×
قصص من الإنترنت .. هكذا وجدنا الحقيقة: هذا الكتاب يحتوي على مجموعةٍ من القصص التي جمعناها من تجارب أشخاص ومواقع موثوقة في شبكة الإنترنت تحكي قصصَ إسلام أشخاصٍ وهدايتهم من خلال الإنترنت، وفي الجزء المُتبقِّي من هذا الكتاب بيان كيفية استِغلال الإنترنت كوسيلةٍ للدعوة إلى الله.

  قصص من الإنترنت .. هكذا وجدنا الحقيقة

هند بنت سليمان الخليفة

بسم الله الرحمن الرحيم

 المقدمـة

   الحمد لله رب العالمين القائل في محكم كتابه: ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾.

والصلاة والسلام على قائد الغر المحجلين سيدنا محمد الأمين القائل: «لأن يهدي الله بك رجلًا واحدًا خير لك من حمر النعم» وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:

   فمع الثورة التكنولوجية الهائلة التي نعاصرها حاليًا والمتمثلة بشبكة الإنترنت؛ أصبح العالم بأسره أسير نافذة صغيرة يمكن الانتقال من أقصاها إلى أدناها بضغطة زر واحدة. فلم تعد هناك حواجز بين الدول والأقطار، وباستطاعتها الانتقال بين أصقاع الأرض في غمضة عين أو أقل من ذلك.

وهذا ما يدعونا للتأمل في مدى أهمية شبكة الإنترنت والدور الذي تلعبه في وقتنا الحاضر أصبحت ضرورة ملحة وشريانًا نابضًا بالحياة.

فشبكة الإنترنت لا تعني لنا نحن المسلمين أخبارًا ومواقع وبريد إلكتروني ومحادثة وقضاء وقت... بل يتعدى الأمر في ذلك لنجد أن الإنترنت يعتبر وسيلة رائعة جدًّا للدعوة إلى الله، فهناك المئات بل قُل الألوف من البشر من مختلف الأجناس يتخبطون في فضاء الإنترنت بحثًا عن الحقيقة.

هذه الحقيقة المتجسدة في دين الإسلام. فعن طريق هذه الشبكة العنكبوتية يمكن الدعوة إلى الله عبرها، ونشر العقيدة الصحيحة على ضوء الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح، وتبليغها إلى أماكن يصعب الوصول إليها، ومناقشة الكفار من النصارى وغيرهم، ودحض شبهاتهم، وغير ذلك مما هو مفيد في الدعوة إلى الله -تعالى- من غير أن نغادر أماكننا.

من هذا المنطلق نضع بين يديك أيها القارئ الكريم هذا الكتاب الذي يحتوي على مجموعة من القصص التي جمعناها من تجارب أشخاص ومواقع موثوقة في شبكة الإنترنت تحكي قصص إسلام أشخاص وهدايتهم من خلال الإنترنت، وأيضًا نوضح في الجزء المتبقي من هذا الكتاب كيفية استغلال الإنترنت كوسيلة للدعوة إلى الله.

وفي الختام نسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين، وأن ينفعنا بها علمنا، وأن يعلمنا من ينفعنا، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.


 ارتدت بعد إسلامها

قابلتني صديقتي "أم نور" وهي أخت أمريكية مسلمة على برنامج المحادثة، وطلبت مني الانضمام إلى فريق يعمل على مشروع للدعوة الإسلامية، ويشرف عليه أحد الإخوة الأفاضل... فقبلت على الفور، وذلك على أن أسأل عن تفاصيل المشروع فيما بعد...

وفي أول لقاء مع المشرف على المشروع في غرفة المحادثة وجهت له بعض الأسئلة التقليدية مثل: ما اسمك؟ وماذا تعمل؟ وأين تعمل؟ ومن أي بلد أنت؟! رد عليَّ قائلا: رويدك.. رويدك.. أما عن اسمي فأُدعى كمال، وأعمل كمهندس كمبيوتر في شركة في إحدى الدول العربية، وأنا مصري الجنسية.. هذا كل ما أستطيع إخبارك به الآن!! ثم أردف قائلا... لم أكن لأقبلك معي كعضوة في المشروع لو لم تثن عليك صديقتك أم نور، وتخبرني عن مدى حماسك للدعوة، وأنك قد ساعدتها سابقًا في إرسال الكتب والمطبوعات إليها؛ لتقوم هي بدورها بتوزيعها على المسلمين الجدد، وغير المسلمين في أمريكا.

قلت له: إذن أنت تعرف عني أكثر مما أعرف عنك... ولكن منذ متى وأنت تعرف الأخت أم نور؟!

أجاب: منذ مدة ليست بقصيرة تقريبا منذ ثلاث سنوات.. حينما افتتحت غرفة للمحادثة بعنوان تعلم اللغة العربية، والقرآن الكريم للمسلمين الجدد.. وكان يأتي إلى هذه الغرفة عدد ليس بقليل من الأشخاص للسؤال عن الإسلام، وزاد العدد بعد الأحداث... فأسلم ولله الحمد والمنة في هذه الغرفة ما يربو على خمسين رجلًا وامرأة، وإذا كان الملاحظ أن السواد الأعظم هم النساء.

قلت له: بارك الله فيك، ولكن هل لك أن تحدثني عن بداياتك في الدعوة إلى الله عن طريق الإنترنت.

أجاب: كانت أول بداية لي مع برنامج محادثة قديم، وكنت أدخل فيها للترويح عن نفسي... ولكن مع مرور الوقت اكتشفت أن هناك مجموعة كبيرة ممن يدخلون غرف المحادثة لديهم فراغ روحي، وكثيرًا ما كانوا يسألون عن الديانات الأخرى... فقلت في نفسي: لم لا أجرب الدعوة إلى الله في هذه الغرف خصوصًا وأن هناك عدم اهتمام من قبل المسلمين لاستغلال هذه الوسيلة في الدعوة. وبالفعل بدأت أدعو كل من كان يسأل عن الإسلام، وكان المصحف أمامي دائمًا للرد عليهم ومحاجتهم.. واكتشفت في ذلك الحين أنني بحاجة إلى المزيد من القراءة والاطلاع في القرآن، وكتب الفقه، والتوحيد، وكتب النصارى للرد على شبهاتهم، ودحض حججهم...

كانت أسئلتهم تقريبًا متشابهة إلى حد ما... وأدلتهم التي يستقونها من كتابهم كنت أرد عليها بالنقيض من كتاب الله... كنت دائما ما أبدأ في النقاش، حيث أقوم غالبا وبتوفيق من الله بمعرفة الشخص كونه مسلما أو غير مسلم من اسمه... ثم افتتح عليه الموضوع فتبدأ المناظرة ويقوم بالاستدلال بكتبهم، وأقوم أنا بالرد عليه من كتاب الله، أو من كتبهم المتناقضة والمحرفة... حتى يفتح الله على قلبه أو قلبها.. وغالبًا ما كنت أوفق في ذلك، ولله الحمد.

أصبحت الآن على معرفة ممتازة بالعقلية الأمريكية وكيف تفكر وأستطيع -بفضل من الله- أن أسوق لهم الحجج والبراهين حتى يهديهم الله إلى الطريق المستقيم.

وخلال هذه الفترة تعرفت على أخوات فاضلات كن عونًا لي في الدعوة الإسلامية.. فأذكر مرة أن امرأة من أستراليا مَنَّ الله عليها بالإسلام عن طريق الغرفة التي افتتحتها، وكان لديها ابنة ذات أحد عشر ربيعًا حباها الله بذكاء شديد جدًّا -ما شاء الله- ولم تكن مقتنعة بالإسلام.. فاحترت معها كيف يمكن لي أن أقنعها بالإسلام.. فسخَّر الله لي فكرة وهي أن أستثمر موهبة تحبها جدًّا وهي الصحافة للبحث عن الحقيقة.. فطلبت منها عمل تقرير مفصل عن الإسلام... فقامت بعمل تقرير رائع، ولكن مع كل ذلك لم تُسلم... أسأل الله لها الهداية.

أما بالنسبة للمسلمين الجدد... فهم كثيرًا ما يواجهون أسئلة تحيرهم عند دخولهم للإسلام... مثل: لماذا هناك شيعة وسنة؟ وما الفرق بينهم؟ وما هي فرقة الأحباش؟ وما هو مذهب الإخوان والصوفية؟ وغيرها من الأسئلة التي تجعلهم في دوامة.. فآخذ بأيديهم لبيان الطريق الصحيح، وأبين لهم مواقع الإنترنت النافعة من غيرها ممن تدس السم في العسل...

ولا زلت أذكر هذه القصة التي كانت لها الأثر الكبير في شد همتي للدعوة إلى الله... وهي قصة إسلام أول امرأة على يدي ثم ارتدادها عن الإسلام، ولا حول ولا قوة إلا بالله...

يقول: قابلتها في غرفة المحادثة كانت أمريكية كاثوليكية من ولاية كنتاكي، ولديها اهتمام نوعًا ما بالإسلام.. فأردت أن أصقل هذا الاهتمام، وبدأت أقرأ عليها نصوص من القرآن على أن الله ليس له ولد، وأن النبي محمدًا - صلى الله عليه وسلم - هو خاتم الأنبياء والمرسلين، وأن الدين الإسلامي هو آخر الديانات التي يجب على البشر أجمع أن يعتنقوه...

وبعد عدة محاولات كتب الله لهذه المرأة أن تدخل في الدين الإسلامي، وكنت أشد فرحًا منها بإسلامها.. وبدأت المرحلة الحرجة من إسلامها فزوجها غير مسلم وحاد الطباع، وكان دومًا ما يضربها... فطلبت منها ألا تعاشر زوجها؛ لأنه غير مسلم، فقامت بطلب الطلاق منه... وفعلًا طلقها، ولكن بعد أن خسرت بيتها وأرضها؛ لأن زوجها قام بأخذ البيت والأرض منها... فاهتزت هزة عنيفة لما أصابها.. واضطرت إلى أن تترك ولايتها إلى ولاية أخرى للبحث عن عمل، وسكنت مع امرأة غير مسلمة... وفي هذه الأثناء كانت تقابلني في غرفة المحادثة... وكنت أغلظ عليها في القول... حتى جاء اليوم الذي لم تتحمل فيه هذه الضغوط، وارتدت عن الإسلام.

ويردف كمال قائلًا... أما حاليًا فأنا أقوم بدعوة امرأة أمريكية تبلغ من العمر أربعين سنة تبدو شديدة التمسك بدينها، بدأت معها الدعوة من مدخل التعارض في نصوص كتبهم... واستطعت بفضل من الله إقناعها بأن الله -جل جلاله- ليس ثالث ثلاثة، وأن عيسى ليس ابن الله... وبقي الجزء الأصعب وهو تحريرها من بقية معتقداتها الكاثوليكية التي تؤمن بها حتى يدب الشك في قلبها تجاه دينها، وتدخل الإسلام بإذن الله عن طواعية... فأسأل الله الكريم أن يهديها لما فيه صلاحها.. آمين.

* * *

 وأسلم جايسون

"يا سبحان الله، ما أصغر العالم في وجود الإنترنت" قالها وهو يحكي لنا قصته التي دفعته إلى المزيد من فعل الخير والدعوة إلى الله على الإنترنت... يقول صاحبنا: بينما كنت أبحث في الإنترنت وفي أحد محركات البحث تحديدًا لفت انتباهي ذلك الإعلان عن برنامج للمحادثة يتميز بوضوح وصوت مرتفع إلى جانب صغر حجمه... فأردت تجربة هذا البرنامج والتأكد من هذه الخاصية.. ونزلت البرنامج ثم قمت بتشغيله، وبدأت أبحث بين غرف المحادثة وأدخلها، فهذه غرفة للبنانيين، وأخرى للصينيين، وثالثة للأسبان، والعديد من الغرف منها المفيد، ومنها غير ذلك... وأصبحت أدخل على هذه الغرف فضولًا حتى أستمع للحديث الدائر ثم أخرج...

