×
معتقد أهل السنة والجماعة في أسماء الله الحسنى : كتاب باللغة العربية؛ اشتمل على مناهج الناس في عدد الأسماء الحسنى وتعيينها، مع بيان جهود أهل العلم في جمع الأسماء الحسنى، وبيان أحكامها.

 معتقد أهل السنة والجماعة في أسماء الله الحسنى

تأليف: د/محمد بن خليفة التميمي

 المقدمة

الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هاديا له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الأسماء الحسنى والصفات العلى. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أرسله الله بالهدى ودين الحق، فبلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة وتركها على مثل البيضاء، وجاهد في الله حق جهاده، وعبد ربه حتى أتاه اليقين من ربه، صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما كثيرا. أما بعد: فهذه الدراسة الثانية من سلسلة "دراسات في مباحث توحيد الأسماء والصفات وهي بعنوان: "معتقد أهل، السنة والجماعة في أسماء الله الحسنى"، وقد سبقها بحمد الله وفضله الدراسة الأولى وهي بعنوان: "معتقد أهل السنة والجماعة في توحيد الأسماء والصفات"، وسيتبع ذلك بإذن الله ومشيئته الدراسات التالية: الدراسة الثالثة: "معتقد أهل السنة والجماعة في صفات الله العلى". الدراسة الرابعة: "قواعد أهل السنة والجماعة في نصوص الأسماء والصفات". الدراسة الخامسة: "مقالة التعطيل وموقف أهل السنة والجماعة منها" الدراسة السادسة: " مقالة التشبيه وموقف أهل السنة والجماعة منها"

(1/5)


وكنت قد بينت في الدراسة الأولى معتقد أهل السنة في هذا الباب على وجه الإجمال، وفي هذه الدراسة سأتناول بالبحث مسألة أسماء الله على وجه التفصيل، وقد تطرقت للمباحث المهمة المتعلقة بهذه المسألة، فبذلت طاقتي وجهدي في جمع ما تفرق منها في بطون الكتب، وحرصت على ترتيب ذلك وصياغته. وقد سرت في هذه الدراسة وفق الخطة التالية: الأولى: التمهيد: واستعرضت فيه مواقف الطوائف من أسماء الله الحسنى. ثانيا: الفصل الأول: في ثبوت الأسماء وتعيينها. وفيه أربعة مباحث: المبحث الأول: في معرفة ضابط الأسماء الحسنى. وفيه أربعة مطالب: المطلب الأول: أهمية معرفة ضابط الأسماء الحسنى. المطلب الثاني: تحديد ضابط الأسماء الحسنى. المطلب الثالث: في الشرط الأول للأسماء الحسنى، وهو ورود النص بذلك الاسم. المطلب الرابع: في الشرط الثاني الأسماء الحسنى، وهو أن تقتضي الأسماء المدح والثناء بنفسها. المبحث الثاني: مناهج الناس في عدد الأسماء الحسنى وفيه مطلبان: المطلب الأول: منهج القائلين بأن أسماء الله غير محصورة بعدد معين. المطلب الثاني: منهج القائلين بأن الأسماء الله محصورة بعدد معين.

(1/6)


معتقد أهل السنة والجماعة في أسماء الله الحسنى المبحث الثالث: مناهج الناس في تعيين الأسماء الحسنى. وفيه أربعة مطالب: المطلب الأول: منهج المعتمدين على العد الوارد في بعض روايات حديث الأسماء. المطلب الثاني: منهج المقتصرين على ما ورد بصورة الاسم. المطلب الثالث: منهج المتوسعين. المطلب الرابع: منهج المتوسطين. المبحث الرابع: جهود أهل العلم في جمع الأسماء الحسنى. وفيه ستة مطالب: المطلب الأول: نماذج لإجتهادات أهل العلم في جمع الأسماء الحسنى. المطلب الثاني: الأسماء التي ورد إطلاقها في النصوص وأدلتها ومن ذكرها من أهل العلم ومن أسقطها. المطلب الثالث: الأسماء التي لم ترد في النصوص بصورة الاسم وإنما أخذت بالاشتقاق. المطلب الرابع: الأسماء المضافة. المطلب الخامس: الأسماء المزدوجة. المطلب السادس: الأسماء التي يرجح عدم ثبوتها إما لعدم ورود النص أو لعدم صحة الإطلاق. ثالثا: الفصل الثاني: أحكام الأسماء الحسنى. وفيه أربعة مباحث:

(1/7)


المبحث الأول: أسماء الله غير مخلوقة، أو ما يعرف بمسألة "الاسم والمسمى". وفيه مدخل، ومطلبان: المدخل: في التعريف بهذه المسألة. المطلب الأول: الجانب اللغوي للمسألة. المطلب الثاني: الجانب العقدي للمسألة. المبحث الثاني: أسماء الله كلها حسنى. وفيه ثلاثة مطالب: المطلب الأول: الأدلة على كون أسماء الله كلها حسنى. المطلب الثاني: وجه الحسن في أسماء الله. المطلب الثالث: الأحكام المستفادة من كون أسماء الله حسنى. المبحث الثالث: أسماء الله الحسن أعلام وأوصاف. وفيه ثلاثة مطالب: المطلب الأولى: بيان معتقد أهل السنة في المسألة. المطلب الثاني: الأدلة على أن أسماء الله أعلام وأوصاف. المطلب الثالث: الأحكام المستفادة من هذه المسألة. المبحث الرابع: إحصاء أسماء الله الحسنى. وفيه ثلاثة مطالب: المطلب الأول: الحث على إحصاء أسماء الله الحسنى والمقصود بذلك. المطلب الثاني: مراتب الإحصاء. المطلب الثالث: ثمرات الإحصاء.

(1/11)


الخاتمة: في التحذير من الإلحاد في أسماء الله الحسنى وبعد: فمما لاشك فيه أن هذا الباب شأنه عظيم والزلل فيه خطير، فأرجو أن أكون قد وفقت في عرض الموضوع على الوجه المطلوب، وعملي هذا جهد بشر، والمرء يستحضر قول القائل: "إني رأيت أنه لا يكتب إنسان كتابا في يوم إلا قال في غدة: لو غير هذا لكان أحسن، ولو زيد كذا لكان يستحسن، ولو قدم هذا لكان أفضل، ولو ترك هذا لكان أجمل. وهذا من أعظم العبر، وهو دليل على استيلاء النقص على جملة البشر". فأرجو ممن يقف على خلل أو خطأ في هذا الكتاب أن يبادرني النصيحة، وأسأل الله عز وجل أن يبارك هذا العمل وأن يتقبله مني، وأن يجعله عملا صالحا ولوجهه خالصا، وألا يجعل لأحد فيه شيئا، وأن ينفع به قارئيه. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. د. محمد بن خليفة التميمي

(1/12)


التمهيد استعراض مواقف الطوائف من أسماء الله الحسنى إن من فضل الله ونعمته على أهل السنة أن وفقهم للعمل بكتابه وسنة رسوله صلى الله صلى، فالهداية والنور والحق إنما هي في الكتاب والسنة، فالله يقول في شأن كتابه: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} 1 وقال: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الأِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَأنا} 2 وقال تعالى: {وَالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقّ} 3. وقال في شأن رسوله صغ: {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُنِيراً} وقال تعالى: {رَسُولاً يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} 6. فكل إنسان لا يمكنه أن يخرج من ظلمات الجهل والشرك والكفر والشك إلى نور العلم والتوحيد والإيمان واليقين إلا بالكتاب والسنة، ففيهما بحمد الله __________ 1 الآية 9 من سورة الإسراء. 2 الآية 52 من سورة الشورى. 3الآية 1 من سورة الرعد. 4 الآية 52 من سورة الشورى. 5الآيتان 45، 46 من سورة الأحزاب 6 الآية 11 من سورة الطلاق.

(1/8)


طريق الهدى وسبيل الرشاد، وضياء النفوس وشفاء الصدور، وبصائر القلوب، والتذكرة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، ومعلوم أن كل من سلك إلى الله عز وجل علما وعملا بطريق ليست مشروعة موافقة للكتاب والسنة وما كان عليه سلف الأمة وأئمتها فلابد أن يقع في بدعة قولية أو عملية، فإن السائر إذا سار على غير الطريق المهيع فلابد أن يسلك بنيات الطريق، بخلاف الطريق المشروعة في العلم والعمل؟ فإنها أقوم طريق ليس فيها عوج، فعن عبد الله بن مسعود قال: خط رسول صلى الله عليه وسلم خطا وخط خطوطا عن يمينه وشماله ثم قال: "هذه سبيل الله وهذه سبل، على كل سبيل منها شيطان يدعو منها، ثم قرأ {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِه} 1 (ومعلوم أن الضلال والتهوك إنما استولى على كثير من المتأخرين بنبذهم كتاب الله وراء ظهورهم وإعراضهم عما بعث به الله محمدا صلى الله عليه وسلم من البينات والهدى، وتركهم البحث عن طريقة السابقين من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين، والتماسهم علم معرفة الله ممن لم يعرف الله) ولقد كان من نتاج ذلك البعد والإعراض الذي وقع فيه هؤلاء المبتدعة- إلحادهم في أسماء الله الحسنى، بنوعيه الجلي الواضح والخفي غير المباشر معاندة ومشاقة لقوله تعالى: {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَأنه سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} 3. فمسألة أسماء الله مع وضوحها وجلأنها في النصوص، مع ذلك لم تسلم __________ 1 الآية 153 من سورة الأنعام 2 الفتوى الحموية ص 6. 3 الآية 185 من سورة الأعراف.

(1/9)


أهل السنة ومخالفتهم، بل أن يعلم مقالة كل فريق على حقيقتها. ثم إن العرض لهذه الأقوال المخالفة، مع إتباع ذلك بعرض قول أهل السنة هو من باب إظهار حسن الشيء بذكر ضده، وكما قيل: "الضد يظهر حسنه الضد" و"بضدها تتميز الأشياء"، والقصد من ذلك أن يتبين للقارىء الكريم معالم معتقد أهل السنة في باب الأسماء الحسنى وما تميز واختص به من بين سائر الأقوال الأخرى، الأمر الذي يساعد على تصور وفهم ما سيعرض في هذه الدراسة من مسائل ومباحث لها صلة وعلاقة بما أظهرته تلك الطوائف من مقالات فاسدة في باب أسماء الله الحسنى. وإليك عرض تلك الأقوال المخالفة، وهي أربعة أقوال، ثم أتبعها بذكر القول الخامس وهو قول أهل السنة والجماعة: القول الأول: من يقول: إن الله لا يسمى بشيء: وهذا قول الجهمية أتباع جهم بن صفوان، والغالية من الملاحدة كالقرامطة والفلاسفة. وهؤلاء المعطلة نفاة الأسماء لهم في تعطيلهم لأسماء الله أربعة مسالك المسلك الأول: الاقتصارعلى نفي الإثباب فقالوا: لا يسقى بإثبات. المسلك الثاني: أنه لا يسمى بإثباب ولا نفي. المسلك الثالث: السكوت عن الأمرين، الإثبات والتفي. المسلك الرابع: تصويب جميع الأقوال بالرغم من تناقضها. فهم بذلك اتفقوا على إنكار الأسماء جميعا، ولكن تنوعت مسالكهم في الإنكار.

(1/14)


ا- فأصحاب المسلك الأول: اقتصروا على قولهم: بأنه ليس له اسم كالحي والعليم ونحو ذلك. وشبهتهم في ذلك: أ- أنه إذا كان له اسم من هذه الأسماء لزم أن يكون متصقا بمعنى الاسم كالحياة والعلم فإن صدق المشتق- أي الإسم كالعليم- مستلزم لصدق المشتق منه- أي الصفة كالعلم-، وذلك محال عندهم. ب- ولأنه إذا سمي بهذه الأسماء فهي مما يسمى به غيره. والله منزه عن مشابهة الغير1. (فهؤلاء المعطلة المحضة- نفاة الأسماء- يسمون من سمى الله بأسمأنه الحسنى مشبها. فيقولون: إذا قلنا حي عليم فقد شبهناه بغيره من الأحياء العالمين، وكذلك إذا قلنا هو سميع بصير فقد شبهناه بالإنسان السميع البصير، وإذا قلنا رؤوف رحيم فقد شبهناه بالنبي الرؤوف الرحيم، بل قالوا: إذا قلنا إنه موجود فقد شبهناه بسائر الموجودات لاشتراكهما في مسمى الوجوب) وهذا المسلك ينسب لجهم بن صفوان، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "جهم كان ينكر أسماء الله تعالى فلا يسميه شيئا لا حيا ولا غير ذلك إلا على سبيل المجاز"3. __________ 1 انظر: مجموع الفتاوى 6/ 35، 3/100، ودرء تعارض العقل والنقل 3/ 367، وكتاب الصفدية 88/1- 89، 96- 97. 2 منهاج السنة 523/2، 524. 3 مجموع الفتاوى 12/ 311.

(1/15)


وهو كذلك قول ابن سينا وأمثاله1. 2- وأما أصحاب المسلك الثاني: فقد زادوا في الغلو فقالوا: لا يسمى بإثباب ولا نفي، ولا يقال موجود ولا لا موجود، ولا حي ولا لا حي، لأن في الإثبات تشبيها بالموجودات، وفي النفي تشبيها له بالمعدومات، وكل ذلك تشبيه2. والمسلك الثاني: ينسب لغلاة المعطلة من القرامطة الباطنية والمتفلسفة. قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "فالقرامطة الذين قالوا لا يوصف بأنه حي ولا ميت، ولا عالم ولا جاهل، ولا قادر ولا عاجز، بل قالوا لا يوصف بالإيجاب ولا بالسلب، فلا يقال حي عالم ولا يقال ليس بحي عالم، ولا يقال هو عليم قدير، ولا يقال ليس بقدير عليم، ولا يقال هو متكلم مريد، ولا يقال ليس بمتكلم مريد قالوا: لأن في الإثبات تشبيها بما تثبت له هذه الصفات، وفي النفي تشبيه له بما ينفى عنه هذه الصفات"3 3- وأما أصحاب المسلك الثالث فيقولون: نحن لا نقول ليس بموجود ولا معدوم ولا حي ولا ميت، فلا ننفي النقيضين، بل نسكت عن هذا وهذا، فنمتنع عن كل من المتناقضين، لا نحكم لا بهذا ولا بهذا، فلا نقول: ليس بموجود ولا معدوم، ولكن لا نقول: هو موجود، ولا نقول هو معدوم. ومن الناس من يحكي نحو هذا عن الحلاج، وحقيقة هذا القول هو الجهل __________ 1 الصفدية 1/ 299- 300 2 مجموع الفتاوى 6/ 35، 3/ 150. 3 شرح العقيدة الأصفهانية ص 76.

(1/16)


البسيط والكفر البسيط، الذي مضمونه الإعراض عن الإقرار بالله ومعرفته وحبه وذكره وعبادته ودعأنه1. وأصحاب المسلك الثالث هم المتجاهلة اللاأدرية. وأصحاب المسلك الثاني هم المتجاهلة الواقفة الذين يقولون لا نثبت ولا ننفي. وأصحاب المسلك الاول هم المكذبة النفاة. 4- وهناك مسلك رابع، يقول بتصويب كل واحد من القائلين للأقوال المتناقضة، كما يقوله من يقوله من أصحاب الوحدة، كابن عربى ونحوه الذي يقول بأن كل من اعتقد في الله عقيدة فهو مصيب فيها، حتى قال: عقدالخلائق في الإله عقائدا وأنا أعتقد جميع ما عقدوه فأصحاب وحدة الوجود يعطون أسماءه سبحانه لكل شيء في الوجود، إذ كان وجود الأشياء عندهم هو عين وجوده ما ثمت فرق إلا بالإطلاق والتقييد2 وهذا منتهى قوله طوائف المعطلة. وغاية ما عندهم في الإثبات قولهم هو (وجود مطلق) أي وجود خيالي في الذهن، أو وجود مقيد بالأمور السلبية، وقالوا: لا نقول موجود ولا معدوم، أو قالوا: هو لا موجود ولا معدوم3. حكم القول بنفي الأسماء: قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "والتحقيق أن التجهم المحض- وهو نفي __________ 1 الصفدية 1/ 96- 98. 2 شرح القصيدة النونية للهراس 2/ 126. الصفدية 1/ 98- 99. 3 الصفدية 116/1- 117.

(1/17)


الأسماء والصفات، كما يحكى عن جهم والغالية من الملاحدة ونحوهم، من نفي الأسماء الحسنى- كفر بين مخالف لما علم بالاضطرار من دين الرسول صلى الله عليه وسلم"1. القول الثاني: إن الله يسمى بالخالق القادر فقط: وهذا القول منسوب كذلك للجهم بن صفوان. قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "كان الجهم وأمثاله يقولون: إن الله ليس بشي، وروي عنه أنه قال: لا يسمى باسم يسمى به الخلق فلم يسمه إلا بالخالق القادر، لأنه كان جبريا يرى أن العبد لا قدرة له2 وقال أيضا: "ؤلهذا نقلوا عن جهم أنه لا يسمي الله بشيء، ونقلوا عنه أنه لا يسميه باسم من الأسماء التي يسمي بها الخلق: كالحي، والعالم، والسميع، والبصير، بل يسميه قادرا خالقا لأن العبد عنده ليس بقادر، إذ كان هؤ رأس الجهمية الجبرية"3 القول الثالث: إثبات الأسماء مجردة عن الصفات: وهذا قول المعتزلة، فهم يجمعون على تسمية الله بالاسم ونفي الصفة عنه، يقول ابن المرتضى المعتزلي: "فقد أجمعت المعتزلة على أن للعالم محدثا قديما قادرا عالما حيا لآلمعان.."4. __________ 1 النبوات ص 198. 2 منهاج السنة 2/ 526- 527، وانظر الأنساب للسمعاني 2/ 133. 3 درء تعارض العقل والنقل 5/ 187، مجموع الفتاوى 8/ 5 46. 4 كتاب باب ذكر المعتزلة من كتاب المنية والأمل، في شرح كتاب الملل والنحل لأحمد بن يحيى بن المرتضى ص 6، ط: دار صادر بيروت، شرح الأصول الخمسة ص 151 للقاضي عبد الجبار، مقالات الإسلاميين ص 164- 165.

(1/18)


ولهم في ذلك الئفي مسلكان: المسلك الأول: من جعل الأسماء كالأعلام المحضة المترادفة1 التي لم توضع لمسماها باعتبار معنى قائم به. فهم بذلك ينظرون إلى هذه الأسماء على أنها أعلام خالصة لا تدل على صفة، و (المحضة) : الخالصة الخالية من الدلالة على شيء آخر، فهم يقولون: إن العليم والخبير والسميع ونحو ذلك على لم دالة ليست دالة على أوصاف، وهي بالنسبة إلى دلالتها على ذات واحدة هي: مترادفة، وذلك مثل تسميتك ذاتا واحدة ب"زيد - وعمرو- ومحمد – وعلي"، فهذه الأسماء مترادفة وهي أعلام خالصة لا تدل على صفة لهذه الذات المسماة بها2 المسلك الثاني: من يقول منهم: إن كل علم منها مستقل، فالله يسمى عليما وقديرا، وليست هذه الأسماء مترادفة، ولكن ليس معنى ذلك أن هناك حياة أو قدرة3 ولذلك يقولون: عليم بلا علم، قدير بلا قدرة، سميع بلا سمع، بصير بلا بصر. وقول المعتزلة وإن كان دون قول الجهمية، لكنه عظيم أيضا4 __________ 1 المترادفة: أي اختلفت في ألفاظها واتحدت في مدلولها (فالرحمن والقدير والعزيز) اختلفت في ألفاظها واتحدت في دلالتها على مسمى الله. فأسماء الله الحسنى كلها متفقة في الدلالة على نفسه المقدسة، ثم كل اسم يدل على معنى من صفاته ليس هو المعنى الذي دل عليه الاسم الآخر. انظر: كتاب الإيمان لابن تيمية ص 175. 2 التحفة المهدية شرح الرسالة التدمرتة 1/ 46. 3 التحفة المهدية شرح الرسالة التدمرتة 1/ 46. 4 النبوات ص 198.

(1/19)


قال أبو الحسن الأشعري: "وزعمت الجهمية- يعني المعتزلة- أن الله عر وجل لا علم له ولا قدرة ولا حياة ولا سمع ولا بصر له وأرادوا أن ينفوا أن الله عالم قادر حي سميع بصير، فمنعهم خوف السيف من إظهارهم نفي ذلك، فأتوا بمعناه لأنهم إذا قالوا: لا علم لله ولا قدرة له، فقد قالوا: إنه ليس بعالم ولا قادر، ووجب ذلك عليهم، وهذا إنما أخذوه عن أهل الزندقة والتعطيل لأن الزنادقة قال كثير منهم: إن الله ليس بعالم ولا قادر ولا حي ولا سميع ولا بصير، فلم تقدر المعتزلة أن تفصح بذلك، فأتت بمعناه، وقالت: إن الله عالم قادر حي سميع بصير من طريق التسمية من غير أن يثبتوا له حقيقة العلم والقدرة والسمع والبصر"1 وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "إن المعتزلة لما رأوا الجهمية قد نفوا أسماء الله الحسنى استعظموا ذلك لما فيه من تكذيب القرآن تكذيبا ظاهر الخروج عن العقل، فأقروا بالأسماء ونفوا الصفات، فصاروا هم كذلك متناقضين، فإن إثبات حي عليم قدير حكيم سميع بصير، بلا حياة، ولا علم، ولا قدرة، ولا حكمة، ولا سمع، ولابصر، مكابرة للعقل كإثبات مصل بلا صلاة، وصائم بلا صيام، وقائم بلا قيام، ونحو ذلك من الأسماء المشتقة كأسماء الفاعلين والصفات المعدولة عنها"2. وقد ضم المعتزلة إلى بدعتهم هذه بدعا أخرى منها: 1- قولهم بأن أسماء الله مخلوقة3. __________ 1 الإبانة عن أصول الديانة ص 107- 108، الناشر: مكتبة دار البيان 2 النبوات ص 63- 64 (بتصرف) . 3 لوامع الأنوار البهية 1/ 122.

(1/20)


2- قول بعضهم بأن أسماء الله ليست توقيفية1 أما قولهم بأن أسماء الله مخلوقة، فلأنهم يقولون: الاسم غير المسمى، وأسماء الله غيره، وما كان غيره فهو مخلوق. ويقولون: إن كلام الله مخلوقا، وأسماؤه مخلوقة، وهو نفسه لم يتكلم بكلام يقوم بذاته ولا سمى نفسه باسم هو المتكلم به، بل قد يقولون: إنه تكلم به، وسمى نفسه بهذه الأسماء بمعنى أنه خلقها في غيره لا بمعنى أنه نفسه تكلم بها كلام القائم به. فالقول في أسمأنه هو نوع من القول في كلامه. وقد ذم السلف المعتزلة بقولهم هذا، وغلظوا فيهم القول لأن أسماء الله من كلامه وكلام الله غير مخلوق، بل هو المتكلم به، وهو المسمى لنفسه بما فيه من الأسماء. ولهذا يروى عن الشافعي والأصمعى وغيرهما أنه قال: إذا سمعت الرجل يقول: الاسم غير المسمى فاشهد عليه بالزندقة2 وقال الإمام أحمد: "من قال: أسماء الله تعالى مخلوقة فقد كقر"3. وأما بدعتهم الثالثة في أسماء الله: فهي قولهم بأن أسماء الله غيرتوقيفية. فقد نقل البغدادي عن المعتزلة البصرية أنهم أجازوا إطلاق الأسماء على الله بالقياس4 وقال أبو الحسن الأشعري: "واختلفت المعتزلة هل يجوز أن يسمى __________ 1 لوامع الأنوار البهية 1/ 125. 2 انظر: مجموع الفتاوى 6/ 85 1- 87 1 (باختصار) . 3 لوامع الأنوار البهية 1/ 19 1، طبقات الحنابلة 2/ 199. 4 الفرق بين الفرق ص 337.

(1/21)


البارئ عالما من استدل على أنه عالم بظهور أفعاله عليه وإن لم يأته السمع من قبل الله سبحانه بأن يسميه بهذا الاسم أم لا؟ على مقالتين: فزعمت الفرقة الأولى منهم أنه جائز أن يسمى الله سبحانه عالما قادرا حيا سميعا بصيرا من استدل على معنى ذلك أنه يليق بالله وإن لم يأت به رسول. وزعمت الفرقة الثانية أنه لا يجوز أن. يسمى الله سبحانه بهذه الأسماء من دله العقل على معناها، إلا أن يأتيه بذلك، رسول من قبل الله سبحانه يأمره بتسميته بهذه الأسماء"1 موافقة ابن حزم للمعتزلة في مسألة نفي معاني الأسماء: هذا القول بإثبات الأسماء ونفي الصفات به أيضا بعض متكلمة الظاهرية2 كابن حزم الذي قال: "إن أسماءه الحسنى كالحي والعليم والقدير بمنزلة أسماء الأعلام التي لا تدل على حياة ولا علم ولا قدرة، وقال: لا فرق بين الحي وبين العليم وبين القدير في المعنى أصلا"3. وهذا القول لابن حزم وأمثاله من الظاهرية في باب الصفات هو بعينه مسلك المعتزلة في الصفات كما سبق وأن بيناه. ومثل هذه المقالات إنما هي في الحقيقة سفسطة في العقليات وقرمطة في، السمعيات، وسيأتي تفصيل الرد عليها في ثنايا الدراسة بإذن الله. __________ 1 مقالات الإسلاميين ص 197. 2 إمام الظاهرية: "داود الظاهري "، وأكابر أصحابه كانوا من المثبتين للصفات على مذهب أهل السنة والحديث، ولكن من أصحابه طائفة سلكت مسلك المعتزلة ووافقوهم في مسائل الصفات، وإن خالفوهم في القدر والوعيد. شرح الأصفهانية ص 77- 78. 3 شرح الأصفهانية ص 76. والفصل 2/ 161.

(1/22)


القول الرابع: إثبات الأسماء الحسنى مع إثبات مكاني بعضها وتحريف معاني البعض الأخر: وهذا قول الكلابية والأشاعرة والماتريدية ومن وافقهم. ورأيهم في هذه المسألة مبني على قولهم في صفات الله تعالى. فالكلابية وقدماء الأشاعرة ينفون الصفات الاختيارية وبالتالي لا يثبتون معاني الأسماء التي اشتقت من الصفات الاختيارية على الوجه الصحيح. وأما المتأخرون من الأشاعرة ومعهم الماتريدية، فإنهم لا يثبتون من الصفات سوى سبع صفاب هي: (العلم، القدرة، الحياة، الجمع، البصر، الإرادة، الكلام) ، ويزيد بعض الماتريدية صفة ثامنة هي (التكوين) 1 فالاسم عندهم إن دل على ما أثبتوه من الصفات، أثبتوا ما دل عليه من المعنى، وإن كان دالا على خلاف ما أثبتوه صرفوه عن حقيقته وحرفوا معناه. ومعلوم أنه لم يرد في باب الأسماء من تلك الصفات التي ذكروها إلا خمسة فقط، وهي: (العليم) و (القدير) و (الحي) و (السميع) و (البصير) فهذه الخمسة يثبتون معانيها وإن كان هناك من يرجع صفتي (السمع) و (البصر) إلى (العلم) ، ولكن جمهورهم على خلاف ذلك2 __________ 1 انظر: تحفة المريد ص 63، وإشارات المرام ص 157- 114، وكتاب "الماتريدية دراسة وتقويم" ص 239، وكتاب "الماتريدية وموقفهم من توحيد الأسماء والصفات " 2/ 430، ورسالة "منهج أهل السنة ومنهج الأشاعرة في توحيد الله " لخالد عبد اللطيف ص 401. 2 انظر: لباب العقول للمكلاتي ص 213، 214، شرح الأصفهانية ص 445، والمسايرة لابن الهمام ص 67، وكتاب "الماتريدية دراسة وتقويم " ص 264، وكتاب "الماتريدية وموقفهم من توحيد الأسماء والصفات " 2/ 431، ورسالة "منهج أهل السنة ومنهج الأشاعرة في توحيد الله " ص 490

(1/23)


وأما بقية الأسماء التي لا تتقق مع ما أثبتوه من الصفات، فإنهم لايثبتون مادلت عليه من المعاني، بل يحرفونها كتحريفهم لمعنى (الرحمة) في اسمه (الرحمن) إلى (إرادة الثواب، أو إرادة الإنعام) و (الود) في (الودود) ب (إرادة إيصال الخير) ومن المخالفات التي وقع فيها بعض هؤلاء بالإضافة إلى ما تقدم: 1- قولهم بأن في الأسماء الله غير مشتق. 2- قول بعضهم بأن أسماء الله ليست توقيفية. 3- مسألة الاسم والمسمى. وأما بالنسبة لما يتعلق بالمسألة الأولى، فإن بعض الأشاعرة يقسمون الأسماء إلى قسمين: القسم الأول: أسماء مشتقة. القسم الثاني: أسماء غير مشتقة. قال البغدادي: "جملة أسمأنه قسمان لا مشتق وغير مشتق"2. فيجعلون اسم "الله" غير مشتق أي لا يدل على معنى فيعاملونه معاملة الأسماء الجامدة، وهذا مخالفة لمذهب أهل السنة الذين يعتقدون بأن أسماء الله جميعها متصفة لمعاني وليس فيها اسم جامد لا يدل على معنى. وأما المسألة الثانية وهي كون أسماء الله توقيفية. فإن الماتريدية وجمهور الأشاعرة يوافقون أهل السنة في هذه المسألة، __________ 1 شرح الأسماء الحسنى للرازي ص 287. 2 أصول الدين للبغدادي ص 118.

(1/24)


ولكن القاضي الباقلاني من الأشاعرة لا يشترط أن يكون توقيف من الكتاب والسنة في أسماء الله، واشترط أمرين: ا- أن يدل على معنى ثابت لله تعالى. 2- ألا يكون إطلاقه موهما لما لا يليق بالله تعالى1 وتوقف الجويني في هذه المسألة2 وأما المسألة الثالثة وهي مسألة الاسم والمسمى: فإن قول الأشاعرة والماتريدية فيها واحد، فهم يقولون: "الاسم عين المسمى"3 وحقيقة هذه العبارة عندهم أن المسمى- أي "الله" - غير مخلوق، وأما التسميات فهي مخلوقة. فهم وافقوا الجهمية والمعتزلة في المعنى، وإن أظهروا أنهم موافقون لأهل السنة في اللفظ بقولهم: "إن أسماء الله غير مخلوقة". ومرادهم بذلك أن الله غير مخلوق. وهذا مما لا تنازع فيه الجهمية والمعتزلة4 وسيأتي تفصيل قولهم في المسألة في مبحث الاسم والمسمى. __________ 1 شرح المقاصد للتفتازاني 4/ 344، 345، لوامع الأنوار للسفاريني 1/ 124. 2 الإرشادص 136- 137. 3 أصول الدين للبغدادي ص 114، 115، وتبصرة الأدلة ص 198. 4 مجموع الفتاوى 6/ 195- 196.

(1/25)


القول الخامس: إثبات الأسماء الحسنى مع إثبات معانيها جميعا وإثبات ما يتعلق بها من الحكام والمقتضيات: وهذا قول أهل السنة والجماعة، واعتقادهم يمكن إجماله في النقاط التالية: 1- الإيمان بثبوت الأسماء الحسنى الواردة في القرآن والسنة من غير زيادة ولا نقصان. 2- الإيمان بأن الله هو الذي يسمي نفسه، ولا يسميه أحد من خلقه، فالله عز وجل هو الذي تكلم بهذه الأسماء، وأسماؤه منه، وليست محدثة مخلوقة كما يزعم الجهمية والمعتزلة والكلابية والأشاعرة والماتريدية. 3- الإيمان بأن هذه الأسماء دالة على معاني في غاية الكمال، فهي أعلام وأوصاف، وليست كالأعلام الجامدة التي لم توضع باعتبار معناها، كما يزعم المعتزلة. 4- احترام معاني تلك الأسماء وحفظ مالها من حرمة في هذا الجانب وعدم التعرض لتلك المعاني بالتحريف والتعطيل كما هو شأن أهل الكلام. 5- الإيمان بما تقتضيه تلك الأسماء من الآثار وما ترتب عليها من الأحكام. وبالجملة فإن أهل السنة يؤمنون بأسماء الله إيمانا صحيحا وفق ما أمرت به نصوص القرآن والسنة ووفق ما كان عليه فهم سلف الأمة، بخلاف أهل الباطل الذين أنكروا ذلك وعطلوه، فألحدوا في أسماء الله إلحادا كليا أو جزئيا، كما سبق وأن بيناه خلال عرض الأقوال الأربعة السابقة وفي العموم فإن فصولا الدراسة التي بين يديك، ستوضح لك بإذن الله

(1/26)


معتقد أهل السنة على وجه التفصيل، وستبين كذلك عور أهل الباطل وما عندهم من مزاعم فاسدة في هذا الباب، وما هم عليه من بعد عن الكتاب والسنة وفهم سلف الأمة

(1/27)


 الفصل الأول: في ثبوت الأسماء وتعيينها

  المبحث الأول: في معرفة ضابط الأسماء الحسنى

  المطلب الأول: في أهمية معرفة ضابط الأسماء الحسنى

... المطلب الأول: في أهمية معرفة ضابط الأسماء الحسنى إن من أهم ما ينبغي أن يعنى به الدارس لباب الأسماء الحسنى هو معرفة ضابط الأسماء الحسنى وحدها، وذلك لما يحويه هذا الأمر من أهمية وفائدة عظيمة، فإن تحديد ضابط للأسماء الحسنى يكون مستكملا لمقومات التعريف المعلومة (وهي أن يكون جامعا مانعا) - يعد أمرا مهما للغاية، وخاصة إذا علم أن هذا الباب قد تعددت فيه المناهج في عد الأسماء واختلفت في تعيينها، فالدارس بحاجة إلى حد يميز فيه الصواب من تلك المناهج ليعرف الحكم الصحيح فيها، وخاصة في باب خطير كهذا الباب، فإن الخطأ في أسماء الله لاشك جليل. وحري بهذه المسألة أن تعطى حقها من الاهتمام، وأن يقف الباحث عندها وقفة ليوفيها حقها من الدراسة والبحث، فكثير من الباحثين المعاصرين يغفل هذا الأمر ويهمله، فترى أكثرهم يسارع إلى الدخول في عد الأسماء وشرحها دون نظر في الضابط الذي اعتمده في ذلك الجمع والعد. وصنيعهم هذا يعد أمرا سلبيا، فهو يساعد على تعقيد المسألة وخفإنها ويزيد من كثرة الاختلافات الحاصلة فيها ويضيف لها عبأ ثقيلا يتعب الدارسين ويزيد من حيرتهم واضطرابهم، ولكأن لسان حالهم يقول: هذا يجمع وذاك يجمع، ولا نعلم أئ هؤلاء أولى بالصواب. فتصحيحا لهذا الوضع الحاصل، وتأكيدا على ضرورة معرفة ضابط

(1/33)


الأسماء قبل الدخول في تعيينها، عقدت، هذا المبحث لتوضيح وإبراز قيمة هذا الضابط من جهة، ولبيانه وشرح شروطه من جهة أخرى. وتبرز أهمية هذا الضابط في جانبين رئيسين هما: الجانب الأول: تحديد العلاقة التي تربط باب الأسماء بباب الصفات وباب الإخبار، فلابد من معرفة نوع العلاقة بين الأبواب الثلاثة وفهم ما بينها من عموم وخصوص. فباب الأسماء أخص من البابين الآخرين، وبالتالي هما أوسع منه فباب الصفات أوسع من باب الأسماء، وباب الإخبار أوسع من باب الصفات. 1- فكل ما صح اسما صح أن يدل على الصفة وصح الإخباربه. 2- وكل ما صح صفة صح خبرا، ولكن ليس شرطا أن يصح اسما، فقد يصح وقد لا يصح، ولذلك كان باب الصفات أوسع من باب الأسماء. فالله يوصف بصفات كالكلام، والإرادة، والاستواء، ولا يشتق له منها أسماء، فلا يسمى بالمتكلم، والمريد، والمستوي. وفي المقابل هناك صفات ورد إطلاق الأسماء منها كالعلم، والعلو، والرحمة، فمن أسمأنه العليم، والعلي، والرحيم. 3- وما صح خبرا فليس شرطا أن يصح اسما أو صفة، فإن الله يخبر عنه بالاسم ويخبر عنه بالصفة، (ويخبر عنه ما ليس باسم ولا صفة بشرط ألا يكون معناه سئيا) 1، فالله يخبر عنه بأنه شيء، ومذكور، ومعلوم وغير ذلك، ولكته لا يسمى ولا يوصف بذلك، ولهذا كان باب الإخبار أوسع من البابين الآخرين. __________ 1 مجموع الفتاوى 6/ 142.

(1/34)


فإذا كان الحال كذلك فلابد من معرفة ضابط الأسماء الحسنى من أجل أن تحفظ لهذا الباب خصوصيته فلا يدخل فيه ما ليس منه. والجانب الثاني: الاستفادة من هذا الضابط في تعيين الأسماء الحسنى وتحديد ما يصح وما لا يصح مما يورده أهل العلم في كتبهم، أو مما يشيع على ألسنة الناس. فالمناهج التي سار عليها العلماء في جمعهم للأسماء الحسنى مختلفة إلى حد ما عددا وطريقة، فمن حيث الكم هناك من اقتصر على التسعة والتسعين، وهناك من قصر عن ذلك، وهناك من زاد. ومن حيث الطريقة التي ساروا عليها في جمع تلك الأسماء هناك أربعة مناهج وقفت عليها من خلال استقراء جهودهم في هذا المجال، أوردها لك على النحو التالي: المنهج الأول: الاعتماد على العد الوارد في روايات حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وبالأخص طريق الوليد بن مسلم، عند الترمذي وغيره، وذلك (لاعتقادهم بصحة حديث الأسماء وتعدادها على مذهب المتساهلين في التصحيح وعدم النظر في العلل الواردة فيه) المنهج الثاني: الاقتصار على ما ورد من الأسماء بصورة الاسم فقط، أي ما ورد إطلاقه. وهذا منهج ابن حزم في عد الأسماء2 __________ 1 العواصم والقواصم 7/ 207. 2 1لمحلى 31/8.

(1/35)


قال عنه ابن حجر: "فإنه- أي ابن- حزم - اقتصر على ما ورد فيه بصورة الاسم لا ما يؤخذ من الاشتقاق كالباقي من قوله: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ} 1 ولا ما ورد مضافا كالبديع من قوله: {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ} 2" 3. المنهج الثالث: منهج المتوسطين الذين اشتقوا من كل صفة وفعل اسما ولم يفرقوا بين البابين- أي باب الأسماء وباب الصفات- بل إنهم يدخلون ما يتعلق بباب الإخبار أحيانا. ومن هؤلاء ابن العربي المالكي وابن المرتضى اليماني والشرباصي. المنهج الرابع: منهج المتوسطين الذين توسطوا بين أصحاب المنهج الثاني والمنهج الثالث، فلا هم الذين حجروا تحجر ابن حزم، ولا هم الذين توسعوا توسع ابن العربى وأمثاله. وهذا المنهج هو الأشهر والأكثر تطبيقا عند أهل العلم، فهم حافظوا على خاصية هذا الباب، وبالتالي جعلوا شروطا لاشتقاق الاسم من الصفة، وهذه الشروط دلت عليها النصوص، وسيأتي تفصيلها في المطلب الثالث والرابع من هذا المبحث. وليس الغرض هنا تفصيل تلك المناهج وبيان ما لها وما عليها، فإن لذلك مبحثه المستقل، ولكن المقصود هنا هو الإشارة إلى أن هذا الاختلاف الحاصل بين المناهج الأربعة السابقة الذكر يؤكد ضرورة تحديد ضابط __________ 1 الآية 27 من سورة الرحمن. 2 الآية 117 من سورة البقرة. 3 فتح الباري 217/11.

(1/36)


للأسماء الحسنى يعين على معرفة الراجح منها. فلعل هذا التوضيح يكون كافيا في شرح أهمية هذا الضابط، وهذا أوان الشروع في المقصود.

(1/37)


 المطلب الثاني: تحديد ضابط الأسماء الحسنى

لعل أنسب تعريف للأسماء الحسنى، هو قول شيخ الإسلام ابن تيمية فيها: "الأسماء الحسنى المعروفة: هي التي يدعى الله بها، وهي التي جاءت في الكتاب والسنة، وهي التي تقتضي المدح والثناء بنفسها"1. وهذا التعريف في اعتقادي هو أصلح وأفضل تعريف للأسماء الحسنى وذلك: أولا: لموافقته للنص الشرعي، ولعل شيخ الإسلام ابن تيمية استقاه من قوله تعالى: {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} 2. فقوله في التعريف: "هي التي يدعى بها" مأخوذ من قوله تعالى: {فَادْعُوهُ بِهَا} . وقوله: "هي التي وردت في الكتاب والسنة" مأخوذ من قوله: {الأَسْمَاءُ} (فالألف واللام هنا للعهد، فالأسماء بذلك، تكون معهودة ولا معروف في ذلك إلا ما نص الله عليه في كتابه أوسنة رسوله صلى الله عليه وسلم) 3. وقوله: (وهي التي تقتضي المدح والثناء بنفسها) مأخوذ من قوله تعالى: {الْحُسْنَى} فالحسنى تأنيث الأحسن، والمعنى أن أسماء الله أحسن الأسماء __________ 1 شرح العقيدة الأصفهانية ص 5 2 الآية 180 من سورة الأعراف 3 المحلى لابن حزم 29/1

(1/38)


وأكملها، (فما كان مسماه منقسما إلى كمال ونقص وخير وشر لم يدخل اسمه في الأسماءالحسنى) 1. وبهذا يتضح لك أن ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية في تعريف الأسماء الحسنى هو مطابق لما ذكره الله في كتابه العزيز. وهذا وحده يكفي في اختيار هذا التعريف. ثانيا: مما يؤكد صحة هذا التعريف اشتماله على شرطين للاسم هما: الشرط الأول: ورود النص من القرآن أو السنة بذلك الاسم. والشرط الثاني: صحة الإطلاق، وذلك أن يقتضي الاسم المدح والثناء بنفسه. وهذان الشرطان يحققان للتعريف مقوماته بأن يكون جامعا لجوانب الشيء ومانعا من دخول غيره فيه، فالشرط الأول يؤكد على كون أسماء الله توقيفية، وأنه لا يجوز استعمال القياس فيها. والشرط الثاني يؤكد على خاصية باب الأسماء وأنه أخص من باب الصفات وباب الإخبار. وتوضيح هذين الشرطين هو ما سأضمنه في المطلب الثالث والرابع، ولذلك فإن شرح هذا الضابط سيأتي هناك لارتباطه بالشرطين، فلا حاجة لذكره هنا تحاشيا للتكرار والإطالة __________ 1 مدارج السالكين 3/ 415، 416

(1/39)


 المطلب الثالث: في الشرط الأول للأسماء الحسنى وهو ورود النص بذلك الإسم " فأسماء الله توقيفية"

من الأمور المتقررة في عقيدة أهل السنة في باب أسماء الله الحسنى أن من ضابط أسماء الله الحسنى ورود النص بذلك، الاسم فلا يسمى الله إلا بما سمى به نفسه في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم. أ- فمعنى كون أسماء الله توقيفية: أي يجب الوقوف في أسماء الله على ما ورد ذكره في نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة لا نزيد على ذلك ولا ننقص منه. ولذلك يرى السلف أن من أحكام باب الأسماء ما يلي: 1- إثبات ما أثبته الله لنفسه من الأسماء الحسنى الواردة قي نصوص القرآن والسنة الصحيحة. 2- ألا ننفي عن الله ما سمى به نفسه في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم 3- ألا نسمي الله بما لم يسم به نفسه في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم. وذلك لأنه لا طريق إلى معرفة أسماء الله تبارك وتعالى إلا من طريق واحد هو طريق الخبر (أي الكتاب والسنة) . ب- ومن أقوال أهل العلم في تقرير هذه المسألة مايلي: قال ابن القيم رحمه الله: (أسماء الله تعالى هي أحسن الأسماء وأكملها، فليس في الأسماء أحسن منها ولا يقوم غيرها مقامها ولايؤدي معناها. وتفسير

(1/40)


الاسم منها بغيره ليس تفسيرا بمرادف محض، بل هو على سبيل التقريب والتفهيم. فإذا عرفت هذا فله من كل صفة كمال أحسن اسم وأكمله وأتمه معنى، وأبعده عن شائبة عيب أو نقص. فله من صفة الإدراكات: العليم الخبير دون العاقل الفقيه. والسميع البصير دون السامع والباصر والناظر. ومن صفات الإحسان: البر الرحيم الودود دون الرفيق والشفوق ونحوهما. وكذلك العلي العظيم دون الرفيع الشريف. وكذلك الكريم دون السخي. والخالق البارىء المصور دون الفاعل الصانع المشكل والغفور العفو دون الصفوح الساتر. وكذلك سائر أسمأنه تعالى يجري على نفسه منها أكملها وأحسنها وما لا يقوم غيره مقامه، فتأمل ذلك، فأسماؤه أحسن الأسماء، كما أن صفاته أكمل الصفات، فلا تعدل عما سمى به نفسه إلى غيره، كما لا تتجاوز ما وصف به نفسه ووصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم إلى ما وصفه به المبطلون والمعطلون) 1. وقال أبو سليمان الخطابي: (ومن عدم هذا الباب- أعني الأسماء والصفات- ومما يدخل في أحكامه ويتعلق به من شرائط، أنه لا يتجاوز فيها التوقيف، ولا يستعمل فيها القياس فيلحق بالشيء نظيره في ظاهر وضع اللغة ومتعارض الكلام: __________ 1 بدائع الفوائد 1/ 168

(1/41)


"فالجواد" لا يجوز أن يقاس عليه السخي وإن كانا متقاربين في ظاهر الكلام، وذلك أن السخي لم يرد به التوقيف، كما ورد بالجواد. و"القوي" لا يقاس عليه الجلد، وإن كانا يتقاربان في نعوت الآدميين لأن باب التجلد يدخله التلف والاجتهاد. ولا يقاس على "القادر" المطيق ولا المستطيع. وفي أسمأنه "العليم" ومن صفته العلم، فلا يجوز قياسا عليه أن يسمى عارفا لما تقتضيه المعرفة من تقديم الأسباب التي بها يتوصل إلى علم الشيء وكذلك لا يوصف بالعاقل. وهذا الباب يجب أن يراعى ولا يغفل، فإن عائدته عظيمة والجهل به ضار، وبالله التؤفيق) 1. وقال السفاريني في منظومته: لكنها في الحق توقيفية لنا بذا أدلة وفية ثم قال في شرحه: (لكنها- أي أسماء الله- في القول الحق المعتمد عند أهل الحق توقيفية بنص الشرع وورود السمع بها، ومما يجب أن يعلم أن علماء السنة اتفقوا على جواز إطلاق الأسماء الحسنى والصفات على البارىء جل وعلا إذا ورد بها الإذن من الشارع، وعلى امتناعه على ما ورد المنع عنه) 2. ج- الأدلة على كون أسماء الله توقيفية: من خلال ما تقدم من نقول يتضح لك مدى تمسك علماء أهل السنة بالتوقيف في باب الأسماء الحسنى، ومنعهم لاستخدام القياس اللغوي __________ 1 شأن الدعاء111-113 2 لوامع الأنوار البهية 1/ 124.

(1/42)


والعقلي في هذا الباب. وهذا هو القول الحق الذي تدل عليه النصوص الشرعية ومنها ما يلي: أولا: قوله تعالى: {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} 1. فهذه الآية تدل على أن الأسماء توقيفية من وجهين: 1- قوله: {الأَسْمَاءُ} فهي هنا جاءت (بأل) وهي هنا للعهد، فالأسماء بذلك لا تكون إلا معهودة، ولا معروف في ذلك إلا ما نص عليه في الكتاب أو السنة2. 2- قوله. {الْحُسْنَى} فهذا الوصف يدل على أنه ليس في الأسماء الأخرى أحسن منها، وأن غيرها لا يقوم مقامها ولا يؤدي معناها3. فلا يجوز بحال أن يدخل في أسماء الله ما ليس منها، فهذا الوصف يؤكد كونها توقيفية. ثانيا: قوله تعالى: {وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَأنه سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} 4. قال الإمام البغوي: (قال أهل المعاني: الإلحاد في أسماء الله تسميته بما لم يتسم به ولم ينطق به كتاب الله ولا سنة رسوله صلى الله عليه وسلم) 5. وقال ابن حجر: "قال أهل التفسير: من الإلحاد في أسمأنه تسميته بما لم يرد في الكتاب أو السنة الصحيحة"6 __________ 1 الآية 185 من سورة الأعراف 2 المحلى 29/1. 3 بدائع الفوائد 168/1 4 الآية 185 من سورة الأعراف 5 معالم التنزيل 3/ 357 6 فتح الباري 11/ 221

(1/43)


وقال ابن حزم: (منع تعالى أن يسمى إلا بأسمأنه الحسنى وأخبر أن من سماه بغيرها فقد ألحد) 1. وبهذا يتبين أن هذه الآية دليل على أن أسماء الله توقيفية، وأن مخالفة ذلك وتسميته تعالى بما لم يسم به نفسه ميل بها عما يجب فيها، فالإقدام على فعل شي من ذلك هو نوع من الإلحاد في أسماء الله. ثالثا: قوله تعالى: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى} 2. قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (ومن جعله تسبيحا للاسم يقول: المعنى: إنك لا تسم به غير الله، ولا تلحد في أسمأنه، فهذا ما يستحقه اسم الله) 3 فإذا فسرت الآية بهذا الوجه ففيها دليل على كل ما سبق في الآية التي قبلها من اعتبار تسميته بما لم يسم به نفسه من أنواع الإلحاد في أسمأنه. رابعا: قوله تعالى: {وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاء} 4 وقوله تعالى: {وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْم} 5. وقوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْأِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ} 6. فإذا كانت هذه الآيات تحرم وتحذر من الخوض في الأمور المغيبة عند فقد الدليل الشرعي، فإن ذلك التحريم والتحذير يدخل فيه باب أسماء الله __________ 1 المحلى 29/1. 2 الآية 1 من سورة الآعلى 3 مجموع الفتاوى 6/ 199 4 الآية 255 من سورة البقرة. 5 الآية 36 من سورة الإسراء. 6 الآية 33 من سورة الأعراف

(1/44)


باعتباره من الأمور المغيبة التي لا تعرف إلا من طريق النص الشرعي. ولذلك من الواجب هنا الاقتصار على الأسماء الواردة في النصوص وترك ما سواها. خامسا: حديث "ما أصاب عبدا قط هم ولا غم ولا حزن فقال: اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثزت به في علم الغيب عندك ... " الحديث1 والشاهد في الحديث قوله: "أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك". قال ابن القيم: (فالحديث صريح في أن أسماءه ليست من فعل الآدميين وتسمياتهم) 2. و"أو" في قوله: "سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك" حرف عطف والمعطوف بها أخص مما قبله فيكون من باب عطف الخاص على العام، فإن ما سمى به نفسه يتناول جميع الأنواع المذكورة بعده، فيكون عطف كل جملة منها من باب عطف الخاص على العام، فوجه الكلام أن يقال: "سميت به نفسك فأنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك"3. __________ 1 أخرجه الإمام أحمد في المسند 1/ 391، 452، وابن حبان في موارد الظمان ح 2372، والحاكم في المستدرك 1/509 والطبراني في الكبيرح 10352 2 شفاء العليل ص 277 3 المصدر السابق ص 276 "بتصرف".

(1/45)


د- الذين خالفوا الحق في هذه المسألة: قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (والناس متنازعون، هل يسمى الله بما صح معناه في اللغة والعقل والشرع وإن لم يرد بإطلاقه نص ولا إجماع، أم لايطلق إلا ما أطلق نصا أو إجماعا، على قولين مشهورين: 1- فعامة النظار- أي أهل الكلام- يطلقون ما لا نص في إطلاقه ولا إجماع كلفظ القديم والذات ونحو ذلك. 2- ومن الناس من يفصل بين الأسماء التي يدعى بها، وبين ما يخبر به عنه للحاجة، فهو سبحانه إنما يدعى بالأسماء الحسنى كما قال: {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} 1. وأما إذا احتيج إلى الإخبار عنه مثل أن يقال: ليس هو بقديم ولا موجود ولا ذات قائمة بنفسها ونحو ذلك، فقيل: بل هو سبحانه قديم موجود وهو ذات قائمة بنفسها. وقيل: ليس بشيء. فقيل: بل هو شيء فهذا سائغ، وإن كان لا يدعى بمثل هذه الأسماء التي ليس فيها ما يدل على المدح) 2. فالذين خالفوا الحق في هذه المسألة هم بعض أهل الكلام كما أشار لذلك شيخ الإسلام في النقل السابق، ومن هؤلاء بعض المعتزلة وبعض الأشاعرة، وكذلك الكرامية. أما عن المعتزلة، فقد ذكر البغدادي أن المعتزلة البصرية أجازوا إطلاق الأسماء عليه بالقياس) 3. __________ 1 الآية 180 من سورة الأعراف 2 رسالة في العقل والروح لشيخ الإسلام ابن تيمية 2/46،47 (مطبوعة ضمن الرسائل المنيرية) . 3 الفرق بين الفرق ص 337

(1/46)


وقال أبو الحسن الأشعري: (واختلفت المعتزلة، هل يجوز أن يسمى البارىء عالما من استدلا على أنه عالم بظهور أفعاله عليه وإن لم يأته السمع من قبل الله سبحانه بأن يسميه بهذا الاسم أم لا، على مقالتين: فزعمت الفرقة الأولى منهم أنه جائز أن يسمي الله سبحانه عالما قادرا حيا سميعا بصيرا من استدل على معنى ذلك أنه يلإق بالله وإن لم يأت به رسول وزعمت الفرقة الثانية أنه لا يجوز أن يسمي الله سبحانه بهذه الأسماء من دله العقل على معناها إلآ أن يأتيه بذلك رسول من قبل الله سبحانه يأمره بتسميته بهذه الأسماء) 1. 2- وأما عن الأشاعرة، فإن جمهورهم مع أهل السنة في كون أسماء الله توقيفية وكذلك الماتريدية، ولكن القاضي الباقلاني- من الأشاعرة- لا يشترط التوقيف واشترط أمرين هما: 1- أن يدل على معنى ثابت لله تعالى. 2- ألا يكون إطلاقه موهما لما لا يليق بالله تعالى2. وتوقف الجويني في هذه المسألة، فهو يرى أن الجواز وعدمه حكمان شرعيان لا سبيل إلى إطلاق أحدهما إلا بإذن الشرع، ولم يأت ولذا قال بالتوقف3. قال السفاريني. (الجمهور منعوا إطلاق ما لم يأذن به الشرع مطلقا، وجوزه المعتزلة مطلقا، ومال إليه بعض الأشاعرة كا لقاضي أبي بكير الباقلاني، وتوفف إمام الحرمين الجوينى 00) 4. __________ 1 مقالات الإسلاميين ص 197. 2 شرح المقاصد للتفتازاني 4/ 344، 345 3 الإرشاد ص 136، 137 4 لوامع الأنوار البهية 1/ 124.

(1/47)


3- وأما الكرامية، فقد قال الرازي: (وقالت المعتزلة والكرامية: إن اللفظ إذا دل العقل على أن المعنى ثابت في حق الله سبحانه جاز إطلاق ذلك اللفظ على الله سواء ورد التوقيف به أو لم يرد) 1. وإن مما لاشك فيه أن اسماط شرط التوقيف في باب أسماء الله ضرره عظيم. وأذكر لك قصة تبين فساد قول القائلين باسماط هذا الشرط، فمعتزلة البصرة يسقطون هذا الشرط، والجبائي منهم، وقد دخل رجل على الجبائي فقال: هل يجوز أن يسمى الله تعالى عاقلا؟ فقال الجبائي: لا، لأن العقل مشتق من العقال، وهو المانع، والمنع في حق الله تعالى محال فامتنع الإطلاق. قال الشيخ أبو الحسن (الأشعري) : فقلت له: فعلى قياسك لا يسمى الله- سبحانه- حكيما، لأن هذا الاسم مشتق من حكمة اللجام. وهي الحديدة المانعة للدابة عن الخروج، ويشهد لذلك قول حسان بن ثابت رضي الله عنه: فنحكم بالقوافي من هجانا ونضرب حين تختلط الدماء2. وقول الآخر3: أبي حنيفة أحكموا سفهاءكم إني أخاف عليكمو أن أغضبا __________ 1 لوامع البينات ص 45. 2 راجع ديوان حسان بن ثابت بشرح عبد الرحمن البرقوقي، القاهرة، المكتبة التجارية ص 6. يقول: من هجانا منعناه بقوافينا المفحمة، ونحن نضرب حين تختلط الدماء؟ أي حين تلتحم الحرب. وقوله: نحكم: أي نمنع. 3 البيت لجرير، وقاله في بيت آخر في هجاء بني حنيفة. والحكمة: ما أحاط بحنكي الفرس من لجامه. راجع ديوان جريرص 47، بيروت 1960.

(1/48)


أي: "نمنع بالقوافي من هجانا"، و "امنعوا سفهاءكم ". فإذا كان اللفظ مشتقا من المنع، والمنع على الله محال، لزمك أن تمنع إطلاق "حكيم " عليه سبحانه وتعالى. قال: فلم يحر جوابا، إلا أنه قال لي: فلم منعت أنت أن يسمى الله سبحانه عاقلا، وأجزت أن يسمى حكيما؟ قال (أي الأشعري) : فقلت له: لأن طريقي في مأخذ أسماء الله الإذن الشرعي، دون القياس اللغوي. فأطلقت "حكيما" لأن الشرع أطلقه، ومنعت "عاقلا" لأن الشرع منعه، ولو أطلقه الشرع لأطلقته "1. __________ 1 طبقات الشافعية للسبكي 2/ 251، 252،الطبعة الأولى بالمطبعة الحسينية.

(1/49)


 المطلب الرابع: الشرط الثاني للأسماء الحسنى وهو: أن تقتضي الأسماء المدح والثناء بنفسها

إن من شرط الأسماء الحسنى صحة الإطلاق. بمعنى أن يقتضي الاسم المدح والثناء بنفسه بدون متعلق أو قيد. وهذا الشرط هو الذي يميز باب الأسماء عن باب الصفات بخلاف الشرط الأول فإنه شرط مشترك بين الاثنين، فأسماء الله وصفاته لابد من ورود النص بهما1 "توضيح هذا الشرط": هذا الشرط من دقيق فقه الأسماء الحسنى، فنحن إذ وقفنا وقفة تأمل عند نصوص الكتاب والسنة الواردة في هذا الشأن نجد الحقائق التالية. أولا: أن الله أطلق على نفسه أسماء ك "السميع" و"البصير"، وأوصافا "السمع" و"البصر"، وهكذا أخبر عن نفسه بأفعالها فقال: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا} 2 وقال تعالى: {وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ} 3 __________ 1 باب الإخبار لا يشترط فيه التوقيف، فما يدخل في الإخبار عنه تعالى أوسع مما يدخل في باب أسمائه وصفاته كالشيء والموجود والقائم بنفسه فإنه يخبر به عنه ولا يدخل في أسمائه الحسنى وصفاته العليا، فالإخبار عنه قد يكون باسم حسن أو باسم ليس بسيئ أي باسم لا ينافي الحسن، ولا يجب أن يكون حسنا، ولا يجوز أن يخبر عن الله باسم سيئ. بدائع الفوائد 1/ 161، مجموع الفتاوى 6/ 142، 143 بتصرف 2 الآية 1 من سورة المجادلة. 3 الآية 15 من سورة آل عمران

(1/50)


فاستعملها في تصاريفها المتنوعة، مما يدل على أن مثل ذلك يجوز إطلاقه عليه في أي صورة ورد. ثانيا: وأطلق على نفسه أفعالا ك"الصنع" و "الصبغة" و "الفعل" ونحوها. قال تعالى: {صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْمن كُلَّ شَيْءٍ} 1 وقال تعالى: {صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً} 2 وقال تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ} 3 لكنه لم يتسم ولم يصف نفسه بها ولكن أخبر بها عن نفسه، مما يدل على أنها تخالف الأول في الحكم فوجب الوقوف فيها على ما ورد. ثالثا: ووصف نفسه بأفعال في سياقها المدح ك"يريد" و"يشاء" فقال جل شأنه: {فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ} 4 وقال تعالى: {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} 5 إلا أنه لم يشتق له منها أسماء فدل على أن هذا النوع مخالفة للقسمين الأولين، فوجب رده إلى الكتاب والسنة وذلك بالوقوف حيث أوقفنا الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. رابعا: ووصف نفسه بأفعال أخرى على سبيل المقابلة بالعقاب والجزاء فقال تعالى: {يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ} 6 وقال تعالى: {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ} 7 ولم يشتق منها أسماء له تعالى فدل ذلك على أن مثل هذه الأفعال لها حكم خاص فوجب الوقوف على ما ورد. __________ 1 الاية 88 من سورة النمل 2 الآية 138 من سورد البقرة 3 الآية 107 من سورة هود 4 الآية 125 من سورة الأنعام 5 الآية 29 من سورة التكوير 6 الآية 142 من سورة النساء 7 الآية 30 من سورة الأنفال

(1/51)


فهذه الحقائق السابقة قررت عند العلماء النتائج التالية: 1- أن النصوص جاءت بثلاثة أبواب هي "باب الأسماء" و"باب الصفات" و"باب الإخبار". 2- أن باب الأسماء هو أخص تلك الأبواب، فما صح إسما صح صفة وصح خبرا وليس العكس. 3- باب الصفات أوسع من باب الأسماء، فما صح صفة فليس شرطا أن يصح إسما، فقديصح وقد لايصح، مع أن الأسماء جميعها مشتقة من صفاته. 4- أن ما يدخل في باب الإخبار عنه تعالى أوسع مما يدخل في باب أسمأنه وصفاته، فالله يخبر عنه بالاسم وبالصفة وبما ليس باسم ولا صفة كألفاظ "الشيء" و"الموجود" و"القائم بنفسه" و"المعلوم"، فإنه يخبر بهذه الألفاظ عنه ولاتدخل في أسمأنه الحسنى وصفاته العليا. والذي يعنينا هنا من بين تلك النتائج هو تحديد سبب خصوصية باب الأسماء، وما المانع من دخول بعض ألفاظ الصفات وغيرها في هذا الباب وهذا يتضح لنا عند تحليل ما اشتقت منه أسماء الله. فمن المعلوم أن أسماء الله الحسنى كلها مشتقة، فكل اسم من أسمأنه مشتق إما من صفة من صفاته أو فعل قائم به1، ولمعرفة صحة الاسم ينطر إلى الصفة أو الفعل الذي اشتق منه، ولبيان ذلك، نقول: أولا: باب الصفات أوسع من باب الأسماء؟ فإن كانت الصفة منقسمة إلى كمال ونقص لم تدخل بمطلقها في أسمأنه. مثال ذلك "المتكلم- والمريد- والفاعل- والصانع". فهذه الألفاظ لا __________ 1 شفاء العليل ص 271

(1/52)


تدخل في أسمأنه، ولهذا غلط من سماه بهذه الأسماء؟ لأن الكلام والإرادة والفعل والصنع منقسمة إلى محمود ومذموم1. ومن أجل ذلك كان باب الصفات أوسع من باب الأسماء، فالله يوصف بصفات كالكلام، والإرادة، والاستواء، والنزول، والضحك، ولا يشتق له منها أسماء، فلا يسمى با لمتكلم، والمريد، والمستوي، والنازل، والضاحك، (فهذه الأسماء التي فيها عموم وإطلاق لما يحمد ويذم لا توجد في أسماء الله الحسنى، لأنها لا تدل في حال إطلاقها على ما يحمد الرب به ويمدح) 2. وفي المقابل هناك صفات ورد إطلاق الأسماء منها كالعلو، والعلم، والرحمة والقدرة، لأنها في نفسها صفات مدح والأسماء الدالة عليها أسماء مدح) 3 فمن أسمأنه: العلي، والعليم، والرحيم، والقدير. قال ابن القيم رحمه الله: (إن الصفة إذا كانت منقسمة إلى كمال ونقص لم تدخل بمطلقها في أسمأنه، بل يطلق عليه منها كمالها، وهذا كالمريد والفاعل والصانع، فإن هذه الألفاط لا تدخل في أسمأنه، ولهذا غلط من سماه بالصانع عند الإطلاق، بل هو الفعال لما يريد، فإن الإرادة والفعل والصنع منقسمة، ولهذا إنما أطلق على نفسه من ذلك أكمله فعلا وخبرا) 4. وقال رحمه الله: (ومن هنا يتبتن لك خطأ من أطلق عليه اسم الصانع والفاعل والمربي ونحوها؟ لأن اللفظ الذي أطلقه سبحانه على نفسه وأخبر به __________ 1 بدائع الفوائد 1/ 161، شرح الأصفهانية ص 5. 2 نقض تأسيس الجهمية 2/ 11 3 شرح الأصفهانية ص 5. 4 بدائع الفوائد 1/ 161

(1/53)


عنها أتم من هذا، وأكمل وأجل شأنا، فإنه يوصف من كل صفة كمال بأكملها وأجلها وأعلاها. فيوصف من الإرادة بأكملها وهو الحكمة وحصول كل ما يريد بإرادته ... وكذلك العليم الخبير أكمل من الفقيه العارف، والكريم الجواد أكمل من السخي، والرحيم أكمل من الشفيق، والخالق البارىء المصور أكمل من الفاعل الصانع؟ ولهذا لم تجئ هذه في أسمأنه الحسنى، فعليك بمراعاة ما أطلقه سبحانه على نفسه من الأسماء والصفات، والوقوف معها وعدم إطلاق مالم يطلقه على نفسه، مالم يكن مطابقا لمعنى أسمأنه وصفاته، وحينئذ فيطلق المعنى لمطابقته لها دون اللفظ، ولاسيما إذا كان مجملا أو منقسما أو مما يمدح به غيره فإنه لا يجوز إطلاقه إلا مقيدا، وهذا كلفظ الفاعل والصانع فإنه لا يطيق عليه في أسمأنه الحسنى إلا إطلاقا مقيدا كما أطلقه على نفسه كقوله: {فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ} 1 {وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ} 2 وقوله: {صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْمن كُلَّ شَيْءٍ} 3، فإن اسم "الفاعل" و"الصانع" منقسم المعنى إلى ما يمدح عليه ويذم، فلهذا المعنى لم يجىء في الأسماء الحسنى "المريد" كما جاء فيها "السميع" "البصير"، ولا "المتكلم، الآمر، الناهي" لإنقسام مسمى هذه الأسماء، بل وصف نفسه بكمالاتها وأشرف أنواعها. ومن هنا يعلم غلط بعض المتأخرين وزلقه الفاحش في اشتقاقه له سبحانه من كل فعل أخبر به عن نفسه اسما مطلقا، وأدخله في أسمأنه الحسنى فاشتق منها اسم الماكر، والمخادع، والفاتن، و. المضل، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا) __________ 1 الآية 16 من سورة البروج 2 الآية 27 من سورة إبراهيم. 3 الآية 88 من سورة النمل 4 انظر: تيسير العزيز الحميد ص 572، 573.

