×
ثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنة: فقد أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - بافتراق المسلمين أمة الإجابة المحمدية على ثلاث وسبعين ملَّة واحدة في الجنة، وهي التي تأخذ معرفة الله ودينه ونبيِّه من الوحي وحده بواسطة محمد بن عبد الله عن جبريل عن الله تعالى، وثنتان وسبعون في النار، وهم الذين يأخذون معرفة الله ودينه ونبيِّه من غير الوحي. وهذه الرسالة تتحدَّث عن هذا الموضوع.

سلسلة متون المبتدئين:العقيدة؛ المتن الثالث.

 ثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنة

تأليف

محمد بن أحمد بن محمد العماري

عضو الدعوة والإرشاد

بوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد

بالمملكة العربية السعودية

موقع المؤلف على الإنترنت

http://www.alammary.net

البريد الإكتروني

[email protected]

    المقدمة

الحمد لله الذي علم بالقلم, علم الإنسان مالم يعلم, الحمد لله الذي خلق الإنسان علمه البيان.

 والصلاة والسلام على الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى أما بعد

فقد أخبر النبيr: بافتراق المسلمين أمة الإجابة المحمدية على ثلاث وسبعين ملة([1]).

واحدة في الجنة.وهي التي تأخذ معرفة الله ودينه ونبيه من الوحي وحده بواسطة محمد بن عبد الله عن جبريل عن الله.

 قَالَ تَعَالَى:{وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ{192} نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ{193} عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ{194} بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ} [ الشعراء: ١٩٢ – ١٩٥]

وعَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِt أَنَّ النَّبِيَّﷺ‬ قَالَ « فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ ».رواه مسلم([2])

و ثنتان وسبعون في النار: وهم الذين يأخذون معرفة الله ودينه ونبيه من غير الوحي.  قَالَ تَعَالَى:{ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}[الأنعام: ١٥٣]

أومن الوحي بواسطة غير واسطة محمد بن عبد الله عن جبريل عن الله.

قَالَ تَعَالَى:{أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ    }[ الشورى: ٢١]

ولكل واحدة من الثلاث والسبعين دعاة يدعون المسلم إليها حتى إنه ليحتار من يتبع.

قَالَ تَعَالَى:{كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَىَ وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ}. [سورة الأنعام: ٧١]

 فكان المسلم بحاجة إلى معرفة الواحدة التي في الجنة وشريعتها وعلامتهاومصادرها ودعاتها ليؤمن بمثل ماآمنت به.

 قَالَ تَعَالَى:{فَإِنْ آمَنُواْ بِمِثْلِ مَاآمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [سورة البقرة: ١٣٧]

ومعرفة الثنتين والسبعين التي في النار وشرائعهم وعلاماتهم ومصادرهم ودعاتهم ليجتنب ما هم عليه.

 قَالَ تَعَالَى:{وَكَذَلِكَ نفَصِّلُ الآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ} [سورة الأنعام: ٥٥]

ويقول لمن دعاه من تلك الفرق ما أمره الله به. قَالَ تَعَالَى:{لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَىَ وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ}[سورة الأنعام: ٧١]

 وقَالَ تَعَالَى:{قُل لاَّ أَتَّبِعُ أَهْوَاءكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذاً وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ} [سورة الأنعام: ٥٦]

فكتبت هذا الكتاب,موعظة,وذكرى للأحباب,وجعلته على مقدمة, وخاتمة تعرف بالمتن.وثلاثة كتب, وتسعةعشر باباً.

 كتاب: افتراق الأمة وتحته ثلاثة أبواب.

كتاب الواحدة التي في الجنة. وتحته ثمانية أبواب .

 كتاب: ثنتان وسبعون في النار. وتحته ثمانية أبواب.

 ليسهل حفظه,وتحفيظه,وفهمه,ومراجعته.

جعله الله لوجهه خالصاً ,ولي,ولجميع المسلمين نافعا.

وإن تجد عيباً فسد الخلالا

فجل من لاعيب فيه وعلا

مستعيناً في كتبته بالله وطالباً منه رضاه.

وأستعينه على نيل الرضا

وأستمد لطفه فيما قضى

وعلى القاريء: إذا رأى خطأً أن يصلح أو زللاً أن يصفح.

ومنْ يصادفْ هفوةً فليصلحا

بعدَ تأملٍ لها وليصفحا

فقدْ جمعتُه على استعجالِ

معْ غربتي عنْ أهلِ ذي المجالِ


 كتاب: افتراق الأمة الإسلامية.

 1-باب:وجوب الإيمان بافتراق المسلمين على ثلاث وسبعين.

قَالَ تَعَالَى:{وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ} [ آل عمران: ١٠٣]

وقَالَ تَعَالَى:{شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ} [الشورى: ١٣]

وقَالَ تَعَالَى:{وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [آل عمران: ١٠٥]

وقَالَ تَعَالَى:{مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ{31}مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} [الروم: ٣١ – ٣٢]

وقَالَ تَعَالَى:{إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ} [ الأنعام: ١٥٩]

وعَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِى سُفْيَانَt قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ‬ « أَلاَ إِنَّ مَنْ قَبْلَكُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ افْتَرَقُوا عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ مِلَّةً وَإِنَّ هَذِهِ الْمِلَّةَ سَتَفْتَرِقُ عَلَى ثَلاَثٍ وَسَبْعِينَ ثِنْتَانِ وَسَبْعُونَ فِى النَّارِ وَوَاحِدَةٌ فِى الْجَنَّةِ وَهِىَ الْجَمَاعَةُ » رواه أبو داود([3]) حديث صحيح لغيره.

وَعَنْ عبد اللهِ بْنِ عَمْرِوt قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ ﷺ‬ (إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ تَفَرَّقَتْ عَلَى ثنتينِ وسبعينَ مِلَّةً وَتَفَتَرقُ أَمَّتِي عَلَى ثَلاَثٍ وَسَبْعِيْنَ مِلَّةً كُلُّهُمْ فِي النَّارِ إِلا مِلَةً وَاحَدَةً قَالُوا وَمَنْ هِيَ يَا رَسُوْلَ اللهِ قَالَ مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصَحَابِي )رواه الترمذي([4]) حديث حسن لغيره.

وَعَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِى سُفْيَانَt قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ‬( وَإِنَّهُ سَيَخْرُجُ مِنْ أُمَّتِى أَقْوَامٌ تَجَارَى بِهِمْ تِلْكَ الأَهْوَاءُ كَمَا يَتَجَارَى الْكَلَبُ([5]) لِصَاحِبِهِ لاَ يَبْقَى مِنْهُ عِرْقٌ وَلاَ مَفْصِلٌ إِلاَّ دَخَلَهُ »..رواه أبو داود([6])حديث حسن لغيره.

 2- باب:افتراق المسلمين على ثلاث وسبعين ملة إرادة كونية.

قَالَ تَعَالَى:{وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ} [سورة الأنعام: ٣٥]

و قَالَ تَعَالَى:{أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُواْ أَن لَّوْ يَشَاءُ اللّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً} [سورة الرعد: ٣١ ]

 3-باب: الحكمة من افتراق المسلمين الابتلاء, و الاختبار .

 ليميز من يتبع الوحي في معرفة الله ودينه ونبيه ومن يتبع غيره.

 قَالَ تَعَالَى:{وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ}[سورة البقرة: ١٤٣]

و عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ tقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ:ﷺ‬(تَرِدُ عَلَيَّ أُمَّتِي الْحَوْضَ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ آثَارِ الْوُضُوءِ وَلَيُصَدَّنَّ عَنِّي طَائِفَةٌ مِنْكُمْ فَلَا يَصِلُونَ فَأَقُولُ يَا رَبِّ هَؤُلَاءِ مِنْ أَصْحَابِي فَيُجِيبُنِي مَلَكٌ فَيَقُولُ وَهَلْ تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ). رواه مسلم([7])

 وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ :tأَنَّ رَسُولَ الله ِﷺ‬ قَالَ(أَلَا لَيُذَادَنَّ رِجَالٌ عَنْ حَوْضِي كَمَا يُذَادُ الْبَعِيرُ الضَّالُّ أُنَادِيهِمْ أَلَا هَلُمَّ فَيُقَالُ إِنَّهُمْ قَدْ بَدَّلُوا بَعْدَكَ فَأَقُولُ سُحْقًا سُحْقًا.).رواه مسلم([8])


 كتاب: الواحدة التي في الجنة لمعرفة ما آمنت به والإيمان بمثله.

قَالَ تَعَالَى:{فَإِنْ آمَنُواْ بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}[ البقرة: ١٣٧]

  باب: علامتها التي تعرف بها ليتبعها المسلم.

لها خمس علامات.

 العلامة الأولى. هي اتباع وحي الكتاب والسنة وحده في معرفة ربها ودينها ونبيها.

قَالَ تَعَالَى:{اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ}[ الأعراف: ٣]

وقَالَ تَعَالَى:{وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}[الأنعام: ١٥٣]

وقَالَ تَعَالَى:{وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [ الأنعام: ١٥٥]

العلامة الثانية: أنها على مثل ماكان عليه النبيﷺ‬وأصحابه.

 قَالَ تَعَالَى:{فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ{43}وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ}[الزخرف44]

و عَنْ عبد اللهِ بْنِ عَمْرِوt قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ ﷺ‬ (تَفَتَرقُ أَمَّتِي عَلَى ثَلاَثٍ وَسَبْعِيْنَ مِلَّةً كُلُّهُمْ فِي النَّارِ إِلا مِلَةً وَاحَدَةً قَالُوا وَمَنْ هِيَ يَا رَسُوْلَ اللهِ قَالَ مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصَحَابِي )رواه الترمذي([9]) حديث حسن لغيره.

 فصل:في معرفة ماكان عليه النبي ﷺ‬ في معرفة الله ودينه حتى نكون عليه.

 النبيrلم يكن على شيء سوى الوحي الذي أوحاه الله إليه .

 قَالَ تَعَالَى:{قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ}[سورة الأنعام: ٥٠]

وقَالَ تَعَالَى:{وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَـذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاء نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ}[ يونس: ١٥]

وقَالَ تَعَالَى:{وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِم بِآيَةٍ قَالُواْ لَوْلاَ اجْتَبَيْتَهَا قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يِوحَى إِلَيَّ مِن رَّبِّي هَـذَا بَصَآئِرُ مِن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}[ الأعراف: ٢٠٣]

وقَالَ تَعَالَى:{تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ{43} وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ{44} لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ{45} ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ{46} فَمَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ}[سورة الحاقة: ٤٣ – ٤٧]

 فصل: في معرفة ماكان عليه أصحاب النبيﷺ‬ في معرفة الله ودينه ونبيه حتى نكون عليه.

أصحاب النبيr لم يكونوا على شيء سوى الوحي الذي   كان عليه النبي ﷺ‬.

قَالَ تَعَالَى:{اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ}[ الأعراف: ٣]

وقَالَ تَعَالَى:{وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}[الأنعام: ١٥٣]

وقَالَ تَعَالَى:{وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [ الأنعام: ١٥٥]

الصفة الثانية: اتباع سنة النبي rوالخلفاء الراشدين في معرفة الله ودينه ونبيهr . عَنْ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَt قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ ﷺ‬ (قَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى الْبَيْضَاءِ لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا لَا يَزِيغُ عَنْهَا بَعْدِي إِلَّا هَالِكٌ وَمَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا فَعَلَيْكُمْ بِمَا عَرَفْتُمْ مِنْ سُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ ).رواه أحمد ([10]) حديث صحيح لذاته.

فصل: في معرفة سنة النبي في التعرف على الله ودينه لاتباعها. سنته هي اتباع الوحي لاغير.

قَالَ تَعَالَى:{ قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يِوحَى إِلَيَّ مِن رَّبِّي هَـذَا بَصَآئِرُ مِن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }الأعراف 203

وَقَالَ تَعَالَى:{تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ{43} وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ{44} لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ{45} ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ{46} فَمَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ} [سورة الحاقة: ٤٣ – ٤٧ ]

 فصل: في معرفة سنة الخلفاء الراشدين في التعرف على الله ودينه ونبيه لاتباعها.

 سنتهم هي اتباع الوحي الذي كان عليه النبيﷺ‬. قَالَ تَعَالَى:{اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ} [ الأعراف: ٣]

وقَالَ تَعَالَى:{وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}[الأنعام: ١٥٣]

وقَالَ تَعَالَى:{وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [ الأنعام: ١٥٥]

الصفة الثالثة: اتباع ما كان  عليه عترة النبيﷺ‬ أهل بيته.

   عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّتِهِ يَوْمَ عَرَفَةَ وَهُوَ عَلَى نَاقَتِهِ القَصْوَاءِ يَخْطُبُ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إِنْ أَخَذْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا: كِتَابَ اللَّهِ، وَعِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي " رواه الترمذي([11])  حديث صحيح لغيره

 فصل: في معرفة ما كان عليه عترة النبيﷺ‬أهل بيته في التعرف على الله ودينه ونبيه لنكون عليه.

لم تكن عترة النبيﷺ‬وأهل بيته على شيء سوى الوحي الذي كان عليه النبيﷺ‬ وأصحابه والخلفاء الراشدون . قَالَ تَعَالَى:{اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ} [ الأعراف: ٣]

وقَالَ تَعَالَى:{وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}[الأنعام: ١٥٣]

وقَالَ تَعَالَى:{وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [ الأنعام: ١٥٥]

   وعَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا بَعْدِي أَحَدُهُمَا أَعْظَمُ مِنَ الآخَرِ: كِتَابُ اللَّهِ حَبْلٌ مَمْدُودٌ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ. وَعِتْرَتِي أَهْلُ بَيْتِي، وَلَنْ يَتَفَرَّقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الحَوْضَ فَانْظُرُوا كَيْفَ تَخْلُفُونِي فِيهِمَا) رواه الترمذي([12]) حديث ضعيف

وله شاهد عند مسلم

   عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ رضي الله عنه قَالَ: قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فِينَا خَطِيبًا، بِمَاءٍ يُدْعَى خُمًّا بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَوَعَظَ وَذَكَّرَ، ثُمَّ قَالَ: " أَمَّا بَعْدُ، أَلَا أَيُّهَا النَّاسُ فَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ يُوشِكُ أَنْ يَأْتِيَ رَسُولُ رَبِّي فَأُجِيبَ، وَأَنَا تَارِكٌ فِيكُمْ ثَقَلَيْنِ: أَوَّلُهُمَا كِتَابُ اللهِ فِيهِ الْهُدَى وَالنُّورُ فَخُذُوا بِكِتَابِ اللهِ، وَاسْتَمْسِكُوا بِهِ " فَحَثَّ عَلَى كِتَابِ اللهِ وَرَغَّبَ فِيهِ، ثُمَّ قَالَ: «وَأَهْلُ بَيْتِي أُذَكِّرُكُمُ اللهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي، أُذَكِّرُكُمُ اللهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي، أُذَكِّرُكُمُ اللهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي» فَقَالَ لَهُ حُصَيْنٌ: وَمَنْ أَهْلُ بَيْتِهِ؟ يَا زَيْدُ أَلَيْسَ نِسَاؤُهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ؟ قَالَ: نِسَاؤُهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، وَلَكِنْ أَهْلُ بَيْتِهِ مَنْ حُرِمَ الصَّدَقَةَ بَعْدَهُ، قَالَ: وَمَنْ هُمْ؟ قَالَ: هُمْ آلُ عَلِيٍّ وَآلُ عَقِيلٍ، وَآلُ جَعْفَرٍ، وَآلُ عَبَّاسٍ قَالَ: كُلُّ هَؤُلَاءِ حُرِمَ الصَّدَقَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ)رواه مسلم([13])

الصفة الرابعة: اتباع سبيل المؤمنين في معرفة الله ودينه ونبيه الذي حذر الله من اتباع غيره. قَالَ تَعَالَى:{وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً} [ النساء: ١١٥]

 فصل:في معرفة سبيل المؤمنين في التعرف على الله ودينه ونبيه لاتباعه.

سبيلهم هواتباع الوحي الذي كان عليه النبي ﷺ‬ والصحابة والخلفاء الراشدون وأهل بيت النبيﷺ‬.

 قَالَ تَعَالَى:{اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ}[ الأعراف: ٣]

 وقَالَ تَعَالَى:{وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}[الأنعام: ١٥٣]

و قَالَ تَعَالَى:{فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ{43}وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ}[الزخرف44]

والواحدة التي في الجنة لا تؤمن إلا بالوحي الذي آمن به النبيr والصحابة والخلفاء الراشدون وأهل بيت النبيr  والمؤمنون بخلاف الثنتين والسبعين التي في النار.

 قَالَ تَعَالَى:{فَإِنْ آمَنُواْ بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}[البقرة: ١٣٧]

 2-باب : شريعتها التي تتبعها في معرفة الله ودينه ونبيه.

 لها شريعة واحدة فقط: هي كل ماشرعه الله,وأوحاه إلى نبيه محمد ﷺ‬من العقائد, والأفعال, والأقوال, والأعمال.

قَالَ تَعَالَى:{ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ{18} إِنَّهُمْ لَن يُغْنُوا عَنكَ مِنَ اللَّهِ شَيئاً} [سورة الجاثية: ١٨ – ١٩]

و قَالَ تَعَالَى:{وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا} [سورة الحشر: ٧]

و قَالَ تَعَالَى:{فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }[النور63]

 3-باب: الطريق الذي تسلكه الواحدة لمعرفة ربها ودينها ونبيها.

 لها طريق واحد :هوطريق الوحي بواسطة محمد بن عبد اللهr عن جبريل عن الله.

 قَالَ تَعَالَى:{وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}[سورة الأنعام: ١٥٣]

و عَنْ عبد اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍt قَالَ: خَطَّ رَسُولُ اللَّهِ rخَطًّا بِيَدِهِ ثُمَّ قَالَ هَذَا سَبِيلُ اللَّهِ مُسْتَقِيمًا قَالَ ثُمَّ خَطَّ عَنْ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ ثُمَّ قَالَ هَذِهِ السُّبُلُ وَلَيْسَ مِنْهَا سَبِيلٌ إِلَّا عَلَيْهِ شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ ثُمَّ قَرَأَ (وَإِنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ)رواه أحمد([14]) حديث صحيح لغيره.

فليس لها سبيل سوي سبيل الوحي.

قَالَ تَعَالَى:{اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ} [ الأنعام: ١٠٦]

و قَالَ تَعَالَى:{اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ} [ الأعراف: ٣]

و قَالَ تَعَالَى:{قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يِوحَى إِلَيَّ مِن رَّبِّي هَـذَا بَصَآئِرُ مِن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [سورة الأعراف: ٢٠٣]

و قَالَ تَعَالَى:{فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ{43} وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ}[سورة الزخرف: ٤٣ – ٤٤]

 والوحي الذي تتبعه الواحدة نوعان:

النوع الأول: قرآن.

