×
قصص للعفيفات: رسالةٌ تحتوي على مجموعةٍ من القصص ذات العِبَر والعِظات، وهي تدور - في مُجمَلها - حول صِنفَين من النساء: الأول: من تمسَّكَت بحيائها وعفافها وطُهرها في مواطن الفتنة، وهذه هي القُدوة للنساء. الثاني: من سقطَت عند أول بارقةٍ من فتنةٍ، فباعَت حياءَها وشرفَها وعِفَّتَها بشهوةِ ساعةٍ، وهي التي ينبغي الحذرُ من سلوك سبيلها والسقوط في مُستنقعِها.


    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد:

    أختي المسلمة: هذه مجموعة من القصص ذات العبر والعظات، وهي في مجملها تدور حول صنفين من النساء:

    الصنف الأول: من تمسكت بحيائها وعفافها وطهرها في مواطن الفتنة ، ولم تستسلم لداعي الشهوات والغرائز ، فأصبحت مثالاً للشرف والعفاف والفضيلة، وهذه المرأة ينبغي على النساء والفتيات الاقتداء بها ، والتعلم منها ، والنهل من معين طهرها وعفافها.

    والصنف الثاني: من سقطت عند أول بارقة من فتنة ، فباعت حياءها وشرفها وعفتها بشهوة ساعة ، فندمت حيث لا ينفع الندم، وزلت بها القدم، وأصبحت مثالاً للمرأة السوء التي لا أمانة عندها ولا شرف ، وهي من نحذر نساءنا وفتياتنا من سلوك سبيلها والسقوط في مستنقعها.

    أختي المسلمة الطاهرة العفيفة ! لست وحدك في الميدان ، بل إن هناك آلافاً غيرك اخترن الطريق نفسه ، وفضلن حياة العفة والطهر على حياة العبث والشهوات وتجارة الأعراض.

    ومن هؤلاء نساء غربيات ولدن في مجتمع يرى الانحلال والمجون والعري حضارة ومدنية وحرية شخصية. وعلى الرغم من ذلك فقد واجه هؤلاء الأخوات هذا الواقع المرير، وتصدين له بكل قوة وحسم، وأبين إلا ارتداء ملابس الطهر والعفاف وسلوك سبيل المؤمنات الصالحات ، وتحملن في سبيل ذلك نظرات السخرية والاستهزاء ، وكل ألوان الأذى والاضطهاد.

    فأبشري أختاه وأملي خيراً، وحيائك وعفافك، واصرخي في وجه أعداء العفاف ودعاة تحرير (إفساد) المرأة قائلة:

    بيد العفاف أصون عز حجابي

    وبهمتي أسمو على أترابي

    وفكرة وقادة وقريحة

    نقادة قد كملت آدابي

    ما ضرني أدبي وحسن تعلمي

    إلا بكوني زهرة الألباب

    ما عاقني خجلي عن العليا ولا

    سدل الخمار بلمتي ونقابي

    1- صديق الزوج

    تسلط على هاتف منزلي شخص يتصف بالنذالة والخسة.. كان يتمنى أن أقيم معه علاقة آثمة.. ولكني كنت أنهره وأسبه.. وأحياناً كنت أغلق السماعة في وجهه دون أن أكلمه..

    لما يئس مني تعمد إفساد حياتي الزوجية وتدميرها.. فكان يتصل في حال وجود زوجي بالمنزل.. وبمجرد رفع زوجي للسماعة يغلق الخط فوراً..

    هاجمت زوجي الشكوك والظنون .. وتحولت حياتنا بسبب ذلك إلى نفور ثم قطيعة .. أصعب شيء على المرأة أن تحس بأن زوجها لا يثق بها..

