×
إرشاد العامل إلى الوِرد الكامل: هذه الرسال اهتمت بجمع الأذكار والأوراد التي بنبغي أن يحرِص عليها كل مسلم، وهي: الأذكار التي تقال في الصباح والمساء، والتي تضاف في المساء، والتي تضاف في الصباح، والأدعية والأذكار التي كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يُكثِرُ منها أو يُوصِي بالإكثار منها.

 إرشاد العامل إلى الورد الكامل

علي بن محمد الدهامي


 الأذكار التي تقال في الصباح والمساء

1- آية الكرسي.

2- قل هو الله أحد والمعوذتين (ثلاث مرات).

3- لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير (مائة مرة) أو (عشر مرات) أو (مرة واحدة).

4- سبحان الله وبحمده (مائة مرة).

5- بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم (ثلاث مرات).

6- رضيت بالله ربا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد - صلى الله عليه وسلم - نبينًا (ثلاث مرات).

7- حسبي الله لا إله  إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم (سبع مرات).

8- أصبحنا على فطرة الإسلام، وكلمة الإخلاص، ودين نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -، وملة أبينا إبراهيم حنيفًا مسلمًا وما كان من المشركين، وفي المساء (أمسينا) بدلاً من (أصبحتا).

9- أمسينا وأمسى الملك لله، والحمد لله، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، رب أسألك خير ما في هذه الليلة وخير ما بعدها، وأعوذ بك من شر هذه الليلة وشر ما بعدها، رب أعوذ بك من الكسل، وأعوذ بك من عذاب في النار وعذاب في القبر، وفي الصباح (أصبحنا) بدلاً من (أمسينا).

10- أصبحنا وأصبح الملك لله رب العالمين، اللهم إني أسألك خير هذا اليوم فتحه ونصره ونوره وبركته وهداه، وأعوذ بك من شر ما فيه وشر ما قبله وشر ما بعده، وفي المساء: (أمسينا) بدلاً من (أصبحنا).

11- اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيا وبك نموت وإليك النشور في الصباح، وفي المساء اللهم بك أمسينا وبك أصبحنا وبك نحيا وبك نموت وإليك المصير.

12- اللهم إني أصبحت أشهدك وأشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك بأنك أنت الله لا إله إلا أنت وحده لا شريك لك وأن محمدًا عبدك ورسولك (أربع مرات) وفي المساء (اللهم إني أمسيت).

13- اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك فلك الحمد ولك الشكر، وفي المساء (اللهم ما أمسى).

14- يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين.

15- اللهم عافني في بدني، اللهم عافني في سمعي، اللهم عافني في بصري، لا إله إلا أنت (ثلاثًا).

اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر، اللهم، إني أعوذ بك من عذاب القبر، لا إله إلا أنت (ثلاثا).

16- اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي.

17- اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة رب كل شيء ومليكه أشهد أن لا إله إلا أنت أعوذ بك من شر نفسي وشر الشيطان وشركه وأن أقترف على نفسي سوءًا أو أجره إلى مسلم.

18- اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت، وأبوء لك بنعمتك علي، وأبوء بذنبي، فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.

19- اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الجدين وقهر الرجال.

20- اللهم صل على محمد (عشر مرات).


 الأذكار التي تضاف في المساء

21- آخر آيتين من سورة البقرة (في الليل).

22- أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق (ثلاث مرات).

 الأذكار التي تضاف في الصباح

23- سبحان الله بحمده عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه ومداد كلماته. (ثلاث مرات).

24- اللهم بك أحاول وبك أصاول وبك أقاتل.

25- استغفر الله وأتوب إليه. (مائة مرة).

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وآله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين أما بعد:

فإن ذكر الله جل وعلا من أفضل ما تقرب به العبد إلى ربه، ومن أكثر ما جاءت النصوص في فضله وفضل أهله والمتلبسين به ويكفي في ذلك قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «سبق المفردون» قالوا: وما المفردون يا رسول الله؟ قال: «الذاكرون الله كثيرًا والذاكرات» [رواه مسلم]ن وقوله: «ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والورق، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم، ويضربوا أعناقكم؟ ذكر الله» [الترمذي وابن ماجه صحيح الجامع برقم 2629].

وأنفع الذكر ما تواطأ عليه القلب واللسان، والذكر أنواع، ومن أفضلها أذكار الصباح والمساء، وهي ما اهتم به العلماء رحمهم الله قديمًا وحديثًا، وألفوا فيها إما في كتب الأذكار تبعًا أو بمؤلفات مفردة لكن القارئ لها يلحظ فيها أمورًا من أهمها:

أولاً: أنها ربما اشتملت على أحاديث شديدة الضعف لا تصح، وهذا لا يقره من يرى العمل بالحديث الضعيف فضلاً عمن لا يرى ذلك؛ لأن في الصحيح غنية عن الضعيف (واقتصاد في سنة خير من اجتهاد في بدعة) فالعمل اليسير الموافق لمرضاة الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - أحب إلى الله تعالى من العمل الكثير إذا خلا عن ذلك أو بعضه ([1]).

