا اعتراض ولا ردود

في أن تسير مع القطيع

وأن تقادَ ولا تقود

في أن تصيح لكلِّ والٍ

عاش عهدكم المجيد

قلت السعادة في التحرك

لا السكونُ ولا الهمود

وهي التفاعلُ والتطور

لا التحجُّر والجمود

وهي الجهاد وهل يجاهد

من تعلق بالعقود

وهي الشعور بالانتصار

ولا انتصار بلا جهود

وهي التلذذ بالمتاعب

لا التلذذ بالرقود

هي أن تذود عن الحياض

وأي حر لا يذود

هي أن تحس بأن كأس

الذُّلِّ من ماءٍ صديد

هي أن تعيش خليفة

في الأرضِ شأنك أن تسود

وتقول: لا وبملء فيك

لكل جبار عنيد

هذي الحياة وشأنها

من عهد آدم والجدود

فإذا ركنتَ إلى السكون

فلذ بسكانِ اللحود

[من شعر الدكتور يوسف القرضاوي]

40- طالعْ أخبارَ أصحاب الهمم العالية:

إنَّ في سيرة النَّبيِّ ﷺ‬ وسيرة الخلفاء الراشدين ومن بعدهم قصصاً عظيمة في صناعة النجاح، يتجلَّى فيها الإيمانُ الرَّاسخ والطُّموح الذي لا يهدأ، والإرادة القوية والعزيمة الصُّلبة، والتفكير المنظَّم، والصبر الجميل، والبصيرة النافذة، والقدوة الحسنة، والزهد والتَّواضع، والتعامل مع شتَّى المواقف بحكمة وبصيرة، ولا أظن أن ناجحاً يستغني عن النَّظَر في هذه القصص الرَّائعة والأحداث العظيمة.

***

قف وتأمل

*إذا لم تعرف نفسك، ولم تعرف ماذا تريد، سوف تترك للظُّروف وللآخرين تشكيل حياتك؛ فتنشغل بالرُّوتين القاتل، وتصبح مثل سفينة تُبْحر دون "بوصْلَة".

إنَّ رسالتَك يجب أن تبنى على:

* أساس مبادئك وقيمك (دينك).

* مخاطبة الأهداف العامة في مختلف المجالات.

* أعمق وأفضل ما بداخلك : الاتصال القوي بعمق ذاتك وحياتك.

* قدراتك وتفردك في العطاء.

* تحقيق التوازن بين أدوارك في الحياة.

* إشعال جمرة الداخل وليس لمجرد إثارة إعجاب الآخرين.

إن الناجحين تحدوهم دائماً أحلام كبيرة، والفاشلين تحدوهم دائماً خيالات وأوهام كبيرة.

عندما تكتب رسالتك عِشْها لحظة بلحظة؛ في عروقك ودمائك وخيالك، وحدِّد وقتاً للبدء، ووقتاً للنِّهاية، انقشها في قلبك وعقلك، ثم أنزلها إلى واقعك؛ فهي روح صناعة النَّجاح. [من كتاب صناعة النَّجاح].

محطَّات سريعة

*خذ قسطًا من الراحة؛ فإن لبدنك عليك حقًّا.

* اخرج مع زوجتك وأبنائك في رحلات برِّيَّة، وأَكْثر من التَّأمُّل واستمتع برؤية الخضرة واستنشاق الهواء النَّقيِّ.

* مارس بعض التَّمرينات الرياضية.

* حافظ على حيويَّتك وصحَّتك.

* عوِّد نفسَك الاسترخاء.

* النجاح مهم لكن المحافظة عليه أهم.

* لا يكن اهتمامك منصبًّا على صغائر الأمور.

* اترك ما لا يعينك؛ فلست مسؤولاً عن كلِّ شيء.

* تحكَّم في نفسك.

* لا تكرر نفس الأخطاء؛ فإن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين.

* كن مسامحاً أكثر.

* تطلَّع إلى الأفضل دائماً، ولا تنظر إلى الوراء.

* ذَكِّرْ نفسك بأنك لن تأخذ شيئاً معك.

* حدد منفعتك إذا حققت هدفك.

* حدد أين تقف الآن وأين ستصل.

* حدد العقبات التي عليك تخطيها.

* حدد زمناً نهائيا للوصول إلى الهدف.

* حدد الناس الذين تحتاج إلى تعاونهم.

* حدد الناس الذين عليك الابتعاد عنهم.

* اسأل ربك التوفيق دائما في كل أمورك.

* لا تنس الاستخارة في كل أمرٍ تقدم عليه.

***

 ثالثاً: أسس النجاح مع الناس

هناك نظريات تذهب إلى أن النجاح مع الناس هو إرضاؤهم على اختلاف ميولهم ورغباتهم وتوجُّهاتهم؛ وهذا في الإسلام هو المداهَنة المذمومة، وقد يكون نفاقاً وكفراً إذا أيَّدهم في باطلهم وكفرهم؛ قال تعالى: }وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ{[القلم: 9].

إنَّ النجاحَ الحقيقيَّ مع الناس أن تعطي كلَّ إنسانٍ حقَّه الذي رسمه الشَّرعُ الحنيف، وأن تعامله بما يستحقُّه من معاملة، ولا يمنع ذلك من أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر ودلالته على الخير وتحذيره من الشَّرِّ، ولو كره ذلك ونفر منه؛ فإنَّ أوثقَ عُرَى الإيمان: الحبُّ في الله والبغض في الله، والموالاة في الله والمعاداة في الله.