(1/54)


وقال رحمه الله: (وما كان مسماه منقسما إلى كامل وناقص وخير وشر لم يدخل اسمه في الأسماء الحسنى. كالشيء والمعلوم. ولذلك لم يسم بالمريد ولا بالمتكلم. وإن كان له الإرادة والكلام، لانقسام مسمى "المريد" و"المتكلم" وهذا من دقيق فقه الأسماء الحسنى. فتأمله، وبالله التوفيق) 1. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (وأما تسميته سبحانه بأنه مريد وأنه متكلم، فإن هذين الاسمين لم يردا في القرآن ولا في الأسماء الحسنى المعروفة، ومعناهما حق، ولكن الأسماء الحسنى المعروفة هي التي يدعى الله بها، وهي التي جاءت في الكتاب والسنة، وهي التي تقتضي المدح والثناء بنفسها، والعلم والقدرة والرحمة ونحو ذلك هي في نفسها صفات مدح، والأسماء الدالة عليها أسماء مدح، وأما الكلام والإرادة فلما كان جنسه ينقسم إلى محبوب كالصدق والعدل، وإلى مذموم كالظلم والكذب، والله تعالى لا يوصف إلا بالمحمود دون المذموم جاء ما يوضح به من الكلام والإرادة في أسماء تخص المحمود كاسمه الحكيم والرحيم والصادق والمؤمن والشهيد والرؤوف والحليم والفتاح ونحو ذلك. فلهذا لم يجىء في أسمأنه الحسنى المأثورة المتكلم المريد) 2. وقال رحمه الله: (إن الله سبحانه له الأسماء الحسنى، كما سمى نفسه بذلك، وأنزل كتبه، وعلمه من شاء من خلقه كاسمه (الحق) و (العليم) ، و (الرحيم) و (الحكيم) و (الأول) و (الآخر) و (العلي) و (العظيم) و (الكبير) __________ 1 مدارج السالكين 3/ 415، 416 2 شرح الأصفهانية ص 5"باختصار".

(1/55)


ونحو ذلك. وهذه الأسماء كلها أسماء مدح وحمد تدل على ما يحمد به، ولا يكون معناها مذموما، والله له الأسماء الحسنى، وليس له مثل السوء قط، فالأسماء التي فيها عموم وإطلاق لما يحمد ويذم لا توجد في أسماء الله الحسنى، لأنها لا تدل على ما يحمد الرب ويمدح، فالإرادة إذا أخذت مطلقا وقيل: "المريد" فالمريد قد يريد خيرا، يحمد عليه، وقد يريد شرا يذم عليه، وإذا أخذ الكلام وقيل: "متكلم" فالمتكلم بصدق وعدل، وقد يتكلم بكذب وظلم، ولذلك لم تذكر مطلقة) 1. ثانيا: باب الأفعال أوسع من باب الأسماء: وأما إذا كان الاسم مشتقا من أفعاله القائمة به، فإن كان الفعل ورد مقيدا فإنه لا يلزم من الإخبار عنه بالفعل مقيدا أن يشتق له منه اسم مطلق، كما غلط فيه بعض المتأخرين فجعل من أسمأنه الحسنى "المضل، الفاتن، الماكر تعالى الله عن قوله، فإن هذه الأسماء لم يطلق عليه سبحانه منها إلا أفعالا مخصوصة معينة فلا يجوز أن يسمى بأسمأنها المطلقة، والله أعلم) 2. قال ابن القيم رحمه الله: (الفعل أوسع من الاسم، ولهذا أطلق الله على نفسه أفعالا لم يتسم منها أسماء الفاعل، كأراد، وشاء، وأحدث. ولم يسم "بالمريد" و"الفاعل" و"المتمن" وغير ذلك من الأسماء التي أطلق أفعالها على نفسه. فباب الأفعال أوسع من باب الأسماء. وقد أخطأ- أقبح خطإ- من اشتق له من كل فعل اسما، وبلغ بأسمأنه زيادة على الألف فسماه "الماكر، والمخادع، والفاتن، والكائد" ونحو ذلك) 3. __________ 1 نقض تأسيس الجهمية 2/ 10، 11 "بتصرف". 2 بدائع الفوائد 1/ 161. 3 مدارج السالكين 3/ 415

(1/56)


وقال الشيخ حافظ حكمي: (اعلم أنه قد ورد في القرآن أفعال أطلقها الله عز وجل على نفسه على سبيل الجزاء والعدل والمقابلة، وهي فيما سيقت فيه مدح وكمال، لكن لا يجوز أن يشتق له تعالى منها أسماء ولا تطلق عليه في غير ما سيقت فيه من الآيات، كقوله تعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُم} 1 وقول: {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ} 2 وقوله تعالى: {نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ} 3 وقوله تعالى: {وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِم} 4 ونحو ذلك، فلا يجوز أن يطلق على الله تعالى مخادع، ماكر، ناس، مستهزئ، ونحو ذلك مما تعالى الله عنه، ولا يقال: الله يستهزىء ويخاع ويمكر وينسى على سبيل الإطلاق، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا) 5. وقال ابن القيم رحمه الله: (إن الله تعالى لم يصف نفسه بالكيد والمكر والخداع والاستهزاء مطلقا، ولا ذلك داخل في أسمأنه الحسنى، ومن ظن من الجهال المصنفين في شرح الأسماء الحسنى أن من أسمأنه تعالى الماكر، المخادع، المستهزىء، الكائد- فقد فاه بأمر عظيم تقشعر منه الجلود، وتكاد الأسماع تضئم عند سماعه، وغز قذا الجاهل أنه سبحانه وتعالى أطلق على نفسه هذه الأفعال، فاشتق له منها أسماء، وأسماؤه تعالى كالها حسنى فأدخلها في الأسماء الحسنى وقرنها بالرحيم، الودود، الحكيم، الكريم، وهذا جهل عظيم، فإن هذه الأفعال ليست ممدوحة مطلقا، بل تمدح في موضع وتذم في __________ 1 الآية 142 من سورة النساء. 2 الآية 30 من سورة الأنفال. 3 الآية 67 من سورة التوبة. 4 الآيتان 14- 15 من سورة البقرة 5 معارج القبول (1/ 76) .

(1/57)


موضع، فلا يجوز إطلاق أفعالها على الله تعالى مطلفا، فلا يقال إنه تعالى يمكر ويخادع ويستهزئ ويكيد، فكذلك بطريق الأولى لايشتق له منها أسماء ويكفى بها، بل إذا كان لم يأت في أسمأنه الحسنى المريد والمتكلم ولا الفاعل ولا الصانع لأن مسمياتها تنقسم إلى ممدوح ومذموم، وإنما يوصف بالأنواع المحمودة منها كالحليم والحكيم والعزيز والفعال لما يريد، فكيف يكون منها الماكر والمخادع والمستهزىء. ثم يلزم هذا الغالط أن يجعل من أسمأنه الحسنى الداعي، والآتي، والجائي، والذاهب، والقادم، والرائد، والناسي، والقاسم، والساخط، والغضبان، واللاعن، إلى أضعاف ذلك من التي أطلق تعالى على نفسه أفعالها من القرآن، وهذا لا يقوله مسلم ولا عاقل، والمقصود أن الله سبحانه لم يصف نفسه بالكيد والمكر والخداع إلا على وجه الجزاء لمن فعل ذلك بغير حق، وقد علم أن المجازاة على ذلك حسنة من المخلوق فكيف من الخالق سبحانه وتعالى) اهـ1 قلت: ومن هنا يتبتن لك خطأ ما عده بعضهم ومنهم ابن العربي المالكي في كتابه أحكام القرآن، حيث سماه بالفاعل والزارع، فإن الفاعل والزارع إذا أطلقا بدون متعلق ولا سياق يدل على وصف الكمال فيهما فلا يفيدان مدحا، أما في سياقها من الآيات التي ذكرت فيها فهي صفات كمال ومدح وتوحد كما قال تعالى: {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} وقال تعالى: {أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ} 3 __________ 1 مختصر الصواعق 2/ 34. 2 الآية 104 من سورة الأنبياء. 3 الآيتان 63، 64 من سورة الواقعة

(1/58)


الآيات، بخلاف ما إذا عدت مجردة عن متعلقاتها وما سيقت فيه وله، وأكبر مصيبة أن عد في الأسماء الحسنى رابع ثلاثة، وسادس خمسة مصرحا قبل ذلك بقوله: وفي سورة المجادلة اسمان فذكرهما. وهذا خطأ فاحشة، فإن الآية لا تدل على ذلك ولا تقتضيه بوجه، لا منطوقا ولا مفهوما، فإن الله عز وجل قال: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أنى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} 1 الآية. وأين في هذا سياق رابع ثلاثة، سادس خمسة؟ وكان حقه اللائق بمراده أن يقول: رابع كل ثلاثة في نجواهم وسادس كل خمسة كذلك، فإنه تعالى يعلم أفعالهم ويسمع أقوالهم كما هو مفهوم صدر الآية، ولكن لا يليق بهذا المعنى إلا سياق الآية والله تعالى أعلم) 2. __________ 1 الآية 7 من سورة المجادلة 2 معارج القبول 1/ 76، 78.

(1/59)


 المبحث الثاني: مناهج الناس في عدد الأسماء الحسنى

  المطلب الأولى: القائلون بأن أسماء الله غير محصورة بعدد معين نعلمه

... المطلب الأولى: القائلون بأن أسماء الله غيرمحصورة بعدد معين نعلمه انقسم الناس في مسألة عدد أسماء الله الحسنى إلى فريقين. الفريق الأول: يقولون: إن أسماء الله الحسنى لا تدخل تحت حصر ولا تحد بعدد، فإن لله تعالى أسماء وصفات استأثر بها في علم الغيب عنده لا يعلمها ملك مقرب ولا نبي مرسل1، وهذا هو الصواب وعلى ذلك مضى سلف الأمة وأئمتها، وهو قول جمهور العلماء ولم يخالفهم فيه إلا طائفة من المتأخرين كابن حزم وغيره2. أدلتهم: مما احتح به الجمهور لقولهم في هذه المسألة ما يلي: ا- حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما أصاب عبدا قط هم ولا غم ولاحزن فقال اللهم إني عبدك، ابن عبدك، ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضي في حكمك، عدل في قضاؤك، أسئلك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنرلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي وغمي، إلا أذهب الله همه وغمه وأبدله مكانه فرحا" قالوا: يا رسول الله أفلا تتعلمهن قال: "بلى، ينبغي لمن يسمعهن أن __________ 1 بدائع الفوائد 1/ 166 2 مجموع الفتاوى 22/ 482

(1/63)


يتعلمهن"1. والشاهد من هذا الحديث قوله: "أو استأثزت به في علم الغيب عندك" فهودليل على أن أسماءه أكثر من تسعة وتسعين، وأن له أسماء وصفات استأثر بها في علم الغيب عنده لا يعلمها غيره2. ففي هذا الحديث جعل أسماءه ثلاثة أقسام3: 1- قسم سمى به نفسه فأظهره لمن شاء من ملائكته أو غيرهم ولم ينزل به كتابه. __________ 1 أخرجه الإمام أحمد في المسند 1/ 391، 452، وابن حبان (انظر: موارد الطمآن ح 2372) ، والحاكم في المستدرك 1/ 9 5 1،، والطبراني في الكبير (ح 5352 1) . 2 شفاء العليل ص 277. 3 قال ابن القيم رحمه الله: (وقوله: "أسألك بكل اسم سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك " إن كانت الرواية محفوظة هكذا ففيها إشكال، فإنه جعل ما أنزله في كتابه أو علمه أحدا من خلقه أو استأثر به في علم الغيب عنده قسيما لما سمى به نفسه، ومعلوم أن هذا تقسيم وتفصيل لما سمى به نفسه، فوجه الكلام أن يقال سميت به نفسك فأنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك، فإن هذه الأقسام تفصيل لما سمى به نفسه، وجواب هذا الإشكال: أن "أو" حرف عطف والمعطوف بها أخص مما قبله فيكون من باب عطف الخاص على العام، فإن ما سمى به نفسه يتناول جميع الأنواع المذكورة بعده، فيكون عطفا كل جملة منها من باب عطف الخاص على العام. فإن قيل المعهود من عطف الخاص على العام أن يكون بالواو دون سائر حروف العطف. قيل المسوغ لذلك في الواو هو تخصيص المعطوف بالذكر لمرتبته من بين الجنس واختصاصه بخاصة غيره منه حتى كأنه غيره، أو إرادة لذكره مرتين باسمه الخاص وباللفظ العام، وهذا لا فرق فيه بين العطف بالواو أو بأو مع أن في العطف بأو على العام فائدة أخرى وهي بناء الكلام على التقسيم والتنويع كما بني عليه تاما، فيقال سميت به نفسك فإما أنزلته في كتابك وأما علمته أحدا من خلقك) . شفاء العليل ص 276.

(1/64)


2- وقسم أنزل به كتابه فتعرف به إلى عباده. 3- وقسم استأثر به في علم غيبه فلم يطلع عليه أحد من خلقه. ولهذا قال: "استأثرت به " أي انفردت بعلمه، وليس المراد انفراده بالتسمي به، لأن هذا الانفراد ثابت في الأسماء التي أنزل بها كتابه1. وقال الخطابي عند هذا الحديث: (فهذا يدلك على أن لله أسماء لم ينزلها في كتابه حجبها عن خلقه ولم يظهرها لهم) 2. وقال ابن كثير: (ثم ليعلم أن الأسماء الحسنى غير منحصزة في تسعة وتسعين) 3، واستدل لذلك بهذا الحديث. 2- ومما يستدل به ما ثبت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في سجوده: "اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وبك منك لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك"4. والشاهد من الحديث هو قوله: "لا أحصي ثناء عليك". وأما عن وجه الاستشهاد فيقول شيخ الإسلام ابن تيمية: (فأخبر أنه لا يحصي ثناء عليه، ولو أحصى أسماءه لأحصى صفاته كلها، فكان يحصي الثناء عليه، لأن صفاته إنما يعبر عنها بأسمأنه) 5. 3- ويستدل كذلك بقوله صلى الله عليه وسلم في حديث الشفاعة: "فيفتح علي من __________ 1 بدائع الفوائد 1/ 166. 2 كتاب شأن الدعاء ص 24 3 تفسير ابن كثير 269/2 4 أخرجه مسلم في صحيحه 51/2، كتاب الصلاة، باب ما يقال في الركوع 5 درء تعارض العقل والنقل 3/ 332، 333

(1/65)


محامده بما لا أحسنه الآن"1 قال ابن القيم رحمه الله: (وتلك المحامد هي تفي بأسمأنه وصفاته) 4- أن الأسماء الواردة في الكتاب والسنة أكثر من تسعة وتسعين، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وإن قيل لا تدعو إلا باسم له ذكر في الكتاب والسنة، قيل: هذا أكثر من تسعة وتسعين) 3. وقال محمد بن المرتضى اليماني: (وقد ثبت أن أسماء الله تعالى أكثر من ذلك المروي (أي التسعة والتسعون) بالضرورة، فإن في كتاب الله أكثر من ذلك) 4. __________ 1 أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب التفسير، باب "ذرية من حملنا مع نوح"، ولفظه "ثم يفتح الله علي من محامد وحسن الثناء عليه شيئا لم يفتحه على أحد قبلي" انتهى. وأخرجه مسلم في كتاب الإيمان 127/1 2 بدائع الفوائد 1/ 161 3 مجموع الفتاوى 22/ 482 4 إيثار الحق على الخلق ص 169.

(1/66)


 المطلب الثاني: القائلون بأن أسماء الله محصورة بعدد معين

هناك من حدد عددا معينا لأسماء الله الحسنى وزعم أن أسماء الله محصورة فيه، وإن كانوا على اختلافي في تحديد الزقم الذي يحذونه لأسماء الله؟ فهناك: ا- من يقوله: إن أسماء الله ثلاثمائة فقط1 2- ومنهم من قال: إن لله ألف اسم2. 3- ومنهم من قال: هي ألفا وواحد3. 4- ومنهم من يقول: إن لله أربعة آلاف اسم، ألف لا يعلمه إلا الله، وألف لا يعلمه إلا الله والملائكة، وألف لا يعلمه إلا الله والملائكة والأنبياء، وأما الألف الرابع فإن المؤمنين يعلمونه، فثلاثمائة منه في التوراة، وثلاثمائة في الإنجيل، وثلاثمائة في الزبور، ومائة في القرآن، تسعة وتسعون منها ظاهرة وواحد مكتوم4. 5- ومنهم من يقول: هي مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا عدد الأنبياء عليهم السلام، لأن كل نبي تمده حقيقة اسم خاص به مع إمداد بقية الأسماء له لتحققه بجميعها5. __________ 1 الجوائز والصلات ص 40 2 فتح الباري 1 1/ 5 22، زاد المعادا/ 88، وعزاه لأبي الخطاب ابن دحية الكلبي 3 الجوائز والصلات ص 40 4 لوامع البينات ص 152، فتح الباري 11/ 220. 5 الجوائز والصلات ص 45.

(1/67)


6- ومنهم من يقول: إن أسماء الله تسعة وتسعون فقط1. الجواب على ذلك: أما من قال: إنها ثلاثمائة، أو ألف، أو ألف وواحد، أو أربعة آلاف، أو مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا، فهي أقوال عارية من البينة وهي ليست إلا مجرد دعوى لا دليل ولا برهان عليها2 وهي من جنس الأقوال التي لا زمام لها ولا خطام، فلا يلتقت إليها وقد حرم الله علينا أن نتقول عليه أو أن تقفوا ما ليس لنا به علم، فقد قال تعالى. {وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ} وقال تعالى: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالأِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ} 4. وأما من قال: إنما تسعة وتسعون فقط. فهذا هو قول ابن حزم وطائفة معه5. واستدلوا لقولهم بحديث: "إن لله تسعة وتسعين اسما، مائة إلا واحدا، من أحصاها دخل الجنة"6 فهم احتجوا بالتأكيد في قوله صلى الله عليه وسلم: "مائة إلا واحدا". فقال ابن حزم: إنه لو جاز أن يكون له اسم زائد على العدد المذكور لزم أن يكون له مائة اسم، فيبطل قوله: "مائة إلا واحدا". وقال: وصح أن أسماءه لا تزيد على تسعة وتسعين شيئا، لقوله عليه __________ 1 المحلى 31/8. 2 فتح الباري 11/ 220 3 الآية 36 من سورة الإسراء 4 الآية 33 من سورة الأعراف 5 المحلى لابن حزم 8/ 31، ومجموع الفتاوى 6/ 382، فتح الباري 1 1/ 1 22. 6 متفق عليه.

(1/68)


السلام: "مائة! إلا واحدا" فنفى الزيادة وأبطلها1. الرد عليه: (هذا الذي قاله ليس بحجة لأن الحصر المذكور عندهم هو باعتبار الوعد الحاصل لمن أحصاها، فمن ادعى على أن الوعد وقع لمن أحصى زائدا على ذلك أخطأ، ولا يلزم من ذلك ألا يكون هناك اسم زائد) 2. والحديث لا يدل على الحصر كما ذكره غير واحد من العلماء، وإليك بعض أقوالهم: قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (والصواب الذي عليه جمهور العلماء أن قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن لله تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحدا، من أحصاها دخل الجنة" معناه أن من أحصى التسعة والتسعين من أسمأنه دخل الجنة وليس مراده أنه ليس له إلا تسعة وتسعون اسما) 3. وقال رحمه الله: "فإن الذي عليه جماهير المسلمين أن أسماء الله أكثر من تسعة وتسعين. قالوا- ومنهم الخطابى- قوله: "إن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها.." التقييد بالعدد عائد إلى الأسماء الموصوفة بأنها هي هذه الأسماء؟ فهذه الجملة وهي قوله: "من أحصاها دخل الجنة" صفة للتسعة والتسعين وليست جملة مبتدأة، ولكن موضعها النصب، ويجوز أن تكون مبدأة والمعنى لا يختلف، والتقدير: إن لله أسماء بقدر هذا العدد من أحصاها دخل الجنة كما يقول القائل: إن لي مائة غلام أعددتهم للعتق، وألف درهم أعددتها للحج، فالتقييد بالعدد هو في الموصوف بهذه الصفة لا في أصل __________ 1 المحلى 31/8،35/1. 2 فتح الباري 11/ 321 3 درء تعارض العقل والنقل 3/ 332.

(1/69)


استحقاقه لذلك العدد فإنه لم يقل إن أسماء الله تسعة وتسعون. قال: ويدلك على ذلك قوله في الحديث الذي رواه أحمد في المسند: "اللهم إني أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك" فهذا يدل على أن لله أسماء فون تسعة وتسعين يحصيها بعض المؤمنين. وأيضا فقوله: "إن لله تسعة وتسعين" تقييده بهذا العدد بمنزلة قوله: {تِسْعَةَ عَشَرَ} 1 فلما استقلوهم قال: {وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَرَبِّكَ إِلَّا هُو} 2 فأن لا يعلم أسماءه إلا هو أولى، وذلك أن هذا لوكان قد قيل منفردا لم يفد النفي إلا بمفهوم العدد الذي هو دون مفهوم الصفة، والنزاع فيه مشهور وإن كان المختار عندنا أن التخصيص بالذكرـ بعد قيام المقتضي للعموم ـ يفيد الاختصاص بالحكم، فإن العدول عن وجوب التعميم إلى التخصيص إن لم يكن للاختصاص بالحكم وإلا كان تركا لمقتضى بلا معارض وذلك ممتنع. فقوله: "إن لله تسعة وتسعين" قد يكون للتحصيل بهذا العدد فوائد غير الحصر، و (منها) ذكر أن إحصاءها يورث الجنة، فإنه لو ذكر هذه الجملة منفردة، وأتبعها بهذه منفردة لكان حسنا، فكيف والأصل في الكلام الاتصال وعدم الانفصال؟ فتكون الجملة الشرطية صفة لا ابتدائية. فهذا هو الراجح في العربية مع ما ذكر من الدليل) 3. قال ابن القيم رحمه الله: قوله: "إن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها __________ 1 الآية 20 من سورة المدثر 2 الآية 31 من سورة المدثر. 3 مجموع الفتاوى 6/ 1 38، 382.

(1/70)


دخل الجنة" لا ينفي أن يكون له غيرها والكلام جملة واحدة: أي له أسماء موصوفة بهذه الصفة، كما يقال: لفلان مائة عبد أعدهم للتجارة وله مائة فرس أعدهم للجهاد وهذا قول الجمهور، وخالفهم ابن حزم فزعم أن أسماءه تنحصرفي هذا العدد"1. وقال رحمه الله: "وأما قوله صلى الله عليه وسلم: "إن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة" فالكلام جملة واحدة وقوله: "من أحصاها دخل الجنة" صفة لا خبر مستقل. والمعنى: له أسماء متعددة من شأنها أن من أحصاها دخل الجنة. وهذا لا ينفي أن يكون له أسماء غيرها. وهذا كما تقول: لفلان مائة مملوك قد أعدهم للجهاد. فلا ينفي هذا أن يكون له مماليك سواهم معدون لغير الجهاد، وهذا لاخلاف بين العلماءفيه"2. وقال الخطابي: "في هذا الحديث إثبات هذه الأسماء المخصوصة بهذا العدد، وليس فيه منع ما عداها من الزيادة. وهو كقولك: إن لزيد ألف درهم أعدها للصدقة، وكقولك إن لعمرو مائة ثوب من زاره خلعها عليه، وهذا لا يدل على أنه ليس عنده من الدراهم أكثر من ألف درهم، ولا من الثياب أكثر من مائة ثوب، وإنما دلالته أن الذي أعده زيد من الدراهم للصدقة ألف درهم، وأن الذي أرصده عمرو من الثياب للخلع مائة ثوب"3. وقال النووي: "اتفق العلماء على أن هذا الحديث ليس فيه حصر لأسمأنه __________ 1 شفاء العليل ص 277. 2 بدائع الفوائد 1/ 167 3 شأن الدعاء ص 24

(1/71)


فليس معناه أنه ليس له إسماء غير هذه التسعة والتسعين، وإنما مقصود الحديث أن هذه التسعة والتسعين من أحصاها دخل الجنة، فالمراد الإخبار عن دخول الجنة بإحصأنها لا الإخبار بحصر الأسماء"1 __________ 1 شرح النووي لصحيح مسلم 17/ 5

(1/72)


 المبحث الثالث: مناهج الناس في تعيين الأسماء الحسنى

  المطلب الأول: منهج المعتمدين على العد الوارد في بعض روايات حديث أبى هريرة رضي الله عنه

... المطلب الأول: منهج المعتمدين على العد الوارد في بعض روايات حديث أبى هريرة رضي الله عنه سبق وأن أشرت في مبحث ضابط الأسماء الحسنى إلى اختلاف مناهج العلماء في طريقة تعيين الأسماء الحسنى، وانقسام تلك المناهج إلى أربعة أقسام هي: 1- منهج المعتمدين على العد الوارد في بعض روايات حديث أبي هريرة رضي الله عنه. 2- منهج المقتصرين على ما ورد بصورة الاسم (أي ما ورد إطلاقه وترك ما يؤخذ بالاشتقاق أو الإضافة) . 3- منهج المتوسعين الذين يذكرون المشتق والمضاف والمطلق من الأسماء، ولكنهم لا يفرقون بين صفة وصفة وفعل وفعل. 4- منهج المتوسطين المعتدلين الذين يذكرون المشتق والمضاف مع المطلق، ولكنهم يفصلون بين ما يصح إطلاقه من الصفات والأفعال وبين مالا يصح إطلاقه. وسأتطرق في هذا المطلب للمنهج الأول من تلك المناهج الأربعة، وسأخصص لبقية المناهج مطالب مستقلة بها. أقوال أهل العلم في المنهج الأول: انقسم العلماء في اعتماد العد الوارد في حديث الأسماء إلى قسمين:

(1/75)


القسم الأول: من اعتمد العد الوارد في حديث الاسماء، وبالأخص العد الوارد من طريق الوليد بن مسلم. ومن هؤلاء بعض المحدثين كالحاكم وابن حبان، وكذلك غالب شراح الأسماء الحسنى حيث عولوا في شروحهم على ذلك العد. (وأهل هذا القسم هم ما بين معتقد لصحة حديث الأسماء، أو مقلد لمن صحح ومستأنس بمتابعة الأكثرعلى القبول) القسم الثاني: من اعترض على هذا العد ولم يسلم بصحة الروايات الواردة فيه، ويرى عدم التعويل المطلق على ذلك العد، وينتقد من يقول باعتماده بإطلاق ويرى قصر الناس عليه. وممن ذهب إلى هذا القول عامة حفاظ الحديث وأهل المعرفة فيه، وجمع من العلماء السابقين والمعاصرين. رأي المعترضين على العد الوارد في حديث الأسماء: رأيت أن أقدم رأي الناقدين لهذا المنهج على رأي المعتمدين له، نظرا لكون مدار النزاع بين الفريقين منصبا بالدرجة الأولى على تصحيح وتضعيف الحديث الوارد في عد الأسماء، الأمر الذي يستدعي بسط القول في هذا الحديث والكلام عنه رواية ودراية. ونظرا لكون أصحاب الفريق الثاني هم من أهل المعرفة بهذا الفن وكلامهم فيه هو الأقوى صناعة والأجود عبارة فإن من الأصلح تقديم قولهم __________ 1 العواصم والقواصم 7/ 257.

(1/76)


في المسألة على قول غيرهم. هذا ويرتكز اعتراض الناقدين لهذا المنهج على نقاط رئيسية ثلاث هي: 1- أن التسعة والتسعين اسما لم يرد في تعيينها-حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأن أشهر ما عند التاس فيها هو حديث الترمذي الذي رواه الوليد بن مسلم وحفاظ أهل الحديث يقولون: إن هذه الزيادة مما جمعه الوليد بن مسلم عن شيوخه، فهي مدرجة في الحديث1. 2- أنه من الخطأ التعويل على هذا العد وقصر الناس عليه، ففي الكتاب والسنة أسماء ليست في ذلك الحديث مثل اسم "الرب" و"المنان" " و "السبوح " و "الوتر" و"الشافي" وغيرها كثير2. 3- أن في العد الوارد في الحديث أسماء لم تثبت في النصوص وهي محل نظر3. وأهم النقاط الثلاث هي النقطة الأولى، فهي التي عليها مدار النزاع بين المعتمدين لهذا المنهج والناقدين له. فعمدة الآخذين بهذا المنهج هو تصحيحهم لرواية حديث الأسماء. وعمدة الناقدين لهذا المنهج هو ردهم لتلك الرواية وقولهم بعدم صحة رفعها. ولذلك وسع الناقدون في هذه النقطة وبسطوها وشرحوها وبينوا جزئياتها وفصلوا كل ما يحتاج فيها إلى بيان وتوضيح، وكان من جوابهم في هذه المسألة وبسطهم لها ما يلي: أن حديت أبي هريرة المتعلق بهذه المسألة قد جاء بسياقين: __________ 1 مجموع الفتاوى 22/482 2 المصدر السابق 22/ 482، 485 3 فتح الباري 11/215

(1/77)


1- السياق الأول: عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن لله تسعة وتسعين اسما مائة غير واحد من أحصاها دخل الجنة" وهذا السياق لم يرد فيه سرد الأسماء. 2- والسياق الثاني: عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن لله تسعة ؤتسعين اسما من أحصاها دخل الجتة، فو الله الذي لآ إله إلا هو الرحمن الرحيم الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن. " وسرد الأسماء. فقالوا: أولا: إن صدر الحديث وهو قوله صلى الله عليه وسلم: "إن لله تسعة وتسعين اسما مائة غير واحد من أحصاها دخل الجنة" متفق على صحته، فقد أخرجه البخاري1 ومسلم2 في صحيحيهما، وكذلك بعض أصحاب السنن وغيرهم. ثانيا: مع التأكيد على صحة صدر الحديث إلا أن دعوى التواتر مردودة، فالحديث لم يصح إلا عن أبي هريرة رضي الله عنه3، وإن كان قد روي عن علي وسلمان وابن عباس وابن عمر رضي الله عنهم4، لكن إسناد كل منها مع غرابته ضعيف5 __________ 1 أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الدعوات، باب لله مائة اسم غير واحد. انظر: فتح الباري 11/ 214!. 641 2 أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الذكر والدعاء، باب في أسماء الله تعالى وفضل من أحصاها 4/ 63 0 2 رقم 2677. 3 تخريج حديث الأسماء الحسنى للحافظ ابن حجر ص 55. 4 هذه الأحاديث أخرجها أبو نعيم في جزء فيه طرق حديث: "إن لله تسعة وتسعين اسما" وهو مطبوع بتحقيق مشهور بن حسن، وهذه الأحاديث تحمل الأرقام 85، 87، 88 5 فتح الباري 11/ 214

(1/78)


قال الحافظ ابن حجر: "ولم يتواتر عن أبي هريرة أيضا، بل غاية أمره أن يكون مشهورا"1. ثالثا: الرواية التي وقع فيها عد الأسماء الحسنى وسردها قد اتفق أهل المعرفة بالحديث على أن ذلك العد ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما هو مدرج في الحديث، وتفصيل القول في هذه الرواية يتبين لك من خلال النقاط التالية: النقطة الأولى: طرق هذه الرواية: اهتم عدد من العلماء بجمع طرق هذا الحديث وأفردوا ذلك بأجزاء مسثقلة، منها على سبيل المثال جزء الحافظ أبي نعيم الأصبهاني، وجزء الحافظ ابن حجر وكلاهما مطبوع. والذي يمكن استخلاصه من كلامهم عن طرق هذه الرواية هو أن لهذه الرواية ثلات طرق2. الطريق الأولى: طريق الوليد بن مسلم: وقد أخرجها كل من: أ- الترمذي في سننه (كتاب الدعوات، باب 83 ح3506/5/ 53، 531) . 2- وابن حبان في صحيحه (انظر: موارد الظمآن ح 2384) ، (والإحسان في تقريب صحيح ابن حبان ح 858) . 3- والحاكم في المستدرك 1/ 16. 4- وابن منده في كتاب التوحيد 2/205 5- والبيهقي في السنن الكبرى 15/ 27، وفي الأسماء والصفات ص 15-16، __________ 1 فتح الباري 11/ 215. 2 فتح الباري 11/ 214، 215

(1/79)


وفي الاعتقادص 50. 6- والبغوي في شرح السنة 5/ 32. وغيرهم. كلهم من طريق الوليد بن مسلم حدثنا شعيب بن أبي حمزة عن الأعرج عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة، فو الله الذي لآ إله الرحيم، الملك، القدوس، السلام المؤمن، المهيمن الجبار، المتكبر، الخالق، البارئ، المصور، الغفار، الرزاق، الفتاح، العليم، القابض الباسط، الخافض الرافع، المعز، المذل، السميع، البصير، الحكم، العدل، اللطيف، العظيم، الغفور، الشكور، العلي، الكبير، الحفيظ، المقيت، الحسيب، الجليل، الكريم، الرقيب، المجيب، الواسع، الحكيم، الودود، المجيد، الباعث، الشهيد، الحق، الوكيل، القوي، المتين، الولي، الحميد، المحصي، المبدئ المعيد، المحيي المميت، الحي، القيوم، الواجد، الماجد، الواحد، الصمد، القادر، المقتدر، المقدم المؤخر، الأول الآخر، الظاهر الباطن، الوالي، المتعالي، البر، التواب، المنتقم، العفو، الرؤوف، مالك الملك، ذو الجلال والإكرام، المقسط، الجامع، الغني، المغني، المانع، الضار النافع، النور، الهادي، البديع، الباقي، الوارث، الرشيد، الصبور" قال الحافظ ابن حجر: "وقد أخرجه الطبراني عن أبي زرعة الدمشقي عنصفوان بن صالح فخالف في عدة أسماء فقال: "القائم الدائم" بدل "القابض الباسط" و "الشديد" بدل "الرشيد" و "الأعلى المحيط مالك يوم الدين".بدل

(1/80)


"الودود المجيد الحكيم" ووقع عند ابن حبان عن الحسن بن سفيان عن صفوان "الرافع " بدل "المانع". ووقع في صحيح ابن خزيمة في رواية صفوان أيضا مخالفة في بعض الأسماء، قال "الحاكم" بدل "الحكيم"، و "القريب" بدل "الرقيب" و"المولى" بدل " الوالي" و "الاحد" بدل "المغني". ووقع في رواية البيهقي وابن منده من طريق موسى بن أيوب عن الوليد "المغيث" بالمعجمة والمثلثة بدل" المقيت" بالقاف والمثناة1. ووقع بين رواية الوليد عن زهير بن محمد وروايته عن أبي الزناد المخالفة في أربعة وعشرين اسما مع مخالفتها لها في الترتيب، فليس في رواية زهير "الفتاح، القهار، الحكم، العدل، الحسيب، الجليل، المحصي، المقتدر، المقدم، المؤخر، البر، المنتقم، المغني، النافع، الضبور، البديع، القدوس، الغفار، الحفيظ، الكيير، الواسع، الماجد، مالك الملك، ذو الجلال والإكرام". والأسماء التي ذكرت بدلها "الرب، الفرد، الكافي، الدائم، القاهر، المبين- بالموحدة-، الصادق، الجميل، البادىء، القديم، البار، الوفي، البرهان، الشديد، الواقي- بالقاف -، القدير، الحافظ، العادل، المعطي، العالم، الأحد، الأبد، الوتر، ذو القوة"2 __________ 1 فتح الباري 11 / 216 2 تخريج حديث الأسماء الحسنى للحافظ ابن حجرص 55، وفتح الباري 11/216

(1/81)


الطريق الثانية: طريق عبد الملك بن محمد الصنعاني: وقد أخرجها ابن ماجه في سننه، أبواب الدعاء، باب أسماء الله عر وجل (ح 3957- 2/ 347) قال: حدثنا هشام بن عمارة، قال: حدثنا عبد الملك بن محمد الصنعاني، قال: حدثنا أبو المنذر زهير بن محمد التميمي، قال: حدثنا موسى بن عقبة، قال: حدثني عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن لله تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحدا، إنه وتر يحب الوتر، من حفظها دخل الجنة. الله، الواحد، الصمد، الأول، الآخر، الظاهر الباطن، الخالق، البارئ، المصور، الملك، الحق، السلام، المؤمن، المهيمن، العزيز، الجبار، المتكبر، الرحمن، الرحيم، اللطيف، الخبير، السميع، البصير، العليم، العظيم، البار، المتعال، الجليل، الجميل، الحي القيوم، القادر، القاهر، العلي، الحكيم، القريب، المجيب، الغني، الوهاب، الودود، والشكور، الولي، الشهيد، المبين، البرهان، الرؤوف، الرحيم1، المبدئ، المعيد، الباعث، الوارث، القوي، الشديد، الضار النافع، الباقي، الواقي، الخافض الرافع، القابض الباسط، المعز المذل، المقسط، الرزاق، ذو القوة، المتين، القائم، الحافظ، الوكيل، الناظر، السامع، المعطي المانع، المحي المميت، الجامع، الهادي، الكافي، الأبد، العالم، الصادق، النور، المنير، التام، القديم، الوتر، الأحد، الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحدا" قال زهير: فبلغنا عن غير واحد من أهل العلم، أن أولها يفتح بقول لا إله __________ 1 يلاحظ تكرار اسم الرحيم في هذا العد.

(1/82)


إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، بيده الخير وهو على كل شيء قدير. لا إله إلا الله له الأسماء الحسنى. وأخرجه أبو نعيم في جزئه برقم (20) ، وابن حجر في جزئه رقم (36) و (37) ، وعزاه ابن حجر في الفتح (11/ 215) لابن أبي عاصم والحاكم من طريق عبد الملك بن محمد الصنعاني عن زهير بن محمد به. الطريق الثالثة: طريق عبد العزيز بن الحصين بن الترجمان: وقد أخرجها كل من: 1- الحاكم في المستدرك 1/ 17. 2- البيهقي في الأسماء والصفات ص 18-19، وفي الاعتقادص 50 من طريق خالد بن مخلد القطواني: حدثنا عبد العزيز بن الحصين بن الترجمان حدثنا أيوب السختياني وهشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلمء قال: "إن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها كلها دخل الجنة: الله، الرحمن، الرحيم، الإله، الرب، الملك، القدوس، السلام، المؤمن المهيمن، العزيز، الجباز، المتكبر، الخالق، البارئ، المصور، الحليم، العليم، السميع، البصير، الحي، القيوم، الواسع، اللطيف، الخبير، الحنان، المنان، البديع، الودود، الغفور، الشكور، المجيد، المبدئ، المعيد، النور، البادئ، الأول، الآخر، الظاهر، الباطن، العفو، الغفار، الوهاب، القادر، الأحد، الصمد، الوكيل، الكافي، الباقي، الحميد، المغيث، الدائم، المتعالي، ذو الجلال والإكرام، المولى، النصير، الحق، المبين، الباعث، المجيب، المحيي المميت، الجليل، الصادق، الحافظ، المحيط، الكبير، القريب،

(1/83)


الرقيب، الفتاح، التواب، القديم، الوتر، الفاطر، الرزاق، العلام، العلي، العظيم، الغني، الملك، المقتدر، الأكرم، الرؤوف، المدبر، القدير، المالك، القاهر، الهادي، الشاكر، الكريم، الرفيع، الشهيد، الواحد، ذو الطول، ذو المعارج، ذو الفضل، الخلاق، الكفيل، الجميل"1. وعزاه ابن حجر في جزئه رقم (40) ، والشوكاني في تحفة الذاكرين (54) لابن مردويه في تفسيره من طريق خالد بن مخلد، وعزاه ابن حجر في فتح الباري (11/ 215) للفريابي في "الذكر" من طريق عبد العزيز بن الحصين. النقطه الثانية: الحكم على أسانيدها: 1- طريق عبد الملك بن محمد الصناني عند ابن ماجه2. في إسناد الحديث، هشام بن عمار ثقة، ولكنه لما كبر صار يتلقن وعبد الملك لين الحديث، وزهير بن محمد له مناكير،، قد ضعف برواية أهل الشام عنه، لأنها غير مستقيمة، وهذه من روايتهم عنه، ومنهم من ضعفه مطلقا، قال البوصيري في الزوائد: "إسناد طريق ابن ماجه ضعيفة لضعف عبد الملك بن محمد"3. ب- طريق عبد العزيز بن الحصين بن التزجمان: قال الحاكم: "عبد العزيز بن الحصين بن الترجمان ثقة وإن لم يخرجاه"4. فتعقبه الذهبي في تلخيصه بقوله: "بل ضعفوه"5. __________ 1 هذا العد من كتاب الاعتقاد للبيهقي ص50. 2 سنن ابن ماجه 2. / 347 3 مصباح الزجاجة 3/ 208. 4 المستدرك 1/ 17. 5 المستدرك 1/ 17.

(1/84)


وقد ذكر من ضعفه في ميزان الاعتدال حيث قال: "قال البخاري: ليس بالقوي عندهم، وقال ابن معين: ضعيف، وقال مسلم: ذاهب الحديث، وقال ابن عدي: الضعف على رواياته بين"1. ونقل ابن حجر في اللسان تضعيفه عن أبي داود وأبي القاسم البغوي وأبي أحمد الحاكم وأبي زرعة الدمشقي وأبي مسهر، وقال في خاتمة ترجمته: "قلت: وأعجب من كل ما تقدم أن الحاكم أخرج له في المستدرك وقال: إنه ثقة"2. وقال ابن حجر: "قال الحاكم بعد أن أخرج رواية عبد العزيز بن الحصين"عبد العزيز ثقة، وإن لم يخرجاه، وإنما جعلته شاهدا للحديث الأول"3 وفي كلامه مناقشات. الأولى: جزمه بأن عبد العزيز ثقة، مخالفة لمن قبله، فقد ضعفه يحيى بن معين والبخاري وأبو حاتم وغيرهم، حتى قال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الثقات. الثانية: شرط الشاهد أن يكون موافقا في المعنى، وهذا شديد المخالفة في كثير من الأسماء. والثالثة: جزمه بأنها كلها في القرآن، ليس كذلك، فإن بعضها لم يرد في القرآن أصلا، وبعضها لم يرد بذكر الاسم4. ج- طريق الوليد بن مسلم: قال الترمذي بعد ذكره لهذا الطريق: "هذا حديث غريب، حدثنا به غير __________ 1 ميزان الاعتدال 2/ 627 2 لسان الميزان 4/ 28، 29. 3 المستدرك 1/ 17 4 جزء فيه تخريح حديث الأسماء الحسنى ص 65، 66

(1/85)


واحد عن صفوان بن صالح، ولا نعرفه إلا من حديث صفوان بن صالح، وهو ثقة عند أهل الحديث. وقد روي هذا الحديث من غير وجه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا نعلم في كثير شيئا من الروايات له إسناد صحيح ذكر الأسماء إلا في هذا الحديث. وقد روى آدم بن أبي إياس هذا الحديث بإسناد غير هذا عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، وذكر فيه الأسماء، وليس له إسناد صحيح"1 انتهى كلامه. قال ابن حجر: "ولم ينفرد به صفوان بن صالح كما قال الترمذي، فقد أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات2 من طريق موسى بن أيوب النصيبي وهو ثقة عن الوليد أيضا"3. وقال الحاكم بعد تخريج الحديث من، طريق الوليد بن مسلم: "هذا حديث قد خرجاه في الصحيحين بأسانيد صحيحة دون ذكر الأسامي فيه، والعلة فيه عندهما أن الوليد ابن مسلم تفرد بسياقته بطوله وذكر الأسامي فيه ولم يذكرها غيره، وليس هذا بعلة، فإنني لا أعلم اختلافا بين أئمة الحديث أن الوليد بن مسلم أوثق وأحفظ وأعلم وأجل من أبي اليمان وبشر بن شعيب وعلي بن عياش وأقرانهم من أصحاب شعيب4"5 انتهى كلامه. قال ابن حجر تعقيبا على كلام الحاكم: "وليس العلة عند الشيخين تفرد __________ 1 سنن الترمذي 5/ 531، 532. 2 كتاب الأسماء والصفات للبيهقي ص 15. 3 فتح الباري 215/11. 4 يشير إلى أن بشرا وعليا وأبا اليمان رووه عن شعيب بدون سياق الأسماء، فرواية أبي اليمان عند البخاري ورواية علي عند الئسائي ورواية بشر عند البيهقي. فتح الباري 11/ 215. 5 المستدرك 1/ 16، 17.

(1/86)


الوليد فقط بل الاختلاف فيه والاضطراب وتدليسه واحتمال الإدراج"1. ويحسن هنا تفصيل هذه العلل التي أشار إليها ابن حجر رحمه الله: فالعلة الأولى: الاختلاف فيه والاضطراب: وقد وقع الاختلاف فيه من جهة السند ومن جهة المتن. 1- أما جهة السند: فقال ابن حجر: "وقد اختلف في سنده على الوليد. فأخرجه عثمان الدارمي في "النقض على المريسي"2 عن هشام بن عمار عن الوليد فقال: عن خليد بن دعلج عن قتادة عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة، فذكره بدون التعيين. (وعند الدارمي أيضا) 3 قال الوليد وحدثنا سعيد بن عبد العزيز مثل ذلك وقال كلها في القرآن (هو الله الذي لا إله إلا هو الرحمن الرحيم..) وسرد الأسماء. وأخرجه أبو الشيخ ابن حبان من رواية أبي عامر القرشي عن الوليد بن مسلم بسند آخر فقال: حدثنا زهير بن محمد عن موسى بن عقبة عن الأعرج عن أبي هريرة، قال زهير: فبلغنا أن غير واحد من أهل العلم قال: إن أولها أن تفتح بلا إله لا الله.. وسرد الأسماء4. 2- أما من جهة المتن: فقد وقع اختلاف في سرد الأسماء وذلك بالزيادة والنقص بين رواية ورواية، وكذا تقديم وتأخير كما سبق الإشارة إلى ذلك عند ذكررواية الوليد، وإليك فهرسا يوضح الاختلاف الواقع في رواية الوليد. __________ 1 فتح الباري 11/215 2 الرد على المريسي ص 369 3 الرد على المريسي ص 369 4 فتح الباري 11/ 215

(1/87)


العلة الثانية: تدليس الوليد: الوليد مدلس تدليس التسوية، وهذا النوع من التدليس يسمى عند المتقدمين (تجويدا) فيقولون: جوده فلان، يريدون ذكر فيه من الأجواد وحذف الأنياء، وسماه المتأخرون (تدليس التسوية) وذلك أن المدلس الذي سمع الحديث من شيخه الثقة عن ضعيف عن ثقة، يسقط الضعيف من السند ويجعل الحديث عن شيخه الثقة عن الثقة الثاني بلفظ محتمل، فيستوي الإسناد كله ثقات. وهو شر أنواع التدليس وأفحشها، لأن شيخه- وهو الثقة الأول- ربما لا يكون معروفا بالتدليس، فلا يحترز الواقف على السند عن عنعنة وأمثالها من الألفاظ المحتملة التي لا يقبل مثلها من المدلسين، ويكون هذا المدلس الذي يحترز من تدليسه قد أتى بلفظ السماع الصريح عن شيخه، فأمن بذلك من تدليسه، وفي ذلك غررشديد. ولا يقال في مثل هذا النوع "قد صرح بالتحديث" إذ لابد من التصريح بالتحديث من قبل كل من فوق المدلس. قال الدارقطني: الوليد يروي عن الأوزاعي أحاديث، هي عند الأوزاعي عن ضعفاء عن شيوخ أدركهم الأوزاعي، كنافع وعطاء والزهري فيسقط أسماء الضعفاء مثل عبد الله بن عامرالأسلمي وإسماعيل بن مسلم. وقال صالح بن محمد جزرة: سمعت الهيثم بن خارجة قال: قلت للوليد- قد أفسدت حديث الأوزاعي. قال: وكيف؟ قلت: تروي عن الأوزاعي عن نافع، وعن الأوزاعي عن الزهري وعن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير، وغيرك يدخل بين الأوزاعي وبين نافع عبد الله بن عامر الأسلمي، وبينه وبين الزهري قرة وغيره، فما يحملك على هذا؟ قال أنبل الأوزاعي أن

(1/89)


يروي عن مثل هؤلاء الضعفاء، قلت: فإدا روى الأوزاعي عن هؤلاء الضعفاء مناكير فأسقطتهم أنت وصيرتها من رواية الأوزاعي عن الثقات، ضعف الأوزاعي. قال: فلم يلتفت إلى قولي1. واحتج البخاري ومسلم بالوليد، ولكنهما ينتقيان حديثه ويتجنبان ما ينكر له2. وقال ابن الوزير: "الوليد مدلس مكثر من التدليس حتى عن الكذابين، وتعانى تدليس التسوية فلا ينفع قوله حدثنا ولا سمعت، لأن معنى تدليس التسوية أنه قد سمع من شيخه شعيب، ثم أسقط شيخ شعيب الذي بينه وبين أبي الزناد، فيحتمل أن يكون في الإسناد ساقط ضعيف بل كذاب، فكيف يحسن الحديث مع هذا، مع أنه قد رواه الثقات والحفاظ عن أبي الزناد بغير ذكر الأسماء. وقد رواه البخاري ومسلم والترمذي عن ابن عيينة، عن أبي الزناد بغير ذكر الأسماء. ورواه البخاري والنسائي من حديث شعيب بغير ذكرها. ورواه البخاري عن أبي اليمان الحكم بن نافع، والنسائي عن علي بن عياش كلاهما عن شعيب بغير ذكر الأسماء. وأما قول الحاكم: إنه لا خلاف أن الوليد بن مسلم أوثق وأحفظ وأعلم وأجل من أبي اليمان، وبشر بن شعيب و. علي بن عياش- فما يغني ذلك شيئا مع ما ذكرنا من التدليس الفاحش عنه وهوتدليس التسوية، فما يصح له مع ذلك __________ 1 ميزان الاعتدال 4/ 348 2 هذا النقل من حاشية تخريج حديث الأسماء الحسنى ص 61، 62 بتحقيق مشهور ابن حسن

(1/90)


حديث إلا أن يخلو الإسناد عنه، وعمن فوقه من العنعنة ونحوها منه إلى الصحابي على أقل الأحوال، ولم يحصل ذلك"1 العلة الثالثة: احتمال الإدراج: وهذه هي العلة الرئيسية في رد الحديث، فقد ذهب أكثر العلماء إلى أن سرد الأسماء ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم وإنما هو مدرج في الحديث. ويشهد لذلك ما يلي: 1- خلو أكثر الروايات عن هذا العد. 2- الاختلاف الشديد في سرد الأسماء والزيادة والنقص في تلك الروايات. 3- الفصل الذي وقع بين صدر الحديث وسرد الأسماء كما جاء التصريح به في بعض الطرق. 4- بعض تلك الأسماء ليست في القرآن والسنة الصحيحة، وفي المقابل هناك أسماء في القرآن والسنة لم ترد في تلك الروايات. ومن كلام العلماء في تقرير ذلك: 1- قول البيهقي: "ويحتمل أن يكون التفسير وقع من بعض الرواة في الطريقين- يقصد طريق الوليد وطريق عبد الملك بن محمد معا- ولهذا الاحتمال ترك البخاري ومسلم إخراج حديث الوليد في الصحيح"2 2- وقال ابن عطية في تفسيره: "في سرد الأسماء نظر، فإن بعضها ليس في القرآن ولا في الحديث الصحيح"3. __________ 1 العواصم والقواصم 7/ 252، 253 2 كتاب الأسماء والصفات ص 19. 3 فتح الباري 11/215،217

(1/91)


3- وقال ابن حزم: "والأحاديث الواردة في سرد الأسماء ضعيفة لا يصح منها شيء أصلا) 1. 4- وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وقد اتفق أهل المعرفة بالحديث على أن هاتين الروايتين- أي رواية التزمذي وابن ماجه- ليستا من كلام النبي صلى الله عليه وسلم وإنما كل منهما من كلام بعض السلف، فالوليد ذكرها عن بعض شيوخه كما جاء مفسرا في بعض طريق حديثه. ولهذا اختلفت أعيانهما عنه، فروي عنه في إحدى الروايات من الأسماء بدل ما يذكر في الرواية الأخرى، لأن الذين جمعوها قد كانوا يذكرون هذا تارة وهذا تارة، واعتقدوا هم وغيرهم أن الأسماء الحسنى التي من أحصاها دخل الجنة ليست شيئا معينا، بل من أحصى تسعة وتسعين اسما من أسماء الله دخل الجنة، أو أنها وإن كانت معينة فالاسمان اللذان يتفق معناهما يقوم أحدهما مقام صاحبه، "كالأحد" و "الواحد"، فإن في رواية هشام بن عمار عن الوليد بن مسلم عنه، رواها عثمان بن سعيد (الدارمي) 2"الأحد" بدل "الواحد" و"المعطي" بدل "المغني" وهما متقاربان. وعند الوليد هذه الأسماء بعد أن روى الحديث عن خليد بن دعلج عن قتادة عن ابن سيرين عن أبي هريرة. ثم قال هشام وحدثنا الوليد حدثنا سعيد بن عبد العزيز مثل ذلك. وقال: كلها في القرآن (هو الله الذي لا إله إلا هو..) مثل ما ساقها الترمذي، لكن الترمذي رواها عن طريق صفوان بن صالح عن الوليد عن شعيب وقد رواها ابن __________ 1 المحلى 8/ 2 الرد على المريسي ص 369.

(1/92)


أبي عاصم، وبين ما ذكره هو والترمذي خلال في بعض المواضع، وهذا كله مما يبين لك أنها من الموصول المدرج في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في بعض الطرق، وليست من كلامه"1. وقال رحمه الله: "إن التسعة والتسعين اسما لم يرد في تعيينها حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأشهر ما عند الناس فيها حديث الترمذي الذي رواه الوليد بن مسلم عن شعيب بن أبي حمزة. وحفاظ أهل الحديث يقولون هذه الزيادة مما جمعه الوليد بن مسلم عن شيوخه من أهل الحديث"2. 5- وقال ابن القيم رحمه الله: "والصحيح أنه- أي العد- ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم"3. 6- وقال ابن كثير رحمه الله: "والذي عول عليه جماعة من الحفاظ أن سرد الأسماء في هذا الحديث مدرج فيه، وإنما ذلك كما رواه الوليد بن مسلم وعبد الملك ابن محمد الصنعاني عن زهير أنه بلغه عن غير واحد من أهل العلم أنهم قالوا ذلك، أي أنهم جمعوها من القرآن، كما روى عن جعفر بن محمد وسفيان بن عيينة وأبي زيد الغلوي والله أعلم"4 7- وقال الصنعاني: "اتفق الحفاظ من أئمة الحديث أن سردها إدراج من بعض الرواة"5. 8- وقال ابن حجر: " وقد استضعف الحديث أيضا جماعة فقال __________ 1 مجموع الفتاوى 6/379ـ380 2 مجموع الفتاوى 22/ 482. 3 مدارج السالكين 3/ 415. 4 تفسير ابن كثير 2/269 5 سبل السلام 4/108

(1/93)


الداودي: لم يثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم عين الأسماء المذكورة. وقال ابن العربي: يحتمل أن تكون الأسماء تكملة الحديث المرفوع، ويحتمل أن تكون من جمع بعض الرواة وهو الأظهر عندي"1. وقال ابن حجر أيضا: "ورواية الوليد تشعر بأن التعيين مدرج"2 وقال في موضع آخر: "وإذا تقرر رجحان أن سرد الأسماء ليس مرفوعا فقد اعتنى جماعة بتتبعها من القرآن من غير تقييد بعدد"3. وقال البغوي: "يحتمل أن يكون ذكر هذه الأسامي من بعض الرواة"4. وقال ابن الوزير: "وعادة بعض المحدثين أن يوردوا جميع ما ورد في الحديث المشهور في تعدادها، مع الاختلاف الشهير في صحته، وحسبك أن البخاري ومسلما تركا تخريجه مع رواية أوله، واتفاقهما على ذلك يشعر بقوة العلة"5 "وقد رواه الترمذي ولم يصححه ولم يحسنه أيضا، بل نص على أنه ليس له إسناد صحيح"6. رأي المعتمدين على العد الوارد في الحديث: مشى بعض العلماء على أن سرد الأسماء مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ومن أولئك القرطبي صاحب التفسير، والنووي والشوكاني، وغيرهم. فقد ذكر القرطبي في تفسيره أنه ذكر تصحيح الحديث في كتابه "الأسنى في __________ 1 فتح الباري 11/217 2 فتح الباري 11/216 3 المصدر السابق 11/217 4 شرح السنة 5/35 5 إيثار الحق على الخلق ص 169 6 العواصم والقواصم 7/ 201.

(1/94)


شرح أسماء الله الحسنى" حيث قال: وذكرنا هناك. تصحيح حديث الترمذي"1. وكذلك النووي قال عن الحديث بعد أن أورده في كتابه الأذكار: "حديث حسن"2. وقال الشوكاني بعد أن أشار إلى إخراج الحاكم للحديث في مستدركه وابن حبان في صحيحه، وتحسين النووي له في الأذكار قال عقب ذلك: "ولا يخفاك أن هذا العدد قد صححه إمامان وحسنه إمام، فالقول بأن بعض أهل العلم جمعها من القرآن غير سديد، ومجرد بلوغ واحد أنه رفع ذلك لا ينتهض لمعارضة الرواية، ولا تدقع الأحاديث بمثله"3. وكلام الشوكاني يوضح حجة القائلين، بتصحيح الحديث، فقد عول هؤلاء في اعتقادهم صحة حديث الأسماء وتعدادها على مذهب المتساهلين في التصحيح. فهم استندوا على إخراج إلى الحاكم للحديث في مستدركه على الصحيحين، وكذلك ابن حبان في صحيحه وكذل هما من المتساهلين في التصحيح. جواب الناقدين على حجة المعتمدين لتصحيح الحاكم وابن حبان: 1- تصحيح الحاكم للحديث: أخرج الحاكم الحديث من طريق الوليد بن مسلم، وقال: "هذا حديث قد خرجاه في الصحيحين بأسانيد صحيحة دون ذكر الأسامي فيه، والعلة فيه عندهما أن الوليد تفرد بسياقته بطوله وذكر الأسامي فيه ولم يذكرها غيره، وليس هذا بعلة، فإني لا أعلم اختلافا بين أئمة الحديث أن الوليد بن مسلم أوثق وأحفظ وأعلم وأجل من أبي اليمان وبشر بن شعيب وعلي بن عياش وأقرانهم من أصحاب شعيب"4. __________ 1 الجامع لأحكام القرآن 7/ 325. 2 1لأذكار 94 3 تحفة الذاكرين ص 65 4 المستدرك 1/ 16، 17.