وبينما كنت كذلك؛ شد انتباهي اسم غرفة لم أرها من قبل، فقد كان عنوان الغرفة "الإسلام بلا حدود" فأردت أن أرى ما هو الحديث الدائر في هذه الغرفة؟ وما أن دخلت حتى استقبلني المشرف عن الغرفة بالسلام والتعريف بنفسه، وذكر أنه من دولة أوربية... ثم دخل شخص آخر الغرفة وقام المشرف أيضًا بتحيته الإسلام، والتعريف بنفسه... وهكذا دواليك يقوم بالفعل نفسه عندما يحضر ضيف إلى الغرفة... وجلست أتأمل فعل المشرف، وأسلوب دعوته في سبيل الله باللغة الإنجليزية... وكنت أواظب على حضور الغرفة كل يوم؛ حتى أتعلم وأقوي من أسلوبي في الدعوة باللغة الإنجليزية، وتوطدت علاقتي بعد ذلك...

وذات يوم اضطر المشرف إلى ترك الغرفة لفترة وجيزة، فأوكل لي مهمة الإشراف على الغرفة، والترحيب بكل قادم جديد... وبينما أنا كذلك إذا بشخص يدخل الغرفة فبادرته بالسلام.. فرد علي بهاي "Hi فقلت له: هل أنت مسلم؟ قال: لا!.. قلت: هل تعلم معنى التحية التي ألقيتها عليك، قال: لا! قلت: هذه هي تحية المسلمين وتعني السلام والطمأنينة.. فتعجب من المعنى.. ثم استرسلت في الحديث وقلت له: هل تريد أن تعرف ما هو الإسلام؟ فقال بحماس: أرجوك عرفني على الإسلام!!

ولم يكن يحضرني ذلك الوقت تعريف شامل عن الإسلام، فتوجهت إلى موقع الإسلام www.al-islam.com والتي تشرف عليه شركة حرف.. وقمت بأخذ تعريف الإسلام من الموقع، وعرضه على الزائر وبدأ في قراءته بنهمٍ... ثم قال: لقد كنت أبحث منذ زمن عن مخرج من ديني إلى دين تسمو فيه الروح وتقترب من خالقها، ويبدو لي أن الإسلام هو دين الحق. فكيف لي أن أتعرف وبكثب عن الإسلام... فقلت له: أتريد أن أبعث لك كتبًا عن الإسلام؟ فقال: لا أريد أن أكلف عليك فأنا في دولة بعيدة جدًّا عن بلدك.. فقلت له: بالعكس سأفعل ذلك وعن طيب نفس، ومن شدة حماسي قلت: وحتى لو طلبت عيني سأبعثها لك!! فسكت الضيف مدة ثم رد قائلا: لقد أبكيتني حقًّا كيف لشخص ولأول مرة ألتقي به يعرض علي هذه الخدمات وبدون مقابل، ولدرجة أنه يمكنه أن يضحي بأعز ما يملك لمساعدة الآخرين؛ لكي يروا الطريق الصحيح، لابد أن يكون الإسلام هو الدين الحق...

اغرورقت عيناي بالدموع وعندها فقط أحسست أنني قمت بعمل عظيم فقد حركت كلماته لدي حماسًا كبيرًا لمساعدة كل من يسأل عن الإسلام.. وطلبت منه عنوانه وقمت بإرسال الكتب اللازمة وترجمة القرآن...

وبعد عدة أسابيع من هذه الحادثة التقيت به مجددًا في الغرفة، وكان شديد الشوق إلى لقائي، وزف إليَّ البشارة وقال: لقد نطقت الشهادة، واعتنقت الإسلام والحمد لله، واستلمت الكتب التي بعثتها إليَّ فألف شكر لك... وأبحث الآن عن اسم جديد بدلًا من اسم جايسون... فهلا أشرت لي يا أخي إلى اسم جميل... فقلت له: ليس هناك أفضل من اسم سيد البشر محمد - صلى الله عليه وسلم - قال بالتأكيد... من اليوم نادني محمد!!

فهل لنا أن تستغل الإنترنت في الدعوة إلى الله؟!

 بحاجة إلى مصاحف

دخلتُ الإنترنت على غير عادة، ثم توجهت إلى غرفة المحادثة التي اعتدت الدخول عليها... وهي غرفة يشرف عليها رجل بريطاني مسلم للدعوة إلى الله.. وبينما أنا هناك أتأمل الحوار الدائر؛ دخلت لغرفة المحادثة صديقتي فاطمة تطلب منا المساعدة في إرسال مجموعة كبيرة من المصاحف باللغتين الإنجليزية والصينية لمسجد في الصين قبل حلول شهر رمضان المبارك...

قام الإخوان في الغرفة بتقديم اقتراحاتهم لها... وأشار المشرف على الغرفة إليَّ قائلًا: هل من الممكن مساعدتها لكونك من السعودية؟... قلت: لا مانع من ذلك، ولكن كم هي الكمية التي تحتاجون إليها؟... قالت صديقي: سوف أطلب من المسئول عن المركز الإسلامي هناك إرسال بريد إلكتروني لك ليبين الكمية التي يحتاجونها..

وفعلًا ما هي إلا ساعات واستلمت رسالة من مساعد المشرف على مركز ومسجد عمار في هونج كونج يشرح فيها حاجاتهم الماسة إلى مصاحف قبل حلول شهر رمضان المبارك...

يقول نص الرسالة: "بعد التحية والسلام... يعتبر مركز ومسجد عمار واحدًا من أهم المراكز الإسلامية في هوج كونج.. حيث يضم المركز أكثر من 150 شابًّا مسلما... ويقوم المركز بعمل دورات سنوية للتعريف بالإسلام ودورات لتفسير القرآن للمسلمين الجدد... وبعد كل دورة تعريفية بالإسلام يدخل في الدين شخصان أو ثلاثة، وهذا ما دفعنا وشجعنا للقيام بأعمال الدعوة مهما كانت الظروف.

حاليا نعاني من نفاد نسخ القرآن الكريم باللغة الإنجليزية والصينية من منطقتنا منذ مدة ليست بالقصيرة... ولم نتمكن خلال هذه المدة من الحصول على تبرعات من أحد.

يا سيدتي الكريمة، لقد عرّفتنا الأخت فاطمة عليك، أو قل إن الله سبحانه وتعالى قد قادنا إليك... إننا بحاجة ماسة إلى هذه المصاحف.. فهل بإمكانك توفير الكمية المطلوبة وإرسالها إلينا... وجزاك الله كل خير.

لم أتمالك نفسي حين قرأت رسالتهم، وعزمت على أن أقوم بتوفير الكمية المطلوبة مهما كلفني الأمر... فقمت بالاتصال بالمكتبات الكبرى والموزعين؛ لعلي أجد لديهم نسخًا من القرآن باللغة الصينية؛ لأن النسخ الإنجليزية كانت متوفرة ولله الحمد...

ووفقت للعثور على مكتبة تبيع المصاحف باللغة الصينية البسيطة... وبدأت أحسب التكلفة الإجمالية وتكلفة الشحن... فوجدت أن المبلغ سيكون كبيرًا... ولكن عزمي على أن أتم هذا العمل خالصًا لوجه الله وطمعًا في الأجر كان محركي الأول...

وفي هذه الأثناء خطرت لي فكرة!! وهي لما لا أقوم بالاستعانة بوالدي لطلب المصاحف حيث إنه يعرف من يستطيع توفيرها وشحنها وبالكميات المطلوبة... وبالفعل هذا ما حصل.. ولكن قبل ذلك طلب مني والدي أن يتم إرسال بريد إلكتروني يحتوي على الطلب بصورة رسمية من المشرف على المركز مع العنوان الذي يتم الشحن إليه...

أرسلت للمشرف رسالة إلكترونية تزف إليه الخبر، وتطلب منه الخطاب الرسمي للطلب مع العنوان...

ولما فتحت بريدي من الغد وجدت رسالة من المشرف على مركز عمار مرفق فيها الخطاب الموشح بالشكر والدعاء لنا.. بالإضافة إلى موقع المركز على شبكة الإنترنت، وعنوان المركز، وكروكي للمسجد.

وبتوفيق من الله، وفي غضون أيام تم شحن أربعة صناديق محملة بالمصاحف إلى الصين.. وقد سلمني والدي بوليصة أمر الشحن حتى أتابع مع المشرف استلامها.

وبعد أيام استلمت رسالة من المشرف على المركز... في البداية ظننت أنه سوف يبشرني باستلام المصاحف... ولكن الأمر لم يكن كذلك... فقد حجزت الخطوط الصينية المصاحف في المطار، ولم ترض بتسليمها للمشرف على المركز بحجة أنه ليس هناك اسم على الطرد البريدي... أخبرت والدي بالموضوع.. وقام بالتدخل جزاه كل خير... حيث قام بالاتصال على سلطات المطار ودفع مبلغًا معينًا لتغيير اسم المستلم.. وذلك حتى يتسنى للمشرف على المركز استلامها... واستلمها المشرف أخيرًا في أحسن حال ولله الحمد.

وما هي إلا أيام ودخل شهر رمضان المبارك، واستلمت رسالة إلكترونية من الأخت فاطمة التي كانت حلقة الوصل بيني وبين المشرف على المركز.. تقول فيها: "أختي العزيزة؛ أسأل الله أن يرزقك الجنة إن شاء الله... رمضان مبارك عليك وعلى جميع أفراد عائلتك.. يا أغلى أخت عرفتها في حياتي، لن ننساك أبدًا لا أنت ولا عائلتك من صالح دعائنا.. وأسأل الله أن يعطيك من خيري الدنيا والآخرة... ومجددًا جزاك الله مليون خير على ما قمت به... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".


 شكرًا لإذاعة طريق الإسلام

تعرفت على أخت مسلمة عن طريق الإنترنت منذ مدة ليست بطويلة تدعى"يارا" وهي من إحدى الدول العربية... وفي ثاني لقاء لي معها على الشبكة وكانت خلال العطلة الصيفية دار بيننا الحوار التالي:

يارا: هل سبق لك السفر خارج المملكة في الصيف؟

أنا: لا... لم يسبق لي السفر خارج المملكة... إلا على فكرة لماذا تأتين أنت للسعودية.

يارا: أتمنى ذلك ولكن من أين لي بالمحرم؟!.

أنا: لماذا؟ ألا تأتين أنت وأهلك إلى مكة أحيانًا؟

يارا: ألا تعلمين أن أهلي غير مسلمين.

أنا: لا حول ولا قوة إلا بالله.

يارا: هذا يعني أنه لا يمكنني الذهاب إلى مكة في الوقت الحالي حتى يكون معي محرم... فلقد حاولت في موسم الحج الماضي أن أتقدم بطلب تصريح للحج ولكنهم رفضوا طلبي... سبحان الله لا يوجد نصيب.

يارا: ولكنني سأحاول في السنة القادمة إن شاء الله.. وإذا لم يحالفني الحظ فسأقوم بوضع إعلان في الجريدة أقول فيه.. بحاجة إلى محرم للحج.. قالتها وهي تضحك..

أنا: هل لي أن أسألك السؤال التالي... هل يعلم أهلك بإسلامك؟

يارا: نعم حاليًا لديهم علم بذلك؛ لأنني أرتدي الحجاب... ولكن أبي لا يعجبه ذلك أبدًا.

أنا: ما هي ديانة أو عقيدة أهلك؟

يارا: أهلي دروز([1]) أما أبي فهو ملحد.

أنا: لا حول ولا قوة إلا بالله... ولكن كيف وجدت طريق الحق.