 قَالَ تَعَالَى:{وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ} [سورة الأنعام: ١٩]

وَقَالَ تَعَالَى:{نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَـذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ}[ يوسف: ٣]

النوع الثاني: سنة.

قَالَ تَعَالَى:{وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى{3} إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} [ النجم: ٣ - ٤].

فالكتاب والسنة كلاهما الله أوحاهما.

قَالَ تَعَالَى:{وَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً} [سورة النساء: ١١٣]

بخلاف وحي الثنتين والسبعين.

 قَالَ تَعَالَى:{وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَآئِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ} [سورة الأنعام: ١٢١]

 4-باب: مصادرها التي تتبعها لمعرفة ربها ودينها ونبيها.

 لها مصدر واحد فقط: هو الوحي بواسطة النبي محمد بن عبد الله ﷺ‬ عن جبريل عن الله.

قَالَ تَعَالَى:{وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ{192} نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ{193} عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ{194} بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ} [ الشعراء: ١٩٢ – ١٩٥]

وعَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِt أَنَّ النَّبِيَّﷺ‬ قَالَ « فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ ».رواه مسلم([15])

 5- باب: عصمة مصدرها.

فصل: في عصمة القرآن في لفظه من التغيير والنقص والزيادة.

 قَالَ تَعَالَى:{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}[ الحجر: ٩].

وقَالَ تَعَالَى:{وَمَا كَانَ هَـذَا الْقُرْآنُ أَن يُفْتَرَى مِن دُونِ اللّهِ}[ يونس: ٣٧].

وقَالَ تَعَالَى:{قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً}[سورة الإسراء: ٨٨]

وقَالَ تَعَالَى:{أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}[ هود: ١٣]

وقَالَ تَعَالَى:{أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}[ يونس: ٣٨]

 فصل: في عصمة القرآن في معناه من الباطل و التغيير والتحريف.

قَالَ تَعَالَى:{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ{41} لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} [سورة فصلت: ٤١ – ٤٢]

وَقَالَ تَعَالَى:{أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً} [ النساء: ٨٢]

وقد تكفل الله ببيان معناه الذي أراده ولم يدع ذلك لأذواق الناس  .

 قَالَ تَعَالَى:{ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} [ القيامة: ١٩]

وقَالَ تَعَالَى:{وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} [ الأنعام١٠٥]

و قَالَ تَعَالَى:{وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [ النحل: ٤٤]

وتوعد من غير معناه أو بدله بمعنى آخر.

قَالَ تَعَالَى:{تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ{43} وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ{44} لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ{45} ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ{46} فَمَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ} [سورة الحاقة: ٤٣ – ٤٧ ]

و قَالَ تَعَالَى:{وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذاً لاَّتَّخَذُوكَ خَلِيلاً{73} وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً{74} إِذاً لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيراً} [سورة الإسراء: ٧٣ – ٧٥]

 فصل: في عصمة النبيr في قوله بخلاف غيره من الناس.

قَالَ تَعَالَى:{وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى{3} إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى{4} عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى} [سورة النجم: ٣ – ٥]

و عَنْ عبد اللَّهِ بْنِ عَمْرٍوt قَالَ: كُنْتُ أَكْتُبُ كُلَّ شَىْءٍ أَسْمَعُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ rأُرِيدُ حِفْظَهُ فَنَهَتْنِى قُرَيْشٌ وَقَالُوا أَتَكْتُبُ كُلَّ شَىْءٍ تَسْمَعُهُ وَرَسُولُ اللَّهِ rبَشَرٌ يَتَكَلَّمُ فِى الْغَضَبِ وَالرِّضَا فَأَمْسَكْتُ عَنِ الْكِتَابِ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ rفَأَوْمَأَ بِأُصْبُعِهِ إِلَى فِيهِ فَقَالَ « اكْتُبْ فَوَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ مَا يَخْرُجُ مِنْهُ إِلاَّ حَقٌّ ».رواه أبوداود([16]) حديث صحيح لذاته.

و قَالَ تَعَالَى:{وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ{44} لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ{45} ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ{46} فَمَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ} [ الحاقة: ٤٤ –٤٧]

وقَالَ تَعَالَى:{وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذاً لاَّتَّخَذُوكَ خَلِيلاً{73} وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً{74} إِذاً لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيراً} [سورة الإسراء: ٧٣ – ٧٥]

وقَالَ تَعَالَى:{وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ} [سورة الحشر: ٧]

وقَالَ تَعَالَى:{فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [سورة النور: ٦٣ ]

 فصل: في عصمة النبيr في فعله بخلاف غيره من الناس.

قَالَ تَعَالَى:{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً} [سورة الأحزاب: ٢١ ]

وَقَالَ تَعَالَى:{وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [سورة الأعراف: ١٥٨]

وَقَالَ تَعَالَى:{قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [سورة آل عمران: ٣١]

و عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ t:أَنَّ النَّبِيَّ rقَالَ: صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي).رواه البخاري([17])

و عَنِْ جَابِرٍt قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِىَّ ﷺ‬ يَقُولُ « لِتَأْخُذُوا مَنَاسِكَكُمْ فَإِنِّى لاَ أَدْرِى لَعَلِّى لاَ أَحُجُّ بَعْدَ حَجَّتِى هَذِهِ ».رواه مسلم([18])

 فصل: في عصمة النبيr في تقريره بخلاف غيره من الناس.

فلا يقرخطأً ولا يسكت على منكر.

قَالَ تَعَالَى:{يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} [سورة المائدة: ٦٧]

 فصل: في صحة وسلامة عقائد وأعمال وأقوال وأفعال من اتبع القرآن.

قَالَ تَعَالَى:{إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً} [سورة الإسراء: ٩]

وقَالَ تَعَالَى:{قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ{15} يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} [سورة المائدة: ١٥ – ١٦]

وقَالَ تَعَالَى:{الَر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} [ إبراهيم: ١]

وقَالَ تَعَالَى:{وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [ الأنعام: ١٥٥]

 فصل: في صحة وسلامة عقائد وأعمال وأقوال وأفعال من اتبع النبيt.

قَالَ تَعَالَى:{فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}[سورة الأعراف: ١٥٨]

و قَالَ تَعَالَى:{قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}[سورة آل عمران: ٣١]

  فصل: في صحة وسلامة عقائد وأعمال وأقوال وأفعال من اتبع الكتاب والسنة.

قَالَ تَعَالَى:{فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ}[سورة البقرة: ٣٨]

و قَالَ تَعَالَى:{فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى}[سورة طه: ١٢٣]

 وعن جابر tقال سمعت: رسول الله rيقول ( وَقَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ إِنْ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ كِتَابُ اللَّهِ) رواه مسلم ([19])

 وَعَنْ أَبِي هريرةَ t: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ‬ قَالَ:( تَرَكْتُ فِيكُمْ أَمْرَيْنِ لَنْ تَضِلُّوا مَا تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا كِتَابَ اللَّهِ وَسُنَّةَ نَبِيِّهِ) أخرجه مالك([20])مرسلا والحاكم مسندا وصححه وحسنه الألباني([21])

 6- باب: دعاتها.

لها داعيتان.

 أولا:الربانيون. قَالَ تَعَالَى:{وَلَـكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ} [ آل عمران: ٧٩]

وللربانيين علامتان يعرفون بها للدراسة عليهم وسؤالهم عن الله ودينه ونبيه.

 العلامة الأولى:تعليم الكتاب والسنة. قَالَ تَعَالَى:{بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ}    

  العلامة الثانية:دراستهما. قَالَ تَعَالَى:{وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ}

ثانياً: أهل الذكر. قَالَ تَعَالَى:{فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} [سورة النحل٤٣ ]

وقد بين الله الذكر وأهله ولم يدع بيان ذلك لأذواق الناس.

فبين الذكر بأنه القرآن.

 قَالَ تَعَالَى:{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ{41} لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} [سورة فصلت: ٤١ – ٤٢]

وبين أهل الذكربأنهم الذين يعملون بالقرآن.

عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَt قَالَ سَمِعْتُ النَّبِىَّ rيَقُولُ « يُؤْتَى بِالْقُرْآنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَهْلِهِ الَّذِينَ كَانُوا يَعْمَلُونَ بِهِ تَقْدُمُهُ سُورَةُ الْبَقَرَةِ وَآلُ عِمْرَانَ تُحَاجَّانِ عَنْ صَاحِبِهِمَا ».رواه مسلم([22])

وبينعلامات أهل الذكر لمعرفتهم والدراسة عليهم وسؤالهم عن الله و دينه ونبيه.

 العلامة الأولى: معرفة الذكر.

 قَالَ تَعَالَى:{وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} [سورة سبأ: ٦]

و قَالَ تَعَالَى:{أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ}[ الرعد: ١٩]

بخلاف دعاة الثنتين والسبعين إذلايعرفون الذكر.

 قَالَ تَعَالَى:{أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَذَا ذِكْرُ مَن مَّعِيَ وَذِكْرُ مَن قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُم مُّعْرِضُونَ} [سورة الأنبياء: ٢٤]

العلامة الثانية: الإيمان بالذكر كله.

قَالَ تَعَالَى:{وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ} [سورة آل عمران: ٧]

و قَالَ تَعَالَى:{وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ} [ آل عمران: ١١٩]

بخلاف دعاة الثنتين والسبعين إذ لايؤمنون إلاببعضه.

 قَالَ تَعَالَى:{أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ }[البقرة85 ]

العلامة الثالثة: اتباع الذكر في عقائدهم وأقوالهم وأفعالهم وأعمالهم وفتواهم وتعليمهم.

 قَالَ تَعَالَى:{إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ} [ يس:١١]

بخلاف دعاة الثنتين والسبعين.إذ يتبعون غيرالذكر.

 قَالَ تَعَالَى:{بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ فَمَن يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ} [ الروم: ٢٩]

وقَالَ تَعَالَى:{وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ}[ البقرة: ١٠٢]

وقَالَ تَعَالَى:{وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ{3} كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَن تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ} [سورة الحج: ٣ – ٤]

العلامة الرابعة: الإنتفاع بالذكر.

 قَالَ تَعَالَى:{فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ} [ ق: ٤٥ ]

وقَالَ تَعَالَى:{وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُواْ إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ}[ الأنعام: ٥١]

بخلاف دعاة الثنتين والسبعين.إذلاينتفعون بالذكر.

 قَالَ تَعَالَى:{وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِراً كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} [سورة لقمان: ٧ ]

العلامة الخامسة: حفظ الذكر.

 قَالَ تَعَالَى:{بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ} [سورة العنكبوت: ٤٩ ]

العلامة السادسة: فهم الذكر.

قَالَ تَعَالَى:{وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ} [سورة العنكبوت: ٤٣]

و قَالَ تَعَالَى:{وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمّاً وَعُمْيَاناً} [ الفرقان: ٧٣ ]

بخلاف دعاة الثنتين والسبعين.إذ يتلونه ولا يفهمونه.

قَالَ تَعَالَى:{وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ} [سورة البقرة: ٧٨]

العلامة السابعة: العمل بالذكر.

قَالَ تَعَالَى:{قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُواْ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّداً{107} وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً{108} وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً} [سورة الإسراء: ١٠٧ – ١٠٩ ]

 وَ عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَt قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِىَّ rيَقُولُ « يُؤْتَى بِالْقُرْآنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَهْلِهِ الَّذِينَ كَانُوا يَعْمَلُونَ بِهِ تَقْدُمُهُ سُورَةُ الْبَقَرَةِ وَآلُ عِمْرَانَ تُحَاجَّانِ عَنْ صَاحِبِهِمَا ».رواه مسلم([23])  

بخلاف دعاة الثنتين والسبعين.إذ لايعملون بالذكر.

 قَالَ تَعَالَى:{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ{175} وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَـكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [سورة الأعراف: ١٧٥ – ١٧٦]

و قَالَ تَعَالَى:{مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [سورة الجمعة: ٥]

وعَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِى tقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ‬« لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ دَخَلُوا فِى جُحْرِ ضَبٍّ لاَتَّبَعْتُمُوهُمْ».قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ آلْيَهُودَ وَالنَّصَارَى قَالَ«فَمَنْ».رواه البخاري([24])ومسلم([25])

العلامة الثامنة: لايتعلمون ولايعلمون لمعرفة ربهم ودينهم ونبيهم إلا الذكر. قَالَ تَعَالَى:{وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً}[سورة الإسراء: ١٠٦]

و قَالَ تَعَالَى:{وَلَـكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ} [ آل عمران: ٧٩]

و قَالَ تَعَالَى:{كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ} [ البقرة: ١٥١]

و قَالَ تَعَالَى:{لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ} [ آل عمران: ١٦٤]

العلامة التاسعة: لايبينون للناس لمعرفة الرب والدين والنبي إلا الذكر.

قَالَ تَعَالَى:{وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [ النحل: ٤٤]

بخلاف دعاة الثنتين والسبعين.إذ لايبينون للناس إلا أهوائهم لاالكتاب والسنة.

قَالَ تَعَالَى:{وَإِنَّ كَثِيراً لَّيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِم بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ}[ الأنعام: ١١٩]

و لايبينون للناس إلا مايرونه بعقولهم المجردة من اتباع الكتاب والسنة.

 قَالَ تَعَالَى:{وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ{8} ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ}[ الحج: ٨ – ٩]

 و لايبينون للناس إلا أقوال العلماء والأئمة لا الكتاب والسنة.

 قَالَ تَعَالَى:{اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهاً وَاحِداً لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} [ التوبة: ٣١ ]

وعَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِى tقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ‬« لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ دَخَلُوا فِى جُحْرِ ضَبٍّ لاَتَّبَعْتُمُوهُمْ ». قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ آلْيَهُودَ وَالنَّصَارَى قَالَ « فَمَنْ ».رواه البخاري([26]) ومسلم([27])

العلامة العاشرة: لا يفتون الناس إلا بالذكر.

قَالَ تَعَالَى:{فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} [سورة الأنبياء٧]

وَعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ t: أنَّ رَجُلاً مِنَ الأَعْرَابِ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ rفَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْشُدُكَ اللَّهَ إِلاَّ قَضَيْتَ لِى بِكِتَابِ اللَّهِ. فَقَالَ الْخَصْمُ الآخَرُ وَهُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ نَعَمْ فَاقْضِ بَيْنَنَا بِكِتَابِ اللَّهِ وَائْذَنْ لِى. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ‬«قُلْ».قَالَ إِنَّ ابْنِى كَانَ عَسِيفًا([28]) عَلَى هَذَا فَزَنَى بِامْرَأَتِهِ وَإِنِّى أُخْبِرْتُ أَنَّ عَلَى ابْنِى الرَّجْمَ فَافْتَدَيْتُ مِنْهُ بِمِائَةِ شَاةٍ وَوَلِيدَةٍ فَسَأَلْتُ أَهْلَ الْعِلْمِ فَأَخْبَرُونِى أَنَّمَا عَلَى ابْنِى جَلْدُ مِائَةٍ وَتَغْرِيبُ عَامٍ وَأَنَّ عَلَى امْرَأَةِ هَذَا الرَّجْمَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ‬« وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لأَقْضِيَنَّ بَيْنَكُمَا بِكِتَابِ اللَّهِ الْوَلِيدَةُ وَالْغَنَمُ رَدٌّ وَعَلَى ابْنِكَ جَلْدُ مِائَةٍ وَتَغْرِيبُ عَامٍ وَاغْدُ يَا أُنَيْسُ إِلَى امْرَأَةِ هَذَا فَإِنِ اعْتَرَفَتْ فَارْجُمْهَا ». قَالَ فَغَدَا عَلَيْهَا فَاعْتَرَفَتْ فَأَمَرَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ‬ فَرُجِمَتْ.رواه البخاري([29]) ومسلم([30])

بخلاف دعاة الثنتين والسبعين إذ يفتون الناس بالجهل لابالكتاب والسنة.

قَالَ تَعَالَى:{وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ} [ الأنعام: ١١١]

 وعَنْ عبد اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ tقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الَّهِ ﷺ‬ يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنْ الْعِبَادِ وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالًا فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا)رواه البخاري([31]) ومسلم([32])

ويفتون الناس بالرأي لابالكتاب والسنة.

قَالَ تَعَالَى:{إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ وَلَقَدْ جَاءهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى} [ النجم: ٢٣]

وَعَنْ عبد اللهِ بْنِ عَمْرٍوtقَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ rيَقُولُ إِنَّ اللَّهَ لَا يَنْزِعُ الْعِلْمَ بَعْدَ أَنْ أَعْطَاكُمُوهُ انْتِزَاعًا وَلَكِنْ يَنْتَزِعُهُ مِنْهُمْ مَعَ قَبْضِ الْعُلَمَاءِ بِعِلْمِهِمْ فَيَبْقَى نَاسٌ جُهَّالٌ يُسْتَفْتَوْنَ فَيُفْتُونَ بِرَأْيِهِمْ فَيُضِلُّونَ وَيَضِلُّونَ).رواه البخاري([33])

و يفتون الناس بالهوى لا بالكتاب والسنة .

قَالَ تَعَالَى:{وَإِنَّ كَثِيراً لَّيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِم بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ}[ الأنعام: ١١٩]

و يفتون الناس بأقوال العلماء والأئمة لا بالكتاب والسنة لأنهم أعياهم حفظ السنن.

قَالَ تَعَالَى:{اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهاً وَاحِداً لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ}[ التوبة: ٣١ ]

وعَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِى tقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ‬« لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ دَخَلُوا فِى جُحْرِ ضَبٍّ لاَتَّبَعْتُمُوهُمْ ». قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ آلْيَهُودَ وَالنَّصَارَى قَالَ « فَمَنْ ».رواه البخاري([34])ومسلم([35])

العلامة الحادية عشرة: لايحكمون بين الناس إلا بالذكر.

قَالَ تَعَالَى:{وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ}[ المائدة:٤٩]

بخلاف دعاة الثنتين والسبعين.إذ يحكمون بغير الذكر.

قَالَ تَعَالَى:{وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ{49} أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ}[ المائدة: ٤٩ – ٥٠]

العلامة الثانية عشرة: لايتحاكمون عند التنازع إلاإلى الذكر.

قَالَ تَعَالَى:{فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} [ النساء: ٥٩]

و قَالَ تَعَالَى:{وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} [ الشورى١٠]

بخلاف دعاة الثنتين والسبعين.إذ يتحاكمون إلى القوانين الوضعية والأحكام العرفية.