ثانيًا: أن من كتب الأذكار ما اقتصر على بعض ما ورد فيها ولم يستقص في ذكرها جميعًا فأحببت أن أجمع في هذه الرسالة ما وقفت عليه ما جاء في هذا الباب مما صححه العلماء وإن كان فيه اختلاف يسير.

ثالثًا: أن منها مما لا يفرق بين ما يقتصر على قوله من الأذكار في المساء أو الصباح بل يذكرها جميعًا على أنها من أذكار الصباح والمساء والأمر ليس كذلك بل إن بعض الأذكار جاء النص على أنها تقال في الليل ومن المعلوم أن الليل جزء من المساء، والمساء يدخل فيه العصر، فلابد من التفريق بين هذا وهذا الوقوف عند ألفاظ الأحاديث في ذلك والله أعلم وقبل ذكر الأحاديث الواردة في أذكار الصباح والمساء أود أن أقدم بين يديها بعض التنبيهات المهمة التي تتعلق بهذا الموضوع:

 أولاً: وقت الورد:

محل ورد الصباح في الإبكار وهو الغدو بعد صلاة الصبح وقبل طلوع الشمس ومحل ورد المساء في العشي وهو الآصال بعد صلاة العصر قبل الغروب لقوله سبحانه: ﴿فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ﴾ [ق: 39]([2] وقوله: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا﴾ [الأحزاب: 41، 42].

وقوله: ﴿وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ﴾ [الأعراف: 205].

قال ابن القيم رحمه الله: قال تعالى: ﴿فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ﴾ [غافر: 55] فالإبكار: أول النهار والعشي : آخره، وقال تعالى: ﴿فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ﴾ [ق: 39] وهذا تفسير ما جاء في الأحاديث: أن من قال كذا وكذا حين يصبح وحين يمسي: أن المراد به: قبل طلوع الشمس وقبل غروبها، وأن محل هذه الأذكار بعد الصبح، وبعد العصر ([3]).

فأفضل وقت وورد الصباح قبل طلوع الشمس ورد المساء قبل غروبها والأمر في ذلك واسع ولله الحمد فلو أخر ورده الصباحي إلى ما بعد طلوع الشمس والمسائي إلى ما بعد غروبها فلا بأس إلا أن المبادرة أولى»([4]).

 ثانيًا: الالتزام بالعدد الوارد:

جاءت هذه الأوراد محددة بأعداد معينة، ينبغي عدم الزيادة عليها أو النقصان منها كما هو رأي بعض أهل العلم، بل قال جماعة من العلماء: والأعداد الواردة في الأذكار إذا زيد عليها لا يحصل الثواب المترتب عليها ([5]).

وإذا انتهى من ورده فله بعد ذلك أن يكثر مما قد جاءت به الأحاديث في الترغيب في قوله مما لم يحدد له وقت كالتكبير والتسبيح والتحميد والتهليل والحوقلة والاستغفار وقراءة القرآن ونحو ذلك والله أعلم ([6]).

ثالثًا: الفضل المترتب على هذه الأوراد مقرون بالقول مع حضور القلب لقوله عليه الصلاة والسلام: «ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه» [رواه الترمذي والحاكم وهو في صحيح الجامع برقم 245].

فكلما كان القلب حاضرَا كلما كان الورد أكثر أجرًأ وأكثر تأثيرًا.

قال ابن القيم رحمه الله: «وكل قول رتب الشارع ما رتب عليه من الثواب فإنما هو القول التام كقوله - صلى الله عليه وسلم -: «من قال في يوم سبحان الله وبحمده مائة مرة، حطت خطاياه أو غفرت ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر» [رواه البخاري ومسلم]: وليس هذا مرتبًا على مجرد قول اللسان، نعم من قالها بلسانه، غافلاً عن معناها، معرضًا عن تدبرها، ولم يواطئ قلبه لسانه، ولا عرف قدرها وحقيقتها راجيًا مع ذلك ثوابها، حطت من خطاياه، بحسب ما في قلبه، فإن الأعمال لا تتفاضل بصورها وعددها، وإنما تتفاضل بتفاضل ما في القلوب، فتكون صورة العملين واحدة وبينهما في التفاضل كما بين السماء والأرض والرجلان يكون مقامهما في الصف واحدًا، وبين صلاتيها كما بين السماء والأرض»([7]).