(1/95)


وأخرجه كذلك من طريق عبد العزيز بن الحصين بن الترجمان. وقال: "هذا حديث محفوظ من حديث أيوب وهشام عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة مختصرا دون ذكر الأسامي فيها وكلها في القرآن. وعبد العزيز بن الحصين بن الترجمان ثقة وإن لم يخرجاه، إنما جعلته شاهدا للحديث الأول"1. أما قول الحاكم عقب تخريجه للحديث من طريق الوليد بن مسلم فقد تعقب ابن حجر كلام الحاكم بقوله: "ليست العلة عند الشئيخين تفرد الوليد فقط بل الاختلاف فيه والاضطراب وتدليسه واحتمال الإدراج"2. وقد شرحت هذه العلل عند ذكر طريق الوليد بن مسلم وأما كلام الحاكم بعد ذكره لطريق عبد العزيز بن الحصين بن الترجمان فقد تعقبه ابن حجر بقوله: "وفي كلامه مناقشات: الأولى: جزمه بأن عبد العزيز ثقة، مخالف لمن قبله، فقد ضعفه يحيى بن معين والبخاري وأبو حاتم وغيرهم حتى قال ابن حبان تروي الموضوعات عن الثقات. الثانية: شرط الشاهد أن يكون موافقا في المعنى، وهذا شديد المخالفة في كثير من الأسماء. الثالثة: جزمه بأنها كلها في القرآن ليس كذلك، فإن بعضها لم يرد في القرآن أصلا، وبعضها لم يرد بذكر الاسم3. ثم إن إخراج الحاكم للحديث في مستدركه على الصحيحين ليس بحجة في تصحيحه، إذا علم أنه قد اشتهر عند المحدثين أن الحاكم متساهل في تصحيحه في مستدركه فقد قال عنه النووي: "وهو متساهل، فما صححه ولم __________ 1 المصدر السابق 1/17 2 فتح الباري 11/ 215. 3 جزء فيه تخريج حديث الأسماء الحسنى لابن حجرص 65، 66.

(1/96)


نجد فيه لغيره من المعتمدين تصحيحا ولا تضعيفا حكمنا بأنه حسن إلا أن يظهر فيه علة توجب تضعيفه"1. وقال الذهبي: "في المستدرك شيء كثيرعلى شرطهما، وشيء كثير على شرط أحدهما، ولعل مجموع ذلك ثلث الكتاب، بل أقل، فإن في كثير من ذلك أحاديث في الظاهر على شرط أحدهما أو كليهما، وفي الباطن لها علل خفية مؤثرة، وقطعة من الكتاب إسنادها صالح وحسن وجيد، وذلك نحو ربعه وباقي الكتاب مناكير وعجائب، وفي غضون ذلك أحاديث نحو المائة يشهد القلب ببطلانها وكنت أفردت منها جزء وبكل حال فهو كتاب مفيد قد اختصرته ويعوز عملا وتحريرا"2 وقال السخاوي: "أدخل فيه الحاكم عدة موضوعات حمله على تصحيحها إما التعصب لما رمي به من التشيع وإما غيره. فضلا عن الضعيف وغيره، بل يقال: إن السبب في ذلك أنه صنفه في أواخر عمره، وقد حصلت له غفلة وتغير، أو أنه لم يتيسر له تحريره وتنقيحه، ويدل له أن تساهله في قدر الخمس الأول منه قليل جدا بالنسبة لباقيه فإنه وجد عنده: إلى هنا انتهى إملاء الحاكم"3. 2- تصحيح ابن حبان للحديث: أخرج ابن حبان حديث الأسماء بسنده، من طريق الوليد بن مسلم قال: حدثنا شعيب بن أبي حمزة قال حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة وذكر الحديث ... وهذه الطريق هي طريق الترمذي التي تقدم الكلام عنها بالتفصيل، وقد __________ 1 المنهل الراوي من تقريب النواوي ص 34، 35 2 سير أعلام النبلاء17/ 175، 176. 3 فتح المغيث ص 36.

(1/97)


ذكرنا هناك ما فيها من العلل بما يغني عن تكرارها هنا مع العلم (أن الترمذي لما أخرج هذا الحديث من هذا الطريق لم يصححه ولم يحسنه أيضا، بل نص على أنه ليس له إسناد صحيح"1. ولا يكتفى بمجرد إخراج ابن حبان للحديث في صحيحه للاحتجاج بصحته، لأدت ابن جئان متساهل في صحيحه وذلك يقتضي التظر في أحاديثه، لأنه غير متقيد بالمعدلين، بل ربما يخرج للمجهولين2. ويرجع بعض العلماء تساهله لأمرين: أ- أنه يسمي الحسن صحيحا، وهذا راجع لمذهبه، وهو إدراج الحسن في الصحيح. 2- خفة شروطه: أ- فإنه يخرج في صحيحه ما كان راويه ثقة غير مدلس، سمع من شيخه وسمع منه الأخذ عنه ولا يكون هناك إرسال ولا انقطاع. ب- وإذا لم يكن في الراوي جرح ولا تعديل وكان كل من شيخه والراوي عنه ثقة ولم يأت بحديث منكر، فهو عنده ثقة، وفي كتاب الثقات له كثير ممن هذه حاله3. وقال العماد ابن كثير: "قد التزم ابن خزيمة وابن حبان الصحة وهما خير من المستدرك بكثير وأنظف أسانيد ومتونا، وعلى كل حال فلابد من النظر للتمييز"4. __________ 1 العواصم والقواصم 7/ 201 2 فتح المغيث ص 37. 3 تدريب الزاوي 1/ 108. 4 فتح المغيث ص 37.

(1/98)


 المطلب الثاني: منهج المقتصرين على ما ورد بصورة الاسم

أصحاب هذا المنهج يرون الاقتصار على ما ورد إطلاقه من الأسماء في النصوص، ويستبعدون ما يؤخذ بالإضافة أو الاشتقاق. وهذا المنهج سار عليه ابن حزم الظاهريّ، وإن كنت لم أجد في كلامه ما ينص على ذلك نصّا، ولكن طريقته في تتبع الأسماء وحصرها تؤكد ذلك، بالإضافة إلى أن غير واحد نسب إليه ذلك. فإن ابن حجرينسب ذلك إلى ابن حزم حيث قالت عنه: (فإنه اقتصر على ما ورد بصورة الاسم لا ما يؤخذ بالاشتقاق "كالباقي " ولاما ورد مضافا "كالبديع"1. وكذلك ابن العربى المالكيّ ذكر هذا المنهج لابن حزم، وقال معترضا عليه (قال سخيف من جملة المغاربة (يعني ابن حزم) : عددت أسماء الله فوجدتها ثمانين، وجعل يعدّد الصّفات النّحويّة، وياليتني أدركته فلقد كانت فيه حشاشة لو تفاوضت معه في الحقائق لم يكن بدّ من قبوله والله أعلم) إلى أن قال: (والعالم عندنا اسم، كزيد اسم وأحدهما يدل على الوجود، والآخر يدلّ على الوجود ومعنى زائد عليه، والذي يعضُدُ ذلك أن الصحابة وعلماء الإسلام حين عدّدوا الأسماء ذكروا المشتق والمضاف والمطلق في مساق __________ 1 فتح الباري 217/11.

(1/100)


واحد.1 والشاهد من كلام ابن العربيّ هو اعتراضه على ابن حزم لاقتصاره على لمطلق من الأسماء دون المشتق أوالمضاف. وإليك الأسماء التي عدّها ابن حزم في كتابه المحلى (8/ 31) والتي تؤكد اقتصاره على المطلق من الأسماء دون المشتق أو المضاف. __________ 1 أحكام القرآن (2/ 803

(1/101)


ويلاحظ على القاعدة التي سار عليها ابن حزم قصورها، ودليل ذلك عجزه حتى عن إكمال التسعة والتسعين اسما التي ورد بفضلها الحديث الصحيح، فقد وقف على عدّ ثمانين أو أربعة وثمانين اسما فقط. ولعلّ ابن حزم ألزم نفسه بالاقتصار على المطلق من الأسماء واستبعد المشتق والمضاف منها، لعقيدته المعروفة في الأسماء والصفات، فالمشهور عنه إثباته للأسماء مجرّدة من المعاني وإنكاره للصفات1، فهو يرى رأي المعتزلة في هذه المسألة الذين ينظرون إلى أسماء الله على أنها أعلام محضة خالصة من الدّلالة على أيّ معنى، فإذا كان هذا هو اعتقاد ابن حزم في أسماء الله وصفاته فليس بمستغرب منه أن يتجاهل الأسماء المشتقة والمضافة، إذ أنه لا يثبت أصلها فضلأ عن أن يثبتها، ويظهر أن ابن حزم أراد أن يطبِّق القاعدة النحويّة التي وضعها النّحاة لأنفسهم في الئفريق بين الاسم والصِّفة، فالنّحاة يفرِّقون بين الاسم والصِّفة، فحقيقة الاسم عندهم: هو كل لفظ جعل للدّلالة على المعنى إن لم يكن مشتقا، فإن كان مشتقا فليس باسم، وإنّما هو صفة. وهذه قاعدة أسّسها سيبويه ليرتب عليها قانونا من الصِّناعة في التصريف والجمع والتصغير والحذف والزِّيادة والنسبة وغير ذلك من الأبواب2. ولكن مسألة التفريق بين الوصفيّة والعلميّة لا تنطبق على أسماء الله لأن أسماء الله الحسنى أعلام وأوصاف، والوصف بها لا ينافي العلميّة، بخلاف أوصاف العباد فإنها تنافي علميّتهم) 3 وذلك لسبببين: السبب الأوّل: أن أوصاف الخالق مختصّة به، فلذلك لا تنافِي بينهاوبين __________ 1 شرح الأصفهانتة ص 76. 2 أحكام القرآن لابن العربيّ 2/ 802، 853. 3 بدائع الفوائد.

(1/103)


العلميّة المختصة. بخلاف أوصاف العباد فهي مشتركة بينهم فنافتها العلميّة المختصة. وشرح ذلك: أن الاسم وظيفته الاختصاص والتعيين، ولذلك قالوا في تعريفه: هو اللفظ الموضوع للشيء تعيينا له وتمييزا. وبالتالي لا يمكن للصفات أن تؤدي هذه الوظيفة بالنسبة للمخلوق لأن صفات العباد مشتركة بينهم فيتعذر بذلك الاختصاص الذي هو وظيفة الاسم. ولذلك إذا سمي الإنسان بوصف من الأوصاف مثل كريم، وشجاع، وجميل فإن هذه الألفاظ تتجرّد من خصائص الوصفيّة ويصبح لها خصائص العلميّة. السبب الثاني: لا تُقاس أسماء الله بأسماء المخلوق؛ لأن أسماء الخلق مخلوقة مستعارة وليست أسماؤهم نفس صفاتهم، بل قد تكون مخالفة لصفاتهم، وأسماء الله وصفاته ليس شيء منها مخالفا لصفاته، ولا شيء من صفاته مخالفا لأسمائه. فمن ادّعى أن صفة من صفات الله مخلوقة أو مستعارة فقد كفر وفجر، لأئك إذا قلت: (الله) فهو (الله) ، وإذا قلت (الرحمن) فهو (الرحمن) وهو (الله) ، فإذا قلت: (الرّحيم) فهو كذلك، وإذا قلت: (حكيم- عليم- حميد- مجيد- جبّار- متكبّر- قاهر- قادر فهو كذلك هو (الله) سواء لا يخالفه اسمٌ اسم صفتَه ولا صفتُه اسما. فهذا في حقّ الخالق. وأما في حقّ المخلوق فقد يُسمَّى الرّجل "حكيما" وهو جاهل، وحكما وهو ظالم، وعزيرا وهو حقير، وكريما وهو لئيم، وصالحا وهو طالح، وسعيدا وهو شقيّ، ومحمودا وهو مذموم، وحبيبا وهو بغيض، وأسدا

(1/104)


وحمارا وكلبا وجديا وكليبا وهرّا وحنظلة وعلقمة؛ وليس كذلك. والله تعالى وتقدّس اسمه كُلُّ أسمائه سواء, لم يزل كذلك، كان خالقا قبل المخلوقين، ورازقا قبل المرزوقين وعالما قبل المعلومين، وسميعا قبل أن يسمع أصوات المخلوقين، وبصيرا قبل أن يرى أعيانهم مخلوقة1. وبهذين السببين يتأكَّدُ التَّفريق بين أسماء الخالق وأسماء المخلوقين، وأن أسماء الله مشتقة من صفاته وليست أعلاما جامدة لا تدلّ على معنى كما يزعم ابن حزم والمعتزلة، ولهذا الموضوع تتمّة في الفصل الثاني من هذه الدّراسة وا لله أعلم. وخلاصة القول إنّ الّذي دعى ابن حزم لاستبعاد الأسماء المشتقّة والمضافة هو استبعاده لأصلها الذي جاءت به النّصُوص الّذي هو الصفات. __________ 1 الرَّدّ على المريسى ص 365.

(1/105)


المطلب الثالث: منهج المتوسِّعين يجد المتتبِّع لاجتهادات أهل العلم في جمع الأسماء الحسنى أن فريقا منهم توسّع في عدّه للأسماء الحسنى فأطلق على الله أسماء لا تدخل في هذا الباب ولا علاقة لها به، فلم يفرِّق هؤلاء بين ما يصحّ إطلاقه وما لا يصحّ، فأدخلوا في عدِّهم للأسماء ما لا يصحّ إطلاقه اسما وإن كان له أصل في باب الصفات أو باب الإخبار فلم يحفظوا لهذا الباب خصوصيّته. ولذلك نجد ابن القيِّم رحمه الله يحمل على هذا الفريق وينتقد صنيعهم فيقول: "إن الصفة إذا كانت منقسمة إلى كمالٍ ونقصٍ لم تدخل بمطلقها في أسمائه، بل يطلق عليه منها كمالها، وهذا كالمريد والفاعل والصانع، فإن هذه الألفاط لا تدخل في أسمائه، ولهذا غلط من سمّاه بالصانع عند الإطلاق ... "1. وقال في موضع آخر: "وقد أخطأ أقبح خطأ من اشتقّ له من كل فعل اسما، وبلغ بأسمائه زيا دة على الألف فسمّاه " الماكرُ والمخادعُ والفاتنُ والكائدُ"2. وقال رحمه الله: "إن الله لم يصف نفسه بالكيد والمكر والخداع والاستهزاء مطلقا، ولا ذلك داخلٌ في أسمائه الحسنى، ومن ظنّ من جهّال __________ 1 بدائع الفوائد 1/ 168. 2 مدارج السالكين 3/ 415.

(1/106)


المصتفين في شرح الأسماء الحسنى أن من أسمائه الماكر، والمخادع، والمستهزىء فقد فاه بأمير عظيم تقشعرّ منه الجلود وتكاد الأسماع تُصمّ عند سماعه، وغرّ هذا الجاهل أنه سبحانه وتعالى، أطلق على نفسه هذه الأفعال، فاشتق له منها أسماء، وأسماؤه كلّها حسنى، فأدخلها في الأسماء الحسنى وقرنها بالرحيم، الودود، الحكيم، الكريم، وهذا جهل عظيم، فإن هذه الأفعال ليست ممدوحة مطلقا، بل تمدح في مواضع وتُذمّ في مواضع، فلا يجوز إطلاق أفعالها على الله تعالى مطلقا فلايُقال: إنّه تعالى يمكُرُ ويُخَادع ويستهزىء ويُسمَّى بها، بل إذا كان لم يأت في أسمائه الحسنى المريد والمتكلِّم ولا الفاعل ولا الصانع لأن مسمّياتها تنقسم إلى ممدوع ومذموم، وإنّما يوصف با لأنواع المحمودة منها كالحليم والحكيم والعزيز والفعّال لما يريد، فكيف يكون منها الماكرُ والمخادعُ والمستهزىء. ثم يلزم هذا الغالط أن يجعَل من أسمائه الحسنى الدّاعي، والآتي، والجائي، وا لذاهب، والرائد، وا لنّاسي، والقاسم، والساخط، والغضبان، واللاعن، إلى أضعاف ذلك من التي أطلق تعالى على نفسه أفعالها من القرآن، وهذا لا يقوله مسلم ولا عاقل"1. وقال الشيخ حافظ حكمي- بعد أن نقل كلام ابن القيِّم السابق ذكره-: "ومن هنا يتبيّن لك خطأ ما عدّة بعضهم ومنهم ابن العربى المالكيّ في كتابه أحكام القرآن حيث سمّاه بالفاعل والزّارع، فإن الفاعل والزّارع إذا أُطلقا بدون متعلِّق ولا سياق يدلّ على وصف الكمال فيهما فلا يفيدان مدحا، أمّا في سياقها من الآيات التي ذُكِرت فيها فهي صفات كمالٍ ومدحٍ وتوحُّدٍكما قال تعالى: {كَمَا __________ 1 مختصر الصواعق 2/ 34.

(1/107)


بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} 1 وقال تعالى: {أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ} 2 الآيات، بخلاف ماإذاعت مجردة عن متعلقاتها وماسيقت فيه وله، وأكبر مصيبة أن عدَّ في الأسماء رابعَ ثلاثة، وسادسَ خمسة مصرِّحا قبل ذلك بقوله: وفي سورة المجادلة اسمان فذكرهما. وهذا خطأ فاحش ... "3. وأصحاب هذا المنهج يقفون في الطرف المقابل لأصحاب المنهج الثاني ويخالفونهم في طريقتهم. فأصحاب المنهج الئاني يرون أنّ الأسماء جميعها جامدة لا تدلّ على معنى، ولذلك اقتصروا على المطلق من الأسماء واستبعدوا المشتق والمضاف. وأما هؤلاء فهم بعكسهم، إذ أنهم يرون الأسماء جميعها مشتقة وما منها اسم إلأ هو مشتق4، ولذلك أدخلوا مع المطلق من الأسماء، المشتق من الصفات والأفعال، وكذلك الأسماء المضافة. وهذا هو الحقّ والصّواب ولكن هؤلاء غلطوا في أمرين. الأمر الأوّل: أنه ليس لهم قاعدة منضبطة في المشتق من الصفات أوالأفعال، فهم لا يفرِّقون بين ما يصحّ إطلاقه وما لا يصحّ إطلاقه منها. وقد سبق أن أوضحنا في مبحث ضابط الأسماء الحسنى أن من شرط __________ 1 الآية 104 من سورة الأنبياء. 2 الآيتان 63، 64 من سورة الواقعة. 3 معارج القبول 1/ 76، 77. 4 أحكام القرآن 2/ 858.

(1/108)


الاسم صحة الإطلاق وهو أن يقتضي الاسم المدحَ والثناءَ بنفسه. وأن من الأمور المتقرِّرة في النّصوص أن باب الصفات أوسع من باب الأسماء وكذا باب الأفعال أوسع من باب الأسماء. فالمتأمل في نصوص الكتاب والسنة في هذا الشأن يجد ما يلي: ا- أن الله أطلق على نفسه أسماء كالسميع والبصير، وأوصافا كالسّمع والبصر، وهكذا أخبر عن نفسه بأفعالها فقال: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا} 1 وقال تعالى: {ِوَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ} 2 فاستعملها في تصاريفها المتنوّعة ممّا يدلّ على أن مثل ذلك يجوز إطلاقه عليه على أيّ صورة. 2- وأطلق على نفسه أفعالأ كـ"الصُّنع"، و"الصِّبغة"، و"الفعل" ونحوها، لكنّه لم يتّسم ولم يصف نفسه بها لكنّه أخبر بها عن نفسه ممّا يدلّ على أنها تخالف الأوّلَ في الحكم فوجب الوقوف فيها على ما ورد. 3- ووصف نفسه بأفعال في سياق المدح "يريد"، و"يشاء" فقال جل شأنه: {فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ} 3وقال تعالى: {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} 4 إلاأنه لم يشتق له منها أسماء، فدلّ على أن هذا النّوع مخالفٌ للقسمين الأوّلين، فوجب ردّه إلى الكتاب والسنة وذلك بالوقوف حيث وقف الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. 4- ووصف نفسه بأفعال أخرى على سبيل المقابلة بالعقاب والجزاء فقال تعالى: __________ 1 الآية امن سورة المجادلة. 2 الآية 15 من سورة آل عمران. 3 الآية 125 من سورة الأنعام. 4 الآية 29 من سورة التكوير.

(1/109)


{إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ} 1 وقال: {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} 2 ولم يشتق منها أسماء له تعالى، فدلّ ذلك على أن مثل هذه الأفعال لها حكم خاص فوجب الوقوف على ما ورد.3 وبهذا يتبيّن غلط هؤلاء في اشتقاقه له سبحانه من كل فعل أخبر به عن نفسه اسما مطلقا وإدخاله في أسمائه الحسنى فجعلوا من أسمائه الصَّانعَ، والفَاعلَ، والمربِّي، وا لماكرَ، وا لمخادعَ، والفاتنَ، والمضِلَّ. تعالى الله عن ذلك علوّا كبيرا.4 الأمر الثاني. الّذي غلط فيه هؤلاء هو إدخالهم للألفاظ الّتي صحّ ورودها خبرًا في باب الأسماء. فالنُّصُوصُ كما سبق وأن أوضحنا فرقت بين باب الأسماء وباب الإخبار، فالله أخبرعن نفسه بالصُّنع والفعل ونحوها ولم يَصِف نفسه بذلك ولم يتّسم به فقال: {صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ} 5 وقال تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيد} 6 وقال تعالى: {صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً} ؤ7! ولذلك فإن أصحاب هذا النهج بين أحد خيارين إمّا أن يلتزموا بشرط الاسم وضابطه فيحذفوا تلك الأسماء التي لا يجوز إطلاقها على الله. __________ 1 الآية 47 من سورة إبراهيم. 2 الاية 30 من سورة الأنفال. 3 القواعد الكليّة للأسماء والصفات ص 88. 4 تيسير العزيز الحميدص 573. 5 الآية 88 من سورة النمل. 6 الآية 157 من سورة هود. 7 الآية 138 من سورة البقرة.

(1/110)


وإمّا أن يتنكروا لهذا الضابط ويلزموا أنفسهم بإطلاق اسم من كلّ فعل ورد في النصوص كما ألزمهم ابن القيم بذلك حيث قال: " يلزم هذا الغالط أن يجعل من أسمائه الحسنى الدَّاعي والآتي والجائي, والذاهبَ والرائد, والناسي, والقاسم, والساخط, والغضبان, واللاعن, إلى أضعاف ذلك من التي أطلق تعالى على نفسه أفعالها من القرآن, وهذا لايقوله مسلمٌ ولاعاقلٌ".1 __________ 1 مختصر الصواعق 2/34

(1/111)


المطلب الرابع: منهج المتوسِّطين وهو منهج الوسط بين طرفي النقيض, فأصحاب هذا المنهج لم يحجروا تحجير ابن حزم الذي اقتصر على المطلق من الأسماء واستبعد المشتق والمضاف, ولاهم كذلك توسَّعوا توسُّع الذين أدخلوا في هذا الباب ماليس منه وخلطوا بين الأبواب الثلاثة ـ أعني باب الأسماء وباب الصفات وباب الإخبار ـ ولم يحفظوا لهذا الباب خصوصيّته, فباب الأسماء هو أخص الأبواب الثلاثة, ولذلك راعى أهل هذا المنهج هذه الخاصيّة, واشترطوا لصحة الإطلاق أن يكون الاسم في حالة إطلاقه مقتضيًا للمدح والثناء بنفسه, ولذلك أخذوا أسماءَ بطريق الاشتقاق والإضافة, وبما أن الأسماء جميعها مشتقة من الصفات, فإن من شرط إطلاق الاسم من الصفة, أن تكون الصفة, أن تكون الصفة في حال إطلاقها غيرَ منقسمةٍ إلى كمالٍ ونقصٍ ومدحٍ وذمٍّ أو خيرٍ وشرٍّ, فلابدّ في حال إطلاقها أن تكون مدحا مطلقا. فليس كلّ الصفات تدلّ في حال إطلاقها على ما يُحمَدُ به الرّبُّ ويُمدَحُ, فالكلام, والإرادة, والاستواء, والنزول صفات, ولكن لايشتق منها الأسماء لعدم اقتضائها المدح والثناء في حال إطلاقها, وقد بسطنا القول في ذلك عند شرح ضابط الأسماء الحسنى فليرجع إليه. وهذا النّهج ناصروه وعاضده أكثر العلماء الذين اهتمّوا بجميع الأسماء الحسنى وبخاصة المتقدّمين منهم, فمن خلال استقرائي لجميع العلماء وجدت أن الكثير منهم يراعي ذلك الشرط عند ذكره للأسماء فيأخذون بعض

(1/112)


الأسماء بطريق الاشتقاق ولكن مع التقيّد باالضابط الذي ذكرته، وإن كانت هناك بعض الفروقات بين جمع وآخر، لكنّها ترجع إلى طبيعة الاستقراء التي سار عليها البعض في جمعهم، فترى البعض تارة يرى صحّة الإطلاق في صفة بينما يرى آخرون عدم صحّة الإطلاق فيها. فعلى سبيل المثالي لو نظرنا في الجمع الوارد في حديث الأسماء والذي هومن جمع الرُّواة وليس من قول النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم على القول الراجح. فهذا الجمع حوى أسماء أُخِذَت بطريق الاشتقاق أو وردت في النَّصِّ مضافة، منها ما يلي: الباعث، الباقي، البديع، الجليل، الجامع، ذو الجلال والإكرام، الرّافع، الرّشيد، النّور، النّافع، الهادي، الوارث. فهذه الأسماء لم يرد إطلاقها في النُّصوص. وبهذا يتّضح الفارق الذي امتاز به أصحاب هذا المنهج عن منهج ابن حزم، فهم خالفوا ابن حزم في زعمه أن الأسماء يُقتَصَرُفيها على المطلق فقط، فابن حزم انفرد بهذا المنهج ولم يناصره فيه أحدٌ؛ بل كافَّةُ العلماء على خلافه، إذ أنّهم جميعًا يأخذون بطريق الاشتقاق أو بالإ ضافة. كما أنه في الوقت ذاته يتّضح الفارق بين، أصحاب هذا المنهج ومنهج المتوسِّعين الذين لم يعتبروا شرط الإطلاق في صحَّة ثبوت الاسم. وستتضح لك الصورة بشكل أكبر في المبحث الرَّابع الذي خصَّصته لجهود العلماء في جمع الأسماء الحسنى، فقد عقدت في المبحث الرّابع مطالب أوضحت فيها ما ورد إطلاقه من الأسماء وما أُخِذَ بطريق الاشتقاق أو ما ورد مضافًا وكذلك ما لا يثبت من الأسماء

(1/113)


 المبحث الرابع: جهود أهل العلم في جمع الأسماء الحسنى

  المطلب الأول: نماذج لاجتهادات أهل العلم في جمع الأسماء الحسنى

... المطلب الأوّل: نماذج لاجتهادات أهل العلم في جمع الأسماء الحسنى إذا تبيّن أن الروايات في عدّ الأسماء ليست من كلام النبي صلى الله عليه وسلم فإن الحقيقة التي يجب أن تُقرَّرفي هذا المقام أنّ جميع ماورد من جمع للأسماء الحسنى إنّماهو من اجتهاد أهل العلم من خلال استقرائهم للنّصوص، والملاحظ على تلك الاجتهادات ما يلي: ا- اقتصار الأغلب في جمعهم على عدّ تسعةٍ وتسعين اسمًا من أسماء الله الحسنى، ولعلّ المقصود من هذا التّقيّد هوتحصيل الفضل الوارد في الحديث، إذ الفضل قد ورد فيمن أحصى هذا القدر من أسماء الله. 2- الاقتصار كذلك على تتبُّع تلك الأسماء في سور القرآن الكريم فقط دون الرُّجوع إلى السنة الصَّحيحة، ولعل السَّبب يرجع في ذلك إلى صعوبة تتبُّع ما ورد في السنة؛ إذ أنّه يحتاج إلى جهدٍ في الاستقصاء، مع ملاحظة أن غالب من يعتني بعدّ الأسماء يقتصرعلى عدٍّ تسعةٍ وتسعين- كما أسلفنا- لتحصيل فضل ما ورد في الحديث، وبما أنهم يستخرجون ذلك العدد من القرآن فإنهم يكتفون بذلك. 3- الاختلاف في العدٍّ بين جمع وآخر، ويندر أن تجد اتِّفاقا كليًّا بين جمعين؛ لأن الاستقراء قد يختلف من شخص لآخر، وكذلك الضابط في تعيين ما ينطبق عليه شرط الاسم قد يختلف, فهناك من يتوسَّع وهناك من يتقيّد بشروط معيّنة بحسب ما وصل إليه اجتهاد كلِّ واحد منهم.

(1/117)


ومن خلال استقراء أدلّة الأسماء التي جُمِعَت من قبل العلماء فإنّه يمكن تصنيف تلك الأسماء على النّحوالتّالي: ا- أسماء وردت بصورة الاسم إمّا في القرآن والسنة معًا أو في القرآن فقط أوفي السُّنَّة فقط. 2- أسماءٌ لم ترد بصورة الاسم وإنّما وردت بالإضافة أوالاشتقاق وبعضها قد يُؤخَذ من النُّصوص بضربٍ من التَّكلُّف. 3- أسماءٌ لا يصحُّ أن تُطلَق في باب الأسماء، ولا يصحّ إيرادها في هذا الباب، وإن كانت قد ترجع إمّا إلى باب الصِّفات أو باب الإخبار. وسأعرض أولأ نماذج لجمع العلماء لتلك الأسماء، ثم أسرد الأسماء الَّتي وردت بصورة الاسم وذلك حسب علمي القاصر، ولا أدَّعي في هذا المقام أنّي استقصيت النُّصوص، ثم أسرد الأسماء التي لم ترد بصورة الاسم وإنما وردت بالإضافة أو أُخِذَت بالاشتقاق وفي بعضها نظر، وقد اخترت ثمانية عشر جمعًا لعلماء من عصورٍ مختلفةٍ، ورتَّبت ذلك ترتيبًا زمنيًا على النّحو التالي: 1- جمع جعفر الصّادق (85- 148هـ وقد ذُكِرَ ذلك الجمع في فتح الباري (11/ 217) . 2 - جمع لأبي زيد اللغويِّ أقرَّه عليه سفيان بن عيينة (157-198 هـ) وقد ذُكِرَ ذلك الجمع في فتح الباري (11/ 217، 218) . 3- جمع لأبي سليمان حمد بن محمد الخطّابيّ (9 1 3-388 هـ) أورده في كتابه شأن الدُّعاء. 4- جمع للحافظ محمد بن إسحاق بن منده (315- 395 هـ) أورده في

(1/118)


كتابه التَّوحيدالجزء الثاني. 5- جمع لأبي عبد الله الحسين بن الحسن الحليمي (338-3 40) أورده في كتابه المنهاج في شعب الإيمان (1/ 188، 159) . ووافقه على ذلك أبو بكر أحمد ابن الحسين البيهقي (384-458 هـ) في كتابه الأسماءوالصِّفات (ص 23-18 1) . 6- جمع لأبي محمد علي بن أحمد بن حزم (384- 56 4 هـ) أورده في كتابه المحلى (8/ 31) . 7- جمع لقوام السُّنَّة إسماعيل بن محمَّند بن الفضل الأصبهانيّ (457- 535 هـ) أورده في كتابه الحُجَّة في بيان المحجَّة (1/ 114-116) علمًا بأنه لم يقصدبذكره للأسماء جمع تلك الأسماء علىسبيل الاستقصاء. 8- جمع لأبي بكر محمّد بن عبد الله القرطبي المشهور بابن العربي المالكي (468-543 هـ) أورده في كتابه أحكام القرآن (2/ 858، 815) . 9- جمع لأبي عبد الله محمّد بن أحمد الأ نصاري القرطبي المُفسِّر ( ... - 671 هـ) في كتابه الأسنى في شرح الاسماء الحسنى. مع العلم أنّ الكتاب مخطوطٌ وهو ناقصٌ، وقد أكملت النّقص من كتاب تلخيص الحبير لابن حجر كما عزاه إلى القُرطبيّ. 10- جمع لأبي عبد الله محمَّد بن أبي بكر الدِّمشقي المعروف بابن قيم الجوزيَّة المتوفى سنة (751 هـ) وقد اسخلصت هذا الجمع من نونيَّته المسمَّاة. الكافية الشَّافية في الانتصار للفرقة النّاجيه وكذا من كتاب مدارج السّالكين، وكتاب بدائع الفوائد. 11- جمع لمحمد بن المرتضى اليماني لمعروف بابن الوزير المتوفّى سنة (0 84 هـ) في كتابه إيثار الحقِّ على الخلق (ص171-172)

(1/119)


12- جمع لأحمد بن علي بن حجر العسقلاني (773-2 85 هـ) في كتابه فتح الباري (11/ 219) . 13- جمع لعبد الرحمن بن ناصر بن سعدي المتوفى سنة (1376 هـ) في كتابه تيسير الكريم الرَّحمن في تفسيركلام المنَّان (6/ 298- هـ 35) . 14- جمع لمحقد بن صالح بن عثيمين- وهومن العلماء المعاصرين- في كتابه القواعد المثلَى. 15- جمع لسعيد بن عليِّ القحطانيِّ- وهومن طلبةِ العلم المعاصرين- في كتابه شرح الأسماء الحسنى في ضوء الكتاب والسُّنَّة. 16- جمع لمحمَّد بن حمد الحمود- وهو من طلبة العلم المعاصرين- في كتابه المنهج الأسمَى في شرح أسماء الله الحسنى. 17- جمع لأحمد بن عبده الشّرباصيّ- من مشايخ مصر- في كتابه موسوعةُ له الأسماءالحسنى. 18- جمع لنور الحسن خان ابن الشَّيخ محمَّد صديق حسن خان- من مشايخ الهند- في كتابه الجوائز والصِّلات من جمع الأسامي والصِّفات.

(1/120)


 المطلب الثاني: الأسماء التي ورد إطلاقها في النُّصوص وأدلَّتها ومن ذكرها من أهل العلم ومن أسقطها.

حرف الألف ا- "الله " ودليله: قوله تعالى: {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} 1 وهذا الاسم ورد في القرآن (2635) مرَّة تقريبًا. وقد أورده جميع من ذكر الأسماء الحسنى بلا استثناء. 2- "الأحد" ودليله: حديث أنَّ النَّبىَّ صلى الله عليه وسلم سمع ر جلاً يقول: اللهمَّ إنِّي أسألك بأنَّك لاإله إلاّ أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن لك كفوًا أحد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لقد دعا الله عزّ وجل با سمه الَّذي إذا دُعِي به أجاب وإذا سُئِلَ به أعطى". 2 من ذكره: وهذا الاسم ورد في حديث الأسماء من طريق الوليد بن مسلم __________ 1 الآية 8 من سورة طه. 2 أخرجه أبو داود في سننه، تفريع أبواب الوتر، باب (358) الدعاء، 2/ 166 ح 1493، وأخرجه الترمذي باب (65) ما جاء في جامع الدعوات. انظر: تحفة الأحوذي 9/ 445 ح ا 354 وقال: حد يث حسن غريب، وأخرجه ابن ماجه في سننه، الدعاء باب (9) اسم الله الأعظم 1267/2 ح 3857، وصححه الألباني، انظر: صحيح أبي داود 1341، وصحب ح ابن ماجه 3111.

(1/140)


عن أبي الزناد عند ابن خزيمة وأبي نعيم، ولم يرد عند الترمذي والطبراني وابن حبان والبيهقى وابن منده. وورد من طريق عبد الملك بن محمد الصعانيّ عند ابن ماجه، وورد من طريق عبد العزيز بن الحصين التُّرجمان عند الحاكم والبيهقى وغيرهم. وورد في جمع من عدَّ الأسماء الحسنى ممن ذكرنا باستثناء ابن العربيّ في أحكام القرآن. 3- "الأعزُّ" دليله: ما أخرجه ابن أبي شيبة في المصنَّف قال: حدَّ ثنا أبومعاوية عن الأعمش عن شقيق قال: كان عبد الله إذا سعى في بطن الوادي قال: «ربِّ اغفر وارحم إنَّك أنت الأعزُّ الأكرم» . كتاب الحجِّ، باب ما يقول الرَّجل في المسعى (68/4، 69) . وقال: حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي إسحاق عن ابن عمر أنه كان يقول: «ربِّ اغفر وارحم وأنت الأعزُّ الأكرم» . كتاب الحجِّ، باب ما يقول الرَّجل في المسعى (69/4، 70) . وقال: حدثنا ابن الفضيل عن العلاء بن المسيّب عن أبيه قال: كان إذا مرَّ بالوادي بين الصفا والمروة سعى فيه حتى يجاوزه ويقول: «ربِّ اغفر وارحم وأنت الأعزُّ الأكرمُ» كتاب الحجِّ، باب ما يقول الرَّجُل في المسعَى (4/ 69) . فهذا الاسم ورد في دعاء اثنين من الصَّحابة هما عبد الله بن مسعوب وعبد الله ابن عمررضي الله عنهما، وورد عن تابعيٍّ، ومثل هذا يكون له حكم الرَّفع. من ذكره: ذكره ابن حزم، والقرطبيُّ، وابن الوزير. من أسقطه: لم يرد دكره عند الباقين.

(1/141)


4- "الأعلى" دليله: قوله تعالى: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى} (الأعلى:1) . من ذكره: هذا الاسم ورد في طريق الوليد بن مسلم عند الطبرانيّ فقط، وورد في جمع ابن منده، وابن حزم، والقرطييّ، وابن القيم، وابن الوزير، وا بن حجر، وابن سعدي، وابن عثيمين، والقحطاني، والحمود وا لشَّرباصيّ. من أسقطه: هذا الاسم سقط من رواية الوليد بن مسلم عن أبي الزناد عند التِّرمذي, وابن حبَّان, وابن خزيمة, والبيهقيّ, وأبي نعيم, وسقط كذلك من رواية عبد الملك بن محمد الصنعانيعند ابن ماجه. ومن رواية عبد العزيز بن الحصين التُّرجمان عند الحاكم, والبيهقيّ, ومن جمع جعفر الصَّادق, وسفيان بن عيينة, والخطَّابيِّ, والحليميِّ, والبيهقيِّ, والأصبهانيِّ, وابن العربيِّ, ونور الحسن خان. 5- "الأكبر" دليله: قوله تعالى: {اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ} (العلق:3) . من ذكره: هذا الاسم ورد في طريق عبد العزيز بن الحصين الترجمان, عند الحاكم, والبيهقيُّ, وذكره الخطابيُّ, وابن حزم, والقرطُبيُّ, وابن الوزير, وابن حجر, والعثيمين, والقحطاني, والحمود, والشرباصيُّ, ونور الحسن خان. من أسقطه: أُسقِطَ من رواية الوليد بن مسلم بجميع طرقها ومن رواية عبد الملك الصَّنعانيّ, ومن جمع جعفر الصَّادق, وسفيان بن عيينة, وابن منده, والحليميّ, والأصبهانيّ, وابن العربيّ, وابن القيم, والسعدي.

(1/142)


6,7- "الأوَّل" "الآخر" دليله: قوله تعالى: {هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ} (الحديد: من الآية3) . من ذكره: هذان الاسمان وردا عند الجميع بلا استثناءٍ. حرف الباء 8- "البارئ" دليله: قوله تعالى: {هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ} (الحشر: من الآية24) . من ذكره: هذا الاسم ذكره الجميع بلااستثناء. 9-"الباسط" دليله: قوله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ الله هو المسعرُ القابض الباسط الرازق» أخرجه أبو داوود في سننه, كتاب البيوع (73) ح131, وقال: حديث حسنً صحيح, وأخرجه ابن ماجة في سننه كتاب التِّجارات باب من كره أن يسعَّر, ح2200, وأخرجه الإمام أحمد في المسند 3/156, 286, وصحَّحه الألباني, انظر: صحيح سنن الترمذي 2/32, وصحيح سنن ابن ماجة 2/15. من ذكره: ورد ذكر هذا الاسم في حديث الأسماء من طريق الوليد ابن مسلم عند الترمذي, وابن حبان, وابن خزيمة, والبيهقي, وابن منده, وأبي نعيم, وكذلك من طريق عبد الملك بن محمد الصنعاني عند ابن ماجة, وذكره جعفر الصادق, وسفيان بن عيينة, والخطَّابي, وابن منده, والحليميُّ, والبيهقيُّ, وابن حزم, والأصبهانيُّ, وابن العربي, والقرطبيو وابن القيم, وابن الوزير, والسعدي, والعثيمين, والقحطاني, والشرباصي, ونوز الحسن خان. من أسقطه: سقط من رواية الوليد بن مسلم عند الطبراني وكذا من رواية

(1/143)


عبد العزيز بن الحصين الترجمان, وكذا من جمع ابن حجر, والحمود. 10-"الباطن" دليله: قوله تعالى: {وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ} (الحديد: من الآية3) . من ذكره: هذا االاسم ذكره الجميع بلا استثناء. اا-"البر" دليله: قوله تعالى: {هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ} (الطور: من الآية28) . من ذكره: ورد ذكره في طريق الوليد بن مسلم عن أبي الزناد عند الترمذيِّ والطبرانىِّّ وابن حبَّان وابن خزيمة باستثناء أبي نعيبم. وورد في طريق عبد الملك الصًّنعانيِّ وفي جمع جعفر الصَّادق، وسفيان ابن عيينة، والخطّابيِّ، والحليميِّ، والبيهقيِّ، وابن حزم، والأصبهانىِّ، والقرطبىِّ، وابن القيِّم، وابن الوزير، وابن حجر، والسعديِّ، والعثيمين، وا لقحطانىِِّ، وا لحمود، وا لشرباصيِّ، ونور الحسن خان. من أسقطه: لم يُذكَر في طريق الوليد بن مسلم عند أبي نعيم، وكذلك في طريق عبد العزيز بن الحصين عند الحاكم والبيهقيِّ، وفي جمع ابن العربيِّ، وجمع الحافظ ابن منده وجاء بدلاً منه "البَارُّ". 12- "البصير" دليله: قوله تعالى: {وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) (الشورى: من الآية11) . من ذكره: هذا الاسم ذكره الجميع بلا استثناء. حرف التاء 13- " التَّوَّ اب" دليله: قوله تعالى: {هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) (البقرة: من الآية37) .

(1/144)


من ذكره: هذا الاسم ذكره الجميع بلا استثناء حرف الجيم. 14- "الجبار" دليله: قوله تعالى: {الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ) (الحشر: من الآية23) . من ذكره: هذا الاسم ذكره الجميع ياستثناء الأصبهانيِّ. 5 ا- "الجميل" دليله:: قوله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ اللهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الجَمَالَ» أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الإيمان، باب تحريم الكبر 1/ 93 ح 147. من ذكره: هذا الاسم ورد في طريق الوليد بن مسلم عند أبي نعيم، وورد في طريق عبد الملك بن محمد الصنعانيّ، وطريق عبد العزيز بن الحصين التّرجمان، وذكره الخطَّا بيُّ، وا بن منده، والحليميُّ، والبيقهيُّ، وا بن حزم، والأصبهاني، وابن العربىُّ، وا لقرطبيُّ، وا بن القيِّم، والعثيمين، والقحطانىُّ، والشرباصيُّ، ونور الحسن خان. من أسقطه: أُسقِطَ في رواية الوليد بن مسلم عند التِّرمذيِّ، والطبرانيِّ، وابن حبَّان، وابن خزيمة، والبَيهَقيِّ، وابن منده. ولم يُذكَر في جمع جعفر الصَّادق، وسفيان بن عيينة، وابنِ الوزيرِ، وابنِ حجر، والسعديِّ، والحمود. 6 ا- "الجوا د" دليله: قوله: صلى الله عليه وسلم: «إنّ الله طَيبٌ يُحِبُّ الطَّيِّب، نَظِيفٌ يُحِبُّ النَّظَافَةَ، كَرِيمٌ يُحِبُّ الكَرَمَ، جَوَادٌ يُحِبُّ الجودَ» .

(1/145)


أخرجه الترمذممن في سُنَنِه، كتاب الأدب، بابُ ماجاء في النَّظَافَة، (5/ 1 1 1، 12 1) ح 2799، وقال: حديث غَريبٌ، وخالد بن إلياس يضعَّفُ. وقال ابن حجر في التَّقريب ص 87: (متروك الحديث) . والحديث أخرجه ابن عُدَي في الكَامِل (3/ 878) ، وأورده ابن القيِّم في زاد المعاد (4/ 289، فصل في هَديه صلى الله عليه وسلم في حفظ الصِّحَّة بالطِّيب) فقال: وفي مسند البزار عن النّبِّى صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن الله طَيِّبٌ ... » الحديث. وحديث: «إنَّ الله جوادٌ يُحِبُّ الجُودَ، ويحبُّ معالي الأخلاقِ ويَكرَهُ سَفاسفها» أخرجه أبو نُعيم في الحلية 5/ 59 عن ابن عبَّاس مرفوعًا. وحديث: قوله: صلى الله عليه وسلم «يقول الله تعالى: ياعِبَادِي كُلُّكُم ضَالٌّ إلاَّ مَن هَدَيتُه ... ذلك بأَنِّي جَوَادٌ مَاجِدٌ صَمَدٌ ... » . أخرجه الإمام أحمدُ في المسنَدِ 5/ 154، 177. وأخرجه التِّرمذيُّ في سننه، كتاب صِفَةِ القيامة، باب (48) (4/ 656، 657، ح هـ 249) وقال: هذا حديث حَسَنٌ. وأخرجه ابن ماجه في سننه، أبواب الزُّهد، باب ذكر التَّوبة (2/ 439 ح 1 431) . من ذكره: ذكر هذا الاسم ابن منده، والحليميُّ، والبَيهقيُّ، وابن العربيُّ، والقُرطبيُّ، وا بن القيِّم، والسعديُّ، والعثيمين، ونور الحسن خان. من أسقطه: لم يرد ذكره في طرق حديث الأسماء، وفي جمع جعفر الصَّادق وسفيان بن عيينة، والخطَّابيُّ، وابن حزم، والأصبهانيُّ، وابن الوزير، وابن حجر، والقحطانىُّ، والحمود، والشَّرباصيُّ. حرف الحاء 17-"الحق" دليله: قوله تعالى: {هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ) (النور: من الآية25) .

(1/146)


من ذكره: هذا الاسم ذكره الجميع بلااستثناء. 18- "الحكم" دليله: قوله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ الله هو الحَكَمُ» أخرجه أبو داود في سننه، كتاب الأدب، باب في تغيير الاسم القبيح، ح هـ495، وآخرجه النَّسائيُّ في القضاء، باب إذا حكَّموا رجلاً فقضى بينهم، ح 5389، وصحَّحه الألبانيُّ. انظر: صحيح النَّسائى 3/ 91 5 1 ح 4980، وانظر: المشكاة 4766، والإرواء 2615. من ذكره: هذا الاسم ورد في طريق الوليد بن مسلم عند التِّرمذيِّ, والطبرانيِّ، وابن حبَّان، وابن خزيمة، والبَيهقيُّ، وا بن منده. وورد ذكره في جمع الخطَّابيِّ، وابن منده، والحليميِّ، والبيهقيِّ، وابن العربيِّ، والقرطُبيِّ، وابن القيِّم، وابن الوزير، وابن حجر، والسعدي، والعثيمين، وا لقحطانيِّ، والحمود، وا لشرباصي. من أسقطه: لم يُذكَر هذا الاسم في طريق الوليد بن مسلم من رواية أبي نعيم، وأيضًا في طريق عبد الملك بن محمد الصَّنعاني وعبد العزيز بن الحصين بن الترجمان. ولم يُذكَر في جمع جعفر الصَّادق، وسفيان بن عيينة، وابن حزم والأصبهاني، ونور الحسن خان. 19- "الحكيم" دليله: قوله تعالى: {وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (فاطر: من الآية2) . من ذكره: هذا الاسم ورد في طريق الوليد بن مسلم عند التِّرمذيِّ وابن حبَّان، والبيهقيّ، وابن منده، وأبي نعيم.

(1/147)


وورد من طريق عبد الملك بن محمد الصنعاني. وذُكِرَ في جمع جعفر الصَّادق, وسفيان بن عيينة, والخطابيِّ, والحليميِّ, والبيهقي, وابن حزم, والأصبهانيِّ, وابن العربيِّ, والقرطبيِّ, وابن القيِّم, وابن الوزير, وابن حجر, والسَّعديِّ, والعثيمين, والقحطانيِّ, والحمود, والشرباصيِّ, ونور الحسن خان. من أسقطه: لم يرد ذكره في طريق الوليد بن مسلم عند الطبرانيِّ وابن خزيمة. وكذلك في طريق عبد العزيز بن الحصين بن الترجمان, ولم يُذكَر في جمع ابن منده. 20- "الحليم" دليله: قوله تعالى: {وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ) (البقرة: من الآية225) . من ذكره: هذا الاسم ذكره الجميع بلا استثناء. 21- "الحميد" دليله: قوله تعالى: {وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ) (الحج: من الآية64) . من ذكره: ورد ذكره عن الجميع باستثناء طريق عبد الملك بن محمد الصَّنعانيّ عند ابن ماجة. 22- "الحيُّ " دليله: قوله تعالى: {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ) (البقرة: من الآية255) . من ذكره: هذا الاسم ذكره الجميع بلا استثناء.

(1/148)


23- "الحَييُّ " دليله: قوله صلى الله عليه وسلم: «إن الله حَييٌّ كَرِيمٌ يستَحيِي إذَا رَفَعَ الرَّجُلُ إِلَيهِ يَدَيهِ أن يَرُدَّهُمَا صُفرًا خَائِبتَينِ» آخرجه أبو داود في سننه، كتاب الصَّلاة، باب الدُّعاء ح 488 1، وأخرجه التِّرمذيُّ، كتاب الدَّعوات، باب (5 5 1) ح 3556، وصحَّحه الألبانى، انظر: صحيح التِّرمذيِّ 3/ 179. وقوله صلى الله عليه وسلم: «إن الله عزَّ وجَلَّ حَيِيٌ سِتِّيرٌ ... » أخرجه أبو داود في سننه، كتاب الحمام، باب النَّهي عن التَّعرِّي، ح 4512، وأحمد في المسند وأخرجه النَّسائيُّ، كتاب الغسل والتَّيمُّم، باب الاستتار عند الاغتسال 1/ 5 0 2، وصحَّحه الألبانيُّ، انظر: صحيح النَّسائيِّ 1/ 86، 87 ح 393. من ذكره: ذكر هذا الاسم الحليميُّ، والبيهقيُّ، والقرطبيُّ، وابن القيِّم، والعثيمين، والقحطانيُّ، ونور الحسن خان. من أسقطه: لم يذكر في طرق حديث الأسماء جميعها، وفي جمع جعفر الصَّادق، وسفيان بن عيينة، والخطابيّ، وا بن منده، وابن حزم، وا لأصبها نيّ وا بن العربيّ، وا بن الوزير، وا بن حجر، والسعديّ، والحمود، والشرباصيِّ. حرف الخاء 24- "الخبير" دليله: قوله تعالى: {وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ) (الأنعام: من الآية18) . من ذكره: هذا الاسم ذُكِرَ عند الجميع باستثناء الأصبهانيِّ وابن القيِّم. 25- "الخالق" دليله: قوله تعالى: {هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ) (الحشر: من الآية24) .

(1/149)


من ذكره: هذا الاسم ذكره الجميع بلااستثناء. 26- " الخلاَّق" دليله: قوله تعالى: {وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ) (يّس: من الآية81) . من ذكره: هذا الاسم ورد ذكره في طريق عبد العزيز بن الحصين الترجمان, وورد في جمع جعفر الصَّادق, وسفيان بن عيينة, وابن منده, والحليميِّ, والبيهقيِّ, وابن حزم, والقرطبيِّ, وابن القيِّم, وابن الوزير, وابن حجر, والعثيمين, والقحطاني, والحمود, ونور الحسن خان. من أسقطه: سقط ذكره في طريق الوليد بن مسلم, وطريق عبد الملك بن محمد الصَّنعاني, ولم يذكره الخطَّابيُّ, والأ صبهانيُّ, وابن العربيُّ, والسعدي, والشرباصيُّ. حرف الدَّال 27- "الدَّائِمُ" دليله: عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لاَتَسُبُّوا الدَّهرَ فإنَّ الله هُوَ الدَّائِمُ، والله هُوَ الدَّهرُ" أخرجه ابن منده في كتاب التَّوحيد (2/ 118 ح 261) . من ذكره: ورد في حديث الأسماء من طريق الوليد بن مسلم عند الطَّبرانىِّ وأبي نعيم، وكذا في طريق عبد الملك بن محمد الصَّنعانيّ، وعبد العزيز بن الحصين الترجمان، وفي جمع: أ- ابن منده 20- ابن العربي 30- الشرباصي. 28- "الدَّيَّان" دليله: قوله صلى الله عليه وسلم: «يُحشَرُ النَّاسُ يَومَ القيامةِ عُرَاةً ... ثم يناديهم بِصَوتٍ يَسمَعُهُ من بعُدَ كَمَا يسمَعُهُ من قَرُبَ: أنا الملكُ أَنَا الدَّيَّانُ» أخرجه الإمام أحمد في المسند (3/495) , والحاكم في المستدرك, كتاب الأهوال

(1/150)


(4/ 574) ، وصحَّحه ووافقه الذَّهبيُّ، وأخرجه ابن أبي عاصم في السُّنَّة، باب ذكر الكلام والصَّوت والشَّخص وغير ذلك (1/ 225) ح 514. وقال الألبانيُّ في تخريجه: صحيح، وأخرجه البيهقي في الأسماء والصفات (1/ 139، 145) وأخرجه البخاريُّ تعليقًا، كتاب التَّوحيد، باب قوله تعالى: {وَلا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ) (سبأ: من الآية23) فتح الباري 13/ 452، 453. من ذكره: ورد في جمع الخطَّابيِّ، وابن منده، والحليمييِّ، والبيهقيِّ، والقرطبيِّ، وابن القيِّم، والشرباصيِّ، ونور الحسن خان. من أسقطه: لم يرد ذكره في طرق حديث الأسماء، وكذا في جمع جعفر الصَّادق، وسفيان بن عيينة، وابن حزم، والأصبهانيِّ، وابن العربيِّ، وابن الوزير، وابن حجر، والسعديِّ، والعثيمين، والقحطانيِّ، والحمود. حرف الراء 29- "الرَّازق" دليله: قوله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ الله هو المسعرُ القابِضُ البَاسِطُ الرَّازِقُ» أخرجه آبو داود في سننه، كتاب البيوع، باب في التَّسعير، ح 3451، وأخرجه التِّرمذيُّ في سننه، كتاب البيوع، باب 73، ح 1314، وقال حديثٌ حسَنٌ صحيحٌ، وأخرجه ابن ماجة، كتاب التِّجارات، باب من كره أن يسعرح 2255، وصحَّحه الألبانيُّ، انظر: صحيحَ التِّرمذيِّ 2/ 32، وصحيحَ ابن ماجة 2/ 15. من ذكره: ذكره الحافظ ابن منده، والحليميُّ، والبَيهقميُّ، والقرطبيُّ، وابن الوزير، والحمود، والقحطا نيُّ، ونور الحسن خان. من أسقطه: لم يُذكَر في طرق حديث الأسماء، وكذلك في جمع جعفر الصَّادق، وسفيان بن عيينة، والخطّابىِّ، وابن حزم، وابن العربيِّ، وابن القيِّم،

(1/151)


وابن حجر, والسعديِّ, والعثيمين, والشرباصي. 30- "الرَّؤوفُ" ودليله: قوله تعالى: {وَأَنَّ اللَّهَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ) (النور: من الآية20) . من ذكره: هذا الاسم ذكره الجميع بلا استثناء. 31- "الرَّبُّ " دليله: قوله تعالى: {بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ) . (سبأ: 15) وقوله تعالى: {سَلامٌ قَوْلاً مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ) (يّس:58) . من ذكره: ورد ذكره في طريق الوليد بن مسلم عند أبي نُعَيم فقط، وورد في طريق عبد الملك بن محمد الصَّنعانيِّ، وطريق عبد العزيز بن الحصين بن التّرجمان، وفي جمع جعفر الصَّادق، وسفيان بن عيينة، والخطَّابىِّ، وابن منده، والحليميِّ، والبيهقيِّ، وابن حزم، وابن العربيِّ، والقرطبيِّ، وابن القيِّم، وابن الوزير، وابن حجرٍ، والسِّعديِّ، والعثيمين، والقحطانيِّ، والحمود، والشرباصيِّ، ونور الحسن خان. من أسقطه: لم يرد ذكره في طريق الوليد بن مسلم عند التِّرمذي، والطبرانىِّ، وابن حبَّان، وابن خزيمة، والبيهقيِّ، وابن منده، وفي جمع الأصبهانيِّ. 32- "الرَّحمن " 33- " الرَّحِيم" دليله: قوله تعالى: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) (الفاتحة: من الآية3) . من ذكرهما: هذان الاسمان ذُكِرَا عند الجميع بلا استثناء. 34- " الرَّزَّاقُ " دليله: قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ) (الذريات:58)

(1/152)


من ذكره: هذا الاسم ورد عند الجميع بلااستثناء. 35- " الرَّفيق " دليله: قوله صلى الله عليه وسلم "إن الله رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفقَ " أخرجه مسلم في صحيجه، باب البِرِّ والصِّلة 4/ 53 22! 77. من ذكره: ممَّن ذكر هذا الاسم ابن منده، وابن حزم، والقرطبيُّ، وابن القيِّم، والعثيمين، والقحطانىُّ. من أسقطه: سقط من جميع طرق حديث الأسماء ومن جمع جعفر الصَّادق، وسفيان بن عيينة، والخطَّابيِّ، والحليميّ، والبيهقيِّ، وا لأصبهانيِّ، وابن العربىِّ، وابن الوزير، وابن حجر، والسِّعديِّ، والحمود، وا لشرباصيِّ, ونور الحسن خان. 36- "الرقيب" دليله: قوله تعالى: {فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ} (المائدة: من الآية117) . من ذكره: ورد في طريق الوليد بن مسلم عند التِّرمذي، وابن حبَّان، والطَّبرانيِّ، والبَيهَقيِّ، وابن منده، وأبي نعيم، وفي طريق عبد العزيز بن الحصين بن الترجمان، وفي جمع جعفر الصَّادق، وسفيان بن عيينة، والخطابيِّ، وابن منده، والحليميِّ، والبَيهقيِّ، وا لأصبهانىِّ، وابن العربىِّ، والقُرطُبيِّ، وابن القيِّم، وابن الوزير، وابن حجر، والسِّعديِّ، والعثيمين، وا لقحطانيِّ، والحمود، والشرباصيِّ، ونور الحسن خان. من أسقطه: لم يرد في طريق الوليد بن مسلم عند ابن خزيمة، وكذا في طريق عبد الملك بن محمد الصَّنعانيّ عند ابن ماجة، وكذا في جمع ابن حزم.

(1/153)


حرف السين 37- " السُّبُّوحُ " دليله: قوله صلى الله عليه وسلم: " سُبُّوح قُدُّوسٌ رَبُّ الملائكةِ والرُّوح" أخرجه مسلم في صحِيحِه، كتاب الصَّلاة، باب ما يقول في الرُّكُوع والسُّجُود (1/ 353، خ 223) . من ذكره: ذكر هذا الاسم ابن منده، والحليميُّ، والبيهقيُّ، وابن حزم والقُرطُبيُّ، والعثيمين، ونور الحسن خان. من أسقطه: لم يرد ذكره في طرق حديث الأسماء جميعها، ولم يرد في جمع جعفر الصَّادق، وسفيان بن عيينة، والخطابيِّ، والأصبهانيِّ، وابن العربيِّ، وابن القيِّم، وابن الوزير، وابن حجر، والسعديِّ، والقحطانيِّ، والحمود، والشربا صيِّ. 38- "السِّتِّيرُ" دليله: قوله صلى الله عليه وسلم: "إن الله عز وجل حيي ستير ... " تقدم تخريجه، انظر ص (168) . من ذكره: ذكره القرطبيُّ، وابن القيِّم، والقحطانيُّ. من أسقطه: لم يرد ذكره عند من ذكرنا باستثناء من تقدَّم. 39- " السَّلامُ " دليله: قوله تعالى: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ} (الحشر: من الآية23) . من ذكره: هذا الاسم ورد ذكره عند الجميع باستثناء الأصبهانيّ. 40- "السَّميعُ " دليله: قوله تعالى: {وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} (الأنعام: من الآية13) .

(1/154)


من ذكره: هذا الاسم ورد ذكره عند الجميع بلا استثناء. 41- "السَّيِّدُ" دليله: قوله صلى الله عليه وسلم: "السَّيِّدُ الله تَبَارَكَ وتَعَالى". أخرجه الإمام أحمدُ في المسند (4/ 24، 25) ، والبخاريُّ في الأدَبِ المفرَد (211) ، وأبو داود في سننه، كتاب الأدب، باب في كراهية التَّمادح (5/ 154 ح 4806) ، والنَّسائيُّ في عمل اليوم والليلة (2482، 149 ح هـ 24، 247) ، وابن السُّنِّي في عمل اليوم والليلة (ص 138 ح 387) ، والبيهقيِّ في الأسماء والصِّفات (ص 39) . وقال ابن مفلح في الآداب (3/ 464) : (إسنادة جَيِّد) . وقال الحافظ في الفتح (5/ 179) : (رجاله ثقات وقد صحَّحه غير واحد) . وصحَّحه صاحب عون المعبود (4/ 402) ، وصحَّحه الألبانيُّ في صحيح الجامع (3594) . من ذكره: ورد ذكر هذا الاسم في جمع ابن منده، والحليميِّ، والبيهقيِّ، وابنِ حزم، وا لأصبها نيِّ، وابن العربىِّ، والقُرطبيِّ، وابن القيِّم، والعثيمين، والقحطانيِّ، ونور الحسن خان. من أسقطه: سقط ذكره في طرق حديث الأسماء ومن جمع جعفر الصَّادق، وسفيان بن عيينة، والخطابيِّ، وابن الوزير، وابن حجر، والسعديِّ، والحمود، والشرباصيِّ. حرف الشين 42- "الشَّاكر" دليله: قوله تعالى: {وَكَانَ اللَّهُ شَاكِراً عَلِيماً} (النساء: من الآية147) . من ذكره: ورد هذا الاسم في طريق عبد العزيز بن الحصين بن الترجمان

(1/155)


عند الحاكم وغيره، وورد ذكره في جمع جعفر الصَّادق وسفيان بن عيينة, وابن منده، والحليميِّ، وا لبيهقيِّ، وا بن حزم، والأصبهانيِّ، والقرطبيِّ، وا بنِ القيِّم، وابنِ الوزير، وابنِ حجر، والسعديِّ، والعثيمين، والقحطانيِّ، والحمود، ونور الحسن خان. من أسقطه: لم يُذكَر هذا الاسم في طريقِ الوليد بن مسلم، وطريقِ عبد الملك ابن محمَّد الصَّنعانيّ، وفي جمع الخطابيّ، وابنِ العربيِّ والشَّرباصيِّ. 43- "الشكور" دليله: قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ} (الشورى: من الآية23) . من ذكره: ورد في جميع طرق حديث الأسماء، وورد عند جميع الذين اعتنوا بجمع الأسماء ممَّن ذكرنا باستثناء من سيأتي ذكرهم. من أسقطه: لم يرد في جمع جعفر الصَّادق، وسفيان بن عيينة. 44-"الشَّافي" دليله: صلى الله عليه وسلم: "اللهمَّ رَبَّ النَّاس اذهب البأس واشف أنت الشافي ... " أخرجه البخاريُّ، كتاب الطِّبِّ، باب دعاء العائد للمريض، انظر: فتح الباري 15/ 215 ح 5755، وأخرجه مسلم في كتاب السَّلام، باب استحباب رقية المريض 4/ 1721 ح 46. من ذكره: ذكر هذا الاسم ابنُ منده، والحليميُّ، والبيهقيُّ، وابنُ حزم، والقُرطُبيُّ والعثيمين، والقحطانيُّ والشرباصيُّ، ونور الحسن خان. من أسقطه: لم يرد ذكره في طرق حديث الأسماء، وكذا في جمع جعفر الصَّادق، وسفيان بن عيينة والخطابيِّ، والأصبهانيِّ، وابنِ القيِّم، وابنِ الوزير، وا بن حجرٍ، والسِّعديِّ، والحمود.