يارا: أنا في البداية لم أنكر وجود الرب... وكنت مقتنعة بوجود إله واحد وليس ثلاثة... وكنت مؤمنة بوجود ديانات سماوية.. وكنت أعتقد أن الدرزية دين سماوي... لم أدرس مواد دينية خلال دراستي لذلك تجدني لا أعلم عن الدين شيئًا... ولكنني اكتشفت أن الدرزية كانت ديانة من صنع البشر وليست من الله... لذا تركتها للبحث عن غيرها... لقد بحثت عن الدين الحقيقي... لأنه منطقيًّا أي منحرف عن الطريق الحق لابد له من رجوع... وأشارت إليّ صديقتي أن الدين الحق هو الإسلام... وقلت في نفسي: لقد كنت مسلمة كل هذا الوقت وأنا لا أعلم... لأن المولود يولد على الفطرة... لذا قررت أن أعود لفطرتي... ولم أكن أعلم وقتها أنني أعود للإسلام.. فقد كان حوارًا عاديًّا بيني وبين صديقي...

يارا: بعد ذلك وبعد انتهائي من الثانوية العامة ذهبت إلى كندا لمدة سنتين ونصف... خلال هذه السنتين استفدت منها استفادة عظيمة في التفقه في الدين... حيث كنت أدخل على الإنترنت وخصوصًا موقع إذاعة طريق الإسلام وأقوم بسماع المحاضرات وتحميلها على جهازي.

صدقيني لم أكن أعلم أن هناك محاضرات دينية على أشرطة قبل أن أشاهدها في موقع إذاعة طريق الإسلام... لقد كان إسلامي بالاسم فقط فقد كنت أقوم ببعض البدع من دون أن أعلم... وكانت لغتي العربية ضعيفة... ولم تشفع لي في قراءة الكتب الدينية من فقه وتوحيد وسيرة وغيرها... لذا وجدت في موقع إذاعة طريق الإسلام ضالتي...

أتصدقين أنني كنت لا أعرف عن الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم - إلا أنه هو خاتم الرسل وأنه أنزل عليه القرآن... ولم أعرف عن سيرته شيئا؟!.. أما الآن ولله الحمد فأعرف الكثير عن سيرته - صلى الله عليه وسلم -.

لم أكن أعرف ما هي العقيدة؟ وما هي الأخلاق الإسلامية؟ وغيرها من الموضوعات... فأقوم بالذهاب إلى موقع طريق الإسلام والبحث عن الموضوعات التي تهمني وأستمع للأشرطة المخزنة في الموقع... كنت أستمع إلى شريط أو شريطين يوميًّا... حتى مَنَّ الله عليّ وأصبحت لي قاعة إيمانية لا بأس بها... وصرت أعرف الخبيث من الطيب.. وقويت لغتي العربية تبعا لذلك، وأصبحت أبحث عن الكتب لقراءتها... فلم تعد عملية الجلوس والاستماع إلى الأشرطة تشبع حبي لتعلم الدين.. وللمعلومية فالأشرطة الموجودة في موقع إذاعة طريق الإسلام مجانية... مما وفر عليَّ عناء شرائها؛ لأنها كانت غالبًا غير متوفرة في السوق المحلية..

بعدها قطعت يارا حديثها معي واعتذرت؛ لأنها كانت مضطرة للذهاب... وعلمت منها لاحقا أنها تقوم على عمل مشروع للدعوة إلى الله وهو جمع سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم - في قرص مدمج، تقوم بإعداده باللغة الإنجليزية... نظرا لما تتمتع به من قوة في هذه اللغة... نسأل الله لها التوفيق والثبات.

 أصدقاء الإنترنت أناروا لي الطريق

"باربارا كانديلاريو" أو "بسمة" هما اسمان لسيدة أمريكية تبلغ من العمر خمسين عامًا، وتعمل على تصميم صفحات الإنترنت وتقديم استشارات تسويقية عبر الشبكة العالمية. تعرفت عليها عن طريق إحدى الأخوات اللاتي يقمن بالعمل معها تحت منظومة من المواقع التي تسمى شبكة آفاق([2])... وقمت بمراسلتها لمعرفة قصة إسلامها التي وجدت الطريق إليه عبر الإنترنت... تقول بسمة عن بداية حياتها:

لقد نشأت منذ نعومة أظافري على الديانة الكاثوليكية التي تؤمن بالثالوث، ثم تحولت إلى مذهب جيهوفه وتنس "Jehovh Witness" وهو أحد المذاهب في الديانة المسيحية.. كنت منذ نشأتي أؤمن بوجود الله في حياتي... لقد عشت معظم حياتي في مدينة نيويورك ولقد شدني الفضول في تلك الفترة للتعرف على الدين الإسلامي عن كثب... فتعرفت هناك على مجموعة من المسلمين السود الذين لم يرحبوا بوجودي معهم؛ لأنني وببساطة من الجنس الأبيض؟! وأذكر أنني قلت في نفسي في ذلك الوقت "بالتأكيد أن السود لجئوا للإسلام لكرههم لنا نحن البيض".

أذكر حينما كنت في سن السابعة والثلاثين أن عائلة ألبانية مسلمة سكنت في نفس الحي الذي أقطن فيه، وحينما عرفت بإسلامهم وقفت مشدوهة؛ لأنني أول مرة أرى مسلمين من البيض، كيف يمكن أن يكون ذلك؟ فأخبروني أن الإسلام لا يعرف جنسًا ولا لونًا بل إن هناك مسلمين من مختلف بقاع الأرض. ولقد أخبروني عن كتابهم السماوي القرآن، وأخبروني أيضًا أن عيسى مذكور في القرآن.

لم يسبق لي أن فتحت معهم موضوعًا للنقاش مثل: لماذا لا ترتدي زوجتك الحجاب كما تفعل معظم المسلمات؟... فأرجعت سبب عدم ارتدائها للحجاب لأمور ثقافية.

اكتشفت فيما بعد أن معظم العرب هم من المسلمين، ولكن لم أقابل طوال حياتي في مدينة نيويورك أحدًا من العرب المسلمين ممن قام بالتحدث عن الإسلام أمامي. فالنساء اللاتي قابلتهن لم يقمن أبدًا بالحديث عن الإسلام ربما كن من العرب غير المسلمات... هذا ما قلته في نفسي؟!

لا أخفيكم القول: إن حماسي لمعرفة المزيد عن الإسلام والاطلاع على النسخة الإنجليزية من القرآن قد خبا مع مرور الوقت... ذلك لأنني كنت أمًّا وأعول ثلاثة أطفال... وقلت في نفسي: متى ما سنحت لي الفرصة سوف أتعرف أكثر على هذا الدين... ولكن العمر يمضي بسرعة، ولم أتمكن في ذلك الحين من البحث.. ومع ذلك فلم أنسَ واجباتي الدينية المسيحية وكنت دائمًا أقرأ الإنجيل.

وبعد ست عشرة سنة من آخر تفكير لي بالإسلام من الله عليَّ بمقابلة أول عربي مسلم يتحدث عن الإسلام يدعى "ناصر" والذي أصبح فيما بعد زوجًا لي. لذا قمت بتكملة مشوار البحث الذي تركته قبل ست عشرة سنة وبحثت في الإنترنت عن الإسلام.

لقد قابلت "ناصر" لأول مرة في حياتي في أحد منتديات النقاش المتخصصة بالتصميم؛ لأنه بحكم عملي كمصممة مواقع إنترنت أقوم على الإشراف على هذه المنتديات.. فقد لاحظت أن هناك الكثير من المتحاورين المهتمين بموضوع التقنية والتسويق من المملكة العربية السعودية، الذين كان يتكرر وجودهم في الكثير من المناقشات.

وقد أعجبت كثيرًا بما يملكونه من ثقافة وفهم واسعين في مجال التقنية بالذات. ومع تكرار التخاطب معهم، أخذ النقاش يتحول إلى الحديث عن الإسلام، وبدأت أهتم بالاستماع إلى ما يقال عنه، والسؤال، ولم يبخلوا عليّ بتوضيح أي مسألة أسأل عنها وأرغب في معرفتها، مما جعلني أكوِّن صورة إيجابية عن الدين الإسلامي بعد أن اقتنعت بالحجج التي قدمها لي هؤلاء المتحاورون الذين توطدت علاقتي معهم. وتطورت العلاقة بيننا حتى أنشأنا شبكة آفاق...

عندما اعتنقت الإسلام، وغيرت اسمي من باربارا إلى بسمة، دهشت بمدى حرارة الترحيب والاحتفاء الذي احتفيت به من قبل الكثير ممن أعرفهم ولا أعرفهم من إخوتي المسلمين والمسلمات على الشبكة. وحتى هذه اللحظة، هناك الكثيرون ممن يقدمون لي المساعدات والتوجيه في المسائل التي ما زلت أتعلمها، والتي كان جزء منها هو توجيهي إلى المواقع الإسلامية الموثقة، وذلك لأني كنت أرى الكثير من المواقع المضللة عن الإسلام عبر الإنترنت، ولا أدري من الذي أصدقه؟!.

أما الآن فلقد قمت بفضل من الله بإنشاء موقع متخصص للمرأة المسلمة أطلقت عليه اسم "أخوات في الإسلام" لأبين في هذا الموقع الصورة النقية للمرأة المسلمة، وأقدم خدمات للراغبات في التعرف على الإسلام عن كثب.

* * *


 دين جيني([3])

حينما كنت طفلة كنت دائمًا أتطلع لحضور صلاة الكنيسة في يوم الأحد لا أدري ما الدافع وراء تطلعي للذهاب إلى الكنيسة هل كان ذلك بسبب أنني كنت أرتدي أفضل الملابس لذلك اليوم، أو أنه بسبب غداء جدتي الشهي التي كانت تعده لنا بعد الرجوع من الكنيسة.

لم يكن أفراد عائلتي يهتمون كثيرًا بالدين، ولا زلت أذكر أنني كنت أتضايق عندما يغيب أحد أفراد العائلة عن حضور الكنيسة، وفي السنوات الأخيرة اعتدت الذهاب للكنيسة وحدي.

في المرحلة الثانوية لم تكن هناك حصص دينية كما كان الحال في المرحلة الابتدائية مما اضطرني للقيام بقراءة الإنجيل وتعلمه واتباع ما فيه وحدي. لقد كنت أؤمن بوجود الله ولكن ليست على الصورة التي تعلمناها في الكنيسة فقد كانت مسألة التثليث من أصعب المفاهيم التي لم أجد لها تفسير، وكنت دائمًا ما أمني نفسي بأنني إذا كبرت سوف أفهمها.

في آخر سنة من مرحلتي الثانوية كان هناك نظام تبادل الطلاب بين دولتي أستراليا واليابان ووجدت أن هذه فرصة ممتازة لأبقى بعيدة عن أهلي وأفكر أكثر في ديني...

وفي الليلة التي سبقت رحلتي لليابان كنت أحزم أمتعتي ولم أنم تلك الليلة حتى نام أهلي جميعًا، وتسللت وأخذت الإنجيل وحزمته مع أمتعتي... لم أكن أريد أن يرى أهلي حرصي على اقتناء الإنجيل؛ لأنني أعلم سوف يضحكون عليَّ.

السنة التي قضيتها في اليابان لم تكن سعيدة... فقد كنت أواجه المشاكل هناك، وأذكر أنني تلقيت اتصالًا من أهلي يطلبون مني العودة لاستراليا قبل انتهاء مدة الدراسة بشهرين.. في تلك الليلة التي تلقيت فيها الاتصال لم أستطع النوم، وأخرجت الإنجيل لقراءته لعلي أجد فيها الراحة من هذه الضغوط.