رابعًا: هذا الورد منة من الله وحصن حصين يتقي العبد به ما يحاذر من العين والسحر والكيد والمكر والآفات، وهو رفعة لدرجته عند الله وسكينة للقلب وطمأنينة ربما ألحقته بالذاكرين الله كثيرًا الذين أعد الله لهم مغفرة وأجرًا عظيمًا، فلا ينبغي للعبد إهماله بل يعرف قدره، فيحرص عليه ويتحفظه ويعلمه أولاده، ومن تحت يده حتى ينال أجرهم فالدال على الخير كفاعله.

قال النووي رحمه الله: «فمن وفق للعمل بكلها فهي نعمة وفضل من الله تعالى عليه وطوبى له، ومن عجز عن جميعها فليقتصر على ما شاء ولو كان ذكرًا واحدًا»([8]).

خامسًا: ربما تكرر أجر بعض الأذكار وما يترتب عليها، وهذا له فائدة، وهي أن من يقرأ هذه الأوراد ربما غفل في أثنائها عن تدرب معانيها، فكان أثرها ضعيفًا، فيأتي ما كان في مثل فضلها فيكمل النقص الحاصل بذلك فهي بمثابة ترقيع النوافل للفرائض، وهي مثل صيام عرفة وعاشوراء، ونحو ذلك مما جاء في بعض الأعمال مما هو مكرر أجرها والله أعلم.

سادسًا: حرصت على ذكر الأدلة في هذا الباب بنصوصها لكي يكون أدعى لحضور القلب واحتساب الأجر من الله جل وعلا حين قراءتها.

***


 الأذكار التي تقال في الصباح والمساء

1- آية الكرسي.

﴿اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ﴾ [البقرة: 255] قال عليه الصلاة والسلام: «من قالها حين يصبح أجير من الجن حتى يمسي، ومن قالها حين يمسى أجير منهم حتى يصبح» [رواه النسائي والطبراني والحاكم وهو في صحيح الترغيب برقم 622].

وإذا قرأها المرء بعد كل صلاة كان أفضل له وكان مجزئًا له عن قراءتها في الصباح والمساء فعن أبي أمامة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة، لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت» [رواه النسائي وابن حبان وهو في صحيح الجامع برقم 6464].

وآية الكرسي مما يقرأ قبل النوم كما في قصة أبي هريرة - رضي الله عنه - مع الشيطان حين قال له: إذا أويت إلى فراشك فأقرأ آية الكرسي، فإنه لا يزال معك من الله تعالى حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «صدقك وهو كذوب ذاك الشيطان» [رواه البخاري].

2- عن عبد الله بن خبيب - رضي الله عنه - قال: خرجنا في ليلة مطر وظلمة شديدة نطلب النبي - صلى الله عليه وسلم - ليصلي لنا، فأدركناه فقال: «قل» فلم أقل شيئًا، ثم قال: «قل» فلم أقل شيئًا، قال: «قل» فقلت: يا رسول الله ما أقول؟ قال: «قل هو الله أحد، والمعوذتين حين تمسي وحتى تصبح، ثلاث مرات، تكفيك من كل شيء» [رواه أبو داود والنسائي والترمذي وقال: حسن صحيح وهو في صحيح الجامع برقم 4406، وحسنه ابن باز في تحفة الأخيار].

وهذه السور تقرأ دبر كل صلاة مكتوبة كما في حديث عقبة بن عامر قال: «أمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أقرأ بالمعوذات دبر كل صلاة» [رواه أبو داود والترمذي وابن حبان وهو في صحيح الترغيب برقم 649].

فعلى هذا تقرأ هذه السور بعد صلاة الفجر وصلاة المغرب ثلاث مرات وتقرأ مرة واحدة بعد بقية الصلوات المكتوبة.

3- وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله و: «من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، مائتي مرة في يوم لم يسبقه أحد كان قبله، ولم يدركه أحد كان بعده، إلا من عمل بأفضل من عمله» [رواه أحمد والطبراني وهو في صحيح الترغيب برقم 1519].

وقد جاء في بعض روايات الحديث: «مائة مرة إذا أصبح، ومائة مرة إذا أمسى» [رواه البخاري].

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة، كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مائة حسنة، ومحيت مائة سيئة، وكانت له حرزًا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به، إلا أحد، عمل أكثر من ذلك» [رواه البخاري ومسلم].

وعن أبي أيوب الأنصاري - رضي الله عنه - أنه قال وهو في أرض الروم: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «من قال غدوة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير – عشر مرات – كتب الله له عشر حسنات، ومحا عنه عشر سيئات، وكن له قدر عشر رقاب، وأجاره الله من الشيطان، ومن قالها عشية فمثل ذلك» [رواه أحمد والنسائي وحسنه ابن باز وصححه الألباني في صحيح الترغيب برقم 660].

قال النووي رحمه الله: «وظاهر إطلاق الحديث، أن الأجر يحصل لمن قال هذا التهليل في اليوم، متواليًا أو متفرقًا، في مجلس أو مجالس، في أول النهار أو آخره، لكن ألأفضل أن يأتي أول النهار متواليًا؛ ليكون له حرزًا في جميع نهاره، وكذا في أول الليل، ليكون له حرزًا في جميع ليله»([9]).