(1/156)


حرف الصَّاد 45- "الصَّمدُ" دليله: قوله تعالى: {اللَّهُ الصَّمَدُ} (الاخلاص:2) . من ذكره: هذا الاسم ورد عند الجميع بلا استثناء. حرف الطاء 46- "الطَّيِّبُ" دليله: قوله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الله طيِّب لاَ يَقبلُ إلاَّ طيِّبًا ... " أخرجه مسلم في صحِيحِه، كتاب الزَّكاة، باب قبول الصَّدقة 3/ 85. من ذكره: ذكر هذا الاسم ابن منده، وابن العربيّ، والعثيمين. من أسقطه: لم يرد ذكره في طرق حديث الأسماء وفي جمع جعفر الصَّادق، وسفيان بن عيينة، والخطَّابيّ، والحليميّ، والبيهقيّ، وابنِ حزم، والأصبهانيِّ، والقُرطبيِّ، وابنِ القيِّم، وا بنِ الوزير، وابنِ حجر، والسعديِّ، وا لقحطانيِّ، وا لحمود، والشرباصيِّ، ونور الحسن خان. حرف الظاء 47- "الظّاهر" دليله: قوله تعالى: {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ} (الحديد: من الآية3) . من ذكره: هذا الاسم ذكره الجميع بلا استثناء. حرف العين 48- "العزيز" دليله: قوله تعالى: {وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (فاطر: من الآية2) .

(1/157)


من ذكره: هذا الاسم ورد ذكره عند الجميع بلا استثناء. 49- "العظيم " دليله: قوله تعالى: {وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} (البقرة: من الآية255) . من ذكره: هذا الاسم ذكره الجميع بلا استثناء. 50- "العَفُوُّ" دليله: قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ} (الحج: من الآية60) . من ذكره: ورد ذكره عند الجميع باستثناء ثلاثة. من أسقطه: لم يرد ذكره في جمع جعفر الصَّادق، وسفيان بن عيينة، والأصبهانيِّ. 51- "العَلِيُّ " دليله: قوله تعالى: {وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} (البقرة: من الآية255) . من ذكره: ورد ذكره عند الجميع باستثناء الأ صبهانيِّ. 52- "العَليمُ " دليله: قوله تعالى: {وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ} (يّس: من الآية81) . من ذكره: هذا الاسم ذكره الجميع بلا استثناء. حرف الغين 53- " الغَفَّار" دليله: قوله تعالى: {رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ} (صّ:66)

(1/158)


من ذكره: هذا الاسم ورد في طريق الوليد بن مسلم عند التِّرمذيِّ، والطَّبرانيِّ، وابن حبَّان، وابن خزيمة، والبيهقيِّ، وابن منده، وطريق عبد العزيز ابن الحصين بن الترجمان. وجمع جعفر الصَّادق، والخطابيِّ، وابن منده، والحليميِّ، والبيهقيِّ، وا بنِ حزم، والأصبهانيِّ، والقرطبيِّ، وابن القيِّم، وابن الوزير، وابن حجر، والسعديِّ، والعثيمين، والقحطانيّ، والحمود، والشَّرباصيِّ، ونور الحسن خان. من أسقطه: لم يرد ذكره في طريق الوليد بن مسلم عند أبي نُعَيم، وكذا في طريق عبد الملك بن محمد الصًّنعاني عند ابن ماجة، وكذا في جمع سفيان بن عيينة، وابن العربيّ. 54- "الغَفُورُ" دليله: قوله تعالى: {إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} (الزمر: من الآية53) . من ذكره: ورد ذكره عند الجميع باستثناء ابنِ العربيِّ. 55- "الغَنِيُّ " دليله: قوله تعالى: {وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} (الحج: من الآية64) . من ذكره: هذا الاسم ورد ذكره عند الجميع بلا استثناء. حرف الفاء 56- "الفَتَّاحُ" دليله: قوله تعالى: {وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ} (سبأ: من الآية26) . من ذكره: ورد ذكر هذا الاسم في طريق الوليد بن مسلم عند التِّرمذيِّ،

(1/159)


والطَّبرَانيِّ، وابنِ حبَّان، وابنِ خزيمة، والبَيهَقيِّ، وابنِ منده، وفي طريق عبد العزيز ابن الحصين بن الترجمان، وفي جمع جعفر الصَّادق، وسفيان بن عيينة, وابن منده, والحليميِّ، والبَيهقيِّ، وابنِ حزم، وابنِ العربيِّ، والقرطيي، وابنِ القيِّم، وابنِ الوزير، وابنِ حجر، والسعديِّ، والعثيمين، والقحطانيِّ، والحمود، والشرباصيِّ، ونور الحسن خان. من أسقطه: لم يُذكَرهذا الاسم في طريق الوليد بن مسلم عند أبي نُعَيم، وكذا في طريق عبد الملك بن محمد الصَّنعانى عند ابن ماجة، وفي جمع الخطابي, والأصبهانيِّ. حرف القاف 57- "القا بض" دليله: قوله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الله هُوَ المسعرُ القَابضُ البَاسِطُ الرَّازِقُ" تقدَّم تخريجه ص (153) . من ذكره: ورد ذكر هذا الاسم في طريق الوليد بن مسلم عند التِّرمذيِّ، وابنِ حبَّان، وابنِ خزيمة، والبَيهَقيّ، وابن منده، وأبي نُعَيم، وكذا في طريق عبد الملك بن محمد الصَّنعانيِّ، وفي جمع جعفر الصَّادق، وسفيان بن عيينة، والخطَّاييِّ، وابن منده، والحليميِّ، والبيهقيِّ، وابنِ حزم، والأصبهانيِّ، وابنِ العربيِّ، والقرطبيِّ، وابن القيِّم، والسعديِّ، والعثيمين، والقحطانى، والشرباصيِّ، ونور الحسن خان. من أسقطه: لم يرد ذكره في طريق الوليد بن مسلم عند الطَّبرَانيِّ، وكذا في طريق عبد العزيز بن الحصين بن الترجمان، وفي جمع ابن الوزير، وابن حجر، والحمود.

(1/160)


58- "القُدُّوسُ " دليله: قوله تعالى: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ} (الحشر: من الآية23) . من ذكره: ورد ذكره عند الجميع باستثناء من سَيَأتِي. من أسقطه: لم يرد ذكره في طريق الوليد بن مسلم عند أيي نُعَيم، وكذا في طريق عبد الملك بن محمد الصَّنعانيِّ. 59- "القَدِيرُ" دليله: قوله تعالى: {وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ} (الروم: من الآية54) . من ذكره: ورد في طريق الوليد بن مسلم عند أيي نُعَيم، وفي طريق عبد العزيز ابن الحصين الترجمان، وفي جمع جعفر الصَّادق، وسفيان بن عيينة، وابنِ منده، والحليميِّ، وابنِ حزم، والأصبهانيِّ، وابنِ العربيِّ، والقرطبيِّ، وابنِ القيِّم، وابنِ الوزير، وابنِ حجر، والسعديِّ، والعثيمين، والقحطانيِّ، والحمود، ونور الحسن خان. من أسقطه: لم يرد ذكره في طريق الوليد بن مسلم عند التِّرمذيِّ، وابنِ حبَّان، والطَّبَراني، وابنِ خزيمة، والبَيهقيِّ، وابن منده، وكذلك في طريق عبد الملك بن محمد الصَّنعانيِّ، وفي جمع الخطابيِّ، والشرباصيِّ. 60- "القَر يبُ " دليله: قوله تعالى: {إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ} (هود: من الآية61) . من ذكره: ورد في رواية الوليد بن مسلم عند ابن خزيمة، وفي طريق عبد الملك ابن محمد الصَّنعانيِّ، وطريق عبد العزيز بن الحصين بن الترجمان، وفي جمع جعفر الصَّادق، وسفيان بن عيينة، والخطَّابيِّ، وابنِ منده،

(1/161)


والحليميِّ، وا لبَيهَقيِّ، وابنِ حزم، والأصبها نيِّ، وا بنِ العربيِّ، والقرطبيِّ، وابنِ القيِّم، وابنِ الوزير، وابنِ حجر، والسعديِّ، والعثيمين، والقحطانيِّ، والحمود، والشرباصيِّ، ونور الحسن خان. من أسقطه: لم يرد ذكره في طريق الوليد بن مسلم عند التِّرمذيِّ، والطَّبرانيِّ، وابنِ حبَّان، والبيهقيِّ، وابن منده، وأبي نُعَيم. 61- "القَهَّار" دليله: قوله تعالى: {وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ} (ابراهيم: من الآية48) . من ذكره: ورد في طريق الوليد بن مسلم عند التِّرمذيِّ، والطَبرانيِّ، وابن حبَّان، وابنِ خزيمة، والبيهقيِّ، وابن منده، وفي جمع الخطابيِّ، وابن منده، والحليميِّ، والبَيهَقيِّ، وابنِ حزم، والأصبهانيِّ، وا بنِ العربيِّ، والقرطبيِّ، وابنِ القيِّم، وابنِ الوزير، وابن حجر، والسعديِّ، والعثيمين، والقحطانيِّ، والحمود، والشَّرباصيِّ، ونور الحسن خان. من أسقطه: لم يرد ذكره في طريق الوليد بن مسلم عند أبي نُعَيم، وفي طريق عبد الملك بن محمد الصَّنعانيِّ، وطريق عبد العزيز بن الحصين بن الترجمان، وفي جمع جعفر الصَّادق، وسفيان بن عيينة. 62- "القَوِيُّ" دليله: قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ} (هود: من الآية66) . من ذكره: ذكره الجميع باستثناء ما يَلي: من أسقطه: لم يرد ذكره في طريق عبد العزيز بن الحصين بن الترجمان،

(1/162)


وجمع سغيان بن عيينة, والأصبهاني. 63- "القيوم" دليله: قوله تعالى: {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} (البقرة: من الآية255) . من ذكره: ورد ذكره عند الجميع بلااستثناء. حرف الكاف 64- "الكبير" دليله: قوله تعالى: {عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ} (الرعد:9) . من ذكره: ورد ذكره عند الجميع بلااستثناء. من أسقطه: لم يذكر في طريق الوليد بن مسلم عند أبي نُعَيم, وفي طريق عبد الملك بن محمد الصَّنعانيّ عند ابن ماجه. 65- "الكريم" دليله: قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الْأِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ} (الانفطار:6) . من ذكره: هذا الاسم ورد ذكره عند الجميع بلااستثناء. حرف اللام 66- "اللطيف" دليله: قوله تعالى: {وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} (الأنعام: من الآية103) . من ذكره: هذا الاسم ورد ذكره عندَ الجميع باستثناء الأصبَهَانيِّ.

(1/163)


حرف الميم 67- "المؤمنُ" دليله: قوله تعالى: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ} (الحشر: من الآية23) . من ذكره: ورد ذِكرُه هذا الاسم عند الجميع باستثناءِ الأصبَهَانيِّ. 68- " المبين" دليله: قوله تعالى: {وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ} (النور: من الآية25) من ذكره: ورد في طريق الوليد بن، مسلم عند أبي نُعيم، وكذا في طريق عبد الملك بن محمد الصّنعانيِّ عند ابن ماجه. وفي جمع جعفر الصَّادق، وسفيان بن عيينة، والخطابيِّ، وابن منده، والحليميِّ، والبيهقيِّ، وابنِ حزم، والأصبهانيِّ، وابنِ العربيِّ، وابن القيِّم، وابن الوزير، وابن حجر، والعثيمين، والقحطانيِّ، والحمود، والشَّرباصيِّ، ونور الحسن خان. من أسقطه: لم يرد ذكره في طريق الوليد بن مسلم عند الترمذيِّ، والطبرانيِّ، وابنِ حبَّان، وابنِ خزيمة، والبيهقيِّ، وابنِ منده، وكذا في طريق عبد العزيز بن الحصين بن الترجمان، وكذا في جمع السِّعديِّ. 69- "المتعال " دليله: قوله تعالى: {عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ} (الرعد:9) . من ذكره: ورد ذكره عند الجميع باستثناء ثلاثَةٍ عَلَى ما سيأتي. من أسقطه: لم يُذكَر في جمع ابن منده، وابن العربيِّ، والسعديِّ.

(1/164)


70- "المتكبِّرُ" دليليه: قوله تعالى: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكبر} (الحشر: من الآية23) . من ذكره: ورد ذكره عند الجميع باستثناء اين منده, والأصبهانيّ, وابن القيِّم. 71- "المتين " دليله: قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} (الذريات:58) . من ذكره: ورد ذكره عند الجميع باستثناء ابن منده، وا لأصبهانيِّ، وابنِ القيِّم. 72- "المجيد" دليله: قوله تعالى: {إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ} (هود: من الآية73) . من ذكره: ورد ذكر الاسم عند الجميع بلا استثناء. 73- "المجيبُ " دليله: قوله تعالى: {إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ} (هود: من الآية61) . من ذكره: ورد ذكر هذا الاسم عند الجميع باستثناءِ أربعةٍ. من أسقطه: لم يرد ذكره عند الخطابيِّ، وابن منده، وابنِ العربيِّ، والحمود. 74- "المحسِنُ" دليله: عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا حَكَمتُم فَاعدلُوا وإذَا قَتَلتُم فَأَحسِنُوا، فإِنَّ الله مُحسِنٌ يُحِبُّ المحسِنِينَ". أخرجه ابن أبي عاصم في الديات ص 56، وابن عدي في الكامل 6/ 2145،

(1/165)


وأبو نعيم في أخبار أصبهان 2/ 113، والطَّبَرَانيُّ في الأوسط كما في مجمع الزَّوائد للهيثميِّ 5/ 197. وقال الهيثميُّ: ورجاله ثقات، وكذا قال المناويُّ في الفتح السماوي في تخريج أحاديث البيضاوي 1/ 90، وا لألبانيُّ في السلسلة 1/ 761. وحديث: شداد بن أوس رضي الله عنه قال: حفظتُ من رسول الله صلى الله عليه وسلم اثنتين، قال: "إن الله مُحسِنٌ، يُحِبُّ الإِحسَانَ إلَى كلِّ شَيءٍ، فإذا قَتَلتُم فأَحسِنُوا القَتلَ ... ". رواه عبد الرَّزَّاق- في المصنَّف 4/ 492، ومن طريقه الطَّبَرانيّ في الكبير 7/ 332، وصحَّحَه الألبانيّ، انظر: صحيحَ الجامع 1/ 129، وا لإرواء7/ 293. وانظر بحث المحسن في مجلة البحوث الإسلاميَّة العدد 36 ص 363 للدكتور عبد الرزاق العباد. من ذكره: ا- جَمعُ القُرطُبيِّ 20- ابنِ القيِّم 3- العثيمين. 75- "المستعان " دليله: قوله تعالى: {وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ} (الانبياء: من الآية112. وقوله صلى الله عليه وسلم: "اللهمَّ إِنَّا نَسأَلُك من خَيْرِ مَا سَأَلَكَ مِنهُ نَبِيُّكَ مُحَمَّدٌ ونَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَااستعَاذَ مِنهُ نَبِيُّكَ مُحَمَّدٌ، وأنتَ المُسْتَعَانُ وعَلَيكَ البَلاَغُ ولا حَولَ ولاَ قُوَّةَ إلاَّبالله". أخرجه التِّرمذيُّ، كتاب الدَّعوات، باب 89ح 1 352، 5/ 537، 5218. وقال: حديثٌ حَسَنٌ غَريبٌ. من ذكره: ورد ذكره في جمع ابن العربيِّ، والقُرطُبيِّ, وابنِ الوزير، وابنِ حجر، والحمود، والشَّرباصيِّ. من أسقطه: لم يرد في طرق حديث الأسماء، وفي جمع جعفر الصَّادق، وسفيان بن عيينة، والخطَّابيِّ، وابن منده، والحليميِّ، والبيهقيِّ، وابن

(1/166)


حزم، والأصبهانيّ، وا بنِ القيِّم، والسعديِّ، وا لعثيمين، والقحطانيِّ، ونور الحسن خان. 76- "المسعِّرُ" دليله: حديث: "إنَّ الله هُوَ المُسعِّرُ القَابِضُ البَاسِطُ ... " تقدَّم تخريجه ص (159) . من ذكره: ذكره القُرطُبيُّ. 77- " المصوِّرُ" دليله: قوله تعالى: {هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ} (الحشر: من الآية24) . من ذكره: ورد ذكره عند الجميع بلا استثناء. 78- "المقتَدِرُ" دليله: قوله تعالى: {فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ} (القمر:55) . من ذكره: ورد ذكر هذا الاسم في طريق الوليد بن مسلم عند الترمذيِّ، والطَّبَراييِّ، وابنِ حبَّان، وابنِ خزيمة، والبيهقيِّ، وابن منده وفي طريق عبد العزيز بن الحصين بن الترجمان، وفي جمع جعفر الصَّادقِ، وسفيان بن عيينة، والخطابيّ، وابن منده، والحليميِّ، والبيهقيِّ، وا بنِ حزم، والأصبها نيِّ، وابن العربيِّ، والقرطبيِّ، وابن الوزير، وا بن حجر، والعثيمين، والقحطانيِّ، والحمود، والشرباصيِّ، ونورِ الحسن خان. من أسقطه: لم يرد ذكره في طريق الوليد بن مسلم عند أيي نُعَيم، وفي طريق عبد الملك بن محمد الصَّنعانيِّ، وعند ابن القيِّم، والسعديِّ.

(1/167)


79- "المقَدِّمُ " 80- "المؤ خِّرُ" دليلهما: قوله صلى الله عليه وسلم: " أنتَ المُقدِّمُ وأنتَ المُؤَخِّرُ لاَ إِلَه إلاَّ أَنْتَ " أخرجه البُخارِيُّ في في صَحِيحِه، كتاب التهجُّد، بَابُ التَّهَجُّد باللَّيل. انظر: فتح الباري 3/3 خ 1120. وأخرجه مسلم في صحيحِه، كتاب صلاة المسافرين، باب الدُّعاء في صلاة الليل وقيامه 2/ 185، 186. من ذكره: ورد في طريق الوليد بن مسلم عند التِّرمذيِّ، وابنِ حِبَّان، وابنِ خزيمة، والطبرانيِّ، والبَيْهَقيِّ، وفي جمع الخطابيِّ، والحليميِّ، والبيهقيِّ، وابنِ حزم، وابن العربيّ، والقرطبيّ، وابن القيّم، والعثيمين، والقحطانيّ، والشرباصيّ، ونور الحسن خان. من أسقطه: لم يرد ذكره في طريق الوليد بن مسلم عند أبي نُعَيم، وكذا في طريق عبد الملك بن محمد الصنعاني، وطريق عبد العزيز بن الحصين بن الترجمان، وفي جمع جعفر الصَّادق، وسفيان بن عيينة، وابن منده، والأصبهاني، وابن الوزير، وابن حجر، والسَّعديِّ، والحمود. 81- " الملكُ" دليله: قوله تعالى: {فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ} (طه: من الآية114) . من ذكره: ورد ذكرهذا الاسم عند الجميع باستثناء سفيان بن عيينة والأصبهانيّ. 82- "المليك" دليله: قوله تعالى: {فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ} (القمر:55) .

(1/168)


من ذكره: ورد في طريق عبد العزيز بن الحصين بن الترجمان عند الحاكمِ وغيره، وفي جمع جعفر الصَّادق، والخطابيِّ، والحليميِّ، والبيهقيِّ، وا بنِ حزم، والأصبهانيِّ، وابنِ العربيِّ، والقرطبيِّ، وابنِ القيِّم، وابنِ الوزير، وا بنِ حجر، والعثيمين، والقحطانيِّ، والحمود، ونور الحسن خان. من أسقطه: لم يرد في طريق الوليد بن مسلم، وطريق عبد الملك بن محمد الصَّنعانيّ، وفي جمع سفيان بن عيينة، وابنِ منده، والسعديِّ، والشَّرباصيِّ. 83- " المنَّانُ" دليله: عن أنسِ بن ماللكٍ رضي الله عنه قال: سَمِعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رَجُلاً يَقُولُ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أسْأَلُك بأن لك الحَمدُ لاَ إِلَه إلاَّ أنتَ وَحدَكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ المنَّانُ بَدِيعُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ ذُو الجَلاَلِ والإكرَام ". فقال: "لقد سَألَ اللهَ باسمِه الأعظَم الَّذي إذا سُئِلَ بِهِ أَعطَى، وإذَا دُعِيَ بِهِ أَجابَ ". أخرجه أبو داود في سننه، كتاب الصَّلاة، باب الدُّعاء 2/ 167، ح هـ 149، وأخرجه الترمذي في سننه، كتاب الدَّعوات، باب (100) خَلَقَ اللهُ مائةَ رحمة، 5/ 550 ح 3544، وأخرجه النَّسائيُّ كتاب السَّهو، باب الدُّعاء بعد الذكر 3/ 52، وأخرجه ابن ماجه، أبواب الدُّعاء، باب اسم الله الأعظَم، (2/ 347) ح 3904، وأخرجه الإمام أحمد في المسند (3/ 120، 158، 245،265) . وانظر: صحيح النَّسائيّ للألبانيّ (1/ 279 ح 233 1) ، وصحيح ابن ماجة (2/329ح3112) .

(1/169)


من ذكره: ورد ذكر هذا الاسم في طريق عبد العزيز بن الحصين بن الترجمان، وفي جمع جعفر الصَّادق, وسفيان بن عيينة، وابن منده، والحليميّ، والبيهقيّ، والقرطبيِّ، وابنِ القيِّم، والعثيمين، والقحطانيِّ، والشرباصيِّ، ونور الحسن خان. من أسقطه: لم يذكر في طريق الوليد بن مسلم وطريق عبد الملك بن محمد الصَّنعانيِّ، وفي جمع الخطابيِّ، وابن حزم، والأصبهانيِّ، وابنِ العربيِّ، وا بنِ الوزير، وا بنِ حجر، والسِّعديِّ، والحمود. 84- " المُهَيمنُ " دليله: قوله تعالى: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ} (الحشر: من الآية23) . من ذكره: هذا الاسم ورد ذكره عند الجميع بلا استثناء. حرف الواو 85- "الواحد" دليله: قوله تعالى: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ} (ابراهيم:48) . من ذكره: ورد ذكره عند الجميع بلااستثناء. 86- " الوَاسِعُ " دليله: قوله تعالى: {وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} (البقرة: من الآية247) . من ذكره: ورد ذكره في طريق الوليد بن مسلم عند الترمذي، وابن حبَّان، وابن خزيمة، والطبرانيّ، والبَيْهَقيِّ، وابن منده. وكذا في طريق عبد العزيز بن

(1/170)


الحصين بن الترجمان، وفي جمع سفيان بن عيينة، وجعفر الصَّادق، وابن حزم، وابن حجر، وابن العربيِّ، والقُرطُبيِّ، والحليميِّ، والبيهقيِّ، وابن الوزير، وا لسعديِّ، والعثيمين، وا لقحطانيِّ، والحمود، وا لشرباصيِّ، ونور الحسن خان. من أسقطه: لم يرد ذكره في طريق الوليد بن مسلم عند أبي نُعَيم، وكذا في طريق عبد الملك بن محمد الصَّنعانيِّ، وفي جمع ابن منده. 87- "الوترُ" دليله: قوله صلى الله عليه وسلم: "لله تسعةٌ وتِسعُونَ اسمًا- مائة إلاَّ واحد- لاَ يَحْفَظُهَا أحَدٌ إلاَّ دَخَلَ الجنَّةَ، وَهُوَ وترٌ يُحبُّ الوترَ". أخرجه البخاريُّ، كتاب الدَّعوات، باب لله مائة اسم غير واحد. انظر: فتح الباري 11/ 214 ح 6415. وأخرجه مسلم في صحيحه، الذِّكر والدُّعاء 4/ 2562 ح3507. من ذكره: ورد في طريق الوليد بن مسلم عند أبي نُعَيم، وكذا في طريق عبد الملك بن محمد الصنعانيِّ، وطريق عبد العزيزبن الحصين بن الترجمان، وفي جمع جعفر الصَّادق، والخطابيِّ، وابن منده، والحليميِّ، والبيهقيِّ، وابنِ حزمٍ، والقُرطُبيِّ، وابنِ القيِّم، والعثيمين، والشرباصيِّ، ونور الحسن خان. من أسقطه: لم يرد ذكره في طريق الوليد بن مسلم عند الترمذي، وابن حِبَّان، وا بنِ خزيمة، والبيهقيِّ، وابن منده، والطبرانيِّ، هكذا في جمع سفيان ابن عيينة والأصبهانيِّ، وابنِ العربيِّ، وابن الوزير، وابن حجر، والسعديِّ، والقحطانيِّ، والحمود.

(1/171)


88- "الودود" دليله: قوله تعالى: {وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ} (البروج:14) . من ذكره: ورد ذكره عند الجميع باستثناء من سيأتي. من أسقطه: لم يرد في طريق الوليد بن مسلم عند الطبرانيِّ وفي جمع الأصبهانيِّ. 89- "الوَليُّ " دليله: قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ} (الشورى:28) . من ذكره: ورد ذكره عند الجميع باستثناءِ مَنْ سيأتي. من أسقطه: لم يُذكَرْ في طريق عبد العزيز بن الحصين بن الترجمان، وكذا فيما ذكرنا من جمع ابن القيِّم والسعديِّ. 90- "الوهاب" دليله: قوله تعالى: {أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ} (صّ:9) . من ذكره: هذا الاسم ورد ذكره عند الجميع بلا استثناء.

(1/172)


 المطلب الثالث: الأسماء التى لم ترد في النصوص بصورة الاسم وإنما أُخذت بالاشتقاق

... المطلب الثالث: الأسماء الّتى لم ترد في النُّصوص بصورة الاسم وإ نَّماأُخِذَتْ بالاشتتقاق حرف الألف ا- "الإله " دليله: قوله تعالى: {إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ} (النساء: من الآية171) . التعليق: لم يرد إطلاق الاسم منه في النُّصوص، وإئما أُخِذَ بطريق الاشتقاق، وقد ورد عدُّه من خبر الأسماء في طريق عبد العزيز بن الحصين بن الترجمان، وقدعدَّه في الأسماءكل من: ا- جعفر الصَّادق 2- ابن حزم 3- القرطبيّ 4- ابن القيِّم 5- ابن الوزير 6- ابنُ حجر 7- العثيمين 8- القحطانيُّ. 9- الشرباصيُّ. حرف الباء 2- "الباقي" دليله: قوله تعالى: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْأِكْرَامِ} (الرحمن:27) . التعليق: لم يرد بصورة الاسم ولكن أُخِذَ بطريق الاشتقاق. من ذكره: ورد في طريق الوليد بن مسلم، وطريق عبد الملك بن محمد الصنعانيِّ، وطريق عبد العزيز بن الحصين بن الترجمان، وقد عدَّه في الأسماء كلٌّ من: ا- جعفر الصَّادق 2- الخطابيُّ 3- ابن منده 4- الحليميُّ 5- البيهقيُّ.

(1/173)


6- الأصبهانيُّ 7 - ابن العربيُّ 8 - القرطبيُّ 9- الشرباصيُّ. الحسن خان. 3- "البديع" دليله: قوله تعالى: {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ} (البقرة: من الآية117) البقرة. التَّعليق: لم يرد بصورة الاسم ولكن ورد مضافًا وقد أطلق البعض منه الاسم بطريق الاشتقاق. من ذكره: ورد في طريق الوليد بن مسلم عند الترمذي، وابن حبَّان، وابن خزيمة، والطبرانيّ، والبيهقيِّ، وابنِ منده هـ، وفي طريق عبد العزيز بن الحصين ابن الترجمان، وقد عدَّه في الأسماء كلٌّ من: ا- جعفر الصَّادق. 2- سفيان بن عيينة. 3- الخطابى. 4- ابن منده. 5- الحليميُّ. 6- البيهقيُّ. 7- القرطبيُّ. 8- ابن الوزير. 9- ابن حجر. 10- الحمودُ 11- الشرباصيئ 12- نور الحسن خان. حرف الجيم 4- "الجَامعُ " دليله: قوله تعالى: {رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ} (آل عمران: من الآية9) . التعليق: لم يرد بصورة الاسم وإنَّما ورد مضافا كما في الآية. من ذكره: ورد ذكره في حديث الأسماء من طريق الوليد بن مسلم وطريق عبد الملك بن محمد الصنعانيّ، وفي جمع: ا- ابنِ منده. 2- ابنِ العربيِّ. 3- القرطبيِّ. 4- الحليميِّ. 5- البيهَقيِّ. 6- ابنِ حجر. 7- ابن الوزير.

(1/174)


8- الشرباصيِّ. 9- نور الحسن خان. 5- "الجليل" دليله: قوله تعالى: {وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالأِكْرَامِ} (الرحمن: من الآية27) . التعليق: لم يرد في النُّصوص بصورة الاسم وإنما ورد مضافا كمافي الآية. من ذكره: ورد في طريق الوليد بن مسلم عند الترمذي، والطبرانيِّ، وابنِ حبَّان، وابنِ خزيمة، والبَيْهقيِّ، وابن منده. وكذا في طريق عبد الملك بن محمد الصنعانيِّ، وطريق عبد العزيز بن الحصين الترجمان. وذُكِرَ في جمع: ا- ابن منده. 2- ابنِ العربيِّ. 3- الحليميِّ 40- البيهقيِّ. 5- السعديِّ. 6- الشرباصييِّ. 7- نور الحسن خان. حرف الحاء 6- "الحفيُّ " دليله: قوله تعالى: {قَالَ سَلامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيّاً} (مريم:47) . التعليق: لم يرد إطلاقه وإنما ورد مقيَّدًا كما في الآية. من ذكره: 1- ابن العربيُّ. 2- القرطبيُّ. 3- ابن حجر. 4- ابن الوزير. 5- العثيمين. 6- الشرباصيُّ. 7- "الحسيب " دليله: قوله تعالى: {وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيباً} (النساء: من الآية6) . التعليق: لم يرد إطلاقه وإنَّما ورد مقيَّدًا كما في الآية. من ذكره: ورد في حديث الأسماء من طريق الوليد بن مسلم عند التّرمذيِّ والطَّبرانيّ، وابنِ حبَّان، وابنِ خزيمة، والبيهقيِّ. وابنِ منده.

(1/175)


وورد في جمع 1- ابنِ العربيِّ. 2- سفيان بن عيينة. 3- جعفر الصَّادق. 4- ابن منده. 5- الحليميِّ. 6- البَيْهقيِّ. 7- ابن العربى. 8- ابن الوزير. 9- ابن حجر. 10- السعديِّ0 11- العثيمين. 12- القحطانيِّ. 13- الحمود. 14-الشرباصيِّ. 15- نور الحسن خان. 8- "الحافظ" دليله: قوله تعالى: {فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} (يوسف: من الآية64) . التعليق: لم يرد إطلاقه وإنَّما ورد مضافا كما في الآية. من ذكره: ورد في حديث الأسماء من طريق الوليد بن مسلم عند أبي نعيم، وطريق عبد العزيز بن الحصين بن الترجمان، وطريق عبد الملك بن محمد الصَّنعانيِّ. وفي جمع ا- ابن منده. 2- الحليميِّ. 3- البيهقيِّ. 4- القرطبيِّ. 5- ابن حجر. 6- ابن الوزير. 7- الحمود. 8- الشربا صيِّ. 9- نور الحسن خان. 9- "الحفيظ" دليله: قوله تعالى: {وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ} (سبأ: من الآية21) . التعليق: لم يرد إطلاقه وإنَّما ورد مقيّدًا كما في الآية. من ذكره: ورد في حديث الأسماء من طريق الوليد بن مسلم عند الترمذي والطبرانيِّ، وا بنِ حبَّان، وابنِ خزيمة، والبَيْهَقيِّ، وابنِ منده. وورد ذكره في جمع ا- جعفر الصادق. 2- سفيان بن عيينة. 3- وابن منده. 4- الحليميِّ. 5- البيهقيِّ. 6- القرطبيِّ. 7- ابن حجبر. 8- السعديِّ. 9- العثيمين.

(1/176)


10- القحطانيِّ. 11- الحمود. 12- الشرباصيِّ. 13- نور الحسن خان. حرف الراء 10- "الرَّافعُ " دليله: قوله تعالى: {إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيّ} (آل عمران: من الآية55) . التعليق: لم يرد في القرآن اسما بهذه الصِّيغةِ، إلاَّ أنَّه جاء مضافا كما في الآية، ويرد كذلك من قبيل الأسماء المزدوجة في مقابل الخافِضِ فيُقَالُ: " الخافِضُ الرَّافِعُ ". من ذكره: ورد في طريق الوليد بن مسلم، وطريق عبد الملك بن محمد الصنعانيِّ، وفي جمع: 1- ابنِ منده. 2- ابن العربيِّ 3- الحليميِّ. 4- البيهقى. 5- القرطبيِّ. 6- ابن الوزير. 7- الشرباصيِّ. 8- نور الحسن خان. اا- "الرَّفيعُ " دليله: قوله تعالى: {رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ} (غافر: من الآية15) . التعليق: لم يرد في القرآن اسمًا بهذه الصِّيغة، وإنَّما جاء مضافا كما في الآية من سورة غافر. من ذكره: ورد في طريق عبد العزيز بن الحصين بن الترجمان، وفي جمع ا- جعفر الصَّادق 20- ابنِ حجر 30- نور الحسن خان. حرف السين 12- "السَّتَّارُ" 12- السَّاتِرُ" دليله: حديث: "مَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَه اللهُ يَوْمَ القِيَامَةِ" أخرجه البخاريُّ في صحيحه، كتاب المظالم، باب لا يظلم المسلمُ المسلِمَ وَلايُسْلِمُه (فتح الباري 5/ 97ح2442) .

(1/177)


التعليق: أُخِذَ الاسمُ منه بطريق الاشتقاق. من ذكره: ذكرهما القرطبيُّ، وذكر ابن منده والشَّرباصيُّ " السَّاتِرُ". حرف الشين 13- "الشَّدِيدُ" دليله: قوله تعالى: {وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ} (الرعد: من الآية13) . التعليق: ورد مضافا ولم يُطلَقْ. من ذكره: ورد في طريق الوليد بن مسلم عند الطَّبَرانيِّ، وأبي نُعَيم، وفي طريق عبد الملك بن محمد الصَّنعانيِّ، وفي جمع: 1- جعفر الصَّادق. 2- سفيان ابن عيينة. 3- ابن منده. 4- ابنِ العربيِّ. 5- القُرطُبيِّ. 6- ابنِ القيِّم. 7- ابن حجر. 8- الشرباصيِّ. 14- "الشهيد" دليله: قوله تعالى: {وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً} (الفتح: من الآية28) . التعليق: لم يرد إطلاقه بصورة الاسم. من ذكره: ورد في طريق الوليد بن مسلم، وفي طريق عبد الملك بن محمد الصنعانيِّ، وطريق عبد العزيز بن الحصين التّرجمان. وفي جمع: 1- جعفر الصَّادق. 2- سفيان بن عيينة0 3- الخطابيِّ. 4- ابنِ منده. 5- الحليميِّ. 6- البَيْهَقيِّ. 7- الأصبهانيِّ. 8- ابنِ العربيِّ. 9- ابنِ القيِّم. 15- ابنِ الوزير. 11- ابنِ حجر. 12- السعديِّ. 13- العثيمين. 14- القحطانيِّ. 15- الحمود. 16- الشرباصيِّ. 17- نور الحسن خان. 18- ابنِ تيمية في شرح الأصفهانيَّةِ ص هـ. حرف الصاد 15- " الصّادِقُ " دليله: قوله تعالى: {وَأَتَيْنَاكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ} (الحجر:64) .

(1/178)


لتَّعليق: لم يرد إطلاق الاسم منه وإنَّمَا، أُخِذَ بطريق الاشتقاق، وانظر مجموع الفتاوى 6/ 142، وشرح الأصفهانيَّة ص هـ. من ذكره: ورد في طريق الوليد بن مسلم عن أبي نعَيم، وفي طريق عبد الملك ابن محمد الصنعانيِّ عند ابن ماجة، وطريق عبد العزيز بن الحصين بن الترجمان عند الحاكم وغيره، وفي جمع: 1- جعفر الصَّادق. 2- سفيان بن عيينة. 3 – الخطابيّ. 4- ابن منده. 5- الحليميِّ. 6- البيهقيِّ. 7- الأصبهانيِّ. 8- ابنِ العربيِّ. 9- القُرطُبيِّ. 10- ابنِ الوزير. 11- الشرباصيِّ. 12- نور الحسن خان. حرف العين 16- "العَدلُ" دليله: قوله تعالى: {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً} (الأنعام: من الآية115) . التعليق: لم يرد إطلاق الاسم منه وإنَّما ورد مقيدًا. من ذكره: ورد ذكره في طريق الوليد بن مسلم عند التِّرمذيِّ، والطَّبرانيِّ، وابنِ حبَّان، وابنِ خزيمة، والبيهقيِّ، وابن منده، وفي جمع: 1- الخطابيِّ. 2- ابنِ منده. 3- الحليميِّ0 4- البيهقيِّ0 5- ابن العربيِّ. 6- القرطبيِّ. 7- ابنِ القيِّم. 8- السعديِّ. 9- الشرباصيِّ. 15 - نور الحسن خان. 17- "العالم " دليله: قوله تعالى: {عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ} (الزمر: من الآية46) . التعليق: لم يرد إطلاق الاسم وإنَّما ورد مضافا كما في الآية هنا، انظر: تيسير العزيز الحميدص 579.

(1/179)


من ذكره: ورد في طريق الوليد بن مسلم عند أبي نُعَيم، وفي طريق عبد الملك ابن محمد الصنعاني، وفي جمع: 1- جعفر الصَّادق. 2- ابن منده. 3- الحليميِّ. 4- البيهقيِّ. 5- الأصبهانيِّ. 6- ابنِ العربيِّ. 7- ابنِ الوزير. 8- ابنِ حجر. 9- الحمود. 10- الشرباصيِّ. 11- نور الحسن خان. 18- "العَلاَّمُ" دليله: قوله تعالى: {وَأَنَّ اللَّهَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ} (التوبة: من الآية78) . التعليق: لم يرد إطلاقه وإنما ورد مضافا كما في الآية هنا. من ذكره: ورد ذكره في طريق عبد العزيز بن الحصين الترجمان وكذا من جمع: 1- الخطابيِّ. 2- ابن منده. 3- الحليميِّ. 4- البيهَقيِّ. 5- الأصبهانيِّ. 6- ابن العربيِّ. 7- الحمود. 8- نور الحسن خان. حرف الغين 19- "الغافِرُ" دليله: قوله تعالى: {غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ} (غافر:3) . التعليق: لم يرد إطلاق الاسم منه وإنَّما ورد مضافا كما في الآية. من ذكره: ورد في جمع: ا- جعفر الصَّادق. 2- سفيان بن عيينة. 3- ابن منده. 4- الحليميِّ. 5- البَيْهَقيِّ. 6- الأصبهانيِّ. 7- القرطبيِّ. 8- ابنِ الوزير. 9- ابنِ حجر. 15- الحمود. 11- الشرباصيِّ. 12- نور الحسن خان. 20 "الغالب" دليله: قوله تعالى: {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا

(1/180)


َعْلَمُونَ} (يوسف: من الآية21) . التعليق: لم يرد إطلاقه وإنَّما ورد مضافا كما في الآية هنا. من ذكره: ورد ذكره في طريق عبد العزيز بن الحصين الترجمان وكذا في جمع: ا- الخطابيِّ. 2- ابنِ منده. 3- الحليميِّ. 4- البيهقيِّ. 5- الأصبهانيِّ. 6- ابنِ العربيِّ. 7- الحمود. 8- نور الحسن خان. حرف الفاء 21- " الفَاطِرُ" دليله: قوله تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ} (فاطر: من الآية1) . التعليق: ورد مضافا ولم يرد إطلاق الاسم منه. من ذكره: ورد في طريق عبد العزيز بن الحصين الترجمان، وفي جمع: 1- جعفر الصَّادق. 2- سفيان بن عيينة. 3- الخطابيِّ. 4- ابن منده. 5- الحليميِّ. 6- البَيْهَقيِّ. 7- الأصبهانيِّ. 8- ابنِ العربيِّ. 9- القُرطُبيِّ. 10- ابنِ الوزير. 11- ابنِ حجر. 12- الحمود. 13- الشرباصيِّ. 14- نورالحسن خان. حرف القاف 22- "القاهر" دليله: قوله تعالى: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ} (الأنعام: من الآية18) . التعليق: وردَ مقيَّدًا كما في الآية. من ذكره: ورد في طريق الوليد بن مسلم عند أبي نُعَيم، وفي طريق عبد الملك ابن محمَّدٍ الصَّنعانيِّ، وطريق عبد العزيز بن الحصين الترجمان.

(1/181)


وفي جمع: 1- جعفر الصَّادق. 2- سفيان بن عيينة. 3- ابنِ منده. 4- الحليميِّ. 5- البَيْهَقيِّ. 6- ابن حزم. 7- الأصبهانيِّ. 8- القُرطُبيِّ. 9- ابن الوزير. 15- ابنِ حجر. 11- العثيمين. 12- القحطانيِّ. 13- الحمود. 14- نور الحسن خان. 23- " القادِرُ" دليله: قوله تعالى: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِنْ فَوْقِكُمْ} (الأنعام: من الآية65) . التعليق: ورد مقيَّدًا كما في الآية. من ذكره: ورد ذكره في طريق الوليدِ بن مسلم عند التِّرمذيِّ والطبرانيِّ، وابنِ حبَّان، وابنِ خزيمة، والبَيْهَقيِّ، وابنِ منده، وأبي نُعَيم، وفي طريق عبد الملك ابن محمد الصَّنعانيِّ، وطريق عبد العزيز بن الحصين الترجمان، وفي جمع: 1- سفيان بن عيينة 2- الخطَّابيِّ. 3- ابنِ منده. 4- الحليميِّ. 5- البَيْهَقيِّ. 6- الأصبهانيِّ. 7- ابن العربيِّ. 8- ابن القيِّم. 9- ابنِ الوزير. 10- ابنِ حجر. 11- العثيمين. 12- القحطانيِّ. 13- الحمود. 14- الشَّرباصيِّ. 15- نور الحسن خان. حرف الكاف 24- "الكافي" دليله: قوله تعالى: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ} (الزمر: من الآية36) . التعليق: ورد مقيَّدًا كما في الآية. من ذكره: ورد في طريق الوليد بن مسلم عند أبي نُعَيم، وطريق عبد الملك ابن محمد الصَّنعانيِّ، وطريق عبد العزيز بن الحصين الترجمان، وفي جمع: 1- جعفر الصَّادق. 2- سفيان بن عيينة. 3- الخطابيِّ. 4- ابنِ منده. 5- الحليميِّ.

(1/182)


6- البيهقيِّ. 7- الأصبهانيِّ. 8- ابنِ العربيِّ. 9- القُرطُبيِّ. 15- ابنِ الوزير. 11- ابنِ حجر. 12- السعديِّ. 13- القحطانيِّ 14- الحمود. 15- الشَّرباصيِّ. 25- "الكفيل " دليله: قوله تعالى: {وَلا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ} (النحل: من الآية91) . التعليق: لم يرد بصورة الاسم وقد أطلق جمع من العلماء الاسم منه. من ذكره: ورد في طريق عبد العزيز بن الحصين الترجمان، وفي جمع: 1- ابنِ منده. 2- الحليميِّ. 3- البيهقيِّ. 4- ابنِ العربيِّ. 5- القُرطُبيِّ. حرف الميم 26- "المالِكُ " دليله: قوله تعالى: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} (الفاتحة:4) . التعليق: ورد مضافا كما في الآية. من ذكره: ورد في طريق عبد العزيز بن الحصين الترجمان، وفي جمع: ا- جعفر الصَّادق. 2- سفيان بن عيينة. 3- ابنِ منده. 4- ابن العربيِّ. 5- ابنِ القيِّم. 6- ابنِ الوزير. 7- ابن حجر. 8- السعديِّ. 9- الحمود. 27- "المحسَانُ" من ذكره: ورد المحسان في جمع ابنِ حزم. 28- "المحِيطُ" دليله: قوله تعالى: {أَلا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ} (فصلت: من الآية54) . التعليق: ورد مقيَّدًا كما في الآية.

(1/183)


من ذكره: ورد في طريق الوليد بن مسلم عند الطَّبَرانيِّ فقط، وفي طريق عبد العزيز بن الحصين الترجمان، وفي جمع: ا- جعفر الصَّادق. 2- سفيان ابن عيينة. 3- الخطَّابيِّ. 4- الحليميِّ. 5- البَيْهَقيِّ. 6- الأصبهانيِّ. 7- ابنِ العربيِّ. 8- القُرطُبيِّ. 9- ابنِ القيِّم. 10- ابنِ الوزير. 11- ابنِ حجر. 12- السعديِّ. 13- العثيمين. 14- القحطانيِّ. 15- الحمود. 16- الشَّرباصيِّ. 17- نور الحسن خان. 29- "المقِيتُ " دليله: قوله تعالى: {وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتاً} (النساء: من الآية85) . من ذكره: ورد في طريق الوليد بن مسلم عندالتِّرمذيِّ، والطَّبَرانيِّ، وابنِ حبَّان، وابنِ خزيمة، وأبي نُعَيم، وفي جمع: ا- جعفر الصَّادق. 2- سفيان بن عيينة. 3- الخطابيِّ. 4- الحليميِّ. 5- البيهقيِّ. 6- ابنِ العربيِّ. 7- القُرطُبيِّ. 8- ابنِ الوزير. 9- ابن حجر. 10- السعديِّ. 11- العثيمين. 12- القحطانيِّ. 13- الحمود. 14- الشَّرباصيِّ. 15- نور الحسن خان. 30- " المولَى" دليله: قوله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ} (الحج: من الآية78) . التعليق: ورد مضافا كما في الآية. من ذكره: ورد في طريق الوليد بن مسلم عند ابن خزيمة، وفي طريق عبد العزيز ابن الحصين الترجمان، وفي جمع: 1- جعفر الصَّادق. 2- سفيان بن عيينة. 3- الخطَّابيِّ. 4- ابنِ العربيِّ. 5- القُرطُبيِّ. 6- ابنِ القيِّم. 7- ابن حجر.

(1/184)


8- العثيمين. 9- القحطانيِّ. 10- الحمود. 11- الشَّرباصيِّ. 12- نور الحسن خان. حرف النون 31- "النَّصيرُ" دليله: قوله تعالى: {فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ} (الحج: من الآية78) . التعليق: ورد مضافا كما في الآية ولم يُطلَق. من ذكره: ورد في طريق عبد العزيز بن الحصين الترجمان، وفي جمع: 1- جعفر الصَّادق. 2- سفيان بن عيينة. 3- ابن منده. 4- الحليميِّ. 5- البَيْهَقيِّ. 6- ابنِ العربيِّ. 7- القُرطُبيِّ. 8- ابنِ حجر. 9- العثيمين. 15- القحطانيِّ. 11- الحمود. 12- الشَّرباصيِّ. 13- نور الحسن خان. 32- " النُّورُ" دليله: قوله تعالى: {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ} (النور: من الآية35) . التعليق: ورد مضافا ولم يُطلَقْ منه الاسمُ، انظر: مجموع الفتاوى 5/ 74. من ذكره: ورد في طريق الوليد بن مسلم، وفي طريق عبد الملك بن محمَّد الصَّنعانيِّ، وطريق عبد العزيز بن الحصين الترجمان، وفي جمع: 1- سفيان ابن عيينة. 2- الخطَّابيِّ. 3- ابن منده. 4- الحليميِّ. 5- البَيْهَقِيِّ. 6- الأصبهانيِّ. 7- ابنِ العربيِّ. 8- القُرطُبيِّ. 9- ابنِ القيِّم. 15- ابن الوزير. 11- ابن حجر. 12- السعديِّ. 13- القحطانيِّ. 14- الحمود. 15- الشَّرباصيِّ. 16- نور الحسن خان.

(1/185)


حرف "الهاء" 33- " الهادي" دليله: قوله تعالى: {وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً} (الفرقان: من الآية31) . التعليق: ورد مقيَّدًا، لم يرد بصورة الاسم. من ذكره: ورد في طريق الوليد بن مسلم، وطريق عبد الملك بن محمَّد الصَّنعانيِّ، وطريق عبد العزيز بن الحصين الترجمان. وفي جمع: 1- جعفر الصَّادق. 2- سفيان بن عيينة. 3- الخطَّابيِّ. 4- ابن منده. 5- الحليميِّ. 6- البَيْهَقِيِّ. 7- ابنِ العربيِّ. 8- القُرطُبيِّ. 9- ابنِ الوزير. 15- ابنِ حجر. 11- السعديِّ. 12- القحطانيِّ. 13- الحمود. 14- الشَّرباصيِّ. حرف الواو 34- " الوَارِثُ " دليله: قوله تعالى: {وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ} (الحجر:23) . التعليق: ورد مضافا ولم يرد إطلاق الاسم منه. من ذكره: ورد في طريق الوليد بن مسلم، وطريق عبد الملك بن محمَّد الصَّنعانيِّ، وفي جمع: ا- جعفر الصَّادق. 2- سفيان بن عيينة. 3- الخطَّابيِّ. 4- الحليميِّ. 5- البَيْهَقِيِّ. 6- ابنِ العربيِّ. 7- ابنِ الوزير. 8- ابنِ حجر. 9- العثيمين. 10- الحمود. 11- الشَّرباصيِّ. 12- نور الحسن خان. 35- " الوكيل" دليله: قوله تعالى: {وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} (آل عمران: من الآية173) .

(1/186)


التعليق: ورد مضافا كما في الآية ولم يرد إطلاقه. من ذكره: ورد في طريق الوليد بن مسلم, وطريق عبد الملك بن محمَّد الصَّنعانيِّ، وطريق عبد العزيز بن الحصين الترجمان. وفي جمع: ا- جعفر الصّادق. 2- سفيان بن عيينة. 3- الخطَّابيِّ. 4- الحليميِّ. 5- البيهقيِّ. 6- الأصبهانيِّ. 7- ابن العربيِّ. 8- القرطبيِّ. 9- ابنِ الوزير. 15- ابنِ حجر. 11- السعديِّ. 12- العثيمين. 13- القحطانيِّ. 14- الحمود. 15- الشَّرباصيِّ. 16- نور الحسن خان.

(1/187)


 المطلب الرابع: الأسماء المضافة

ذهب جمع من أهل العلم إلى اعتبار الأسماء المضافة وعدِّها من ضمن الأسماء الحسنى، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وكذلك أسماؤه المضافة مثل: أرحم الراحمين، وخير الغافرين، ورب العالمين، ومالك يوم الدِّين، وأحسن الخالقين، وجامع النَّاس ليوم لا ريب فيه، ومقلِّب القلوب، وغير ذلك ممَّا ثبت في الكتاب والسنَّة، وثبت في الدُّعاء بها بإجماع المسلمين"1. والعلماء في عدِّهم لهذه الأسماء ما بين مقلٍ ومكثرٍ، فبعض تلك الأسماء التي عدُّوها، إضافتها واضحة في النُّصوص، والبعض منها لا تدلُّ النُّصوص صراحة على إضافتها، وقد سردت في هذا المطلب جميع ما وقفت عليه من ذلك، دون تميينر بين مايصحُّ ومالا يصحَّ، ولعل نظرة في دليل كلِّ اسمٍ توضح مدى صحّة إضافته أو عدم صحّةِ ذلك، وإليك تلك الأسماء. حرف الألف ا- " أحسن الخالقين " دليله: قوله تعالى: {فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ} (المؤمنون: من الآية14) . من ذكره: ذكره ابن الوزير، والشَّرباصيِّ، وابن تيمية في مجموع الفتاوى 485/22. __________ 1 مجموع الفتا وى 22/ 485.

(1/188)


2- " أحكم الحاكمين" دليله: قوله تعالى: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ} (التين:8) . من ذكره: ذكره ابن الوزير والشَّرباصيُّ. 3- "أرحمُ الراحمين " دليله: قوله تعالى: {وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} (لأعراف: من الآية151) . من ذكره: ورد في جمع قوام السُّنَّةِ الأصبهانيِّ، وابن الوزير، والشَّرباصيِّ، وابن تيمية في مجموع الفَتَاوى 211/ 485. 4- "أسرعُ الحاسبين " دليله: قوله تعالى: {أَلا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ} (الأنعام: من الآية62) . من ذكره: ذكره ابن الوزير، والشرباصى. 5- " أهل التَّقْوى" دليله: قوله تعالى: {هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ} (المدثر: من الآية56) . من ذكره: ورد في جمع ابن العربيِّ، والقُرطُبيِّ، وابنِ الوزير، والشَّرباصيِّ. 6- " أهلُ المغفِرَة" دليله: قولى تعالى: {هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ} (المدثر: من الآية56) .

(1/189)


من ذكره: ورد في جمع ابن العربيِّ، والقرطبيِّ، وا بن الوزيرِ، والشَّرباصيِّ. 7 "الألِيمُ الأخذِ" دليله: قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ} (هود:102) . من ذكره: ذكره القرطبى. 8- " إله النَّاس" دليله: قوله تعالى: {إِلَهِ النَّاسِ} (الناس:3) . من ذكره: ذكره الشَّرباصيُّ. حرف الباء 9- "البالغُ أمره" دليله: قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ} (الطلاق: من الآية3) من ذكره: ذكره ابن الوزير. 10- "بديع السموات والأرض" دليله: قوله تعالى: {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ} (البقرة: من الآية117) . من ذكره: ذكره السعديُّ، والقحطانيُّ. حرف الجيم اا- "جاعل الليل سكنا" دليله: قوله تعالى: {فَالِقُ الإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً} (الأنعام: من الآية96) .

(1/190)


من ذكره: ذكره ابن الوزير. 12- "جامعُ النَّاسِ" دليله: قوله تعالى: {رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ} (آل عمران: من الآية9) . من ذكره: ذكره السعدي، والقحطاني، والشرباصي، وابن تيمية في مجموع الفتاوى 22/ 485. حرف الخاء 13- "خير الفاتحين" دليله: قوله تعالى: {وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ} (لأعراف: من الآية89) . من ذكره: ورد في جمع قوام السُّنَّة الأصبهانيّ. 12- "خيرُ الحافظين" دليله: قوله تعالى: {فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} (يوسف: من الآية64) . من ذكره: ذكره ابن الوزير، والشَّرباصيُّ. 5 ا- "خالقُ الإنسَانِ " دليله: قوله تعالى: {خَلَقَ الأِنْسَانَ} (الرحمن:3) . من ذكره: ذكره الشرباصي. 6 ا- "خير الحاكمين" دليله: قوله تعالى: {فَاصْبِرُوا حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَنَا وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ} (لأعراف: من الآية87) . من ذكره: ذكره ابن الوزير.

(1/191)


17- "خيرُ الرَّاحمين" دليله: قوله تعالى: {رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ} (المؤمنون: من الآية109) . من ذكره: ورد في جمع قوام السنة الأصبهاني، وابن الوزير. 8 ا- " خير الرَّازقين " دليله: قوله تعالى: {وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} (المائدة: من الآية114) . من ذكره: ذكره ابن الوزير، والشرباصي. 19- "خيرُ الغَافِرين " دليله: قوله تعالى: {وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ} (لأعراف: من الآية155) . من ذكره: ورد في جمع قوام السنة الأصبهاني، وابن الوزير، وابن تيمية في مجموع الفتاوى 22/ 485. 20- "خير الفاصلين" دليله: قوله تعالى: {إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ} (الأنعام: من الآية57) . من ذكره: ورد في جمع قوام السنة الأصبهاني، وابن العربي، وابن الوزير، والشرباصي. 21- "خيرُ المَاكرين" دليله: قوله تعالى: {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} (آل عمران:54) .

(1/192)


من ذكره: ورد في جمع ابن العربي، وابن الوزير، والشرباصي. 22- " خَيْرُ المُنزِلين" دليله: قوله تعالى: {وَقُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلاً مُبَارَكاً وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ} (المؤمنون:29) . من ذكره: ورد في جمع ابن العربي، وابن الوزير. 23- "خير النَّاصرين" دليله: قوله تعالى: {بَلِ اللَّهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ} (آل عمران:150) من ذكره: ورد في جمع قوام السنة الأصبهاني، وابن الوزير، والشرباصي. 24- "خيرُ الوارِثين" دليله: قوله تعالى: {رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ} (الانبياء: من الآية89) . من ذكره: ذكره ابن الوزير. حرف الذال 25- " ذوالبطش" دليله: قوله تعالى: {يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ} (الدخان:16) . من ذكره: ذكره ابن القيم. 26- "الذي له الملك" دليله: قوله تعالى: {الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ} (البروج: من الآية9)

(1/193)


من ذكره: ذكره ابن سعدي. 27- "ذوانتِقَامٍ" دليله: قوله تعالى: {وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ} (المائدة: من الآية95) . من ذكره: ورد في جمع الحليميِّ، والبَيْهَقيِّ، وابن العربيِّ، والقُرطُبيِّ، وابن الوزير، والشرباصيِّ، ونور الحسن خان. 28- " ذوالجلال والإكرام " دليله: قوله تعالى: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالأِكْرَامِ} (الرحمن:27) . من ذكره: ورد في خبر الأسامي من طريق الوليد بن مسلم عند الترمذي، والطبراني، وابن حِبَّان، وابن خزيمة، والبيهقيّ، وابن منده، ومن طريق عبد العزيز الترجمان، وفي جمع: ا- جعفر الصَّادق. 2- سفيان بن عيينة. 3- الخطابيِّ. 4- ابن منده. 5- الحليميِّ. 6- البيهقيِّ. 7- الأصبهانيِّ. 8- القُرطُبيِّ. 9- ابنِ الوزيرِ. 10- القحطانيِّ. 11- الحمود 12- الشرباصيِّ. 13- نور الحسن خان. 29- "ذو الرحمة الواسعة" دليله: قوله تعالى: {فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ رَبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ} (الأنعام: من الآية147) . من ذكره: ذكره ابن الوزير، والشرباصي. 30- " ذوالطَّوْلِ" دليله: قوله تعالى: {شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ} (غافر: من الآية3) . من ذكره: ورد في خبر الأسامي من طريق عبد العزيز بن الحصين

(1/194)


الترجمان، وفي جمع: ا- جعفر الصَّادق. 2- سفيان بن عيينة. 3- الخطَّابيِّ. 4- الحليميِّ. 5- البَيْهَقِيِّ. 6- ابن العربيِّ. 7- ابن الوزير. 8- الحمود. 9- الشرباصيِّ. 15- نور الحسن خان. 31- "ذو العرش" دليله: قوله تعالى: {رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ} (غافر: من الآية15) . من ذكره: ورد في جمع الحليميِّ، والبيهقيِّ، وا بنِ الوزير، والشرباصيِّ، ونور الحسن خان. 32- "ذو الفضل" دليله: قوله تعالى: {وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} (آل عمران: من الآية74) . من ذكره: ورد في خبر الأسامي من طريق عبد العزيز بن الحصين الترجمان، وفي جمع: ا- الخطَّابيِّ. 2- الحليميِّ. 3- البيهقيِّ. 4- ابنِ العربيِّ. 5- القرطبيِّ. 6- ابن الوزير. 7- الحمود. 8- الشرباصيِّ. 9- نور الحسن خان. 33- " ذُو القُوَّة " دليله: قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} (الذريات:58) . من ذكره: ورد في خبر الأسامي من طريق الوليد بن مسلم عند أبي نُعَيم، ومن طريق عبد الملك بن محمد الصنعاني وفي جمع جعفر الصادق، وسفيان بن عيينة، وابن الوزير، والشرباصيِّ.

(1/195)


34- "ذولمعارج" دليله: قوله تعالى: {مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ} (المعارج:3) من ذكر5: ورد في خبر الأسامي من طريق عبد العزيز بن الحصين الترجمان, وفي جمع: 1- الخطا بيِّ. 2- الحليميِّ. 3 العربيِّ. 6- ابن الوزير. 7- الحمود. 8- نور الحسن خان. 35- "ذو العقاب" دليله: قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ} (فصلت: من الآية43) . من ذكره: ذكره الشرباصيُّ. 36- "ذو المغفرة" دليله: قوله تعالى: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ} (الرعد: من الآية6) . من ذكره: ذكره الشرباصيُّ. 37- "الذي علم بالقلم" دليله: قوله تعالى: {اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ} (العلق:4) . من ذكره: ذكره الشرباصيُّ. حرف الراء 38- "الرَّازقُ بغَيْرِ حِسَاب" دليله: قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} (آل عمران: من الآية37) .

(1/196)


من ذكره: ذكره الشرباصيُّ. 39- "رافِعُ السَّمَاءِ" دليله: قوله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ} (الرعد: من الآية2) . من ذكره: ذكره الشرباصيُّ. 40- "ربُّ البَيْتِ" دليله: قوله تعالى: {فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ} (قريش:3) . من ذكره: ذكره الشرباصيُّ. 41- " ربُّ الشِّعرَى" دليله: قوله تعالى: {وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى} (لنجم:49) . من ذكره: ذكره الشرباصيُّ. 42- " رَبُّ العِزَّة" دليله: قوله تعالى: {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ} (الصافات:180) . من ذكره: ذكره الشربا صيُّ. 43- "رَبُّ المَشرِقِ والمَغرِبِ" دليله: قوله تعالى: {قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ} (الشعراء:28) . من ذكره: ذكره الشرباصيُّ. 44- "رَبُّ المَشارِقِ والمَغارِبِ" دليله: قوله تعالى: {فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ} (المعارج:40) .

(1/197)


من ذكره: ذكره الشرباصيُّ. 45- "رب المشْرِقَيْنِ وربُّ المَغرِببْن" دليله: قوله تعالى: {رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ} (الرحمن:17) . من ذكره: ورد في جمع جعفر الصَّادق، والشَّرباصيِّ. 46- "ربُّ النَّاس" دليله: قوله تعالى: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} (الناس:1) . من ذكره: ذكره الشرباصيُّ. 47- " رَبُّ العَالمَِينَ " دليله: قوله تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (الفاتحة:2) . من ذكره: ذكره الشرباصيُّ، وابن تيمية في مجموع الفتا وى 22/ 485. 48 "رَفِيعُ الدَّرَجَات" دليله: قوله تعالى: {رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ} (غافر: من الآية15) . من ذكره: ورد في جمع ابن العربيِّ، والشرباصيِّ. حرف السين 49- "سريعُ العِقَاب" دليله: قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ} (الأنعام: من الآية165) . من ذكره: ذكره القرطبي. 50- "سريعُ الحِسَاب " دليله: قوله تعالى: {وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ} (البقرة: من الآية202)

(1/198)


من ذكره: ذكره الحليميُّ، والبيهقيُّ، والقرطبيُّ، وابن القيم، والشرباصيُّ، ونور الحسن خان. 51- "سَمِيعُ الدُّعَاءِ" دليله: قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ} (آل عمران: من الآية38) . من ذكره: ذكره الشرباصيُّ. حرف الشين 52- "الشَّدِيدُ البَطْشِ" دليله: قوله تعالى: {إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ} (البروج:12) . من ذكره: ذكره القرطبي. 53- "شديدُ العِقَاب" دليله: قوله تعالى: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} (البقرة: من الآية196) من ذكره: ذكره القرطبي، وابن القيم، والشرباصيُّ. 54- "شَارِحُ الصُّدُور" دليله: قوله تعالى: {فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ} (الأنعام: من الآية125) . من ذكره: ذكره الشرباصيُّ. 55- "شَدِيدُ البَأس" دليله: قوله تعالى: {وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْساً وَأَشَدُّ تَنْكِيلاً} (النساء: من الآية84) .