    استشار زوجي أحد أصدقائه المخلصين في شأني.. وكان جريئاً في كذبه وباطله.. فقال له: لقد سمعنا كثيراً عن علاقات زوجتك المشبوهة.. ولكننا لم نخبرك بذلك حرصاً على حياتك الزوجية.. وأملا في رجوعها إلى طريق الاستقامة.. بعد ذلك وصلت حياتنا الزوجية إلى جحيم لا يُطاق .. ذهبت إلى زوجي.. وفي لحظات ساكنة أقسمت له أنني بريئة من هذا الكلام.. وأن صديقه كاذب ومفتر.. بدا الشك يدب في قلب زوجي تجاه كلام صديقه.. فقرر الكشف عن رقم هذا الذئب.. وذلك عن طريق الاشتراك في خدمة كاشف الرقم.. ولكنه لم يخبر أحداً... وكانت المفاجأة المذهلة.. فلم يكن هذا المعاكس سوى صديقه الذي استشاره في أمري.. وهو الذي يحاول الاعتداء على حرمات بيته.. وانتهاك عرضه.. ويحاول إفساد حياتنا الزوجية.. وهدم بيتنا الذي بنيناه بالحب والإخلاص.

    2- دمار فتاة

    الشاب: آلو.

    الفتاة: نعم.

    الشاب: دقيقة من فضلك .

    الفتاة : ماذا تريد؟

    الشاب: أنا أعيش القلق والتفكير في المستقبل.

    الفتاة: خيراً ماذا بك؟

    الشاب: الواقع أنني أريد فتاة أبني معها حبل المودة.. ثم يكون الزواج في المستقبل. .

    الفتاة: وأنا كذلك لو أجد شاباً صدوقاً.

    الشاب: قد وجدت ما تريدين .

    الفتاة: ولكني لا أعرفك.

    الشاب: يصف نفسه.

    مكالمة أخرى:

    الشاب: حقيقة أن القلوب تآلفت ولم يبق إلا الزواج.

    الفتاة: نعم وسأمتنع عن جميع من يخطبني.

    الشاب: نريد أن نلتقي ولو مرة واحدة.

    الفتاة: ولكن اللقاء صعب وأخاف.

    الشاب: لابد من اللقاء و إلا فلن يتم الزواج .. وتم اللقاء .. وقعت المأساة.

    مكالمة أخرى:

    الفتاة: لقد خدعتني بلقاء برئ فأوقعتني في مصيبة..

    الشاب: وماذا تريدين الآن؟

    الفتاة: أريد استمرار الحب والاستعداد لبناء عش الزوجية.

    الشاب: ولكن ليس فيك ما يعجبني.

    الفتاة: (تبكي وتنتحب) ولكن بعدما أوقعتني؟!!

    الشاب: الرجاء قطع المكالمات فأنا لا أرغب في الزواج من فتيات الهاتف.

    الفتاة: بكاء.. بكاء.. بكاء.. ويقطع الاتصال. [كشكول الأسرة].

    3- قمة الطهر والعفاف

    يقول أحد الدعاة: كنت في رحلة دعوية إلى بنجلاديش مع فريق طبي أقام مخيماً لعلاج أمراض العيون.. فتقدم إلى الطبيب شيخ وقور.. ومعه زوجته بتردد وارتباك. ولما أراد الطبيب المعالج أن يقترب منها.. فإذا بها تبكي وترتجف من الخوف.. فظن الطبيب أنها تتألم من المرض.. فسأل زوجها عن ذلك.. فقال وهو يغالب دموعه: إنها لا تبكي من الألم .. بل تبكي لأنها ستضطر لكشف وجهها لرجل أجنبي! . لم تنم ليلة البارحة من القلق والارتباك .. وكانت تعاتبني كثيراً .. أو ترضى لي أن أكشف وجهي؟! وما قبلت أن تأتي للعلاج إلا بعد أن أقسمت لها أيماناً مغلظة بأن الله –تعالى- أباح لها ذلك للاضطرار.. والله تعالى يقول: }فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ{ [البقرة:173].

    فلما اقترب منها الطبيب نفرت منه.. ثم قالت: هل أنت مسلم؟ قال: نعم والحمد لله!! .. قالت : إن كنت مسلماً... فأسألك بالله ألا تهتك ستري – تعني غطاء وجهها – إلا إذا كنت تعلم يقينا أن الله أباح لك ذلك..!!

    أجريت لها العملية بنجاح.. وأزيل الماء الأبيض.. وعاد إليها بصرها بفضل الله تعالى .. حدث عنها زوجها أنها قالت: لولا اثنتان لأحببت أن أصبر على حالي .. ولا يمسني رجل أجنبي : قراءة القرآن . وخدمتي لك ولأولادك.. [مجلة البيان].