 قَالَ تَعَالَى:{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيداً} [ النساء: ٦٠]

العلامة الثالثة عشرة: لا يدعو ن الناس إلا إلى الذكر.

قَالَ تَعَالَى:{وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُّسْتَقِيمٍ}[سورة الحج: ٦٧]

وقَالَ تَعَالَى:{وَلَا يَصُدُّنَّكَ عَنْ آيَاتِ اللَّهِ بَعْدَ إِذْ أُنزِلَتْ إِلَيْكَ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}

بخلاف دعاة الثنتين والسبعين.إذ يدعون الناس إلى أنفسهم لا إلى الذكر.

 قَالَ تَعَالَى:{وَمَن يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِّن دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ} [سورة الأنبياء: ٢٩]

و يدعون الناس إلى حز بهم وطائفتهم لا إلى الذكر.

قَالَ تَعَالَى:{لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَىَ وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [ الأنعام: ٧١]

و يحذرون من اتباع غير طائفتهم وحزبهم بقولهم.{وَلاَ تُؤْمِنُواْ إِلاَّ لِمَن تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللّهِ}[ آل عمران: ٧٣]

و يدعون الناس إلى جماعتهم لا إلى الذكر.

 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ :tأَنَّ رَسُوْلَ اللهِﷺ‬ قَالَ:(مَنْ قاتلَ تَحْتَ رَايَةٍ عِمِّيَةٍ يَغْضَبُ لِعَصَبَةٍ , أَوْ يَدْعُو إِلَى عَصَبَةٍ , أَوْ يَنْصُرُ عَصَبَةً فَقُتِلَ , فَقِتْلَةٌ جَاهِلِيَّةٌ). رَوَاهُ مُسْلِمٌ([36]).

فهم يدعون الناس إلى النار لا إلى الله.

قَالَ تَعَالَى:{أُوْلَـئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللّهُ يَدْعُوَ إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} [سورة البقرة: ٢٢١]

و قَالَ تَعَالَى:{وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ}[ القصص: ٤١]

 وَعَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِt قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ « دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا ». فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا. قَالَ « نَعَمْ قَوْمٌ مِنْ جِلْدَتِنَا وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا ». قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَا تَرَى إِنْ أَدْرَكَنِى ذَلِكَ قَالَ « تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ ». فَقُلْتُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلاَ إِمَامٌ قَالَ « فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ عَلَى أَصْلِ شَجَرَةٍ حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ ».رواه البخاري([37]) ومسلم([38])

العلامة الرابعة عشرة: لايهدون الناس إلا إلى اتباع الذكر.

قَالَ تَعَالَى:{وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ{52}صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الأمُورُ}[ الشورى: ٥٢ – ٥٣]

بخلاف دعاة الثنتين والسبعين.إذ يهدون الناس إلى اتباع آرائهم لا إلى اتباع الذكر.

قَالَ تَعَالَى:{وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ} [سورة الأنعام: ١١٦]

و يهدون الناس إلى اتباع الشيطان لا إلى اتباع الذكر.

 قَالَ تَعَالَى:{وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ{3} كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَن تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ} [ الحج: ٣ – ٤]

ويهدون الناس إلى اتباع العقل لا إلى اتباع الذكر.

قَالَ تَعَالَى:{وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ{8}ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ} [ الحج: ٨ – ٩]

 ويهدون الناس إلى اتباع أقوال وأفعال وسيرالصالحين من العلماء والعباد لا إلى اتباع الذكر.

قَالَ تَعَالَى:{اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهاً وَاحِداً لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} [سورة التوبة: ٣١]

 وعَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِى tقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ‬« لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ دَخَلُوا فِى جُحْرِ ضَبٍّ لاَتَّبَعْتُمُوهُمْ ». قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ آلْيَهُودَ وَالنَّصَارَى قَالَ « فَمَنْ ».رواه البخاري([39]) ومسلم([40])

 7-باب: طرق الواحدة في فهم الكتاب والسنة.

 الطريقة الأولى: فهم الكتاب والسنة بالكتاب والسنة لعصمتهما ولأن الله قد تكفل ببيانهما وتفسيرهما ولم يدع ذلك لأراء الناس المختلفة وغيرالمعصومة.

 قَالَ تَعَالَى:{ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} [ القيامة: ١٩]

و قَالَ تَعَالَى:{وَكَذَلِكَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ وَلِيَقُولُواْ دَرَسْتَ وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} [ الأنعام: ١٠٥]

و قَالَ تَعَالَى:{وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} [سورة النحل: ٨٩]

و قَالَ تَعَالَى:{إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ{159} إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُوْلَـئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [سورة البقرة: 159-160]

و قَالَ تَعَالَى:{وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [سورة النحل: ٤٤ ]

و قَالَ تَعَالَى:{وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [سورة النحل: ٦٤]

وقد بلغ النبيr بيان الله بلاغاً كاملاً ولم يدع ذلك لأراء الناس.

عَنْ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَt قَالَ: قَالَ رَسولُﷺ‬ (قَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى الْبَيْضَاءِ لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا لَا يَزِيغُ عَنْهَا بَعْدِي إِلَّا هَالِكٌ) رواه أحمد([41]) حديث صحيح لذاته

الطريقة الثانية: فهم الكتاب والسنة وتفسيرهما بالرواية لعصمتها لابالرأي لعدم عصمته.

عَنْ عبد اللهِ بْنِ عَمْرٍوtقَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ rيَقُولُ إِنَّ اللَّهَ لَا يَنْزِعُ الْعِلْمَ بَعْدَ أَنْ أَعْطَاكُمُوهُ انْتِزَاعًا وَلَكِنْ يَنْتَزِعُهُ مِنْهُمْ مَعَ قَبْضِ الْعُلَمَاءِ بِعِلْمِهِمْ فَيَبْقَى نَاسٌ جُهَّالٌ يُسْتَفْتَوْنَ فَيُفْتُونَ بِرَأْيِهِمْ فَيُضِلُّونَ وَيَضِلُّونَ).رواه البخاري([42])

وعَنْ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَt قَالَ: سَأَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ tعَنْ إِمْلَاصِ الْمَرْأَةِ هِيَ الَّتِي يُضْرَبُ بَطْنُهَا فَتُلْقِي جَنِينًا فَقَالَ أَيُّكُمْ سَمِعَ مِنْ النَّبِيِّ rفِيهِ شَيْئًا فَقُلْتُ أَنَا فَقَالَ مَا هُوَ قُلْتُ سَمِعْتُ النَّبِيَّ rيَقُولُ فِيهِ غُرَّةٌ عَبْدٌ أَوْ أَمَةٌ فَقَالَ لَا تَبْرَحْ حَتَّى تَجِيئَنِي بِالْمَخْرَجِ فِيمَا قُلْتَ فَخَرَجْتُ فَوَجَدْتُ مُحَمَّدَ بْنَ مَسْلَمَةَ فَجِئْتُ بِهِ فَشَهِدَ مَعِي أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ rيَقُولُ فِيهِ غُرَّةٌ عَبْدٌ أَوْ أَمَةٌ ).رواه البخاري([43])

وَعَنْ عَلِىٍّ tقَالَ:(لَوْ كَانَ الدِّينُ بِالرَّأْىِ لَكَانَ أَسْفَلُ الْخُفِّ أَوْلَى بِالْمَسْحِ مِنْ أَعْلاَهُ وَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ rيَمْسَحُ عَلَى ظَاهِرِ خُفَّيْهِ).رواه أبوداود([44]) حديث صحيح لذاته.

الطريقة الثالثة: لايقبلون من فهم السلف وغيرهم إلاماوافق الكتاب والسنة لعدم عصمتهم.

فإذا تعارض فهم أحد السلف أوغيره مع بيان الله وبيان رسوله أوتعارضت روايته مع فعله أورأيه.

 قدموا بيان الله ورسوله لأنهما معصومان ورد فهمه وفعله ورأيه لأنه غيرمعصوم.

 عَنْ عِمْرَانِ بْنِ حُصَيْنٍt قَالَ: نَزَلَتْ آيَةُ الْمُتْعَةِ في كِتَابِ اللَّهِ - يَعْنِى مُتْعَةَ الْحَجِّ - وَأَمَرَنَا بِهَا رَسُولُ اللَّهِ rثُمَّ لَمْ تَنْزِلْ آيَةٌ تَنْسَخُ آيَةَ مُتْعَةِ الْحَجِّ وَلَمْ يَنْهَ عَنْهَا رَسُولُ اللَّهِ rحَتَّى مَاتَ. قَالَ رَجُلٌ بِرَأْيِهِ بَعْدُ مَا شَاءَ)رواه مسلم([45])

و لمسلم([46]) (يَعْنِى عُمَرَ)

وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ: اخْتَلَفَ عَلِيٌّ وَعُثْمَانُ ٭ وَهُمَا بِعُسْفَانَ فِي الْمُتْعَةِ فَقَالَ عَلِيٌّ مَا تُرِيدُ إِلَّا أَنْ تَنْهَى عَنْ أَمْرٍ فَعَلَهُ النَّبِيُّ rفَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ عَلِيٌّ أَهَلَّ بِهِمَا جَمِيعًا)رواه البخاري([47])

وَعَنْ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ قَالَ: شَهِدْتُ عُثْمَانَ وَعَلِيًّا ٭وَعُثْمَانُ يَنْهَى عَنْ الْمُتْعَةِ وَأَنْ يُجْمَعَ بَيْنَهُمَا فَلَمَّا رَأَى عَلِيٌّ أَهَلَّ بِهِمَا لَبَّيْكَ بِعُمْرَةٍ وَحَجَّةٍ وقَالَ مَا كُنْتُ لِأَدَعَ سُنَّةَ النَّبِيِّ rلِقَوْلِ أَحَدٍ)رواه البخاري ([48])

وعَنْ عبد الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدٍ قَالَ: صَلَّى بِنَا عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ tبِمِنًى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ فَقِيلَ ذَلِكَ لِعبد اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ tفَاسْتَرْجَعَ ثُمَّ قَالَ صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ rبِمِنًى رَكْعَتَيْنِ وَصَلَّيْتُ مَعَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ tبِمِنًى رَكْعَتَيْنِ وَصَلَّيْتُ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ tبِمِنًى رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ تَفَرَّقَتْ بِكُمْ الطُّرُقُ فَلَيْتَ حَظِّي مِنْ أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ رَكْعَتَانِ مُتَقَبَّلَتَانِ)رواه البخاري([49]) ومسلم([50])

 وَعَنْ وَبَرَةَ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ ابْنِ عُمَرَ فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ أَيَصْلُحُ لِى أَنْ أَطُوفَ بِالْبَيْتِ قَبْلَ أَنْ آتِىَ الْمَوْقِفَ. فَقَالَ نَعَمْ. فَقَالَ فَإِنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ لاَ تَطُفْ بِالْبَيْتِ حَتَّى تَأْتِىَ الْمَوْقِفَ. فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ فَقَدْ حَجَّ رَسُولُ اللَّهِ rفَطَافَ بِالْبَيْتِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِىَ الْمَوْقِفَ فَبِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ rأَحَقُّ أَنْ تَأْخُذَ أَوْ بِقَوْلِ ابْنِ عَبَّاسٍ إِنْ كُنْتَ صَادِقًا)رواه مسلم([51])

وعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَشِرِ قَالَ سَمِعْتُ: ابْنَ عُمَرَ tيَقُولُ: لأَنْ أُصْبِحَ مُطَّلِيًا بِقَطِرَانٍ أَحَبُّ إِلَىَّ مِنْ أَنْ أُصْبِحَ مُحْرِمًا أَنْضَخُ طِيبًا قَالَ فَدَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا فَأَخْبَرْتُهَا بِقَوْلِهِ فَقَالَتْ كُنْتُ أُطَيِّبُ رَسُولَ اللَّهِrثُمَّ يَطُوفُ عَلَى نِسَائِهِ ثُمَّ يصْبِحُ مُحْرِمًا يَنْضَخُ([52]) طِيبًا. رواه البخاري ([53])ومسلم([54])

وعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا لماَّ أَمَرَ عبد اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو النِّسَاءَ إِذَا اغْتَسَلْنَ أَنْ يَنْقُضْنَ رُءُوسَهُنَّ فَقَالَتْ يَا عَجَبًا لاِبْنِ عَمْرٍو هَذَا يَأْمُرُ النِّسَاءَ إِذَا اغْتَسَلْنَ أَنْ يَنْقُضْنَ رُءُوسَهُنَّ أَفَلاَ يَأْمُرُهُنَّ أَنْ يَحْلِقْنَ رُءُوسَهُنَّ لَقَدْ كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَرَسُولُ اللَّهِ ﷺ‬(مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ وَلاَ أَزِيدُ عَلَى أَنْ أُفْرِغَ عَلَى رَأْسِى ثَلاَثَ إِفْرَاغَاتٍ).رواه مسلم([55])

الطريقة الرابعة: معرفة وظيفة العلماء والأئمة لئلا يوظفوا في غير وظائفهم التي وظفهم الله فيها.

الوظيفة الأولى: اتباع ما أنزل الله لمعرفة الله ودينه ونبيهr وترك كل ما سواهما.

 قَالَ تَعَالَى:{اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ} [ الأعراف: ٣]

و قَالَ تَعَالَى:{وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [سورة الأنعام: ١٥٥]

و قَالَ تَعَالَى:{قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [سورة آل عمران: ٣١]

و قَالَ تَعَالَى:{فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [سورة الأعراف: ١٥٨]

فإذا اتبعوا غيرما أنزل الله فهم أئمة ضلالة. قَالَ تَعَالَى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّ كَثِيراً مِّنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ} [سورة التوبة: ٣٤]

الوظيفة الثانية: استخراج أدلة معرفة الله ودينه ونبيه من الكتاب والسنة.

 قَالَ تَعَالَى:{وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً} [سورة النساء: ٨٣]

فإذا استخرجوا الأدلة من غير الكتاب والسنة فهم أئمة ضلالة. قَالَ تَعَالَى:{وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ{3} كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَن تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ} [ الحج: ٣ – ٤ٍ]

وقَالَ تَعَالَى:{وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ{8} ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ} [ الحج: ٨ – ٩]

وقَالَ تَعَالَى:{بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ فَمَن يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ} [ الروم: ٢٩]

وقَالَ تَعَالَى:{فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [ القصص: ٥٠ ]

الوظيفة الثالثة:بيان ما أنزل الله من التعريف بنفسه ودينه ونبيه.

قَالَ تَعَالَى:{وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [ النحل: ٤٤]

فإذا بينوا للناس غير الكتاب والسنة كانوا أئمة ضلالة.

قَالَ تَعَالَى:{مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُواْ عِبَاداً لِّي مِن دُونِ اللّهِ وَلَـكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ }[آل عمران79]

الوظيفة الرابعة: تعليم ما أنزل الله للناس من معرفته ومعرفة دينه ونبيه .

قَالَ تَعَالَى:{وَلَـكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ}[ آل عمران: ٧٩]

فإذا علموا غيرما أنزل الله كانوا أئمة ضلالة.

قَالَ تَعَالَى:{ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ } [ المائدة: ٤٩]

وقَالَ تَعَالَى:{وَلاَ تَتَّبِعُواْ أَهْوَاء قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيراً وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السَّبِيلِ} [ المائدة: ٧٧]

الوظيفة الخامسة: البلاغ لما أنزل الله وحده بدون زيادة ولا نقص ولا تغيير. قَالَ تَعَالَى:{يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} [سورة المائدة: ٦٧ ]

وقَالَ تَعَالَى:{وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ}[سورة النور: ٥٤ ]

 وأمر الله ببلاغ الوحي وحده بدون زيادة ولا نقص ولا تغيير ولا تبديل للفظه ولا لمعناه.

 قَالَ تَعَالَى:{وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَداً} [سورة الكهف: ٢٧ ]

وقَالَ تَعَالَى:{وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَـذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاء نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} [سورة يونس: ١٥]

و توعد من زاد على بيانه أونقص أوغير.

قَالَ تَعَالَى:{وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ{44} لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ{45} ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ{46} فَمَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ} [سورة الحاقة: ٤٤ – ٤٧ ]

وقَالَ تَعَالَى:{وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذاً لاَّتَّخَذُوكَ خَلِيلاً{73} وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً{74} إِذاً لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيراً} [سورة الإسراء: ٧٣ – ٧٥]

وقَالَ تَعَالَى:{وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَـذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاء نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} [ يونس: ١٥]

الوظيفة السادسة: هداية الناس إلى معرفة الله ودينه ونبيه بالكتاب والسنة.

 قَالَ تَعَالَى:{وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ{52} صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الأمُورُ}[الشورى: ٥٢ – ٥٣]

وفهم الكتاب والسنة وتفسيرهما بغير الكتاب والسنة مصدر لتحريف الدين وتغييره

وإحداث أديان جديدة لا تقوم على كتاب ولا سنة إذ لكل إنسان ولكل جماعة ولكل حزب ولكل طائفة فهم غير فهم الآخر.

 قَالَ تَعَالَى:{أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً} [ النساء: ٨٢ ].

 وفهم الكتاب والسنة بغير الكتاب والسنة طريقة اليهود.

قَالَ تَعَالَى:{مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ}[سورة النساء: ٤٦ ].

وقَالَ تَعَالَى:{يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَـذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُواْ وَمَن يُرِدِ اللّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللّهِ شَيْئاً أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [ المائدة: ٤١]

وقَالَ تَعَالَى:{وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [ آل عمران: ٧٨ ]

وَعَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِى tقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ‬« لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ دَخَلُوا فِى جُحْرِ ضَبٍّ لاَتَّبَعْتُمُوهُمْ ». قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ آلْيَهُودَ وَالنَّصَارَى قَالَ « فَمَنْ ».رواه البخاري([56]) ومسلم([57])

و عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ tقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ:ﷺ‬ (تَرِدُ عَلَيَّ أُمَّتِي الْحَوْضَ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ آثَارِ الْوُضُوءِ وَلَيُصَدَّنَّ عَنِّي طَائِفَةٌ مِنْكُمْ فَلَا يَصِلُونَ فَأَقُولُ يَا رَبِّ هَؤُلَاءِ مِنْ أَصْحَابِي فَيُجِيبُنِي مَلَكٌ فَيَقُولُ وَهَلْ تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ). رواه مسلم([58])

وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ :tأَنَّ رَسُولَ الله ِﷺ‬ قَالَ(أَلَا لَيُذَادَنَّ رِجَالٌ عَنْ حَوْضِي كَمَا يُذَادُ الْبَعِيرُ الضَّالُّ أُنَادِيهِمْ أَلَا هَلُمَّ فَيُقَالُ إِنَّهُمْ قَدْ بَدَّلُوا بَعْدَكَ فَأَقُولُ سُحْقًا سُحْقًا.).رواه مسلم([59])


 كتاب: الثنتان والسبعون التي في النار ليجتنبها المسلم.