وعن أبي عياش - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «من قال إذا أصبح: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، كان له عدل رقبة من ولد إسماعيل، وكتبت له بها عشر حسنات، وحط عنه بها عشر سيئات، ورفع له بها عشر درجات، وكان في حرز من الشيطان حتى يمسي، ومن قالها إذا أمسى كان له مثل ذلك حتى يصبح» [رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه وجود إسناده النووي وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم 6418].

4- عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «من قال حين يصبح وحين يمسي: سبحان الله وبحمده مائة مرة لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به إلا أحد قال مثل ما قال أو زاد عليه» [رواه مسلم والترمذي والنسائي].

وفي رواية: «سبحان العظيم وبحمده» [عند أبي داود وهو في صحيح الترغيب برقم 653].

وفي رواية: «من قال إذا أصبح مائة مرة، وإذا أمسى مائة مرة: سبحان الله وبحمده، غفرت ذنوبه، وإن كانت أكثر من زبد البحر» [في مستدرك الحاكم وهو في صحيح الترغيب تحت رقم 653].

وفي حديث آخر: «من قال: سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه، ولو كانت مثل زبد البحر» [رواه البخاري ومسلم].

5- عن أبان بن عثمان قال سمعت عثمان بن عفان - رضي الله عنه - يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ما من عبد يقول في صباح كل يوم ومساء كل ليلة: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات فيضره شيء». «وكان أبان قد أصابه طرف فالج، فجعل الرجل ينظر إليه! فقال أبان: ما تنظر؟ أما إن الحديث ينظر إليه! فقال أبان: ما تنظر؟ أما إن الحديث كما حدثتك، ولكني لم أقله يومئذ ليمضي الله قدره» [رواه النسائي والترمذي وابن ماجه وصححه الترمذي والحاكم وابن القيم وابن باز وهو في صحيح الترغيب برقم 655].

وفي رواية: «من قال: بسم الله الذي لا يذر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات لم تصبه فجأة بلاء حتى يصبح، ومن قالها حين يصبح – ثلاث مرات -، لم تصبه فجأة بلاء حتى يمسى» [عند أبي داود وهي في صحيح الجامع برقم 6429].

6- عن ثوبان - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «ما من عبد مسلم يقول حين يصبح وحين يمسي ثلاث مرات رضيت بالله ربًا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد - صلى الله عليه وسلم - نبيًا إلا كان حقًا على الله أن يرضيه يوم القيامة» [رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه والترمذي، وصححه الحاكم والنووي والذهبي وابن حجر، وحسنه ابن باز في تحفة الأخبار].

وجاء في رواية أخرى: «وبمحمد - صلى الله عليه وسلم - رسولاً» [عند أبي داود].

وفي حديث آخر: «من قال: رضيت بالله ربًا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد نبيًا، وجبت له الجنة» [رواه أبو داود وابن حبان وهو في صحيح الجامع برقم 6428]ز

وفي رواية: «من رضي بالله ربًا، وبالإسلام دينًا وبمحمد نبيًا وجبت له الجنة» [في صحيح مسلم].

7- عن أبي الدرداء - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «من قال في كل يوم حين يصبح وحين يمسي: حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم – سبع مرات – كفاه الله تعالى ما أهمه من أمر الدنيا والآخرة» [رواه ابن السني في عمل اليوم والليلة وأخرجه أبو داود موقوفًا على أبي الدرداء ورجاله ثقات ومثله لا يقال من قبل الرأي، وقد صححه الأرناؤوط وبكر أبو زيد في ورده].

8- عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: إذا أصبح وإذا أمسى «أصبحنا على فطرة الإسلام وكلمة الإخلاص، ودين نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -، وملة أبينا إبراهيم حنيفًا مسلمًا وما كان منن المشركين» [رواه أحمد وابن السني والطبراني وصححه النووي وابن باز والألباني وهو في صحيح الجامع برقم 4674].

9- عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أمسى قال: «أمسينا وأمسى الملك لله، والحمد لله لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، رب أسألك خير ما في هذه الليلة وخير ما بعدها، وأعوذ بك من شرها وشر ما بعدها، رب أعوذ بك من الكسل، رب أعوذ بك من عذاب في النار وعذاب في القبر وإذا أصبح قال ذلك أيضًا: أصبحنا وأصبح الملك لله...».

وفي رواية: كان إذا أمسى قال: «أمسينا وأمسى الملك لله، والحمد لله لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، اللهم أسألك خير هذه الليلة وأعوذ بك من شر هذه الليلة وشر ما بعدها، اللهم إني أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر، اللهم إني أعوذ بك من عذاب في النار وعذاب في القبر» [كلا الروايتين عند مسلم].