لقد تعلمت في السنة التي قضيتها في اليابان الكثير من الدروس فقد كنت أحضر دروسًا دينية عن البوذية. في بداية الأمر لم أتقبل الوضع، ولكني كنت أجبر نفسي على الحضور، وحينما يقومون بأداء صلواتهم لبوذا، كنت أقوم أنا بتوجيه للرب الذي أؤمن به. لم أكن أفهم الدين البوذي جيدًا وكلما حاولت التعمق فيه لفهمه، أجد نفسي في طريق مسدود... حتى أنني سألت مرة أحد مدرسي اللغة الإنجليزية عن دينه فقال: إنه فقط البوذية عندما يكون في اليابان ولكن حينما يذهب لأمريكا يعتنق المسيحية!!

صحيح أن في الديانة البوذية بعض المعتقدات التي أجدها مثيرة، ولكن هذا لم يقنعني لجعل البوذية ديني. كنت أقوم باختيار ما يناسبني من الديانات الأخرى، وإضافتها إلى ما يسمى بـ"دين جيني" هذا الدين الذي ابتدعته من تلقاء نفسي يحتوي على بعض المعتقدات المنطقية التي جمعتها من الديانات المختلفة، ولكن مع ذلك شعوري بأنني لم أجد الدين المناسب يزداد يومًا بعد يوم.

عند عودتي لاستراليا بعد انتهاء سنتي الدراسية في اليابان تعرفت على فتاة وجدت فيها الكثير من الأشياء المشتركة معي... كانت الفتاة مسلمة وزادت علاقتي بها بعد عدة جلسات معها، حيث كانت تتحدث عن وجود الله فقلت في نفسي: إن حديثها يقترب أكثر من "دين جيني"... وعندما ذهبت معها لبيتها أخرجت لي كتاب يدعى "الأربعين القدسية" وقامت بقراءته عليّ مما دفعني لاستعارة الكتاب منها...

حينما كنت أقرأ الكتاب؛ انتابتني موجة من الخوف لم أعرف مصدرها، ولكن لم أكن أتصور أن الدين الإسلامي بهذه الصورة من الجمال وذلك بعد الانطباع السيئ الذي خرجت به عن الإسلام من مجتمعي.

انقطعت علاقتي بتلك الفتاة المسلمة بعد التحاقي بالجامعة ولم تسنح لي الفرصة باستعارة الكتاب منها مرة أخرى مما حدا بي للبحث في الإنترنت عن الإسلام... لقد كان لي أصدقاء مسلمين في المحادثة ولكن كنت أعتقد بأنهم لا يقولون الحقيقة عن الإسلام. لقد كنت أعتقد أنهم فقط يعرضون لي الجانب الحسن من دينهم. أذكر مرة أنني سألت أحدهم عمَّ إذا كان يؤمن بوجود الملائكة... لأن الإيمان بالملائكة كان جزءًا من "دين جيني" الذي ابتدعته... ولكنني صعقت حينما أكد لي أن الإيمان بالملائكة هو جزء من عقيدة المسلمين...

لقد كانت الصورة التي بنيتها عن الرجل المسلم أنه رجل يضرب زوجته، ويقتل البنات الرضع، وإرهابي في وقته المستقطع... لذا تحمست أكثر بعد رده ذلك لمعرفة ما هي الأشياء الأخرى التي يؤمن بها المسلمون؟.

لقد كنت أبحث في الإنترنت عن مواقع تبين لي الجانب السيئ من الإسلام.. لأنني كنت دائمًا ما أجد في الديانات الأخرى أشياء سيئة منطقية واعتقدت أن الإسلام مثل باقي الديانات الأخرى لابد له من جانب سيئ.

ذات يوم كنت في إحدى غرف المحادثة التي تتحدث عن الإسلام وكان هناك جمع من المتحدثين نساء ورجال... في البداية اعتقدت أن النساء سوف يستمعن لحديث الرجال ولن يسمح لهن بإبداء آرائهن أو حتى المشاركة... ولكنني أيضًا صعقت حينما شاهدت النساء في غرفة المحادثة يقمن بالتعليق والمشاركة... فقد كانت الصورة المرسومة في مخيلتي عن المرأة المسلمة أنها مهضومة من قبل الرجل.

لقد زادت معرفتي بالإسلام من غرف المحادثة، ومن صفحات الإنترنت التي كنت أطبعها دوريًّا. فكلما تعلمت أكثر عن هذا الدين، زاد خوفي أيضًا.

لم يعلم أحد من أهلي أو أصدقائي عن اهتمامي بالبحث عن الإسلام؛ لأنني لم أرد منهم أن يلوثوا أفكاري في تلك الفترة... حينما اقتنعت بأن الإسلام هو الدين الأمثل قررت إعلان إسلامي... ففي ذلك اليوم اصطحبتني صديقتي للمركز الإسلامي في ملبورن... ولا زلت أذكر خوفي الشديد وترددي من الذهاب إلى المركز... فحينما جلست بين يدي إحدى الأخوات لنطق الشهادة؛ بكيت بشدة مع أول كلمة نطقتها من الشهادة لقد كان شعور لا يوصف، وكانت صديقتي بجانبي تبكي أيضًا... في تلك اللحظات أحسست بقوة عجيبة في كلمات الشهادة التي كنت أرددها بعد الأخت... أشعر الآن أنه لا زال أمامي الكثير لتعلمه عن الإسلام... لكن هناك شيئًا يجب أن يعرفه الناس جميعًا وهو: أن الإسلام رحمة للبشرية.

أختكم/ جيني

 أحداث سبتمبر هي السبب

استمعت إلى قصة امرأة استرالية تدعى "هيلين" من الإنترنت قامت بتسجيل قصة إسلامها في ملف صوتي وإعطائه لكل من سأل عن كيفية دخولها للإسلام لذا سنترككم مع "هلين" لتحكي لنا قصتها:

لم أكن أتوقع أنني سأكون بهذه السعادة بعد اعتناقي للإسلام. كنت أسمع عن وجود دين يسمى الإسلام، ولكن لم تسنح لي الفرصة في التعرف على هذا الدين عن قرب إلا بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر.

قبل تعرفي على الإسلام لم أكن أهتم بالدين كثيرًا... صحيح أنني من عائلة كاثوليكية مسيحية ولكن لم أذهب يومًا قط إلى الكنيسة.

بعد الأحداث أردت معرفة المزيد عن هذا الدين الذي دفع بثلة من الشباب أن يذروا أنفسهم له. فقمت بشراء كتاب بعنوان "فهم الإسلام" أعتقد بأنه من أفضل الكتب التي قمت بشرائها حتى الآن... ففي كل صفحة أقرأها؛ أجد فيها إجابات لمفاهيم لم أجد لها تفسير في ديني مثل: قضية التثليث، وأن المسيح عيسى هو ابن الله... لقد وجدت في هذا الكتاب ضالتي المنشودة، وأحسست حينها كأنني أرجع إلى فطرتي.

لم يكن الكتاب كافيًا للإجابة عن كل ما يختلج ذهني من أسئلة؛ فلجأت إلى الإنترنت وغرف المحادثة للبحث أكثر عن الإسلام، وفي كل مرة أطلع فيها على معلومات جديدة عن هذا الدين فأشعر من الخوف والقلق والترقب للمزيد.

في أحد الأيام وبينما كنت في العمل أفكر فيما قرأته عن أن من يعرف الإسلام؛ فلا حجة له عند الله، ويجب عليه الدخول في هذا الدين وعدم إنكاره... في تلك اللحظات فقط أحسست عندها بمعنى الإذعان والتوحيد الكامل لله، ولم يكن لدي خيار إلا أن أؤمن بهذا الدين... حينها كنت أبكي بحرقة، وأسأل الله أن يريني علامة بأن الدين الإسلامي هو دين الحق.

وعندما عدت إلى المنزل وقبل قيامي بإعداد طعام الغذاء قررت أن أدخل الإنترنت للاطلاع على بريدي الإلكتروني ولكنني كنت مشتتة التفكير ولم أحس إلا وبأناملي تقودني إلى إحدى غرف المحادثة عن الإسلام... كان أحد الموجودين في الغرفة يقوم بكتابة نصوص لآيات قرآنية تتحدث عن المسيحيين لا أذكر حاليًا نص الآيات ولكنها كانت تحمل التهديد والوعيد... عندها فقط أحسست أن الله استجاب لدعائي وأراني العلامة التي سألته أن يريني بها الصراط المستقيم...

بعد الآيات التي قرأتها في غرفة المحادثة؛ أصبت بصدمة لمدة ثلاثة أيام لم أعرف ما هي الأحاسيس والمشاعر التي كانت تختلجني هل كنت سعيدة أم قلقة؟ هل كنت متشوقة أم متخوفة؟ في الحقيقة لا يمكن وصف المشاعر التي انتابتني في تلك الأيام الثلاث. وفي اليوم الرابع استيقظت عند الساعة الرابعة فجرًا وكنت أعلم تمامًا ما يجب عليَّ عمله في هذا اليوم... فعندما ذهب أطفالي إلى المدرسة؛ قمت بالاستحمام واتصلت بإمام المسجد ونطقت الشهادة بالهاتف.

لقد كانت ردود فعل أبنائي متفاوتة ففي الوقت الذي رحب بإسلامي ابني الكبير وابنتي الصغرى... أجد أن ابني الأوسط لا يزال غير مقتنع بالخطوة التي اتخذتها... ولكنني على ثقة بالله بأنه سوف يتفهم وضعي مع مرور الوقت. فهذا الدين هو الذي منحني السعادة والاستقرار، وأريد أن أعيش ما بقي لي من حياتي شاكرة لله على هذه النعمة التي أنعم بها عليَّ.


 إسلام تومي([4])

"الإسلام هو حياتي، وأنا بدون الله لا أساوي شيئًا" بهذه الكلمات يفتتح "تومي" قصة دخوله في الإسلام... يقول "تومي": كانت الكنيسة الرومانية الكاثوليكية جزءًا من حياة الطفولة فقد كنت أتردد عليها كل يوم أحد لتلقي تعاليم الدين المسيحي هناك... لذا مرت المرحلة الابتدائية وإيماني بعقيدة التثليث لم تتغير بل كنت متمسكًا بها وبشدة.

خلال المرحلة الابتدائية تعرفت على العديد من الأديان الأخرى مثل: اليهودية والهندوسية والإسلام كنوع من الاطلاع، وبعدها أحسست بأن الكنيسة الرومانية لم تعد تملأ فراغي الروحي...

في يوم من الأيام أخذتني أمي لحضور طقوس دينية للكنيسة البيزنطية يقوم بأدائها مجموعة من اللبنانيين الكاثوليك... لقد كانت طقوسًا رائعة تناغمت فيها التلاوات باللغة الإنجليزية والعربية واليونانية مع رائحة البخور والشموع المشتعلة... بعدها أحببت الكنيسة البيزنطية، وداومت على حضورها.

عندما علم أصدقائي بتحويلي من الكنيسة الرومانية إلى البيزنطية؛ لم يقوموا بنقدي مباشرة بل اعتبروا ما قمت به هو نوع من حب الظهور ولفت الانتباه... استمر ترددي على الكنيسة البيزنطية لمدة عام تقريبًا بعدها تركت المسيحية بلا رجعة إلى اليهودية... لا أعرف ما الذي دفعني لتغيير عقيدتي، ولكن أحسست فجأة أنني لم أعد أؤمن بالعقيدة المسيحية... فكان أقرب خيار لي هي اليهودية لمعرفتي البسيطة بهذا الدين... وصرت أمارس عبادة اليهود بانتظام كل يوم أحد أيضًا... لم أسلم -أيضًا- من نقد أصدقائي واتهامهم لي بأني أعمل على لفت الأنظار بتغيير عقيدتي بين الحين والآخر. ولكني لم أُعر كلامهم أي انتباه واستمررت على أداء طقوس اليهود الدينية، وتعلمت اللغة العبرية، وكنت أفكر بالهجرة إلى إسرائيل.