قَالَ تَعَالَى:{وَكَذَلِكَ نفَصِّلُ الآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ}

[ الأنعام: ٥٥]

 باب: شريعتها التي تتبعها في معرفة الله ودينه ونبيه .

 لها أربع شرائع.

الشريعةالأولى: اتباع بعض ماشرعه الله في الكتاب والسنة وترك البعض. قَالَ تَعَالَى:{أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} [سورة البقرة: ٨٥]

الشريعةالثانية: اتباع ماشرعه العلماء وترك ماشرعه الله.

قَالَ تَعَالَى:{اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهاً وَاحِداً لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} [سورة التوبة: ٣١]

وعَنْ عَدِي بن حَاتِمٍ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ‬ وَهُوَ يَقْرَأُ سُورَةَ بَرَاءَةٌ، "اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ حَتَّى فَرَغَ مِنْهَا، فَقُلْتُ: إِنَّا لَسْنَا نَعْبُدُهُمْ، فَقَالَ:"أَلَيْسَ يُحَرِّمُونَ مَا أَحَلَّ اللَّهُ فَتُحَرِّمُونَهُ وَيُحِلُّونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ، فَتَسْتَحِلُّونَهُ؟"قُلْتُ: بَلَى، قَالَ:"فَتِلْكَ عِبَادَتُهُمْ" ) رواه الطبراني([60]) حديث حسن

وَعَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ‬« لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ دَخَلُوا فِى جُحْرِ ضَبٍّ لاَتَّبَعْتُمُوهُمْ ». قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ آلْيَهُودَ وَالنَّصَارَى قَالَ « فَمَنْ ».رواه البخاري([61]) ومسلم([62])

الشريعةالثالثة: اتباع ماشرعه الناس من العقائد والأعمال والأقوال والأفعال مما ليس في الكتاب والسنة.

قَالَ تَعَالَى:{سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَاء اللّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلاَ آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم حَتَّى ذَاقُواْ بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ أَنتُمْ إَلاَّ تَخْرُصُونَ} [ الأنعام: ١٤٨]

فرد الله عليهم.

قَالَ تَعَالَى:{أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [ الشورى: ٢١]

وَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ‬«مَنْ أَحْدَثَ فِى أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ ».رواه البخاري([63]) ومسلم([64])

وَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا:أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ rقَالَ « مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ ». رواه مسلم([65])

و عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ tقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ:ﷺ‬ (تَرِدُ عَلَيَّ أُمَّتِي الْحَوْضَ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ آثَارِ الْوُضُوءِ وَلَيُصَدَّنَّ عَنِّي طَائِفَةٌ مِنْكُمْ فَلَا يَصِلُونَ فَأَقُولُ يَا رَبِّ هَؤُلَاءِ مِنْ أَصْحَابِي فَيُجِيبُنِي مَلَكٌ فَيَقُولُ وَهَلْ تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ). رواه مسلم([66])

 وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ :tأَنَّ رَسُولَ الله ِﷺ‬ قَالَ(أَلَا لَيُذَادَنَّ رِجَالٌ عَنْ حَوْضِي كَمَا يُذَادُ الْبَعِيرُ الضَّالُّ أُنَادِيهِمْ أَلَا هَلُمَّ فَيُقَالُ إِنَّهُمْ قَدْ بَدَّلُوا بَعْدَكَ فَأَقُولُ سُحْقًا سُحْقًا.).رواه مسلم([67])

الشريعة الرابعة: مصادرهم الثلاثة والثلاثون كلها شرائع لهم.

 2-باب: علاماتها التي تعرف بها ليجتنبها المسلم.

العلامة الأولى: جعل شركاء الله. قَالَ تَعَالَى:{وَجَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُواْ لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ }الأنعام100

فقد جعلوا لله شركاء في التشريع.

قَالَ تَعَالَى:{أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ } [ الشورى: ٢١]

سببها: الجهل بأن الله واحد في التشريع لاشريك له.

قَالَ تَعَالَى:{وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً} [ الكهف: ٢٦]

وقَالَ تَعَالَى:{وَلَم يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ}[سورة الإسراء: ١١١]

وقَالَ تَعَالَى:{وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ} [ سبأ: ٢٢]

وقَالَ تَعَالَى:{وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَـذَا حَلاَلٌ وَهَـذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ} [ النحل: ١١٦]

وقَالَ تَعَالَى:{قُلْ أَرَأَيْتُم مَّا أَنزَلَ اللّهُ لَكُم مِّن رِّزْقٍ فَجَعَلْتُم مِّنْهُ حَرَاماً وَحَلاَلاً قُلْ آللّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللّهِ تَفْتَرُونَ} [ يونس: ٥٩]

العلامة الثانية: فهم الكتاب والسنة وتفسيرهما بغير الكتاب والسنة.

فمنهم من يتبع في فهم الكتاب والسنة وتفسيرهما الشيطان لاالكتاب والسنة.

قَالَ تَعَالَى:{وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ{3} كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَن تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ} [ الحج: ٣ – ٤ٍ]

ومنهم من يتبع في فهم الكتاب والسنة وتفسيرهما الهوى لاالكتاب والسنة.

قَالَ تَعَالَى:{وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ} [ص: ٢٦]

وقَالَ تَعَالَى:{فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [ القصص: ٥٠]

ومنهم من يتبع في فهم الكتاب والسنة وتفسيرهمافسقة الأئمة والعلماء والعباد لاالكتاب والسنة.

قَالَ تَعَالَى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّ كَثِيراً مِّنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ} [سورة التوبة: ٣٤]

ومنهم من يتبع في فهم الكتاب والسنة وتفسيرهما الصالحين من الأئمة والعلماء والعباد لاالكتاب والسنة.

قَالَ تَعَالَى:{اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهاً وَاحِداً لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} [سورة التوبة: ٣١ ]

وعَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِى tقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ‬« لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ دَخَلُوا فِى جُحْرِ ضَبٍّ لاَتَّبَعْتُمُوهُمْ ». قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ آلْيَهُودَ وَالنَّصَارَى قَالَ «فَمَنْ ».رواه البخاري([68]) ومسلم([69])

ومنهم من يتبع في فهم الكتاب والسنة وتفسيرهما الرأي لا الكتاب والسنة.

قَالَ تَعَالَى:{إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ وَلَقَدْ جَاءهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى} [ النجم: ٢٣]

وجهل هؤلاء جميعاً: أن مراد الله في الكتاب والسنة لايعلمه إلا الله { تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ }

ولهذا تكفل ببيان مراده بنفسه ولم يدع ذلك لغيره.

قَالَ تَعَالَى:{ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} [ القيامة:١٩]

وقَالَ تَعَالَى:{وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} [ الأنعام١٠٥]

 وأرسل الرسل: وأخبرهم بمراده ليبينوه للناس ولم يجعل بيان مراده لغيره. قَالَ تَعَالَى:{وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}[إبراهيم: ٤]

وقَالَ تَعَالَى:{وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [ النحل:٤٤]

العلامة الثالثة: مصادرهم الثلاثة الثلاثون كلها علامات لهم يعرفون بها.

  3-باب: دعاتها.

 قَالَ تَعَالَى:{أُوْلَـئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللّهُ يَدْعُوَ إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ}[ البقرة: ٢٢١]

وقَالَ تَعَالَى:{وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ}[القصص: ٤١]

 وَعَنْ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِt قَالَ: كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللَّهِ -rعَنِ الْخَيْرِ وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِى فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا كُنَّا فِى جَاهِلِيَّةٍ وَشَرٍّ فَجَاءَنَا اللَّهُ بِهَذَا الْخَيْرِ فَهَلْ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ شَرٌّ قَالَ « نَعَمْ » فَقُلْتُ هَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الشَّرِّ مِنْ خَيْرٍ قَالَ « نَعَمْ وَفِيهِ دَخَنٌ ». قُلْتُ وَمَا دَخَنُهُ قَالَ« قَوْمٌ يَسْتَنُّونَ بِغَيْرِ سُنَّتِى وَيَهْدُونَ بِغَيْرِ هَدْيِى تَعْرِفُ مِنْهُمْ وَتُنْكِرُ ».فَقُلْتُ هَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ قَالَ « نَعَمْ دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا ». فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا. قَالَ « نَعَمْ قَوْمٌ مِنْ جِلْدَتِنَا وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا ». قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَا تَرَى إِنْ أَدْرَكَنِى ذَلِكَ قَالَ « تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ ». فَقُلْتُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلاَ إِمَامٌ قَالَ « فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ عَلَى أَصْلِ شَجَرَةٍ حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ ».رواه البخاري([70])ومسلم([71])

 4-باب:التحذير من دعاتها.

قَالَ تَعَالَى:{ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ{18} إِنَّهُمْ لَن يُغْنُوا عَنكَ مِنَ اللَّهِ شَيئاً} [الجاثية: ١٨ – ١٩]

وقَالَ تَعَالَى:{ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ{49} أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [ المائدة: ٤٩ – ٥٠]

وقَالَ تَعَالَى:{وَلاَ تَتَّبِعُواْ أَهْوَاء قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيراً وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السَّبِيلِ} [ المائدة: ٧٧]

 5 -باب: بيان الله لمصادر الثنتين والسبعين التي تتبعها لمعرفة الله ودينه ونبيه .

 لها ثلاثة و ثلاثون مصدراً باطلاً بينه الله.

 المصدر الأول: اتباع الشيطان لا اتباع الكتاب والسنة.

وهو مصدر يتبعه الثنتان والسبعون في معرفة الله ودينه ونبيه.

قَالَ تَعَالَى:{وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ} [ البقرة: ١٠٢ ]

وقَالَ تَعَالَى:{وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ{3}كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَن تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ} [ الحج: ٣ – ٤ ]

وقَالَ تَعَالَى:{فَرِيقاً هَدَى وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلاَلَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ اللّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ}[الأعراف: ٣٠]

فهم يتبعون وحي الشيطان لاوحي الرحمن.

 قَالَ تَعَالَى:{وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَآئِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ} [سورة الأنعام: ١٢١]

وقَالَ تَعَالَى:{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ} [ الأنعام: ١١٢]

والشيطان يوحي لكل من استمع له.

قَالَ تَعَالَى:{هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَن تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ{221}تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ{222} يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ}[سورة الشعراء: ٢٢١ – ٢٢٣]

 المصدرالثاني: اتباع الجهل لا اتباع الكتاب والسنة.

 وهومصدر يتبعه الثنتان والسبعون في معرفة الله ودينه ونبيه.      

قَالَ تَعَالَى:{وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ} [ الأنعام: ١١١]

و عَنْ عبد اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ tقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الَّهِ ﷺ‬ يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنْ الْعِبَادِ وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالًا فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا)رواه البخاري([72]) ومسلم([73])

المصدر الثالث: اتباع الهوى لا اتباع الكتاب والسنة.

وهومصدر يتبعه الثنتان والسبعون في معرفة الله ودينه ونبيه.

 قَالَ تَعَالَى:{بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ فَمَن يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ} [ الروم: ٢٩]

وقَالَ تَعَالَى:{فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [ القصص: ٥٠ ]

المصدر الرابع: اتباع العقل لا اتباع الكتاب والسنة.

وهومصدر يتبعه كل من يقدم العقل على النقل في معرفة الله ودينه ونبيه.

قَالَ تَعَالَى:{وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ{8} ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ} [ الحج: ٨ – ٩]

والعقل لا يستطيع أن يهتدي لمعرفة الله ودينه ونبيه بنفسه وإنما يتبع غيره.

قَالَ تَعَالَى:{قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ} [ يونس: ٣٥]

 فإن اتبع العقل الشيطان في معرفة الله ودينه ونبيه ضل.

قَالَ تَعَالَى:{وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ{3} كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَن تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ} [ الحج: ٣ –٤]

وإن اتبع العقل الهوى في معرفة الله ودينه ونبيه ضل.

 قَالَ تَعَالَى:{وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ}[ص: ٢٦ ]

وإن اتبع العقل أ قوال وأفعال وسير فسقة العلماء والعباد في معرفة الله ودينه ونبيه ضل.

قَالَ تَعَالَى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّ كَثِيراً مِّنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ} [ التوبة: ٣٤]

وإن اتبع العقل أقوال وأفعال وسير الصالحين من العلماء والعباد في معرفة الله ودينه ونبيه ضل.

قَالَ تَعَالَى:{اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهاً وَاحِداً لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} [ التوبة: ٣١ ]

وعَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِى tقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ‬«لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ دَخَلُوا فِى جُحْرِ ضَبٍّ لاَتَّبَعْتُمُوهُمْ ». قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ آلْيَهُودَ وَالنَّصَارَى قَالَ « فَمَنْ ».رواه البخاري([74]) ومسلم([75])

وإن اتبع العقل الكتاب والسنة في معرفة الله ودينه ونبيه فلن يضل أبداً.

 قَالَ تَعَالَى:{فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى}[سورة طه: ١٢٣ ]

وعن جابر tقال سمعت: رسول الله rيقول (وَقَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ إِنْ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ كِتَابُ اللَّهِ) رواه مسلم ([76])

 وَعَنْ أَبِي هريرةَ t: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ‬ قَالَ:( تَرَكْتُ فِيكُمْ أَمْرَيْنِ لَنْ تَضِلُّوا مَا تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا كِتَابَ اللَّهِ وَسُنَّةَ نَبِيِّهِ) أخرجه مالك([77])مرسلا والحاكم مسندا وصححه.


المصدرالخامس: اتباع المتشابه من الكتاب,والسنة,وترك المحكم.

وهومصدر يتبعه الثنتان والسبعون في معرفة الله ودينه ونبيه.

قَالَ تَعَالَى:{هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ} [ آل عمران: ٧]

 وَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: تَلَا رَسُولُ اللَّهِ rهَذِهِ الْآيَةَ (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ)قَالَتْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ rفَإِذَا رَأَيْتِ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ فَأُولَئِكِ الَّذِينَ سَمَّى اللَّهُ فَاحْذَرُوهُمْ)رواه البخاري([78])ومسلم([79])

والمتشابه: هوالذي له عدة معاني.

فمن اختارأحد المعاني بوحي الشيطان ضل.

قَالَ تَعَالَى:{وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَآئِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ} [ الأنعام: ١٢١]

 ومن اختارأحد المعاني بالهوى ضل.

 قَالَ تَعَالَى:{وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ}[ص: ٢٦ ]

ومن اختارأحد المعاني بالرأي ضل.

 قَالَ تَعَالَى:{إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ وَلَقَدْ جَاءهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى} [سورة النجم: ٢٣]

وقَالَ تَعَالَى:{وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ} [سورة الأنعام:١١٦]

وَعَنْ عبد اللهِ بْنِ عَمْرٍوtقَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ rيَقُولُ إِنَّ اللَّهَ لَا يَنْزِعُ الْعِلْمَ بَعْدَ أَنْ أَعْطَاكُمُوهُ انْتِزَاعًا وَلَكِنْ يَنْتَزِعُهُ مِنْهُمْ مَعَ قَبْضِ الْعُلَمَاءِ بِعِلْمِهِمْ فَيَبْقَى نَاسٌ جُهَّالٌ يُسْتَفْتَوْنَ فَيُفْتُونَ بِرَأْيِهِمْ فَيُضِلُّونَ وَيَضِلُّونَ).رواه البخاري([80])

ومن اختارأحد المعاني لمجرد قول إمام صالح ضل .

قَالَ تَعَالَى:{اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ} [ التوبة: ٣١ ]

 وَعَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ‬« لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ دَخَلُوا فِى جُحْرِ ضَبٍّ لاَتَّبَعْتُمُوهُمْ ». قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ آلْيَهُودَ وَالنَّصَارَى قَالَ « فَمَنْ ».رواه البخاري([81]) ومسلم([82])

ومن اختارأحد المعاني لمجرد قول إمام فاسق ضل .

قَالَ تَعَالَى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّ كَثِيراً مِّنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ}[سورة التوبة: ٣٤]

وعَنْ ثَوْبَانَt قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ)rإِنَّمَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِى الأَئِمَّةَ الْمُضِلِّينَ)رواه أبوداود([83])حديث صحيح لغيره.

ومن اختارأحد المعاني بدليل آخرمن الكتاب والسنة فلن يضل أبداً.

قَالَ تَعَالَى:{فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى} [ طه: ١٢٣]

والمحكم: هوالذي له معنى واحد بين واضح لم ينسخ ولم يخص ولم يقيد. كقوله تَعَالَى:{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} [سورة البقرة: ١٨٥]


المصدر السادس: اتباع بعض الكتاب,والسنة وترك البعض في المسألة الواحدة.

 كالأخذ بالمجمل وترك المبين,وبالعام وترك المخصص وبالمطلق وترك المقيد وبالمنسوخ وترك الناسخ.

وهومصدر يتبعه الثنتان والسبعون في معرفة الله ودينه ونبيه.

 قَالَ تَعَالَى:{أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} [ البقرة: ٨٥]

فالمرجئة:آمنت ببعض الكتاب في إثبات إيمان القلب ولم تؤمن ببعض الكتاب في إثبات إيمان الجوارح.

والمعتزلة: آمنوا ببعض الكتاب في إثبات أسماء الله ولم يؤمنوا ببعض الكتاب في إثبات صفات الله.

والأشاعرة: آمنوا ببعض الكتاب في إثبات أسماء الله وسبع من صفاته ولم يؤمنوا ببعض الكتاب في إثبات بقية الصفات .

والخوارج: آمنوا ببعض الكتاب من الوعيد لصاحب الكبيرة ولم يؤمنوا ببعض الكتاب من الوعد لصاحب الكبيرة.

والقدرية: آمنوا ببعض الكتاب في إثبات بعض مراتب القدر ولم يؤمنوا ببعض الكتاب في إثبات بقية المراتب.


المصدر السابع: اتباع الأشخاص, وتعظيمهم والتعصب, والتحزب لهم, والدعوة إلي اتباعهم لا إلى اتباع الكتاب والسنة.

 وهومصدر يتبعه الثنتان والسبعون في معرفة الله ودينه ونبيه.