10- عن أبي مالك الأشعري - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذا أصبح أحدكم فليقل: أصبحنا وأصبح الملك لله رب العالمين، اللهم إني أسألك خير هذه اليوم فتحه ونصره ونوره وبركته وهداه، وأعوذ بك من شر ما فيه وشر ما قبله وشر ما بعده، ثم إذا أمسى فليقل مثل ذلك» [رواه أبو داود وحسنه ابن القيم والأرناؤوط والألباني وهو في صحيح الجامع برقم 352].

11- عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يعلم أصحابه يقول: «إذا أصبح أحدكم فليقل: اللهم بك أصبحنا وبك أمسنا وبك نحيا وبك نموت وإليك النشور، وإذا أمسى فليقل: اللهم بك أمسينا وبك أصبحنا وبك نحيا وبك نموت وإليك المصير» وقد جاء هذا أيضًا من فعله - صلى الله عليه وسلم - حين يصبح وحين يمسي، [رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وحسنه الترمذي وصححه ابن حبان وابن القيم وابن باز في تحفة الأخيار والألباني في السلسلة الصحيحة برقم 262-263].

12- عن أنس - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «من قال حين يصبح أو يمسي: اللهم إني أصبحت أشهدك وأُشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك بأنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك وأن محمدًا عبدك ورسولك أعتق الله ربعه من النار، ومن قالها مرتين أعتق الله نصفه من النار، ومن قالها ثلاثًا أعتق الله ثلاثة أرباعه من النار، فإن قالها أربعًا أعتقه الله من النار» [رواه أبو داود والترمذي والنسائي، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي، وجوده إسناده النووي، وحسنه ابن القيم وابن حجر والأرناؤوط وابن باز في تحفة الأخيار].

وهذا الحديث يدل على أن المرء ربما يعذب بعض جسده في النار كما في قوله عليه الصلاة والسلام: «ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار» [رواه البخاري]. وقوله: «ويل للأعقاب من النار» ونحوها [متفق عليه].

13- عن عبد الله بن غنام - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «من قال حين يصبح اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك فلك الحمد ولك الشكر فقد أدى شكر يومه، ومن قال ذلك حين يمسي فقد أدى شكر ليلته» [رواه أبو داود والنسائي وصححه ابن حبان وابن حجر وجود إسناده النووي وحسنه ابن القيم والأرناؤوط وابن باز في تحفة الأخيار].

قال الشوكاني رحمه الله: «وفي الحديث فضيلة عظيمة، ومنقبة كريمة حيث تكون تأدية واجب الشكر بهذه الألفاظ اليسيرة القليلة وإن قائلها صباحًا قد أدى شكر يومه، وقائلها مساءً قد أدى شكر ليلته مع أن الله تعالى يقول: ﴿وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا﴾ [إبراهيم: 34] وإذا كانت النعم لا يمكن إحصاؤها فكيف يقدر العبد على شكرها، فلله الحمد ولله لشكر على هذه الفائدة الجليلة المأخوذة من معدن العلم ومنبعه»([10]).

14- عن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لفاطمة رضي الله عنها: «ما يمنعك أن تسمعي ما أوصيك به؟ تقولين إذا أصبحت وإذا أمسيت: يا حي يا قيوم برحمتك استغيث، أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلا نفسي طرفة عين» [رواه النسائي وصححه الحاكم والذهبي والمنذري والألباني في صحيح الترغيب برقم 661].

15- عن عبد الرحمن بن أبي بكرة أنه قال لأبيه: يا أبت إني أسمعك تدعو كل غداة: «اللهم عافني في بدين، اللهم عافني في سمعي، اللهم عافني في بصري، لا إله إلا أنت، تعيده ثلاثًا حين تصبح، وثلاثًا حين تمسي؟ وتقول: اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر، اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر، لا إله إلا أنت، تعيدها ثلاثًا حين تصبح، وثلاثًا حين تمسي، فتدعو بهن قال: إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعو بهن فأنا أحب أن أستن بسنته» [رواه أحمد وأبو داود وحسن إسناده ابن باز والأرناؤوط والألباني في صحيح سنن أبي داود برقم 4245].

16- عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: لم يكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدع هؤلاء الدعوات حين يمسي وحين يصبح: «اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي» [رواه أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجة وصححه الحاكم وابن حبان والنووي وابن باز والألباني في صحيح الترغيب برقم 659].

17- عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن أبا بكر - رضي الله عنه - قال: يا رسول الله مرني بكلمات أقولهن إذا أصبحت وإذا أمسيت، قال: «قل اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة رب كل شيء ومليكه أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر نفسي وشر الشيطان وشركه، وأن أقترف على نفسي سوءًا أو أجره إلى مسلم، قلها إذا أصبحت وإذا أمسيت وإذا أخذت مضجعك» [رواه أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وصححه الترمذي والنووي وابن القيم وابن حجر وابن باز في تحفة الأخيار والألباني في صحيح الجامع برقم 7813].