(1/199)


من ذكره: ذكره الشرباصيُّ. 56- "شَديدُ المِحَالِ " دليله: قوله تعالى: {وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ} (الرعد: من الآية13) . من ذكره: ورد في جمع ابن العربي. حرف الصاد 57- "صَاحِبُ الأمْرِ" دليله: مأخوذ بالمعنى من قوله تعالى: {أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ} (لأعراف: من الآية54) . من ذكره: ذكره الشَّرباصيُّ. 58- "صاحب البلاء" دليله: مأخوذ بالمعنى من قوله تعالى: {وَفِي ذَلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ} (البقرة: من الآية94) . من ذكره: ذكره الشرباصيُّ. 51- "صاحبُ الصِّراط " دليله: مأخوذ بالمعنى من قوله تعالى: {وَهَذَا صِرَاطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيماً} (الأنعام: من الآية126) من ذكره: ذكره الشرباصيُّ. 60- "صاحبُ الكيد المتين " دليله: مأخوذ بالمعنى من قوله تعالى: {وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ} (القلم:45) . من ذكره: ذكره الشرباصي.

(1/200)


61- "صاحب الوعد الحق " دليله: مأخوذ بالمعنى من قوله تعالى: {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقّ} (غافر: من الآية77) . من ذكره: ذكره الشرباصي. 62- "صَادِقُ الوعد" دليله: قوله تعالى: {ثُمَّ صَدَقْنَاهُمُ الْوَعْد} (الانبياء: من الآية9) . من ذكره: ذكره الشرباصي. حرف العين 63- "عالم الغيب والشهادة" دليله: قوله تعالى: {عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ} (الزمر: من الآية46) . من ذكره: ذكره الشرباصي. 64- "العليم بذات الصدور" دليله: قوله تعالى: {وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} (آل عمران: من الآية154) . من ذكره: ذكره الشرباصي. 65- "علاَّم الغيوب " دليله: قوله تعالى: {قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلامُ الْغُيُوبِ} (سبأ:48) . من ذكره: ذكره ابن الوزير. 66- "عدو الكافرين " دليله: قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ} (البقرة: من الآية98) .

(1/201)


من ذكره: ورد في جمع ابن العربي، وابن الوزير. حرف الغين 67- "غافرُ الذَّنبِ " دليله: قوله تعالى: {غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْب} (غافر: من الآية3) . من ذكره: ذكره الشرباصي. 68- "الغالب علىأمره " دليله: قوله تعالى: {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِه} (يوسف: من الآية21) . من ذكره: ذكره ابن الوزير، والشرباصي. حرف الفاء 69- "فالق الإصباح" دليله: قوله تعالى: {فَالِقُ الإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً} (الأنعام: من الآية96) . من ذكره: ذكره القرطبي، وابن الوزير، والشربا صي. 70- "فالق الحَبِّ والنَّوى" دليله: قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى} (الأنعام:95) . من ذكره: ورد في جمع الحليمي، والبيهقي, والقرطبي، وابن الوزير، والشرباصي، ونور الحسن خان. 71- "الفعال لمايريد" دليله: قوله تعالى: {فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ} (البروج:16) .

(1/202)


من ذكره: ورد في جمع: 1- جعفر الصَّادق. 2- والحليميِّ. 3- والبيهقيِّ. 4- والشرباصيِّ. 5- وابن الوزير. 72- "فاطر السموات والأرض" دليله: قوله تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْض} (فاطر: من الآية1) . من ذكره: ورد في جمع ابن العربي، والشرباصي. 73- "الفعَّال لمايشاء" دليله: قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ} (الحج: من الآية18) . من ذكره: ذكره الشرباصي. حرف القاف 74- "القائم على كلِّ نفس بماكسبت" دليله: قوله تعالى: {أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ} (الرعد: من الآية33) . من ذكره: ذكره ابن الوزير. 75- "قابل التَّوب " دليله: قوله تعالى: {غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ} (غافر: من الآية3) . من ذكره: ذكره الشرباصي. 76- "القاذف بالحق" دليله: قوله تعالى: {قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ} (سبأ:48) .

(1/203)


من ذكره: ذكره الشرباصي. حرف الكاف 77- "كاشف الضُّرِّ" دليله: قوله تعالى: {فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُر} (الانبياء: من الآية84) . من ذكره: ذكره ابن الوزير، والشرباصي. حرف الميم 78- "مالك الملك" دليله: قوله تعالى: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ} (آل عمران: من الآية26) . من ذكره: ورد في جمع الخطابي، وابن القيم، وابن الوزير، والقحطانيّ، والشرباصيِّ. 79- "مالك يوم الدين " دليله: قوله تعالى: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} (الفاتحة:4) . من ذكره: ذكره الشرباصي، وابن تيمية في مجموع الفتاوى 22/ 485. 80- "متمُّ نوره" دليله: قوله تعالى: {وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} (الصف: من الآية8) . من ذكره: ورد في جمع: ا- ابن العربي. 2- ابن الوزير. 3- الشرباصيِّ. 81- "مخرج الحيِّ من الميت، ومخرج الميت من الحي" دليله: قوله تعالى: {يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيّ} (الأنعام: من الآية95)

(1/204)


من ذكره: ذكره ابن الوزير. 82- "ملك النَّاس" دليله: قوله تعالى: {مَلِكِ النَّاسِ} (الناس:2) . من ذكره: ذكره الشرباصى. 83- "ماحي الباطل" دليله: قوله تعالى: {وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِه} (الشورى: من الآية24) . من ذكره: ذكره الشرباصي. 84- " ما رج البحرين " دليله: قوله تعالى: {مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ} (الرحمن:19) من ذكره: ذكره الشرباصيّ. 85- "مؤتي الحكمة" دليله: قوله تعالى: {يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ} (البقرة: من الآية269) . من ذكره: ذكره الشرباصي. 86- "مبطل الباطل" دليله: قوله تعالى: {لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ} (لأنفال:8) . من ذكره: ذكره الشرباصي. 87- "متوفِّي الأنفس" دليله: قوله تعالى: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الأََّنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا} (الزمر: من الآية42) .

(1/205)


من ذكره: ذكره الشرباصيّ. 88- "محِقُّ الحقِّ بكلماته " دليله: قوله تعالى: {وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ} (يونس:82) . من ذكره: ذكره الشرباصي. 89- "مُخرجُ الثَّمراتِ" دليله: قوله تعالى: {فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ} (لأعراف: من الآية57) . من ذكره: ذكره الشرباصي. 90- "مُدرِكُ الأبصار" دليله: قوله تعالى: {وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِير} (الأنعام: من الآية103) . من ذكره: ذكره الشرباصيّ. 91- "مُرسِل الرِّياحِ" دليله: قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِه} (لأعراف: من الآية57) . من ذكره: ذكره الشرباصى. 91- "المستَوي علىعرشه" دليله: قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} (طه:5) . من ذكره: ذكره الشرباصي. 93- "مُسَخِّرُ الفلك" دليله: قوله تعالى: {وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِه} (ابراهيم: من الآية32) .

(1/206)


من ذكره: ذكره الشرباصي. 94- "مُصَرِّف الآياتِ " دليله: قوله تعالى: {كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ} (لأعراف: من الآية58) . من ذكره: ذكره الشرباصي. 95- "مُعَلِّمُ القرآن" دليله: قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ} (الرحمن 1-2) . من ذكره: ذكره الشرباصي. 96- "مُفصِّل الآيات" دليله: قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآياتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} (لأعراف:174) . من ذكره: ذكره الشربا صي. 97- " ممسِكُ المطر" دليله: قوله تعالى: {أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَه} (الملك: من الآية21) . من ذكره: ذكره الشرباصي. 98- "مُنزِّلُ السَّكينة" دليله: قوله تعالى: {فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ} (الفتح: من الآية18) . من ذكره: ذكره الشرباصي.

(1/207)


99- "مُنشِئُ السَّحابِ" دليله: قوله تعالى: {وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَال} (الرعد: من الآية12) . من ذكره: ذكره الشرباصي. 100- "مُنَزِّل الكِتَاب" دليله: قوله تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ} (الكهف: من الآية1) . من ذكره: ذكره الشرباصى. 101- "مُوهِنُ كَيْدِ الكَافرين" دليله: قوله تعالى: {ذَلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ} (لأنفال:18) . من ذكره: ذكره الشرباصي. 102- "مُخزي الكافرين" دليله: قوله تعالى: {وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ} (التوبة: من الآية2) . من ذكره: ذكره ابن العربي، والشرباصي. 103- "مُصَرِّف القلوب " دليله: عن عائشة رضي الله عنها قالت: "ما رَفَع رسولُ الله صلى الله عليه وسلم رأسه إلى السَّماء إلا قال: يامُصَرِّف القُلُوبِ ثبِّت قلبي علىطاعتك" أخرجه أحمد في المسند 418/2. من ذكره: ذكره القرطبي. 104- "مُقلِّبُ القلوب" دليله: عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كانت يمين النبي صلى الله عليه وسلم: "لا

(1/208)


ومقلِّب القُلُوب" أخرجه البُخاريُّ، كتاب الأيمان والنذور، باب كيف كانت يمين النبي صلى الله عليه وسلم (فتح الباري 1 1/ 523، ح 6628) . من ذكره: ورد في جمع: ا- ابن العربي. 2- والقرطبي، وذكره شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى 22/ 485. 05ا- "مُثبِّت القلوب" دليله: حديث: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يامثبِّت القلوب ثبِّت قلبي على دينك" أخرجه ابن ماجه في سننه، المقدمة، باب ما أنكرت الجهمية 1/ 39 ح 187 وقال في الزوائد: إسناده صحيحُ. من ذكره: ورد في جمع القرطبي. حرف النون 06 ا- "نِعمَ القَادِرُ" دليله: قوله تعالى: {فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ} (المرسلات:23) . من ذكره: ذكره ابن الوزير. 107- " نعمَ الماهِدُ" دليله: قوله تعالى: {وَالأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ} (الذريات:48) من ذكره: ذكره ابن الوزير. 08ا- "نعمَ المولى" دليله: قوله تعالى: {أَنَّ اللَّهَ مَوْلاكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِير} (لأنفال: من الآية40) .

(1/209)


109- "نعم النَّصيرُ" دليله: قوله تعالى: {نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ} (لأنفال: من الآية40) . من ذكره: ذكره ابن الوزير. 110- "نعم الوكيل" دليله: قوله تعالى: {وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} (آل عمران: من الآية173) . من ذكره: ذكره ابن الوزير. 111- "نور السّموات والأرض" دليله: قوله تعالى: {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْض} (النور: من الآية35) . من ذكره: ذكره ابن العربي، وابن الوزير، والقحطاني. 112- "ناصرُ عبده" دليله: قوله تعالى: {إِلاّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ} (التوبة: من الآية40) . ولحديث: "إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قفل من غزو أو حجٍّ أو عُمرة يكبِّر على كل شرف من الأرض ثلاث تكبيراب، ثم يقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملكُ، وله الحمدُ، وهو على كل شيءٍ قدير، آيِبُون، تائبون، عابِدُون، سَاجدُون، لربِّنا حامدون. صدق الله وعدَه، ونصرَ عبده، وهزمَ الأحزابَ وحده " أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب العمرة،

(1/210)


باب ما يقول إذا رجع من الحجِّ أو العمرة أو الغزو؟ (فتح الباري 3/ 618،619 1797) . من ذكره: ذكره الشرباصي. 113- "هازمُ الأحزاب" دليله: قوله تعالى: {جنْدٌ مَا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِنَ الأَحْزَابِ} (صّ:11) وللحديث السابق. من ذكره: ذكره الشرباصي. حرف الواو 114- "واضِعُ الميزانِ" دليله: قوله تعالى: {وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ} (الرحمن:7) . من ذكره: ذكره الشرباصي. 115- "واسع المغفرة" دليله: قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَة} (لنجم: من الآية32) . من ذكره: ذكره ابن الوزير. 116- "وليُّ المُؤمنين" دليله: قوله تعال {وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ} (آل عمران: من الآية68) ى.. من ذكره: ذكره ابن الوزير، والشرباصي.

(1/211)


 المطلب الخامس: الأسماء المزدوجة

ضابط الأسماء المزدوجة هو ما لا يطلق على الله بمفرده، بل مقروتا بمقابله؛ لأن الكمال في اقتران كل اسم منها بما يقابله. مثل الضار النافع، المعطي المانع، المحيي المميت. فهذه الأسماء تجري الأسماء منها مجرى الاسم الواحد الذي يمتنع فصل بعض حروفه عن بعض، فهي وإن تعددت جارية مجرى الاسم الواحد، ولذلك لاتطلق عليه إلا مقترنة. والسبب في ذلك أن الكمال إنما يحصل في الجمع بين الاسمين لما فيه من العموم والشمول الدال على وحدانية الله، وأنه وحده يفعل جميع الأشياء، فهو سبحانه المتفرد بالربوبية وتدبير الخلق والتصرف فيهما عطاءً ومنعًا، ونفعًا وضرا، وإحياءً وإماتةً. ولذلك لو قلت: يا ضارُّ، يا مانع، يا مميت، وأخبرت بذلك لم تكن مثبتا عليه ولاحامدا له حتى تذكرمقابلها. وسيأتي مزيد تفصيل لهذه المسألة في الفصل الثاني من هذه الدراسة، فلُيرجع إليه.

(1/212)


حرف الألف ا- "الأول - الآخر " تقدم ذكرهمافي الأسماء المطلقة. حرف الخاء 2- " الخافض- الرافع " دليله: قوله صلى الله عليه وسلم: "يدُ الله ملأى لا يغيضها نفقةٌ، شحَّاء الليل والنهار. قال: أرأيتم ما أنفق الله منذ خلق السموات والأرضَ فإنه لم يغض ما في يده، وقال: عرشه على الماء، وبيده الأخرى الميزان يخفض ويرفع " أخرجه البخاري، كتاب التوحيد، باب قوله تعالى: {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيّ} (انظر: فتح الباري 13/ 393 ح 7411) . وعن أبي موسى رضي الله عنه قال: قام فينا رسوله الله صلى الله عليه وسلم بأربع: "إن الله لا ينامُ ولا ينبغي له أن ينامَ، يرفعُ القسطَ ويخفِضُه، ويُرفعُ إليه عملُ النهار بالليل، وعمل الليل بالنهار" أخرجه مسلم، كتاب الإيمان، باب قوله عليه السلام: "إن الله لاينام ... " 1/ 112. التعليق: لم يرد بصورة الاسم، وإنما ورد فعلا، ولا يطلق ولا يدعى به إلا بمقابله وهو الرَّافع، فهومن قبيل الأسماء المزدوجة التي لاتُطلَق إلا بمقابلها؛ لأن الكمال في اقتران كل اسم بما يقابله، فخذه الأسماء تجري مجرى الاسم الواحد. (انظر: بدائع الفوائد 1/ 168، وإيثار الحق على الخلق ص 187) . من ذكرهما: ورد ذكرهما في حديث الأسماء من طريق الوليد بن مسلم، وطريق عبد الملك بن محمد الصنعاني. وورد في جمع: ا- الخطابي. 2- الحليمي. 3- البيهقي. 4- الأصبهاني. 5- ابن العربي. 6- القرطبي.

(1/213)


7- ابن القيم. 8- الشرباصي. 9- نور الحسن خان. حرف الراء 3- " الرَّاتِقُ- الفاتقُ " دليله: قوله تعالى:. {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا} (الانبياء: من الآية30) من ذكرهما: وردا في جمع القرطبي فقط. حرف الفاء 4- " الظاهر- الباطنُ " تقدم ذكرهما في الأسماء المطلقة. حرف القاف 5- "القابض- الباسط" تقدم ذكرهما في الأسماء المطلقة. حرف الميم 6- " المُقدِّم- المؤخِّر" تقذم ذكرهما في الأسماء المطلقة. 7- "المبدي- المعيد" دليله: قوله تعالى: {اللَّهُ يَبْدأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ} (الروم: من الآية11) . من ذكرهما: ورد ذكرهما في طريق الوليد بن مسلم، وطريق عبد الملك ابن محمد الصنعاني، وطريق عبد العزيز بن الحصين الترجمان. وفي جمع: ا- جعفر الصَّادق. 2- سفيان بن عيينة. 3- الخطابي. 4- ابن العربي.

(1/214)


5- القرطبي. 6- السعدي. 7- الشرباصي. 8- ونور الحسن خان. 8- "المُحِلُّ- المحَرِّمُ" دليله: قوله تعالى: {وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا} (البقرة: من الآية275) . من ذكرهما: وردا في جمع الشرباصي في موسوعة له الأسماء الحسنى". 9- " المحيي- المميت" دليله: قوله تعالى: {وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا} (النجم:44) . من ذكرهما: وردا في طريق الوليد بن مسلم، وطريق عبد الملك بن محمد الصنعاني، وعبد العزيز بن الحصين الترجمان، وفي جمع: 1- جعفرالصَّادق. 2- سفيان بن عيينة. 3- الخطابي. 4- ابن العربي. 5- القرطبي. 6- الشرباصي. 7- نور الحسن خان. 10- "المعزُّ- المذلُّ" دليله: قوله تعالى: {وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ} (آل عمران: من الآية26) . من ذكرهما: ورد ذكرهما في طريق الوليد. بن مسلم، وطريق عبد الملك ابن محمد الصنعاني، وفي جمع: ا- الخطابي. 2- الحليمي. 3- البيهقي. 4- ابن العربي. 5- القرطبي. 6- ابن القيم. 7- الشرباصي. 8- نور الحسن خان. 11- " المعطي- المانع " دليله: عن محمد بن كعب القرظي قال: سمعت معاوية بن أبي سفيان وهوعلى المنبريقول: "يا أيها الناس، إنه لا مانع لما أعطى الله، ولا معطي لما منع الله"، ولا

(1/215)


ينفع ذا الجَدِّ منه الجَدُّ، ثم قال: سمعت هؤلاء الكلمات من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على هذه الأعواد". أخرجه الإمام أحمد فى المسند 4/ 97، 98، وأخرجه ابن منده في التَّوحيد 2/ 184 ح 331، وقال: هذا إسناد صحيح. من ذكرهما: ورد ذكرهما في طريق عبد الملك بن محمد الصنعاني، وفي جمع: ا- ابن منده. 2- القرطبي. 3- السعدي. 4- الشرباصي. 5- نور الحسن خان. 12- "المنتقِمُ- العَفُوُّ" دليله: قوله تعالى: {إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ} (السجدة: من الآية22) . وقوله تعالى: {وَكَانَ اللَّهُ عَفُوّاً غَفُوراً} (النساء: من الآية99) . التعليق: تقدم العفُوُّ في الأسماء المطلقة، وسيأتي الكلام عن المنتقم في المطلب السادس. من ذكرهما: وردا في جمع: ا- الخطابي. 2- القرطبي. 3- ابن القيم. 4- ابن حجر. 5- الشرباصي. حرف النون 13- "النَّافعُ- الضَّارُّ دليله: قوله تعالى: {قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرّاً أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعا} (الفتح: من الآية11) . من ذكرهما: ورد ذكرهما في طريق الوليد بن مسلم، وطريق عبد الملك ابن محمد الصنعاني، وفي جمع: ا- الخطابي. 2- الحليمي. 3- البيهقي. 4- ابن العربي. 5- القرطيي. 6- الشرباصي. 7- نور الحسن خان.

(1/216)


حرف الهاء 14- " الهادي- المُضِلُّ" دليله: قوله تعالى: {قُلْ إِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ} (الرعد: من الآية27) . من ذكرهما: وردا في جمع القرطبي، والشرباصي.

(1/217)


 المطلب السادس: الأسماء التى يرجح عدم ثبوتها إمَّالعدم ورود النَّصِّ أولعدم صحة الإطلاق

تقذم عند ذكر ضابط الأسماء الحسنى، وعند ذكر منهج المتوسِّعين، أن هناك من توسَّع في هذا الباب فأدخل فيه ماليس منه، ولم يراع شرطي الاسم وهما ورود الدليل، وصحة الإطلاق، وفي هذا المطلب أعرض لتلك الأسماء التي وردت في جمع بعض العلماء والباحثين، والتي اختل فيها أحدُ الشرطين، مع ملاحظة أنَّني لا أتوسَّع في بيان الأسباب التي أخرجت من أجلها هذه الأسماء؛ نظرا لأن الكلام عن ذلك قدسبق في بداية هذه الدراسة، وقدأشير بعض الأحيان وأحيلُ أحيانًا أخرى إلى مواضع في كتب أهل العلم أومن صفحات هذه الدراسة اختصارا للكلام. حرف الألف ا- " الأبد" دليله: لم أقف على دليله، وقداستدلَّ من أثبته بوروده في حديث الأسماء من طريق عبد الملك بن محمد الصنعاني عند ابن ماجه وكذا في طريق الوليد بن مسلم عن زهير بن محمد عند أبي نعيم، وقد تقدم أن هذا العد لا يثبت من كلام النبي صلى الله عليه وسلم وإنَّما هو من عدِّ الرُّواة وجمعهم. من ذكره: ورد في طريق عبد الملك الصنعاني عند ابن ماجه، وطريق الوليد ابن مسلم عند أبي نعيم، والشرباصي في موسوعة "له الأسماء الحسنى". 2- " الآخذ" دليله: قوله تعالى: {فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رَابِيَةً} (الحاقة: من الآية10) .

(1/218)


هذا مما ورد فعلا، ولا يصح اسما، انظر: مختصر الصواعق (2/ 934) ، والقواعد المثلى، القاعدة الثانية (ص 21) ، وانظر ما ذكرناه عند ضابط الأسماءالحسنى. من ذكره: ذكره الشرباصيُّ في موسوعة "له الأسماء الحسنى". 3- " الأحكم" دليله: لم يرد في النُّصُوص إلا مضافا كما في قوله تعالى: {وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ} (هود: من الآية45) وقوله تعالى: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ} (التين:8) من ذكره: ذكره ابن حزم وابن الوزير. 4- "الأعظم" دليله: لم يرد في النص لا بصورة الاسم ولا مضافا، ولا بطريق الاشتقاق إلا أن يكون مأخوذًا من العظيم. من ذكره: ذكره ابن الوزير في إيثار الحق على الخلق. 5- "الأعْلَمُ" دليله: لم يرد في النّص بصورة الاسم ويرد فعلا كما في قوله تعالى: {وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ} (آل عمران: من الآية167) . من ذكره: ذكره ابن الوزير في إيثار الحق على الخلق. 6- " الأقرب" دليله: لم يرد بصورة الاسم وإنما جاء وروده فعلا كما في قوله تعالى: {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لا تُبْصِرُونَ} (الواقعة:85) من ذكره: ذكره ابن الوزير في إيثار الحق على الخلق.

(1/219)


7- " الأقوى " دليله: لم يرد في النَّصِّ بهذه الصورة، ولعلَّه مأخوذ من قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً} (فصلت: من الآية15) . من ذكره: ذكره ابن الوزير في إيثار الحق على الخلق. 8- " الأكبر" دليله: قوله "صلى الله عليه وسلم: "الله أكبر الأكبرُ، حسبي الله ونعم الوكيلُ، الله أكبرُ الأكبرُ" أخرجه أبو داود في كتاب الصَّلاة، باب مايقول الرجل إذا سلم 2/ 74اح 1508. وأخرجه النَّسائي في عمل اليوم والليلة، الدُّعَاءُ في دُبُرِ الصَّلواتِ ح 101، وفي إسنادهما داود الطفاوي، قال ابن معين: ليس بشيء، وهو كما قيل عنه: أي قليل الحديث. ووثَّقه ابن حبان وليس له في السِّتَّة غير هذا الحديث، وليَّنَه الحافظ ابن حجر في التقريب 1/ 231. والحديث أخرجه ابن السُّنِّي من طريق النَّسائيِّ، باب ما يقول في دبر صلاة الصُّبح ح 114 ص هـ4. والبيهقيُّ في الأسماء والصِّفات ص 136. من ذكره: ذكره ابن حزم، والقرطبي، وابن الوزير. من أسقطه: لم يرد في طريق حديث الأسماء، وفي جمع جعفر الصّادق، وسفيان بن عيينة، والخطابي، وابن منده، والحليمي، والبيهقي، والأصبهاني، وابن العربي، وابن القيم، وابن حجر، والسعدي، والعثيمين، والقحطاني، والحمود، والشرباصي، ونور الحسن خان.

(1/220)


9- " آمين" دليله: ليس عليه دليل. التعليق: قال ابن القيم رحمه الله تعالى: "رُوِي عن بعض السلف أنه قال في آمين: أنه اسم من أسماء الله تعالى، وأنكر كثير. من النَّاس هذا القول، وقالوا: ليس في أسمائه: آمين؛ ولم يفهموا معنى كلامه, فإنه إنما أراد أن هذه الكلمة تتضمن اسمه تبارك وتعالى، فإن معناها استجب وأعط ماسألتك، فهي متضمنة لاسمه مع دلالتها على الطَّلَبِ ". بدائع الفوائد. 2/ 143. من ذكره: ذكره القرطبى في جمعه. حرف الباء. 10- " البادئ" دليله: قوله تعالى: {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ} (الانبياء: من الآية104) . التعليق: لم يرد في النُّصوص اسما وإنَّما ورد فعلا. من ذكره: ورد في طريق الوليد بن مسلم عند أبي نعيم، وطريق عبد العزيز ابن الحصين بن الترجمان، وفي جمع الشرباصي. 11- " البَارُّ" دليله: لم يرد في النُّصوص بصورة الاسم، وقد استدلَّ ابن منده له بحديث "إن من عباد الله تعالى من لوأقسم علىالله لأبَرَّه" أخرجه البخاري، كتاب الصلح، باب (8) الصُّلْح في الدِّيَّة. انظر: فتح الباري 5/ 306 ح 2703، وأخرجه مسلم في صحيحه، كتاب القسامة، باب (5) إثبات القصاص في الأسنان 000، 3/ 1302 ح 24.

(1/221)


من ذكره: ورد في طريق الوليد بن مسلم عند أبي نعيم، وطريق عبد الملك ابن محمد الصنعاني عند ابن ماجه، وفي جمع ابن منده. 12- " الباعث" دليله: قوله تعالى: {يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعاً} (المجادلة: من الآية18) لم يرد إطلاقه في النصوص وإنما ورد في القرآن فعلا. من ذكره: ورد في طريق الوليد بن مسلم، وطريق عبد الملك بن محمد الصنعاني، وطريق عبد العزيز بن الحصين الترجمان، وفي جمع: ا- جعفر الصَّادق 2- ابن منده. 3- القرطبي. 4- الحليمي. 5- البيهقي. 6- الشرباصي. 7- نور الحسن خان. 13- " البَاطشُ" دليله: قوله تعالى: {إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ) (البروج:12) ورد في القرآن فعلا ولا يصحُّ إطلاق الاسم منه. من ذكره: ذكره الشرباصي في موسوعة "له الأسماء الحسنى". 14- " البالي" دليله: قوله تعالى: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً} (الملك: من الآية2) . ورد في القرآن فعلا ولا يصحُّ إطلاق الاسم منه. من ذكره: ذُكر في جمع ابن العربي والقرطبي. 15-" البَانِي" دليله: قوله تعالى: {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ} (الذريات:47) ورد في القرآن فعلا، ولا يصحُّ إطلاق الاسم منه. من ذكره: ورد في جمع الشرباصي في موسوعة "له الأسماء الحسنى".

(1/222)


16- " البُرهَانُ" دليله: قوله تعالى: {فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ} (القصص: من الآية32) . وقوله تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْجَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ} (النساء: من الآية174) . التعليق: لم يرد بصورة الاسم، ولا يصحُّ إطلاقه لعدم دلالة النَّصِّ على كونه اسمًا، ولعدم صحَّة الاشتقاق. من ذكره: جاء في طريق عبد الملك بن محمد الصنعاني عند ابن ماجه، وفي جمع: ا- جعفر الصَّادق. 2- القرطبي. 3- الشرباصي. حرف التاء 17- " التَّامُّ" دليله: لم يرد به دليل، وقد استند من ذكره إلى وروده في بعض روايات حديث عدِّ الأسماء، وقدتقدَّم الحكم عليه. من ذكره: ورد في طريق عبد الملك بن محمد الصنعاني، وفي جمع الشرباصي في موسوعة: "له الأسماء الحسنى". حرف الجيم 18- " الجاعل" دليله: قوله تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً} (فاطر: من الآية1) . التعليق: لم يرد إطلاقه وإنما ورد مضافا كما في الآية السابقة.

(1/223)


من ذكره: ورد في جمع ابن الوزير في إيثار الحق على الخلق، وفي جمع الشرباصي. حرف الحاء 19- " الحَاسِبُ" دليله: قوله تعالى: {وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ} (النور: من الآية39) . من ذكره: ا- القرطبي. 2- ابن الوزير. 3- الحمود. 4- الشرباصي. 20- " الحاكِمُ" دليله: قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ} (المائدة: من الآية1) . التعليق: الذي ورد به النَّصُ هو " الحكيم" و" الحَكَم"، وأمَّا الحَاكِمُ فلم يرد, وإطلاق الاسم بهذه الصُّورة الأولى عدم صوابه؛ لأنه بهذا يدخل فيما ينقسم بخلاف الحكم، يقول القرطبي في تفسيره (7/ 70) : "الحكم أبلَغُ من الحاكم؛ إذ لا يستحقُّ التَّسميَّة بحكم إلا من يحكُمُ بالحق؛ لأنها صفة تعظيم في مدحِ والحاكم صفة جارية على الفعل، فقد يُسمَّى بها من يحكم بغير الحقِّ " انتهى. وانظر ما ذكرناه في ضابط الأسماء الحسنى. من ذكره: ا- ابن الوزير. 2- الحمود. 3- الشرباصي.. 21- " الحنَّانُ" دليله: عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّ رجلاً في النَّار يُنادي ألف سنة: يا حنَّانُ يا منَّانُ ... ". أخرجه البيهقيُّ في كتاب الأسماء والصِّفات، (ص 105- 106) عند كلامه على هذا الاسم، وعزاه القرطبي لأبي عبد الله محمد بن علي الترمذيِّ الحكيم في كتاب "نوادر الأصول " له عن ليث عن مجاهد عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إنما

(1/224)


الشَّفاعة يوم القيامةِ لمن عَمِلَ الكبائر من أمَّتي"، وفيه: " ... إلا رجلا واحدا يمكث فيها ألفَ سنة، ثم يُنادي: يا حنّانُ يا مَنَّانُ ... " انظر كتاب: "الأسنى في شرح الأسماء الحسنى" (ق 322/ أ) والتَّذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة، باب منه وما جاء في خروج الموحِّدين من النَّار، وذكر الرَّجل الذي يُنادي: يا حنَّانُ يا مَنَّانُ (ص 517، 518) ، وعزاه القرطبي في التذكرة (ص 517) لأبي نعيم عن سعيد بن جبير، قال: "إن في النَّارِ لرجلاً- أظنُّه في شعبٍ من شعابِها- يُنادي مقدار ألف عامٍ: يا حنَّانُ يا مَنَّانُ ... ". قال أبو بكر بن العربي: "وهذا الاسم لم يرد به قرآن ولا حديث صحيح، وإنما جاء من طريق لا يعول عليه ". من ذكره: ورد في حديث الأسماء من طريق عبد العزيز بن الحصين الترجمان، وقد ورد في: ا- جمع الحليمي. 2- البيهقي. 3- القرطبي. 4- الشرباصي. 5- نور الحسن خان. حرف الخاء 22- " الخاتم" دليله: قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِكُمْ} . (الأنعام: من الآية46) . التعليق: هذا يصحُّ فعلا ولا يصحُّ إطلاق الاسم منه، وقد أوضحنا ذلك في ضابط الاسم، فليُرجع إليه. من ذكره: الشرباصي في موسوعة "له الأسماء الحسنى". 23- "الخفيُّ" دليله: لم أقف على دليل له، وقال القرطبي: ورد في بعض الحديث: "يا

(1/225)


َفِيُّ ... " ولم يعزه. انظر: الأسنى في شرح الأسماء الحسنى ق 425/ ب. التعليق: ثبوت الأسماء لابدَّ فيه من صحَّة النَّصِّ، وهذا ممَّا لم يثبت به النَّصُّ فلا يعول عليه. من ذكره: ذكره القرطبي في الأسنى في شرح الأسماء الحسنى. 24- "الخليفة" دليله: عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استوى على بعيره خارجًا إلى سفر كبَّر ثلاثا، ثم قال: "سبحان الذي سخَّرَ لَنا هذا وما كُنَّا له مقرنين، وإنَّا إلى رَبِّنا لَمُنقَلبُون، اللهم إِنَّا نسألك في سفرنا هذا البِرَّ والتقوى، ومن العمل ما تَرْضَى، اللهم هَوِّن علينا سفرنا هذا واطو عنَّا بُعْدَه، اللهم أنت الصَّاحبُ في السفر، والخليفة في الأهل ... " أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الحج، باب ما يقول إذا ركب إلى سفر الحجِّ وغيره 154/4. التعليق: هذا ممَّا يدخل في باب الإخبار وليس من باب الأسماء لوروده مقيدًا. من ذكره: ذكره القرطبي في كتابه " الأسنى " ق 423/ ب، 424/ أ. حرف الدال 25- " الدَّهرُ" دليله: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قال الله عزَّ وجل: يَسُبُّ بَنُو آدم الدَّهرَ وأنا الدَّهرُ، بيدي الليل والنَّهارُ". أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الأدب، باب: لا تَسبُّوا الدَّهرَ. انظر: فتح الباري 10/ 564 ح 6181، وأخرجه مسلم في صحيحه (4/ 1762) الألفاظ

(1/226)


خ من الأدب، باب النهي عن سبِّ الدَّهر. التعليق: الدَّهرُ ليس من أسماء الله الحُسنَى، فإنَّ الدَّهر اسم للوقت والزمان، وانظر تفاصيل المسألة في: نقض تأسيس الجهمية (1/ 124/ 126) ، ومجموع الفتاوى (2/ 491) ، وإبطال التأويلات للقاضي أبي يعلى (2/ 374) ، وكتاب شأن الدعاء للخطابي ص 109, والحجة في بيان المحجَّة 1/ 165، 166، وتيسير العزيز الحميد ص 579. من ذكره: ذكره ابن حزم في جمعه. 26- " الدّافعُ" دليله: قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا} . (الحج: من الآية38) التعليق: مما ورد فعلاً ولا يصحُّ إطلاق الاسم منه. من ذكره: ذكره ابن منده في كتاب التوحيد. حرف الذال 27- "الذارئ" دليله: قوله تعالى: {جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَمِنَ الأَنْعَامِ أَزْوَاجاً يَذْرَأُكُمْ فِيهِ} . (الشورى: من الآية11) . التعليق: مما ورد فعلا، وليس كل ما صحَّ فعلا صحَّ اسمًا. من ذكره: ا- الحليمي. 2- البيهقي. 3- نور الحسن خان. حرف الراء 28- "الرَّاشدُ" دليله: قوله تعالى: {وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً} . (الكهف: من الآية10) .

(1/227)


التعليق: لم يرد في القرآن اسما، واشتقاق الاسم منه بعيد. من ذكره: ورد في طريق عبد الملك بن محمد الصنعاني، وفي جمع القرطبي، والشرباصي. 29- "الرَّشِيدُ" دليله: قوله تعالى: {وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مُرْشِداً} . (الكهف: من الآية17) التعليق: لم يرد اسما في النُّصوص، وعمدة من اعتمده حديث الأسماء، وقد بَيَّنا حكمه. من ذكره: ورد في طريق الوليد بن مسلم عند الترمذي، وابن حبان، وابن خزيمة، والبيهقي، وابن منده، وأبي نعيم. وورد في جمع:. ا- ابن منده. 2- الحليمي. 3- البيهقي. 4- ابن العربي. 5- القرطبي. 6- ابن الوزير. 7- السعدي. 8- الشرباصي. 9- نور الحسن خان. 30- "رَمَضَان" دليله: "لا تقولوا رمضان، فإنَّ رمضان اسمٌ من أسماء الله". التعليق: في تفسير ابن كثير 1/ 310 عن أبي هريرة قال: "لا تقولوا رمضان؛ فإنَّ رمضان اسم من أسماء الله تعالى، ولكن قولوا: شهرَ رمضان". قال ابن أبي حاتم: وقد روي عن مجاهد ومحمد بن كعب نحو ذلك. ورخَّصَ فيه ابن عبَّاس وزيد بن ثابت. ومدار الحديث عنده على أبي معشر، قال ابن كثير: هو نجيح بن عبد الرحمن المدني، إمام المغازي والسِّير، ولكن فيه ضعف، وقد رواه ابنه عنه فجعله

(1/228)


مرفوعا عن أبي هريرة، وقد أنكره عليه الحافظ ابن عدي، وهو جدير بالإنكار؛ فإنه متروك، وقد وهم في رفع هذا الحديث. وقد انتصر البخاري رحمه الله في صحيحه لهذا فقال: باب يُقالُ رمضان؛ وساق أحاديث في ذلك، منها: "من صام رمضان إيمانا واحتسابا غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبه " ونحو ذلك. وقال السيوطي في اللآلىء 2/ 97، وصاحب تنزيه الشريعة 2/ 153: قال ابن عدي: إن الحديث موضوع، آفته أبو معشر نجيح. قال ابن معين: "ليس بشيء"، وتُعُقِّبَ بأنَّ البيهقي أخرجه في سننه من طريقه، واقتصر على تضعيفه، ثم قال: وقد قيل عن أبي معشر عن محمد بن كعب من قوله: وهو أشبه ثم رواه بسنده. ثم قال: وقد رُوِي ذلك عن مجاهد والحسن، والطَّريق إليهما ضعيفٌ. وفي تذكرة الموضوعات ص 75 قلت: هو ضعيفٌ لا موضوعٌ، وله شاهدٌ من قول مجاهد. انظر: شأن الدُّعاء للخطابي ص 110. وانظر: الحجة في بيان المحجّة 1/ 66 1، والأسنى للقرطبي ق 287-288. من ذكره: ذكره القرطبي. 31- "الرَّاضي- الرِّضا" دليله: قوله تعالى: {رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} . (المائدة: من الآية119) . التعليق: لم يرد اسما، وإنما ورد فعلا وباب الأسماء أخَصُّ من باب الصِّفات. من ذكره: أما "الرضا" فقد ذكره ابن العربي. وأما "الراضي" فقد ذكره الشرباصي.

(1/229)


حرف الزاي 32- "الزَّارع" دليله: قوله تعالى: {أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ} . (الواقعة:64) . التعليق: لا يصح إطلاق الاسم منه. قال الشيخ حافظ حكمي: "ومن الخطأ ما عدَّه بعضهم، ومنهم ابن العربي المالكي في كتابه أحكام القرآن حيث سمَّاه بالفاعل والزَّارع، فإن الفاعل والزارع إذا أُطلقا بدون متعلق ولا سياق يدلُّ على وصف الكمال فيهما، فلا يفيدان مدحا، أما في سياقها من الآيات التي ذكرت فيها فهي صفات كمال ومدح وتوحَّد، كما قال تعالى: {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} .. وقال تعالى: {أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ} . الآيات، بخلاف ما إذا عدت مجردة عن متعلقاتها وما سيقت فيه وله" معارج القبول 1/ 76، 77. من ذكره: ذكره ابن الوزير في كتابه: "إيثار الحق على الخلق ". حرف السين 33- "السَّامِعُ" دلله: قوله تعالى: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا} . (المجادلة: من الآية1) . التعليق: انظر ما ذكره ابن القيم في بدائع الفوائد 1/ 168، وانظر في هذه الدِّراسة ص 36، وتيسير العزيز الحميد ص 579. من ذكره: ورد في طريق عبد الملك بن محمد الصنعاني عند ابن ماجه، وذكره الشرباصي في موسوعة "له الأسماء الحسنى".

(1/230)


34- "السَّريعُ" دليله: قوله تعالى: {وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ} . (البقرة: من الآية202) . من ذكره: 1- جعفر الصادق. 2- ابن منده. 3- ابن الوزير. 35- "السَّاقي" دليله: قوله تعالى: {وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً} . (الإنسان: من الآية21) . من ذكره: ذكره الشرباصي. 36- "السَّخِطُ" دليله: قوله تعالى: {لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ} . (المائدة: من الآية80) . التعليق: انظر: تعليق ابن القيم على مثل هذا في مختصر الصواعق 2/ 34، أو ارجع إلى ص 113 من هذه الدِّراسة. من ذكره: ذكره ابن العربي. حرف الشين 37- "الشَّاهدُ" دليله: قوله تعالى: {شهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ} .آل عمران: من الآية18) من ذكره. ورد في جمع: ا- ابن منده. 2- ابن الوزير. 38- "الشَّفِيعُ" دليله: قوله تعالى: {مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا شَفِيعٍ} . (السجدة: من الآية4) .

(1/231)


من ذكره: ذكره ابن العربي، والقرطبي. 39- "الشَّارعُ" دليله: قوله تعالى: {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ} . (الشورى: من الآية13) . من ذكره: ذكره الشرباصي. حرف الصاد 40- "الصّاحبُ" دليله: حديث: " أنتَ الصَّاحبُ في السَّفَر". التعليق: لا يدخل في باب الأسماء، وإنَّما يدخل في باب الإخبار؛ فهو هنا ورد مقيّدا بالسَّفَر. من ذكره: ا- ابن منده. 2- القرطبى. 41 "الصَّانعُ" دليله: قوله تعالى: {صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ} . (النمل: من الآية88) . التعليق: قال ابن القيم: "غلَط من سمَّاه الصَّانعَ عند الإطلاق، بل هو الفعّال لما يريدُ؛ فإن الإرادة والفعلَ والصُّنعَ منقسمة، ولهذا إنَّما أطلَقَ على نفسه من ذلك أكملَه فعلا وخبرا " بدائع الفوائد 1/ 161، وانظر: تيسير العزيز الحميد ص 572. من ذكره: ا- ابن منده. 2- الحليمي. 3- البيهقي. 4- الأصبهاني. 5- الشرباصي. 6- نور الحسن خان. 42- "الصَّبُور" دليله: استند من ذكره إلى وروده في حديث الأسماء. قال البيهقي:

(1/232)


"وذلك مما ورد في خبر الأسامي" الأسماء والصفات ص هـ7. التعليق: تقدم الحكم على الحديث وأن الجمع من الرُّواة ولا يصحُّ رفعه، فالاسم يعوزه الدَّليل، والله أعلم. من ذكره: ورد في طريق الوليد بن مسلم عند الترمذي، والطبراني، وابن حبان، وابن خزيمة، والبيهقي، وابن منده، وفي جمع: ا- الخطابي. 2- ابن منده 3- الحليمي. 4- البيهقي. 5- ابن العربي. 6- القرطبي. 7- ابن القيم. 8- الشرباصي. 9- نور الحسن خان. 43- "الصَّفُوحُ" دليله: قوله تعالى: {أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً أَنْ كُنْتُمْ قَوْماً مُسْرِفِينَ} . (الزخرف:5) . من ذكره: ذكره الشرباصي. حرف الطاء 44- "الطَّبيبُ" دليله: عن ابن أبي مليكة قالت عائشة رضي الله عنها: عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوضعتُ يدي على صدره، فقلتُ: أذهِبِ البأسَ رَبَّ النَّاس، أنتَ الطَّبيبُ، وأنتَ الشَّافي. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ألحقني بالرَّفيق الأعلى وألحقني بالرَّفيق الأعلى" أخرجه الإمام أحمد في المسند 6/ 158. وحديث: "الله الطَّبِيبُ، بل أنت رجلٌ رفيقٌ، طَبِيبُها الذي خلقها". أخرجه أبو داود، كتاب التَّرجَّل، باب في الخضاب 4/ 416-417 ح 4207. التعليق: قال الحليمي: "فأما صفة تسمية الله تعالى به فهو إن ذكر في حال الاستشفاء مثل أن تقول: اللهم أنت المُصِحُّ الممرض، والمداوي الطَّبيبُ،

(1/233)


ونحو ذلك، فأما أن تقول: يا طبيب كما تقول! يا رحيم أو يا كريم، فإن ذلك مفارقة لأدب الدُّعاء، والله أعلم ". المنهاج 1/ 209 من ذكره: ا- الحليمي. 2- البيهقي. 3- ابن العربي. 4- القرطبي. 5- الشرباصي. 6- نور الحسن خان. 45- "الطَّالبُ" دليله: ليس عليه دليل. التعليق: قال الحليمي: "هو اسم جرت عادة الناس باستعماله في اليمين مع الغالب ... " المنهاج في شعب الإيمان 1/ 198. من ذكره: 1- الحليمي. 2- البيهقي. 3- نور الحسن خان. 46- "الطَّابعُ" دليله: قوله تعالى: {وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَعْلَمُونَ} . (التوبة: من الآية93) . التعليق: انظر ص 112-114. من ذكره: ذكره الشرباصي. 47- "الطّهر" دليله: ليس عليه دليل. من ذكره: ذكره ابن منده. حرف الغين 48 "الغياث" دليله: قول النبي صلى الله عليه وسلم في خبر الاستسقاء: "اللهمَّ أغثنا، اللهمَّ أغثنا". أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الاستسقاء، باب الاستسقاء في خطبة

(1/234)


الجمعة غير مستقبل القبلة. (فتح الباري 2/ 507ح 1014) . التعليق: من ذكره: ورد في جمع: 1- الحليمي. 2- البيهقي. 3- القرطبي. 4- نور الحسن خان. 49- "غيور" دليله: عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن الله يَغارُ، وغَيرةُ الله أن يأتي المؤمنُ ما حرَّمَ الله". أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب النكاح، باب الغيرة. (فتح الباري 9/ 319 ح5223) . التعليق: تقدم أن باب الصفات أوسع من باب الأسماء، ومثل هذه الصفة لا يصحُّ إطلاق الاسم منها، وراجع لمزيد من التفصيل ص 51. من ذكره: ورد في جمع ابن العربي في أحكام القرآن 2/ 808 حرف الفاء 50- "الفاتحُ" دليله: قوله تعالى: {مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا} . (فاطر: من الآية2) التعليق: الذي ورد به النص الفتَّاحُ، وأما الفَاتِحُ فلم يرد. من ذكره: ورد في جمع: ا- ابن منده. 2- ابن الوزير. 3- الشرباصي. 51- "الفاتن" دليله: قوله تعالى: {وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَداً ثُمَّ أَنَابَ} . (صّ:34) . التعليق: قال ابن القيم: "قد أخطأ أقبح الخطأ من اشتق له من كل فعل

(1/235)


اسما، فبلغ بأسمائه زيادة على الألف، فسمَّاه الماكِرَ، والمخادعَ، والفاتن ". مدارج السالكين 3/ 415، وانظر: بدائع الفوائد 1/ 161، وتيسير العزيز الحميد ص 573. من ذكره: ورد في جمع: ا- ابن العربي. 2- القرطبي. 52- "الفاعلُ" الدليل: قوله تعالى: {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} . (الأنبياء: من الآية104) . التعليق: قال ابن القيم: "الفعل أوسَعُ من الاسم، ولهذا أطلق الله على نفسه أفعالا لم يتسم منها أسماء الفاعل، كأراد، وشاء، وأحدث، ولم يسم بالمريد، والفاعل ... " مدارج السالكين 3/ 415، وانظر: ص55 إلى ص58. من ذكره: ذكره ابن الوزير. 53- "الفردُ" دليله: حديث: "أشهد أنَّك فَرْدٌ أحدٌ صمدٌ". التعليق: إسناد الحديث قال عنه البيهقي: ليس بالقوي. انظر: الأسماء والصفات للبيهقي ص 116، 117. من ذكره: ورد في طريق الوليد بن مسلم عند أبي نُعَيم، وفي جمع: ا- جعفر الصادق. 2- الحليمي. 3- البيهقي. 4- نور الحسن خان. 54- "الفعَّالُ" دليله: قوله تعالى: {فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ} . (البروج:16) . التعليق: انظر ص 113-117، وص 55-58. وتيسير العزيز الحميد ص 579.

(1/236)


من ذكره: ورد في جمع: ا- جعفر الصادق. 2- سفيان بن عيينة. 3- الحليمي. 4- البيهقي. 5- القرطبي. 6- ابن الوزير. 7- السعدي. 8- الشرباصي. 9- نور الحسن خان. حرف القاف 55- "القاضي" دليله: قوله تعالى: {وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ} . (غافر: من الآية20) . التعليق: ورد فعلا ولا يصح إطلاق الاسم منه. من ذكره: ورد في جمع: ا- الحليمي. 2- البيهقي. 3- ابن العربي. 4- القرطبي. 5- الشرباصي. 6- نور الحسن خان. 56- "القديم" التعليق: قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وأما كون القديم الأزلي واحدًا، فهذا لفظ لا يوجد في كتاب الله ولا في سنة نبيه، بل ولا جاء اسم "القديم " في أسماء الله تعالى، وإن كان في أسمائه: الأول ". منهاج السنة 2/ 123، وانظر: مجموع الفتاوى (1/ 245، 9/ 300-301) . من ذكره: ورد ذكره في طريق الوليد بن مسلم عند أبي نعيم، في طريق عبد الملك بن محمد الصنعاني، في طريق عبد العزيز بن الحصين الترجمان، في جمع: ا- الحليمي. 2- البيهقي. 3- الشرباصي. 4- نور الحسن خان. 57 "القَائِمُ" دليله: قوله تعالى: {أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ} . (الرعد: من الآية33) .

(1/237)


التعليق: قال الشيخ سليمان بن عبد الله في كتابه "تيسير العزيز الحميد" ص 579: "وبعضها خطأ محضٌ، كالأبد، والنَّاظر، والسَّامع، والقائم، والسَّريع، فهذه وإن ورد عدادها في بعض الأحاديث فلا يصح ذلك أصلا". من ذكره: ورد في طريق الوليد بن مسلم عند الطبراني، وفي طريق عبد الملك ابن محمد الصنعاني، وفي جمع: ا-: جعفر الصادق. 2- سفيان بن عيينة. 3- ابن منده. 4- الأصبهاني. 5- ابن العربي. 6- ابن الوزير. 7- ابن حجر. 8- الشرباصي. 58- "القَابِلُ" دليله: قوله تعالى: {غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ} . (غافر: من الآية3) . التعليق: ورد مضافا، وفي إطلاق الاسم منه نظرٌ. من ذكره: ورد ذكره في جمع: ا- جعفر الصادق. 2- سفيان بن عيينة. 3- الشرباصي. 58- "القِيَامُ" دليله: عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قام من الليل للتهجُّد قالت: "اللهُمَّ لك الحمدُ أنت نُورُ السَّموات والأرض، ولك الحمدُ، أنت قِيَامُ السَّموات والأرض ... " الحديث أخرجه بهذا اللفظ ابن منده في التوحيد (2/166ح312) . من ذكره: ا- ذكره ابن منده. 2- ابن العربي. 60- "القيِّمُ" دليله: عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يتهجد قال: "اللهُمَّ لك الحمدُ أنت قيِّم السموات والأرض ومن فيهن ... "

(1/238)


الحديث. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب التهجد، باب التهجد بالليل (فتح الباري 3/ 3 ح 1120) . من ذكره: ذكره ابن العربي. حرف الكاف 61- "الكائن" دليله: قوله تعالى: {إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} . (مريم: من الآية35) . التعليق: اشتقاق الاسم منه بعيدٌ. من ذكره: ورد في جمع ابن العربي. 62- "الكاتبُ" دليله: قوله تعالى: {فَقُلْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ} . (الأنعام: من الآية54) . التعليق: ما كلُّ ما صحَّ فعلاً صحَّ اسمًا، فباب الأفعال أوسع كما سبق أن ذكرنا في ص55. من ذكره: ورد في جمع القرطبي، وابن الوزير. 63- "الكاشفُ" دليله: قوله تعالى: {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ} . (يونس: من الآية107) . التعليق: ورد فعلاً ولا يصح ورود الاسم منه من ذكره: ورد في جمع: 1- الحليمي. 2- البيهقي. 4- ابن الوزير. 5- الشرباصي. 6- نور الحسن خان.

(1/239)


حرف الميم 64- "الماجِدُ" دليله: قوله صلى الله عليه وسلم: "يقول الله تعالى: ... ذلك بأني جوادٌ ماجدٌ صمدٌ"، أخرجه الإمام أحمد في المسند 5/ 154) ، 177، والترمذي في سننه، كتاب صفة القيامة، باب (248 ح 2495) وقال: هذا حديث حسن، وأخرجه ابن ماجه، أبواب الزهد، باب ذكر التوبة 2/ 439 ح4311. التعليق: ثبوت الاسم متوقف على ثبوت الحديث. من ذكره: ورد في طريق الوليد بن مسلم عند الترمذي، والطبراني، وابن حبان، وابن خزيمة، والبيهقي، وابن منده. وفي طريق عبد الملك بن محمد الصنعاني، وفي جمع: 1- الخطابي. 2- ابن منده. 3- الأصبهاني. 4- الشرباصي. 65 "المانعُ" دليله: حديث: " لا مانع لما أعطى، الله، ولا معطي لما منع الله" تقدم تخريجه ص 269. التعليق: يصحُّ في مقابل المعطي كما أسلفنا في الأسماء المزدوجة فليرجع إليه هناك. من ذكره: ورد في طريق الوليد بن مسلم عند الترمذي، والطبراني، وابن خزيمة، والبيهقي، وابن منده، وأبي نعيم، وفي جمع: ا- الخطابي. 2- ابن منده 3- الأصبهاني. 4- ابن القيم. 5- الشرباصي. 66- "المؤلِّفُ" دليله: قوله تعالى: {مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ} . (لأنفال: من الآية63) .

(1/240)


التعليق: لا يصحُّ إطلاق الاسم منه، ويبقى في باب الأفعال. من ذكره: ذكره الشرباصي. 67- "المُؤَيِّدُ" دليله: قوله تعالى: {وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ} . (آل عمران: من الآية13) . التعليق: لا. يصح إطلاق الاسم منه وإنما ورد فعلا. من ذكره: ذكره الشرباصي. 68- "المُبارَكُ" دليله: قوله تعالى: {فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} . (غافر: من الآية64) . من ذكره: ذكره القرطبي. 61-"المبتَلِي" دليله: قوله تعالى: {وَفِي ذَلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ} . (إبراهيم: من الآية6) . من ذكره: ذكره: 1- ابن العربي. 2- ابن الوزير. 70- "المُبرِمُ" دليله: قوله تعالى: {أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ} . (الزخرف:79) من ذكره: ذكره 1- ابن العربي. 2- القُرْطُبي. 3- ابن الوزير. 71- "المُبغِضُ" دليله: حديث: "الأنصارُ لا يحبهم إلا مؤمن، ولا يبغِضُهم إلا منافق، فمن أحبهم أحبه الله، ومن أبغضهم أبغضه الله". أخرجه البخاري في

(1/241)


صحيحه، كتاب مناقب الأنصار، باب حب الأنصار من الإيمان. (فتح الباري 7/113ح 3783) . التعليق: لا يصح إطلاق الاسم منه وإن صح في باب الصفات، وباب الصفات أوسع من باب الأسماء. من ذكره: ذكره ابن العربي. 72- " المبْقِي" دليله: قوله تعالى: {مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ} . (النحل: من الآية96) . التعليق: من ذكره: ذكره القرطبي. 73- "المُبلِي" دليله: قوله تعالى: {وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاءً حَسَناً} . (لأنفال: من الآية17) . من ذكره: ا- ابن العربي. 2- القرطبي. 74- "المتفضِّلُ" دليله: قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ} . (يونس: من الآية60) من ذكره: ذُكِر في جمع جعفر الصادق. 75- "المتَقَبِّلُ" دليله: قوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا} . (الأحقاف: من الآية16) .

(1/242)


من ذكره: ذكره الشرباصي. 76-"المتوفِّي" دليله: قوله تعالى: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا} . (الزمر: من الآية42) . من ذكره: ذكره القرطبي. 77- "المثبِّتُ" دليله: قوله تعالى: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ} . (إبراهيم: من الآية27) . من ذكره: ذكره الشرباصي. 78- "المجتبى" دليله: قوله تعالى: {اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ} . (الشورى: من الآية13) . من ذكره: ذكره الشرباصي. 79- "المُجيرُ" دليله: قوله تعالى: {وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجَارُ عَلَيْهِ} . (المؤمنون: من الآية88) . من ذكره: ذكره الشرباصي. 80- "المحبُّ" دليله: قوله تعالى: {فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} . (المائدة: من الآية54) . من ذكره: ذكره: ا- ابن العربي. 2- الشرباصي.

(1/243)


81- "المحصي" دليله: قوله تعالى: {وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً} . (الجن: من الآية28) . من ذكره: ورد في طريق الوليد بن مسلم عند الترمذي، والطبراني، وابن حبان، وابن خزيمة، والبيهقي، وابن منده، وفي جمع: 1- الخطابي. 2- الحليمي. 3- البيهقي. 4- ابن العربي. 5- الشرباصي. 6- نور الحسن خان. 82- "المختَارُ" دليله: قوله تعالى: {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ} . (القصص: من الآية68) . من ذكره: ذكره الشرباصي. 83- "المخرجُ" دليله: قوله تعالى: {يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ} . (الروم: من الآية19) . التعليق: في تيسير العزيز الحميد ص 579 (ومما لا يصح الدهر، والفغال، والفالق، والمخرج، والعالم) . من ذكره: ذكره القرطبي. 84- "المدبِّرُ" دليله: قوله تعالى: {يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ} . (السجدة: من الآية5) . من ذكره: ورد في طريق عبد العزيز بن الحصين الترجمان. وفي جمع: ا- الخطابي. 2- الحليمي. 3- البيهقي.4- ابن العربي. 5- الشرباصي. 6- نور الحسن خان.

(1/244)


85- "المُدَاوِلُ" دليله: قوله تعالى: {وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} . (آل عمران: من الآية140) . من ذكره: ذكره الشرباصي. 86- "المُدَمدم" دليله: قوله تعالى: {فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا} . (الشمس: من الآية14) . من ذكره: ذكره الشرباصي. 87- "المذكُورُ" من ذكره: ذكره ابن العربي. 88- "المُرسلُ" دليله: قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقّ} . (الفتح: من الآية28) . من ذكره: 1- القرطبى. 2- ابن الوزير. 89- "المرشِدُ" دليله: قوله تعالى: {فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مُرْشِداً} . (الكهف: من الآية17) . وقوله تعالى: {وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً} . (الكهف: من الآية10) . من ذكره: ذكره القرطبي. 90- "المُرِيدُ" دليله: قوله تعالى: {إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} . (النحل:40)

(1/245)


التعليق: قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "لم يجئ في أسمائه الحسنى المأثورة: المتكلِّمُ والمريدُ" شرح الأصفهانية ص5. وقال ابن القيم ة "ما كان سِمَاهُ منقسمًا إلى كمالٍ ونقصٍ وخيرٍ وشرٍّ لم يدخل اسمه في الأسماء الحسنى؛ كالشيء والمعلُومِ، ولذلك لم يسم بالمريد والمتكلِّم ... " مدارج السَّالكين 3/ 415، 416. من ذكره: ا- ذكره ابن العربي. 2- الشرباصي. 91- "المستجيبُ" دليله: قوله تعالى: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ} . (لأنفال: من الآية9) . من ذكره: ا- القرطبي. 2- الشرباصي. 92- "المستَقِيمُ" دليله: لم أقف على دليل له. من ذكره: ذكره الشرباصي. 93- "المستَمِعُ" دليله: قوله تعالى: {قَالَ كَلاَّ فَاذْهَبَا بِآياتِنَا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ} . (الشعراء:15) من ذكره: ذكره ابن الوزير. 94- "المصطَفِي" دليله: قوله تعالى: {اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ} . (الحج: من الآية75) . من ذكره: ذكره الشرباصي.

(1/246)


95- "المصطنعُ" دليله: قوله تعالى: {وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي} . (طه:41) من ذكره: ذكره الشرباصي. 96- "المُصلِحُ" دليله: قوله تعالى: {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ} . (الأنبياء: من الآية90) . من ذكره: ذكره الشرباصي. 97- "المضاعِفُ" دليله: قوله تعالى: {وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ} . (البقرة: من الآية261) . من ذكره: ذكره الشرباصي. 98- "المضلُّ" دليله: قوله تعالى: {وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} . (غافر: من الآية33) . التعليق: قال ابن القيم في بدائع الفوائد 1/ 161: "لا يلزَمُ من الإخبار عنه بالفعل مقيدًا أن يشتق له منه اسم مطلق كما غلط فيه بعض المتأخرين، فجعل من أسمائه المضِلَّ، الفاتن، الماكر، تعالى الله عن قوله ". من ذكره: 1- القرطبي. 2- الشرباصي. 99- "المطعِمُ" دليله: قوله تعالى: {فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلا يُطْعَمُ} . (الأنعام: من الآية14) . من ذكره: 1- ابن منده. 2- الشرباصي.

(1/247)


100- "المطَّلِعُ" دليله: حديث: " لعلَّ الله اطَّلَعَ على أهل بدرٍ فقال: اعمَلُوا ما شئتم، فقد وجبت لكم الجنة" أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب المغازي، باب فضل من شهد بدرًا. (فتح الباري 7/ 4 0 3، 5 0 3 ح 3983) . من ذكره: ذكره الشرباصي. 101- "المطَهِّر" دليله: قوله تعالى: {إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا} . (آل عمران: من الآية55) . من ذكره: ذكره الشرباصي. 102- "المظهِرُ" دليله: قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ} . (التوبة: من الآية33) . من ذكره: ذكره الشرباصي. 103- "المُعافِي" دليله: حديث: "اللهمَّ اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيتَ" أخرجه أبو داود في سننه، كتاب الصلاة، أبواب الوتر، باب القنوت في الوتر 2/ 133 ح 1425. والترمذي في سننه، باب القنوت في الوتر 1/ 328 ح 464، وقال: حسن لا نعرف في القنوت أحسن من هذا. من ذكره: ذكره ابن منده. 104- "المعبُودُ" دليله: قوله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ} . (الذريات:56)

(1/248)


من ذكره: 1- ابن العربي. 2- الشرباصي. 105- "المعذِّبُ" دليله: قوله تعالى: {وَمَنْ يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَاباً أَلِيماً} . (الفتح: من الآية17) . التعليق: قال ابن القيم: "إن النَّعيم والثَّواب من مقتضى رحمته ومغفرته وبرِّه وكرمه، ولذلك يُضيفُ ذلك إلى نفسه، وأمَّا العذاب والعقوبة فإنما هو من مخلوقاته، ولذلك لا يتسمى بالمعاقِبِ، والمعذَّب، بل يفرَّق بينهما، فيجعل ذلك من أوصافه، وهذا من مفعولا ته" حادي الأرواح ص 497. من ذكره: ذكره القرطبي. 106- "المُعينُ" دليله: عن معاذ بن جبل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ألا أعَلِّمُكَ كلِماتٍ تَقُولهن: اللَّهُمَّ أعِنِّي على ذكرك وشُكرِك وحسن عبادَتِك" أخرجه أبو داود، كتاب الصلاة، باب الاستغفار 2/ 180، 181 ح 1522، والنسائي، الافتتاح، باب الدُّعاء بعد الذكر 3/ 45. من ذكره: ذكر في جمع جعفر الصادق، وابن منده. 107- "المعطي" دليله: حديث: "لا مانعَ لما أعطى الله، ولا معطي لما منع" تقدم تخريجه عند ذكر اسم "المانع المعطي". التعليق: الأولى ذكره مع مقابله، وقد تقدَّم في الأسماء المزدوجة. من ذكره: ورد في طريق الوليد بن مسلم عند أبي نُعيم، وفي جمع: 1-ابن حزم. 2- العثيمين. 3- القحطاني. 4- الشرباصي.