قَالَ تَعَالَى:{وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ{23} قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُم بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدتُّمْ عَلَيْهِ آبَاءكُمْ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ} [سورة الزخرف: ٢٣ – ٢٤]

وقَالَ تَعَالَى:{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُواْ حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ} [ المائدة: ١٠٤ ]

وقَالَ تَعَالَى:{وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ} [ البقرة: ١٧٠]

 وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ :tأَنَّ رَسُوْلَ اللهِﷺ‬ قَالَ:(مَنْ قاتلَ تَحْتَ رَايَةٍ عِمِّيَةٍ يَغْضَبُ لِعَصَبَةٍ , أَوْ يَدْعُو إِلَى عَصَبَةٍ , أَوْ يَنْصُرُ عَصَبَةً فَقُتِلَ , فَقِتْلَةٌ جَاهِلِيَّةٌ). رَوَاهُ مُسْلِمٌ([84]).

المصدر الثامن: اتباع الحمية الجاهلية لا اتباع الكتاب والسنة.

وهومصدر يتبعه الثنتان والسبعون.

قَالَ تَعَالَى:{إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ} [ الفتح: ٢٦]

وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ t أَنَّهُ قَالَ: إِنِّي سَابَبْتُ رَجُلاً فَعَيَّرْتُهُ بِأُمِّه ِ فَقَالَ لِيَ النَّبيُّ :ﷺ‬ يَا أَبَا ذَرٍّ أَعَيَرْتَه بأُمِّهِ إنَّكَ امْرُؤٌ فِيْكَ جَاهِلِيَّةٌ. رواه البخاري([85]) ومسلم([86])

 وَفِي لَفْظٍ ( إنَّ فِيْكَ لَحَمِيَّةً)

 قلت: فالحمية الجاهلية هي ما كان للخلق لا للحق.

فالحمية الجاهلية للباطل من أجل الأشخاص,أوالبلدان,أوالألون,أواللسان هلك بها الإنسان.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ :tأَنَّ رَسُوْلَ اللهِﷺ‬ قَالَ:(مَنْ قاتلَ تَحْتَ رَايَةٍ عِمِّيَةٍ يَغْضَبُ لِعَصَبَةٍ , أَوْ يَدْعُو إِلَى عَصَبَةٍ , أَوْ يَنْصُرُ عَصَبَةً فَقُتِلَ , فَقِتْلَةٌ جَاهِلِيَّةٌ). رَوَاهُ مُسْلِمٌ([87]).

المصدر التاسع: اتباع الغيرة لا اتباع الكتاب والسنة.

وهومصدر يتبعه الثنتان والسبعون في معرفة الله ودينه ونبيه.

عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَt قَالَ: قَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ وَجَدْتُ مَعَ أَهْلِى رَجُلاً لَمْ أَمَسَّهُ حَتَّى آتِىَ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ‬« نَعَمْ ». قَالَ كَلاَّ وَالَّذِى بَعَثَكَ بِالْحَقِّ إِنْ كُنْتُ لأُعَاجِلُهُ بِالسَّيْفِ قَبْلَ ذَلِكَ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ‬« اسْمَعُوا إِلَى مَا يَقُولُ سَيِّدُكُمْ إِنَّهُ لَغَيُورٌ وَأَنَا أَغْيَرُ مِنْهُ وَاللَّهُ أَغْيَرُ مِنِّى ».رواه مسلم([88])

وَعَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَt قَالَ: قَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ لَوْ رَأَيْتُ رَجُلاً مَعَ امْرَأَتِى لَضَرَبْتُهُ بِالسَّيْفِ غَيْرَ مُصْفِحٍ عَنْهُ. فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ rفَقَالَ « أَتَعْجَبُونَ مِنْ غَيْرَةِ سَعْدٍ فَوَاللَّهِ لأَنَا أَغْيَرُ مِنْهُ وَاللَّهُ أَغْيَرُ مِنِّى مِنْ أَجْلِ غَيْرَةِ اللَّهِ حَرَّمَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ شَخْصَ أَغْيَرُ مِنَ اللَّهِ ». رواه البخاري([89]) ومسلم([90])

قلت:فضبط النبي rالغيرة بما في حديث المغيرة.

فالعجب كان من غيرة الله, ورسوله اللذان هما أشد غيرة من سعد وقد أوجبا الشهود في الحدود.

 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ tقَالَ :كَانَتِ امْرَأَةٌ تُظْهِرُ فِي الإِسْلاَم ِ الْسُّوْءَ فَقَالَ الْنَّبِيُّ :ﷺ‬( لَوْ رَجَمْتُ أَحَداً بِغَيْرِ بَيِّنَةٍ لَرَجَمْتُ هَذِهِ). رَوَاهُ الْبُخَارِي([91])

قلت: فعلم بفعلها,ولم يتجاوز الوحي في أمرها.لأن مصدره الوحي,وليس الغيرة.


المصدر العاشر: اتباع الحماس لا اتباع الكتاب والسنة.

وهومصدر يتبعه الثنتان والسبعون في معرفة الله ودينه ونبيه.

قَالَ تَعَالَى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحَرِّمُواْ طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللّهُ لَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [سورة المائدة: ٨٧]

 وَعَنْ أَنَسِ بْنَ مَالِكٍ tقَالَ:جَاءَ ثَلَاثَةُ رَهْطٍ إِلَى بُيُوتِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ rيَسْأَلُونَ عَنْ عِبَادَةِ النَّبِيِّ rفَلَمَّا أُخْبِرُوا كَأَنَّهُمْ تَقَالُّوهَا فَقَالُوا وَأَيْنَ نَحْنُ مِنْ النَّبِيِّ rقَدْ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ قَالَ أَحَدُهُمْ أَمَّا أَنَا فَإِنِّي أُصَلِّي اللَّيْلَ أَبَدًا وَقَالَ آخَرُ أَنَا أَصُومُ الدَّهْرَ وَلَا أُفْطِرُ وَقَالَ آخَرُ أَنَا أَعْتَزِلُ النِّسَاءَ فَلَا أَتَزَوَّجُ أَبَدًا فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ rإِلَيْهِمْ فَقَالَ أَنْتُمْ الَّذِينَ قُلْتُمْ كَذَا وَكَذَا أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لَأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وَأَتْقَاكُمْ لَهُ لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ وَأُصَلِّي وَأَرْقُدُ وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي)رواه البخاري([92])

وعن عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِِt في صُلْح ِ الحديبيةِ قَالَ: أَتَيْتُ نَبِيَّ اللَّهِ rفَقُلْتُ أَلَسْتَ نَبِيَّ اللَّهِ حَقًّا قَالَ بَلَى قُلْتُ أَلَسْنَا عَلَى الْحَقِّ وَعَدُوُّنَا عَلَى الْبَاطِلِ قَالَ بَلَى قُلْتُ فَلِمَ نُعْطِي الدَّنِيَّةَ فِي دِينِنَا إِذًا قَالَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ وَلَسْتُ أَعْصِيهِ وَهُوَ نَاصِرِي).رواه البخاري([93])


المصدر الحادي عشر: اتباع الحس لا اتباع الكتاب والسنة.

 كسمعت ورأيت وذقت وهو مصدر يتبعه كل من يقدم الحس على الكتاب والسنة في معرفة الله ودينه ونبيه.

 قَالَ تَعَالَى:{وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَآئِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ} [سورة الأنعام: ١٢١]

فالشيطان يوحي إلى اتباعه الشرك والكفر والبدع بصوت يسمعونه بآذانهم.

 قَالَ تَعَالَى:{وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ}[الإسراء: ٦٤]

 ويظهرلهم في صورة من يعبدون أويعظمون فيرونه بأعينهم

 قَالَ تَعَالَى:{إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثاً وَإِن يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَاناً مَّرِيداً{117} لَّعَنَهُ اللّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيباً مَّفْرُوضاً} [ النساء: ١١٧ – ١١٨]

 وعن أ بي الطفيل قال: ( لما فتح رسول الله rمكة بعث خالد بن الوليد إلى نخلة , وكانت بها العزى , وكانت على ثلاث سمرات فقطع السمرات, وهدم البيت الذي كان عليها ثم أتى النبي ﷺ‬ فأخبره فقال ارجع فإنك لم تصنع شيئاً فرجع خالد فلما أبصرته السدنة أمعنوا في الجبل , وهم يقولون يا عزى يا عزى فأتاها خالد فإذا امرأة عريانة ناشرة شعرها تحفن التراب على رأسها فعمها بالسيف فقتلها ثم رجع إلى رسول الله ﷺ‬ فأخبره فقال ( تلك العز ى) رواه النسائي([94])

وقد أعطاه الله قدرة على الظهور بالصوت والصورة.

 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ tقَالَ: وَكَّلَنِي رَسُولُ اللَّهِ rبِحِفْظِ زَكَاةِ رَمَضَانَ فَأَتَانِي آتٍ فَجَعَلَ يَحْثُو مِنْ الطَّعَامِ فَأَخَذْتُهُ وَقُلْتُ وَاللَّهِ لَأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ rقَالَ إِنِّي مُحْتَاجٌ وَعَلَيَّ عِيَالٌ وَلِي حَاجَةٌ شَدِيدَةٌ قَالَ فَخَلَّيْتُ عَنْهُ فَأَصْبَحْتُ فَقَالَ النَّبِيُّ rيَا أَبَا هُرَيْرَةَ مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ الْبَارِحَةَ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ شَكَا حَاجَةً شَدِيدَةً وَعِيَالًا فَرَحِمْتُهُ فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ قَالَ أَمَا إِنَّهُ قَدْ كَذَبَكَ وَسَيَعُودُ فَعَرَفْتُ أَنَّهُ سَيَعُودُ لِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ rإِنَّهُ سَيَعُودُ فَرَصَدْتُهُ فَجَاءَ يَحْثُو مِنْ الطَّعَامِ فَأَخَذْتُهُ فَقُلْتُ لَأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ rقَالَ دَعْنِي فَإِنِّي مُحْتَاجٌ وَعَلَيَّ عِيَالٌ لَا أَعُودُ فَرَحِمْتُهُ فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ فَأَصْبَحْتُ فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ rيَا أَبَا هُرَيْرَةَ مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ شَكَا حَاجَةً شَدِيدَةً وَعِيَالًا فَرَحِمْتُهُ فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ قَالَ أَمَا إِنَّهُ قَدْ كَذَبَكَ وَسَيَعُودُ فَرَصَدْتُهُ الثَّالِثَةَ فَجَاءَ يَحْثُو مِنْ الطَّعَامِ فَأَخَذْتُهُ فَقُلْتُ لَأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ وَهَذَا آخِرُ ثَلَاثِ مَرَّاتٍ أَنَّكَ تَزْعُمُ لَا تَعُودُ ثُمَّ تَعُودُ قَالَ دَعْنِي أُعَلِّمْكَ كَلِمَاتٍ يَنْفَعُكَ اللَّهُ بِهَا قُلْتُ مَا هُوَ قَالَ إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الْكُرْسِيِّ {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} حَتَّى تَخْتِمَ الْآيَةَ. فَإِنَّكَ لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنْ اللَّهِ حَافِظٌ وَلَا يَقْرَبَنَّكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ فَأَصْبَحْتُ فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ rمَا فَعَلَ أَسِيرُكَ الْبَارِحَةَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ زَعَمَ أَنَّهُ يُعَلِّمُنِي كَلِمَاتٍ يَنْفَعُنِي اللَّهُ بِهَا فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ قَالَ مَا هِيَ قُلْتُ قَالَ لِي إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الْكُرْسِيِّ مِنْ أَوَّلِهَا حَتَّى تَخْتِمَ الْآيَةَ {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} وَقَالَ لِي لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنْ اللَّهِ حَافِظٌ وَلَا يَقْرَبَكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ وَكَانُوا أَحْرَصَ شَيْءٍ عَلَى الْخَيْرِ فَقَالَ النَّبِيُّ rأَمَا إِنَّهُ قَدْ صَدَقَكَ وَهُوَ كَذُوبٌ تَعْلَمُ مَنْ تُخَاطِبُ مُنْذُ ثَلَاثِ لَيَالٍ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ لَا قَالَ ذَاكَ شَيْطَانٌ). رواه البخاري([95])

ويجعل للباطل عندهم ذوقاً. قَالَ تَعَالَى:{وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ}[سورة العنكبوت: ٣٨]

المصدر الثاني عشر: اتباع الظن لا اتباع الكتاب والسنة.

 وهو مصدر يتبعه الثنتان والسبعون في معرفة الله ونبيه ودينه.

قَالَ تَعَالَى:{إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ وَلَقَدْ جَاءهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى} [سورة النجم: ٢٣]

وقَالَ تَعَالَى:{مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً} [سورة النساء: ١٥٧]

وقَالَ تَعَالَى:{وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاَّ ظَنّاً إَنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً إِنَّ اللّهَ عَلَيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ} [ يونس: ٣٦]

وقَالَ تَعَالَى:{وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ} [سورة الأنعام: ١١٦]

المصدر الثالث عشر: اتباع الذوق لااتباع الكتاب والسنة.

 وهو مصدر يتبعه كل من يقدم الحس على الكتاب والسنة في معرفة الله ونبيه ودينه.

قَالَ تَعَالَى:{أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ كَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ} [سورة محمد: ١٤]

وقَالَ تَعَالَى:{وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ} [سورة العنكبوت: ٣٨]

وقَالَ تَعَالَى:{تَاللّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [ النحل: ٦٣ ]

 المصدر الرابع عشر: اتباع ما عليه الكثرة لااتباع الكتاب والسنة.

وهو مصدر يتبعه الثنتان والسبعون في معرفة الله ودينه ونبيه.

قَالَ تَعَالَى عن فرعون:{قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى} [ طه: ٥١]

فرد الله عليه.

قَالَ تَعَالَى:{وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الْأَوَّلِينَ} [ الصافات: ٧١ ]

 ثم حذر من اتباع الكثرة.

قَالَ تَعَالَى:{وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ} [ الأنعام: ١١٦]

وقَالَ تَعَالَى:{وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ}[يوسف: ١٠٦]

 وعَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِى سُفْيَانَt قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ‬ «إِنَّ هَذِهِ الْمِلَّةَ سَتَفْتَرِقُ عَلَى ثَلاَثٍ وَسَبْعِينَ ثِنْتَانِ وَسَبْعُونَ فِى النَّارِ وَوَاحِدَةٌ فِى الْجَنَّةِ وَهِىَ الْجَمَاعَةُ » رواه أبو داود([96]) حديث حسن لغيره.

 وَعَنْ عبد اللهِ بْنِ عَمْرِوt قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ ﷺ‬ (تَفَتَرقُ أَمَّتِي عَلَى ثَلاَثٍ وَسَبْعِيْنَ مِلَّةً كُلُّهُمْ فِي النَّارِ إِلا مِلَةً وَاحَدَةً قَالُوا وَمَنْ هِيَ يَا رَسُوْلَ اللهِ قَالَ مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصَحَابِي )رواه الترمذي([97]) حديث حسن لغيره.

المصدر الخامس عشر: اتباع رأي المتقدمين لااتباع روايتهم من الكتاب والسنة .

وهو مصدر يتبعه كل من يتعصب للأشخاص ويقلدهم في معرفة الله ودينه ونبيه.

قَالَ تَعَالَى:{بَلْ قَالُوا مِثْلَ مَا قَالَ الْأَوَّلُونَ} [ المؤمنون: ٨١]

وقَالَ تَعَالَى:{أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءهُم مَّا لَمْ يَأْتِ آبَاءهُمُ الْأَوَّلِينَ} [ المؤمنون: ٦٨]

وقَالوا:{مَّا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ} [ المؤمنون: ٢٤]

وقَالَ تَعَالَى:{أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ{5} وَانطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ{6} مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ} [ ص: ٥ – ٧]

 المصدر السادس عشر: اتباع رأي المتأخرين لااتباع الكتاب والسنة المعصومين.

وهو مصدر يتبعه كل من يتعصب للأشخاص ويقلدهم في معرفة الله ودينه ونبيه.

قَالَ تَعَالَى:{اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهاً وَاحِداً لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} [ التوبة: ٣١]

 وَعَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ‬« لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ دَخَلُوا فِى جُحْرِ ضَبٍّ لاَتَّبَعْتُمُوهُمْ ». قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ آلْيَهُودَ وَالنَّصَارَى قَالَ « فَمَنْ ».رواه البخاري([98]) ومسلم([99])


المصدر السابع عشر: اتباع أقوال وأفعال وسير فسقة العلماء والعباد غيرالمعصومين لااتباع الكتاب والسنة المعصومين.

وهو مصدر يتبعه كل من يتعصب للأشخاص ويقلدهم في معرفة الله ودينه ونبيه.

قَالَ تَعَالَى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّ كَثِيراً مِّنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ}[ التوبة: ٣٤]

وقَالَ تَعَالَى:{وَلاَ تَتَّبِعُواْ أَهْوَاء قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيراً وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السَّبِيلِ} [ المائدة: ٧٧]

المصدر الثامن عشر: اتباع أقوال وأفعال وسير الصالحين من الأئمة والعلماء والعباد غيرالمعصومين وترك الكتاب والسنة المعصومين.

وهو مصدر يتبعه كل من يتعصب للأشخاص ويقلدهم في معرفة الله ودينه ونبيه.

قَالَ تَعَالَى:{اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهاً وَاحِداً لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} [ التوبة: ٣١]

وعَنْ عَدِي بن حَاتِمٍ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ rوَفِي عُنُقِي صَلِيبٌ مِنْ ذَهَبٍ، فَقَالَ:"يَا عَدِيُّ اطْرَحْ هَذَا الْوَثَنَ مِنْ عُنُقِكَ"، فَطَرَحْتُهُ، فَانْتَهَيْتُ إِلَيْهِ وَهُوَ يَقْرَأُ سُورَةَ بَرَاءَةٌ، فَقَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ: "اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ حَتَّى فَرَغَ مِنْهَا، فَقُلْتُ: إِنَّا لَسْنَا نَعْبُدُهُمْ، فَقَالَ:"أَلَيْسَ يُحَرِّمُونَ مَا أَحَلَّ اللَّهُ فَتُحَرِّمُونَهُ وَيُحِلُّونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ، فَتَسْتَحِلُّونَهُ؟"قُلْتُ: بَلَى، قَالَ:"فَتِلْكَ عِبَادَتُهُمْ" ) رواه الطبراني([100]) حديث حسن.

وَعَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ‬« لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ دَخَلُوا فِى جُحْرِ ضَبٍّ لاَتَّبَعْتُمُوهُمْ ». قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ آلْيَهُودَ وَالنَّصَارَى قَالَ « فَمَنْ ».رواه البخاري([101]) ومسلم([102])

 المصدر التاسع عشر: اتباع أقوال وأفعال السادة والكبراء والمشهورين غيرالمعصومين وترك الكتاب والسنة المعصومين.