قوله: «وشركه» قال النووي روي على وجهين: أظهرهما وأشهرهما: بكسر الشين مع إسكان الراء مع الإشراك أي ما يدعو إليه ويوسوس به من الإشراك بالله تعالى.

والثاني «شركه» بفتح الشين والراء أي: حبائله ومصائده.

18- عن شداد بن أوس - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «سيد الاستغفار: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي، فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت».

قال: «ومن قالها من أول النهار موقنًا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة» [رواه البخاري].

ومعنى قوله: «أبوء» أي: أقر وأعترف.

19- عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم المسجد، فإذا هو برجل من الأنصار يقال له أبو أمامة، فقال: «يا أبا أمامة! ما لي أراك جالسًا في المسجد في غير وقت صلاة؟» قال: هموم لزمتني وديون يا رسول الله، قال: «أفلا أعلمك كلامًا إذا قلته أذهب الله همك وقضى عنك دينك؟» قلت: بلى يا رسول الله، قال: «قل إذا أصبحت وإذا أمسيت: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال» قال: ففعلت ذلك فأذهب الله همي وغمي وقضي عني ديني [رواه أبو داود وقال الشوكاني: ولا مطعن في إسناد هذا الحديث، وقال الأرناؤوط: وهو حديث ثابت بدعائه دون ذكر السبب].

وعن أنس - رضي الله عنه - أنه قال: كنت أسمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يكثر من قول: «اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والبخل والجبن وضلع الدين وغلبة الرجال» [رواه البخاري ومسلم].

«والحزن» بضم الحاء وإسكان الزاي وهو الغم على الفائت، و «الحزن» بفتحهما ضد السرور قيل: والفرق بين الهم والحزن أن الهم إنما يكون لأمر يتوقع، وأن الحزن يكون من أمر وقع، قيل: إن الفرق بين الهم والحزن أن الحزن على الماضي والهم للمستقل والعجز: ضد القدرة وأصله التأخر عن شيء.

«والكسل»: هو التثاقل عن الأمور.

«والجبن»: بضم الجيم وسكون الباء والجبن بضمهما صفة الجبان وهو الخوف في غير مكانه.

«والبخل»: بضم الباء وسكون الخاء و «البخل» بفتحهما أو «البخل» بضمها و «البخل» بفتح الياء وسكون الخاء: ضد الكرم.

و «قهر الرجال»: هو شدة تسلطهم بغير حق تغلبًا وجدلاً ([11]).

20- عن أبي الدرداء - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من صلى علي حين يصبح عشرًا وحين يمسي عشرًا أدركته شفاعتي يوم القيامة» [أخرجه الطبراني وجود إسناد الهيثمي وحسنه السيوطي والألباني في صحيح الجامع برقم 6357].

وعن أبي طلحة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أتاني أتٍ من عند ربي عز وجل فقال: من صلى عليك من أمتك صلاة كتب الله له بها عشر حسنات ومحا عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات، ورد عليه مثلها» [رواه أحمد والنسائي وهو في صحيح الجامع برقم 57].

ومن صفات الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -:

1- الصلاة الإبراهيمية التي تقال في الصلاة.

2- اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك نبينا محمد.

3- اللهم صل على محمد، أو نحو ذلك.

 الأذكار التي تضاف في المساء

21- عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من قرأ بالآيتين من أخر سورة البقرة في ليله كفتاه» [أخرجه البخاري ومسلم].

﴿آَمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آَمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ * لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ﴾ [البقرة: 285، 286].

فهذه الآية تقرأ في الليل ولم يرد ما تدل على أنها تقرأ في الصباح وقد اختلف العلماء في معنى قوله «كفتاه» ورجح ابن القيم أن معناها «كفتاه من شر ما يؤذيه»([12]).

22- عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله! ما لقيت من عقرب لدغتني البارحة: قال: «أما لو قلت حين أمسيت: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، لم يضرك» [رواه مسلم].

وعنه - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «من قال حين يمسي ثلاث مرات: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، لم يضره لدغة حية تلك الليلة» [رواه الترمذي وابن ماجة وصححه ابن حبان والحاكم وابن باز وهو في صحيح الجامع برقم 6427].

وفي رواية: «لم تضره حمة تلك الليلة».

والحمة: اسم ذوات السموم كالعقرب والحية وغيرها.

وعن خولة بنت حكيم رضي الله عنها قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «من نزل منزلاً ثم قال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك» [رواه مسلم].

فهذا الذكر يقال في ورد المساء ويقال عند النزول في أي منزل ينزله العبد في الليل أو النهار والله أعلم.

