×
كتاب يحتوى على بيان فضل المدينة، وفضل مسجد الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وبعض التنبيهات المتعلقة بالمسجد النبوي، وفضل مسجد قباء، وآداب سكنى المدينة، وآداب زيارتها، والأماكن المشروع زيارتها في المدينة، وبيان الزيارة المشروعة، والزيارة البدعية وما يتضمنها، والحكمة من مشروعية زيارة القبور، والتنبيه على عدم مشروعية زيارة القبور للمرأة.

فضل المدينة وآداب سكناها وزيارتها

إعداد: عبد المحسن بن حمد العباد البدر الحمدُ لله نحمدُه ونستعينُه ونستغفرُه، ونعوذ بالله من شرورِ أنفسنا ومن سيِّئاتِ أعمالِنا، مَن يهدِه الله فلا مُضلَّ له، ومَن يُضلل فلا هادي له، وأشهدُ أن لا إله إلاَّ الله وحده لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ محمداً عبدُه ورسولُه، وخليلُه وخِيرتُه من خلقِه، أَرسلَه الله بين يدي الساعة بشيراً ونذيراً، وداعياً إلى الله بإذنِه وسراجاً منيراً، فدلَّ أُمَّتَه على كلِّ خيرٍ، وحذَّرها من كلِّ شرٍّ، اللَّهمَّ صلِّ وسلِّم وبارِك عليه وعلى آله وأصحابِه ومَن سَلَكَ سبيلَه واهتدى بهديِه إلى يوم الدِّين، أمَّا بعدُ:

(1/3)


فإنَّ مدينةَ الرَّسول الكريم صلى الله عليه وسلم طَيْبةَ الطيِّبةَ مهبطُ الوحي ومتنزَّلُ جبريلَ الأمين على الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وهي مأرزُ الإيمان، وملتقى المهاجرين والأنصار، وموطن الذين تبوؤوا الدارَ والإيمان، وهي العاصمة الأولى للمسلمين، فيها عُقدت ألويةُ الجهاد في سبيل الله، فانطلقت كتائبُ الحق لإخراج الناس من الظلمات إلى النور، ومنها شعَّ النور، فأشرقت الأرض بنور الهداية، وهي دارُ هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم، إليها هاجر، وفيها عاش آخر حياته صلى الله عليه وسلم، وبها مات، وفيها قُبر، ومنها يُبعث، وقبره أول القبور انشقاقاً عن صاحبه، ولا يُقطع بمكان قبر أحد من الأنبياء سوى مكان قبره صلى الله عليه وسلم. وهذه المدينة المباركة شرَّفها الله وفضّلها، وجعلها خير البقاع بعد مكة، ويدل لتفضيل مكة على المدينة قولُ الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لمّا أخرجه الكفار منها واتَّجه