في يوم من الأيام وبعد احتفالات عيد الفصح كنت جالسًا في البيت أتصفح الإنترنت للبحث عن مواقع جديدة ومثيرة... وبين يدي مجلة إنترنت أقرأ فيها فشد انتباهي استعراض لأحد المواقع الإسلامية وهو موقع لشخص يدعى إبراهيم شافي... لقد كان عثوري على هذه الصفحة سببًا في دخولي الإسلام.

لم أعرف عن الإسلام الكثير... صحيح أنه كان لي زميل دراسة مسلم، وأمي كانت تعمل مع شخص مسلم.. ومع ذلك فقد كانت معلوماتي عن الإسلام محدودة المصدر إما معلومات مضللة قرأتها في أحد الكتب، أو من ديانتي اليهودية التي جعلتني أشعر ببعض العداء ضد العرب والمسلمين.

منذ ذلك الحين، بدأت بالبحث في الإنترنت عن مواقع إسلامية... والدخول في برنامج للمحادثة النصية وكونت صداقات مع العديد من المسلمين... ولما تكونت لدي قناعة تامة بالدين الإسلامي؛ أصحبت أنطق الشهادة يوميًّا... ولكنني لم أشعر بإسلامي حقًّا حتى نطقت الشهادة أمام شهود عيان في أحد المساجد في مدينة شيكاغو... بعدها شعرت بأنني قد ولدت من جديد.

أصبح اسمي على الإنترنت "طارق علي" ولكن في الحياة العادية ما يزال اسمي تومي. لازلت أسمع بعض الانتقادات ممن حولي كسؤالهم "ما هي ديانتك هذا الأسبوع يا تومي؟" وكنت دائمًا ما أرد عليهم: أنا مسلم وإذا كنتم تريدون معرفة المزيد عن الإسلام؛ فسأكون مسرورًا لإخباركم عن مدى هذا الدين وروعته.

 لا وجود لله في حياتي([5])

ولدت في بيت سويدي مترابط أسريًّا، وقضيت خمسة وعشرين عامًا من حياتي من غير أن أؤمن بوجود الرب، لقد كنت مثالًا للرجل المادي. لازلت أذكر حينما كنت في الصف السابع من دراستي الابتدائية كتبت قصة عما ستكون عليه حياتي المستقبلية، حيث تصورت نفسي كمبرمج ألعاب ناجح، وأعيش مع زوجة مسلمة!! كانت كلمة مسلم تعني لي لبس ثياب طويلة وحجاب... لا أدري من أين لي بهذه الأفكار الغريبة في ذلك الوقت.

في دراستي الثانوية أتذكر حينما كنت أقضي كثيرًا من الوقت في مكتبة المدرسة.. فقد كنت مثل دودة الكتب أقرأ كل ما يقع تحت يدي من كتب.. ومرة وقعت بين يدي نسخة مترجمة من القرآن وقرأت بعض الأجزاء منها ومع هذا لم يحرك فيّ قيد أنملة.. فلازلت لا أؤمن بوجود الرب في حياتي، ولم أكن بحاجة إلى وجوده... فنحن لدينا نيوتن العالم الفيزيائي؛ ليقوم بتفسير الظواهر الطبيعية في الكون!!!

حينما تخرجت في الجامعة بدأت العمل كمصور هاو.. وأذكر مرة أنني كنت في السوق لالتقاط صور هناك عندها نظر إليّ مهاجر عربي بغضب وتقدم إليّ وطلب مني عدم التقاط صور لأمه وأخواته... عندها قلت في نفسي: إن هؤلاء المسلمين غريبو الأطوار!

بدأ تعلقي بمعرفة الإسلام يزداد يومًا بعد يوم فقمت بالاشتراك في القائمة الإخبارية للمنظمة الإسلامية في السويد، وقمت بشراء نسخة مترجمة من القرآن، وكتاب عن الإسلام. فقرأت تقريبًا كل القرآن، ووجدت أنه كلام منطقي وجميل، ولكن لازلت مصرًّا على عدم وجود الرب في قلبي.

وفي السنة التالية، كنت في رحلة إلى جزيرة جميلة مكتسحة بألوان الخريف... عندها خالجني شعور جميل... شعرت فيه بعظمة الرب.. شعرت كأنني جزء من هذا الكون العظيم... ما أجمل الشعور بالراحة والقوة فأين وجهت وجهي؛ استشعرت عظمة الخالق... لم يدم هذا الشعور طويلًا، ولكنه بالتأكيد ترك آثاره في عقلي.

كانت تلك السنة بداية لظهور نظام التشغيل الجديد لشركة "مايكروسوفت" وكان من ضمن البرامج المقدمة مع نظام التشغيل للمحادثة.. فقمت بالتسجيل فيه وتجريبه... وشد انتباهي غرفة الإسلام حيث التقيت بـ "شاهدة" هناك.

شاهدت فتاة أمريكية اعتنقت الإسلام حديثًا... أصبحنا أفضل صديقين على الشبكة... فقد امتلأت صناديق بريدنا بالرسائل الإلكترونية.. وكنا نتناقش في أمور كثيرة عن الإسلام... لقد كانت "شاهدة" رمزًا للمسلم المثالي فقد كانت تتحمل أسئلتي الكثيرة والغبية أحيانًا عن الإسلام... وكانت دائمًا ما تقول لي: استمع إلى ما يمليه عليك قلبك وستجد الحقيقة.

لم أكن أتخيل أنني سأجد الحقيقة في نفسي بهذه السرعة... ففي يوم من الأيام كنت عائدًا من عملي بالحافلة، وكان العديد معي في الحافلة يغطون في سبات عميق... وأنا أنظر إليهم، وأنظر إلى أشعة الشمس الذهبية وهي تقارب على الغروب... فجأة انتابني شعور غريب شعرت بأنني لست إلهًا وأن هناك ربًّا يتحكم في وجودنا.. كيف لي أن أعتمد على علم الفيزياء والكيمياء لتفسير الظواهر الطبيعية وهي في الأصل من خلق الخالق عز وجل... دقائق معدودة، مرت وأنا أفكر وأتأمل في هذا الأمر.. كم وددت لو أعيشها دائمًا.

وفعلًا تحقق ذلك... فقد استيقظت ذات صباح مفعم بالنشاط والحيوية وأول ما جال في ذهني هو امتنان الرب عليّ بأن أحياني لأعيش يومًا جديدًا... بعد كل هذه التأملات والتفكير الجاد لم أستطع إنكار وجود إله في هذا الكون... ولكن الاعتراف بوجود الله تَطَلَّب مني خمسًا وعشرين سنة من التفكير!!

لقد أصبحت لدي شجاعة الآن للذهاب إلى المسجد بعد أن كنت أمر عليه دومًا من دون أن أعيره انتباهي... لقد قابلت أطيب الناس في المسجد فقد فتحوا لي بيوتهم وقبل ذلك صدورهم للإجابة عن كل ما يختلج نفسي من تساؤلات... وزودوني بكتب عن الإسلام لقراءتها... لقد أصبح الإسلام جزءًا من حياتي، ثم بدأت في تجربة الصلاة معهم، وذهبت لأداء أول صلاة جمعة في حياتي... لقد كان شعورًا رائعًا فقد كنت أجلس في آخر المسجد أستمع للإمام وهو يخطب... صحيح أنني لم أكن أفهم ما يقوله، ولكن الشعور الذي انتابني كان لا يوصف..

رويدًا رويدًا بدأ عقلي يتماشى مع قلبي... وبدأت أتصور نفسي كمسلم... ثم سألت نفسي: هل يمكنني فعلًا أن أتحول للإسلام؟ وهل يمكنني استبدال صلاتي في الكنيسة بخمس صلوات يوميًّا؟ وهل يمكنني الامتناع عن أكل لحم الخنزير؟ وماذا عن أهلي وأصدقائي؟

في هذه الأثناء لجأت إلى الإنترنت، وقمت بالبحث عن كل ما له علاقة بالإسلام.. وأعتقد أنني لم أترك موقعًا يذكر كلمة إسلام إلا واحتفظت به.. لقد تعلمت الكثير عن الإسلام من الإنترنت ولكن ما غير مجرى حياتي فعلًا هي قصة إسلام امرأة من بريطانيا نشرت قصتها في الإنترنت كانت تحمل نفس شعوري وأفكاري.. كان عنوان القصة "12ساعة".. عندما انتهيت من قراءة القصة؛ مسحت الدموع من عيني وقلت في نفسي: لا رجعة ولا تردد بعد اليوم فلن أقبل غير الإسلام دينًا... لقد كان قرارًا نهائيًّا فاغتسلت ولبست ثيابًا نظيفة وركبت السيارة متوجهًا إلى المسجد... وهناك قابلني الإخوان، ونطقت بالشهادة.. والحمد لله.

أخوكم/ إبراهيم كارلسون

 عاهدت نفسي([6])

هذه قصة توبة فتاة نسوقها لكم؛ لنبين أثر الدعوة إلى الله عن طريق البريد الإلكتروني، وألا يستحقر أحد الكلمة الطيبة وإن قلت.

هذه الرسالة وصلت إلى دليل المهتدين إحدى القوائم البريدية الدعوية التي تُعنَى بالدعوة عن طريق البريد الإلكتروني، وإليكم نص القصة كما ترويها صاحبتها:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة قطرية أبلغ من العمر 22 عامًا..... كنت فتاة لاهية بأمور الدنيا وزينتها ولم أكن أبالي بما أفعل فيما مضى من عمري الذي بدا لي وكأنه مر سريعًا.. حتى قدر الله أن وصلتني رسائل دليل المهتدين على بريدي الإلكتروني.. ويا الله كيف أحيت هذه المواعظ مشاعري وأيقظتني من غفلتي حتى أخذ ضميري يؤنبني؛ كلما تذكرت ما كنت أفعله مما لا يرضي الله.. فسألت نفسي.. هل حقق ذلك لي شيئًا من السعادة؟... لا والله! ولم أر في هذه المتع المادية الزائفة أي راحة أو منفعة في الدنيا.. فضلًا عن الآخرة... ولو سألتم كيف كانت حياتي قبل أن يمن الله عليَّ بالهداية:

كنت أستيقظ صباحًا.. وأستعجل في الذهاب إلى الجامعة حتى لا تفوتني المحاضرات؛ لأكون من المتفوقات دائمًا وفي بعض الأحيان أصلي الفجر.. أما في غالب الأيام ويا للأسف فلا أصلي حتى لا تفوت عليّ المحاضرات... ثم ماذا بعد ذلك؟... أرجع إلى البيت وقد أخذ مني التعب كل ما أخذ فأنام أو أدخل عالم الإنترنت فأضيع أوقاتي فيما لا يرضي الله من الأحاديث مع الشباب والفتيات في أمور الدنيا وعن آخر أغنية وما إلى ذلك...

وهكذا يطول الحديث حتى يؤذن لصلاة العصر، وأنا لاهية غافلة عن ذكر الله وعن الصلاة... وفي بعض الأحيان أذهب إلى الأسواق ولا تسل عن ضياع الأوقات... وكنت عند خروجي ألبس أفضل الملابس وأتعطر، وألبس أحدث الإكسسوارات والذهب، ثم أرجع إلى البيع ومن ثم أنام وهكذا كانت تفوتني الصلوات كثيرًا غفر الله لي ما سلف من تقصير.. ولم يكن ذلك عن سوء نية من جانبي ولكنها الغفلة الشديدة التي تعاني منها كثير من الفتيات... وكل هذا بسبب قلة النصح والتوجيه.. وهنا أوجه لفتة إلى أخواتنا الملتزمات أين دوركن المرجو لإنقاذ أخوات لم يحظين بمن يأخذ بأيديهن إلى طريق الهداية...