    4- درس من أمريكية

    قدم ذاك الشاب العربي إلى ولاية أوهايو الأمريكية.. وكان بصحبته زوجته المحتشمة بالحجاب.. ولكن لم تمض إلا أيام حتى انصهرت هذه المرأة في نمط الحياة الغربي.. وأعجبت وانبهرت بحرية الفتاة الغربية المزعومة .. فألقت غطاء وجهها أولاً.. ثم انتهى بها الأمر بخلع الحجاب كاملاً.. تبع ذلك حرصها على لبس بنطال الجينز والقمصان فاقعة اللون. لقد صارت عربية الدم غربية الشكل..

    وفي أحد الأيام..دخلت هذه المرأة أحد الأسواق .. وبينما هي في محل تجاري.. إذا بها ترى امرأة متحجبة حجاباً كاملاً. فأرادت أن تسخر منها .. وتزدري تمسكها بالحجاب في بلاد الحرية كما يزعمون.. فقالت بلهجة متهكمة: حجاب هنا!!.. دعينا من هذا التخلف .. فالتفتت إليها تلك المرأة المتحجبة ولم ترد عليها.. فكررت سخريتها .. ولم تجبها تلك المرأة بشيء إلا أنها قالت باللغة الإنجليزية عفواً لا أعرف اللغة التي تتكلمين بها أنا أمريكية.. فتعجبت المرأة العربية من لبسها الحجاب.. فقالت تلك المرأة الأمريكية المسلمة بلهجة واثقة: اسمعي.. أنا أمريكية عشتُ العري والخلاعة أصالة.. وأعرف تماماً ماذا جلب لنا العري من بلاء.. ولكن أحمد الله أن هداني للإسلام وشرع لي الحجاب.. لقد صار لأجسادنا وذواتنا قيمة.. بعد أن كنا ألعوبة للغادين والرائحين.. افهمي يا مسكينة هذا الكلام جيداً .. وانتبهي لنفسك .. ولا تكوني صورة سيئة عن مسلمات العرب.. وانهالت عليها بالنصائح .. حتى ذهلت تلك المرأة المتبرجة.. وبدأت تبكي.. قال قريبون منها: ظلت أسبوعاً كاملاً لا تخرج من دارها.. ثم رأيناها تخرج محتشمة بحجابها .. معتزة بإسلامها.. [للفتيات فقط].

    5- من ثمرات العفة

    حدث أحد الدعاة قائلاً: (كنت في زيارة لأحد المراكز الإسلامية في ألمانيا.. فرأيت فتاة متحجبة حجاباً شرعيا قل أن يوجد في ديار الغرب.. فحمدت الله على ذلك .. فأشار علي أحد الإخوة أن أسمع قصة إسلامها مباشرة من زوجها.. فلما جلست مع زوجها قال : زوجتي ألمانية أبا لجد .. وهي طبيبة متخصصة في أمراض النساء والولادة.. فأجرت عدداً من الأبحاث على كثير من المريضات اللاتي كن يأتين إلى عيادتها.. ثم أشار عليها أحد الأطباء المتخصصين أن تذهب إلى دولة أخرى لإتمام أبحاثها في بيئة مختلفة نسبياً.. فذهبت إلى النرويج .. ومكثت فيها ثلاثة أشهر.. فلم تجد شيئا يختلف عما رأته في ألمانيا .. فقررت السفر للعمل لمدة سنة في السعودية.

    تقول الطبيبة: فلما عزمت على ذلك أخذت أقرأ عن المنطقة وتاريخها وحضارتها.. فشعرت بازدراء شديد للمرأة المسلمة.. وعجبت منها: كيف ترضى بذل الحجاب وقيوده .. وكيف تصبر وهي تمتهن كل هذا الامتهان؟! .. ولما وصلت إلى السعودية . علمت أنني ملزمة بوضع عباءة سوداء على كتفي.. فأحسست بضيق شديد.. وكأنني أضع إساراً من حديد يقيدني ويشل من حريتي وكرامتي!!. ولكني آثرت الاحتمال رغبة في إتمام أبحاثي العلمية.. لبثت أعمل في العيادة أربعة أشهر متواصلة .. ورأيت عدداً كبيراً من النسوة.. ولكني لم أقف على مرض جنسي واحد على الإطلاق .. فبدأت أشعر بالملل والقلق .. ثم مضت الأيام حتى أتممت الشهر السابع وأنا على هذه الحالة . .. حتى خرجت ذات يوم من العيادة مغضبة ومتوترة .. فسألتني إحدى الممرضات المسلمات عن سبب ذلك .. فأخبرتها الخبر .. فابتسمت وتمتمت بكلام عربي لم أفهمه .. فسألتهما : ماذا تقولين؟ فقالت: إن ذلك ثمرة الفضيلة.. وثمرة الالتزام بقول الله تعالى في القرآن الكريم: }وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ{[الأحزاب:35].