وهو مصدر يتبعه كل من يتعصب للأشخاص ويقلدهم في معرفة الله ودينه ونبيه.

قَالَ تَعَالَى:{يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا{66} وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا{67}رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً}[ الأحزاب: ٦٦ – ٦٨]

المصدر العشرون: اتباع ماعليه الطوائف والأحزاب غيرالمعصومين وترك الكتاب والسنة المعصومين.

وهو مصدر يتبعه كل من يتعصب للأشخاص ويقلدهم في معرفة الله ودينه ونبيه. قَالَ تَعَالَى:{فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ زُبُراً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ{53} فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ} [ المؤمنون: ٥٣ –٥٤ ]

والزبر: هي الكتب. أي لكل حزب كتب يرجع إليها ويفرح بهاغيركتب الحزب الآخر .

لايؤمنون إلا بما فيها وإن كان باطلاً, ويكفرون بماليس فيها وإن حقاً. قَالَ تَعَالَى:{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ بِمَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ نُؤْمِنُ بِمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرونَ بِمَا وَرَاءهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَهُمْ}[سورة البقرة: ٩١]

ويدعون أتباعهم إلى عدم الإيمان بماليس في كتب حزبهم وإن كان حقاً بقولهم. {وَلاَ تُؤْمِنُواْ إِلاَّ لِمَن تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللّهِ} [ آل عمران: ٧٣]

وعَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِى tقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ‬« لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ دَخَلُوا فِى جُحْرِ ضَبٍّ لاَتَّبَعْتُمُوهُمْ ». قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ آلْيَهُودَ وَالنَّصَارَى قَالَ « فَمَنْ ».رواه البخاري([103]) ومسلم([104])

 وهدى الله في قوله.{قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللّهِ} [ آل عمران: ٧٣] هو الكتاب والسنة.

قَالَ تَعَالَى:{فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى} [ طه: ١٢٣]

 فالهدى في السنة والكتاب وليس في كتب الأحزاب.

المصدر الحادي و العشرون:اتباع القواعد الفقهية والضوابط العقلية التي وضعها الأحبار لااتباع الكتاب والسنة.

وهو مصدر يتبعه كل من يتعصب للأشخاص ويقلدهم في معرفة الله ودينه ونبيه.

قَالَ تَعَالَى:{وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاَّ ظَنّاً إَنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً إِنَّ اللّهَ عَلَيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ}[ يونس:٣٦]

فالتسليم لكل قاعدة ودفع الكتاب والسنة بها مصدر للضلال لأن القاعدة ليست حجة بنفسها وإنما هي حجة بالدليل الذي أخذت منه

فإن أخذت من العقل أوالرأي أومن متشابه الكتاب والسنة أومن بعض الكتاب والسنة دون بعض فهي قاعدة فاسدة.

 كقاعدة: اتباع العقل لا اتباع الكتاب والسنة فهذه لم يضعها الله ولارسوله بل وضعها أهل الكلام فضل بها فيأم. قَالَ تَعَالَى:{أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ} [ الشورى: ٢١]

وقاعدة: فهم الكتاب والسنة بفهم فلان وعلان.

فهذه لم يضعها الله ولارسوله بل وضعها الأحبار.

 قَالَ تَعَالَى:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّ كَثِيراً مِّنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ } [ التوبة: ٣4]

وهي خطأ لأن الله قدتكفل ببيانهما ولم يدع ذلك لأراء الناس المختلفة.

 قَالَ تَعَالَى:{ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} [ القيامة: ١٩]

وقَالَ تَعَالَى:{وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} [ الأنعام: ١٠٥]

وقَالَ تَعَالَى:{وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}[ النحل: ٦٤]

وقد بلغ النبيr بيان الله بلاغاً كاملاً ولم يدع  لأراء الناس المختلفة.

عَنْ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَt قَالَ: قَالَ رَسولُﷺ‬(قَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى الْبَيْضَاءِ لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا لَا يَزِيغُ عَنْهَا بَعْدِي إِلَّا هَالِكٌ) رواه أحمد([105]) حديث صحيح لذاته.

وأمرالله ببلاغ بيانه بلا زيادة ولانقص ولاتغيير.

قَالَ تَعَالَى:{يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} [ المائدة: ٦٧]

وتوعد من زاد على بيانه أونقص أوغير.

قَالَ تَعَالَى:{وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ{44} لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ{45} ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ{46} فَمَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ} [ الحاقة: ٤٤ – ٤٧ ]

وقَالَ تَعَالَى:{وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذاً لاَّتَّخَذُوكَ خَلِيلاً{73} وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً{74} إِذاً لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيراً} [ الإسراء: ٧٣ – ٧٥]

وقَالَ تَعَالَى:{وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَـذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاء نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} [ يونس: ١٥]

وقاعدة: لاتقل قولاً إلاولك فيه إمام.

 فهذه لم يضعها الله ولارسوله بل وضعها الأحبار.

قَالَ تَعَالَى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّ كَثِيراً مِّنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ } [ التوبة: ٣4]

وهي خطأ لأن الإمام ليس بمعصوم.

قَالَ تَعَالَى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّ كَثِيراً مِّنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ} [ التوبة: ٣٤]

 وعَنْ ثَوْبَانَt قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ)rإِنَّمَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِى الأَئِمَّةَ الْمُضِلِّينَ)رواه أبوداود([106]) حديث صحيح لذاته.

والقاعدة التي وضعها الله. لاتقل قولاً إلا ولك فيه دليل من الكتاب والسنة. قَالَ تَعَالَى:{وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} [سورة الإسراء: ٣٦ ]

ولم يقل ولاتقف ماليس لك فيه إمام. قَالَ تَعَالَى:{وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَـذَا حَلاَلٌ وَهَـذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ} [سورة النحل: ١١٦]

وقاعدة: لا إنكارفي مسائل الخلاف.

فهذه لم يضعها الله ولارسوله بل وضعها الأحبار.

 قَالَ تَعَالَى:{اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ}[ التوبة: ٣١]

والقاعدة التي وضعها الله هي انكارالمنكر مطلقا.

قَالَ تَعَالَى:{وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [ آل عمران: ١٠٤]

وعَنْ أَبي سَعِيدٍ الخدريt قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ rيَقُولُ « مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِيمَانِ ». رواه مسلم([107])

 ومخالفة الدليل من الكتاب والسنة منكر يجب على القادر إنكاره.

قَالَ تَعَالَى:{وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [ آل عمران: ١٠٤]

وعَنْ طَارِقِِ بْنِِ شِهَابٍ قَالَ:( أَوَّلُ مَنْ بَدَأَ بِالْخُطْبَةِ يَوْمَ الْعِيدِ قَبْلَ الصَّلاَةِ مَرْوَانُ فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ الصَّلاَةُ قَبْلَ الْخُطْبَةِ. فَقَالَ قَدْ تُرِكَ مَا هُنَالِكَ. فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ أَمَّا هَذَا فَقَدْ قَضَى مَا عَلَيْهِ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ rيَقُولُ « مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِيمَانِ ». رواه مسلم([108])

والمخطيء إنما عفا الله عنه في الخطأ عن الإثم لافي تعمد الخطأ واستمراره عليه.

 قَالَ تَعَالَى:{وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً} [سورة الأحزاب: ٥]

وقاعدة: لاإنكارفي مسائل الإجتهاد.

فهذه لم يضعها الله ولارسوله بل وضعها الأحبار.

قَالَ تَعَالَى:{اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ} [سورة التوبة: ٣١]

والقاعدة التي وضعها الله هي انكارالمنكر مطلقا سواء وقع فيه الإنسان عالماً أوجاهلاً عامداً أوناسياً.

قَالَ تَعَالَى:{وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [ آل عمران: ١٠٤]

وَعَنْ أَبي سَعِيدٍ الخدريt قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ rيَقُولُ « مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِيمَانِ ». رواه مسلم([109])

و عَنْ عبد اللَّهِt قَالَ: صَلَّى النَّبِيُّ ﷺ‬ فَلَمَّا سَلَّمَ قِيلَ لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَحَدَثَ فِي الصَّلَاةِ شَيْءٌ قَالَ وَمَا ذَاكَ قَالُوا صَلَّيْتَ كَذَا وَكَذَا فَثَنَى رِجْلَيْهِ وَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ وَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ ثُمَّ سَلَّمَ فَلَمَّا أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ قَالَ إِنَّهُ لَوْ حَدَثَ فِي الصَّلَاةِ شَيْءٌ لَنَبَّأْتُكُمْ بِهِ وَلَكِنْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَنْسَى كَمَا تَنْسَوْنَ فَإِذَا نَسِيتُ فَذَكِّرُونِي )رواه البخاري ([110])

والمجتهد إذا اجتهد في طلب الدليل ثم أخطأه وحكم بغيره فله أجر.

عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِt قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ rيَقُولُ( إِذَا حَكَمَ الْحَاكِمُ فَاجْتَهَدَ ثُمَّ أَصَابَ فَلَهُ أَجْرَانِ وَإِذَا حَكَمَ فَاجْتَهَدَ ثُمَّ أَخْطَأَ فَلَهُ أَجْرٌ ) رواه البخاري([111]) مسلم([112])

 ويجب على من علم خطأه الإنكار عليه بالد ليل.

 عَنْ أَبي سَعِيدٍ الخدريt قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ rيَقُولُ « مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِيمَانِ ». رواه مسلم([113])

ويجب علي المجتهد المخطيء وأتباعه قبول الدليل والرجوع عن الخطأ فإن تعمد وا الإستمرارفي الخطأ أثموا.

قَالَ تَعَالَى:{وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً} [سورة الأحزاب: ٥]

ولولا الإنكارفي مسائل الإجتهاد ماعرف المجتهد ولاأتباعه الخطأ.

 وكل ماحصل في حياة النبيrمن اجتهاد الصحابة وتركه للإنكار عليهم فبالوحي.

 ولوكان أحد المجتهدين مخطئاً لأنكرعليه لعصمته من السكوت على المنكر والخطأ بخلاف غيره من الناس.

قَالَ تَعَالَى:{يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} [سورة المائدة: ٦٧]

ومن طلب الدليل وأخطأه أجر بخلاف من عرف الدليل وتركه ودعا الناس إلى تركه بقوله لا إنكار.

وقاعدة التيسير بغير دليل من الكتاب والسنة.كالتيسير لمشقة مخالفة الهوى والعادة.

 عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا زَوْجِ النَّبِىِّ rأَنَّهَا قَالَتْ مَا خُيِّرَ رَسُولُ اللَّهِ rبَيْنَ أَمْرَيْنِ إِلاَّ أَخَذَ أَيْسَرَهُمَا مَا لَمْ يَكُنْ إِثْمًا فَإِنْ كَانَ إِثْمًا كَانَ أَبْعَدَ النَّاسِ مِنْهُ ). رواه البخاري ([114])ومسلم ([115])

وقاعدة: مراعاة الخلاف لامراعاة الدليل من الكتاب والسنة.

قَالَ تَعَالَى:{وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [ الأنعام: ١٥٣]

وقاعدة : العالم والإمام لايقول قولاً إلا وله دليل لانعلمه أوحاشاه أن ينطق عن الهوى .

وهذا ادعاء لعصمته وليس بمعصوم.

قَالَ تَعَالَى:{اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهاً وَاحِداً لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} [سورة التوبة: ٣١]

وقَالَ تَعَالَى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّ كَثِيراً مِّنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ }[ التوبة: ٣٤ ]

وقَالَ تَعَالَى:{وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [ الأنعام: ١٥٣]

و عَنْ ثَوْبَانَt قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ)rإِنَّمَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِى الأَئِمَّةَ الْمُضِلِّينَ)رواه أبوداود([116])حديث صحيح لذاته.

و عن أنسt قال: قال رسول الله ﷺ‬ ( كل بني آدم خطاء . وخير الخطائين التوابون ) رواه بن ماجة([117]) حديث حسن لذاته.

 وقاعدة:الصحابي لايقول إلا ماقال النبيrولايفعل إلامافعلr وهذا ادعاء لعصمته وليس بمعصوم.

 عن أنسt قال: قال رسول الله ﷺ‬ ( كل بني آدم خطاء . وخير الخطائين التوابون ) رواه بن ماجة([118]) حديث حسن لذاته.

وتلك الدعوى من بعض أهل السنة هي دعوى بعضالصوفية والشيعة من القول بعصمة الأولياء والأئمة .

قَالَ تَعَالَى:{وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ} [سورة البقرة: ١١٣]

 ثم قس على هذا الباطل الذي ملئت به كتب التفسير و الفقه والحديث خاصة وكتب العلم عامة مما أحدث لنا أدياناً جديدة متفرقة باطلة لاتقوم على كتاب ولا سنة.

فيا شديد الطول والإنعام

إليك نشكو محنة الإسلام

المصدر الثاني والعشرون: اتباع القياس مع وجود النص.

قَالَ تَعَالَى:{قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ{12} قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ} [ الأعراف: ١٢ - ١٣]

وقد نهى الله عن تقديم القياس على النص.

 قَالَ تَعَالَى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}[سورة الحجرات: 1]

وهو مصدرتتبعه الثنتان والسبعون في معرفة الله ودينه ونبيه.

و لايتبع القياس مع وجود النص إلاصاحب هوى.

قَالَ تَعَالَى:{فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [ القصص: ٥٠]

وقَالَ تَعَالَى:{وَإِنَّ كَثِيراً لَّيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِم بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ} [سورة الأنعام: ١١٩]

المصدر الثالث والعشرون: اتباع المعاني اللغوية مع وجود النص.

وهو مصدرتتبعه الثنتان والسبعون في معرفة الله ودينه ونبيه.

قَالَ تَعَالَى:{وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ} [سورة المائدة:49 ]

وجهل هؤلاء: أن مراد الله في الكتاب والسنة لايعلمه إلا الله ولهذا تكفل ببيان مراده بنفسه ولم يدع ذلك لغيره.

قَالَ تَعَالَى:{ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} [ القيامة:١٩]

وقَالَ تَعَالَى:{وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} [ الأنعام١٠٥]

 وأرسل الرسل: وأخبرهم بمراده ليبينوه للناس ولم يجعل بيان مراده لغيره.

قَالَ تَعَالَى:{وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [ إبراهيم: ٤]

وقَالَ تَعَالَى:{وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [ النحل:٤٤]

وقد نهى الله عن تقديم المعنى اللغوي على النص الشرعي.

 قَالَ تَعَالَى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}[سورة الحجرات: 1]

و لايتبع المعنى اللغوي مع وجود النص الشرعي إلاصاحب هوى.

 قَالَ تَعَالَى:{فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [ القصص: ٥٠]

وقَالَ تَعَالَى:{وَإِنَّ كَثِيراً لَّيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِم بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ}[ الأنعام: ١١٩]

المصدر الرابع والعشرون: اتباع الرأي لا اتباع الوحي.

وهو مصدرتتبعه الثنتان والسبعون في معرفة الله ودينه ونبيه.

قَالَ تَعَالَى:{إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ وَلَقَدْ جَاءهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى} [سورة النجم: ٢٣]

وقَالَ تَعَالَى:{وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ} [سورة الأنعام:١١٦]

 وَعَنْ عبد اللهِ بْنِ عَمْرٍوtقَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ rيَقُولُ إِنَّ اللَّهَ لَا يَنْزِعُ الْعِلْمَ بَعْدَ أَنْ أَعْطَاكُمُوهُ انْتِزَاعًا وَلَكِنْ يَنْتَزِعُهُ مِنْهُمْ مَعَ قَبْضِ الْعُلَمَاءِ بِعِلْمِهِمْ فَيَبْقَى نَاسٌ جُهَّالٌ يُسْتَفْتَوْنَ فَيُفْتُونَ بِرَأْيِهِمْ فَيُضِلُّونَ وَيَضِلُّونَ).رواه البخاري([119])

وَعَنْ عَلِىٍّ rقَالَ:( لَوْ كَانَ الدِّينُ بِالرَّأْىِ لَكَانَ أَسْفَلُ الْخُفِّ أَوْلَى بِالْمَسْحِ مِنْ أَعْلاَهُ وَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ rيَمْسَحُ عَلَى ظَاهِرِ خُفَّيْهِ).رواه أبوداود([120]) حديث صحيح لذاته.

المصدر الخامس والعشرون: اتباع شريعة من قبلنا المنسوخة وترك شريعتنا الناسخة.

وهو مصدرتتبعه الثنتان والسبعون في معرفة الله ودينه ونبيه.

قَالَ تَعَالَى:{وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} [سورة المائدة: ٤٨]

و عبد اللَّهِ بْنِ ثَابِتٍt قَالَ: جَاءَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِt إِلَى النَّبِيِّ rفَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي مَرَرْتُ بِأَخٍ لِي مِنْ بَنِي قُرَيْظَةَ فَكَتَبَ لِي جَوَامِعَ مِنْ التَّوْرَاةِ أَلَا أَعْرِضُهَا عَلَيْكَ قَالَ فَتَغَيَّرَ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ rوقَالَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَصْبَحَ فِيكُمْ مُوسَى ثُمَّ اتَّبَعْتُمُوهُ وَتَرَكْتُمُونِي لَضَلَلْتُمْ إِنَّكُمْ حَظِّي مِنْ الْأُمَمِ وَأَنَا حَظُّكُمْ مِنْ النَّبِيِّينَ).رواه أحمد([121]) حديث حسن لغيره.

و عَنْ جَابِرِ بْنِ عبد اللَّهِt: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ tأَتَى النَّبِيَّ rبِكِتَابٍ أَصَابَهُ مِنْ بَعْضِ أَهْلِ الْكُتُبِ فَقَرَأَهُ النَّبِيُّ rفَغَضِبَ فَقَالَ أَمُتَهَوِّكُونَ فِيهَا يَا ابْنَ الْخَطَّابِ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ جِئْتُكُمْ بِهَا بَيْضَاءَ نَقِيَّةً وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ مُوسَى rكَانَ حَيًّا مَا وَسِعَهُ إِلَّا أَنْ يَتَّبِعَنِيِ ).رواه أحمد([122]) حديث حسن لغيره.

المصدر السادس والعشرون: التقليد للصالحين من العلماء والعباد غيرالمعصومين وترك الكتاب والسنة المعصومين.

وهو مصدر يتبعه كل من يتعصب للأشخاص ويقلدهم في معرفة الله ودينه ونبيه.