(1/249)


108- "المغني" دليله: قوله تعالى: {وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى وَأَقْنَى} . (لنجم:48) من ذكره: ورد في طريق الوليد بن مسلم عند الترمذي، والطبراني، وابن حبان، والبيهقي، وابن منده، وفي جمع: 1- الخطابي. 2- القرطبي. 3- السعدي 4- الشرباصي. 5- نور الحسن خان. 109- "المغيث" دليله: حديث: "اللهمَّ أغثنا، اللهمَّ أغثنا" تقدم تخريجه في "الغياث". من ذكره: ورد في طريق عبد العزيز بن الحصين الترجمان. وفي جمع: 1- الأصبهاني. 2- القرطبي. 3- ابن القيم. 4- الشرباصي. وانظر: مجموع الفتاوى 1/ 111. 110- "المفتي" دليله: قوله تعالى: {قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ} . (النساء: من الآية176) . من ذكره: ذكره الشرباصي. 111- "المفرِّجُ" دليله: "ومن فرَّجَ عن مُسلمٍ كربة فرَّج الله عنة كربة من كُرُبات القيامة " أخرجه البخاريُّ، كتاب المظالم، باب: لا يظلم المسلم المسلم، ولا يسلمه (فتح الباري 5/ 97 ح 2442) ، وأخرجه مسلم، كتاب البر والصِّلة، باب تحريم الظلم 8/ 18. من ذكره: ذكره ابن منده.

(1/250)


112- "المُفضِّل" دليله: قوله تعالى: {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ} . (البقرة: من الآية253) . من ذكره: 1- ابن منده. 2- القرطبيُّ. 113- "المُفني" دليله: لم يرد عليه دليل. التعليق: قال عنه القرطبي: وهو يرجع إلى معنى المميت. من ذكره: ذكره القرطبي وعزاه كذلك لا بن 1لعربي. 114 "المُقسِطُ" دليله: قوله تعالى: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} . (الأنبياء: من الآية47) . وعن أبي موسى رضي الله عنه قال: قام فينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بأربع: "إن الله لا ينامُ، ولا ينبغي له أن ينام، يرفعُ القِسطَ ويخفِضُه ... " أخرجه مسلم، كتاب الإيمان، باب قوله عليه السلام: "إن الله لا ينام " 1/ 112. من ذكره: ورد في طريق عبد الملك بن محمد الصنعاني، وفي جمع: ا- الخطابي. 2- ابن منده. 3- الحليمي. 4- البيهقي. 5- الأصبهاني. 6- ابن العربي. 7- القرطبي. 8- ابن القيم. 9- الشرباصي. 10- نور الحسن خان. 115- "المقدِّرُ" دليله: قوله تعالى: {فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ} . (المرسلات:23) من ذكره: 1- ابن منده. 2- ابن العربي.

(1/251)


116- "المُكرِمُ" دليله: قوله تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ} . (الإسراء: من الآية70) . من ذكره: ذكره الشرباصي. 117- "الممتَحِن" دليله: قوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى} . (الحجرات: من الآية3) . من ذكره: 1- ابن العربي. 2- القرطبي. 3- الشرباصي. 18- "المُمِدُّ" دليله: قوله تعالى: {وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ} . (الإسراء: من الآية6) . من ذكره: ذكر في جمع الشرباصي. 119- "المُمْلي" دليله: قوله تعالى: {وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ} . (لأعراف:183) من ذكره: ذكره الشرباصي. 120-"المُمهِلُ" دليله: قوله تعالى: {فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً} . (الطارق:17) . من ذكره: ذكره الشرباصي. 121-"المُنتقمُ" دليله: قوله تعالى: {إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ} . (السجدة: من الآية22) .

(1/252)


التعليق: قال شيخ الإسلام ابنُ تيمية في مجموع الفتاوى 8/ 96: "واسم المُنتقم ليس من أسماء الله الحسنى الثابتة. عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما جاء في القرآن مقيَّدًا، كقوله تعالى: {إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ} . وقوله: {وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ} . والحديث الذي في عدد الأسماء الحسنى الذي يُذكَر فيه المُنتقمُ، ليس هو عند أهل المعرفة بالحديث من كلام النبي صلى الله عليه وسلم". وانظر: توضيح المقاصد وتصحيح القواعد في شرح قصيدة الإمام ابن القيم 2/ 248،249. من ذكره: ورد في طريق الوليد بن مسلم"عند الترمذي، والطبراني، وابن حبان، وابن خزيمة، والبيهقي، وابن منده، وفي جمع: ا- الخطابي. 2- القرطبي. 3- ابن الوزير. 4- ابن حجر. 5- الشرباصي. 122- "المُنَبِّي" دليله: قوله تعالى: {قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ} . (التحريم: من الآية3) . من ذكره: ذكره الشرباصي. 123- "المُنجي" دليله: قوله تعالى: {وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ} . (الشعراء:65) من ذكره: ذكره الشرباصي. 124- "المُنزِلُ" دليله: قوله تعالى: {وَقُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلاً مُبَارَكاً وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ} . (المؤمنون:29)

(1/253)


من ذكره: 1- القرطبي. 2- ابن الوزير. 3- الشرباصي. 125- "المُنذِرُ" دليله: قوله تعالى: {إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَاباً قَرِيباً} . (النبأ: من الآية40) . من ذكره: ا- ابن العربي. 2- القرطبي. 3- ابن الوزير. 126- "المُنشِئُ" دليله: قوله تعالى: {ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ} . (العنكبوت: من الآية20) . من ذكره: ذكره ابن الوزير. 127-"المُنعِمُ" دليله: قوله تعالى: {وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيّ} . (النمل: من الآية19) . من ذكره: ذكر في جمع: ا- جعفر الصادق. 2- ابن منده. 128- "المُنِيرُ" دليله: قوله تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ} . (الأنعام: من الآية1) . من ذكره: ورد في طريق عبد الملك بن محمد الصنعاني، وفي جمع الأصبهاني. 129- "المُهلِكُ" دليله: قوله تعالى: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولاً} . (القصص: من الآية59) . من ذكره: ذكره القرطبي.

(1/254)


130- "المُهِينُ" دليله: قوله تعالى: {وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ} . (الحج: من الآية18) . 131- "الموجِدُ" دليله: لم أقف على دليله. ممن ذكره: ذكره الشرباصي. 132 "الموحي" دليله: قوله تعالى: {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ} . (النساء: من الآية163) . من ذكره: ذكره الشرباصي. 133- "المُوزِعُ" دليله: قوله تعالى: {رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيّ} (النمل: من الآية19) . من ذكره: ذكره الشرباصي. 134- "المُوسِعُ" دليله: قوله تعالى: {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ} (الذاريات:47) من ذكره: ا- ابن منده. 2- ابن العربي.3- ابن الوزير. 135- "الموصي" دليله: قوله تعالى: {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ} (النساء: من الآية11) .

(1/255)


من ذكره: ذكره الشرباصي. 136- "الموئلُ" دليله: قوله تعالى: {بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلاً} (الكهف: من الآية58) . من ذكره: ذكره القرطبي. 137- "المُيسِّر" دليله: قوله تعالى: {سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً} (الطلاق: من الآية7) . من ذكره: ذكره الشرباصي. 138- "النَّاصرُ" دليله: قوله تعالى: {بَلِ اللَّهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ} (آل عمران:150) . من ذكره: 1- في جمع الحليمي. 2- البيهقي. 3- القرطبي. 4- ابن الوزير. 5- الحمود. 6- نور الحسن خان. 139- "النَّاظرُ" دليله: عن أبي هريرة رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذابٌ أليم ... " أخرجه البخاريُّ، كتاب المساقاة، باب إثم من منع ابن السبيل الماء (فتح الباري 5/ 34ح2358) . التعليق: قال صاحب تيسير العزيز الحميد: "وبعضها- أي الأسماء التي

(1/256)


وردت في خبر الأسامي- خطأ محض كالأبد والناظر والسامع ... " ص 579. وقال ابن القيم: "فله من كل صفة كمال أحسن اسم وأكمله وأتمه معنى وأبعده عن شائبة عيب أو نقص. فله من صفة الإدراكات العليم الخبير دون العاقل الفقيه. والسميع البصير دون السامع والباصر والناظر ... " بدائع الفوائد 1/ 168. من ذكره: ا- ورد في خبر الأسامي من طريق عبد الملك بن محمد الصنعاني 2- في جمع الشرباصي. حرف النون 140- "النَّاسخُ" دليله: قوله تعالى: {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا} (البقرة: من الآية106) . من ذكره: ذكر في جمع الشرباصي. 141 "النَّذيرُ" دليله: استند ابن منده في إثباته إلى وروده في خبر الأسامي. من ذكره: ذكر في جمع ابن منده. حرف "الهاء" 142- "الهوى" دليله: عن ربيعة بن كعب الأسلمي أنه قال: كنتُ أبيتُ عند النبي صلى الله عليه وسلم فكنتُ أسمعه إذا قام من الليل يقول: "سبحان رب العالمين الهوى. ثم يقول: سبحان الله والحمد لله الهوى" أخرجه النَّسائي، قيام الليل، باب ذكر ما

(1/257)


يُستفتَح به القيام 3/ 258، 259، وصححه الألباني. انظر: صحيح أبي داود 1193، وصحيح ابن ماجه 3129. التعليق: قال القرطبي: "الهوى ليس صفة لله، وإنما هو وصف الليل، وإنما دخل اللبس من جهة أن الحديث هنا روي مختصرا، وقد جاء عند التِّرمذي 5/ 480 ح 3416 عن ربيعة بن كعب الأسلمي، قال: كنت أبيت عند النبي صلى الله عليه وسلم فأعطيه وضوءه فأسمعه الهوى من الليل يقول: سمع الله لمن حمده، وأسمعه الهوى من الليل يقول: الحمد لله رب العالمين. فهذا الحديث مصرِّح بأن الهوى ليس صفة لله تعالىو، إنما هو وصف الليل. معنى الحديث إذا روي بفتح الهاء: "فأسمعه الهَوى من الليل " أي إذا هوى الليل وذهب أكثره وأخذ في النزول. وإذا روي بضم الهاء: "فأسمعه الهُوى من الليل " فمعناه إذا هوى الليل وارتفع ... " المنهج الأسمى 2/ 386/ أبتصرف. من ذكره: ذكره القرطبي. حرف الواو 143- "الواجِدُ" دليله: استند الحليمي في إيراده لهذا الاسم على خبر الأسامي. ولعله مأخوذ من قوله تعالى: {وَوَجَدَكَ ضَالاً فَهَدَى} (الضحى:7) من ذكره: ورد في خبر الأسامي من طريق الوليد بن مسلم، وطريق عبد الملك بن محمد الصنعاني، وفي جمع: ا- الخطابي. 2- الحليمي

(1/258)


3- البيهقي. 4- الأصبهاني. 5- ابن القيم. 6- الشرباصي. 7- نور الحسن خان. 144- "الوالي" دليله: استند من ذكره إلى وروده في خبر الأسامي. من ذكره: ورد في خبر الأسامي من طريق الوليد بن مسلم عند الترمذي، وابن حبان، والطبراني، والبيهقي، وابن منده، وأبي نعيم، ومن طريق عبد الملك بن محمد الصنعاني، وفي جمع: 1- الخطابي. 2- الأصبهاني. 3- القرطبي. 4- ابن القيم. 5- الشرباصي. 6- نور الحسن خان. 145- "الواقي" دليله: قوله تعالى: {وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ} (غافر: من الآية9) . من ذكره: ورد في خبر الأسامي من طريق الوليد بن مسلم عند أبي نعيم، وطريق عبد الملك بن محمد الصنعاني. وفي جمع: 1- القرطبي. 2- الشرباصي. 146- "الوافي" دليله: قوله تعالى: {وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ} (البقرة: من الآية40) . من ذكره: ورد في خبر الأسامي من طريق الوليد بن مسلم عند أبي نُعيم. 147- "الوفي" دليله: قوله تعالى: {يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ} (النور: من الآية25) . من ذكره: ا- ذُكِر في جمع: 1- ابن منده. 2- الحليمي. 3- البيهقي. 4- القرطبي. 5- نور الحسن خان.

(1/259)


 الفصل الثاني: أحكام الأسماء الحسنى

  المبحث الأول: أسماء الله غير مخلوقة أو ما يعرف بمسألة الاسم والمسمى

  المطلب الأول: الجانب اللغوي للمسألة

... مدخل في التعريف بهذا المبحث المسألة التي سأتناولها بالبحث هاهنا هي مسألة لا تقل في أهميتها عما يُعرفُ بمسألة (اللفظ بالقرآن هل هو مخلوقٌ أم غير مخلوق) ، بل هي شقيقتها؛ لأن مخرج القول في المسألتين وكذا الناتج منهما واحد، ولذلك فلا غرابة إن كان بينهما أوجه شبهٍ عديدة يعرفها أهل هذا العلم الذين لهم إطلاع ومعرفة بمسائله وقضاياه. وكلتا المسألتين شغلت حيِّزا في بابها، فمسألة اللفظ بالقرآن شغلت حيِّزا في (باب إثبات صفة الكلام، وهل القرآن مخلوق أم غير مخلوق) . ومسألة الاسم والمسمى أخذت مكانا في (باب أسماء الله، وهل هي مخلوقة أم غير مخلوقة) ، وكان لكل من المسألتين انعكاساتها على البابين سلباًً وإيجاباً بحسب المعتقد والقول فيهما. ولا شك أن أمثال هذه المسائل لم يتعرض لها علماء أهل السنة ابتداء، وإنما اضطروا للخوض فيها اضطراراً، وذلك، لما أظهره أهل الباطل من آراء فاسدة أوجبت الرد عليها من قبل أهل السنة من باب إحقاق الحق وإظهاره، ودحض الباطل، وكشف زيفه، وفضح افترائه، ومن أجل ذلك شغلت هذه المسألة حيِّزا في كتب أهل السنة، واستوجبت عناية أهل العلم بها، فأفردوا لها مبحثاً مستقلاً، وأدرجوها في دراساتهم وأولوها عنايتهم واهتمامهم. ومن الطريق ذاته والباب نفسه اكتسبت هذه المسألة أهميتها في ضرورة إطلاع طلاب العلم عليها ومعرفتهم لمضمونها ومحتواها، حتى يسلم لهم

(1/265)


اعتقادهم على وجه الصحيح، وليدركوا مرامي أهل الباطل، ويتعرفوا على نواياهم وأهدافهم من وراء خوضهم، وطرحهم لهذه المسألة. ولعل أخصر طريق للتعرف على مضمون هذه المسألة هو عرض الأقوال الرئيسية بشكل مبسط وبصورة عامة تُعِّرفُ القارئ بمحتوى المسألة قبل بسطها وشرحها في صورتها التي عليها, والتي لا تخلو من التعقيد والإلغاز في بعض جوانبها. وإليك عرضا لمجمل الآراء الرئيسية في هذه المسألة، وهي: أولا: قول أهل السنة والجماعة: معتقد أهل السنة والجماعة في هذه المسألة. أنهم يؤمنون بأن الله الذي سمَّى نفسه بأسمائه الحسنى وتكلم بها حقيقة، وهي غير مخلوقة وليست من وضع البشر. ويستدلون لقولهم بما يلي: 1- حديث: "ما أصاب عبداً قط همٌّ ولا غمٌّ ولا خرنٌ فقال: اللهم إني عبدك، ابن عبدك، ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علمك الغيب عندك ... " الحديث1. والشاهد من الحديث قوله: "أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفشك ". __________ 1 أخرجه الإمام أحمد في المسند 1/ 391، 452، وابن حبان، انظر: موارد الظمآن ح 2472، والحاكم في المستدرك 1/ 559، والطبراني في الكبير ح 0352 1.

(1/266)


فقد دلّ الحديث على أن أسماء الله غير مخلوقة؛ بل هو الذي تكلم بها وسمى بها نفسه، ولهذا لم يَقُل: بكل اسم حلقته لنفسك، ولا قال: سمّاك به خلقك؛ فالحديث صريح في أن أسماءه ليست من فعل الآدميين وتسمياتهم، وأن الله سبحانه تكلَّم بتلك الأسماء وسمّى بها نفسه1 2- أن أسماء الله من كلامه، وكلامه تعالى غير مخلوق، فأسماؤه غير مخلوقة، فهو المسمّى لنفسه بتلك الأسماء2 3- أن الله عز وجل يسأل بهذه الأسماء، لو كانت مخلوقة لم يجز أن يسأل بها. فإن الله لا يُقْسَمُ عليه بشيء من خلقه3، فالسائلَ لله بغير الله: أ- إما أن يكون مقسما عليه. ب- وإما أن يكون طالبا بذلك السبب، كما، توسل الثلاثة في الغار بأعمالهم. فإن كان إقساما على الله بغيره فهذا لا يجوز، وإن كان سؤالا بسبب يقتضي المطلوب، كالسؤال بالأعمال التي فيها طاعة الله ورسوله مثل السُؤال بالإيمان بالرسول ومحبته وموالاته ونحو ذلك فهذا جائز4 4- أن اليمين بهذه الأسماء منعقدة، فمن حلف باسم من أسماء الله فهو حالف بالله، ولو كانت الأسماء مخلوقة لما جاز الحلف بها؛ لأن الحلف بغير الله شرك بالله، والله لا يُقسَمُ عليه بشيء من خلقه5. قال الإمام الشافعيُّ: "من حلف باسم من أسماء الله فحنث فعليه الكفَّارةُ؛ __________ 1 شفاء العليل ص277 (بتصرف) . 2 مجموع الفتاوى 6/186. 3 شفاء العليل ص277. 4 قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة ص 274. 5 المصدر السابق ص 277

(1/267)


لأن اسم الله غير مخلوق، ومن حلف بالكعبة أو بالصّفا أو المروة فليس عليه كفَّارة لأنه مخلوق وذلك غير مخلوق"1 يعني أسماء الله. 5- أن أسماء الله مشتقةٌ من صفاته، وصفاته قديمةٌ به، فأسماؤها غير مخلوقة2. وروي عن ابن عباس أنه لما شئل، عن قوله تعالى: {وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً}{غَفُوراً رَحِيماً} 4 قال: "هو سمَّى نفسه بذلك، وهو لم يزل كذلك". فأثبت قدم معاني أسمائه الحسنى، وأنه هو الذي سمَّى نفسه بها5. والربُّ تعالى يُشتَقُّ له من أوصافه وأفعاله أسماءٌ، ولا يُشتَقُّ له من مخلوقاته، وكل اسم من أسمائه فهو مشتق من صفة من صفاته، أو فعل قائم به، فلو كان يُشتق له اسمٌ باعتبار المخلوق المنفصل لسُمِّي متكوِّنًا أو متحرِّكا، وساكنا، وطويلا، وأبيض وغير ذلك؛ لأنه خالق هذه الصفات، فلما لم يُطلق عليه اسم من ذلك مع أنه خالقه عُلم أنما يشتق أسماءه من أفعاله وأوصافه القائمة به، وهو سبحانه لا يتصف بما هو مخلوقٌ منفصلٌ عنه، ولا يتسمَّى باسمه6 والذين خالفوا أهل السنة في هذه المسألة فريقان: __________ 1 شرح أصول اعتقاد أهل السنة 2/ 211 2 شفاء العليل ص 277. 3 الآية 158 من سورة النساء 4 الآية 96 من سورة النساء 5 مجموع الفتاوى 6/ 205. 6 شفاء العليل ص ا 27.

(1/268)


الفريق الأول: الجهميّة والمعتزلة: ومعتقدهم في المسألة على النقيض من، معتقد أهل السنة، فهم يقولون: إن أسماء الله مخلوقة، وإن الله ليس هو الذي سمى نفسه بهذه الأسماء، وكذلك لم يتكلم بها حقيقة، وإنما خلقها في غيره، أو سماه بها بعض خلقه1 الفريق الثاني: الكلابية والأشاعرة والماتريديَّة: وهؤلاء أظهروا موافقة أهل السنة في اللفظ، لكنهم أبطنوا موافقة الجهمية والمعتزلة في المعنى. فهم قالوا بقوله أهل السنة: "إن أسماء الله غير مخلوقة". ولكن لم يكن مقصودهم هو مقصود أهل السنة؛ لأن مرادهم بهذه العبارة أن الله بذاته غير مخلوق، وهذا مما لا تنازع فيه مع الجهمية والمعتزلة. وأطلقوا القول بأن التسميات مخلوقة، والتسميات عندهم هي الأسماء ك"العليم- العزيز- الرحيم"، وبذلك وافقوا الجهمية والمعتزلة في المعنى2. ولبسط القول في هذه المسألة وتوضيح الأقوال السابقة الذِّكر، عقدت هذا المبحث، نصرةً للقول الحق، قول أهل السنة والجماعة، وبيانًا لفساد أقوال المبتدعة وكشف زيفهم ودحض باطلهم. وهناك أمر أود التنبيه عليه قبل الشروع في هذا المبحث، هو أنه نظرا لكون هذه المسألة قد اشتهرت في كتب أهل العلم بما يُعرفُ بمسألة "الاسم والمسمّى" ولكونهم قد سلكوا في عرضها منهجا يناسب هذه التسمية، فقد __________ 1 مجموع الفتا وى 6/ 186. 2 مجموع الفتا وى 6/ 192.

(1/269)


آثرت أن أعرضها في صورتها التي ذكرت بها مع شيء من التوضيح والتنسيق بغية تبسيطها وشرح مضامينها. وقد جعلت هذا المبحث في مطلبين: المطلب الأول: في توضيح المسألة من جانبها اللُّغوي. المطلب الثاني: في تفصيل الأقوال في المسألة من حيث مضمونها العقدي ومعزى كل قول ومراد قائله به.

(1/270)


المطلب الأول: الجانب اللغوي للمسألة

قبل الدخول في تفاصيل هذه المسألة يُحسن إعطاء بعض التصورات اللغوية عن الاسم والمسمّى والتَّسمية، فلابد عند الحكم على الشيء من أن يكون مسبوقا بتصور ماهية المحكوم عليه والمحكوم به، فإن كل تصديق بشيء لابد أن يكون مسبوقا بتصور1، ويمكن تلخيص تلك التصورات بالنقاط التالية: أ- أصل اشتقاق الاسم: اختلف في أصل اشتقاق "الاسم" على قولين: القول الأول: أنه مشتق من "السُّمُوِّ" وهو العلوُّ والارتفاع، وقال به النُّحاةُ البصريُّون. القول الثاني: أنه مشتق من "السمة"، وهي العلامة، وقال به النُّحاة الكوفيُّون. والصواب من القولين هو القول الأول2 أولاً: لأن اشتقاقه من "السُّمُوِّ" هو "الاشتقاق الخاصُّ"3. __________ 1 التصوُّر: إدراك المفردات كإدراك لفظ "محمد" وكذلك إدراك لفظ "رسول".وأما التصديق: فهو إدراك نسبة الرسالة لمحمد وتصديقك لهذه النسبة. 2 كتاب العين 7/ 318، تهذيب اللغة 13/ 117. 3 1لاشتقاق الأصغر الخاص هو الاشتراك في الحروف وترتيبها وهو المشهور، كقولك: عَلِمَ يَعْلَمُ فهوعالم. والاشتقاق الأوسط أن يشتركا في الحروف لا في ترتيبها، كقول الكوفيين: الاسم مشتق من السِّمةِ. والاشتقاق الأكبر إذا اشتركا في أكثر الحروف وتفاوتا في بعضها، وقيل: أحدهما مشتق من الآخر. (انظر: منهاج السُّنة 5/ 192) .

(1/271)


الذي يتفق فيه اللفظان في الحروف وترتيبها، فإنهم: يقولون في تصريفه: "سمِّيت"، ولا يقولون: "وَسَمْتُ". ويقولون في جمعه: "أسماء"، ولا يقولون: "أوسام". ويقولون في تصغيره: "سُمَيٌّ"، ولا يقولون: "وُسيم". ويقالُ لصاحبه: "مسمَّى"، ولا يقالُ: "موسومٌ". وأما "السِّمة" فهي تتفق مع الاسم في "الاشتقاق الأوسط " وهو ما يتفق فيه حروف اللفظين دون ترتيبهما، فإنه في كليهما (السِّين والميم والواو) لكن اشتقاقه من "السُّمُوِّ" هو الاشتقاق الخاصُّ، كما أسلفنا. ثانيا: ثُمَّ إن "السُّمُوَّ" هو بمعنى العلوِّ والارتفاع والرِّفعة. و"السَّمة" بمعنى العلامة. وإذا كان الاسم مقصوده إظهار المسمَّى وبيانه فإن المعنى الثاني وإن كان صحيحا، لكن المعنى الأول أخص وأتم، فإن العلو مقارن للظُّهور، فالاسم يظهر به المسمَّى ويعلو؛ فيقالُ للمسمِّي: سمِّهِ: أي أظهره وأعلِه، أي أعلِ ذكره بالاسم الذي يُذكرُ به، وبعض النحاة يقول: سمي اسمًا لأنه علا على المسمَّى؛ أو لأنه علا على قسيميه الفعل والحرف؛ وليس المراد به هذا، بل لأنه يُعلي المسمى فيظهر؛ ولهذا يقالُ: سمَّيته أي أعليته وأظهرته، فتجعل المعلى المظهر هو المسمى، وهذا إنما بحصل بالاسم. وما ليس له اسم فإنه لا يُذكر ولا يظهر ولا يعلو ذكره؛ بل هو كالشيء الخفي الذي لا يُعرفُ؛ ولهذا يقال:

(1/272)


الاسم دليل على المسمَّى، وعلمٌ على المسمَّى، ونحو ذلك. ولهذا كان أهل الإسلام الذين يذكرون أسماء الله، يعرفونه ويعبدونه ويحبونه ويذكرونه، ويظهرون ذكره. بخلاف الملاحدة الذين ينكرون أسماءه وتُعرِضُ قلوبهم عن معرفته وعبادته ومحبته وذكره1. ب- تعريف الاسم في اللغة: عُرّف الاسم بعدَّة تعريفات، نذكر منها: ا- الاسم: هو اللفظ الدَّلُّ على المسمَّى2 2- الاسم: هو القول الدال على المسمَّى3. 3- الاسم: حروف منظومة دالة على معنى، مفرد4 4- الاسم: قول يدل على مذكور يضاف إليه5 ج- الفرق بين "الاسم" و"المسمَّى" و"التَّسمية": يجب التفريق بين هذه الألفاظ الثلاثة؛ لأن منشأ الغلط في هذه المسألة من إطلاق هذه الألفاظ لغير معانيها التي لها، فلا يفصل النزاع إلا بتفصيل تلك المعاني، وتنزيل ألفاظها عليها6 ف "الاسم" هو: اللفظ الدال على المسمَّى. وأما "المسمى" فهو: الشيء الموجود في الأعيان أو الأذهان. __________ 1 مجموع الفتاوى 6/ 207-309 (باختصار) . 2 بدائع الفوائد 1/ 16. 3 مجموع الفتاوى 6/ 192. 4 المصدر السابق 6/ 189. 5 المصدر السابق 6/ 189. 6 بدائع الفوائد 1/ 16-17.

(1/273)


وأما "التسمية" فهي: فعل المُسمِّى ووضعه الاسم للمُسمَّى. كما أن التحلية عبارة عن فعل " المُحلى" ووضعه الحلية للتَّحلية. ولهذا تقول: سمَّيت هذا الشخص بهذا الاسم، كما تقول: حليته بهذه، التَّحلية، والحلية غير المحلَّى1 والتَّسمية: مصدر "سمَّى" "يُسِّي " "تسمية" فالتسمية نطق بالاسم وتكلُّمٌ به وليست هي الاسم نفسه2 فهنا ثلاث حقائق "اسم" و"فسمى" و"تسمية" ك"حلية" و"مُحلى" و"تحلية"، و"علامة" و"مُعْلَم" و"تعليم"، ولا سبيل إلى جعل لفظين منهما مترادفين على معنى واحد، لتباين حقائقها، وإذا جعلت الاسم هو المسمى، بطل واحد من هذه الثلاثة ولابدَّ3 د- هل الاسم هو المسمّى في اللغة؟ من خلال ما تقدم ذكره في الفقرة السابقة تبين لك الفرق بين "الاسم " و"المسمى" و"التسمية"، ولذلك ينبغي التنبيه على الحقائق التالية: ا- أن الاسم في أصل الوضع ليس هو المسمى4، وما قال نحويٌّ قط ولا عريٌّ إن الاسم هو المسمَّى. فالعرب يقولون: أجلٌ مسمَّى، ولا يقولون: أجلٌ اسمٌ. ويقولون: مسمَّى هذا الاسم كذا، ولا يقول أحد: اسمُ هذا الاسم كذا. __________ 1 بدائع الفوائد 1/ 16-17. 2 مجموع الفتاوى 6/ 195. 3 بدائع الفوائد 1/ 17. 4 بدائع الفوائد 1/ 16.

(1/274)


ويقولون: هذا الرجل مسمَّى بزيد، ولا يقولون: هذا الرجل اسمُ زيد!. ويقولون: باسم الله، ولا يقولون بمسمى الله1. 2- أن الاسم ليس هو المسمى وإن كان قد يراد به المسمى مع أنه في نفسه "اسم" وليس هو المسمى، ولكن يراد به المسمى، وذلك لأن الاسم يتناول اللفظ والمعنى المتصور في القلب، وقد يراد به مجرد اللفظ، وقد يراد به مجرد المعنى، فإنه من "الكلام"، والكلام اسم للفظ والمعنى وقد يراد به أحدهما2، وهذا يعني أن الاسم تارة يراد به المسمى، وتارة يراد به اللفظ الدّالُّ عليه. فإذا قلت: قال الله تعالى، واستوى الله على عرشه، وخلق الله السموات والأرض. فهذا المراد به المسمى نفسه. وإذا قلت: الله اسم عربي، والرحمن اسم عربي، والرحمن من أسماء الله، والرحمن وزنه فعلان، والرحمن مشتق من الرحمة، فالاسم هنا هو اللفظ الدال على المسمى3. 3- أن اسم هذه الألفاظ "ألف- سين- ميم" لا هو المسمى الذي هو الذات، ولا يُراد به المسمى الذي هو الذات، ولكن يراد به مسماه الذي هو الاسم، كأسماء الله الحسنى في قوله: {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} 45. 4- أن التسمية هي النطق بالاسم والتكلم به، وليست هي الاسم نفسه، __________ 1 المصدر السابق 1/ 17. 2 مجموع الفتاوى 6/ 209،210 3 شفاء العليل ص 277 4 الآية 180 من سورة الأعراف 5 مجموع الفتاوى 6/ 201

(1/275)


فيجب التفريق بين الاسم والتسمية، كما يجب التفريق بين الاسم والمسمى، فكل واحد من هذه الألفاظ له مدلوله الذي يختصُّ به. موقف المبتدعة من الجانب اللغويِّ: أولا: موقف الجهمية والمعتزلة: لم يغير الجهمية والمعتزلة شيئا من هذه المصطلحات، ولكنهم استغلوا الفرق بين الاسم والمسمى، فعبروا بلفظة "غير"، فقالوا "الاسم غير المسمى"، وهي كلمة حق أرادوا بها أمرا باطلا، فلفظة "غير" تحتمل وجهين، أحدهما حق، والآخر باطل. ا- أما الوجه الحق: فهو متعلق بالجانب اللغوي الذي يفصل بين الاسم والمسمى، فإن الأسماء التي هي الأقوال ليست نفسها هي المسمَّيات، وهذا لا ينازع فيه أحد من العقلاء1. وليس هذا هو مقصود الجهمية المعتزلة في قولهم: "الاسم غير المسمى". 2- وأما الوجه الباطل: أن الله كان، ولا اسم له، حتى خلق لنفسه اسما أو حتى سماه خلقه بأسماء من صنعهم، وهذا هو مراد الجهمية المعتزلة، فهم يقولون في أسماء الله إنها غيره، كما يقولون في كلام الله إنه غيره، ونحو ذلك. ومن أجل هذا المقصد الفاسد منع أهل السنة القول بأن "الاسم غير المسمى" دفعا للباطل الذي أراده هؤلاء. وسيأتي تفصيل قولهم في المطلب الثاني إن شاء الله. ثانيا: موقف الأشاعرة والماتريدية: اختلف صنيع هؤلاء عن صنيع أسلافهم المعتزلة، فقد غير هؤلاء في تلك __________ 1 مجموع الفتاوى 6/ 203.

(1/276)


المصطلحات وبدّلوا فيها ولم يجعلوها كما هي عليه، فقالوا: ا- باتِّحاد الاسم والمسمَّى: فلفظ "اسم" الذي هو"أ- س- م" جعلوه هو المسمى وقالوا باتحادهما. 2- جعلوا الأسماء هي التَّسميات: فالتسمية عندهم: هي الأقوال المؤلفة من الحروف فجعلوا التسمية هي الاسم، وجعلوا الاسم عين المسمَّى. وكلا الادعاءين باطل كما سبق بيانه عند الحديث عن الفرق بين الاسم والمسمى والتسمية. وسيأتي تفصيل قولهم في المطلب الثاني بإذن الله.

(1/277)


 المطلب الثاني: الجانب العَقَديُّ في المسألة

أولا: عرض الأقوال الواردة في مسألة الاسم والمسمى: الذي وقفت عليه من الأقوال في هذه المسألة ثمانية أقوال: أربعة منها لأهل السنة. وأربعة منها لأهل البدعة. وهذه الأقوال كما يلي: القول الأول: الإمساك عن القول في المسألة نفيا وإثباتا؛ فأسماء الله لا يُقالُ فيها: هي هو، ولا هي غيره. وهذا قول بعض أهل السنة1. القول الثاني: الاسم للمسمى. وهذا قوله أكثر أهل السنة2. القول الثالث: الاسم من المسمّى. وهذا قولٌ منقولٌ عن أبي بكر بن أبي، داود السجستاني3. __________ 1 مجموع الفتاوى 6/ 187 2 المصدرالسابق 6/ 187، شفاء العليل ص 277 3 شرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي 2/ 212

(1/278)


القول الرابع: الاسم هو المسمى (أي الاسم يُراد به المسمَّى) . وهذا قول بعض أهل السنة1. القول الخامس: الاسم عين المسمى (أي القول باتحاد الاسم والمسمى) . وهذا قول الأشاعرة والماتريدية2. القول السادس: الاسم تارة يكون هو المسمى، وتارة يكون الاسم غير المسمى، وتارة لا يكون الاسم هوالمسمى ولا غيره. وهذا القول المشهور عن أبي الحسن الأشعري3. القول السابع: الاسم غير المسمى. وهذا قول الجهمية والمعتزلة والخوارج، وكثير من المرجئة وكثير من الزيدية4. القول الثامن: أسماء البارئ لا هي البارئ ولا هي غيره. وهذا قول لبعض الكلابية5. __________ 1 مجموع الفتاوى 6/ 187، 188. 2 مجموع الفتاوى 6/ 188، أصول الدين للبغدادي ص114، 115، تبصرة الأدلة ص 198. 3 مجموع الفتاوى 6/ 188 المواقف للإيجي ص 133 4 مجموع الفتاوى 6/ 186، مقالات الإسلاميين ص 172. 5 مقالات الإسلاميين ص 172، مجموع الفتاوى 6/ 189

(1/279)


ثانيا: أصل المسألة وأساسها: لتوضيح الجانب العقدي في مسألة "الاسم والمسمى" يحسن: أولا: التعرف على أصل المسألة، أساسها الذي تعود إليه، فهذا يعين من جهة على تصور المسألة وفهمها، ويعين من جهة أخرى على معرفة غاية كل طائفة من قولها ومراميها وأهدافها التي تسعى إليها من وراء قولها في المسألة. فأصل هذه المسألة هو مسألة "صفات الله تعالى" فقول كل فريق مبنيٌّ على قوله في صفات الله تعالى على وجه العموم، وفي "صفة الكلام" على وجه الخصوص. فلمسألة "الاسم والمسمى" ارتباطٌ وثيقٌ بمسألة "صفة الكلام"، وفي ذلك يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: "إن القول في أسماء الله هو نوع من القول في كلام الله"1. ولذلك سأعرض لك أقوال من له قول في هذه المسألة في كل من "مسألة الصفات"، و"مسألة صفة الكلام"، وذلك على وجه الإجمال لتتصور خلفية كل فريق وقوله في المسألتين قبل تفصيل الأقوال في مسألة الاسم والمسمى. أما أقوالهم في مسألة الصفات فهي، كما يلي: ا- قول أهل السنة والجماعة: إنهم يصفون الله بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل، ولا تكييف ولا تمثيل، إثباتٌ بلا تمثيل، وتنزيه بلا تعطيل، فقولهم في الصفات مبنيٌّ على أصلين: أحدهما: أن الله سبحانه وتعالى منزهٌ عن صفات النقص مطلقا؛ كالسِّنة، __________ 1 مجموع الفتاوى 6/ 186.

(1/280)


والنَّوم، والعجز، والجهل، وغير ذلك. والثاني: أنه متصفا بصفات الكمال التي لا نقص فيها، على وجه الاختصاص بما له من الصفات، فلا يماثله شيءٌ من المخلوقات في شيء من الصفات1. 2- قول الجهمية والمعتزلة: الجهمية والمعتزلة ينفون جميع الصفات عن الله عز وجل، ولا يثبتون له صفة من الصفات التي أثبتها لنفسه في كتابه، أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم. 3- قول الكلابية وقدماء الأشاعرة: الكلابية والمتقدمون من الأشاعرة كأبي الحسن الأشعري في طوره الثاني، والباقلاني، وابن فورك، يثبتون جميع الصفات ما عدا الأفعال الاختيارية، فإنهم ينفونها. 4- الأشاعرة المتأخرون والماتريدية: يثبتون سبع صفات هي: الحياة، العلم، القدرة، 1لإرادة، السمع، البصر، الكلام، وينفون ما عداها من الصفات. وأما أقوالهم في "مسألة صفة الكلام" فهي كما يلي: ا- قول أهل السنة والجماعة: اتفق قول أهل السنة والجماعة على إثبات صفة الكلام لله تعالى، وأن الله يتكلم بمشيئته متى شاء كيف شاء، وكلامه بحرف وصوت مسموعين على الوجه اللائق بجلاله وعظمته. وصفة الكلام صفة ذاتية وفعلية باعتبارين؛ فإنه باعتبار أصله ونوعه صفة ذاتية؛ لأن الله لم يزل ولا يزال متكلِّما. __________ 1 منهاج السنة 2/523.

(1/281)


وباعتبار آحاد الكلام صفة فعلية؛ لأن الكلام يتعلق بمشيئته تعالى متى شاء وبما شاء1. 2- قول الجهمية والمعتزلة: يقولون: إن الله تعالى لا يقوم به شيءٌ من الصفات: لا حياة ولا علم، ولا قدرة، ولا كلام، ولا غير ذلك، وإن كلامه مخلوق، ومن بعض مخلوقاته، خلقه كما خلق السموات والأرض. خارجا عن ذاته، وأنه خلقه في بعض الأجسام، وابتداؤه من ذلك الجسم لا من لله2. وهذا المذهب هو من فروع ذلك الأصل الباطل المخالف لجميع كتب الله ورسله، ولصريح المعقول والفطر، من جحد صفات الرب وتعطيل حقائق أسمائه ونفي قيام الأفعال به، فلما أصَّلوا أنه لا يقوم به وصفٌ ولا فعلٌ، كان من فروع هذا الأصل أنه لم يتكلم بالقرآن ولا بغيره، وأن القرآن مخلوق3، وأن أسماءه مخلوقةٌ. 3- قول الكلابية: إن كلام الله معنى قائم بالنفس، وهو الكلام النفسي، وهو قديم بقِدَمِه تعالى، ولازم لذاته كلزوم الحياة والعلم، غير متعلق بمشيئته وقدرته، وأنه لا يسمَع على الحقيقة، والحروف والأصوات حكايةٌ له دالةٌ عليه، وهي مخلوقةٌ4. __________ 1 مختصر الصواعق المرسلة 2/ 293، شرح العقيدة الطحاوية ص 180، العقيدة السلفية في كلام ربِّ البرية ص 63 2 مختصر الصواعق المرسلة 2/ 288، 289، شرح العقيدة الطحاوية ص 180، العقيدة السلفية في كلام رب البرية ص 277 3 مختصر الصواعق 2/ 290. 4 مختصر الصواعق 2/290، 291، شرح الطحاوية ص 180، العقيدة السلفية في كلام رب البرية ص 7.

(1/282)


4- قول الأشاعرة والماتريدية: يقولون إن كلام الله معنى نفسي قائم بذات الرب، وهو صفة أزلية قديمة قِدَم الذات الإلهية، وإنه واحدٌ لا يتجزأ ولا يتبعض وهو التوراة والإنجيل والقرآن، وليس بحرف ولا صوت، وإن الألفاظ عبارة عنه، وهي خلقٌ من المخلوقات1. والفرق بينهم وبين الكلابية؛ أن الكلابية يقولون بأن الحروف والأصوات حكاية لكلام الله ودالةٌ عليه. والأشاعرة والماتريدية يقولون إنها عبارة، ولا يسمونها حكاية2. كما أن الكلابية يقولون: هو معانٍ متعددة في نفسها، فهو عندهم أربع معان، وهي الأمر، والنهي، والخبر، والاستفهام. وأما الأشاعرة فيقولون: هو معنى واحدٌ بالعين لا ينقسم ولا يتبعض3. ثالثا: تفصيل الأقوال في مسألة الاسم والمسمَّى: أولا: قول أهل السنة والجماعة: يثبت أهل السنة والجماعة الصفات لله حقيقة، ويؤمنون بأن الله متصفا بصفة الكلام حقيقة، وهم لذلك يؤمنون بأن الله سمى نفسه وتكلم بهذه الأسماء، وأن هذه الأسماء ليست من وضع البشر، وليست مخلوقة، وكذلك هي دالة على الصفات حقيقة. __________ 1 مختصر الصواعق 2/ 291، 292، شرح العقيدة الطحاوية ص 180، العقيدة السلفية في كلام رب البرية ص 278، 279 2 مختصر الصواعق 2/ 291 3 المصدر السابق 2/ 329.

(1/283)


ويؤمنون بأن أسماء الله الحسنى التي في القرآن من كلامه عز وجل، وكلامه غير مخلوق، ولذلك يقولون: إذا كان القرآن كلامه وهو صفة من صفاته، فهو متضمن لأسمائه الحسنى، فإذا كان القرآن غير مخلوق ولا يقال: إنه غير الله، فكيف يقال إن بعض ما تضمنه وهو أسماؤه مخلوقة وهي غيره1. وقد اتَّفق قول أهل السنة في الرد على من زعم بأن أسماء الله مخلوقة وقال بأن الاسم غير المسمى. ولذلك كان معروفا عند أئمة أهل السنة مثل الإمام أحمد وغيره إنكارهم على الجهمية الذين يقولون: أسماء الله مخلوقة، فيقولون الاسم غير المسمى، وأسماء الله غيره، وما كان غيره فهو مخلوق2. قال الإمام أحمد رحمه الله: "لسنا نَشُكُّ أن أسماء الله عز وجل غير مخلوقة؛ لسنا نشك أن علم الله غير مخلوق، فالقرآن من علم الله وفيه أسماء الله، فلا نشك أنه غير مخلوق، وهو كلام الله عز وجل، لم يزل متكلما به"3. وقال: "من زعم أن أسماء الله مخلوقة فهوكافر"4. وقال إسحاق بن راهويه: "أفضوا إلى أن قالوا: أسماء الله مخلوقة؛ لأنه كان ولا اسم، وهذا الكفر المحض"5. ويروى عن الشافعي والأصمعي وغيرهما أنه قال: "إذا سمعت الرجل يقول: الاسم غير المسمى، فاشهد عليه بالزندقة"6. __________ 1 بدائع الفوائد 1/ 18. 2 مجموع الفتاوى 6/ 185، 186. 3 الإبانة ص 75. 4 شرح أصول اعتقاد أهل السنة 2/ 214 رقم 351، 352. 5 شرح أصول اعتقاد أهل السنة 2/ 214 رقم 351، 352 6 مجموع الفتاوى 6/187، شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة 2/211، 212.

(1/284)


فهذا هو موقف أهل السنة والجماعة من أصل المسألة ومن دعوى من قال بأن أسماء الله مخلوقة وأطلق القول بأن "الاسم غير المسمى". أما موقفهم من القول نفسه- أي هل يُقالُ: الاسم هو المسمى أو غير المسمى، وغير ذلك من الألفاظ-. فلأهل السنة والجماعة تجاه ذلك أربعة مواقف، متفقة جميعًا في مضمونها وإن اختلفت في ألفاظها وتعبيراتها، وهذه المواقف هي: الموقف الأول: الإمساك عن القول في المسألة نفيا وإثباتا، فلا يقال: "الاسم هو المسمى"، ولا يُقال: "الاسم غير المسمى". إذ إن كلا الإطلاقين بدعة1 فلم يعرف عن أحد من السلف أنه قال: الاسم هو المسمى؛ بل هذا قاله كثير من المنتسبين إلى السنة بعد الأئمة. والقول بأن "الاسم غير المسمى" هو قول الجهمية والمعتزلة. وهذا القول ذكره الخلال عن إبراهيم الحربي وغيره، وذكره أبو جعفر الطبري في الجزء الذي سمَّاه صريح السنة2، حيث قال: "وأما القول في الاسم أهو المسمى أم غير المسمى، فإنه من الحماقات الحادثة التي لا أثر فيها فيُتَّبغ، ولا قول من إمام فيُستَمغ، فالخوض فيها شينٌ، والصمتُ عنه زينٌ، وحسب المرء من العلم به والقول فيه أن ينتهي إلى قول الله عز وجل ثناؤه الصادق وهو قوله: {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيّاً مَا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} ، وقوله تعالى: {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} 3. __________ 1 مجموع الفتاوى 6/ 187 2 مجموع الفتاوى 6/ 187 3 صريح السنة ص 26، 27، تحقيق بدر يوسف المعتوق

(1/285)


قال شيخ الإسلام ابن تيمية بعد أن أورد كلام الطبري السابق: "وهذا هو القول بأن الاسم للمسمى"1؛ وهذا التعليق من شيخ الإسلام لعل مراده منه أن يبتن أن ما نقل عن بعض علماء أهل السنة من الإمساك في المسألة نفيا وإثباتا، لا يتعارض مع ما نقل عن البعض الآخر من قول في المسألة، فأهل السنة يمسكون عن الأقوال المحدثة المبتدعة، لاستغنائهم بالألفاظ الشرعية من جهة، ولأن الألفاظ البدعية تجرُّ إلى محاذير فاسدة. فسكوتهم إنما كان عن الألفاظ البدعية لا عن الألفاظ الشرعية، ويؤكد هذا الفهم ما نقل عن الإمام أحمد في المسألة، فقد ذكر القاضي ابن أبي يعلى أن الإمام أحمد كان يشقُّ عليه الكلام في "الاسم والمسمى" ويقول: هذا كلام محدث، ولا يقول: الاسم غير المسمى، ولا هو هو، ولكن يقول الاسم للمسمَّى اتباعا لقوله تعالى: {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} 2. فالذي يظهر لي والله أعلم أن الموقف الأول هو تتميمٌ للموقف الثاني، فلا يقال: "الاسم غير المسمى"، ولا "الاسم هو المسمى" ولكن يقال: "الاسم للمسمى" لأن النصوص دلت على ذلك. الموقف الثاني: الاسم للمسمى: وهذا قول أكثر المنتسبين إلى السنة من أصحاب الإمام أحمد وغيره3. وهذا الذي دلت عليه النصوص. __________ 1 مجموع الفتاوى 6/ 187. 2 طبقات الحنابلة 2/ 270 3 مجموع الفتاوى 6/ 187، 206، 207، شفاء العليل ص 277.

(1/286)


قال تعالى: {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} 1. وقال تعالى: {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} 2. وقال تعالى: {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيّاً مَا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} 3. وقال تعالى: {لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} 4. وقوله صلى الله عليه وسلم: "إن لله تسعة وتسعين اسما" 5. قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وأما الذين يقولون: "الاسم للمسمى" كما يقوله أكثر أهل السنة فهؤلاء وافقوا الكتاب والسنة والمعقول"6. قال ابن القيم: "والاسم للمسمى ولا يقال غيره"7. الموقف الثالث: الاسم من المسمى: قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "كان في كلام الإمام أحمد أن هذا الاسم من أسمائه الخسنى، وتارة يقول: الأسماء الحسنى له"8. وهذا القول أيضا لأبي بكر بن أبي داود السجستاني. وقد ذكره اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة، حيث قال: "أخبرنا أحمد بن محمد بن عمران، عن أبي بكر بن أبي داود السجستاني، __________ 1 الآية 185 من سورة الأعراف 2 الآية 8 من سورة طه 3 الآية 110 من سورة الإسراء 4 الآية 24 من سورة الحشر 5 متفق عليه. 6 مجموع الفتاوى 6/ 206، 207 7 شفاء العليل ص 277. 8 مجموع الفتاوى 6/ 198.

(1/287)


قال: من زعم أن الاسم غير المسمى فقد زعم أن الله غير الله، وأبطل في ذلك؛ لأن الاسم غير المسمى في المخلوقين لأن الرجل يسمَّى محمودٌ وهو مذمومٌ، ويسمى قاسم ولم يقسم شيئا قط. إنما الله جل ثناؤه واسمه منه، ولا نقول: اسمه هو، بل نقول: اسمه منه"1. ومقصوده أن الله هو المسمي نفسه بأسمائه الحسنى، وأن لها معانيَ دالة عليها، وهذا هو معتقد أهل السنة في أسماء الله كما تقدم ذكره. وهو يريد بذلك الرد على المعتزلة في، زعمهم أن الصِّفات لا تقوم بالذَّات، وأن الأسماء لاتدلُّ على الصفات. الموقف الرابع: الاسم هو المسمى: وهذا قاله كثير من المنتسبين إلى السُّنة بعد الأئمة، وإن كان قد أنكره أكثر أهل السنة عليهم2. وممن قال به اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة3. والسجزي في رسالته إلى أهل زبيد4، والأصبهاني، في الحجَّة في بيان المحجَّة5، والبغوي صاحب شرح السنة، وغيرهم6. وهؤلاء جعلوا الاسم ليس هو اللفظ، بل هو المراد باللفظ "أي المسمى" فهم يقولون: إنك إذا قلت: يا زيد! يا عمر! فليس مرادك دعاء اللفظ، بل __________ 1 2/212 2 مجموع الفتاوى 6/187، 188 3 2/204 4 ص 179. 5 2/ 187، 189. 6 مجمرع الفتاوى 6/ 188

(1/288)


مرادك دعاء المسمى باللفظ، وذكرت الاسم، فصار المراد بالاسم هو المسمى. فهؤلاء نظروا إلى المسألة من جهة أن أسماء الأشياء إذا ذُكِرَت في الكلام المؤلف فإنما المقصود هو المسميات، فقالوا: " الاسم هو المسمى" أي يراد به المسمى. وهذا لا ريب فيه، فإنه إذا أخبر عن الأشياء فَذُكِرَت أسماؤها فقيل مثلا: "محمدٌ رسول الله وخاتم النبيين، وكلَّم الله موسى تكليما، فليس المراد أن هذا اللفظ هو الرسول، وهو الذي كلمه الله، وكذلك إذا قيل: جاء زيد، واشهد على عمرو، وفلانٌ عدلٌ، ونحو ذلك، فإنما تُذكر الأسماء ويُراد بها المسميات"1. ثانيا: أقوال المبتدعة في المسألة: القول الخامس: الاسم عين المسمى: وهو قول الأشاعرة والماتريدية. وهؤلاء وإن وافقوا السلف على أن كلامه غير مخلوق وأسماءه غير مخلوقة، لكنهم يقولون: إن الكلام والأسماء من صفات ذاته، لكنه لا يتكلَّم ولا يسمَّي نفسه بمشيئته وقدرته2، فهم جميعا ينكرون صفات الأفعال الاختيارية، وبالتالي هم وإن أثبتوا صفة الكلام لله عز وجل لكنهم لا يثبتونها على الحقيقة. فهم يقولون في كلام الله: هو الكلام النفسي (أي المعنى القائم بالنفس) __________ 1 المصدر السابق 6/ 188-189 "بتصرف". 2 مجموع الفتاوى 6/ 186

(1/289)


فهو عندهم: معنى واحد قائم بذاته، غير مخلوق؛ صفة من صفاته غير بائن منه، لم يزل موصوفا به، ليس بحرف ولا صوت وليس هوبلغة، ولا يتجزأ ولا ينقسم ولا يتفاضل، ولا يتعلق بمشيئة الله واختياره، وأن الله يفهمه من يشاء بعبارات مخلوقة تدل عليه، فعبارة القرآن بالعربية، والتوراة بالعبرية، والإنجيل بالسريانية، وهي عبارات عن، الكلام النفسي الحقيقي ودلالات عليه، وهي جميعا بمعنى واحد، فمعنى القرآن هو معنى التوراة والإنجيل وغير ذلك من كلام الله، وتكليم الله لمن، كلمه من عباده إنما هو خلق إدراك ذلك المعنى لهم فالقرآن والتوراة والإنجيل بألفاظها وحروفها مخلوقة، وهي دلالات على الكلام النفسي، خلقها الله في شيء. وقالوا في القرآن العربي؛ خلقه الله في اللوح المحفوظ، وهذا هو الأشهر عن المتأخرين، ومنهم من قال: خلقه في، الهواء، فأخذه جبريل عليه السلام، ومنهم من قال: بل إن الله أفهم جبريل المعنى فعبر عنه جبريل بقوله، فالقرآن قول جبريل عليه السلام، ومنهم من قال: بل هو عبارة محمد صلى الله عليه وسلم1. فهؤلاء ينكرون أن الله يتكلم حقيقة بحرف وصوت مسموعين، وينكرون أن الله يتكلم بمشيئته واختياره أي متى شاء تكلم ومتى شاء لم يتكلم، وينكرون تكليم الله لمن شاء من ملائكته ورسله "وهم بذلك وافقوا الجهمية والمعتزلة في أصل قولهم: إنه متكلم بكلام لا يقوم بنفسه ومشيئته وقدرته، وإنه لا تقوم به الأمور الاختيارية"2. وبالتالي فإن عقيدة هؤلاء في كلام الله جرتهم إلى إدخال أسمائه الحسنى __________ 1 العقيدة السلفية في كلام رب البرية ص 343-344. 2 مجموع الفتاوى 12/ 594.

(1/290)


فالعرب تفرق بين الاسم والمسمى، وهؤلاء يقولون باتحاد الاسم والمسمى. ف "زيد" اسم علم بلا نزاع، فإذا سٌمِّي أحد به لم يكن هو عين المسمى، إنما هو اللفظ الدال عليه، وإطلاق هذا اللفظ على زيد هوتسميته به1. فهم ادعوا أن لفظ الاسم الذي هو "ألف- سين- ميم": هو في الأصل ذات الشيء، ولكن التسمية سٌمِّيت اسما لدلالتها على ذات الشيء، تسمية للدال باسم المدلول، كتسمية المقدور قدرة. وليس الأمر كذلك، بل التسمية مصدر سمى يسمي تسمية، والتسمية: نطق بالاسم وتكلم به، ليست هي الاسم نفسه، وأسماء الأشياء هي الألفاظ الدالة عليها، وليست هي أعيان الأشياء، وأما تسمية المقدور قدرة فهو من باب تسمية المفعول باسم المصدر، وهذا كثيرٌ شائع في اللغة، كقولهم للمخلوق: خلق، وقولهم: درهم ضرب الأمير، أي: مضروب الأمير، ونظائره كثيرةٌ2. فخلاصة دعوى هؤلاء تقوم على أمربن: ا- أن لفظ "اسم" الذي هو "ألفا- سين- ميم" معناه: ذات الشيء ونفسه. 2- وأن الأسماء التي هي الأسماء: مثل: "زيد وعمرو" هي التسميات وليسمت هي أسماء المسميات. وكلاهما باطل مخالف لما يعلمه جميع الناس من جميع الأمم ولما يقولونه؛ فإنهم يقولون: إن "زيدا وعمرا" ونحو ذلك هي أسماء الناس. __________ 1 مجموع الفتاوى 6/ 195، العقيدة السلفية في كلام رب البرية ص 398-399 2 مجموع الفتاوى 6/ 195.

(1/292)


و"التسمية": جعل الشيء اسما لغيره، هي مصدر "سميته، تسمية" إذا جعلت له اسما. و"الاسم" القول الدال على المسمى،. ليس الاسم الذي هو لفظ "اسم" أي: "ألف- سين- ميم" هو "المسمى"؛ بل قد يُراد به المسمى؛ لأنه حكم عليه ودليل عليه، وهم تكلَّفوا هذا التكلف ليقولوا: إن اسم الله غير مخلوق، ومرادهم أن الله غير مخلوق، وهذا مما لا تنازع فيه الجهمية والمعتزلة. وبالتالي هم وافقوا الجهمية والمعتزلة في المعنى، ووافقوا قول من قال من أهل السنة: "الاسم هوالمسمى" في اللفط فقط1. ولقد أنكر قولهم جمهور الناس من أهل السنة وغيرهم2 حتى بعض كبار الأشاعرة كالغزالي والرازي، فالغزالي يقول: "والحق أن الاسم غير التسمية وغير المسمى، وأن هذه الثلاثة أسماء متباينة غير مترادفة"3. وقال الرازي: "المشهور من قول أصحابنا رحمهم الله تعالى أن الاسم نفس المسمى وغير التسمية، وقالت المعتزلة إنه غير التسمية وغير المسمى، واختيار الشيخ الغزالي أن الاسم والمسمى والتسمية أمور ثلاثة متباينة هو الحق عندي"4. وقد أورد الرازي بعض حججهم ورد عليها، وبعض ردوده وفق الطريقة الكلامية فلا تخلو من مخالفات، وأحسن من، تصدى لشبههم ورد عليها شيخ الإسلام ابن تيمية، وسأورد لك بعض ما تمسكوا به من شواهد- وإن كانت في __________ 1 مجموع الفتاوى 6/ 192. 2 مجموع الفتاوى 6/ 191. 3 المقصد الأسنى في شرح الأسماء الحسنى ص 7. 4 لوامع البينات ص 21.

(1/293)


الحقيقة حجة عليهم- وأذكر رد شيخ الإسلام لها. الحجة الأولى: قوله تعالى: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى} 1. وقوله: {تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالأِكْرَامِ} 2. وقوله: {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ} 3. ووجه الاستدلال: أنه أمر بتسبيح اسم الله تعالى، ودل العقل على أن المسبّح هو الله تعالى لا غيره، وهذا يقتضي أن اسم الله تعالى هو هو لا غيره4. الرد عليهم: احتجاجهم بقوله: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى} ، وأن المراد سبح ربك الأعلى، وكذلك قوله: {تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالأِكْرَامِ} ، وما أشبه ذلك. فهذا للناس فيه قولان معروفان: وكلاهما حجة عليهم: القول الأول: منهم من قال: " الاسم " هنا صلة والمراد سبّح ربك وتبارك ربك. وإذا قيل: هو صلة زائد لا معنى له؛ فيبطل قولهم: إن مدلول لفظ اسم "ألف- سين- ميم" هو المسمى، فإنه لو كان له مدلول مراد لم يكن صلة. ومن قال: إنه هو المسمى وإنه صلة، فقد تناقض؛ فإن الذي يقول: هو __________ 1 الآية امن سورة الأعلى. 2 الآية 78 من سورة الرحمن. 3 الآية 74 من سورة الواقعة. 4 لوامع البينات للرازي ص 24.

(1/294)


صلة لا يجعل له معنى؛ كما يقوله من يقول ذلك في الحروف الزائدة التي تجيء للتوكيد، كقوله: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ} وقوله: {قَالَ عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ} 2. والقول الثا ني: إنه ليس بصلة، بل المراد تسبيح الاسم نفسه، وهذا مناقض لقولهم مناقضة ظاهرة. و"التحقيق" أنه ليس بصل، بل أمر الله بتسبيح اسمه، كما أمر بذكر اسمه، والمقصود بتسبيحه وذكره هو: ا- إما تسبيح المسمى وذكره، فإن المسبح والذاكر إنما يسبح اسمه ويذكر اسمه، فيقول: "سبحان ربي الأعلى" فهو نطق بلفظ ربِّيَ الأعلى، والمراد هو المسمى بهذا اللفظ، فتسبيح الاسم هو تسبيح المسمى، فقول {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى} أي قل: سبحان ربيَ الأعلى. وإلى هذا ذهب جماعة من الصحابة، وفي الحديث عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى} فقال: "سبحان ربي الأعلى" 3. وحديث عقبة بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لما نزل {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ} قال: "اجعلوها في ركوعكم"، ولما نزل: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى} قال: "اجعلوها في سجودكم"4. __________ 1 الآية 159 من سورة ال عمران 2 الآية 40 من سورة المؤمنون 3 أخرجه الإمام أحمد في المسند (1/ 232) . 4 أخرجه أبوداود في سننه 1/542 ح 869، وابن ماجه في سننه 1/160 ح 872.