وأذكر ذلك اليوم الذي جاءتني فيه من دليل المهتدين رسالة "أخاطب فيك إيمانك" وكذلك "رسالة إلى عابرة سبيل" وفيهما خطاب موجه إلى المرأة المسلمة، وأن الإيمان والحياء شيئان متلازمان، وفيهما أيضًا توجيهات قيمة حول الحجاب وشروطه والتحذير مما يسمى بعباءة الزينة والتي لا تمت إلى الحجاب الشرعي بصلة، والتي تحتاج إلى عباءة أخرى لتسترها.. وفعلًا اندمجت في قراءتها وفعلًا أحسست بشيء من الضيق في قلبي لا أعرف ما هو بالضبط.. المهم أخذت أقرأ جميع ما يصلني من رسائل، وتأثرت كثيرًا فأخذت أفكر، وأسترجع في ذاكرتي ماذا كنت أفعل...

أنَّبَنِي ضميري كثيرًا فقلت لنفسي: هل هذه المحاضرات وهل هذا التفوق سينفعني في الآخرة؟.. كيف أترك الصلاة حتى لا تفوتني المحاضرات.. كيف أقضي العمر في اللهو وفيما لا ينفع؟.. ماذا سأستفيد؟.. ماذا سيكون مصيري في الدنيا والآخرة؟.. عذاب!! فقررت في نفسي أن أترك ما كنت أفعله في الماضي.. فعلا بدأت بترك الأمور الخاطئة وصرت أتجنبها، وبدأت أحافظ على جميع الصلوات في وقتها، ولا أتأخر عن أي صلاة حتى ولو فاتتني المحاضرات أو أي شيء آخر يلهيني عن الصلاة... ثم عاهدت نفسي بأن أسير في الطريق الصحيح، وأن أترك متاع الدنيا، وأن أنتبه إلى عمري والسنوات التي ضاعت بلا فائدة...

والآن ولله الحمد أصلي جميع الصلوات، وأحافظ على قراءة القرآن... وابتعدت عن كل ما يلهيني، وتركت سماع الأغاني، والذهاب إلى الأسواق، وتخليت عن عباءة الزينة إلى الحجاب الساتر كما أراده الله... لا كما يريده أصحاب الأزياء والموضة...

فعلا جزاكم الله ألف خير على هذه الرسائل الإلكترونية التي غيرت الكثير، غيرت الكثير من أصحاب النفوس الضعيفة. وهذه ليست قصتي وحدي.. وإنما الكثير من الفتيات اللاتي أرسلت لهن هذه الرسائل فعلًا... تغيرن كثيرًا... وجزاكم الله ألف خير.

تحياتي/ أختكم عائشة- قطر

 ذلك من فضل الله([7])

شاب في السابعة والعشرين من عمره... يسلك طريق التوبة بعد قراءة مجموعة من رسائل دليل المهتدين.. ولا شك أن ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم..فلنستمع إليه يروي حكايته بنفسه عن نفسه... يرويها بدموع التائبين والمستغفرين:

إلى الإخوة القائمين على هذا العمل المبارك... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فلقد علَّمنا ديننا الحنيف أن نقول للمحسن: أحسنت، ولمن أسدى إلينا معروفًا أن نقول له: جزاك الله خيرًا، فجزاكم الله خيرًا على ما قدمتموه لي.

أنا أستخدم الإنترنت لغرض التجارة والاستثمار... وأقضي في ذلك جل وقتي سواء أكان ذلك أثناء العمل أم في المنزل... أما الصلاة فتارة في المسجد وتارة في البيت أو لا أصليها والعياذ بالله... وأحيانًا تكون هناك علاقة بين الصلاة وبين حركة الأسهم والعملات العالمية!!! بمعنى أنه إذا قررت الصلاة في المسجد فذلك لخسارة خسرتها في إحدى الصفقات...

وفي أحد الأيام تلقيت رسالة إلكترونية من دليل المهتدين.. يستأذنونني في إرسال موضوعاتهم على بريدي الإلكتروني، وأبديت الرغبة في ذلك.

وما هي إلا أيام قليلة حتى استلمت الرسالة الأولى فقرأتها واستحسنتها. وبعد أسبوع تقريبًا استلمت رسالة أخرى وأعجبتني كالأولى... فقررت إعادة إرسالها إلى أصدقائي المسجلين في قائمة المراسلات لدي، وكنت في السابق يا إخواني أرسل لأصدقائي هؤلاء قائمة تحتوي على عناوين مواقع محرمة لا تحجب بعد من قبل مقدمي خدمة الإنترنت لدينا، وكنت أقوم بذلك بشكل أسبوعي تقريبًا (أسأل الله أن يغفر لي ما سلف وأن يتداركني برحمته)...

وبعد توالي الموضوعات على بريدي وقراءتها بتمهل وروية... أحسست بالخجل من نفسي لما كنت أفعله من تقصير في الصلاة عمومًا، وفي الصلاة مع الجماعة خصوصًا وارتكابي بعض المعاصي التي حرمها الله علينا.

فبدأت مع نفسي جلسات محاسبة وكانت عبارة عن حديث مع النفس دام لعدة أيام. فبدأت بالأهم وهو الصلاة، وصلاة الفجر تحديدًا. فعجبت من نفسي ومن تقصيري، كيف أنني أقوم من النوم للذهاب إلى العمل في الوقت المحدد، وأصلي الفجر بعد شروق الشمس، وإذا لم يكن لدي وقت للصلاة؛ صليت الفجر قضاءً مع الظهر!!! وكنت أظن بأن صلاة الفجر في المسجد لا يؤديها إلا من بلغ به التقوى والصلاح مبلغًا عظيمًا، ونسيت بأنها فرض على كل مسلم وأمر مفروغ منه أصلًا.

وفي ليلة من الليالي عزمت على صلاة الفجر في وقتها جماعة مع المسلمين، فتوضأت قبل أن آوي إلى فراشي... وقرأت بعد ذلك آية الكرسي ثم المعوذتين ثلاث مرات، وأتبعتها بأذكار النوم الصحيحة الواردة عن المصطفى - صلى الله عليه وسلم -.

دقت الساعة، وقمت من فراشي نشيطًا فتوضأت للصلاة واتجهت إلى المسجد... وما إن دخلت المسجد قلت: ما شاء الله؛ لأنني رأيت معظم أهل الحي، ولم يتخلف عن الصلاة إلا القليل، فقلت لنفسي: كيف ترضى بأن تكون مع الخوالف!!! وبعد الصلاة وطوال اليوم شعرت بأن صلاة الفجر في المسجد هي كالوقود الذي يتزود منه الإنسان كل يوم في بداية يومه، فإذا صليت الفجر جماعة مع المسلمين؛ فلا يمكن أن أفرط في الصلوات الأخرى في المسجد، فأصبحت -ولله الحمد والمنة- أحافظ على الصلوات الخمس جماعة في المسجد.

وكنت وأنا ذاهب أو عائد من العمل؛ أستمع لشيء من الأغاني عبر بعض القنوات الإذاعية، أما الآن ومن غير سابق إنذار لم تعد أذني تستسيغ أو تطيق سماع ذلك الإثم، واستبدلت بها سماع الذكر الحكيم، والحمد لله رب العالمين. حتى أهلي لاحظوا تغييرًا في مزاجي، فلقد كنت حاد المزاج سريع الغضب، أما الآن ولله الحمد تراني هادئًا مطمئن القلب والمزاج.

لقد حصل كل هذا في أقل من شهر، وأسأل الله الثبات. وأحببت أن أخبركم وأسأل الله لكم الأجر. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

راشد بن محمد -الخُبر- المملكة العربية السعودية

* * *


 ماجستير من كلية الإلهيات ومؤهل لأن يكون قسيسًا([8])

كان داعية في إحدى غرف المحادثة وهي غرفة خاصة لدعوة غير المسلمين، وكان في الغرفة وحده، وقد أصابه الملل فشغل نفسه بما ينفع حتى يأتي أحد للغرفة، وفي هذه الأثناء دخل الغرفة-طبعًا نعني- غرفة المحادثة شاب وسأل المساعدة، وكانت عينا الداعية منصرفة عن الشاشة ولذلك لم ينتبه له أو يرد عليه! فانصرف الرجل ثم عاد بعد قليل للغرفة، ولازالت عينا الداعية بعيدة عن الشاشة فطلب المساعدة فلما لم يجبه أحد؛ انصرف نهائيًّا!

في هذه الأثناء التفت الداعية إلى الشاشة، ووجد مناشدات الرجل، ولكن بعد فوات الأوان، وبطريقة بسيطة استطاع الداعية الحصول على الرجل في غرفة محادثة أخرى، واعتذر له وقال له: تفضل هل تود أن أساعدك ففرح الرجل فرحًا شديدًا وقال للداعية هل أنت مسلم؟ فقال نعم والحمد لله. فازداد فرحه وقال أنا رجل أمريكي وعمري 36 عامًا، عندي شهادة الماجستير من كلية الإلهيات ومؤهل لأن أكون قسيسًا ولكني حقيقة أجدني كلما تعمقت في ديني؛ ازدادت شكوكي وشعرت بتناقضات عميقة بداخلي، فصرت أبحث عن دين غير النصرانية فلم أترك ديانة مشهورة إلا وقرأت عنها وفيها حتى وجدت الإسلام، وقرأت عنه الكثير وختمت القرآن بالترجمة وتوصلت إلى أنه هو دين الله -تعالى- الحق وهو دين الفطرة.

والطلب الذي أريده منك هو هل تقبلونني في دينكم؟ وهل هناك خطوات يجب عليّ أن أقوم بها؟ وكيف أُسْلِم؟ قال الداعية: أنا في الحقيقة لما كنت أكلم الرجل كانت الساعة الثانية ليلًا وكنت لا أرى يدي وهي تكتب من النعاس ولكني لما قرأت كلام الرجل؛ طار النوم من رأسي وقلت له: حياك الله يا أخي الجديد، والموضوع بسيط جدًّا.

أولا: سؤالك أن نقبلك أم لا هذا ليس له وجود في ديننا يعني حياك الله، ومن تقرب إلى الله شبرًا؛ تقرب الله إليه ذراعًا، وأما كيف تسلم؛ فما عليك إلا ترديد وقراءة ما أكتبه بلسانك وقلبك. ثم كتب الداعية له الشهادة وترجمة لها بالإنجليزية وعلمه بعض الأمور التي يحتاجها من دخل في الإسلام؛ كالغسل وحلق الشعر وتغيير الملابس إن كان أصابها نجاسة، وطار الرجل فرحًا بما سمع وأعلن الشهادتين والحمد لله، ثم ذهب إلى أحد المراكز الإسلامية وتابعوا معه الموضوع، وقد أرسل للداعية رسالة بخبره باسمه الجديد هو: إيمان أسد، وصارت بينهما مراسلات، والحمد لله تعالى على البريد.


 قالت وهي تبكي: وأشهد أن محمدًا رسول الله!([9])

راسلتني منذ بضعة أسابيع.. مبدية رغبتها في التعرف على الإسلام.. وأنها تبحث عن الحقيقة..

جينفر.. فتاة كندية في الثامنة عشرة من عمرها.. ولكن ليست كبنات جيلها من الكنديات.. بل وإن شئت قل والكثير من العربيات في مجتمعاتنا المستغربة.. فقد شعرت أن للحياة غرضًا وهدفًا.. وأن الحقيقة هي مطلب كل إنسان.

بدأنا محاولة تعريفها على جوانب من الإسلام، وكان هناك شخص آخر أيضًا يساعدها وهو الذي دلها على موقعنا..

فتحدثت معها عن القرآن الكريم ذلك الكتاب المعجزة التي تثبت للعالم كله أن الإسلام هو دين الله الحق. فالقرآن لم يتعرض لتحريف منذ أكثر من 1400 عام.. ونسخة القرآن في مصر هي ذاتها في أمريكا والصين واليابان.