قَالَ تَعَالَى:{اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهاً وَاحِداً لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} [سورة التوبة: ٣١]

وعَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِى tقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ‬« لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ دَخَلُوا فِى جُحْرِ ضَبٍّ لاَتَّبَعْتُمُوهُمْ ». قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ آلْيَهُودَ وَالنَّصَارَى قَالَ « فَمَنْ ».رواه البخاري([123]) ومسلم([124])

المصدر السابع والعشرون: اتباع المذاهب لااتباع الكتاب والسنة.

وهو مصدر يتبعه كل من يتعصب للأشخاص ويقلدهم في معرفة الله ودينه ونبيه.

 قَالَ تَعَالَى:{اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهاً وَاحِداً لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} [سورة التوبة: ٣١]

وعَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِى tقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ‬« لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ دَخَلُوا فِى جُحْرِ ضَبٍّ لاَتَّبَعْتُمُوهُمْ ». قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ آلْيَهُودَ وَالنَّصَارَى قَالَ « فَمَنْ ».رواه البخاري([125]) ومسلم([126])

المصدر الثامن والعشرون:اتباع الرؤى والأحلام والكرامات المبنية على الظن والتخمين وترك اتباع الكتاب والسنة المبنيين على العلم واليقين .

قَالَ تَعَالَى:{إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ وَلَقَدْ جَاءهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى} [سورة النجم: ٢٣]

وقَالَ تَعَالَى:{مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً} [سورة النساء: ١٥٧]

وقَالَ تَعَالَى:{وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاَّ ظَنّاً إَنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً إِنَّ اللّهَ عَلَيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ} [ يونس: ٣٦]

وقَالَ تَعَالَى:{وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ} [سورة الأنعام: ١١٦]

وهو مصدرتتبعه الثنتان والسبعون في معرفة الله ودينه ونبيه.

وقد نهي الله عنه.

قَالَ تَعَالَى:{وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} [ الإسراء: ٣٦]

المصدر التاسع والعشرون: دعوى الأخذعن الله مباشرة يقظة ومناماً لاعن محمد بن عبد الله عن جبريل عن الله.

[حدثني قلبي عن ربي ] [وعلمناه من لدنا علما]

قَالَ تَعَالَى:{وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَآئِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ} [ الأنعام: ١٢١]

وهومصدريتبعه كل من يجيزالخروج عن شريعة محمدr ولايؤمن بأن رسالته خاتمة للرسالات والوحي إليه خاتم للوحي إلى البشر.

قَالَ تَعَالَى:{فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [سورة القصص: ٥٠]

ومن زعم أنه يأخذ معرفة الله ودينه ونبيه من غير محمد عن جيريل عن الرحمن؛فإنما يأخذ من الشيطان.

 قَالَ تَعَالَى:{وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ{36} وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ{37} حَتَّى إِذَا جَاءنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ{38} وَلَن يَنفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذ ظَّلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ{39} أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَن كَانَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ} [سورة الزخرف: ٣٦ – ٤٠]

وَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا زَوْجِ النَّبِىِّ ﷺ‬ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ rخَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا لَيْلاً. قَالَتْ فَغِرْتُ عَلَيْهِ فَجَاءَ فَرَأَى مَا أَصْنَعُ فَقَالَ « مَا لَكِ يَا عَائِشَةُ أَغِرْتِ ». فَقُلْتُ وَمَا لِى لاَ يَغَارُ مِثْلِى عَلَى مِثْلِكَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ‬« أَقَدْ جَاءَكِ شَيْطَانُكِ ». قَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوَمَعِىَ شَيْطَانٌ قَالَ « نَعَمْ ». قُلْتُ وَمَعَ كُلِّ إِنْسَانٍ قَالَ « نَعَمْ ». قُلْتُ وَمَعَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ « نَعَمْ وَلَكِنْ رَبِّى أَعَانَنِى عَلَيْهِ حَتَّى أَسْلَمَ ».رواه مسلم([127])

وَ عَنْ عبد اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍt قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ‬« مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ وَقَدْ وُكِّلَ بِهِ قَرِينُهُ مِنَ الْجِنِّ ». قَالُوا وَإِيَّاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ « وَإِيَّاىَ إِلاَّ أَنَّ اللَّهَ أَعَانَنِى عَلَيْهِ فَأَسْلَمَ فَلاَ يَأْمُرُنِى إِلاَّ بِخَيْرٍ ».رواه مسلم([128])

المصدر الثلاثون: دعوى الأخذ عن النبيr بعد موته مباشرة يقظة ومناماً.

قَالَ تَعَالَى:{وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَآئِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ} [ الأنعام: ١٢١]

وهومصدريتبعه كل من لايؤمن بكمال الدين قبل موته وبانقطاع الوحي بوفاتهr وبعدم الوحي لغيره.

قَالَ تَعَالَى:{فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [سورة القصص: ٥٠]  

المصدرالحادي والثلاثون: الأخذ عن الجن لاعن الله ورسوله.

قَالَ تَعَالَى:{وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً} [سورة الجن: ٦]

وقَالَ تَعَالَى:{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ} [سورة الأنعام: ١١٢ ]

وقَالَ تَعَالَى:{أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً} [سورة الكهف: ٥٠]

وقَالَ تَعَالَى:{وَيَوْمَ يِحْشُرُهُمْ جَمِيعاً يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الإِنسِ وَقَالَ أَوْلِيَآؤُهُم مِّنَ الإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِيَ أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَليمٌ} [ الأنعام: ١٢٨]

المصدرالثاني والثلاثون: الأخذ عن الأولياء لاعن الله ورسوله.

 قَالَ تَعَالَى:{اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهاً وَاحِداً لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} [سورة التوبة: ٣١]

وهومصدريتبعه كل من يريد الخروج عن شريعة محمدr.

المصدرالثالث والثلاثون: التعرف على الغيب بالرياضة والمجاهدة لابالوحي بواسطة محمد بن عبد الله عن جبريل عن الله. قَالَ تَعَالَى:{  وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ }آل عمران179

وهومصدريتبعه كل من يريد الخروج عن شريعة محمدr.

قَالَ تَعَالَى:{فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [سورة القصص: ٥٠]

 6-باب: لاعصمة لغيرالوحي.

  1-فصل:كل قول غيرقول الله,و رسولهrفليس بمعصوم.

قَالَ تَعَالَى:{وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [سورة الأنعام: ١٥٣]

و عَنْ عبد اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍt قَالَ: خَطَّ رَسُولُ اللَّهِ rخَطًّا بِيَدِهِ ثُمَّ قَالَ هَذَا سَبِيلُ اللَّهِ مُسْتَقِيمًا قَالَ ثُمَّ خَطَّ عَنْ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ ثُمَّ قَالَ هَذِهِ السُّبُلُ وَلَيْسَ مِنْهَا سَبِيلٌ إِلَّا عَلَيْهِ شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ ثُمَّ قَرَأَ (وَإِنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ)رواه أحمد([129]) حديث صحيح لغيره.

و عن أنسt قال:قال رسول اللهr(كل بني آدم خطاء . وخير الخطائين التوابون ) رواه بن ماجة([130]) حديث حسن لذاته([131])

 2-فصل: قبول أقوال العلماء والأئمة من غيردليل من الكتاب والسنة مصدر للضلال والعذاب لعدم عصمتهم.

قَالَ تَعَالَى:{ يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا{66} وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا{67} رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً} [ الأحزاب: ٦٦ – ٦٧]

و قَالَ تَعَالَى:{إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ{166} وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ} [ البقرة: ١٦٦ – ١٦٧]

وقَالَ تَعَالَى:{وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [سورة الأنعام: ١٥٣]

و عَنْ ثَوْبَانَt قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ)rإِنَّمَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِى الأَئِمَّةَ الْمُضِلِّينَ)رواه أبوداود([132]) حديث صحيح لذاته.

 3-فصل:استبدال الكتاب والسنة المعصومين بأقوال العلماء والأئمة غيرالمعصومين اتباع للشيطان.

 قَالَ تَعَالَى:{وَلَمَّا جَاءهُمْ رَسُولٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ كِتَابَ اللّهِ وَرَاء ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ{101} وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ}[البقرة: ١٠١ – ١٠٢ ]

وَعَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِى tقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ‬« لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ دَخَلُوا فِى جُحْرِ ضَبٍّ لاَتَّبَعْتُمُوهُمْ ». قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ آلْيَهُودَ وَالنَّصَارَى قَالَ « فَمَنْ ».رواه البخاري([133]) ومسلم([134])

 4- فصل: لايستوي من يستدل ويأخذ بالكتاب والسنة المعصومين ومن يستدل ويأخذ بأقوال وأفعال الأئمة والعلماء غيرالمعصومين.

قَالَ تَعَالَى:{أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ كَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ}[ محمد: ١٤]

وقَالَ تَعَالَى:{قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّيَ وَآتَانِي رَحْمَةً مِّنْ عِندِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنتُمْ لَهَا كَارِهُونَ}[سورة هود: ٢٨]

وقَالَ تَعَالَى:{قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَى بَيِّنَةً مِّن رَّبِّي وَآتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً فَمَن يَنصُرُنِي مِنَ اللّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ} [سورة هود: ٦٣]

  5- فصل: تجريد الفقه من أدلة الكتاب والسنة لبس للحق بالباطل.

 قَالَ تَعَالَى:{وَلاَ تَلْبِسُواْ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُواْ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ}[ البقرة: ٤٢]

وهذا ماوقع فيه أهل الكتاب.

 قَالَ تَعَالَى:{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ} [ آل عمران: ٧١]

وَعَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِى tقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ‬« لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ دَخَلُوا فِى جُحْرِ ضَبٍّ لاَتَّبَعْتُمُوهُمْ ». قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ آلْيَهُودَ وَالنَّصَارَى قَالَ « فَمَنْ ».رواه البخاري([135]) ومسلم([136])

فإن كان عليه دليل من الكتاب والسنة فلما يكتم.

قَالَ تَعَالَى:{إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ{159} إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُوْلَـئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [سورة البقرة: ١٥٩ - ١٦٠]

و قَالَ تَعَالَى:{إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُولَـئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّارَ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ{174} أُولَـئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ} [سورة البقرة: ١٧٤ – ١٧٥]

وإن لم يكن عليه دليل فكيف يقال أنه من عند الله وليس من عند الله. قَالَ تَعَالَى:{وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ} [سورة آل عمران: ٧٨]

وأخذ ذلك الفقه والقول به بلا دليل قول بلا علم.

قَالَ تَعَالَى:{إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ} [سورة النور: ١٥ ]

و القول بأن الإمام لايقول قولاً إلا وله دليل لانعلمه قول بعصمته وليس بمعصوم.

ومثله من يقول بأن الصحابي لايقول قولاً و لايفعل فعلاً إلا أن يكون النبيr قد قاله أوفعله وهذا قول بعصمته وليس بمعصوم.

 عن أنسt قال: قال رسول الله ﷺ‬ ( كل بني آدم خطاء . وخير الخطائين التوابون ) رواه بن ماجة([137]) حديث حسن لذاته.

و عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِt قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ rيَقُولُ( إِذَا حَكَمَ الْحَاكِمُ فَاجْتَهَدَ ثُمَّ أَصَابَ فَلَهُ أَجْرَانِ وَإِذَا حَكَمَ فَاجْتَهَدَ ثُمَّ أَخْطَأَ فَلَهُ أَجْرٌ ) رواه البخاري([138]) مسلم([139])

  6-فصل: لايقبل قول العالم ولافعله ولاتقريره إلا بدليل لعدم عصمته.

 قَالَ تَعَالَى:{وَقَالُواْ لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} [سورة البقرة: ١١١]

و قَالَ تَعَالَى:{أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} [سورة النمل: ٦٤ ]

و قَالَ تَعَالَى:{أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَذَا ذِكْرُ مَن مَّعِيَ وَذِكْرُ مَن قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُم مُّعْرِضُونَ} [ الأنبياء: ٢٤]

و قَالَ تَعَالَى:{قَالُواْ اتَّخَذَ اللّهُ وَلَداً سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ إِنْ عِندَكُم مِّن سُلْطَانٍ بِهَـذَا أَتقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} [ يونس: ٦٨]

و قَالَ تَعَالَى:{أَلَا إِنَّهُم مِّنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ{151} وَلَدَ اللَّهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ{152}أَصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ{153} مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ{154} أَفَلَا تَذَكَّرُونَ{155} أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُّبِينٌ} [ الصافات: ١٥١ – ١٥٦]

و قَالَ تَعَالَى:{سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَاء اللّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلاَ آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم حَتَّى ذَاقُواْ بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ أَنتُمْ إَلاَّ تَخْرُصُونَ} [ الأنعام: ١٤٨]

  7-فصل: لايقبل من العالم أي دليل إلا من الكتاب والسنة لأنهما المعصومان فقط .

قَالَ تَعَالَى:{لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَىَ وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [ الأنعام: ٧١]

وقَالَ تَعَالَى:{وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ} [ البقرة: ١٢٠]

وقَالَ تَعَالَى:{قُل لاَّ أَتَّبِعُ أَهْوَاءكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذاً وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ} [ الأنعام: ٥٦]

و قَالَ تَعَالَى:{إِنْ عِندَكُم مِّن سُلْطَانٍ بِهَـذَا أَتقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} [ يونس: ٦٨]

فصل: كل ماورد في فضل السلف من الصحابة والتابعين لهم بإحسان لايدل على قبول رأيهم لعدم عصمتهم وإنما يدل على قبول رواتهم لعدالتهم رضي الله عنهم ورضوا عنه.

قَالَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍt: (اتَّهِمُوا الرَّأْيَ فَلَقَدْ رَأَيْتُنِي يَوْمَ أَبِي جَنْدَلٍ وَلَوْ أَسْتَطِيعُ أَنْ أَرُدَّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ rأَمْرَهُ لَرَدَدْتُ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ).رواه البخاري([140])

وَعَنْ عَلِىٍّ tقَالَ:( لَوْ كَانَ الدِّينُ بِالرَّأْىِ لَكَانَ أَسْفَلُ الْخُفِّ أَوْلَى بِالْمَسْحِ مِنْ أَعْلاَهُ وَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ rيَمْسَحُ عَلَى ظَاهِرِ خُفَّيْهِ).رواه أبوداود([141]) حديث صحيح لذاته.

 7-باب: لاعصمة لشيء من مصادرالثنتين والسبعين.

الشيطان. قَالَ تَعَالَى:{وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ{3}كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَن تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ } [ الحج: ٣ – ٤]

الهوى. قَالَ تَعَالَى:{وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ }[ ص: ٢٦]

العقل المجرد. قَالَ تَعَالَى:{وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ{8} ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ } [ الحج: ٨ – ٩]

الأئمة. قَالَ تَعَالَى:{وَلاَ تَتَّبِعُواْ أَهْوَاء قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيراً وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السَّبِيلِ} [ المائدة: ٧٧]

وقَالَ تَعَالَى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّ كَثِيراً مِّنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ } [ التوبة: ٣٤]

وقَالَ تَعَالَى:{ وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا }[ الأحزاب: 68]

وقَالَ تَعَالَى:{وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ } [ الأنعام: ١١٦]

الجهل. عَنْ عبد اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ tقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الَّلهِ ﷺ‬ يَقُولُ: حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالًا فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا)رواه البخاري([142]) ومسلم([143])

الرأي عَنْ عبد اللهِ بْنِ عَمْرٍوtقَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ rيَقُولُ:(فَيَبْقَى نَاسٌ جُهَّالٌ يُسْتَفْتَوْنَ فَيُفْتُونَ بِرَأْيِهِمْ فَيُضِلُّونَ وَيَضِلُّونَ).رواه البخاري([144])

المتشابه.عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ الَّلهِ ﷺ‬ (إِذَا رَأَيْتِ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ فَأُولَئِكِ الَّذِينَ سَمَّى اللَّهُ فَاحْذَرُوهُمْ)رواه البخاري([145])ومسلم([146])

إلي غيرذلك من المصادرغيرالمعصومة.

 8-باب: التحذير من مصادر الثنتين والسبعين .

قَالَ تَعَالَى:{لاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ} [ المائدة: ٤٩]

فحذر من اتباع كل سبيل غير سبيل التنزيل.              

قَالَ تَعَالَى:{وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [سورة الأنعام: ١٥٣]

وحذر من اتباع سبيل الشيطان.

قَالَ تَعَالَى:{أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ{60} وَأَنْ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ{61} وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنكُمْ جِبِلّاً كَثِيراً أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ} [ يس: ٦٠ – ٦٢]

وقَالَ تَعَالَى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ} [ النور: ٢١]

 وقَالَ تَعَالَى:{وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ{3} كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَن تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِير} [ الحج: ٣ – ٤]

وحذر من اتباع سبيل الهوى. قَالَ تَعَالَى:{وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ}[ ص: ٢٦]

وحذر من اتباع سبيل الجهل.

 قَالَ تَعَالَى:{فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ} [ الأنعام: ٣٥]

وقَالَ تَعَالَى:{إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ} [ هود: ٤٦]

و قَالَ تَعَالَى:{وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} [ الأعراف: ١٩٩]

وعَنْ عبد اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ tقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الَّهِ ﷺ‬ يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنْ الْعِبَادِ وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالًا فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا)رواه البخاري([147]) ومسلم([148])

وحذر من اتباع سبيل الرأي.

قَالَ تَعَالَى:{إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ وَلَقَدْ جَاءهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى} [سورة النجم: ٢٣]

وَعَنْ عبد اللهِ بْنِ عَمْرٍوtقَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ rيَقُولُ إِنَّ اللَّهَ لَا يَنْزِعُ الْعِلْمَ بَعْدَ أَنْ أَعْطَاكُمُوهُ انْتِزَاعًا وَلَكِنْ يَنْتَزِعُهُ مِنْهُمْ مَعَ قَبْضِ الْعُلَمَاءِ بِعِلْمِهِمْ فَيَبْقَى نَاسٌ جُهَّالٌ يُسْتَفْتَوْنَ فَيُفْتُونَ بِرَأْيِهِمْ فَيُضِلُّونَ وَيَضِلُّونَ).رواه البخاري([149])

وحذر من اتباع سبيل العقل.

قَالَ تَعَالَى:{وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ{8} ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ} [ الحج: ٨ – ٩]

وحذر من اتباع سبيل المتشابه.

قَالَ تَعَالَى:{فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ} [ آل عمران: ٧]

وَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: تَلَا رَسُولُ اللَّهِ rهَذِهِ الْآيَةَ فَقَالَ إِذَا رَأَيْتِ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ فَأُولَئِكِ الَّذِينَ سَمَّى اللَّهُ فَاحْذَرُوهُمْ)رواه البخاري([150])ومسلم([151])

وحذر من اتباع سبيل الإيمان ببعض الكتاب دون بعض .