 الأذكار التي تضاف في الصباح

23- عن ابن عباس رضي الله عنهما عن جويرية رضي الله عنها أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج من عندها بكرة حين صلى الصبح وهي في مسجدها، أي موضع صلاتها تسبح الله، ثم رجع بعد أن أضحى وهي جالسة، فقال: «ما زلت على الحال التي فارقتك عليها؟» قالت: نعم قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لقد قلتُ بعدك أربع كلمات، ثلاث مرات، لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن: سبحان الله وبحمده عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه ومداد كلماته» [رواه مسلم].

قال ابن القيم رحمه الله: وهذا يسمى الذكر المضاعف، وهو أعظم ثناء من الذكر المفرد فلهذا كان أفضل منه، وهذا إنما يظهر في معرفة هذا الذكر وفهمه، فإن قول المسبح: «سبحان الله وبحمده عدد خلقه» يتضمن إنشاء وإخبارًا عما يستحقه الرب من التسبيح عدد كل مخلوق أو هو كائن، إلى ما لا نهاية له.

فتضمن الإخبار عن تنزيهه الرب وتعظيمه والثناء عليه هذا العدد العظيم، الذي لا يبلغه العادُّون، ولا يحصيه المحصون، وتضمن إنشاء العبد لتسبيح هذا شأنه، لا أن ما أتى به العبد من التسبيح هذا قدره وعدده بل أخبر أن ما يستحقه الرب سبحانه وتعالى من التسبيح هذا قدره وعدده، بل أخبر أن ما يستحقه الرب سبحانه وتعالى من التسبيح: هو تسبيح يبلغ هذا العدد الذي لو كان في العدد ما يزيد ذكره، فإن تجدد المخلوقات لا ينتهي عددًا، ولا يحصى الحاضر، وكذلك قوله: «ورضا نفسه»: فهو يتضمن أمرين عظيمين:

أحدهما: أن يكون المراد تسبيحًا هو والعظمة والجلال سيان، ولرضا نفسه، وكما أنه في الأول مخبر عن تسبيح مساو لعدد خلقه، ولا ريب أن رضا نفس الرب لا نهاية له في العظمة والوصف، والتسبيح ثناء عليه سبحانه يتضمن التعظيم والتنزيه.

فإذا كانت أوصاف كماله ونعوت جلاله لا نهاية لها ولا غاية، بل هي أعظم من ذلك وأجل، كان الثناء عليه بها كذلك، إذ هو تابع لها إخبارًا وإنشاءًا، وهذا المعنى ينتظم المعنى الأول من غير عكس، وإذا كان إحسانه سبحانه وثوابه وبركته وخيره لا منتهى له، وهو من موجبات رضاه وثمرته فكيف بصفة الرضا؟

وفي الأثر: «إذا باركت لم يكن لبركتي منتهى» فكيف بالصفة التي صدرت عنها البركة؟ والرضا يستلزم المحبة والإحسان، والجود والبر، والعفو، والصفح والمغفرة.

والخلق: يستلزم العلم، والقدرة والإرادة، والحياة والحكمة، وكل ذلك داخل في رضا نفسه، وصفه خلقه.

وقوله: «وزنة عرشه» فيه إثبات للعرش، وإضافته إلى الرب سبحانه وتعالى وأنه أثقل المخلوقات على الإطلاق، إذ لو كان شيء أثقل منه لوزن به التسبيح، وهذا يرد على من يقول: إن العرش ليس بثقيل ولا خفيف، وهذا لم يعرف العرش، ولا قدره حق قدره.

فالتضعيف الأول: للعدد والكمية، والثاني: للصفة والكيفية، الثالث: للعظم والثقل، وليس للمقدار.

وقوله: «ومداد كلماته» هذا يعم الأقسام الثلاثة ويشملها، فإن هذا مداد كلماته سبحانه وتعالى لا نهاية لقدره، ولا لصفته، ولا لعدده، قال تعالى: ﴿قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا﴾ [الكهف: 109] وقال تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ [لقمان: 27].

ومعنى هذا: أنه لو فرض البحر مدادًا، وبعده سبعة أبحر تمده كلها مدادًا، وجميع أشجار الأرض أقلامًا، وهو ما قام منه على ساق من النبات، والأشجار المثمرة وغير المثمرة، وتستمد بذلك المداد، لفنيت البحار والأقلام، وكلمات الرب لا تفني ولا تنفذ فسبحان الله وبحمده عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته ([13]).

24- عن صهيب - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يحرك شفتيه بعد صلاة الفجر بشيء فقلت: يا رسول الله! ما هذا الذي تقول؟ قال: «اللهم بك أحاول وبك أصاول، وبك أقاتل» [رواه أحمد والدارمي وابن السني وحسنه الأرناؤوط في الأذكار].

25- عن أبي موسى - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ما أصبحت غداة قط إلا استغفرت الله تعالى فيها مائة مرة» [رواه الطبراني وهو في صحيح الجامع برقم 5534].

