×
حقوق النبي الكريم بالسنة والقرآن العظيم: ذكر المُصنِّف في هذه المطوية أحد عشر حقًّا من حقوق النبي - صلى الله عليه وسلم - ختمَها بالصلاة عليه - عليه الصلاة والسلام -.

 حقوق النبي الكريم بالسنة والقرآن العظيم

الحمد لله الذي علم بالقلم علم الإنسان مالم يعلم

 الحمد لله الذي خلق الإنسان علمه البيان والصلاة والسلام على الذي لاينطق عن الهوى إن هوإلا وحي يوحى                                                                                      أما بعد.

فقد بين الله حقوق رسول الله صلى الله عليه  لمعرفتها وأداءها ووعد من أدى حقوقه بالهداية والمحبة.

  الحق الأول:

الإيمان به .

 قَالَ تَعَالَى:{فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ[الأعراف: ١٥٨]

 والإيمان بالنبيﷺ‬ هو أن تعتقد بقلبك وأن تشهد بلسانك  بأن محمد بن عبد الله هو رسول الله.

قَالَ تَعَالَى:{مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ }[الأحزاب40]

وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَt:أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ‬أَنَّهُ قَالَ:( وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ

هَذِهِ الْأُمَّةِ يَهُودِيٌّ وَلَا نَصْرَانِيٌّ ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ).رواه مسلم

  الحق الثاني:

 محبته.

 فمحبة رسول الله شرط لصحة الإيمان بالله.

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍt قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ‬لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَلَدِهِ وَوَالِدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ).رواه البخاري ومسلم

 فما ذاق طعم الإيمان بالله من لم يحب رسول الله ﷺ‬ .

عَنْ أَنَسٍt:أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ‬قَالَ:( ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ بِهِنَّ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ مَنْ كَانَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ بَعْدَ أَنْ أَنْقَذَهُ اللَّهُ مِنْهُ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ). رواه مسلم

 الحق الثالث:

 إتباعه .

قَالَ تَعَالَى:{وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ }[الأعراف158]

فمن أحب الله اتبع رسول الله.

قَالَ تَعَالَى:{قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}[آل عمران31]

 الحق الرابع:

 طاعته.

قَالَ تَعَالَى:{قُلْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ فإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ }[آل عمران: ٣٢ ]

فمن آمن بالرساله لزمته الطاعه .

قَالَ تَعَالَى:{وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ }[ النساء: ٦٤]

 ومن أطاع رسول الله فقد أطاع الله.

 قَالَ تَعَالَى:{مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً }[النساء: ٨٠]  

ومن عصاه من العالمين تمنى طاعته يوم الدين  

قَالَ تَعَالَى:{يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا }[الأحزاب66]

 الحق الخامس:

 امتثال أمره .

قَالَ تَعَالَى:{ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ} [الحشر7]

 وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَtقَالَ: سَمِعتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ‬يَقُولُ وَمَا أَمَرْتُكُمْ بِهِ فَافْعَلُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ ).رواه مسلم

 الحق السادس:

 ترك نهيه.

قَالَ تَعَالَى:{وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا}[الحشر7] وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَtقَالَ: سَمِعتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ‬يَقُولُ مَا نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ فَاجْتَنِبُوهُ ).رواه مسلم  

 الحق السابع:

الحذر من مخالفته .

 قَالَ تَعَالَى:{ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }[النور63]

 الحق الثامن:

الحذر من مشاقته.

 قَالَ تَعَالَى:{ وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً }[النساء115 ]

 الحق الثامن:

 تصديق خبره.

قَالَ تَعَالَى:{ وَالَّذِي جَاء بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ }[الزمر33]

 والذي جاء بالصدق النبي والمصدق به المؤمنون.

قَالَ تَعَالَى:{ وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَاناً وَتَسْلِيماً }[الأحزاب22]

  الحق التاسع:

تعظيمه ,وتوقيره .

قَالَ تَعَالَى:{لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً }[الفتح9] فالتعزير والتوقير لرسول الله والتسبيح لله.

علامات التعظيم للرسول الكريم

العلامة الأولى: تعظيم قوله  وفعله فلا يقدم شيء على قول , وفعل النبيﷺ‬ .

قَالَ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }[الحجرات1]

العلامة الثانية:تعظيم قوله , وفعله فلا يختار شيء غير قول , وفعل النبيﷺ‬ .

قَالَ تَعَالَى:{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً} [ الأحزاب: ٣٦]

العلامة الثالثة:تعظيم أمره .

قَالَ تَعَالَى:{ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }[النور63]

 العلامة الرابعة:تعظيم نهيه .

قَالَ تَعَالَى:{وَمَن يَعْصِ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَاراً خَالِداً فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ }[النساء14]

 الحق العاشر:

 التمسك بسنته.

 عَنْ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَt قَالَ: وَعَظَنَا رَسولُ اللَّهِ ﷺ‬ فقال( مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ يَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ فَإِنَّهَا ضَلَالَةٌ فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَعَلَيْهِ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ)رواه الترمذي وصححه الألباني

 الحق الحادي عشر:

الصلاة عليه كلما ذكره  أو ذكر له .

 قَالَ تَعَالَى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً }[الأحزاب56 ]

وصفة الصلاه على الرحمة المهداه :

عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيt قَالَ: أَتَانَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ‬وَنَحْنُ فِي مَجْلِسِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ فَقَالَ لَهُ بَشِيرُ بْنُ سَعْدٍ أَمَرَنَا اللَّهُ تَعَالَى أَنَّ نُصَلِّيَ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَكَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ قَالَ فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ‬حَتَّى تَمَنَّيْنَا أَنَّهُ لَمْ يَسْأَلْهُ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ‬قُولُوا اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ فِي الْعَالَمِينَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ وَالسَّلَامُ كَمَا قَدْ عَلِمْتُمْ).رواه مسلم

 والمسلم بفضل الله على صلة وثيقة بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فهو يصلى عليه كلما صلى فرضاً أو نفلاً .