إنَّ الإنسان إذا التزم التزاماً قويًّا بمنهج الإسلام في التَّعامل مع الآخرين وصل حتماً إلى النَّجاح معهم وبناء الثِّقة والجسور بينه وبينهم؛ لأن الناسَ سيعلمون أنَّ هذا الشَّخصَ لا تُسَيِّرُه الأهواء، ولا تقودُه الشَّهوات، ولا يَقتدي بغير تعاليم دينه؛ سواء أكان الحقُّ له أم عليه؛ ولذلك فإنَّه يعطي للآخرين حقوقَهم كاملةً غيرَ منقوصة، وينتصف لهم ولو من نفسه وماله وأهله وولده؛ انطلاقاً من قوله تعالى: }وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى{[المائدة: 8].

وانطلاقاً من منهج الإسلام الأصيل في التَّعامل مع الناس يمكن القولُ بأنَّ أسسَ النَّجاح مع النَّاس في النِّقاط التَّالية:

1- أعط كلَّ ذي حقٍّ حقَّه.

2- اقبل النُّصحَ ولو من عدوِّك.

3- أحبَّ لأخيك ما تحبُّ لنفسك.

4- التمس للناس الأعذار؛ فإن لم تجد فقل: لعل هناك عذراً لم أعلمه.

5- لا تجعل خطأ واحداً ينسيك معروفاً كثيراً.

6- تواضع للناس ولا تكن متعاظماً.

7- إيَّاك والغرور؛ فإنَّه يورث الضَّغينة.

8- أحبَّ الناس بلا مقابل.

9- كن إيجابياً وشارك في نجاحات الآخرين.

10- ليكن لك نشاطات اجتماعية.

11- اشكر مَنْ قدَّم إليك معروفاً.

12- كن حسنَ الاستماع للآخرين.

13- أشعر الآخرين باهتمامك بهم.

14- أشعر الآخرين بقيمة آرائهم.

15- لا تنتقد الآخرين بغير حقٍّ، ولا تنصحهم على الملأ؛ فإنَّ في ذلك إهانةً لهم؛ قال الشاعر:

تغمدني بنصحك في انفرادي

وجنبني النصيحة في الجماعة

فإن النصح بين الناس أمر

من التوبيخ لا أرضى استماعه

16- لا تجادل إلا بالتي هي أحسن.

17- كن محاوراً جيداً.

18- تعلم من تجارب الآخرين.

19- لا تكن سيئ الظَّنِّ، كذلك لا تكن سطحياً.

20- لا تغضب، ولا تغدر، ولا تكذب، ولا تحسد، ولا تغتب أحداً.

21- عليك بالهدية؛ فإنَّها تذهب ما في الصدور.

22- لا تنم إلا وأنت سليم الصدر لإخوانك.

23- ليكن الرفق زادك في نصح الآخرين.

24- إذا لم تستطع أن يحبك بعض الناس، فلا أقل من أن يحترموك.

25- لا تكن مخادعاً فينفر الناس منك.

26- افهم الآخرين قبل أن تطلب منهم أن يفهموك.

27- شارك الآخرين مشاعرهم.

28- ابتسم دائما للناس؛ فإن ذلك صدقة.

29- لا تكثر الحديث عن نفسك.

30- تمتع بروح الدُّعابة والفكاهة، ولا تكثر من المزاح حتى لا يستخف بك.

31- أصلح نيَّتَك دائماً، واجعل جميع علاقاتك لله وفي الله.

32- كن سهلا هيِّناً ليِّناً صبوراً رحيماً خدوماً مبدعاً.

33- تناس مساوئ أصدقائك يدُم لك ودّهم.

34- الحقد لا يؤذي الآخرين، ولكن الأذى الذي يقع على الحاقد لا مفر منه.

35- أدِّ الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك.

36- احتسب الأجر في كل ما يصيبك من أذى.

37- كن وفيًّا بوعودك؛ فإن إخلافَ الوعد يسقطك.

38- أنزل الناس منازلهم، ولا تعامل الشريف معاملة السوقة.

39- حاول أن ترى الأمور بعين الآخرين لتعرف وجهة نظرهم.

40- لا تتدخل في شؤون غيرك الخاصة، ولا تسأل عن أموره الخاصة([4]).

نسأل الله لك النجاح الدائم والتوفيق المتواصل.



([1]) باختصار من كتاب: (حتى لا تكون كلاًّ) ص (53- 59).

([2]) بل هذا الضابط هو غاية النجاح ، لأن منه يُستمد النجاح في كلّ أمر ديني ودنيوي.

([3]) علم نفس النجاح (برايان تريسي) ص(45).

([4]) انظر فيما سبق : (لا تهتم بصغائر الأمور مع أسرتك. د. ريتشارد كارلسون)، (صناعة النجاح) د.طارق السُّويدان وفيصل باشراحيل). (النجاح رحلة). جيفري جيه ماير، (قمة السعادة النفسية) د.محمد صادق الموسوي، (علم نفس النجاح). برايان تريسي، (سر النجاح) بن سويتلاند، (حتى لا تكون كَلًّا) د. عوض القرني، (ترتيب الأولويات طريق النجاح) د. عبد اللطيف خياط.