قَالَ تَعَالَى:{أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} [ البقرة: ٨٥]

 وحذر من اتباع سبيل الأشخاص.

قَالَ تَعَالَى:{وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ} [ المائدة: 49]

وقَالَ تَعَالَى:{وَلاَ تَتَّبِعُواْ أَهْوَاء قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيراً وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السَّبِيلِ} [ المائدة: ٧٧]

وقَالَ تَعَالَى:{إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ{166} وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ} [ البقرة: ١٦٦ – ١٦٧]

وحذر من اتباع سبيل الغيرة.

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ tقَالَ :كَانَتِ امْرَأَةٌ تُظْهِرُ فِي الإِسْلاَم ِ الْسُّوْءَ فَقَالَ الْنَّبِيُّ :ﷺ‬( لَوْ رَجَمْتُ أَحَداً بِغَيْرِ بَيِّنَةٍ لَرَجَمْتُ هَذِهِ).رَوَاهُ الْبُخَارِي([152]).

وحذر من اتباع سبيل الحماس.

قَالَ تَعَالَى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحَرِّمُواْ طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللّهُ لَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [سورة المائدة: ٨٧]

 وَعَنْ أَنَسِ بْنَ مَالِكٍ tقَالَ: قَالَ النبيr(أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لَأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وَأَتْقَاكُمْ لَهُ لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ وَأُصَلِّي وَأَرْقُدُ وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي)رواه البخاري([153])

وحذرمن اتباع سبيل فسقة العلماء والعباد.

قَالَ تَعَالَى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّ كَثِيراً مِّنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ } [ التوبة: ٣٤]

وحذر من اتباع سبيل الصالحين من العلماء والأئمة وترك الكتاب والسنة.

قَالَ تَعَالَى:{اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهاً وَاحِداً لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} [ التوبة: ٣١]

وحذر من اتباع سبيل السادة والكبراء والمشهورين.

قَالَ تَعَالَى:{يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا{66}وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا{67}رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً}[ الأحزاب: ٦٦ – ٦٨]

وحذر من اتباع سبيل الكثرة.

قَالَ تَعَالَى:{وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ} [ الأنعام: ١١٦]

وعَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِى سُفْيَانَt قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ‬ «إِنَّ هَذِهِ الْمِلَّةَ سَتَفْتَرِقُ عَلَى ثَلاَثٍ وَسَبْعِينَ ثِنْتَانِ وَسَبْعُونَ فِى النَّارِ وَوَاحِدَةٌ فِى الْجَنَّةِ » رواه أبو داود([154]) حديث حسن لغيره.

وحذر من اتباع سبيل المتقدمين.

قَالَ تَعَالَى:{بَلْ قَالُوا مِثْلَ مَا قَالَ الْأَوَّلُونَ} [سورة المؤمنون: ٨١]

 وقَالَ تَعَالَى:{أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءهُم مَّا لَمْ يَأْتِ آبَاءهُمُ الْأَوَّلِينَ} [سورة المؤمنون: ٦٨]

وحذر من اتباع سبيل الطائفة والحزب.

 قَالَ تَعَالَى:{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ بِمَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ نُؤْمِنُ بِمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرونَ بِمَا وَرَاءهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنبِيَاءَ اللّهِ مِن قَبْلُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} [ البقرة: ٩١]


خاتمة: في التعريف بالمتن.

اسمه: ثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنة.

نوعه: من متون العقيدة.

أهميته: ثالث متن يحفظ في العقيدة لأنه بمنزلة الأساس الذي يبنى عليه.

محتوى المتن إجمالاً: مقدمة وثلاثةكتب, وتسعة عشر باباً وخاتمة.

محتوى المتن تفصيلاً:  

أولاً:مقدمة.

ثانياً: كتاب افتراق الأمة وتحته ثلاثة أبواب.

ثالثاً:كتاب الواحدة التي في الجنة. وتحته ثمانية أبواب.

رابعاً:كتاب: ثنتان وسبعون في النار. وتحته ستة أبواب.


المدة المقدرة لحفظه.

1-شهر وأربعة أيام لمن يحفظ باباً كل يوم.

2-تسعة عشر يوماً. لمن يحفظ بابين كل يوم.

3- أربعة عشر يوماً . لمن يحفظ ثلاثة أبواب كل يوم.

وصلى الله على نبينا محمد,وعلى آله,وصحبه,وسلم




([1])الملة هي الدين قال تعالى{ قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [ الأنعام: ١٦١]

([2])صحيح مسلم (  باب معرفة الإيمان والإسلام)

([3])سنن أبى داود (باب شَرْحِ السُّنَّةِ)

([4])الترمذي ( باب   ما جاء في افتراق الأمة)

([5])داء يصيب الإنسان من عضة الكلب  يدخل منه كل عرق وعصب.

([6])سنن أبى داود  ( باب شَرْحِ السُّنَّةِ)

([7])صحيح مسلم ( بَاب اسْتِحْبَابِ إِطَالَةِ الْغُرَّةِ  )

([8])صحيح مسلم (  بَاب اسْتِحْبَابِ إِطَالَةِ الْغُرَّةِ  )

([9])سنن الترمذي ( باب ما جاء في افتراق الأمة)

([10])مسند أحمد رقم17142 (ج 28 / ص 367)

(1) سنن الترمذي ( باب مناقب أهل بيت النبيﷺ‬)

(2)سنن الترمذي (باب مناقب أهل بيت النبيﷺ‬)

(1)صحيح مسلم ( باب من فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه)

([14])مسند أحمد - (ج 7 / ص 436)

([15])صحيح مسلم ( باب معرفة الإيمان والإسلام)

([16])سنن أبى داود ( باب في كتابة العلم)

([17])صحيح البخاري ( بَاب رَحْمَةِ النَّاسِ وَالْبَهَائِمِ)

([18]) صحيح مسلم (  باب اسْتِحْبَابِ رَمْىِ جَمْرَةِ الْعَقَبَةِ يَوْمَ النَّحْرِ رَاكِبًا)

([19])- صحيح مسلم (باب حجة النبيr)

(2)-موطأ مالك  رقم  1395 (ج 5 / ص 371)

(3) -مشكاة المصابيح رقم186 (ج 1 / ص 40)   [ 47 ] ( حسن )

(1)صحيح مسلم (باب فَضْلِ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ )

(1) صحيح مسلم (باب فَضْلِ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ وَسُورَةِ الْبَقَرَةِ)

(1)صحيح البخاري  (  بَاب قَوْلِ النَّبِيِّ rلَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ )

(2)صحيح مسلم ( باب اتباع سنن اليهود )

(1)صحيح البخاري (  بَاب قَوْلِ النَّبِيِّ rلَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ )

(2)صحيح مسلم  ( باب اتباع سنن اليهود )

([28]) العسيف هو  الأجير

([29])صحيح البخاري ( بَاب الِاعْتِرَافِ بِالزِّنَا)

([30])صحيح مسلم (باب من اعترف على نفسه)

([31])صحيح البخاري ( بَاب كَيْفَ يُقْبَضُ الْعِلْمُ )

([32])صحيح مسلم  ( باب رَفْعِ الْعِلْمِ وَقَبْضِهِ وَظُهُورِ الْجَهْلِ )

([33])صحيح البخاري ( بَاب مَا يُذْكَرُ مِنْ ذَمِّ الرَّأْيِ  ) 

(1 ) صحيح البخاري (  بَاب قَوْلِ النَّبِيِّ rلَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ )

([35])صحيح مسلم ( باب اتباع سنن اليهود)

([36]) صحيح مسلم رقم1848ج3ص1476.

([37])صحيح البخاري( بَاب كَيْفَ الْأَمْرُ إِذَا لَمْ تَكُنْ جَمَاعَةٌ )

([38])صحيح مسلم (باب الأمر بلزوم الجماعة)

([39])صحيح البخاري ( بَاب قَوْلِ النَّبِيِّ rلَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ)

([40])صحيح مسلم ( باب اتباع سنن اليهود)

([41])مسند أحمد  رقم17142 (ج 28 / ص 367)

([42])صحيح البخاري  ( بَاب مَا يُذْكَرُ مِنْ ذَمِّ الرَّأْيِ وَتَكَلُّفِ الْقِيَاسِ )

([43])صحيح البخاري (  بَاب مَا جَاءَ فِي اجْتِهَادِ الْقُضَاةِ )

([44])سنن أبى داود ( باب كيف المسح)

 (2)صحيح مسلم ( باب جواز التمتع)

(3)صحيح مسلم ( باب جواز التمتع)

([47])صحيح البخاري  ( بَاب التَّمَتُّعِ  )

(1)صحيح البخاري (  بَاب التَّمَتُّعِ  )

(2)صحيح البخاري (بَاب الصَّلَاةِ بِمِنًى)

(3)صحيح مسلم (باب قصر الصلاة بمنى)

(4)صحيح مسلم (باب مَا يَلْزَمُ مَنْ أَحْرَمَ بِالْحَجِّ )

([52])ينضخ : تفوح منه رائحة الطيب.

([53])صحيح البخاري ( بَاب إِذَا جَامَعَ ثُمَّ عَادَ  )

([54])صحيح مسلم (باب الطيب للمحرم )

(1) صحيح مسلم  ( باب استحباب إفاضة الماء على الرأس )

([56])صحيح البخاري ( بَاب قَوْلِ النَّبِيِّ rلَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ )

([57])صحيح مسلم ( باب اتباع سنن اليهود )

([58])صحيح مسلم (  بَاب اسْتِحْبَابِ إِطَالَةِ الْغُرَّةِ وَالتَّحْجِيلِ فِي الْوُضُوءِ )

([59])صحيح مسلم (  بَاب اسْتِحْبَابِ إِطَالَةِ الْغُرَّةِ وَالتَّحْجِيلِ فِي الْوُضُوءِ )

(1)   المعجم الكبير للطبراني رقم 13673  (ج 12 / ص 7)

([61])صحيح البخاري (  بَاب قَوْلِ النَّبِيِّ rلَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ )

([62])صحيح مسلم (باب اتباع سنن اليهود )

([63])صحيح البخاري (  بَاب إِذَا اصْطَلَحُوا عَلَى صُلْحِ جَوْرٍ فَالصُّلْحُ مَرْدُودٌ)

([64])صحيح مسلم ( باب نقض الأحكام الباطلة )

([65])صحيح مسلم (باب نقض الأحكام الباطلة)

([66])صحيح مسلم ( بَاب اسْتِحْبَابِ إِطَالَةِ الْغُرَّةِ  )

([67])صحيح مسلم ( بَاب اسْتِحْبَابِ إِطَالَةِ الْغُرَّةِ  )

([68])صحيح البخاري (  بَاب قَوْلِ النَّبِيِّ rلَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ )

([69])صحيح مسلم ( باب اتباع سنن اليهود )

([70])صحيح البخاري ( بَاب كَيْفَ الْأَمْرُ إِذَا لَمْ تَكُنْ جَمَاعَةٌ )

([71])صحيح مسلم (باب الأمر بلزوم الجماعة )

([72])صحيح البخاري (بَاب كَيْفَ يُقْبَضُ الْعِلْمُ )

([73])صحيح مسلم( باب رَفْعِ الْعِلْمِ وَقَبْضِهِ وَظُهُورِ الْجَهْلِ )

([74])صحيح البخاري (  بَاب قَوْلِ النَّبِيِّ rلَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ )

([75])صحيح مسلم (باب اتباع سنن اليهود )

([76])- صحيح مسلم (باب حجة النبيr )

(4)-موطأ مالك  رقم  1395 (ج 5 / ص 371)

([78])صحيح البخاري ( بَاب (مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ)

([79])صحيح مسلم (باب النَّهْىِ عَنِ اتِّبَاعِ مُتَشَابِهِ الْقُرْآنِ  )

([80]) صحيح البخاري ( بَاب مَا يُذْكَرُ مِنْ ذَمِّ الرَّأْيِ  ) 

([81])صحيح البخاري ( بَاب قَوْلِ النَّبِيِّ rلَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ )

([82])صحيح مسلم ( باب اتباع سنن اليهود )

([83])سنن أبى داود ( باب ذكر الفتن ودلائلها )

([84]) صحيح مسلم رقم1848ج3ص1476.

([85])   صحيح البخاري رقم29ج1ص52 

([86])صحيح مسلم رقم 3139ج8ص479

([87]) صحيح مسلم رقم1848ج3ص1476.

([88])صحيح مسلم ( باب اللعان)

([89])صحيح البخاري ( بَاب قَوْلِ النَّبِيِّ rلَا شَخْصَ أَغْيَرُ مِنْ اللَّهِ)

([90])صحيح مسلم ( باب اللعان)

([91]) صحيح البخاري(كتاب الطلاق باب قول النبيr لو كنت راجماً بغير بينة)

([92])صحيح البخاري (بَاب التَّرْغِيبِ فِي النِّكَاحِ )

([93])صحيح البخاري ( بَاب الشُّرُوطِ فِي الْجِهَادِ )

(1)السنن الكبرى للنسائي رقم 11547 (ج 6 / ص 474)

([95]) صحيح البخاري ( بَاب إِذَا وَكَّلَ رَجُلًا فَتَرَكَ الْوَكِيلُ شَيْئًا فَأَجَازَهُ الْمُوَكِّلُ فَهُوَ جَائِزٌ. )

([96])سنن أبى داود ( باب شَرْحِ السُّنَّةِ)

([97]) سنن الترمذي (باب ما جاء في افتراق الأمة)

([98])صحيح البخاري (  بَاب قَوْلِ النَّبِيِّ rلَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ )

([99])صحيح مسلم ( باب اتباع سنن اليهود )

(1)   المعجم الكبير للطبراني رقم 13673  (ج 12 / ص 7)

([101])صحيح البخاري( بَاب قَوْلِ النَّبِيِّ rلَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ )

([102])صحيح مسلم ( باب اتباع سنن اليهود)

([103])صحيح البخاري (  بَاب قَوْلِ النَّبِيِّ rلَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ)

([104])صحيح مسلم (باب اتباع سنن اليهود)

([105])مسند أحمد  رقم17142 (ج 28 / ص 367)

([106])سنن أبى داود (باب ذكر الفتن ودلائلها)

([107])صحيح مسلم ( باب كون النهي عن المنكرمن الإيمان )

([108])صحيح مسلم ( باب كون النهي عن المنكرمن الإيمان )

([109])صحيح مسلم ( باب كون النهي عن المنكرمن الإيمان )

([110])صحيح البخاري (باب التوجه نحوالقبلة)

([111])صحيح البخاري ( بَاب أَجْرِ الْحَاكِمِ إِذَا اجْتَهَدَ فَأَصَابَ أَوْ أَخْطَأَ )

([112])صحيح مسلم (باب بَيَانِ أَجْرِ الْحَاكِمِ إِذَا اجْتَهَدَ فَأَصَابَ أَوْ أَخْطَأَ)

([113])صحيح مسلم ( باب كون النهي عن المنكرمن الإيمان )

([114])صحيح البخاري ( باب صفة النبيr )

([115])صحيح مسلم ( باب مباعدته للأثام )

([116])سنن أبى داود (باب ذكر الفتن ودلائلها)

([117])سنن ابن ماجه ( باب ذكرالتوبة )

([118])سنن ابن ماجه ( باب ذكر التوبة)

([119]) صحيح البخاري ( بَاب مَا يُذْكَرُ مِنْ ذَمِّ الرَّأْيِ   )

([120])سنن أبى داود ( باب كيف المسح)

([121])مسند أحمد رقم15864   (ج 25 / ص 198)

([122])مسند أحمد رقم15156   (ج 23 / ص 349)

([123])صحيح البخاري (  بَاب قَوْلِ النَّبِيِّ rلَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ )

([124])صحيح مسلم ( باب اتباع سنن اليهود )

([125])صحيح البخاري (بَاب قَوْلِ النَّبِيِّ rلَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ)

([126])صحيح مسلم (باب اتباع سنن اليهود )

([127]) صحيح مسلم (باب تحريش الشيطان وبعثه )

([128]) صحيح مسلم ( باب تحريش الشيطان وبعثه).

([129])مسند أحمد - (ج 7 / ص 436)

([130])سنن ابن ماجه ( باب ذكرالتوبة )

([131])صحيح ابن ماجة رقم 4241 (ج 2 / ص 418)

([132])سنن أبى داود (باب ذكر الفتن ودلائلها )

([133])صحيح البخاري (  بَاب قَوْلِ النَّبِيِّ rلَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ )

([134])صحيح مسلم (باب اتباع سنن اليهود )

([135])صحيح البخاري (بَاب قَوْلِ النَّبِيِّ rلَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ )

([136])صحيح مسلم ( باب اتباع سنن اليهود)

([137])سنن ابن ماجه ( باب ذكر التوبة)

([138])صحيح البخاري (بَاب أَجْرِ الْحَاكِمِ إِذَا اجْتَهَدَ فَأَصَابَ أَوْ أَخْطَأَ )

([139])صحيح مسلم (  باب بَيَانِ أَجْرِ الْحَاكِمِ إِذَا اجْتَهَدَ فَأَصَابَ أَوْ أَخْطَأَ )

([140])صحيح البخاري ( باب غزوة الحديبية )

([141])سنن أبى داود (باب كيف المسح )

([142])صحيح البخاري ( بَاب كَيْفَ يُقْبَضُ الْعِلْمُ )

([143])صحيح مسلم ( باب رَفْعِ الْعِلْمِ وَقَبْضِهِ وَظُهُورِ الْجَهْلِ )

([144])صحيح البخاري (بَاب مَا يُذْكَرُ مِنْ ذَمِّ الرَّأْيِ  ) 

([145])صحيح البخاري (  بَاب (مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ)

([146])صحيح مسلم (باب النَّهْىِ عَنِ اتِّبَاعِ مُتَشَابِهِ الْقُرْآنِ  )

([147])صحيح البخاري (بَاب كَيْفَ يُقْبَضُ الْعِلْمُ )

([148])صحيح مسلم ( باب رَفْعِ الْعِلْمِ وَقَبْضِهِ وَظُهُورِ الْجَهْلِ)

([149])صحيح البخاري (بَاب مَا يُذْكَرُ مِنْ ذَمِّ الرَّأْيِ )  

([150])صحيح البخاري ( بَاب (مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ)

([151])صحيح مسلم (باب النَّهْىِ عَنِ اتِّبَاعِ مُتَشَابِهِ الْقُرْآنِ) 

([152])صحيح البخاري (باب قول النبيr لو كنت راجماً بغير بينة )

([153])صحيح البخاري ( بَاب التَّرْغِيبِ فِي النِّكَاحِ)

([154])سنن أبى داود (باب شَرْحِ السُّنَّةِ )