وعن الأغر المزني - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إنه ليغان على قلبي وإني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة». [رواه مسلم].

وفي رواية: «استغفروا ربكم إني استغفر الله وأتوب إليه كل يوم مائة مرة» [عند البغوي وهو في صحيح الجامع برقم 944].

*** الأدعية والأذكار التي كان النبي يكثر منها أو يوصي بالإكثار منها

1- «أكثروا من شهادة أن لا إله إلا الله قبل أن يحال بينكم وبينها، ولقنوها موتاكم»([14]).

2- «أكثر من لا حول ولا قوة إلا بالله فإنها من كنز الجنة»([15]).

«أكثروا من قول: لا حول ولا قوة إلا بالله فإنها من كنوز الجنة»([16]).

«أكثروا من غرس الجنة، فإنها عذب ماؤها، طيب ترابها، فأكثروا من غراسها: لا حول ولا قوة إلا بالله»([17]).

3- «لأن أقول: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر أحب إلي مما طلعت عليه الشمس»([18]).

«أن مما تذكرون من جلال الله: التسبيح والتهليل والتحميد، ينعطفن حول العرش لهن دوي كدوي النحل تذكر بصاحبها أما يحب أحدكم أن يكون له – أو لا يزال له – ما يذكر به؟»([19]).

4- «ألظوا بياذا الجلال والإكرام» أي: الزموها في دعائكم وكرروها فيه ([20]).

5- كان أكثر دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم -: «اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار»([21]).

6- كان أكثر دعائه: «يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك»([22]).

7- كنت أسمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يكثر أن يقول: «اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والبخل والجبن وضلع الدين وغلبة الرجال»([23]).

8- قلما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقوم من مجلس حتى يدعو بهؤلاء الدعوات لأصحابه: «اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا، اللهم متعنا بأسماعنا، وأبصارنا، وقوتنا ما أحييتنا، واجعله الوارث منا، واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على من عادانا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا، ولا تسلط علينا من لا يرحمنا»([24]).

9- إن كنا لنعد لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المجلس يقول: «رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الغفور مائة مرة»([25]).

«طوبى لمن وجد في صحيفته استغفارًا كثيرًا»([26]).

10- «إن أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاة»([27]).

«إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فيه خُلق آدم وفيه قبض، وفيه النفخة، وفيه الصعقة، فأكثروا علي من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة علي، إن الله حرم على الأرض أجساد الأنبياء»([28]).

11- كان إذا جلس مجلسًا أو صلى تكلم بكلمات، فسألته عائشة عن الكلمات؟ فقال: «إن تكلم بخير كان طابعًا عليهن إلى يوم القيامة، وإن تكلم بشر كان كفارة له: سبحانك اللهم وبحمدك، لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك». [رواه ابن أبي الدنيا والنسائي في عمل اليوم والليلة وهو في صحيح الترغيب برقم 1518].



([1]) المنار المنيف 35-37.

([2]) أذكار طرفي النهار ص17.

([3]) الوابل الصيب ص183.

([4]) راجع أذكار طرفي النهار ص17.

([5]) تحفة الذاكرين ص70 أذكار طرفي النهار 19.

([6]) وقد أفردت فصلاً في آخر الرسالة خاصًا بالأدعية التي كان النبي ﷺ‬ يكثر منها أو أوصى بالإكثار منها من باب الفائدة.

([7]) مدارج السالكين (1/339-340).

([8]) الأذكار للنووي ص116.

([9]) شرح صحيح مسلم للنووي.

([10]) تحفة الذاكرين ص65.

([11]) تحفة الذاكرين.

([12]) الوابل الصيب 197، وللنظر في أقوال العلماء انظر: فتح الباري 9/56.

([13]) راجع المنار المنيف لابن القيم ص30.

([14]) صحيح الجامع 1212.

([15]) صحيح الجامع 1205.

([16]) صحيح الجامع 1214.

([17]) صحيح الجامع 1413.

([18]) رواه مسلم.

([19]) صحيح سنن ابن ماجه 3071.

([20]) رواه أحمد والنسائي والترمذي وهو في صحيح الجامع برقم 1250.

([21]) متفق عليه وزاد عليه مسلم: وكان أنس إذا أراد أن يدعو بدعوة دعا بها وإذا أراد أن يدعو بدعاء دعا بها فيه.

([22]) رواه الترمذي وهو في صحيح الجامع برقم 4801.

([23]) رواه البخاري ومسلم عن أنس.

([24]) رواه الترمذي وحسنه وكذا حسنه الألباني في صحيح الكلم الطيب.

([25]) رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه والترمذي وقال: حسن صحيح.

([26]) رواه أحمد وابن ماجه وهو في صحيح الجامع برقم 3930.

([27]) رواه الترمذي وهو في صحيح الترغيب برقم 1668.

([28]) رواه أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجه وهو في صحيح الجامع برقم 2212.