وحدثتها عن تلك الحقائق العلمية التي وصل العالم لها بعد تحقيق مستويات غير عادية في وسائل التكنولوجيا والعلوم الحديثة وباستخدام وسائل البحث العلمي المعقدة.. بينما قد كانت هذه الحقائق موجودة في كتاب الله منذ أن أرسل الله محمدا - صلى الله عليه وسلم - في صحراء مكة.

وأخبرتها عن التحدي الذي تحدى الله -تعالى- به أهل جزيرة العرب.. بأن يأتوا بمثل هذا القرآن مع أنهم فطاحل اللغة وفرسان الكلمة.. ومع ذلك عجزوا للدلالة على عظمة هذا الكتاب..

ومرّت الأيام وهي يومًا بعد يوم تسأل عن الإسلام.. وتتعرف على جانب.. حتى أني ذلك اليوم بدأ سؤال عن أعياد المسلمين؛ فأجبت عليها وشرحت لها كيف يحتفل المسلمون بالأعياد مثل: عيد الفطر وعيد الأضحى..

وتوقفت عن المحادثة برهة.. ثم قلت لها: ألم يحن الوقت بعد؟

قالت: بلى.. فسررت أشد السرور لإجابتها.. ولكن أرادت التأكيد..

فقلت لها: أقصد تدخلي في الإسلام!

قالت: نعم.. أعرف..

قلت لها والفرحة تغمر قلبي المتراقص حمدًا لله: الآن؟!

قالت: نعم

فقلت: هي تسمحين برقم هاتفك..

فأعطتني الرقم.. وسارعت بالاتصال..

قلت لها: لقد شرحت لك من قبل كيف تدخلين في الإسلام.. والآن بقي التنفيذ... وشرحت لها معنى الشهادتين باللغة الإنجليزية ثم قلت لها: رددي ورائي..

أشهد... أن... لا... إله... إلا... الله..

فرددتها والصوت يميل شيئًا فشيئًا للانكسار.. فاستطردت قائلًا لها.. وأشهد أن محمدا رسول الله..

فقالت بصوت يميل أكثر وأكثر للانكسار.. حتى أخذت تبكي بصوت عال..

قلت لها: ما يبكيك.. أحزينة أنت؟

قالت: إنها ليست دموع حزن..

فقلت لها: فلماذا تبكين إذن.. والله إنك الآن لفي خير عظيم.. لقد اختارك الله -سبحانه وتعالى- للإسلام من بين ملايين البشر الذين تركوا الإسلام.. ومن المسلمين الذين تركوا الالتزام بدينهم.. فعلام البكاء؟

قالت لي وهي مستمرة في البكاء: لا أعرف.

فوضحت لها كيف أن الله -سبحانه وتعالى- قد أكرمها بهذه النعمة.. وأنه قد غفر لها كل ما كان منها قبل الإسلام.. وطلبت منها أن تدعو الله لي أن يغفر لي ذنوبي.. وتركت السماعة على وعد أن تبدأ تعلم الصلاة إن شاء الله عبر الإنترنت حتى يتسنى لها مقابلة جالية إسلامية في مدينتها تعلمها الصلاة.

وبعد مضي فترة.. جاءت مرة أخرى للحوار فسألتها: لماذا كنت تبكين؟ فقالت: لا أدري فعلًا.. لا أستطيع أن أعرف لماذا بكيت.. لقد كان شعورًا غريبًا.. فقد شعرت بالسعادة في قلبي.. شعرت بالأمان والحب.. وشعرت أن الإسلام هو الحقيقة..

والله تألمت لأن الكثير منا قدم حرم من هذه المشاعر.. بل قد يقرؤها فلا يصدقها وهي الحقيقة.. فالله -سبحانه وتعالى- جعل القرآن شفاء للقلوب من كل سقم.. وجعل الإسلام علاجا لمشاكل البشرية.. فما أعجب تلك الأحاسيس الصادقة حينما تتجلى في صدور المسلمين الجدد..

 أخيرًا وجدت السعادة([10])

أنا فتاة إنجليزية في الثامنة والعشرين من عمري، وأعيش في مصر وأعمل كمدرسة لغة إنجليزية لفترة تصل إلى سنة الآن.

أحد أسباب مجيئي إلى هنا هو تشوقي واهتمامي بمعرفة المزيد عن الإسلام، مع أني لم أحلم ولم أتخيل يومًا بأن الأمر سينتهي بي إلى اعتناق الإسلام، في ذلك الوقت كنت أنتمي للبروتستانت، ولكني في الحقيقة كنت منقطعة عن الذهاب إلى الكنيسة لعدة سنوات، كما أني لم أحس بالحاجة حقًّا للانتماء إلى "دين منظم"، ولكنني الآن وبعد أن أمضيت عدة أشهر هنا، بدأت أرى الأمور بشكل مختلف تمامًا... لا أذهب لمكان قبل ورأي كيف أن الدين يشكل مكانة مهمة وكبيرة في حياة البشر كما وجدتها هنا...

كنت متأثرة جدًّا بالقوة والسعادة التي يستمدها ويجدها طلابي في الإسلام. كنت أيضًا متيمة بالنعمة والجمال الذين رأيتهما في صلاة المسلمين، كنت أشاهد المسلمين وهم يصلون، وبدأت أحس بالغيرة بأني لا أنتمي إلى هؤلاء القوم....

قررت بأن عليَّ إيجاد كل ما يمكنني إيجاده عن الإسلام، فصرت أقرأ كل ما يقع تحت يدي، بما في ذلك ترجمة إنجليزية للقرآن الكريم.

ثم كنت على اتصال بموقع السنة الإسلامي، وجاءني منهم رد ساعدني كثيرًا، لم أكن بعده في حاجة لمزيد من الإقناع، والحمد لله نطقت بالشهادتين، وأعلنت إسلامي منذ ستة أسابيع تقريبًا في جامع الأزهر بالقاهرة...

لاشك أني أواجه صعوبات عدة في بداية إسلامي، كتغيير لباسي، والمحافظة على الصلوات الخمس، التي أتعلمها ببطء، ولكنها صارت أسهل بمضي الوقت، كذلك فإني مازلت أخفي الأمر عن والدي، وقررت أن أؤجل الأمر إلى أن أسافر إليهما بدلًا من إخبارهما بالهاتف.

وإلى الآن لم أخبر زملائي المدرسين في المدرسة وهم بالمناسبة أجانب جميعهم، وذلك لأن مشاعر العداء والكره للإسلام هي التي تسود غرفة هيئة التدريس، وعلى قدر ما أخجل من نفسي لإخفائي أمر إسلامي، على قدر ما أخشى رد فعلهم، أدري أني لن أبقي هذا الوضع للأبد، ولكنني فقط أصلي لله أن يمنحني القوة للتعامل مع السخرية وعدم القبول الذين عليّ مواجهتهما.

أختكم/ آنا

 وأشرق الإسلام في قلب صوفيا([11])

لاشك أن التوحيد هو اختيار كل من يستخدم عقله في معرفة حقائق الأشياء وهذا بالفعل ما حصل مع صوفيا الفتاة البريطانية التي تبلغ من العمر 15 عامًا.. استخدمت صوفيا عقلها وأبحرت في فضاء الإنترنت تبحث عن الحقيقة.. حقيقة الموجودات وما أصلها وما هي نهايتها.. حتى وجدت ضالتها في المواقع الإسلامية، وعندما بلغت درجة اليقين، أخبرت زملاءها في منتدى الحوار الإسلامي.

أخبرتهم بأنها تنوي الدخول في الإسلام ولكن لا تعرف كيف.. وخصوصًا أنه لا يوجد حولها مسلمون ولا مساجد.. فأخبرها المتحاورون معها بأنها لابد أن تنطق الشهادتين أمام شهود مسلمين، وبما أنه لا يوجد في مدينتها مسلمون فسيكون المتحاورون معها هو الشهود، وبالفعل قامت صوفيا بطباعة لا إله إلا الله، محمد رسول الله على شاشة الكمبيوتر ونطقتها وهي تطبعها.. فوصلت ردود المتحاورين جميع يردون.. الله أكبر.. الله أكبر.. الحمد لله.. هكذا أشرق الإسلام في قلب صوفيا كما أشرق في قلوب الكثيرين غيرها من ذوي العقول الناضجة..

 كيف تدعو إلى الله تعالى عبر الإنترنت...

أخي العزيز أختي العزيزة بعد قراءتكم لهذه القصص التي تمثل جزءًا بسيطًا من قصص أكثر في عالم الإنترنت المترامي والتي لم تصل بعد إلى مسامعنا... ألم تأخذكم الحمّية لنصرة دين الله؟!! فباب الخير مفتوح على مصراعيه، والوسيلة غاية في السهولة... جهاز حاسوب، واشتراك إنترنت مع قليل من الهمة والعزيمة سوف تؤدي المطلوب بإذن الله.

لذا سنستعرض لكم فيها بقي من هذا الكتاب بعضًا من الوسائل والأفكار المفيدة للدعوة إلى الله عبر الإنترنت نسأل الله أن ينفع بها.

أولًا: إنشاء موقع إسلامي للدعوة إلى الله تعالى:

وهذه من أنفع الوسائل وأكثرها فائدة، وقد لمسنا أهميتها في موقع السنة الإسلامي([12]) ذي اللغات العالمية. فيصل عبر الموقع الكثير جدًّا من الرسائل للراغبين في الدخول في الإسلام، ويسألون عن كيفية ذلك ومتطلباته، أو من المسلمين الراغبين في إجابة على أسئلتهم واستفساراتهم الدينية، ويقوم على الموقع -والحمد لله- مجموعة خيرة من الشباب السلفي المحصن بالعلم الشرعي، واللغة القوية سواء الإنجليزية أو الفرنسية أو الأسبانية أو الألمانية... وتكمن أهمية هذه الوسيلة في كون الموقع الإسلامي عبارة عن مكتبة كبيرة وغنية جدًّا بالمعلومات عن الإسلام معروضة بالمجان للملايين من البشر، وبلغات مختلفة يطلع عليها الناس في أي زمان أو مكان.

ويكفيك أن أحد المواقع يتضمن في محتواه 124 ألف حديث نبوي، وآخر يتضمن ترجمة لكتاب الله -تعالى- بسبع لغات عالمية وموقع آخر يتضمن في محتوياته 4000 آلاف فتوى لهيئة كبار العلماء في السعودية، وموقع آخر يتضمن ما يزيد على 900 شريط إسلامي بمختلف اللغات ولكثير من العلماء والدعاة كالشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله والشيخ ابن عثيمين والإمام الألباني رحمه الله وغيرهم.

ثانيًا: إنشاء موقع على الإنترنت متخصص في عرض عناوين المراكز الإسلامية، والمساجد المشهورة، والمكاتب الدعوية التي تهتم بنشر الإسلام الصحيح، وإمكانية البحث عن أقرب مركز للباحث في الموقع حيث يضع عنوانه، ويقوم الموقع بالبحث وإعطائه عنوان أقرب مركز له، أو خارطة للوصول إليه، كما أن هذه الفكرة مطبقة بالنسبة للمراكز الإسلامية في أمريكا وكندا([13]).

ثالثًا: إنشاء موقع على الإنترنت يكون بمثابة مشروع ترجمة للكتب الإسلامية والأشرطة، حيث يدعى له الإخوة المتطوعون ممن يجيدون اللغات الأخرى، ويختار كل منهم الكتاب الذي يرغب في ترجمته، كما يمكن للإخوة المتطوعين أن يسهموا في مساعدة إخوانهم لترجمة بعض الرسائل الدعوية البريدية أو البطاقات الدعوية أو حتى بعض الصفحات والعبارات لمواقعهم الدعوية.