(1/295)


والمراد بذلك أن يقولوا في الركوع: سبحان ربي العظيم، وفي السجود: سبحان ربي الأعلى، فالذي يقول: سبحان الله، وسبحان ربنا، إنما نطق بالاسم الذي هو "الله"، والذي هو "ربنا" فتسبيحه إنما وقع على الاسم ولكن مراده هو المسمى، فهذا يبين أنه ينطق باسم المسمى والمراد المسمى. وهذا لا ريب فيه، لكن هذا لا يدل على أن لفظ اسم الذي هو "ألف- سين- ميم)) يُراد به المسمى. ولكن يدل على أن "أسماء الله" مثل "الله" و"ربنا" و"ربي الأعلى" ونحو ذلك يراد بها المسمى، مع أنها هي في نفسها ليست هي المسمى، لكن يُراد بها المسمى. 2- وإما أن يكون المقصود بتسبيحه تسبيح الاسم. ومن جعله تسبيحا للاسم يقول: المعنى: إنك لا تُسمِّ به غير الله، ولا تلحد في أسمائه، فهذا ما يستحقه اسم الله. ولكن هذا تابع للمراد بالآية وليس هو المقصود بها القصد الأول. وقد ذكر الأقوال الثلاثة غير واحد من المفسرين1. وأما قوله: {تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالأِكْرَامِ} فالجواب فيها: أولا: أن الآية فيها قراءتان: أ- فالأكثرون يقرأون "ذي الجلال"، فالربُّ المسمى هو ذو الجلال والإكرام. ب- وقرأ ابن عامر: "ذو الجلال والإكرام"، وكذلك هي في المصحف الشامى، وفي مصاحف أهل الحجاز والعراق هي بالياء. وأما قوله: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالأِكْرَامِ} 2 فهي بالواو __________ 1 مجموع الفتاوى 6/ 199، 201 "بتصرف" 2 الآية 27 من سورة الرحمن.

(1/296)


باتفاقهم. ثانيا: أن "تبارك" تفاعل من البركة، والمعنى أن البركة تُكتسب وتُنال بذكر اسمه؛ فلو كان لفظ الاسم معناه المسمى لكان يكفي قوله "تبارك ربك" فإن نفس الاسم عندهم هو نفس الرب؛ فكان هذا تكريرا. وقد قال بعض الناس: إن ذكر الاسم هنا صلة، والمراد تبارك ربُّك؛ ليس المراد الإخبار عن اسمه بأنه تبارك، وهذا غلط، فإنه على هذا يكون قول المصلِّي "تبارك اسمك" أي: تباركت أنت، ونفس أسماء الرب لا بركة فيها. ومعلوم أن نفس أسمائه مباركة وبركتها من جهة دلالتها على المسمى. ولهذا فرّقت الشريعة بين ما يُذكر اسم الله عليه، وما لا يُذكر اسم الله عليه في مثل قوله: {فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ بِآياتِهِ مُؤْمِنِينَ} وقوله: {وَمَا لَكُمْ أَلاَّ تَأْكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ} وقوله: {وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ} 3. الحجة الثانية: قوله تعالى: {مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ} 4 ووجه استدلالهم: أن الله أخبر أنهم عبدوا الأسماء، والقوم ما عبدوا إلا تلك الذوات، فهذا يدل على أن الاسم هو المسمى5. __________ 1 الآية 118 من سورة الأنعام 2 الآية 119 من سورة الأنعام 3 الآية 4 من سورة المائدة 4 الآية 40 من سورة يوسف 5 لوامع البينات ص 24.

(1/297)


والرد عليهم: أنه ليس المراد كما ذكروه: أنكم تعبدون الأوثان المسماة، فإن هذا هم معترفون به، والرب تعالى نفى ما كانوا يعتقدونه، وأثبت ضده، ولكن المراد أنهم سموها آلهة، واعتقدوا ثبوت الإلية فيها، وليس فيها شيء من الإلهية، فإذا عبدوها معتقدين إلهيتها مسمين لها آلهة لم يكونوا قد عبدوا إلا أسماء ابتدعوها هم، ما أنزل الله بها من سلطان؛ لأن الله لم يأمر بعبادة هذه ولا جعلها آلهة، كما قال: {وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ} 1، فتكون عبادتهم لما تصوّروه في أنفسهم من معنى الإلهية وعبروا عنها بألسنتهم، وذلك أمر موجود في أذهانهم وألسنتهم لا حقيقة له في الخارج2، فما عبدوا إلا هذه الأسماء، التي تصوروها في أذهانهم، وعبّروا عن معانيها بألسنتهم؛ وهم لم يقصدوا عبادة الصّنم إلا لكونه إلاها عندهم، وإلاهيته هي في أنفسهم لا في الخارج، فما عبدوا في الحقيقة إلا ذلك الخيال __________ 1 الآية 45 من سورة الرخرف. 2 الشيء له أربعة مراتب: المرتبة الأولى: مرتبة في الأعيان والمراد. بها وجوده العيني. والمرتبة الثانية: مرتبة في الأذهان، والمراد. بها وجوده الذهني. والمرتبة الثالثة: مرتبة في اللسان، والمراد بها وجوده اللفظي. والمرتبة الرابعة: مرتبة في الخط، والمراد بها وجوده الرسمي. وهذه المراتب الأربعة تظهر في الأعيان القائمة بنفسها "كالشمس" مثلا، وفي أكثر الأعراض أيضا، كالألوان وغيرها، وتارة تتحد مرتبتان كالعلم، فإن وجوده الخارجي مماثل لوجوده الذهني، وكالكلام فقد اتحدت فيه المرتبتان الخارجية واللفظية. انظر: مختصر الصواعق 2/ 304، 305.

(1/298)


الفاسد الذي عبّر عنه. ولهذا قال في الآية الأخرى: {وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ قُلْ سَمُّوهُمْ أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي الأَرْضِ أَمْ بِظَاهِرٍ مِنَ الْقَوْلِ} يقول: سموهم بالأسماء التي يستحقونها، هل هي خالقة رازقة محيية مميتة، أم هي مخلوقة لا تملك ضرًا ولا نفعًا؛ فإذا سموها فوصفوها بما تستحقه من الصفات تبين ضلالهم. قال تعالى: {أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي الأَرْضِ} ، وما لا يعلم أنه موجود فهو باطل لا حقيقة له، ولو كان موجودا لعلمه موجودا {أَمْ بِظَاهِرٍ مِنَ الْقَوْلِ} أم بقول ظاهر باللسان لاحقيقة له في القلب، بل هوكذب وبهتان2. وقال الرازي- وهو من كبار الأشاعرة- في معرض رده لحجة الأشاعرة هذه: "إن الآية تدل على أن اسم الإله كان حاصلا في حق الأصنام، ومسمى الإله ما كان حاصلا في حقهم، وهذا يوجب المغايرة بين الاسم والمسمى، ويدل على أن الاسم غير المسمى. ثم نقول: المراد بالآية أن تسمية الصنم بالإله كان اسما بلا مسمى، كمن يسمي نفسه باسم السلطان وكان في غاية القلة والذلة، فإنه يقال: إنه ليس له من السلطنة إلا الاسم، فكذا هنا"3. الحجة الثالثة: احتجوا بقوله تعالى: {نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيَى} 4 ثم قال: {يَا يَحْيَى خُذِ __________ 1 الآية 33 من سورة الرَّعد. 2 مجموع الفتاوى 6/ 194، 195. 3 لوامع البينات ص 28، 29 4 الآية 7 من سورة مريم.

(1/299)


الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ} 1، فنادى الاسم وهو المسمى2. الرد عليهم: إن الاسم الذي هو يحيى هو هذا اللفظ المؤلف من "ياء" و"حاء" و"ياء" هذا هو اسمه، ليس اسمه هو ذاته، بل هذا مكابرة. ثم لما ناداه فقال: {يَا يَحْيَى} ، فالمقصود المراد بنداء الاسم هو نداء المسمى؛ لم يقصد نداء اللفظ، لكن المتكلم لا يمكنه نداء الشخص المنادى إلا بذكر اسمه وندائه، فيعرف حينئذ أن قصده نداء الشخص المسمى، وهذا من فائدة اللغات، وقد يدعى بالإشارة، وليست الحركة هي ذاته، ولكن هي دليل على ذاته3. وهؤلاء اقتصروا على أن أسماء الشيء؛ إذا ذُكرت في الكلام فالمراد بها المسميات- كما ذكروه في قوله: {يَا يَحْيَى} ، ونحو ذلك لكان ذلك معنى واضحا لا ينازعه فيه من فهمه، ولكن لم يقتصروا على ذلك، ولهذا أنكر قولهم جمهور الناس من أهل السنة وغيرهم لما في قولهم من الأمور الباطلة كما تقدم ذكره4. الحجة الرابعة: المتمسك بقول لبيد: إلى الحَوْلِ ثم اسم السَّلام عليكما ... ومن يبكِ حولا كاملا فقد اعتذر ووجه استشهادهم: أنه أراد باسم السلام نفس السلام، وهذا يقتضي أن __________ 1 الآية 12 من سورة مريم. 2 مجموع الفتاوى 6/ 190. 3 المصدر السابق 6/ 192، 193 4 المصدر السابق 6/ 191.

(1/300)


يكون الاسم نفس المسمى1. الرد عليهم: ما ذكروه من قول لبيد مراده ثم النُّطق بهذا الاسم وذكره وهو التسليم المقصود، وكأنه قال: ثم سلام عليكم، ليس مراده أن السلام يحصل عليهما بدون أن ينطق به ويذكر اسمه، فإن اسم السلام قولٌ؛ فإن لم ينطق به ناطق ويذكره لم يحصل2. الحجة الخامسة: التمسك بقول سيبويه: "الأفعال أمثلة أ: أُخِذت من لفظ أحداث الأسماء"؛ ومن المعلوم أن الأحداث التي هي المصادر صادرة عن المسميات لا عن الألفاظ، فدلَّ هذا على أن قوله من أحداث لفظ الأسماء، أي من لفظ أحداث المسميات3. الرد عليهم: إن هذا لا حجة فيه؛ لأن سيبويه مقصوده بذكر الاسم والفعل ونحو ذلك الألفاظ، وهذا اصطلاح النحويين، سمُّوا الألفاظ بأسماء معانيها؛ فسموا "قام ويقومُ وقُم" فعلا؛ والفعل هو نفس الحركة، فسموا اللفظ الدال عليها باسمها. وكذلك إذا قالوا: اسم معربٌ! ومبنيٌ، فمقصودهم اللفظ، ليس مقصودهم المسمى، وإذا قالوا: هذا الاسم فاعل فمرادهم أنه فاعل اللفظ؛ أي أسنِدَ إليه الفعل، ولم يرد سيبويه بلفظ الأسماء المسميات كما زعموا، ولو __________ 1 لوامع البينات ص هـ2. 2 مجموع الفتاوى 6/ 202. 3 لوامع البينات ص هـ2.

(1/301)


أرادوا ذلك فَسَدَتْ صناعته"1. الحجة السادسة: إن القائل إذا قال: ما اسمُ معبودكم؟ قلنا: الله، فإذا قال: ما معبودكم؟ قلنا: الله. فنجيب في الاسم بما نجيب به في المعبود؛ فدلّ على أن اسم المعبود هو المعبود لا غير2 الرد عليهم: إن هذا حجة باطلة وهي عليهم لا لهم. فإن القائل إذا قال: ما اسم معبودكم؟ فقلنا: الله، فالمراد أن اسمه هو هذا القول، ليس المراد أن اسمه هو ذاته وعينه الذي خلق السموات والأرض، فإنه إنما سأل عن اسمه، لم يسأل عن نفسه؛ فكان الجواب بذكر اسمه. وإذا قال: ما معبودكم؟ فقلنا: الله، فالمراد هناك المسمى؛ ليس المراد أن المعبود هو القول. فلما اختلف السؤال في الموضعين اختلف المقصود بالجواب، وإن كان في الموضعين قال: الله، لكنه في أحدهما أريدَ هذا القول الذي هو من الكلام؛ وفي الآخر أريد به المسمى بهذا القول. كما إذا قيل: ما اسم فلانٍ؟ فقيل: زيدٌ أو عمرو، فالمراد هو القول، وإذا قيل: من أميرُكُم؟ أو من أنكحت؟ فقيل؛ زيد أو عمرو، فالمراد به الشخص، فكيف يجعل المقصود في الموضعين __________ 1 مجموع الفتاوى 6/ 252. 2 مجموع الفتاوى 6/ 190، 191.

(1/302)


واحدا؟ 1. القول السادس: الاسم تارة يكون هو المسمى كاسم "الله" و"الموجود"، وتارة الاسم غير المسمى كاسم "الخالق"، و"الرَّازق"، وتارة لا يكون هو المسمى ولا غير المسمى كاسم "العليم"، "والقدير": وهذا هو القول المشهور عن أبي الحسن الأشعري2، وقد قسَّم الأسماء إلى ثلاثة أقسام، فقال: ا- قد يكون الاسم عين المسمى نحو: "الله"، فإنه اسم علم للذات من غير اعتبار معنى فيه. 2- وقد يكون غيره نحو: "الخالق" و"الرّازق " مما يدل على نسبته إلى غيره. 3- وقد يكون لا هو ولا غيره ك"العليم" و"القدير" مما يدل على صفة حقيقية3. وهذا التقسيم راجع إلى اعتبار معانيها ومعتقده فيها. فالقسم الأول: يرى أنه اسم جامد لا يدل، على معنى، وهذا زعم مردود؛ فليس في الأسماء الحسنى اسم جامد غير مشتق، فكل أسماء الله الحسنى دالة على معان في غاية الكمال. وأما القسم الثاني: فلاعتقاده- في طور، الثاني4 - بنفي صفات الأفعال __________ 1 مجموع الفتاوى 6/ 197، 198. 2 مجموع الفتاوى 6/ 188. 3 المواقف في علم الكلام للإيجي ص 333. 4 مرّ أبو الحسن الأشعري بثلاثة أطوار، فقد كان معتزليا إلى سن الأربعين، ثم كان كلابيا يثبت الصفات الخبرية وينفي الأفعال الاختيارية، ثم رجع عن ذلك إلى عقيدة أهل السنة.

(1/303)


الاختيارية وإنكار قيامها بالله عز وجل، فهو بالتالي جعل "الخالق" و"الرازق" ونحوهما غير المسمى، وهذا قول باطل، فاسمه "الخالق" هو الرب الخالق نفسه وليس المخلوقات، كما أن اسمه "العليم" هو الرب العليم الذي العلم صفته، فليس العلم هو المسمى ولا الخلق هوالمسمى. وأما القسم الثالث: فلإثباته الصفات الذاتية فقد جعل العليم والحكيم ونحوهما للمسمى1. القول السابع: الاسم غير المسمى: وهو قول الجهمية والمعتزلة، فهم لا يثبتون لله صفات يتصف بها حقيقة، فلذلك ينفون صفة الكلام عن الله عز وجل، ويقولون: إن الله لم يتكلم بكلام يقوم بذاته؛ وإن كلامه مخلوق خلقه كما خلق السموات والأرض خارجا عن ذاته، فأنكروا أن يقوم بذاته كلام أو قول، وبالتالي لم يسم نفسه باسم هو المتكلم به، فأسماؤه مخلوقة. "فغاية قولهم إن الله سبحانه كان ولا اسم له حتى خلق لنفسه اسما، أوحتى سماه خلقه بأسماء من صنعهم وهذا من أعظم الضلالة والإلحاد في أسماء الله تعالى"2. ولذلك قالوا: الاسم غير المسمى، فأسماء الله غيره، وما كان غيره فهو مخلوق، ف "الرحمن- الرحيم- الحيُّ- القيُّوم)) هذه الأسماء المؤلفة من الحروف وغيرها من الأسماء الحسنى مخلوقة عندهم. ولذلك ينفون ما دلت عليه من المعاني لأنهم يعاملونها معاملة أسماء __________ 1 مجموع الفتاوى 6/ 201- 202 "بتصرف". 2 شرح الطحاوية ص 131.

(1/304)


المخلوقين، أي على أنها لم توضع لمسماها باعتبار معنى قائم به، بل هي أعلام محضة لا تدل على معنى، كما سبق وأن، أوضحنا ذلك في التمهيد. وأما قول هؤلاء بأن أسماء الله أو كلامه غيره، فَيُجاب عنه بأن لفظ الغير مجمل يحتاج إلى تفصيل. (وتحقيق ذلك أن الشيء له أربع مراتب: المرتبة الأولى: مرتبته في الأعيان، ويراد بها وجوده العيني الخارجيُّ. والمرتبة الثانية: مرتبته في الأذهان، ويراد بها وجوده الذهنيُّ. والمرتبة الثالثة: مرتبته في اللسان، ويراد: بها وجوده اللفظيُّ. والمرتبة الرابعة: مرتبته في الخطِّ، ويراد بها وجوده الرسميُّ1. ا- فإن أريد "بالغير": المغايرة بين الوجود اللفطي والوجود العيني فهذا صحيح، وهذا الذي عناه أهل اللغة بقولهم في الاسم: هو اللفظ الذال على المسمى، (وهذا ما يسمى بالوجود اللفظي) . وقولهم في المسمى: هو الشيء الموجود في الأعيان هنا: (وهذا ما يسمى بالوجود العينيِّ) . 2- وإن أريد "بالغير" المغايرة في الوجود الذهني، فهذا صحيح، فإذا أريد بالغير هذا فإنما يفيد المباينة في ذهن الإنسان، فقد يذكر الإنسان الله ويخطر بقلبه ولا يشعر حينئذ بكل معاني أسمائه، بل قد يشعر بالبعض دون البعض الآخر، فقد لا يخطر له أنه عزيز وأنه حكيم، لكونه قد يعلم هذا دون هذا؛ وبالتالي فقد أمكن العلم بهذا دون هذا، وذلك لا ينفي التلازم في نفس الأمر (أي في الوجود العياني) فهي معاني متلازمة لا يمكن وجود الذات دون هذه المعاني، ولا وجود هذه المعاني دون وجود __________ 1 مختصر الصواعق 2/ 354

(1/305)


الذات1. 3- وإن أريد بالغير المغايرة في الوجود العياني بين ذات الله وصفاته، أي القول بإثبات ذات مجردة عن الصفات وصفات مجردة عن الذات فهذا باطل. وهذا هو مقصد الجهمية والمعتزلة بقولهم: "الاسم غير المسمى". فيقال لهم: قولكم: إن أسماءه غيره مثل قولكم: إن كلامه غيره، وإن إرادته غيره، ونحو ذلك، وهو مبني على نفيكم لقيام الصفات بالله وزعمكم أن ذات الله مجردة من كل صفة، وهذا زعم باطل؛ لأنه ليس في نفس الأمر ذات مجردة حتى يقال: إن الصفات زائدة عليها (أي إنها غيرها) ، بل لا يمكن وجود الذات إلا بما به تصير ذاتا من الصفات، فتخُّلُ وجود أحدهما في العيان دون الآخر، ثم زيادة الآخر عليه تخيل باطل، فلا يوجد ذات مجردة من الصفات ولا صفات مجردة من الذات كما يزعم هؤلاء. ولذلك قال أهل السنة: إنه إذا قيل غيره بمعنى أنه يجب أن يكون مباينا له فهذا باطل، فأسماء الله من كلامه عز وجل وليس كلامه بائنا عنه حتى يقال: إنه غيره2. ونظرا لهذا المقصد الفاسد عند الجهمية والمعتزلة منع أهل السنة القول بأن "الاسم غير المسمى" لما في لفظ "الغير" من الإجمال فهو يحتمل وجها صحيحا وآخر باطلا. أما الوجه الصحيح: فهو أن يُراد بالمغايرة أن اللفظ غير المعنى فهذا حق. وأما الوجه الباطل: أن يُراد أن الله سبحانه كان ولا اسم له حتى خلق لنفسه __________ 1 مجموع الفتاوى 6/ 205، 206 "بتصرف". 2 مجموع الفتاوى 6/ 204، 205، 206، 207 "بتصرف".

(1/306)


اسما، أو حتى سماه خلقه بأسماء من صنعهم، فهذا من أعظم الضَّلال والإلحاد1، ولأجل هذا المعنى الفاسد رد أهل السنة القول بأن "الاسم غير المسمى" لعلمهم أن هذا هو مراد قائليه، فالجهمية والمعتزلة يقولون: الاسم غير المسمى، وأسماء الله غيره، وما كان غيره فهو مخلوق. وهذا قول فاسد "لأن أسماء الله من كلامه، وكلام الله غير مخلوق؛ بل هو المتكلم به، وهوالمسمي لنفسه بما فيه من الأسماء"2 كما جاء في الحديث: "أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك". فالحديث يدل على أن أسماء الله غير خلوقة، بل هو الذي تكلم بها، وسمى بها نفسه، ولهذا لم يقل: بكل اسم خلقته لنفسك؛ ولو كانت مخلوقة لم يسأل بها، فإن الله لا يُقسَمُ عليه بشيء من خلقه، فالحديث صريح في أن أسماءه ليست من فعل الآدميين وتسمياتهم. وأيضا فإن أسماءه مشتقة من صفاته، وصفاته قديمة به، فأسماؤها غير مخلوقة3. القول الثامن: أسماء البارىء لا هي البارئ، ولا هي غيره. وهذا قول بعض الكلابية، والبعض الآخر منهم امتنعوا من أن يقولوا: لا هي البارىء ولا هي غيره. وقولهم في هذه المسألة متفرغ عن قولهم في الصفات، فابن كلاب كان يقول: إن أسماء الله وصفاته لذاته لا هي الله ولا هي غيره، وإنها قائمة بالله، __________ 1 شفاء العليل ص 277 2 مجموع الفتاوى 6/ 186 3 شفاء العليل ص 276، 277.

(1/307)


ولا يجوز أن تقوم بالصفات صفات، وكان يقول إن وجه الله لا هو الله ولا هو غيره وهو صفة له، وكذلك يداه وعينه وبصره صفات له لا هي هو ولا غيره، وإن ذاته هي هو، ونفسه هو، وإنه موجود لا بوجود ... ، وكان يزعم أن صفات البارىء لا تتغاير، وأن العلم لا هو القدرة ولا غيرها، وكذلك كل صفة من صفات الذات لا هي الصفة الأخرى ولا غيرها1. __________ 1 مقالات الإسلاميين ص،169، 170.

(1/308)


 المبحث الثاني: أسماء الله كلها حسنى

  المطلب الأول: الأدلة على كون أسماء الله كلها حسنى والمقصود بذلك

... المطلب الأول: الأدلة على كون أسماء الله كلها حسنى والمقصود بذلك. الآيات التي ورد فيها وصف أسماء الله تعالى بأنها حُسنى: وصف إلله تعالى أسماءة بالحسنى في أربعة مواضع من القرآن الكريم، وهي: 1- قوله تعالى: {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} 1 2- قوله تعالى: {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيّاً مَا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} 2. 3- قوله تعالى: {وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} 3. 4- قوله تعالى: {هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} 4. معنى "الحسنى": أ- تصريفها: "الحسنى" على وزن فُعْلَى، مؤنَّث الأحسن كالكبرى تأنيث الأكبر، والصُّغرى تأنيث الأصغر. قال ابن منظور: "وتأنيث الأحسن، الحسنى، كالكبرى والصُّغرى، __________ 1 الآية 185 من سورة الأعراف. 2 الآية 110 من سورة الإسراء. 3 الآية 8 من سورة طه. 4 الآية 24من سورة الحشر.

(1/311)


تأنيث الأكبر والأصغر"1. وقال القرطبي: ""الحسنى" فعلى، مؤنث الأحسن، كالكبرى تأنيث الأكبر، والجمع الكُبَر والحُسن"2. وقال ابن الوزير: "واعلم أن الحسنى في اللغة هو جمع الأحسن لا جمع الحسن، فإن جمعه حِسان وحسنة"3. ب- المعنى الخاص للكلمة: (الحسن ضد القبح، تقول: أحسنت بفلان وأسأت بفلان أي أحسنت إليه وأسأتُ إليه) 4. قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "الحسنى: هي المفضَّلة على الحسنة، والواحد الأحاسن) 5. فالمعنى: أي البالغة في الحسن غايته6، فحسنى على وزن (فُعلى) تأنيث (أفعل) 1لتفضيل. ب المعنى العام للآيات: سبق أن ذكرنا أن الله وصف أسماءه بأنها حُسنى في أربعة مواطن، فالمعنى أي إن أسماء الله هي أحسنُ الأسماء وأجلُّها لإنبائها عن أحسن المعاني وأشرفها. __________ 1 لسان العرب مادة "حسن" 13/ 114، 115 2 الجامع لأحكام القرآن 7/327 3 العواصم من القواصم 7/ 228. 4 لسان العرب مادة "حسن" 13/ 114. 5 مجموع الفتاوى 6/ 141 6 القواعد المثلى ص 6.

(1/312)


قالت ابن الوزير: "واعلم أن الحسنى في اللغة هو جمع الأحسن لا جمع الحسن، فإن جمعه حسان وحسنة، فأسماء الله التي لا تحصى كلها حسنى، أي أحسن الأسماء، وهو مثل قوله تعالى: {وَلَهُ الْمَثَلُ الأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ} 1 أي الكمال الأعظم في ذاته وأسمائه ونعوته، فلذلك وجب أن تكون أسماؤه أحسن الأسماء، لا أن تكون. حسنة وحسانا لا سوى؛ وكم بين الحسن والأحسن من التفاوت العظيم عقلا وشرعا ولغة وعرفا"2. __________ 1 الآية 27أن سورة الرُّوم. 2 العواصم من القواصم 7/ 228

(1/313)


 المطلب الثاني: وجه الحسن في أسماء الله:

الحُسنُ في أسماء الله جاء من وجهين هما: الوجه الأول: لدلالتها على مسمى الله، فكانت حسنى لدلالتها على أحسن وأعظم وأجل وأقدس مسمى وهو الله عز وجل1. الوجه الثاني: لأنها متضمنة لصفات كاملة لا نقص فيها بوجه من الوجوه لا احتمالا ولا تقديرا2. قال الشيخ عبد العزيز السَّلمان: "فأسماء الله إنما كانت حسنى لدلالتها على أحسن مسمى وأشرف مدلول"3. وقال ابن القيم: "أسماؤه- سبحانه وتعالى- كلُّها أسماء مدح وثناء؛ وتمجيد؛ ولذلك كانت حسنى"4. وقال: "أسماء الرب تبارك وتعالى دالة على صفات كماله، فهي مشتقة من الصفات، فهي أسماء وهي أوصاف، وبذلك كانت حسنى؛ إذ لو كانت ألفاظا لا معاني فيها لم تكن حسنى ولا كانت دالة على مدح __________ 1 الأسئلة والأجوبة الأصولية ص 51 2 القواعد المثلى ص 6. 3 الأسئلة والأجوبة الأصولية ص 51. 4 مدارج السالكين 1/ 125.

(1/314)


وكمال"1. فأسماؤه عز وجل تدل على توحيده وكرمه وجوده ورحمته وإفضاله، ومن حسنها ما فيها من معنى التعظيم والإجلال والإكبار لله سبحانه وتعالى. قال الشيخ عبد الرحمن السعدي عند تفسيره لقوله تعالى: {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} "هذا بيان لعظيم جلال وسعة أوصافه بأن له الأسماء الحسنى، أي كل اسم حسن، وضابطه أنه كل اسم دال على صفة كمال عظيمة وبذلك كانت حسنى، فإنها لو دلت على غير صفة بل كانت علما محضا لم تكن حسنى، فإنها لو دلت على صفة ليست بصفة كمال، بل إما صفة نقص أوصفة منقسمة إلى المدح والقدح لم تكن حسنى فكل اسم من أسمائه دال على جميع الصفة التي اشتُق منها، مستغرق لجميع معناها، وذلك نحو "العليم" الدال عليه أن له علما محيطا عاما لجميع الأشياء فلا يخرج عن علمه مثقال ذرَّة في الأرض ولا في السماء، و"الرحيم" الدال على أنه له رحمة عظيمة واسعة لكل شيء، و"القدير" الدال على أن له قدرة. عامة لا يعجزها شيء ونحو ذلك. ومن تمام كونها حسنى أنه لا يُدعى إلا بها، ولذلك قال: {فَادْعُوهُ بِهَا} وهذا شامل لدعاء العبادة ودعاء المسألة ... "2. والحسن في أسماء الله تعالى يكون باعتبار كل اسم على انفراده. مثال ذلك: "الحيُّ": اسم من أسماء الله تعالى متضمن للحياة الكاملة التي لم تُسبق بعدم ولا يلحقها زوال. الحياة المستلزمة لكمال الصفات من العلم والقدرة والسمع والبصر وغيرها. __________ 1 مدارج السالكين 1/28 2 تيسير الكريم الرحمن 3/ 59.

(1/315)


مثال آخر: "الرحمن": اسم من أسماء الله تعالى متضمن للرحمة الكاملة التي قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لله أرحم بعباده من هذه بولدها" يعني أم صبي وجدته في السبي فأخذته وألصقته ببطنها وأرضعته. ومتضمن أيضا للرحمة الواسعة التي قال الله عنها: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ} وقال عن دعاء الملائكة للمؤمنين: {رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً} 2. وكما يكون الحسن في أسماء الله باعتبار كل اسم على انفراده فكذلك يكون باعتبار جمعه إلى غيره فيحصل بجمع الاسم إلى الآخر كمالٌ فوق كمال. مثال ذلك: "العزيز الحكيم" فإن الله تعالى يجمع بينهما في القرآن كثيرا، فيكون كل منهما دالا على الكمال الخاص الذي يقتضيه وهو: العزة في العزيز؛ والحُكمُ والحكمة في الحكيم. والجمع بينهما دال على كمال آخر وهو أن عزته تعالى مقرونة بالحكمة، فعزته لا تقتضي ظُلما وجورا وسوء فعل كما قد يكون من أعزّاء المخلوقين. فإن العزيز منهم قد تأخذه العزة بالإثم فيظلم ويجور ويسيءُ التَّصرف. وكذلك حكمه تعالى وحكمته مقرونان بالعزِّ الكامل بخلاف حكم المخلوق وحكمته، فإنهما يعتريهما الذُّلُّ3. قال ابن القيم رحمه الله: "وهناك صفة تحصل من اقتران أحد الاسمين والوصفين بالآخر وذلك قدر زائد على مفرديهما نحو: الغني الحميد، العفو __________ 1 الآية 156 من سورة الأعراف 2 الآية 7 من سورة غافر. 3 القواعد المثلى ص 7- 8.

(1/316)


القدير، الحميد المجيد؛ وهكذا عامة الصفات المقترنة والأسماء المزدوجة في القرآن، فإن الغنى صفة كمال، والحمد كذلك، واجتماع الغِنى مع الحمد كمال آخر، فله ثناء من غناه وثناء من حمده وثناء من اجتماعهما، وكذلك العفوُّ القدير، الحميد المجيد، العزيز الحكيم، فتأمله فإنه من أشرف المعارف"1. __________ 1 بدائع الفوائد 1/ 161.

(1/317)


 المطلب الثالث: الأحكام المستفادة من كون أسماء الله حسنى

أولا: أسماء الله توقيفية: من الأحكام المستفادة من كون أسماء الله حسنى كون الأسماء توقيفية، (فأسماء الله هي أحسن الأسماء وأكملها فليس في الأسماء أحسن منها، ولا يقوم غيرها مقامها، ولا يؤدي معناها، وتفسير الاسم منها بغيره ليس تفسيرا بمرادف محض، بل هو على سبيل التقريب والتفهيم. فإذا عرفت هذا فله من كل صفة كمال أحسن اسم وأكمله وأتمه معنى، وأبعده، وأنزهه عن شائبة عيب أو نقص. فله من صفة الإدراكات: العليم الخبير دون العاقل الفقيه. والسميع البصير دون السامع والباصر والناظر. ومن صفات الإحسان: البر الرحيم الودود دون الشَّفوق، وكذلك العلي العظيم دون الرَّفيع الشريف. وكذلك الكريم دون السَّخي. وكذلك الخالق البارىء المصور دون الفاعل الصانع المشكل. وكذلك سائر أسمائه تعالى يجري على نفسه منها أكملها وأحسنها وما لا يقوم غيره مقامه، فتأمل ذلك، فأسماؤه أحسن الأسماء كما أن صفاته أكمل الصفات، فلا تعدل عما سمى به نفسه إلى غيره، كما لا تتحاوز ما وصف به نفسه ووصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم إلى ما وصفه به المبطلون

(1/318)


المعطلون) 1. (فهو سبحانه لكمال أسمائه وصفاته موصوف بكل كمال، منزه عن كل نقص، وله كل ثناء حسن، ولا يصدر عنه إلا كل فعل جميل، ولا يسمى إلا بأحسن الأسماء، ولا يثنى عليه إلا بأكمل الثناء) 2. ثانيا: تضمّن الأسماء الحسنى للصفات: من الأحكام المستفادة كذلك، أن في وصف أسماء الله بأنها حسنى دليلا على تضمُّنها للصفات. قال ابن القيم: "أسماء الرب تبارك وتعالى كلها أسماء مدح، ولو كانت ألفاظا مجردة لا معاني لها، لم تدل على المدح، وقد وصفها الله بأنها حسنى كلها، فقال: {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} 3، فهي لم تكن حسنى لمجرد اللفظ، بل لدلالتها على أوصاف الكمال. ولهذا لما سمع بعض العرب قارئا يقرأ: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِنَ اللَّهِ} 4 {وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} . قال: ليس هذا بكلام الله؟ فقال القارىء: أتكذب بكلام الله تعالى؟ فقال: لا، ولكن ليس هذا بكلام الله تعالى. فعاد إلى حفظه وقرأ {وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} __________ 1 بدائع الفوائد 1/168 2 طريق الهجرتين ص.13. 3 الآية 180 من سورة الأعراف 4 الآية 38 من سورة المائدة

(1/319)


فقال الأعرابيُّ: صدقت: عزَّ فحكم فقطع، ولو غفر ورحم لما قطع، ولهذا إذا خُتمت آية الرحمة باسم عذاب أو بالعكس ظهر تنافر الكلام وعدم انتظامه. ولو كانت هذه الأسماء أعلاما محضة لا معنى لها لم يكن فرق بين ختم الآية بهذا أوبهذا) 1. وقال أيضا: "قوله تعالى: {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيّاً مَا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} 2. أي إنكم إنما تدعون إلها واحدا له الأسماء الحسنى، فأيُّ اسم دعوتموه فإنما دعوتم المسمى بذلك الاسم، فأخبر سبحانه أنه إله واحد وإن تعددت أسماؤه الحسنى المشتقة من صفاته، ولهذا كانت حسنى، وإلا فلو كانت كما يقول الجاحدون لكماله أسماء محضة فارغة من المعاني ليس لها حقائق لم تكن حسنى، ولكانت أسماء الموصوفين بالصفات والأفعال أحسن منها"3. وقال الشيخ ابن سعدي: "أسماؤه الحسنى كلها أعلام وأوصاف دالة على معانيها، وكلها أوصاف مدح وثناء، ولذلك كانت حُسنى، فلو كانت أعلاما محضة لم تكن حسنى، ولهذا إذا كان الاسم منقسما إلى حمد ومدح وغيره لم يدخل بمطلقه في أسماء الله كالمريد والصَّانع والفاعل ونحوها فهذه ليست من الأسماء الحسنى، فصفاته كلها صفات كمال محض، فهو الموصوف بأكمل الصفات، وله أيضا من كل صفة كمال أحسن اسم وأكمله وأتمه"4. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "فالله له الأسماء الحسنى دون السوآى، __________ 1 جلاء الأفهام 135، 136. 2 الآية 110 من سورة الإسراء 3 الصواعق المرسلة 3/ 938 4 الحق الواضح المبين ص 55

(1/320)


وإنما يتميز الاسم الحسن عن الاسم السيىء بمعناه، فلو كانت كلها بمنزلة الأعلام الجامدات التي لا تدل على معنى لم تنقسم إلى حسنى وسوآى"1. ثالثا: ليس من أسماء الله الحسنى اسم يتضمّن الشرّ: من الأحكام المستفادة من كون أسماء الله عز وجل كلها حسنى أنه ليس في أسماء الله الحسنى اسم يتضمن الشر. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: "وليس من أسماء الله الحسنى اسم يتضمن الشر، وإنما يذكر الشر في مفعولاته"، كقوله تعالى: {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمُ} وقوله تعالى: {اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} وقوله تعالى: {إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ} 4، فبيَّن سبحانه أن بطشه شديدٌ وأنه هو الغفور الودود"5. وقال أيضا: "وليس في أسمائه الحسنى إلا اسم يمدح به، ولهذا كانت كلهاحسنى". والحسنى خلاف السُّوآى، فكلها حسنة، والحسن محبوب ممدوح، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح حديث الاستفتاح: "والخير كله بيديك، والشر ليس إليك" 6. __________ 1 شرح الأصفهانية ص 77 2 الآيتان 49- 50 من سورة الحجر. 3 الآية 98 من سورة المائدة. 4 الآيتان 12- 14 من سورة البروج. 5 مجموع الفتاوى 8/ 96 6 أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب الدعاء في صلاة الليل وقيامه (2/ 185) .

(1/321)


وقد قيل في تفسيره: لا يتقرب به إليك بناء على أنه الأعمال المنهيُّ عنها. وقد قيل: لايضاف إليك بناء على أنه المخلوق. والشر المخلوق لا يضاف إلى الله مجردا عن الخير قط، وإنما يذكر على أحد وجوه ثلاثة: الوجه الأول: إما مع إضافته إلى المخلوق، كقوله: {مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ} 1. الوجه الثاني: وإما مع حذف الفاعل كقول الجن: {وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً} 2. ومنه في الفاتحة: {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ} 3، فذكر الإنعام مضافا إليه، وذكر الغضب محذوفا فاعله، وذكر الضلال مضافا إلى العبد. وكذلك قوله: {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ} 4. الوجه الثالث: وإما أن يدخل في العموم، كقوله: {خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ} 5. ولهذا إذا ذُكر باسمه الخاص قُرن بالخير، كقوله في أسمائه الحسنى: الضارُّ النافع- المعطي المانع- الخافض الرافع- المعزُّ المُذلُّ. فجمع بين الاسمين لما فيه من العموم والشمول الدَّال على وحدانيته، __________ 1 الآية 2 من سورة الفلق. 2 الآية 10 من سورة الجن. 3 الآية 7 من سورة الفاتحة. 4 الآية 80 من سورة الشعراء. 5 الآية 152 من سورة الأنعام

(1/322)


وأنه وحده يفعل جميع الأشياء. ولهذا لا يدعى بأحد الاسمين: كالضار والنافع، والخافض والرافع، بل يذكران جميعا. ولهذا كان كل نعمة منه فضلا، وكل نقمة منه عدلا"1. وقال ابن القيم: "إن أسماءه كلها حُسنى ليس فيها اسم غير ذلك أصلا؛ ومن أسمائه ما يطلق عليه باعتبار الفعل نحو الخالق الرازق المحيي المميت. وهذا يدل على أن أفعاله كلها خيرات محض لا شر فيها؛ لأنه لو فعل الشر لاشتُق له منه اسم ولم تكن أسماؤه كلها حُسنى، وهذا باطل، فالشرُّ ليس إليه، فكما لا يدخل في صفاته ولا يلحق ذاته لا يدخل، في أفعاله، فالشر ليس إليه، لا يضاف إليه فعلا ولا وصفا وإنما يدخل في مفعولاته. وفرق بين الفعل والمفعول: فالشر قائم بمفعوله المباين له، لا بفعله الذي هوفعله. فتأمل هذا فإنه خَفيَ على كثير من المتكلمين وزلَّت فيه أقدام وضلت فيه أفهام، وهدى الله أهل الحق لما اختلفوا فيه بإذنه والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم"2. وقال ابن القيم: "إن النعيم والثواب من مقتضى رحمته ومغفرته وبرِّه وكرمه، ولذلك يضيف ذلك إلى نفسه، وأما العذاب والعقوبة فإنما هو من مخلوقاته، ولذلك لا يسمَّى بالمعاقِب والمعذِّب، بل يُفرَّقُ بينهما، فيجعل ذلك من أوصافه، وهذا من مفعولاته حتى في الآية الواحدة كقوله تعالى: {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمُ} 3، __________ 1 منهاج السنة 5/ 409- 410. 2 بدائع الفوائد 1/ 163- 164 3 الآية 49- 50 من سورة الحجر.

(1/323)


وقال تعالى: {اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} وقال تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} 2 ومثلها في آخر الأنعام3، فما كان من مقتضى أسمائه وصفاته، فإنه يدوم بدوامها، ولا سيما إذا كان محبوبا له، وهو غاية مطلوبة في نفسها، وأما الشر الذي هو العذاب، فلا يدخل في أسمائه وصفاته، وإن دخل في مفعولاته لحكمة إذا حصلت زال وفنى؛ بخلاف الخير، فإنه سبحانه دائم المعروف لا ينقطع معروفه أبدا، وهو قديم الإحسان أبديُّ الإحسان، فلم يزل ولا يزال محسنا على الدوام. وليس من موجب أسمائه وصفاته أنه لا يزال معاقبا على الدوام غضبان على الدوام، منتقما على الدوام، فتأمل هذا الوجه تأمل فقيه في باب أسماء الله وصفاته يفتح لك بابا من أبواب معرفته ومحبته، يوضحه قول أعلم خلقه به وأعرفهم بأسمائه وصفاته: "والشر ليس إليك" ولم يقف على المعنى المقصود من قال؛ الشر لا يُتقرب به إليك، بل الشر لا يضاف إليه سبحانه بوجه، لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله ولا في أسمائه، فإن ذاته لها الكمال المطلق من جميع الوجوه، وصفاته كلها صفات كمال يحمد عليها ويثنى عليه بها، وأفعاله كلها خير ورحمة وعدل وحكمة لاشر فيها بوجه ما، وأسماؤه كلها حسنى، فكيف يضاف، الشر إليه، بل الشر في مفعولاته ومخلوقاته، وهو منفصل عنه، إذ فعله غير مفعوله، ففعله خير كله، وأما المخلوق المفعول ففيه الخير والشر. وإذا كان الشر مخلوقا منفصلا غير قائم بالرب سبحانه، فهو لا يُضاف __________ 1 الآية 98 من سورة المائدة. 2 الآية 167 من سورة الأعراف. 3 الآية 165 من سورة الأنعام.

(1/324)


إليه، وهو صلى الله عليه وسلم لم يقل: أنت لا تخلق الشر حتى يطلب تأويل قوله، وإنما نفى إضافته إليه وصفا وفعلا واسما"1. رابعا: الأسماء المزدوجة يجب أن تجري مجرى الاسم الواحد ولا يفصل بينها. من الأحكام المستفادة من كون أسماء الله كلها حسنى أن الأسماء المزدوجة يجب أن تجري مجرى الاسم الواحد ولا يُفصل بينها، وذلك مثل: ا- المعطي- المانع. 2- النافع- الضار. 3- الخافض- الرافع. 4- المنتقم- العفو. 5- المحيي- المميت. 6- القابض- الباسط. 7- المعز- المذل. 8- المبدىء- المعيد. 9- المقدم- المؤخر. 10- الأول- الآخر. 11- الظاهر- الباطن. 12- الراتق- الفاتق. 13- الهادي- المضل. __________ 1 حادي الأرواح ص 457، 458، ولزيادة الاتفصال انظر: الحسنة والسيئة لابن تيمية ص 92، 93 وطريق الهجرتين ص 157، 159، العواصم والقواصم 7/ 207، وشفاء العليل ص 178، 269.

(1/325)


14- المحل- المحرم. قال ابن القيم رحمه الله تعالى "أسماء الله تعالى منها ما يطلق عليه مفردا ومقترنا بغيره وهو غالب الأسماء كالقدير والسميع والبصير والعزيز والحكيم. وهذا يسوغ أن يُدعى به مفردا ومقترنا بغيره فتقول: يا عزيز يا حليم يا غفور يا رحيم، وأن يفرد كل اسم، وكذلك في الثناء عليه والخبر عنه بما يسوغ لك الإفراد والجمع. ومنها ما لا يطقق عليه بمفرده بل مقرونا بمقابله كالمانع والضار والمنتقم1، فلا يجوز أن يفرد هذا عن مقابله، فإنه مقرون بالمعطي والنافع والعفو، فهو المعطي المانع، الضار النافع، المنتقم العفو، المعزُّ المذلُّ؛ لأن الكمال في اقتران كل اسم من هذه بما يقابله؛ لأنه يراد به أنه المنفرد بالربوبية وتدبير الخلق والتَّصرف فيهم عطاء ومنعا، ونفعا وضرا، وعفوا وانتقاما. وأما أن يُثنى عليه بمجرد المنع والانتقام والإضرار فلا يسوغ. فهذه الأسماء المزدوجة تجري الأسماء منها مجرى الاسم الواحد الذي يمتنع فصل بعض حروفه عن بعض، فهي وإن تعددت جارية مجرى الاسم الواحد، ولذلك لم تجىء مفردة ولم تطلق عليه إلا مقترنة، فاعلمه __________ 1 قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "اسم "المنتقم" ليس من أسماء الله الحسنى الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما جاء في القرآن مقيدا، كقوله: {إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ} وقوله: {إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ} ، والحديث الذي في عدد الأسماء الحسنى الذي ذكر فيه "المنتقم" فذكر في سياقه "البر، التوَّاب، المنتقم، العفو، الرؤوف" ليس هذا عند أهل المعرفة بالحديث، من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ... ) مجموع الفتاوى 8/ 96.

(1/326)


فلو قلت: يا مُذل، يا ضار، يا مانع، وأخبرت بذلك لم تكن مثنيا عليه ولا حامدا له حتى تذكرمقابلها"1. ويستفاد من كلام ابن القيم السابق أن الأسماء الحسنى تنقسم باعتبار إطلاقها على الله إلى ثلاثة أقسام: القسم الأول: الأسماء المفردة: وضابطها: ما يسوغ أن يطلق عليه مفردا. وهذا يقع في غالب الأسماء. مثالها: الرحمن، السميع، الرحيم، القدير، الملك ... القسم الثاني: الأسماء المقترنة: وضابطها: ما يُطلق عليه مقترنا بغيره من الأسماء. وهذا أيضا يقع في غالب الأسماء. مثالها: العزيز الحكيم، الغفور الرحيم، الرحمن الرحيم، السميع البصير. وكل من القسم الأول والثاني يسوغ أن يُدعى به مفردا، ومقترنا بغيره، فتقول: يا عزيز، أو يا حكيم، أويا غفور، أويا رحيم. وهكذا في حال الثناء عليه أو الخبر عنه بما يسوغ لك الإفراد أو الجمع. القسم الثالث: الأسماء المزدوجة: وضابطها: ما لا يُطلق عليه بمفرده بل مقرونا بمقابله؛ لأن الكمال في اقتران كل اسم منها بما يقابله. مثالها: الضار النافع، المعز المذل، المعطي المانع، المنتقم العفُوُّ. __________ 1 بدائع الفوائد 1/ 167.

(1/327)


فهذه الأسماء المزدوجة تجري الأسماء منها مجرى الاسم الواحد الذي يمتنع فصل بعض حروفه عن بعض، فهي وإن تعددت جارية مجرى الاسم الواحد، ولذلك لم تجىء مفردة، ولم تطلق عليه إلا مقترنة. والسبب في ذلك؛ أن الكمال إنما يحصل في الجمع بين الاسمين لما فيه من العموم والشمول الدال على وحدانيته، وأنه وحده يفعل جميع الأشياء. فهو سبحانه المنفرد بالربوبية وتدبير الخلق والتصرف فيهم عطاء ومنعًا، ونفعا وضرا، وعفوا وانتقاما. ولذلك لو قلت: يا مذلُّ، يا ضار، يا مانع، وأخبرت بذلك لم تكن مثنيا عليه ولا حامدا له حتى تذكر مقابلها. وقال ابن الوزير: "إن اسم الضار لا يجوز إفراده على النافع، فحين لم يجز إفراده لم يكن مفردا من أسماء الله تعالى، وإذا وجب ضمه إلى النافع كانا معا كالاسم الواحد المركب من كلمتين، مثل عبد الله وبعلبك، فلو نطقت بالضار وحده لم يكن اسما لذلك المسمى به، ومتى كان الاسم هو الضار النافع معا كان في معنى مالك الضر والنفع، وذلك في معنى مالك الأمر كله، ومالك الملك، وهذا المعنى من الأسماء الحسنى هو في معنى قوله تعالى: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ} 1 الآية، وهو في معنى القديرعلى كل شيء. وميزان الأسماء الحسنى يدور على المدح بالملك والاستقلال وما يعود إلى هذا المعنى، وعلى المدح بالحمد والثناء وما يعود إلى ذلك، وكل اسم دل على هذين الأمرين فهو صالح دخوله فيها، والضار النافع يرجع إلى ذلك __________ 1 الآية 26 من سورة آل عمران.

(1/328)


مع الجمع وعدم الفرق ومع القصد، فيلزم من أطلقه قصد ذلك مع الجمع"1. قال ابن القيم في نونيته: هذا ومن أسمائه ما ليس يف ... رد بل يقال إذا أتى بقران وهي التي تُدعى بمزدوجاتها ... إفرادها خطر على الإنسان إذ ذاك موهم نوع نقص جل رب ... العرش عن عيب وعن نقصان كالمانع المعطي وكالضار الذي ... هو نافع وكماله الأمران ونظير هذا القابض المقرون با ... سم الباسط اللفظان مقترنان وكذا المعزّ مع المذل وخافض ... مع رافع لفظان مزدوجان وحديث إفراد اسم منتقم فمو ... قوف كما قد قال ذو العرفان ما جاء في القرآن غير مقيد ... بالمجرمين وجابذو نوعان2 __________ 1 إيثار الحق على الخلق ص187 2 توضيح المقاصد 2/ 248، 249.

(1/329)


 المبحث الثالث: أسماء الله الحسنى أعلام وأوصاف

  المطلب الأول: بيان معتقد أهل السنة في المسألة

... المطلب الأول: بيان معتقد أهل السنة في المسألة من الأمور المتقررة في عقيدة أهل السنة والجماعة أن أسماء الله الحسنى متضمنة للصفات، فكل اسم يدل على معنى من صفاته ليس هو المعنى الذي دل عليه الاسم الآخر، فالعزيز متضمن لصفة العزة وهو مشتق منها، والخالق متضمن لصفة الخلق وهو مشتق منها، فأسماء الله مشتقة من صفاته وليست جامدة كما يزعم المعتزلة ومن وافقهم الذين ادَّعوا أنها أعلام جامدة لا معاني لها، فقالوا: سميع بلا سمع، بصير بلا بصر، وعزيز بلا عزة، فسلبوا بذلك عن أسماء الله معانيها. فالرب تعالى يشتق له من أوصافه وأفعاله أسماء ولا يشتق له من مخلوقاته، وكل اسم من أسمائه فهو مشتق من صفة من صفاته أو فعل قائم به. ولمزيد من الإيضاح وإلقاء الضوء على هذه المسألة وبيان عقيدة أهل السنة أود طرح ذلك في النقاط التالية. النقطة الأولى: أن أسماء الله الحسنى لها اعتباران: أسماء الله الحسنى كلها متفقة في الدلالة على نفسه المقدسة، ثم كل اسم يدل على معنى من صفاته ليس هو المعنى الذي دل عليه الاسم الآخر1. وذلك لأن أسماءه الحسنى لها اعتباران: اعتبار من حيث الذات. __________ 1 الإيمان لابن تيمية ص 175.

(1/333)


واعتبار من حيث الصفات. فهي أعلام باعتبار دلالتها على الذات. وأوصاف باعتبار ما دلت عليه من المعاني. وهي بالاعتبار الأول: مترادفة1 لدلالتها على مسمى واحد هو الله عز وجل، ف"الحي، العليم، القدير، السميع، البصير، الرحمن، الرحيم، العزيز، الحكيم" كلها أسماء لمسمى واحد هو الله سبحانه وتعالى. قال تعالى: {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيّاً مَا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} 2. فأسماء الله تعالى تدل كلها على مسمى واحد، وليس دعاؤه باسم من أسمائه الحسنى يضاد دعاءه باسم آخر، بل كل اسم يدل على ذاته. وهي بالاعتبار الثاني: متباينة3 لدلالة كل واحد منها على معناه الخاص، فمعنى الحي غير معنى العليم، ومعنى العليم غير معنى القدير، وهكذا4. النقطة الثانية: الوصف بها لا ينافي العلمية: قال ابن القيم: "أسماء الله الحسنى هي أعلام وأوصاف، والوصف بها لا __________ 1 الألفاظ المترادفة: هي ما اختلفت في ألفاظها واتحدت في مدلولها، ف "الرحمن- السميع- القدير" اختلفت في ألفاظها واتحدت في دلالتها على مسمى الله. 2 الآية 110 من سورة الإسراء. وقد ذكر ابن كثير في تفسيره سبب نزولها فقال: "روى مكحول أن رجلا من المشركين سمع النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول في سجوده: "يا رحمن يا رحيم" فقال. إنه يزعم أنه يدعو واحدا وهو يدعو اثنين، فأنزل الله هذه الآية" تفسير ابن كثير 3/68 3 الألفاظ المتباينة: هي ما اختلفت في ألفاظها ومعانيها، فالسميع ليس كالقدير لفطا ومعنى. 4 بدائع الفوائد 1/ 162، القواعد المثلى ص 8، جلاء الأفهام ص 138.

(1/334)


ينافي العلمية؛ بخلاف أوصاف العباد فإنها تنافي علميتهم؛ لأن أوصافهم مشتركة فنافتها العلمية المختصة، بخلاف أوصافه تعالى"1. وقال رحمه الله: "أسماء الرب تعالى، أسماء كتبه، وأسماء نبيه صلى الله عليه وسلم هي أعلام دالة على معان هي بها أوصاف، فلا تضاد فيها العلمية الوصف بخلاف غيرها من أسماء المخلوقين، فهو الله الخالق، البارىء المصور القهار؛ فهذه أسماء له دالة على معان هي صفاته ... "2. قال الدارمي: "لا تقاس أسماء الله بأسماء الخلق؛ لأن أسماء الخلق مخلوقة مستعارة وليست أسماؤهم نفس صفاتهم، بل مخالفة لصفاتهم، وأسماء الله وصفاته ليس شيء منها مخالفا لصفاته، ولا شيء من صفاته مخالفا لأسمائه. فمن ادعى أن صفة من صفات الله مخلوقة أو مستعارة فقد كفر وفجر؛ لأنك إذا قلت: (الله) فهو (الله) ، وإذا قلت: (الرحمن) فهو (الرحمن) وهو (الله) فإذا قلت: (الرحيم) فهو كذلك، وإذا قلت: (حكيم- عليم- حميد- مجيد- جبار- متكبر- قاهر- قادر) فهو كذلك هو (الله) سواء لا يخالف اسم له صفته ولا صفته اسما. وقد يسمى الرجل حكيما وهو جاهل، وحَكَمًا وهو ظالم، وعزيزا وهو حقير، وكريما وهو لئيم، وصالحا وهو طالح، وسعيدا وهو شقي، ومحمودا وهو مذموم، وحبيبا وهو بغيض؛ وأسدا وحمارا؛ وكلبا وجديا، وكليبا؛ وهرا، وحنظلة، وعلقمة، وليس كذلك. __________ 1 بدائع الفوائد 1/ 162. 2 جلاء الأفهام ص 133، 134.

(1/335)


الله تعالى وتقدس اسمه كل أسمائه، سواء، لم يزل كذلك ولا يزال، لم تحدث له صفة ولا اسم لم يكن كذلك، كان خالقا قبل المخلوقين، ورازقا قبل المرزوقين، وعالما قبل المعلومين، وسميعا قبل أن يسمع أصوات المخلوقين، وبصيرا قبل أن يرى أعيانهم مخلوقة"1. النقطة الثالثة: أقسام أسماء الله باعتبار معانيها: ترجع أسماء الله الحسنى من حيث معانيها إلى أحد الأمور التالية: ا- إلى صفات معنوية: كالعليم، والقدير، والسميع، والبصير. 2- ما يرجع إلى أفعاله: كالخالق، والرازق، البارىء، والمصور، والوهاب. 3- ما يرجع إلى التنزيه المحض ولابد من تضمنه ثبوتا؛ إذ لا كمال في العدم المحض: كالقدوس، والسلام، والأحد. 4- ما دل على جملة أوصاف عديدة ولم يختص بصفة معينة، بل هو دال على معناه لا على معنى مفرد: نحو: المجيد، العظيم، الصمد، فإن "المجيد" من اتصف بصفات متعددة من صفات الكمال، ولفظه يدل على هذا: فإنه موضوع للسعة والكثرة والزيادة، كما في قوله تعالى: {ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ} 2 فالمجيد صفة للعرش لسعته وعظمه وشرفه. و"العظيم"من اتصف بصفات كثيرة من صفات الكمال. وكذلك "الصمد" قال ابن عباس: هو السيد الذي كمل في سؤدده، وقال ابن وائل: هو السيد الذي انتهى سؤدده. __________ 1 الرد على المريسي ص 365. 2 الآية 15 من سورة البروج.

(1/336)


وقال عكرمة: الذي ليس فوقه أحد. وكذلك قال الزجاج: الذي ينتهي إليه السؤدد فقد صمد له كل شيء. وقال ابن الأنباريِّ: لا خلاف بين أهل اللغة أن "الصمد" السيد الذي ليس فوقه أحد الذي يصمد إليه الناس في حوائجهم وأمورهم1. النقطة الرابعة: أن الاسم من أسمائه تعالى له دلالاتٌ: دلالة على الذات والصفة بالمطابقة. ودلالة على الصفة الأخرى باللزوم. ويتضح ذلك بما يلي: أولا: بيان أقسام الدلالات اللفظية: تنقسم الدلالات اللفظية إلى ثلاثة أقسام: ا- دلالة المطابقة. 2- دلالة التضمن. 3- دلالة الالتزام. وذلك لأن الكلام إما أن يساق ليدل على تمام معناه. وإما أن يساق ليدل على بعض معناه. وإما أن يساق ليدل على معنى آخر خارج عن معناه إلا أنه لازم له. فدلالة اللفظ على تمام معناه تسمى دلالة "مطابقة"، وسُميت مطابقة للتَّطابق الحاصل بين معنى اللفظ وبين الفهم الذي استفيد منه. ودلالة اللفظ على بعض معناه تسمى دلالة "تضمُّن"، وسميت دلالة تضمن لأن اللفظ قد تضمن معنى آخر إضافة إلى المعنى الذي فُهم منه. __________ 1 بدائع الفوائد 1/ 159- 160.

(1/337)


ودلالة اللفظ على معنى خارج عن معناه إلا أنه لازم له تسمى دلالة "التزام"، وسميت دلالة التزام لأن المعنى المستفاد لم يدل عليه اللفظ مباشرة، ولكن معناه يلزم منه هذا المعنى المستفاد. الأمثلة: أ- مثال لدلالة المطابقة: قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً} 1 فلفظة "البقرة": اسم جنس سيق ليدل على تمام معناه وهو الحيوان المعروف، فأية بقرة كانت كافية لتنفيذ الأمر لو ذبحها بنو إسرائيل، ولكنهم شدّدوا على أنفسهم في طلب التعيين فشدّد الله عليهم. ب- مثال لدلالة التضمن كأن يقول. إنسان: أنا عالم بالفرائض وتقسيم المواريث. فنقول له: بين لنا إذن أحكام الجد مع الإخوة؟ فيقول: أنا لم أقل لكم إنني أعلم هذه الأحكام. فنقول له: لقد تضمنت دعواك العلم بالفرائض وتقسيم المواريث أنك عالم بأحكام الجد مع الإخوة، وقد فهمنا هذا من كلامك عن طريق الدلالة التضمُّنية. ج- مثال لدلالة الالتزام: قوله تعالى: {وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} 2. فإن قاله: {فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} الواقع في جواب الشرط يدل عن طريق الدلالة الالتزامية على أن الله يغفر لكم ويرحمكم إن أنتم عفوتم وصفحتم وغفرتم، __________ 1 الآية 67 من سورة البقرة. 2 الآية 14 من سورة التغابن.

(1/338)


مع أن هذا المعنى غير مدلول عليه بمنطوق اللفظ، ولكن يلزم من كونه غفورا رحيما أن يكافىء أهل العفو والصفح والمغفرة بالرحمة والغفران؛ ولذلك حصل الاكتفاء في جواب الشرط بذكر هذين الوصفين دون التصريح للازمهما. ثانيا: تطبيق الدَّلالات الثلاث على أسماء الله تعالى: قال ابن القيم: "إن الاسم من أسمائه تبارك وتعالى كما يدل على الذات والصفة التى اشتق منها بالمطابقة، فإنه يدل عليه دلالتين أخريين بالتضمن واللزوم. فيدل على الصفة بمفردها بالتضمن وكذلك على الذات المجردة على الصفة. ويدل على الصفة الأخرى باللزوم. الأمثلة: أ- "الخالق": ويدل على ذات الله وعلى صفة الخلق بالمطابقة يدل على الذات وحدها وعلى صفة الخلق وحدها بالتضمن، ويدل على صفتي العلم والقدرة بالالتزام كما في قوله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاَطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً} 1 ذلك لأن العلم والقدرة لازمان للخلق. مثال آخر: "السميع": يدل على ذات الرب وسمعه بالمطابقة. __________ 1 الآية 12 من سورة الطلاق.

(1/339)


وعلى الذات وحدها وعلى السمع وحده بالتضمن. ويدل على اسم الحيّ وصفة الحياة بالالتزام. وكذلك سائر أسمائه. قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "فأسماؤه كلها متفقة في الدلالة على نفسه المقدسة، ثم كل اسم يدل على معنى من صفاته ليس هو المعنى الذي دل على الاسم الآخر، فالعزيز يدل على نفسه مع عزته، والخالق يدل على نفسه مع خلقه، والرحيم يدل على نفسه مع رحمتها، ونفسه تستلزم جميع صفاته، فصار كل اسم يدل على ذاته والصفة المختصة به بطريق المطابقة، وعلى أحدهما بطريق التضمن وعلى الصفة الأخرى بطريق اللزوم"1. وقال الشيخ حافظ حكمي: "واعلم أن دلالة أسماء الله تعالى حق على حقيقتها مطابقة وتضمنا والتزاما. فدلالة اسمه تعالى: "الرحمن" على ذاته عز وجل مطابقة وعلى صفة الرحمة تضمنا وعلى الحياة وغيرها التزاما،. وهكذا سائر أسمائه تبارك وتعالى. وليست أسماء الله تعالى غيره كما يقوله الملحدون في أسمائه، تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا. فإن الله عز وجل هو الإله، وما سواه عبيد. وهو الرب، وما سواه مربوب. وهو الخالق، وما سواه مخلوق. وهو الأول فليس قبله شيء، وما سواه محدث كائن بعد أن لم يكن. __________ 1 الإيمان ص 175، ط: المكتب الإسلامي.

(1/340)


وهو الآخر الباقي فليس بعده شيء، وما سواه فان. فلو كانت أسماء الله تعالى غيره كما زعموا لكانت مخلوقة مربوبة محدثة فانية؛ إذ كل ما سواه كذلك، تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا"1. قال الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي: "الدلالة نوعان: ا- لفظية 20- معنوية عقلية. فإن أعطيت اللفظ جميع ما دخل فيه من المعاني فهي دلالة مطابقة؛ لأن اللفظ طابق المعنى من غير زيادة ولا نقصان. وإن أعطيته بعض المعنى فتسمى دلالة تضمن؛ لأن المعنى المذكور بعض اللفظ وداخل في ضمنه. وأما الدلالة المعنوية العقلية فهي خاص، بالعقل والفكر الصحيح؛ لأن اللفظ بمجرده لا يدل عليها، وإنما ينظر العبد ويتأمل في المعاني اللازمة لذلك اللفظ الذي لا يتم معناها بدونه وما يشترط له من الشروط، وهذا يجري في جميع الأسماء الحسنى، كل واحد منها يدل على الذات وحدها أو على الصفة وحدها دلالة تضمن، ويدل على الصفة الأخرى اللازمة لتلك المعاني دلالة التزام، مثال ذلك: "الرحمن" يدل على الذات وحدها وعلى الرحمة وحدها دلالة تضمن، وعلى الأمرين دلالة مطابقة، ويدل على الحياة الكاملة والعلم المحيط والقدرة التامة ونحوها دلالة التزام؛ لأنه لا توجد الرحمة من دون حياة الراحم، وقدرته الموصِّلة لرحمته للمرحوم وعلمه به وبحاجته. وكذلك ما تقدم من استلزام "الملك" جميع صفات المُلْك الكامل، واستلزام "الرب" لصفات الربوبية و"الله" لصفات الألوهية، وهي صفات __________ 1 معارج القبول 1/78

(1/341)


كمال كلها، وكثير من أسمائه الحسنى يستلزم عدة أوصاف كالكبير والعظيم والمجيد والحميد والصمد، فهذه قاعدة نافعةٌ"1. __________ 1 الحق الواضح المبين في شرح توحيد الأنبياء والمرسلين من الكافية الشافية ص 54، 55.