    هزتني هذه الآية..وعرفتني بحقيقة غائبة عندي.. وكانت تلك بداية الطريق للتعرف الصحيح على الإسلام .. فأخذت أقرأ القرآن العظيم والسنة النبوية .. حتى شرح الله صدري للإسلام.. وأيقنت أن كرامة المرأة وشرفها إنما هو في حجابها وعفتها.. وأدركت أن أكثر ما كتب في الغرب عن الحجاب والمرأة المسلمة . إنما كتب بروح غربية مستعلية .. ولم تعرف طعم الشرف والحياء.. [مجلة البيان].

    6- عاقبة التساهل

    لم تكن حاسمة في الرد على هذا الذئب المعاكس.. فمع تكرار الاتصالات عليها .. أبدت التجاوب معه .. وكثرت المكالمات بينهما .. وتطور ذلك إلى أن طلب مقابلتها .. وبعد إلحاح منه .. وافقت بشرط ألا تزيد المقابلة عن خمس دقائق فقط .. ويكون ذلك داخل السيارة ، تقابلا بالفعل، وتركها الذئب أول مرة، فأحست من جانبه بالأمان .. فتكرر اللقاء بينهما.. وصارت تخرج معه وتركب بجانبه في السيارة.. فكان إذا أنزلها والدها أو السائق إلى الجامعة انتظرت ولم تدخل. فيأتي هذا الذئب وتذهب معه . ثم تعود إلى الجامعة قبل موعد الخروج .. ثم تذهب إلى بيتها .. وفي يوم من الأيام .. أدخلها بيتاً زعم أنه بيت أخته التي تعمل في الصباح .. ثم خدعها بإعطائها حبة مخدرة.. فلم تفق تلك الفتاة إلا وقد سلبها هذا المجرم أغلى ما تملك .. وتظل بعد ذلك ألعوبة في يده.. وتتكرر المأساة مرات ومرات طمعاً في أن يعطف عليها ويتزوجها.. ولكن هيهات هيهات .. فبعد أن أخذ منها كل ما يريد .. قطع عنها أخباره .. ولم تعد تستطيع لقاءه .. فعرفت بعد فوات الأوان أنها خدعت .. ولكن دون فائدة .. فقد وقعت الكارثة .. وضاع الشرف .. وذبح العفاف .. ووئدت الفضيلة.

    7- دع ذلك ليوم التغابن

    قال رجل: عشقت امرأة من الحي.. فكنت أتبعها إذا خرجت .. فكثر تتبعي لها .. فشعرت بتتبعي لها .. وفي ذات مرة بينما كنت أمشي وراءها.. إذ وقفت والتفتت إلى فقالت: ألك حاجة؟ .. قلت : نعم! قالت: وما هي؟ قلت : مودتك.. فقالت: دع ذلك ليوم التغابن. قال: فأبكتني - والله - فما عدت إلى ذلك..

    الله أكبر.. ما أجمل العفاف .. ما أجمل الحياء .. ما أجمل النصح .. ما أجمل الشرف والفضيلة .. ما أجمل مراقبة الله عز وجل .. ما أجمل علو الهمة والتسامي فوق الشهوات .. نعم .. دع ذلك ليوم التغابن .. إنها نصيحة غالية .. بل هي بحق منهج حياة .. وليت شبابنا وفتياتنا يقتدون بهذه النماذج الرائعة من تاريخنا الإسلامي المجيد .. بدلاً من الاقتداء بأهل الفساد ولصوص الأوقات.