رابعا: إنشاء موقع إسلامي متخصص في ألعاب الأطفال الإسلامية على الشبكة وبلغات مختلفة، وذلك لندرة المواقع الإسلامية التي تهتم بالطفل المسلم حتى يتعلموا أمور دينهم من المصادر الشرعية الأصلية، ويتميز الموقع بالأصوات والألوان والحركات الجذابة للأطفال كما يتميز -أيضًا- بخلوه من المحاذير الشرعية.

خامسًا: إنشاء موقع إسلامي متخصص في عرض المطويات والنشرات الإسلامية بلغات مختلفة حيث إنه بوضع النشرات -ولو كان وضعها على هيئة صور وليست نصوصًا- تؤدي خدمة دعوية رائعة وعظيمة النفع، فهي تمكن المسلمين والدعاة في مشارق الأرض ومغاربها من تحمليها من الإنترنت وطباعتها منع حفاظها بروعة تصميمها وألوانها الجذابة وطريقة عرضها المؤثرة وقبول النفس لها؛ لأنها مختصرة الكلمات والمضمون، وحيث إن توزيع المطويات أقل تكلفة من الكتب، وأسرع انتشارًا، وأسهل في العرض، وأدعى للقراءة.

كما يمكن أن يضاف لها عناوين المواقع الإسلامية على الإنترنت التي تعرض الإسلام عرضًا صحيحًا، وتجيب على السائلين عنه، وتتابع الراغبين فيه، وأحوال المسلمين الجدد.

سادسًا: الدعوة إلى الله -تعالى- عبر الحوار مع الآخرين في الإنترنت، وهذه وسيلة طيبة جدًّا وثمارها كبيرة أيضًا ويكفي أن تعلم أن أحد إخواننا الدعاة قد أسلم على يديه ما يزيد عن عشرين رجلًا وامرأة من مختلف الجنسيات عبر هذه الوسيلة وفي مدة وجيزة! والحوار يكون على أشكال عديدة منها:

أ: الحوار المباشر مع الآخرين: وهذا يتم عن طريق برامج المحادثة مثل Mire أو ICQ أو البال توك Pal Talk أو برنامج الياهو ماسنجر وغيرها من البرامج العديدة التي تتيح للداعية المخاطبة المباشرة لمجموعة من الناس في وقت واحد مثلًا كأن يستخدم برامج المحادثة في تحفيز العلماء والدعاء الموثوقين باستغلال الدعوة عن طريق إلقاء الدروس، والمحاضرات التي تبث على الإنترنت، وتنظم على شكل دورات وجداول بحيث يراعى فارق التوقيت في الدول الأخرى، وأنا شخصيًّا قد تسنى لي حضور بعض المحاضرات التي تبث مباشرة على شبكة الإنترنت.

أو الحوار الذي يكون بشكل انفرادي وخاص، وقد أثمرت هذه الوسيلة فوائد لا يعلم بها إلا الله -تعالى- من تعليم الناس أمور دينهم، أو الدعوة للدخول في الإسلام.

ب: الحوار غير المباشر مع الآخرين: هناك أسلوبان مختلفان للحوار غير المباشر مع الآخرين عبر الإنترنت:

الأسلوب الأول: ساحات الحوار وتسمى بالإنجليزية Message Boards وهي موجودة في أغلب شركات البحث الكبرى مثل ياهو وألتافيزا وإكسايت وغيرها من المواقع، وفيها يتحاور الملايين من البشر بكل ما يدور في ذهن الإنسان من أمور الدين والدنيا وهي مدخل طيب للداعية للنزول إلى الناس ودعوتهم إلى الله تعالى....

الأسلوب الثاني: مجموعات الأخبار، وهي مجموعات للحوار والنقاش وتبادل الخبرات في موضوعات لا حصر لها وبالتأكيد منها الجانب الديني بكافة تفاصيله ولكافة الديانات والمعتقدات والمبادئ، وفي هذه الساحة الكثير من الحيارى والضائعين الذين يبحثون عن نور الهداية كما أن فيها أيضًا من يتعرض لدين الله -تعالى- بالكيد والطعن من الكفار، وهناك ولله الحمد بعض الطيبين ممن لهم جهود في هذا المجال.

سابعًا: استخدام البريد الإلكتروني للدعوة إلى الله تعالى: وهي وسيلة جيدة ومكملة للوسائل الأخرى فهي تتيح للداعية التواصل مع المدعوين، وهناك طرق عديدة لاستغلال هذه الوسيلة منها:

الوسيلة الأولى: المراسلة عبر البريد الإلكتروني بالطريقة العادية وهي رائعة للتواصل مع المدعوين ومراسلتهم أو لاستقبال الأسئلة والاستفسارات من الآخرين عن الإسلام وما أشبه ذلك.

الوسيلة الثانية: هناك شركات في الإنترنت تقدم خدمات بريدية بأسعار معقولة فهذه الشركات لها قوائم بريدية تتجاوز أحيانًا الخمسين مليون عنوان بريدي، ويتم الاتفاق بين هذه الشركات والداعية على مبلغ معين لتوصيل رسالة لخمسة ملايين مشترك بالإنترنت، وهذه وسيلة جيدة؛ إذا أحسن استخدامها، وأحسن ما فيها صياغة عباراتها وخصوصًا موضوع الرسالة Subject ويتم هذا أن تكون هذه الشركة التي تقوم بهذا العمل من الشركات الموثقة في هذا المجال من حيث صحة العناوين التي ترسل إليها والتزامها بذلك...

الوسيلة الثالثة: وهي مهمة جدًّا ومفيدة للغاية ومجانية وهي أن يقوم الداعية بإنشاء قائمة بريدية يضمنها عناوين بريدية من مختلف طبقات الناس، ويجتهد في ذلك إذ كلما كان عدد المنسوبين لهذه القائمة أكبر؛ زادت الفائدة المرجوة منها أكثر...

وفي هذه الطريقة يقوم الداعية بمواصلة المدعوين برسائله المفيدة، ونصائحه المثمرة فينتفع بها الناس، وتتغير هذه الموضوعات حسب المواسم والأيام، وهكذا ولعلي أضرب في هذا مثالًا واحدًا وهو أن قائمة بريدية أنشأها أحد الإخوة جزاه الله خيرًا ويبلغ عدد المنتسبين إليها أكثر من عشرة آلاف شخص قد كتب الله -تعالى- بسببها هداية كثير من المسلمين والحمد لله وهي قائمة دليل المهتدين([14]).

ثامنًا: الاستفادة من الإعلانات في المواقع الشهيرة.

الفكرة باختصار هي: الاستفادة من الإعلانات في المواقع الشهيرة مثل: (الياهو أو برنامج Pall Talk) بوضع إعلانات ودعايات للمواقع الإسلامية، أو عبارات تدعو إلى الإسلام بدل إعلانات الشركات التي تعلن عن منتجاتها، أو وضع صور النساء أو الإعلانات عن المواقع السيئة.

هذه الشركات لا تفكر إلا في المال. فلماذا لا ندفع رسومًا لشركة الياهو أو برنامج Pall Talk من أجل الإعلان عن الإسلام بصورته النقية السهلة؟

لماذا لا نكون شركة تدعو إلى الإسلام ولو لشهر واحد وندفع المبالغ المطلوبة منا؟

تاسعًا: الاستفادة من المهارات الفردية في الدعوة:

كأن يكون للشخص القدرة على الكتابة أو الرسم أو البرمجة.. فمثلًا قد يهب الله لشخص ما أسلوبًا سلسًا في الكتابة أو القدرة على محاورة الآخرين... لماذا لا يستفاد منه في المشاركة البناءة في المنتديات؟

أو قد يكون لدى شخص قدرة على استخدام البرامج الرسومية مثل: الفوتوشوب أو الفلاش فيقوم بعمل برنامج دعوي أو خلفيات لسطح المكتب، أو يصمم بطاقات دعوية.

أو قد يكون لدى شخص ما القدرة على البرمجة فيقوم بعمل برنامج حافظات للشاشة أو إضافة سكريتات لموقعه ذات أفكار جديدة ومفيدة.

عاشرًا: نشر الدعوة عن طريق البروفايل Profile والتواقيع:

البروفايل شبيهه بالسيرة الذاتية للشخص حيث يقوم بتعبئتها عندما يسجل في بريد إلكتروني جديد.. فبدل من أن يقوم بإدخال بيانات عشوائية.. يقوم بإدخال معلومات عن الإسلام وروابط لمواقع إسلامية مثلًا فيأتيها عدد ليس بقليل مثل ما فعل هذا الأخ http://profiles.yahoo.com/a....islam.

أما بالنسبة للتواقيع فيا حبذا لو يتم تذييل التوقيع بحديث أو موعظة أو ذكر معين مثل كتابة "سبحان الله وبحمده" فكم من الأجر العظيم الذي سيعود على صاحبه بإذن الله؟!

حادي عشر: نشر الكتب الإسلامية الإلكترونية في مواقع الكتب الإلكترونية العالمية ووضع روابط فيها للمواقع الإسلامية الصحيحة، ويمكن كذلك وضع الكتب بصورة غير مباشرة كأن يكون الكتاب أصلًا في مجال الطبخ العربي، ومن ثم يبين أن بعض المكونات للطعام لا تستخدم عند المسلمين؛ لأن الإسلام جاء بما فيه الخير والنفع للناس وجاء بدين كامل ناسخ.. ثم وضع روابط لمزيد من التفاصيل عن الإسلام.

ثاني عشر: دعم المواقع الإسلامية:

وذلك قد يكون إما دعمًا معنويًّا كأن تقوم بزيارة الموقع بشكل دوري، أو تخبر الغير عن الموقع، أو تسهم في إثراء المنتديات بالكتابات الهادفة، والأفكار الجديدة، أو حتى تسهم بالإشراف على الموقع أو المنتديات فيها.

أو قد يكون دعمًا ماديًّا فيدخل ذلك من باب الصدقة الجارية بإذن الله فقد قال - صلى الله عليه وسلم - «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: -وذكر منها- صدقة جارية أو علم ينتفع به» والأمثلة على ذلك كثيرة.

نذكر لكم بعضًا من المواقع المهمة والتي تحتاج إلى الدعم المادي... مثل موقع الإسلام اليوم للشيخ يوسف إيستس الراهب المشهور الذي تحول إلى الإسلام وهو الآن عضو فاعل في الندوة العالمية للشباب الإسلامي، ويمكنك الاطلاع على قصة إسلامه الرائعة من موقعه الإسلام اليوم.

www.todayislam.mom

موقع لها أون لاين للدكتورة رقية المحارب.

www.lahaonline.com

موقع إذاعة طريق الإسلام

www.islamway.com

موقع أعمال الخير لفضيلة الشيخ محمد المنجد

www.workforislam.com

موقع السنة

www.al-sunnah.com

هذا وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين...



([1]) المذهب الدرزي مذهب ضال يؤمن بتناسخ الأرواح.

([2]) شبكة آفاق http://www.aafaq.com

([3]) ترجمة بتصرف من موقع شبكة الإسلام http://islamweb.net/

([4]) ترجمة بتصرف من موقع شبكة الإسلام http://islamweb.net.

([5]) المذهب الدرزي مذهب ضال يؤمن بتناسخ الأرواح.

([6]) من موقع واحة الإسلام http://www.wahaweb.com

([7]) موسوعة القصص الواقعية /http://www.gesah.net

([8]) من موقع السنة الإسلامي /http://www.al-sunnah.com

([9]) من موقع إذاعة طريق الإسلام /http://www.islamway.com

([10]) موقع صيد الفوائد http://www.saaid.net/

([11]) من موقع واحة الإسلام /http://www.wahaweb.com

([12])موقع السنة http://www.al-sunnah.com

([13]) مثل هذا الموقع http://www.islamicfinder.org

([14]) عنوان قائمة دليل المهتدين http://groups.yahoo.com/group/daleel/