(1/342)


 المطلب الثاني: الأدلة على أن أسماء الله أعلام وأوصاف

ا- دلالة القرآن والسنة على ذلك: تنوعت دلالة القرآن والسنة في إثبات هذه المسألة، فمن ذلك: أ- أن الله يخبر بمصادرها ويصف نفسه بها: والمصدر هو الوصف الذي اشتقت منه تلك الصِّفة. فمن القرآن: قال تعالى: {وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ} وقال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} وقال تعالى: {فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً} وقوله: {فَبِعِزَّتِكَ لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ} 4. فعلم أن "القويَّ" من أسمائه، ومعناه الموصوف بالقوة. وكذلك "العزيز" من أسمائه، ومعناه الموصوف بالعزة. فالقويّ من له القوة، والعزيز من له العزة، فلولا ثبوت القوة والعزة لم يُسم قويّا ولا عزيزا. وقال تعالى: {وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} 5. وقال تعالى: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ} 6. __________ 1 الآية 19 من سورة الشورى 2 الآية 58 من سورة الذاريات 3 الآية 10 من سورة فاطر. 4 الآية 82 من سورة ص. 5 الآية 8 من سورة الأحقاف 6 الآية 6 من سورة الرعد.

(1/343)


وقال تعالى: {وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ} 1. فالغفور هو المتصف بالمغفرة. والرحيم هو المتصف بالرحمة. وقال تعالى: {وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ} 2. وقال تعالى: {فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ} 3. فهوالحكيم الذي له الحكم. وقال تعالى: {أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ} 4. وقال تعالى: {وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ} 5. وكذلك الحال في السُّنَّة: ففي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام، يخفض القِسْطَ ويرفعه، يَرفعُ عمل الليل قبل النهار، وعمل النهار قبل الليل، حجابه النُّور، لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه"6. فأثبت المصدر الذي اشتق منه اسمه "البصير". وفي صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها: "الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات"7. فأثبت المصدر الذي اشتق منه اسمه "السَّميع". __________ 1 الآية 58 من سورة الكهف. 2 الآية 84 من سورة الزخرف. 3 الآية 12 س سورة غافر. 4 الآية 166 من سورة النساء. 5 الآية 255 من سورة البقرة. 6 أخرجه مسلم في صحيحه 1/162. 7 صحيح البخاري 4/ 195.

(1/344)


وفي الصحيح حديث الاستخارة " اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك" 1. فهو قادر بقدرة. وفي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم: "يقول الله تبارك وتعالى: العظمة إزاري، والكبرياء ردائي" 2. فهو العظيم الذي له الكبرياءُ. وقوله صلى الله عليه وسلم: "أعوذ برضاك من سخطك" 3، وقوله صلى الله عليه وسلم: "أعوذ بعزتك الذي لا إله إلا أنت" 4. فقد دلَّ القرآن والسنة على إثبات مصادر هذه الأسماء له سبحانه وصفا، ولولا هذه المصادر لانتفت حقائق الأسماء والصفات والأفعال، فإن أفعاله غير صفاته، وأسماؤه غير أفعاله وصفاته، فإذالم يقم به فعل ولا صفة فلا معنى للاسم المجرد وهو بمنزلة صوت لا يفيد شيئا، وهذا غاية الإلحاد5. فكل ما دلت عليه أسماؤه فهو مما وصف به نفسه، فيجب الإيمان بكل ما وصف به نفسه. __________ 1 أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب التهجد، باب ما جاء في التطوع مثنى مثنى. (فتح الباري 3/ 48ح1162) . 2 أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب البر 136، وأخرجه أبو داود في سننه، كتاب اللباس باب ما جاء في الكبر ح.409- 4/ 350، 351- وابن ماجه في سننه، كتاب الزهد، باب البراءة من الكبر والتواضع 2/ 421 ح 4228، وأخرجه الإمام أحمد 3/276، 414، 427، 442. 3 صحيح مسلم 1/352 4 صحيح البخاري 4/ 194، صحيح مسلم 4/ 2086. 5 شفاء العليل 566، التفسير القيم 30، 31.

(1/345)


ب- (أن الله يخبرُ عن الأسماء بأفعالها "أي حُكمُ تلك الصفة") : قال تعالى {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ} 1 وقال تعالى: {إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى} 2. وقال تعالى: {وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ} 3. وقال تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} 4. فلو لم تكن أسماؤه مشتملة على معان وصفات لم يسغ أن يخبر عنها بأفعالها، فلا يقال: يسمع ويرى ويعلم ويريد، فإن ثبوت أحكام الصفات فرعُ ثبوتها، فإذا انتفى أصل الصفة استحال ثبوت حكمها. ج- أن الله يعلِّل أحكامه وأفعاله بأسمائه: (فالله سبحانه يعلل أحكامه وأفعاله بأسمائه، ولو لم يكن لها معنى لما كان التعليل صحيحا، كقوله تعالى: {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً} وقال تعالى: {لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} 6، فختم حكم الفيء الذي هو الرجوع والعود إلى رضى الزوجة والإحسان إليها بأنه غفور رحيم، يعود على عبده بمغفرته ورحمته إذا رجع إليه با لمغفرة والرحمة. __________ 1 الآية امن سورة المجادلة. 2 الآية 46 من سورة طه. 3 الآية 19 من سورة النحل. 4 الآية 185 من سورة البقرة. 5 الآية 10 من سورة نوح. 6 الآيتان 226- 227 من سورة البقرة.

(1/346)


{وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} فإن الطلاق لما كان لفطا يُسمع ومعنى يُقصد عقّبه باسم "السميع" للنطق به "العليم" بمضمونه. وقال أهل الجنة: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ} 1. أي لما صاروا إلى كرامته بمغفرته ذنوبهم وشكره إحسانهم قالوا: {إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ} وفي هذا معنى التعليل: أي بمغفرته وشكره وصلنا إلى دار كرامته، فإنه غفر لنا السيئات وشكر لنا الحسنات. وقال تعالى: {مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِراً عَلِيماً} 2. فهذا جزاء لشكرهم، أي إن شكرتم ربكم شكركم، وهوعليم بشُكرِكم لا يخفى عليه من شكره ممَّن كفره) 3. د- الله يُسْتَدَلُّ على توحيده بأسمائه: فالله سبحانه يُستدلُّ بأسمائه على توحيده ونفي الشريك عنه، ولو كانت أسماء لامعنى لها لم تدل على ذلك. كقول هارون لعبدة العِجل: {يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ} 4. وقوله سبحانه في القصَّة: {إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً} 5. __________ 1 الآية 34 من سورة فاطر. 2 الآية 147 من سورة النساء. 3 جلاء الأفهام ص 135- 136 4 الآية 90 من سورة طه. 5 الآية 98 من سورة طه.

(1/347)


وقوله تعالى: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ} 1. وقوله تعالى: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ} 2. فسبَّح نفسه عن شرك المشركين به عقب تمدُّحه بأسمائه الحسنى المقتضية لتوحيده، واستحالة إثبات شريك له3. هـ- أن الله يعلِّق بأسمائه المعمولات من الظُّروف والجار والمجرور وغيرهما: فالله سبحانه يعلق بأسمائه المعمولات من الظروف والجار والمجرور وغيرهما، ولوكانت أعلاما محضة لم يصح فيها ذلك. كقوله تعالى: {وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} 4. وقوله تعالى: {وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ} 5. وقوله تعالى: {فَإِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ} 6. وقوله تعالى: {وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً} 7. وقوله تعالى: {إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} 8. __________ 1 الآية 163 من سورة البقرة 2 الآيتان 22- 24 من سورة الحشر 3 جلاء الأفهام ص 147 4 الآية 16 من سورة الحجرات 5 الآية 7 من سورة الجمعة. 6 الآية 63 من سورة آل عمران 7 الآية 43 من سورة الأحزاب. 8 الآية 117 من سورة التوبة.

(1/348)


وقوله تعالى: {وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} 1. وقوله تعالى: {وَكَانَ اللَّهُ بِهِمْ عَلِيماً} 2. وقوله تعالى: {إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ} 3. ونظائره كثيرةٌ4. و وصف الله عز وجل أسماءه بأنها حسنى: قال ابن القيم: "أسماء الرب تبارك وتعالى كلها أسماء مدح، ولو كانت ألفاظا مجردة لا معاني لها، لم تدل على المدح، وقد وصفها اللة بأنها حسنى كلها، فقال: {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} 5. فهي لم تكن حسنى لمجرد اللفظ، بل لدلالتها على أوصاف الكمال. ولهذا لما سمع بعض العرب قارئا يقرأ: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِنَ اللَّهِ} 6 (والله غفور رحيم) . قال: ليس هذا كلام الله. فقال القارىء: أَتُكَذِّبُ بكلام الله تعالى؟ فقال: لا، ولكن ليس هذا بكلام الله تعالى. فعاد إلى حفظه وقرأ: {وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} . __________ 1 الآية 189 من سورة آل عمران. 2 الآية 39 من سورة النساء. 3 الآية 27 من سورة الشورى 4 جلاء الأفهام ص 137-138 5 الآية 180 من سورة الأعراف. 6 الآية 38 من سورة المائدة

(1/349)


فقال الأعرابي: صدقت: عزَّ، فحكمَ، فقطعَ، ولوغفر ورحِمَ لما قطع. ولهذا إذا خُتمت آية الرحمة باسم عذاب، أو بالعكس، ظهر تنافر الكلام وعدم انتظامه. ولو كانت هذه الأسماء أعلاما محضة لا معنى لها لم يكن فرق بين ختم الآية بهذا أو بهذا"1. وقال أيضا: "أخبر سبحانه أنه إله واحد، وإن تعددت أسماؤه الحسنى المشتقة من صفاته، ولهذا كانت حسنى، وإلا فلو كانت كما يقول الجاحدون لكماله أسماء محضة فارغة من المعاني ليس لها حقائق لم تكن حسنى، ولكانت أسماء الموصوفين بالصفات والأفعال أحسن منها"2. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "الله له الأسماء الحسنى دون السّوآى، وإنما تميّز الاسم الحسن عن الاسم السيىء بمعناه، فلو كانت كلها بمنزلة الأعلام الجامدات التي لا تدل على معنى لم تنقسم إلى حسنى وسوآى"3. 2- دليل الإجماع: أ- إجماع أهل اللغة: (أجمع أهل اللغة والعرف على أنه لا يقالُ: عليم إلا لمن له علم، ولا سميع إلا لمن له سمع، وهذا أمر بين لا يحتاج إلى دليل) 4. ب- إجماع المسلمين: (أجمع المسلمون أنه لو حلف بحياة الله أو سمعه أو بصره أو قوَّته أو عزَّته __________ 1 جلاء الأفهام 135-136. 2 الصواعق المرسلة 3/ 938. 3 شرح العقيدة الأصفهانية ص 77. 4 بدائع الفوائد 1/ 165.

(1/350)


أو عظمته انعقدت يمينه، وكانت مكفِّرة لأن هذه صفات كماله التي اشتق منها أسماؤه1. 3- دليل العقل: أ- (إنه يُعلم بالاضطرار الفرق بين الحيّ والقدير والعليم والملك والقدُّوس والغفور. وإن العبد إذا قال: رب اغفرلي وتب علي إنك أنت التواب الغفور، كان قد أحسن في مناجاة ربِّه. وإذا قال: اغفر لي وتُب على إنَّك أنت الجبار المتكبر الشديد العقاب، لم يكن محسنا في مناجاته) 2. ب- إنَّ من المستحيل أن يكون عليما قديرا سميعا بصيرا ولا علم له ولا قدرة؛ بل صحَّةُ هذه الأسماء مستلزمة لثبوت معانيها له، وانتفاء حقائقها عنه مستلزم لنفيها عنه، والثاني باطل قطعا فتعيَّن الأول) 3 لأن شرط صحة إطلاق هذه الأسماء حصول معانيها وحقائقها للموصوف) 4. __________ 1 القواعد المثلى ص 8. 2 مدارج السالكين 1/28، 29 3 شرح العقيدة الأصفهانية ص 76. 4 مختصر الصواعق 2/ 189.

(1/351)


 المطلب الثالث: الأحكام المستفادة من هذه المسألة

أولاً: "الدهر" ليس من أسماء الله: من فقه هذه القاعدة والأحكام التي تُؤخذ منها أن يعلم أن "الدهر" ليس من أسماء الله تعالى؛ لأنه اسم جامد لا يتضمن معنى يلحقه بالأسماء الحسنى، وأسماء الله كما تقدم لنا كل واحد منها دل على "معنى" الذي نسميه الصفة. وكذلك فإن الدهر اسم للوقت والزَّمن، قال الله تعالى عن منكر البعث: {وَقَالُوا مَا هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلاَّ الدَّهْرُ} 1 يريدون مرور الليالي والأيام2. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "تنازع المسلمون في تسمية الله "بالدهر"، ففي الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسوله الله صلى الله عليه وسلم: "لا يسب أحدكم الدهر، فإن الله هو الدهر، ولا يقولن أحدكم للعِنَبِ الكَرمَ، فإن الكَرمَ الرَّجُلُ المُسلِمُ" 3. وفي الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسولى الله صلى الله عليه وسلم يقول: "قال الله عز وجل: يسُّبُ ابن آدم الدهر، وأنا الدهر أُقَلِّبُ الليلَ __________ 1 الآية 24 من سورة الجاثية 2 مجموع الفتاوى 2/ 491. 3 أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الألفاظ من الأدب وغيره، باب النهي عن سب الدَّهر 7/ 45، 46.

(1/352)


والنهار" 1، وفي رواية أخرى: "يؤذيني ابن آدم، يقول: يا خيبة الدهر، فإني أنا الدهر أُقلب ليله ونهاره، فإذا شئت قبضتهما" هذه ألفاظ مسلم2. قال القاضي أبو يعلي في "إبطال الئأويلات"3: "اعلم أن أبا بكبر الخلال قال: أخبرني بشر بن موسى الأسدي، قال: سألت أبا عبد الله أحمد بن حنبل عن الدهر فلم يجبني فيه بشيء". قال القاضي: "وظاهر هذا أن أحمد توقف عن الأخذ بظاهر الحديث". وقال حنبل: "سمعت هارون الحمَّال يقول لأبي عبد الله: كنا عند سفيان بن عيينة بمكة فحدثنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لاتَسُبوا الدهر" فقام فتح بن سهل فقال: يا أبا محمد، نقول: يا دهر ارزقنا؟، فسمعت سفيان يقول: خذوه، فإنه جهمي، وهرب. فقال أبو عبد الله: القوم يردُّون الآثار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نؤمن بها، ولا نردُّ على رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله. قال القاضي: وظاهر هذا أنه أخذ بظاهر الحديث، ويحتمل أن يكون قوله "ونحن نؤمن بها" راجع إلى أخبار الصفات في الجملة ولم يرجع إلى هذا الحديث بخاصَّةٍ. قال: وقد ذكر شيخنا أبو عبد الله بن حامد هذا الحديث في كتابه، وقال: لا يجوز أن يُسمَّى الله دهرا. __________ 1 أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الألفاظ من الأدب، باب النهي عن سب الدهر 7/45. 2 أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب التوحيد، باب 35، (فتح الباري 13/ 464 ح7491) . 3 إبطال التأويلات 2/ 374.

(1/353)


والأمر على ما قاله لأنه قد روي في بعض ألفاظ الحديث ما يمنع من حمله على ظاهره هذا، ولم يرد في غيره من أخبار الصفات ما دلَّ على صرفه عن ظاهره، فلهذا وجب حملها على ظاهرها، وذلك أنه روي فيه أنه: "يؤذيني ابن آدم، يَسُّبُ الدهر وأنا الدهر، بيدي الأمر، أُقَلِّبُ الليل والنهار"، وفي لفظ آخر: "لي الليل والنهار، أجَدِّده وأُبْلِيهِ، وأَذْهّبُ بملوك وآتي بملوك" فتبين أن الدهر الذي هو الليل والنهار خلق له وبيده، وأنه يجدِّده ويبليه، فامتنع أن يكون اسما له. وأصل هذا الخبر أنه ورد على سبب، وهو أن الجاهلية كانت تقول: أصابني الدهر في ماليَ بكذا، ونالتني قوارع الدهر ومصائبه. فيضيفون كل حادث يحدث مما هو جار بقضاء الله وقدره وخلقه وتقديره من مرض أو صحة أو غنى أو فقر أو حياة أو موت إلى الدهر ويقولون: لعن الله هذا الدهر والزمان؛ ولذلك قال قائلهم: أمِنَ المنون وريبه تتوجعُ والدهر ليس بمعتب من تجزع وقال تعالى: {نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ} 1 أي ريب الدهر وحوادثه، وقال سبحانه وتعالى: {وَقَالُوا مَا هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلاَّ الدَّهْرُ} 2 فأخبر عنهم بما كانوا عليه من نسبة أقدار الله وأفعاله إلى الدهر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تسُّبوا الدهر" أي إذا أصابتكم المصائب لا تنسبوها إليه، فإن الله هو الذي أصابكم بها لا الدهر، وإنكم إذا سببتم الدهر وفاعل ذلك ليس هو الدهر3. __________ 1 الآية 30 من سورة الطور. 2 الآية 24 من سورة الجاثية. 3 نقض تأسيس الجهمية 1/124-126.

(1/354)


ثانيا: الردُّ على من أنكر تضمُّن الأسماء الحسنى للصفات: من خلال ما تقدم إيراده من نقول وأدلة يعلم ضلال من نفى معاني أسمائه الحسنى وهم "المعتزلة" الذين ادعوا أنها كالأعلام المحضة التي لم توضع لمسمَّاها باعتبار معنى قائم به. وقالوا: إن الله سميع بلا سمع، وبصير بلا بصر، وعزيز بلا عزة وهكذا وعلّلوا ذلك: بأن ثبوت الصفات يستلزم تعدُّد القدماء. وهذه العلة عليلة بل ميتة لدلالة السمع والعقل على بطلانها، أما السمع: فلأن الله تعالى وصف نفسه بأوصاف كثيرة مع أنه الواحد الأحد، فقال تعالى: {إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ} الآيات 12-16 من سورة البروج. وقال تعالى: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى} الآيات 1-5 من سورة الأعلى. وأما العقل، فلأن الصفات ليست ذوات بائنة من الموصوف حتى يلزم من ثبوتها التعدد، وإنما هي صفات من اتصف بها فهي قائمة به، وكل موجود فلابد له من تعدد صفاته1. فبهذه القاعدة يعلم ضلال من سلبوا أسماء الله تعالى معانيها فنفي معاني أسمائه الحسنى من أعظم الإلحاد فيها، قال تعالى: {وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} وقد سبق إيراد الأدلة من القرآن والسنة على تضمن الأسماء الحسنى للصفات، فليرجع إليها. وإنه لمن المكابرة الصريحة والبهت البيِّن أن يجعل معنى اسمه "القدير" __________ 1 القواعد المثلى ص 8.

(1/355)


هو معنى اسمه "السميع، أو "البصير". ثالثا: إن أسماء الله تعالى كلها من قبيل المحكم المعلوم المعنى، وليست من المتشابه كما يدَّعي بعض المبتدعة الذين يفوِّضون المعنى لهذه الأسماء بدعوى أنها من المتشابه، بل هي من المحكم لأن معانيها معروفة في لغة العرب وغير مجهولة، وإنما المجهول هو الكنه والكيفيَّة للصفات التي تضمنتها هذه الأسماء. (فالله سبحانه أخبرنا أنه عليم قدير، سميع بصير، غفور رحيم؛ إلى غير ذلك من أسمائه وصفاته، فنحن نفهم معنى ذلك، ونميز بين العلم والقدرة، وبين الرحمة والسمع والبصر، ونعلم أن الأسماء كلها اتفقت في دلالتها على ذات الله، مع تنوُّع معانيها، فهي متفقة متواطئة من حيث الذات، متباينة من جهة الصفات) 1. ودعوى أن نصوص الأسماء والصفات غير معلومة المعنى هي دعوى أهل التجهيل الذين قالوا: نصوص الصفات ألفاظ لا تعقل معانيها ولا ندري ما أراد الله ورسوله منها، ولكن نقرأها ألفاظا لا معاني لها، ونعلم أن لها تأويلأ لا يعلمه إلا الله، وهي عندنا بمنزلة {كهيعص}{حم عسق}{المص} 4. فلو ورد علينا منها ما ورد لم نعتقد فيه تمثيلا ولا تشبيها، ولم نعرف معناه، وننكر على من تأوله ونكل علمه إلى الله، وظنَّ هؤلاء أن هذه طريقة __________ 1 مجموع الفتاوى 3/ 59 2 الآية 1 من سورة مريم. 3 الآيتان ا- 2 من سورة الشورى 4 الآية 1 من سورة الأعراف.

(1/356)


السلف، وأنهم لم يكونوا يعرفون حقائق الأسماء والصفات ولا يفهمون معنى قوله: {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيّ} وقوله: {وَالأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} وقوله: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} 3 وأمثال ذلك من النصوص وبنوا هذا المذهب على أصلين. أحدهما: أن هذه النصوص من المتشابه. والثاني: أن للمتشابه تأويلا لا يعلمه إلا الله. فنتج من هذين الأصلين استجهال السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، وسائر الصحابة والتابعين لهم بإحسان، وأنهم كانوا يقرأون {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} 4، و {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} 5، ويروون "ينزل ربُّنا كل ليلة إلى سماء الدُّنيا" ولا يعرفون معنى ذلك، ولا ما أُريد به، ولازم قولهم أن الرسول كان يتكلم بذلك ولا يعلم معناه"6. ولا شك أن دعوى كون طريقة السلف هي مجرد الإيمان بألفاظ القرآن والحديث من غير فقه لذلك- بمنزلة الأمِّيِّين الذين قال الله فيهم: {وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ} 7 - هي دعوى باطلة وفيها من القدح في الدِّين وفي حق الرسول صلى الله عليه وسلم والطعن في السابقين الأولين واستجهالهم واستبلاههم، واعتقاد أنهم كانوا قوما أمِّيِّين بمنزلة الصالحين من العامة، لم __________ 1 الآية 75 من سورة ص. 2 الآية 67 من سورة الزمر. 3 الآية 5 من سورة طه. 4 الآية 5 من سورة طه. 5 الآية 64 من سورة المائدة. 6 الصواعق المنزلة 2/ 422، 423 بتصرف يسير. 7 الآية 78 من سورة البقرة.

(1/357)


يتبحَّروا في حقائق العلم بالله، ولم يتفطنوا لدقائق العلم الإلهى1 وهذا القول إذا تدبَّره الإنسان وجده في غاية الجهالة، بل في غاية الضلالة، فإنه من المعلوم أن الله سبحانه وصف نفسه بأنه بيَّن لعباده غاية البيان، وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم بالبيان، وأخبر أنه أنزل عليه كتابه ليبيِّن للناس ولهذا قال الزهريُّ: "من الله البيان وعلى رسوله البلاغ، وعلينا التسليم" فهذا البيان الذي تكفل به سبحانه وأمر به رسوله، إما أن يكون المراد به بيان اللفظ وحده، أو المعنى وحده، أو اللفظ والمعنى جميعا. ولا يجوز أن يكون المراد به بيان اللفظ دون المعنى، فإن هذا لا فائدة فيه ولا يحصل به مقصود الرِّسالة. وبيان المعنى وحده بدون دليله، وهو اللفظ الدَّال عليه ممتنع. فعلم قطعا أن المراد بيان اللفظ والمعنى. والله تعالى أنزل كتابه- ألفاظه ومعانيه- وأرسل رسوله ليبين اللفظ والمعنى، فكما أنا نقطع ونتيقن أنه بيَّن اللفظ، فكذلك نقطع ونتيقن أنه بيَّن المعنى، بل كانت عنايته ببيان المعنى أشد من عنايته ببيان اللفط وهذا هو الذي ينبغي، فإن المعنى هو المقصود، وأما اللفظ فوسيلة إليه ودليل عليه، فكيف تكون عنايته بالوسيلة أهم من عنايته بالمقصود؛ وكيف نتيقَّن بيانه للوسيلة ولا نتيقّن بيانه للمقصود؟ وهل هذا إلا من أبين المحال؟ 2. ولقد جاءت رسالة النبي صلى الله عليه وسلم بإثبات الصفات إثباتا مفصلا على وجه أزال الشبهة وكشف الغطاء، وحصل العلم اليقيني، ورفع الشك والرَّيب، فثلجت __________ 1 مجموع الفتاوى 8/5- 10 بتصرف. 2 الصواعق المنزلة 2/ 737، 738.

(1/358)


به الصدور واطمأنت به القلوب واستقرّ الإيمان في نصابه، ففصلت الرسالة الصفات والنعوت والأفعال أعظم من تفصيل، الأمر والنهي، وقرَّرت إثباتها أكمل تقرير في أبلغ لفظ. ومن يطَّلع على كلام الصحابة والتابعين ومن بعدهم يعلم أنهم عرفوا معاني تلك النصوص وفهموها. رابعا: أسماء الله تعالى إن دلت على وصف متعدّ تضمّنت ثلاثة أمور: أحدها: ثبوت ذلك الاسم لله عز وجل. الثاني: ثبوت الصفة التي تضمنها لله عز وجل. الثالث: ثبوت حكمها ومقتضاها. وإن دلت على وصف غير متعد تضمنت أمرين: أحدهما: ثبوت ذلك الاسم لله عز وجل. الثاني: ثبوت الصفة التي تضمنها لله عز وجل. مثال ذلك: أ- مثال للاسم الذي دل على وصف متعدٍّ: "السميع" ا- يتضمن إثبات "السميع" اسما لله تعالى. 2- وإثبات "السمع" صفة له. 3- وإثبات حكم ذلك ومقتضاه وهو أنه يسمع السر والنَّجوى كما قال تعالى: {وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ} . ب- مثال للاسم الذي دلَّ على وصف غير متعدٍّ: "الحيُّ": ا- يتضمن إثبات "الحيّ" اسما لله عز وجل.

(1/359)


2- إثباة "الحياة" صفة له. وفي هذا يقول ابن القيم رحمه الله: "إن الاسم إذا أطلق عليه جاز أن يشتق منه المصدر والفعل، فيخبر عنه فعلا ومصدرا نحو: "السميع"، "البصير"، "القدير" يُطلق عليه منه السمع والبصر والقدرة، ويخبر عنه بالأفعال من ذلك نحو: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ}{فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ} 2 وهذا إذا كان الفعل متعديا. فإن كان لازما لم يُخبر عنه به، نحو "الحي" بل يُطلق عليه الاسم والمصدر دون الفعل، فلا يُقال: "حيي""3 __________ 1 الآية 1 من سورة المجادلة. 2 الآية 23 من سورة المرسلات. 3 بدائع الفوائد 1/162.

(1/360)


 المبحث الرابع: إحصاء أسماء الله الحسنى

  المطلب الأول: الحث على إحصاء أسماء الله والمقصود بذلك

... واعترض الحافظ ابن حجر على هذا الوجه فقال: "وفيه نظر؛ لأنه لا يلزم من مجيئه بلفظ "حفظها" تعيين السَّرد عن ظهر قلب، بل يُحتمل الحفظ المعنويُّ". وقال الأصيليُّ: "ليس المراد بالإحصاء عدَّها فقط؛ لأنه قد يعدُّها الفاجر، وإنما المراد العلم بها". وقال ابن بطال: "إن من حفظها عدا وأحصاها سردا ولم يعمل بها يكون كمن حفظ القرآن ولم يعمل بما فيه، وقد ثبت الخبر في الخوارج أنهم يقرءون القرآن ولا يجاوز حناجرهم"1. المعنى الثاني: الطاقة، كما في قوله تعالى: {عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ} أي: لن تطيقوه. وكقول النبي صلى الله عليه وسلم: "استقيموا ولن تحصوا" 3؛ أي: لن تطيقوا كل الاستقامة. فيكون معنى: "أحصاها" في الحديث: أي يطيقها، بحسن المراعاة لها، والمحافظة على حدودها في معاملة الرب سبحانه بها، وذلك مثل أن يقول: يا رحمن يا رحيم؛ فيخطر بقلبه الرحمة، ويعتقدها صفة لله عز وجل فيرجو رحمته ولا ييأس من مغفرته، كقوله تعالى: {لاَ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} 4. وإذا قال: "السميع البصير" علم أنه لا يخفى على الله خافية، وأنه بمرأى __________ 1 فتح الباري 11/226 2 الآية 20 من سورة المزمل. 3 أخرجه الإمام أحمد في المسند 5/ 282، وابن ماجة ح 277، والدَّارمي 1/ 168 4 الآية 53 من سورة الزُّمر.

(1/362)


المطلب الأول: الحثُّ على إحصاء أسماء الله والمقصود بذلك. أولا: الأدلة الواردة في الحث على إحصاء أسماء الله: ا- قوله تعالى: {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} ، والشاد هنا قوله: {فَادْعُوهُ بِهَا} ووجه الاستشهاد: أن الدعاء هنا يتناول كلا من: أ- دعاء الثناء والتعبُّد: كقولك: الحمد لله، سبحان الله، الله أكبر. ب- دعاء المسألة والطلب: اللَّهمَّ ارزقني، ربي اغفر لي، فلا يثنى عليه إلا بأسمائه الحسنى وصفاته العلى، وكذلك لا يسئل إلا بها1، فهو سبحانه يدعو عباده في هذه الآية إلى أن يعرفوه بأسمائه وصفاته، ويثنوا عليه بها، ويأخذوا بحظِّهم من عبوديَّتها؛ إذ كل اسم من أسمائه عز وجل له تعبد مختص به، علما ومعرفة، وحالا. علما ومعرفة: أي إن من علم أن الله مسمى بهذا الاسم، وعرف ما يتضمنه من الصفة ثم اعتقد ذلك: فهذه عبادة. وحالا: أي إن لكل اسم من أسماء الله مدلولا خاصا وتأثيرا معينا في القلب والسُّلوك؛ فإذا أدرك القلب معنى الاسم وما يتضمنه واستشعر ذلك، تجاوب مع هذه المعاني، وانعكست هذه المعرفة على تفكيره __________ 1 بدائع الفوائد 1/ 164.

(1/363)


وسلوكه1. 2- قوله صلى الله عليه وسلم: "إن لله تسعة وتسعين اسما؛ مائة إلا واحدا، من أحصاها دخل الجنة" متفق عليه، وفي رواية: "من حفظها". الشاهد من الحديث: قوله: "من أحصاها"، "من حفظها". ثانيا: معاني الإحصاء: معنى قوله: "من أحصاها" قد ذكر فيه الخطابي2 "أربعة أوجه"، وهي: المعنى الأول: العدُّ: كما في قوله سبحانه: {وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً} فيكون معنى "أحصاها" في الحديث: أنه يعدُّها ليستوفيها حفظا، فيدعو ربه بها. وقد استدل على صحة هذا التأويل بما ورد في رواية سفيان بن عيينة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن لله تسعة وتسعين اسما، مائة غير واحد، من حفظها دخل الجنة، وهو وتر يحب الوتر" 4. قال الخطابي عند هذا الوجه: "وهو أظهرها". وقالى النوويُّ: "قال البخاري وغيره من المحققين. معناه حفظها، وهذا هو الأظهر لثبوته نصا في الخبر، وهو قول الأكثرين"5. وقال ابن الجوزي: "لما ثبت في بعض طرق الحديث"من حفظها" بدل "من أحصاها" اخترنا أن المراد "العد"؛ أي: من عدَّها ليستوفيها حفظا". __________ 1 مدارج السالكين 1/ 420 "بتصرف يسير". 2 شأن الدُّعاء ص 26- 29. 3 الآية 28 من سورة الجن. 4 أخرجه بهذا اللفظ مسلم في صحيحه، الذكر. ح 2677 5 الأذكار للنووي ص هـ8، شرح صحيح مسلم 17/5

(1/364)


واعترض الحافظ ابن حجر على هذا الوجه فقال: "وفيه نظر؛ لأنه لا يلزم من مجيئه بلفظ "حفظها" تعيين السَّرد عن ظهر قلب، بل يُحتمل الحفظ المعنويُّ". وقال الأصيليُّ: "ليس المراد بالإحصاء عدَّها فقط؛ لأنه قد يعدُّها الفاجر، وإنما المراد العلم بها". وقال ابن بطال: "إن من حفظها عدا وأحصاها سردا ولم يعمل بها يكون كمن حفظ القرآن ولم يعمل بما فيه، وقد ثبت الخبر في الخوارج أنهم يقرءون القرآن ولا يجاوز حناجرهم"1. المعنى الثاني: الطاقة، كما في قوله تعالى: {عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ} أي: لن تطيقوه. وكقول النبي صلى الله عليه وسلم: "استقيموا ولن تحصوا"3؛ أي: لن تطيقوا كل الاستقامة. فيكون معنى: "أحصاها" في الحديث: أي يطيقها، بحسن المراعاة لها، والمحافظة على حدودها في معاملة الرب سبحانه بها، وذلك مثل أن يقول: يا رحمن يا رحيم؛ فيخطر بقلبه الرحمة، ويعتقدها صفة لله عز وجل فيرجو رحمته ولا ييأس من مغفرته، كقوله تعالى: {لاَ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} 4. وإذا قال: "السميع البصير" علم أنه لا يخفى على الله خافية، وأنه بمرأى __________ 1 فتح الباري 11/226 2 الآية 20 من سورة المزمل. 3 أخرجه الإمام أحمد في المسند 5/ 282، وابن ماجة ح 277، والدَّارمي 1/ 168 4 الآية 53 من سورة الزُّمر.

(1/365)


منه ومسمع؛ فيخافه في سرِّه وعلنِه، ويراقبه في كافة أحواله. فإذا قال: "الرَّزَّاق" اعتقد أنه المتكفِّل، برزقه، يسوقه إليه في وقته، فيثق بوعده، ويعلم أنه لا رازق له غيره، ولا كافي، له سواه. وإذا قال: "المنتقم" استشعر الخوف من نقمته، واستجار به من سخطه. وإذا قال: "الضار النافع" اعتقد أن الضر والنفغ من قِبَل الله جلَّ وعزَّ لا شريك له، وأن أحدا من الخلق لا يجلب إليه خيرا ولا يصرف عنه شرا، وأن لا حول لأحد، ولا قوة إلا به. وكذلك إذا قال: "القابض الباسط"، و"الخافض الرافع"، و"المعز المذل" وعلى هذا سائر الأسماء1. وقال ابن حجر: "وقيل: معنى أحصاها: عمل بها، فإذا قال: "الحكيم" مثلا سلم جميع أوامره لأن جميعها على مقتضى الحكمة، وإذا قال: "القدُّوس" استحضر كونه منزها عن جميع النقائص. وهذا اختيار أبي الوفاء بن عقيل. وقال ابن بطال: "طريق العمل بها أن الذي يسوغ الاقتداء به فيها كـ"الرحيم"، و"الكريم" فإن الله يحب أن يرى حلاها على عبده، فليمرن نفسه على أن يصحَّ له الاتِّصاف بها. وما كان يختص به تعالى كـ"الجبَّار" و"العظيم" فيجب على العبد الإقرار بها والخضوع لها وعدم التَّحلِّي بصفة منها. وما كان فيه معنى الوعد نقف منه عند الطَّمع والرَّغبة. وما كان فيه معنى الوعيد نقف منه عند الخشية والرَّهبة. فهذا معنى أحصاها وحفظها. __________ 1 شأن الدعاء ص 27-28.

(1/366)


وقال أبو نُغيم الأصبهاني: "الإحصاء المذكور في الحديث ليست هو التعداد، وإنما هو العمل والتَّعقُل بمعاني الأسماء والإيمان بها"1. المعنى الثالث: أن يكون الإحصاء بمعنى العقل والمعرفة. وهذا المعنى مأخوذ من الحصاة وهي: العقل. قال طرفة: وإن لسان المرء مالم تكن له ... حصاة على عوراته لدليل2 والعرب تقول: فلان ذو حصاة؛ أي ذو عقل ومعرفة بالأمور. فيكون معنى "أحصاها": أن من عرفها وعقل معانيها، وآمن بها دخل الجنة3. قال أبو عمرو الطَّلمنكي: "من تمام المعرفة بأسماء الله تعالى وصفاته التي يستحق بها الداعي والحافظ ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، المعرفة بالأسماء والصفات وما تتضمن من الفوائد، وتدل عليه من الحقائق، ومن لم يعلم ذلك لم يكن عالما لمعاني الأسماء، ولا مستفيدا بذكرها وما تدلُّ عليه من المعاني"4. المعنى الرابع: أن يكون معنى الحديث أن يقرأ القرآن حتى يختمه فيستوفي هذه الأسماء كلها في أضعاف التلاوة، فكأنه قال: من حفظ القرآن وقرأه فقد استحق دخول الجنة5. __________ 1 فتح الباري 11/226 2 ديوان طرفة بن العبد ص 112. 3 شأن الدعاء ص 28، 29. 4 فتح الباري 11/226 5 شأن الدعاء ص 29.

(1/367)


قال الحافظ ابن حجر: "وقيل؛ المراد بالحفظ: حفظ القرآن لكونه مستوفيا لها، فمن تلاه دعا بما فيه من الأسماء حصل المقصود. قال النووي: هذا ضعيف. وقيل: المراد من تتبَّعها من القرآن"1 والحق والصواب أن الإحصاء شامل لهذه الأمور جميعها، فلابد من الجمع بين الإحصاء النظري المتمثل في العلم بها وحفظها وحفظ النصوص الدالة عليها، والإحصاء الفقهيِّ المتمثل في فهم معانيها ومدلولاتها والإيمان بآثارها والإحصاء العملى الذي هو العمل بمقتضاها ودعاء الله بها. قال ابن بطال: "الإحصاء يقع بالقول، ويقع بالعمل، فالذي بالعمل أن لله أسماء يختصن بها كالأحد، والقدير، فيجب الإقرار بها والخضوع عندها". وله أسماء يستحبُّ الاقتداء بها في معانيها، كالكريم والغفو، فيسحب للعبد أن يتحلى بمعانيها ليؤدي حق العمل بها، فبهذا يحصل الإحصاء العملي، وأما الإحصاء القولي فيحصل بجمعها وحفظها والسؤال بها، ولو شارك المؤمن غيره في العد والحفظ، فإن المؤمن يمتاز عنه بالإيمان والعمل بها2. __________ 1 فتح الباري 11/226 2 فتح الباري 13/390.

(1/368)


 المطلب الثاني: مراتب الإحصاء: مراتب إحصاء أسماء الله الحسنى ثلاثة:

المرتبة الأولى: إحصاء ألفاظها وعدِّها؛ أي: "حفظها". المرتبة الثانية: فهم معانيها ومدلولها. المرتبة الثالثة: دعاؤه بها، كما قال تعالى: {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} . والدعاء هنا مرتبتان: إحداهما: دعاء ثناء وعبادة. والثاني: دعاء مسألة وطلب. فلا يُثنى عليه إلا بأسمائه الحسنى وصفاته العُلى. وكذلك لا يسأل إلا بها، فلا يقال: يا موجودُ، أو يا شيء، أو يا ذاتُ اغفر لي وارحمني، بل يسأل في كل مطلوب باسم يكون مقتضيًا لذلك المطلوب، كأن يقول: يا غفور اغفر لي، يا رحيم ارحمني، يا توَّاب تُبْ عليَّ، فيكون السائل متوسلا إليه بذلك الاسم. ومن تأمل أدعية الرُّسُل ولا سيما خاتمهم وإمامهم وجدها مطابقة لهذا1. فهذه مراتب إحصاء أسمائه التي من أحصاها دخل الجنة، وهذا هو قطب السَّعادة ومدار النَّجاة والفلاح. وهذا الإحصاء لا يتحقق على الوجه الصحيح حتى يكون الإنسان متَّبعا لعقيدة أهل السنة والجماعة الذين يؤمنون بما دلت عليه أسماء الله وصفاته من __________ 1 بدائع الفوائد 1/ 164 "بتصرف يسير".

(1/369)


المعاني، وبما يترتب عليها من مقتضيات، وأحكام، بخلاف أهل الباطل الذين أنكروا ذلك وعطلوه كليا أوجزئيا. ولذلك فلابد من مراعاة الأمور التالية عند الإيمان بأسماء الله الحسنى. أولا: الإيمان بجميع أسماء الله الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة. ثانيا: الإيمان بما دل عليه كل اسم منها من المعنى، واحترام ذلك المعنى وعدم تحريفه. ثالثا: الإيمان بما يتعلَّق به من الآثار والحكم والمقتضى. وكمثال على ذلك: "السميع". اسم من أسماء الله الحسنى وردت به النصوص، فلابد للإيمان به وتحقيق إحصائه على الوجه المطلوب من: 1- إثبات اسم "السميع" اسما لله عز وجل. 2- إثبات ما دل عليه من المعنى الذي نسميه الصفة، فالله عز وجل متصف بصفة السمع، وهذا الاسم دل على ذلك 3- إثبات الحكم- أي الفعل- وهو أن الله يسمع السر والنَّجوى. وإثبات المقتضى والأثر المترتب على ذلك: وهو وجوب خشية الله ومراقبته وخوفه والحياء منه، والالتجاء إليه، ودعاؤه عز وجل، فهو سبحانه يسمع السر والنَّجوى. وهكذا الشأن في جميع أسماء الله يجب أن تعامل هذه المعاملة ليتحقق إحصاء أسماء الله ودعاؤه عز وجل بها كما أمر بذلك في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم.

(1/370)


 المطلب الثالث: ثمرات إحصاء أسماء الله الحسنى

ا- من ثمرات الإحصاء ما ذكره ابن القيم رحمه الله في كتابه مدارج السالكين 1/ 417، حيث قال: "وكل اسم من أسمائه سبحانه له صفة خاصة، فإن أسماءه أوصاف مدح وكمال، وكل صفة، لها مقتضى وفعل؛ إما لازم وإما متعد، ولذلك الفعل تعلق بمفعول هو من لوازمه. وهذا في خلقه وأمره وثوابه وعقابه، كل ذلك آثار الأسماء الحسنى وموجباتها. ومن المحال تعطيل أسمائه عن أوصافها ومعانيها، وتعطيل الأوصاف عما تقتضيه وتستدعيه من الأفعال، وتعطيل الأفعال عن المفعولات، كما أنه يستحيل تعطيل مفعوله عن أفعاله، وأفعاله عن صفاته، وصفاته عن أسمائه، وتعطيل أسعمائه وأوصافه عن ذاته. وإذا كانت أوصافه صفات كمال، وأفعاله حكما ومصالح، وأسماؤه حسنى، ففرض تعطيلها عن موجباتها مستحيل في حقه؛ ولهذا ينكر سبحانه على من عطله عن أمره ونهيه، وثوابه وعقابه، وأنه بذلك نسبه إلى ما لا يليق به وإلى ما يتنزه عنه وأن ذلك حكم سيِّءٌ ممَّن حكم به عليه، وأن من نسبه إلى ذلك فما قدره حق قدره، ولا عظمه حق تعظيمه، كما قال تعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ} وقال تعالى في حق منكري المعاد والثواب والعقاب: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ __________ 1 الآية 91 من سورة الأنعام

(1/371)


يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} 1، وقال في حق من جوّز عليه التسوية بين المختلفين، كالأبرار والفجار، والمؤمنين والكفار: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ} 2، فأخبر أن هذا حكم سيء لا يليق به تأباه أسماؤه وصفاته، وقال سبحانه: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ} 3 عن هذا الظن والحسبان، الذي تأباه أسماؤه وصفاته. ونظائر هذا في القرآن كثيرة، ينفي فيها عن نفسه خلاف موجب أسمائه وصفاته؛ إذ ذلك مستلزم تعطيلها عن كمالها ومقتضياتها. فاسمه "الحميد، المجيد" يمنع ترك. الإنسان سدىً مهملاً معطلاً، لا يُؤمر ولا يُنهى، ولا يثاب ولا يُعاقب. وكذلك، اسمه "الحكيم" يأبى ذلك. وكذلك اسمه "الملك" واسمه "الحي، المجيدُ" يمنع ترك الإنسان شدىً مهملاً معطلاً، لا يؤمر ولا ينهى، ولا يثاب ولا يُعاقب، وكذلك اسمه "الحكيم " يأبى ذلك. وكذلك اسمه "الملك" واسمه "الحيُّ" يمنع أن يكون معطلا من الفعل؛ بل حقيقة "الحياة" الفعل، فكل حي فعالٌ وكونه سبحانه "خالقا قيوما" من موجبات حياته ومقتضياتها " واسمه "السميع البصير" يوجب مسموعا ومرئيا. واسمه "الخالق" يقتضي مخلوقا، وكذلك "الرَّازق". واسمه "الملك" يقتضي مملكة وتصرُّفا وتدبيرا، وإعطاء ومنعا، وإحسانا __________ 1 الآية 67 من سورة الزمر. 2 الآية 21 من سورة الجاثية. 3 الآيتان 115- 116 من سورة المؤمنون

(1/372)


وعدلا، وثوابا وعقابا. واسمه " البَرُّ، المحسنُ، المعطي، المنان" ونحوها تقتضي آثارها وموجباتها إذا عرف هذا، فمن أسمائه سبحانه "الغفار، التواب، العفوُّ)) ، فلابد لهذه الأسماء من متعلِّقات، ولابد من جناية تُغتفر، وتوبة تقبل، وجرائم يُعفى عنها. ولابد لاسمه "الحكيم" من متعلق يظهر فيه حكمه، إذ اقتضاء هذه الأسماء لآثارها كاقتضاء اسم "الخالق، الرزاق، المعطي، المانع" للمخلوق والمرزوق والمعطَى والممنوع، وهذه الأسماء كلُّها حسنى. والرب تعالى يحب ذاته وأوصافه وأسماءه، فهو عفو يحب العفو، ويحب المغفرة، ويحب التوبة، ويفرح بتوبة عبده حين يتوب إليه أعظم فرح يخطر بالبال. وكان تقدير ما يغفره ويعفو عن فاعله، ويحلم عنه، ويتوب عليه ويسامحه: من موجب أسمائه وصفاته، وحصول ما يحبه ويرضاه من ذلك. وما يحمد به نفسه ويحمده به أهل سمواته، وأهل أرضه، ما هو من موجبات كماله ومقتضى حمده، وهو سبحانه الحميد المجيد، وحمده ومجده يقتضيان آثارهما. ومن آثارهما: مغفرة الزلات، وإقالة العثرات، والعفو عن السيئات، والمسامحة على الجنايات، مع كمال القدرة على استيفاء الحق، والعلم منه سبحانه بالجناية ومقدار عقوبتها. فحلمه بعد علمه، وعفوه بعد قدرته، ومغفرته عن كمال عزته وحكمته، كما قال المسيح عليه السلام: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} أي: فمغفرتك عن كمال

(1/373)


قدرتك وحكمتك، لست كمن يغفر عجزا ويسامح جهلا بقدر الحق، بل أنت عليم بحقك، قادر على استيفائه، حكيم في الأخذ به. فمن تأمل سريان آثار الأسماء والصفات في العالم، وفي الأمر، تبين له أن مصدر قضاء هذه الجنايات من العبيد، وتقديرها: هو من كمال الأسماء والصفات والأفعال. وغاياتها أيضا: مقتضى حمده ومجده، كما هو مقتضى ربوبيته وإلهيته، فله في كل ما قضاه وقدره الحكمة البالغة، والآيات الباهرة، والتعرفات إلى عباده بأسمائه وصفاته، واستدعاء محبتهم له، وذكرهم له، وشكرهم له، وتعبدهم له بأسمائه الحسنى؛ إذ كل اسم؛ فله تعبد مختص به، علما ومعرفة وحالا. وأكمل الناس عبودية: المتعبِّد بجميع الأسماء والصفات التي يطَّلِع عليها البشر، فلا تحجبه عبودية اسم عن عبودية اسم آخر، كمن يحجبه التعبد باسمه "القدير" عن التعبد باسمه "الحليم الرحيم"، أو يحجبه عبودية اسمه "المعطي" عن عبودية اسمه "المانع" أو عبودية اسمه "الرحيم العفو الغفور" عن اسمه "المنتقم"، أو التعبد بأسماء "التودد والر، واللطف، والإحسان" عن أسماء "العدل، والجبروت، والعظمة، والكبرياء" ونحو ذلك. وهذه طريقة الكُمَّل من السائرين إلى الله، وهي طريقة مشتقة من قلب القرآن، قال الله تعالى: {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} ، والدعاء بها يتناول دعاء المسألة، ودعاء الثناء، ودعاء التعبد. وهو سبحانه يدعو عباده إلى أن يعرفوه بأسمائه وصفاته، ويثنوا عليه بها، ويأخذوا بحظِّهم من عبوديتها. وهو سبحانه يحبُّ موجب أسمائه وصفاته.

(1/374)


فهو "عليم" يحب كل عليم، "جواد" يحب كل جواد، "وتر" يحب الوتر، "جميل" يحب الجمال، "عفوٌّ" يحب العفو وأهله، "حييٌّ" يحبُّ الحياء وأهله، "بر" يحب الأبرار، "شكور" يحب الشاكرين، "صبور" يحسب الصابرين، "حليم" يحب أهل الحلم. فلمحبته سبحانه للتوبة والمغفرة والعفو والصفح- خلق من يغفِرُ له ويتوب عليه ويعفو عنه، وقدَّر عليه ما يقتضي وقوع المكروه والمبغوض له؛ ليترتب عليه المحبوب له والمرضي له ... "1. 2- من ثمرات الإحصاء أن من كان له نصيب من معرفة أسمائه الحسنى واستقرأ آثارها في الخلق والأمر رأى الخلق والأمر منتظمين بها أكمل انتظام. فلله العظيم أعظم حمد وأتمُّه وأكمله على ما من به من معرفته وتوحيده والإقرار بصفاته العليا وأسمائه الحسنى. والله يحب أسماءه وصفاته ويحب المتعبِّدين له بها، ويحب من يسأله ويدعوه بها، ويحب من يعرفها ويعقلها ويُثني عليه بها ويحمده ويمدحه بها، كما في الصحيح "لا أحد أحب إليه المدح من الله، من أجل ذلك أثنى على نفسه ... "2. ولمحبته لأسمائه وصفاته أمر عباده بموجبها ومقتضاها، فأمرهم بالعدل والإحسان، والبر، والعفو، والجود، والصبر، والمغفرة، والرحمة، __________ 1 ولمزيد استفصال في الموضوع انظر: طريق الهجرتين ص.13، ومفتاح دار السعادة 2/ 0 9، 1/ 287. 2 أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب التفسير، باب: {وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ} انظر: فتح الباري 8/ 295، 296 ح 4634. وأخرجه مسلم في صحيحه، كتاب التوبة، باب غيرة الله وتحريم الفواحش 8/ 100

(1/375)


والصدق، والعدل، والعلم، والشكر، والحلم، والأناة، والتثبُّت، ولما كان سبحانه يحب أسماءه وصفاته كان أحب الخلق إليه من اتصف بالصفات التي يحبها، وأبغضهم إليه من اتصف بالصفات التي يكرهها. وإنما أبغض من اتصف بالكبر والعظمة والجبروت؛ لأن اتصاف العبد بها ظلم، إذ لا تليق به هذه الصفات ولا تحسن منه؛ لمنافاتها لصفات العبيد، وخروج من اتصف بها من ربقة العبودية، وهذا خلاف صفات العلم والعدل والرحمة والإحسان والصبر والشكر، فإنها لا تنافي العبودية، بل اتصاف العبد بها من كمال عبوديته، إذ المتصف بها لم يتعد طوره ولم يخرج بها من دائرة العبودية. 3- ومن ثمرات معرفة أسماء الله الحسنى أن أعرف الناس بأسماء الله وصفاته أشدهم حبا له، فكل اسم من أسمائه وصفة من صفاته تستدعي محبة خاصة، فإن أسماءه كلها حسنى وهي مشتقة من صفاته، وأفعاله دالة عليها. فهو المحبوب المحمود على كل ما فعل وعلى كل ما أمر، إذ ليس في أفعاله عبث، وليس في أوامره سَفَهٌ، بل أفعاله كلها لا تخرج عن الحكمة والمصلحة، والعدل، والفضل، والرحمة، وكل واحد من ذلك يستوجب الحمد والثناء والمحبة عليه. ولا يتصور نشر هذا المقام حق تصوره فضلا عن أن يوفاه حقه، فأعرف خلقه به وأحبهم له صلى الله عليه وسلم يقول: "لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك"، ولو شهد بقلبه صفة واحدة من أوصاف كماله لاستدعت منه المحبة التَّامة عليها، وهل مع المؤمنين محبة إلا من آثار صفات كماله؟، فإنهم لم يروه

(1/376)


في هذه الدَّار، وإنما وصل إليهم العلم بآثار صفاته وآثار صنعه، فاستدلوا بما علموه على ما غاب عنهم، فلو شاهدوه ورأوا جلاله وجماله وكماله سبحانه وتعالى لكان لهم في حبه شأن آخر، وإنما تفاوتت منازلهم ومراتبهم في محبته على حسب تفاوت مراتبهم من معرفته والعلم به، فأعرفهم بالله أشد حبا له؛ ولهذا كانت رسله أعظم الناس حبا له، والخليلان من بينهم أعظمهم حبا، وأعرف الأمة أشدهم له حبا، ولهذا كان المنكرون لحبه أجهل الخلق به1. 4- ومن ثمرات وفوائد معرفة أسماء الله الحسنى أن إحصاء الأسماء الحسنى والعلم بها أصل للعلم بكل معلوم، فإن المعلومات سواه إما أن تكون: ا- خلقا له تعالى، فهو أعلم بما كوَّنه وخلقه. 2- أو أمرا، فهو علم بما شرَّعه. ومصدر الخلق والأمر عن أسمائه الحسنى وهما مرتبطان بها ارتباط المقتضى بمقتضيه. فالأمر كله: مصدره عن أسمائه الحسنى، وهذا كله حسن لا يخرج عن مصالح العباد والرَّأفة والإحسان إليهم بتكميلهم بما أمرهم به ونهاهم عنه، فأمره كله مصلحة وحكمة ورحمة ولطف وإحسان؛ إذ مصدره أسماؤه الحسنى. وفعله كله: لا يخرج عن العدل والحكمة والمصلحة والرحمة؛ إذ مصدره أسماؤه الحسنى، فلا تفاوت في خلقه ولا عبث، ولم يخلق خلقه باطلا ولاسدىً ولا عبثا. __________ 1 طريق الهجرتين 127، 130 "بتصرف".

(1/377)


وكما أن كل موجود سواه فبإيجاده، فوجود من سواه تابع لوجوده، تبعَ المفعولِ المخلوقِ لخالقه. فكذلك العلم بها- أي بأسمائه- أصل، للعلم بكل ما سواه، فالعلم بأسمائه وإحصاؤها أصل لسائر العلوم، فمن أحصى أسماءه كما ينبغي للمخلوق أحصى جميع العلوم، إذ إحصاء أسمائه أصل لإحصاء كل معلوم؛ لأن المعلومات هي من مقتضاها ومرتبطة بها، وتأمل صدور الخلق والأمر عن علمه وحكمته تعالى، ولهذا لا تجد فيها خللا ولا تفاوتا؛ لأن الخلل الواقع فيما يأمر به العبد أو يفعله إما أن يكون لجهل العبد به أو لعدم حكمته، أما الرَّبُ تعالى فهو العليم الحكيم، فلا يلحق، فعله ولا أمره خلل ولا تفاوت ولا تناقض1. __________ 1 طريق الهجرتين ص 318 "بتصرف".

(1/378)


الخاتمة: في التحذير من الإلحاد في أسماء الله الحسنى قال تعالى: {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} والإلحاد في أسمائه: هو العدول بها وبحقائقها ومعانيها عن الحق الثابت لها. والإلحاد مأخوذ من الميل كما يدل عليه مادته "ل- ح- د"، فمنه اللحد وهو الشق في جانب القبر الذي قد مال عن الوسط. ومنه الملحد في الدين: المائل عن الحق إلى الباطل، قال ابن السِّكِّيت: "الملحد المائل عن الحق المُدخِلُ فيه ما ليس فيه. والإلحاد في أسمائه تعالى أنواع. أحدها: أن يسمى الأصنام بها كتسميتهم اللات من الإلهية، والعزى من العزيز، وتسميتهم الصنم إلها، وهذا إلحاد. حقيقة، فإنهم عدلوا بأسمائه إلى أوثانهم وآلهتهم الباطلة1. قال ابن عباس ومجاهد: "عدلوا بأسماء الله تعالى عما هى عليه، فسموا بها أوثانهم، فزادوا ونقصوا، فاشتقوا اللات من الله، والعُزَّى من العزيز، ومناة من المنَّان"2. __________ 1 بدائع الفوائد 1/ 169. 2 مدارج السالكين 1/ 30.

(1/379)


الثاني: تسميته بما لا يليق بجلاله كتسمية النصارى له أبا، وتسمية الفلاسفة له موجبا بذاته أو علَّةً فاعلةً بالطبع ونحو ذلك1؛ وذلك لأن أسماء الله تعالى توقيفية، فتسميته تعالى بما لم يسم به نفسه ميلٌ بها عما يجب فيها، كما أن هذه الأسماء التي سمُّوه بها نفسها باطلة ينزه الله تعالى عنها2. الثالث: أن ينكر شيئا منها أو مما دلت عليه من الصفات والأحكام كما فعل أهل التعطيل من الجهمية وغيرهم، وإنما كان ذلك إلحادا لوجوب الإيمان بها وبما دلت عليه من الأحكام والصفات اللائقة بالله، فإنكار شيء من ذلك ميل بها عما يجب فيها3. قال ابن القيم: "ومن الإلحاد في أسمائه تعطيل الأسماء عن معانيها وجحد حقائقها، كقول من يقوله من الجهمية وأتباعهم: إنها ألفاظ مجردة لا تتضمن صفات ولا معان، فيطلقون عليه اسم السميع والبصير والحي والرحيم والمتكلم والمريد، ويقولون: لا حياة له ولا سمع ولا بصر ولا كلام ولا إرادة تقوم به، وهذا من أعظم الإلحاد فيها عقلا وشرعا ولغة وفطرة، وهو يقابل إلحاد المشركين؛ فإن أولئك أعطوا أسماءه وصفاته لآلهتهم، وهؤلاء سلبوه صفات كماله وجحدوها وعطلوها فكلاهما ملحد في أسمائه. ثم الجهمية وفروخهم متفاوتون في هذا الإلحاد؛ فمنهم الغالي والمتوسط والمنكوب وكل من جحد شيئا مما وصف الله به نفسه أو وصفه به رسوله فقد ألحد في ذلك، فليستقلل أو ليستكثر"4 __________ 1 بدائع الفوائد 1/ 169. 2 القواعد المثلى ص 17. 3 المصدر السابق ص 16 4 بدائع الفوائد 1/ 169، 170.

(1/380)


الرابع: أن يجعلها دالة على صفات تشابه صفات المخلوقين كما فعل أهل التشبيه؛ وذلك لأن التشبيه معنى باطل لا يمكن أن تدل عليه النصوص، بل هي دالة على بطلانه، فجعْلُها دالة عليه ميل بها عما يجب فيها1. قال ابن القيم: "ومن الإلحاد في أسمائه شبيه صفاته بصفات خلقه- تعالى الله عما يقول المشبِّهون علوا كبيرا- فهذا الإلحاد في مقابل إلحاد المعطلة؛ فإن أولئك نفوا صفة كماله وجحدوها، وهؤلاء شبهوها بصفات خلقه، فَجَمَعهُم الإلحاد وتفرَّقت بهم طُرُقُه، وبرأ الله أتباع رسوله وورثته القائمين بسنته عن ذلك كله، فلم يصفوه إلا بما وصف به نفسه، لم يجحدوا صفاته ولم يشبهوها بصفات خلقه، ولم يعدلوا بها عما أُنزِلَت عليه لفظا ولا معنى، بل أثبتوا له الأسماء والصفات ونفوا عنه مشابهة المخلوقات، فكان إثباتهم بريًّا من التشبيه، وتنزيههم خليا من التعطيل، لا كمن شبه حتى كأنه يعبد صنما، أو عطل حتى كأنه لا يعبد إلا عدما، وأهل السنة وسط في النِّحَلِ، كما أن أهل الإسلام وسط في الملل" انتهى كلامه2. وقال رحمه الله: "قال الله تعالى: {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ} ، ومن أعظم أنواع الإلحاد في أسمائه إنكار حقائقها ومعانيها والتصريح بأنها مجازات، وهو أنواع هذا أحدها. والثاني: جحدها وإنكارها بالكلية. والثالث: تشبيهه فيها بصفات المخلوقين ومعاني أسمائه، وأن الثابت له منها مماثل لخلقه"3. __________ 1 القواعد المثلى ص 17 2 بدائع الفوائد 1/ 170 3 مختصر الصواعق 2/ 110.

(1/381)


واسمع إلى أبيات يحذر فيها ابن القيم من لإلحاد، حيث يقول: أسماؤه أوصاف مدح كلها ... مشتقة قد حُمِّلت لمعان إياك والإلحاد فيها إنه ... كفر معاذ الله من كفران وحقيقة الإلحاد فيها الميل بالإ ... شراك والتعطيل والنُّكران فالملحدون إذا ثلاث طوائف ... فعليهم غضب من الرحمن المشركون لأنهم سموا بها ... أوثانهم قالوا إله ثان هم شبهوا المخلوق بالخلاق عكـ ... سَ مشبه الخلاق بالإنسان وكذاك أهل الاتحاد فإنهم ... إخوانهم من أقرب الإخوان والملحد الثاني فذو التعطيل إذ ... ينفي خقائقها بلا برهان هذا وثالثهم فنافيها ونا ... في ما تدل عليه بالبهتان ذا جاحد الرحمن رأشا لم يُقِ ... ر بخالق أبدا ولا رحمن هذا هو الإلحاد فاحذره لعل اللـ ... ـه أن ينجيك من نيران وتفوز بالزلفى لديه وجنة المـ ... أوى من الغفران والرضوان1 ومن خلال النقول السابقة يتضح لنا أن الالحاد دائر بين التعطيل والتمثيل، فلابد للنجاة من الإلحاد والسلامة منه أن نحذر من هذين الداءين، وذلك بالبعد منهما أشد البعد. والله الموفق والهادي إلى سواء السَّبيل. __________ 1 القصيدة النونية ص 54، 156.

(1/382)