    8- التحرر الحقيقي

    في لقاء مع البريطانية المسلمة (سارة جوزيف) التي تبلغ الرابعة والعشرين من العمر ، وكانت قد اعتنقت الإسلام قبل سبع سنوات قالت: (من ناحيتي كان قرار ارتداء الملابس الإسلامية ينبع من قناعة قوية، لأنني أعتقد أن جسم المرأة يساء استخدامه بصورة كبيرة في المجتمع البريطاني.. فصور الفتيات شبه العاريات تنتشر في كل مكان ... حتى أصبح جسم المرأة ملكية عامة لكل أفراد الجمهور .. أنا أكره ذلك وأعترض عليه .. لأنني أود أن يحكم الناس عليّ من خلال شخصيتي وليس من منطلق جسمي أو شكلي .. وهكذا حررتني الملابس الإسلامية من أن أكون أسيرة منظري وشكلي الخارجي [مجلة الأسرة].

    9- مأساة فتاة

    لم يكن يدور بخلدها أن الأمر سيؤول بها إلى ذلك .. فقد كان مجرد عبث بسيط بعيد عن أعين الأهل.. كانت مطمئنة تماماً إلى أن أمرها لا يعلم به أحد .. حتى حانت ساعة الصفر .. ووقعت الكارثة .. زهرة صغيرة ساذجة .. يبتسم المستقبل أمامها.. وهي تقطع الطريق جيئة وذهاباً من وإلى المدرسة .. فكانت تترك لحجابها العنان يذهب مع الهواء كيفما اتفق.. ولنقابها الحرية في إظهار العينين والوجنتين وجزء من الوجه .. وبالطبع لم تكن في منأى عن أعين الذئاب البشرية.. التي تجوب الشوارع لاصطياد الظباء الساذجة الشاردة.. لم يطل الوقت طويلاً حتى سقط رقم هاتف أحدهم أمامها .. فلم تتردد أبداً في التقاطه.. ثم تعرفت عليه .. فإذا هو شاب أعزب .. قد نأت به الديار بعيداً عن أهله.. رمي حول صيده الثمين شباكه.. وأخذ يغريها بكلامه المعسول.

    وبدأت العلاقة الآثمة تنمو وتكبر بينهما .. ولم لا والفتاة لا رقيب عليها .. ألح عليها أن يراها .. وبعد طول تردد وافقت المسكينة .. وليتها لم توافق .. فقد سقطت فريسة سهلة في المصيدة .. بعد أن استدرجها الذئب الغادر وافترسها .. ومضت الأيام وهي حبلى بثمرة المعصية تنتظر ساعة المخاض .. لتلد جنيناً مشوهاً ملوثاً بدم العار.. لا حياة فيه ولا فرح بقدومه ... وتكشف الأم عار ابنتها .. فتصرخ من هول المفاجأة .. فكيف لابنتها العذراء .. ذات الأربعة عشر ربيعا أن تحمل وتلد؟!! أسرعت إلى الأب لتخبره ... ليتداركا الأمر .. ولكن هيهات .. فالحمامة قد ذبحت وسال دمها.. والنتيجة : إيداع الذئب السجن .. والفتاة إحدى دور الرعاية الاجتماعية لحين الفصل في أمرهما.. البداية كانت الحجاب الفاضح والنهاية..!!! [إلى ربات الخدور].

    10- بقي باب لم تغلقه

    ذكر القاضي التنوخي أن رجلاً من الجند خطف امرأة من الطريق وأراد اغتصابها ... فعرض الجيران .. وأرادوا منعه .. فقاتلهم هو وغلمانه حتى تفرقوا .. وأخذ المرأة بالقوة وأدخلها داره.. وغلق الأبواب .. ثم راودها عن نفسها فامتنعت .. فأكرهها .. فقاومته وقالت له : الموت أهون عندي مما تريد .. فأصر على ما يريد .. ولحقها منه عناء وشدة.. فانهارت في النهاية وخارت قواها .. فلما أراد أن يجلس منها مجلس الرجل من امرأته .. قالت له : يا هذا!! اصبر حتى تغلق الباب الذي نسيت أن تغلقه.

    فقال: أي باب هو؟ قالت : الباب الذي بينك وبين الله .. إنه الآن يراك فتأثر الرجل بهذه الكلمات .. وقام عنها .. وقال: أذهبي .. قد فرج الله عنك .. فخرجت ولم يتعرض لها . [الفرج بعد الشدة بتصرف].

    ***